logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





03-04-2022 04:52 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10











t22139_5163تقع وتنهض، تُجرح وتطيب، فقررت أن تستقل بحياتها دون رجلا، وعندما تقابلت معه رفضته رفضا تاما، فـ أصر هو إصرارا تام.. وجعلها تندم علي كُل لحظة حٙزنت فيها عندما أخبرها إنها جعلت دُنياه مُعطرة برائحة الياسمين.نهضت ياسمين عن فراشها بحيوية في الصباح الباكر، لتدلف إلي المرحاض وتتوضئ ثم بعد ذلك وقفت بين يدي الله تؤدي صلاة الضحي، بخشوع تام، ما إن إنتهت جلست تختم صلاتها، ثم بعد ذلك قامت بإرتداء ملابسها بهدوء والتي كانت عبارة عن ملحفة سوداء واسعة فضفاضه أزادتها جمالا حين وضعت النقاب الأسود عليها لتُصبح كالحورية ولم يظهر منها أي شئ سوي عينيها لم تكتفي بذلك بل أنزلت عليها البيشة لتتجنب أي معاكسات نظرا لأن عينيها عسليتان ممزوجتان بالخضار بهما سحر يجذب من ينظر إليهما..توجهت إلي خارج الغرفة حيث وجدت أمها(فردوس) بصحبة شقيقتها (يمني).. فقالت بصوتٍ هادئ وإبتسامة صافية: صباح الخيرردت فردوس قائلة مبادلة إياها الإبتسامة: صباح الخير ياسمين.فيما قالت يمني بهدوء: صباح النور يا آسيرة الظلام!ضحكت ياسمين وقالت بتذمر طفولي: ماذا تقصدين يمني!أجابتها فردوس بنبرة مغتاظة: تقصد هذا السواد الذي إنغمستي فيه ياسمين، تقصد هذه الملابس التي تعطيكي عمر أكبر من عمرك وكأنكِ تدفنين نفسك ولا تتمتعين بحياتك الشبابية..يتبع في الفصل الأول...فصول نوفيلا برائحة الياسميننوفيلا برائحة الياسمين للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأوليمنى مؤكدة: نعم معك حق يا أمي، وهذا ما أقصده ياسمين.تحدثت ياسمين بهدوء: يا الله، لم تملي يا أمي من هذا الحديث! لقد قلت لكِ من قبل إنني أرتاح في هذه الثياب وأعشق النقاب حتى أصبح جزءاً مني ولن أتخلي عنه فرجاءاً لا تقولي لي هذا الكلام مره ثانيه وأنتي أيضاً يمنى! فحقاً مللت!رفعت يمنى أحد حاجبيها وقالت بضيق: ونحن أيضاً مللنا منكِ ياسمين نري الفتيات جميعهن تزوجن وأنتِ وحدك لم تتزوجين إلى الآن! واللاتي بعمرك سنا أنجبن وأصبح أبنائهن على وشك الزواج أيضاً أنتِ لم تنتبهي أنكِ تخطيتي الخمس وثلاثون عاماً من عمرك؟ ها أنا سأتزوج قريباً وأنتِ كما أنتِ والسبب هذه الثياب التي تدفنك دفناً!وكزتها أمها في ذراعها وهي تقول بخفوت: كُفي عن هذا الكلام يمنى!يمنى بلا مبالاه: لماذا؟ أليست هذه الحقيقة؟ من الذي سيتزوج فتاه لم يراها ودائماً مغطاه بهذا السواد!أجابتها ياسمين بثقه: الذي سيتزوجني، سيتزوجني لأجلي و ليس لأجل ثيابي يا يمنى، وإن كان سيتزوج من أجل الثياب والجمال ف لا يلزمني، أنا أعشق ثيابي ولن أتخلي عنها في سبيل الزواج، وإعلمي أن تأخر زواجي بيد الله ليس بيدي أو بسبب ملابسي..أنهت ياسمين حديثها ثم إتجهت صوب الباب فهتفت أمها قائلة: إلى آين يا سمين أنتي لم تأكلين شيئا حبيبتي.ياسمين بحزن بعض الشئ: شكرا، لا أريد!ما كان من فردوس إلا أن عاتبت إبنتها يمنى بشدة حيث قالت لها:أنتِ عديمة الإحساس يا يمنى، لم تخافي على شعور أختك أبداً، لا يوجد داعي لهذا الكلام الجارح..!تنهدت يمنى وقالت: يا أمي أنا أصغرها بخمسة عشر سنوات وسأتزوج عن قريب، أريدها تتزوج هي الأخري، لابد من تغيير ثيابها!فردوس بحدة: لن تغيره هي! كفى وإتركيها لقد نصحتها أكثر من مرة وهي تصر على ذلك ف لا تدخلين أنتِ مرة ثانية!، فإذا ظللتي هكذا ستدمرينها بكلامك يمنى..!زفرت يمنى بضيق ونهضت قائله: حسنا أمي أنتما أحرار..!كانت تسير تسترجع حديث شقيقتها! هي لم تحزن يوما على تأخر زواجها، نعم تشعر بالفراغ العاطفي أحياناً ولكنها لم تشعر بالحزن، لأنها تعلم أن هذا نصيب ومكتوب عند الله لا داعي لسخافة من حولها، وأيضاً ياسمين تعلم بأن الله يُخبئ لها الأجمل تلك هي ظنونها في خالقها...سارت إلى أن وصلت للمدرسه التي تعمل بها مُعلمة لغة إنجليزية..أقبلت علىها صديقتها نهلة وهي تقول مبتسمه: أهلا ياسمين صباح الخير كيف حالك؟ياسمين بإبتسامة: بخير، الحمدلله..قالت نهلة: خطبة إبنتي يوم الجمعة لابد آن تأتي ياسمين.عقدت ياسمين حاجبيها وقالت في تساؤل: إبنتك أليست صغيرة بعد؟ على ما أعتقد أنها في السابعة عشر من عمرها لم تتجاوز العشروننهله بتهكم: نعم، لم أنتظر حتى تتخطي الثلاثون عاما وتُصبح عانس وتجلس إلى جواري ثم يفوتها قطر الزواج!صُدمت ياسمين ثم قالت بتعجب: أنتِ أيضاً تقولين ذلك يا نهلة! ألم تعلمي أن ذلك بيد الله وآن يوجد أشياء آخري أهم من الزواج المبكر!.ضحكت نهلة ساخرة: أعلم ياسمين، وما المانع أن تحقق ما تتمني وهي متزوجة أيضاً! وإلا بعد ذلك تصبح عانس وحديث الناس!أومأت ياسمين برأسها وقالت بعدم إقتناع: ربما معكِ حق!تنحنحت وقالت: آسفة ياسمين لم أقصدك أنتِ بذلك الكلام...ياسمين بثقة: أعلم! لأنني لم أشعر يوماً أنني أصبحت عانس، لأن لايوجد شيئاً إسمه عانس، هذا لقب سخيف أطلقه الجاهلون!، ثم تابعت: عن إذنك سأري عملي، ومبارك مُقدما لإبنتكردت نهلة سريعا: بالتأكيد ستأتي ياسمين! وجودك هام حبيبتي.أومأت لها ياسمين وأجابت بهدوء: بالتأكيد سأآتي...ها قد آتي يوم الجمعة، هذا اليوم الذي تحبه ياسمين وتشعر فيه براحةٍ نفسية، كُونه راحة من العمل ويوم تذكر الله فيه كثيراً وتدعي بما تتمناه فهي تعلم آن يوجد به ساعة إستجابة لذا تحرص ألا تغرب الشمس دون آن تبوح بكل شئ إلى خالقها...بعد آن أدت فريضة العشاء، دلفت يمنى التي قالت في تساؤل: ياسمين أنتِ ستذهبين إلى خطبة إبنة صديقتك نهلة؟أومأت ياسمين قائلة بهدوء: نعم سأذهب، تأتي معي..؟إبتسمت يمنى قائلة: نعمبادلتها الإبتسامة وهي تقول: حسنا، إرتدي ملابسك وأنا أيضاً سأرتدي ملابسي..إرتدت نقابها الأسود، على ملحفتها السوداء أيضاً ثم خرجت بصحبة شقيقتها يمنى متجهتان إلى حفل الخطبة وتركتا أمهما تدعو بتوسل بآن يرزق إبنتها الزوج الصالح..وصلتا إلى حفل الخطبة الذي كان في أحد القاعات المتوسطة، دلفتا إلى الداخل، ثم صافحت ياسمين زميلتها نهلة وقامت بتهنئة إبنتها وسط همزات النساء اللاتي تحدثن بخفوت منهن من تنظر لملابسها بإستغراب ومنهن من تشفق علىها بسخرية لعدم زواجها إلى الآن، حتى شعرت ياسمين بتلك الهمسات السخيفة ولكنها لم تهتم وإتسعت إبتسامتها تعجباً لهن..!أقبلت علىها إحدي الزميلات وهي تقول: أهلا ياسمين، كيف حالك؟أجابتها ياسمين بهدوء: الحمدلله، بخير، كيف حالك أنتِ؟أومأت لها قائلة: بخير، ثم تابعت بمرح: قولي لي أنتِ لم تتزوجين إلى الآن ياسمين؟تنهدت ياسمين بنفاذ صبر وهي تقول: نعم، لم أتزوج إلى الآن هل يوجد عقبه؟لا أبدا حبيبتي، ولكن أحياناً أحدث نفسي كيف تعيشين بلا زواج إلى الآن، أنتِ فتاة جميلة ولكن مع الأسف تخفين جمالك في هذا النقاب أعتقد ياسمين أنكِ إذا تخليتي عن هذه الثياب ستتزوجين بسرعة شديدة..!- وهل من الممكن أن تتخلي عن جزء لا يتجزء منكِ؟ هذه الثياب هي جزء من روحي أرتاح بها وأشعر وكأني ملكة ولم تكن أبدا عقبة في الزواج، الغريب انكم تعتقدون أن تأخر زواجي بسبب ملابسي، ونسيتوا آن هذا الآمر بيد الله سبحانه وتعالى فقط..!-نعم، نعلم ولكني أستغرب أحيانا لماذا هذه الثياب تحديدا وهي لم تكن فرضا علىنا، إنما الحجاب فقط هو الذي فرضا علىنا..! فلماذا أنتِ تتمسكين به هكذا..؟ضحكت ياسمين بهدوء ثم قالت: لم أختلف معك عزيزتي إن كان فرضا أو لا، ولكنه سنة وفضل وأنا لست بغني عن فضله، هذه الثياب عفة وحياء، كما أنها إقتداء بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ويكفيني فخرا أنني أتشبه بيهن، وأيضاً أنا أحب هذه الثياب وأعشقها بشدة، لأنني ببساطة كما قلت لكِ أشعر كأني ملكة وجوهرة غالية...لم تقتنع صديقتها بكلامها وإنما أومأت برأسها وإبتسمت...لتبتسم ياسمين أيضًا وتصمت..وبعد قليل ظهر شابا وسيما إلى حد ما و...ظهر شابا وسيما إلى حد ما أثناء حفلة الخطبة، ألقي السلام على إبنة خالتهُ نهلة..ف صافحته الآخيرة وهي تقول مبتسمه: أهلا طارق، كُنت سأغضب منك إن لم تأتي الخطبة!ضحك طارق وقال مرحا: ها قد جئت يا نهلة، مبارك ل إبنتك.نهلة بمرح: العقبة عندك يا طارق، أظن أن الدور سيأتي علىك أنت المرة القادمة.طارق بمزاح: إذا إبحثي لي عن عروس، تليق ب المهندس طارق.ضحكت نهلة قائلة من بين ضحكاتها: أنت مغرور للغاية يا طارق، بالطبع سنجد من تليق بك، عن إذنك قليلًا!تركته بعد ذلك، ليقف طارق بمفرده ويتجول بعينيه القاعة حتى وقعت عينيه على تلك الحورية المنتقبة التي تقف بهدوء ورازنة، لفتت إنتباه من ضمن الحاضرات لحفل الخطبة، فظل ينظر لها بإستغراب قليلا إنها الفتاة الوحيدة التي ترتدي الزي الإسلامي في هذه القاعه المليئة بالمتبرجات، تعجب قليلًا وهو يتمعنها بعينيه..فراح يسأل نهلة عن من تكون هذه الفتاة!-من هذه الفتاة يا نهلة؟أردف طارق وهو يُشير بيده في إتجاه ياسمين.فأجابته نهلة بإبتسامة: هذه الفتاة زميلتي في العمل يا طارق.طارق بإندهاش: معني ذلك أنها بنفس عمرك؟أومأت له بتأكيد، ف مط طارق شفتيه بضيق وتابع: بالتأكيد هي متزوجة؟حركت نهلة رأسها نافية ثم أردفت بمرح: لا لم تتزوج إلي الآن، من عمري ولكن نصيبها لم يأتي بعد!إبتسم طارق بإتساع وقال مُتابعا: حسنا.نهلة بمراوغة: معني هذا أنها قد نالت إعجاب السيد طارق؟إبتسم طارق متابعا: نعم وأريد أن أتقدم لها رسميا ف أنا أبحث عن عروس صالحة منذ زمن وأخبرني قلبي أن هذه الفتاة صالحة.تابعت نهلة بحماس: ما رأيك أن أذهب وأخبرها بهذا الكلام؟طارق نافيا: لا، أخبريها غدا عندما تأتي إلى العمل منعا ل إحراجها الآن يا نهلة.نهلة بإبتسامة: حسنا يا باشمهندس.تااابع اسفل
 
 




look/images/icons/i1.gif رواية برائحة الياسمين
  03-04-2022 04:52 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا برائحة الياسمين للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثانيبعد مرور يومان..جاءت نهلة تُخبر صديقتها ياسمين آن إبن خالتها طارق يريد أن يتقدم رسمياً لخطبتها، فتعجبت قليلا ياسمين وهي تتساءل: إبن خالتك!، أين رأني؟نهلة بإبتسامة متحمسة ؛: عندما كنتِ في خطبة إبنتي، لقد لفتِ إنتباهُ وآتي إلىّ على الفور ليسألني عنكِ وقلت له أنكِ زميلتي وقال لي آن أخبرك أنه يريد أن يتقدم لكِ رسميا.تنهدت طويلا ثم أردفت: حسنا، ماذا يعمل؟ وكم عمره؟.أجابتها نهلة هادئة: من نفس عمرنا، يبلغ خمس وثلاثون عاما يعمل مهندس بأحد الشركات وله دخل جيد ويملك شقه ومقتدر إلى حد ما..أومأت ياسمين قائلة، : وماذا عن عبادته؟ قولي لي بصراحة يا نهلة، هو مواظبا على صلاته وأولي أولوياته أم يُأخرها إلى آن يتفرغ لها..؟أجابتها نهلة سريعاً: لا أقسم لكِ أنه محافظا على صلاته وعلى قدر من التدين ولذلك تقدم لكِ لانكِ أنتِ من لفتِ نظره من بين جميع الفتيات الحاضرات، نحن عرضنا علىه الكثير من الفتيات ولكنه كان يرفض لتبرجهن أو جراءتهن الزائدة كان يبحث عن من تكون مُحتشمة مثلك، وما إن وجدكِ قرر أن يتقدم لعلكِ تكونِ نصيبه وحلاله..صمتت ياسمين فتابعت نهلة في تساؤل: ماذا قلتِ؟ هل تسمحي له أن يأتي ويتقدم لكِ رسمياً؟ردت ياسمين بهدوء: سأخبر أمي أولا يا نهلة وسأخبرك بعد ذلك.أومأت نهلة قائلة: حسنا..بالفعل أخبرت ياسمين أمها بذاك الخبر فسعدت فردوس ورحبت بل وتهللت أساريرها، وحمستها على أن تحدد موعد مع صديقتها نهلة حتى يأتيا إلى المنزل، وكذلك فعلت شقيقتها يمنى...وفي ذات يوما من الأيام، جاء طارق إلى منزل ياسمين بصحبة إبنة خالته نهلة، رحبت فردوس بهما ولكنها تساءلت بتعجب نوعا ما: أهلا يا إبني أنارت، ولكن أين والدتك أو والدك، لماذا لم يأتي أحد منهما معك؟.أجابها طارق بصوتٍ مُهذب: والدي متوفي، وأمي لم تعد قادرة على الخروج من البيت كثيرا، ستأتي معي في المرة القادمة إن إتفقنا اليوم، بعتذر أنها لم تأتي معي، أنا فقط أخاف علىها وعلى صحتها، فأصريت أن تبقي بالمنزل حتى لا تتدهور صحتها..إبتسمت فردوس وقالت بهدوء: بارك الله فيك، الله يرزقها الصحه...طارق بتأمين: آمين، أشكرك.- دلفت يمنى إلى غرفة شقيقتها وهي تقول بمرح: ياسمين، ياسمين، عريسك وسيم للغاية، مثل القمر تماما، هذا أخر صبرك..ضحكت ياسمين على كلام شقيقتها وتابعت: أضحكتيني يا يمنى، وهل سأوافق علىه أنا لشكله ووسامته..! فلنفرض أن أخلاقه سيئه مثلا..؟زفرت يمنى بحنق وتابعت: ياسمين أنتِ مُعقدة جدا، الرجل يبدو علىه الرجولة الطاغية وخفة الظل أيضًا، كُوني مرحة أكثر من ذلك ياسمين، وإلا سيهربُ منكِ!تنهدت ياسمين بتوتر بعض الشئ وتابعت: أمرك يا يمنى هانم، هيا لنخرج، قولي لي نقابي معتدل؟.أومأت يمنى رأسها وتابعت بمزاح: نعم معتدل يا شيخة ياسمين..إتجهتا الأختان إلى الخارج حيث يوجد طارق ذلك الشاب الوسيم صاحب البنية القويه والبشرة البيضاء والعينان السوداوتين...إبتسم حين وجدها تقبل علىهم، وهي تقول بصوتها العذب: السلام علىكمرد علىها قائلاً في هدوء: وعلىكم السلام ورحمه الله وبركاته..وكذلك ردت نهلة السلام، لتجلس ياسمين و بعد قليل من التحدث في أمور كثيرة خاصة بالزواج...تركوهما على إنفراد قليلا، كانت ياسمين تفرك يديها بخجل شديد وإرتباك ملحوظ، فأحب طارق أن يخفف من ذلك الشعور قليلا فأردف قائلاً بمرح: إحم، حسنا، أريد آن آراكِ إذا سمحتيلي يا سيدتي!أخذت نفساً عميقاً قوياً لتحاول جاهدة السيطرة على توترها البالغ، ثم زفرته بهدوء وبيدها المُرتعشة رفعت النقاب عن وجهها المتورد بشدة ولاتزال تنظر إلى الأرض بخجل شديد...إبتسم طارق بإعجاب وهو يتفحص بعينيه ملامح وجهها الجميل، وجنتيها المتوردتينِ اللتين أصبحتا تشبهانِ حبات التفاح الأحمر، عينيها العسليتين بلون العسل الصافي، أنفها الصغير وشفتيها المحمرتين أثر خجلها، تنهد طارق بعمقٍ وخرج الكلام من فمه تلقائياً: ما هذا الجمال؟! لم أتوقع أنكِ جميلة إلى هذا الحد أبدا...أنزلت ياسمين بسرعة النقاب كما كان على وجهها لتتحدث بثبات: إذا سمحت نحن لا تربطنا أي علاقة شرعية فلا داعي لهذا الكلام..تنحنح بحرج وقال: آسف، لم أقصد، تحدثت تلقائياً فقط..ثم تابع: تفضلي إذا كنتِ تريدين معرفة أي شيئاً عني..أومأت ياسمين رأسها وقالت: نعم أريد، أريد أن أعرف كيف يكون يومك، بمعني ماذا تفعل منذ أن تستيقظ صباحا، إلى أن تنام ليلا، ورجاءا كُن صريح معي..عقد طارق ساعديه أمام صدره وإستند إلى ظهر المقعد وقال في ثبات: ، حسنا، أنا أستيقظ مع آذان الفجر أتوضأ وأصلي في المسجد ثم بعد ذلك بقوم بقراءة وردا من القرآن ووردا من التسبيح، وبعد ساعتان بذهب إلى عملي وهناك بقوم بتأدية صلاة الظهر والعصر، وعندما أنهي عملي بعود إلى المنزل مرة ثانية، لي ورد ثاني من القرآن قبل آذان المغرب، أصلي المغرب ومن بعده العشاء..!تنهدت ياسمين لتتابع: وأين النوافل؟ أنت تصلي الفروض فقط..؟حرك رأسه نافياً وقال: في الحقيقة لا أصلي إلا الفروض فقط هل يوجد عقبه في ذلك؟.ياسمين متنهدة: لا لم توجد عقبة ولكن أنا أحب من يقتدي بسنة رسولنا دائما..طارق بمرح: أنتِ ستعلمينني إن وافقتي علىّ طبعا، هل لديكِ مانع؟إبتسمت وقالت بصوت هادئ: لا ليس لدي مانع، نستكمل الأسئلة؟أومأ طارق، لتتابع ياسمين قائلة في ثبات: هل أنت حافظ القرآن، أو أجزاء منه؟طارق بإحراج بعض الشئ: لا للأسف، على ما أعتقد أنا أحفظ جزء عما فقط..سألته سؤال آخر: حسنا، هل تحفظ أحاديث مثل الأحاديث القدسية والنبوية؟.حرك رأسه نافياً وتابع: قليلا منهم لأكون صادقا معكأومأت ياسمين وقالت: هل تعرف قصص الانبياء جميعا؟ أو بعض منهمأومأ رأسه قائلاً بحماس: نعم، أعرف الكثير والكثير يوجد لدي مجموعة كتب دينيه كثيرة ومنها قصص الأنبياء، هذا الكتاب الذي قراءته جيدا..-سؤال آخير..طارق بهدوء: تفضلي..ياسمين بجدية: لماذا تقدمت لي أنا بالأخص، مع أن القاعة كانت مليئة بالفتيات الجميلات وأنا لم يظهر مني أي شئ فكيف تتقدم لي دون أن تراني وكان من الممكن أن لا أعجبك شكلا..أجابها طارق بإبتسامة: أنا أبحث عن من تكون محتشمة وعلى قدر من التدين حتى تأخذ بيدي إلى الجنة، لا أبحث عن من تكون أقل مني دينا! فأنا أريد أن أفهم ديني جيدا وبإختصار أريد زوجة صالحة..لم تنكر ياسمين أنها أعجبت بكلامه، ولكنها أردفت: حسنا، إذا سمحتلي لدي سؤال واحد فقط!ردد طارق مازحاً: لقد كان السؤال الأخير منذ قليل..!إبتسمت وقالت: بعتذر منك، ولكن هذا سؤال هامقال طارق: تفضلي..ياسمين بهدوء: قل لي بصراحة إذا كنت اليوم رأيتني قبيحة أو لست على قدر كاف من الجمال، هل كنت ستعتذر وترحل أم ماذا حينها سيكون رد فعلك..!حك رأسه وقال رافعاً حاجبه بجدية تامة: لا أعلم، الحمد لله أنكِ على قدر من الجمال..تعجبت ياسمين وقالت بنبرة جادة: أفهم من ذلك أنك تبحث عن الجمال لا عن الأخلاق مثل ما قلت من قليل!ضحك في هدوء وتابع: أمزح معك، بالفعل أنا أبحث عن الأخلاق وفي شئ أسمه قبول يا آنسة ياسمين، تكفي الروح الجميلة، ثم تابع سريعا: هل لديك أسئلة أخري؟حركت ياسمين رأسها نافية وتابعت: لا، تفضل أنت وإسألني وسوف أجيبك..طارق بجدية: سؤالا واحدا فقط، هل أنتِ موافقة علىا الآن..؟تلعثمت ياسمين وبات التوتر واضحا علىها، فأردفت في إرتباك: ها، آآآ...قاطعها مجئ أمها الذي أنقذها من الموقف، جلست فردوس تقول بمرح: ما الأخبار؟.نهضت ياسمين مهرولة إلى الداخل وقلبها يعلو ويهبط بقوة أثر إرتباكها وخجلها ذاك...دلفت يمنى خلفها تقول بمرح: ما رأيك يا عروس هل بإمكاننا نقول مبروك؟قالت ياسمين في توتر: لا أعلم يمنى، أشعر براحةٍ تجاهه ولكني أشعر أيضاً بشئ من القلق!يمنى زافرة بضيق: يا إلهي، أنتِ غريبة الشكل يا ياسمين إفتحي قلبك وتمتعي بحياتك، هذا إنسان جيد جداً وأنا أري أنه مناسب لكِ أيضًا، رجاءا وافقي، نريد جميعا أن نفرح بكِ..تنهدت ياسمين قائلة بمرح: حسنا يمنى مبدئيا موافقة...تهللت أسارير يمنى التي إحتضنتها قائلة بسعادة: مبارك حبيبتي، الله يسعدك دائمًا.أخبرت فردوس طارق بموافقة ياسمين وحددت معه موعد لزيارتهن مرة أخري مع والدته لإستكمال مراسم الخطبة أيضا.


look/images/icons/i1.gif رواية برائحة الياسمين
  03-04-2022 04:53 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا برائحة الياسمين للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالثذهب طارق إلى منزله بعد ذلك وهو يشعر بإرتياح نفسي، ف قرر أن يخبر أمه بذلك الموعد حتى تأتي معه في المرة القادمة.وافقت والدته على الذهاب معه ولكنها تساءلت بفضول: قل لي يا طارق كم عمر هذه الفتاه؟.أجابها طارق بثبات: خمس وثلاثون عاما يا أمي..إتسعت عينيها بصدمة، ثم قالت بذهول: كم؟، هل جننت طارق، ستتزوج فتاة قاربت على الأربعون عاما!، هذه يطلقون علىها عانس يا إبني!طارق باندهاش: ما هذا الكلام يا أمي وما العقبة في ذلك ليس لي بعمرها شأنا هي فتاة على خلق وهذا هو الذي يعنيني، وهي تتساوي معي بالعمر ولم تكبرني حتى تقولين ذلك.إحتدت ملامح وجهها وهي تتابع بضيق: وماذا عن الأولاد؟، المرأة التي تقارب على الأربعون عاما تُصبح فرصتها في الإنجاب أقل، إذا لم تكن معدومة أصلا!عقد طارق حاجباه وقال بإستغراب: ولكنها أعجبتني يا أمي وهذا أمر بيد الله ليس لنا أي دخل فيه..- والله أعطانا عقل لنفكر به يا طارق، أنا أتمنى أن أري أطفالك حولي وأريد أن أصبح جدة وأريد لك أيضاً فتاة صغيرة وليست كبيرة في هذا السن أبدا، أنا أريد راحتك وسعادتك يا إبني وهذه الفتاة لن تسعدك أتركها وأنا سأختار لك فتاة أخري مناسبة لك..ومع الأسف الشديد إقتنع طارق بكلام أمه ولكنه قال بضيق: ولكن أنا تقدمت رسميا وحددت موعد معهن يا أمي فكيف لي أن أقول الآن كل شيئا قد إنتهي..!- طبيعي يحدث ذلك، إعتذر منهن وإنتهي الأمر يا طارق... إحتار قليلا وراودته الأفكار، من الممكن أن ينحرم من الأبوة فعلا! وتراوده أفكار أخري، لم أجد مثل ياسمين بعد ذلك ماذا أفعل..؟ هكذا راح يفكر طارق وبالأخير حسم الأمر وإتبع رأي والدته، وقرر أن يترك ياسمين ودعي الله بأن يرزقه الأفضل والأصغر سنا حتى يضمن أنها ستنجب له أطفالا..!لم تعرف نهلة بماذا تبدأ حديثها مع ياسمين التي بالطبع ستنجرح وبشدة عقب إستماعها قرار طارق الجارح، إقتربت منها وقالت في توتر: ياسمين.تركت ياسمين ما كانت تفعله، ثم نظرت لها وهي تقول بإبتسامة صافية: صباح الخير نهلة..ردت نهلة قائلة بهدوء: صباح الخير، أريد أن أخبرك شيئاً، وأتمني أن لا أزعجك حبيبتي.تسرب القلق إلى قلب ياسمين التي أردفت بشئ من القلق: خيرا يا نهلة، أخبريني أنا أسمعك!إبتلعت نهلة ريقها، ثم تابعت بخفوت: ياسمين، طارق، قال لي شيئاً وهو أنه لن يقدر على الإرتباط بكِ ويتمني لكِ حياة أفضل مع شخصا آخر.شعرت بوغزة في قلبها، ولكن..أردفت في ثبات: حسنا، لا يوجد مشكلة ولكن أخبريني ما السبب؟ لقد كان يتمني أن أوافق وسٙعد مجرد أن علم بموافقتي فما سبب هذا التغير!صمتت نهلة، لم تجد ما تقوله، أتقول لها أنه تركها ليبحث عن من تكون أقل عمرا لتكون فرصتها في الإنجاب أكثر؟.طال صمتها فتابعت ياسمين بتصميم: أخبريني لماذا؟! أرجوكِ!شعرت نهلة بالخجل والخزي منها فقررت أن تكون صريحة وتخبرها بالحقيقة المريرة..في الحقيقة ياسمين، علم طارق من والدته أن تقدم عمرك يعطيكِ فرصة أقل في الإنجاب وأيضاً هي تريد له فتاة أصغر منكِ، هي تعترض على عمرك فقط ياسمين، رجاءا لا تحزني.إزدردت ياسمين ريقها بمرارة، يا إلهي ما هذا الشعور المؤلم والمرير، شعرت بقلبها ينزف بصمت وعينيها تترقرق فيهما العبرات ولكنها تجاهد في حبسها لتكون صامده قدر المستطاع، كما تعودت دائما لا يهزها أي شئ وتمضي بثبات..!بالفعل تابعت بثبات مُصطنع: حسنا، أسأل الله أن يعطيه ما يتمني، ربما معه حق، فمن حقه أن يضمن أنه سينجب، ولكنه لا يعلم الغيب فهذه الأمور بيد الله، قولي له أنني أيضا أتمني له حياة أفضل مع فتاة أخري.أنهت حديثها ثم أخذت حقيبتها وهرولت من مقر عملها ودموعها لا تزال تحتجز داخل عينيها تأبي النزول، وتصطنع الصمود، ، فليس أمرًا هينًا علىها فإنهم يجرحون بل ويذبحون غيرهم دون أي شعور!لتمر الأيام، حٙزنت فيها ياسمين، ولأول مرة تشعر بجرح ينزف داخل قلبها، ربما صُدمت، وربما وجدت معه حق..هكذا كان عقلها تراوده الأفكار، عينيها تتلألأنِ بالعبرات، و قاربت على اليأس الذي لم تشعر به يوما، أنه شعورا مؤلما حين يرفضك أحد لسبب ليس لك ذنب فيه، لسبب في يد الله، شعور مؤلم حين يحكم علىك الآخرين أنك لن تصلح للحياة...!طرقت فردوس باب الغرفة، ثم ولجت إلى الداخل وجلست إلى جوار إبنتها، ثم قالت بهدوء حزين: وماذا بعد يا ياسمين؟ ستظلين هكذا؟ أنتِ لم تفعلىن ذلك من قبل دائما تلقين كُل شئ وراء ظهرك، أنا لا أريد أن أراكي هكذا، أريد أنا أراكي قوية كما تعودت دائما..مسحت ياسمين دموعها عن وجنتيها بأناملها بينما تحدثت بصوتٍ خافت:أنا لم أحزن علىه، أنه لا يفرق معي، ولكنه جرحني دون أن يشعر..أومأت فردوس برأسها وتابعت بتفهم: أعلم، ولكن لابد أن تنسي وتُكملين حياتك كما كنتِ سيعوضك الله ويعطيكِ ما تمنيتي حبيبتي!ياسمين بيأس: لا أريد أي شيء، أريد أن يبتعد عني الجميع وسأكون بخير، فالبعد عن البشر غنيمة وراحة أيضًا، لقد جُرحت كثيرًا ومازلت صامدة ولكني لم أعد أتحمل أكثر من ذلك يا أمي!تنهدت فردوس وأردفت: أصابعك غير بعضها يا ياسمين، هذا حال البشر، ويوجد أيضا أناس طيبون ستتقابلي ذات يوم مع ذاك الطيب الذي إنتظرتيه طويلا، هل أنا التي سأعلمك ما تعلمينه أنتِ جيدا! لقد كُنت أقول لكِ كل يوم أنني أريد أن أفرح بكِ وكُنتِ تقولِ لي عندما يشاء الله، وأجدك قوية لم تهتزي لسخافات الناس، والآن أجدك إهتزيتي بسخافتهم وهذا يؤلمني لأنني تعودت دائماً أن أري إبنتي قوية وصامدة فهل ستثبتين لي أن هذه القوة مازالت داخلك؟أطلقت ياسمين تنهيدة طويلة، ثم أومأت برأسها وقالت بإبتسامة صافية: نعم، سأثبت لكِ يا أمي، ولن أسمح لأحد أن يجعلني ضعيفة أو يستهون بي، سأظل صامدة مهما حدث لي!عانقتها فردوس وهي تربت على ظهرها بحنو، بينما قالت بحنان: بارك الله فيكِ ياسمين، ثم تابعت بمرح: هيا إنهضي لنتناول الغداء معا قبل أن تقضي علىه يمنى...ضحكت ياسمين بهدوء ونهضت مع والدتها، وإتجهتا الإثنان إلى خارج الغرفة...ذهبت ياسمين بعد عدة إلى عملها ولقد إستعادت ذاتها من جديد فهي قوية وستظل هكذا، تقابلت مع نهلة التي سألتها بقلق:- ما هذا الغياب يا ياسمين، لا يوجد شئ يستحق كل هذا، هذا نصيب و...قاطعتها ياسمين قائلة بثقة وثبات: أعلم يا نهلة أن لا يوجد شئ يستحق على الإطلاق، وراحتي من العمل لم تكن لها علاقة بذلك الموضوع، أنا كُنت أريد راحة لا أكثر من ذلك، وها قد جئت لعملي لأواصل حياتي كما كانت.أومأت نهلة وقالت: حسنا ياسمين، أنتِ على خلق وسيعوضك الله بكل خير.أومأت ياسمين قائلة بإتزان:- وتلك هي ظنوني في خالقي ف الحمدلله دائما وأبدا والحمدلله حتى يرضي.مر ما يقارب الشهر، تأقلمت ياسمين مرةً ثانية مع وضعها، وعزمت على أن تكون أقوي وأقوي عن ذي قبل ولن تسمح لأحد أن يقلل من شأنها فهي لم تشعر يوماً أن ينقصها شئ وحتى إن شعرت لن تحزن وستمضي بثبات..!كانت تجلس في غرفتها كعادتها تقرأ القرآن بصوتٍ عذب، حتى دلفت والدتها بهدوء وجلست قبالتها، لتنتبه لها ياسمين فأوقفت القراءة وأغلقت المُصحف وقامت بتقبيله، ثم وضعته جانباً، لتنظر إلى والدتها بإبتسامة صافية وهي تقول في تساؤل: خيرا أمي، تردين شئ؟بادلتها فردوس الإبتسامة وتابعت بتنهيدة: أريد أن أخبركِ، أن سيأتي لنا ضيوف خلال يومان..عقدت ياسمين حاجبيها معا وقالت بإستغراب: من؟تابعت فردوس: نشوي إبنة عمك، ستأتي من مرسي مطروح، لتزورنا، وسيأتي أيضاً معها أخيها يزيد..ياسمين بتعجب: أخيها! هل لديها أخ؟أومأت فردوس برأسها وتابعت بتوضيح: نعم لديها، ولكن لم يكن إبن عمك، هو أخيها من الأم فقط! تعلمين أن عمك توفي منذ زمن وزوجته تزوجت مرة ثانية وأنجبت يزيد ثم توفيت بعد فترة قصيرة وعاش مع شقيقته نشوي حتى أصبح الآن شابا...تنهدت ياسمين وقالت بعدم إهتمام: حسنا، ولماذا سيأتي معها إلى هنا؟ وهو ليس له علاقة بنا!زفرت فردوس وتابعت: يا ويلي منك ياسمين، سيأتي مع شقيقته حتى لا يتركها تأتي بمفردها وأيضاً يتعرف علىنا لا بأس في ذلكتابعت ياسمين: كما تحبين يا أمي، إذا آتيّ أو لا في كلتي الحالتين لا يهمني الأمر..نهضت فردوس وهي تٙرمقها بغيظ: تصبحي على خير!، ثم إتجهت صوب الباب وخرجت وما إن خرجت رفعت كفين يديها داعية الله بتوسل: أسألك يا الله أن تجعله نصيبها فلقد ذاب قلبي من كثرة التمني، إني أريد أن أطمئن علىها فحقق لي يا الله ما أطلب منك إنك على كل شيء قدير.بينما تابعت ياسمين قراءة وردها القرآني، وأذكار المساء، ثم أغلقت الإضاءة وغطت في سُباتٍ عميق...مر يومان، قامت فردوس بتجهيز المنزل على أكمل وجه بمساعدة إبنتها يمنى، إستقبالا لهؤلاء الضيوف القادمين، تعجبت ياسمين لإهتمامهما بهذه الزيارة فتساءلت بإستغراب: لماذا، كل هذا؟ ألهذه الدرجة الضيوف هامة؟أجابتها يمنى بمرح: نعم هامة، هذه إبنة عمنا ومنذ زمن لم نراها فالبطبع نشتاق لها ولابد أن نكون مُستعدين لمقابلتها...فردوس مؤكدة: نعم مثل ما قالت يمنى نحن لابد أن نستعد، وهيا تجهزي أنتِ أيضاً يا ياسمين..إتجهت ياسمين إلى غرفتها بلا مبالاه وهي تتمتم بضجر، بينما أكملتا فردوس ويمني تجهيز المنزل...


look/images/icons/i1.gif رواية برائحة الياسمين
  03-04-2022 04:54 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا برائحة الياسمين للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابعو بعد مرور ساعتان من الزمن، دق جرس المنزل معلناً عن وصول الضيوف، توجهت فردوس لتفتح الباب ويدلفا إلى الداخل قامت بالترحيب بهما، وكذلك فرحّت نشوي لرؤيتها فمنذ زمن لم تراهن..جلست بصحبة شقيقها يزيد الذي كان فاره الطول ونحيف إلى حد ما، وله لحية خفيفة وعينان بنيتان واسعتان أيضاً وملامحه رجولية إلى حد كبير...توجهت فردوس له بالحديث: أنارت منزلنا يا يزيد مرحبا بك...إبتسم لها بوقار، ثم تابع هادئا: أشكرك، هذا نوركن.أقبلت علىهم يمنى وألقت السلام ثم صافحت نشوي وعانقتها مُرحبة بها..فأردفت نشوي في تساؤل: أين ياسمين؟نهضت فردوس قائلة بإبتسامة: ستأتي حالا، وأنا سأحضر لكم عصير...ثم إتجهت إلى غرفة إبنتها ودلفت لتقول بحنق: ما هذا ياسمين؟ أنتِ لم ترتدين ملابسك إلى الآن؟حركت ياسمين رأسها وقالت بنفي: أنا لم أرتدي ثيابي ولن أخرج أيضاً!إنفعلت فردوس قائلة: ماذا؟، إنهضي الآن وإخرجي لإبنة عمك وصافحيها!تنهدت بضيق وقالت: هي ليست بمفردها، معها رجل غريب، وأنا لا أرغب في رؤيته..!- ستلقي السلام علىه وإنتهي الأمر! هيا إنهضي يا ياسمين وإلا لن أتحدث معك مرة ثانية!إنصاعت ياسمين أخيراً لوالدتها، ونهضت لترتدي ملابسها على مضض، بينما والدتها أحضرت العصائر وبعض الحلوي وتوجهت إلى نشوي وشقيقها، وبعد قليل خرجت ياسمين وهتفت في هدوء: السلام علىكم..رد يزيد دون أن يرفع عينيه: علىكم السلام..بينما نهضت نشوي لتعانقها وهي تقول بإنبهار: ياسمين! متي تنقبتي؟إبتسمت واجابتها: تنقبت منذ عشر سنوات..نشوي بإعجاب: ما شاء الله، الله يحميكي..رفع يزيد عينيه عندما علم انها منتقبة، ليخفضها سريعاً بعد ذلك وإبتسم حين سمع صوتها تقول: شكرا يا نشوي، أنتِ كيف حالك؟أومأت برأسها وقالت: الحمدلله بخير، لقد إشتاقت لكُن كثيرا، وجئت أنا وأخي لنراكن، ولكن كانت آخر توقعاتي آن أراكي مُنتقبة، أخبريني كيف تنقبتي ولماذا؟أجابتها بثبات: تنقبت عندما عٙلمت آن النقاب عفة وستر، وعندما علمت آن كل جزء أقوم بتغطيته تتضاعف لي الحسنات والأجر، ثم تابعت بمرح: وأنا أُريد كُل حسنة ولست بغني عنها..نشوي بإنبهار: رائع جدا، تعلمين ياسمين أنا أريد آن أرتديه ولكني أخشي أن يُقيدني ولا أستطيع أن أفعل شئ، حذرني الكثير منه، منهم من يقول لي، لن تأخذي راحتك، ومنهم من يقول ستخلعيه بعد ذلك وتتخلين عنه ولن تتحمليه أبدا..تابعت ياسمين بتنهيدة: بالنسبة لي، العكس صحيح، أعتقد إني أصبحت حرة أكثر عن ذي قبل! همٔ يفكرون أنه تقييد للحرية ولكن في الحقيقة أنه لباس ساتر يعطيكي حرية، وأنا لم أشعر يوما أنني مقيدة بل بالعكس أنا أخرج وأتنزه مع بعض الصديقات ونضحك ونمرح ولم يكن أبدا عقبة في حياتي، كل ما في الأمر أنه عفة وفضل، وإقتداء بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن.قالت نشوي بإعجاب: كلامك رائع ومقنع ياسمين.إبتسمت ياسمين وفضلت الصمت.وإبتسم يزيد بإعجاب ف كلماتها أصابت قلبه وصوتها الرقيق إخترق مسامعه.إنتهت الضيافة وعاود يزيد مع شقيقته نشوي إلى بيتهما حيث يوجد شقة خاصة بهما أيضا بالقاهرة يقيما بها عندما يأتيا من مرسي مطروح.جلسا سويا في شرفة المنزل يتناولا الشاي الذي أعدته نشوي...إرتشفت منه رشفة ثم أعادت الكوب على الطاولة، وقالت بإبتسامة: إلى أين ذهبت يزيد؟إنتبه يزيد الذي كان يحتسي الشاي بشرود، ثم قال: معك، ماذا تقولين؟ضحكت نشوي ثم قالت: أقول، بماذا شردت!مط شفتيه وتابع مردفاً: لم أشرد يا نشوي لقد كُنت أتناول الشاي ليس أكثر..!ضيقت نشوي عينيها بمكر وتابعت: حسنا، أخبرني ما رأيك في زوجة عمي وبناتها، هل أعجبتك هذه الزيارة؟ أم هناك شئ لم يعجبك..؟حرك رأسه نافياً وتابع: لا، على العكس هناك شئ بداخلي لا أعلم ما هو حينما ذهبنا لهذه الزيارة، وهذا الشئ تضخم داخلي حين سمعت صوتها وكلامها الذي إقتحم آذني إقتحامًا..إبتسمت نشوي ولكنها عقدت حاجبيها في تساؤل: من؟ من هذه التي تتحدث علىها!تنهد يزيد طويلاً وراح ينظر إلى السماء الصافية، ثم تفوه بإسمها ببطئ وكأنه يستشعر كل حرفاً فيه: ياسمين..ردت نشوي بمرح: أقسم لك، أنني كُنت مُتيقنه من أنك ستعجب بها من الوهله الأولي.رفع حاجباه وتابع بمزاح: ومن قال لكِ إنني أعجبت بها! هذا مُجرد شئ داخلي لا أعلمه..أجابته مرددة: وهذا هو الإعجاب يا أخي العزيز، ولن تجد مثل ياسمين مهما بحثت فلنقول مبارك مُقدماً.ضحك يزيد بتعجب: ما بكِ يا نشوي، أنتِ ترتدين إزاحتي من البيت!شاركته الضحك وهي تقول من بين ضحكاتها: لا، ليس كذلك، كل ما في الأمر أريد أن أفرح بك وأراك عريس مع عروس صالحة، وفي الحقيقة لن أجد مثل ياسمين عروسا لك، هذه الفتاة متدينة وجميلة ومرحة أيضاً وبها صفات يتمناها أي شاب، ولكن نصيبها لم يأتي بعد..أومأ يزيد برأسه وقال مؤكدا: وهذا ما شعرت به، حين سمعت صوتها وانصت إلى كلامها أصابني إرتجافة في قلبي وشعرت به يخفق بشدة فلا اعلم هل هذا إعجاب أم ماذا، ولكني شعرت بإرتياح منذ أن أتينا من منزلهن...تحدثت نشوي بفرحة ظهرت على ملامح وجهها: جيد جدا، أنا سأذهب إليهن غدا، وسأخبرهن أنك ستتقدم رسمياً لياسمين وتريدها زوجة على سنة الله والرسول...يزيد بإندهاش: بهذه السرعة..؟أومأت نشوي: ولماذا التأخير، دعني أوفق رأسين في الحلال يا أخي العزيز.ضحك يزيد وقال: معك حق، إذهبي ثم أخبريني بما حدث، وسأنتظر بفارغ الصبر!.في اليوم التالي ذهبت نشوي إلى منزل عمها مرة ثانية، لتخبرهن أن يزيد، يريد أن يتقدم رسمياً، ولكنها صُدمت حين تلقت رد فعل ياسمين، ألا وهو الرفض التام!قطبت نشوي جبينها وتابعت بإستغراب: لماذا يا ياسمين..؟ هل به شيئاً لم يعجبكِ!تنهدت ياسمين قائلة بثبات: أنا لا أريد الزواج يا نشوي، أخيكِ شاب جيد، ولكني لا أريد الزواج أنا سأستقل بحياتي هكذا، سأستقل بها دون رجل!تدخلت فردوس في الحوار قائلة بصرامة: ماذا تقولين ياسمين، هل جننتِ..؟ ما معني هذا الكلام، أنتِ تريدين موتي بالسكتة القلبية!تابعت نشوي بتساؤل: حسنا، أخبريني ياسمين ما سبب رفضك للزواج، هل حدث شيئاً سبب لكِ عقدة؟أجابتها يمنى سريعاً: نعم، حدث لها أن شخصا كاد أن يرتبط بها ولكنه تراجع و تركها خوفاً من أن لا تنجب مستقبلا بسبب تقدم عمرها فإعتقد هو أن المرأة التي قاربت على الأربعون عاما لن تنجب، ومن حينها وجُرحت ياسمين فإلتمسي لها العذر يا نشوي..إبتسمت نشوي ثم قالت بهدوء: وما ذنب البقية..؟ إذا مررتي بهذه التجربة فلابد أن تكوني اقوي عن ذي قبل! وليس العكس.زفرت ياسمين وتابعت: نعم أنا أقوي بالفعل عن ذي قبل، ولن يهزني أي شئ!- لا، لقد إهتزيتي ياسمين رفضك للزواج الآن ما هو إلا ضعف ولا يوجد سبب مُقنع أو مُبرر لرفضك ذاك.صمتت ياسمين ولم ترد، بينما أومأت يمنى بتأكيد: معك حق يا نشوي..نهضت نشوي، ثم قالت متنهده: حسنا ياسمين سأتركك الآن، خذي وقتك وفكري جيدا، ثم بعد ذلك أخبريني بقرارك النهائي. ولا تحكمين على شخص وأنتِ لا تعرفينه، لابد أن تتحدثين معه على الأقل حتى تحددي هل موافقة أم رافضة! والآن أستأذن منكن وسأنتظر ردك ياسمين.أوصلتها فردوس إلى باب المنزل ثم خرجت لتعود تعنف إبنتها على ما قالته بضيق شديد..- أنتِ غير طبيعية ياسمين، منذ متي وأنتِ تحكمين على أي شخص دون أن تتحدثين معه؟ لماذا أنتِ مُصرة على دفن ذاتك بالحيا!نهضت ياسمين وإتجهت إلى غرفتها بصمت وقد ترقرقت العبرات في عينيها، أغلقت باب حجرتها خلفها ودلفت لتجلس على الفراش وبداخلها صراع، فمن الممكن أن تتزوج ولن تنجب! ومن الممكن أن يرزقها الله بكُل ما تتمني، هو غيب لا نعلمه فلما نسبق الأحداث؟!تركت لدموعها الحارقة المجال أن تنساب فوق وجنتيها، هي تخشي القادم وبشدة، لا تريد أن تنجرح مرة ثانية لطالما جُرحت من قبل فالبطبع يزيد سيكون مثل طارق!هكذا كان عقلها يصور لها الأوهام! ثم أفاقت على صوت الباب وهو يُفتح ثم ينغلق وتتجه والدتها إليها، لتجلس إلى جوارها وهي تقول بحنان: لقد قلت لكِ ياسمين أريد أن أراكي قوية كما تعودت دائما أن أراكي، ولقد وعدتيني بأنكِ ستكونين قوية لن يأثر علىكِ أي شئ فما الذي حدث الآن..؟جاهدت ياسمين في نطق الكلمات فخرجت منها بصعوبة وهي تقول بصوت متحشرج ٍ: إنني أخشي يا أمي، أخشي أن أنجرح مثل ما حدث معي من طارق، ويأتي اليوم الذي أجد فيه نفسي محطمة، إذا قولي لي كيف إذا أصبحت عاقر؟ سأكون حينها ظلمته معي وقضيت على أحلامه..إنفعلت فردوس قائلة:ما هذا الكلام السخيف ياسمين؟، أنتِ التي تقولين ذلك، تعلمين جيدا أن كل شيئاً في يد الله جل في علاه، وأنتِ تؤمنين بذلك تماما فماذا حدث لكِ الآن؟لم تجد أي رد منها، فتنهدت بعمقٍ وأردفت بحزم: سأتركك تُفكرين ياسمين جيدا، وستتقابلين مع يزيد وتجلسا لتتعرفي علىه أكثر من ذلك وبعدها أياً كان قرارك سنتقبله..تركتها وخرجت لترفع رأسها للاعلى حيث توجهت إلى خالقها بالدعاء وتوسلت إليه بأن يجعل لها الخير.علم يزيد برفضها، فأصابه الإستغراب وأردف بجدية: لماذا؟ لماذا رفضت!أجابته نشوي: عٙلمت من شقيقتها يمنى، أنها جُرحت من قبل شخص تقدم لها منذ فترة قصيرة وهي أخبرتني أنها تريد العيش بدون رجل.تنهد يزيد بيأس واردف: هي رفضت رفض تام؟أومأت نشوي برأسها ثم قالت: مع الأسف، لكني أحببت أن أتركها على راحتها حتى تُفكر قليلاً فربما تغير رأيها وتعيد النظر في هذا الموضوع.يزيد بهدوء: حسنا، تواصلي معها يا نشوي وأخبريني بردها بعد التفكير، وأخبريهن إني مُصر على مقابلتها ف ليس من حقها الرفض دون أن تتكلم معي وبدون رؤية شرعية أيضاً!- حسنا يزيد سأخبرهن!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 2 < 1 2 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1012 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 837 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 753 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 732 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 971 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، برائحة ، الياسمين ،










الساعة الآن 06:33 PM