logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





12-03-2022 12:44 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10











t22093_8229عائلة الغازىيوسف الغازى:شاب فى الثلاثين من عمره وسيم ..ذو عيون عسلية ..بشرته قمحية اللون وجسده رياضى..ليس له علاقات مع النساءنور الغازى:فتاة رائعة الجمال فى منتصف العشرينات، بشرتها بيضاء ناعمة وعيونها خضراء وشعرها ذهبى اللون، تعيش فى ماضيها وترفض التخلى عنهآسر الغازى:فى اواخر العشرينات من عمره..شاب وسيم للغاية..عيونه رمادية اللون..يكره النساء ويحتقرهمكرمة المسيرى:فتاة جميلة ذات ملامح شرقية..عيونها سوداء كشعرها الطويل الناعم..صديقة نور المقربة وفى منزلة أختهاعائلة الجمالعمر الجمال:وسيم كنجوم السينما فى الثانية والثلاثين من عمره..عيونه خضراء وحواجبه معقوفة وملامحه جذابة للغايةملك الجمال:اخت عمر..فتاة جميلة للغاية ورقيقة للغاية ..ذات عينين خضراوتين كأخيها..تحب ابن خالتها دون املعادل:ابن خالة عمر وملك ملامحه شرقية وعيونه عسلية.. خفيف الدم..حنون..ربته والدة عمر بعد وفاة امه وصار يعتبرها تماما كأمهمريم:فتاة رائعة الجمال..ذات عيون زرقاء وملامح رقيقة للغاية..بشرتها بيضاء ناعمة كالأطفال..وقوامها رقيق تماما مثلها..صديقة نور وكرمة.فصول رواية لعبة القدررواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الأولانتى بتقولى ايه ياتيتة؟، ازاى اتجوز واحدة مشفتهاش قبل كدة ولا حتى اعرف شكلها لمجرد انها تبقى بنت عمى وبس، مش معقولة طبعا، مستحيلنطق يوسف بتلك العبارة فى حدة فأحست جدته انها لن تصل الى أى مكان اذا تابعت حديثها مع يوسف بلهجة الأمر، لذا ألانت صوتها وهى تقول:.نور مش بس بنت عمك، نور بنت عمك اللى مشوفنهاش من وهى عندها 3سنين، نور هى الحاجة الوحيدة اللى فاضلالى من ابنى الصغير محمود ربنا يرحمه، مامتها اخدتها بعد وفاته وسافرت من غير ماتقولى او تدينى فرصة اختار، من غير حتى كلمة وداع، تعبت كتير فى غيابها وحاولت كتير ألاقيها وكنت قربت أيأس، لغاية ما ربنا هدانى لمكانها وعرفت انها عايشة فى اسكندرية وبعتلها جواب قلتلها فيه كل حاجة، وطلبت انى اشوفها وتجيلنا المزرعة، خصوصا بعد وفاة والدتها، يا يوسف يا ابنى انا لما طلبت منك تتجوزها كانت محاولة يائسة منى عشان اربطها بينا هنا، خايفة تيجى تبص بصة واحدة للمكان وتمشى علطول، بيقولوا الواحد بيكون مطرح ماقلبه بيكون، وهى لو حبتك واتجوزتك هيكون مكانها معانا هنا، فى حضنى، فاهمنى.اطرق يوسف بوجهه فى حيرة وهو لا يدرى بماذا يجيب جدته فهو من جهة يشعر بمعاناة جدته واسباب طلبها الغريب هذا، ومن جهة اخرى يعلم انه لا يستطيع ان يحقق طلبها، كيف يتزوج فتاة لم يراها من قبل وربما تخالف كل ماتمناه فى شريكة حياته، قال فى هدوء:رغم ان كلامك منطقى جدا بس انتى محطتيش فى بالك احتمال ان حد فينا ميحبش التانى او يطيقهنظرت اليه جدته قائلة فى رزانة:.لو اديت لنفسك فرصة، هتحبها وتخليها تحبك، ادى بس نفسك فرصة ومترفضش قبل ماتشوفها، ارجوك يايوسف، اسمع كلامى ياابنى، يلا روح وهاتها م المطار وخليك لطيف معاها ومع صاحبتها، واللى فيه الخير يقدمه ربناابتسم يوسف فى سخرية قائلا:صاحبتها، قولتيييلى بقى، هتجيبها معاها كمان؟ابتسمت جدته قائلة:.ايوة، كرمة، صاحبة نور وبتعتبرها زى اختها، وطبعا انها تيجى مع نور ده دليل على انها خايفة تيجى عندنا لوحدها، فمن فضلك خليك طيوبزفر يوسف بقوة قائلا:حاضر ياتيتة، هروح بس مقدرش اوعدك بحاجةابتسمت الجدة قائلة:روح بس يايوسف وربنا يقدم اللى فيه الخير ياحبيبى.اتجه يوسف الى باب الخروج ليذهب الى المطار وهو يؤنب نفسه لأنه لم يستطيع ان يرفض طلب جدته ولكنه هكذا دائما، نقطة ضعفه الوحيدة هى عائلته التى تتضمن جدته وآسر أخيه، لا يستطيع ان يرفض لهما طلبا حتى وان كان على حساب سعادته، لن يتردد.توقفت نور فجأة وكادت كرمة ان تصطدم بها ولكنها تداركت امرها وتوقفت قائلة فى قلق:مالك يانور؟وقفتى ليه؟نظرت نور لها قائلة فى تردد:مش عارفة ياكرمة، حاسة بخوووف، نفسى نرجع للطيارة تانى ونروح بيتنا، خايفة اوى م اللى جاى، بسأل نفسى ياترى اللى بعمله صح ولا غلط؟ابتسمت كرمة فى هدوء قائلة:.كل مخاوفك طبيعية يانور، بس اللى بتعمليه عين الصح يا حبيبتى، انتى بتزورى اهلك، كل اللى باقى من عيلتك بعد ماكنتى فاكرة انك بقيتى وحيدة فى الدنيا دى، لقيتى عيلة نفسها تشوفك، انتى مش خايفة م اللى جاى. انتى خايفة ما يتقبلوكيش بينهم وده مستحيل ياقلبى، اللى يشوفك ومن اول مرة بيحبك عطول زيى وزى مريم وزى...توقفت كرمة عن الكلام على الفور وهى تدرك ماكانت ستقوله ولكن ملامح نور أنبأتها بان الخطأ قد وقع. فقد غامت ملامحها وترقرقت دموع حزينة فى مقلتيها فأسرعت كرمة تقول:انسى يانور، امحى الزكريات المرة دى وعيشى حياتك بقى، فاتت 3سنين يانور، 3سنين، عيشى حياتك ومتبقيش أسيرة للماضىقالت نور فى مرارة:.قلبى مش بايدى ياكرمة، قلبى لسة مجروح، اخوكى كان صديق طفولتى واول دقة فى قلبى كانت له، كان كل شئ بالنسبة لية، مكنتش اعرف ان القدر هيكون قاسى بالشكل ده، أخده منى ومفاتش على خطوبتنا أيام، مقدرتش اسعده ياكرمة، حادثة بشعة مخلتنيش اقدر اودعه حتى، انتى عارفة يعنى ايه انك تصحى فى يوم تلاقى سر حياتك اتخطف منك، عارفة اد ايه ده جارحنى وواجعنى؟كانت دموع كرمة تجاوب دموع نور فى حزن شديد ومضت دقائق وكلاهما لا يستطيع الكلام ثم مسحت كرمة دموعها فى تصميم قائلة:حازم هيفضل فى قلوبنا يانور لكن الحياة لازم تستمر وانت مش بس صاحبتى، انتى اختى وحبيبتى ومش عايزاكى تعيشى فى الماضى وتفوقى فى يوم تلاقى نفسك لوحدكابتسمت نور فى حزن قائلة:ومين قال انى هكون وحيدة، انا عندى انتى ياكرمة، ومريم كمان، الوحدة آخر شئ ممكن يقلقنىابتسمت كرمة قائلة:.طيب طيب، سيبينا م الذكريات ويلا نخرج من المطار عشان تشوفى عيلتك ياقمر.ابتسمت نور وبدأت فى المشى تجاه البوابة ثم فوجئت بشاب يبدو فى الثلاثين من عمره يحمل لافتة مكتوب عليها (نور الغازى)فتبادلت النظرات مع كرمة ثم عادت ببصرها الى الشاب تتأمل ملامحه الوسيمة فى وجل فقد كان طويل عريض المنكبين قمحى البشرة ذو لحية خفيفة، أنيق المحيا وكان ينظر باتجاه البوابة فى ضجر وارتفعت عيناه فى تلك اللحظة فتلاقت عيناه العسليتان بعينيها الخضراوتين فانتابتها رجفة شديدة وكادت تقسم ان رجفتها كانت لها مثيل عند ذلك الشاب وتساءلت فى نفسها، من ذلك الشاب الذى يحمل لافتة عليها اسمها ولماذا ترتعش من نظراته التى شملتها وكأنها تغرق فيها، من ياترى؟كان يوسف ينظر فى ملل إلى بوابة المطار ينتظر ابنة عمه نور حين أحس فجأة بأنه مراقب فرفع نظره وتلاقت عيناه بأجمل عينين رآهما فى حياته ولم تكن العينان فقط هما الجميلتين بل ان صاحبة العينين هى أجمل امرأة وقعت عليها عيناه، ذلك الشعر الذهبى المسترسل فى نعومة وتلك الملامح الملائكية والقد الرشيق وانتابته رجفة ورغبة هائلة فى التعرف اليها وتفاجأ بأنها تتقدم نحوه وبجوارها فتاة أخرى فعقد حاجبيه وقد بدأ يدرك أن الفتاتين ربما تكونان من حضر لاستقبالهما ولكن أيهما ابنة عمه، تمنى يوسف ان تكون نور هى الفتاة ذات العينان الخضراواتان وادرك ان أمنيته قد تحققت حين قالت الفتاة بصوت رقيق:.أنا نور الغازىظل يوسف صامتا ينظر اليها مطولا مما أصابها بالخجل والاضطراب وشعرت بأنها أسيرة لتلك العينين العسليتين حتى سمعت صوت كرمة يقول فى ارتباك:وأنا كرمة المسيرى صاحبة نور، مين حضرتك؟أفاق يوسف من شروده وهو ينظر الى كرمة ثم يعود بنظراته الى نور مجيبا كرمة قائلا:أنا يوسف الغازى ابن عم نور وجيت عشان استقبلكم واوصلكم البيت بنفسى، اهلا بيكم فى الفيوم.حاولت نور ان تبتسم وهى تقاوم الاضطراب الشديد بداخلها من جراء نظراته المتغحصة لها قائلة:احنا متشكرين جدا، فين تيتة؟ابتسم يوسف قائلا:كان نفسها تيجى تستقبلكم بنفسها بس زى ماانتى عارفة هى مريضة ومتتحملش الطريق، يلا بينا هوصلكم ليها، العربية هناك أهى.جلست نور بجوار يوسف الذى اتخذ مكانه خلف مقود السيارة، بينما جلست كرمة فى المقعد الخلفى، أحست نور بالارتباك وهى تشعر بيوسف يرمقها بين الحين والآخر وكان الصمت هو السائد حتى اقتربا من المزرعة فتأملتها نور وكرمة فى اعجاب وقالت كرمة فى انبهار:المزرعة بجد روعةاومأت نور برأسها موافقة ثم نظرت الى يوسف قائلة:من امتى بتملك عيلة الغازى المزرعة دى يايوسف؟اغمض يوسف عينيه فى تلذذ وهو يستمع الى اسمه لأول مرة من شفتيها، ثم نظر اليها قائلا:من 3أجيال، وكنا خلاص هنخسرها لما بابايا وباباكى اتوفوا فى الحادثة، لولا اصرار تيتة وماما ان احنا منخسرهاش، فوظفوا اللى يقدروا ياخدوا بالهم منها لغاية ماكبرت وقدرت استلم منهم الشغلابتسمت نور فى تقدير قائلة:بجد برافو عليكم، المزرعة شكلها يجنن وفعلا تستاهل التعبابتسم يوسف ولم يعلق ثم أشار لها قائلا:البيت هناك أهو.نظرت نور الى حيث يشير يوسف وهى لا تصدق عينيها، كان المنزل أشبه بالقصور، تشعر تجاهه بالرهبة ونظرت الى كرمة التى تبدو على ملامحها الدهشة ثم نظرت مرة اخرى باتجاه المنزل وتوقفت السيارة وترجلوا منها ونظرت نور باتجاه سيدة تقف على الباب، كانت سيدة جميلة رغم سنوات عمرها التى تعدت الستون، تبدو على ملامحها الطيبة والسعادة، تنظر الى نور وكرمة بلهفة، ترقرقت الدموع فى عينى نور ثم مالبثت ان انطلقت الى احضان جدتها التى غمرتها قائلة:.حبيبتى يانور، ياريحة الحبايب، وحشتينى ياقلبىقالت نور من خلال دموعها:وانتى بردو ياتيتة، وحشتينى قوى، ياريتنى عرفتك من زمان، انا كنت خلاص اتعودت انى ماليش اهل، لولا جوابك اللى رجعلى السعادة من تانىابتسمت جدتها وهى تمسح دموعها قائلة:وانتى كمان ياحبيبتى رجعتى الفرحة على بيتنا من تانى، كنت خايفة متجيش واديكى جيتى ونورتى حياتى.ابتسمت نور فى سعادة وتنبهت الجدة الى كرمة التى غمرت عيناها الدموع تأثرا بذلك المشهد فقالت:اعذرينا يابنتى، سعادتى بنور نستنى ارحب بيكى، اهلا بيكى حبيبتى نورتيناابتسمت كرمة قائلة:ده نورك ياتيتة تسلمىابتسمت الجدة فى حنان ثم نظرت الى يوسف الذى كانت نظراته على نور فاتسعت ابتسامتها وهى تقول:هات الشنط يايوسف، وتعالوا ياولادى ندخل جوة. اكيد عندنا حكايات كتير مشتاقين نحكيها لبعض، يلا بينا.دلفوا جميعا الى المنزل وبداخل كل منهم مشاعر جياشة يحاولون احتوائها والتعامل معها والشعور الغالب عليهم هو السعادة، سعادة انتظروها كثيرا وآن لها ان تظهر.جلست مريم تنقر بقلمها على سطح مكتبها فى شرود، لم تفق بعد من صدمتها منذ أن علمت من هو رئيسها الجديد، هل هى صدفة أم قدر؟من بين كل الناس، يكون هو وهو فقط من يشترى الشركة التى تعمل بها من مالكها القديم، ليصبح هو رب عملها ورئيسها المباشر، هو من كان سبب دمار حياتها، وهو أيضا من منحها سببا لتعيش من أجله، هو، عمر، عمر الجمال.رجعت مريم بذاكرتها لخمس سنوات مضت، عندما كانت تعمل سكرتيرة شخصية لمدير المبيعات فى شركته، لطالما كان عمر فارس أحلامها، تراه من بعيد، تتأمله فى اعجاب صامت تخفيه عن الجميع، كانت سعيدة بخيالها الذى يجمع بينهم، وكانت سعيدة بتلك اللحظات التى تحظى فيها برؤيته ولو من بعيد، حتى كان ذلك اليوم الذى زادت فيه تحرشات عماد رئيسها فى العمل مما أدى بها الى صفعه فطردها، لم تهتم، نعم حرمت من سعادتها الخيالية ولكنها لم تعد تحتمل ذلك المدعو عماد، كل الشركات التى تقدمت اليها للعمل رفضوها لأنهم عندما يتحدثون الى مديرها السابق يسمعون عنها أشياء مشينة، ومع رفض آخر طلب لها اتخذت قرار بأن تشتكى عماد لرئيس الشركة، عمر، فلم يعد لديها ملجأ آخر والمال بحوزتها يكاد ان ينفذ، ولكن هل تستطيع مواجهته دون ان تظهر عليها مشاعرها؟، كانت مخاطرة لابد وان تقوم بها، منعت من الدخول الى الشركة بسبب عماد فسألت عن عنوانه حتى توصلت اليه، وهاهى تقف امام باب شقته، ينتابها التردد، تتسائل عن صحة ما تفعله، أخذت نفسا عميقا ودقت جرس الباب، لتفاجأ بعمر يفتح لها الباب بنفسه فالتقت عيناها الزرقاوتان بعينيه الخضراوتين والتى لطالما جذبتاها ولكن تلك هى المرة الاولى التى تراهما بهذا القرب، انتابتها القشعريرة وهى تراه يتأمل ملامحها وألجمتها الصدمة تماما حين سمعته يقول:.تتجوزينى؟توقفت دقات قلب مريم لتعود مرة أخرى للحياة وهى تقول فى دهشة:انت تعرفنى؟كاد ان يقع فأمسكت يده تسنده فاستند الى يدها ناظرا اليها مرة أخرى قائلا فى تصميم:تتجوزينى؟احست مريم ان عمر ليس طبيعيا بالمرة بنظرات عينيه الزائغة وكلمته الثقيلة ولكن احساسها بقربه ولمسته طغيا على تفكيرها فقالت وهى تنظر اليه فى حيرة:بس...وضع يده على فمها قائلا:مفيش بس، هبعت أجيب المأذون.كان عقل مريم يصرخ بها رافضا كل مايحدث، ولكن قلبها يصرخ مطالبا اياها بالرضوخ والموافقة لتصير احلامها والتى كانت تظنها دربا من الجنون حقيقة، وبالفعل وافقت وجاء المأذون والشهود، وتزوجا ليعيشا سويا ليلة من ليالى الف ليلة وليلة.فى اليوم التالى استيقظت مريم لتراه نائما بجوارها يحيطها بزراعيه فابتسمت بخجل وهى تتذكر تفاصيل ليلتهما الرائعة، قبلته فى وجنته قبلة خفيفة، وقامت لتأخذ حماما وبما انها لم تحضر ملابس اخرى لها لذا ارتدت ملابسها التى جاءت بها وعند خروجها لم تجد عمر فى الحجرة، لبست حجابها واستعدت للخروج لتبحث عنه حين وصلها صوته يقول فى حدة:معرفش، قلتلك معرفش.استمعت مريم لصوت آخر يحادث عمر، صوت تعرفه جيدا انه، عادل، صديق عمر وابن خالته وشريكه بالعمل يقول بغضب:يعنى ايه ياعمر، ازاى متعرفش؟ظهر الغضب ايضا فى صوت عمر وهو يقول:معرفش وخلاص ياأخى، معرفش مين دى، مش فاكر حاجة خالصوضعت مريم يدها على فمها لتكتم شهقة كادت ان تخرج منها وهى تستمع اليه يستطرد قائلا:.انبارح زى ماانت عارف كانت الذكرى السنوية الاولى لوفاة بابا وانت عارف اليوم ده كان صعب اد ايه بالنسبة لى، شربت، عارف انى اتنيلت غلط لما شربت وخصوصا انها اول مرة فى حياتى اعمل حاجة تغضب ربنا، بس اللى مكنتش اتخيله، انى اغضبه اكتر واجيب واحدة من الشارع فى بيتى واعمل اللى عملته ده ياعادل، دى مش اخلاقى.انهمرت الدموع من مريم، اذا هو لا يتذكر زواجهما، لا يتذكرها هى حتى، كان طلبه الزواج منها وهو مغيبا من تأثير الخمر، كانت تظن ان كلماته مزقت قلبها ولكن كلماته التالية حولته لأشلاء وهو يستطرد قائلا:اهم حاجة دلوقتى ياعادل تخلصنى م البلوة اللى جوة دى، انا هروح آخد شاور فى الحمام التانى وانت مشيها، اديها فلوس، اى حاجة، مش مهم، المهم انى مش عايز أخرج ألاقيها قدامى، انا مش مستعد أشوف الأشكال دى.انهمرت دموع مريم وهى تنعى حبا ولد ليموت على يد حبيبها، ولكنها هى من أخطأ، لقد حكمت قلبها وألغت عقلها، وكان هذا هو عقابها، تمالكت نفسها بقوة فلابد لها من لملمة أشلاء قلبها لتخرج من تلك الحجرة التى تذكرها بمشاعرها الخائنة، مسحت دموعها وخرجت من الغرفة لتواجه عادل الذى عقد حاجبيه فى دهشة عندما رآها، شعرت أنه يعرفها، فأخفضت بصرها للحظة ثم مالبثت ان رفعت عينيها لتواجه عينيه فى إباء وعندما حاول ان يتكلم أشارت اليه بيدها كى يصمت قائلة:.أرجوك، أنا سمعت كل حاجة وكل اللى انا طالباه دلوقتى انى اخرج من المكان ده حالااومأ عادل برأسه وقد ظهرت الحيرة على ملامحه، فاتجهت إلى باب الشقة وعيناه تتابعانها فى صمت وكادت أن تخرج من الباب، ولكنها توقفت والتفتت اليه قائلة فى حزن:زى ماهو مش فاكرنى، أنا كمان مش عايزة أفتكره، وياريت ياأستاذ عادل أفضل شخصية مجهولة بالنسبة له.اومأ عادل برأسه متفهما، فالتفتت مغادرة الشقة وهى تجر خطواتها جرا، لا تدرى كم لبثت فى شقتها تبكى حالها، ربما يومين، ثلاثة، لا تذكر حقا، وحين استطاعت تمالك نفسها قررت الرحيل عن تلك المدينة التى ذاقت فيها عذاب الحب، قررت الرحيل الى الاسكندرية لتعيش مع ابنة عمها ندى، ربما تبدأ من جديد فى مكان آخر، ربما تستطيع ان تنسى هى الأخرى، وبالفعل سافرت الى الاسكندرية، وهناك بدأت تبحث عن عمل حتى وجدته فى تلك الشركة التى تعمل بها الآن، وبعد مرور شهرين اكتشفت المصيبة الكبرى، هى حامل، نعم، تحمل فى أحشائها طفل عمر، ألجمتها الصدمة وكادت أن تجهضه، لولا قلبها الخائن الذى رفض أن يتخلى عن الشئ الوحيد المتبقى لها منه، ولولا وقوف صديقتيها نور وكرمة الى جوارها، فتركت طفلها ينمو وينمو معه الأمل فى سعادة مفقودة، وجاء سيف الى الدنيا، ليعيد لمريم ضحكتها، نسخة مصغرة من أبيه، يحمل نفس عينيه، وجهه يحمل لها ذكريات ماض لا تستطيع نسيانه وسعادة حاضر تضغى على مرارة الذكريات، وبعد مرور السنوات، وبعد ان ظنت أنها دفنت ذكرياتها فإذا بنبأ عودة عمر الى حياتها يعيد لها الذكريات، وتساءلت ماذا يجب عليها أن تفعل، هل تستقيل من الشركة بعد ان اثبتت جدارتها واستحقت ان تكون السكرتيرة الأولى لرئيس الشركة؟هل تبدأ من جديد؟أم تبقى لتواجهه وتجازف باكتشافه لابنهما سيف، ولكنها نفت امكانية حدوث ذلك، فهو لا يتذكرها فكيف سيربط بينه وبين ولدهما، كما انها لا تستطيع ان تفكر ايضا فى استقالتها فلديها التزامات مالية كبيرة، حضانة سيف الخاصة واقساط السيارة الجديدة، لذا أيقنت أن الحل الوحيد لمشكلتها هو البقاء والمواجهة ولكن هل ستستطيع مواجهة عمر؟وهل حقا ماتت مشاعرها تجاهه؟أحقا لم يعد يمثل لها شيئا؟أم أن رماد مشاعرها قد يشعله لهيب قربه؟إنها حقا لا تدرى...أخبارك ايه ياروما؟نطقت نور بذلك السؤال فى مرح عبر الهاتف لترد عليها مريم قائلة فى توتر لمسته نور على الفور:القدر مش سايبنى فى حالى يانور، مصر يلعب لعبته معاياقالت نور بتوتر:مالك بس ياقلبى، احكيلى علطولتنهدت مريم وهى تقول:هحكيلك يانور، هحكيلك على كل حاجة.تاااابع اسفل
 
 




look/images/icons/i1.gif رواية لعبة القدر
  12-03-2022 12:45 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الثانيياحبيبتى ياروماقالت كرمة تلك العبارة فى أسى بعد ان استمعت لما يحدث مع صديقتهما من نور، لتقول مستطردة:طب وبعدين يانور، حكايتها عقدت اوى واحنا دلوقتى مش جنبها عشان تستقوى بينازفرت نور قائلة:مكنش أدامى غير انى اساندها بالكلام، شجعتها وقلتلها ان هى أد أى حاجة وانها مش ضعيفة وتقدر تواجه المستحيل، تقدر تواجه ماضيها وتتحداه بس بردو قلبى مش مطمن ونفسى اسافرلها بس انتى عارفة حالة تيتة الصحية وتعبها.اومأت كرمة برأسها قائلة:مع الاسف، كان نفسى نكون جنبها ونردلها شوية من جمايلها اللى فى رقابتنا، ده لولا وقفتها جنبنا فى محنتنا كنا ضعنا، هى كانت صحيح جارتنا بس فى فترة قصيرة بقت قريبة مننا اوى، مريم مش بس صاحبتنا، مريم أخت لينا واكترأومأت نور برأسها فى شرود تتساءل عن حالة مريم وكيف تتعامل الآن مع عمر ومع ذكرياتهم المريرة معا.جلس يوسف على الكرسى فى الحديقة شاردا فى افكاره التى تدور كلها حول نور، تلك الفتاة ذات العينين الخضراوتين والتى سلبت لبه منذ النظرة الأولى بجمالها ورقتها وزاد تعلقه بها فى الأيام القليلة الماضية وهو يرى طيبتها وحنانها وطريقتها العذبة فى التعامل مع الجميع بما فيهم عمال المزرعة، وأكثر ماجذبه اليها هى تلك النظرة الحزينة والتى تظهر احيانا فى عينيها والتى تحاول ان تخفيها عن جدتها ولكن هو فقط من يلمحها فيجد قلبه وقد اعتصر ألما عليها، يود لو يقبل تلك العينين ليمحى ألمهما ويبدل حزنهما الى سعادة، عقد يوسف حاجبيه فى حيرة وهو يتساءل، كيف تطورت به مشاعره من رجل كره النساء الى عاشق محب.نعم هو عاشق، يجب ان يعترف لنفسه بذلك، عشق نور، ينتظر كل يوم بلهفة طلتها المرحة وابتسامتها المشرقة ومزاحها الرقيق مع جدتها وصديقتها، يعشق تفاصيلها ويدق قلبه بشدة عندما تتلاقا عيناهما، شعور قوى ينتابه لأول مرة. لقد كان يظن انه احب من قبل ولكن شعوره الذى يتملكه الآن يفوق كل ماأحس به تجاه اى فتاة، يشعر بأنه خلق لها وهى خلقت له، يغار عليها من الهواء الذى يمر بخصلات شعرها فيجعله يتطاير حول وجهها بنعومة ويجعله يتنشق عبيرها الرائع ولكنه يشعر بأنها لا تبادله مشاعره، تتجنب الاحتكاك به او التقاء عينيه بعينيها، يحتار فى تصرفاتها والتى تبدوا وأنها تخصه بها وحده، عليه ان يفاتحها بما عزم عليه ورغبة جدتها فى تزويجهما، والليلة.كانت نور تجلس مع كرمة شاردة فى أفكارها حتى قاطعتها كرمة قائلة:مالك يانؤنؤ، فيكى ايه ياقلبى؟أفاقت نور من شرودها قائلة:مفيش حاجة ياكارو أنا تمام قوىكرمة:لأ، فيه حاجة شاغلة بالك، لسة بتفكرى فى مريمقالت نور فى هدوء:لأ، كلمتها واطمنت عليها من شوية، عمر لسة مظهرش، وهى الحمد لله نفسيتها أحسنقالت كرمة:الحمد للهواستطردت فى اصرار قائلة:بس انتى فيكى حاجة، انتى مش متعودة تخبى علية حاجة؟نور وهى تخفض بصرها قائلة:مفيش حاجة صدقينى، كله تمامكرمة وهى تدقق النظر فى وجه نور قائلة:يوسف!ارتفع بصر نور فى سرعة فالتقت عيناهما فقالت:تقصدى ايه؟نظرت كرمة مباشرة فى عينى نور قائلة:انا حاسة بيكى، انتى مش بس صاحبتى انتى توأم روحى، يوسف موترك، بتتجنبى تشوفيه، مبتخليش عينك تيجى فى عينيه، خايفة من اهتمامك بيه، صح؟ترقرقت الدموع فى عينى نور وهى تقول:.ازاى تقولى كدة ياكرمة، انا اهتم بيوسف؟، مستحيل طبعا، انا عمرى مااهتميت بحد غير حازم، حازم ده حب الطفولة، حبيبى الوحيد، الموضوع كله انى حاسة ان يوسف هو اللى مهتم بية، نظراته بتوترنى، خايفة يزيد اهتمامه بية، بحترمه وبقدره زى أخ، صديق، مش عايزة اجرح شعوره، خايفة اخسر عيلتى ياكرمةربتت كرمة على يد نور قائلة:لازم تنسى حمزة يانور، لازم تفتحى قلبك للحب من تانىانتفضت نور وهزت رأسها بقوة وهى تقول:.بطلى بقى تقولى كدة، وبعدين انتى ازاى اصلا تقوللى الكلام ده، انتى عارفة انى مقدرش، فاهمة مقدرش، انا مش عارفة انتى جرالك ايه؟وانصرفت غاضبة وعينا كرمة تتابعانها قائلة:لازم اخليكى تفوقى من اوهامك يانور وتفتحى قلبك للحياة والحب، لازم اعمل حاجة...قاطعها صوت يقول فى سخرية:ممكن أعرف حضرتك مين وبتعملى ايه هنا؟التفتت كرمة الى صاحب الصوت فى حدة فوجدت شاب يبدو فى اواخر العشرينات من عمره، طويل القامة ذو جسد رياضى يحدق بها بعينين رماديتين ساخرتين أثارا فيها مشاعر مختلفة، أحست بلسانها يعجز عن الكلام ولكنها تداركت نفسها قائلة:انت اللى مين وعايز ايه؟اتسعت ابتسامته الساخرة وهو يقول:حضرتك فى بيتى وانا اللى من حقى أسألكنظرت اليه كرمة فى دهشة قائلة:انت آسر؟عقد آسر حاجبيه قائلا:انتى تعرفينى؟تلعثمت كرمة قائلة:.ها، آه، أصل، يعنى، أنا كرمة صاحبة نور بنت عمكازداد انعقاد حاجبيه وهو يقول:مين؟قاطعته الجدة قائلة:دى حكاية طويلة هحكيهالك بعدين، حمد الله ع سلامتك ياآسرأسرع آسر الى جدته يقبل يديها وهو يقول فى حنان:وحشتينى ياتيتةربتت الجدة على رأسه قائلة فى حنان:وانت كمان ياحبيبى وحشتنى قوى، تعالى جوة هحكيلك على كل اللى فاتك، فيه حاجات كتير محتاجين نقولها تخص مستقبلكم ياعيلة الغازى، تعالى انتى كمان ياكرمة.قالت كرمة:لا خليكوا براحتكم ياتيتة، انا هتمشى شويةقالت الجدة بحنان:على راحتك يابنتى، بس متتاخريشاومأت كرمة براسها، وغادرت لتتابعها عينا آسر، تتبعت الجدة نظرات آسر لتتسع ابتسامتها فى خبث قائلة:مش يلا ندخل ياحبيبىأفاق آسر من شروده قائلا:آه، يلا ياتيتةوأمسك بيدها وهم يدلفوا الى داخل منزلهم الجميل.انت بتقول ايه، انت اتجننت؟نطقت نور بتلك العبارة فى صدمة فانعقد حاجبى يوسف فى غضب وهى تستطرد قائلة:جوازى منك مستحيل، فاهمنى، مستحيلحاول يوسف ان يرسم قناع البرود رغم تأجج مشاعره الغاضبة وهو يقول:ايه بقى اللى خلاه مستحيل؟نظرت اليه فى غضب قائلة:عشان بحب واحد تانى، ياترى رجولتك هتقبل بواحدة قلبها ملك غيرك؟انعقد حاجبى يوسف فى صدمة من كلمات نور التى حطمت قلبه الى فتات، لقد أعاده حبها الى الحياة، ثم اذا بكلماتها تقتله من جديد، وتساءل فى سخط عن ذلك الشخص الذى امتلك قلبها؟، سؤال تأجج داخل قلبه المفطور وترجمه لسانه ليقول فى غضب:مين ده؟مين اللى بتحبيه يانور؟وليه لغاية دلوقتى ماارتبطوش؟ظهرت تلك اللمحة من الحزن داخل عينيها وامتلأت عيناها بالدموع، ثوان ادمت روحه، لترسم قناعا جليديا على وجهها وهى تقول:.مش من حقك تسألنى الاسئلة دىعقد حاجبيه قائلا بصرامة:بالعكس ده اكيد حقى مادام رفضتينى.عبر عينيها ذلك الحزن مجددا وعينيها تمتلئ بالدموع قبل ان تستدير مغادرة المكان تاركة اياه يتساءل عن سر حزنها، وسر ذلك الحبيب الذى امتلك فؤاد محبوبته، لماذا هما مفترقان، هل آذاها؟، هل هو بانتظارها بالاسكندرية حيث كانت تقطن؟كيف استطاع ان يفارقها، لو كان مكانه ما تركها ابدا، كان سيخفيها داخل قلبه للأبد، أحس بالضياع عند تلك اللحظة، هل تحول حبه الى ماض، زكرى يعيش عليها؟أنقذه من ذلك الضياع صوت كرمة يقول:.هتستسلم؟نظر اليها فى حيرة قائلا:وهعمل ايه؟قلبها ملك واحد تانىظهر الحزن فى عينى كرمة مما اثار دهشة يوسف وانتظرت كرمة ثوان تغالب دموعها قبل ان تقول:الواحد ده معتش موجود فى الدنيا دى، بقى زكرى، حلم مستحيل، اما انت فحبك واقع والواقع هو اللى بيفوزنظر اليها فى لهفة قائلا:تعرفيه؟اومأت كرمة برأسها فى حزن قائلة:كان اخوياازدادت دهشة يوسف وقال فى حيرة:كان!قالت كرمة فى شرود حزين:.ايوة. حازم كان اخويا وصديق طفولة نور، حبوا بعض من وهما لسة فى كى جى، كنا فرحانين قوى بالرابط اللى بيربطهم ببعض، كانوا زى التوأم، ولما حبهم كبر وكانت النهاية الطبيعية ليه الارتباط، اتخطبوا وبعدها بايام، اتقلب كل الفرح لحزن، مات أخويا مع بابا وماما فى حادثة عربية، نور جالها انهيار عصبى، تعبت كتير وعانت كتير ولولا وجودى ووجود واحدة صاحبتنا اسمها مريم، ووقوفنا جنبها لغاية مااتخطت المحنة دى، كان ممكن تإذى نفسها، بعد كدة قفلت ع قلبها ونفسها، بقت واحدة تانية خالص لغاية لما جالها جواب جدتك، حسيت بيها بترجع من تانى، بترجع نور اللى طول عمرى عارفاها، بس وهى بينكم فى المكان ده.ثم نظرت مباشرة الى عينيه المصدومتين قائلة:نور محتاجالكم قوى يايوسف، محتاجة لحبكم عشان تخرج من احزانها محتاجة لحبك انت بالذاتاستمع اليها يوسف وبداخله بركان من المشاعر حزن على مامرت به نور واملا فى حبها وقد ايقن ان غريمه فى حبها لم يعد ع قيد الحياةنظرت اليه كرمة قائلة:ها يايوسف هتحارب ولا تستسلم؟نظر الى عينيها فى حيرة قائلا:مش عارف، ازاى هحارب زكرى، ازاى هحارب شبح واحد ميت؟ابتسمت فى حزن قائلة:.بتحبها؟شردت عينيه تستحضر ملامحها، ضحكتها، روحها فقال فى هيام:بعشقهااتسعت ابتسامتها قائلة:يبقى هتحارب وتفوز كمانابتسم قائلا:معاكى حق، هحارب وافوز باذن اللهثم استطرد قائلا:انتى انسانة جميلة أوى ياكرمة، انتى الاخت اللى طول عمرى بتمناهااتسعت ابتسامتها وهى تقول:.وانت كمان يايوسف، شايفة فيك الأخ اللى وجوده عوضنى عن حرمانى من اخويا الوحيد، ولولا احساسى بحبك الكبير لنور مكنتش هساعدك ابدا، نور تستحق الحب، وتستحقه من واحد زيك، انا حاسة بده هنا وهنا.وأشارت الى قلبها وعقلها، اتسعت ابتسامة يوسف وظهر فى عينيه التصميم، كانا غافلين عن عين تراقبهما من بعيد، عين ساخرة تنظر الى هذا اللقاء وتظنه لقاء بين حبيبين، ليتاكد ان كل النساء سواء، خائنات، فها هى كرمة ورغم معرفتها بزواج صديقتها من يوسف تحاول ان تجتذبه اليها، هز رأسه فى غضب قائلا:كلهم خاينين ياآسر، اوعى فى يوم تنسى ده، اوعى.كانت مريم تخطو إلى داخل بهو الشركة ينتابها التوتر والقلق، اليوم ستقابله، ستعيد فتح جراحها من جديد. كيف ستتعامل معه؟بالله كيف وافقت أن تستمر بالعمل وتعيش تلك الجراح من جديد.كادت أن تستدير لتغادر الشركة ولكنها مالبثت أن توقفت، تذكرت كلمات صديقتها نور، انها لم تكن أبدا بهذا الضعف، يجب أن تكون قوية من أجل طفلها، هى لم تعد تلك الفتاة الساذجة التى كانتها، انها الآن أقوى آلاف المرات مما كانت عليه أبدا، ولن تضعف الآن، توجهت مرة أخرى الى المصعد لتدلف الى مكتبها بتصميم، فوجدت سعاد، تلك الموظفة الجديدة فى الحسابات تقابلها بلهفة قائلة:وصل يامريم، وصل، المدير الجديد وصل.ازدادت دقات قلب مريم وحاولت ان ترسم اللامبالاة على وجهها قائلة وهى تنظر الى ساعتها:بدرى كدة؟قالت سعاد فى هيام:ياااه على جماله، ولا نجوم السينما، يابختك يامريم، هتشوفيه ليل ونهار، هيكلمك وتكلميه وتقعدى معاه...قاطعتها مريم فى حدة وقد اشتعلت عيناها غضبا قائلة:ايه اللى انتى بتقوليه ده؟احنا جايين نشتغل، نشتغل وبس، اتفضلى ياأستاذة على شغلكغادرت سعاد الحجرة وهى تقول فى غل:.ايه البنى آدمة دى، هى فاكرة نفسها مين؟أنا غلطانة أصلا انى وقفت واتكلمت معاها.ترددت مريم كثيرا فى دخول مكتب عمر ولكنها حسمت أمرها ومالبثت أن طرقت الباب وما ان سمعت صوته يأمرها بالدخول حتى توقفت أنفاسها من جراء سماعها لصوته الذى لطالما اشتاقت اليه فأخذت نفسا عميقا ثم دخلت فوجدته يجلس على كرسيه معطيا اياها ظهره ومتأملا الخارج من خلال النافذة الزجاجية التى تقع خلف مكتبه، أخذت نفسا عميقا آخر ثم قالت:أهلا بيك يافندم، أنا أبقى سكرتيرة حضرتك، مريمسمعته يقول بصوته الرخيم:.سمعت عنك كتير من الأستاذ حمدىثم التفت اليها بكرسيه اليها قائلا:والحقيقة انه...توقف عن الكلام متأملا اياها فى دهشة، كانت ملامحها الرقيقة مألوفة اليه بشكل ما، بتلك العينين الزرقاوتين وذلك الوجه الدائرى الرقيق وذلك الثغر الشهى كحبة الكرز، نعم تبدو مألوفة اليه بطريقة عجيبة بل يكاد يقسم أن شعرها الذى تخفيه خلف حجابها فى لون أشعة الشمس المشرقة، مهلا للحظة، انها هى فتاة أحلامه التى تراود أحلامه منذ سنوات، نعم ولكنها صارت أجمل وأنضج فى الواقع، وتساءل فى صمت، هل هو القدر الذى جعل فتاة احلامه حقيقة تقبع على بعد خطوات منه؟أم ماذا؟ تعجب عمر من ازدياد خفقات قلبه وهو ينظر الى تلك العينين اللتين تحملان الآن نظرة غريبة، هل مايراه الآن فى عينيها مزيجا من الشوق والعتاب، لماذا؟ولم تحولت ملامحها الآن الى البرود وهى تقول مقاطعة تأمله لملامحها:.إنه إيه يافندم؟ابتلع ريقه قائلا:ها، آه، كنت بقول انه وصى عليكى جامد ويشرفنى انك تكملى شغلك معايااومأت برأسها قائلة فى برود:الشرف ليه يافندم، أى أوامر تانية؟تحاشى عمر النظر اليها قائلا وهو ينظر الى الملفات التى أمامه:ياريت تجيبيلى ملف الشركة المتحدة وملاحظاتك عليهاالتفتت مريم مغادرة الحجرة فى هدوء قائلة:تحت أمرك.ثم أغلقت الباب خلفها وعينا عمر تتابعانها فى حيرة، تنتابه تساؤلات عديدة، لماذا هى بالذات من تظهر فى أحلامه، لقد كانت هى السبب فى عدم ارتباطه حتى الآن، كلما عرضت عليه والدته فتاة للزواج قارنها بفتاة أحلامه لتفوز فتاة أحلامه وبجدارة، أغمض عينيه وهو يحاول ان يتمالك نفسه ويهدئ من دقات قلبه المتسارعة، لابد وأن يعرف عنها أكثر، وبسرعة.


look/images/icons/i1.gif رواية لعبة القدر
  12-03-2022 12:46 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الثالثاغمضت مريم عينيها على الفور عندما خرجت من مكتب عمر ووضعت يدها على قلبها متسارع الدقات، كادت للحظات تقسم أنه قد عرفها، ولكنها مالبثت أن نفت الفكرة عندما تحدث وكانه لا يعرفها، فتحت عينيها فى حيرة، لقد ظنت أن الماضى ولى وانتهى وأن مشاعرها تجاه عمر قد انتهت، ولكن دقات قلبها تخبرها عكس ذلك الى جانب غيرتها الشديدة عليه والتى اكتشفتها اليوم، انه مازال مالك قلبها الوحيد، ذلك الاكتشاف جعلها موقنة من شئ واحد، لابد وان تبحث عن عمل آخر فهى لن تحتمل كثيرا، وقناع البرود لن يستمر طالما هو إلى جوارها، أفاقت من أفكارها على صوت هاتفها فأجابته قائلة:.بنت حلالقالت نور بمرح:طبعا، قوليلى اخبارك ايه؟تنهدت مريم قائلة:لسة خارجة من عنده، حسيت للحظة انه افتكرنى بس احساسى كالعادة طلع غلط، المهم انتى اخبارك ايه؟وأخبار كارو ايه؟قالت نور:كارو مبسوطة اوى بالخضرة والهدوء اللى هنا، اما انا...وصمتت لا تدرى ماذا تقول، لتحثها مريم قائلة:انتى ايه يانور؟أحست مريم بدموع نور وهى تقول:أنا حازم وحشنى أوى، اوى يامريمقالت مريم بعطف:الله يرحمه يانور.ثم صمتت للحظة قبل ان تستطرد قائلة بحزم:عارفة انك بتتعذبى يانور بس انا عايزاكى تفكرى فى المستقبل ياحبيبتى وتحاولى تنسى الماضىقالت نور:الماضى مابيتنسيش يا مريم، انتى مثلا قدرتى تنسى ماضيكى؟تنهدت مريم قائلة:.انا وضعى مختلف يانور، الماضى بتاعى دايما أدامى، بشوفه فى سيف وعمر، انا رضيت بقسمتى، رضيت اعيش فى الماضى وأربى ابنى اللى هو الحاضر والمستقبل، لكن انتى لسة أدامك مستقبل كبير، بيت واسرة وولاد ولا منفسكيش تبقى ام يانور؟تنهدت نور قائلة:عشان خاطرى يامريم اقفلى الكلام فى الموضوع ده دلوقتىقالت مريم بقلة حيلة:خلاص يانور، بس اوعدينى تخلى بالك من نفسك و تطمنينى عليكىقالت نور:.تمام ياقلبى، أوعدك، وانتى كمان، ابقى طمنينى عليكى، سلام مؤقتوأغلقت الهاتف تاركة مريم شاردة فى أفكارها وخوفها على نور ثم أسرعت تنفض أفكارها وهى تحضر ماطلبه عمر من اوراق لتسلمه اياها وتخرج بسرعة تاركة اياه فى حيرة اكبر ورغبة شديدة منه فى معرفة لماذا تتحاشى النظر اليه ولماذا تجنبت لمس يديه وهى تمنحه الاوراق، لماذا؟ابتسم عمر قائلا:بجد برافو، شغلك هايل، أستاذ حمدى كان عنده حق، انتى مكسب كبير لشركتنا ياآنسة مريمارتسمت ابتسامة ساخرة على وجه مريم وهى تقول فى هدوء:مدام مريمألقى عمر نظرة سريعة على يديها، فلم يجد بها خاتم يدل على ارتباطها فقال بهدوء لا يعكس الغصة التى ملكت قلبه:مش لابسة دبلة يعنى؟نظرت الى عينيه مباشرة ويخيل اليه انه لمح تلك النظرة التى تحمل العتاب ولكنها مالبثت ان اختفت كالعادة قائلة:.أنا وجوزى منفصلين عن بعضلا يدرى لم شعر بالإرتياح ليعود فيسألها قائلا:مطلقة؟هزت رأسها نفيا ليشعر بيد تعتصر قلبه ألما وهى تقول:انفصلنا بس من غير طلاقلا يعلم لم شعر بالغيرة والغضب، لقد أوضحت نبراتها الحزينة انها مازالت تحب زوجها، اذا لم الانفصال؟أفاق على كلماتها وهى تقول:أى أوامر تانية؟هز رأسه نفيا فخرجت من المكتب تتابعها عيناه وهو يقول لنفسه فى حزن:.لازم انساها، هى صحيح منفصلة عن جوزها بس لسة بتحبه، مفيش قدامى اى فرصة عشان اقرب منها، لازم أنساها واعتبرها صفحة وانتهت من حياتى قبل حتى ماتبتدى، لازم.نظرت نور الى نفسها فى المرآة فى حزن شديد فها هى تلبس فستان الزفاف الأبيض كما تمنت ان تلبسه ذات يوم ولكنها ترتديه اليوم دون ارادتها لتزف الى يوسف وليس الى حبيبها حازم، تذكرت ذلك اليوم الذى وافقت فيه على هذه الزيجة، فى ذلك اليوم ثارت على جدتها عند عرضها عليها طلب يوسف بالزواج منها، انهارت الجدة واحضروا لها الطبيب الذى حذرهم من تعرضها للضغط العصبى والذى يؤثر على قلبها العليل، ثم تذكرت اتفاقها مع يوسف على ان يتزوجوا صوريا حتى تتحسن صحة جدتها ثم يتعللا بالمشاكل وينفصلا بهدوء، وها قد جاء اليوم الموعود، نظرت الى نفسها بالمرآه مرة أخيرة قبل ان تخرج من غرفتها لتنزل درجات السلم الى حيث تقف العائلة يتقدمهم يوسف الذى تسمرت ملامحه على نور وهى تتجه اليه، كان يوسف يحسد نفسه على امتلاكه لكل هذا الجمال، اقتربت منه نور حتى اصبحت امامه مباشرة، واستطاع ان يرى تلك الدموع الحبيسة التى تترقرق فى عينيها فأحس بألم فى قلبه ولكنه تمالك نفسه وقبلها فى جبينها فأغمضت عينيها ألما، ثم أمسك يديها وتقدم بها الى حيث جدتهما التى قبلتهما وضمتهما فى حنان، وتبادل كل من يوسف وآسر التهانى، وضمت كرمة نور فى سعادة، ثم جلسا فى مكانهما يستقبلان تهانى المدعوين حتى ختام ذلك الحفل البسيط الذى اصرت نور علي بساطته، فقام يوسف وحمل نور التى تفاجأت بذلك ثم صعد بها درجات السلم وسط تصفيق الجميع حتى دلف بها الى حجرتهما فأنزلها وما كاد يفعل حتى قالت نور فى عصبية:.ممكن افهم حضرتك بتعمل ايه بالظبط؟نظر اليها يتابع حركات وجهها العصبية ثم قال فى هدوء يخالف تلك النار المتأججة فى قلبه:هكون بعمل ايه يعنى؟ بكمل التمثيليةنظرت اليه شذرا قائلة:مش لازم الحركات دى، ومن فضلك متلمسنيش تانى مهما كان السببضاقت عينا يوسف فى غضب ولكنه مالبث ان تمالك نفسه قائلا:انا هستعمل الحمام الخارجى وحمام الأوضة تحت أمرك وياريت لما آجى تكونى خلصتى لأنى محتاج أنام، اليوم كان طويل ومتعب.ثم تركها وخرج من الغرفة يتآكلها الغيظ من بروده، وتقدمت تجاه الحمام وهى تلعن اليوم الذى وافقت فيه على تلك الزيجة.ماكادت نور تنام فى السرير وتشد الغطاء عليها حتى فتح الباب ودلف يوسف الذى نظر اليها فى شرود، كم هى جميلة حبيبته، خاصة بعد ان أزالت زينتها وتركت لشعرها العنان، تبدو كالأطفال وتعكس عينيها اضطراب وخوف أثارا شفقته عليها فتقدم نحوها وهو يلاحظ اضطراب انفاسها و تسارع دقات قلبها الذى انعكس على العرق النابض فى عنقها، وريقها الذى تبتلعه فى صعوبة فقال فى هدوء:متخافيش يانور انا وعدتك ملمسكيش غير بارادتك.تذكرت نور ذلك الوعد الذى قطعه يوسف على نفسه وهو يقنعها بتلك الزيجة، نعم وعدها الا يلمسها الا اذا طلبت منه ذلك بنفسها، يومها نظرت له شذرا قائلة:ده فى احلامكولكنها لاتدرى حتى الآن لم صدقته وشعرت بالأمان من جراء كلماته فقط. عادت نور الى ارض الواقع قائلة:انت عارف يايوسف ان قلبى مش ملكى وان اليوم ده مستحيل ييجىاغمض يوسف عينيه فى ألم ثم فتحهما قائلا:.ياريت بعد اذنك متكرريش الكلام ده ادامى تانى، أنا راجل وصعب على أى راجل انه يسمع ان قلب مراته ساكنه واحد تانى حتى لو كان الواحد ده ميت.ثم اتجه الى السرير ونام على الجهة الأخرى معطيا اياها ظهره فى هدوء لا يعكس مشاعره المشتعلة داخله تاركا اياها يتآكلها الذنب على كلماتها التى تعلم انها تقتله، نعم، فهى تشعر بمشاعره التى يكنها لها والتى تعكسها عيناه كلما نظر اليها ولكن مابيدها حيلة فقلبها حقا ملك لآخر، حازم، صديق الطفولة والصبا، وخطيبها، ومالبثت ان استسلمت لنوم عميق.ابتسمت ملك أخت عمر وهى ترى عادل يدلف الى الحديقة، فأسرعت اليه قائلة:عاش من شافك ياكابتن، كنت غطسان فين اليومين اللى فاتوا دوووولنظر عادل اليها فى دهشة قائلا:كابتن وغطسان، اللى يسمعك ميقولش ابدا انك خريجة جامعة أمريكيةثم ألقى عليها نظرة سريعة ليلاحظ غيظها ولكنه تجاهلها قائلا:انا ظبط كل حاجة عشان ننقل اسكندرية ونكون جنب عمر، فين طنط نادية؟جزت على أسنانها وهى تقول:جوة مستنياك.أشار لها بيده فى تحية قائلا:هروحلها، سلامتابعته بعينيها ومشاعر الغضب تشتعل فى قلبها تتساءل فى صمت حزين، لم لا يشعر بها عادل؟انها فتاة جميلة بتلك العينين الخضراوتين ووجهها رقيق الملامح وشعرها البنى المسترسل فى نعومة، رشيقة القوام، حادة الذكاء، خفيفة الدم، تحبه بجنون وهو لايشعر بها أبدا، يعاملها كأخت له فقط، لماذا؟ولم يسمع لسؤالها صدى سوى الصمت.تأمل يوسف ملامح نور النائمة فى عشق تام، كم هى ملاك بملامحها الطفولية البريئة وكم هو محظوظ بها، وكأنما أحست نور بأنها مراقبة حيث فتحت عينيها فجأة لتجده ينظر اليها متأملا فى عشق غير مدرك لاستيقاظها فتنحنحت بارتباك وهى لا تدرى لما تسارعت دقات قلبها فقالت فى هدوء يخالف اضطراب مشاعرها:صباح الخيرافاق يوسف من شروده قائلا:احمم، صباح النورثم نزل من على السرير متجها الى الحمام قائلا:.انا هدخل الحمام وبعدين هيكون تحت امرك، جهزى نفسك عشان ننزلهم تحت.اومأت نور برأسها فى صمت وقامت تحضر ما سوف ترتديه وانتظرت حتى خرج يوسف من الحمام فشهقت وهى تدير له ظهرها فابتسم من خجلها حيث كان يرتدى المنشفة فقط حول خصره تاركا الجزء العلوى من جسده عاريا، ومالبثت ان اسرعت بدخول الحمام مهرولة تتبعها نظراته الضاحكة، اغلقت نور عليها باب الحمام وهى تضع يدها على قلبها متسارع الدقات وهى تغمض عينيها متذكرة كتفيه العريضتين وعضلات صدره ثم فتحت عينيها فى قوة وهى تتعجب من تفكيرها ثم استغفرت فى سرها واسرعت بأخذ حمام من الماء البارد حتى تهدئ من اشتعال خديها خجلا وعندما انتهت ارتدت ملابسها وخرجت من الحمام متمنية ان يكون يوسف قد سبقها فى النزول ولكن آمالها خابت عندما رأته بكامل ملابسه يجلس منتظرا اياها فى هدوء قائلا وكأنما يقرأ افكارها:.مكنش ينفع انزل لوحدى هتكون غريبة قوى ومش مفهومة.أومأت برأسها موافقة واتجهت الى الطاولة لتسحب فرشاة تسرح بها شعرها وهو يتابعها بنظراته العاشقة والتى تربكها، تمنت ان تنهاه عن النظر اليها هكذا ولكنها آثرت الصمت، لم تضع على وجهها اية زينة فقد حباها الله بجمال طبيعى وعندما مرت من امامه استطاع ان يشم عبيرها الرائع الذى يسكره فأغمض عينيه وشدد قبضته حتى لا يتهور ويأخذها فى أحضانه ولا يدعها حتى تكون زوجته قولا وفعلا، امسك يدها فى يده وشدد عليها عندما حاولت ان تنزعها منه، ونزلا السلالم فى هدوء لا يعكس اضطراب ايا منهما، واتجها الى الطاولة التى يجتمع عليها الجميع للافطار وما ان رأتهما الجدة حتى قالت فى سعادة:.اهلا اهلا بالعرسان، مبروك ياولاداتجها اليها سويا وقبلاها كل على حدة، وباركا لهما كل من آسر وكرمة، وتبادل كل من كرمة ويوسف النظرات والتى تابعها آسر فى حنق شديد، ومالبثوا ان جلسوا فى هدوء لتناول الطعام فى جو عائلى بهيج، ثم استأذن يوسف منهم ليحضرا الحقائب ليذهبا لشهر العسل فنظرت اليه نور فى دهشة فقال بهدوء:دى مفاجأة ياحبيبتى، يلا بينا.قامت فى هدوء رغم اشتعال الثورة فى اعماقها واستأذنت منهم وصعدا الى الحجرة وما ان دلفوا اليها حتى قالت فى غضب:شعر عسل ايه وزفت ايه، انت صدقت نفسكتبدلت ملامح يوسف الى غضب شديد واتجه اليها قائلا:صوتك مايعلاش تانىاحست نور باضطراب شديد من انعدام المسافة بينهما ولكنها قالت فى حدة:انت عايز ايه بالظبط؟نظر يوسف اليها متاملا ملامحها الغاضبة وهو يقول:.قلت توطى صوتك. واجابة لسؤالك، انا مش عايز حاجة منك وفكرة السفر دى لمصلحتكهمت ان تقاطعه فوضع يده على شفتيها يمنعها من الكلام قائلا:هش، من فضلك اسمعى كلامى الأول. انتى الفترة الجاية دى لو فضلتى قاعدة هنا هتكونى مجبرة تمثلى قدام الكل انك الزوجة السعيدة اللى بتحب جوزها وصدقينى انتى مش هتستحملى ده كتير، فقلت نبعد ونكون براحتنا وعلى طبيعتنا بدل حرق الاعصاب ده ولا ايه؟نظرت اليه فى حيرة من اضطراب مشاعرها نتيجة لمسته لشفتيها وكلامه الهامس امامهم حتى انها تشعر بدفئ انفاسه فأدرك يوسف من اضطراب انفاسها انه مازال يضع يده على شفتيها فاضطرب قليلا وابعد اصابعه قائلا:ياريت تجهزى الشنط وانا هنزل احضر العربيةوأسرع من امامها تاركا اياها فى حيرة نفضتها سريعا وهى تقوم بتجهيز الحقائب لتبعد عن افكارها كل تلك المشاعر المختلفة التى يثيرها فيها هذا المدعو يوسف، زوجها.قالت مريم فى استنكار:اتجوزتى يانور من غير ما تقوليلى ولا تعزمينى؟قالت نور برجاء:غصب عنى ياروما، الموضوع جه فجأة وبسرعة، وجوازى كان ع الورق بس عشان خاطر تيتة، عشان خاطرى سامحينىتنهدت مريم قائلة:خلاص يانور، حصل خير، قوليلى بقى انتى اخبارك ايه مع يوسف؟زفرت نور قائلة:محيرنى بشخصيته يامريم، مش فاهماه خالصابتسمت مريم قائلة:يبقى الصنارة غمزت ياحبىقالت نور بضيق:.صنارة ايه بس، ما انتى عارفة اللى فيها، سيبك منى ومن يوسف وقوليلى اخبارك ايه مع عمر؟قالت مريم بحزن:زى ما قلتلك قبل كدة، ساعات بيتهيالى انه فاكرنى وان فيه جواه مشاعر من ناحيتى وساعات بحس انى مش اكتر من مريم سكرتيرتهقالت نور فى حنان:اصبرى ياروما وان شاء الله ربنا هيصلحلك الحال ياحبيبتىقالت مريم:يارب يانور، انا وانتى ياقلبى ياربقالت نور بسرعة وهى تسمع يوسف يناديها:.هقفل دلوقتى عشان مسافرة مع يوسف وهكلمك بعدينقالت مريم فى مزاح:الله يسهلوووووووقالت نور بابتسامة مكتومة:امشى يابت يلاابتسمت مريم قائلة:سلام يانؤنؤ، ابقى خلى الندلة كرمة تكلمنىقالت نور ضاحكة:عيونى، سلام ياقلب نؤنؤواغلقت نور الهاتف وقلبها يرتجف فى صمت وكأنه يخشى الآتى.


look/images/icons/i1.gif رواية لعبة القدر
  12-03-2022 12:46 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الرابعفى مدينة الاسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط، كانت مريم تتذكر كيف مرت الأيام عليها بطيئة، ولكنها لم تكن تدرك انها هى وعمر يزدادان قربا من بعضهما رغم قرار كل منهما بالنسيان، عمر لا يستطيع اخراجها من أحلامه، يراها يوميا فى تلك الأحلام، يشعر بلمسات يدها على صدره، يسمع صوتها العذب تهمس فى أذنه قائلا:بحبك ياعمر، بحبك.لتتقابل شفتيهما بقبلة شغوفة تجعله يشعر بأنه فى الجنة يذوق شهدها ليستيقظ ويجد انه كالعادة يحلم بها ويستيقظ ومازال طعم شفتيها الكرزتين فى فمه، ليستغفر الله ويتوضأ ويصلى فرضه ثم يذهب الى عمله لتتابعها عيناه رغما عنه ليعود فيستغفر ربه مذكرا نفسه بأنها امرأة متزوجة حتى ينتهى الدوام فيعود لمنزله وأحلامه التى تحتلها هى، وهى فقط.أما مريم فمازالت تقاوم مشاعرها الخائنة والتى تهفو اليه، ومقاومتها تضعف وتضعفها، لتعود لمنزلها لترى سيف الذى يملؤها بالطاقة، كم هو طفل رائع يأخذها لعالم آخر، يجعلها تواجه كل مصاعب حياتها، كانت مريم تشعر بالملل فاذا بعمر يستدعيها لمكتبه فقامت وأخذت نفسا عميقا ودخلت المكتب لتفاجأ بعادل يجلس امام عمر والذى ما ان التفت اليها وتقابلت عينيه البنيتين بعينيها الزرقاوتين حتى انتابته الصدمة وعقد حاجبيه فى دهشة وهو يستمع الى عمر الذى يقول:.دى بقى تبقى مدام مريم اللى كلمتك عنها ياعادلظهر التوتر على ملامح مريم وعمر يستطرد وهو يقول لعادل الذى تمالك نفسه واعتلت ملامحه الغموض:وده عادل ابن خالتى وشريكى يامدام مريمقال عادل فى هدوء:تشرفنا يامدام مريمنظرت اليه مريم فى ارتباك قائلة:الشرف لية ياأستاذ عادلابتسم عادل وهو يوجه حديثه الى عمر قائلا:انا همشى دلوقتى ياعمر عشان مستعجل، متتأخرش ع الغدا، والدتك وملك مستنيينك.ونظر الى مريم الشاردة وقد أثار اسم ملك انتباهها فشعرت بالغيرة تنهش أحشائها وهى تتسائل عن علاقة عمر بملك، هل هى حبيبته؟خطيبته؟ام زوجته؟تابع عادل ملامحها وابتسم فى خبث وهو يغادر الحجرة قائلا:أشوفك قريب يامدام مريماومأت مريم برأسها فى شرود، أفاقت منه على صوت رنين هاتفها فاستأذنت من عمر بعينيها لتخرج وترد عليه فأشار لها أنه لا بأس بأن تجيب، فأجابت على الهاتف قائلة:اذيك ياندى.وعلا صوتها وهى تقول فى فزع:وانتوا فين دلوقتى؟، طيب طيب أنا جاية حالاعقد عمر حاجبيه وهو يرى دموع مريم تهدد بالانهيار فقال فى لهفة:خير يامريم، فيه ايه؟نظرت اليه بعيون ذائغة وكأنها تدرك ولأول مرة وجوده وهى تقول فى انهيار:ابنى، ابنى فى المستشفىازداد انعقاد حاجبيه وهو يدرك لتوه أنه لا يعلم شيئا عن مريم، فالى جانب زواجها هناك طفل لها يزيد ارتباطها بزوجها ويعرقل انفصالها، أفاق من أفكاره على صوتها يقول:.أنا لازم امشى حالافقال فى تصميم:هاتى شنطتك وتعالى اوصلكنظرت اليه فى صدمة قائلة:مفيش داعى، أنا هروح لوح...قاطعها قائلا:مش هتعرفى تسوقى وأنا مش هقدر أسيبك وانتى فى الحالة دىهزت رأسها فى يأس قائلة:بس...قاطعها قائلا:مغيش بس، يلا يامريماومأت برأسها واتجهت إلى مكتبها لتأخذ حقيبتها وهى تدعو ربها أن يحمى طفلها وأن لا يكتشف عمر حقيقة سيف.كان يوسف متجها الى السيارة حين توقف ليحادث كرمة، تابع آسر بعينيه فى غيظ شديد ذلك الحوار الدائر بينهما والذى انتهى بربتة يد كرمة على يد يوسف وايماء يوسف بالموافقة على كلماتها ثم ذهابه باتجاه سيارتهه حيث تنتظره نور بداخلها لكى يذهبوا الى شهر عسلهم، كانت تدور فى رأس آسر العديد والعديد من الأفكار السوداء حول علاقة كرمة بيوسف، هو لا يدهشه خيانة كرمة لصديقتها فالنساء بطبعهن خائنات ولكن ما يدهشه هو يوسف نفسه فهو ليس بطبعه الخيانة خاصة وهو يبدوا عاشقا لنور متيما بها، تلاقت عينا كرمة بحدقتى آسر الغاضبتين فاعتلت ملامحها الدهشة لثوان ثم تجاهلته تماما وهى تدلف الى المنزل صاعدة لحجرتها تتعجب فى نفسها من مشاعر آسر العدائية تجاهها.اتجه آسر لحجرة جدته فى غضب وعندما أذنت له بالدخول دخل قائلا دون مقدمات:تيتة، انا قررت أتجوزابتسمت الجدة فى حنان وهى تعرف أن لعنة الحب من اول نظرة والتى لطالما أصابت أبناء عائلة الغازى من الذكور قد أصابت حفيدها آسر، لذا قالت فى سعادة:قرار جميل ياحبيب تيتة، وياترى مين العروسة؟انعقد حاجبى آسر وهو يقول فى حسم:كرمة.أسرعت مريم الى داخل المستشفى متجهة الى غرفة العمليات يتبعها عمر حيث وجدت ندى فأسرعت باحتضانها ودموعهم تنهمر فى صمت قطعه صوت مريم المتألم وهى تقول من بين شهقاتها:ابنى هيروح منى ياندى، سيف ياندى، ده هو الأمل اللى عايشة عشانه، لو جراله حاجة هموت ياندى هموتقالت ندى فى حزن:متقوليش كدة يامريم، سيف هيعيش وهيقوملنا بالسلامة بإذن اللهنظرت مريم إلى السماء قائلة فى تضرع:.يارب نجيه، ده هو اللى فاضلى منه يارب، نجيه عشان خاطرىكان عمر ينظر الى مريم فى حزن، ينفطر قلبه عليها ولكن ما ان استمع لكلماتها الأخيرة حتى أغمض عينيه فى ألم، لقد أيقن فى تلك اللحظة أنه لابد وان يبتعد عنها للأبد، فمازالت تتعبد فى محراب زوجها، ووجوده فى حياتها خطأ كبير فى حق نفسه وحق مريم وحق شخصا آخر يحسده من كل قلبه، قاطع أفكاره خروج الممرضة التى نظرت اليهم قائلة فى سرعة:.المريض فقد دم كتير ومعندناش فى المستشفى كميات كافية من فصيلة دمه، حد منكم ممكن يتبرعله؟قالت مريم فى انهيار:محدش فينا يقدر يتبرعله لأننا مش نفس فصيلة دمه وفصيلته مبتقبلش تاخد غير من نفس الفصيلةتدخل عمر فى الحوار قائلا:فصيلة دمه ايه؟نظرت له مريم وهى تدرك لتوها وجوده فتلعثمت قائلة:أو سالبانعقد حاجبيه قائلا للممرضة فى لهفة:أنا كمان أو سالبقالت له الممرضة بسرعة:اتفضل معايا.تابعته مريم بعينيها فى حين قالت ندى فى حيرة:مين ده يامريم؟تنهدت مريم قائلة:بعدين ياندى، بعدين هقولك كل حاجةكانت مريم تدرك الآن ان حياتها الهادئة على وشك أن تتغير للأبد ولكن كل شئ الآن لا يهم، المهم الآن هو سلامة سيف، نعم هذا هو المهم.وقف عمر يتابع بعينيه مريم وهى تضم كف ولدها الى صدرها، نظر الى الطفل فى حنان ووجد قلبه فجأة يتمنى، يتمنى فقط لو كان هو زوج مريم وسيف طفلهما، ولكن هل كل الأمنيات تتحقق، تنهد فى حزن واقترب من مريم قائلا:مريم أنا لازم امشى دلوقتبدت مريم وكأنها لم تسمعه فاقترب منها أكثر ولمس كتفها قائلا:مريم!انتفضت مريم والتفتت اليه بسرعة فتهادى اليه عبيرها وياللعجب، انها رائحة الياسمين، نفس الرائحة التى دائما ماتصله منها فى احلامه، فعقد حاجبيه فى حيرة وشرود أفاق منهم على صوتها يقول:خير ياأستاذ عمرالتفت اليها قائلا:انا كنت بس بقولك انى لازم امشىاومأت برأسها قائلة:آه، اكيد طبعا، شكرا مرة تانية ع اللى عملته مع سيفتأمل عمر ملامحها قائلا:اى حد غيرى كان هيعمل اللى عملتهثم صمت للحظة واستطرد قائلا:.هو انا ممكن أسألك سؤال؟نظرت اليه فى تساؤل وجل فاستطرد قائلا:هو والد سيف فين؟اغلقت مريم عينيها فى حزن ولم ترد فاستطرد قائلا:أنا آسف والله، ده مش فضول منى، بس أنا شايف انه لازم يعرف وانتى مكلمتيهوشفتحت مريم عينيها لتقول:والد سيف ميعرفش أصلا انه موجود...اتسعت عينا عمر فى دهشة فابتسمت مريم فى مرارة قائلة:احنا منفصلين من قبل ما يعرف حتى انى حاملكاد عمر ان يتحدث فأشارت اليه مريم بالصمت قائلة:.أظن أنا كدة جاوبتك على سؤالك واكتر من كدة مقدرش اتكلم، دى حياتى الشخصية، أرجوك تحترم دهأومأ عمر برأسه قائلا:أكيد، أنا آسف مرة تانية، انا همشى دلوقتى ولو احتجتى حاجة اتصلى بية علطولاومأت مريم برأسها فاستدار مغادرا الحجرة تتابعه عيناها فى ألم وهى تقول:.آه ياعمر، مش عارفة ايه اللى بيحصل معانا ده؟، ده قدر ولا نصيب ولا ايه بالظبط؟ انت من بين كل الناس اللى بتسأل على أبوه، ياترى ياعمر لو عرفت ان انت أبوه، هتعمل ايه؟نزلت دموع عينيها فى صمت حزين وهى تنفض أفكارها بعيدا و تقبل يد صغيرها، تبتهل الى الله فى صمت ان يشفيه، فهذا كل ما يجب ان تفكرفيه الآن، ولا شئ آخر يهم.تأملت نور تلك الفيلا الصغيرة ذات التصميم الرائع فى شغف وانتقلت بين جنباتها تتفحصها بتمعن فمنذ وصولهم الفيلا وهى حبيسة غرفتها التى أدخلها اليها يوسف، تخشى الاحتكاك به وتخشى ذلك الشعور الغريب الذى ينتابها كلما كان حولها، تزداد دقات قلبها ويتوتر بشدة، تشعر بالخجل تحت وطأة نظراته الحانية، لم تستطع الخروج حتى رأته من شرفة حجرتها يتجه للخارج، ربما مل جلوسه وحيدا، لا تعرف، دلفت نور الى المطبخ لتعد شيئا ليأكلوه، فمنذ وصولهم الى الفيلا ويوسف هو من يعد الطعام لهما ثم يحضر طعامها لغرفتها ويغادر بهدوء، واليوم يبدو كمن مل كل شئ، أعدت نور وجبة رائعة، انها وجبتها المفضلة طاجن لحم بالخضروات وعندما وضعته بالفرن وقفت تقطع السلطة وهى تدندن بلحن جميل ثم شدا صوتها بالغناء فقد كان صوتها ملائكيا، لم تشعر بيوسف الذى عاد وتعجب من سماعه لذلك الصوت الجميل وتوجه الى المطبخ حيث مصدر الصوت ليفاجأ بتلك الحورية الجميلة التى تقف معطية اياه ظهرها وهى تشدو قائلة:.أنا أنا كلى ملكك، أنا كل حاجة حبيبى فية بتناديك، انا أنا مش بحبك الحب كلمة قليلة بالنسبة ليكليكمل هو بصوت عذب قائلا:انت فرحة جت لعندى بعد عمر من التعب...انتفضت نور والتفتت اليه لتجده يكمل قائلا:الحياة اللى بعيشها ياحبيبى انت السبب، ضحكتك عقلك جنونك والحنان اللى فى عيونك، هوصف ايه واحكيلك ايهأحست نور بأن الزمن توقف تأسرها عينا يوسف وتجعلها مبحرة فى نظراته لتفيق على صوته قائلا:.أنا شكل ماما الله يرحمها دعيتلى فى ليلة القدرعقدت حاجبيها فى حيرة وهى تقول:ها، تقصد ايه؟ابتسم وهو يلاحظ ان نور لم تشعر به وهو يضع يديه على طرف المنضدة حابسا اياها بين ذراعيه وهو يستطرد قائلا:ماما الله يرحمها دعيتلى فى ليلة القدر وقالتلى روح يايوسف إلهى يرزقك بحورية من السما تنور لك قلبك وتسكنهولكأفاقت نور على كلماته التى نبهتها لوضعها بين ذراعيه فقالت فى خجل حاسم:لو سمحت عدينى، ميصحش كدة.ازداد يوسف اقترابا منها وهو يقول:هو ايه بس اللى ميصحش أنا جوزك على فكرةاحتدت نور قائلة:يوسفنظر يوسف الى عينيها الرائعتين قائلا:عيون يوسف وقلب يوسف وعمره كلهازداد ارتباك نور وخجلها وتعجبت من اضطراب مشاعرها فقالت فى حزم:ارجوك كفاية كدة احنا اتفقنا على ايه؟عقد يوسف حاجبيه قائلا وهو يعتدل مطلقا سراحها:.اتفقنا على حاجات كتير، اتفقنا نكون أصحاب وأول ماوصلنا الفيلا اختفيتى فى اوضتك زى ماأكون هاكلك، اتفقنا انى اقبل انك مبتحبنيش وان يكون بينا هدنة بس مااتفقناش أبدا، ابدا على انى أخبى مشاعرى ومعبرش عنهاقالت نور فى حزن:بس انت عارف انى بحب...قاطعها قائلا وهو يضع يده على فمها:عشان خاطرى متقوليهاش بحس ساعتها بوجع هنا.وأمسك بيدها واضعا اياها على قلبه فاضطربت مشاعرها بشدة ونظرت الى عينيه بحيرة وشعر هو أنه على وشك نقض اتفاقهما وغمرها بين زراعيه، فابتسم تاركا يدها وانزل يده التى وضعها على شفتيها ومرر يده فى شعره قائلا:ريحة الأكل تجنن ياترى عاملالنا ايه؟ونظر اليها غامزا وهو يقول:قمر وست بيت شاطرة كمان، يابركة دعاكى يامامالم تستطع نور كتم ابتسامتها وهى تقول فى سرها:مجنون.ثم اتجهت الى الفرن لتخرج الطاجن وتضع الأكل على المنضدة ليتناولا الطعام لاول مرة فى جو من الصداقة و، الحب.فى فيلا عمر الجمال...جلست نادية والدة عمر تضحك قائلة:حرام عليكم والله، هو انتوا متعرفوش تقعدوا من غير ماتغلسوا على بعض، ناقر ونقير علطول كدةنظرت لها ملك فى غيظ قائلة:ماهو اللى بيبتدى ياماماابتسم عادل فى شقاوة قائلا:انتى يابت انتى هتتلككى، هو أنا جيت جنبك؟جزت ملك على أسنانها قائلة:بس متقولش بت.ازدادت ابتسامة عادل اتساعا وكاد أن يقول شيئا حين قاطعه دخول عمر الذى ألقى السلام ثم جلس بجوار والدته مقبلا يدها وهو يقول:اذيك ياست الكلابتسمت نادية فى حنان قائلة:أنا بخير ياحبيبى، أحضر لك الأكلهز عمر رأسه رافضا وهو يقول:لا ياحبيبتى متتعبيش نفسك، مليش نفسقالت ملك:اتأخرت ليه ياعمورى؟نظر اليها عمر قائلا:كان عندى مشوار كدة خلصته وجيتابتسمت ملك فى شقاوة قائلة:شغل ولا حاجة تانية، يلا بقى اعترف.ابتسم عمر فى حين قال عادل وهو يضربها على رأسها ضربة خفيفة وهو يقول:وانتى مالك انتى ياحشرية؟نظرت اليه ملك وهو تجز على أسنانها قائلة:انت اللى مالك.؟ أنا وأخويا حرين مع بعضرفع لها حاجبا وهو يقول:والله!أخرجت له لسانها فضحكت نادية قائلة:فعلا أطفالثم نظرت الى عمر فوجدته شاردا فقالت له:مالك ياعمر، ايه اللى واخد عقلك؟أفاق عمر من شروده قائلا:.مفيش حاجة ياست الكل، كل الموضوع حاجة كدة حصلت انهاردة وضايقتنى شويةالتفتوا اليه جميعا فى اهتمام ونادية تقول:خير ياابنى، ايه اللى حصل؟قال عمر:ابن سكرتيرتى عمل حادثة وكانت حالته خطيرة وفقد دم كتير ومكنش فى المستشفى كمية كفاية من فصيلة دمه والحمد لله انى رحت معاها لأن فصيلة دمه زى فصيلتى، فاتبرعتله و الحالة دلوقتى مستقرةعقد عادل حاجبيه قائلا:ابن مريم ده ياعمر؟التفتت اليه كل العيون، أربعة أعين فى غيرة لأنه يبدو مهتما بالفتاة وينطق اسمها بألفة ودون ألقاب، وعينا نادية التى نظرت اليه فى فضول لتعرف من تلك المريم التى تشغل بال ولديها الاثنين، قطع عمر تلك النظرات قائلا بهدوء:أيوة، ابنها ياعادلتساءل عادل قائلا:تعرف جوزها ياعمر؟قصدى شفته؟نظر اليه عمر متفحصا ملامحه وقلبه يعصف بنيران الغيرة ولكنه تمالك نفسه قائلا فى هدوء:.لأ مشفتوش، هى منفصلة عن جوزها من قبل ما يعرف حتى انها حاملقالت نادية فى أسى:لا حول ولا قوة الا بالله، ياحبيبتى يابنتىازداد انعقاد حاجبى عادل وهو يقول:وابنها ده عنده كام سنة؟نظروا اليه جميعا فى دهشة فى حين قال عمر فى حدة:هو تحقيق ياعادل؟ليه كل الأسئلة دى؟تلعثم عادل قائلا:ابدا، مجرد فضول، حاسس انى شفتها قبل كدة وعايز أتأكدنظرت اليه ملك قائلة فى غيرة:ممكن ما انت فالانتينو وحبايبك كتير.نظر اليها كل من عمر وعادل بحدة فاستطردت قائلة وهى تهز كتفيها:خلاص خلاص، وأنا مالى، أنا هطلع اوضتى، سلامتابعها عادل وهى تغادر غاضبة ليعود بنظراته الى عمر قائلا:مقلتليش ياعمر ابنها عنده كام سنة؟جز عمر على اسنانه قائلا:تقريبا أربع سنين، فيه أسئلة تانية؟ظهر على عادل امارات التفكير فأثار غيظ عمر ولكنه آثر الصمت ليقول فى هدوء:انا كمان حاسس انى تعبان وطالع اوضتى ارتاح شوية، بعد اذنكم.ابتسمت نادية فى حنان وهى تومئ برأسها وما ان غادر عمر حتى التفتت الى عادل قائلة فى هدوء:فيه ايه ياعادل؟التفت اليها عادل قائلا:ها، أبدا، مفيش حاجة ياخالتىنظرت اليه متفحصة ملامحه وهى تقول:لأ فيه، وحاجة كبيرة كمان، انا اللى ربيتك ياعادل بعد مااختى اتوفت، انت زيك زي عمر تمام، افهمكوا من غير ماتتكلموا، توكل على الله ياحبيبى واحكيلى مش يمكن أريحك؟نظر اليها فى تردد ثم مالبث ان حسم وامره وحكى لها كل ما يشغل باله، من البداية ونادية تتحول ملامحها للدهشة وهى تستمع اليه حتى وصل للنهاية وهو يقول:.بصى ياخالتى، انا يمكن شكوكى مش فى محلها، ممكن الطفل ده ميكونش ابن عمر، بس ده احساسى، واحساسى عمره ماكدب، احساسى بيقوللى ان مريم دى بنت مؤدبة واستحالة تعمل حاجة غلط، انا يوميها يمكن مقدرتش اتكلم معاه فى الموضوع ده لأنه كان متعصب، ومريم اختفت بعدها ومحدش عرف عنها حاجة، لغاية ما شفتها انهاردة فى المكتب، مش عارف ليه حسيت انها لسة بتحبه ياخالتى، والله لسة بتحبه، وظهور ابن ليها تقريبا سنه من سن الفترة اللى اختفت فيها ملوش غير معنى واحد ولا ايه؟نظرت اليه نادية فى صمت ثم قالت فى هدوء:عايزة اشوفها واشوف ابنها ياعادلنظر اليها عادل فى دهشة فقالت:لازم اشوفهم، وفى أسرع وقتأومأ عادل برأسه فى تفهم واخرج هاتفه ليجرى ذلك الاتصال الذى سيغير الكثير فى حياة تلك العائلة.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 5 < 1 2 3 4 5 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1410 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1006 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1047 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 867 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1587 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، لعبة ، القدر ،










الساعة الآن 10:36 AM