فارس بصدمة: أنت بتعمل ايه هنا؟ سليم باقتضاب: مبعملش فارس بغضب و عصبيه: ايه علاقتك بيهم سيلا بوهن: هو ميعرفش حاجه عني أشار لها فارس ليوقفها عن الحديث و قال بحدة: ايه علاقتك بيها؟ تنهد سليم و قال: و لا حاجه يا فارس و خلينا نمشي فارس بسخرية: تمشوا؟! -اهاا هنمشي و بلاش تمنعني عشان انت عارف كويس اني هاخدهم سواء بمزاجك أو غصبن عنك فارس بغضب و زمجرة: سليم انت اتجننت و لا إيه؟
فقدت سيلا وعيها، لحق سليم بيها قبل أن تسقط و قال: على الأقل اسمعها الأول فارس بدهشة: بجد دا من امتى؟! جيرمين ببكاء: من فضلك أجلي دا دلوقتي سيلا عندها سيولة في الدم و كدا ممكن تتصفي اتصل فارس بأحمد و أخبره قائلا: هربت يا احمد اتحركوا نظر فارس إلى سليم و قال: رجلي على رجلكم و بعد ما تفوق هقبض عليها ذهبوا إلى المنزل، صعد سليم إلى غرفته و كان يحملها، و بعد دقائق الدكتور وصل تفحصها و مضدد لها الجرح و ذهب.
دخل فارس إليهم و قال: هتفوق امتى؟ سليم بضيق: قدامك اهي لسه مفاقتش و مش عايزين هشام يحس بحاجه و على العموم هو برا مسدت جيرمين على رأسها و قالت ببكاء: سيلا، سيلا... استعادت سيلا وعيها، رتبت جيرمين على يدها و قالت: انتي كويسه أومأت برأسها و قامت تجلس و نظرت حولها و علمت بأنها غرفة سليم و فارس يقف يريد الإجابة على أسئلته و بالطبع اعتقالها بعد ذلك فهو لم يتركها تنهدت سيلا و قالت: انا هسلم نفسي خلاص.
فارس بجدية: يبقى أفضل، و دلوقتي تجوبي على كل اسالتي نظرت سيلا إلى جرمين باستياء و قالت: حاضر بس جيرمين ملهاش علاقه بحاجه و لا سليم فارس بضيق: تمام، نبدأ بقا، ليه قتلتي عابد؟ سيلا ببكاء: انا مقتلتش حد والله فارس بعصبية: اومال مين قتله؟ -انا هحكيلك كل حاجه من الأول يعني ما ساعه ما بابا #فلاش باك.
طرقت سيلا غرفة والدها و دخلت و لكن وجدته نائم، ابتسمت و قالت: سوري يا حبيبي اتاخرت انهاردة ملحقش اتعشي معاك، وضعت يدها عليه و لكن تعجبت عندما وجدته حرارته منخفضة سيلا بتوتر: بابا، أخذت انفاسها تعلو و تبهط و هبطت دموعها بغزارة بابا صرخت بقوه و استمرت في ذلك، تصرخ و تبكي بجواره دخلت عمتها كارمن و قالت: مالك؟ في ايه؟ -بابا مات وضعت كارمن يدها على فمها و قالت بصدمة: فريد... تنهد فارس و قال: و بعدين؟
مسحت سيلا دموعها و قالت: و لا حاجه اتصلت بعمي صفوت و جي هو وزياد و بابا ادفن و اتعمل العزا في اليوم التاني، فضلت اول اسبوع في البيت مش بخرج و لا بكلم حد و جيرمين كانت قاعدة معايا عشان مبقاش لوحدي حتى عمتي كانت مشيت و سابتني فارس بتساؤل: و عمتك كانت عايشه معاكم؟
تنهدت سيلا و أكملت حديثها: عمتي مش متجوزه و عشان كدا كانت عايشه معانا خصوصا احنا لأن انا مامتي ماتت و انا عندي ست سنين، و بعد ما عمي ما مرات عمي ماتت هي بقيت بتقعد عنده برضو -ايه علاقتك بعابد المحاسب المالي للشركة؟ -بعد مرور اسبوع من وفاة بابا، المحامي قال إنه كتب ليا كل حاجه اللي هي الشركة و الفيلا يعني انا ليا حق الإدارة و التصرف، فأنا قررت اني اسيب الشركة لعمي لاني مفهمش فيها حاجه فلاش باك.
كانت سيلا تجلس مع جيرمين في المنزل، فهي فقدت آخر شخص من عائلتها و اصحبت وحيدة تماما كانت تشعر بأنها ستواجه معاناة كثيرة في حياتها القادم، و كانت جيرمين لا تفارقها و تحاول التخفيف عنها بايه طريقه جيرمين بتساؤل: سيلا انتي هتسيبي كل حاجه لعمك -اهاا يا جيرمين، هو عارف كل حاجه عن الشركة و اكيد مش هيسرق بنت اخو.
جيرمين بعدك اقتناع: لا هيسرقها يا سيلا انتي عارفه ان عمك مش كويس، دا مسالش عنك حتى و لا هو و لا الحربايه اللي اسمها كارمن تنهدت سيلا باستياء و قالت: مش مهم انا زهقت اصلا دخل صفوت لهم بعد أن فتحت له الخدامة، و قال: سيلا التفتت سيلا و قالت: اتفضل يا عمي جلس صفوت و قال: معلش يا بنتي مشغول استأذنت جيرمين و قامت، تريث صفوت و قال: بصي يا سيلا عايزة اتكلم معاكي -اتفضل تحمم صفوت و قال بتردد: عايزك تتجوزي زياد.
تغيرت ملامحها و قالت بارتباك: حضرتك عارف اني مش موافقه و الموضوع دا بابا قفله تنهد صفوت و قال: ليه؟، من الاخر كدا فلوس اخويا مش هتطلع برا و انتي و لا ليكي في إدارة و لا في حسابات و انا مش هستني لما تتجوزي واحد و يروح ياخد كل حاجه قطبت ملامحها و قامت وقفت و تحدثت بنبرة حادة: والله يا عمي انا حره أعمل اللي اعمله، دي فلوس بابا و هو سبها ليا و انا مش هتجوز ابنك صفوت بغضب: هو مش بمزاجك و هتتجوزي غصبن عنك.
سيلا بعصبية: انا مش طفله عشان اتجوز غصبن عني و بعدين انا مش هتجوز ابنك المجنون دا؟ صفوت بخبث: قصدك ايه؟ زفرت سيلا بحنق فهي لم تكن تقصد ذلك و قالت بقلق: و لا حاجه بس هو كان متجوز و انا مش بحبه و بالتأكيد لم تكن تلك الحجة منطقية بالنسبة لصفوت فبالتأكيد هناك سبب آخر -كانت خطيبته بس و بعدين حتى لو كان متجوز فين المشكلة سيلا بنفاذ صبر: انا مش عايز و ياريت الموضوع دا ميتفتحش تاني.
صفوت بلوم: ماشي يا بت أخويا لما نشوف ذهب صفوت و رجعت جيرمين لها و قالت: عايز ايه؟ -معرفش يا جيرمين انا خايفه اوي رتبت عليها جيرمين و قالت: متخافيش يا حبيبتي و احنا لازم نروح الشركة و نفهم ايه اللي بيحصل هناك سيلا بتفكير: تفتكري؟! -اكيد دا حقك يا سيلا و لو في حاجه هنتصرف.
و فعلا سمعت كلام جيرمين و روحنا الشركة في اليوم التاني، انا كنت متأكدة أن عمي مش عايز يدخلني الشركة نهائي و موضوع جوازي من زياد ابنه همه الأول و الاخير منه الشركة، دخلنا مكتب بابا و عرفنا من الموظفين أن عمي مش موجود، فضلت ادور في الورق انا و جيرمين عشان نفهم الشغل ماشي ازاي بس حاجه تانيه ظهرت قطعت تفكيرنا طرق باب المكتب و دخل عابد، نظرت له جيرمين بتعجب: اتفضل؟ -انا عابد المحاسب المالي للشركة.
كانت سيلا قد سمعت عنه الكثير من والدها فهو شاب طموح و مكافح و لكن لماذا هو الآن بداخل مكتبها؟ -اتفضل يا استاذ عابد جلس عابد و قال بتوتر: انا مش عارف ابدا منين بس انا اكتشفت الكلام دا من اسبوع و بلغت فريد بيه و هو مات و لازم حضرتك تعرفي شعرت سيلا بالقلق و نظرت إلى جيرمين بخوف و قالت: اتفضل اتكلم -صفوت بيه اختلس أموال من الشركة و عقد صفقات وهميه دا غير المشاريع اللي بتخلص من غير ايه حسابات.
سيلا بصدمة: ممكن توضح اكتر تنهد عابد و قال: صفوت بيه بعد ما شركته افلست اشتغل هنا مع والدك، و من ساعه ما دخل الشركة في حاجات غربيه بدأت تظهر، حسابات وهميه ملهاش إثر، حتى القوائم المالية لما اترجعت اكتشفت انها فيها اختلاس كبير جدا و انا عندي كل الأوراق اللي تثبت كلامي، ملحقتش اوديها لفريد بيه و مفيش غيرك دلوقتي سيلا بصدمة: لازم أبلغ البوليس.
عابد باستياء: فعلا و انا محضر الأدلة كلها المهم الكلام دا يفضل سر بينا لحد ما نوصل الملف للشرطة جيرمين بتساؤل: الملف فين؟ -في البيت عندي، بس انا عايز اثبت الصفقات المشبوهة اللي قام بيها و بكدا نضمن انه يدخل السجن و ميطلعش منه سيلا بتفكير: ازاي؟! -مش عارف بس اكيد هنوصل للحقيقة و اظن ان احنا ممكن نلاقي حاجه في الشركة أو بيته.
نظر لها فارس و قال: فين الأوراق دي و ليه اتقتل و ايه خبر جوازكم دا؟ و انت ليه مكنتش عايزة تجوزي زياد و فين خطيبته دى؟ زفر سليم بحنق و قال: ما كفاية أسئلة يا فارس نظر له فارس بحده و قال: شغلي يا سليم بيه تنهدت سيلا و قالت: عدا علينا تلت أيام و عابد كان بيدور فعلا و انا كنت بنزل الشركة كل يوم عشان اشوف اللي بيحصل و هو كان بيقولي اعمل ايه؟
و في اليوم الخامس قبل ما اروح الشركة الصبح لاقيت زياد مستنيني قدام البيت كان زياد يقف في انتظارها أمام الباب، مستندا على سيارته و قال بابتسامة: سيلا نظرت له سيلا بحيرة فهي لم تعلم ما المصيبة المقدمة لها الآن و قالت بتساؤل: نعم يا زياد خير -هنتجوز امتى؟ نفخت سيلا بضيق و قالت: جواز ايه انت اهبل، بص يا زياد انسى الموضوع دا خالص.
قبض على ذراعها بعنف و قال بحده: بلاش انا يا سيلا و انا هتجوزك غصبن عنك مش بمزاجك سيلا بغضب: لوسمحت زياد متنساش نفسك و انا مش هتجوزك اها و نسيت اقولك انا و عابد اتخطبنا احتددت نظرته و قال بغضب: نعم؟ ازاي و امتي؟ -الموضوع ميخصكش اصلا و تركته و ذهبت إلى سيارتها، شعر زياد بأنه يحترق و أراد تحطيمها ركبت سيلا سيارتها و اتصلت بعابد و قالت: انت فين؟ -في الشركة.
سيلا بتردد: عابد انا قولت لزياد اننا اتخطبنا و الكلام مؤقت بس لحد ما اخلص منه هو و عمي -عادي يا سيلا و بعدين حد طايل يتجوز واحده بالجمال دا ابتسمت سيلا و قالت: عايزة الخبر ينتشر بين الموظفين و انا كلها نص ساعه و جايه مكنتش اعرف ان كل الأخبار بتتنشر في الشركة و ان في جواسيس تابعه لعمي و كل حاجه عملها عابد و انا و جيرمين بتوصله، عدا يومين كمان و لا شوفت زياد و لا عمي كلمني في حاجه.
و كالعادة كنت في البيت انا و جيرمين، عابد بعتلي و قالي انه لاقي الدليل و خلاص هينزل يبلغ و طلب مني اروح لي عشان اشوفه نزلنا انا و جيرمين كانت الساعة ٨ بليل و دي كانت أول مره اروح بيته دخلنا للعمارة و مكنش في بواب، وقتها حسيت ان في حاجه غلط بس برضو في احتمال انه راح يشتري حاجه مثلا طلعنا في الأسانسير خرجنا منه وخبطت على الباب... جيرمين بدهشة: سيلا الباب مفتوح.
نظرت سيلا لها بعدم ارتياح و قالت: اهاا بس هو فاتح الباب ليه؟ دخلت سيلا و تابعتها جيرمين، شهقت سيلا بصدمة و اتجهت ناحيته و قالت: عابد... فهو كان ممدد على الأرض و الدماء تسيل من حوله، كانت جيرمين مصدومة هي الآخرى و لا تصدق عينها و من الواضح أن ذلك فخ لهم، كان عابد فارق الحياة فلم يقول لهم شي بكت سيلا لأنها كانت تشعر بالذنب فهي السبب في ذلك جيرمين بتوتر: سيلا لازم نمشي دا فخ اكيد مش عابد اللي بعت الرسالة.
سيلا ببكاء: اتقتل بسببي يا جيرمين اقتربت منها و اسندتها قائله: انجزي يا سيلا لازم نمشي خرجوا من الشقة و لكن كان الأسانسير معلق، زفرت جيرمين بضيق و قالت: تعالى ننزل من على السلم احست جيرمين بأصوات أقدام على السلم، نظرت إلى سيلا و قالت: حد معلق الأسانسير و تقريبا البوليس طالع على السلم. تقف عقلها عن التفكير و قالت بتوتر: مش عارفه افكر يا جيرمين و مش قادرة اتحرك حتى.
نظرت جيرمين إلى الدارج و قالت: تعالى نطلع فوق صعدوا الدارج بسرعة حتى وصلوا إلى السطح سيلا بقلق: هنعمل إيه؟ جيرمين بتفكير: معرفش، اكيد في مخرج نظرت جيرمين في أرجاء السطح لعلها تجد مخرج و قالت: تعالى ننط سيلا بدهشة: انتي عارفه أحنا الدور الكام؟ -سيلا انجزي قبل ما حد يطلع احنا هننزل على السطح التاني صعدت جيرمين على السور و قالت: المسافة مش كبيرة بس خدي بالك عشان في فرق بين السطحين سيلا بخوف: مش هقدر.
سمعوا أصوات أقدام تقترب منهم، أمسكت جيرمين يدها و قفز الاثنان معا، و نزلوا على السطح الأخرى و جرحت كل منهم، كانت سيلا تفقد وعيها، خبطت جيرمين على وجهها بخفه و قالت: سيلا فوقي استعادت سيلا وعيها و قالت: انا كويسه -بعدها خرجنا من العمارة و ركبنا تاكسي و مشينا في اليوم دا روحت البيت عند جيرمين لأن كالعادة كنت بنزف عكس الطبيعي بسبب سيولة الدم اللي عندي مع ان الجروح كانت بسيطة.
و في اليوم التاني رجعت البيت و انا علاقتي ببعض الموظفين كانت كويسه ودول اللي كنت اعرفهم، فلما انت روحت هناك عشان تسأل عمي و هو قال عليا انا، حد قالي و انا هربت من البيت و انت كنت هتخبطني بالعربية تذكر فارس الفتاة التي وقعت امام سيارته و قال: امممم، و اومال ليه عمك قال انك اتخنقتي مع عابد -ايوه انا و عابد عملنا تمثيلة اننا بنتخانق و كدا عشان عمي ميشكش فينا بس طبعا هو كان مراقب كل حاجه و استغل دا ضدي.
-و أيه حوار زياد؟ و اي سبب رفضك لي نظرت سيلا إلى جيرمين بتوتر و قالت: عادي مش بحبه فارس بعدم تصديق: مش سبب قوي يعني و فين خطيبته -بابا كان رافض و هو حصل مشكلة مع خطيبته و كدا معرفش كتير بس كل اللي اعرفه اني مكنش ينفع أوفق عليه نظر سليم إلى فارس و قال: ايه قرارك فارس بتفكير: حتى لو بريئة اسمها هربانه و لازم تسلم نفسها سيلا بحزن: تمام انا موافقه اسلم نفسي.
اخذ سليم فارس و خرج من الغرفة و قال: هتخليها تسلم نفسها -انا ظابط يا سليم و مش هخاطر بمستقبلي و اظن انك عارف كم الفضائح و المصايب اللي ممكن تيجي لينا اتنهد سليم و قال: تمام براحتك بس بلاش اسمي يجي في حاجه -تمام يا سليم و لينا كلام مع بعض بس لما اخلص الموضوع دا... دخل فارس و قال: ياريت يا جيرمين تتفضلي تروحي و سيلا هتيجي معايا قامت سيلا و نظرت إلى جيرمين بحزن و قالت: روحي انتي تمام.
هزت جيرمين رأسها، و ذهبت سيلا مع فارس إلى القسم و قال: خليكي في المكتب لحد ما ادخل للوا و أرجع اومأت برأسها، و كانت تشعر بالخوف و تفرك اصابعها بتوتر... ذهب فارس إلى مكتب اللواء و لكنه لم يجده بالداخل، زفر بضيق و ذهب إلى مكتبه و لكن لم يجد سيلا بالداخل...
خرج فارس من المكتب و كانت تشعر بالخوف و تفرك اصابعها بتوتر فهي تخشى أن تقضي باقي حياتها بالسجن في جريمة لم تفعلها، دخل عسكري لها و قال: انسه سيلا اتفضلي معايا سيلا باستغراب: فين فارس؟ -هو طلب مني اني اجيبك تنهدت سيلا و كانت تشعر بالخوف، قامت معه و سألت باستفسار: هو برا -ايوه خرجوا من القسم و ابتعدوا خطوة عنه، مرت سيارة من أمامهم و اخذتها، قام من بداخلها بتخديرها حتى فقدت الوعي من انتي؟
دخل فارس المكتب و نفخ بضيق عندما وجده فارغ فهي خدعته و هربت، سأل عنها و لكن لم يتلقى إجابة مفيدة اتصل بسليم و انتظر رده و قال: تعرف راحت فين؟ سليم باستغراب: مين دي؟ فارس بعصبيه: سيلا هربت اعتدل سليم في جلسته و قال بدهشة: هربت منك ازاي يعني؟ فارس بحيرة: معرفش بس اقسم بالله مش هسيبها تنهد سليم و قال ببرود: مكبر الموضوع اوي انت بقولك بلغ عنها أو سيب القضية سهلة يعني.
زفر فارس بضيق و قفل الخط فسليم يتميز ببرود الأعصاب.
استعادت سيلا وعيها و فتحت عينها ببط و تذكرت ما حدث، قامت مفزوعة و لكنها احست بثقل أطرافها و سمعت القيود الحديدية، هزت بعنف شديد و بعدها توقفت فهي لم تستطيع نزعها دخل زياد إليها و قال بابتسامة: سيلا نظرت له بتوجس و ابتلعت ريقها قائلة: ايه اللي انت عمله فيا دا؟ اقترب منها و جلس بجوارها على الفراش و مرر انامله على وجهها و قال: عامل إيه؟ بعدت وجهها و قالت بغضب: بطل قرف بقا.
احتفظ بهدوئه و قال: بتعجبني اوي -زياد بلاش جنان من فضلك و سيبني امشي -ليه تمشي؟ و بعدين مين اللي جي دا يعرفك، دا اللي انتي هربتي معاه صح نظرت له بدهشة و قالت بعدم استيعاب: زياد انت فاهم انت بتقول ايه و لا؟ انا مستحيل افكر فيك اصلا، و انا معرفش مين اللي جي دا اسال نفسك نظر لها بغضب و قال: تمام خليكي كدا لحد ما تنطقي هزت ساعديها بعنف و قالت بصراخ: انت مجنون خليني امشي.
اوصد عينه لوهله ليبعد ذلك الغضب الذي احتل قلبه و قبض على عنقها بعنف و قال بنرفزة: اسكتي احسن بدل ما اوريكي الجنان بجد، و اعرفي انك لو مش هتكوني ليا فمش هتكوني لغيري لاني هقتلك خرج زياد من الغرفة مسرعا فهو أوشك على فقد أعصابه كليا و ذلك اخر شي يريده، جلس على الاريكة و أشعل سيجارته و أخذ ينفث الدخان بشراهة و غضب.. من انتي؟ ذهب فارس إلى المنزل و صعد إلى غرفه سليم، اقتحم الغرفة و فتح الاضواء.
تقلب سليم في فراشه بضيق و قام قائلا: في ايه؟ فارس بعصبية: في إني البت مشيت و استغفلتني و انت عارف مكانها سليم بدهشة: هعرف مكانها ليه؟ عاشقها في الضلمة مثلا فارس بغضب: ونبي بلاش برودك دا يا شيخ، عايز اروح لجيرمين سليم بتعجب: فارس دا مش وقته و بعدين تلاقيها هربت سهله يعني -اتصرف يا سليم انا هتجنن سليم ببرود: فارس انت ظابط، انا مالي بالموضوع؟ فارس بزمجرة: عايز اوصل ليها و انت اللي عارفها.
زفر سليم بضيق و قال: و لا أعرفها اصلا يا ابني دا انا لسه عارف انها بنت اصلا -عايز أكلم جيرمين سليم باقتضاب: مش انت ظابط و معاك بياناتها، هات رقمها و كلمها نظر له فارس بضيق و قال: نفسي اشوفك عامل حاجه عدله قبل ما اموت ابتسم سليم باقتضاب و قال ببرود: الله يرحمك جلس فارس على الاريكة، كان سليم يراقبه بضيق و قال: في اوضتي؟ -اهاا ما انت لازم تساعدني.
اتصل فارس بعلاء و طلب منه إرسال بيانات جيرمين، و انتظره لمده ساعه ارسل له الملف على الواتساب و الرقم الخاص بها، اخذه و اتصل لم ترد جيرمين عليه لاستغرابها الرقم و كانت منشغله بالبكاء على صديقتها التي ظنت انها في الحجز ردت على الهاتف و قالت: نعم؟ زفر فارس بضيق و قال: جيرمين -اهاا انا مين معايا بقا؟ -فارس، سيلا هربت اتسعت عينها بدهشة و قالت بصدمة: سيلا هربت ازاي يعني؟
تنهد فارس و قال: دا على أساس انك مش عارفه غضبت جيرمين فكيف يواجه لها اتهام مثل هذا فهو من اخذها و قالت بغضب: حضرتك اللي خدتها، بس اقسم بالله لو سيلا حصلها حاجه هحملك المسئولية تمالك فارس غضبه بهدوء و قال بحده: تمام، هي دلوقتي هربانه و انا معرفش مكانها و انتي متعرفش المفروض أعمل إيه؟ -يعني ايه صاحبتي فين؟ تنهد فارس و قال بضيق: معرفش سيبتها في المكتب رجعت ملقتهاش -اعمل ايه طيب انا معرفش حاجه والله.
-اكيد انتي عارفه صاحبتك ممكن تروح فين؟! و لو عرفتي قوليلي..
كانت سيلا لم تمتنع عن الصراخ، و تهز أطرافها بعنف لعلها تحرر نفسها من تلك القيود اللعينة، كان زياد يستمع إلى صوتها بالداخل، فزفر بحنق و دخل لها قائلا بصوت مرتفع: كفايه.. سيلا بغضب: فكيني يا حيوان اعتصر قبضة يده و جز على أسنانه بعنف و قال: مين اللي خدك؟ زفرت سيلا بضيق و قالت: انت مالك؟
اقترب زياد منها و جلس على طرف السرير عند نهاية ساقيها و مرر يده عليها، فأبعدت سيلا ساقيها و قالت باشمئزاز: اوعي تتجرأ و تلمسني فاهم غضب زياد و قال بنرفزة: انتي ليه بتعملي كدا؟ -عشان انت حيوان و مريض فك قيود قدميها و بعد ذلك اقترب منها و فك ذراعها الأيسر و انحني عليها فأبعدت وجهها عنه و فك ذراعها الآخر قامت مسرعة و قالت: عايزة امشي بقا اقترب منها و قال: لا مش هتمشي، هتفضلي هنا معايا.
زفرت سيلا و صرخت به قائلة: مش عايزة هو مش عافيه ابتلع ريقه بغضب شديد و قبض على شعرها فهي اخرجته عن شعوره و قال بصوت يشبه فحيح الأفعى: عافيه سيلا، و مش هتوافقي على جوازي منك هغتصبك لحد ما تموتي ارتجف جسدها بخوف، و قالت بألم: سيب شعري تركها زياد و حاول أن يبدو هادئ قليلا و قال: كل حته في الاوضه فيها صورك، انا مهووس بيكي يا سيلا ابتلعت سيلا ريقها بخوف و قالت بتوسل: ارجوك خليني امشي.
حاوط ذراعيه و قال بغضب: انتي ليه مش مقدرة حبي ليكي، أنا مجنون بيكي يا سيلا بكت سيلا بشده و قالت بصراخ: ابعد عني و اخليني امشي زفر زياد بضيق و سحبها من معصمها بشده و القها على الفراش مرة أخرى و قيدها و قال بتوعد: انتي اللي اختارتي دا؟ سيلا ببكاء: انا مختارتش حاجه انت اللي مجنون فقد أعصابه و قام بصفعها بقوة، فقدت سيلا وعيها ليس من قوة الضربة فحسم بل من شده توترها و خوفها الشديد -سيلا، سيلا.
ابتسم و مسد على شعرها و قبل وجنتها قائلا: معلش هعذبك شويه بس انتي اللي اختارتي دا من انتي؟ ذهبت جيرمين إليه في المنزل و كانت أخبرته قبل قدومها. فتح لها فارس الباب و قال: اتفضلي دخلت جيرمين و جلست و كان سليم جالس هو الآخر -اتكلمي جيرمين بتوتر: انا شاكه في انه ممكن يكون زياد فارس باستغراب: ازاي؟ و ليه يعنى دا حتى المفروض يكونوا فرحوا انها هتسلم نفسها.
صمتت جيرمين و قالت بتردد: لأن زياد اكيد بيدور علي اللي دخل الفيلا و طلعنا ضاقت عينه بدهشة و قال بتساؤل: مش فاهم؟ و بعدين دا يخصه في ايه؟ سليم نظر لها و قال: انتي مش عايزة تتكلمي ليه؟ و بعدين زياد دا مش المفروض ابن عمها تنهدت جيرمين و قالت: زياد بيحب سيلا و ترددت في كلامها قليلا فهي لم تعرف كيف سوف تشرح لهم هذا و أكملت قائلة: مش بيحبها بظبط هو مجنون بيها تقريبا..
فرك سليم عينه بملل، فما ذلك الهراء التي تتحدث عنه تلك تنهد فارس و قال: من فضلك كملي.. -زياد أتقدم لسيلا و هي عندها ١٩ سنه بس عمي فريد رفض بحجه ان سيلا صغيرة لسه و عشان ميزعلش اخو و سيلا وقتها قالتي انها سألته عن سبب رفضه و قالها زياد مش مناسب ليكي..
هي مهتمتش للموضوع خالص و افتكرت أن برفض عمي فريد الموضوع خلص، بس طبعا زياد فضل وراها كان بيتصرف بطريقه غريبه، مكنش بيسيب حد يقرب من سيلا نهائي و مرة هددها و انا كنت معاها و قالها ايه واحد هيقرب منك هقتله، و السنة اللي فاتت راح خطب بنت انا معرفش معلومات عنها كتير بس هي كانت لطفية و جميلة اتكلمت معاها انا ر سيلا و اتصاحبنا و كدا فارس باستغراب: كملي و بعدين؟
جيرمين بتوتر: بعد تلت شهور من خطوبتهم، خطيبته دي اختفيت نهائي و محدش عرف عنها حاجه فارس بتعجب: راحت فين يعني؟ تنهدت جيرمين و قالت: هما حددوا الفرح و كدا و في اليوم اللي اختفيت في كانت مكلمة سيلا و قالتها أنها رايحه مع زياد الشقه عشان لو في تعديل و كدا و طبعا زياد مكنش بيغفل عن سيلا نهائي و دا كان بيضايق خطيبته.
عدا يوم و التاني و برضو البنت اختفيت و مبقاش حد عارف يوصل ليها و بعد اسبوع راح زياد قال إنه فسخ الخطوبة و انفصلوا، القرار دا سيلا مقتنعتش بي نهائي و كانت حاسه انه وراها مصيبة.. بس عدا فترة تانيه و الموضوع أتنسى، بس هو عمل موقف مع سيلا و هي حكيتلي عنه، لما اتقابلنا كانت سيلا جالسه في الكافتيريا الخاصة بالجامعة تنتظرها، وصلت جيرمين و جلست و قالت: سوري يا روحي لسه دكتور مخرجنا دلوقتي..
-عادي، تشربي حاجه حسيت وقتها أن سيلا مش تمام طالما قاعده لوحدها كدا و مبتتكلمش مع حد لأن دي مش طبيعتها -مالك؟ نظرت لها سيلا و قالت: و لا حاجه بس فعلا كلام زياد ليا غريب اوي، انا خايفه استغربت وقتها سيلا مش من النوع الجبان بس الموضوع كان متوترها زيادة سألتها بدهشة: قالك ايه دا و بعدين ليه مقولتيش لعمي؟ تنهدت سيلا و قالت: هروح اقول لبابا ابن اخوك بيتحرش ببنتك -عمل ايه؟
تنهدت سيلا و قالت: كنت في البيت عادي، و طبعا معرفش أن عمتي هتسيبه يطلعلي الاوضه كانت سيلا جالسه على الفراش و تقرا السيناريو، تفاجأت به يدخل الغرفة فقامت مفزوعة و قالت بتوتر: زياد؟ قفل الباب بهدوء، ارتبكت سيلا بخوف و ذهبت من أمامه لكي ترتدي شي فوق ذلك القميص العاري امسك معصمها و قال: كدا احلى ابتلعت سيلا ريقها بخوف و قالت: من فضلك اطلع برا -عايزك نظرت له بدهشة و قالت: مش فاهمه؟
سحبها من معصمها بقوة جعلتها ترتمي بصدره و قربها منه بشده و همس لها: نفسي فيكي اوي و ابتعد عنها و قال بخبث: بس مش دلوقتي و قريب جدا كانت سيلا تحدق به بدهشة و لا تفهم ما يقصده، ترك معصمها و نظر لها بنظرة شهوانية و راغبة و قال: اتمنى يعدي الوقت أسرع عشان أمتلكك.. خرج من الغرفه و تركها كانت سيلا تشعر بالخوف منه و لكن قررت أن تتخطي الأمر.. سليم بدهشة: اكيد مجنون فارس بتساؤل: كملي.
تنهدت جيرمين و قالت: سيلا اكتشفت انه.. صمتت جيرمين عندما رأت هشام يدخل من الباب، و بالطبع هشام استغرب من وجود تلك الفتاة، أرتبك كل من الثلاث، فجيرمين استنتجت انه هشام و توتر فارس و سليم فهو لا يعلم شي مما حدث و لا يستطيعوا اخباره..
استعادت سيلا وعيها و نظرت حولها و لم تجده في الغرفه، تنهدت بارتياح شعرت سيلا بانخلاع أطرافها بسبب تلك القيود اللعينة، زفرت بحنق فهو بالطبع مجنون و لكن ما ذلك الحظ بحق الجحيم لماذا يفعل بها ذلك.. دخل زياد إليها و جلس على الفراش بجوارها و قال: استنيت كتير اوي سيلا بتوتر: حرام عليك بقا يسبني بدأ يلمس وجهها و مرور بعنقها، تعالت نبضات قلبها بشده و قالت برجاء: زياد ارجوك بلاش.
-انتي مش هتتجوزيني و انا عارف كدا كويس فعشان كدا هخليكي تتمنى دا.. ازدادت وتيرة انفاسها المتلاحقة و قالت بتوسل و صراخ: ارجوك بلاش تعمل فيا زي ما عملت في ميرا..
صمتت جيرمين عندما رأت هشام يدخل من الباب، و بالطبع هشام استغرب من وجود تلك الفتاة، أرتبك كل من الثلاث، فجيرمين استنتجت انه هشام و توتر فارس و سليم فهو لا يعلم شي مما حدث و لا يستطيعوا اخباره.. القى عليها التحية و قال بابتسامة: مين؟ سليم باقتضاب: جيرمين صاحبتي، هشام ابن عمي، تنهد فارس بارتياح فهو لا يريد أن يعرف هشام شي عن الامر هشام بتساؤل: هو محمد فين؟ رد فارس سريعا: استأذن و راح مشوار.
تنهد هشام و قال: تمام انا هطلع هشام من عادته انه لا يحب التدخل في اشياء الآخرين و كان يعلم بأن يوجد شي يدور بينهم و لكنه لم يعلق و انحسب بهدوء. نظر فارس إلى جيرمين و قال: كملي تنهدت جيرمين و تحممت بحرج و قالت بتوتر: اكتشفت انه سادي سليم بتعجب: نعم؟! فارس بدهشة: و هي عرفت ازاي؟
-في يوم طلبت كارمن من سيلا تروح شقة زياد عشان تجيب ليها حاجه و الحاجه دي كانت عبارة عن ملف، سيلا طبعا كلمتني عشان اروح معاها، و بصراحة برضو احنا كان عندنا فضول نشوف الشقة و سيلا كانت خايفه تكون عمتها عامله فيها مقلب، فاتصلت بعمي فريد و قالتله، روحنا الشقة و طبعا سيلا كانت معاها المفتاح اللي خدته من كارمن دلفوا إلى الشقة و لكنهم شعروا بالرهبة تمتلك قلوبهم.
سيلا بخوف: انا مش مرتاحة، انا هدخل أجيب الورق و نمشي اومأت جيرمين برأسها، دخلت سيلا إلى غرفة النوم و نظرت بها جدا، لم تعلم لما بحثت عن شي يدلها عن ميرا فبحثت عن الملف و وجدته على التسريحة، أخذته و لكنها شعرت بأنها تريد أن تتفقد كل شي بالغرفة، فتحت إدراجها و وجدت هاتف ميرا، تعجبت بشده فلما هاتف ميرا هنا مش معقول، لا اكيد يعني، قامت سيلا و فتشت كل شي بالغرفة الخزانة، المرحاض و لكنها لم تجد شي.
لفت انتباها اللوحة الموضوعة على الحائط، اتجهت لها و لمست بيدها و لكن خطر ببالها أن ترفعها، ظهرت لوحة إلكترونية تسجل بباسورد، كانت سيلا تشعر بالدهشة و الغرابة و حاولت تخمين كلمة السر، كانت تتذكر كلمات زياد و بأنه يضع اسمها، تاريخ ميلادها ايه شي يخصها ليتذكرها دائما، سحقا لذلك المجنون، جربت سيلا تاريخ ميلادها و كان خطأ، كتبت اسمها تعجبت عندما فتح الباب.
صعقت عندما رأت منظر الغرفة فهي تبدو عالم أخرى، جدران سوداء و رمادية، فراش يتوسط الغرفة، معلق على أطرافه سلاسل حديدية، و لكن لافت انتباها صورتها التي خلف حائط الفراش ابتلعت ريقها بخوف فهو بالطبع فقد عقله، ما تلك الغرفة بحق الجحيم لما يضع بها صورتها، لهذا الحد مهووس بها شعرت باختلال توازنها و سقطت على الأرض و أخذت تأخذ انفاسها بصعوبة بالغة.
دخلت جيرمين إلى الغرفة لأنها تأخرت كثيرا بالداخل، تعجبت عندما لم تجدها و لكنها رأت الحائط، دخلت و عندما رأت الغرفة اندهشت بشده و شهقت بصدمة قائلة: ايه دا؟!، سيلا.. نظرت سيلا لها و قالت بعدم استيعاب: معرفش ايه دا انا مصدومة، ميرا تليفونها هنا؟ أكيد عمل فيها حاجه لم تستوعب جيرمين ما تراه بالطبع و قالت بتعجب: مش معقول يكون عملها حاجه يعني سيلا ببكاء: بجد؟!، دا مريض يا جيرمين.
-مش معقول هيعمل حاجه لخطيبته تعالى نخرج من هنا بصراحة خرجوا من الغرفة و وضعت سيلا اللوحة مكانها و قالت بصدمة: بجد مش معقول خالص رتبت جيرمين عليها و قالت بتوتر: ارجوكي يلا نمشي يا سيلا نظرت سيلا لها و قالت: عايزة اجيب دليل إذا كانت ميرا جات هنا و لا؟ جيرمين بتساؤل: قصدك ايه؟ -قصدي انها ممكن تموت ماتت بسبب انه اعتدى عليها جيرمين بعدم تصديق: اكيد لا -مفيش حل تاني.
أزاحت سيلا اللوحة و دخلت الغرفة مرة أخرى و قالت: دوري هنا اكيد في دليل بحثت سيلا و كذلك جيرمين، وجدت جيرمين فلاشه و قالت: سيلا اقتربت سيلا منها و قالت: ايه؟ -لاقيت الفلاشة دي اخذتها سيلا منها و خرجوا من الغرفة و فتحت اللاب توب خاصته و وضعت الفلاشة انتظروا ثواني، حمل الفيديو، وضعت سيلا يدها على فمها بصدمة جيرمين بتعجب: مش مصدقة قفلت سيلا اللاب و قالت: كفايه كدا -يلا نمشي بسرعه.
و لكن استمعوا صوت الشقة، ارتبكن بخوف و هلع، و أخذت سيلا الملف و خرجت هي و جيرمين.. تنهدت جيرمين و قالت: خرجنا و كان هو وصل فعلا و كنا خايفين يشوفنا أو يشوف اللاب لأننا سيبنا كل حاجه و خرجنا حتى الفلاشة وقعت من سيلا في الاوضه من كتر التوتر و الارتباك، سيلا قالت إنها تعبانة و طلبت منه يجي يوصلنا، الهدف كان اننا نخرج من الشقة بسلام و مش مهم بقا يكتشف و لا.
الفيديو كان عبارة عن مشهد اغتصاب وحشي و تعذيب، و النتيجة أن ميرا ماتت نتيجة دا.. هي كان عندها فكرة عن الموضوع لأننا قرأنا سيناريو مشبه و بيحكي عن ظاهرة الاغتصاب و كدا بس مش بالقرف دا و احنا وقتها رفضنا الادوار بسبب بعض المشاهد بس القصة كانت حلوه لأنها فعلا موجودة في الواقع و انا خدت النسخة من الكاتب و قرأتها انا و سيلا..
و بعدها قررت تروح لدكتور نفسي عشان تعرف الحالة و انا روحت معاه و وصفت لي كل حاجه، و الدكتور قال إنه سادي خصوصا في العلاقة الجنسية و العنف و الميول دا يكون نتيجة لأسباب معينه.. دا غير أن سيلا مقتنعتش بكلام الدكتور طبعا و كانت عايزة تواجه زياد بس طبعا الاختيار دا كان غلط و انا حذرتها منه لحد ما اقتنعت، و طبعا كانت بتخاف جدا منه، فكرة انها تشوفه كانت بتكون اكتر حاجه مرعبة..
و طبعا حوار عابد اكيد هو اللي خلص عليه خصوصا أن سيلا قالت إنها هتتجوزه و دلوقتي عايز يعرف من اللي انقذها سليم بدهشة: بجد؟ و لما هو مهووس بيها كدا عايز يسجنها ليه؟ -باختصار كدا زياد قالها يا تموتي يا تكوني معايا فارس بغضب: تفتكري هي فين دلوقتي؟ -ممكن تكون في الشقة و طبعا لو مش هينفع نروح فارس باستغراب: ليه؟ -زياد ديما بيخرج من المصيبة بسهولة جدا، دا غير أن سيلا مطلوبة للعدالة و هو ممكن يستغل دا ضددنا..
سليم بتساؤل: دلوقتي سيلا اكيد في خطر جيرمين بتوتر: اكيد والله اعلم هو عمل فيها بس سيلا مش هتستسلم بسهولة فارس بغضب: و هي هتعرف تعمل ايه؟ -لازم نفكر بهدوء لأن من الأساس محدش فيكم لي علاقه بها و حضرتك ظابط القضية و حتى زياد من أحسن الناس اللي بتستغل الفرص سليم بحيرة: المفروض أن نعمل ايه؟ -نخلي زياد يخرج من الشقه و بكدا سهل ندخلها فارس بتساؤل: ازاي؟
-هو بيدور علي اللي أنقذ سيلا، فلو دا كلمه و استفزازه شويه و هيروح يقابله و دي هتكون عبارة عن حركة نشغله بيها لحد ما نطلع سيلا، عارفه ان محدش فيكم مضطر يعمل كدا -هاتي رقمه.. جيرمين باستغراب: مش هينفع تكلمه من رقمك على الأقل من مكان برا لأن وقتها زياد مش هيسكت سليم بثقة: على نفسه الكلام دا مش على سليم العطار -اللي داخل مع زياد في جدال خسران فارس بضيق: متقلقيش.
ذهبوا من المنزل و ركبت جيرمين مع فارس، و سباقهم سليم بسيارته توقف أمام محل و دخل اشتري هاتف و شريحة و خرج، كانت جيرمين نزلت و قالت بدهشة: انت بتعمل ايه؟ -اشتريت تليفون عشان اكلمه جيرمين بدهشة: طيب اتفضل اتكلم -أنجز يا سليم، اتصل به..
ازدادت وتيرة انفاسها المتلاحقة و قالت بتوسل و صراخ: ارجوك بلاش تعمل فيا زي ما عملت في ميرا زياد بصدمة: ميرا؟ سيلا ببكاء: سيبني لوسمحت زياد بغضب: تقصدي ايه بميرا؟ أرادت سيلا أن تنسى ذلك، فلم يكن صائبا ابدا بالنسبالها انها تعترف بما تعرفه و قالت بتوتر: انا موافقه نتجوز.. هدأ زياد قليلا و جلس بجوارها و قال بعدم تصديق: بجد؟ اومأت برأسها و قالت: ايوه موافقه بس ممكن تفكني.
فك زياد قيودها و ضمها إليه، ارتعش جسدها بخوف و بكت بشده لم يستطيع أن تمتنع عن ذلك، فهي تريد أن تذهب بأي طريقه ممكنة. ، ابتعدت زياد عنها و حاوط وجهها بيده و قال: انتي بتعيطي ليه؟ -ايدي وجعتني امسك معصميها و رأي الجروح و الكدمات التي ظهرت عليهم و على قدميها و شعر بالحزن فهو يتلذذ بذلك و لكنه شعر بالضيق، سمع رنين هاتفه و قام أخذه من على الطاولة و رد قائلا: مين؟ -انا اللي أنقذت سيلا و اظن انك بتدور عليا.
زياد بغضب: انت مين و ايه علاقتك بسيلا؟ سليم باستفزاز: حاجه متخصكش فقد زياد أعصابه و قال بعصبية: ايه علاقتك بيها؟ -حبيبتي و هنتجوز قريب -عايز اشوفك -تمام هبعتلك اللوكيشن و تعالَ قفل زياد معه و نظر إلى سيلا بغضب، لم تفهم سيلا إذا كان سيتحول الان ام لا و لكنها كانت تشعر بالرعب أقترب زياد منها و قال بتوعد: اوعي تفكري انك تكوني لحد غيري فاهمه، لان وقتها مش هرحمك و هخليك تتمنى الموت.
ابتلعت سيلا ريقها الذي جف من كثرة الرعب و لم تفهم ما حدث في تلك المكالمة اقترب منها اكثر و وضع يده خلف رأسها و أسند جبنه علي جبهتها و قال: لو فكرتي بس تهربي هموتك هبطت دموعها بخوف، ابتعد عنها و قيد يدها فقط و قال: عشان متفكريش تهربي ذهب زياد، ظلت سيلا تحاول أن تفك يدها و تحركها بعنف، تريد أن تذهب قبل عودته و بذلك كانت خطة جيرمين نجحت، و كانوا ينتظرون أمام العمارة، عندما ذهب زياد بسيارته.
نزلوا هما و صعدوا إلى الشقة، نظرت جيرمين إلى فارس وقالت: اكسر الباب مش هنعرف ندخل فارس بتعجب: بس دا غير قانوني؟ زفر سليم بحنق فذلك الحديث غير مناسب و أخذ الدبوس من شعرها و قال: الموضوع سهل اوي فتح سليم الباب و دخلوا، نظر له فارس بدهشة و كذلك جيرمين و بعد ذلك دخلت جيرمين إلى الغرفة و ازاحت اللوحة و لكن لم تكون تعرف كلمة السر.. فارس بتساؤل: اوعي مش عارفه كلمة السر -سيلا هي اللي فتحتها المرة اللي فاتت.
زفر سليم بضيق و قال: أدى اخرة اللي يسمع كلام البنات، هنعمل إيه دلوقتي؟ خبطت جيرمين على الحائط و صاحت بصوت عالي: سيلا انتي جوه، سيلا، سيلا استمعت سيلا لها و قالت بصوت عالي: كلمه السر باسمي يا جيرمين.. كتبت جيرمين الاسم و فتحت، و بالتأكيد حلق على الذهول على أعينهم من هيئة الغرفة، ركضت جيرمين عليها و قالت: انتي كويسه، عملك ايه؟ -مفيش حاجه انا كويسه كانت سيلا جرحت معصمها و قالت: انتي اللي كلمتي.
-البتاعة دي بتتفك ازاي؟ سيلا ببكاء: المفتاح معاه.. اقترب سليم منها و فتحها بنفس طريقه الباب و بعد ذلك أعاد الدبوس لجيرمين و قال: نقدر نمشي اسندتها جيرمين و خرجوا من الغرفة و بعد ذلك غادروا الشقة سيلا بامتنان: شكرا فارس باقتضاب: العفو سليم اكتفي بالسكوت فهو ليس له دخل بذلك من الأساس، خرجوا من المصعد و ركبت سيلا مع جيرمين و فارس الاثنان ركبوا في المقعد الخلفي، تنهد فارس و لم يعلق على ذلك.
توقف سليم بسيارته، أمام صيدلاليه و اشتري لأوازم لتضميد الجرح و ذهب لهم و اعطهم لها نزل فارس من السيارة و وقف بجوار سليم و قال: المفروض نتصرف ازاي؟ سليم باستياء: والله معنديش فكرة خالص و انا حابب اخرج من الموضوع اللطيف دا لان البنتين دول منحسين فتحت سيلا باب السيارة و نزلت و قالت: والله ما ساعه ما شوفتك و انا منحوسة و بعدين ايه اللي انت قولته لزياد كانت جيرمين حكيت لها ما حدث.
سليم بدهشة: انت بتعلي صوتك عليا؟! -اهااا انسان مستفز -اقعدي ساكته يا بت مش ناقصه وجع دماغ تخطت سيلا فارس و وقفت أمام سليم و قالت: لا اتكلم كويس احسن تجاهلها سليم و قال لفارس: ونبي خد البتاعة دي من قدامي زفر فارس بضيق و لفها من معصمها بقوة و قال بغضب: مش عايز اسمع صوتك نظرت له سيلا و رمشت بعينها و بكت و قالت بألم: سيب ايدي.
تركها فارس و قال: هنوصل جيرمين الأول و بعدين الهانم هتيجي معانا و هتفضل محمد لحد ما نشوف حل سيلا باعتراض: مبقاش ينفع بقا لأنكم عارفين اني بنت و مينفعش اكون في البيت معاكم ابتسم سليم ساخرا و قال: قابل بقا فارس بضيق: دا أمر مش طلب و بعدين هيحصلك ايه يعني؟ تنهدت سيلا و ركبت السيارة و جيرمين خلفها، زفر فارس بضيق و قال: بص انا على أخرى سليم بضيق: و انا مالي؟ من الأخر كدا انا مش هدخل في حاجه تخصها تاني.
تنهد فارس و قال: تمام، نروح جيرمين و نرجع البيت و هنرتب كل حاجه هناك و طبعا مش عايزين هشام يحس بحاجه من دي.. ودعت جيرمين سيلا و ذهبت و كانت سيلا مازالت تجلس في المقعد الخلفي، تخطي فارس ذلك بهدوء وصلوا إلى المنزل و نزلوا من السيارة و كذلك سليم - انا هدخل أشوف هشام موجود و لا بس الاكيد انه نايم تمام قالها فارس و ذهب إلى الداخل.
فتح الباب بهدوء و دخل و لكنه اندهش عندما راي جده و ماجد بالداخل من الواضح أن اليوم ليس يومهم فكل المصائب تأتي، نظر لهم بصدمة و قال: جدي؟! حسين باستغراب: انتم فين و حتى اللي شاغل هنا مش موجود، ماجد دخل لاقي اوضته فاضية.. كاد أن يفقد عقله في تلك اللحظة و قال باقتضاب: هو كمان دخل اوضته، هشام فين؟ -مش عارف، فين سليم؟ لم يستطيع فارس أن يتحدث فهو تفاجي اليوم بما في الكفاية و قال: الله اعلم حسين بشك: مالك؟
-تمام جدا -تعالى اقعد معايا عايز اتكلم معاك في الموضوع - ما هو دا اللي ناقص شكلها خربت تمتم بذلك بداخله و كان يريد أن يخبر سليم بتلك المصيبة و لكنه لم يستطيع استغرب سليم تأخيره و قال: اكيد في حاجه سيلا بتعجب: هيكون في ايه؟ بقولك ايه تعالَ ندخل من الشباك زفر سليم و قال: شباك ايه اللي انا هدخل منه، بصي اقعدي ساكته صوتك بيضايقني، انا هدخل و خليكي انتي هنا؟ و لا روحي ادخلي من الشباك ما انتي متعودة.
ذهب سليم و بالطبع تفاجي هو الآخر و ظهرت علامات الصدمة علي وجه لاحظ حسين و ماجد و سأله حسين: انتم مالكم؟ سليم باقتضاب: مفيش و بعدين حضرتك جيت امتى؟ -لسه واصل بالطيارة دلوقتي، طب مش هتطلع ترتاح؟ تنهد حسين و قال: هطلع، ماجد خليك هنا انهاردة -أمرك يا حسين بيه.. -هتنام في اوضه الضيوف فتح فارس فمه بدهشة و قال: ازاي؟ محمد.. حسين باستغراب: وفيها ايه رجاله زي بعض؟
يارب تكون لسه برا قالها سليم لنفسه و استأذن و خرج ليبحث عنها و لم يجدها زفر بحنق فأنا اكتشفها ماجد أو جده فالطبع انتهوا جميعا.. قام ماجد و ذهب إلى الغرفة، اوصد فارس بعينه و قال بداخله: الحمد الله روحنا في داهيه..!