logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





19-12-2021 06:25 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10

t21979_8416

عرفت واحده.. قلت ازاي!!
تسرق قلبي..
من غير همدان..
قمت واقف.. صرخت محال!
لو انتي جامده..
فانا الفنان..
والعب يلااااا..
طب العب يلااااا
اقتباس من النوفيلا

ليس ذنبها أنها لا تستطيع الوقوف و مواجهة متحرش الأطفال ذاك خوفا على والدها مريض القلب و والدتها المسنة و صدمتهم عندما يعلموا أن ابنتهم الصغيرة كانت ضحية لأحد أقاربهم ويشاء القدر أن يكون هو مالك مأواهم البسيط، وراثه عن أبيه ليعطي نفسه الحق بالتهديد و استغلال طفلة صغيرة..
جهل لا تلومهم وحدهم عليه بل تلوم مجتمع بأسره وافق على السير قدما دون النظر خلفه ويرى من لم يواكب تقدمه وعجز عن الاستمرار معه!
فصول نوفيلا إلعب يلا
نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الأول

-لا اله الا الله! يا ابني انت دماغك حصلها حاجه!
ضرب مالك كف على كف متعجبا من صديقه الذي يجزم له انه رأي (عامر ) محاسب مصنعه المتواضع، يدخل إلى كنيسه امامهم عندما كان مندمج بشراء بعض الاغراض...
رفض علاء ذراعه الايمن و صديق للطرفان، التزحزح من مكانه بعناد قائلا بغيظ...
-ومش لوحده ده كان معاه راجل و ست شكلهم ابوه وامه و واحده محجبه بتفرفر في ايديهم مش عايزة تدخل معاهم، انا هتجن واعرف في ايه بالظبط!

جذب مالك شعر رأسه بقله صبر ليردف...
-احنا مالنا هما حرين، علاء انا اصلا غلطان اني سمعت كلامك و جيت اشتري حاجه معاك يلا قدامي على المصنع!
ما إن أنهي جملته حتى سمع صراخ أنثي قبل ان يراها تخرج مهروله من الكنيسة و يلاحقها عامر ورجلين احدهم من رجال الكنيسة!

ألجم تفكيره جمالها الفريد ذو الطابع الحاد و الجذاب بطريقة مريبة، انها هي صاحبه الصورة المحفوظة في قلبه قبل جيبه تلك القطعة الصغيرة الني وجدها على مكتب عامر منذ اسبوعين!
صاحبه العيون العسلية المسحوبة كالقطط البرية!

رمش محاولا تخطي ذكريات ذهوله بالفتاة البريئة المبتسمة بخجل وكأنها تنظر اليه مباشرا نعم تصرف بشكل حقير و يعاني من تأنيب ضميره المتواصل من وقت اختلاسه لها رافضا تحذيران عقله بأنها قد تكون خطيبته او حبيبته، مقنعا نفسه بانها قريبه لا غير محللا لنفسه تأمل ادق تفاصيلها الهادئة!
يتذكر هذا الذهول المشابه تماما لذهوله الان من عنفوان حركتها الغريبة قبل ان ترتمي أرضا منهكه تماما!

ارعبه ما يدور امامه، فركض اليهم يساعد عامر في رفعها ليصرخ الاخير به متجاهلا النظر اليه، رافضا ان يلمس غريب شقيقته المغيبة ليرفعها بين ذراعيه قبل ان يتكرم بنظره حاده تحولت إلى الذهول ما ان رءا مالك!
-استاذ مالك! انا انت...
اتاه صوت والده الذي ارهقه الزمن وهو يوقف احدي سيارات الاجرة قائلا..
-دخل اختك ياابني خلينا نروح، لا حول و لا قوة الا بالله!

شقيقته! نعم كان متأكد ان القدر لن يخذله، منع ابتسامه تحارب للظهور ؛ اين العقل حين تحتاجه؟!
-كان مستنينا فين ده بس ياربي!
قالت والدة عامر بحزن و دموع لتواسيها سيدة ممتلئة الجسد يبدو عليها الكبر و حب الثرثرة...
-وحدي الله يا ام عامر ان شاء الله خير، احنا هنفضل وراهم مش هنسكت!

وضع شقيقته بعناية بالغه وساعد والدته المسنه على الصعود قبل ان يستأذن أبيه بانتظاره بضع دقائق ليحادث فيها رب عمله الذي صرخ به دون قصد...
ادار رأسه للمكان الذي تركه به فوجده خالي، التف حول نفسه ليجده واقفا على الجهة الأخرى من سيارة الاجرة حيث تقبع شقيقته المغشي عليها!
هرع نحوه قائلا...
-استاذ مالك انا اسف جدا ؛ انا مقصدتش اعلي صوتي بجد!

حرك مالك وجهه نحوه وعينيه ترفض الابتعاد عن الجميلة النائمة، ضيق عينيه قليلا عندما لمح جفونها ترمش بخفه و ابتسامه صغيره تلوح حول شفتيها، عقد حاجبيه لابد ان الصدمة تتلاعب بمخيلته!
-استاذ مالك!
خرج صوت عامر من بين اسنانه بشئ من الحده انزعاجا على تحديق مالك بعرضه!
رمش مالك قبل ان ينتبه لفعله المشين قائلا بخجل طفيف...

-حصل خير يا عامر، انت زي اخويا، انا إلى متأسف اصلي مصدوم شويه ومش فاهم ايه اللي بيحصل ده!
ابتسم عامر قائلا بحرج لا يرغب بان يخبر مديره عن مشاكل عائلته برغم بساطته معه و مع علاء لتواجد ثلاثتهم باستمرار معا اثناء تأدية وظائفهم ؛ حتى ان مالك يخفف الجو بينهم و يلقي ببضع نكات اثناء راحات العمل...
-ربنا يخليك يا استاذ مالك وانا اللي اسف على اللي حصل د...
قطع عليهم صوت صراخ مرة اخري مع تنوع مصدر الصراخ!..

توجه الاثنان واولهم عامر الذي دلف بنصف جسده داخل السيارة يرفع شقيقته من فوق جسد جارتهم خديجة المستغيثة...
-يالهووووي الحقوني يا ناس، بسم الله الرحمن الرحيم، ياااختي ياااختي!
-قلتلك السيرة دي بتشعوطها يا شيخه!
اردفت والده عامر بحده لجارتها خديجة التي كانت تبرز الاضواء على كبر سن ابنتها و ضرورة انتهاء تلك الازمه حتى يلتفتوا لها و البحث عن نصيبها!
ليقول السائق بحده..

-ايه يا جماعه ده انا ناقص قرف اتفضل يا استاذ شوفلك عربيه تانيه، انا راجل على باب الله مش ناقص حوارات ولبش من ده!
تدخل مالك بحده يعطيه مالا لأنهاء الامر على مضض من عامر الذي يرغب بركله على تعاليه عليهم ليزيد من حرجه امام مالك!
-اتكل على الله يا اسطي ؛ تعال يا عامر انا هوصلكم العربيه هناك اهيه!
-انا مش عايز اتعب حضرتك!
-مش وقته الكلام ده، يلا ورايا، اتفضل يا حاج انت والحاجه!

عدل عامر شقيقته وتوجه معهم نحو السيارة، دلف بالمقعد الامامي بعد ان وضعها في منتصف الأريكة الخلفية بين والديه ؛ اما جارتهم فقد هرعت بعيدا مقررة العودة وحيدة.
تماما كما فعل علاء وهو يتابع صديقه و رب عمله ينصرف مع عائله عامر بهدوء، متخليا عنه!
في السيارة اخبره عامر بعنوانه و ساد الصمت بينهم طوال الطريق...

لم يبعد مالك نظراته عن مراقبتها من المرآه الامامية التي تعكس هيئتها النائمة بتركيز بالغ وكأنه يفك أحجية، ارتفع حاجبه الايسر عندما فتحت احدي عيناها بخفه و مهارة لبرهه سريعة و لكنه يجزم انها استطاعت بها تحديد كل ما يحيط بها!..
ما هذا بحق السماء؟! ما الذي يدور بعقل تلك الفتاة و تفعله، كم يكره الالغاز و لكنه عازم على كشفها!
-ايوة هنا على اليمين!

انتبه سريعا لكلمات عامر، ادار المقود بابتسامه قبل ان يقف تماما امام مبني مهترئ نسبيا...
-احنا متشكرين اوي يا ابني تعبناك معانا!
قال والد عامر بحزن طفيف يكسو وجهه...
ليردف عامر سريعا...
-اتفضل يا استاذ مالك لازم تطلع معانا!
-لا انا همشي...
-لا والله ابدا احنا تعبناك واتبهدلت معانا لازم تطلع تشرب شاي معايا!
تنحنح مالك راغبا بشدة الصعود و معرفه الكثير و الكثير عن ما يحدث مع تلك القطه المشاكسة!

-والله انا مش عايز اتقل عليكم!
-ايه اللي بتقوله ده بس، طيب والله المنطقة كله نورت، اتفضل يا استاذ مالك...
-قولي يا مالك من غير القاب ؛ انت ليه محسسني اني قد ابوك!
ضحك عامر ليردف...
-اصل أتعودت و بعدين انت عامل رعب في المصنع!
رفع شقيقته بين ذراعيه بسهولة جعلت مالك يتمني لو يتاح له هذا الشرف!
ابتسم بداخله غير مصدقا جنون تفكيره!

تحرك نحو المبني و لم يفت عليه التوتر الذي ساد المنطقة و الاشخاص وهم يمرون من امامهم و حولهم سريعا!
حتى ان سيده عجوز قد شهقت في وجوههم بخضه و كأنهم من المريخ قبل ان تضع وجهها في صدر جلبابها قائله ( تف تف تف )!
يا للهول لقد بصقت تلك المريعة للتو داخل رداءها!
ما الذي يجري للخلق اليوم ام ان الجميع قد جن جنونهم من حوله!

بعد 20 دقيقه بشقه والدي عامر...
وضع مالك الكوب على الطاولة الخشبية امامه قائلا...
-تسلم ايدك يا ام عامر!
-الله يسلمك يا ابني اعملك تاكل بالله عليك!
رفض مالك سريعا...
-والله ابدا هي كوبايه الشاي دي و حلو اوي كده، كتر خيرك!
ليجيب عامر...
-انت اللي كتر خيرك والله!
ابتسمت والدته بتعب لتقول...
-انا هدخل اطمن على اختك فاقت ولا لسه انا سايبه رحمه بتفوقها...
التفتت إلى مالك منهيه حديثها معه بقولها...

-بيتك و مطرحك يا ابني!
ما ان خرجت حتى التفت مالك بكل جديه و ذرة فضول في جسده قائلا...
-مقصدش اني اكون متطفل او بارد، بس انا لازم اعرف ايه اللي بيحصل بالظبط و مالها اختك!
اختفت الابتسامة من على وجه عامر مطرقا رأسه قليلا قبل ان يزفر بخفه مستغفرا الله، صمت ثانيه فالأخرى ليردف قائلا...





-موضوع كبير و صعب انا مش عايز اضايقك بيه!
ليقول مالك في لهفه حاول جاهدا اخفاءها...

-لا مش هتضايق ابدا و بعدين احنا مش صحاب ولازم نقف جنب بعض!
ابتسم عامر قليلا قائلا...
-طبعا شرف ليا انك تعتبرني صاحبك، انا والله بعتبرك زي اخويا و اكتر من قبل ما تقف معانا!
-ربنا يخليك وانت كمان، المهم احكيلي يا سيدي!
فرك عامر كفيه بتوتر و مالك ينظر له بترقب و تركيز كبيران...

نتركهم قليلا ونتجه إلى غرفة الفتيات!
-هتفضحيني يا رحمه اكتمي ضحكتك دي!
وضعت رحمه يدها على فمها لتسيطر على انفعالها قائله بصوت متقطع...
-معلش معلش لسه مش مصدقه انك ضربتي الرخمة خديجه دي اه والله انا فرحانه فيها اوي!
ابتسمت دعاء مستسلمة لسخافة شقيقتها الصغيرة البالغة من العمر 17 عام بجمالها الطفولي و جسدها المتمرد على سنوات عمرها لتظهر انضج بكثير!

نظرت لها بشفقه لم تستطع السيطرة عليها متأكد ان ذلك الجسد السبب الرئيسي الذي اوقعها ضحيه لذلك القبيح القذر بينما كانت هي منغمسه بتفاهاتها!
اقتربت منها رحمه تخرجها من تفكيرها بعناق أخوي دافئ و قد قرأت ما يدور بخلدها وتعلم ان شقيقتها الكبرى لا تزال تلوم نفسها بلا اي سبب!
ضمتها دعاء وهي تملس على شعرها المجعد نسبيا لتقول رحمه بهدوء وامتنان...

-ربنا يخليكي ليا، انا بحبك اوي اوي يا دودو، انا لو عشت عمري كله مش هقدر اردلك اللي بتعمليه علشاني!
تفاجأت دعاء ببكائها الذي تخلل كلماتها الاخيرة!
ازاحتها بخفه تحاوط وجهها بكفيها قائله...





-بتعيطي ليه يا رحمه؟! أيمن جه نحيتك تاني!
اسرعت شقيقتها بالحديث...
-لا لا مش كده يا دعاء، متقلقيش هو اصلا بقي يخاف يجي من ساعة اللي عملتيه فيه، اصلا انا مش بعيط عشان كده!

تنهدت براحه فإن اثبت لها ان ابن عمها القذر يحاول التحرش بصغيرتها مرة اخري فستنسي معاناتها والاعيب عاشتها سنه كامله لتتجه اليه وتقتلع رأسه من جسده!
لكزت صغيرتها قائله بشيء من الحده وهي تمط اخر كلماتها...
-اومال بتعيطي ليه يا بومه!
اطرقت رحمه وجها وهي تمط شفتيها كالأطفال قائله بصدق...

-بعيط عشان كل يوم بيعدي بعرف قيمه التضحية اللي بتعمليها علشاني دي، وبعرف كمان نتايجها الكبيرة و كلها نتايج وحشه، انا مش هنسي ابدا قد ايه كنتي فرحانه وسعيده انك هتبقي عروسه وانا الل...
قاطعتها دعاء بحده...
-كفاية عبط يا رحمه واسمعي كلامي كويس وحطي في دماغك،
اخذت نفسا عميقا قائله بجديه بحته...

-تضحيه ايه و نيله ايه اللي بتتكلمي عنها وهتيجي ايه جنب 3 سنين بتستحملي فيهم حقارة لسانه و قذارة ايده اللي كانت بتنهش في طفولتك و كل ده من خوفك اننا نطرد من بيتنا، انا ممكن اكون الكبيرة بس كنت تافهه اوي فوق الوصف، في الوقت اللي كنتي بتكتمي في قلبك وبتستحملي عشان بابا و ماما و كلنا نفضل عايشين بكرامة كنت انا بحلم بفرح وفستان و لعب عيال!..

صدقيني انتي مش سبب غير اني افتح عيني واعرف الحياة دي على حقيقتها، البنت مننا لازم تفكر في تعليمها و شهادتها و شغلها قبل ما تفكر في راجل و بيت و كلام ممكن يطير في الهوا و ساعتها هتقف زي البيت القش في وش الاعصار مالهاش مغيث!

بكت رحمه لتردف...
-انا إلى غبيه و ضعيفة كان المفروض اقولك واثق انك هتساعديني لكن جبني ده هو اللي خلاه يتمادى!

-حبيبتي متلوميش غيره ابن عمك هو اللي مريض حظنا انه ابن عمنا وانه ورث الشقة اللي ابوه مأجرهالنا و حظنا الهباب اننا كنا يدوب لاقين ناكل السنتين اللي فاتوا لولا اخوكي كان مطحون في الشغل مع مذكرته كان زمنا متنا ؛ انتي كنتي خايفه علينا، و اوعي اسمعك تلومي نفسك تاني انتي قويه لو انتي مكنتيش قويه مكنتيش اثرتي فيه وخلتيني دعاء القوية بتاعت دلوقتي...
نظرت لها رحمه بحقيقه عاريه لتقول بصدق...

-لا انا خليتك دعاء المخاوية! اللي بتتنطط وتتنفض وتعوج لسانها و تطفش العرسان عشان لو هي اتجوزت اختها الصغيره هيكون عليها الدور تتزف لانسان متوحش!
دعاء اللي بتضحيتها دي بتقضي على مستقبلها وسمعتها و 80% محدش هيقبل يتجوزها، عرفتي بقي انا ليه بندم كل يوم بكبر فيه ؛ عشان الواقع بيظهر قدامي و بيضربني في قلبي!

شعرت دعاء بدموعها تتجمع في مقلتيها لتطلق ضحكه خافته قائله بإعجاب و حب وهي تعبث بشعر صغيرتها بيد وبالأخرى تجذب وجنتها محاوله تخفيف حده حوارهم القاسي قاسي جدا...
-ايوة كبرتي ؛ ومش عارفه انتي ازاي عاقله اوي كده! انتي متأكده ان انا الملبوسه!

ارتسمت ضحكه على وجه رحمه وهي تمسح دموعها متقبله مواساه شقيقته الشجاعة، لتقرر والدتهم مقاطعه انفعالاتهم وانقاذ دعاء من محادثه كالأسطوانة تدور بينها وبين شقيقتها منذ اسابيع!
راقبت دعاء بوخزة في قلبها عيون والدتها الحزينة وهي تصطنع الابتسام وتتقدم اليها تقبل رأسها وتضمها بقوة!

اغمضت عينها رافضه الشعور بأسي ليس ذنبها هي و شقيقتها انهم ولدوا في ذلك المكان العشوائي الفقير و معظم من فيه لا يرى المرأة الا سلعه هدفها الزواج و الانجاب!

ليس ذنبها انها لا تستطيع الوقوف و مواجهه متحرش الاطفال ذاك خوفا على والدها مريض القلب و والدتها المسنه و صدمتهم عندما يعلموا ان ابنتهم الصغيره كانت ضحيه لاحد اقاربهم ويشاء القدر ان يكون هو مالك مأواهم البسيط وراثه عن ابيه ليعطي نفسه الحق بالتهديد و استغلال طفله صغيره...
جهل لا تلومهم وحدهم عليه بل تلوم مجتمع بأسره وافق على السير قدما دون النظر خلفه ويرى من لم يواكب تقدمه وعجز عن الاستمرار معه!

تااابع اسفل
 
 





look/images/icons/i1.gif رواية إلعب يلا
  19-12-2021 06:26 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

عند مالك و عامر بالخارج...
رمش مالك عده مرات بوجه جامد و كأنه يبحث عن رد فعل مناسب لما يسمعه...
مرت ثواني قليله قبل ان يردف...
-نعم؟
-نعم الله عليك!
-ايوة يعني انت عايز ايه؟!
-انت مش مصدقني صح؟!
فرك مالك ذقنه قبل ان يزم شفتيه ليوقف حده كلماته فيقول بتعجب...
-في ايه يا عامر اومال لو مش خريج تجارة و محاسب عندي كنت عملت ايه! ايه كمية الجهل والتلوث اللي انا سمعته منك دلوقتي!

سند عامر بذراعيه على ركبتيه ليقول بتأكيد...
-انا عشت اسود سنه في حياتي كلها صدقني، مفيش شيخ ولا دكتور مرحناش ليه و انت شفت بعينك اللي حصل ده احنا رحنا الكنيسة عشان نخرجوه منها مفيش فايدة!
قلده مالك في جلسته قائلا بإصرار...
-هو مين اللي بتخرجوه بالظبط!
صمت مالك ليشيح بوجهه نحو صوت صرير ليقف الاثنان ما ان لمحا دعاء الخارجة من غرفتها وتبدو كمن على وشك الخروج!

انتظر مالك ان يوقفها احد ولكنها اتجهت بكل ثقه نحو شقيقها تقبل وجنته بابتسامه مرسومه على شفتين صورتهما لن تذيقه طعم النوم قريبا!..
كان يحدق بها بجديه بالغه يتفحصها و دقات قلبه تعلن التمرد بين ضلوعه...
ارتفعت تلك العيون البرية ترمقه نظره كادت تسقطه جاسيا راجيا، راجيا لماذا لا يعلم بعد ولكنه يريد ان يرجوها فحسب!

ضاقت عيناها لبرهه بتوجس وهي تمسك نظراته المناشدة لأنوثتها، شعرت بشعور يتنافى مع حياتها الجديدة لتختتم لقائهم هذا بخط احمر يغطي وجنتيها، تركتهم سريعا بقلب متسارع متجهه نحو باب الشقة ومنها إلى الخارج!
ارتفعت يد مالك مشيرا إلى الباب بذهول قائلا...
-دي خرجت!
-اه ما انا شفتها!
-لا اله الا الله ؛ انت هتجنني يا بني ادم، يعني اختك كويسه و بتخرج و زي القم، اقصد الفل اهيه!

امسك عامر بذراعه يعيده إلى مقعده مشاركا اياه الجلوس قائلا...
-هي بتروح الجامعة بتاعتها، الحاجه الوحيدة اللي طبيعية في حياتها!
-يعني منين زي ما انت بتقول و...
رن هاتفه فزفر قبل ان يرد على احد عملاءه، انغمس في المكالمة محاولا تجاهل عيون نمريه اخترقت كيانه متغلغلة في اعماق سكنته...
اغلق الهاتف بعد دقائق قائلا...
-انا لازم امشي دلوقتي ؛ بس الكلام بينا منتهاش ؛ هشوفك بكره ان شاء الله!

هز عامر رأسه بالموافقة ليردف...
-ان شاء الله بكره نكمل كلامنا!

بعد اسبوع...
اخذ مالك يقطع مكتبه بخطواته مشتعلة، مر اسبوع كامل منذ رؤيته لشقيقة عامر ومعرفته بخزعبلاتها...
بالطبع لم يصدق حرفا واحدا منها او يقتنع به ولكن ما يثير حنقه إلى ما لا نهاية هو تفكيره المستمر بتلك المشاكسة، شعوره يخبره انها تخفي سرا كبيرا و جزء كبير من اللغز مفقود!
قذف الاوراق بيده، ليرمي بثقله بتعب على مقعد مكتبه قبل ان يدق الباب و يدخل عامر!
-صباح الخير يا استاذ مالك!

-قولتلك واحنا لوحدنا قولي يا مالك!
-لا مؤاخذه اصلي متعود يا مالك و بصراحه انا مش مصدق انك متواضع كده!
ضحك مالك ليقول بتعجب...
-انت ليه محسسني اني مالتي مليونير ده هو مصنع واحد وبتاعي انا و اختي!
-ياعم ربنا يزيد و يبارك، المهم كنت عايز اقولك ان امي عزماك على الغدا بكرة ومش عايزك تكسفها بالله عليك!
اشار له مالك بالجلوس و هو يقول بحماس مستتر...

-الله وليه التعب ده بس ياابني، لا حول ولا قوة الا بالله ؛انا مش عايز اضايقكم يعني!
جلس عامر ليبتسم بطيبه قائلا...
-ماتقولش كده ده كفايه وقفتك معانا، عشان كده امي اصرت انها لازم تعزمك...
-والله انتم طيبين اوي، ربنا يخليهم ليك...
التوي في مقعده محاولا اصطناع اللامبالاة و اخفاء الفضول ليردف...
-و اختك عاملة ايه دلوقتي؟

-الحمدلله، ربنا يسهل في واحد قالنا على شيخ عنوانه (، ) بيقولوا هيقدر يساعدها وهيقابلنا كمان 10 ايام، وربنا يفك كربها!
-ياااه ده بعيد اوي، واشمعني 10 أيام...
ابتسم عامر بسخريه قائلا...
-بالحجز يا سيدي مش فاضي!
-بسم الله ما شاء الله الشعب كله مخاوي بقي!
وقف عامر مستأذنا...
-طيب هروح اكمل بقيت الشغل ومتنساش تمضي الورق ده قبل بكره عشان منتزنقش...
-تمام!

زفر مالك ما ان خرج صديقه وهو يخبط بأصابعه على مكتبه بحركة استفزازية لتفكيره...
مرت دقائق وهو يفكر بأفضل طريقه لإيقاف هذه المهزلة فهذه الفتاة ستشفي مما يزعمون بأي طريقه!
شاءت ام أبت لن يترك شأنها الا وهي في عصمته!
فأعصابه لن تتحمل كل هذه الترهات، اسبوع مماطله مع ذاته كان كفيلا بأن يقنعه انه وقع في شباك حبها وهو من ترك لقلبه المجال عندما اختار اختلاس صورتها من شقيقها، و يجب ان يتحمل عواقب أفعاله!

تنهد باستسلام على حظة العسر...
فقط هو عندما يقرر ان يغرم بفتاة ؛ تكون بفتاة شبة مجنونة و جامحة!
امسك هاتفه يعبث ببعض الازرار متخذا من الانترنت حليفا في حربه هذه عسي ان يساعده!
بعد ساعه من البحث والتقصي توصل إلى أرقام عديده لشيوخ تجلب الحبيب و ترد المطلقات!
و رقم واحد يبدو منبوذا لدكتور نفسي وأخصائي اعصاب تطرق لمثل هذه الاقاويل...
دون تفكير اخذ ينقل رقم هاتف الدكتور للتحدث معه اولا!.

في اليوم التالي...

حرك مالك رقبته بحركه إحماءيه وكأنه مقدم على الحرب وهو يتخذ نفسا عميقا يلهيه عن تذكره لأقوال الدكتور بأن هناك ما يسمي المس الشيطاني و لكن بأبعاد مختلفة عما يظن الجميع، واكثر ما تعلق بعقله هو عندما ذكر للدكتور طبيعة تصرفاتها في الجامعة والمخالفة تماما لتصرفاتها في البيت و مع الخطاب كما ذكر له عامر ليقابله ضحكات وقورة من جانب الطبيب وهو يخبره بوحده السلوك وعدم امكانية الممسوس من السيطرة على افعاله طويلا او بشكل روتيني وان حالتها في الاغلب مجرد فتاة مدللة تريد الحصول على غاية ما!

وهذا هو اكثر ما يثير جنونه وحنقه عليها ويجعله يرغب بأن يركل الباب في التو واللحظة والذهاب اليها و صفعها على اكاذيبها و المرار اللاذع التي تسقيه لذويها!
سمع باب يفتح من خلفه ليجد شابا سمينا يخرج من الشقة المقابلة لهم قبل ان يرمقه بتساؤل ويسأله...
-انت مين و بتعمل ايه هنا؟!
-انا زميل عامر في الشغل معزوم هنا، في حاجه يا كابتن!

ضحك باستخفاف و سماجة وقرر متابعه طريقه بلا مبالاة استفزت مالك لان يركله كأنبوب الغاز الشبيهة به وتركه يتدحرج حتى اسفل المبني!
هز مالك رأسه متمتما بعض الألفاظ الجارحة، كاد يدق الباب عندما انتبه لتوقف حركات السمج على اسفل الدرج كما لفت انظاره شحوب وجهه و نظراته الهلعة نحو درجات الدور السابق...

اقترب خطوة من اولي الدرجات من اعلي و كانت كافيه لان يلمح فتاته تقف كالصنم بهيئة مريبة متحجره تنظر بشر إلى السمج امامه!
رجع للخلف قليلا متعمدا الاختفاء عن الانظار وهو يراقبه يقترب بتوتر و خوف جلي من فتاته محاولا تخطيها و تفاديها قدر الامكان و هو يراه ينكمش على ذاته إلى احد جوانب الدرج ليمر بعيدا عنها دون لمسها...
بينما اتخذت هي وضعيه مثيرة للإعجاب!

ليجد عيونها الشبيهة بالقطط والحصرية فقط لأعتى نجمات الإغراء و قد تحولت نظراتها إلى نظرات مرعبه خطيرة ؛ ضيق عينيه محاولا التقاط ادق التفاصيل، ليتفاجأ هو والرجل على حد سواء بصوت خشن يخرج من احشاء قلبها، فنسي الرجل حذرة و انتفض بهلع و ذعر ليتخطاها راكضا!
كم أجاد تشبيهها بالقطط وهي تثبت له شراستها و هجومها البري على ضحاياها بفطرية أثارت كل حواسة وفضوله!

توالت المفاجئات عندما اختلطت صوت ضحكتها وهي الاولي على وجهها منذ ان راها بصوت أفكاره ليتنهد و تتأكد شكوكه بأن تلك الفتاه ماهي الا فتاة مراوغه و مشاكسة!
هز رأسه وهو يشعر بابتسامته ترتسم بتلقائيه على شفتيه، فهي تذكره بمشاكسته الخاصة و شقيقته الصغيرة ( يمني )!

غلطة والديه كما اخبراه ولم تكن في الحسبان بأن تأتي وهو يبلغ 14 عاما ولكنها غلطة يحمد الله على حدوثها فبدونها كان ليبقي وحيدا بعد وفاة والديه و هو يحرص على تربيتها وتوفير جميع احتياجاتها!

انتبه لهدوء ضحكاتها و راها تهندم هيئتها! هل غرق بتفكيره كالمعتوه متناسيا انه يقف على درج في مبني مهترئ مع فتاة تدعي المس!
رائع لم يرها سوي مرتين وها هي تجبره على التصرف كالفتيات الصغيرات الحمقاوات كشقيقته!

بلل شفتيه ولمعت عيناه بفكرة ليقرر الاعلان عن وجوده، تنحنح وهو يهبط الدرج بثقه و هدوء حتى وصل اليها، اختفت الابتسامة من على شفتيها وساد التوتر ملامح وجهها فقط لثواني قبل ان تخفية بمهارة تحسد عليها!
ازدادت ابتسامته وهو يتفحصها بعناية بالغه او بالأحرى وقاحة عالية ليظهر توترها جليا ام هو خجلها هذه المرة؟!

احمرت وجنتيها بخجل ؛ ما سر جاذبيه هذا الرجل، بالتأكيد لا يشبه نجوم هوليود التي تعشقهم ومن يراه يجزم بأنه مصري اصيل ابا عن جدا ؛
(نفس الشئ ولكنكم تحبون براد بيت اعقلي يااختي انتي وهي ملكيش غير شباب بلدك الرجالة )
فكيف أتي بكل هذه الجاذبية بقامته الطويلة الموسومة بقبلات شمنا المصرية الناعمة!
(ايموشن بيغمز ويعض على شفايفه شمسنا الناعمه هااااااه خلونا ننشط السياحة ).

جف حلقه من نظراتها التي طالت بوجهه وكأنها تحفر تفاصيله، شعر بسعادة مغذيه لكبرياء رجولته...
(بعيدا عن كل الهري اللي فوق ده بس مصري+ نظرة = بتحبني! مش محتاجه فقاقه )
تنحنح قائلا...
-برافو برافو فعلا ابدعتي يا فنانة!
صعقت دعاء فهل انكشفت لعبتها له بهذه السرعة والسهولة وهي لم تراه سوي مرتين، في الوقت التي استطاعت الحفاظ على مسرحيتها لأكثر من سنه امام عائلتها والجميع وحتى الشيوخ والقساوسة!

جحظت عينيها مقرره تجاهله تماما وهي تشعر بقلبها يدق بشده من الخوف!

منعها من تخطيه بابتسامة مشاكسه لتحاول اتباع احدي تكتيكاتها المضمونة...
فقالت وهي تميل رأسها لليمين بصوت به بحه مختلف عن الصوت التي استخدمته لإرعاب ابن عمها الكريه والتي تتلذذ بتعذيبه!
-ابعد!
وضع مالك يده على وجهه بتفكير مصطنع ليقول بأنين...
-امممم الصوت متغير هو انتي مأنتمه مع كام عفريت ولا دي عفريته!
تحولت سريعا إلى شخصيتها الغاضبة والفجة التي فرضتها عليها البيئة المحيطه بها لتردف...

-انت بتستظرف يا خفيف يا ابن ال...
امسك ذراعها بحده ارهبتها لتتسمر بصدمه وهو يقول بابتسامه مشاكسه...
-لا لا انا لسه بقول عفريته محترمه متخلنيش اخرب عليها هنا على السلم!
تجاهلته او هكذا حاولت اقناع نفسها وهي تجذب ذراعها وترمقه بحنق...
-لا اوعي تفهميني غلط انا مش بمسك ايدك انتي ؛ ده بس في روح من ارواحك بحبها وشكلها هتموت فيا!

كانت عينيها تزداد اتساعا مع كل كلمه يتفوه بها، متجاهله انفعالاتها الداخلية الغير مرغوب فيها الان و ابدا لتحاول ابعاد معصمها من بين اصابعه قائله وهي تحاول تقمص دورها ك مخاوية..
-ابعد عني، هتندم!
حاولت تغير صوتها ليعض على شفتيه بانبهار خيالي قائلا بتنهيده...
-لا مش طبيعية صوتك يجنن، انا خلاص حبيتك يلا نتجوز دلوقتي!.

خرجت من طور حالتها بهلع وهي تدفعه حتى ارتطم بجانب الدرج امامها وتهرب لأعلي قائله بعدم تصديق..
-انت مش طبيعي، ابعد عني، معندناش بنات بتتجوز حد!
تبعتها صوت ضحكاته الساخرة وهو يلحقها بهدوء...
-وتفرقي بين انسان مسكين وعفريته بنت جنيه!
-انت شارب حاجه يا جدع انت!
-لا طبعا، بس لو عايزاني اشرب ماشي مفيش مشكله يا قلبي!
وقفت امام باب شقتهم تتنفس بشده وهي تشعر بوجوده خلفها لتلتفت بحده قائله بتحذير...

-طلعني من دماغك يا ابن الناس، انا مش فيقالك، انت تاخد واجبك وتتكل على الله وتنسي كل اللي حصل ده، انا مش هسمح لشخص معرفوش حتى يقف في طريقي انت سامع!
ازدادت ابتسامته الرائعة ليردف بثقه...
-حقك يا ستي ؛ خلاص نتعرف!
نظرت له ببلاهة و كأنه مخبول لتقول بغضب مكتوم...
-لا اله الا الله! لأخر مره بقولك فكك مني!
-ايه فكك مني دي، دي الفاظ واحده محترمه مخاوية بدل العفريت اتنين!

رفعت كفيها بغيظ وكأنها ستأكله بينما غرق هو في ضحكاته السمجة وكأنه اخبرها بأفضل نكات العالم!
-تصدق انت مستفز!
قالتها من بين اسنانها ؛ ليبتسم بغموض قائلا...
-هنقول ايه ومن اعمالكم سلط عليكم! بذمتك مش مكسوفه من نفسك وانتي حلوة و زي القمر كده ؛ وترسمي الدور ده على اهلك ذنبهم ايه الغلابه دول اللي متمرمطين بيكي في كل حته، مفيش رحمه في قلبك او شفقه بأبوكي اللي بيتحرك بالعافيه ولا امك اللي عنيها كلها حزن!

اغمضت دعاء جفونها رافضه نظراته الاتهامية رافضه الخضوع لحكمه او التأثر به!
ماذا يعلم ذلك المرفه التافه الوسيم عنها وعن عائلتها!
-انا مش عارف ازاي حبيتك ولسه بحبك وانا عارف عمايلك السوده دي!
فتحت مقلتي عينيها برعب! هل قال المخبول انه يحبها!
استدارت بذعر عندما فتح الباب من خلفها لتري شقيقتها رحمه تنظر لهم بتوجس و تعجب قائله...
-ازيك يا ابيه مالك!
كزت دعاء على شفتيها قائله...
-ابيه!

تخطاها مالك بسرعه يلكزها بكتفه عمدا ليردف...
-الحمدلله يا روح ابيه، عامر جوا!
-ايوة مستني حضرتك!
ما ان انهت جملتها حتى جاء صوت عامر المستقبل له بترحاب...
دلف اولا لتلحق به دعاء محاوله السيطرة على انفعالاتها وهي تقبل اخيها و تهرب إلى غرفتها و رحمه تلحقها!
ما ان اغلقت الاخيرة الباب حتى امسكتها دعاء كالأرنب!..
-أبيه ده ايه ياااختي ده كمان انتي تعرفي!

-حيلك حيلك، اخوكي اللي قالي كده المره اللي فاتت انا مالي انا!
-متقوليش كده تاني، انتي فاهمه!
-ده ايه المرار ده يعني، هو قالي مقولش استاذ وقالي قولي مالك واخوكي زعق وقال مينفعش على الاقل ابيه وانتي بتزعقي تقولي لا متقوليش ابيه!
اموتلكم نفسي يعني ولا ايه!
قالتها بحنق وهي تكتف ذراعيها باعتراض وقله حيله لتبتسم دعاء رغم اضطراباتها و تحتضنها بعبثيه قائله...
-خلاص يا امينه رزق قوليله يا زفت على دمااااغه!

ضحكت رحمه بذهول قائله...
-حرام عليكي يا مفتريه وبعدين عامله موضوع ليه هاه هاه هاه!
تلعثمت دعاء قليلا لتردف بعنايه...
-عادي اصله مش قريبنا وان شاء الله هيختفي من حياتنا في القريب العاجل، انا بقولك بس عشان متتعلقيش بيه!
ردت رحمه بعيون ذكيه...
-انا متعلقش بيه ولا...


look/images/icons/i1.gif رواية إلعب يلا
  19-12-2021 06:32 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

تركت جملتها مفتوحه لتعبس دعاء قائله بحده...
-امشي يا بت من قدامي انا هدخل استحمي عشان اندمج في الدور اكيد امك جيبالنا وصفه جديده انهارده...
انكمشت ملامح رحمه باشمئزاز متخيله نمرة الليلة مطلقه العنان للسانها بأخبار شقيقتها باخر حجز مع احد الشيوخ بالأرياف!
-يا سواد السواد! ده ولا 3 او 4 ساعات بالميت عشان نوصل هناك!
تخبط صوت بكائها الاعتراضى في صدرها لتردف بحنق...

-ده ايه المرار ده، هو انا اشتكيت لهم ما يسيبوني ملبوسه ولا متنيله!
ضحكت رحمه قبل ان تخرج لتلبي نداء والدتها المطالبة لمساعدتها مع الضيف!
امضي مالك وقت الغداء في الحوار مع والده دعاء ووالدها محاولا فهم تفكيرهم و وجهه نظرهم و تعجب كثيرا بثقتهم العمياء بانها ممسوسه ولم يستطع منع نفسه من السؤال...
-مش يمكن مش عايزة تتجوز فبتعمل كده يعني!
هبت والدتها مدافعه...

-انا بنتي طول عمرها بتحلم تتجوز ويبقي ليها بيت و تلبس فستان الفرح، و قبل ما بسم الله الرحمن الرحيم يجلها بيوم كان متقدم ليها عريس وكانت فرحانه اوي وبتجهز زي اي بنت!
شعر بوخزة غيرة غير مبررة تغاضي عنها بان مشاكسته لا تزال متاحة لمخططه!

بعد مرور اسبوعين تعمد بهما مالك توصيل عامر لبيته يوميا والتقرب منه اكثر مما اتاح له الفرصة للتعرف على الجميع بالإضافة إلى مشاهدته لاحدي نوباتها المفاجأة التي تأتيها بعشوائية على حد قولهم...
ويعترف بمدي احترافها في الخداع و التمثيل، وقرر انه ما ان يحدث نصيب بينهم سيكون شغله الاول هو تحجيم ذلك الجزء الكريه من شخصيتها!

كما انه عمد إلى الذهاب إلى جامعتها مرتين فاكثر يراقب بها افعال مشاكسته ؛ التي تتعامل بجديه و ذكاء سلسل داخل ذلك الحرم!
لا ينكر ان اول ما لجأ اليه بتفسيره هو وجود قصه حب ما تدفعها لأفعالها تلك ولكنها لا تلقي نظرتين على اي شاب بل على العكس فالتعامل مع الشباب يكاد يكون منعدم مما اشعره بسعادة بالغه!

اخرجه من دوامه تحليلاته صوت عامر...
-معلش يا مالك ممكن مكالمه من تلفونك عشان رصيدي فصل!
-ايوة طبعا، اتفضل...
قالها وهو يخرج هاتفه ويمرره اليه...
كاد ينغمس مره اخرى بتفكيره و لكن حديث عامر بالهاتف استوقفه...
-السلام عليكم الشيخ (، ) طيب انا بقالي اسبوعين مستني معادي وكل مره يتأجل...
توقف عن الحديث قليلا ليردف بحده يحاول السيطرة عليها...

-ايوة بس احنا عايزين معاد محدد معشان مبقاش متشحطط كده! تمام الخميس الجاي باذن الله الساعه 8 بليل، مش هنتأخر اكيد!
اغلق عامر الهاتف بحنق واعطاه لمالك...
-شكرا!
-العفو...
تنحنح مالك ليردف...
-هو لسه الراجل ده مقابلكمش؟!
-لسه يا سيدي ؛ سياده البيه المهم ؛ انا لو عليا مش عايز اشوف وشه لولا امي متمسكه اننا نروحله عشان عرفت ناس كانوا نفس الحالة كده و خفوا...

-مع اني مش مقتنع بكل الكلام ده بس ربنا معاكم وبعدين مش يمكن نفسيه يا عامر؟!
وضع عامر قبضته على ذقنه بتعب قائلا بتنهيده...
-مش عارف بقي انا تعبت والله، ومقهور على اختي اوي!
صمت مالك محاولا التخفيف عنه حتى انهوا اعمالهم و عكف إلى توصيله إلى البيت...
نظر له عامر قائلا..
-تعالي اطلع شويه!
-لا تسلم بس ورايا مشوار كده!
-طيب خلاص اشوفك بكره ان شاء الله!
-بإذن الله، سلام!

رفع عامر يده بتحية قبل المضي في طريقه، ليحول مالك سيارته إلى الجامعة حيث توجد دعاء، فقد حفظ جدولها عن ظهر قلب!
فهناك تقبع فرصته الوحيدة في التعرف على شخصيتها الحقيقية...
وصل بعد مده ووقف ينتظر خروجها فهي دائما ما تخرج في هذا الوقت...

جلست دعاء تحت شجرة علها تظلل همومها قبل اشعه الشمس!
زفرت بحنق ناقمة على تفكيرها المستمر بمالك ذلك الشاب الذي يفرض نفسه عليها وعلى بيتها فأصبحت تراه بشكل شبه يومي يتعمد فيها اغاظتها بابتسامته المزعجة التي تشعر بها كمرآه تعكس أكاذيبها الباهتة!..

لا تنكر انها حاولت جاهده اخافته بعروضها المبهرة للشعوذة منذ ايام كما ان نظراته المستهينة دفعتها لان تكاد تقتلع عينيه و تهاجمه بالفعل لولا عامر الذي استمات في محاولته لأبعادها عن مرمي رفيقه كي لا يراها بتلك الحالة، ذلك العرض الذي كان كفيلا بإرهاب الحي كله ولكنه اكتفي بنظراته التهكمية!
-قفشتك!
قالت لمياء بابتسامه واسعه بجوار دعاء قاطعه افكارها!
-ااااه! حرام عليكي يا زفته قلبي وقف!

-معلش معلش كلنا لها، قولي بقي بتفكري في مين؟!
-يا شيخه اتلهي!
قالتها دعاء و هي تقف مستعده للرحيل مستكمله...
-انتي ندله اصلا وانا اللي مستنياكي نمشي سوي!
لم تستطع لمياء امساك ضحكاتها ل تومأ دعاء بغضب و توعد قبل ان تتركها وتغادر...
وقف مالك امام البوابة الجامعية كالمراهقين يرتدي جينز وقميص رفع اكمامه قليلا في خضم ملل الانتظار، ابتسم حين ظهرت امامه وكاد يلحقها عندما رأي مجموعه من زملائها يستوقفونها...

تابع حديثهم وخاصا عندما مال عليها شاب لتجيبه بضحكتها النادرة فتطغو المكان...
شعر بغيره حارقه عندما ابتسم الفتي الهلامي بجوارها و ملامحه يملأها الرضا!

تبا للعقل و الافكار لن يقف مكتوف اليدين تاركا الفتي لمحاولاته في التقرب لها!
اقترب منهم بثقه ليقول...
-مساء الخير، مش يلا يا انسه دعاء، عامر مستنينا في المحل اللي هناك ده!
نظرت له بذهول و صدمه من اين أتي ذلك البغيض! وتذهب إلى اين؟
-افندم؟!
ردت بوعي مشتت ليقول مالك وهو يثبتها بنظرة جامده لم تراها في عينه من قبل...

-اتفضلي يا انسه دعاء اركبي، اخوكي مستنينا اول الشارع بيشتري حاجه وطلب مني اركبك عشان متقفيش في الشارع و حد يضايقك!..
لم يفت عليها توجه نظراته في نهاية جملته لحازم زميلها الذي كاد يقتلها ضحكا عندما اخبرها ان هناك شاب يحاول مغازلته!
لابد ان الآخرة تقترب!
تنحنحت دعاء مبتعدة قليلا وهو يتبعها لتقف في منتصف الطريق بعد ان ابتعدت عن زملاءها قائله بغضب...
-ممكن افهم في ايه بالظبط ؛ انت جاي هنا ليه؟

-انتي العفاريت قصرت على سمعك ولا ايه ماانا قلتلك جاي مع اخوكي!
-هششش وطي صوتك!
ابتسم بمكر واومأ برأسه نحو اصدقائها قائلا بهدوء...
-ايه ده هما ميعرفوش ان ست الحسن مخاويه و لا شكلك بتخاوي بعد الضهر بس، لا فعلا بسم الله ما شاء الله مصروف عليكي الصراحه فول اوبشن!
احمرت وجنتها وقررت تركه والذهاب ولكنه اوقفها بحده رافعا حاجبه بتحدي...
-هتركبي حالا ولا تحبي نبدأ العرض قدامهم!

رمقته نظرة ناريه ثم التفتت لزملائها المتابعين بصمت عن بعد، لابد انهم يحللون في رؤوسهم موقفها معه وبمماطلتها الان تعطيهم فرصه للغوص بتفكيرهم لما هو ابعد!
كم تكره ذلك العنيد المزعج!
اتجهت بصمت نحو السيارة واتبعها مالك في الصعود داخلها و انطلق مسرعا...
نظرت له بذهول قائله...
-اومال فين عامر؟!
ارتفعت شفتيه بابتسامه واسعه ليردف...
-في البيت طبعا!
-في البيت!
-اه البيت اومال هيكون فين انتي ناسيه ولا ايه؟!

-يا واطي يا ابن...
-لا لا هتغلطي هقطع لسانك ميغركيش اللبس النضيف والعربيه اوعي تفتكريني محترم ده انا صايع ولا هيهمني عفاريت ولا غيره!
-انت انسان مش محترم!
-عادي على فكره!
كادت تجن من سماجته لتردف بغيظ قاتل...
-فهمني انت عايز مني ايه بالظبط!
بلل شفتيه بملل قائلا...
-اكيد واحده زيك زي ما بيقولوا كده تلعب بالبيض والحجر عارفه كويس انا عايز ايه يا انسه دعاء؟

زمت شفتيها بتوتر رافضه الإجابة، منذ ان ظهر في حياتها وهو يشع بذبذبات مهدده لمخططاتها!
اتسعت ابتسامته قائلا...
-يا جبروتك ؛ عمري متخيلت اني هشوف حد كده!
جزت على اسنانها لتردف بغيظ...
-خليك في حالك ؛ انت مالك و مالي! جبروت او مش جبروت حاجه متخصكش!
اطلق ضحكه رجولية بحته قائلا بثقه...
-كل حاجه فيكي بقت تخصني خلاص!
-يا سلام يا دلعدي! و ده من ايه ده ان شاء الله، مين مات ووصاك عليا يا عينيه!

نظر لها بعيون ضاحكه اهي عقده الرقي و الهدوء المنظم الذي نشأ بهما ام انه جن تماما ليشعر بابتسامه حقيقيه ترتسم على وجهه لما تتفوه به بنبره شعبيه متأصله...
-عارفه اكتر حاجه مفرحاني في قله ادبك دي؟!
ضاقت عينيها رافضه الرد او عاجزة إلى حد كبير!
ليجيب بعد ثواني بابتسامه وهدوء و كأنه يتحدث عن الطقس...
-اني هستمتع بكل دقيقه وانا بعيد تربيتك من جديد و ساعتها هطلع البلا الازرق مش العفاريت بس من جسمك!

ابتلعت ريقها لما رأته في عينيه من صدق و ثقه تامه لتضحك رغما عنها قائله...
-انتم الرجالة كده مرضي نفسين!
ضحك بشده ليردف...
-ده قصر ديل، هما المرضي النفسين كده بيشوفوا الكل مرضي الا هما كويسين وبعدين اللي بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب!
(قصف جبهه اقسم بالله ).

نظرت له بكره شديد قائله بحده...
-نزلني حالا!
حرك كتفيه بملل وهو ينتبه للطريق امامه قائلا...
-لا ربع ساعه و هنوصل بيتكم!
-بقولك وقف العربيه ونزلني حالا ياابن ***** و ******
توقفت السيارة بحده ضاغطا على الفرامل بغضب ليلتفت اليها وملامحه خاليه من اي ذره مرح قائلا...
-انا حذرتك!
وبذلك جذب يدها اليسرى بحده وصفعها بشيء من القوة مرتين على ظهرها تماما كالأطفال بينما تسمرت هي بذهول...

تأوهت بألم وغضب وشعرت بدموع الغيظ تتجمع بمقلتيها رافضه الهبوط بعناد فهي قوية و لن تسمح لرجل بأضعافها!
لا تعلم ما الذي اعتراها ولكنها تركت للسانها اللجام وامطرته بوابل من الالفاظ النابية صادمه لذاتها قبل مالك الذي غلب عليه البرود و الاصرار ليقابل كلماتها بضربات متواليه ليدها حتى اصبحت مائله للاحمرار المتوهج...
في نهاية اطروحتها اجهشت في البكاء محاوله باستماته سحب يدها المتألمة...

-هاه حابه تقولي حاجه تاني؟!
نظرت له بغضب و اعين حمراء دامعه رافضه التفوه بأي حرف...
ولكنه صدمها عندما رفع يدها لمقابله شفتيه بقبله رقيقه للغاية وكأنه لم يتسبب لها بالألم منذ ثواني!
و في النهاية يلصق الجنون باسمها ذلك الوغد!
سحبت يدها بحده ولكن ليس قبل ان تصفع يده مره بغل قائله...
-انت مريض، بأي حق تمد ايدك عليا و ازاي ت ت تعمل كده دلوقتي ؛ مش بتقول ان اخويا صاحبك ازاي تسمح لنفسك تلوث عرضه بالشكل ده...

تلعثمت بخجل و غضب لانه يستطيع بسهوله تحريك مشاعر حكمت عليها بالإعدام منذ مده رافضه الشعور كأنثى، ورافضه ان يتحكم بها رجل!
-حيلك حيلك هو ايه اللي عرضه انتي محسساني اني بتهجم عليكي انا معملتش حاجه!
-طبعا ما انت لو متربي كنت عرفت ان مش من الطبيعي انك تبوس ايد بنت!
رفع يده بتهديد لتردف بذعر...
-اه خلاص اسفه اسفه!
-ناس تخاف متختشيش! بالحديث عن الخوف انا هموت واعرف انتي عامله المسلسل ده ليه؟!

ردت بثقه محاوله ايجاد الدور التمثيلي التي اتقنته لأكثر من سنه...
-مين قالك انه مسلسل...
اردف مالك متجاهلا كلماتها...
-مش عايزة تتجوزي و بتذاكري طبيعي بس جو العفاريت والجن ده ايه لزمته...
عقدت ذراعيها ناظرة للأمام بتجاهل مقررة عدم الإجابة ليستمر مالك بكلماته الاستفزازية...
-بتحبي حد وعارفه ان اهلك هيرفضوه؟


look/images/icons/i1.gif رواية إلعب يلا
  19-12-2021 06:34 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

واجهه الصمت مره اخري ليردف بسلاسة مستهدفا ازعاجها...
-حبيتي واحد و خلي بيكي؟! ولا في حاجه كده و لا كده تكون حصلت مث...
انتفضت دعاء بعيون هائجة لتقاطعه بغضب حاد...
-كلكم رجاله قذره بتفكير زباله و مرضى مش شايفين الست غير جسد و بس لا بيهمكم دم ولا قرابه ولا نسب ولا صحاب!+...
اتسعت عيناه بشيء من الصدمة، نعم توقع اغضابها وازعاجها ولكنه لم يتوقع حده اقوالها ورد فعلها لابد انه جاء على الجرح تماما!..

زم شفتيه يتابع شهقاتها و محاولاتها للتنفس وإلجام غضبها ووجها الاحمر الغاضب والواضح بشده رغم سمارها القمحي...
مرت دقائق صامته بينهم قبل ان يقرر تشغيل سيارته والاتجاه إلى بيتها مستشعرا وحشيه مشاعره في تلك اللحظات، متوعدا اي كائن حاول اذيتها وتحويلها لما هي عليه الان!

وتعهد انه سيقتلع عيني ذلك الحقير الذي انتزع منها رد الفعل ذاك، اخذ عقله يصور له الكثير من السيناريوهات البغيضة والتي قد تكون مرت بها فتاته...
لم يعد يتحمل الصراع فأوقف السيارة بحده قائلا...
-قوليلي اسم اللي عملك حاجه وانا همحيه من على وش الدنيا...
وضعت يدها على وجهها بقله صبر قائله...
-ممكن تخليك في حالك بقي كفايه اوي تدخلك لحد كده!
-طيب هو قريبك؟
-مالكش دعوه!
-طيب عملك ايه؟!

-لا اله الا الله انت مجنون اسكت و وصلني البيت يا تفتح الباب يا جدع انت!
قالتها بصوت عالي نسبيا ليردف بغضب اكبر...
-لمسك يعني بطريقه مش كويسه؟!

جزت على اسنانها بغضب احمر لتردف بذهول...
-انت واعي للي بتقوله ده انت ازاي بتكلمني كده وبأي حق!
-متجننيش قوليلي انا اعصابي باظت خلاص!
قالها بصوت هز السيارة حتى ان قليل من المارة نظروا تجاههم ليستكمل بعنف...
-حد اتحرش بيكي يعني وصلك لكده ما انا مش هسيبك غير لما اعرف انتي بتعملي ليه كده!
-عشان انا حره انا حره ياااخي روحني بقي، انت عايز مني ايه حرام عليك!

-عايز اتجوزك و ميهمنيش اي حاجه في دماغك واي زفت على دماغك غير اني بحبك وعايز اتنيل اتجوزك!
علا صوت تنفسهم الحاد من شده مشاحنتهم المشتعلة، ونظرت له بتشتت واضح في عينيها وكأنه مجنون يقابله اصرار واعتراف صريح بالملكية من ناحيته ارهبها بشده...
ابعدت انظارها وهي تهز رأسها برفض لتردف بتعب...
-ارجوك كفايه كده ؛ انا مش هتجوزك لا انت ولا غيرك..
-لا يا دعاء هتتجوزيني!

علت دقات قلبها بتمرد لتضع كلتا يداها على وجهها بإرهاق تنبه له مالك، فأدار سيارته قائلا...
-ماشي انا كده رسالتي وصلت، هروحك واعملي حسابك انه قريب اوي هتبقي مراتي وعلى سنه الله و رسوله...
-هو عند؟! فهمني تحدي هو، ده مستقبل و حياه و بعدين انت شفتني من شهر ولا اقل...
قاطعها بحده...
-مش همسك ورقه وقلم لقلبي واقوله معلش حب دي بعد فتره هو كده خلاص شفتك و حبيتك واللي كان كان!
-بس انا مش بحبك!

ابتسم بغموض ليردف...
-بس انا هخليكي تحبيني...
اشار لوجهه و جسده المتناسق بغرور مستكملا...
-مش هتكلم عن نفسي كتير...
ضحكت! ضحكه مذهوله غير مستوعبه لما يتفوه به ذلك العنيد المغرور، نظرت لجانب وجهه المبتسم برضا لتردف بثقه...
-سوري ما يلزمنيش!
نظر لها بحاجبين مرفوعين وابتسامه شاسعه...
-متقلقيش في وقته هيلزمك!
كادت تجيب عندما اوقف السيارة فجاه قائلا...
-يلا انزلي هنا عشان محدش يتكلم لو وصلتك جوا...

-لا ابن اصول!
رفع حاجب بتحذير فاحمرت وجنتها، جذبت حقيبتها وهرعت للخارج...
اسرعت بخطواتها حتى انها التفتت اكثر من مره للتأكد انه لم يغير رأيه ويقرر ملاحقتها ذلك المجنون المريع...
ابتسم مالك بشده عندما اختفت عن انظاره و القي رأسه للوراء يتنهد متمتما...
-الله يحرق الحب و سنينه، ايه اللي انا بعمله ده؟!
اعاد تدوير السيارة بابتسامه ذهول...
ممتاز الان اصبح هو المخبول ولها حق الهرب منه الف ميل إلى الامام!

في غرفه دعاء...
قفزت رحمه بسعادة وفرحه وهي تخبط كفيها بمرح...
-الله الله الله بيحبك يا دعاء والله صدقيني مش انا رحمه العقلة اديني بقولك اهوه انه بيحبك!
وقفت دعاء تجذبها من شعرها بغيظ قائله...
-انتي خليتي فيها رحمه العقلة بت انتي اهدي كده واعقلي متجننيش انتي وهو!
نظرت لها رحمه شزرا لتردف...
-انا مش فاهمه انتي عايزة تدفني نفسك بالحيا ماخلاص اللي حصل حصل وبعدين انا نسيت وانتي كمان انسي...

قالتها بثقه وهميه و عيون تحاول اشعاع القوة لتقول دعاء بهدوء و واقعيه...
-بغض النظر عن انك مش ناسيه واني انا كمان عمري ماهنسي تقصيري و تفاهتي ؛ بس ممكن تقوليلي ايه اللي هيحصل لو انا اتجوزت ومشيت من هنا!

اصفرت ملامح رحمه قليلا لتردف بتلعثم...
-مش هيحصل حاجه هو خلاص بيخاف مننا ده حتى مبقاش يطلب فلوس الشهر اجره الشقه من بابا زي ما كان بيعمل عشان يطفشنا منها...
لتردف دعاء بحده...

-ده عشان انا هنا، عشان انا مخاويه و خايف مني ومن اللي ممكن يحصله لو قرب وحتى لو ده محصلش و مقربش منك ؛ ابوكي الغلبان اللي بيصلب طوله بالعافيه هينزل يشتغل عشان يدي ابن عمك الجشع إيجار الشقة اللي هي اصلا شقتنا وورثه من ابوة قدام ربنا، متحسسنيش انك غبيه انتي متأكده انها اول حاجه هيعملها اول ما اتجوز!.
-بس يا دعاء...

-ما فيش بس! بصي لاخوكي اللي متشحطط علينا لا عارف يكفينا ولا عارف حتى يشيل قرشين على جنب عشان يتجوز، سيبيني سكته يا رحمه، كده احسن لحد مااتخرج واشوف شغلانه تشيل هم اخوكي شويه وساعتها لازم انهي التمثيلة اللي بوخت دي!
هزت رحمه رأسها بيأس واخذ عقلها يدور كالساعة في محاوله لإنقاذهم من تلك المحنه التي وضعت شقيقتها بها!

في بيت مالك...
استلقي مالك على فراشه يتقلب كالسمكة خارج المياه لينتفض جالسا بغيظ...
طفح الكيل! لم يعد يتحمل حرقه الدم تلك و افكاره الشنيعة حول ما حدث لها ودفعها لاصطناع افعالها تلك..
قرر الذهاب لعامر في الصباح الباكر بحجه اقلاله للعمل و التقدم لدعاء رسميا فبعد محادثتهم الصغيرة اصبح لا يطيق الانتظار...
ماذا فعلت تلك اللؤلؤة السمراء لتفقده عقلا سبق عمره بسنوات وقلبا مهملا لم يشغله سواها...

اطلق ضحكه خفيفة ليردف بصوت عال كالمجنون...
-يابنت اللعيبه! ايه دماغك دي ؛ بس على مين و ديني لأعيد تأهيلك و لعب بلعب بقي!
اختفت تلك الابتسامة المنتصرة من على وجهه ليرمش بذهول على ما حدث للتو، ليتمتم...
-انا بتكلم و بضحك مع نفسي ؛ منك لله يا مجنونه بنت المجانين ضيعتي عقلي!
زفر بتروي ليهدأ قليلا، ساعلا بخفه قبل ان يتدثر بغطائه مناجيا النوم!

بعد مرور ثلاث ايام...
لعن مالك في سره، فقد انشغل بمشكله طرئت بشكل مفاجأ بأحدي طلبيات المصنع...
خرج من السيارة متجها إلى المبني حيث تقطن عائله دعاء، لاح بعيونه إلى المحيط المهترئ المحاط به و وعد نفسه بأنه سيعرض عليهم الانتقال إلى شقة والديه القديمة للعيش بها ان وافقت على الزواج منه والذي في حد ذاته تحدي لا يعرف نهايته ولا يخيل له انها سترضخ له...
ولكنه سيجازف و لن ييأس...

وجد نفسه يقف امام شقتهم بتوتر ليجذب انتباهه اصوات خافته تأتي من اعلي، يبدوا ان احدهم على سطح المبني كاد يدق الباب عندما سمع صوت ارتطام وانين سرعان ما تم كتمه...
شيئا ما ليس على ما يرام، دون تفكير توجهه بخفه للأعلى ليري ذلك الكريه قريب عامر يمسك بذراع رحمه الصغير و وجهها الاحمر الباكي بالأخرى ويميل يهمس بقذارة في اذنها بينما تشد هي على جفونها بقوة...

بسرعه البرق وجد نفسه يضربه بذراعه من الخلف قبل ان يمسك رأسه يطرقها بالحائط مرتين بشده كانت كفيله بدوران العالم من حوله ليسقط مغشيا عليه!
-ااااه!
وضعت رحمه كفيها الصغيران بذعر على وجهها ليردف مالك دون اي مراعاه لمنير الفاقد للوعي...
-انتي كويسه ؛ عملك حاجه الكلب ده؟!
هزت رأسها بعنف لتردف...
-انا كويسه محصلش حاجه!
-انتي متأكده يا رحمه!
-ايوة ايوة انا انا انا...

شعر مالك بشفقه على حالها ليلمس يدها المرتعشة بخفه محاولا تهدئتها...
-طيب تعالي انزلي و اهدي و خلي مرمي زي الكلب كده ؛ انا هنزل اقول لعامر وهنخلي يندم انه اتولد...
امسكت رحمه ذراعه بخوف قائله...
-بالله عليك بلاش تقول لعامر...
-ازاي يعني ؛ انتي بتهزري! ده كان مثبتك على السلم!
صمتت رحمه ببكاء غير قادره على مواجهة عينيه خجلا و قهرا ليستكمل بجنون...
-انتي طفله! يعني لازم يتعدم في ميدان عام!..

اطلقت العنان لتوسلاتها الباكيه...
-عشان خاطر ربنا خلاص بالله عليك!
-يا نهار اسود انتي اللي بتتحيلي عليا انتي خايفه من ايه ده زباله ميقدرش على حاجه انا هعمل بلاغ في ال...
قاطعته رحمه بهستيريا!..
-ابوس ايدك بلاش فضايح ؛ انا بقولك محصلش حاجه ارجوك يا ابيه مالك ارجوك ده ممكن يرمينا في الشارع وابويا وامي مش حمل بهدله!

اطلق منير انين يبدو منه انه سيستعيد وعيه و كاد مالك يركله ذلك الضعيف عديم الإنسانية و الرجولة ليتفاجأ بطوفان قادم من الخلف!

خرجت دعاء تبحث عن شقيقتها عندما طال غيابها فقد ادعت نزولها لإحضار بعض الملح من جارتهم بالأسفل فقررت الاطمئنان عليها كادت تهبط عندما انتبهت إلى صوتها القادم من الأعلى لتتفاجأ اكثر عند سماعها صوت مالك صعدت بهلع لتستمع لما يدور وتري منير ملقي على الارض ويضع يده على رأسه بجفون تحاول الارتفاع...

فارت كل نقطه دم بجسدها الضئيل واطلقت صرخة غاضبه كصرخات المحاربين القدامى قبل ان تطيح بمالك و رحمه إلى الجانب وتقفز بجنون على جسد منير مستخدمه كل اسلحتها البسيطة من اظافر تعشق اطالتها ولكمات لوجهه و اسنان تغرز في كتفه و ذراعه جعلت عيونه تنفرج باتساع ليزداد هذا الاتساع لدي رؤيته لها و تنسحب الدماء من وجهه ليصبح كقماشه من الكتان الابيض!

اتخذ مالك خطوات سريعة يحملها بصعوبة من فوق منير الصارخ بذعر و لم تمر دقيقه حتى اجتمع نصف سكان المبني ان لم يكن الجميع يتابع بخوف و وولوله الفتاة المسكونة وارواحها تهاجم منير الذي يتفوق على حجمها بالضعفين!
صفعت احدي السيدات على صدرها وهي تصرخ بابنتها الصغيرة...
-انزلي الله يحرقك طالعه ورايا ليه ليطلعوا منها و يدخلوا فيكي انتي صغيره انا ناقصه يامنيله!
لتمسك ابنتها وتركض بها إلى الاسفل...

خرج عامر الذي كان يأخذ حماما ساخنا على صوت صراخ شقيقته الذي لا يختلف عليه اثنين وففد حفظه و اعتادت اذانه عليه منذ محنتها!
ارتدي سرواله بسرعه و صعد يأخذ الدرج اثنان في اثنان فرأي مالك محيط بخصر دعاء التي تكاد تتحول حرفيا إلى احدي الحمم البركانية و شقيقته الصغرى تبكي بذعر على شقيقتها المسكينة!

اخذها بقوه من بين ذراعي مالك لأحضانه كارها ملامسة ايا يكن لشقيقته برغم انه يعلم بصفاء نيه مالك و يثق به ولكنه يرفض تماما ان يحتويها غيره!
رفعها بقوة ليهرع إلى اسفل الدرج و نحو شقتهم الصغير ليخبأها عن عيون الجميع، كم يكره ضعفه وقله حيلته معها و كم يتمزق لرؤيه شفقه و ذعر الجميع نحوها وهي افضل و اجمل الفتيات ؛ ماذا فعل ليعاقبه الله بمثل هذا الشعور المقيت؟!

هدأت دعاء ولكن دموعها استمرت، شعرت بضيق و قهر كبيران ؛ ذلك الحقير القذر بعد كل ما فعلته و تفعله لايزال يملك الجرأة ليتحرش بصغيرها!
ولكن ما يزيد من بكاءها ان هناك جزء مستتر داخلها و لأول مره يشعرها باشمئزاز من تأدية دورها المتقن والتي تلجأ اليه لتبرير افعالها فقط لانها قامت به امامه هو! ذلك ال مالك اللعين الذي اقتحم عذريه قلبها و حصون عقلها!

احتضنها عامر بقوة لتنتبه لشهقات بكاءها العالية وتتثبت به و تحتضنه بقوة ذلك السند المنيع التي تخشي اخباره فينهار و يتصدع امام عيونها ذلك الذي يتحمل الكثير والكثير!
نظر مالك بحزن للمشهد امامه و مال يربت على رأس رحمه الباكيه يطمئنها بعينيه انه سيصمت...

اعاد انظاره إلى دعاء و للحظه التقت عيونهم، و لكنها كانت كافيه ليري الحزن و القهر فتتأكد شكوكه و يبدأ عقله في نسج السيناريو الصحيح الذي يدور منذ البداية!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 3 < 1 2 3 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1763 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1271 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1320 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1136 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2067 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، إلعب ،












الساعة الآن 08:12 PM