رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الثامنابتسم عمر وهو يستمع الى سيف الذى يقص عليه موقفا مر عليه فى المدرسة حين ابدت زميلته ناردين اعجابها بعينيه امام المعلمة فزجرتها، فقال عمر مبتسما:وانت عملت ايه ياسيف؟ابتسم سيف قائلا فى خجل:اتكسفت يابابى ومردتش عليهالاحظ عمر دخول مريم ووقوفها بجوار الباب فنظر اليها فى هدوء ثم نظر الى سيف الذى قال:هو صحيح يابابى عينية شبه عنيك بالظبط زى ماتيتة بتقولاومأ عمر برأسه ايجابا قائلا:.آه ياحبيبى، بس ياترى دى حاجة حلوة ولا وحشة؟ابتسم سيف قائلا فى فرحة:حلوة طبعا يابابى، مامى كانت دايما تقوللى ان اول حاجة حبيبتها فى بابى هى عينيهرفع عمر عينيه لتقابله عينى مريم التى أخفضتهما فى اضطراب وعلت حمرة الخجل وجنتيها وهى تقول فى سرعة:ميعاد نومك ياسيف، يلا بقى قول لبابى تصبح على خير وقوم اغسل اسنانكابتسم سيف وقبل وجنة ابيه قائلا:تصبح على خير يابابىقبله عمر قائلا:تلاقى الخير ياروح بابى.ثم غادر الحجرة فى هدوء، بينما مريم تعد سيف للنوم، وما ان خرجت من الحجرة حتى تفاجأت بوجود عمر خارجها يقول فى هدوء:ممكن نتكلم شوية؟نظرت اليه مريم قائلة فى توتر:آه طبعاقال لها:تعالى ورايا اوضتى عشان مش عايز حد يسمعناأومأت برأسها فاتجه الى حجرته تتبعه مريم وما ان دلفا الى الحجرة حتى قال عمر:بصى يامريم، من غير مقدمات، ولا لف ودوران، انتى عارفة م الاول ان جوازنا كان غلطة.أحست مريم بقلبها يتفتت الى اشلاء وعمر يستطرد قائلا:يمكن لما جبتك الفيلا، كنت ناوى أدفعك تمن بعدى عن ابنى السنين اللى فاتت دى بس مع الاسف مش هقدر لسببين، أولا، عشان سيف، لأنى لو زعلتك يبقى بزعلهثانيا، انا كمان لازم اعترف ان احنا لما اتجوزنا كنا احنا الاتنين غلطانين، وانا لازم اتحمل نتيجة غلطتى زى ماانتى اتحملتيها، عشان كدة وعشان خاطر سيف لازم نبتدى نعيش حياة طبيعية زى اى زوجين.نظرت اليه مريم قائلة بنبرة حزينة:تفتكر ممكن ده يحصل؟نكمل عشان خاطر سيف وانت مش قادر تسامح ياعمر؟نظر عمر الى عينيها مباشرة، كانت عينيها التى هى فى صفاء زرقة السماء تغيم بالدموع التى ظلت حبيسة مقلتيها تأبى النزول، شرد فيهما وتمنى ان يرفع يده ليمسح دموعها قبل ان تسقط على وجنتيها، تخيل لمسته لوجنتيها، تلك الوجنتان الرقيقتان الناعمتان كبشرة الأطفال، دق قلبه بسرعة وهو يتذكر ملمسهما الذى لطالما راوده فى احلامه ولكنه أفاق من شروده على صوتها يقول فى قلق حزين:تفتكر ممكن؟عاد الى وجهه قناع البرود ليقول:مش عارف، بس اكيد هنحاول، من دلوقتى هتنقلى حاجتك لأوضتى وهنحاول نعيش زى اى اتنين متجوزيناحمر وجهها وظهر التردد فى ملامحها فقال فى هدوء:متخافيش، حياتنا مش هتكون طبيعية بجد غير لما نتأكد ان كل واحد فينا سامح غلط التانى فى حقهتمالكت نفسها قائلة:وايه اللى مخليك متأكد انى موافقة على كلامك ده؟تأمل وجهها قائلا:.عشان الحاجة الوحيدة اللى انا متأكد منها انك ممكن تعملى اى حاجة عشان تشوفى سيف مبسوط واكيد ده هيتحقق لو سيف حس بقربنا ولا ايه؟قالت مريم:عندك حق، ياترى انا ممكن امشى دلوقتى ولا لسة فيه حاجة تانية؟قال عمر:لأ كدة تمام، انا خارج دلوقتى وياريت لما ارجع الاقى كل حاجاتك فى اوضتىقالت له فى دهشة:هتروح فين دلوقتى؟الوقت متأخرنظر الى عينيها مباشرة وهو يقول:.لسة بدرى أوى على مايكون ليكى الحق تسألينى رايح فين وجاى منين، مفهوم؟اومأت برأسها وقلبها يتألم ثم غادرت الحجرة وعينا عمر تتابعانها وهو يقول لنفسه مؤنبا:.انت بتكدب على مين ياعمر؟، انت عايز تقرب منها عشان خاطر سيف ولا عشان خاطر قلبك اللى بيعشق التراب اللى بتمشى عليه بس كبريائك وعندك هما اللى واقفين بينك وبينها، بتفهمها انها مش مالكاك وانك لسة مش مسامحها، وهى ملكت قلبك وعقلك من وهى لسة فى احلامك، ليه بتحاول توجعها وانت عارف انك لما بتوجعها بتوجع نفسك، وليه بس بتكابر؟ليه يا عمر.اغمض عمر عينيه فى الم وهو يمرر يده فى شعره بتوتر ثم مالبث ان غادر الحجرة مسرعا وكأن شياطين الدنيا تجرى خلفه، ولكنها لم تكن سوى شياطين أفكاره.استيقظ آسر على صوت همسات كرمة المناجية لربها، ابتسم فى هدوء فقد اعتاد ان يصحو على تلك الهمسات، بل انه يشعر بالراحة كلما استمع الى صوتها العذب وهى ترتل آيات القرآن بعد صلاتها، تحاول ان تخفض صوتها ولكنه يسمعه ويستعذبه، وماان رآها تختتم صلاتها حتى سمعها تبتهل الى الله قائلة:يارب اجعل زوجى آسر من عبادك الصالحين الملتزمين بطاعتك وباتباع سنة نبيك محمد عليه الصلاة والسلام.اتسعت عيناه فى دهشة وهو يلتفت اليها ليسمعها تستطرد فى دعواتها قائلة:اللهم اجعله لى كما أحب واجعلنى له كما يحب واجعلنا اليك كما تحب وترضى ياأرحم الراحمين.انتابته الحيرة فكرمة تدعوا له، رغم كل مايفعله بها ورغم بروده فى تعامله معها وكلماته اللاذعة، هى مازالت تذكره فى دعواتها، تساءل آسر هل أخطأ فى حقها، هل تختلف كرمة عن باقى النساء، ولم لا وهو لم يرى منها طوال فترة زواجهما سوى مايسره من اهتمام وود وصبر وتدين، هل يترك قلبه مستسلما لمشاعره التى تنمو باتجاهها أم يظل على عناده؟خفق قلبه عندما أفاق من أفكاره على صوتها الرقيق يقول:آسر.نظر اليها فاستطردت قائلة:أحضر لك الفطار؟أومأ آسر برأسه فابتسمت قائلة:خلاص قوم خد شاور واتوضى وصلى ركعتين الضحى وأنا مش هتأخر.أومأ برأسه مرة أخرى فاتجهت كرمة الى خارج الغرفة ثم أغلقت الباب ووقفت خلفه وهى تضع يدها على قلبها لتهدأ دقاته المتسارعة، فهى تشعر بالتغير فى نظرات حبيبها. عيناه وآه من عيناه، لم تعد تحمل الكره والسخرية بل تكاد تقسم ان بهما لمعة ونظرة لطالما حلمت بهما فهل ماتراه حقيقيا ام انها فقط أحلامها، توقفت عن التفكير واتجهت لتحضر لزوجها الفطور فى حين توضأ آسر وصلى الضحى ثم ناجى ربه قائلا:ريح قلبى يارب.تأملت نور ملامح يوسف النائمة، كان يبدو وكأنه يحلم بكابوس يظهر ذلك فى ملامحه المنقبضة وهمهماته المرتعشة، وترددت نور أتوقظه ام تتركه ثم مالبثت ان حسمت امرها حين لاحظت تدفق دمعتين من عينيه التى سقطتا منه دون وعى فقالت بقلق:يوسف، اصحى يايوسف، ده اكيد كابوسلم يستجب لندائها فاقتربت منه وهزته من كتفيه قائلة:يوسف، اصحى من فضلك.فتح يوسف عينيه مرة واحدة فوجد نور قريبة منه فضمها اليه فى سرعة وهو يقول بلهفة:انتى عايشة، عايشة يانور؟رغم دهشة نور من تصرفه الا انها تمالكت نفسها بسرعة حين شعرت بما يعانيه وما يحتويه كابوسه فلفت زراعيها حوله وهى تقول فى هدوء لا يعكس اضطراب مشاعرها من جراء احتضانه لها:هش، اهدى يايوسف أنا أدامك أهو، عايشة، ده كان كابوس مش أكترتراجع ليضم وجهها بكفيه قائلا وهو يتأمل ملامحها التى يعشقها:.الحمد لله، الحمد للهنظرت الى عينيه العاشقة وانتابتها العديد من الأحاسيس، كم كانت غبية لتضيع منها كل ذلك الحب، وكم كانت بلهاء عندما غاب عنها عقلها وهى تتفوه بتلك الكلمات التى باعدت بينهما وبينما هى فى أفكارها الشاردة لاحظت ابتعاد يوسف عنها وهو يخفض نظراته وقد عاد اليه قناعه الجليدى، فأيقنت انه تذكر كلماتها وتأكدت من ذلك حين قال فى برود:.أنا آسف لو تعديت حدودى معاكى، الظاهر ان سهرى وقلة نومى أثروا على تفكيرى وتصرفاتى، انا هقوم اغير هدومى وأروح الشغلنظرت اليه فى ندم ولكنه لم يرى نظراتها النادمة وهو يستطرد قائلا دون ان ينظر اليها:أنا مسافر أسبوع اسكندرية، فيه شغل مهم لازم أخلصه، لما ارجع هكلم تيتة عشان ننهى المسرحية السخيفة دى. الدكتور طمنى عليها فى زيارته الأخيرة، وأظن كفاية لحد كدةقالت له بسرعة:خدنى معاك.نظر اليها عاقدا حاجبيه لتقول بتوتر:أنا، اصلى، مريم وحشتنى ونفسى اشوفهاابتسم بسخرية قائلا:للاسف مش هينفع لأنى هوصل ناس فى سكتىتابعته نور بعينيها وهو يدلف الى الحمام، لماذا لم تستطع ان تقول له انها أرادت الذهاب معه لأنها تود ان تكون بجواره، فقط لا تريد ان تبتعد عنه وانها تشتاق اليه منذ الآن، لماذا؟ تساقطت دموعها على وجهها فى حزن وقد ادركت انها النهاية، وهى وحدها من خطت سطورها.استيقظت كرمة لتلتقى عيناها الجميلتينن بتلك العينين الرماديتين التى عشقتهما تتأملانها فى حنان فابتسمت وهى تغمض عينيها متخيلة انها تعيش احدى أحلامها ثم فتحت عينيها مرة أخرى لتجد تلك العينين الرماديتين مازالت تتأملانها وقد ظهرت فيهم ضحكة مكتومة ففتحت عينيها على اتساعهما وهى تعتدل فى سريرها قائلة فى دهشة:آسر. صباح الخير، فيه حاجة؟اتسعت ابتسامة آسر قائلا:.صباح النور، أنا بس قلقت لما صحيت مسمعتش صوتك وانتى بتصلى فحبيت أطمن عليكىازدادت دهشة كرمة ثم نظرت الى الساعة بجوار السرير وعادت بعينيها اليه قائلة:الظاهر ان راحت علية نومة هقوم أحضر لك الفطار وبعدين أصلى الضحىوكادت ان تقوم حين قال آسر فى حنان:انا خلاص حضرت الفطار النهاردة، افطرى وصلى وبعدين ارتاحىاتسعت عيناها دهشة وهو يستطرد قائلا:متحاوليش تتعبى نفسك ياكرمة فى شغل البيت، احنا عندنا خدامين كتير.اصابتها الصدمة من كلماته وحاولت ان تتحدث الا أنه وضع يده على فمها فاتسعت عينيها وهى تنظر اليه وهو يقول:متستغربيش واسمعينى، انا آخد بالى منك كويس ياكرمة. قدرتى تخلينى آخد بالى منك، قدرتى تفتتى الحجر اللى بنيته حوالين قلبى، وقدرتى كمان تكونى جواه، امتى وازاى معرفش. بس اللى انا عارفه ومتأكد منه انى عايزك فى حياتى، عايزك تبقى مراتى وأم اولادى، فكرى فى كلامى، وانهاردة ياريت اسمع ردك.ثم ابتسم تاركا اياها ومغادرا الحجرة وقبل ان يغلق الباب نظر اليها قائلا فى حب:سلام ياكارو.وضعت كرمة يديها على شفتيها التى لامستها يده فى دهشة، وتساءلت، هل ما حدث منذ قليل كان حلما أم أنه حقيقة، هل استجاب الله لدعائها، هل اعترف آسر لها بحبه ورغبته فى اتمام زواجهما، ام أنها كانت تحلم؟، لا لم يكن حلما، ان ملمس يده لشفتيها مازال حيا داخلها، ونطقه بتلك الكلمات التى تتضمن وعدا بالسعادة ونطقه بتدليل اسمها لم يكن حلما. آه ياآسرى، سيصلك ردى اليوم بالتأكيد، لتتيقن أنك أنت وحدك فى قلبى وعقلى، نعم انت زوجى الحبيب.انت اتجننت، ازاى تشدنى بالطريقة دى؟قالت ملك تلك الجملة بغضب حين جذبها عادل من يدها بقوة وهى ترقص مع كريم، على حين قال كريم بحدة:ايه ياأخينا انت، انت مش شايفها بترقص مع راجل؟نظر عادل اليه نظرة الجمته على الفور وقال له والشرر يتطاير من عينيه:انت بالذات مسمعش صوتك خالص، ولو باقى على حياتك مشوفكش واقف تانى معاهاآثر كريم الصمت وهو يقارن بين قوته العضلية البسيطة وقوة ذلك الرجل ذو العضلات النافرة.نظر عادل الى ملك التى قالت:كلمنى انا، انت عايز ايه بالظبط ياعادل؟نظر عادل الى عينيها مباشرة وهو يقول:عايزك فى موضوع مهمكادت ان تتكلم فأشار لها بالصمت قائلا فى حزم:الموضوع ميتأجلش وياتمشى معايا بالذوق ياهشيلك أدام الناس دى كلها وأوديكى مكان تانى نتكلم فيه براحتنانظرت اليه تود ان تتحداه ثم مالبثت ان آثرت الرضوخ فهى تعرف عادل اذا غضب، فجنونه ليس له حدود، لذا قالت فى هدوء:.اتفضل أدامى لما نشوف آخرتها ايهابتسم عادل قائلا: Ladies firstمشت أمامه فى اباء يتبعها هو بعد ان رمق كريم المصدوم بنظرة اخيرة صارمة ومتوعدة.كانت مريم تتابع عمر وسيف بنظراتها من خلف نظارتها الشمسية حيث كان عمر يعلم سيف السباحة تأملتهما سويا، ياالله كم تعشقهما، كان عمر يشعر بنظرات مريم المتأملة لهم، حاول ان يخفى ابتسامة السعادة التى ارتسمت على شفتيه، فقد ازداد قربا من مريم قى الآونة الأخيرة، كان سيكون اسعد رجلا بالعالم لولا عذاب لياليه وهى بقربه ولا يستطيع لمسها مما جعله يعانى كثيرا من الأرق، الا ان وجودها الى جواره يستنشق عبيرها ويتأمل ملامحها الجميلة ويشعر بانفاسها يكفيه مؤقتا، حانت منه التفاتة الى مريم لتتجمد ملامحه وهو يرى هيثم ابن عمه يقف خلف مريم متأملا اياها فى اعجاب مما أثار غيرة عمر وغضبه فأسرع الى خارج حمام السباحة حاملا سيف فخلعت مريم نظارتها الشمسية واتجهت اليهم لتأخذ سيف من عمر وتلفه بمنشفة كبيرة وتعطى مثيلتها لعمر الذى أخذها منها وهو يقبلها على وجنتها برقة، مما أصابها بالدهشة ولكنها سرعان ماتمالكت نفسها وهى تستمع اليه يقول وهو ينظر الى نقطة ما خلفها:.هيثم، مش معقولة، رجعتم من السفر امتى؟التفتت مريم بهدوء وقد ادركت ان تلك القبلة كانت من اجل ذلك الهيثم، فرأت شابا يبدو فى سن عمر او اصغر قليلا، ذو ملامح وسيمة، ينظر اليهم بعينين سوداويين حادتين وهو يقول:لسة راجعين انهاردة ياابن عمى...ثم نظر الى مريم قائلا بلهجة لم تسترح لها مريم:مش هتعرفنا؟أحاط عمر مريم بذراعه ووضع يده الأخرى على كتف سيف قائلا:مريم مراتى وسيف ابنى.نقل هيثم نظراته بينهم فى دهشة دامت ثوان، ثم ما لبث ان تمالك نفسه وظهرت التسلية على ملامحه قائلا:طول عمرك متقعش غير واقف ياعمرجز عمر على اسنانه وهيثم يقول لمريم:مبروك يامدام مريمقالت مريم فى هدوء:الله يبارك فيك...ثم نظرت الى سيف قائلة:يلا ياسيف عشان تاخد شاور وتنام حبةاومأ سيف برأسه فنظرت مريم الى هيثم الذى يتابعها بعينيه قائلة:فرصة سعيدة ياأستاذ...وتظاهرت مريم انها لم تلتقط اسمه مما اثار اعجاب عمر وسعادته وسخرية هيثم الذى قال:هيثم، هيثم يامدام مريمحافظت مريم على ابتسامتها الباردة قائلة:تشرفنا، عن اذنكموامسكت يد سيف متجهة الى المنزل تتابعها اعينهم فى اعجاب، ثم التفت عمر الى هيثم قائلا:خير ياهيثم، شكلك كنت عايز حاجةقال هيثم:.مش انا يااخويا دى مرات عمك وجيجى عاملين حفلة بمناسبة رجوعنا وقالولى اعزمكم، جيجى عاملة نيو لوك وعايزة تفاجأكوا بس انتى اللى هتفجر المفاجأة ياعمر، بالمناسبة انت كنت متجوز فى السر ولا ايه؟ابتسم عمر ببرود قائلا:دى حياتى الخاصة ياهيثم، ومبحبش حد يتدخل فيها، وم الآخر محدش ليه حاجة عندىابتسم هيثم فى سخرية قائلا:.خلاص ياعم متزقش، انا هدخل اعزم مرات عمى واطير، اشوفك فى الحفلة، ابقى قول لعادل، ومتنساش تجيب ملك ومريم معاك، قصدى مدام مريمثم اتجه الى المنزل تاركا عمر يغلى من الغيظ وهو يقول فى غضب:ياترى ياهيثم، ناوى على ايه؟
رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل التاسعانت هتفضل ساكت كدة كتير؟قالت ملك تلك العبارة فى حدة فنظر لها عادل قائلا:مش عارف ابتدى منين؟ظهر الغضب فى عين ملك وهى تقول:يعنى تخرجنى من الحفلة بالطريقة دى، وتجيبنى هنا ونقعد ساعة ساكتين وفى الآخر تقوللى مش عارف ابتدى منيننهضت مستطردة فى غضب:لما تعرف ياعادل ابقى كلمنىهمت بالرحيل فوجدت عادل يقبض على رسغها بقوة مانعا اياها من الرحيل وهو يقول فى هدوء حازم:.دى اول واخر مرة تعلى صوتك علية، او تسيبينى وتمشى من غير مااسمحلك...نظرت الى عينيه الصارمتين ولم تدرى لماذا عجز لسانها عن الرد، فى حين استطرد هو قائلا:اقعدى ياملكنظرت اليه فاستطرد قائلا:لو سمحتى اقعدىجلست ملك تحاول ان تلتقط انفاسها المتسارعة من نظراته التى تحولت الى نظرات حانية وهى تقول:ادينى قعدت، خير ياعادل؟قال عادل فى هدوء:بصى ياملك، انا مش هلف وادور لأنى مبحبش اللف والدوران، أنا بحبك.نظرت ملك اليه فى صدمة فاستطرد قائلا:.ليكى حق تتصدمى، انا لغاية الاسبوع اللى فات كنت فاكر مشاعرى من ناحيتك مش اكتر من مشاعر اخ لأخته، ملك انتى طول عمرك جنبى، متربية معايا، طول عمرى أمنك وحمايتك، لما بتحتاجينى بتلاقينى ولما بحتاجك بلقاكى. فسرت كل مشاعرى ناحيتك من حب واهتمام وغيرة، انها مشاعر عادية بين الاخوات، لغاية لما اعترفتيلى بحبك، ساعتها من صدمتى معرفتش اتكلم، احترت ليه فرحت انك بتحبينى، ولما حسيتك بتضيعى منى، حسيت ان مشاعرى من ناحيتك هى كمان مش مشاعر اخوة، حسيت كدة لما فكرة ان ممكن حد تانى ياخد مكانى فى حياتك، حد تانى يكون له الحق فى انه يلمسك وياخدك فى حضنه خلتنى افكر فى القتل، انا ممكن اقتل اللى يفكر بس ياخدك منى ياملك، اقتله.كادت دقات قلب ملك ان تتوقف وهى تستمع الى كلمات عادل التى لطالما تمنت ان تسمعها منه، هل تحلم؟، هل هى فعلا الآن تبكى فرحا؟أفاقت من افكارها على يد عادل تمسح دموعها فى حنان قائلا:ليه بس الدموع ياملك؟نظرت ملك الى عينيه فى عشق قائلة:دى دموع الفرح ياعادل، مش مصدقة اللى انت بتقوله، انت بجد بتحبنى؟انا مش بحلم، صح؟اومأ عادل برأسه قائلا فى حنان:.انا مش بس بحبك، انا بموت فيكى، مش عارف ازاى وامتى؟بس احساسى من ناحيتك كبير أوى، ومش عارف ازاى انا كنت بالغباء ده ومحستش انى بحبك من زمان، من زمان أوى ياملكازداد انهمار دموع مريم فقال عادل:عشان خاطرى بلاش دموع، حتى لو دى دموع الفرح، انا مقدرش اتحملها، طب يارب أموت لو...قاطعته ملك واضعة يديها على شفتيه قائلة:بعد الشر عنك، متقولش كدةقبل يدها التى على شفتيه فى حنان فاخفضتها خجلا فابتسم قائلا:.خايفة علية؟ظهر العشق فى عينيها وهى تقول:انا لو مكنتش هخاف عليك انت، امال هخاف على مين؟انت روحى ياعادلقال عادل فى سعادة:ياعالم ياهووو، انا مش قد الكلام الحلو ده، اتلمى احسنلكابتسمت ملك قائلة فى دلع:وان مااتلمتشغمز لها عادل قائلا:احنا كدة نروح لحماتى دلوقتى حالا نحدد الفرح، انا عايز اتجوز ياجدعااانابتسمت ملك فى سعادة قائلة:مجنووووننظر اليها عادل قائلا فى حنان:مجنون بيكى ياقلبى.اتسعت ابتسامة ملك وهى تحمد الله فى سرها على تحقيق احلامها وتدعوه ان تستمر سعادتهم للأبد.ظلت نور تنتظر مكالمة يوسف بفارغ الصبر، نعم هو كلمها اليوم، و نعم هى مكالمة قصيرة اطمئن فيها عليها، وأغلق الهاتف، ولكنها أسعدتها، تعلم انه قلق عليها بسبب كابوسه، تشعر بقلقه الذى يخفيه خلف ذلك البرود، تعلم انها مازالت بقلبه، ودت لو أخبرته بمشاعرها فى تلك المكالمة ولكن خانتها الكلمات فصمتتت، افاقت من افكارها على صوت كرمة يقول فى مرح:الجميل سرحان فى ايه؟ابتسمت نور قائلة:.تعالى انتى وقوليلى وشك منور كدة ليه. قلبك طب وسلم ولا ايه ياكارو؟ابتسمت كرمة فى خجل قائلة:هو باين أوى كدة؟اتسعت ابتسامة نور قائلة:من زمان يااختى انتى لسة فاكرة؟نظرت اليها كرمة قائلة:فرحانة اوى يانور، اوى، عارفة، آسر اتعذب اوى لما سمع حبيبته زمان بتعرض نفسها على أخوه، أكيد يوسف حكالك مش كدة؟اومأت نور براسها لتستطرد كرمة قائلة:.كانت صدمة كبيرة دمرت قلبه وثقته فى الستات، لما تيتة حكتلى حسيت انى لازم اكون معاه واداوى قلبه مكنتش حاسة ساعتها انى حبيته، ولما اتجوزته عرفت. وكل يوم حبه كان بيزيد فى قلبى، رغم كل تصرفاته، كنت شايفاها جدار بناه حوالين نفسه عشان يحميها م الأذى، والحمد لله خلاص يانور حاسة انى هبتدى افرح واطير فى السما من الفرحةابتسمت نور قائلة فى حنان:للدرجة دى ياكرمة بتحبيه؟ابتسمت كرمة قائلة:واكتر يانوروغنت قائلة:.هو ده اللى حلمت بيه، ضحكته، نظرة عنيهفأكملت نور قائلة:ياحبيبى وانت جنبى تفتكر انا هعمل ايه؟ضحكا سويا ثم قالت كرمة:وانتى يانور لغاية امتى هتقاومى مشاعرك؟تنهدت نور قائلة:خلاص بطلت أقاوم، بس بعد ايه، انا غلط اوى ياكرمة. قلتله كلام صعب حد يستحمله او يغفرهابتسمت كرمة قائلة:اللى بيحب بيسامح يانور، اعتذريله، حسسيه بندمك وخليه يشوف حبك، هيغفرلك علطولنظرت لها نور فى امل قائلة:تفتكرى؟ربتت كرمة على يدها قائلة:انا متأكدةاحتضنتها نور قائلة:ربنا مايحرمنيش منك ياأحلى اختابتسمت كرمة قائلة فى حنان:ولا يحرمنى منك يانور عينىثم وقفت قائلة:الوقت سرقنا هقوم عشان الحق احضر العشا لأسورةابتسمت نور قائلة:يابخت آسورة، ربنا يخليكوا لبعض ياحبىاتسعت ابتسامة كرمة قائلة:ويسعدكوا ياقلبىثم ذهبت تاركة نور سارحة فى افكارها، متسائلة فى وجلهل سيسامحها يوسف ام يصر على الانفصال؟قالت نور فى استنكار:كل ده يحصل ومتقوليلناش ياروما، يعنى لولا كرمة كلمتك مكناش هنعرف اللى بيحصل معاكىقالت مريم:اهدى بس يانور، الحمد لله كل حاجة عدت وكل شئ هيبقى تمام، اطمنى انتى بس وبطلى قلقك المرضى ده، الله يكون فى عون يوسف عليكىتنهدت نور قائلة:يوسف، وهو فين يوسف؟قالت مريم فى قلق:صوتك ماله يانور، طمنينى عليكى؟قالت نور بهدوء:.متقلقيش يامريم، مشكلة كدة وهتعدى باذن الله، قوليلى مش ناوية تيجى تقضى يومين هنا فى المزرعة انتى وعيلة عمرابتسمت مريم قائلة:بتغيرى الموضوع، تمام، عموما هجاوبك، هسأل عمر واشوف يومين أجازة كدة نجيلكم فيهم المزرعة، محتاجة بجد بريكقالت نور بفرحة:ياريت ياروما، هستناكم، سلام ياقطةأغلقت مريم الهاتف وهى تبتسم بحب، ثم مالبثت الابتسامة ان اختفت وهى تفكر فى عمر، زوجها، حبيبها ومعذبها.بقولك ايه يابت انتى، اعقلى أحسنلكقال عادل تلك العبارة ضاحكا وهو يراها تخرج من نافذة السيارة صارخة بكلمة بحبك فى سعادة، نظرت اليه فى غيظ قائلة:بس متقولش يابتابتسم وهو ينظر اليها محيدا بنظره عن الطريق لثانية وهو يقول فى حنان:انتى احلى بنت شافتها عينية ياملوكتىاحمرت وجنتيها خجلا فاتسعت ابتسامته قائلا:والله احنا الاتنين مجانين، أنا مش عارف ازاى بس هيوافقوا على جوازنا.نظرت اليه قلقة وقد تسلل الخوف الى قلبها قائلة:تفتكر ممكن ميوافقوش؟القى على وجهها نظرة خاطفة ولاحظ قلقها فابتسم وهو يمسك يدها ويقبلها فى حنان قائلا:متخلقش لسة اللى ممكن يبعدنى عنك ياملك، انا هوصلك البيت دلوقتى، ومن النجمة هتلاقونى عندكم اطلب القرب من ست الحسن والجمال.ابتسمت ملك فى سعادة وهى تستند الى كتفه فضمها اليه فى حنان مقبلا رأسها فى سعادة عاشق يكتشف لأول مرة حلاوة الحب، كان يظن انه لم يخلق للحب، يتنقل بين الأزهار لينعم برحيقهن، ولم يكن يدرك أنه كان يبحث عن زهرة نادرة تخطف قلبه وتملكه، لم يكن يدرك أيضا ان تلك الزهرة قد ولدت على يديه وخطفت قلبه منذ رآها طفلة تفتح عينيها الخضراوتين فى براءة، لقد أحبها منذ زمن بعيد، وهو عندما يحب يحب بشدة ويغار بشدة ويخاف أيضا، وبشدة.كان عمر يحاول ان ينام ولكن لا فائدة، فقد أقلقته نظرات هيثم لمريم وأعمته الغيرة، نظر الى باب الحمام الذى فتح لتخرج منه مريم تلف حول نفسها منشفة كبيرة، حاول عمر أن لا ينظر اليها فقد كانت رائعة الجمال يتساقط شعرها الرطب حول وجهها البرئ فيمنحها جمالا فوق جمالها، أغمض عمر عينيه ليخفى لهفته عليها ليسمع شهقة صغيرة تصدر منها فيفتح عينيه فورا ليجد الظلام، نهض سريعا واتجه الى مصدر الصوت وأمسكها من كتفيها، فانتابته الصدمة من جراء لمسته لجلدها الرقيق الناعم الملمس واهتز قلبه بين أضلعه وشعر بارتجافها بين يديه يعلم انها تخشى الظلام، أخبره سيف بذلك فى احدى المرات ولكنه لا يدرى لم شعر بان ارتجافتها تعود للمسته اياها، ازداد ارتجافها فضمها الى صدره يستنشق عبيرها الرائع، انه عبير الياسمين، شعر بدموعها على صدره تبلله فربت على شعرها فى حنان قائلا:.هش، متعيطيش، أنا جنبكشعر بها تلف ذراعيها حوله بعد ان كانت مستسلمة لحضنه، فضمها اكثر لذراعيه ثم حملها ووضعها بهدوء على السرير وتمدد الى جوارها ثم أخذها فى حضنه يضمها اليه فى حنان ويربت على ظهرها، لم تتحدث بكلمة ولكنه أحس بها سعيدةمطمئنة بقربه، قبل رأسها قائلا:نامى يامريم ومتقلقيش، أنا مش هقوم من جنبك، وأكيد المولد هيشتغل دلوقتى، والنور هييجىشعر بابتسامتها على صدره وأحس بها ترفع رأسها قائلة:.انا مش قلقانة، أنا عمر ماقلقت وانا جنبك، انا معاك ومعاك انت بس بحس بالامان ياعمرجاء النور فى تلك اللحظة لتتلاقى الأعين التى تحمل نظرات العشق، لم يعد عمر يحتمل أكثر فضمها ليقبل شفتيها فى شوق، لترتعش بين يديه ويشعر بتجاوبها ليعمق قبلته فى عشق لطالما حلم به لتستسلم هى الى عشقه ويغوصا معا فى نهر الهوى يرتشفان حلاوته التى لطالما انتظراااها.
رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل العاشرابتسمت مريم فى حنان وهى تتأمل وجه عمر النائم فى براءة، كم هو وسيم حبيبها، تذكرت بخجل أحداث الليلة الماضية، وتساءلت فى سرها، هل غفر لها عمر؟هل وقع فى حبها؟كل نظرة وكل همسة وكل لمسة صدرت منه كانت تنطق بعشق يماثل عشقها قوة، فهل هى تتخيل؟لمست وجنته فى نعومة وانحنت لتطبع قبلة رقيقة عليها لتفاجأ به يفتح عينيه فتتلاقى عينيهما، هى فى خجل وهو فى حنان وهو يبتسم قائلا:ياصباح الياسمين.اخفضت عينيها خجلا وقد احمر وجهها ليصبح اكثر جمالا وهى تقول:صباح الخيركادت ان تنهض فوجدت عمر يمنعها قائلا وهو يعيدها الى حضنه:رايحة فين؟استكانت فى حضنه قائلة:هاخد شاور واروح اطمن على سيفرفع وجهها بيده لينظر الى عينيها مباشرة وهو يقول:طيب وأبو سيف؟ابتسمت فى خجل قائلة فى رقة:أبو سيف يؤمرنىابتسم غامزا لها وهو يقول:ابو سيف مش عايزك انهاردة تقومى من حضنه خالصقالت مريم فى خجل:بس ياعمر...قاطعها مبتسما فى شقاوة وهو يقول:مفيش بس، انتى النهاردة لية أنا وبسنظرت الى عينيه قائلة فى تردد:عمر، هو أنا، يعنى، ممكن أسألك سؤال؟اتسعت ابتسامته قائلا:أكيدازداد ارتباكها وهى تقول:انت، يعنى، سامحتنى ياعمر؟نظر الى عينيها قائلا:أنا لو مكنتش سامحتك مكنتش قربت منك يامريمقالت فى تردد وقد اطمأن قلبها قليلا. :طيب ممكن، يعنى، أسألك سؤال تانى؟رفع عمر حاجبيه وهو يقول:وبعدين يامريم، هنقضيها أسئلة ولا ايه؟ابتسمت قائلة:آخر سؤال، عشان خاطرىابتسم قائلا:قولى ياستىنظرت الى عينيه مباشرة وهى تقول:بتحبنى ياعمر؟اختلجت عينيه بمشاعر قوية رأتها على الفور وجعلت قلبها يخفق فى قوة ولكنها أرادت ان تسمعها بأذنها ولم يبخل بها عليها فقال فى حنان:.الاحساس اللى بحسه ناحيتك اكبر من كلمة حب يامريم، انا حبيتك من اول مرة شفتك فيها. حبيتك وانا مش فى وعيى، طيفك فضل مطاردنى فى أحلامى، مكنتش قادر أرتبط بجد لأنى مش لاقيكى فى كل البنات اللى شفتهم، ومع انى كنت فاكرك حلم لكن كنت حاسس انى هشوفك وفعلا لقيتك ولقيتنى بتشدلك أكتر، بقيتى فى دمى، بستنى النهار ييجى عشان اشوفك فى الحقيقة واستنى الليل ييجى عشان اشوفك فى الأحلام، ورغم انى عارف انك كنتى متجوزة وعندك طفل مقدرتش امنع نفسى عن حبك ومقدرتش أنساكى، انا لما شفتك كنت عمرى مااتعلقت بواحدة، لقيتنى بحب واحدة متجوزة؟وده مش طبعى، لأ وايه لسة بتحب جوزها كمان، ويوم ما عرفت الحقيقة على اد ما فرحت ان انا ابقى جوزك على أد ما زعلت انك خبيتى علية، كنت ناوى أعاقبك بس مقدرتش، قلبى مطاوعنيش، كنت كل يوم بنكوى بنار حبك وقربك ومش طايلك ولا قادر أضمك، حبى ليكى بقى عشق، بقى قدرى اللى مش ممكن ولا ينفع أهرب منه بالعكس أنا راضى بيه وبحمد ربنا كل يوم عليهاحتضنته مريم فى سعادة وهى تقول:.ياه ياعمر، انا كمان يا حبيبى بعشقك، بعشقك من زمان أوى، حياتى من غيرك ولا حاجة، انت كل حياتى ياعمرابتسم عمر وهو يضمها فى حنان، وقبل رأسها ثم رفع وجهها اليه بيده وكاد أن يقبلها لولا سماعهما لطرقات صغيرة على الباب فاعتدلا فى جلستهما وسمح عمر للطارق بالدخول فانطلق سيف الى الداخل قائلا فى سعادة:مامى، بابى، وحشتوووونىابتسم عمر فى حنان فى حين فتحت مريم ذراعيها لسيف قائلة:.تعالى فى حضن مامى ياقلبى، انت كمان وحشتنا أوىأسرع سيف وصعد الى السرير لتضمه مريم فى حنان فى حين ضمهما عمر الى حضنه قائلا:ربنا يخليكوا لية وميحرمنيش منكم أبدا ويقدرنى واسعدكم ياربابتسموا جميعا فى سعادة، سعادة انتظروها كثيرا، كثيرا جدا.كان آسر متجها الى المنزل وداخله توتر يكاد يقتله، ينتظر قرار كرمة بقلق شديد، هل ستوافق ان يبدأوا من جديد ام تستمر حياتهم كما هى، دخل آسر الفيلا ليجد الهدوء فى كل مكان فصعد الى حجرته وما ان دلف الى حجرة نومه حتى انتابته الدهشة وتوقف الزمن لدى مرآه لتلك الشموع التى تزين الحجرة ذات الاضاءة الخافتة، تأمل المكان فى لهفة حتى توقفت عيناه على ملاكه الجميل، كانت كرمة تلبس قميصا ابيضا قصيرا يظهر جمالها رغم الروب الذى يعلوه وينسدل شعرها الأسود الناعم حول وجهها ليزيدها جمالا، وكانت تنظر اليه فى حب وتتأمل ملامحه العاشقة بعشق مماثل، اقترب منها تتسارع دقات قلبه الولهة. ويشعر بدقات قلبها المتسارعة من خلال العرق النابض فى رقبتها حتى توقف أمامها، تأمل ملامحها فى شوق قائلا:.كل ده عشانى؟أومأت كرمة برأسها فى خجل فاستطرد قائلا:يعنى وافقتى تكونى مراتى؟أومأت برأسها مرة أخرى وقد لونت حمرة الخجل وجنتيها فابتسم آسر وهو يضم وجهها بيديه فى حب قائلا:بحبك ياكرمة وقلبى حاسس انك بتحبينى بس نفسى اسمعك بتقوليها، نظرت اليه كرمة فى عشق قائلة:بعشقك ياآسرحملها آسر ودار بها فى سعادة وهو يقول:ياعيون آسر وقلبه وروحه وعمره كلهثم أنزلها قائلا:يلا نتوضى ونصلى ركعتين، أنا معتتش قادر أصبر.أومأت برأسها فى سعادة وبالفعل توضآ وصليا ركعتين، كان آسر إمامها، وعندما انتهيا ابتسمت فى سعادة وهى ترى احلامها تتحقق، التفت اليها آسر قائلا فى حب وهو يضع يده على رأسها:اللهم ارزقنى خيرها وخير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ماجبلت عليه.ابتسمت كرمة فى حب فأمسك آسر بيدها ليوقفها ثم يحملها ويضعها برفق على السرير. ثم اقترب من وجهها يتأمله فى عشق ويلمس بأصابعه ملامحها الجميلة حتى لمس شفتيها فغامت عينيه بالرغبة واقترب بشفتيه من شفاهها لتتقابل أنفاسهم ويقبل شفتيها العذراوتين، قبلة اودع بها كل شوقه، ليغيبا معا فى جنة الحب التى لطالما انتظراها طويلا.انتظرت نور مكالمة يوسف فى لهفة ولكن تأخر الوقت ولم يحادثها، وشردت نور فى أفكارها، هل يأس منها يوسف؟هل كرهها حقا؟لماذا لم يتصل بها؟لمااااذا؟ظلت نور تتململ فى فراشها يجافيها النوم حتى رن هاتفها باسمه فالتقطته فى لهفة قائلة:اتأخرت أوى يايوسف...قاطعها صوت نسائى غريب يقول:أنا آسفة جدا يافندم، الأستاذ صاحب التليفون عمل حادثة بالعربية والرقم ده كان آخر رقم متصل بيه قبل الحادثة.توقف الزمن فى تلك اللحظة ونور تحاول استيعاب تلك الكلمات، يوسف حبيبها، أصيب فى حادث، هل أصابه مكروه، أو ربما، هزت رأسها بعنف وهى تقول بأنين وقد تساقطت دموعها:وهو فين دلوقتى؟استمعت الى صوتها الغريب وهى تخبرها بأنه فى مستشفى دار الشفاء فتركت الهاتف ولبست اول شئ وصلت اليه يداها، واتجهت الى حجرة آسر وكرمة وطرقت الباب ليفتح لها آسر وعلى ملامحه الدهشة وهو يراها فى تلك الحالة ليقول:مالك يانور؟فيه ايه؟انهارت نور قائلة:يوسف ياآسر، يوسفأسرعت اليها كرمة تحتضنها فى حين قال آسر وقد اصابه القلق:ماله يوسف يانور، اهدى شوية علشان نفهمازداد انهمار دموعها وهى تقول:عمل حادثةعلت الصدمة ملامح كل من آسر وكرمة وقال آسر فى حدة:وهو فين دلوقتى؟قالت نور فى انهيار:فى مستشفى دار الشفا أنا كنت هروح لوحدى بس مش هعرف أسوق وانا كدة، ومش عارفة المستشفى دى فين.قال لها آسر فى حزم يخالف مشاعره الثائرة خوفا على أخيه ورفيق دربه:اهدى يانور، ثوانى نغير انا وكرمة وننزل نروحله، مش عايزين تيتة تحس بحاجةاومأت نور برأسها ايجابا واتجهت الى الأسفل تنتظرهم بالسيارة، دقائق ونزل آسر وكرمة ليركبا السيارة متجهين الى المستشفى وقلوبهم تبتهل بالدعاء أن يكون يوسف بخير.دلفا الى المستشفى حيث الاستقبال وسألا عن يوسف فأخبروهم انه بغرفة العمليات، ظلوا أمام الغرفة ينتظرون بترقب، كانت كرمة تضم نور الى حضنها ونور تبكى بشدة ولسانها يردد:يارب، قوملى يوسف بالسلامة، مش عايزة حاجة تانية م الدنيا غير انه يكون بخير، يارب سلمهولى يارب، انا مقدرش أعيش من غيره، المرة دى هموت لو حصله حاجةتساقطت دموع كرمة وهى تستمع الى دعوات نور ولسانها يردد دون صوت:ياااارب.فى حين جلس آسر على الكرسى فقدماه لم تعد تحتملانه يخشى ان يفقد أخاه وصديقه، يشعر بالهواء يتناقص من حوله، نظر الى باب غرفة العمليات ينتظر من يخرج ليطمئنه على يوسف، ثم نظر فى يأس الى نور المنهارة وكرمة التى تحتضنها وتبكى معها وهو عاجز عن التخفيف عنهموفجأة خرج الطبيب من الغرفة فأسرع اليه كل من نور وآسر وكرمة، فنظر اليهم الطبيب قائلا:انتم عيلة المريض يوسف؟اومأوا برأسهم وهم عاجزين عن النطق يخشون ما قد يسمعونه ولكن كرمة تمالكت نفسها قائلة:ايه اخباره يادكتور، ارجوك طمنا؟ابتسم الطبيب وهو يقول:الحمد لله قدرنا نوقف النزيف، كل الموضوع كسر فى الايد الشمال وجبسناه وشوية رضوض وكدمات، مفيش نزيف فى المخ وده كان اهم حاجة، حمد الله على سلامتهانهارت قدمى نور فلم تعد تحتملانها وهى تجلس على الكرسى قائلة:أحمدك وأشكر فضلك يارب، الحمد لله، الحمد لله.أخذ آسر نفسا ثم طرده فى راحة وهو يصافح الطبيب شاكرا، وما لبثوا ان رأوا يوسف يخرج مع الممرضين على التروللى فقاموا فى لهفة واتجهوا خلفه وعينا نور تجرى عليه متأملة ملامحه الشاحبة فى ألم، وصلوا الى الغرفة التى سيضعوه بها وقام الممرضون بوضعه على السرير ثم انصرفوا مهنئين الجميع على سلامته.نظرت نور الى وجهه فى حب، لقد كاد ان يختفى من حياتها، وكادت ان تختفى معه، نعم، لقد اكتشفت لتوها ان روحها تلتصق بروحه اذا غادرت روحه الدنيا ستغادر روحها معه، انها لم تعد أسيرة للماضى بل أصبحت أسيرة عشق، أسيرة ذلك الرجل الذى يقبع أمامها نائما فى سلام، مع كل نفس يتنفسه تحيا هى ويالها من حياة.