وقف امام منزل عائلتها وهو يزفر بضيقللمره الألف لا تنصت لكلماته..لم يحتمل المكوث في المنزل بدونها.. حتي وان انشغل عنها... ليتجه لها في الساعه الثانيه عشر منتصف الليل...طرق الباب بهدوء عكس غضبه
<a name=\'more\'></a>فتح مازن الباب بعد دقائقلينظر له بتعجب:اياد ايه الي جابكاياد بضيق:اروح يعني ولا ايهضحك مازن وجذبه لداخل المنزل:تعالي ياعم ادخل مالك ضارب بوز ليهوايه الي جابك في نص الليل أصلاًدلف اياد وهو يبحث بعينيه عن زوجتهلتقع عينه عليها جالسه علي الاريكهتتابع التلفاز بضحكولكن ما اثار حنقه انها ترتدي شورت جينز يفصل ساقها ويصل الي قبل ركبتيهاوتي شيرت ابيض يصل الي رسغهاوخصلاتها الطويله تأخذ مجراها علي ظهرهاانتشله من شروده صوت مازن الضاحك:الي يشوفك وانتا بتبصلها يقول انك مشفتهاش من سنين مش من انهارده الصبحنظر اياد الي هند المنصدمه من وجودهليقول اياد بصوت متوعد:لا اصل مراتي المصون قولتلها ترجع البيت ومتباتش بس مسمعتش كلاميتمتمت هند بغيظ:علي اساس اني فارقه معاهجلس مازن بجوار شقيقته محتضنا اياهاقائلا بستفزاز:ياعم انا الي خليتها تبات اختي وحشتني خليهالي شويه بقااقترب اياد من الاريكه وامسك يد هند جاذبا اياها لتقف وتصتدم بصدرهقائلاً بصوت محتد:طب كفايه عليك كدا بقالها معاك 9ساعات و18دقيقه حلو عليك كداقهقه مازن بقوه قائلا:يخربيتك بتحسبهم... وبعدين ريح نفسك لانكو هتباتو معانا انهاردهنزعت هند يدها من يد اياد قائله بسرعه:اه انا هبات هنا وبعدين الوقت اتأخرهمس لها بصوت غاضب:تسكتي خالص وهشوف كلامي الي مبيتسمعش داهمست بصوت متحدي:خلي شغلك يسمع كلامك مش دا مراتك التانيه يا استاذ ايادكان مازن يتابعهم بستمتاع فهو يعلم مدي صبر صديقه... ويعلم مدي برود هند واستفزازها ليقول بصوت ناعس:طب البيت بيتكو بقا انا هخش اناموبلاش تتخانقو بصوت عالي عشان ابويا وامي نايمين... تصبحو علي خيرهند بصوت مترجي:مازن خليك.. اقعد معاياكتم مازن ضحكاته بصعوبه ليقول:من زرع حصد... وانا هسيبك تحصديهند بصوت اشبه بالبكاء:خليك يامازن دا هياكلنيرماها اياد بنظره حادهوداخله يريد الانفجار ضحكا علي تصرفاتها الطفوليهدلف مازن الي غرفته وهو يضحكبينما يد اياد تشتد علي رسغ هنداياد بصوت حاد:قبل ما تمشي قولتلك ايههند بخوف:قولت ارجع البيت ومابتششد اكثر علي يدها حتي لون يدها تحول الي الابيض من هروب الدم:وطالما قولت كدا معملتيش الي قولت عليه ليه ياهندهند بصوت باكي:عشان اهلي وحشونيترك اياد يدها ومسح علي شعره بغضب مكتوم:ومكلمتنيش ليه وقولتيلي..وخليتي مازن الي يقولي الكلام داتعلثمت هند لتقول بتقطع:اااا يعني انا قوولت ااقاطعها اياد بصوت هادئ:قولتي تعلميني الادب وتباتي براوالراجل يولع صح المهم انتي تبقي عملتي الي في دماغك وخلقتي مشكله صحاجابت بدموع وصوت حاد:لا مبخلقش مشكله انتا الي غلطانشغلك شغلك شغلك وانا مفيشامسك اياد يدها ودلف الي غرفتهاوهو يحاول ضبط انفعالاتهواجلسها علي الفراش قائلا:بهدوء كدا ياهند... انا وانتي متجوزين بقالنا قد ايه!اجابت بصوت مختنق:بقالنا شهرين-قعدت معاكي فيهم قد ايه من غير ما اروح الشغل او اتابعه حتي-شهر ونص بساياد بهدوء:يعني مروحتش الشغل غير15يوم بسوغير ان الشركه دي بتعتي يعني جدي كان بيديرها فترة جوازنا... وانا لازم ارجع شغلي مش هقعد جنبك ديماوغير كدا الشغل كتير اوي ولازم اخلصهواخلص الملفات المركونه ديلازم تقفي جنبي وتتصرفي بعقلهند ببكاء:يااياد انا طول الوقت لوحدي زهقتومش بشوفك غير مرتين في اليومومش بشتغل كمانمسح اياد دموعها قائلاً:ياحببتي هي الفتره دي بس والله وبعد كدا هتلاقيني مخلص شغل وقاعد في وشكنظرت له هند بتهكمدا علي اساس ان الشغل بيخلصابتسم اياد وهو يلمس خصلاتها:اخلص الضغط دا والشغل هيبقا عاديهند ببساطه:طب انا عايزه اشتغل يا ايادتبدلت ملامحه من الابتسام الي الحده:نعم ياختي تشتغلياجابت بأيجاب:ايوا اشتغل يااياد انا كنت الاول مش عايزه اشتغل بس دلوقتي عايزهاياد بحنق:وانا مش عايزك تشتغلي ياهندهند بستفزاز:ليه هو انا واخده شهاده عشان اركنهاشغلني معاك في الشركهولو مش عايز اشتغل في اي شركه تانيهاغمض عينيه محاولاً ضبط انفعالهفهي تثير غضبه بستفزازها ذاكخلع الكراڤت والستره وتسطح الفراش بدون ان يعلق بكلمه واحدهلتستشيط غضبا من تجاهلهاقتربت منه قائله بحده:اياد انا بكلمكاياد بتحذير اخافها:قسماً بالله في غضون دقيقه ان ما سكتي وجيتي تنامي من غير كلمه لااقوم واطلع فيكي تعب اليوم كله ياهندتذمرت بحنق وتسطحت بجواره قائله بخفوت:بردو هشتغل ماهو أصلك مش هتحبسني في البيت عشاناكون امينه وانتا سي السيدانا عايزه اشتغلهن----دافزعها صوته بشدهامسكت الغطاء وتدثرت به لتخفي وجهها عنه فهي لازالت تتذكره صبور لأبعد حد ولكن عند الغضب يفعل مالا تحمد عقباه ياوقعتك السوده ياعطيه ياخرابك ياعطيه طب هعمل ايه دلوقتيالعسكري الاخر بخوف:معرفش الباشا طلب الاشرطه والعسكري مسعد وداهم يعني انا وانتا روحنا في داهيهامسك عطيه هاتفه بخوف وطلب رقم ماليرد الطرف الاخر:متصل ليه ياعطيه في نصالليلعطيه بخوف:يس الباشا بيشوف كاميرات المراقبه وهنروح في ستين داهيه:يس بعدم فهم:اهدي كدا وفهمني في ايهعطيه بتعلثم:بت الراجل الي مات جت القسم وعملت بلبله وقالت انها مشافتش ابوها وانه مهربش ومتعرفش عنه حاجه والباشا عادل هيشوف شريط المراقبه بتاع الزنزانه وهنروح في داهيهيس بصدمه:انتا بتقول ايه يازفت انتاوبعدين انا كدا هروح في داهيهعطيه بخوف:هنروح في داهيه.. وبنته عماله تحوم عايزه تعرف أبوها فين وهتعملنا مشاكليس بغضب:وانتا ياغبي مش عارف تلعب في الشريط وتشيل الي احنا باينين فيه مش عارف ان ممكن يحصل كدا!عطيه بصوت غاضب:مكنتش اعرف ان الحكايه هتوصل لكداياشيخ كان يوم اسود يوم مادخلت الحوسه دييس بحده:غور وانا هتصرفثم اغلق هاتفه وهو يقول بصوت غاضب:نور عوض... قبل كدا قتلت ابوكي والندم بياكلني بس لو هتوديني في داهيه يبقا هتحصليه راودتها تلك الكوابيس مره اخريولكن اليوم مختلف.. رأت جسده مشوه بالكامل وهو يصرخ بقوه مليئ بالدماء والخدوش ومرأه تبكي بقربه وتقبل يديهوالدماء تخفيه بالكاملهرولت اليه لتساعده ولكن فات الاواناصبح جثه هامده لتصرخ بأسمه باكيهتقي بصراخ:ااااادماستيقظ ادم من صراخها وجدها نائمه متعرقه بشده دموعها غطت طرفي وجهها.. ضرب ادم وجهها بخفه:تقي.. تقي اصحي.. تقيفتحت عيناها الدامعه لتراه امامهايتطلع اليها بعسليتيه بقلق ووجه ناعساعتدلت تقي في جلستها وارتمت في احضانه باكيه بنحيب قوي قائله بلهفه:ادم.. انتا هنا متبع-دش ياادمعانقها قائلا بصوت هامس:اهدي ياتقي انا جنبك اهو في ايهانا اهو اهديتعلقت في رقبته قائله بشهقات عاليه:دم ياادم...هيخدوك مني بعد ما لاقيتكابعدها عنه وابتسم بطمئنان ومسح دموعها قائلا:اهدي ياتقي دا حلم مش اكتر اهديحركت تقي رأسها بأيجاب ومسحت دموعها ليقبل رأسها قائلاً بصوت هامس:يلا ارجعي نامي تانيارجعت رأسها الي الوسادهولكنه جذبها لتستقر علي صدره قرب قلبه ولكن لم تنام... ولم يناميعلم ان هواجسها صحيحه تماماًوالقلق ينهش قلبه ولكن ليس قلقاً علي نفسه... بل علي حوريته الصغيرهانتقلت هواجسها اليهتلقائيا كثف عدد الحراس علي قصرهولكن قلبه لازال قلقاًبينما مازالت مستيقظهخائفه بشده...لا تريد ان تصبح يتيمه للمره الثالثه...انقلب خوفها منه الي خوفها عليهتقي بصوت خافت:ادماجاب بهدوء:ايه ياتقيسألت بتردد:زودت عدد الحراس ليههو في حاجهعانقها اكثر ليقول مهدأ:متقلقيش مفيش حاجه احتياط بساجابت بصوت هامس:طيب انتا كلمت مامتكارتسم الضيق علي وجهه ليقول:افتكرتيها ليه دلوقتيتقي بتردد:جت في بالس دلوقتيانتا كلمتها ولا لسهتنهد ادم بألم:انسيها ياتقي كأنك معرفتيش الموضوع دا كأنها ميته متفتحيش الموضوع تانياستشفت في نبرته الألم:بس ياادم دي مامتك... انا نفسي أشوفهاواتكلم معاها وقاطعها ادم بهمس غاضب:انسيها ياتقي انا قفلت الموضوع دا نهائياديتها فلوس تكفيها العمر كله وريحت نفسي منها وصفحه واتقفلتاعتدلت تقي ونظرت له بتمعن:عملت كدا في اليوم الي قولت انك عايز تبتدي من جديد ياادماعتدل هو الاخر قائلا بصوت حاد:ايوا وانسي الموضوعتقي بصوت هادئ وهي تلمس لحيته الخفيفه:وانتا شايف ان الموضوع اتقفل كداخلاص دورها خلص في حياتك...اجاب بصوت غاضب:مكنش ليها دور من الاساستقي اخر مره اتكلمنا في الموضوع داضربتك وفقد اعصابي... ابعدي عن المشاكل دي قولت الموضوع انتهيتقي بخفوت:حاضر ياادمتسطح مره اخري واعطاها ظهرهوظل يتذكر والدته من جديدازالت تقي مفعول المسكن ليكتشف ان مافعله لم يكن سوا مسكن لألمه فقط ليس حل لمشاكلهاخمد ضميره وحنينه فقطولكن لا هي انتهت بالكامل.. لا فريده.. لا فريده. لا فريدهظل يردد تلك الجمله داخله مغمض العينين بقوه كأنه يقنع نفسه بتلك الكلماتبينما تقي تمتمت في نفسهاان كل شئ سيكون بخير..ادم يحتاج لوالدته... وهي سترجعها لهولكن في الوقت المناسب...اقتربت منه واحتضنته من ظهرهمتشبثه به بقوه أمله ان تنتقل اوجاعه لهالعل قلبه المتعب يرتاح قليلا صباح يوم جديدكعادتها تلك البطله المشعه.. تستقر في السماءتنشر اشاعتها الدافئه على الجميعتلك الاشعه التي يراها البعض مصدر للأمل والاخرون يروها مصدر للأزعاجاستيقظت شهد من نومتها لتري انها في الغرفه ذاتها وحيده علي غير العادهكانت تستيقظ لتري عمار ينظر لها بدفئولكن اليوم لم تراه ولم تراه امس أيضاًتري هل يأس منها... تري هل اصبح يمقتها بسبب كونها...اعتدلت في جلستها وابتسمت بألم قائله:كنت عارفه انك مش هتستحمل كتير ياعمار كنت عارفه انك هتيأساتمت جملتها مع دمعه هربت من عيناهامتحسره علي حالها... علي ظروفهاتسألت في نفسها هل فعلت شئ خاطئ لتحصد كل ذاك العذاب... ربما فعلتولكن ماذا...قاطع استرسال دموعها دخول مريم المفاجأ... تلك الفتاه التي تشبه شقيقها بشده حتي نفس الابتسامه وتلك النغزه في وحنتيهما نفسهامريم ببتسامه واسعه:صباح الفل علي القمرابتسمت شهد ابتسامه باهته ومسحت دمعاتها قائله:ازيك يامريمجلست مريم امامها:زي الفل كويسه.. انتي كنتي بتعيطي!اجابت بنفي:لا دا عشان لسه صاحيه بسهخرج امتا من هنامريم ببتسامه:بكره هتخرجي وهتيجي تقعدي معايا في البيت ومتقلقيش عمار مسافر مش هنااجابت بصوت مبحوح ودمعه في عيناها:مسافر!امسكت مريم يدها قائله:ايوا قالي مسافر لشغل مهمووصاني عليكي وقالي تقعدي معايا في البيت لحد ماهو يجياجابت نافيه:شكرا يامريم علي وقفتك انتي وعمار جنبي بس مفيش داعي انا هروح بيتيومفيش داعي انه يسيب البيت عشانيمريم بتعجب:يسيب البيت!شهد بدموع:ايوا انا كنت عارفه ان هيحصل كداوانه هيمشي وهييأس من ظروفيمريم نافيه:لا طبعا والله سافر شغللو مش مصدقه هكلمه وتسأليهحاولت شهد ان لا تبكي قائله:لا مفيش داعياتصلت مريم بعمار وفتحت مكبر الصوت ليجيب بعد دقائق قائلا بلهفه:ايوا يامريم شهد صحيت ولا لسهدقات قلبها اصبحت كالطبولمن سماع صوته الملتهفمريم ببتسامه وهي تنظر لشهد:ايوا فاقت اهي بس مش عايزه تيجي معايا البيتتنهد عمار بضيق:كنت عارف اديهاني يامريماغلقت مريم مكبر الصوت واعطت الهاتف لشهداجابت شهد بصوت خافت:الوعمار بصوت ملتهف:ازيك ياشهد انتي كويسه دلوقتياجابت بختصار:الحمدلله-شهد انا مسافر في شغل كام يوم وهرجعروحي اقعدي مع مريم عشان اكون متطمن عليكياجابت شهد بصوت مختنق:لا ياعمار شكراً انا هروح بيتيوشكراً انك وقفت جنبي ووقاطعها عمار وكأنه قرأ افكارها:اقسم بالله انا بعمل حجات مهمه وهرجعلك ياشهد والله ماهسيبكاطمني وروحي مع مريم ياشهدوخليني انا كمان اطمن عليكيكانت تسمع كلماته الحانيه وهي تعبث بغضاء الفراش ودموعها منسابهاجابت بصوت باكي:ماشي ياعمارابتسم عمار قائلا:اديني مريم بقامدت شهد يدها بالهاتف الي مريم التي تتابعها ببتسامه ثم اخذت الهاتف:ايه ياعمارعمار بتحذير:خلي بالك منها يامريم وخلي بالك من نفسك انا مش هغيب كتيرمريم بأيجاب:حاضر ياعمار ..يلا لا اله الا الله-محمد رسول اللهاغلق عمار الهاتف... وطلب رقم اخرعمار بجديه:ايوا يا متر هقابله انهارده وبلغت البوليس...ايوا تمام ماشي... انا اتصلت بيه وهددته لو مجاش هفضحه وهو اكيد هيجي... طيب تمام... سلاماغلق الهاتف مره اخري قائلا بغضب:هانت يالبيب الكلب ساعات وتبقي مرمي في السجن زي الكلب استيقظت صباحاً اثر وجع شديدتظرت جانبها لم تجد ادمفاعلمت انه ذهب الي عمله دون ايقاظهاولكن تشعر بلألم في ظهرها وبطنهاووخز في قلبها استطاعت ان تتحامل علي ألمها وقامت من الفراش وهي تغمض عيناها بألم واضح علي قسمات وجههاارتدت مأزرها وخرجت من الغرفهمتجهه الي المطبخ وهي تستند الي الجدارمرت خادمه من جانبها قائله بقلق:مالك يامدام تقي فيكي ايهتقي بوجع:مش قادره ياليلي بطني بتوجعني اويسندتها الخادمه وهي تقول:اتصل بدكتور يجياجابت نافيه والالم يعتريها:لا هشرب نعناع وهبقا تمام وديني لداده رحمه بسليلي بأيجاب وهي تمسك يدها:طب تعالي اوديكي المطبخوصلت تقي الي المطبخ وهي تتألم بشدهرأتها الداده رحمه وليلي تمسكهااتجهت اليها بلهفه:فيكي حاجه يابنتيتقي بألم شديد:وجع ياداده زي امبارح بس اجمدمش قادره حاسه روحي بتتسحب منياجلستها رحمه وهي ترمقها بقلق:طب اقعدي اتصل بدكتور يجيتقي ببكاء:اااااه ياداده مش قادره نفسي بيروحاسرعت رحمه واتصلت علي الاسعاف لتأتي وهي تتحرك برتباكصرخت تقي من شدة الألم:اااااااه ياداده اتصلي بأدممش قادره خلي-ه يج-يرحمه بخوف:حاضر يابنتي هتصل اهواتصلت رحمه علي هاتف ادم ولا يوجد رداتصلت مره اخري لتري نفس النتيجهلتطلق تقي صرخه ادوت انحاء القصر بالكامل صرخه لبدايه جديده... ونهايه اخري كانت السياره تسير بشكل منتظموهو ينظر من النافذهوسيارة الحرس تسير خلفه بنفس السرعهمتجها الي مصنعه الخاص بالأقمشه لمعاينة البضائعشارد الذهن في والدته غضب من تقي انها ارجعت تلك الذكري التي حاول ان يتناساها ولكن لا فائده... هي كاللعنه لا تتركه ابدا... شعور السكينه لم يقطن في قلبه بالكامل... بل زاره وهجره مره اخريتنهد ادم بضيق واشعل سيجارهوهو يقول لسائقه:زود السرعه شويهحرك السائق رأسه بأيجاب:حاضر ياباشابحث ادم عن هاتفه ولكنه تذكر انه نساه في مكتبه زفر بضيق اكثر ثم وسع كراڤته قليلا عن عنقه... بينما انامله تعبث بخصلاته السوداء بشروددقائق ظهرت شاحنه كبيره تعبر الطريق امامه... حاول السائق ايقاف السياره ولكن لا فائده حاول مراراًالسائق بفزع:ادم بيه العربيه مفيهاش فراملمش راضيه توقف او تبطئ السرعهادم بصدمه وهو يري السياره امامه مباشره ليصرخ بقوه:حااااااااسبولكن صوت ارتطام قوي صدح في الطريق تصادم السيارتان في بعضهمصوت الارتطام... ثم السكونولكن صوت ارتطام قوي صدح في الطريق تصادم السيارتان في بعضهمصوت الارتطام... ثم السكونتوقفت سيارة الحرس وهرعو الي سيارة ادم ليروها حطام سياره والماره متجمعون حول السيارتينالحارس بصوت هادر:اطلبو الاسعاف بسرعهفتح الباب الامامي من السيارهليري رأس السائق تتوسط زجاج السياره من الامام والدماء تحيط به ببشاعهوالزجاج مغروز في عنقه بشكل قاسوزع الحارس نظره الي الكرسي الخلفيليري ادم مصتدم بين المقعدين الامامينوالدماء اخذت مجراها من رأسه الي وجهه... فتح الحارس باب السياره بصعوبه واخرج ادم منها ساحبا اياهفي غضون دقائق وصلت سيارة الاسعافواخذت ادم والسائق الي المشفي وادم في ظلامهلا يعي لأي شئ ملامحه الرجوليه اكتست دمائا ...اصابت رأسه بالغه جداعيناه الحاده اغلقت.. صوته الهادر صامتداهمه الهدوء وسكنت كل انحائهكنوم هادئ اجتاحه لا يشعر بشئلا يشعر سوا بالسكون فقطتمتم رئيس الحراس بهدوء:شوف العربيه التانيه الي فيها اتأذو ولالاحرك رأسه بأيجاب وذهب ليريالشحنه الاخري واذا بها خاليهلا يوجد بها احد... لييقنو انها محاولة قتل ادم الصياد وقفت والخوف يمتلكهامنذ ان رأت الدماء تهبط من تقيوالخوف يجتاح قلبها بقوهوصراخ تقي عالي جداواقفه امام غرفة تقي في المستشفى وهي تدعو الي الله ان تكون بخيرمره اخري امسكت الهاتف لتطلب رقمهولكن نفس النتيجه لا رد مما اثار خوفهارحمه بدموع:يارب دي بنت يتيمه ملهاش حدوشافت كتير نجيها يارب هي والي في بطنها وقومها بسلامه يارببعد دقائق خرج الطبيب من الغرفهوتتبعه الممرضه لتقبل عليه رحمه بقلق وهي تقول:ايه يادكتور طمني عليهاالطبيب بنبره جاده:مدام رحمه المدام تقي لازم تولد فوراًوالا هنفقد الجنين ودا هيسبب خطوره عليها هي كمانرحمه بهلع:بس دي في السابع لسه وبعدين جسمها ضعيف اوي يادكتورالطبيب يلهجه تحذير:لو مولدتش انهارده هتفقد الجنين يامدام رحمه لان جالها نزيف لازم نلحقهارحمه بتشتت:طب اعمل ايه ادم بيه مبيردشمش عارفه اعمل ايهالطبيب بجديه:اوضته العمليات جاهزه... ولازم تولدحالتها وحشه اوي وبتصرخ بأسم ادم بيهرحمه بنصياع:طيب ماشي يادكتور وانا هتصل تاني علي ادم بيهذهب الطبيب من امامها لتقول سهام الممرضه:متقلقيش يامدام رحمه هتبقا بخيررحمه بحنان ام جارف:يارب ياسهام ياربدلفت رحمه الي غرفة تقي لتجدها تبكي بألم وتصرخ... جلست رحمه بجوراها وربتت علي يدها:هانت ياحببتي هيدخلوكي تولدي دلوقتي متقلقيشتقي ببكاء حاد:ادم فيين عايزه ادم يادادهمش قادره هموترحمه ببتسامه كاذبه:كلمته وقال جاي في الطريقزمانه جاي دلوقتي... المهم يالاصرخت تقي بأسم زوجها بألمراجيه ان يدلف اليه محتضنارأسها هامسا كعادته ان كل شئ سيصبح بخير طالما هو بجانبها... نائم علي الترول بسكونه الغير معتاد بينما الاطباء مجتمعين حوله عندما عالمو هويته. ادم الصيادادخلوه الي العنايه المركزهوكبار الاطباء حوله يتابعون حالته برتياب وجهه يدل انه ميت لامحالالطبيب الاكبر وهو يحرك نظارته بجديه:نبضاته ضعيفه جدا. دا علي وشك الموت خلاص غير اصابة راسه والي جه معاه مات خلاصالطبيب الاخر بتوتر:لا لازم نشوف هنعمله إيه بظبطمدام نازلي لو عرفت اننا قصرنا في حاجه هااقاطعه الطبيب بحده:هنعمل ايه يعني اهو بنشوف حالتهصمت الاخر بتوتر فهو يعلم ان نازلي اذا علمت بحاله حفيد الصياد لن تكون المستشفي بحاله جيده ابدابعد معاينة حالة ادم ومحاوله ايقاف الدم الي يتدفق من رأسه كاجريان الماءالطبيب بأرهاق:نزيف حاد في المخ لازم نعمله عمليه نوقف فيها النزيف دا والا خلايا مخه هتدمرالطبيب الاخر:تمام يادكتور رجدي هنجهز غرفة العمليات دلوقتي...صمت قليلا ثم قال برتباك:بس المهم يبقا بخير كانت تحضر وجبه الغذاء الي زوجهاوهي تسمع اغنيه شبابيه علي هاتفها وتتمتم معها وتاره ترقص وتاره اخري تتابع الطعامهند بغناء وهي تتمايل:للصبح مسهرني وكنت بنام من واحدهوفي بعدك بتقطع بتعذب من الوحده لو ترجع تاني قلبي هيرقصلك علي الواحدهكان يتابعها من وقت عودته من عملهيراها ترقص وهي تعد الطعامكان يضحك ويقسم داخله انها مجنونهيعرف من صغرها وهي تعشق الغناء والرقص بل كانت تنتظر المناسبات لترقص بحترافيه تجعل الجميع منبهر من تلك الطفلهاقترب منها بهدوء مانعا ضحكته ان تصدر صوتاً ليقول بصوت هامس افزعها:حلوتك يابرعي بتعرفي ترقصي كويساجدع من فيفي عبده واللهشهقت بفزع واستدارت له لتقول بغضب:اووووف خضيتني ياايادحاصرها بين يديه لتلتصق بالرخام الباردقائلاً بعبث وعينيه الزرقاء تحدق بها:مين بقا الي من الصبح مسهركومخليكي ترقصي كداتلونت وجنتيها خجلاً من رؤيته لها ترقص ولعنت نفسها الف مره لتقول بتعلثم:ااااا لا م-مفيش دي اغ-نيهاقترب اكثر حتي التصق بها توترت هي من قربه ليقول بخبث:مكنتش اعرف انك بتعرف ترقص يابرعيلا بجد بهرتيني جداااااااهند برتباك:اياد ابعد شويه الاكل هيتحرق وابتلع باقي كلماتها في قبله عاصفهاثارت القشعريره في عمودها الفقريلتتشبث بقميصه كي لا تقعحملها اياد بدون ان يقطع قبلتهووضعها علي الكونتر الرخامي ببرودتهوهو يتمسك بخصرها اكثرابتعدت عنه طالبه هواء يملئ رئتيهاليقول هو بعبث ونظره خبيثه في زرقة عينيه وهو يلتقط انفاسه:مالك قمر انهارده كدا ليهخبأت رأسها في عنقه من شدة خجلهاليضحك هو بستمتاع قائلاً:طب خلاص هسكت اهوتشبثت به اكثر عندما سمعت ضحكاتهولكن ثوانٍ معدوده وابتعدت عنه صارخه:يالهوي الاكل اتحرقهبطت من اعلي الكونتر ووقفت امام الاواني وهي تتذمر بصوت مرتفعليضحك هو قائلاً:تستاهلي عشان تعرفي تسيبي الاكل وترقصي كويساستدرت له بغيظ لتقول:والله يعني مش انتا الي مسكتني وواقترب منها مره اخري قائلاً بعبث:و ايه يا حببتيابتعدت عنه بخجل وغيظ:يووه مالك بقيت قليل الادب كدا ليهضحك ثم ضربها بخفه علي رأسها وهو يقول:انتي الي نيتك جزمه ياحببتيوبعدين انا الي غلطان اني جاي اقولك خبر حلواقتربت لتقول بفضول:خبر ايه ها ها خبر ايهامسك اياد وجنتيها قائلاً:هتبقي سكرتيرتي يازوجتي العزيزهقفزت هند بفرحه عارمه وهي تقول:يعني وافقت اشتغل معاك ياايدوحاوط خصرها وهو يقهقه:ايوا ياستي عشان تكوني معايا طول اليوم في البيت وفي الشغلابتسمت هند بتساع ولكن ثوانٍ وعبست مره اخري كأنها تذكرت شئاياد بجديه:مالك كشرتي ليههند بتردد:بصراحه كدا مش عايزه اكون سكرتيرتكعايزه اشتغل في الترجمه او الحسابات زي مجال دراستيعقد اياد حاجبيه ليقول:طب ما لما تكوني سكرتيره بردو مجال شغلكهند بعبوس:لا مش عايزه حكاية السكرتيره ديحساها رخمه خليها اي حاجه تانيهتركها اياد ليقول بلا مبالاه:براحتك ياسكرتيره يااما تقعدي في البيتضربت الارض بقدميها بغيظ لتقول:مستبد خلاص هشتغل سكرتيرهابتسم بتعجرف ليقول:ايوا كدا وبعدين انتي تطولي تبقي سكرتيرتيضحكت هند بخبث ولفت يدها علي عنقه لتقول بدلال اذاب عقله:بقيت مراته.. يعني أطول اني ابقا سكرتيرتهامسك خصرها ليقول ضاحكاً:ياواد ياواثقرفعت رأسها بغرور:امال ايه يابابا دا انا حرم الاوستاذ ايادتركها اياد قائلاً بتقزز:اوستاذ... لا مش هخليكي تشتغلي معايا بعد اوستاذ دي... دا انا اشك ان معاكي لغات اصلاعانقته مره اخري وهي تقول ضاحكه:Ich liebe dichابتسم اياد وبادلها العناق قائلاً:انا كمان بحبك بكل لغات العالم يابرعي سيده يبدو عليها الشيب والوقار تقف في شرفة قصرها الكبير تعبث بأناملها المتهرئه من الشيخ في ستار الشرفهنظراتها حازمه... ملامحها صارمه.. من يراها يرتعب من نظرتها الغاضبهويهتز لها الف شارب... حين يذكر اسمها ترتعب لها الابدان.. نازلي العدويتلك التي غزي الشيب رأسهاولكن لم يتجرأ ويقترب من قلبهاوزيره سابقه في الدوله... وزوجه الصيادعائله ذات اسم عالي في الدولهولكن اختفي اسمها حين اختفت من الاسكندريه منذ ثلاثون سنهحين توفي زوجها الحبيب و ولدها الطيب وليدلم تعد تقدر ان تعيش في الاسكندريهرغم وجود والدها الاخر وابنتها سميهولكنها فضلت العيش بعيد عنهملا تريد ان تعيش مع ابن عاق وابنه طائشه ابن لا يعلم للأدب طريق وابنه حنونه ولكنها ترمي بمسؤلية موت والدها علي عاتق والدتهافأخذت حفيده جواد ابن ولدها المتوفيفي ابعد نقطه في البلادهو من يذكره بولدها الراحلكانت تعلم كل صغيره وكبيره عن أولادهاوحين مات احمد حزنت اكثر واكثرافاقها من دوامة الزكريات صوت محبب الي قلبها ووجدانها... جوادجواد بصوت متوتر:امي في خبر وحش جداًالتفتت له نازلي برتياب قائله:في ايه ياجواد اتكلمجواد بصوت خفض:ادماجابت بقلق احتل معالم وجهها:ماله ادم في إيه-عمل حادثه شديده جداً يااميبين الحياه والموت دلوقتيالاخبار لسه وصلالي دلوقتيحاولت ان تكتم صدمتها وسألت بخوف:حصله إيهجواد بتنهيده قويه:عمل حادثه... زي بابا وجديحاولت نازلي ان تتماسك وتظهر قناع القسوه كما تعودت وخصوصا علي ادمالذي يشبه والده في كثير من طباعهالتي طالما كرهتهااقترب جواد منها وربت علي كتفها قائلا برزانه مثل ابيه:انسي الخلاف الي بينكم دلوقتي يااميهو خلاص اتجوزها وهي ملهاش ذنب في حاجه عملها عمهااجابت نازلي بجمود:كان ممكن اتقبل الوضع لو كان هيتجوزها عشان متفاهم معاها او بيحبها ياجوادانما دا اتجوزها لسبب غير الحبواتجوزها غصب عني زي ما ابوه عملواتجوز فريده غصب عنيثم قالت بنفعال اكثر:وزي ما سميه عملت واتجوزت مدمن غصب عني بردو ياجوادربت علي يدها بعطف قائلاً:اهدي ياامي بصي للجانب الكويسابويا اتجوز الي اخترتيها وانا خطبت بنت حبيتيها يعني زي ما في سلبي في ايجابيابتسمت نازلي بحنو وهي تمسح علي وجنتيه:اااه ياجواد بتفكرني بأابوك وبجدككانو كويسين وطيبين زيك كداابتسم جواد بخفه ثم اردف بجديه:امي احنا لازم ننزل مصر ادم فعلا حالته وحشه جداًحركت نازلي رأسها بحمود عكس القلق الذي يأكل فؤادها فهو اول عن اخر حفيدها الكبير جالس في شقه بسيطه في القاهرةينتظر قدوم ذاك البيب بفارغ الصبربعد دقائق سمع طرق البابفعلم انه هو اشتعلت عيناه ببريق اسودولكنه تحكم في نفسه لكي لا يقع في خطأ ...فتح الباب ليظهر وجه لبيب الغاضبعمار ببتسامه جاهد ان يرسمها:اهلا يااستاذ لبيب اتفضلدلف لبيب الي المنزل وعينيه غاضبهلبيب بنبره حانقه:موضوع ايه الي يخص شهدجلس عمار ليقول ببتسامه:عايز اتجوز شهد وحبيت اطلبها منكاشتعلت عين لبيب اكثر وهو يتخيل شهد بين احضان احد غيره... تخيل ان يحظي غيره بجمالهالبيب بصرامه:طلبك مرفوض شهد مخطوبهاجاب عمار بستفزاز:مخطوبه لمين! دي هي الي قالتلي اجي اطلب ايديها منك انتا وعمتهااجاب بسخريه:الله الله يعني هي الي عايزه تفضح نفسها بأيديهااخرج عمار سيجاره من علبته واشعلها قائلا بهدوء:قصدك علي حكاية انك اغتصبتهاكدابههتف بها لبيب بتوترليقول عمار بسخريه:لا مش كدابه ورغم كدا عايزه اتجوزها بردو ياااا عمياجاب لبيب برتباك:بس بردو دا كان بمزاجها ووتكلم عمار بجديه عكس غضبه الذي يتأجأج داخله:اغتصبتها وهي سكتت سنين وانا مش عايز افتح مواضيع قديمه هي قالت كدا وانا مصدقهاوانا بقولك اهو انا عايز اتجوزها من غير مشاكلقهقه لبيب بسخريه فهو علم ان عمار لن يتحدث كلمه واحده او يتهموه:اممم واضح انا اتجرأت وقالتلكوانتا عادي كدا لسه عايز تتجوزهانظر له عمار وكور يده بغضب يحاول اخماده ليقول بهدوء مزيف:سؤال محيرني جدا وعايز اسألكوضع ساق علي الاخري واشعل سيجاره:قولعمار بغضب مكبوت:ازاي تغتصب واحده قد بنتكابتسم لبيب بتساع:بت عنيها لونها غريب وعليها جسم مشفتوش في عمتها وعيله صغيره تقدر تسكتها بكلمتين تدوق الشهد ولا تسيب غيرك يلهفو...ماهو مش بعد ما اكل واشرب واصرفواكبرها وفي الاخر ماخدش حاجهالبت زي القمر وتتاكل اكلوقف عمار واقترب منه ثم لكمه بقوه ثم لكمه اخري واخذ يضربه بحقد وغضب بينما لبيب يحاول ان يوقف ذاك الاسد الهائج:ياو** يالي معندكش ضمير ولا قلبيا**** انا هقتلك انهاردهخرج من الغرفه ثلاث رجالحاولو ان ينقذو لبيب من يد عمارولكن ظل عمار يضربه بكل ما اوتي من قوه ضربه بعدد ما رأي دمعات شهدهركله لكمه صفعه ولكن كل هذا لم يشفي غليله ولو ذره واحدهواخيرا تركه وهو غائب عن الوعي ملطخ بالدماءالضابط بجديه:مينفعش كدا يااستاذ عمار احنا أخدنا الاعتراف خلاص وهنوضبه في القسممكنش له لازمهنظر عمار الي لبيب الغائب عن الوعي وبصق علي وجهه قائلاً:ابن**** الو*** الي عايز الحرق ابن***محسن مهدأ اياه:اهم حاجه الموضوع مشي ياعمار بيه وخلصناأمر الضابط بأمين الشرطه ان يأخذهبينما عمار غاضب بشده كلمات لبيب تخترق اذنه.. لمسها غيره...تلك هي الحقيقه التي هرب منهاولكنها تلاحقهربت المحامي علي كتفه قائلاً:كدا هياخد اعدام علي طول متقلقشهز عمار رأسه ثم خرج من المنزل مسرعاًمحاولا الهروب من سم لبيب الذي يلاحقه ساعات مرت وهي في غرفة العملياتورحمه تبكي وتضرع لله ان يجعلها سالمهوتبكي علي حالة ادم فهي علمت بحادثتهانتظرت ان تخرج تقي من العمليه لتسرع له وتطمئن قلبها عليه فهي من قامت بتربيته بدلاً من اباه او امهساعه اخري مرت كالدهر وهي واقفه امام العمليات تبكي في نفس الساعه كلا منهم يجري عمليه... كلا منهم يتألم... كلا منهم لا يشعر بالحياةوأخيراً سمعت صوت صراخ طفلحمدت ربها كثيرا وانتظرت خروج الطبيب بعد قليل خرجت الممرضه سهام وفي يدها مولود لم يري الدنيا بعداقتربت منها بلهفه لتري طفله لون جلدها الناعم احمر وهي تبكي بصوت منخفضلحديث ولادتهاسيدراهمست بها رحمه وهي تراها بلهفهابتسمت سهام قائله:ادعي بقا لمدام تقي...انا هودي البنوته الحضانه وهدخل تاني لمدام تقيرحمه بقلق:طب تقي كويسه ياسهامسهام بأيجاب:اه كويسه حاليا.. بس والدتها في السابع هتتعبها ادعيلها يامدام رحمهامسكت رحمه حقيبتها قائله:طيب خلي بالك منها ياسهام علي مااجيحركت سهام رأسها بأيجاب ثم ذهبت للحضانه لتضع بها الطفلهبينما تقي نائمه بفعل المخدر حلم مزعج يراودهاتري زوجها غارقا في دمائهلتصرخ بصوت عال بأسمهرأته يفتح عينيه بوهن قائلا:تق-ينطقه لأسمها جعلها تركض اليهولكن كلما ركضت وجدت المسافه تكبرلتحاول مره اخري لتكبر المسافه مره اخري... وقعت أرضاً وصرخت بضعف:ادم تعالي مش عارفه اوصلكليقول بصوت هامس وعينيه تنغلق:بعيد. ... اوي... ياتقيلتري الظلام مره اخري والدموع اخذت مجراها بجانب عيناهااستيقظت في وقت متأخركان المنزل مظلم عدا غرفتها فهي اصبحت تخشي الظلام رغم صداقتهما في السابق ولكن الان..تحب النور تكره الوحده...تحب الأملعند هذه النقطه توقف عقلها عن التفكيراتحب الامل ام تحب عمار..فالأمل مقترن بعمار ...ذاك الاسمر الذي جعل منها انسانه أمله نوعا ماقامت من فراشها وخرجت من الغرفهوهي توزع عيناها في منزل عمارتري الالوان الهادئه لون الابيض الممزوج بالون البيج واللوحات الفنيهظلت تتفحص المنزل بعنايه الي ان وقفت امام غرفه مغلقه ..امسكت مقبض الباب ودلفت الي الغرفه بهدوءوجدتها مظلمه خطت الي الخلف بترددولكن فضولها اقوي من خوفهادلفت مره اخري وتحسست موضع زر الاضائه الي ان ضغطت عليهليعم الضوء القوي فس الغرفهجعلها تغمض عيناها في البدايهفتحت عيناها ببطئ لتري غرفهممزوجه بلوني الابيض والاسودواساسها بلون الاسود ...غرفه كئيبه ولكن الوانها جريئه تمتمت بداخلها مؤكد انها غرفة عمارخطت قدماها داخل الحجره وهي تتفحصها بدقه ..ولفت نظرها زجاجه عطره الموضوعه علي الرف الخشبياقتربت من العطر وعيناها الفيروزيه مسلطه عليه..التقطته وقربته منها لتشتم رائحته المنعشهاغمضت عيناها بستمتاع ورشت في الهواء منه..داهمها شعور ان عمار بجانبها يحميها عطره يحيطها كعادتههمست بصوت متهدج:الزكري الوحيده الكويسه في حياتي-شيفاني هبقا زكري كويسهتجمدت الدماء في اوردتهاشحب وجهها ازدات نبضات قلبهارعشه اخذت جسدها في جولهخارت قواها ليقع العطر من يدهالا تعلم ماسبب ذاك الارتباك الذي داهمهاالتفتت له ببطئ وعيناها متوسعه من الصدمه ..همست بين انفاسها العاليه:عماراقترب منها بوجه هادئ قائلا:مالك ياشهد فيكي حاجهظلت تحدق به وهي ساكنهعدا انفاسها التي كانت مسموعهاقترب منها اكثر وامسك يدها..ليجد يدها كاقطعة ثلجامسك كفها بين يديه وظل يمسح عليهابينما سوداوتاه مسلطه علي خرزتيها الفيروزيهنظر لها بشتياق وهو يتأمل وجهها الناعس كأنه يحفر تلك الصوره في عقله وقلبه العاشق المتعبعمار بصوت دافئ اجتاح عواطفهالتسري القشعريره مره اخري في جسدها:عامله ايه دلوقتي ياشهدحركت رأسها قائله:ب-بخيرتطلع الي ملابسها ليجدها ترتدي منامه قطنيه سوداء وخصلاتها البنيه تعدت رقبتها بقليل ووجهها شاحبولكن رغم شحوبها فاتنهاغرته بملابسها وبرائتها تلكليبتلع ريقه وترتفع تفاحة ادم وتهبط مع حركته قائلاً برتباك لاحظته:ايه الي مصحيكي لدلوقتي وجايه الاوضه ليهنظراته لها جعلت الرعب يدب اوصالهارغم ثقتها فيه ولكن خوفها اكبرسحبت يدها من يده قائله بتوتر:ااا انا بس كنت ب-شوف البيت ووشعر بخوفها منه تمهد بثقل ثم قطع كلماتها بلهجه متعبه:روحي نامي ياشهد.. وانا كمان هرتاح عشان تعبان من السفرحركت رأسها بأيجاب وخرجت سريعاً في لمح البصر ليتنهد هو بتعبثم رمي جسده علي فراشه بعد ارهاق يومين كاملين يراها امامه الان تبكي وتهتف بأسمهليقف هو عاجز مكتف اليدين لا يستطيع ان يعانقها ويهمس لها ويطمئنهالا يشعر بأي ألم ولكن وخز في قلبهيجعله يتألم ومما زاد الأمر سوءيشعر بكهرباء تحتل جسده وتصفعهمره اخري يشعر بجسده ينتفضولكن لم يعد يريد الحياةهو لم يريدها ابدا كان يموت كل دقيقه من زكرياته وينتظر الموت كزائر نبيلوالان لا يريدها لا يريد زكريات بائسهاو طفوله تزكره بماضيه او جسد معذب وروح مدميه ذاقت من الاام مايكفي لسنوات... يريد ذاك الهدوء الموحشيريد تلك القوقعه السوداء البعيده كل البعد عن الواقع ولكن شئ تمناه فؤاده الذي قارب علي فقدان الحياةيريد تلك الثمره التي هبطت له من الجنهتلك التي اخذت من البندق خرزتي لعيناها.. يريدها معه داخل القوقعهبعيداً عن الزكريات ...يريدها معه حتي في الموت...فتح عينيه علي شهقات عاليهليري تلك الحوريه تبكي وتنظر لهليبتسم بوهن ويغمض عينيه متأهباللرحيل الذي اشتاقه بشدهولكن هديل الحوريه وهي تهتف بأسمهليشعر بالكهرباء تصفع جسده مره اخريليسمع صرختها الذي روت قلبه قبل ان يغمض عينيه بألم وقد بدأ جسده بالأنيناآاااادمتنهد الطبيب قائلاً برتياح:اخر لحظه وكان هيموترجدي وهو يترك صدمات القلب:اوووف مفتري وجبار وهو عايشومتعب وجبار وهو علي وشك الموتاشرف بأرهاق وهو يخرج من الغرفه:اسكت يادكتور كميه كسور في جسمهدراعه ورجله ونزيف في دماغهورغم كل دا محظوظ وعاشرجدي بحنق:عيلة الصياد طول عمرهم الحظ صاحبهم..انا هروح ارتاح شويه هبطت الطائره الخاصه علي الاراضي المصريه معلنه عن قدوم نازلي الصيادوالحفيد الثاني جواد وليد الصيادهبطت نازلي من الطائره مستنده علي حفيدها جواد وهي تحدق حولها بشتياقليقول جواد ببتسامه صغيره:وحشك يااميهمست نازلي بضعف ودموع كادت ان تخونها وتفضح شعورها:وحشوني ياجواد ابوك وجدك وعمتك واحمد كلهم وحشوني الموت اخد مني اعز الاحباب مش باقيلي غير سميه وانتااجاب جواد ببتسامه:طب وادمتنهدت بثقل قائله:تعرف ياجواد انتا شبه ابوك شكل وطبعوادم شبه جدك في الشكل لكن الطبع شبه احمد للأسف...تغاضي جواد عن تهربها من السؤالليقول بهدوء:العربيه مستنيه ياامي يالاسارت معه بخنوع وقلبها يدق بالحنينالحنين الذي غلفته بالقسوه والصرامهالحنين والاشتياق غزو قلبها الانليختفي قناع القسوه مع الرياحويبقا الحنين... الحنين فقط فتحت عيناها بتعب شديدتشعر ان روحها سلبت منهالتهمس بضعف:ادماقتربت رحمه منها وامسكت يدها بفرحه:حمدلله علي سلامتك ياحببتيهمست تقي بوهن وهي تفتح عيناها بتعب:ادم فين يادادهارتبكت رحمه واجابت بتعلثم:اا مش هتشوفي النونه اجبهالك من الحضانه تشوفيهاابتسمت بوهن لتقول:ادم شاف سيدراشعرت بشفقه عليها وهربت الكلمات من فمها لتنظر لها بدموع صامتهتقي بخوف وهي تحاول ان تعتدل في جلستها لتطلق تأوهااسرعت رحمه اليها وساعدتها بهدوءتقي بخوف:سيدرا فيها حاجه يادادههزت رحمه رأسها بنفيلتقول تقي بتوجس:امال في ايه... وفين ادمرحمه بتردد:ادم بيه ع-عمل حادثه امبارح وتعبان شويهنظرت لها تقي بصدمه وحركت رأسها بنفي ونظرت حولها بتشتتوحاولت القيام ولكن يد رحمه منعتهاتقي ببكاء وهي تدفع يدها:انا شوفته بيموت ياداده انا عايزه اروحلهاوعي ياداده ادم لاامسكتها رحمه وهي تقول بدموع:ياحببتي اهدي هيكون كويس اهدي يابنتيتقي ببكاء وعقل تائه:الدم ياداده ادم مش بخير لا عايزه اروح انا كويسه عايزه اروحضغطت رحمه علي زر استدعاء الممرضهلتحضر في غضون دقيقهتقي ببكاء حاد ووجه متعب وهي تحاول دفعهم بيعد عنها:سيبوني جوزي هيموت يادادهالدم ياداده ادم لازم اروحامسكت الممرضه مهدئا وحقنتها بهرغم مقاومة تقي لتقول رحمه وهي تربت علي خصلاتها بحنو:هيقوم بسلامه ياحببتي متقلقيشتقي ببكاء وهي تصارع النعاس:ادم ه-روحله ادملم تستطع رحمه كبح دموعها لتنهمر بشفقه علي من رأته يكبر امام اعينهاوعلي تلك التي رأتها واحبتها كأبنهودائما تخالفهم الظروف ليقعو مره اخريفي وقت تحتاج قلوبهم بعضها حزمت امتعتها للرحيللا تصدق ان المنزل الذي عاشت فيه طفولتها ومراهقتها ستتركه.. بل المحافظه بأكملها.. الجيران... الاصحاب..شقيقتها... ستتركهم جميعاًوتذهب لبلده لا تعرف عنها سوا انها اصلهاصدمت بدايةً ولكن بعد قليل لم تبالياصبحت لا تهتم بأي شيءخاوية الامال والمشاعرتنظر في الفراغ بشرود فقطقطع شرودها دخول والدها الغرفهوهو ينظر لها بحنان وحزناقترب منها وامسك حقيبتها الكبيره واخذها منها ليقول بحنان:مسيرك هتتعودي علي بيتنا في الصعيد يابتيتنفست بلا مبالاه وهي تقول:مش فارقه هنا زي هناكنظر لها بحزن كسا ملامحهوخرج من الغرفه بهدوءلتتبعه هي الاخري بشرودهبطت سماح ووالدتها من المنزل بعد توديع الجيران ...توقفت امام السياره لتري شاب فارع الطول عريض المنكبيننظراته قاتمه يبدو في الثلاثون من عمرهافاقها من تحديقها له صوت والدتهافاطمه بخفوت:اهلا يابني عامل ايهعلي بصوت اجش:مرحب بيكي يامرات عميثم حول نظره لسماح الشارده:ازيك يابت عميسماح ببرود:اهلاثم نظر لهدير بترحاب:اهلا بيكي يابت عميهدير ببتسامه حزينه:اهلا ياعليجاء محمد من خلفهم قائلا:يالا ياعلي احنا جاهزينهدير بدموع:خلاص هتمشو يابا مستعجلينعانقتها سماح قائله ببتسامه صغيره:هنجيلك يابتثم ابتعدت لتعانقها والدتها وهي ترشدها ان تهتم بمنزلها وزوجها وان تصبح مطيعه لهثم عانقها محمد قائلاً بجديه:لو حصل اي حاجه يابتي اتصلي بياهنجيلك لحد عندك لو كنت في اخر بلاد الله... خلي بالك من نفسك وبيتك ياهديرهدير ببكاء:حاضر يابا ابقو كلمونيكان علي يتابع تلك اللحظه العائليه بوجه خالي من التعابير ولكن ما لفت انظاره نظرات تلك الشارده... مغيبه عن مايدور حولها ...في عالم اخرافاقه من شروده صوت محمد بأنهم مستعدين للرحيلركب افراد العائله العربهواخذ علي موقع القياده وذهبو متجهين الي تلك البلد الذي هربو منها منذ سنوات طويله... والان ذاهبون لها بأنفسهم تاركين عروس البحر متحهين الي... . الصعيد استيقظت شهد في وقت الظهيرهنظرت حولها قليلاً حتي زال النعاس من فيروزتيها... وتذكرت عودة عمار المفاجأهقررت الرحيل اليوم لترجع في قوقعتهاالصغيره التي شهدت علي ضعفها ولحظات بكاؤها وحزنها..تنهدت بقوه وهي تقرر انها ستبدأ حياة جديده..دلفت الي الحمام الملحق بالغرفهاخذت حمام دافئ.. وارتدت بنطال جينز من اللون الازرق وقميص من اللون الاسود يصل لخصرها وخصلاتها البنيه التي تجاوزت رقبتهاجلست امام المرأه وبدأت بتسريح خصلاتها القصيره..وشردت في حياتهامجيئها الاسكندريه.. عملها في شركة الصياد. رؤية عمار...حادث الدراجه...محاوله اغتصابهاكانت الزكريات كالاجراس في اذنيهاوضعت يدها علي اذنيها واغمضت عينها محاوله الهروب من كل تلك الآلمدموع بارده اخذت مجراها علي وجنتيهاظلت تنتحب وتحاول الصراختحاول الهروب من كل تلك الزكريات المشينهدخلت مريم غرفة شهد لتجدها تبكي مغمضه عيناها بألم وتضع يدها علي اذنيهااسرعت مريم لها قائله بفزع:شهد مالك ياشهدظلت شهد تنتحب بقوهشعور الظلم والقهر يجتاحهاقلبها المحطم وجسدها المنتهك يريدان ان يصرخا عالياً طالبين الرحمهمريم بصوت مرتفع:عماااار تعالي بسرعه.. الحق شهدفي ثوانٍ جاء عمار والخوف علي محياهالينفطر قلبه عند رؤية شهد تبكي بقوهاقترب عمار منها قائلاً بلهفه:شهد مالك ياشهد... في ايه ياحببتيرغم شعور الاطمئنان الذي ملئ فؤادهاولكن تريد ان تبكي لتفرغ تلك الطاقه السلبيه التي سكنت قلبها من سنينامسك عمار يدها وانزلها من علي اذنيهاقائلاً بصوت دافئ ملهوف:انا جنبك اهو ياشهد فتحي عينكفتحت عيناها الفيروزيه الحمراء من اثر البكاء وهي تقول بصوت متهدج:عايزه اروح بي-تي عايزه ام-شينظرت له مريم بأيجاب بمعني يجب ان ترجع الي منزلهاتنهد عمار بقلب مهموم ليقول بهدوء وهو يمسح دموعها المنهمره:طيب اغسلي وشك ويالا هروحك البيتحركت رأسها بأيجاب ودلفت الي المرحاضبينما خرج عمار وتبعته مريم قائله بصوت منخفض نسبياً:قرارها صح ياعمار وجودها هنا غلطاجاب عمار بضيق:عارف يامريم عارفصمتت مريم وهي تعلم مدي الصراع الذي يدور في عقل اخيها الذي اصبحاكثر جديه... واكثر حزنلتقول له بصوت هادئ:سيبها ياعمار... بلاش تتجوزهافتح ع