غضب واشتياقلفحة الهواء التي صفعة وجهها جعلتها تنكمش في نفسها والدموع الساخنه اخذت مهمه تدفئة وجنتيها، لفت الشال حول كتفيها وخرجت من الشرفه ثم اغلقتها ودموعها لم تتوقف، اكثر ذكري مؤلمه مرت عليها وتطعن قلبها بدون توقف..جلست علي الاريكه ومدت يدها لتمسح عبراتها، وهى تتذكر اكتشافه لمقابلة والدته وردت فعله الجنونيه وهستيريا الغضب الذي لحقت به...صفعها ضربها وبخها زجرها، ليقع بجانبها ويبكي كالاطفال.
<a name=\'more\'></a>انتهي بها المطاف وهي جالسه وتستند علي الحائط بوجهها الدمي ...وقد شلت حركتها من كثرة صفعه لها...ورأسه علي فخذيها وعيناه لم تتوقف عن الدمعيبكي بقهر وألم...لم يتكلم بعد بكاؤهيبكي خوفا من قصه جديده عنوانها وحده وخيانه من جديد...يخشي ان تجعلها امه نسخه جديده منهايبكي علي ثورته وضربه لهاقسي عليها من وجعه...يبكي وهو يتذكر صفعه لها وهي تحاول معانقته وهو غاضب...بسهوله شعرت بندمهانقض عليها كالاسد الثائر وهو يمسك خصلاتها بين يديه قائلا بغضب:-عمرك ما كدبتي عليا...بس كدبتي وقولتيلي انك رايحه تجيبي حجاتوانا الاهبل صدقتك...وانتي اصلا رايحه تقبليهااغمضت تقي عيناها بألم لتقول بنبره ثابته وهي تجذب يده ليهدأ:-انا كدبت عشان اصلح علاقتكو ياادمدي امك ولازم تسامحهاصفعه قويه هبطت علي وجنتيها ثم امسك خصلاتها ليصرخ بعيون دامعه:-متقوليش امي..قالتلك ايه خلاكي تتعاطفي معاها...وازاي تقابليها اصلاارتعشت اوصالها بين يديه لتهمس والدماء تغطي ثغرها محاوله ايقاف دموعها:-اهدي ياادم واسمعني هي غلطت..متبقاش قاسي وسامحهاالقا بها ارضا ليسمع تأوهاتها ويقول بغضب عاصف وعيون مشتعله:-تعرفي ايه عن القسوه عشان تقولي كداتعرفي عملت فيا ايه...ها تعرفيانكمشت تقي في نفسها لتقول بصوت متهدج باكي:-مهما عملت دي امك ياادم لو ملكش خير فيها يبقا ملكش خير فيااشعلت نيرانه ليثور مره اخري ويجذبها من خصلاتها لتقف بألم قائلا بنبره اشبه بالجنون والغضب:-وصلتلك ازاي انطقيلم تتكلم ولكن حاولت معانقته عله يهدأوهو يزيد تخيله بأنه ستتركهصفعه تلو اخري وسط صراخه:-انطقي وصلتلك ازاي...وخرجتي تقابلي مين تاني وبتستغفلينيسقطت ارضا بتعب ووجه متورم مدمي لتقول ببكاء وألم:-انا كلمتها عشان نحل المشكله الي بنهرب منها ياادم...كلمتها عشان لما اخرج وارجع محسش انك مش واثق فيا...عشان لما تنام متعيطش...عايزه احل عقدتك عشان نكمل حياتنا...قابلتها عشان بحبكانهت جملتها وهي تهمس بضعف وبكاءلتستند علي الحائط وتغمض عيناها بتعب...اخر ما لمحته تلك الدموع الشفافه التي غطت وجهه وصوت صرخات طفلتها الذي يعلوركع امامها وظل يبكي بصمت وهو يتطلع الي هيأتها المتعبه...ليقترب منها ويضع رأسه علي فخذيها سامحا لدموعه الهطوللغفيا وهما بموضعهم كما هما...لم يتكلم ولم تسمع..لم تعاتب ..ولم يدافع...سكن جسديهما مستسلمين للنوملتنقضي ساعات الليل ويستيقظ ويرحل عنها مقررا الغياب تاركا اياها تدمي وجعا علي وجعه وتبكي قهر علي دموعهتركها اربعة عشر يوما عشرون ساعه وثلاثين دقيقه وثانيتانهمست لنفسها وهي تبكي قائله بصوت متهدج تعب:-يارب شيل الوجع من قلبه او اقدر اداويهقطع بكاؤها صوت صغيرتها تبكي وكأنها تعاتبها علي اهمالها لهاقامت من جلستها الكئيبه واتجهت الي صغيرتها الباكيهدلفت الغرفه لتجد وجهها يشع احمرارا وبكاؤها يعلو اكثر واكثراقتربت منها سريعا وعيناها تشع قلقا وهي تتحسس جبينها...لتجد الحراره مرتفعه بشده...شهقت بفزع وقامت وهي تحملها سريعا لتجلب هاتفه وبدأت عيناها بالبكاء قلقا وهي تربت علي ظهرهالتسمع صوت معذب قلبها يقول بجديه:-في ايهلتقول ببكاء وصوت متقطع:-ادم الحق-ني سيدرا سخنه جدا ومبتبطلش عياطتغيرت نبرته ليقول بقلق واضح:-اهدي بس براحه في ايه..انتحبت تقي وهي تقول:-سيدرا تعبانه ياادم الحقنيليقول بنبره قلقه لم يحاول اخفائها:-هبعتلك رحمه بالدكتوره...وانا هاجي علي بليل..متقلقيشاغلقت الهاتف وهي تنظر لطفلتها الباكيه لتقول وهي تمسح وجنتيها:هتبقي كويسه ياقلبي ...انا اسفه اهملتك ياحببتي اسفهظلت ترددها وهي تعانقها بحنان وتتمني ان تصبح بخير...لأجلهاجالس في غرفته والقلق يأكل صدرهليقف ويجمع ملابسه في الحقيبه وعقله يعمل كالمكينه دون توقف...سيقطع غيابه لأجل طفلته..ولأجله...ضرب بكبريائه عرض الحائط وقرر العوده الي موطنه ليترك الحقيبه ويتجه الي هاتفه مره اخري ليجري اتصالا:-ايوا ياعمار ...هنرجع مصر انهارده..مش عايز اسأله كتير...ماشي سلاماغلق الهاتف وهو يغمض عينيه ويسترجع هروبه منها محاولا السيطره علي غضبهترك المنزل...بل مصر بأكملها ليدفن غضبه في عمله...محاولا تناسي ما حصلمحاولا تناسي نظرات والدته الدامعه وهو يوبخها وهي تقبل يده طالبه سماحهطرق باب المنزل بقوه وغضبلتفتح له سهام بعد دقائق وهي تطلع الي وجهه الغاضب لتقول:-ادم بيه القاطعتها كلمات فريده الفرحه وهي تقترب منه واللهفه تفيض من عيناها:-ادم..اقترب منها ادم ليقول بصوت شرس جعل يدها ترجع الي الخلف بدلا من احتضانه:-عايزاني اسامحك ها..اسامحك علي خيانتك ونومك مع راجل غير ابويا وانتي علي ذمته...ولا اسامحك علي رميك ليا وهروبك عشان تتجوزياسامحك علي محاولتك للنصب عليا انتي وجوزك...ولا اسامحك ان جوزك حاول يقتلتي...وفي الاخر بتلفي علي دماغ مراتي صح ها انطقيتعلثمت لتقول بخوف من هيئته وهي تبكي:-ادم انا ندمانه اني سبتك سامحني اناقاطعها وهو يركل المنضده التي امامه صارخا بصوت جهوري:-في احلامك...عمري ماهنسي بسببكو مش عارف اعيش..بسببكو بقيت ضعيف اديتك فلوس تكفيكي عمرك الي جايابعدي عني انا ومراتي والا هقتلك همحيكي واخليكي تحصلي الزباله الي كنتي متجوزاهركعت عند يده وقبلتها وهي تبكي بقوه قائله بصوت متهدج:-سامحني انا استاهل بس متقساش كدا انا مش عايوه حاجه انا عايزاك جنبي ياادم...صدقني لو الوقت رجع هستحمل عشانك كل حاجهضحك بسخريه لاذعه ليقول والدموع تظهر في عينيه وهو يسحب يده بقوه:-لو الوقت رجع ورا كنتي هتعملي غلطتك تاني..الي يهون عليه لحمه مره هيهون عليه ألف مره...انهي جملته وهو يتذكر ضرب والده ترجيه لوالدته صفعه حياته مأساته بكاؤه ظلمته كرامته المبعثره حياته المعقدهنزلت دموعه دفعه واحده وهو يحدق في عيناها النادمه الباكيه ليمسح دموعه بقسوه ويقول بصوت شرس:-جربي تقربي من حياتي تاني...وانا هندمك انك اميثم خرج تاركا اياها تنتحب وتناجيه بندم يعتصر قلبهاافاق من شروده علي تلك الدمعه الحارقه التي خرجت من مقلتيه ليتأكد انه يبكيزمجر بخشونه وهو يلعن ذاك السائل الدافئ الذي يخرج من عينيه ويظهر ضعفه وهوانهقامت بتكاسل من فراشها لتحضر قهوتها الذي اعتادت احتسائها منذ غيابه ...اصبح المنزل بارد هواء الشتاء حبيسه...رغم عدم تواجده الدائم ولكن فراغ قاتل يعتري قلبها...رغم اتصاله الذي يأتي مره في يومها الذي لا يتعدي الخمس دقائقولكن قلبها يفرح بهم ...اشتاقت له بشدهعند تلك النقطه افاقت من شرودها علي صوت فوران القهوهتأفأفت بضجر بتجلب المنشفه الصغيره وتمسح بها بقايا القهوه لتنظفها وتخرج وهي تدلك رقبتها بتعبلتسمع صوت باب يفتح لتتقدم من الباب بخطوات حذره وخائفه في وقت واحدلتجده يدلف المنزل والارهاق بادي علي قسمات وجههابتسامه واسعه احتلت ثغرها ومشاعر تتخبط في قلبها..الارتباك..الاشتياق..الحب...الخوفلم تشعر سوا بنظرته وابتسامته التي تماثل ابتسامتها لتلمع عيناها ببريق لا ينبعث الا لهلتقترب منه بخطوات بطيئه ثم تتحرك بسرعه وهي تلقي بجسدها بين يديهعقلها تائه لا تريد الان سوا عناق ...عناق يدفئ قلبها المشتاقتأمل تلك التي بين يديه للحظات وهو مذهول من ردة فعلها تلك ...ولكن لم يدع فرصه ليمنحها مرادها ويلف يده حولها محتضنا اياها بقوه وابتسامه صغيره غزت ثغره...عندما شعر بها تشتد من عناقهرائحة عطره الممزوجه بعرقه ورائحة سجائره...لتتنفسه ببطئ وكأنها تحبسه في رئتيها خشيه ان تفقدهابعد عشر دقائق من عناق صامتاستوعبت ما فعلته...لتفتح عيناها بصدمه وتتورد وجنتيها من فعلتهاشعر بتحركها البسيط بين ضلوعهليفتح عينيه ويبعدها عنه بهدوءوهو ينظر لوجنتيها التي اصتبغتوحروفها المتعلثمه من فرط الخجلليبتسم وهو يرجع خصلاتها خلف اذنيها مستمتعا بخجلها وحروفها المبعثرهسامحا لعينيه ان تتأمل فيروزتاهامرر انامله علي وجهها وابتسامته كما هيكأنه يخبرها بشتياقه ولكن بالحسيهلتجمع هي جمله مفيده قائله:-حمدلله علي سلامتكلم يرد وانما ظل يحدق بها بأبتسامهوهزه بسيطه من رأسه ومازلت يده تحاوط خصرها ويدها علي صدرهلتقول بنبره متقطعه:-امم مقولتش انك هتيجي بدرى عن شهررفع حاجبيها واوقف انامله ليقول بجديه:-امشي تاني يعنيحركت رأسها سريعا قائله بنفي:-انا مقولتش كدا انا اقصد...ابتلع عبراتها التاليه وهو يقبلها بهدوءتوقفت حركتها وهي تطلع له بصدمهعينيه المغلقه ملامحه الرجوليه الهادئهشفتيه التي احتلت شفتيها بترحيب عاصف...لم تتحرك ظلت ساكنه تتأملهليبتعد عنها قليلا ويقبل رأسها وهو يفتح عينيه قائلا بأبتسامه مرهقه:-الله يسلمكثم تركها واتجه الي غرفته ليرتاح من عناء السفر...وهي مازلت كما هي متسمره بمحلهالتفيق من شرودها وهي تتذكر انه بطبع يحتاج طعام ليأكل ويرتاحاتجهت الي الي غرفة الطعام واعدت له غداء شهي يجعله يبتسماحضرت الدجاج والخضروات واخذت تعد الطعام بهمه ونشاط وبأبتسامه ولا تفارق ثغرهاساعه او اكثر وهي تعد هذا وذاكثم اتجهت الي المبرد واحضرت عصيره المفضل الذي لاحظته في الايام التي قضتها معهثم احضرت الطعام وذهبت به الي غرفتهحمدت ربها ان الغرفه مفتوحه..لتدلف وتجده ممد علي الفراش وقد ذهب في سبات عميقلتضع الطعام جانبا وتقترب منه قائله وهي تربت علي يده:-غيث...غيث..قوم عشان تاكلفتح عينيه ببطئ لتقول:-يلا عشان تاكل.. جبتلك الاكل هنامنحها ابتسامه صغيره وعدل من جلستهلقف وتجلب الطعام وتقترب منه قائله وهي تهم بالخروج:-لما تخلص نادينيامسك يدها قائلا بصوت ناعس:-كلي معاياابتسمت وجلست مره اخري لتشاركه الطعام او بمعني ادق تحدق في وجهه وتتابعه وهو يأكل ببطئ ...تأملت عيناه وجهه ثغره يده اشتياقها له اكبر من ان تخفيه تحت برودهالتسمع صوته يقول:-كلي ياشهدتنحنحت بحرج وتناولت لقيمات صغيرهوانتهت لينتهي هو الاخر...ثم تعطيه عصير الجوافه ليأخذه بأبتسامه ويرتشف نصف الكوب ثم اعطاه لها...وضعته بيقول لها:-ادتهولك تشربيلم تنظر له لكي لا تفضحها ابتسامتها البلهاء لتأخذه وترتشفهثم وقفت لتحمل الطعام لتسمعه للمره الثالثه:-تعالي تاني ياشهدخرجت من الغرفه واتجهت الي غرفة الطعام لتنظف الصحون...التي اخذت منها دقائق ثم اتجهت اليه مره اخريلتجده نائم بهدوء...اقتربت منه وجلست بجانبه اخذت اناملها طريقها الي خصلاته لتعبث به بهدوءشعرت بيديه تجذبها لصدره..تسطحت جواره واراحت رأسها علي صدره وهي تستنشق عبقه بحريه وبدون قيدليرفع هو انامله ويغرزها في خصلاتهالتغمض عيناها براحه حرمت منها ايامويغمض هو عينيه بتعب وارهاق وشعور اخر غزا قلبهمتسطحه علي فراشها ودموعها اخذت خط مستقم علي وجنتيها وهي تتذكر كلماتهم الاذعه التي ادمت قلبهاواحده تتهمها بالعهر وتكذب كلماتهاواخري تتمني لها الموت لتموت الفضيحهواخري شامته واخري واخريلتدلف والدتها وهي تحدق في وجهها بشفقه وحزن...لتجلس جوارها وتتحسس جبينها قائله بصوت حنون:-بردو بتعيطي يانور...قولتلك متسمعيش لحد ورحمة ابوكي لأجبلك حقكنظرت لها نور واعتدلت لتلقي بأوجاعها في احضان والدتها لتقول ببكاء:-شرفي بقا لبانه في بؤهم يامامامحدش مصدق ان حيوان خطفني وعمل كدا محدش مصدق...غير كسرتي بعد موت ابويا...انا بموت ياماعانقتها والدتها لتقول ببكاء وحزم:-مصدقاكي يانور ..هنمشي من هنا هاخدك بعيد ياضنايا محدش هيقربلكنظرت لها نور بدموع قائله:-هنروح فين يامامالتقول هاجر وهي تمسح عبراتها:-انهارده هبيع الشقه دي ...وهنسكن في حته بعيده عن هنا يانور...هما بيقولو كدا عشان مش عارفين تربية عوض عامله ازاي...بس انا مصدقاكيالقت نور رأسها علي قدم والدتها وظلت تبكي راجيه من الله ان يجلب لها حقها المسلوبضحكاتها تعلو علي كلماته وغزله الدائم لها وهم يتناولون الطعام لتقول هند بمرح:-لا اعمل حسابك احنا نخلص الصفقه دي وهناخد اجازة راحه لان خلاص دماغي ورمتامسك يدها وقبلها برومانسيه:-سلامتك ياقلبي من عنياسحبت يدها لتقول بضحك:-بطل نحنحه بقا يااياد...مش لايق عليك جو الرومانسي متعوده علي دبشكعقد حاحبيه قائلا:-وانا الي بقول البت تعبانه..دلعها يااياد استحمل دماغها الجزمه ياايادكادت ان تتحدث ولكن تقيأت بقوه وهي تسعل بتعبليقف اياد بفزع ويقترب منها قائلا بلهفه:-هند انا مش هسكت بقا البسي عشان اوديكي المستشفيدفعته بيدها قائله:-ابعد يااياد انا رجعت كتيرامسك منديل واقترب مره اخري وامسح فمها قائلا بقلق:-قومي ياهند مش هطمن غير لما اشوف مالك...الحكايه دي اتكررت كتيرقامت لتقول وهي تنظر لملابسها بتقزز:-استني يااياد انا قرفانه من نفسيامسك يدها واتجه الي غرفتهم ليبدل لها ملابسها لتنظر له بتردد قائله:-بص انا هقولك مع اني كنت شيلاها مفاحأه عشان عيد ميلادك بكرهخلع سترتها وهو يقول بعدم اهتمام:-ايه ياهندلتقول بوجه مبتسم بسعاده قائله:-انا حامل ياأيدوتوقف عن خلع ملابسها ونظر لها بصدمه ليقول ببطئ:-ايهلتقول بصوت اعلي تشوبهةالسعاده والمرح:-هتبقا بابا ياايدووو حدود حصينةقلبت عيناها بتملل وهي تسمع صوتها للمره الألف تطلب منها فعل شئ، لتنفخ بغضب متمتمه: -الله يولع فيكي انتي وجوزك في ساعه واحده...كرهت اسميليصدح صوت لهفه من جديد:-ياسماح تعالي اعملي الاكل قبل ما علي يجي..الراجل بيشجي طول اليوموقفت سماح بحنق وذهبت الي المطبخ وهي تتذكر كذباتها المتكرره بشكل ملحوظ...تقف وتعد الطعام لتقول انها هي من قامت بأعداده مستغله عدم تواجد سماح معهمدلف اليها الغرفه بوجه خالي قائلا بلهجه مصريه تخالف لكنته الصعيديه:-قومي عشان تاكلي ياسماحرفعت عيناها من هاتفها لتقول بلا مبالاه:-مش عايزه حاجه كلوا انتوتنهد بنزعاج واقترب منها قائلا:-ايه مشكلتك معايا...قومي كلي حتي لو لوحدك زي ما بتعمليلم تزحزح نظراتها عن الهاتف:-مش مستنياك تقولي...انا كلت من بدريكور كفه بغضب واغمض عينيه محاولا تمالك غضبه الذي لو صبه عليها لهلكتليخرج من الغرفه صافعا الباب خلفهتنهدت بضجر والقت الهاتف جانبا لتعبث بخصلاتها بملل وضيق...وقفت لتخرج وتأخذ بعض الماءسمعت كلمات لهفه وهي تمر من امام غرفتهملهفه وهي تجلس جوار علي وتلتصق به:-انهارده من صباحية ربنا بعملك الاكل دههيعجبك اوياخذ بضع لقيمات لينظر لها بتعجب قائلا:-انتي الي عملاهارتبكت لهفه من تعجبه لتجيب بثقه:-ايوه اني الي عملته ياسي علي ...ليه بتسأل ليهليقول وهو ينظر لها نظره ثاقبه:-امي قالتلي انها طلعت لقت سماح هي الي بتطبخ..وانتي رجلك وجعاكيتعلثمت وهي تضع خصلتها السوداء خلف اذنها قائله:-لاه اني الي عملاه..هي كانت بتقلبه بستنهد بضيق واعاد نظره الي الطعام ليأكل بصمت وهو يفكر في ثانيتهلتسير سماح عائده الي غرفتها وفمها مفتوح بصدمه واضحهافاقت من شرودها لتبتسم بخبث لتخرج حبوب من جيب سترتها وتضعها في الطعام قائله بعبث:-بالهنا والشفا انتي وجوزك ياحلوهثم خرجت من غرفة الطعام وهي تقول بجديه للهفه التي تجلس بعنجهيه تتابع التلفاز:-عملت الاكل يالهفه ...نظرت لهفه لها بمحبه زائفه لتقول:-تسلميلي ياست البنات...رجلي تطيب واني ارجع اعمل الاكل تانيمنحتها سماح ابتسامه صفراء ودلفت الي غرفتها وهي تتخيل علي ولهفهوتضحك بخفوتخرجت ضحكه ملئ فاهها وهي تراه يقف يحضر لها الطعام وهيئته مبعثره لتقترب منه قائله بضحك:-ياحبيبي هتولع فينا...اقعد وانا هعمل الاكل ياايدوعبث هو يترك الاناء لينظر لها:-اصبري الاكل قرب يخلص...وبعدين ايه الي جابك هنا روحي نامي عشان البت متتعبشنظرت له بصدمه قائله:-انتا بتخاف عليها قبل ما تيجي اصلا ومش مهم انا...بتهزر ياايادقهقه بقوه وهي يقلب الطعام لتقول بنتباه وغيظ:-علي فكره بقا حاسه انه ولد...مش بنتوهحبه اكتر منك وهنام جنبه وهبوسه وهلب معاه وهسيبك تنام لوحدكترك الملعقه واقترب منها رافعا حاجبيه:-خلاص مش عايزه...رجعيه تاني...مش عايز اناصمتت قليلا لتستوعب كلماته وملامحه المنزعجه لتتفجر ضاحكه وهي تنخفض ارضا من فرط الضحكلتقول بتقطع وهي تضحك:-اوع-ي تقول انك ب-تتكلم بجد..لا بجد اوعيرماها بنظره حانقه ثم اقترب من الموقد وانشغل تحتضير الطعاملتكتم ضحكاتها وتقترب منه محتضنه ظهره قائله بنبره ضاحكه:-بحبك اكتر من اي حد علي فكرهالتفت لها وابتسم بتساع كاطفل كافئته امه بحلوه لمدة اسبوع كامللتردف هي بضحك:-بس هحب مالك ابني اكترانكمشت ملامحه واأولاها ظهره مره اخري وهي يكتم ضيقه بصعوبهلتقول بهستيريا ضحك:-يخربيتك دا انتا واقع علي الاخرابتسم بخبث واستدار لها ليقول بنبره جاده وهو يقترب منها لترجع الي الخلف تلقائيا ليقول:-اممم وانتي ايه مش واقعهضحكت بخفوت وهي ترجع الي الخلف:-لا طبعا مش واقعهاقترب اكثر وحاوطها من كل الجهات ليقول وانفاسه ترتطم بأنفاسها:-ولا بتحبينياضطربت انفاسها لتقول بصوت خافت وهي تحدق في زرقاوتيه:-لامرر انفه علي وجنتها لتغمض عيناها بقشعريره تداعب سائر جسدها لتسمع صوته مره اخري يقول:-ولا بتموتي فياانهي جملته وهي يقبل ثغرها بخفه ويبتعد مره اخري لتقول وهي تفتح بنيتيها محدقه في عينيه:-لا بعشقكابتسم بتساع ليقول وهو يطبع قبله علي وجنتيها:-واقعه يعني..ياااافرولهابتعد عنها وهو يضحك...لتتورد اكثر وتضرب بقدميها ارضا قائله:-تعرف انك رخمنظر اليها بخبث وكاد ان يقترب لتردف سريعا قائله:-بس حبيبي والله-ايوا كدا اتعدليتنحنحت قليلا واقتربت لتقول:-اياد من طلب صغير-اممم اتكلمي-عايزه اروح لتقي اطمن عليها ياايادبقالي فتره مشفتهاشاستدار لها قائلا بجديه:-لو جوزها لسه مسافر هوديكيعقدت حاجبيها بتساؤل:-وانتا عرفت منينابتسم قائلا وهو يجلس بتكاسل:-في البيزنس مفيشحاجه بتستخبي ياهندمعروف ان ادم الصياد دخل في ثفقه عالميه هيستورد اكبر كمية اقمشهجلست هي الاخري قائله بتعجب:-بس دا صاحب مصانع اغذيهقاطعها اياد قائلا:-ماركة A.s بقت عالميه ياهند...دلوقتي بقا صاحب مصانع اقمشه واغذيه غير معامل الادويه...تمتمت هند بأيجاب:-امممم...بس بردو مقولتش اروح ولالاحرك رأسه بأيجاب:-ماشي بس متتأخريش...ومتتحركيش كتير و...قاطعته بحنق مصطنع:-تحب متنفسش ياايادقهقه قائلا وهو يداعب وجنتيها:-ياحلوه الي دمها خفيفقهقهت بسخريه ليحول مداعبته الي صفعه صغيره قائلا بضحك:-طب امشي من هنا بقا ياحلوه امشي...احتضن صغيرته بين يديه وهو يذهب ذهاب واياب لكي تنام بسلاميشعر بأنها قطعه من روحه خلقت لكي يكون سعيدا فقط...وتقاته خلقت لكي يكون معذب الفؤاد فقطتحسس حرارته صغيرته بشفتيه كما يري تقي تفعل ليري حرارتها بدأت بالانخفاض ..ثم وضعها في فراشها لتنعم بنوم هانئ ...وخرج من الغرفه وهو يتنهد برتياحكانت جالسه علي الاريكه تتابع حركة الساعه وهي تتنفس ببطئلتراه بعد ثوان يخرج من غرفتهموقفت واقتربت منه لتتكلم..ولكن قاطعها بصوت جاد خالي من المشاعر:-حرارتها نزلت...بقت كويسهدمعت عيناها من اسلوبه الجاف لتقول بتماسك:-ادم...لازم نتكلمتنهد بنزعاج وسار الي باب المنزل لتقترب مره اخري وهي تهتف:-متهربش مني وواجهني...اتفقنا اننا لو ضعنا من بعض نقطه هتجمعنا...بلاش تعاقبني بجفائك ياادمالتفت لها بغضب واطبق بكفه علي رسغها قائلا بصوت حاد:-مين الي بيعاقب مين ياتقيصمتت ولم ترد..ليصرخ بها اكثر قائلا:-مين الي بيعاقب مين...رجعتي تفتحي في القديم ليه...بتوجعينيهبطت دموعها لم تأبه بيدها التي تعتصر بين كفيه لتقول بتماسك:-مبوجعكش انا بوجهك ياادم...بتهرب ولازم تواجه دي امك-الي سابتنيهبطت دموعها علي لمعان عينيه لتقول:-بس هي ندمانهاجاب بنبره ساخره غير مبالي بصوته المتهدج:-ومش هسامحها ياتقي..مش هسامحها علي عملته معايااقتربت منه خطوه لتقول يصوت مرتجف من كثرة البكاء:-بس دي تعبانه ياادم..متخيل ان جالها القلب وممكن من انفعال جامد في اي وقت تموتتحجرت الدموع في عينيه..لا يعلم ماذا يقول..يحبها رغم كل سوء فعلته بهتعلقه بها وحتي ان كانت بعيده كل البعد عنه..علي قدر حقده عليها..يخاف فقدانهالم يشعر سوا وهي تحضنه قائله يصوت هامس:-امك بتحبك وندمانه ياادم...ربنا بيسامحاحنا ياعباده مش هنسامح..والله قالتلي انها بتحبك ونفسها تسامحهاسامحها زي ما سامحتك وكملت حياتي معاك وانا بحبك وجايبه منك هدية ربنا لينا سيدرا...سامحها ياادم..السماح مش مسحيلهنا انهارت حصونه القويه ليتمسك بها بقوه وهو يغمض عينيه بضعفاحتضنها بألم بتملك بوجعالكثير والكثير من الاحاسيس بداخلهلتنزل دمعاته علي عنقها الصغيرليقول بصوت هامس يغلفه البكاء والضعف:-محتاجلك ياتقي... خليكي جنبيانا ضعيف... انا تعبت ياتقيداعبت خصلاته وهي تحاول كبت دموعها لتقول بنبره حنونه متماسكه:-سامح ياادم سامح عشان تعرف تكملمفيش حاجه تستاهل القسوهانهار في احضانها ليقع الاثنان أرضاً وهو يدفن وجهه في احضانها وهي جالسه وتضم جسده لها محاوله تبث له حنانها ودفئ جسدها لهليقول ببكاء جعلها تبكي كارهه ضعفه الذي يؤلمها بل يقتل قلبها:-اتعذبت ياتقي...انا تعبان بجدانهي جملته وهو يتذكر كل العذاب الذي لحق به من ابوايه... المه جروح قلبه...يتذكر كم كان متعلق بها وتركته بسهوله خلف ظهرهاليتمسك بتقي اكثر محاولاً ادخالها في قلبه لتري مدي المه وعمق جرحهلتمسد علي ظهره بصوت ناعم رقيق:-انسي وسامح ياادم... هساندك وهتنسي كل دا عدي دلوقتي وكل الي حواليك ارتاحو الا انتا... وهي..ثم ابعدته عنها وهي تطلع الي عيناه الحمراء لتقول بنبره حانيه وهي تمسد علي وجنتيه:-اقعد معاها ياادم...اسمعها جايز تشوفها مظلومه زي ماانتا اتظلمت..تنهد بثقل واغمض عينيه محاولا السيطره علي ضعفه الذي فضحه مره اخري امامها ليسمعها تقول:-حل مشاكلك واقعد معاها ياادمصمت قليلا ليقول بصوت جاد:-ماشي...هقعد معاها ياتقيابتسمت بتساع وهي تداعب خصلاته لتسمعه يقول بصوت شارد:-بس مش دلوقتي...احاول انسي الاول وبعدين اسامح ياتقيحركت رأسها بتفهم وهي تتأمل ملامحه التي باتت تعشقها بقسوته حد الجنونشردت وهي تتناول قهوتها ببطئلتسمع صوت جواد وهو يقول:-هنرجع امتا يامامانظرت اليه بجديه قائله:-لما اصلح المايل هنا ياجوادمش هسيب عيله متسواش تخليه زي احمدتأفأف جواد بحنق ليقول بهدوء مصطنع:-انتي عارفه انها مش زيها...ايه لازمتها بقا انك تدخلي بينهمنظرت له بحنق قائله:-دي نسخه صغيره من فريده...قولي كدا مين تستحمل ان واحد يتجوزها غصب وتكمل معاه وتخلفوتخلف منه الا اذا كان عينها علي فلوسه ونفوذهتنهد جواد بثقل قائلا:-لا انا مش هستحمل كل دا يااميانتي عارفه اني مبحبش كدابلاش كفايه الي حصل ويلا نرجع ولو مش هترجعي هرجع انانظرت له بحده قائله:-انتا بتقول ايه ياجواد-بقول الي مفروض يتعمل...غلط الي بيحصل لو هي بتستغله وهو عارف يبقا احنا مالنا...اجابت بغضب:-دا حفيديليجيب بنفعال:-طالما سبتوه زمان ملكوش حق تدخلو في حياته...ادم معاه حق في الي بيعملهلتقف هي بغضب هاتفه:-بتكلمني كدا ليه ياولداجاب بنفس الانفعال:-انا راجع امريكا انهارده ياماما ...مش هستني واشوف الي هيحصلسلامثم غادر وتركها وحيده تحدق في الفراغ بصدمه...اصبح القصر خاليا يحويها هي فقط..تخلي الكل عنها...لتقسم في نفسها بعدم التراجع...كعادتها لن تشاركهم..تمتم بتلك الكلمات في عقله وهو يتطلع الي الطعام بعدم شهيه لتقول لهفه بترقب:-مالك ياعليتنهد قائلا بجديه:-مليش..مفيش حاجهلتقول وهي تنظر للطعام:-معجبكش الاكل ولا ايه..مكلتش خالصنهض واتجه الي فراشه قائلا:-مليش نفس اكل يالهفه ...كلي انتيتطعلت اليه ونظرت للطعام وبدأت في تناوله بهدوء تاركه اياه يسبح في شروده في من سحرت قلبه بحزنهاليتخيل كيف سعادتها اذايحبها بشده...ورغم حبه لها لن يظلم زوجته الاولي..لن يقلل من شأنها..لن يحزنها...هكذا اقسم في نفسه ليلة زفافه علي الاخري...واقسم ايضا انه لم ولن يحب اخري غير تلك الاميره الحزينهافاق من شروده علي صرخة لهفه وهي تدلف الي الحمام بسرعه...ليهب واقفا قائلا بقلق وهو يقف امام الباب:-مالك يالهفه في ايهلتقول بهدوء وهي في الداخل:-مفيش ياعلي مغظ بستنهد برتياح وجلس علي الفراش لتخرج لهفه بعد دقائق...كادت ان تجلس..ولكن اطلقت صرخه مؤلمه ودلفت الي الحمامليتبعها علي بسرعه ولكن تغلق الباب بوجهه ليقول بقلق:-يابتي مالكاجابت بعد ثوان بشئ من الارتياح؛-لاه انا كويسه بخيرلتخرج بعد ثوان وهي تتنفس برتياح مالبثت ان تقول بوجع:-يامرك يالهفهامسكها علي ذراعيها قائلا:-في ايه يابت انتيتملصت من بين يديه واسرعت للحمام قائله:-معرفش معدتي سايبه ياعلي ...هملني دلوقتيكانت تتابع الموقف خلف الباب وهي تضحك بخفوت ولكن كانت تتمني ان يكون علي اصاب بنفس الوعكهاسرعت الي غرفتها وظلت تضحك بقوه ثم امسكت هاتفها واتصلت يشقيقتهالتجيب بضحك:-هدير الحقي-في ايه يابت مالكسماح بضحك دون توقف:-في الحمام كل شويه-ايه...مش فاهمهقصت سماح كل الموقف لشقيقتهاوهي غارقه في نوبة ضحكلتقول هدير بتأنيب:-عيب كدا ياسماح مينفعشسماح مبرره موقفها:-هي الي ابدت الاول ووقاطع كلماتها نبرته القويه وهو يصرخ:-سماح...قبلة عاصفةالضوء متسلسل في غرفتها وكأنه انهي حدادها من الظلام فكرر التدخل وبقوه وهي جالسه علي فراشها شارده! وسؤال يدور في مخيلتها بلا توقف وقلبها يرتعد من الاجابه...ايحبها ام لا؟ملت من تكرار هذا السؤال لتغمض عيناها بقوه طالبه خروج تلك لافكار من رأسهالا تريد ان يحبها...لا تريد ان يتنفسها عشقا..تريده بجانبها فقط...لا تطمع في المزيد..يكفيها ان تعيش بجوار قلب يحنو عليها بدون مقابل..يكفيها تلك القبله الحانيه التي يطبعها جبينها او تلك القبله الشغوفه التي تأخذ ثغرها وتشتت قلبهاتكفيها تلك الابتسامه التي تجعل بريق عيناها يتلألأ له فقطيكفيها ذاك العناق الذي يدفئ قلبها الباردويكفيها شعور السعاده الذي يغمرها عن رؤيت...هافاقها من شرودها طرقاته علي باب غرفتها...لتقف وتتجه اليه وتفتح لهليظهر من خلف الباب رجل قلبه ميت ووجهه علي قيد الحياه...يرتدي ملابس سوداء وملامحه مبهمه..نظراته جامدهانكمشت ملامحها بقلق لتقول:-مالك ياغيث..فيك حاجهلم تتغير ملامحه وانما تفوه بجديه:-انا مش هاجي البيت انهارده..متستننيش -طيب ماشي..بس مالك في حاجهاستدار وتنهد بقوه ودموع تلتمع في عينيه أبت ان تفضحه ليقول بصوت جاد:- انهارده سنوية مراتي سنوية ملكارتخت ملامحها وهي تشعر بلفحة هواء ضربت قلبها بقوه لتبرد بشرتها وهي تقول بصوت هامس:-اه...ربنا يرحمها..ويصبركانتهت الاغنيه والصمت يعم المكانلتصدح كلمات فيروز مره اخري وهيتشتت مشاعرهم وتتلاعب بهمهمهم بصوت منخفض لم تسمعهثم خرج من المنزل بسرعة البرقتاركا خلفه فيروزتين تلتمع بدمع..وتخبر نفسها بأتفاقهم مسبقا..لاوجود للحب..هم احتياج لبعضهم فقط..ولكن اللعنه علي قلب تمرد وتعلق بقلب لم ينسي اخر ...حزنه الذي رأته في عينيه أكد لهاان قلبه سيظل لزوجته مهما مر الوقتستظل مالكته وأميرته..وحتي ان اخذها الموت...ضحكت بسخريه وهي تتأمل نفسها وهي تحسد مرأه تحت التراب..تحسدها علي حب حبيبها لها ووفائه رغم موتهااتجهت الي هاتفها وأطفأت هاتفها علي كلمات فيروز وهي تقولبعدك علي بال-يياقمر الحلوي-نيازهرة تشري-نيادهب الغال-يبعدك علي بال-يياحلو يامغرورياحبأ ومنتورعلي سطح العال-يوجلست علي فراشها تتأمل فراغهودموع حزن له وعليه..شرود يحتل عقلها منذ تلك الليله التي قبلها فيها..ورزع جنونه بهامنذ ان زرع التوجس داخلهارفعت اناملها الي شفتيها لتتحسسهم ببطئ وعيناها محدقه في الفراغوهي تسعل بقوه محاوله شغل مرضها بأي شئ..لتسترجع تلك الذكريالتفتت اليه وملامح الريبه تحتل وجههالتراه وهو ينظر لها بغضب بعتاب ليغلق الباب ويتجه لها بخطوات سريعه وهو يجذب زراعها بقوه قائلا:-انتي الي عملتي كدا..انتي الي خليتيها تعبانه كدا ياسماحتأوهت بوجع وهي تنظر لعينيه بحده قائله:-هي الي ابتدت..خليها تشرب بقا عشان انا زهقت منك ومنهااحدت نظراته ليقول بريبه:-ابتدت ايه..لهفه عملت ايهنزعت يدها من قبضته لتقول بعصبيه:-قول مش عامله ايه..اكيد انتا الي موصيها تعمل كدا مش بعيد عليكصرخ بها بغضب وهو يحدق بها:-اخلصي عملت ايه-فاكراني خدامتها انا الي شايله كل البيتوقال ايه رجليها وجعاها..انا بطبخ وبنضف وبغسل وبعمل كل حاجه..وفي الاخر تقول ان هي الي عملت لا وانا بكون نايمه وهي يعيني بتتعب...انا مش خدامه عشان اتعامل كدا...واصلا زهقت من الجوازه دي..انهت كلماتها وجهها يحمر بفعل الغضب وشفتيها ترتجف مع كل حرف تتفوه بهليصب هو كم تركيزه علي انفعلاتهاوحركت شفتيها ذهابا وايابتلاشي غضبه منها ليتحول لغضب لاجلهاليحاول ان يخرج كلمات اعتذار ولكن غريزته الرجوليه لا تسمح بالخضوعتنهدت سماح بغضب وحزن مكبوت لتقول بنبره مهزوزه مهدده بالبكاء:-انتا لو بتحبني بحد هتطلقني ياعليانا فيا الي مكفيني..متزودش الهم علياثوان معدوده والتصقت في الحائط بفعل يديه وهجم علي شفتيها معاقبا اياها علي تفوه تلك الكلمات التي لا محل لها في عقله وخانات قلبهحاولت دفعه ولكنه ثبت يديها بأحكامليفقد شعوره بمن حوله سواها...هي من سلبت قلبه منه ليصبح ضعيف في هواهايكره ضعفه ولكن يعشقها هييكره انصياعه لقلبها ولكن يعشق قلبها المتمرد الذي يهوا عذابهتلك هي قلوب اولاد ادم يهوو من يعذبوه ويطعموه من علقم الاشتياقخارت قواها بين يديه من فعل قبلته الجامحه..لم تكن قبله رقيقه..بل قويه غاضبه مدميه...ولكن انهارت امامهالحظات وشعرت بيديه تتجول علي جسدها ويغرز يده في خصرها وكأنه عابر سبيل ووجد ضالته وتمسك بها بكل قوتهفتحت عيناها بفزع وهو يحاول نزع ملابسها وهو مغمض عينيه ومنسجم في قبلتها العاصفه للقلبدفعته بقوه ليرجع بضع خطوات الي الخلف علي حين غره...لتقول بصوت متقطع من لهثها:-أأنت..سافل وقليل الادبتدارك نفسه ليقترب منها بهدوء ويقبل رأسها مطولا عنوه عنها ليقول بصوت هامس:-قولتي طلقني وشوفتي عملت ايهمابالك غلطك فيا...متخلنيش اتخلي عن صبري ياسماحثم وضع جبينه علي جبينها ليستنشق انفاسها بحريه دون قيود...لم يكفيه اخذ عذرية شفتاها ولن يكفيه اختراق ضلوعها وحبسها داخل صدره..ولن يكفيه استنشاق هواء رئتيها...انما يريد اخذ عذرية قلبها ويطبع صكه عليهثوان من الانفاس المتهدجه المختلطهوالحاسيس التي تتصارع داخلهمشعرت بأغلاق الباب ولفحة هواء تداعب جسدها الذي كان يختبئ بجسده ويستمد الدفئ منهفتحت عيناها لتجد نفسها وحيده بالغرفهرغم حقدها عليه ولكن شعور الدفئ في ليلة بارده قارسه جعلها تحب ذالك القربظنت ان تلك هي ليلتهم وستكون زوجتهبالفعل...ولكن ذهب!افاقت من شرودها علي دخول علي وهو يحدق في وجهها ماليا ليقول بجديه تشوبها القلق:-لهفه قالت انك مخرجتيش من اوضتك خالص..فيكي حاجهعدلت جلستها لتقول بصوت واهن:-لا انا كويسه الحمدللهصوتها الضعيف جعله يقترب منها والخوف يدب في قلبه ..من ان يصيبها مكروه ليقول بقلق وهو يتحسس جبهتها:-لا صوتك مش كويس...وكمان سخنه جداارجعت رأسها للخلف بتعب قائله:-انا كويسه ياعلي دول شوية برد بسجلس علي الفراش جوارها وظل يتحسس جبينها بقلق ليقول:-طب قومي هوديكي المستوصفانتي سخنه اوي ياسماحلم تسمع كلماته لانها سبحت في نوم متعب...ويخونه تعصف بجسدهاليقف هو سريعا ويتجه الي غرفة الطعاميجلب ماء وقطع ثلج صغيرهوقماشه ليخفض حرارتهابينما خرجت لهفه من الغرفه قائله:-علي..امي شيعت محمد يوديني ليهااني هروح دلوقتي..ماشيتحدث علي عجله من امره وهو يدلف غرفة سماح:-روحي يالهفه روحينظرت له بتعجب من قلقه ولم تباليذهبت لترتدي ثيابها وتخرجبينما علي جلس بجانب زوجتهووضع القماشه المبتله علي جبينها والقلق ينهش قلبه بدون رحمه وهو يتطلع الي هيأتها الشاحبهامسك يدها ولثمها مطولا قائلا:-يحميكي ليا يانبض القلبثم عاد الكره ووضع قطع ثلج في الماء لكي تتحسن ويرتاح فؤادهطرق بقلمه علي سطح المكتب والغضب يأكل قسمات وجهه ليقول بصراخ:-يعني ايه الشركه بتنهارفي ايه..اسحب من البنوك وسدد يايساعمل اي حاجه تنقذنا من الانهيار داتنحنح يس وهي يضبط كراڤته:-البنوك حجزت علي الفلوس كلها ياباشاومحدش من اعواننا عايز يساند كله بيهربتوسعت عين عبدالحميد ووقف بصدمه جاليه علي وجهه ليقول بتقطع:-فلوس..اتحجزت..ازاي..وليه-دا الي عرفته ياباشا..الديون كترت والشركات بتقع واحده واحدهكلم حد من الكبار يساعدناسقط علي كرسيه وهو يحدق حوله بشرود ليقول:-هكلمهم اكيد هكلمهمامسك هاتفه واتصل بأحدهم ليقول بلهفه:-ايوا ياباشا...انا بغرق في الديونانا محتاجكم جنبي...-احنا اديناك ياعبدالحميد وانتا معرفتش تحافظ عليها..مطلوب مننا ايه تانيمسح عبدالحميد وجهه بضياع ليقول:-فلوسي اتحجزت...الشركات بتنهار والكل بيهرب مني باباشا..ساعدوني-هشوف وهكلمك ياعبدالحميد..سلامعبدالحميد بسرعه:-امتا باباشا...الو الوانغلق الخط في وجهه ليحدق في الفراغ بشرود والعرق يتصبب من جبينه ليسمع صوت يس يقول بتوجس:-قالك ايه ياباشا-هيتصل..قال هيتصل مش هيتخلو عني يايس هيتصل تانيقالها بأمل والمراره تندلع في حلقهوالاخر حرك رأسه بقلقبدأ الليل بفرض سطوته علي السماءليزينها بجواريه الصغيره وكأن اللوحه الفنيه اكتملت بفعل الخالقكانت تغني بصوت عزب رقيق يخطف الانفاس..وهي تنظر لصغيرتها التي تضحك ببرائه زادتها جمالا فوق جمالهالتقول تقي بغناء:-معذوره ياناس لو خبتها من العيد للعيدلو شفتو جمالها هتحتارو تحتارو تحتارووالبيض والسمر هيتدارو هيتدارو والحب هتحصل في ازمه وتسعيرته هتزيدضحكت الطفله مره اخري وهي تلوح بيدها في الهواء لتقول تقي بضحك:-ياروحي علي ضحكتها...حلوه زي باباهاثم اردفت بعبوس:-بس اوعي تطلعي بتكشري زيههزعل اوي ياسوسوثم قبلت وجنتيها وحملتها وظلت تغني وتسير في الغرفه ذهاب وايابشعرت بيد تحاوط خصرها بقوهورائحة عطره تفوح في الارجاءوانفه اخذ عنقها في جوله رقيقه ليهمس بصوت رجولي ناعم:-ابوها عايزها زيك بظبط..نسخه منكارتعش كل انش في جسدها وهو يدفن وجهه في عنقها مستنشقا عبيرها بقوه لتقول بصوت هامس:-حمدلله علي السلامهاخذ قدر كافي من عبيرها وابتعد ليديرها له ويرا وجهها الذي يلاصق وجه طفلتهوكأن اية الجمال تتجسد فيهمليقبل طفلته قبله طويله علي خصلاتها ويقول بأبتسامه:-وحشتينيتوردت وجنتيها وتنحنحت لتذهب الي الفراش وتضع صغيرتها عليه ثم اتجهت الي خارج الغرفه قائله:-هروح احضرلك العشاامسك يدها وجذبها اليه لتصتدم بصدره شاهقه بفزع ليقول بحنق:-بقولك وحشتيني..مش جعانحاولت الابتعاد لتقول ببطئ:-ادم متنساش اتفاقناثبت رأسها بين يديه وقبل جبينها قائلا بهمس:-وحشتينيصمتت ولم تعرف ما تقولهليقبل وجنتها قائلا بصوت ضعيف وصل لمسامعها:-وحشتيني ياتقيتنحنحت بقلق لتقول:-ادم متنساش اتفاقنالم يسمعها وقبل وجنتها الاخري قائلا:-وبحبككادت ان تنهار وتعانقه بكل ما اوتيت من قوه وتصرخ بصوت قوي احبك واشتقت لك..ولكن تذكرت هدفهالتشعر به يقبل انفها برقهحاولت التملص منه..ولكن جنونه بها اقوي من محاولاتها..هي عبيره الجميل الذي لا يقوي علي عدم استنشاقهلتقول بهمس وقد بدأت تضعف:-ادم..متنساش اتفاقنالم يجب وظل يقبل كل انش في وجههاثم نزل علي ثغرها ببطئ وطبع قبله صغيره جاهد ان يترك بعدها شفتيهاولكن موته اهون من امتناعه عنهاقبلها بجنون عهدته من قبلبلهفه وحب يفيضان من عينيهوقلبه...لعن اتفاقهم الذي قطعه علي نفسه..كانه حكم علي نفسه بالموت قبل تذوق رحيق شفتيهاغرز اصابعه في خصلاتها مقربها منه اكثرراجيا ان يدخلها في قلبه لتكون داخله الي يوم موتهابعدته عنها بقوه هامسه بصوت متهدج:-متخلفش وعدك ياادم..بلاش تخلفهثم فرت من امامه بسرعة البرقفتوقه اليها وشوق تعدا كل الحدود وخلف كل المواثيقليمسح علي شعره بقوه وهو يلتقط انفاسه بصعوبه بفعل شفتيها التي تذهب عقله كالمسكرات...ليتهم يعلمون ان شفتيها من المحرمات...من تذوقها ادمنهااغمض عينيه بحنق وهو يسترجع اتفاقهم الذي يمنعه من لمسها او بثها عشقه لهاوهو يتذكر كلماتها*وانا مش هكون ليك لا بقلبي ولا بروحي الا لما الخلافات دي تخلص وتقعد مع امك ياادم...هفضل بعيد عنك لحد اما اشوف تغيرك ولحد ما تهدي وتسامح زي ما هسامحك*بتذكر ردة فعله الجنونيه وتحطيمه للمنزل بالكامل..صارخا فيها كيف تمنع عنه حبها كيف سمحت لنفسها قول تلك الكلماتولكن ما كان عليه سوا الصمت وهي تخيره بين عدم مسامحته...والغرق في عشقه الي يوم المماتهمس ادم في نفسه بحنق:-اتفاق زفت...استغفر الله العظيمثم خرج من الغرفه ليجدها تعد الطعام وهي متوتره...لعن تحت انفاسه..فهو شعر بحاجتها الي ضمه ولكن ترددها منعهاليقول بغضب وهو يمسك يدها ويحثها علي النظر له:-انتي عنيده ليه...شيلي الاتفاق دا..مبحبش يبقا بينا حدود ياتقينظرت له بهدوء لتقول:-دا اتفاق مش حدود ياادم..انا ليك ديما وخيرتك ياابقا ليك بقلبي ياابقا ليك غصب عنيتحدث بغضب وهو يحدق بها:-بس انا اقدر اجي جنبك واحضنك اقدر امحي الوعد دا كأني مسمعتوشحدقت في عينيه قليلا قبل ان تردف بجديه:-بس متقدرش تخلي قلبي يصدقك بعد كدا ويأمن ليك ياادم..متقدرش تخلي قلبي مينساكشحدق بها بغضب هادر قبل ان يقذف كل ما يحتويه الكونتر ارضا ويتحول الي زجاج متناثر كاطفل صغير تمرد فاتجبرثم خرج من غرفة الطعام والغضب يعمي عينيه..بينما هي واقفه تطلع في فراغه بذهول من ردة فعله لتقول بهمس:-دا جزء صغير من غضب الطفل الي جواهمعلش ياحبيبي اغضب براحتك...المهم بعدين هنبقا مرتاحيناعادت تنظيف الفوضي من جديد وهي تضحك بخفوت علي ردة فعله الغير متوقعهبينما هو اتجه علي الغرفه المجاوره لغرفتهم الذي يمكث فيها منذ اتفاقهم وهو يتمتم بغضب:-تولع عيلة الصياد كلها...مش عارف احضنها مش عارف احضن مراتيخلع سترته وقميصه والقاهم ارضا ثم تسطح الفراش وهو يلعن ويشتم كل من كان سببا في بعده عن حوريتهشارفت الساعه علي منتصف الليلومازال لم يأتي...نظرت الي الساعه لا تعرف كم مره نظرت اليها لتقول بقلق:-انتا فين ياغيثلا تعرف لما شعرت دقات قلبها تتعالي خوفا عليه...لم تشعر ذاك الاحساس من قبل لم تلتهف علي احد او تقلق او...تنتظراخذت الوشاح الصغير الذي يستر ذراعيها من الهواء ووقفت امام الشرفه منتظره اياه...نظرت الي السماء وكأنها تحدثها بصمتلتسمع بعد دقائق صوت سيارهامعنت النظر لتري ان السائق ليس غيثوانما شخص اخرارتعبت اوصالها لتحدق اكثر لتجد احدهم يسند غيث الذي خارت قواهلتشهق بصدمه وخوف وتتجه الي الباب سريعا لتفتحه لهبعد دقائق وجدت شاب في عمر غيث يتكلم بصوت غاضب مكتوم بينما غيث يتمتم بنعاس ...لتخرج من الشقه لتقول بخوف:-غيث مالك فيك ايهرفع الشاب عينيه ليري تلك صاحبه العيون الزمرد والقميص الاسود الطويل ووشاح ابيض يغطي بشرتها السمراءلتلتمع عينيه قائلا بحرج:-انتي مدام شهدرفع غيث رأسه ليقول بضحكه صغيره بغير وعي وهو ينظر لها:-اه هي..دي مراتي جميله صححدقت شهد به بصدمه لتقول للشاب:-غيث ماله..كأنه مش في واعيهتنحنح وائل ليقول بحرج:-دا شارب كتير فا هو مش عارف بيقول ايهابتعلت صدمتها الثانيه وتوجهت اليه وامسكت يده لينظر غيث لوائل بثمل؛-هي دي الي مخ مخلياني كدا...تعرف مكنتش فاكر اني هحب..قاطعه وائل وهو يجلسه علي الاريكه:-انا ماشي بقا يامدام..هينام وهيبقا تماملفت الوشاح عليها لتقول بضيق:-شكرا ليكرحل وائل بصمت تاركا غيث ينظر لشهد ويتمتم كلمات غير مفهومهاقتربت منه شهد وجثت علي قدميها امامه قائله بحنو وهي تمسح وجنته:-مالك ياغيث..اول مره اشوفك كداسقط نائما علي مسند الاريكه ليقول بهمس:-بحبها ياشهد بحبهاتحولت نظراته الحانيه الي حزينه لتصطنع الابتسامه قائله:-طيب فين المشكلهنفض يدها عنه ليقول بنفعال ثمل:-فيكي المشكله فيكي..انا انا كنت هنسي يوم موتها بسببك..الي فكرني ابوهاالمش-كله اني بحبها وبعشقك انتيفتحت عيناها بصدمه وارتجفت يداها ليتابع بوهن ودموع:-حبيتها في خمس سنين وعشقتك في كام شهر...وعدتها اني منسهاش..بس نسيتها بسببكلتقول هي بدموع خرجت من عيناها:-طب انا ذنبي ايه ياغيثعدل جلسته بنفعال بيقول بصوت ?