كانت اميرة تهم بدخول تلك الحجرة بالمستشفى حيث تقيم والدتها بشكل مؤقت حتى يتعافى العم أمجد من أزمته الصحية لكى تخبر والدتها سعاد بتصريح الأطباء بخروج زوجها ولكنها ما لبثت ان توقفت حين تناهى الى مسامعها صوت والدتها الباكى وهى تقول: انا السبب ياقصى، انا السبب فى اللى حصل لأمجد قال قصى: اهدى ياماما قالت سعاد فى حزن: كانت غلطتى لما قلتله على اتفاقى معاك عشان نضغط على اميرة ونخليها تتجوزك.
احست اميرة بقبضة باردة تعتصر قلبها وتجمعت الدموع فى عينيها وهى تستمع الى صوت قصى يقول فى حزن: مش انتى السبب ياماما، انا السبب، ياريتنى ما كدبت الكدبة الكبيرة دى زفرت سعاد قائلة: اهو اللى حصل بقى ياقصى، غلطة وغلطناها واول ما باباك عرف ان احنا مثلنا على اميرة انى تعبانة اتنرفز واتعصب ووقع على الارض.
احست اميرة بالدوار وهى تستمع الى حديثهما، اذا كانت تلك تمثيلية من اجل ان تتزوج قصى، ربما كانت والدتها مشتركة بتلك التمثيلية ظنا منها ان قصى يحب اميرة ويريدها زوجة، ولكن ما دافع قصى للزواج بها، هل كان تحدى بين اصدقائه ام كان رهانا؟او ربما هو تحدى لها لرفضها اياه. شعرت بدموعها تنزل على خديها وهى تفتح الباب بهدوء، التفت اليها كل من قصى وسعاد، الأول بقلق عندما رأى دموعها والثانية بصدمة، وتسائلا فى صمت، هل استمعت اليهما؟هل عرفت الحقيقة؟
وجاءت الاجابة اسرع مما يتخيلا، عندما نقلت اميرة بصرها بينهما ثم استقرت على قصى لتنطق بحكم الاعدام على قلبه قائلة فى هدوء: طلقنى ثم اندفعت لتخرج من الباب بسرعة واندفع خلفها قصى يريد اللحاق بها حتى رآها عند السلم فنادى عليها قائلا: أميرة، استنى بس هفهمك التفتت اليه اميرة فاختل توازنها وسقطت من على السلم ليصرخ قصى باسمها قائلا فى لوعة: أميرة.
كانت حور تجلس مع آوس يأكلان فى صمت، تشعر حور بأنها تفتقد الصغير أسامة للغاية فقد أخذه آوس ليمكث مع عالية اليوم فلديه أمر هام عليه القيام به، تساءلت فى صمت لم ضرب بطلبها فى ان يمكث أسامة معها عرض الحائط وفضل أن يمكث الصغير لدى عالية، من هى تلك العالية؟ألا يكفيها حنان وصورتها التى رأتها البارحة على كومود آوس والذى يدل على انه مازال باق على حبها، هى عرفت من أسامة ان رقية هى اخت آوس لذا اطمأنت قليلا ان منافستها هى فقط حنان، لتفاجأ بتلك العالية والتى فضل آوس ان يمكث لديها الصغير، أفاقت من افكارها على صوت آوس يقول بارتباك:.
أنا، يعنى، حابب أشكرك على دمك اللى اتبرعتيلى بيه، مجتش فرصة قبل كدة عشان أشكرك.
كادت حور ان تنطق عندما اقتحم سعيد ورفعت ورجلين آخريين المكان، ليقف آوس بسرعة عاقدا حاجبيه، اتجهت حور بسرعة هى ايضا ووقفت خلف آوس فى زعر نطقت به ملامحها، لم يكن هناك وقت ليحلل موقفها الغريب، لذا وقف فى صلابة حتى سعيد المنياوى تعجب لصلابته امام مايراه، اقترب سعيد من آوس الذى ينظره له بكره حتى وقف امامه ليبتسم بسخرية قائلا: اذيك ياآوس ثم نظر الى حور ليعيد النظر ال آوس قائلا:.
انا شايف انك كويس اوى وعشت حياتك كمان بعد حنان قبض آوس يديه بقوة، لا يريد ان ينطق ذلك القذر باسم حنان، اتسعت ابتسامة سعيد سخرية وهو ينظر الى حور مجددا قائلا: بس بصراحة حور تستاهل واسألنى أنا ضغط آوس على أسنانه غضبا من ذلك الحقير، كيف يتحدث هكذا عن ابنته؟عاد سعيد بنظره الى آوس قائلا: اكيد مستغرب عرفت مكانك ازاى؟ نظر له آوس ببرود دون ان يتكلم فقال سعيد بتباهى:.
من عزت، كارتك خلاص اتحرق، مات وشبع موت كمان، دلوقتى بقى زى الشاطر تروح وتجيبلى الورق اللى خدته منه والا هقتل حور وقرن قوله بامساكه حور بعنف وهو يوجه اليها مسدسه، كاد آوس ان ينقض عليه ليقتله بيديه العاريتين لامساكه حور بتلك القسوة ولكنه تمالك نفسه قائلا: هتقتل بنتك ياسعيد يامنياوى؟
اطلق سعيد ضحكة مدوية أثارت دهشة آوس، فنظر الى حور التى ترتعش بين يدى سعيد وتتساقط دموعها ألما ليعقد حاجبيه فى حيرة، هل، لا، غير معقول قاطع افكاره صوت سعيد يقول من بين ضحكاته: حور مش بنتى ياآوس شعر آوس بالدهشة تملأ قلبه ولكن مهلا هذا يفسر الكثير والكثير من الأشياء التى لم تكن مفهومة لديه، ولكنه شعر بالراحة فحور حبيبته ليست ابنة ذلك القذر، قال سعيد وهو يلتهم حور بعينيه قائلا:.
وانا معقول اجيب بنوتة بالجمال ده كله أغلقت حور عينيها اشمئزازا، فى حين قبض آوس يديه بقوة وجز على أسنانه غضبا قائلا: شيل ايدك من عليها ياسعيد نظر سعيد الى عينى آوس مباشرة قائلا فى سخرية: مش قبل ما ااحكيلك حكايتها ياآوس كان آوس يفكر كيف يتخلص من سعيد وسعيد يستطرد قائلا:.
سوسن مامتها كانت بتحب زميلها فى الجامعة ولما اتقدملها اهلها رفضوه، كان على اد حالاته ومش من عيلة كبيرة وعيلتها بتحب المظاهر اوى، اتجوزوا عرفى وبعدين مات، كانت سوسن ساعتها حامل فى حور، معرفتش تعمل ايه، اتقدمتلها انا وكنت من عيلة كبيرة على وشك تعلن افلاسها بس طبعا محدش يعرف حاجة، الحقيقة سوسن مخبتش علية وانا الفلوس كانت اهم من اى حاجة عندى، اتجوزتها وكتبت اللى فى بطنها باسمى، وعشت على امل انى اقدر فى يوم اخليها تكتب كل حاجة باسمى، بس سوسن كانت ذكية فاضطريت اكمل معاها بخطة تانية، أسرق فلوسها حبة بحبة لغاية ما حنان اكتشفت السرقة، بعتلها اللى قتلها وياريتنى قتلتك معاها بس ملحوقة، هقتلك دلوقتى بعد ما تجيبلى الورق، وههرب بالفلوس اللى فضلت عمرى مستحمل سوسن عشانها، وهقتل حور عشان متكونش لحد غيرى.
كان آوس يستمع الى سعيد وهو يشمئز من تفكيره المريض حتى استمع الى عبارته الأخيرة لينظر اليه فى غضب خاصة بعد ان لاحظ ارتعاش حبيبته بين يدى سعيد ليستطرد سعيد قائلا:.
حور زى ما انت شايف، جمالها بيسحر كل اللى يعرفها، وحور اتربت على ايدى، منعت نفسى عنها كتير عشان مضيعش فلوس امها منى، لغاية عيد ميلادها ال16، كانت آية فى الجمال وانا تقلت فى الشرب حبتين، روحتلها اوضتها وحاولت اعتدى عليها بس هى قاومتنى وضربتنى بالفازة على راسى.
قال ذلك وهو يتحسس رأسه بيده التى تمسك بالمسدس ليستغل آوس تلك الفرصة وينقض على سعيد وقد اشعلته كلمات سعيد الأخيرة غضبا منه وشفقة على محبوبته ليدفع حور ارضا ويجرد سعيد من سلاحه ويمسكه من رقبته موجها سلاح سعيد الى رأس ذلك الوغد ومهددا رجاله قائلا: اللى هيقرب مننا هقتله، ارموا السلاح تردد الرجال قليلا ليضغط آوس على رقبة سعيد الذى صرخ بهم قائلا: ارموا السلاح يابهايم.
القى الرجال بسلاحهم، ليقوم آوس بضرب سعيد ضربة خفيفة ليسقط أرضا مغشيا عليه، حاول الرجال ان ينقضوا على آوس فضرب آوس النار على قدم أحدهم وضرب الآخر فى كتفه ليقف الثالث مستسلما ليعاجله آوس بضربة خبيرة ليسقط هو الآخر مغشيا عليه، زفر آوس بقوة وهو ينظر اليهم ثم بحث بعينيه بلهفة عن حور ليراها جالسة على الأرض تضم قدمها الى صدرها وهى تشهق بعنف وسط دموعها ليسرع اليها ويجثوا على قدميه بجوارها يسألها بلهفة قائلا:.
حور انتى كويسة؟ قالت حور من بين شهقاتها: لأ، انا مش كويسة ابدا ياآوس.. ثم أشارت الى سعيد الملقى أرضا قائلة: آخر حاجة كنت اتمنى اشوفها هى وش البنى آدم ده، عمرى ما كرهت حد اد ما كرهته، انا رضيت ابعد عن امى واتغرب عن بلدى عشان مشفش وشه تانى..
استمع آوس الى كلماتها التى تقطر بالمرارة فى ألم، يشعر بمحبوبته وما رأته على يد هذا الحيوان، يود لو يدق عنقه آلاف المرات جزاء له عما فعله بحنان وحور، أخذت حور نفسا عميقا لتنظر الى عينى آوس مباشرة قائلة فى مرارة: لما خطفتنى ياآوس كنت فاكر انك بتعاقبنى وبتعاقب بابا، مكنتش تعرف انك قدمتلى اكبر خدمة كنت بحمد ربنا ليل ونهار عليها، وهى بعدى عن الحيوان اللى عمرى ما حسيت انه بابا، عرفت ليه مكنتش بحاول اهرب.
كاد آوس ان يقول شيئا لولا ان قاطعه صوت ضعيف يقول فى انكسار: وليه خبيتى علية يابنتى؟
دخل قصى الى حجرة اميرة بالمستشفى فى خطوات ثقيلة، قلبه محطم على حبيبته التى ما ان رأته حتى أشاحت بوجهها وهى تنظر الى الشباك، اقترب منها قصى فى حزن قائلا: اميرة اسمعينى، أرجوكى اشارت له أميرة بالصمت دون ان تنظر اليه قائلة: من فضلك اطلع برة، الكلام بينا خلص قال قصى يتوسل اليها: بالله عليكى ياأميرة... قاطعته اميرة صارخة وهى تنظر اليه: بالله عليك انت ترحمنى، انا خلاص مبقاش فيه حاجة تربطنى بيك.
وضعت يدها على بطنها قائلة فى مرارة: ابنك وراح، حبى واتقلب لكره، بالله عليك تبعد عنى وتطلقنى، انا معنتش طايقة ابص فى وشك وانهارت فى البكاء فاقترب منها وهو يشعر بقلبه يدمى بجرح فقدانه لطفلهما بتلك الطريقة وفقدانه لحب اميرة فى نفس الوقت وكلماتها التى أصابته باليأس، جلس بجوارها على السرير، كاد ان يضمها لحضنه ويمسح دموعها ولكن نظراتها الصارمة اوقفته فقال فى حزن: انا عارف ان غلطتى كبيرة بس عذرى انى بحبك.
نظرت مباشرة اليه قائلة: انت متعرفش تحب، غلطة عمرى انى آمنتلك ياقصى، وزى ما ابنك مات جوايا، حبك كمان مات والاتنين دفنتهم خلاص نظر اليها فى يأس فأشاحت بوجهها قائلة: اطلع برة ياقصى، انا عايزة ارتاح، ومن هنا لغاية ما اخرج من المستشفى مش عايزة اشوف حد منكم.
نظر اليها قصى فى حزن ثم مالبث ان نهض واتجه الى باب الحجرة ثم التفت ليلقى عليها نظرة يائسة ثم خرج واغلق الباب فانهارت دموع اميرة، ظلت هكذا لدقائق ثم ما لبثت ان مسحت دموعها وهى تقول فى تصميم: دى آخر دموع هتنزل عليك ياقصى، اديتك فرص كتير وانت ضيعتها و ضيعتنى منك، والندم هيكون من نصيبك انت، وده وعد منى ياقصى، وعد.
كان قصى يجلس على سريره يتلمس مكان اميرة فى شوق وحنين ثم ما لبث ان امسك بوسادتها وضمها الى صدره يستنشق عطر اميرة الذى مازال فى الوسادة رغم مرور ستة أشهر كاملة على رحيلها، شهور مضت عليه كالسنين، لقد تركها فقط فى ذلك اليوم كى تهدأ وذهب اليها فى اليوم التالى ليجدها قد رحلت من المستشفى ولم تترك خلفها أى أثر، بحث عنها طويلا ولم يجدها، سأل عنها كل معارفها وأصدقائها، ولا أحد يعلم عنها شيئا، لقد فقدها وفقد جنينهما فى نفس الوقت، نتيجة خطأ، خطأ كان السبب فيه عشقه لها ورغبته اياها وهو يعلم علم اليقين ان كبرياؤها الأحمق لم يكن ليجعلها تقبل الزواج منه، ولكن ليته لم يكذب، ليته لم يخدعها كى يتزوجها، انه نادم الآن ولكن بم يفيد الندم، سقطت من عينيه دمعة مسحها بسرعة عندما سمع طرقات الباب فقال بصوت أجش:.
اتفضل دلفت سعاد الى الداخل ونظرت الى ملامحه الحزينة فى أسف، اقتربت منه وجلست الى جواره وربتت على يده قائلة: لسة مفيش أخبار عنها؟ هز رأسه نفيا وهو يقول: لأ، اكيد لو فيه كنتى هتبقى اول واحدة تعرف ومكنتش هقعد هنا زى العاجز ياماما، كأن الأرض انشقت وبلعتها ثم نهض وهو يدور كالأسد الحبيس قائلا:.
نفسى اعرف ازاى قدرت تسيبنى، ازى هنت عليها تعذبنى بالشكل ده، ازى حرمتنى منها، حرمت عينى تشوفها وايدى تلمسها وحضنى يضمها، ازاى سابتنى اموت من قلقى عليها وضرب يده بالحائط عدة مرات وهو يردد بلوعة: ازاى، ازاى؟ أسرعت اليه سعاد قائلة فى جزع وهى ترى الدماء تتساقط من يده: استهدى بالله ياحبيبى، ايه اللى بتعمله فى نفسك ده؟ امسكت يده تتفحصها وهى تستطرد قائلة: كدة ياابنى ايدك، تعالى معايا اما اشوف مطهر وضمادة.
مشى معها قصى باستسلام وهو يشعر بكيانه كله ينهار، أجلسته سعاد وأسرعت تحضر شنطة الاسعافات الأولية ثم جلست أمامه وأخرجت المطهر لتطهر به جرحه ثم ضمدته ناظرة اليه فى حزن وهى تقول: أميرة وحشتنا كلنا ياقصى، ربنا العالم قلبى وجعنى عليها اد ايه، بس قلبى بيقولى بردو انها كويسة، هى بس متضايقة مننا ومحتاجة وقت عشان تنسى، وساعتها هترجعلنا نظر اليها قصى وقد ترقرقت الدموع فى عينيه قائلا فى مرارة:.
تبقى لسة معرفتيش بنتك ياماما، أميرة حاسة دلوقتى انها مخدوعة، وفى اقرب الناس ليها، وخسرت جنينها فى نفس الوقت، اميرة لو بتموت فى بعدنا كبريائها الغبى هيخليها بردو بعيد عننا، وانا تعبت، تعبت اوى فى بعدها عنى، حاسس انى بموت ترقرقت الدموع فى عينى سعاد وهى تقول: بعد الشر عنك ياحبيبى، مكنتش اعرف انك بتحبها اوى كدة ياقصى نظر قصى الى الأمام يستحضر صورتها الملائكية وهو يقول فى عشق:.
انا مش بحبها بس، انا بعشقها ومن زمان اوى، دى روحى اللى لو غابت عنى، أبقى انتهيت وحانت منه التفاتة الى الكومود بجانب السرير وامسك قصى صورته التى تجمع بينه وبين اميرته فى حفل زفافهم وتأملها فى حزن قائلا: ياترى انتى فين يااميرة؟
أهى قاعدة ع البحر زى عادتها كل يوم ياجاسر نطقت غادة بتلك العبارة فى الهاتف وهى تنظر الى اميرة الجالسة امام البحر يبدو عليها الشرود والحزن، استمعت غادة الى صوت جاسر يقول: واخبارها ايه دلوقت؟ تنهدت غادة فى حزن قائلة: لسة زى ما هى، حزينة، دموعها علطول على خدها، حاساها بتموت ادامى، نفسها ترجع وتشوفهم بس بتعاند قلبها وبتكابر زفر جاسر بقوة قائلا:.
انا مش عارف ازاى لغاية دلوقتى قدرت أسكت على اللى هى بتعمله فى نفسها وفى قصى، انا لولا حلفانى ليها انى مقولش لقصى على مكانها، كنت قلتله ياغادة. انتى مش شايفة حالته بقت ازاى، ده بقى زى المجنون ترقرقت الدموع فى عينيها وهى تقول: يمكن مش شايفاه بس حاسة بيه ياجاسر، كل ما بيكلمنى قلبى بيوجعنى عليه، ساعتها بحاول اكلم اميرة بشوف فى عينيها رفض وعصبية بتخوفنى عليها، وبخاف تهرب منى انا كمان تنهد جاسر قائلا:.
بس كدة حرام، صحيح قصى غلط بس اكيد ليه مبرراته، اكيد من حبه اللى باين للكل الا هى قالت غادة فى حزن: ربنا يستر، انا قلقانة اوى قال جاسر فى حنان: متقلقيش ياقلبى، باذن الله الامور هتتحل وقريب اوى، وساعتها نشوف نفسنا بقى، هتجوزك وابعد بيكى عن جوز المجانين دووول ابتسمت غادة قائلة: انسى، مش هتجوز غير لما الاقى اخواتى ياجاسر، عشان تبقى فرحتى كاملة قال جاسر:.
وانا عند وعدى ليكى، انا خدت العناوين من قصى وتقريبا معدتش غير خيطين همشى وراهم، وبإذن الله ربنا يوفقنى، ويكون ساعتها جوز المجانين دول اتصالحوا قالت غادة بمشاكسة: هما اللى مجانين بردو؟ ابتسم جاسر قائلا: ياستى عاقلين بس يتصالحوا وأتجوزك بقى، أحسن والله أخطفك وأتجوزك ان شالله فى القسم ضحكت غادة قائلة: مجنووون ابتسم جاسر قائلا: مجنون بيكى وبضحكتك اللى منورالى دنيتى صمتت غادة ثم قالت فى تردد: جاسر أنا، أنا...
قال جاسر: انتى ايه ياحبيبتى؟ قالت غادة: أنا بحبك ثم أغلقت الهاتف بسرعة فنظر جاسر الى السماعة غير مصدق وهو يقول: وربنا قالتها، قالتلى بحبك، انا سمعت صح، قالت بحبك، قالتها ثم قبل الهاتف قائلا فى سعادة: وانا بحبك وبموت فيكى يااحلى غادة فى الدنيا.
نظر آوس وحور الى قائل هذه العبارة ليتفاجئوا بسوسن التى تقف بضعف تستند الى الباب والدموع تغرق وجهها، وقفت حور فى ثوان قائلة بلهفة: ماما ثم اندفعت اليها ترتمى فى حضنها الذى اشتاقت اليه تبكى بقوة لتضمها امها اليها وهى تقول فى انكسار:.
ازاى كنت عامية ومشفتش خوفك منه؟ازاى ما شفتش رفضك لوجوده معانا؟ازاى مخدتش بالى انى ربيت أفعى فى بيتى، سيبتها تكبر وتكبر لغاية ما كانت هتموت بنتى، أغلى ما عندى، ازااااى؟ ضمت حور امها المنهارة وهى تقول: ابوس ايدك ياامى متحسيش بالذنب، سعيد زى ما قلتى كان افعى وانا خفت عليكى منه، بس الحمد لله جه اللى خلصنا من أرفه.
وابتعدت عن امها قليلا وهى تنظر الى آوس الذى اقترب منهم يشعر داخله بالحزن والألم على محبوبته وامها اللتان ذاقتا العذاب على يد سعيد ليجئ هو ويكمل عذابهم بخطفها، أمسكت حور بيده فى لهفة قائلة لأمها وعينيها لا تفارق عينى آوس: آوس ياماما يبقى جوز حنان بنت خالى الله يرحمها واللى سعيد قتلها عشان اكتشفت سرقته منك، آوس هو اللى جابلنا حقنا منه، آوس يبقى الراجل اللى حبيته من اول عينى ما جت فى عنيه.
نظر آوس الى عينيها فى صدمة، وفى أمل، لا يصدق ما تقوله حور ولكنه يود من كل قلبه أن يصدق، قالت عيناه دون أن ينطق: بجد ياحور ونطقت عيناها قبل لسانها لتجيبه بصوت عاشق: بجد ياقلب حور تابعت سوسن نظراتهم بسعادة وهى تشعر بان الله عوض ابنتها عن كل معاناتها، لقد ذاقت حلاوة الحب من قبل لتدركه فى تلك العيون التى تتبادل الآن احلى نظرات العشق، ابتسم آوس وكاد ان يقول شيئا لولا ان قاطعه صوت بغيض يقول:.
والله وعرفت تلعبها صح يآوس التفت الجميع ليرو سعيد يمسك بمسدسه ويوجهه باتجاههم قائلا بغل: بس بردوا انا اللى هضحك فى الآخر، هتموتوا كلكم بس هبتدى باكتر حد هيوجعكم موته.
واتجه بمسدسه الى حيث حور وانطلقت رصاصته باتجاهها وايقنت حور انها النهاية حتى وجدت من يدفعها والذى لم يكن سوى آوس الذى تلقى هو الرصاصة ليسقط وسط صرخات حور ليسمع الجميع صوت طلقة أخرى استقرت فى جبهة سعيد ليسقط جثة هامدة دخل طارق وقوة البوليس معه ليقبضوا على الرجال وينقلون جثة سعيد الى المشرحة، فى حين انطلق طارق الى حيث صديقه الذى تحتضن حور رأسه وهى تبكى بانهيار قائلة:.
لأ ياآوس، انت مش هتضيع منى، انا ما صدقت لقيتك، ابوس ايدك خليك جنبى، انت اول حب فى حياتى، اول واحد احس معاه بالأمان، اول واحد يجينى فى احلامى واتمنى احلامى تتحقق معاه، عشان خاطرى ياآوس متسيبنيش فتح آوس عينيه بصعوبة وهو ينظر اليها بحنان قائلا بصةدوت متقطع النبرات: انتى، كمان، كنتى، فى احلامى، وكان نفسى، معاكى تتحقق، أنا حبيتك اوى ياحور، خلى بالك من نفسك، ومن أسامة..
وضعت حور يدها على فم آوس قائلة فى لهفة: متكملش، انت اللى هتاخد بالك منى ومن أسامة قبل يدها فازاحتها خجلا ليقول طارق بلهفة: الاسعاف جت، متقلقيش ياحور، متخافش ياصاحبى نظر آوس الى طارق بامتنان وحمل رجال الاسعاف آوس واصرت حور على الركوب معه، يتبعهم طارق وسوسن فى سيارة طارق، ابتسم آوس بضعف ليقول لحور: بحبك ياحور، والله العظيم بحبك.
ثم اغمض عينيه مستسلما للنوم لتقول حور بانهيار مخاطبة الطبيب الذى يركب معهم عربة الاسعاف: بسرعة من فضلك، قولهم بسرعة قال الطبيب: متقلقيش يامدام، جوزك اصابته مش خطيرة وباذن الله هيبقى تمام لم تنفى حور صفة زواجها من آوس بل أحست بالفخر والسعادة لارتباط اسمها باسمه، نظرت الى آوس ثم نظرت الى السماء قائلة فى تضرع: يارب قومهولى بالسلامة، ياااارب.
أفاقت اميرة من شرودها على صوت غادة يقول: الجميل سرحان فى ايه؟ نظرت اميرة الى غادة وهى تبتسم فى حزن ثم نظرت الى البحر مرة أخرى قائلة بشرود: فى حاجات كتير ياغادة نفسى مفكرش فيها، نفسى اتولد من جديد، وانسى كل اللى فات جلست غادة الى جوارها تنظر الى البحر هى الأخرى قائلة: وتفتكرى هتقدرى تهربى من قدرك؟ التفتت اليها اميرة قائلة: قصدك ايه ياغادة؟ نظرت غادة الى عينى اميرة مباشرة وهى تقول:.
قصدى ان قصى قدرك يااميرة، توأم روحك ونصك التانى، ولو اتولدتى من جديد الف مرة، هيكون قصى حبيبك فى كل مرة، انتوا اتخلقتوا لبعض و... قاطعتها اميرة فى حدة قائلة: غادة! قالت غادة فى هدوء: ايه، مش قادرة تستحملى الحقيقة؟، ولا مش قادرة تسمعى اللى انتى عارفاه كويس؟مش قادرة تسمعى انك بتحبى قصى وهو كمان بيحبك وانكوا لايمكن تكونوا غير لبعض قالت اميرة فى غضب: اسكتى ياغادة قالت غادة فى انفعال:.
لا مش هسكت، ولازم اقول اللى كبريائك مانعك تعترفى بيه، لسة قصى بيجرى فى دمك، واحشك وهتموتى وترجعى وتشوفيه، عارفة انك قبل ماعاقبتيه عاقبتى نفسك، اعترفى يااميرة، اعترفى ظهرت مشاعر اميرة واضحة ونزلت دموعها تبكى ضعفها وهى تقول فى انكسار: ايوة لسة بحبه وايوة مش قادرة أنساه، وأيوة واحشنى وبعده عنى قاتلنى، قاتلنى ياغادة.
ضمتها غادة فى حنان لتفرغ اميرة انهيارها داخل حضن غادة التى شاركتها دموعها، ظلا هكذا للحظات ثم ابتعدت اميرة عن غادة بهدوء وهى تمسح دموعها قائلة: بس رغم حبى وشوقى ليه مش قادرة اسامحه ياغادة، مش قادرة انسى انه ضحك علية وخدعنى عشان يتجوزنى، مش قادرة انسى ان سبب جوزانا كان مجرد تحدى بالنسبة له قالت غادة بسرعة: ابدا والله، انتى فاهمة غلط، قصى كان... قاطعتها اميرة قائلة:.
عشان خاطرى ياغادة، ياريت نقفل الموضوع ده ومنتكلمش فيه تانى. انا تعبانة اوى ومحتاجة ارتاح ثم نهضت اميرة واتجهت الى المنزل تتابعها عينى غادة التى قالت فى همس حزين: سامحينى يااميرة بس انا معتش ينفع اسكت اكتر من كدة، انا لازم اكلم قصى وبأسرع وقت.
قال أمجد فى حزن: لسة مفيش اخبار عن اميرة ياسعاد؟ سقطت دمعة حزينة من سعاد قائلة: انا السبب ياامجد، ياريتنى مت قبل... وضع أمجد يده على فمها قائلا فى لهفة: بعد الشر عنك، متقوليش كدة تانى نظرت اليه فى حب فمسح دموعها قائلا: كل شئ مقدر ومكتوب ياحبييتى قالت سعاد فى حزن: قلبى واكلنى عليها ياامجد، اول مرة تغيب عنى كل المدة دى، وقصى كمان، قلبى واجعنى عليه، خسر مراته وابنه فى يوم واحد، حاله يصعب على الكافر.
لو بس نوصلها ولا نعرف هى راحت فين، كل حاجة تتصلح قال امجد فى حزن: ، قولى بس يااارب رفعت سعاد وجهها الى السماء قائلة فى تضرع: ياااااارب التفتوا على صوت قصى يقول فى فرح: لقيتها، لقيتها، وربنا لقيتها قالت سعاد بلهفة: بجد ياقصى؟ اقترب قصى منهم وقبل يدى سعاد قائلا فى سعادة: ايوة ياماما، كانت فى الغردقة عند غادة، غادة لسة قايلالى حالا قال أمجد بفرح: ولسة واقف عندك بتعمل ايه، روح أوام هاتها ومترجعش من غيرها.
ابتسم قصى قائلا: انا حجزت اول طيارة رايحة الغردقة، لسة أدامها.. ونظر الى ساعته مستطردا: تقريبا ساعة وربع بس حبيت آجى اطمنكم وافرحكم قبل ما اسافر، ادعولى بقى ابتسمت سعاد قائلة: ربنا يوفقك ياابنى ويرجعكم لينا بالسلامة قال قصى: آمين يارب ثم قبل رأس سعاد ورأس والده أمجد قائلا: أشوف وشكم بخير.
ثم انطلق مغادرا المنزل تتابعه العيون، والقلوب المبتهلة الى الله ان يعيد السعادة الى ذلك المنزل الذى كساه الحزن فى تلك الأشهر الأخيرة.
تململت اميرة من نومها على حركة ناعمة على خدها ففتحت عينيها ببطء لتجد قصى يمرر وردة حمراء على خدها وهو يبتسم قائلا: اصحى ياكسلانة ابتسمت بدورها قائلة: صباح الخير ياقصى تأمل وجهها البرئ كالأطفال وهو يقول فى حنان: قصدك تقولى مساء الخير، الساعة 4ياقلبى نظرت اميرة الى الساعة بجوار السرير فى دهشة قائلة: الساعة 4 بجد، انا نمت كل ده، معقول؟ وضع قصى يده على بطنها قائلا:.
كله من الباشا اللى آخدك مننا ومطلع عينينا من قبل ما يشرف وضعت اميرة يدها على يده التى تمكث على بطنها قائلة فى حب: حبى ليه من حبى ليك ياقصى، كل اما افكر فيه الاقينى بفكر فيك انت، وكل اما احس نبضه جنب قلبى بحس بنبضك انت، هو بالنسبة لى انت وانت بالنسبة لى هو، ولا يمكن ابدا حد منكم ياخدنى من التانى ضمها قصى فى حنان قائلا فى حب: ربنا يخليكوا لية وميحرمنيش منكم ابدا ياميرا.
لفت اميرة زراعيها حوله قائلة فى عشق: ولا يحرمنا منك ياقلب ميرا أفاق قصى من ذكرياته عند تلك النقطة ووضع يده داخل جيبه ليخرج صورة أميرة، تأملها فى شوق حزين، ثم تلمس وجهها وهو يقول:.
صحيح ربنا حرمنى من ابنى بس كان رؤوف علية ومحرمنيش منك ياحتة من قلبى، وان شاء الله نتجمع تانى وكل حاجة تتعوض، ياترى وحشتك زى ما وحشتينى؟ياترى بتفتكرى ذكرياتنا مع بعض زى ما بفتكرها؟ياترى نفسك تشوفينى ولا خلاص اتعودتى على بعدى؟ياترى لسة بتحبينى ولا انتهيت بالنسبة لك يااميرة؟ ولم يجاوبه سوى الصمت.
هى فين؟ نطق قصى بذلك السؤال فى لهفة، فأجابته غادة قائلة: أدام البحر، أنا هروح مشوار عشان أسيبكم وتكونوا على راحتكم أومأ قصى برأسه ايجابا وأسرع الى خلف المنزل حيث البحر ولكنه توقف وهو يلتفت الى غادة قائلا: غادة، حسابك لسة معايا عشان خبيتى علية الفترة اللى فاتت دى، بس شكرا، شكرا من كل قلبى عشان خليتى بالك منها وحافظتيلى عليها ابتسمت غادة قائلة:.
طب يلا روح أوام ورجع مراتك لحضنك، وبعدين نبقى نتحاسب ياسيدى ابتسم قصى وأسرع الى حيث أميرته حيث وجدها تقف امام البحر بهدوء كحورية جميلة، وقف يتأملها وهى توليه ظهرها، تتطاير خصلاتها الناعمة مع النسمات لتمنحها صورة خلابة اشتاق اليها، اقترب منها بهدوء ثم وقف خلفها تماما وهو يقول فى عشق هامس: وحشتينى اغمضت اميرة عينيها فى شوق، كم تعشق نبرات صوته التى تتخيل سماعها كثيرا، ابتسمت فى حنين قائلة:.
انت كمان وحشتنى اوى ياقصى، لو تعرف نفسى اشوفك أد ايه، نفسى اسمع صوتك زى ما انا سامعاه دلوقتى فى خيالى ابتسم قصى فى سعادة وهو يلامس خصلاتها المتطايرة قائلا فى حنان: بس ده مش خيال ياأميرتى، أنا حقيقة.
فتحت أميرة عينيها فى صدمة والتفتت اليه بسرعة لتجده يطالعها بأعين عاشقة تحولت الى أعين مصدومة وهو ينظر الى بطنها المنتفخة، لتتحول نظرته الى الغضب الشديد وهو يعود لينظر الى عينيها وهو يمسك يدها بغضب قائلا فى حدة وهو يشير الى بطنها: ممكن أعرف ايه ده؟ تلعثمت أميرة قائلة: ده أصله، ده... هزها قائلا: ده ايه؟ماتنطقى تمالكت نفسها من الصدمة وهى تنفض يدها من يده قائلة فى غضب: وانت مالك انت؟ نظر اليها فى حدة قائلا:.
انت نسيت انت عملت فية ايه زمان، لما جيتلك وحطيت قلبى تحت رجلك ودوست عليه ولا همك، وكملت علية لما اتجوزتنى وفهمتنى انك حبتنى وطلعت اكبر غشاش فى الدنيا وخليت مامتى تشاركك فى لعبة حقيرة علية، وكل ده ياترى علشان ايه ياقصى، تحدى سخيف مع اصحابك ولا تحدى لية عشان كبريائك مقبلش انى قدرت أنساك وحبيت تثبت لية انى لسة بتعبد فى محرابك، ها.. ووكزته فى صدره وهى تقول فى غضب: نفسى اعرف ياقصى اتجوزتنى ليه، ليه؟
امسك يدها التى توكزه بها وهو ينظر الى عينيها بقوة قائلا: عشان بحبك ياغبية، بحبك هزت رأسها نفيا وقد اغرقت عينيها الدموع فاستطرد قائلا:.
أيوة عشان بحبك ومن زمان اوى، من قبل حتى ماتيجى تصارحينى بحبك، بس كان دايما بيمنعنى عنك صغر سنك، ولما جيتى واعترفتيلى كان نفسى آخدك فى حضنى واقولك انى كمان بحبك، بس خفت، أيوة خفت، خفت عليكى من قوة مشاعرى، وخفت اكتر ان مشاعرك تكون وهم فى دماغك، مشاعر مراهقة واول ما هتفوقى منها هتكرهينى، صديتك وسبتك وسافرت، بس حكيت لماما كل حاجة قبل ما اسافر ووصيتها تطمنى عليكى كل يوم، تعرفى انا كنت بموت فى اليوم الف مرة وانا بتخيل انى فى مرة هسمع فى مكالمة من ماما انك حبيتى او ارتبطى بحد تانى، ومرت السنين ورجعت ورغم برودك اللى قابلتينى بيه بس مشاعرك مقدرتش عنيكى ولا لمسة ايديكى تخبيها، ولولا كبريائك الغبى ده مكنتش لجأت للحيلة عشان تتجوزينى، انا يمكن غلط بس انتى اللى اضطرتينى اعمل كدة، انا مش ندمان، انا عملت كل ده عشان نكون مع بعض، انا لو هندم على حاجة فندمى هيكون على وجودى هنا انهاردة واكتشافى اد ايه انا كنت رخيص عندك، اد ايه ممكن تعملى اى حاجة عشان منكونش مع بعض، وانا هحققلك رغبتك، انا هرجع امريكا تانى لأنى تعبت، تعبت اصلح فى غلطة زمان واثبتلك مشاعرى اللى كبريائك مصر ينكرها، الوداع يااميرة.
وترك يدها وهو يوليها ظهره مبتعدا، كانت اميرة ماتزال تحت صدمة كلماته واعترافه لها بمشاعره التى يكنها لها منذ زمن بعيد، كم كانت ضريرة لاترى ما حاول ان يظهره لها مرارا وتكرار، كم كانت غبية يعميها كبرياؤها الأحمق، أفاقت على صوت خطواته المبتعدة عنها، شعرت بقبضة تعتصر قلبها الما وهى تراه يفارقها للمرة الثانية ولكن تلك المرة للأبد، انهمرت دموعها وقالت فى يأس هامس: قصى رأته يبتعد أكثر فصرخت قائلة: قصى.
توقف قصى اثر سماع صوتها المتشنج بالبكاء ولكنه لم يلتفت اليها فأسرعت هى اليه ووقفت امامه قائلة فى توسل: متسيبنيش ياقصى لم ينظر اليها وهو يقول فى حزن: معتش ينفع يااميرة، احنا وصلنا لطريق مسدود، هدينا الثقة اللى بينا بعندى وكبريائك، ومعتش ينفع نكمل مع بعض بالشكل ده، هنإذى بعض اكتر مدت يدها وأمسكت بذقنه لتدير وجهه اليها فتلاقت اعينهما، تأملته فى عشق وتأملها فى تساؤل فقالت فى رجاء:.
هنبنيها من اول وجديد، جايز ننجح، جايز نفشل، بس اللى انا متأكدة منه ياقصى ان اللى بينا حب كبير كبريائى كان هيضيعه مننا وعندك دلوقتى هيضيعنا من بعض، اللى بينا دلوقتى اكبر من كبريائى وعندك.. وامسكت بيده لتضعها على بطنها قائلة: اللى بينا حبنا لدول ياقصى نظر قصى اليها فى دهشة يحاول استيعاب كلمتها فاستطردت قائلة:.
ايوة ياقصى، انا حامل فى توام، ولد هيكون شبهك وبنت شبهى باذن الله، ولادنا يستاهلوا ندى حبنا فرصة ياقصى، ولا ايه؟ لمعت الدموع فى عينيه وهو يومئ برأسه ايجابا آخذا اياها فى حضنه قائلا فى سعادة: يستاهلوا يااميرتى، يستاهلوا اغمضت اميرة عينيها فى سعادة وهى تضمه اليها قائلة: بحبك ياقصى، بحبك اوى ابتسم قصى قائلا وهو يغمض عينيه قائلا فى همس حنون: وانا بعشقك ياأميرتى.