رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الخامسابتسم يوسف وهو يرى نور جالسة أمام حمام السباحة تضع قدميها فى الماء شاردة كعادتها وغافلة عن جمالها فى تلك اللحظة، اقترب منها قائلا فى حنان:أدفع نص عمرى واعرف القمر سرحان فى ايه؟انتفضت نور قائلة وهى تنهض فى ارتباك:ولا تدفع نص عمرك ولا حاجة، خليهولك كله ياسيدى، كل الموضوع ان تيتة وحشتنى أوى وكرمة وآسر كمان ونفسى أشوفهمابتسم قائلا:زهقتى منى بالسرعة دى؟نظرت اليه فى حيرة قائلة:.بالعكس يايوسف، الفترة اللى قضيناها هنا خليتك بالنسبة لى حد مهم، اخ، صديق، برتاح أوى فى كلامى معاه، بس ده مايمنعش ان اهلى وحشونى، احنا بقالنا هنا أسبوعينابتسم متأملا ملامحها التى يعشقها قائلا:واللى هيوديكى ليهم انهاردة يستاهل ايه؟أسرعت نور واحتضنته دون تفكير قائلة:بجد يايوسف، انت متعرفش أنت فرحتنى أد ايهضمها يوسف اليه فى سعادة وهو يقول:انا دلوقتى فرحان أكتر منك.اضطربت نور وهى تدرك مافعلته للتو فابتعدت فى خجل وهى ترجع خصلة شعرها الى الوراء بارتباك قائلة:انا هروح أجهز الشنطواتجهت الى الفيلا فاستوقفها صوته قائلا:عندى ليكى خبر حلو كمانالتفتت اليه فى تساؤل فاستطرد قائلا بابتسامة:سبب رجوعنا هو فرح، فرح آسر وكرمة.دلفت نادية مع عادل الى المستشفى وسألوا فى الاستقبال عن اسم الطفل الذى جاء منذ يومان فى حادث سيارة، وتبادلوا النظرات حين قالت موظفة الاستقبال اسم الطفل كاملا(سيف عمر الجمال)، وأسرعوا الى الحجرة وطرقوا الباب لتفتحه مريم وتتفاجأ بعادل وسيدة كبيرة فى السن انيقة بجواره، نظر اليها عادل يتأمل ملامحها المصدومة وهو يقول:الف سلامة على سيف يامدام مريمقالت فى تردد:الله يسلمك يااستاذ عادلقالت نادية:.الف سلامة عليه يابنتى، انا والدة عمر، عمر قاللى على سيف، فحبيت اجى اطمن عليه بنفسى، ياترى ممكن اشوفه؟كاد قلب مريم ان يتوقف، لقد حانت لحظة المواجهة، لذا اغمضت عيناها فى يأس وهى تقول بصوت هامس:آه طبعا، اتفضلواافسحت لهم الطريق ليدخلوا لتقع عيونهم على سيف يجلس فى سريره وينظر اليهم فى براءة، وضعت نادية يدها على قلبها وأدمعت عيناها وهى تقول لعادل بصوت هامس:.هو ياعادل، عمر ابنى وهو صغير، ده ابنه ياعادل، ابنهربت عادل على يدها قائلا:اهدى ياخالتى، عشان خاطرىنظرت نادية الى سيف وهى تقترب منه قائلة:اذيك ياحبيبىقال سيف فى تردد:الحمد لله، انا كويستساقطت دموعها فقال سيف فى براءة:بتعيطى ليه ياطنط؟قالت الجدة فى حنان:عشان مبسوطة انى شفتك ياحبيبى، دى دموع الفرحاغمضت مريم عينيها فى الم وفتحتهما عندما شعرت بيد تربت على كتفها وصوت نادية يقول:.ليه يابنتى. ليه خبيتى عنا؟نظرت اليها مريم فى حيرة وقد بدأت دموعها فى النزول، فأنقذها عادل قائلا:مش هنا ياخالتىثم التفت الى مريم قائلا:احنا هنستناكى برة يامدام مريم، لما سيف ينام، ياريت تخرجيلنا، احنا لازم نتكلمأومأت مريم برأسها فنظرت نادية مرة اخرى الى سيف وابتسمت له قائلة:أشوفك قريب ياحبيبىابتسم سيف قائلا:هتيجى تانى؟ابتسمت فى حنان وهى تومئ برأسها ايجابا لتغادر الحجرة يتبعها عادل. وعينا مريم تتابعهما وقد أيقنت ان حياة ولدها على وشك ان تتغير.كانت كرمة تفرك يديها فى توتر تحت نظرات نور الفاحصة لها وهى تقول:نفسى أعرف السر ورا الجوازة دى، ده انتى مكنتيش بتطيقى أى حاجة حتى تخص آسر، تقومى دلوقتى تتجوزيهحاولت كرمة رسم ابتسامة على شفتيها قائلة:وفيها ايه بس يانور ماانتى مكنتيش بتطيقى يوسف واديكوا متجوزين أهونظرت لها نور باهتمام قائلة:ماهو عشان كدة ياكرمة أنا بسألك، ايه السبب فى موافقتك وكمان ايه السبب فى الاستعجال بالشكل ده؟شردت كرمة متذكرة آخر حديث لها مع آسر حين طلب منها الزواجفلاش باكازاى تفكر انى ممكن اوافق على عرضك السخيف ده؟نطقت كرمة بتلك العبارة فى غيظ فابتسم آسر فى سخرية قائلا:وليه لأ، مش احسن ماانتى مقضياها بالطول والعرضنظرت اليه كرمة فى غضب قائلة:تقصد ايه بكلامك الغريب ده؟ابتسم فى سخرية قائلا:قصدى علاقتك بيوسف جوز صاحبتك الأنتيم ياهانمنظرت اليه كرمة فى دهشة وهى تقول:مش فاهمة، وضح من فضلك تقصد ايه؟نظر آسر الى عينيها مباشرة قائلا:الهمسات، اللمسات، الاجتماعات السرية ولا النظرات بصراحة حاجة مستفزة ع الآخرنظرت اليه كرمة قائلة فى حزن:لما انت شاكك فية وفى اخوك، عايز تتجوزنى ليه، عايز منى ايه بالظبط؟ابتسم فى سخرية قائلا فى صرامة:عايز ابعدك عن اخويا ومراته، وقبل ماترفضى أحب أحذرك انك لو موافقتيش هضطر اصارح نور بكل حاجة قولتهالك دلوقتى، وانتى عارفة نور حساسة اد ايه، والعيار اللى ميصيبش، يدوش.قالت بتوتر:طب سيبنى شوية افكر وارد عليكهز كتفيه بلا مبالاة قائلا:مفيش أدامك وقت، لازم أسمع ردك بالليل، والاحسن توافقى.ثم تركها مبتعدا تتابعه نظراتها وهى لا تدرى ماذا تفعل فنور تكاد تخطو اولى خطواتها نحو السعادة وكلمات آسر حتى وان كانت موقنة بان نور لن تصدقها الا انها ستلفت انتباهها لمشاعر بدأت تنمو بقلب نور تجاه يوسف و التى لم تعترف بها حتى الآن لنفسها، وهى تحاول جاهدة مع يوسف جعل نور تتخطى احزانها وتشعر بحبها لذا قررت كرمة اتمام الزواجانتهى الفلاش باكعادت الى واقعها على صوت نور يقول فى توسل:.بالله عليكى ياكرمة انا اختك حبيبتك اللى مبتخبيش عليها حاجة، قوليلى فيه ايه جواكى؟ابتسمت كرمة قائلة:بصراحة يانور آسر بالنسبة لى حالة، تحدى، لما طلب منى الجواز فكرت كتير ارفض بس لما اتكلمت مع تيتة وعرفت حكايته لقيت ان كرهه للستات مش موجه لية، بالعكس ده كره للستات عموما، و بعد ما عرفت التجربة اللى مر بيها عذرته، ونويت اقبل التحدى واحاول اشفيه وانتى عارفانى لما احط حاجة فى دماغى مبتراجعش عنها.نظرت نور لها قائلة فى حدة:مفيش حد بيتجوز شفقة ياكرمة او حتى عشانه حالة ومحتاجة علاجابتسمت كرمة قائلة:وليه متقوليش انه شدنى، عجبنى ياستى، فحبيت اقرب منه مش شفقة عليه، لأ، اهتمام بيه، مش يمكن ينسى كرهه للستات، مش يمكن يحبنى وساعتها ابقى سعيدة معاهلم تدر لم خفق قلبها بشدة وهى تتخيل تحقق ذلك، نظرت لها نور قائلة:وان محصلش؟قالت كرمة فى مزاح:.مين ده اللى يقدر يقاومنى ياماما، ده انا كارو، اكيد هيحبنى ويموت فية كم قالت نور وهى تهز كتفيها بقلة حيلة:أكيد طبعاثم تنهدت مستطردة:ربنا يسعدك يااحلى كرمةضمتها كرمة قائلة:ويسعدك ياحبى، يلا بقى ننزل قبل ما اعيط واقلبها مناحةنظرت لها نور بحب قائلة:يلا يا اجمل عروسةابتسمت كرمة وهى تمسك يد نور ليتوجهوا الى الاسفل حيث عريسها آسر، وقلب كرمة يخفق فى خوف ومشاعر أخرى تغزوها فى قوة.أغلقت مريم باب حجرة سيف فى هدوء وهى تلتفت لتجد أمامها نادية وعادل يجلسات على الكراسى المقابلة لحجرة سيف فذهبت وجلست بجوار نادية فى استسلام وهى تقول فى حزن:كنت خايفة كتير م اليوم ده ولفترة حسيت انه خلاص ممكن ميجيش، بس خلاص اليوم ده جه، وحقيقى مش عارفة ابتدى الكلام منينقالت نادية فى حنان:ابدأى م الأول يا حبيبتى، م الأول.نظرت لها مريم فى حيرة وقد أسرتها نبرة نادية الحانية، فاندفعت تقص عليهم حكايتها، حتى وصلت الى اكتشفاها لحملهافقال عادل فى حيرة:لما انتى مراته على سنة الله ورسوله، مقلتيش ليه، ولما عرفتى انك حامل ليه مواجهتهوش؟نظرت اليه مريم فى حزن قائلة وهى تمسح دموعها:.انت بنفسك سمعت كلامه، ده افتكرنى واحدة م الشارع ومفتكرش حتى شكلى، ده لما شافنى تانى معرفنيش، انا وقت ما سمعت كلامه حسيت أد ايه أنا غلطت فى حق نفسى ورخصتها، حسيت انى استاهل كل اللى يجرالى عشان قبلت أتجوزه من غير مااحكم عقلى، يمكن عذرى انى كنت معمية بحبه بس بعدى عنه كان اكبر عقاب منى لنفسى، أنا دفعت التمن غالى ومش لوحدى، ابنى دفعه معايا بحرمانه من أبوهكاد عادل ان يتحدث فأسرعت تقول:.هتقوللى برده ليه ماقلتلوش لما عرفت بحملى، هقولك مكنش هيصدقنى، مكنش هيصدق انى حبيته من قبل ما أقابله، كان هيقول انى استغليت انه مكنش فى وعيه وعملت كدة عشان فلوسه، ما هو اللى حصل معانا كان شئ غريب ومحدش يقدر يستوعبه، ولما قربت اولد سيف، اترددت كتير وفكرت أجازف وأقوله، كنت خايفة أوى مقومش م الولادة، بس لغيت الفكرة من اساسها لما شفت صورة ليه فى الجرايد مع ممثلة مشهورة وكان مكتوب فى الخبر ان ممكن يكون فيه ارتباط قريب مابينهم، فخفت أخرب عليه حياته الجديدة.اومأت نادية برأسها فى تفهم قائلة:انا فاكرة الخبر ده فعلا، بس الخبر ده كان كلام جرايد وبس، وعمر أكد لى انه مش حقيقىقالت مريم فى حزن:.انا مكنش أدامى غير انى اصدق الخبر، بعدها رحت للبواب وسألته عن المأذون اللى جابه لعمر ورحت للمأذون وخدت القسيمة عشان اقدر اسجل سيف باسم والده لما يتولد، وعشت حياتى مع سيف وفكرت عمر صفحة فى حياتى وانتهت لغاية لما جمعنى بيه القدر من تانى، انا لما شفته جنب ابنه حسيت انى بنهار كنت خلاص هعترفله بس خفت ومقدرتش، خفت يعاقبنى وياخده منى، انا مقدرش اعيش من غير سيف، ومش عارفة عمر لو عرف ممكن يعمل ايه، ويتصرف معايا ازاى؟قال عادل فى هدوء:مع الأسف، حكايتكم غريبة فعلا، ورد فعل عمر مش ممكن نتوقعه، اللى انا مستغربله ازاى مقدرش ياخد باله من الشبه الغريب بينه وبين سيفنظرت اليه مريم قائلة:سيف مكنش فاق لما عمر مشى، مشفش كل ملامحه ولا شاف لون عينيه ومستحيل يربط بين سيف وبينه، عمر مكنش فى وعيه لما اتجوزنا ومش فاكرنى اصلاقالت والدة عمر فى حيرة:طب والحل؟عمر لازم يعرفصمتوا جميعا ثم قالت نادية فى هدوء:.مفيش غيرك ياعادل ممكن يقوله، انت اللى عارف الموضوع من الاول وانت اللى ممكن تتكلم معاه وتستحمل رد فعلهأومأ عادل برأسه بتفهم على حين التفتت نادية الى مريم قائلة:قريب وقريب أوى يامريم هتنورى بيتنا انتى وسيف، وعمر مسيره هيسامح ويفهم انتى ليه خبيتى عليه ويعوضك عن كل حاجة مريتى بيهانظرت اليها مريم فى أمل ولكن مالبث ان انطفأ داخل مقلتيها وهى تدرك صعوبة ذلك، بل استحالته.
رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل السادسنظر عمر الى البحر الممتد أمامه فى غضب، شعر بأمواجه الثائرة وكأنها تشاركه ثورة غضبه، مازالت كلمات عادل ترن فى أذنيه، ماعرفه منه اكثر من كاف لايقاظ شياطين الدنيا فى قلبه، انه يفسر الكثير من المشاعر التى تنتابه تجاه مريم ويفسر تلك الأحلام التى كان يحلم بها والتى لم تكن سوى انعكاس لليلة زفافهم، تلك الليلة التى انمحت من ذاكرته ولكنها لم تنمحى من عقله الباطن. أدرك الآن لماذا يعرف عنها الكثير من الأشياء كرائحة عطرها ولون شعرها الحريرى الأصفر وطعم قبلاتها فلقد كانت زوجته ليوم واحد، بل ليلة واحدة، شعر بالغضب منها، كيف استطاعت أن تخفى عنه الحقيقة، كيف استطاعت ان تخفى عنه سيف؟سيف ابنه الذى كاد أن يموت وهو لا يعرف عنه شيئا، كان داخل حجرة العمليات يصارع الموت وهو يظن أنه طفل غريب عنه، ماذا لو، لم يستطيع مجرد التخيل بأنه اوشك على فقد ابنه قبل حتى ان يعلم بوجوده، تذكر كلماتها عن زوجها ونظرة الحنين والعتاب التى كانت ترمقه بها، تذكر انها مازالت تحب زوجها، تحبه هو، وكاد قلبه ان يرق لها ولكنه أبى أن يسامحها، فمهما كانت مبرراتها فما فعلته لا يغتفر، اتجه الى سيارته واستقلها متجها الى عنوانها الذى عرفه من ملفها بالشركة وهو مصمم على شئ واحد سيعيد ابنه الى أحضانه ويجعلها تدفع الثمن.دارت ملك حول نفسها فى سعادة وهى تقول:أنا عمة يانااااس، عمة، والله عمةابتسم عادل وهو يراها تتصرف كالأطفال ثم قال مشاكسا اياها:والله ماانا عارف امتى هتكبرى وتعقلى؟توقفت ملك عن الدوران وهى تقول فى غيظ:مش هكبر وهفضل كدة، عاجبك ولا مش عاجبك؟ابتسم وهو يربت على رأسها قائلا:عاجبنى ياستى وأنا قلت حاجةابتسمت ملك وكادت ان تقول شيئا لولا ان قاطعها رنين هاتف عادل فأجابه قائلا وهو يعطيها ظهره:.ياهلا بالقمر، وحشتينى ياسولم يلاحظ ترقرق الدمعات فى عينى ملك وهو يستمع لمحدثته ثم يجيبها قائلا:اكيد فاضى ولو مش فاضى افضيلك نفسىسكت مستمعا ثم قال:تمام، اشوفك ياقمر، سلامالتفت الى ملك مبتسما لتتجمد الابتسامة على شفتيه وتختفى نهائيا وهو يرى دموعها التى تسيل على خديها فقال فى قلق:مالك ياملك، فيكى ايه؟نظرت اليه قائلة فى ألم:انت ايه يااخى، مبتحسش؟انعقد حاجبى عادل فى دهشة قائلا:انتى اتجنتتى ياملك؟أومأت برأسها قائلة:آه اتجننت، عمايلك جننتنى. من يوم ماوعيت ع الدنيا وانا بحبكنظر اليها عادل فى صدمة وهى تستطرد قائلة:.أيوة بحبك، وكل ماكنت اشوفك مع واحدة كنت بتجنن من الغيرة، بس كنت دايما اطمن نفسى، واقول مش مهم انا اللى فى قلبك، قلبك ملكى واكيد فى يوم م الأيام هتحس بية، لكن انت ولا الهوا، لكن خلاص، بجد تعبت، ومعنتش قادرة استحمل، انا عمرى بيضيع وانا مش شايفة غيرك، وانت مش شايفنى ولا حاسس بية، روح ياعادل شوف حياتك، قضيها مع دى ودى، وانا كمان هشوف حياتى، هنساك وهحب من اول وجديد، بس المرة دى هختار صح، سلام، سلام ياابن خالتى.وغادرته تتبعها عيناه ومازالت علامات الصدمة بادية على وجهه يحاول ان يستوعب كلماتها التى فاجأته، كيف كان بهذا الغباء فلم يلاحظ مشاعرها التى تعدت حدود الأخوة، ملك، تلك الفتاة الشقية الجميلة والتى تربت على يديه، تحبه، وماذا عن مشاعره هو، دائما ما كان يراها كأخت له، يهتم بها، يشاكسها، يراها ملكية خاصة به لا يجرؤ احد على الاقتراب منها، وجودها اقترن دائما بوجوده، فهل مشاعره مثلها قد تعدت حدود الاخوة، كيف يتساءل، اذا لم يكن يحبها اذا لماذا شعر بنار تحرق قلبه عندما قالت انها ستحب من جديد، لم لا يستطيع ان يتخيلها مع شخص آخر، لم؟أفسح آسر لكرمة الطريق لتدخل الى الحجرة ثم دلف ورائها واغلق الباب فى هدوء قائلا فى برود:انا هدخل الحمام آخد شاور واغير وبعدين تقدرى تتفضلى، هتنامى ع السرير وهنام انا ع الكنبةأومأت كرمة برأسها فى هدوء لا يعكس مشاعرها المضطربة وعندما كان آسر متجها الى الحمام استوقفه صوتها الذى قال فى رقة:آسرالتفت اليها ونظر اليها فى حدة فاستطردت قائلة بعد ان ابتلعت ريقها بتوتر:.يمكن الفرصة مجتش قبل كدة عشان افهمك اللى بينى وبين يوسف...قاطعها قائلا فى حدة:ميهمنيش اعرف حاجة، كل اللى يهمنى انك من انهاردة حرم آسر الغازى، يعنى هتحترمى اسمى غصب عنكاحست كرمة بدمها يفور من الغضب فقالت بحدة:.انت ايه يااخى؟ايه الجبروت ده، انت لازم تسمعنى، لازم تسمع كلامى حتى لو مصدقتنيش بس اقسم بالله هى دى الحقيقة، انا ابقى صاحبة نور من واحنا لسة عيال صغيرين، بحبها اكتر من نفسى، دى الأخت اللى ربنا عوضنى بيها، ازاى بس أخونها، كل الموضوع انى كنت بحاول اوفق بين يوسف ونور، افهمه هى بتحب ايه وبتكره ايه، مش ذنبى انك فسرت اى حاجة غلط، انا قبل كدة مكنش يهمنى رأيك فية، بس انت دلوقتى جوزى، يعنى غصب عنى حتى لو مش راضية لازم اكون صريحة معاك واحاول ارضيك لانى معاهدة ربنا انى أتقيه فى كل حاجة، واولهم معاملتى لجوزى، وانت بقيت الزوج ده.نظر اليها آسر وملامحه لاتعكس اضطرابه، هل يصدقها ويصدق تلك البراءة فى عينيها، ام هى فقط بارعة فى التمثيل، مثلها مثل غيرها، لم يستطع ان يحسم رأيه لذا قال فى برود:خلصتى، طيب ياريت بقى تفهمى انك مش بالسهولة دى تقدرى تخدعينى وياريت بعد كدة تخلى كلامك ده لنفسك ومتحاوليش معايا تانى لأنى مش هصدقكوتركها متجها للحمام وهى تنظر اليه فى صدمة ثم مالبثت ان عقدت حاجبيها فى ضيق قائلة:انا وانت والزمن طويل ياأسر.استيقظ آسر على صوت همسات باكية ففتح عينيه فى هدوء ونظر باتجاه السرير فلم يجد كرمة فجال بنظره فى الحجرة ثم مالبث ان اتسعت عيناه فى دهشة وهو يراها ساجدة تهمس بكلمات باكية لم يستطع سماعها ثم مالبثت ان رفعت رأسها واختتمت صلاتها ثم جلست تدعوا ربها بخشوع، كانت تبدو كالملاك فى ذلك الاسدال، لا يدرى آسر لم خفق قلبه لذلك المشهد، وصورة أخرى تعود لذاكرته وهو يراها بشعرها لأول مرة وهى تخرج من الحمام ليلة أمس، كان أسودا فاحما ناعما ومسترسلا جعلها آية فى الجمال فأعطاها ظهره مشيحا بوجهه عن جمالها الآخاذ وحاول النوم يهدئ من خفقان قلبه، ولكن مشهدها وهى تصلى الآن بتلك الصورة الملائكية جعل قلبه يخفق بشدة، تكاد تقتله دقاته، مسحت كرمة وجهها بيديها والتفتت فالتقت عيناها بعينيه فقالت فى خجل:.قلقتك، أنا آسفةلم يرد عليها آسر فاستطردت قائلة:قوم خد شاور وصلى وانا هحضر الفطار واجيبه بسرعةاستمر آسر على صمته فقامت كرمة وخرجت من الحجرة وعينا آسر تتابعانها وداخله يصرخ قائلا:انتى مين بالظبط ياكرمة وعايزة منى ايه؟ابتسمت نور حين وجدت كرمة تدلف الى المطبخ فقالت لها:ايه يابنتى فيه عروسة فى الدنيا تنزل يوم صباحيتها بدرى كدة؟ابتسمت كرمة فى خجل قائلة:آسر صحى وشكله جعان قلت احضر له حاجة خفيفة ع السريع، انتى عارفة انه مكلش حاجة م البوفيه انبارحابتسمت نور قائلة:سيدى ياسيدى، ربنا يهنيكوا ياستىازداد خجل كرمة قائلة:بس بقى يابت انتى وحاسبى خلينى اجهز الاكل بسرعة.تابعتها نور بعينيها وهى تشعر بأن كرمة تحب آسر، اذا فحياتها ستكون افضل بكثير من حياة نور لأن نور لا تحب يوسف، وتوقفت نور عند تلك الفكرة وتساءلت ان كانت لا تحبه فلماذا اذا تضطرب مشاعرها عندما يكون بجوارها، ولم تشعر بالأمان فقط لمرآه ولم كلما غاب اشتاقت لوجوده، للحديث معه، اشتاقت لابتسامته ومزاحه، لما يدق قلبها بتلك السرعة عندما تفلت منه عبارات الغزل، هل تخطت مشاعرها الصداقة، هل خانت زكرى حازم؟، وتوقفت عند تلك النقطة وعيونها تدمع، نعم هى خائنة فمشاعرها تجاه حازم اصبحت ضعيفة ومشوشة بجانب مشاعرها ليوسف، يجب ان تفيق، يجب ان تسحق تلك المشاعر، يجب ان تحافظ على زكرى حازم، يجب ألا تكون خائنة، يجب.اصبح الجو مضطربا داخل الفيلا حتى ان الجدة لاحظت ذلك، ولكنها آثرت أن لا تتدخل، قد يبدو من الظاهر أن الأزواج يعيشون بسعادة ولكن من ينظر الى أعينهم يلاحظ الحزن والشرود وكما هى العادة كل يوم يذهب يوسف وآسر ألى العمل فى الصباح الباكر وتجلس كل من نور وكرمة على الأرجوحة فى الحديقة. كل منهما سارحة بأفكارها تتذكر ما كان بينها وبين زوجها فى الفترة الأخيرة من صدام.كرمة تتذكر عندما صعدت الى الحجرة بالطعام ودلفت الى الداخل فوجدت آسر وقد ارتدى ثيابه كاملة فقالت فى دهشة:انت رايح فين؟فيه عريس يلبس ويخرج يوم صباحيته؟التفت اليها قائلا فى برود:انتى صدقتى نفسك ولا ايه؟لا أنا عريس ولا انتى عروسة، انا مش فاهم انتى عايزة توصلى لايه بالظبط؟وبعدين أنا حر أعمل اللى انا عايزه وقت ما انا أعوزهنظرت اليه كرمة فى هدوء قائلة:انت كدة مرتاح؟عقد حاجبيه قائلا:أظن واضح انى مرتاح.اومأت برأسها قائلة فى برود:خلاص اهم حاجة تكون مرتاحواتجهت الى الطاولة ووضعت عليها صينية الافطار قائلة فى هدوء:ياريت بس تفطر قبل ماتخرج، انت مكلتش حاجة من انبارحكاد ان يتحدث فقاطعته قائلة:وقبل ماتقوللى انتى مالك هقولك انى قلتلك انبارح انك حتى لو ماكنتش معتبرنى مراتك فانت بالنسبة لى جوزى وهتقى ربنا فيك حتى لو مش بارادتى او رغبتى.وانصرفت من امامه متجهة الى الحمام تتابعها عيناه فى حيرة ثم مالبث ان اتجه الى طاولة الافطار وتناول طعامه فى هدوء فى حين أغلقت كرمة باب الحمام وتركت لدموعها العنان ثم مسحتهم قائلة فى نفسها:برده مش هيأسونظرت الى صورتها فى مرآة الحمام قائلة فى تصميم:مش هيأس ياآسر وهفضل أدعى تحبنى زى ما انا حبيتك.وبالفعل تمر عليها الأيام متشابهة، هى تقوم بواجباتها كزوجة تهتم بمأكله ومشربه وحياته وهو يقابل اهتمامها بكل برود ويسمعها كلماته الغاضبة وهى تتسامح وتتسامح، لكن الى متى؟ ومتى يتقبل حبها؟ فهى أيقنت أنها أحبته منذ ان رأته لأول مرة وكل همها الآن ان يشعر بحبها ويثق بها، فهل سيفعل؟التقت عينا مريم الزرقاوتان والمليئتان بالدهشة بعينى عمر الخضراوتين الباردتين عندما أجابت على رنين جرس باب منزلها، لم تكن ابدا تتخيل ان تجد عمر على باب منزلها فى هذا الصباح الباكر، تلعثمت قائلة:أستاذ عمر، عايز ايه، قصدى...قاطعها عمر قائلا فى برود:احنا هنقف ع الباب كتير؟افسحت له الطريق ليدخل قائلة:اتفضلتقدم عمر الى داخل المنزل ليلقى عليه نظرة سريعة ثم التفت الى مريم قائلا ودون مقدمات:فين سيف؟نظرت مريم الى عينى عمر وأيقنت من ملامحه الباردة أنه قد عرف كل شئ وأنه لن يغفر لها ابدا اخفاؤها سيف عنه. لذا قالت فى هدوء وهى تشير الى باب احدى الغرف قائلة:دى اوضته وهو صاحىاتجه عمر الى باب الغرفة فاستوقفته لمسة يد مريم لكتفه قائلة:عمرالتفت اليها فى جمود وهو ينزع يدها عن كتفه قائلا:متخافيش يامدام، أنا بس عايزة اشوفه وبعدين لينا كلام مع بعض، كلام كتير أوى.ثم استدار ليطرق باب الغرفة فى هدوء يخالف مشاعره الثائرة والتى تحثه على ان يضمها الى حضنه ليريحها من قلقها ويشبع لهفة قلبه عليها، دخل عمر الى حجرة سيف فوجده مستلقيا على سريره، ينظر اليه فى براءة، فابتسم عمر فى حنان، فبالفعل ولده سيف هو نسخة مصغرة منه كما قال عادل، قال عمر بهدوء:صباح الخيرانعقد حاجبى سيف ثم ما لبثت ان لانت أساريره وابتسم قائلا:صباح الخير، انكل عمر صح؟رفع عمر حاجبيه فى دهشة قائلا:.انت تعرفنى ياسيف؟أخرج سيف صورة من تحت وسادته وهو يقول:ماما ادتنى الصورة بتاعتك وقالتلى انك اديتنى دم فى المستشفى لما عملت العملية، متشكر قوى ياآنكل.ابتسم عمر فى حنان. ونظر الى صورته المقطوعة من مجلة السنة الماضية، ليدرك حقيقة جديدة، هى ان مريم كانت تتابع اخباره طوال فترة ابتعادهما، لا يعلم لم شعر بالسعادة لذلك، نظر الى سيف الذى يبتسم بمحبة وشكر مريم فى نفسه لأنها سهلت مهمة دخوله الى قلب ولده كما انه من الواضح انها احسنت تربيته، نظر الى الرسمة التى كان سيف يرسمها قبل دخوله قائلا:انت بترسم ايه ياسيف؟نظر سيف الى الرسمة قائلا:.برسم مامى وهى ماسكة ايدى موديانى النادى زى ماوعدتنى، اول ماابقى كويس واقدر العبنظر عمر الى عينى سيف قائلا:وفين بابى ياسيف؟مرسمتوش ليه؟ظهرت لمحة من الحزن فى عينى سيف أدمت قلب عمر خاصة حين قال سيف:معرفش ارسمه لأنى مشفتوش قبل كدة، بابى مسافر علطولقال عمر فى حزن:وان قلتلك ان بابى رجع من السفر؟قال سيف فى لهفة:بجد ياأنكل؟ابتسم عمر قائلا:آه ياحبيبى بجد وعاملك مفاجأة كبيرة بكرة كمانقال سيف فى سعادة:.انت أحسن واحد فى الدنيا، أنا بحبك أوى ياآنكلاقترب عمر منه وضمه بحنان قائلا:وانا مبحبش حد قد ما بحبك ياسيف، أنا همشى دلوقتى وأشوفك بكرة.وتركه متجها الى باب الغرفة ليغادرها ونظر نظرة اخيرة الى سيف الذى بعث له قبلة فى الهواء فأمسكها عمر وضمها الى قلبه مبتسما ومغادرا الحجرة ليجد مريم تقف بجوار الباب مغمضة العينين، تسيل دموعها على خديها فى صمت وتضع يدها على قلبها، علم انها استمعت الى حديثهم ومن ملامحها ودموعها المتألمة علم أيضا انها تشعر بالذنب لحرمان ولدها من أبيه، كاد ان يضعف ويضمها ليمسح دموعها المتساقطة بشفتيه ولكنه تمالك نفسه فهو لم يغفر بعد، ان مشاعره تتقاسمه مابين رغبته فى ان يتغلب عليه عشقها فيتنفس هواؤها وبين غضبه الذى يخشى عليها منه.فتحت عينيها لتراه امامها يتأملها فمسحت دموعها فى اضطراب، أفاق من شروده وأشار لها ان تتبعه وقد عادت ملامحه باردة، جلس على الأريكة وقال دون مقدمات:من بكرة تلمى هدومك وهدوم سيف عشان اوديكوا الفيلا عندى و...قاطعته قائلة:بس...قاطعها فى حدة قائلا:.من غير بس، أنا هاخد ابنى يامريم أربيه فى حضنى، عايزة تيجى معانا أهلا وسهلا، مش عايزة براحتك، الماضى هنقفل عليه، احنا الاتنين غلطنا ولازم نتحمل نتيجة غلطتنا، بس يمكن غلطك انتى اكبر شوية، انا مكنتش فى وعيى لما غلط، لكن انتى خبيتى عنى سيف وانتى واعية وفى كامل ارادتك...كادت ان تتحدث لتخبره بأسبابها ولكنها ايقنت ان الكلام لن يفيد فمهما كانت مبرراتها هى الآن تعلم أن خطأها فى حرمان سيف من أبيه، خطأ كبير لا يغتفر، اتجه عمر الى باب المنزل مغادرا وقبل ان يخرج التفت اليها قائلا:متحاوليش تهربى يامريم، لأنى هجيبك ولو فى سابع أرضثم غادر المنزل بهدوء ومريم تتابعه بعينيها متسائلة عما تخبئ لها الأيام القادمة.
رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل السابعكانت مريم تروى الزرع وهى شاردة فى افكارها، لقد جاءت الى منزل عمر منذ اسبوع، استقبلها الجميع بالترحاب، واستقبلوا سيف بحفاوة، وكم كانت سعادة سيف كبيرة عندما أخبره عمر انه ابوه، وان تلك هى عائلته وذلك المنزل الكبير منزله، ولقد اعتاد سيف على عمر بسهولة كبيرة، يقضيان معا اغلب اوقاتهما، فى حين يتجاهل عمر مريم تماما، لا يحدثها سوى للضرورة...تألمت مريم كثيرا ولكنها اعتادت ألمها، وشغلت نفسها بأمور أخرى، تقربت مريم من حماتها وملك وتوطدت العلاقة بينهم، لاحظت مريم حزن ملك فساعدتها مريم على تخطى أحزانها، وأصبحتا افضل صديقتين، ولكن يظل حزنها يسيطر عليها من جفاء عمر معها وتساءلت مريم، لماذا لا يستطيع عمر ان يغفر لها كما غفرت له، لماذا؟ابتسمت ملك وهى تتجه الى مريم التى تبدو شاردة فقالت لها عندما اقتربت منها:الجميل سرحان فى ايه؟توقفت مريم عن رى الزرع قائلة:ملووكة، عملتى ايه فى الامتحان؟قبلتها ملك قائلة:حليت كويس ياروما، الحمد لله، انتى مدرسة شاطرة أوى على فكرة، فى 3 أيام لمتيلى المادة وفهمتيهالىابتسمت مريم قائلة:الحمد للهغمزتها ملك قائلة:مقلتليش، كنتى سرحانة فى ايه؟ابتسمت مريم ابتسامة حزينة قائلة:مش فى أى حاجة ياقلبى، عادى يعنىنظرت اليها ملك نظرة متفحصة وهى تقول:لسة زى ماانتوا صح؟تنهدت مريم قائلة:وايه اللى ممكن يتغير؟قالت ملك فى حماس:كتير يامريم، متستسلميش بالشكل ده وتفضلى حزينة ومش مبسوطة، ده عذاب يابنتىقالت مريم وهى تحاول ان تمزح وتغير الموضوع:يااختى اتنيلى، الحال من بعضههزت ملك رأسها نافية وهى تقول:لأ طبعا، الوضع مختلف خالص، انتى بتحبى عمر وعمر بيحبك...كادت مريم ان تنفى كلام ملك فأسرعت ملك تقول:.أيوة عمر بيحبك، وده واضح عليه خالص، من اهتمامه بيكى وسؤاله عنك اول مابيدخل البيت وميشوفكيش، فى نظراته ليكى لما تكونى مش واخدة بالك، من اصراره على انه يوصلك الشغل ويجيبك منه رغم ان عندنا سواق، من غيرته عليكى ولا نسيتى العميل اللى عاكسك أدامه، نسيتى قلتيلى ايه؟، مش اتنرفز عليه وكان هيضربه ورفض التعامل معاه، عمر مشكلته بس انه زعلان، زعلان من نفسه لأنه حاسس انه غلط لما شرب وآذاكى وخلاكى تتعذبى وزعلان منك عشان حرمتيه من ابنه كل المدة دى، محتاج بس وقت عشان يغفر ويسامح.ابتسمت مريم فى حزن قائلة:ياريت ياملك، انا مستعدة اصبر العمر كله، بس هو فى الآخر يسامحنى.ثم نظرت اليها قائلة:. وانتى ياملك؟هتفضلى كدة كتير؟ابتسمت ملك فى حزن قائلة:انا وضعى مختلف، انا حبيت عادل بس هو محبنيش، نقطة ومن اول السطرقالت مريم فى خبث:ومين قالك انه محبكيشقالت ملك فى حيرة:تقصدى ايه؟ابتسمت مريم قائلة:.الظاهر ان احنا الاتنين مبنشوفش الحب وهو أدام عنينا، فاكرة اليوم اللى جيتى فيه الشركة ووقفتى تتكلمى مع محمود محاسب الشركة واللى يبقى اخو صاحبتك وقلتيلى ان عادل شافكم وبصلك ببرود ومشىنظرت ملك اليها متساءلة وهى تقول:آه فاكرةقالت مريم:.اليوم ده عادل راح لأخوكى وكان متنرفز ع الآخر وطلب منه يرفد محمود واخوكى لما سأله عن السبب، مرضاش يقول فعمر رفض يرفد محمود من غير سبب وساعتها عادل ساب الشركة ومشى وهو على آخرهنظرت لها ملك فى أمل قائلة:تفتكرى...قاطعتها مريم قائلة فى سعادة:بيغير عليكى ياملوكة، استغلى بقى النقطة دى وورينا شطارتك، خرجى اعترافه بحبك من قلبه، بس اوعى تتقلى العياراحتضنتها ملك قائلة:انتى احلى روما فى الدنيا.ثم تركتها لتدلف الى المنزل تتابعها عينى مريم فى سعادة، ولم تدرى لم رفعت عينيها الى شرفة حجرة عمر فى تلك اللحظة، لتراه يقف بالشرفة تعلو ملامحه نظرة عشق اختفت حين رآها تنظر اليه وغادر الشرفة تتابعه عيناها وقد تأكدت من كلام ملك، فهل هناك أمل؟مش شايفة عمايلها ياخالتى؟نطق عادل بتلك العبارة فى عصبية، فابتسمت نادية قائلة فى هدوء:وهى عملت ايه بس ياعادل؟خرجت مع اصحابها، عادى جداجز عادل على اسنانه قائلا:انتى شفتى فستانها، ولا الميكب بتاعها والضحكة اللى من هنا لهنا مع البنى آدم السمج ده اللى جه خدهاابتسمت نادية فى خبث قائلة:وايه اللى مضايقك بقى ياابن اختى؟الفستان ولا الميكب ولا كريم؟تلعثم عادل قائلا:.لأ، أصل هو الفستان، يعنى الميكب، يوووه مش عارف بقىوصمت وهو يخفض بصره فرفعت نادية ذقنه بيدها وهى تنظر الى عينيه قائلة:بتغير عليها ياعادل؟بتحبها؟نظر اليها عادل فى حيرة قائلا:انا مش عارف بيجرالى ايه ياخالتى، طول عمرى وملك زى اختى بهتم بيها وبحبها بس...صمت فقالت نادية تستحثه ع الكلام قائلة:بس ايه؟هز رأسه قائلا:.من يوم مااعترفتلى بحبها وانها هتنسانى وتحب غيرى ونار قايدة فى قلبى، تجاهلها بيوجعنى، وانى اشوفها كمان انهاردة مع واحد تانى بتضحك معاه وماسك ايدها عذاب لوحده، كنت عايز اروح اشدها من ايده واقول للحيوان ده، ملك دى بتاعتى انا وبس، حسيت انى ممكن ارتكب جريمة ياخالتى فهمانى؟ابتسمت نادية قائلة:كل ده ومحتار؟قال عادل فى حزن:.مش يمكن خايف عليها ياخالتى، ماانتى عارفانى، تفتكرى ممكن اكون مخلص ليها؟تفتكرى مش هوجعها؟نظرت اليه نادية قائلة:وتفتكر ببعدك عنها انت مش واجعها، انت يمكن شايفها بتضحك ومبسوطة بس انا شايفة عينيها حزينة، بنتى تعبانة ياعادل ودواها فى ايديكاغمض عادل عينيه فى الم قائلا:يعنى اعمل ايه دلوقتى؟ربتت نادية على كتفه قائلة:مش انا اللى هقولك تعمل ايه، انت عارف كويس انت هتعمل ايه.نظر لها عادل فى تردد ثم مالبث ان ظهر التصميم فى عينيه وقبل رأس نادية قائلا:انا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه، انتى الام اللى ربنا عوضنى بيها عن امى الله يرحمهاابتسمت نادية فى حنان وتابعته بعينيها وهو يغادر المنزل وهى تقول:ربنا يهديلكم الحال ويسعدكم ياولادى.وعلى الجانب الآخر وتحديدا فى الفيوم كانت نور تتذكر كيف اختلفت معاملتها ليوسف منذ ذلك اليوم الذى اكتشفت فيه مشاعرها تجاهه، فأصبحت تعامله بجفاء وبرود وهو يتعجب منها حتى كان ذلك اليوم الذى انفجر فيه بركان غضبه عندما أراد مفاجأتها فأحاط عينيها بيده قائلا:أنا مين؟نفضت نور يديه بغضب قائلة:انت مش هتبطل حركات الأطفال دى؟فعقد حاجبيه قائلا:مالك يانور؟نظرت اليه قائلة فى حدة:.انت خدت علية اوى يايوسف وانا مش حابة دهنظر اليها قائلا وقد ازداد انعقاد حاجبيه:تقصدى ايه؟قالت نور دون ان تعى كلماتها:احنا لازم يكون بينا حدود، انا بقيت بتخنق كل مااحس بقربك منى، بحس انى خاينة، فاهم يعنى ايه خاينة؟أحس يوسف بطعنة نجلاء فى قلبه وظهر الألم جليا فى عينيه، تأملته نور وكادت ان تتراجع عن كلماتها لولا البرودة التى احتلت ملامح يوسف وظهرت فى كلماته وهو يقول:انتى فعلا خاينة.وأشار الى صدره قائلا فى حدة:بس بتخونينى أنا، أنا جوزك ياهانم وهو كان حبيبك، ياريت تفهمى الكلام ده كويس، وحتى لو فهمتيه، هتفرق ايه؟أطلق تنهيدة وتخللت ملامحه لمحة الحزن وهو يستطرد قائلا:خلاص يانور أنا تعبت، معنتش قادر أستحمل أحارب شبح، رجولتى اتهانت وقلبى انكسر وكل مااحاول انسى بتفكرينى، آسف يانور أنا لية كرامتى اللى هحاول ألحقهاوظهر فى عينيه التصميم قائلا:أنا هطلقك يانور.نظرت اليه نور فى صدمة وهى مازالت تستوعب كلماته التى أصابتها فى الصميم لتفاجئها نيته فى طلاقها وللحظة توقف قلبها عن النبض ليعود الى العمل مع كلماته التالية:مع الأسف حالة تيتة دلوقتى متسمحش بده بس قريب وقريب أوى هتكونى حرة.ثم التفت مغادرا دون ان يلتفت وراءه تاركا اياها وقد خانتها دموعها لتتساقط على وجهها، وقد ادركت الآن والآن فقط انها خسرت، وأنها فعلا خائنة، لأن هذا القلب العنيد أحب ذلك الزوج الذى عانى وتحمل ثم ثار ورفض وها هى الآن تتحمل تبعات عندها فالطرق مسدودة والنهاية واحدة، خسارة قلب.