logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 18 < 1 2 3 4 5 6 7 8 18 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:08 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع عشر

غلت الدماء في عروق أروى بسبب كلمات أمير الصارمة بل والإهانة لها..
عقدت حاجباها بغضب وسارت لتهتف بإسمه بنبرة حادة، ، بينما إلتفت لها أمير ونظر لها بجمود، فأقبلت عليه تقول بقوة:
- على فكرة أنا لبسي مش أرف! زائد إني مسمحش لأي حد يتهمني بقلة الحيا! ومش عشان حضرتك مُديري هسمحلك تهني بالشكل ده..
رفع أمير حاجبه الأيسر وهو يُطالعها مشدوها! كيف تتجرأ وتكلمه بهذه اللهجة التي لم تعجبه على الإطلاق..

تحدث بصرامة مُخيفة: أنتي إزاي أصلا بتكلميني كده!، أنا أقول الي أنا عاوزه..
ردت بغيظ وهي ترمقه بتحدي: والله أنا بدافع عن نفسي وبعدين حضرتك تقول الي عاوزه بدون ما تجرح فيا لأن مش من حقك! ولو مُصر على الإهانة يبقي أنا مش هشتغل هنا وهمشي فورا
صر أمير على أسنانه بعنف، ثم حدجها بجمود وهو يقول بنفس الصرامة: إتفضلي شوفي شغلك! وبرضو أخر مرة تجيلي باللبس ده..

ثم أولاها ظهره فوراً وسار متجها إلى مكتبه بينما ضربت أروى الارض بقدمها بغيظ وتأفف..
دلف إلي مكتبه بعصبية وهو يقول: ال مسمحلكش ال، على أخر الزمن هتعدل عليا!، صمت لثوانِ وهو يتذكر جملته المُهينه لها، ربما معها حق فهو أزادها وعنفها فكان من الممكن أن يُنبها بطريقة أفضل..

أخذت سلمي تشتري بعض طلبات المنزل من السوبر ماركت، ثم سارت بعد ذلك متجهه إلي المنزل مرة أخري وسط همهمات وهمسات الناس، شعرت بإختناق وهي تتلفت حولها مُتمنيه الأرض تبتلعها..
صعدت درجات السلم سريعاً ودلفت إلي المنزل باكية، بينما قالت كوثر بتساؤل: مالك يا سلمي؟
أخذت تشهق عالياً، وهو يتقول من بين شهقاتها المريرة:
- مبقتش عارفه أمشي وسط الناس كلهم بيتكلموا علينا.

توجهت كوثر كما كانت إلي المطبخ بهدوء، فدلفت سلمي خلفها تقول بعتاب:
- أنتي السبب يا ماما كان زمانك رحتي لصاحب الشركة وكان ماجد خرج وإترحمنا من الأرف ده!
نظرت لها كوثر ثم قالت بإقتضاب: ولما أخرجه هيبطلوا كلام؟ ما الي حصل، حصل يابنتي وأخوكي بهدلنا الله يجازيه!
سلمي ببكاء: يا ماما هنقول أنه مظلوم والموضوع كان فيه حاجة غلط وخلاص..
صاحت كوثر بنفاذ صبر:.

- اه، وأضلل عليه صح! عشان يخرج والمرة الجاية يبقي اغتصاب بجد بقي وساعتها يروح فيها ويبقي إعدام على طول، إنما دلوقتي خليه يتعاقب عشان لما يخرج يبقي إتعلم!
صمتت قليلا وهي تبتلع ريقها محاولة الصمود حتى لا تضعف، ثم قالت بإختناق:
- يابنتي أنا قلبي بيتقطع لكن لازم يتعاقب يا سلمي لازم، لو خرج بسهولة هيحس أن الي عمله ولا حاجة أنا عاوزاه يندم عارفه يعني ايه يندم!

حركت سلمي رأسها نافية وتابعت بحنق: وممكن برضو لما يخرج يندم يا ماما أرجوكي طلعيه من السجن
كوثر بتصميم:
- لأ يعني لأ.

سمعت أروى رنين هاتفها فإلتقطته مُجيبه على المتصل:
سهيلة وحشتيني جدا
ردت سهيلة هاتفيا: وأنتي كمان يا أروى طمنيني عليكي يا حبيبتي أخبارك ايه
تنهد أروى وقالت بضيق: الحمدلله
لاحظت سهيلة نبرة الضيق في صوت شقيقتها، فقالت متساءلة: مالك يا أروى في ايه؟
إنفجرت أروى باكية، ولم تجيب عليها فقط وصلت شهقاتها إلي مسامع سهيلة عبر الهاتف، فانتابها القلق وقالت:
- مالك يا أروى بتبكي بالله عليكي طمنيني.

ظلت تتعالي شهقاتها إلي أن هدأت قليلاً، ثم قالت بصوتٍ مُختنق مُتألم:
- تعبانة أوي يا سهيلة، تعبانة والدنيا بتلطش فيا أنا مش عارفه عملت ايه عشان كل ده يحصلي!
تنهد سهيلة بعمقٍ، ثم أردفت في هدوء: طب إهدي وإحكيلي في ايه؟!
مسحت أروى على رأسها بيدِ مُرتجفة، ثم قالت من بين بكاؤها:
الزفت الي أسمه سامي بيهددني كُل شويه يا سهيلة تصوري روحت امبارح لقيته فوق.

آتاها صوت شقيقتها وهي تقول بشهقة: يخربيته ازاي يعمل كده! ده بجد طلع حيوان، يا أروى حاولي تنجزي عشان تخلصي منه
أروى بنفي: أنا مش هقدر أعمل كده يا سهيلة، أنتي متعرفيش أمير شخص ميستاهلش إني أغدر بيه وأخونه، هو حماني وأنقذني يا سهيلة إزاي أخونه إزاااي..
عقدت سهيلة حاجباها وتابعت بتساؤل: أنقذك ازاي يا أروى؟

تنهد أروى وهي تمسح دموعها عن وجنتيها براحة يدها، ثم قصت عليها ما حدث حتى تفاجئت سهيلة بموقفه فإحتارت هي الأخري، أغمضت عينيها بضيق وقالت: مش عارفه أقولك ايه يا أروى، طب هتعملي ايه؟!
حركت أروى رأسها وتابعت: مش عارفه يا سهيلة معرفش بجد هموت من التفكير..
حكت سهيلة فروة رأسها بشرود، ثم قالت وهي تُضيق عينيها:
- طب مينفعش تصارحيه يا أروى، يمكن يتفهم الموضوع
- خايفة.

أردفت أروى بهذه الكلمة وعينيها تتلألان بالعبراتِ، ثم تابعت بإختناق:
- خايفة لما يعرف إني عايشة في بيت دعارة يا سهيلة يمشيني من عنده، خايفة سامي فعلا يسجني بالوصل الي معاه، خايفة من كل حاجة يا سهيلة..
- معاكي حق، قالتها سهيلة بضعف، لتتابع بضيق: ربنا معانا يا أروى سبيها على الله
- يارب، ثم إستأنفت حديثها وقد هدأت قليلاً: قوليلي أنتي عاملة ايه؟
ردت سهيلة بصوت شبه باكي: أنا مش كويسة يا أروى.

- ليه؟، سألتها أروى بتوجس..
أجابتها سهيلة وقد إنسابت دموعها:
- الي قولتلك عليه قبل كده يا أروى وإني بحبه، بتصل بيه كتير أوي تلفونه مقفول، حاسه أنه خلاص زهق وسابني أعاني من تاني..
أروى بعتاب: ما قولتلك متعلقيش نفسك بيه يا سهيلة..
غصب عني يا أروى أنا خلاص مبقتش طايقه العيشة دي!
قالتها وإنفجرت باكية..
لتقول أروى بحزن على حال شقيقتها وحالها أيضاً:
- تعالي عيشي معايا يا سهيلة، وسيبك من العيشة دي اسمعي الكلام.

تنهدت طويلاً، ثم قالت بخفوت: أن شاء الله يا أروى، هسيبك دلوقتي وهكلمك تاني
- ماشي
أغلقت أروى هاتفها، ثم أخذت تُجفف دموعها لتتفاجئ ب باب مكتبها ينفتح ويدلف أمير..
إزدردت ريقها بصعوبة، وأكملت تجفيف دموعها بإرتباك..
قطب أمير حاجباه معا وتابع في تساؤل: بتعيطي ليه؟
حركت رأسها بعلامة النفي قائلة بخفوت: مبعيطش!
-هتكذبي؟
إنطلقت كلمته ك السهم إلي قلبها مباشرة ليخفق بعنفٍ، بينما إستأنف أمير حديثه:.

بتعيطي ليه، أنا مبحبش الكذب لما أسألك تقوليلي بعيط عشان كذا، مش تقوليلي مبعيطش!
نظرت أروى إلي الأوراق أمامها من حديثه الغليظ وملامح وجهه المُتجهمة...
تفاجئت به يجلس قبالتها واضعاً ساقاً فوق الآخر قائلاً بجدية:
- مجاوبتنيش! بتعيطي ليه؟
رفعت رأسها لتنظر له بصمت لم تجد ما تقوله، ، مرت بضعة ثوانِ، فأردفت بعد ذلك:
- مخنوقة شويه..

تنهد ثم حك ذقنه بإبهامه وتابع في هدوء: زعلانه عشان قولتلك قولتلك قلة حيا مش كده؟
إزدردت ريقها وأومأت رأسها ببطئ، فنظر لها طويلاً، ثم قال بثبات: يمكن معاكي حق تزعلي لكن برضو أنا كمان من حقي موظفيني كُلهم يبقوا محترمين!
إتسعت عينيها بصدمة وقالت بحدة: يعني أنا مش محترمة؟
حرك رأسه نافياً بنفس الثبات: مش قصدي طبعا، بس بوضحلك..
ردت بهدوء: كان ممكن توضحلي كده من الأول من غير إهانة.

رفع حاجبه وقال: يمكن زودتها شوية عموما حصل خير، وبرضو أخر مرة تيجي باللبس ده!
لوت أروى فمها بحنق، ثم قالت: تمام في شئ تاني؟
أومأ أمير برأسه ثم تابع: اه، حضري نفسك هنروح شركة *** دلوقتي
ردت بخفوت:
- تمام
نهض أمير، ثم سار إلي مكتبه، بينما نهضت أروى تلملم أشيائها وهي تقول هامسه: ياتري ممكن تغفرلي!

توجهت أروى إلي مكتب أمير، ثم طرقت الباب ودلفت قائلة بهدوء:
- أنا جاهزة!
أومأ لها وقال: خمس دقايق وجاي..
- تمام ممكن أنتظرك تحت
نظر لها وقال هادئاً: أوك
توجهت إلي الخارج، ثم إتجهت إلي المصعد وقبل أن تدلف دلف كرم الذي إبتسم قائلاً: إتفضلي..
دلفت أروى على مضض، إنغلق الباب عليهما وهبط المصعد، بينما كرم ينظر لها بإعجاب واضح في نظراته، إلا أن أروى زفرت بحِنق وهي تقول في نفسها: ناقصاك أنت كمان!

خرجا من المصعد لتتجه إلي الخارج حيث وقفت عند البوابة الرئيسية، فإتبعها كرم كظلها..
إبتسم كرم وحاول فتح حديث معها فقال: هو أنتي مروحة؟
حركت رأسها نافية دون أن تتكلم..
بينما في الأعلي، نهض أمير وهو يرتدي سُترته، فنظر من النافذة أثناء إرتدائه لسترته ليعقد حاجبيه قائلاً بعنف:
- ده أنا شكلي إتخدعت فيها بقي!

صر على أسنانه وهو يتوعد لها، ثم إتجه خارج مكتبه ومن ثم إتجه إلي المصعد ليهبط ويتجه إليهما ووجهه لا يبشر بالخير إلا أن إستوقفته جملتها الصارمة الموجهه ل كرم
- أستاذ كرم معاملتي معاك في حدود العمل فقط، أما دلوقتي إحنا خارج الشركة فرجاءاً تبعد وتشوف شغلك..!
قالتها بجدية تامة، ليومئ كرم برأسه ويلتفت ليتفاجئ بأمير يحدجه بجمود فتسمر كرم مكانه..

أردف أمير بصوتٍ رجولي: ده تاني إنظار يا كرم، إن إتكررت وقفتك دي تالت مرة أنت عارف رد فعلي هيكون إزاي، صح؟
أومأ كرم برأسه فأشار أمير له بيده قائلاً بحدة: على شغلك..
أسرع كرم خطواته، بينما نظر أمير إلي أروى نظرة لم تفهمها، كأنها نظرة إعتذار على سوء ظنه بها، ، نظر طويلا، حتى إنتبه على صوتها وهي تقول بخفوت: هو في حاجة؟!
تنحنح ثم قال بجدية: مفيش، يلا إركبي..

في أحد السجون المصرية، حيث كان يجلس ماجد في غرفة عٙفِنه رائحتها كريها جدارها مُتأكله، كان يسير ذهابا وإيابا يتمني الموت كي يرتاح من ذلك السجن الخنيق..
بينما حوله الكثير من المُجرمين، كُلما نظر لهم إزداد رعبا..
تفاجئ بشخصٍ ما يضع يده على كُتفه ويقول بصوت غليظ: مالك يا عسل مش على بعضك ليه..؟
إنتفض ماجد على أثر صوته، ثم قال بخفوت: مفيش
حك ذلك الشخص فروة رأسه ليتابع بتجهم: أنت جاي في ايه؟

صمت ماجد قليلاً، ثم قال: أنا مُتهم في قضية خطف بس أنا معملتش حاجة
ضحك الرجل بشيطنة، ثم تابع بخبث: طب وايه يعني السجن للجدعان، أهم حاجه تنتقم من الي عمل فيك كده وجابك هنا
رفع ماجد حاجبيه وتابع بتساؤل: إزاي؟
لوي الشخص فمه قليلا ليتابع: قولي أنت مين هو واسمه وكل حاجة عنه وأنا أبعتلك الي يخلص عليه ولا من شاف ولا من دري
إتسعت عيني ماجد ثم قال: لا مش لدرجة القتل
ضحك الرجل وقال: خلاص نخربشه بس عشان خاطرك.

في غضون دقائق لمعت عيني ماجد بمكرٍ فلقد أعجبته الفكرة ويُريد حقا التخطيط لذلك الإنتقام..
آفاق على صوته الغليظ: قولي بقي مين هو
ضيق ماجد عينيه وتابع بنبرة أقرب للفحيح: أمير!..


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:09 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس عشر

وصلا إلي هذه الشركة والتي سيتم بها حفل صغير يجمع عددا معينا من رجال الأعمال بمناسبة، دخولهم في صفقة جديدة قد تربح ربحا كثيرا..
إنبهرت أروى بهذه الشركة الفخمة والأنيقة أيضًا، إزدادت إنبهاراً حين رأت الترحيبات الكثيرة ب أمير، الجميع يحترمونه فائق الإحترام بينما هو يتلقي الترحيبات بثباتٍ وإبتسامة رجولية لا تفارق صغره..

إبتسمت لبرهه، ولكن سرعان ما تلاشت إبتسامتها وهي تري سامي مقبلاً عليهما، إرتعدت أوصالها حين إبتسم لها بمكرٍ خفي، وصل إليهما ووقف يمد يده مصافحا ل أمير:
- أهلا أمير بيه
صافحه أمير وهو يبتسم بمجاملة: أهلا وسهلا
إمتعض سامي من طريقته المُتعالية بالنسبه له، فأردف بإبتسامة صفراء:
- فينك كده هو أنت زعلان مننا ولا إيه يا عم
رد أمير بهدوء: موجود في الدنيا..

نظر سامي إلي أروى وتابع ساخرا: إزيك يا، هو أنتي إسمك ايه؟
إزدردت أروى ريقها بصعوبة بالغة بينما أجابه أمير سريعا: أروى سكرتيرتي، ثم وجه حديثه ل أروى..
- وده أستاذ سامي أحد رجال الأعمال، تابع بتهكم: الهامة في البلد
كز سامي على أسنانه من أسلوبه، ثم تابع: اه اهلا وسهلا يا أروى، يلا أشوفكم بعدين عن إذنكم، تركهما وسار بعيدا...
شعرت أروى بالدوار يلفها فترنحت قليلاً ليسندها أمير بذراعه قائلاً بلهفه: أروى..

حاولت أن تتماسك وقالت بخفوت: أنا كويسة بس حسيت بدوخة فجأة
- طب إقعدي، نطق بها أمير وهو يشير لها لمقعد ما فإنصاعت له وجلست بالفعل...

إزيك يا طنط نعمة..
قالتها سلمي بإبتسامة
ردت نعمة بإقتضاب: أهلا
صُدمت سلمي من رد فعلها وردها هذا، فقالت بحنق: مالك يا طنط؟
- ما فيش ما أنا كويسة أهو مالي يعني!
تعجبت سلمي من حديثها الفظ، ثم تابعت بإختناق:
- يعني من أمتي وأنتي بتكلميني كده يا طنط نعمة!
زفرت نعمة وتابعت بحدة: من دلوقتي!، ومن ساعة ما أخوكي بان على حقيقته يارتني كنت أعرف كده من الأول أبدا ما كنت عتبت بيتكم..

جاهدت سلمي في حبس عبراتها قدر الإمكان، ثم قالت بصوتٍ متألم: يعني ايه الكلام ده بقي، على فكرة أخويا برئ
ضحكت بتهكم: برئ!، عموما أنا ميهمنيش أنا كل الي يهمني دلوقتي هو إبني ومنظرة قدام الناس أنا بقولك تبعدي عنه بالذوق يا سلمي وإقلعي الشبكة واديهاله واطلبي منه الطلاق وزي ما دخلنا بالمعروف يا بنت الناس نخرج بالمعروف
لطمت سلمي على صدرها بصدمة: أنتي بتقولي ايه.

الي سمعتيه، ما هو لو معملتيش كده أنا هجوزه بنت خالته غصب عنك على الأقل محدش يعايرنا..!
إنفجرت سلمي باكية وهي تهرول إلي شقتها لكن أثناء هبوطها الدرج إصطدمت ب خالد الذي قال بلهفه: مالك يا سلمي في ايه؟
قالت سلمي من بين شهقاتها:
- طلقني يا خالد، طلقني وإبعد عني وسبني في حالي..!
قطب خالد جبينه وقال بغضب: نعم!؟ ايه الكلام الفارغ ده؟
سلمي ببكاء: ده كلام مامتك هي عاوزة كده وكمان هتجوزك بنت خالتك.

تنهد خالد بعمق وهو يمسح على رأسه بغضب عارم، لكنه حاول جاهدا تهدئة نفسه، ورفع ذقن زوجته بيده وهو يقول بحنان: سلمي يا حبيبتي، أنا مبحبش غيرك أنتي وبس ومهما ماما عملت مش هتقدر تبعدني عنك يا حبيبتي
- بس أنا مش هقدر أعيش مع الوضع ده يا خالد أنا خلاص مش قادرة تعبت
خالد بهدوء: ممكن ملكيش دعوة بحد غيري؟ ما تسيبي الي يتكلم يتكلم هو أنا مش كفايه ولا إيه؟
لم يتلقي رد منها بل نظرت إليه بصمت.

إبتسم وإقترب منها حتى لفحت أنفاسه وجهها، فخرج صوته حنونا هادئا: أنا مش كفاية يا سلمي ردي عليا؟
رمشت بعينيها عدة مرات ثم تابعت بخجل: كفاية
إبتسم بإتساع وراح يُقبل جبينها برقةٍ أذابتها، ثم أبعدها قليلاً وهو يقول بحزمٍ هادئ: يبقي مشفكيش بتعيطي تاني ولا زعلانة ولا الهبل ده تمام؟
إبتسمت ثم تابعت بتلقائية: تمام، بس ممكن تيجي تقنع ماما تروح لصاحب الشغل عشان يطلع ماجد من السجن، عشان هي مش راضية خالص!

تجهمت ملامح وجهه، ثم تابع بصرامة: مامتك معاها حق يا سلمي، لازم أخوكي يتعاقب وياخد جزاءه عشان يحرم لكن كده هتروح تطلعه يبقي ولا كأنه عمل حاجة؟!
سلمي بحنق: يعني عاجبك كلام الناس ده، وبعدين ماجد برئ يا خالد
رفع خالد حاجباه وتابع متهكما: برئ! بريئ ازاي بقي؟ بلاش نضحك على نفسنا يا سلمي أنتي عارفه أخوكي كويس، وعارفة أنه لا برئ ولا هو شخص كويس أصلا فياريت تسمعي كلام امك وتسبيه ياخد جزاءه..

كأنها لم تسمعه من الأساس حين قالت: طب ما تيجي نقومله محامي يا خالد عشان خاطري.
إتسعت عينا خالد وهو يضغط شفتيه بقوة ثم جذبها من ذراعها قائلاً بحدة: هو أنتي مبتفهميش يا سلمي؟ بقولك سبيه ياخد جزاءه تقوليلي محامي!
سلمي بخوف: طيب طيب، خلاص
تركها خالد ثم قال بهدوء: فكري في نفسك وبس يا سلمي، أنتي لو كنتي مكانه مكنش هو عبرك أصلاً..
أومأت برأسها بصمت فتابع متنهداً بإبتسامة: بحبك يا سلمي خليكي عارفة ده كويس.

ثم صعد عدة درجات وقال غامزاً: يلا إدخلي شقتك، ثم صعد وظلت هي واقفة تُفكر بإصرار كيف تنقذ أخيها وترحم نفسها وأمها من كلام الناس!، حتى وجدت الفكرة وقررت تنفيذها دون أن يعلم أحد، و دون أن تفكر في عواقبها!

لا تعرف أروى لما شعرت بالضيق حينما وجدت بعض الفتيات يتهامسن على أمير، الذي كان يقف غير مُبالي بما يحدث..
قطبت جبينها بشراسة عندما وجدت إحداهن تتقدم نحوه وتمد يدها له بوردة حمراء صغيرة قائلة بصوتٍ أنثوي: حضرتك منورنا يا مستر أمير
نظر لها وتابع بهدوء: شكرا
إبتسمت الفتاة قائلة بثبات: ممكن تقبل مني الوردة دي، لو مش هضايقك يعني، تبقي ذكري لليوم ده وعشان متنساش شركتنا كمان..

مد يده وإلتقطها منها بإبتسامة قائلاً بخشونه: هدية مقبولة متشكر يا ديما
إبتسمت له مُجدداً، ثم قالت بخفوت: لا داعي للشكر عن إذنك سهرة سعيدة..
ظلت أروى تهز ساقها بعصبية وتوتر وهي تحدث نفسها: ما هو بيضحك ومقضيها أهو أومال عاملي فيها سبع ومركبلي الوش الخشب.!
آفاقت من شرودها حين إستمعت إلي صوته الرجولي: تشربي ايه؟
نظرت له بحدة: مشربش حاجة
تابع بإندهاش: ليه وبتكلمي كده ليه؟

زفرت بحنق وتابعت بتأفف: أنا حرة هو أنت هتقولي أتكلم ازاي كمان؟
نظر أمير حوله خوفا من أن يكون إستمع إليها أحد الحاضرين، ثم نظر لها وقال بغضب: مالك في ايه أنتي هتنسي نفسك ولا إيه ما تتعدلي!
لم يرهبها غضبه بل تابعت بمشاكسه: ياريت تخليك في الوردة بتاعتك وتسبني في حالي أنا مش عاوزة اشرب ولا أكل حاجة!
قطب أمير جبينه، ثم إتسعت عينيه لوهله! أنها قاربت على تعدي حدودها معه إن لم تكن تعديتها أصلا!

آتاها صوته الصارم: أنتي إزاي بتكلميني كده بجد؟ نسيتي نفسك يا أروى وبتدخلي في الي ملكيش فيه، شكلي فعلا تهاونت معاكي!
إزدردت ريقها بتوتر، ثم تابعت بخفوت: أنا منستش نفسي أنا بس إستغربت إنك بتضحك وبتاخد ورد كمان، عشان على طول مكشر أصلاً بس مقصدتش أتعدي حدودي عموما أنا أسفة.

وضع يديه في جيب بنطاله وقال بجدية: رغم إنك ملكيش فيه برضو يا أروى! بس دي بنت صاحب الشركة وعيلة صغيرة أصلا دي عندها ١٦ سنة، أنا عارف بعمل ايه، ياريت متتعديش حدودك معايا تاني ومتركزيش في حاجة مخصكيش تمام؟
صرت أروى على أسنانها وقبل أن تتحدث سار عدة خطوات ليصافح أحدٍ ما مُتجاهلا إياها...

تأكدت سلمي أن والدتها تسطحت في فراشها وغطت في سُبات عميق، ثم توجهت إلي غرفتها وإرتدت عباءتها وطرحتها سريعاً ومن ثم إتجهت إلي الخارج هابطة الدرج بخفة الفهد...
سارت تتلفت حولها كمن يسرق يخشي أن يراه أحد..
سارت عدة خطوات كثيرة إلي أن وقفت أمام محل ذهب وقبل أن تدلف خلعت من أصابعها خاتمها ومحبسها وقلبها يبقي دما، فتلك الشبكة الغالية قررت مبايعتها حتى تتخلص من ذاك الكابوس وتنقذ أخيها ماجد...

دلفت ثم قالت بتلعثم: آآ ل لو سمحت عاوزة أبيع دول..
وضعتهم على السطح الزجاجي لتنتظر الرجل وهو يوزنهم على ميزان الذهب وأبلغها بحجمهما والسعر...
فهزت رأسها بالموافقة وأخذت منه النقود بيد مرتعشة وعينيها تدمعانِ بألم...
توجهت إلي الخارج وهي تعزم في ذاتها الذهاب إلي أقرب محامي ممكن أن تذهب إليه!

إنتهت مقابلة أمير لهذه الشركة ثم إنصرف بصحبة أروى التي كانت غاضبة وبشدة منه، لكنه لم يبالي وقاد سيارته بصمت إلي أن أوصلها لمنزلها فترجلت دون أن تتفوه بكلمة واحدة..

تابعها هو بعينيه رافعا أحد حاجبيه وهو يقول في نفسه: تستاهلي حد قالك تتدخلي!، قاد سيارته مُبتسما دون وعي منه لقد شغلت عقله في الاونه الأخيرة، لم يوصل إلي قمة غضبه اليوم بل كان يُحارب شعور الإعجاب الذي إحتله عندما حدثته بشراسة عينيها الخضراوتين الجذابتين، اللتين كانتا ستأخذه في دوامة سحرها إلا أنه تماسك، ضحك بخفوت وهو يقول: ال خليك في الوردة!

صباح يوم جديد...
إستيقظت أروى بتكاسل ونهضت ثم قامت بتجهيز نفسها، حيث إغتسلت ثم لمعت عينيها بشقاوة وهي تبتسم بتحدي..
أخرجت من خزانة ملابسها ملابس ضيقة للغاية حتى تثير غضبه كما فعل هو أمس، هكذا فكرت أروى..

إرتدت بنطال جينز ضيق عليه تي شيرت أبيض يُحدد تفاصيل جسدها ولم تكتفي بل وضعت أحمر شفاه صارخ، لتصبح هيئتها غير لائقة إطلاقا، ولكن الجنون تغلب عليها فليكن ما يكن سأفعل ما يحلو لي لطالما فعل هو هكذا عقلها المسكين كان يُفكر.!
توجهت إلي الشركة بعد أن ترجلت من سيارة الأجري التي كان سائقها يكاد أن يلتهمها إلتهاما..
سارت متجهه إلي المصعد والعيون تأكل جسمها أيضاً كما لو أنها عُرضة في متحف..

شعرت بالندم حين تلقت تلك النظرات الملتهمة لها وإزدادت رعباً حين صعد بها المصعد وخرجت منه لتواجه الأمير فتباً للجنون الذي أرشدها للعب مع الأمير الذي إذا غضب يصبح متوحش...
وجدته يسير في الرواق يتصفح هاتفه، تيبست ساقيها عندما وجدته يقترب رويداً رويداً منها ولازال ناظرا في هاتفه، ظلت مُتسمرة مكانها لم تجرؤ على التحرك حتى إصطدم بها لينتبه قائلاً: خضتيني يا أرو...

قطع حديثه عندما نظر إلي ملابسها ووجهها الممتلئ بمساحيق التجميل، إتسعت عيناه بغضب شرس وهو يقول بصوتٍ أخافها: ينهارك أسود! ايه ده؟
تراجعت عدة خطوات للخلف وهي تلتقط أنفاسها ثم في لمح البصر إستجمعت شجاعتها وقالت بصمود زائف: ايه في ايه؟
- تلفت حوله ليجد تجمع ينظر لها ليهتف بصوتٍ جوهري: بتتفرجوا على ايه؟ كل واحد على شغله!

فرو جميعا إلي مكاتبهم، ليقترب منها جاذبا إياها من ذارعها بقوة ألمتها لكنه أسرع خطواته إلي مكتبه ثم فتحه ودفعها بعنف ليقترب منها مُجددا هاتفا بعصبية تامة ؛:
- أنتي بتتحديني؟
إرتعدت أوصالها وهي تزدرد ريقها بصعوبة بالغة، ثم هتفت هي الأخري بتوتر: آآ أنا حرة في نفسي أنت غريب أوي أنا أول مرة أشوف مدير شركة بيتدخل في لبس موظفينه..

رفع يده عاليا وكاد أن يهبط بها على وجهها لكنه توقف حين صرخت وإنكمشت على نفسها قائلة بخوف واضح وذعرٍ: أنا آسفه، آسفه!
كور قبضة يده ولكم الحائط من خلفها وهو يقول بغضب: مستفزة، ثم قال بحدة: خليكي هنا! ومتتحركيش نهائي..
خرج من مكتبه صافعا الباب بعنف وهو يشتم فلقد أوصلته إلي أشد غضبه...
بينما إلتقطت أروى أنفاسها وهي تضع يدها على صدرها قائلة ببكاء: هو ايه الي أنا هببته ده!

ظلت في المكتب ساعة، ساعتان، لم تجرؤ على الخروج كما قال لها، حتى تفاجئت به بعد قليل يفتح ويلقي لها حقيبة بيلاستيكية بها ملابس، ثم قال بصوته الصارم:
- في حمام على شمالك ادخلي وغيري الأرف ده!
ثم خرج سريعاً وأغلق الباب خلفه..


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:10 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس عشر

أبدلت أروى ملابسها في المرحاض المُلحق بالمكتب، نظرت إلي نفسها في المرآة وهي تبتسم برضي، فكانت ملابس أنيقة واسعة، مسحت وجهها من تلك المساحيق التي تملؤه بينما رفعت شعرها للأعلي على هيئة ذيل حصان، وتركت خصلة تنسدل بجانب جبهتها مرورا على وجنتها فأصبحت أكثر جمالا وبراءة عن ذي قبل..
توجهت خارج المرحاض لتدلف خارج المكتب وتلتقي ب أمير الذي نظر لها بإنبهار وإعجابا واضحا في نظراته...

تحدث تلقائياًتلقائياً: كده أحلي بكتير، آآ قصدي الإحترام حلو، إتفضلي شوفي شغلك ولو جيتي باللبس ده تاني إعتبري نفسك مرفودة!
أنهي حديثه ودلف إلي مكتبه عابساً، لتبتسم أروى بسعادة وتدلف خلفه قائلة بثبات: كان ممكن ترفدني على فكرة بدون ما تتعب نفسك وتجبلي هدوم!
نظر لها بجمود ثم قال بتلعثم: هتعب على ما ألاقي سكرتيرة تاني تفهم الشغل، هو ده الي مخليني صابر عليكي! غير كده كان زمانك مرفودة من زمان.

رفعت أروى أحد حاجبيها وقالت بمراوغة: أفهم من كده لو لقيت سكرتيرة غيري هتمشيني من هنا؟
صمت لبرهة ثم قال بعد ذلك بحدة: ياريت تشوفي شغلك أنتي هترغي معايا ولا إيه؟

عبست أروى بحرج ثم رمقته بنظرات مغتاظه وتوجهت خارج المكتب، ليبتسم أمير ثم يضحك بخفوت، ثم يصمت حائرا، لماذا؟ لماذا يغضب منها إلي هذا الحد؟ لماذا لم يتركها ترحل من شركته؟ لماذا يبتسم كثيرا هذه الأيام! هذا ما كان يدور بداخله حتى همس قائلاً: ايه مالك يا أمير!

-إن شاء الله خير أنا إتطلعت على ملف القضية وبسيطة هيخرج بكفالة وأنا هتصرف مع ناس حبايبي..
قالها المحامي بجدية...
بينما إزدردت سلمي ريقها وتابعت بيأس:
- كفالة! يعني مينفعش يخرج من غير كفالة
المحامي نافياً: للأسف لأ
أومأت أروى برأسها وهي تبكي ثم نهضت قائلة من بين بكاؤها: تمام..

خرجت من مكتبه ودموعها تنساب بغزارة من أين تأتي بالاموال لقد فرطت بأغلي ما لديها وما تملك من زوجها الحبيب الذي إذا علم من الممكن أن يتركها تلك كانت أفكارها...
قررت أن تبيع حلقها الذهب في سبيل أخيها مهما حدث بينهما من قبل ستقف بجانبه ليخرج من محنته حتى يرفعوا رؤسهم بين الناس...
بالفعل ذهبت إلي محل الذهب مُجدداً وأعطته الحلق وقلبها يبكي قبل عينيها...

طرق كرم باب مكتب أروى، لتأذن بالدخول ويدلف قائلاً في مرح: الله ايه القمر ده تعرفي إن كده أحلي من الأول!
إبتسمت بمجاملة: شكرا يا أستاذ كرم
بادلها الابتسامة وقال مُتساءلا: لا ده بجد، هو أنتي غيرتي كده إزاي؟
- اشتريت هدوم يا أستاذ كرم هو حضرتك عاوز حاجة؟
قالتها أروى بإيجاز ونفاذ صبر..
ليبتسم كرم قائلاً ؛: اه بصراحة يعني يا أنسه أروى أنا نفسي نكون إصحاب ايه رأيك.

تنهدت أروى في ملل، ثم نهضت قائلة: أظن من تعليمات الشركة هنا يا أستاذ كرم أن الكلام بينا يكون في حدود العمل فقط والصداقة دي تكون خارج العمل وأنا بقي معنديش أي إستعداد أصاحب حد لا خارج ولا داخل العمل، عن إذنك
عبس كرم بوجهه وهو يتابعها بعينيه تخرج من مكتبها، ليقول بضيق: طب نخليها خطوبة على طول!

توجهت أروى إلي مكتب أمير وهي تحمل قهوته التي أصبحت تعشقها مثله، طرقت الباب ودلفت قائلة بإبتسامة وهي تضع القهوة أمامه: القهوة..!
رفع نظره عن حاسوبه وهو يقول بجدية: مُتشكر..
- العفو، قالتها أروى برقة
لينظر لها بطرف عينه وهو يتنهد بعمقٍ ثم عاود النظر إلي الحاسوب بينما ظلت هي واقفة تتأمله دون وعيٍ منها...
آتاها صوته الأجش: ايه موراكيش شغل هتفضلي واقفة مكانك ولا إيه؟

إنتبهت على صوته ثم قالت بتلعثم: آآ لأ أنا كنت جاية أستأذن عشان أروح مش قادرة أشتغل
- ليه؟، سألها بجدية
لتردف هي بخفوت: حساني متوترة كده
رفع حاجبه قائلاً: حساكي ازاي!
أروى بغيظ: أقصد تعبانة عندي صداع ممكن أروح؟
- لأ، قالها أمير وهو يعاد النظر إلي الحاسوب
عقدت حاجبيها وقالت بإستغراب: ليه!
أردف بجدية: عندنا شغل وأنا مبحبش الحورات دي لما أخلص هوصلك، آآ قصدي هقولك تمشي..
تأففت أروى وهي تهز ساقها بعصبية..

أخرج من خزانته شريط به حبوب مسكنه ليمد يده لها قائلاً بجدية: خدي ده مسكن للصداع
أخذته منه على مضض وهي تقول: شكرا..
إتجهت صوب الباب وقبل أن تخرج سمعت صوته يُناديها، أروى
إلتفتت له لربما راجع نفسه وسيسمح لها بالذهاب إلا أنه قال بهدوء: سلامتك
عضت على شفتيها بغيظ وخرجت سريعا من المكتب ليضحك بخفوت وهو يرتشف قهوته التي إزداد عِشقه لها حينما أعددتها هي بيدها..

توقفت سيارة فارهة حديثة الماركة باللون الأسمر الفخم في أحد محطات مدينة الأسكندرية...
ترجل منها شابا وسيما طويلا نحيفا إلي حد ما شعره بني مائل للعسلي يتماشي مع لون عينيه العسليتين الواسعتين...
وقف يبحث بعينيه عن شيئا ما فتنهد بإرهاق وقال بنفاذ صبر: مفيش محلات هنا يا ماهيتاب والله زهقتيني يارتني ما كُنت جبتك معايا..

ترجلت ماهيتاب من السيارة والتي كانت تشبه أخيها إلي حد كبير حيث كانت ذات بشرة بيضاء ناعمة وعينان عسليتان مرورا بشعرها البني وقوامها الممشوق..
أردفت بضيق: إتصرف يا زياد أنا جعانة أوي شوفلي أي حاجه تتاكل..
دقق زياد النظر فوجد شخص ما يبيع ذرة مشوية فقال بفرحة: لقيتها اهو بيبيع درة مشوي ده أنا نفسي فيها أوي
عبست ماهيتاب وهي تقول بحنق: أنا الي جعانة يا زياد وأنت بتفكر في نفسك؟!.

زياد بإيجاز: طب تعالي نشتري وإرحمي أمي بقي..
ضحكت ماهيتاب وأردفت قائلة: أوك، فين أمير كان كل معانا...
زياد بمزاح: هانت فاضل خمستاشر محطة ونوصله..
ضحكت ماهيتاب وتعلقت بيد أخيها ليذهبا معا يشترا الذرة المشوي..

إنتهي أخيرا أمير من عمله، فإصطحب أروى معه التي كانت تسير ببطئ، فأردف في تساؤل: أنتي تعبانة بجد ولا إيه؟
حركت رأسها نافية وقالت: لأ بس قلبي مقبوض معرفش ليه..
قطب جبينه وفضل الصمت، ودلفا إلي المصعد كلاهما، ثم هبط بهما، وتوجها إلي الخارج..
أسبقها أمير عدة خطوات حيث ذهب إلي سيارته بينما هي تسير وتشعر بالريبة لا تعرف لماذا..

إتسعت عينيها بشدة حينما وجدت شخصان ملثمان ضخمان يركبان على عجلة قيادة (موتوسيكل)...
وجدت أحدهما يوجه سلاح صوب أمير فلم تدري بحالها إلا وهي تصرخ عاليا وتركض نحوه بكُل ما تمتلك من سرعة
وصلت إليه بخفة الفهد، محتضنه إياه بكل ما أوتيت من قوة، بينما خرجت الرصاصة من سلاح ذلك الشخص تعرف طريقها حيث مُستقرها ظهر أروى...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 18 < 1 2 3 4 5 6 7 8 18 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1546 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2604 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، حبيبتي ، الكاذبة ،











الساعة الآن 01:18 PM