رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع عشر
صرخت صرخة جعلت قلبه ينتفض رعبا عليها، إتسعت عيناه على وسعهما مذهولا مصدوما لما حدث في التو، ترنح جسدها بين يديه جعله يرتجف بشدة ولكنه حملها بين ذراعيه بذعر وهو يُناديها بذهولٍ تام: أروى إزدرد ريقه بصعوبة بالغة وهو يضعها في السيارة ويديه مُغرقة بدمائها، ليسمع صوتها خافتا جدا: - ه هموت حرك رأسه بعنفٍ رافضا لما تقول.. لأ، هتعيشي، هتعيشي يا أروى..
ثم إستقل سيارته سريعا منطلقاً إلي أقرب مستشفي، وسط تجمع كم كبير من موظفين الشركة. كان يقود السيارة بجنون وهو ينظر لها تارة وإلي الطريق تارة، ، بينما هي غابت عن الوعي تماما كمن فقدت حياتها.
صفعة، صفعة قوية هبطت على وجه سلمي التي سقطت على الأريكة من شدتها لتشهق عالياً، بينما صاحت كوثر بإنهيار: - منك لله يا سلمي منك لله أقول لخالد ايه وأمه أقولهم بنتي باعت الشبكة عشان إبني الصايع! تعالت شهقات سلمي وهي تقول: - أومال كنت أعمل إيه أسيب الناس تاكل وشنا أعمل إيه كان لازم أعمل كده وأنقذ ماجد.
صرخت كوثر بوجهها وهي تسدد لها صفعة ثانية: وكده أنقذتيه؟ وحلتي نفسك ووحلتيني معاكي وتقوليلي انقذتيه، حرام عليكي يا شيخة هو أنا ناقصة بتعملي كده ليه ليه..
أنهت كلامها وإنهالت عليها مرة ثانية بالضربات دون وعيٍ منها، لقد إنهارت وفقدت القدرة على التحمل أكثر من ذلك، لتتوقف أخيرا وتجلس وهي تلهث باكية بمرارة وألم ينهش قلبها المُنهك، آتاها صوت إبنتها الباكي: أنا عملت الصح وماجد خلاص هيخرج وهنترحم من كلام الناس يا ماما - ربنا ياخدكم أنتوا الاتنين وأرتاح منكم قالتها كوثر وهي تنهض وتتجه إلي غرفتها.
وصل أمير إلي المستشفي ثم ترجل سريعا من السيارة وإلتف إلي الباب الأخر ثم إلتقط أروى بين ذراعيه راكضاً بها إلي الداخل بكُل ما لديه من سرعة، لتركض نحوه أحد الممرضات تتبعها زميلتها لتنقلانها على السرير الجرار وتركضان بها إلي غرفة الطوارئ ويقف أمير خائفاً تائهاً حائراً، ما الذي حدث؟ ومن الذي يكرهُ إلي هذا الحد، حتى يُريد قتله...!
ترك كل هذا عن عقله، فهو لم يستوعب إلي الآن أنها بالفعل فدتهُ بروحٙها! لماذا فعلت؟ سينفجر عقله، وقلبه سينقلع من مكانه إن لم تفيق أروى ويراها بخير، وإلا إذا رحلت سترحل معه روحه، هذا ما شعر به أمير الذي إستند بظهره إلي الجدار من خلفه داعيا الله أن يُنجيها ويُخفف آلامها.
وصل زياد إلي شركة الأمير، ثم تنهد بٱرهاق وهو يقول بتعب: أووف وصلنا أخيرا يا ماهيتاب تكلمت ماهيتاب بإرتياح: الحمدلله يلا بينا بقي ترجلا من السيارة، ثم توجها إلي داخل الشركة ويران الهرجلة التي حدثت ليعقد حاجباه زياد وهو يقول بإستغراب: ايه الهرجلة دي ومالهم متجمعين كده ليه.. أجابته ماهيتاب وهي تمط شفتيها: مش عارفة تقدم زياد ليسأل أحد الموظفين: هو في ايه؟
أجابه الموظف: سكرتيرة أستاذ أمير إضربت بالرصاص دلوقتي قدام الشركة وهو خدها للمستشفي حالا، ربنا معاها مسكينة!؛ إتسعت عيني زياد بصدمة: ايه رصاص؟ طب وما عرفتوش مين عمل كده؟ حرك رأسه نافياً: للأسف لأ ملحقناش نشوف أي حاجه منعرفش ايه الي حصل احنا طلعنا نجري على الصوت بس.. مسح زياد على رأسه وهو يقول: يا الله، طب هو في مستشفي ايه دلوقتي؟ -مش عارف والله يا أستاذ - أنا هتصل بأمير.
أنهي حديثه وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله ليهاتف أمير لكن دون جدوي لم يأتيه رد منه حاول مرارا وتكرارا، لكن دون جدوى أيضاً، ليتحدث مرة ثانية بجدية: طب أقرب مستشفي هنا للشركة إسمها ايه؟ أجابه سريعا: في **** أومأ زياد رأسه وقال وهو يسير: يلا يا ماهيتاب تعالي سارت ماهيتاب مع شقيقها وهي تقول متنهدة: الحمدلله إن أمير مش جراله حاجة إستقلا السيارة مرة ثانية وإنطلق بها زياد...
ركض أمير نحو الممرضة التي خرجت تركض ليقول بلهفة: في ايه؟ طمنيني عليها أرجوكي تحدثت سريعاً وهي تقول: إحنا محتاجين نقل دم فوراً بندور على نفس الفصيلة! سألها عن فصيلتها فوجد أنها لم تكن نفس فصيلته فقال بأعصاب مشدودة: طيب إتصرفوا إعملوا أي حاجه! - بندرو يا أستاذ إهدي شوية! قالتها بجدية لتتحرك سريعاً من أمامه لكم هو الحائط بقوة ف يريد أن ينقذها بأي وسيلة... في الأسفل..
صف زياد سيارته وترجل منها على عجالة، وكذلك فعلت ماهيتاب، لتقول صائحه: زياد هي دي عربية أمير يبقي هما في المستشفي دي - طب تعالي قالها زياد بإيجاز وهو يدلف إلي المستشفي، ثم الإستقبال ليسألهم عنهما، ليجيبه موظف الإستقبال ويخبره أنهما في الطابق الثاني، فأخذ شقيقته وصعد في المصعد ليتوقف ويخرجا منه وما أن خرجا حتى وجدا أمير يجلس واضعا وجهه بين كفيه لم يشعر بمن حوله، إقترب زياد منه قائلاً بٱشتياق: أمير..
رفع أمير رأسه للأعلي لينهض قائلاً بعدم تصديق: زياد! لم يمهله زياد فرصة حيث عانقه بقوة سنتان لم يراه فيهما، وكذلك فعل أمير وكأنه وجد نصفه الآخر وسند يأخذ بيده في هذه المحنة، طال عناقهما حتى إبتعد زياد مبتسماً: وحشتني يا صاحبي، ثم تابع بجدية: ايه الي حصل يا أمير طمني كاد أن يتحدث فقاطعته ماهيتاب بعتاب: معقوله مش هتسلم عليا يا أمير..
إنتبه أمير لها ثم إبتسم ببهتان وقال: إزيك يا ماهيتاب معلش أعذريني أنا مش مركز خالص.. إبتسمت له وقالت: ولا يهمك.. سأله زياد مجددا: هو في إيه يا أمير، إحنا رحنالك الشركة، وعرفنا الي حصل، مين دول الي ضربوا السكرتيرة بالرصاص.. حرك رأسه بضياع: معرفش يا زياد معرفش أي حاجه أنا هتجنن ملحقتش أشوف أي حد زياد مستفسرا: طب انت عملت بلاغ ولا لسه أمير مجيبا: لا لسه، المهم عندي تقوم بالسلامة.
قطبت ماهيتاب حاجبيها بإستغراب لهذه الحالة ولهفته الزائدة، كل هذا للسكرتيرة! عادت الممرضة مرة ثانية وهي تقول لاهثة: للأسف مش لاقيين في المستشفي خالص يا أستاذ نفس الفصيلة لازم حضرتك تشوف أي حد من مستشفي تانية تحدث زياد سريعا: هي فصيلة دمها ايه؟ أخبرته الممرضة، ليقول: أنا نفس الفصيلة، ومستعد أتبرعلها.. تنهد أمير بإرتياح وهو يغلق عينيه بإرهاق، لتقول الممرضة بإيجاز: طب إتفضل معايا بسرعة يا أستاذ.
سار معها زياد سريعا ليجلس أمير كمان كان ضائعاً.
حاولت سهيلة الإتصال على شقيقتها كثيرا منذ اكثر من ساعتان ولكن لم يأتيها رد لينتابها القلق وتخرج من المنزل لتبحث عنها، ربما فعل سامي لها شيئا أو إكتشف أمير كذبتها، ربما وقعت شقيقتها في فخ أحد البشر كما تقع دائما، دعت الله أن تكون شقيقتها بخير، فعزمت على الذهاب لشركة الأمير...
بالفعل بعد ما يُقارب النصف ساعة وصلت إلى هُناك، لتنصدم صدمة جلية حين عرفت الذي حدث لشقيقتها، لطمت على وجهها عدة مرات وهي تبكي عالياً.. ليتوجه كرم إليها قائلاً بإطمئنان: أن شاء الله هتبقي بخير تعالي نروحلهم المستشفي أومأت سهيلة قائلة من بين بكاؤها: وصلني لأختي بسرعة الله يخليك أخذها كرم وتوجها للخارج ليذهبا إلي المستشفي..
-خير يا حبيبتي في إيه؟ قالها خالد مُتسائلاً بهدوء وهو ينظر إلي سلمي فركت سلمي كلتي يديها بتوتر بالغ لتتابع بخوف: إوعدني إنك متسبنيش يا خالد عقد خالد ما بين حاجباه بإستغراب وهو يتابع مرددا: في ايه يا سلمي قلقتيني مالك مش على بعضك ليه! ترقرقت العبرات في عينيها وهي تُطالعه بنظراتٍ لم يفهمها لكنها أصابت الفضول والقلق داخله، فأردف بجدية: في ايه يا سلمي!
إزدردت ريقها وأغلقت عينيها بألم ثم قالت مُتلعثمة: آآ، أن أنا بعت الشبكة يا خالد لم يستوعب ما قالته فصمت، صمت طويلاً إلي أن فتحت عينيها مرة ثانية وهي تبتعد للخلف بخوف.. تأملها بنظرات غاضبة ليردف بإختناق: ليه؟ لم تجيبه بل ظلت صامته تطلع إليه ودموعها تنساب دمعة تلو الأخري.. جذبها من ذراعها بعصبية: ليه، ردي عليا ليه بعتيها، ردي عليا ليه! خرج صوتها مُتقطع: ع عشان قومت محامي لماجد، مكنش قدامي حل تاني..
إتسعت عينيه بصدمة، هز رأسه بعدم تصديق! ليقول وهو يشعر بوخزه في قلبه: بعتيني!، لدرجة دي أنا ولا حاجة عندك، بعتي الشبكة الي طفحت الدم فيها الي اشتغلت ليل مع نهار عشان احوش تمنها وأجبهالك راحة بكل سهولة تبعيها وعشان مين، عشان أخوكي الصايع! أطرقت سلمي رأسها بخزي فهو مُحق بكل كلمة يتفوه بها، حاولت أن تلمسه ولكنه أبعدها عنه بعنف وهو يقول بحدة: إبعدي!
ساد صمت قاتل بينهما إنهارت مشاعرهما، تألم خالد وهو ينظر لها بعتاب، لقد خزلته وبشدة.. شق ذلك الصمت وهو يقول بصرامة: من اللحظة دي أنتي من طريق وأنا من طريق يا سلمي!. إتسعت عينيها وهي تقول بصدمة: ايه! نظر لها نظرة كفيلة لتضاعف الندم الذي بداخلها، حتى تحدث بنفس الصرامة: الي سمعتيه وهطلقك يا سلمي.. أنهي جملته وصعد راكضا إلي الأعلي لتنهار سلمي باكية وتلعن حظها وأخيها معا..!
وصلت سهيلة إلي المستشفي بصحبة كرم، ثم صعدا للإعلي بعد إستعلامهما أنهم في الطابق الثاني، ركضت سهيلة نحوهم وهي تهتف قائلة ببكاء: فين أختي، أروى فين نظر لها أمير متساءلا: هي أروى أختك! أومأت برأسها وهي تقول: أيوة طمني عليها هي فين؟ أجابها بهدوء: في العمليات جوه لسه بينقلوا ليها دم.. خرج زياد من الغرفة الملاصقة، فقال بإطمئنان: أن شاء الله هتبقي كويسة أسرعت سهيلة تقول: هي فاقت ولا إيه أرجوكم حد يطمني.
نظر لها زياد بفضول، فهو لم يعرفها ولم تكن حاضرة، فأجابه أمير بخفوت: أختها أومأ زياد وقال: مش عارف دلوقتي يخرج الدكتور ويطمنا إهدي إن شاء الله خير.. جلست تبكي بحسرة على حال شقيقتها، حتى مرت ساعة، ساعتان، ولا يوجد أي خبر عن أروى، مما زاد الجميع قلق..
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن عشر
ظل يسير ذهاباً وإياباً، ، وتمر الساعات ساعة تلو الأخري لم يعرف أي شيئاً عن أروى أهي حية أم، عند هذه اللحظة يتوقف تفكيره رافضاً رحيلها ويُريدها تفيق بأي طريقة أيا كانت.. إتجه إليه زياد رابتاً على كتفه وهو يقول مُستغربا لهذه الحالة التي هو عليها: - إهدي يا أمير، إن شاء الله هتبقي كويسة بس أنت إقعد كده وصل على النبي..
مسح أمير على رأسه وقال هامساً: عليه الصلاة والسلام، أنا خلاص مش قادر أتحمل دي بقالها كتير أوي نفسي أعرف مفقتش ليه! أجابه زياد بهدوء: يا أمير ده ضرب بالرصاص هي موقعتش ولا عندها شوية سخونية، إدعيلها ربنا يخفف عنها... تنهد قائلاً: يارب. سار أمير إلي النافذة الموجودة في آخر الرواق ليقف ينظر منها بشرود، بينما قال زياد موجهاً حديثه ل سهيلة: هي أختك كان ليها أعداء؟
رفعت رأسها لتنظر إليه وهي تكفف دموعها بأناملها، ثم قالت بصوتٍ مُرتجف: لأ، أنا معرفش ايه الي حصل ومين ده الي كان عاوز يقتلها، أختي عمرها ما أذت حد... رد زياد بهدوء: ربنا يشفيها، أنهي كلامه وإتجه إلي أمير ليقف جواره قائلاً في تساؤل: هي دي أروى؟ أومأ أمير برأسه ولازال ناظرا من النافذة بشرود، فيما إبتسم زياد وقال: ممم عشان كده أنت خايف وقلقان كده وملهوف كأن روحك مش فيك!
قطب أمير ما بين حاجباه، ثم قال بجدية: أنا مش ناقصك يا زياد! زياد متنهدا: والله أول مرة أشوفك كده، أنت بتحبها يا أمير؟ مسح على وجهه بكف يده، وفضّل الصمت! وزاغت أنظاره بتوتر، ثم قال أخيرا بخفوت: معرفش، معرفش يا زياد، أنا عاوزها تفوق وبس ربت زياد على كتفه وقال: تعرف أخر مرة شوفتك فيها كده كانت أمتي؟
أجابه أمير مُبتسماً بحزن: من ١٥ سنة، من وفاة أمي وأبويا، نفس الإحساس أنا حاسه دلوقتي، ساعتها كان ١٥ سنة، وكنت خايف أعيش لوحدي، وفعلا عشت لوحدي ومشيوا وسابوني، حاسس ان شايف اليوم ده دلوقتي وخايف بردو لهي كمان تمشي و... صمت فجأة وإنتبه إلي حديثه الذي خرج منه دون وعي، ليردف زياد مبتسما: ياه، لدرجة دي يا أمير، وتقولي معرفش!
إزدرد ريقه، ثم إلتفت له قائلاً بحيرة: زياد أروى ضحت بنفسها عشاني!، أنا الي كنت مقصود مش هي، ، يعني المفروض أنا الي أكون مكانها دلوقتي.. عاود النظر إلي النافذة وصدره يعلو ويهبط بعنف، ثم قال حائراً: الي هيجنني، هي إزاي عملت كده! إزاي تضحي بعمرها في لحظة! أنا مش قادر أستوعب الي هي عملته أبدا.
زياد بدهشة: معقولة!، عشان كده قلقان بالطريقة دي، عموما هي شكلها بتحبك جدا، بس قولي أنت ليك أعداء لدرجة دي! إنها توصل للقتل! أجابه بإنفعال خفيف: أكيد ليا منافسين وفي منهم أعداء، بس مش متخيل أن حد منهم يفكر كده لمجرد إني بنافسه في الشغل، أنا مش قادر أستوعب أي حاجه أصلا..! تنهد زياد وقال متساءلا: طب هما فين أهل البنت دي، أنا مش شايف غير أختها بس.
أجابه أمير هادئا: ملهاش أهل غير أختها، بس هي كانت قيلالي أنها مسافرة، معرفش ازاي هي موجودة دلوقتي نظر لها زياد من بعيد وهو يقول: يمكن جات من السفر عادي - ممكن، قالها أمير بإيجاز، ليردف بعد ذلك بتساؤل: أومال فين عمتي ماجتش معاكم ليه؟ إبتسم وقال: هتحصلنا كمان أسبوع عشان بابا عنده شغل لسه، هيخلص وهينزلوا مع بعض أومأ أمير برأسه وهو يتنهد بعمق...
جلس خالد في غرفته دافنا وجهه بين كفيه بحزن، لقد شقيّ ليلا ونهارا في سبيل إجماع حق الذهب الذي فرطت فيه سلمي بهذه السهولة، لقد كافح من أجل الوصول إليها، في حين كانت أمها ترفض الزواج حاليا، هو أصر وتمسك بها ليتفاجئ بها تخزله بعد ذلك.. عقله رافضا الإقتراب منها ولكن قلبه، قلبه يُريدها وبشدة.. تفاجئ بأمه تدلف إلي الداخل وهي تقول بغيظ: قوم يابني يلا عشان تطلقها أنا خلاص معنتش قابله الناس دي!
رد عليها خالد بهدوء: سبيني لوحدي يا ماما من فضلك أنا مش طايق نفسي نعمة بحدة: ما هو أنت لازم تطلقها عشان ترتاح، وأنا أجوزك شروق بنت خالتك وتعيش حياتك ودي تنساها خالص، مش كفاية تبيع الشبكة من وراك دي بت ملهاش أمان قوم يابني قوم.. خالد بإنفعال: سبيني بقي يا ماما حرام عليكي بجد إرحميني.. تفاجئا بطرقات خافتة على باب الشقة لتتوجه نعمة وتفتح لتجد سلمي..
صاحت بها قائلة: أنتي عاوزة ايه؟ أمشي من هنا بقي وسيبي إبني في حاله خرج خالد ليقف خلف والدته ناظرا إلي سلمي بغضب.. بادلته النظرة بنظرة توسل وإعتذار فأردفت ببكاء: خالد أنا أسفة أرجوك سامحني.. نعمة بحدة: بقولك إيه بلاش المسكنة دي، خلاص إبني هيطلقك يعني هيطلقك، ياريت تغوري من هنا بقي إزدادت سلمي بكاءا على بكاؤها، ثم إقتربت من زوجها قائلة بضعف: هطلقني يا خالد أومأ برأسه وقال بصرامة: أيوة.
تنهدت نعمة بإرتياح وإبتسمت بإتساع.. أغلقت سلمي عينيها بألم، وتعالت شهقاتها ثم إستدارت لتخرج من المنزل وما أن خطت بقدمها حتى تفاجئت بمن يجذبها ويحتضنها بقوة.. عانقها خالد بكُل قوته وهو يغلق عينيه متنهدا بعمق.. بينما إتسعت عيني نعمة بصدمة لما فعله ولدها، وكذلك كانت سلمي مذهولة، لم تصدق أنها في أحضانه ومنذ قليل قال لها سأتركك.! همس في آذنها قائلا بعمق: بحبك، ومش هسيبك مهما عملتي.
إيتعدت عنه وهي تمسح دموعها ببراءة: بجد أومأ لها برأسه ومد يديه يمسح دموعها من وجنتها قائلاً بحزم: بجد، بس ده ميمنعش إني لسه زعلان ولسه هعاقبك أومأت رأسها بسعادة: عاقبني بس متسبنيش تنهد وقال: ماشي، يلا إنزلي نامي دلوقتي وبكرة نتكلم تنفست الصعداء بإرتياح وقالت: تصبح على خير - وأنتي من أهله... أغلق الباب لتردف نعمة بغيظ: هو ده الي ربنا قدرك عليه؟ تحدث بهدوء وهو يتجه إلي غرفته: تصبحي على خير يا ماما!
- ها إيه الأخبار؟ أردف ماجد بتلك الكلمات في تساؤل.. ليتحدث ذاك المُجرم بخفوت: للأسف مجتش فيه والعيال إتحولت! ماجد بذعر: أومال في مين؟ - بيقولوا في بت كانت معاه جريت عليه وخدتها مكانه.. ماجد بإندهاش: خدتها مكانه! ياتري مين دي، معقولة تكون هي! - هي مين؟ شرد ماجد وهو يضيق عينيه: لو فيها ده يكون أحلي إنتقام، يارب تكون هي!
- أنا مش فاهم حاجه، عموما أنت خلاص هتخرج إبقي إنتقم أنت بقي لأن احنا مهمتنا خلصت كده! إبتسم ماجد بإنتصار وقال بتوعد: ماشي يا أمير، دورك لسه مجاش!
خرج الطبيب ليركض أمير نحوه قائلاً بلهفه: خير، يا دكتور؟ تنهد الطبيب بإرهاق وهو يمسح حبات عرقه: الحمدلله الحالة مستقرة جدا، خرجنا الرصاصة بصعوبة نحمد ربنا إنها بخير وإنها كانت بضهرها وبالقرب من كتفها قدر الله وماشاء الله أمير بتساؤل: يعني هي فاقت؟ الطبيب بنفي: لا في خلال الخمس ساعات الجايين هتكون فاقت إن شاء الله، بس خلاص عدينا مرحلة الخطر وهي دلوقتي في غرفة بعيدا عن العناية فمتقلقش خير..
أخذ أمير يتنفس بإرتياح وهو يقول: الحمدلله.. أسرعت سهيلة تقول: ينفع أدخل أشوفها.. الطبيب بجدية: الأفضل لما تفوق، عن اذنكم.. جلس أمير بإرهاق ولقد ظهر شبح الإبتسامة على محياه، بينما إبتسم زياد له فهو يعرفه جيدا ومتيقن أنه يحبها ولكنه يُكابر! بينما زفرت ماهيتاب بضيق وأصابها الفضول لرؤية تلك التي قلبت كيانه لتجعله خائفا عليها إلي هذه الدرجة!
مر ساعتان، لقد قارب الوقت على الفجر، لاحظ أمير إرهاق الجميع فقال موجها حديثه ل زياد: - زياد، خد مفتاح الشقه اهو وخد ماهيتاب وروح ارتاح أنتوا جايين من سفر، يلا زياد نافياً: لا يا أمير مينفعش أسيبك لوحدك أمير بتصميم: أسمع الكلام، أختك ذنبها ايه تتذنب كده، الفجر هيأذن يلا بس وأنا هفضل لحد ما تفوق، ثم قال بخفوت: وشوف اختها ساكنة فين ووصلها في طريقك.
أوما زياد برأسه وقال: ماشي، ، يلا يا ماهيتاب، ، توجه إلى سهيلة وهو يقول: إتفضلي معايا هوصلك لان الوقت إتأخر جدا دلوقتي وبعدين قعدتك هنا مش هتفيد بحاجة.. سهيلة وقد هزت رأسها بعلامة النفي: لأ طبعا مش هسيب أختي وأمشي زياد بإصرار: مينفعش، عموما أنا هاجي تاني قوليلي بس أنتي على بيتك وأنا هوصلك وأجيبك، وبعدين قعدتك مش هتعمل حاجة..
أمير بتأكيد: بالظبط، قعدتك مش هتعمل حاجة، روحي أنتي وأنا موجود متخافيش عليها.. أنهي حديثه وهو يتمني أن تنصرف حتى حين تفيق أروى يكون بمفرده معها حتى يعرف لماذا فعلت هذا من أجله! أومأت سهيلة بيأس ثم قالت بتساؤل: طيب فين شنطة أروى أنا عاوزة حاجتها.. أشار أمير إلي زياد وهو يقول: مفتاح العربية مع مفتاح الشقة يا زياد، هتلاقي حاجة أروى فيها.. زياد بإيجاب: ماشي، ثم إنصرف بصحبة شقيقته و سهيلة.
بعد قليل إستمع أمير إلي آذان الفجر يعلو، فنهض وهو يهمس بالشهادة، ثم توجه إلي الأسفل حيث توجه إلي المسجد الملاصق للمشفي، ثم قام بالوضوء وهو يزيل أثار الدماء من يديه متنهدا بحزن، أنهي وضوئه، ثم قام بتأدية فريضة الفجر وما أن إنتهي ختم الصلاة ودعي أن تفيق وتكون بخير، ثم صعد مرة ثانية متوجها إلي الغرفة، ما هي إلا ساعة مرت وقد علم أنها بدأت تستعيد وعيها...
ليدلف سريعا إلي داخل الغرفة وقلبه يخفق بعنف مُجرد أن رأها بعينيه... خرج صوته هامساً: أروى، حمد لله على سلامتك... لم تستوعب المكان ولا شيئا حولها حتى أغمضت عينيها مرة ثانية محاوله أن تستوعب سمعت صوته: أروى سمعاني، ردي عليا فتحت عينيها ونظرت له وهي تومئ رأسها بتعب، إبتسم قائلاً: خضتيني عليكي تحدثت بإرهاق: ايه الي حصل أجابها بمرح: أنا الي عاوزك تقوليلي ايه الي حصل ده أنا مستنيكي تفوقي من بدري.
تذكرت أروى الذي حدث أمس، وما فعلته، ليردف أمير بجدية وهو يقترب منها: قوليلي يا أروى ليه عملتي كده، عرفيني إزاي ضحيتي بنفسك، ليه وعشان إيه؟ صمتت لبرهه وهي تحملق به، فتحدثت بصوت خافت جدا: عشانك.. ضيق عينيه وقال بتساؤل: ليه؟ ليه عشاني، أنتي مجنونة أكيد مجنونة يا أروى تنهدت بتعب وإرهاق: عشان أنت حمتني وانقذتني، عشان انت متستاهلش الغدر، عشان، عشان أنت أنضف حد قابلته في حياته.
هزت كلماتها قلبه، فظل ينظر إليها بصمت، لكنه قال بعد ذلك: تقومي تضحي بنفسك عشاني أنا مش قادر أستوعب لحد دلوقتي! إبتسمت وقالت: عندك إعتراض! رفع أحد حاجبيه وتابع مشدوها: بجد مجنونة.!
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع عشر
مبروك ألف مبروك هتف بتلك الكلمات ذاك الرجل جليس ماجد في السجن، ليبتسم ماجد بسعادة ويردف: - الله يبارك فيك ضيق عينيه ليقول بمكر: متنساش الي إتفقنا عليه يا ماجد، عشان تصطاد عدوك لازم تخش عليه بالحنين، وتتمسكن لحد ما تتمكن وساعتها، إديله الضربة القاضية! كز ماجد على أسنانه بتوعد: مش ناسي، يا أنا يا هو!..
أوصل زياد سهيلة إلي منزل شقيقتها أروى، فالبطبع لم تخبره منزلها الأساسي وإلا ستكون كارثة! ترجلت من السيارة وهي تشكرهُ بإمتنان، ليرد زياد بإبتسامة: - العفو، أنا خلاص عرفت البيت لو تحبي ممكن أبقي أوصلك المستشفي تاني حركت رأسها نافية: لأ شكرا جدا، أنا هبقي أروح لوحدي تعبتك معايا عن إذنك أنهت كلامها وإتجهت نحو مدخل البناية لتصعد سريعاً.. بينما قاد زياد السيارة وتحرك به، لتقول ماهيتاب بتأفف:.
- أنت غريب جدا يا زياد إحنا مالنا ومالها بتوصلها ليه هي من بقية عيلتنا يعني! زياد رافعا أحد حاجبيه: ايه يا ماهيتاب، عادي يعني ده عمل إنساني مش أكتر! ومالك مضايقة ليه؟ رمقته بإغتياظ وتابعت: عشان أنا مش عارفه مين دول أصلا وليه أنتوا مهتمين بيهم كده! زياد بهدوء: أنتوا مين يا ماهيتاب ماهيتاب بتلعثم: آآ، أنت وأمير، أنا أول مرة أشوف مدير شركة قلقان على سكرتيرته بالطريقه دي.
تابع زياد بنفس الهدوء: لأن هو قالي إنها خدت الطلقة دي مكانه ف بالتالي يعني، هيكون قلقان كده، والله أعلم ممكن يكون في بينهم حاجة! قطبت ماهيتاب حاجبيها بضيق ثم تابعت بتساؤل وإختناق: بينهم حاجة ازاي يعني..؟ نظر لها زياد وتابع بجدية: خطوبة مثلا، ممكن يكونوا متفقين يتخطبوا وهيفاجئونا ولا حاجة!
كزت على أسنانها ونظرت من نافذة السيارة، ثم قالت بتهكم: خطوبة!، والله عشنا وشوفنا، ايه كلام الافلام الهابطة ده في صاحب شركة يتجوز حتت سكرتيرة اوف حاجة تقرف تعجب لها زياد، ونظر لها بإستغراب قائلاً: طب وأنتي مالك يا ماهيتاب، مالك مضايقة كده ليه يعني..؟ نظرت من النافذة ولم تجيبه، مما جعله يخمن، أنها تكن ل أمير مشاعر ربما تكون حُب!
لماذا إقتحمتيني فجأةً دون حتى سابق إنذار وكيف أوقعتيني في فخك نعم أنه فخ الحب الذي لم أشعر به يوما وها قد جاء على يدك، ، جاء اليوم الذي أشعر بقلبي يخفق، هل أحببتك؟، لا، لا أصدق، ولكن، لكن ماذا عن دقات قلبي عندما أراكي؟ عدلت الممرضة من وضعية أروى حيث أسندت ظهرها برفقٍ شديد إلي ظهر الوسادة، لترتفع قليلا وتجلس بأريحة أكثر، بينما وضعت لها عصائر مُعلبة وأبلغت أمير أن لابد من تناول ثمرات الفاكهة..
تركتهما وخرجت ليمد أمير يده لها بالعصير، فتناولته منه بإستحياء... حاول أمير تحاشي النظر إليها، حاول محاربة الشعور الذي بداخله! أنه يشعر بقلبه يخفق عندما يري إبتسامتها، يبادلها الإبتسامة تلقائيا، وأصبح يطيل النظر إليها فما هذا؟ أنه الحب، عند هذه الكلمة ينفض تلك الأفكار من رأسه، أيعقل أنه أحبها!؟ شيئاً هو لم يصدقه إذا فماذا عن دقات قلبه؟
هذا ما كان يفكر به في شرود، حتى أفاق على صوتها وهي تسأله: سرحان في ايه؟ إنتبه على صوتها ليتنهد بعمق، ثم أردف: ولا حاجة، أنتي أخبارك ايه دلوقتي؟ أجابته بخفوت: الحمدلله -تعبانة، قالها بحنان بعض الشئ فأجابته بإرهاق واضحا في نبرة صوتها: يعني قال بجدية: لحد الآن مش لاقي تفسير للي عملتيه ومحتاج إجابة مُقنعة عشان أقدر أصدقك، جاوبيني يا أروى وريحيني.
تنهدت أروى بنفاذ صبر: أنت سألتني السؤال ده أكتر من عشر مرات وأنا جاوبتك برضو اكتر من عشر مرات، ف ليه بقي مش قادر تقتنع أنا بجد قولت الحقيقة مسح على وجهه بإرهاق، ثم تابع بجدية: ماشي يا أروى، بس بالي أنتي عملتيه عذبتيني أكتر، يعني أنا السبب في الي أنتي فيه ده دلوقتي ودي حاجة مش كويسه بالنسبالي فضلت الصمت وهي تغلق عينيها بتعب، بينما تابع هو بمرح: زهقتي من أسألتي صح؟
فتحت عينيها، وهي تطالعه بضيق، فقال مرددا: ما هي حاجة تجنن بصراحة، أنا مشفتش حد بيفدي حد كده بالسهولة دي... ردت بغيظ: طيب أنا أعمل إيه دلوقتي. حك صدغه بإبهامه وتابع مازحاً: متعمليش حاجة يا ملاك عقدت حاجباها وقالت بتعجب: ملاك؟ تابع بمرح: اها، هسميكي ملاك ماهو مفيش بني آدم طبيعي يعمل الي عملتيه، فهتبقي الملاك تنهدت وهي تقول: متشكرة على التريقة! نهض قائلاً بإبتسامة: دي مش تريقة، أنا رايح أجيب الفاكهة..!
أنهي جملته وإتجه صوب الباب ليخرج تاركا لها تضحك بعفوية وهي تحدث نفسها: ايه الجنان ده، وبيقول عليا أنا الي مجنونة!
ما إن خرج ماجد من مركز الشرطة (القسم).. حتى وجد مايا تنتظره وهي تبتسم، عبس بوجه وهو يكز على أسنانه مُجرد أن رأها... لتتجه نحوه قائلة بإشتياق: ماجد وحشتني أوي حمدلله على سلامتك يا حبيبي دفعها ماجد بعنف: إبعدي عني، أنتي السبب في كل ده وجاية تقوليلي حبيبي، حبك برص يا شيخة!
زفرت مايا بحنق وتابعت بضجر: ايه يا ماجد وأنا يعني ذنبي ايه، ما أنا مكنتش أعرف الي أمير هيعمله ده كله، أنا قلت هتنتقم من البت دي وخلصت الحكاية، سامحني يا حبيبي والله ما كان قصدي! قال بحدة: طب أنتي عاوزة ايه دلوقتي؟ مايا بصدمة: ايه يا ماجد أنا كنت بعِد الأيام عشان أشوفك وأول ما عرفت إنك خلاص هتخرج جيت عشان أستناك صدقني سألها بفضول: هو أنتي عرفتي إزاي إني خرجت أصلا؟
أجابته سريعا: أنا كنت بسأل عليك وبجيلك على طول، بس مكنوش بيرضوا يدخلوني ليك ولما جيت أخر مرة عرفت انك هتخرج من العسكري.. صمتت قليلا ثم تابعت بتساؤل: طيب أنت هتعمل ايه دلوقتي؟ حك فروة رأسه وهو يقول بضجر: معرفش، أنا خلاص بقيت عاطل ومعنديش شغل.. لمعت عينيها بمكر وقالت بخبث: ممم طيب تعالي نقعد في أي حتة ونخطط هنعمل ايه مع بعض!
عاد أمير بعد أن جلب لها بعض الفاكهة الطازجة، مثل ثمرات التفاح والموز... جلس قبالتها على المقعد، ثم أخذ يناولها، فتحدثت هي بإمتعاض: - مش هقدر أكُل حاجة بجد مليش نفس أمير بجدية: دي تعليمات الدكتور، وفري على نفسك وكلي، لأن أنا تعبان ومش حمل مُناهدة، بقالي يومين صاحي، عارفة ده معناه ايه؟ عقدت حاجباها بتساؤل: معناه ايه! إبتسم قائلاً: ولا أي حاجه ضحكت، ثم تألمت فور ضحكاتها، ليقول بقلق: مالك يا أروى.
ردت بخفوت: مفيش بس الجرح بيشد عليا عشان ضحكت - طيب بطلي ضحك وكلي - أوك، قالتها وهي تضغط على نفسها لتأكل.. ساد الصمت بينهما لعدة دقائق، ثم قطعه أمير حين قال: - صحيح أختك جات و... لم يكمل جملته حتى سعلت بشدة فور سماعها جملته، فإنتابه القلق ونهض مسرعا، ليناولها كوب الماء الموضوع على الطاولة الصغيرة هدأت بعض قليل وهي تتناول المياه، ثم إزدردت ريقها بصعوبة وتابعت: هي عرفت منين؟
مط أمير شفتيه وقال: مش عارف، يمكن راحت الشركة وعرفت الي حصل، هي رجعت من السفر إمتى؟ أجابته بتوتر: يعني من يومين، طب هي فين دلوقتي؟ - روحت مع زياد، قالها أمير بإيجاز فقالت هي بصدمة: زياد مين؟ ضحك قائلاً: متخافيش، ده زياد إبن عمتي رجع من أمريكا النهارده، فخدها وصلها في طريقه طغي الإرتباك على ملامح وجهها سريعا، وبدأ صدرها يعلو ويهبط بخوف... عقد أمير حاجباه وهو ينظر لها بقلق: في ايه يا أروى مالك؟
خرج صوتها مُتحشرج ؛: م م مفيش تنهد أمير وقال: أنتي زعلتي أن زياد وصلها؟ معلش ما الوقت كان متأخر جدا وكنا قربنا على الفجر، هو صحيح غلط تروح في الوقت ده مع واحد غريب بس للضرورة أحكام أومأت برأسها وهي تقول بخفوت: أيوة معاك حق دعت ربها سرا أن لا يكون أوصلها إلي منزل أمها، فهي الآن تخشي أن تنكشف اللعبة ويزداد الأمر سوءا.
بعد قليل... دلفت سهيلة وهي تركض إليها بلهفة، قائلة بإشتياق: أروى حبيبتي انتي كويسة؟ طمنيني عليكي إبتسمت لها أروى واومأت قائلة: أنا كويسة أوي الحمدلله متخافيش تنهدت سهيلة بإرتياح، ثم قالت بخفوت: الحمدلله.. تركهما أمير وخرج مغلقا الباب خلفه، لتقول سهيلة بتساؤل: ايه الي حصل يا أروى إحكيلي أروى بهدوء: أنا معرفش مين الي عمل كده يا سهيلة سهيلة بجدية: أنا مش متخيلة الي حصل إزاي في حد بيكرهك لدرجة دي؟
نظرت لها طويلا وأردفت: مش بيكرهني أنا يا سهيلة، بيكره أمير إتسعت عيني سهيلة وهي تتابع: يعني ايه؟ الرصاصة دي كانت لأمير! أومأت أروى، لتنفعل سهيلة قائلة: وأنتي الي خدتيها مكانه بقصدك؟ أروى بنبرة هادئة: أيوة هبت سهيلة واقفة قائلة بصرامة: أنتي مجنونة؟ بتضحي بعمرك عشان خاطر واحد متعرفهوش؟ ازاي تعملي كده ازاااي! زفرت أروى أنفاسها بحنق، وصمتت.. لم تصدق سهيلة الذي فعلته شقيقتها، فأردفت بعدم إستيعاب:.
- طب ليه، هانت عليكي نفسك ده مجرد واحد هتشتغلي عنده وتمشي لأ، قالتها بإنفعال، ثم تابعت بعصبية: - مش همشي أنا بحبه، أنا بحب أمير، مش هقدر أذيه أو أضره وكان لازم أفديه لأني لأول مرة في حياتي بقابل حد نضيف ذُهلت سهيلة وهي تعقد ما بين حاجباها، ، تابعت بصدمة: بتحبيه!
هزت رأسها عدة مرات، ثم تابعت وقد ترقرقت العبرات في عينيها: أعمل إيه مش بإيدي، حاولت أحارب شعوري مقدرتش ولا هو أنا يعني مش من حقي أحب زي كل البنات؟ جلست سهيلة مرة ثانية ولا تزال مصدومة، همست قائلة: طب إزاي يا أروى أنتي نسيتي سامي والي هو عايزو! إنفعلت أروى مرة ثانية وهي تمسح دموعها: يولع سامي، ويغور في ستين داهيه، أنا مش هنفذ الي قاله مهما عمل!
سهيلة بخوف: طب والشيك الي مضيتي عليه؟ وسيبك من ده كله، لما يعرف أمير باللعبة دي هيعمل ايه؟ إزدردت ريقها بخوف، ثم قالت من بين بكاؤها:.
أنا نفسي أحكيله، وأقوله كل حاجة، بس، بس خايفة، خايفة يسيبني بعد ما صدقت لقيته، خايفة لما يعرف أن أمي فاتحة بيتها للرجالة، لما يعرف إني عايشة في دعارة، دعارة يا سهيلة، تفتكري هيصدق إني بريئة؟، حركت رأسها بعنف وهي تنفجر باكية: مستحيل هيصدق إني نضيفة وصونت نفسي رغم القرف ده!
أشفقت سهيلة على حال شقيقتها لتقوم بمعانقتها وهي تمسد على شعرها، ثم إبتعدت عنها قائلة في تساؤل: والعمل ايه يا أروى، أنتي كده هتورطي نفسك أكتر.. هدأ بكائها لتردف بثبات: العمل إني حبيت الشخص الي وقف جنبي، وكان طوق نجاتي، مش هسيبه مهما حصل وأكيد ربنا هيوفقني، أنا عشقته يا سهيلة.. عُشقتك أميري، فأنت من شفيت عليلي، خدعتك وأنت تشكرني على جميلي، اه لو تعلم حبيبي، كيف عانيت سنوات دون أن يشعر أحد ب لهيبي...
هل ستغفر كذبتي؟ أم ستتركني أعاني وأحترق من جديد، مهما فعلت ف أنا عُشقتك، عُشقتك أميري.