نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس
في عصر اليوم التالي، استندت الجدة على امير يصعدا الدرج بينما انشغلت روان بفتح باب المنزل، ابتسمت لتقول: -نورتي بيتك يا تيتا هانم ياللي خوفتيني عليكي! نظرت لأمير بحده دون ان تنتظر إجابة الجدة لتقول: -افندم حضرتك جي معانا ولا حاجه؟ مش وصلتنا متشكرين افضالك! احتقن وجهه بغيظ وكاد يجيب عندما تفاجأ ثلاثتهم بصوت رابع من خلفهم:.
-يا اهلاً، أخيراً رجعتوا، انتوا متعودين تباتوا برا البيت لا حقيقي يا لبني ونعمة التربية! لاحظ أمير تجمد روان بجواره وذلك القناع القاسي الذي ابتلع وجهها، نظر للجدة التي شحب وجهها وكأنها ترى شبح و زاد فضوله لمعرفة من تلك المرأة النحيفة الأربعينية الملامح ذات القامة القصيرة، قطع افكاره صوت المرأة الحاد بسخرية: -ايه مفيش ازيك يا مامي او حمدالله على سلامتك؟
لم تجيبها روان فانتقلت والدتها بحديثها الساخر إلى الجدة: - معقوله خمس سنين بنفس مفتاح الباب القديم لا حقيقي منتهي الأمان و الثقة! -عايزة ايه يا أولفت! قالت الجدة بجمود فأجابتها أولفت بابتسامتها المستفزة: -ايه ده معقولة الكبر اثر فيكي للدرجة دي، انا جايه عشان الاتفاق يا لبني هانم! رمقت روان جدتها بنظرة متسائلة قبل ان تسأل صراحةً: -اتفاق؟ -انتي كمان مقولتلهاش يا لبني، فعلاً طول عمرك انسانه سلبيه!
قالت اولفت باشمئزاز اثار غضب ابنتها التي هتفت من بين اسنانها: -متتكلميش مع تيتا كده والافضل انتي بذات متتكلميش عن السلبية! راقب أمير الشرارات المتناقلة بين الطرفين ببلاهة حتي سمع صوت الجدة: -انا متفقتش انتي اللي قررتي مع نفسك، انا قولت لا يعني لا! رفعت أولفت يدها بغضب و صاحت بغيظ: -انتي ماتملكيش تقولي اه ولا لا دي بنتي انا مش بنتك انتي، ايه مش كفايه اللي عملوا ابنك عايزة تكملي عليا!
-قولتلك متعليش صوتك على تيتا انتي مش بتفهمي! صرخت روان وهي تقترب خطوتين من والدتها فاسرع أمير يحاول سحبها للخلف خوفاً من جنونها وهنا فقط شعرت الأم بغرابة وجوده، عقدت ألفت ذراعيها بخبث وهي تتنقل بأبصارها بينهم ثم استقرت على أمير متسائلة: -والباشا يبقي مين ان شاء الله؟ سمحت روان لأمير بجذبها جواره بينما اجاب هو ببرود لا يعكس البركان الغاضب داخله على تلك المرأة عديمة الأمومة: -انا امير!
-يعني مش عايزة تخليني اجوزها للعريس اللي جوزي جايبه و اللي هيعيشها ملكه و عادي انها تبقي مرافقه واحد وكمان انتي وهي رايحين جايين معاه؟ اتسعت عيون روان من صدمة كلماتها وغلت دمائها بغضب، قطع اعتراضها أمير الذي أحمرت أذنه من الغضب وكاد ينفجر وهو يقول من بين اسنانه: -انتي اتجنيتي يا ست انتي، ايه الكلام الاهبل ده؟! -اهبل! اممم كمان مصاحبه واحد صايع و بيئة، أيه معرفتيش تقعي على واحد جنتل اكتر من كده!
قالت أولفت بتهكم وهي تعود للخلف وتتخذ مقعد بكل اريحيه واضعه ساق على الأخرى كأنها تملك المكان، فوقفت الجدة تجاوبها بحده غير عابئة بإرهاقها: -الزمي حدودك يا أولفت، واياكي تغلطي في امير او روان، جايه ليه؟ و جواز ايه ياللي متعرفيش عن بنتك حاجه؟! دوت ضحكه روان الساخرة لتقول: -طبعا يا تيتا و تعرف بنتها ليه ما جوزها عندها و مالي وقتها و يوم ما رجعت رجعت عشان طلب من جوزها بردو!
قالتها بكل ثقه و انف مرفوع متغلبه على كل ذره آلم تملكتها ما ان استوعبت سبب الزيارة الأولي لوالدتها لها منذ خمس سنوات مضت، بعد ان اختارت الزواج من شخص تملئه عيوب العالم فقط لأنه يملك المال و مكان بعيد يساعدها على التخلص من ذكري تخلي والدها عنهم، تمرق قلبها بقهر ربما لهذا السبب تنفر منها والدتها لأنها تشبه والدها وتحمل دماءه و ذات الاسم، خرجت من افكارها على صوت القداحة وقد اشعلت والدتها سيجار بني اللون و رفيع للغاية ثم قالت أولفت بعد ان جذبت أنفاس قليلة:.
-انتي ذكية يا روان، بس بتستخدمي ذكائك غلط للأسف، اسمعي كلامي وخليكي ورايا هتكسبي الدهب! اتخذت الجدة خطوات سريعة نحو روان متجاهلة مرضها وضمتها بخوف ان تتركها يوما وقالت برفض: -مالكيش دعوه بيها، انتي اختارتي و احنا اختارنا بعض، مش هسمحلك تخدي مني اخر حد في حياتي! وقفت أولفت تهتف بغضب:.
-انا مخدتش حد منك، ابنك هو اللي خد نفسه و خد حياتنا و سافر بعيد عننا، انا هاخد بنتي غصب عنك و بالقانون ومحدش هيقدر يمنعني! -أنا هقدر! علا صوت أمير بكل صرامة و ثقة يمتلكها فنظرت له أولفت الغاضبة و اردفت: -افندم، انت اللي هو مين اصلاً! -انا جوزها! قال أمير الذي وقف بجوار روان و جدتها واضعاً كفيه في جيوب سروالة ببرود و هدوء لم تعكسه عيناه الصارخة بتملكه لها و جنونه بها ورفضه ان تكون لغيره! -جوزها!
خرجت الكلمة بصدمه من فم أولفت بينما علت الدهشة والذهول ملامح الجدة و حفيدتها، لكن الجدة تمالكت صدمتها بذكاء و سرعة فقرصت حفيدتها بخفه تجبرها على اغلاق فمها المفتوح على وسعه من الصدمة و قالت مساندة: -ايوة أمير يبقي جوز روان! عجزت أولفت عن الحديث فاستكمل امير وهو يحاوط كتف روان المذهولة: -وريني بقي انهي قانون ده اللي يخليكي تاخدي واحده من جوزها! اشتعلت أولفت بغضب وصاحت بجنون:.
-جوزها ازاي انتوا اتجنيتوا، ازاي تتجرأي و تجوزي بنتي من غير رأيي ده انا اوديكم في داهيه!. اسرعت روان بالإجابة عوضاً عن جدتها الذي يظهر التعب جلياً على وجهها الشاحب وقالت: -رأي مين معلش وليه؟ انا عايشه مع جدتي وبس هي دي كل عيلتي ومش محتاجه حد تاني في حياتي غيرها وياريت تتفضلي مطرح مكونتي ! اقترب أولفت منها بهستريا ترغب في صفعها فجذبها أمير نحوه يخفيها و يدفع والدتها بخفه قائلاً:.
-انتي ست بجحه اوي و عايزة تمدي ايدك عليها كمان! -متدخلش بيني وبين بنتي وبعدين ايه يثبتلي انها مراتك وريني قسيمه الجواز! ارتفع وجهه بنصف ابتسامه وقال بتهكم: -وانا همشي بقسيمه جوازنا ليه! -وريني بطاقه اي حاجه تثبت انها مراتك! انقذته روان بقولها: -أولا مش من حقك و ثانياً احنا نقلنا تيتا على المستشفي ومكنش في وقت نجيب معانا من البيت بطايقنا حتي! لوت والدتها وجهها بسخرية و غل لتقول:.
-يا سلام، طيب ايه رأيكم انا مش ماشيه من هنا لحد ما توروني حاجه تثبت انها مراتك غير كده لو وصلت اني اخدرك واشحنك على الكويت هعملها يا روان... -انسانه قذرة و متوحشة! هتفت الجدة بغضب فابتسمت أولفت ببرود قائلة: -متشكرة! تجاهلها أمير وقال وهو يرمق روان بنظرة ذات معني مستتر: -تعالي ندخل تيتا ترتاح يا حبيبتي وبعدين ننزل نجيب اكل و الدوا بتاع تيتا من الصيدلية!
هزت رأسها بالموافقة غير مهتمة بوالدتها التي تغلي خلفها وبالفعل ما ان دلفت الجدة حتي اخبرتها روان بإغلاق بابها بالمفتاح خلفهم فهي لا تثق بتلك الشمطاء و بالفعل قامت الجدة بأغلاق غرفتها بأحكام بعد ان خرجت روان و أمير الدي وعد الجدة و الحفيدة بأنه سيحل لها هذا الموقف العصيب اليوم، طلب منها احكام غرفتها هي الأخرى كي لا تعبث بها والدتها و تكتشف كذبهم ثم طلب منها أن تثق به بحل الأمر بشكل نهائي!
-لا طبعا، انت بتستعبط! قالت روان من داخل السيارة لأمير الذي يقف امام باب السيارة ينتظرها ترتجل دون جدوي فهمس بحده: -انزلي يا زفته متجننيش المأذون مجهز الورق فوق، وانا هكتب عليكي يعني هكتب عليكي! -أمير انا مش هتجوزك ابداً انت فاهم! قالتها بحده لا تزال اثار فعلته معلقه بأفكارها فمال عليها بملامح منكمشة باحتجاج مجيباً:.
-وانا مش عايز اشوف وشك اصلاً، انا بعمل ده عشان جدتك اللي مش هتستحمل لو فعلاً بعدتي عنها.. اهتزت عيونها لتقول بثقة مهتزة : -انا هقدر اوقف ماما عند حدها... قاطعها أمير بقوله: -روان انتي عارفه و متأكدة اني عايز مصلحتك فبلاش عبطك وجو الضحية ده دلوقتي الموضوع مش مستحمل احنا هنتجوز على ورق مش بجد! -بس... كادت تعترض ف قاطعها بصوت عالي: -خلاص خليكي لحد ما ترفع قضيه تاخدك من جدتك فيها!
رمقته روان بخوف و تفكير وقد زعزع ثقتها وسألت بخفوت: -هي ممكن تاخدني؟! -مش هفتي واقول اه او لا، بس الموضوع مش مستحمل مخاطرة انتي مهما كان عندك تسعتاشر سنه! رفع يده يخرسها ليستكمل بتهكم: -عارف عشرين الا اربع شهور بس بتتحسب عند الحكومه تسعتاشر سنه! ساد الصمت بينهم قبل ان يمد أمير يده لها، نظرت ليده الممتدة بصمت قبل ان تحيطها بكفها الصغير وترجلت من السيارة قائلة بحده: -جواز على ورق، انت فاهم!
حرك رأسه سريعاً بالموافقة وما ان تخطه حتي ارتسمت ابتسامه ماكرة على وجهه بالكامل، كأنه ربح بطاقة اليناصيب للتو..!
بحلول الليل وصل كلاهما إلى بيت الجدة تقدمها امير الذي دلف اولاً ثم همس بابتسامة مستفزة : -نورتي بيتك يا عروسة! لكزته بحده وهي تدخل فتأوه ضاحكاً واغلق الباب خلفهم فالتفتت له روان قائلة بحنق: -مش خلاص كتبنا الكتاب، جاي البيت معايا كمان! خبط جانب رأسها بأصبعين قائلاً: -انتي هبله يا بت، احنا متجوزين قدام امك يعني لازم ابقي معاكم و ابات هنا لحد ما تمشي! -يا سلام بس انت مقولتش كده!
-عشان مش محتاجه فقاقه والله يخربيت الغباء! تأفف ثم تخطاها واخذ يدور بنظراته حول المكان بحثاً عن والدتها وعندما لم يجدها تساءل: -هي امك فين؟
هزت اكتافها و توجهت نحو غرفة جدتها أولاً، لوت فمها عندما وجدت الباب مفتوحاً و وجدت الجدة تغص في نوم عميق، دثرتها بالفراش ثم قبلتها وخرجت تبحث عن من تسمي بوالدتها، دخلت روان تبحث عنها بغرفة الجلوس الداخلية فوجدتها تستنشق الدخان بشراهة عبقت المكان برائحته، عقدت أولفت ملامحها بغير رضا ما ان رأتها و سألت: -اهلا بالغندورة، ام دماغ ناشفه زي ابوها... ابتسمت لها روان بسخرية وقالت بصوت عالي يصل لأمير:.
-للأسف لسه هنا يا أمير، تعالي ننام يمكن الصبح تيأس وتسافر لوحدها من غير إحراج ليها! عضت أولفت لسانها ثم استقامت تتابع انضمام أمير لأبنتها وهتفت: -لا يا روح امك مش همشي من هنا قبل ما اشوف قسيمه الجواز بعنيه و اتأكد مش يمكن بتسرحوا بيا! فرك أمير رأسه بلامبالاة والتفت ذراعه حول روان وهو يخبرها:.
-عندك حق يا حبيبتي يلا ننام والصبح هنزل اجيب لامك الورق من شقتنا، مش عايزين نأخرها عن الكويت اكتر من كده ولا ايه! اتسعت ابتسامه روان تجاريه سخريته: -لا بس عاجبني إصرارها وثقتها انها ممكن فعلاً تخدني معاها او اني اسمع كلامها و الاغرب ان وجودها مش بس سطحي لا هي مش موجوده أصلًا في حياتي، بس حلو انا عرفت واخده دماغي الناشفة من مين!
انتشل أمير الجرح و الألم من كلماتها ولكنه ابتسم و دفعها بعيداً غادرت روان معه غير عابئين بأولفت التي وقفت تحترق غيظاً...
امام غرفتها ارتبكت روان وهي تدخل وهمست عندما انضم أمير اليها: -لا لحد هنا و استوب اطلع نام برا! دفعها بخفه واغلق الباب بأحكام قبل ان يخبرها: -بتهزري صح، اطلعي قولي لأمك اننا كنا بنضحك عليها أسهل... رمته بنظره غاضبه و خطت نحو المرحاض الملحق بالغرفة قائلة: -هتنام على الارض و هتلزم حدودك ومتقلقش بكره مش هيعدي و ماما لسه هنا! توقفت امام الباب ثم التفتت اليه متهمة:.
-حظك ان البلاوي دي لهياني عن بلوتك السودة بس حسابنا لسه مخلصش! اغلقت باب المرحاض في وجهه، اتسعت ابتسامة أمير على ثقة بأن ذلك الغضب لن يطول، جال في غرفتها يبعثر اغراضها بفضول، و احمر وجهه عندما لمح قطعه من ملابسها لم يكن من المفترض به رؤيتها ملقاه بإهمال على الأرض، حرك يده امام وجهه مطالباً بعض الهواء، ولعن ذلك الشعور المراهق الذي يتولد داخله خاصة وقد اصبحت قانونياً زوجته فتمتم بغضب:.
-ما كنت نمت برا و ريحت نفسك من العذاب ده، مراتك ومش مراتك يا بومه!
خرجت روان تصطنع الملل و تخفي شعورها بالخجل العارم لوجوده داخل غرفتها ومساحتها الشخصية، استدار نحوها بعيون متسعة يراقب خصلاتها المبللة وحاول تذكر متي جذبت تلك البيجامة البيتية التي ترتديها، حمحم و حاول تنظيم انفاسه و مشاعره المضطربة، لكن عندما توقفت و اخدت عيناها تدور بالمكان بعيداً عنه بخجل و وجهه أحمر لم يستطع السيطرة على جنونه أكثر وتقدم منها قائلا بصوت تغمره المشاعر: -انا بجد أسف بس متخافيش!
نظرت اليه تراقب تقدمه ثم عقدت حاجبيها بتساؤل وقبل ان تفتح فمها كان يجذبها من خصرها نحوه و يلثم شفتيها بقوة، ارتعش جسدها بخوف و دفعت كتفيه بقوه حتي ابتعد و لجزء من الثانية تعلقت انظاره المشتعلة بعيونها المتسعة قبل ان يضمها نحوه و يقبلها بنهم شديد متمتماً بين شفتيها: -متخافيش!
ارتعشت جفونها صعوداً وهبوطاً قبل ان تنغلق باستسلام تام لمشاعره الجياشة و المتدفقة، تحركت شفتيها بتناغم معه و شعرت كأنها تسبح بين موج البحر، وجدت جسدها يدور بين ذراعيه و سقطا ليلتقي جسدها بنعومة فراشها، استمر في قبلاته المجنونة و المتطلبة حني خرجت أخر أنفاسها، حاربت لفك تعويذته و التقاط انفاسها من جديد قبل الاختناق فهمست بصوت مسحوب ببحه قاتلة: -أمير عشان خاطري!
تنفس بصعوبة وهو يخفي وجهه بعنقها على أمل تمالك مشاعره و تلبيه رجاءها وتمتم: -بحبك يا غبية! أغمضت عيونها بضعف و أرتجف جسدها لاعترافه لكنها صمتت باضطراب وازاحت جسده عنها بخفوت، فزفر برفض قبل ان يبتعد، أمالت رأسها بعيداً إلى الجهة الأخرى في محاولة لتجميع شتات ذاتها ثم قالت : -بطل تضحك عليا، انا مش هبله هصدقك تاني بعد اللي حصل! فرك وجهه براحتيه ثم أجاب بتعب: -انا مضحكتش عليكي!
أعادت رأسها نحوه بغضب وأردفت بلهجه حادة: -لا انا اللي كنت بضحك عليك طول الشهور دي و بكلمك على اساس اني واحده تانية! زفر بحده وهو يستقيم ثم قال بلهجه أمره: -نامي يا روان مش طالبة نكد! -لا بجد مش طالبة نكد؟! طيب اسمع كويس الكلمتين دول، اياك تقرب مني تاني لأني مش هسامحك مهما عملت و لما ماما تمشي هتطلقني في نفي اللحظه، انت فاهم!
انهت جملتها وهي تواجهه و تغرز اصبعها في صدره بغضب فامسك اصبعها بضغط عليه بشيء من القوة وقال: -طلاق اه، ده عند ام ترتر يا حبيبتي، انا مش هطلق ولو اتسخطي قرد قدامي! فرغ فاهها بصدمه وكادت تصيح به لكنه كتمها بيديه سريعاً قائلاً بحده: -متعليش صوتك، امك برا! نفضت يده بعنف وقالت من بين اسنانها: -ابعد ايدك اياك تلمسني وهتطلقني يعني هتطلقني يا أمير! و بذلك خطت نحو فراشها وجذبت وساده تلقيها في وجهه مستكمله:.
-نام على الارض! ما ان استقرت و تدثرت بفراشها حتي شعرت بجسده الضخم يستوى جوارها، التفتت نحوه برفض واستنكار قائلة: -نام على الارض بقولك، انا مش هنام جنبك! هز كتفيه باستخفاف و اشار للأرض بجوارها قائلاً بعيون مغلقه: -خلاص متناميش جنبي، نامي على الارض! نظرت له بغل و رمت الوسادة في وجهه و اخري بينهما قائلة بحزم: -نام يا مستفز و اياك تتخطي الحدود دي! -محسساني اني هتخطي حدود ليبيا، نامي يا امي و استهدي بالله!
تمتم وهو يتقلب على جانبه الاخر يعطيها ظهره و يخفي ابتسامه سعيدة تحارب لابتلاع وجهه، مرت مدة طويلة دون ان يتحرك كلاهما فهمس أميو بخفوت: -روان؟
انتظر بترقب اي إجابة وعندما لم يلتقي سوى صوت أنفاسها، اتسعت ابتسامته وازاح الوسادة الخبيثة من بينهم، اقترب منها يضمها بلهفة وبطء فمال جسدها بشكل تلقائي نحوه مطالبة قربة، احاطها بذراعه برضا وطبع قبلة خفيفة على رأسها من الخلف ثم أغمض عيونه مفكراً، حسناً عزيزتي غداً ستتوسلين لي لأتخطى كافة الحدود!
نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس
استيقظت روان في الصباح ولم تجده بالغرفة تأففت موبخه نفسها لمَ تتمني وجوده من الأساس؟ ذلك اللعين المخادع، بللت شفتيها فانتقلت افكارها المخجلة إلى قبلتهم معاً، رفست الغطاء بحنق وحمدت الله على عدم وجوده ليشهد على قلة حياءها!
بعد دقائق خرجت من حمامها جاهزة، جذبت بضع أنفاس و رفضت ان تسمح لنفسها بالشعور بالحزن و الخزي من والدتها الحمقاء، فهي أقوي من ذلك، جدتها ربتها قوية و ستبقي قوية، تلك المرأة انتهي أمرها منذ زمن ولا داعي ليطول وجودها...
خرجت فوجدت جدتها تجلس بوجوم و عدم ارتياح و والدتها تضع ساق على الأخرى في المقعد المحاور لها و اصابعها على ما يبدو قد اعتادت ألا تفارق سجائرها، لا شك ان جدتها تشعر بالانزعاج من كل تلك الادخنة، كسرت الصمت بقولها: -صباح الخير يا تيتا، عامله ايه دلوقتي؟ ابتسمت الجدة لرؤيتها واحتضنت كفها تقبله قبل ان تعيد لها روان قبلتها مضاعفه وقالت: -صباح الورد يا حبيبتي، انا الحمدلله اطمني!
-ايه مفيش صباح الخير لماما اللي ضربت مشوار من الكويت لحد هنا على الفاضي! قالت أولفت بسخرية واشمئزاز واضح لقربهما العاطفي امامها فرمقتها روان بجمود مجيبه: -انتي لسه هنا انا فكري انتي مشيتي، غريبه في حاجه مخلياكي لسه هنا؟ نظرت لها اولفت بغل فأكملت بأستهزاء:.
-كنت مستغربه انك نزلتي مصر قولت معقول وحشتك ده انتي معملتهاش من يوم ما سافرتي، بس حقيقي عايزة اسألك سؤال ايه اللي يخليكي تفتكري اني ممكم اسمع كلامك في اي هبل مش موضوع جواز وبس! -انا امك... قاطعتها بحده:.
-انتي فقدتي اللقب ومستحيل يرجعلك تاني، اتمني بجد من كل قلبي انك تمشي و متفكريش ترجعي هنا تاني، انا مش محتاجه وجودك بالظبط زي ما انتي مش محتاجه وجودي، كلنا هنا كبار وواعين إن نزولك هنا كان مصلحه وانتهت! نظرت أولفت بأستخفاف للجدة وقالت: -برافو علمتيها القسية! دوت ضحكة روان لتجيبها بجمود: -لا اتعلمتها حصري منك!
قطع حديثهم رنين جرس الباب و وصول أمير، جذبت روان نفس عميق ثم فتحت له، قابلها بابتسامه مشرقه و قبلها بمشاكسه على جبينها الذي احمر في التو و اللحظة ثم همس: -صباح الخير يا مراتي! دفعته بخجل وهي تشير برأسها للعيون المتعلقة بهم، تنحنح وهو يناظر الجدة السعيدة و والدتها الغاضبة وقال بحب للجدة: -صباح الفل يا تيتا، عا... قاطعته أولفت بحده وقد ازعجها كل تلك العروض بالاهتمام و صاحت: -خلصني جبت الورقة!
ارادت روان ان تصرخ بها بغضب بان ذلك ما سيرضيها ورقه، إلى هذا الحد هي لا تستحق محاربة منها ولا تستحق ان تبقي أياماً طويلة بل و شهور حتي تتأكد من خبر كهذا حتي ثورتها بسبب فشل خططتها وليس لأن ابنتها تزوجت أياً كان دون معرفتها، اكتفت روان بنظرة متهكمه تغمرها بها...
تقدم امير و جذب ورقة مثنيه من جيب سرواله وقد قرر التوجه للبيت ليطمئن على والدته التي تحادثه منذ شروق الشمس وفي نفس الوقت يصطنع أنه توجه لإحضار الورقة أمام والدتها، وقف امامها و فتحها في وجهها قائلاً: -اتفضلي نزلت البيت زي ما قولتلك الصبح جبتها و جيت! -ايه ده! قالت اولفت بحده وكادت تجذبها منه لكنه ابعد ذراعه برفض قائلاً: -افندم! -دي مش قسيمه!
-اكيد دي ورقه من المأذون ماشين بيها لحد القسيمة ما تطلع احنا مبقالناش تلت أسابيع متجوزين... اعادها إلى جيبه فوقفت أولفت تدق قدمها بغضب وانظارها تتنقل بين ثلاثتهم قبل ان ينكمش وجهها بامتعاض و تدخل إلى غرفة الجلوس مغلقة الباب خلفها، استقامت الجدة بتروي و توجهت لحفيدتها وربتت على ظهرها بحنان، ضمتها روان بابتسامه مصطنعة وقالت تطمئنها:.
-متقلقيش يا تيتا ولا اتهزيت، انا اصلاً من زمان و عارفة ان انتي ابويا و امي! وصلهم من الداخل صوت همزات الام التي تتحدث على الهاتف فتوجهت روان خارج عن ارادتها نحو الغرفة عسي ان تسمع ما يدور بينها وبين زوجها ولم تنتبه لأمير المرافق لها كظلها...
تابعها أمير بعيون حزينة تستمع لكلمات والدتها القاتلة وهي تتشاجر مع زوجها وتتهمه بأنه لم يستمع لها من البداية و اضاع وقتها بالمجيء هنا، لعنها في سره بأفظع السباب حين سمعها تخبره: -هتعوضني طبعا! انا هاخد بعضي وانزل على المطار احجز اول طياره على الكويت او اي دوله قريبه ومنها على الكويت المهم اني مش هفضل في البلد دي ساعه واحده!
اغلقت الهاتف بحده و وصل صوت اصطدامه بالطاولة إلى مسامعهم، تجمعت الدموع بعيونها رغماً عنها وشعرت بقبضه امير تلتف يدها و يحثها على الابتعاد معه، رمقتهم الجدة بحزن و جسدها المنهك غير قادر على التحرك من مقعدها و مواساة حفيدتها فغمز لها أمير لتتركها له، حاولت روان ابعاد يديها لكنه جرها بعناد إلى غرفتها، ابعدت وجهها عنه وهربت دموعها من مقلتيها، تنفست بحده ترفض البكاء فتحدث بإصرار: -عيطي انتي لوحدك!
شعرت بشلالات تنساب من مقلتيها بجملته، اقترب امير يضمها تارة من الخلف ويربت على كتفيها تارة أخري وهو يهمس: -عيطي وانتي معايا انا وبس! علا صوت بكائها و استدارت تخفي وجهها في صدره وتضمه بقوة و بكاءها لا يتوقف، رفعها عن الأرض بسهوله وجلس على الاريكة وعدلها لتستقر فوق ساقه، ربت على ظهرها و شعرها طويلاً حتي هدأت و ساد الصمت المريح بينهم فقطعته بهمساتها:.
-كلامنا واحشني اوي، انا مش قادرة امسك تلفوني من غير ما افتكر اني خسرت أكتر انسان بيريحني! رفع ذقنها بهدوء ومسح دموعها قائلاً: -خسرتي ازاي وانتي في حضنه، انتي اللي عايزة تفكري انك خسرتي مش اكتر، لكن هو هنا وهنا...
اشار اليه ثم استقرت يديه فوق قلبها هي، اغمض كلاهما عيونهما و انغمسا في الشعور بدقات القلب المجنون قبل ان تنفرج عيناها بقهر حين سمعت صوت باب الشقة يفتح ثم يغلق بحده، هربت دمعه بعد ان ظنت ان دموعها قد جفت فقال لها بحده: -خلاص مسموحلك تعيطي مرة واحده، متعيطيش عشان حد ميستهلش كفايه انك اغلي حاجه عندي وعند تيتا! -مشت بالسرعة دي، دي مكملتش ساعة قد كده انا رخيصة عندها!
حدكت رأسها برفض ثم استقامت بحده وابتعد عنه قائلة بألم: -و لو سمحت انا اصلا دماغي مش فيا بلاش تشتتني بطريقتك دي! -اشتتك عشان بقولك انك اغلي حاجه عندي! سأل بذهول من تحولها و اكمل بخفوت: -يا بت المجنونة! تركته و انضمت للجدة المنتظرة بالخارج، قبلت رأسها واخبرتها: -نفتح الشبابيك نغير الهوا، لو كانت قعدت اكتر من كده كان حالي ضيق نفس! احتضنتها الجدة ترفض ذهابها وقالت بحنان:.
- انتي اللي بقيالي يا حبيبتي، ربنا يسعدك في حياتك و يهديكي انتي وامير! نظرت لها بعتاب لذكر اسم امير امامه فنظرت الجدة لأمير الواجم وقالت بهدوء: -امير بجد بيحبك وكل اللي عمله ده كان بأتفاق معايا يعني تقريباً هو مكذبش علىكي هو بجد بيحبك! ابتسمت لها روان، نعم تعلم أنها شريكه له في الاتفاق على حسب ما اخبرها به في المشفى منذ يومان، قطع تفكيرها قول امير بصوت جاف منزعج:.
-انتي مش محتاجه تقوللها امير بيحبها قد ايه، هي عارفة كويس اوي اني بحبها بس بتكابر ومش عايزة تعترف! ابعدت رأسها بعيداً عنه ترفض إجابته فأستكمل: -انا مضحكتش عليها انا كنت بحكي ليها حياتي بكل تفاصيلها وهي كمان و اعتقد لو هي عرفت انا مين مكناش هنوصل للمرحلة دي قبل ميه سنه، انا اتعلقت بيها و هي اتعلقت بيا بس هي مصره تتمسك بخزعبلات في دماغها!
انسحبت روان دون اي كلمه إلى غرفتها واغلقتها خلفها، نظرت له الجدة بحرج وقالت: - معلش يا حبيبي اديها يومين و هتروق، اديك شايف يومين حصل فيهم بلاوي الدنيا بالنسبه ليها! اجبر ابتسامه و قال: -عارف، عشان كده هسيبها كام يوم تفكر وتعقل الكلام اللي قولته ليها ولو عايزة اي حاجه كلميني! -انا مش عارفه اشكرك ازاي على مساعدتك ليا دي انا لو... قاطعها أمير بابتسامه حقيقيه تلك المرة ليؤكد:.
-اقسم بالله ما عارف اشكرك انا ازاي ان الظروف دي خلت حفيدتك على ذمتي! ضحكت الجدة وقرصت وجنته قائلة بمشاكسه: -طيب روح قبل ما تفتكر و تطلع تقولك طلقني! اقترب يقبل رأس الجدة بحب قائلاً: -الطلاق ده للعيال التوتو انما احنا رجاله منطلقش ولو بالطبل البلدي!
ضحك كلاهما قبل ان يذهب متحججاً بأن امامه ايام لإقناع والدته بما حدث له و يمهد لها بأنه عقد قرانه على حبيبته و انه سيأتي بها زوجة قريباً، ابتسم بسخرية فوالدته لن تنام حتي يوم زفافهم، حمحم سيكون عليه اخفاء بعد المعلومات الغير مهمه كرفض العروس المؤقت له!
نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع والأخير
بعد ايام امسكت روان هاتفها بغضب وفتحت الدردشة الخاصة بهم تعيد قراءه كل حرف بينهم، صاحت بغضب و اتفعال وتوجهت للجدة شاكية: -شوفتي اللي بتقولي بيحبك و سامحيه اهو من يومها معبرنيش ولا بعتلي مسج حتي! طالعتها الجدة بذهول و قالت متعجبة: -انتي مجنونة يا بنتي مش انتي اللي طفشتي الراجل! عقدت ذراعيها بعناد واخبرتها:.
-يعني هو طفش طيب حلو اوي، اتي اوكيه بالنسبه ليا انا هعيش حياتي عادي جداً و طظ فيه، عارفة وهعمله بلوك كمان! دخلت إلى غرفتها بغضب واغلقت الباب خلقها، اتسعت ابتسامه الجدة و حركت كفها في الهواء بانتصار و أمل قريب باجتماع الطرفين...
تلوى امير بغضب غير قادر على النوم فزفر وعاد يمسك هاتفه و مرة اخري يفتح الدردشة الخاصة بهم ليواسي عذاب شوقه فاتسعت عيناه عندما اكتشف حظرها له، تجمدت ملامحه بضعة ثوان ثم انفجر ضاحكاً على سذاجتها و جنون أفعالها: -واد يا امير انت بتضحك للتلفون! خرج أمير السارح في أفكاره بمجنونته على صوت والدته المتعجب، نظر لها كالأبله قبل ان يعود عقله للواقع ويخفي ابتسامه بلهاء من على وجهه مجيباً:.
-اكيد لا يا ماما بضحك للي جوا التليفون! لوت الام شفتيها لليمين و اليسار قائلة: -يا فرحة امك بيك، اسمع يا امير يا حبيبي انت لازم توريني العروسة دي لان شكلك اتجننت اصلاً ومش قادرة اصدق كلمه من اللي قولتلي عليها! فرك جانب وجهه بملل قائلاً: -لا يا ماما لسه عاقل متقلقيش! -يا ابني طمني عليك متوعوشنيش اكتر من كده! قالت الام بنفاذ صبر فأجابها بحنق:.
-في ايه يا ماما، انا بضحك عادي انتي ليه محسساني اني اتجوزت عرفي! تصلبت ملامح والدته واقتربت تحاول قرص اذنه على غفله لكنه افلت بحنكه لتصيح به مهددة : -عرفي ده ايه يا روح امك، لا فوق متفتكرش نفسك راجل عليا، قال عرفي قال، اقسم بالله ادبحك زي الفراخ، كتك القرف قالق حياتي! انهت جملتها وهي تبتعد لتغلق باب غرفته خلفها بقوة، ليهتف بغيظ: -انتي بتعامليني كده عشان اطفش واتجوز انا فاهمك، بس انا مش هريحك بردو!
عاد نصف جسده للوراء بفزع عندما انفتح باب غرفته بعنف وطلت والدته بنصف جسدها العلوي صائحة: -لا متريحش امك يا امير، متريحهاش عشان ربنا يمرمطك دنيا وآخره يا ابن بطني وانا غضبانه عليك! القي امير الهاتف واعتدل في جلسته مشتكياً: -غضبانه عليا عشان ضحكت للتلفون يا نهار اسود و منيل عليا! -نام يا امير وارتاح وبلاش تريح امك وتقولها اللي فيك و ملغبط حالك!
قالتها بغضب حاد فاستلقي امير في الفراش وهو يشير للباب محاولاً إنهاء الوضع بقوله: -روحي نامي يا امي، روحي نامي وهتستريحي قريب متقلقيش! اخذت تلقي بكلمات مبعثرة عجز عن فهمها وهي تغلق باب الغرفة وتتجه للنوم بغرفتها... تنهد أمير ثم عاد يبحث عن هاتفه لتحليل وضعه مع من صارت كالإدمان في جسده لا يقوي على الابتعاد عنها وعن كلماتها ليتمتم بغضب: -هتعمل ايه في نكستك دي يا سبع البرومبه!
مر اسبوع كامل دون ان يتواصل أمير معها على امل ان تهدأ بالكامل وتفكر بأمرهم بشكل جدي، لن ينكر ان اهمالها التام و تجاهلها تجاهه يجرح رجولته ولكنه يعطيها عذرها فما حدث من زوبعة بسبب والدتها اتي في صالحه وامتص الكثير من غضبها،.
وقف امام المقهى بملل وترقب، يتمني رؤيتها حين اتته مكالمة من جدتها، أجاب سريعاً لكنها همت بالحديث بسرعه تحذره بأن روان في طريقها إلى الخارج طالبة منه ان يتمالك غضبه و صوابه، تداخل حاجبيه باستغراب وقبل ان يسأل لماذا؟، كانت زوجته المصونة تخرج من المبني وتتجه نحو سيارة فضيه يعرفها جيداً فهي ملك لأحد أصدقائها من شباب الجامعة، لوحت لإحدى الفتيات في الداخل ولم تكلف خاطرها رمقه حتي بنظرة جانبيه، جز على اسنانه بغضب واغلق الهاتف دون ادراك و اتجه نحوها بخطوات نارية تحرق من حولها وقبل ان تصل كان يمسك ذراعها و يديرها نحو المبني مره اخري، اتسعت عيون روان بصدمه قبل ان تتحول إلى غضب كيف يجرأ على الظهور هكذا بعد ان تجاهلها أيام طويلة عذب فيها قلبها الاحمق المتعلق به، حتي بعد ان ظهرت حقيقته المخادعة و أكاذيبك اللامتناهية حول حبه و عشقه لها..
دفعها على الدرج فنهرته بصوت مكتوم: -ابعد ايدك عني و بطل تدخل في حياتي! -انا مش هتدخل في حياتك ده انا هكسر رقبتك، انا جوزك مش صاحبك! قالها بصوت يملئه الغضب و الحقد ثم تجاهل اعتراضاتها وهو يتخطاها و يجرها خلفه إلى أعلى، دق الباب بعنف بينما حاولت روان ابعاد يده عن ذراعها دون جدوي... فتحت الجدة الباب بخضه فدلف مع روان قائلاً بحده:.
-تيتا معلش سامحيني انا كنت ساكت و سايبها تهده و اقول عندها حق لكن شغل هبل و قله ادب مش هسمح بيه! رمقتها الجدة بغضب و لوم قبل ان تقول بلهجه حنونة وتربت على صدره: -معلش يا أمير، انا فعلاً معرفتش اربيها، انا حذرتها وهي مسمعتش الكلام! -تيتا! هتفت روان مستنكرة وهي تحاول دفع أمير بعيداً عنها ولكنه اكتفي بالرد على جدتها:.
-وانا عارف كده كويس و وافقت بس هي تفهم انها بقت على ذمه راجل واللي كانت بتعمله قبل كده ميتعملش دلوقتي، مابقاش واقف في شغلي والاقي الهانم نازله تركب مع واحد، لا و ديني اكسر رقبتك، انتي فاهمه! وجه جملته الأخيرة إلى روان وهو يهزها بعنف، فارتبكت الجدة وامسكت ذراعه الأخرى قائلة بتوسل: -حبيبي اهدي طيب وكل حاجه هتيجي بالهدوء و العقل! صرخت روان مستنكرة وهي تنزع تربونها بشكل عصبي:.
-انتي بتدادي فيه ولا ايه، ده واحد مش محترم اصلا، لا مش انا اللي تجرجرني وراك زي البهيمه و تتحكم فيا، و سيب ايدي بقولك متجننيش عليك! اشار أمير نحو روان بيده الأخرى وهو يطالع الجدة بنظرة ذات مغزي وكأنه يخبرها أترين؟! رمتها الجدة نظرة غاضبه ومالت شفتيها لأسفل برفض وهي تخبرها : -تصدقي تستهلي اللي يجرالك، انتي بجد قليله الادب عشان تكلمي جوزك كده!
نظرت لها روان بصدمه فأبعدت الجدة انظارها نحو الأمير و كأنها تحلل موقفه حتي تستطيع اتخاذ رد فعل، شعر أمير باضطرابها و رغبتها في حماية حفيدتها من غضبه فغمز لها يحثها على التراجع والاطمئنان ثم اتبعها بقوله: -هي خلت فيها جوزك، بس متخافيش هفهمها كويس اوي يعني ايه تبقي على ذمتي! أخيراً استطاعت روان الافلات من يده لتتهمه: -والله مش عاجبك طلقني وساعتها لا هتستحملني ولا انا هستحملك!
وضعت الجدة كفيها على رأسها بتعب ثم قالت بحده: -ضغطي علا عليا منكم لله، انا داخله اوضتي، اقولكم ولعوا في بعض! اتبعتها روان تنسحب بعيون متسعه غير مصدقه ان جدتها تركتها بين براثن الأسد، اغلقت الجدة الباب خلفها والصقت اذنها بالباب وهي تتمتم بتهديد خفي: -اما اشوف يا سي أمير اخرتها، بس لو لمست حفيدتي هقطع شراينيك بحقنه الضغط بتاعتي!
حاول أمير الاقتراب منها ما ان اختفت الجدة فركضت روان نحو غرفتها، لحق بها و لوج معها قبل ان يغلق الباب فصدمته عندما ركلت جانب جسده وقالت مهدده: -لو قربت مني هبهدلك! ظهرت الصدمة بوضوح على وجه أمير الغير قادر على تصديق انها ركلته للتو ليقول بخفوت مرعب: -يا نهار ابوكي اسود، انتي ضربتيني! انكمشت ملامحها برعب وهي تبتعد للخلف مجيبه بتلعثم: -ده رد فعل انا مضربتكش!
صرخت عندما انقض نحوها و حاولت الركض ولكنه حاوط منتصف جسدها بذراعه و دفعها نحو زاوية الغرفة قائلاً من بين أسنانه: -بصي بقي وافهمي كويس، عشان انتي ردود افعالك و افعالك كلها غلط في غلط، فكك انك ضربتيني دلوقتي و ده و رحمه ابويا ما هعدهالك بالساهل... حاولت مقاطعته فغطي فمها مستكملاً بعنف وهو يلصق جسده بجسدها بلا وعي منه:.
-لكن تنزليلي من البيت بالهدوم الزباله دي و تركبيلي مع واحد ده اللي مش هعدهولك ابداً، انتي فاهمه! علا صوت جملته الأخيرة، فارتعشت شفتيها قبل ان تجيب بسرعة وارتباك: -فاهمه! جرت جسدها المستند على الحائط لأسفل حتي تستطيع تجاوز ذراعه المستند بجوارها رأسها و ما ان فعلت حتي عاد يعترض طريقها و يعيدها إلى احضانه بينه وبين الحائط مستكملاً وهو يشير إلى قدمها بعينيه:.
-الخلخال ده مفيش نزول بيه في الشارع تاني و بنطالوناتك تشتريها كامله لو سمحتي! عقدت ذراعيها بعناد قائلة: -مش معنى اني وافقت على اول طلب اني...
ابتلعت باقي جملتها واتسعت عيناها عند اقترب بوجهه كثيرا من وجهها وعلت دقات قلبها بتمرد ولم تفلح في تهدئته حتي بتذكيره بأنه اهملها اسبوع كامل، علت أنفاسها كلما وصلها صوت انفاسه المتلاحقة بقوة وحاول أمير كبح رغبته في الانقضاض على شفتيها و التهام منها ما يرضي شوقه إليها حتي يكمل حسابها معه ولكن تلك الشفتان لا تساعدانه ابداً...
ارتفعت عيونها ترمقه بنظره خجله وداعب احساسه ذلك الخط الاسود المرسوم اعلى جفنها بضراوة كلما حركته لتنظر اليه ثم تعود لتنظر إلى شفتيه، عض على شفتيه في محاولة لمقاومه حركاتها المتلاعبة بخلايا رجولته، بينما تعلقت عيونها بشفتيه كالمغيبة بل كامرأة تكتشف مشاعر تهاجمها للمرة الاولي ولا تستطع السيطرة عليها خاصة و رائحته الرجولية تحاكي أوتار انوثتها، ارتفعت انظارها إلى عينيه عندما همس أمير بشوق:.
انعكست مشاعره بعيونه السوداء المشتعلة و بدون وعي منها ارتفعت على اطراف اصابعها تلامس شفتيه بشفتيها بخفة كالفراشة و لكنه انتفض كالملسوع من نحلة و طالعها بذهول و عدم تصديق، احمرت وجنتيها وحاولت الالتصاق بالحائط و الابتعاد عنه قدر الامكان ولكن قربه لا يتيح، اخفضت عيونها للأرض و فركت ذراعها بخجل و قد غزت البرودة جسدها عندما ابتعد خطوتين و لمحته يفرك رأسه بقوه ويعطيها ظهره، اغمضت عيونها لا تتحمل مرارة الرفض ولكنها اتسعت وهي تسمعه يقول وهو يقترب في لحظه:.
-انتي مش هتنزلي من البيت ده تاني! انهي جملته بين شفتيها وهو يثبت رأسها بين راحتيه و يترك لقلبه زمام اللعبة، هبطت يده على عنقها ليتحكم في زواياها حتي تميل بما يتناسب مع جوع شوقه، تأوهت روان باستسلام تام واحاطت خصره بذراعيها تمسكه بقوة وكأنه الحياة، ضمته أكثر تحاول اطالة شعورها بالأمان و اه لو يدري كم حرمت من الامن و الاطمئنان...
ابتعد بعد مده يسمح لهما بالتقاط انفاسهما ثم مال يخفي انعدام توازنه بأن اغرق وجهه في عنقها وهو يرمي بجزء من ثقله على جسدها لكنه ضمته اكثر دون اعتراض وهي تخفي وجهها بصدره فقال بخفوت: -بحبك ومش هسمحلك تجنيني، لا انا مش هسمحلك تبعدي اصلا بعد اللي عملتي ده! ضمته اكثر بخجل لفعلتها ترفض النظر اليه فابتسم بسخرية قائلاً: -مكسوفه مني ولا مكسوفه عشان كنتي هتغتصبيني! دفعته بحرج وهتفت بغضب:.
-بلاش استعباط ماكنتش بوسه! التقي كفه بخلف عنقها بغيظ متهماً: -ولما انتي هتموتي وتبوسيني مكفراني وراكي ليه، وسيباني اسبوع كامل من غير ماتعبريني! ابتعدت عنه لمنتصف الغرفة وعقدت ذراعيها برفض قائلة: -انا اللي سيباك ولا انت اللي كنت بتلعب بيا! احتضنها من الخلف فدفعته بوهن بكتفها ليبتعد ثم قال وهو يقبل كتفها الايمن بحب:.
-العب بيكي ولا انتي اللي تلعبي ببلد، لكن حقيقي اللي مجنني ازاي مشكتيش اني امير من الأول للدرجة دي التفكير معدوم عندك، يبقي انا عندي حق اتنيل أخاف عليكي ولا لا؟! كادت ترتسم ابتسامه على شفتيها لكنها اكملت بحنق وحرج: -أنا مجاش في دماغي انك ممكن تتجرأ تعمل كده أصلاً انت مكنتش بطقني... شبكت ذراعيها ثم أكملت: -وبعدين لما انا العب ببلد مُصر تخليني على ذمتك ليه، طالما انا مش متربيه زي ما انت بتقول طلقني!
شد على خصرها وهو يؤكد بكل انسيابيه وهدوء كأنه يحادثها عن الطقس: -مش معني انك مش متربيه هسيبك، لا عادي جدا ما انا هربيكي على ايدي باللي يعجبني، وهمشيكي على العجين متلخبطهوش.. دفعته بمرفقها بقوه فتأوه بابتسامه واسعه وهو يدفعها نحو الفراش امامهم رغم رفضها الواضح: -ابعد يا بارد، انت فاكرني هموت عليك اصلاً عمال تبيع و تشتري فيا، انا يا سيدي واحده مش متربيه ومش هتربي، انا كيفي كده بقي!
دفعها على فراشها الصغير الوردي ثم استلقي بجوارها مؤكداً: -ايه اللي كيفي كده احنا بنحشش ثم انتي ضربتيني بكوعك، افهم من كده انك عايزة تبوسيني! تجمدت لحظه وغلت الدماء بوجهها خجلاً قبل ان تقذفه بوسادتها في وجهه صائحة: -ابو شكلك، اطلع برا! دوت ضحكته وهو يكبلها بجسده ويبعد الوسادة ثم استكمل بمشاكسه: -طبعا انتي فاهمه ان بعد اللي عملتي ده اقسم بالله ما هتشوفي الشارع غير معايا!
-ليه يعني همشي ابوس في خلق الله... قالت مستنكره واتبعتها بتأوه عندما جذب خصله صغيرة من شعرها كعقاب، قائلاً: -وبتزعلى لما اقول مش هسيبك تنزلي الشارع لوحدك، بوصب يا حبيبتي لحد ما اتأكد اني ربيتك على طريقتي و اسلوبي واعرف اني سايب راجل في الشارع، عمرك ما هتنزلي لوحدك والأفضل متنزليش اصلاً! تأففت باعتراض وهي تعقد ذراعيها غير مباليه بوضعيه جسدها وقالت: -يعني انت كمان مش واثق فيا...
التهمت ابتسامه صفراء كالكناري كل وجهه وامتنع عن الإجابة لتهتف بغيظ وهي تضرب كتفه : -انت رخم على فكرة و سخيف وانا بكرهك! -لا بتحبيني!. قالها وهو يحتضنها بقوه فاستكملت بعناد: -لا بكرهك، هاه... ضيق ذراعه حولها يرفعها إلى جسده ثم قال بحده: -بتحبيني! نظرت له بغيظ وشرر يتطاير من عينيها فقبلها قبله خاطفه وابتسم ببراءة قائلاً: -بحبك يا مضيعه برج من عقلي...!
تناست كل دفاعاتها وكل الانذارات العاقلة التي تحذرها منه ومن تلك العلاقة مع رجل شرقي سيخنقها ولن يرضي حتي تتغير طباعها المتمردة لطباعه و بكل طفولية كالبلهاء اتسعت ابتسامتها ثم بللت شفتيها و همست بخفوت: -وانا كمان بحبك... مال عليها يوسم ملكيته لشفتيها ولكن كلاهما انتفض عندما دقت الجدة الباب بعد ان اقلقها صمتهم وهمساتهم وقررت التدخل متسائلة: -انتوا كويسين!
جز أمير على اسنانه وخبط رأسه بكتف روان التي تكتم ضحكاتها ثم تنحنح مجيباً بصوت عال: -احنا كويسين اوي يا تيتا يا حبيبتي... ابعدته روان وعدلت ثيابها بخجل ثم انطلقت نحو الباب ممسكة قبضته الحديدية، طالعت أمير بحاجب مرفوع تطلب منه بصمت ان يبتعد عن الفراش، زفر وهو يستقيم متمتماً: -زعلان ليه؟ انت اللي دبست نفسك بنفس ذات نفسك! ضحكت روان وهي تهمس: -كويس إنك عارف يا أمير تيتا!
بعد شهر من المعاناة و التجهيزات بجانب المشاجرات الغير متناهية بين الطرفان تم الزفاف و انتقلا إلى عش الزوجية، حاول امير إغلاق الباب و ابعاد والدته ولكنها منعته وهي تهمس له وحده للمرة الألف: -زي ما فهمتك عشان البت متكرهكش، جدتها موصياني! خبط أمير قدمه بالأرض بحنق، يكاد يخرج من ملابسة من الخجل وقال: -ابوس ايدك يا ماما سمعتك و فاهم كويس، انتي طلعتي ليه قولتلك خليكي مع تيتا تحت متتعبيش نفسك!
صفعته بخفه على وجهه بابتسامه واسعه راضية وأخيراً سمحت له بأغلاق الباب، زفر بحده واستغفار و التفت لعروسه بابتسامه واسعه، رمقته روان بعتاب وعقدت ذراعيها أمام صدرها، كاد يضحك لهيئتنا وهي تصطنع الحزن رغم السعادة المنبثقة من مقلتيها و لكنه اقترب منها متسائلاً: -بقلوظتي الحلوة زعلانه و لا ايه؟! ضاقت عيناها باتهام لتجيب:.
-شفت كل البنات قالتلي لو كنت عملت فرحي من غير طرحه كنت هبقي قنبله لكن اقول ايه منه لله اللي كان السبب! ابتسم بسخريه وهو يستند بأريحية على قطعه من الأثاث جوارها وقال: -ايوه اومال لو لبستي الفستان القصير اللي كنتي هتموتي و تجيبه و كان هيليق على شعرك بردو! دبدبت قدميها بالأرض قائلة: -بطل تستفزني يوم فرحي! -انا اللي بستفزك! اردف بتعجب ثم استغفر الله وتقدم منها يضمها بحنان قائلاً:.
-وبعدين مين قالك انك مش هتعملي كده، ده بالظبط اللي هيحصل دلوقتي! رمته نظرة جانبية من فوق كتفها متسائلة: -قصدك ايه؟ دفعها بمرح نحو غرفة النوم وسط مداعبات كلاهما وقال مشيراً إلى فستان زفاف أبيض قصير يفترش فراش الزوجية: -مين هتلبس فستانين فرح و تقصف جبهه صحابها ناو... انفجرت ضاحكة على طريقته في تقليد حوارها المفضل و صفقت بحماس قائلة: -وتشلني وتلف بيا كمان!
توجه للفراش بملل يلملم الفستان ويلقيه في وجهها بمشاكسه قائلاً: -البسي الفستان قبل ما اغير رأيي يا بنت الناس، انا ماسك نفسي عن الشيل و اللف وعن كل حاجة فأنجزي!
تلون وجهها بخجل لكنها هرعت للمرحاض لتغير ملابسها، اسرع أمير بتغير ملابسه مكتفي بسروال بيجامة قطنية رافضاً تماماً الاقتراب من البيجاما الحمراء، ساتانيه القماش كقمصان السيدات والتي اصرت والدته على إحضارها له، رمقها بغضب ثم طواها باشمئزاز و القاها في الخزانة، استدار بلهفة و ابتسامة واسعه عندما فتحت روان باب المرحاض أخيراً و خرجت تعكس نفس ابتسامته السعيدة، اقتربت قليلاً بخجل و دارت حول نفسها ممسكة بطرفي الفستان القصير متسائلة:.
-شكله حلو؟ تفحص الفستان الصغير المكتفي باحتضان صدرها المكتنز بأغراء و بلا اي اكمام فوقه ثم انتقل بأنظاره لضيق الفستان عند خصرها بشكل يرسمه كرسام وصولاً إلى تلك الاشبار المتدلية منه لينتهي بمنتصف فخديها المشعان كضوء ساطع، أباح لأنظاره بتفحص ساقيها بحرية و اعجاب، و لعق شفتيه و رفع عيناه إلى عيونها الخجولة ليقول: -أيه الجمال ده! ابتسمت لكنها اختفت عندما تجمدت ملامحه و سأل بوجوم:.
لم تعطه الفرصة للاستعداد بل ركضت نحوه بكل طفولية و تعلقت بجسده، التف ذراعيه حولها بذهول و سقط كلاهما على الفراش خلفهم، غرقت روان في ضحكاتها حتي انتبهت لحراره جسده العاري تحت كتفيها، خجلت وتحركت باضطراب حتي التقت ركبتها بنصف جسده السفلي، كاد يصرخ بألم و عكست هي صرخه خفيفة كانت تسعي للهرب منه و حاولت الهرب من فوق جسده حتي انتهت مستلقيه بجواره، وضعت يدها على وجهها و انفجرت ضاحكة غير مصدقة ما فعلته، فرمقها أمير بغل وهو يتلوى جوارها ثم قال من بين اسنانه:.
-روان انتي عاملة حسابك على عيال! رمقته بعدم فهم، فأرسل لها قبله هوائية مضيفاً: -استغطي ونامي يا حبيبتي، استغطي و نامي! انعقدت ملامحها بغيظ و اردفت: -بطل غتاته يا بارد! علت ضحكاته و جذبها نحوه حتي التصقت أنفه بأنفها وقال مؤكداً: -تصدقي بالله انا متجوزك اصلاً عشان انتي سافلة!
لكمته بخفه و خجل في صدره و اوقف اعتراضها بقبلة عميقة تنسيها الحياة و كلماته السخيفة وتغرقها في بحور عشق كان بداية لحياة مجنونة مشاكسة لكنها الحياة بنعيمها بالنسبة لهما... تمت نهاية الرواية أرجوا أن تكون نالت إعجابكم