رواية قصة عشق الجزء الأول للكاتبة سحر فرج الفصل السابع عشر
وفجاه بعد ما الكل نزلوا وفضل معاها عيالها الرجاله والحاج صفوان فتحت عيونها اوى اوى وبصت لعصام وبصوت عاااالى اوى قالت ... فين بنت نعمه يا عيال صفوان السيوفى ؟ الكل اتفاجاه من سؤالها وبصوا لبعض والحاج صفوان اتصدم وقال ... انتى تقصدى نعمه بنتك الله يرحمها يا حاجه ولا تقصدى مين ؟
الحاجه انعام رجعت تانى وعادت السؤال وقالت .. فين بنت نعمه بنتى اللى ماتت يا عصام انت وصلاح وجايز ابوكم شريكم هو كمان صلاح اتصدم لما عرف ان امه عرفت حقيقه موت نعمه اخته وكمان بنتها وعيونه جت فى عيون عصام بعتاب ولوم وقال .. كده برضه يا عصام .. بعد العمر ده كله تبلغهم بكده .
الحاج صفوان بحيرة نطق وقال .. هو فى ايه بالضبط فهمونى ايه اللى بيحصل بالضبط . انطق يا صلاح .. وعيونه جت على عصام .. انطق يا عصام .
عصام خد نفس طوييييييل وقال .. اهدى يا ابويا الله يخليك علشان خاطر صحتك .. انا هاقولكم على كل حاجه .. معتش ليه لزوم اننا نخبى اكتر من كده يا صلاح . وبدأ يحكى عصام على كل حاجه من ساعه اليوم اللى هربت فيه نعمه ليله جوازها من صقر ابن عمه لحد الوقت ده .
الكل كان بيسمع ليه .. وبالذات الحاج صفوان اللى كان مش متخيل ان كل ده مكنش يعرف عنه اى شىء طول السنين دى كلها .. لحد ما وصل لليوم اللى ماتت فيه نعمه وهما مالهمش اى ذنب فى موتها بالعكس كان نفسهم يلاقوها ويرجعوها تانى فى وسطهم بس للاسف القدر منعهم من تحقيق حلمهم ده .. وكان السبب الحقيقى وراء موت نعمه وجوزها كان صقر ابن عمها .. اللى ربنا انتقم منه اشد انتقام ومات بعد موت نعمه بكام دقيقه بس .. ساعه ما خبطهم بعربيته وخلى عربيه صالح ونعمه تتقلب ويموتوا فيها .
ولما حاول يهرب ساعتها قبل ما حد يعرفه ويشوفه ويعرف انه وراء الحادثه دى .. عدى مزلقان القطر ومخدش باله ان القطر السريع كان معدى والمزلقان مفتوح والعامل زى عاويده واهماله نسى يقفله اودام العربيات .. وجت عربيته تحت القطر بعد ما داسها ودعكها فى القضيب ومات صقر الموته البشعه دى زى ما كلكم عارفين .
وربنا سبحانه و تعالى فى اللحظه دى كان جاب حق صالح ونعمه اللى ماتوا قبليه بدقايق معدوده .. ولان ربنا يمهل ولا يهمل .. وهو القادر على كل شىء . هى دى كل الحكايه يا ابويا .. واحنا كدبنا عليكم ومقدرناش نقولكم الحقيقه اللى خبناها انا وصلاح سنين طويله جوة قلوبنا وكانت بتدبحنا كل دقيقه وعمرنا ما قدرنا ننسى اختنا نعمه اللى من لحمنا ودمنا . وكنت دايما بحاول اعرف صلاح الحقيقه وانى ماليش اى ذنب فى موت اختى نعمة والسبب الرئيسى كان صقر ابن عمى لكن كان دايما بيتهمنى بموتها هى وجوزها ومارديش يصدقنى .. ولانه ساعتها مالحقش يشوف صقر وهو بيحاول يخبطهم باى طريقه علشان يموتهم .
وفى نفس الوقت وبعد موتهم بفترة بلغناكم اننا عرفنا مكانهم بس للاسف عرفنا انهم ماتوا فى حادثه كبيرة من فترة . وساعتها ومن الخبر المشؤوم ده امى لو تفتكر يا ابوى فضلت فاقده النطق لاكتر من شهر . وخبينا عليكم ان صقر الله يرحمه هو اللى كان السبب فى موتهم . هى دى كل الحكايه يا ابوى اللى خبيناها عليك انت وامى علشان ما تجرحكوش وخوفنا ساعتها نقولها ليكم . وجبنا بنتها الصغيرة وربيناها فى وسط عيالنا وحبيناها بنفس حبنا لامها الله يرحمها ومعزتها عندنا .
وبره عند سليم وعمه جبل اللى كانوا واقفين عند باب العنايه واطمنوا على جده سليم ان حالتها مستقره بس مانعين الزياره دلوقتى لحد ما ميعاد الزيارة يجى . قبل ربع ساعه من دلوقتى .
سليم كان واقف وشكله حزين ومكسور وعمال يفكر فى جدته عند شباك كبير جنب اوضه الرعايه .. فاقرب جبل منه وقال .. جرى ايه يا سليم يا ولدى .. باذن الله اطمن هاتبقى كويسه وادينا اطمنا عليها من الدكتور وقال انها افضل شويه دلوقتى عن ما جت .. وكلها نصف ساعه وميعاد الزيارة هايبدا ونشوفها بعيونا ونطمن قلبنا وكمان ضحى جت ودخلت بنفسها واطمنت من الدكتور وهى طمنتنا.. تعال ننزل النصف ساعه دى تحت فى الاستراحه ونريح رجلنا شويه من الوقفه الى وقفناها من صباحيه ربنا على رجلينا دى .. ونشوف فاطمه اللى سبقتنا ونزلت تقعد علشان رجلها تعبتها من الوقفه هنا وزى ما انت عارف بقت عضمه كبيرة .
سليم .. معلش يا عم جبل مش هانزل ولا اروح فى اى حته غير لما ادخلها واطمن بنفسى عليها الاول ولو كده انزل انت واستريح شويه مع دادة فاطمه زمانك تعبت انت كمان . وادينى واقف هنا اهو لحد ما يسمحوا بالزياره ولا اقولك ما تيجى نطمن على الحاجه اللى مع الجماعه هنا اللى اتبرعت بالدم ليها .. اهو واجب برضه نعرف اخبارها ايه دلوقتى وانا عارف الاوضه اللى هى فيها يالا بينا يا عم جبل نروح لهم شكلهم ناس محترمه جدا وبالذات الراجل الكبير اللى معاهم .
جبل .. عندك حق يا سليم يا ولدى شكلهم ناس محترمه ويعرفوا فى الاصول . بس تصدق نسيت اسئلهم من انهى بلد بالضبط او اسم عيليتهم ايه جايز اكون اعرفهم .
سليم .. تعال نروح ونطمن على الحاجه اللى معاهم ونعرف هما منين بالضبط ومن انهى عيله فى الصعيد جايز فعلا انت تعرفهم . وخدوا بعضهم وراحوا على الاوضه اللى فيها الحاجه انعام .. وقابلوا داده فاطمه اللى كانت طلعت من تحت وخدوها معاهم بالمرة علشان يطمنوا على الحاجه انعام كلهم ويعملوا الواجب معاهم جايز ربنا يكرمهم بشفا جدة سليم .
وعند الحاجه انعام فى الاوضه الحاج صفوان مكنش مستوعب كل الكلام اللى قاله عصام ده والحقيقه اللى عرفها عن موت بنته بالشكل ده وكمان كان دايما بيلوم نفسه انه السبب فى هروب بنته يوم فرحها لانه ساعتها غصب عليها الجواز من ابن اخوه صقر لان دى عاويدهم وتقاليدهم اللى اتربوا عليها سنين طويله وان البنت ابن عمها احق بيها من الغريب .
علشان كده بعد كام سنه من هروبها وموتها راح رحله الحج وهو الحاجه انعام وطلب من ربنا انه يسامحه على الذنب ده ودايما ولحد دلوقتى بيدعى ربنا يسامحه على اللى عمله فى بنته ده وكان السبب فى هروبها وموتها وهى لسه فى عز شبابها . ودايما بيشوف وش نعمه بنته وروحها فى حفيدته فرح لانها تشبه عمتها جدا .. ولكده بيحبها اوى ومش بيقدر يرفض لها اى طلب . الحاجه انعام وسط دموعها اللى كانت مغرقه وشها نطقت وقالت .. مين بنت نعمه يا صلاح انت اللى هاتقولى وغوعى تكون البنت اللى انت جبتها من ...
صلاح دمعه نزلت من عيونه وقرب من امه وقعد جنبها وعيونه جت فى عيونها ونطق وقال .. انا هاريحك يا امى واريح قلبى الموجوع من سنين بنت نعمه هى ( هدى ) يا امى اللى جبتها ودخلتها السرايه وقولت ليكم ساعتها انى لقيتها عند الساقيه ملفوفه فى بطانيه . قولت كده ساعتها علشان نعمه وهى بتموت كانت موصيانى عليها .. وخوفت لا ارجع بيها واقولكم على الحقيقه وانها بنت نعمه وتنتقموا منها وتموتوها وهى طفله صغيرة ملهاش اى ذنب فى كل اللى حصل .. وكمان خفت لاهل ابوها وعيلته يخدوها مننا لو عرفوا انها عايشه ومامتتش مع ابوها وامها فى الحادثه لحظتها .
الحاجه انعام بانهياااار ... ااااااااه يا قلبى . ااااااه يا بنتى .. اااااه يا حبيبتى . هاتولى هدى . هاتولى بنت الغاليه . هاتولى اشم ريحه امها فيها اللى اتحرمت منها . هاتوها وانا احطها جوا قلبى واضمها لصدرى . ااااااه يا بنتى اااااااااه .
كنت دايما بكدب نفسى لما ابص فى عيونها واشوف الكسرة اللى جواها اللى كانت نفس نظرة امها الله يرحمها .. نظرة الحزن والوجع . اااااه يا بتى .. اااااااه يا نعمة ااااااااه يا كبدى . الحاج صفوان سند نفسه بسرعه على الحيطه وفى لحظه جرى عليه حسين وعصام وسندوه وقعدوه على الكرسى . حسين .. خير يا ابوى .. فيك شىء .. ابوى .. ابوى .
الحاج صفوان خد نفس وقال .. متخافش يا ولدى انا كويس .. ورفع عيونه للس اء وقال رحمتك يارب .. رحمتك يااااارب . وللاسف كل اللى حكوه ده كان فى ناس سمعاه كله لانهم واقفين على باب الاوضه وسمعوا كل كلمه اتقالت من عصام وصلاح والحاج صفوان والحاجه انعام . سليم بصدمه من اللى سمعه دخل وقرب اكتر من الحاج صفوان وبص فى عيونه وقال ... الكلام اللى انا سمعته ده مضبوط ولا انا بحلم .. انتم عيله صفوان السيوفى اللى موتوا ابويا وامى .
الحاج صفوان باستغراب قام وقف وقاله .. انت بتقول ايه يا ولدى ؟ تقصد ايه بكلامك ده .. انا صفوان السيوفى .. انت ميييييين علشان تقول موتنا امك وابوك؟ وبص لصلاح وبص فى نفس الوقت لجبل وقال .. هو يقصد ايه بكلامه ده فهمونى هو مين وقصده ايه انا دماغى هاتتشتت خلاص . انا بحلم ولا ايه ؟ وايه الدوامه اللى انا فيها دى حد يفهمنى فى ايه بالضبط وايه اللى بيحصل هنا .
جبل بكل قوة قال .. سليم بيكون ابن صالح على الجبلاوى وابن بنتكم نعمة اللى انتم كنتم سبب فى موتها هى وصالح زماااان فاكرين ولا تحبوا افكركم . احنا هنا من بدرى وسمعنا كلامكم كله وعاوزين نعرف الحقيقه بالضبط تانى منكم . الكل اتصدم من كلام جبل ومش قادرين يستوعبوا الكلام ده خالص وان كمان يظهر لاختهم نعمه ولد وعايش طول السنين دى كلها وهما ما يعرفوش عنه حاجه . وفجاه الحاجه انعام برقت بعيونها اوى لدرجه انها مكنتش قادرة تتنفس خالص .. وقالت .. انت تبقى ابن نعمه بنتتتتتتى ..
واغمى عليها وكل عيالها جريوا عليها وحسين جرى ونده الدكتور بسرعه وكل ده وسليم وجبل واقفين مكانهم متحركوش . وكل ده تحت عيون دادة فاطمه اللى كانت بتعيط جامد من ساعه ما كانت واقفه بره اودام الاوضه مع سليم وجبل وسمعت كل الكلام اللى اتقال من عيله صفوان السيوفى وقلب عليها كل المواجع ووجع السنين .
وفى السرايه اول لما وصلوا قصى جمعهم كلهم وطلب من كل شخص مهمه ينفذها . وفعلا بدؤوا على طول فى التنفيذ لان مكنش فاضل كتير على اذان المغرب والناس هاتبدا توصل بعد فترة قصيره لمائده الرحمن .
كانت الحريم فى المطبخ بتجهز الفطار وبتجهز الاطباق والكوبيات . وقصى وفارس واقفين مع الطباخ وهو بيجهز فطار مائده الرحمن وبيوصوه انه يزود الاكل على قد ما يقدر علشان يكفى اهل البلد كلهم .. وكمان يزود العصاير وكوبيات البلح . وطلب من الكهربائى يزود النور عند المائده .
وطلب من عدى وفهد انهم ينزلوا الكراسى من العربيه بتاعه الفراشه اللى جبتهم وبيرصوها مع التربيزات فى الخيمه الكبيرة اودام باب السرايه . والبنات كانت بتجهز العصاير والبلح والسلطه ليهم على السفره ومعاهم المايه كمان . الكل كان بيتعاون مع بعضه وكل واحد مكلف بمهمه كان بينفذها على اجمل وجه . وكانت الشباب افضل كمان فى الحركه والسرعه والنظام عن صلاح وحسين وعصام .
ما اجمل ايامك يا شهر رمضان فى المستشفى الدكتور كان جه بسرعه وطلع الكل بره الاوضه وادى للحاجه انعام شويه مهدئات ومنوم علشان تنام شويه .
الحاج صفوان كان واقف فى دنيا غير الدنيا وعيونه على سليم مش عاوزة تنزل خالص ومكنش شايف غيره هو .. لحد ما قربت منه دادة فاطمه ووقفت اودامه وقالت ... ازيك يا حاج صفوان .
الحاج صفوان فاق من صدمته على صوتها وبص ليها وقال .. انتى ! فاطمه قالت .. انا خدامتك فاطمه يا حاج صفوان اللى عشت معاكم زمان وربيت المرحومه نعمه من وهى صغيرة يا ترى لسه فاكرنى . الكل انتبه لفاطمه وبالذات صلاح وحسين وعصام اللى استغربوا ان فاطمه لسه عايشه و يشفوها بعد السنين دى كلها وكمان بالذات مع سليم وجبل . الحاج صفوان .. فااااااااطمه ياااااه انتى لسه عايشه وفين اراضيكى .. ده احنا دورنا عليكى كتير اوى بعد ما نعمة ... وسكت وقال .. على كده انتى روحتى معاها ساعتها .
فاطمة ... انا هاقول على كل اللى اعرفه يا حاج صفوان وكويس ان الكل هنا وموجود علشان يعرفوا الحقيقه كويس اوى . وبدات تحكى فاطمه على اللى تعرفه ليهم ورجعت بالزمن لورا .
بااااااااك . فى مرة من المرات اللى ست نعمة كانت بتخرج تقعد لوحدها عند الساقيه وتقرا الكتب زى عاويدها راحت وقعدت وانا كنت معاها ساعتها .. وفضلت تقرا فى الكتاب بصوت عالى شويه علشان انا اسمعه وانا قاعده جنبها لانى مكنتش بعرف اقرأ . وفجاه واحنا قاعدين جالها صقر ابن عمها ورخم عليها اوى اوى وطلب منى انى امشى واسيبهم لوحدهم وارجع على السرايه لكن ست نعمة مرديتش تخلينى امشى ابدا لانها كانت بتخاف منه ومن نظرات عيونه ليها اللى كلها جراءة .
ففضلت واقفه وسمعته وشوفته وهو بيقرب من ست نعمة ومسكها من دراعها جامد وقال .. اوعى تفكرى نفسك علشان اتعلمتى ودخلتى مدارس انى مش هاتجوزك لا فوقى يا نعمة .. انتى هاتكونى مراتى وقريب اوى اوى وغصب عنك او برضاكى هاتكونى بتاعتى .. ومهما تبعدى عنى وتكرهينى برضه هاتجوزك .. وعمى ده هاعرف اخليه يوافق ازاى واجيبك واخليكى خدامه تحت رجليا .. واللى اسمه صالح ده لو عرفت انه هوب ناحيه البلد دى تانى هاقتله فاهمه ولا مش فاهمه .
وذقها بأيده وقال .. ماشى يا بنت عمى .. هاقتله فاهمه يعنى ايه هاقتله . ومشى وسابنا وجريت انا ساعتها على ست نعمه اللى انفطرت من العياط وفضلت تعيط اد كده من خوفها من اللى اسمه صقر ده وخوفها على سى صالح كمان لانها كانت بتحبه ومحدش كان حاسس بيها . وقولتلها قولى للحاجه انعام وهى هاتمنع الجوازة دى .. وتمنع صقر ده انه يقرب منك بس هى خافت ساعتها ورضيت بالمكتوب بس يوم فرحها على صقر مقدرش تكمل وتتجوزه وكانت هاتموت نفسها لولا انا منعتها من كده .
فاقررت انها تهرب وتبعد عن البلد كلها باللى فيها . وبعد حوالى شهر من هروبها وبظروفها لقيت باب بيتى بيخبط ولقيت واحد واقف اودام الباب وبيقولى ان فى واحده عوزاكى بره فى العربيه . وحطيت الطرحه على راسى وخرجت وقربت من العربيه لقيت واحده لابسه خمار على وشها واول لما انا قربت منها ودرفعته وظهرت وشها واتصدمت اول لما لقيتها ست نعمه .
وطلبت منى انى ارجع واعيش معاها هى وجوزها لانى كنت عايشه ايامها لوحدى . ومن اليوم ده وانا عايشه معاها وربيت سليم ابنها لحد ما كبر وكان كمان بنتها اللى كانت يادوبك كام شهر وكنا مفكرين انها ماتت معاهم . وكانت كل فترة بتبعتنى اعرف اخباركم واطمن عليكم كلكم . هى دى كل الحكايه اللى كنت اعرفها يا حاج صفوان ويعلم ربنا انى مخبتش عنكم اى حاجه .
وقربت من سليم وقالت .. وانت يا سليم يا ولدى .. الناس الطيبه دى عمرها ما تقدر تأذى اى حد .. دى ناس انا عشت فى وسطهم سنين طويله وناس عارفه ربنا كويس اوى .. واستحاله يكونوا ليهم يد فى موت ابوك وامك الله يرحمهم . وانت يا سى جبل .. طول السنين دى وانت كنت مفكر انهم السبب فى موت سى صالح وست نعمة .
ادينا بقدرة ربنا وحكمته سمعنا الحقيقه كلها من غير اى ترتيب لها علشان ربنا قادر على كل شىء وقادر انه يظهر الحقيقه وينور عيونكم انت وسليم ولدى . وانت يا حاج صفوان خد حفيدك جوه صدرك وضمه وحسسه بالحب والحنيه اللى اتحرم منها طول السنين الطويله دى وافتحوا صفحه جديده ما بينكم وانسوا الماضى بكل اللى فيه .
وانت يا سليم يا ولدى روح وشوف اختك اللى كنت فاكرها ماتت وعرفت انها عايشه فى وسط اهلك وكل حابيبك وعيونها جت على صلاح وحسين وعصام وفجاه وقعت على الارض والكل جرى عليها . سليم كان اول واحد يجرى ويوصل لها على الارض وقعد جنبها ورفع راسها وقال .. بسرعه هاتوا الدكتور ارجوكم وبص لدادة فاطمه وقال قومى يا حبيبتى .. قومى ارجوكى .
فاطمه بصوت ضعيف ونفس عالى ابتسمت ليه وقالت .. جرى ايه يا سليم يا ولدى .. خايف عليا انى اسيبك ولا ايه .. انا خلاص اطمنت عليك انك مع الناس اللى بيحبوك ومع اهلك الى من لحمك ودمك وعارفه انهم هايحفظوا عليك ويحطوك جوه عيونهم وفجاه قالت ... اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله. سليم بكل وجع وحزن ضمها لصدره وقال .. دادة فاطمه دادة فاطمه داااااااادة ارجوكى متسبنيش ارجوكى . الدكتور كان جه بسرعه وقرب منها ومسك دراعها وشاف نبضها بس للاسف قال ...
رواية قصة عشق الجزء الأول للكاتبة سحر فرج الفصل الثامن عشر
سليم بكل حزن قال .. لا لاااا متقولش كده .. هى هاتقوم اهى .. قومى يا دادة قومى ارجوكى . وقرب منه صلاح وحط ايده على كتفه ورفعه وقال .. ما تعملش فى نفسك كده يا ابنى .. اطلب لها الرحمه وقوم واسند نفسك كده وخليك قوى . جبل قرب من سليم وبكل حب وعطف قال .. اسمع كلام خالك صلاح يا ولدى وقوم وشد حيلك وربنا يرحمها دى رايحه لربنا وهى صايمه .
سليم قام وقف وحاول يتمالك نفسه وثوانى وجه بعض التمرجيه وشالوا داده فاطمه من الارض وودوها على مشرحه المستشفى علشان يبدؤا يغسلوها . سليم كان قعد على كنبه كبيرة وحالته وحشه وحزين على الانسانه الى من ريحه امه وهى الى ربته وعايشه سنين طويله معاهم وحس انه بيحلم او فى كابوس طويل مش قادر يصحى منه لحد ما حس بشخص بيقعد جنبه .
الحاج صفوان قرب منه وقعد جنبه وقال ... شد حيلك يا ولدى وربنا يرحمها . وانا عارف اللى هاقوله مش وقته بس لازم اقوله .. وياريت تكون صدقت اننا ملناش اى ذنب فى موت ابوك وبنتى نعمة الله يرحمها .. ولو فعلا انت صدقت اننا ملناش اى ذنب تعال فى صدرى وفى حضنى علشان احس بيك وبحضنك يا ابن الغاليه .. وننسى الماضى بكل اللى فيه ونبدا صفحه جديده وانت معانا وفى وسطنا انت وهدى اختك اللى رباها خالك وهى لسه حته حمرا .
سليم كان سامع كلام جده والكل كان واقف ومنتظر ايه رد فعل سليم تجاه كلام جده وفجاه قام وقف وجده كمان وقف وعيون سليم جت فى عيون جده وبعدها اترمى فى حضن جده اللى حس جواه بحنيه وحب وعطف غريب اول مرة يحس بيه فى حياته .
سليم وهو فى حضن جده قال ... ااااااااااه يا جدى . اااااه يا جدى اااه .. اد ايه كان نفسى فى الحضن ده من زمااان اوى .. كنت عاوز اعرف ايه هو احساسى وانا فى حضن ابوا امى اللى اتحرمت منها ومن حضن جدى وجدتى سنين طويله ومكنتش اعرف عنهم اى حاجه . اااه يا جدى اااه .. ونفسى اضم اختى لحضنى هى كمان .
دموع الحاج صفوان ولاول مره فى حياته تنزل وضم سليم لصدره اكتر واكتر وقال .. اااه يا ابن الغاليه يا حته منها يا قلبى وحبيبى تعال فى حضن جدك تعال يا ولدى. وضمه فى حضنه بزياده . كل اللى كانوا واقفين اتأثروا بكلام سليم والحاج صفوان .. وفى منهم اللى دموعه غصب عنه نزلت وفجاه شافوا باب اوضه الحاجه انعام اتفتح . الدكتور خرج من عند الحاجه انعام والكل اول لما شافوه قربه منه علشان يطمنوا عليها وكان اول واحد يسأل الدكتور كان الحاج صفوان اللى بسرعه مسح عيونه من الدموع اللى كانت فيها وقال .. خير يا دكتور .. الحاجه انعام اخبارها ايه طمنا يا ولدى .
الدكتور بابتسامه بصلهم وقال .. اطمن يا حاج واطمنوا كلكم .. هى بقت كويسه وبدأت تفوق بعد المهدأ اللى ادتهولها اهو وتقدروا تشفوها بس ياريت واحد واحد علشان بس ما تتعبهواش بالكلام .. وبعد ساعه كده تقدروا تخدوها وترجعوا على البيت . الحاج صفوان شكر الدكتور والكل كان فرحان بالخبر ده وبدأوا يبصوا لبعض ويسألوا مين هايبدا بالدخول ليها . صلاح .. ادخل انت يا ابوى واطمن عليها وبعدها ندخل احنا بعدين .
الحاج صفوان .. لا يا صلاح يا ولدى .. ابن اختك نعمة احق انه يدخل ليها هو الاول ويطمن على جدته وبص لسليم وقال .. قولت إيه يا سليم يا ولدى ؟
جبل بابتسامه صغيرة بص لسليم اللى كان مشتت من اللى بيحصل حواليه وشجعه على الدخول لجدته وده اللى خلى سليم يقرب من جده ومسك ايده وقربها من شفايفه وباسها .. فالحاج صفوان بايده التانيه حطها على كتف سليم وطبطب عليه . وقال .. سلم على خلانك يا ولدى الاول وصفوا قلوبكم لبعض وبعدها ادخل لجدتك على طول انت مش عارف هى هاتفرح بيك اد ايه . وفعلا سليم راح لخال خال فيهم وقرب منه وحضنه وسلم عليهم وبعدها قرب من باب اوضه الحاجه انعام وخبط ودخل على طول .
وفى السرايه الكل كان فى انتظار وصول الحاج صفوان والحاجه انعام وصلاح وعصام وحسين كمان . وكان يادوبك فاضل على المغرب حوالى نصف ساعه .. وكل شىء كان جاهز بالنسبه لمائده الرحمن وفى السرايه من جوا كمان . والطباخ والناس اللى معاه كانوا مستعدين لتقديم الفطار. البنات طلعت تغير لبسها بعد المجهود الرائع الى هما عملوه. والشباب كانوا غيروا لبسهم ونزلوا على طول علشان يستقبلوا اهل البلد اللى كانوا بدؤا يجوا ويقعدوا على مائده الرحمن .
قصى مسك موبيله ورن على ابوه فى المستشفى . قصى .. سلامو عليكم .. ايوا يا ابوى طمنى اخبار جدتى ايه دلوقتى . عصام .. وعليكم السلام يا قصى .. الحمد لله يا ولدى جدتك بخير وكلها شويه وتخرج معانا بالسلامه ونرجع على السرايه . المهم طمنى عليكم انتم اخباركم ايه واخبار الناس اللى عندك ايه .. جهزتوا كل شىء زى ما الحاج صفوان طلب منك ولا لا .
قصى .. الحمد لله ان جدتى بخير .. واطمن يا ابوى كل شىء اتنفذ واحسن كمان عن ما طلبتوا مننا . عصام شاف الحاج صفوان بيطلب منه الموبيل اول لما عرف ان قصى اللى بيتصل وفعلا عصام اداله الموبيل بعد ما قاله خد جدك عاوزك اهو يا ولدى . الحاج صفوان بحب .. ايوا يا قصى ... احنا كلها تلت ساعه ونكون عندكم واعمل حسابك ان فى ضيوف هاتشرف معانا واحنا جايين ماشى يا ولدى عاوزكم تشرفونى اودامهم زى عوايدكم .
قصى .. يا مرحب يا جدى بيك انت وضيوفك ده احنا نشيلهم جوا عيونا وفوق روسنا . الحاج صفوان .. تعيش يا ولدى يالا سلام .
وعند الحاجه انعام اللى كانت نايمه على سريرها واتفاجأت بدخول سليم عليها فابتسمت وقالت ... تعال يا ضى عيونى تعال يا ابن الغاليه يا غالى. قرب سليم من سرير الحاجه انعام بكل حب وقعد جنبها وقال .. حمد لله على سلامتك يا... اتردد يقول لها ايه وهو لسه مش متعود على كلمه جدتى فقال .. يا حاجه .
الحاجه انعام بعتاب بصتله وقالت .. مش قادر تقولى جدتى يا ولدى . سليم بنظره حنيه ابتسم وقال .. حمد لله على سلامتك يا جدتى . الحاجه انعام ابتسمت ومع الابتسامه عيونها اتملت بالدموع وقالت .. الله يسلمك يا قلب جدتك من جوه ورحها وعقلها يا ابن الغاليه يا روح قلبى . سليم بحب .. مد ايده ومسح دموعها وقال .. بلاش دموع وحياتى عندك علشان خاطر صحتك .. انا ما صدقت عرفت ان ليا جدة جميله كده ومش عاوز اشوفها غير وهى بتضحك ماشى يا جدتى .
الحاجه انعام بكل حنيه .. ماشى يا قلب جدتك من جوه من هنا ورايح بدام عرفت ان نعمة بنتى اللى اتحرمت منها وماتت عندها راجل يشرف زيك وبنت جميله زى هدى عمر ما دموعى هاتنزل تانى ابدا وقالت .. ممكن تيجى فى حضنى بقى واشبع منك يا سليم يا ولدى .
قرب منها سليم اكتر واترمى فى حضن جدته اللى حس فيه بالدفىء وحنيه تكفى الكون كله لحد ما الباب اتفتح عليهم وسمعوا الحاج صفوان بيقول .. مش كفايه كده علينا بقى يا حاجه انعام ولا ايه .. الناس صايمه وعاوزين ناخدهم معانا السرايه ونفطر كلنا فى اول ايام الشهر الكريم ونتجمع زى زمان وبعد الفطار نحكى الحكايه كلها لهدى علشان تعرف ان سليم اخوها .. ونعمة امها وسليم كمان يشوف اخته اللى اتحرم منها سنين طويله .
صلاح وجبل دخلوا هما كمان الاوصه وسلموا على الحاجه أنعام فاسليم قام وقف وساب حضن جدته علشان يقدروا يسلموا عليها . الحاجه انعام حاولت تقوم وتنزل من السرير وهى بتقول .. يالا بينا كلنا وانا مفيش اسعد من اليوم ده عندى .. لان النهارده عيد بالنسبه ليا ومعرفتى ان الغاليه نعمة عندها عيال زى القمر . جبل .. معلش اعذرونى انا يا جماعه .. خدوا سليم ولدكم معاكم وافرحوا بيه وانا هافضل هنا مع مرات عمى مش هاقدر امشى غير لما اطمن عليها .
الحاج صفوان بكرمه وطيبته قال .. وانا استحاله امشى من هنا غير ورجلى على رجلك لازم تيجى وتشرفنا ونفطر كلنا مع بعض وليك عليا نروح دلوقتى بسرعه ونطمن على الحاجه جدة سليم وبعدها نروح على السرايه على طول ده خلاص كلها شويه والمغرب هايأذن علينا ولا ايه يا سليم يا ولدى .. قولى حاجه يا حاجه انعام .
الحاجه انعام بكل حب قالت .. انا هاروح قبلكم اهو واطمن على جدتك يا ولدى وان شاء الله وبكرمه وبفضله هاتبقى كويسه وبعدها على طول نروح كلنا على السرايه ومعنديش حد بيرفض طلب للحاجه انعام صح يا سليم يا ولدى . سليم بحب .. ماشى يا جدتى اللى تؤمرى بيه بس بشرط ! الكل بص لبعضه واستغربوا والحاجه انعام ردت وقالت .. انت تؤمر يا ولدى وانا انفذ على طول أؤمر ؟
سليم ... ارجع بعد الفطار هنا على طول وافضل جنب جدتى علشان هى ملهاش غيرى فى الدنيا دى ولازم افضل جنبها علشان لو فاقت فى اى وقت اكون جنبها وتحس بيا . الحاجه انعام ... طيب ايه رايك وانا كمان هارجع معاك واكون جنبها يا ولدى دى مهما كان جدة احفادى وكانت حمات بنتى الله يرحمها . سليم .. ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى وما اتحرمش منك ابدا .
وفعلا خدوا بعضهم كلهم وراحوا اطمنوا على حاله جدة سليم والدكتور طمنهم انها بقت افضل بكتير عن الاول ساعه ما جت ودى معجزة من عند ربنا فاحمدوا ربنا واشكروه على كده . وقربت الحاجه انعام من سليم وقالت ... حمد الله على سلامتها يا ولدى ربنا يباركلك فى عمرها . سليم بكل حب وحنيه كعاويده قال .. ويباركلى فيكى يا جدتى انتى كمان ويديكى الصحه .. انا لحد دلوقتى مش مصدق ان ليا جد وجده واهل لامى بعد السنين دى كلها .
الحاج صفوان ... جرى ايه يا حاجه انعام .. المغرب قرب ياذن .. سيبوا الكلام ده لبعدين لما نقعد ونفطر زمان الناس واهل البلد كلهم فى انتظارنا واكيد مستغربين انى مش موجود فى وقت زى كده . الحاجه انعام .. عندق حق يا حاج يالا بينا كفايه لحد كده انا تعبتكم معايا النهارده وانتم صايمين . وبعدها خدوا بعضهم ونزلوا على تحت وركبوا العربيات وطلعوا بيها فى اتجاه البلد بتاعتهم . وطول الطريق كان سليم بيفكر مين هى هدى اخته من وسط البنات كلها اللى شافها .
وعند السرايه بالتحديد كان اهل البلد كلهم متجمعين وقاعدين داخل مائده الرحمن فى انتظار وصول الحاج صفوان وعياله وكمان فى انتظار أذان المغرب وسماع مدفع الافطار لاول يوم فى الشهر الكريم . والكل كان مستغرب انهم مش موجودين وان اللى فى استقبالهم هما الشباب احفاده وبدا الكل يسأل عن الحاج صفوان كبيرهم وعزوتهم وسندهم من بعد ربنا وعن عدم وجوده . وقصى بلغهم انه فى مشوار وعلى وصول هو وعمامه وابوه وخلال دقايق هايكونوا موجودين .
ودقيقه و اذان المغرب كان اذن ولحد دلوقتى ماوصلوش وده اللى قلق قصى وباقى الشباب عن تأخيرهم وخافوا لا تكون الحاجه انعام تعب تانى ولا حاجه . ولسه هايطلع موبيله ويرن على جده الا وبدات العربيات تظهر على بعد وده اللى طمنهم كلهم . لحد ما وصلت العربيات وبدأ الكل ينزل صلاح وحسين والحاج صفوان وعصام وقرب منهم قصى وفارس علشان ينزلوا الحاجه انعام اللى خدها عصام وسند اديها ودخلها على جوا على طول واتفاجؤوا الشباب ان فيه عربيه غريبه زياده معاهم وتوقع انهم الضيوف اللى الحاج صفوان بلغ قصى بيهم انهم هايفطروا معاهم .. فقرب منهم قصى علشان يرحب بيهم واتفاجأ اول لما نزلوا ان الضيوف دى سليم وعمه جبل
فرحب بيهم على طول وطلب الحاج صفوان منه انه يدخلهم على السرايه من جوا وهو هايحصلهم بعد ما يطمن على فطار كل اهل البلد ويشرف عليهم بنفسه . والطباخ والناس اللى معاه بدؤا يوزعوا الاكل والعصاير والبلح للموجودين . والكل كان فرحان وبدؤا ياكلوا ويدعوا لكرم الحاج صفوان وعياله .
وبالنسبه للحريم والبنات كانوا جهزوا كل الاكل على السفره وكان منظرها تحفه والكل كان فرحان ومنتظر وصول الحاجه انعام واللى معاها لحد ما دخل عليهم . صلاح وحسين وطلبوا منهم انهم يزودوا كرسين على السفره لان فيه ضيوف هاتفطر معاهم وطلب من البنات انهم يلبسوا لبس طويل عن اللى هما لابسينه . قصى كان قاعد هو وفارس مع سليم وعمه جبل فى الصالون لحد ما جده يجى من بره . وبعد تلت دقايق بالضبط دخل الحاج صفوان عليهم ورحب بيهم وكان فرحان جدا بوجودهم وبالذات بوجود سليم حفيده اللى يا دوبك اكتشف ان بنته نعمه ليها ولد وكمان هدى طلعت بنتها .. وكان اليوم ده اسعد يوم فى حياته هو والحاجه انعام .
الحاج صفوان بحب .. والله انا اسعد واحد النهارده بوجودكم معانا نورتوا السرايه كلها يا جماعه والله . وانت يا سليم يا ولدى نورت البيت اللى اتربت وعاشت امك فيه الله يرحمها بيت جدك صفوان وبيتك انت كمان من دلوقتى. جبل .. ربنا يديم المعروف ويخليك للكل يا حاج صفوان ويخليلك عيالك واحفادك كلهم.
سليم بعيون حزينه .. ربنا يخليك يا جدى ويديك الصحه بس ... انا نفسى اطلب طلب اذا امكن من حضرتك . وده اللى خلى قصى وفارس يستغربوا ويبصوا لبعض .. وبينهم وبين نفسهم بيسالوا طلب ايه الى هو عاوزه ده .. وازاى يقول للحاج صفوان يا جدى ! الحاج صفوان بذكاءه فهم سليم عاوز ايه وقال .. انا عارف انت عاوز ايه ومستعجل على ايه ؟ بس يالا بينا على السفره دلوقتى ونأجل الموضوع ده لبعد الفطار ماشى يا ولدى . سليم .. ماشى يا جدى .
الحاجه انعام رغم التعب واليوم اللى هى مرت بيه الا انها اول لما دخلت من باب السرايه بدات عيونها تدور عن هدى ولما ملقتهاش راحت للمطبخ علشان تشوفها والحريم كانت بتزود الاطباق لما عرفوا ان فيه ضيوف زياده .. واول لما دخلت عليهم الحاجه انعام جريوا عليها وفضلوا يبسوها ويحضنوها حتى هنية الخدامه . لكن عيون الحاجه انعام بتدور على هدى علشان تضمها فى حضنها وتشم ريحه بنتها نعمة فيها .. ولما ملقتهاش سألت فاتن مرات صلاح عنها وقالت .. فين هدى يا فاتن .
فاتن .. فوق يا حاجه مع البنات بيغيروا لبسهم علشان صلاح قال ان فيه ضيوف هاتفطر معانا . الحاجه انعام .. طيب وحياتك يا فاتن استعجليها تنزل من فوق علشان وحشتنى اوى اوى ونفسى اخدها فى حضنى . فاتن باستغراب .. واشمعنى هدى بالذات يا حاجه ..وباقى البنات لا ولا ايه . الحاجه انعام .. نفذى اللى قولتلك عليه يا فاتن واخلصى . فاتن بصت لسماح واحلام واستغربت من الحاجه انعام وقالت .. عيونى يا حاجه هاطلع بنفسى وانزلها ليكى على طول .
وعند الحاج صفوان اللى كان طلب من سليم وجبل انهم يقوموا ويروحوا على السفره علشان الفطار .. وفعلا قاموا هما الاتنين والكل راح معاهم وبدؤا يقعدوا على السفره والكل اتفاجأ بالحاجه انعام وهى بتطلب ان سليم يقعد على الكرسى اللى جنبها . وبالذات الحريم والشباب اللى مكنوش يعرفوا ان سليم بيكون ابن نعمة الله يرحمها . فراح سليم ونفذ للحاجه انعام طلبها وقعد جنبها وهو متوتر ودقات قلبه سريعه وبيسال نفسه يا ترى اخته بتكون انهى بنت من البنات اللى شافهم ساعه الحادثه والنهارده كمان لما شافهم فى المستشفى .
وقال بينه وبين نفسه اكيد قلبه هو اللى هايدله على أخته بتكون مين فيهم واكيد احساسه هايعرفه مين هى فيهم اخته . ودقيقه واحده وشاف البنات بتنزل من فوق .. فذادت سرعه دقات قلبه جدا جدا وكان هاين عليه يقوم يقف ويسألهم مين فيكم هدى اختى اللى اتحرمت منها سنيييييين طويله وكنت مفكر انها ماتت مع اللى مااااتوا ويخدها فى حضنه .
البنات الاربعه نزلوا واتفاجؤا بوجود سليم وجبل وبصوا لبعض باستغراب وتوقعوا ان جدهم عزمهم بعد اللى سليم عمله علشان خاطر جدتهم .. فاقربوا من السفره وسلموا على جبل الاول لانه الكبير . وراحوا ناحيه الحاجه انعام علشان يسلموا على سليم اللى كانت عيونه مركزة عليهم كلهم بنت بنت لحد ما عيونه ركزت على واحده فيهم بالتحديد وتوقع انها هاتكون اخته هدى .. بس للاسف تخمينه واحساسه كان غلط...؟
رواية قصة عشق الجزء الأول للكاتبة سحر فرج الفصل التاسع عشر
الحاجه انعام قامت وقفت بكل العطف والشوق والحنيه اللى فى الدنيا دى كلها وقربت من هدى وعيونها جت فى عيونها وحضنتها وفضلت تبوس فيها جامد لحد ما دموعها ملت عيونها وده اللى استغربه كل اللى كان قاعد وبالذات الى ما يعرفش اصل الحكايه ايه . سليم هو كمان استغرب وكان حاسس انه تايه ومكنش عارف يسأل بالضبط مين هى اخته فى وسط البنات دى كلها وفضل السكوت زى ما وعد جده لحد بعد الفطار .
الحاج صفوان فى اللحظه دى كان نفسه ياخد هدى هو كمان فى حضنه ويشم ريحة نعمة بنته منها بس حاول يتمالك نفسه اكتر من كده علشان خاطر كل اللى قاعدين وعلامات الاستفهام الكتير اللى فى عيونهم دى .. ومش عارفين ايه بالضبط اللى بيحصل ... فقال .. جرى ايه يا حاجه .. مش وقته اللى بيحصل ده للدرجه دى هدى كانت وحشاكى هى والبنات واكد اوى على كلمه (البنات) دى .. احنا مش هانفطر النهارده ولا ايه ونفطر ضيوفنا معانا كمان .. انتى نسيتى ولا ايه اننا صايمين هاتى يا فاتن يا بنتى انتى وسماح كوبيات البلح ووزعى على الرجاله وعليكم .
هو قال كلمه هدى وسليم عيونه برقت باستغراب على البنت اللى فى حضن الحاجه انعام .. لانه كان متخيل ان اخته هى فرح علشان تشبه امه اوى اوى حتى بعد السنين الطويله دى ووش امه دايما كان فى زاكرته وعمره ما قدر ينساه حتى للحظه واحده .. ففاق من شروده وعيونه جت على هدى فى حضن جدته انعام بكل حب وشووووق سنين طويله ومكنش يعرف ان فى يوم من الايام هايكون عنده اخت جميله كده وفى نفس الوقت جريئه وجدعه وشهمه وافتكر ان هى الوحيده اللى وقفت اودامه لما خبط البنات بالعربيه وكانت بتزعق ليه على اللى هو عمله فيهم .
نظرات الشباب والبنات كانت كلها علامات استفهام على اللى بيحصل اودم عيونهم.. حتى هدى نفسها استغربت اللى الحاجه انعام عملته فيها هى بالذات دونا عن باقى البنات . فقعد الكل وبدؤا يشربوا البلح والعصاير المختلفه وسمو بسم الله وبدؤا يكلوا احلى واشهى واطعم فطار فى اول ايام الشهر الكريم . الحاجه انعام من كتر فرحتها بقت كل شويه تناول سليم اكل كتير .. أشى فراخ ولحمه وأشى بط وحمام .. وكل ده تحت نظرات الكل اللى كانوا هايتجننوا ويعرفوا ايه اللى بيحصل ده بالضبط .
وشويه خلصوا الاكل و قامت الرجاله وراحوا على الصالون كلهم وطلب الحاج صفوان ان اى واحدة من الحريم تجهز اطباق الفاكهة والشاى على طول عقبال لما يصلوا المغرب جماعه .
وفعلا راحوا اتوضوا كلهم علشان صلاه المغرب .. والبنات بدأت تشيل فى الاكل من على السفره مع هنيه الخدامه الا هدى اللى ندهت عليها الحاجه انعام انها تيجى وتقعد جنبها . وفاتن واحلام وسماح كانوا عاملين اجتماع طارىء فى المطبخ علشان يعرفوا بالضبط ايه الى بيحصل وبالذات عمايل الحاجه انعام اللى عملتها مع اللى اسمه سليم ده وكمان هدى . لحد ما البنات كمان شافوا الاجتماع ده فراحوا وحطوا الاطباق اللى فى اديهم فى الحوض ووقفوا معاهم علشان يستفهموا بالضبط عن الى بيحصل .
فاتن باستغراب .. يمكن اللى اسمه سليم ده جاى النهارده معاهم وجاب عمه علشان يطلب ايد هدى واحنا منعرفش . احلام .. لا يا شيخه ما اظنش اكيد فى حاجه تانيه احنا منعرفهاش . سماح مش عاجبها كلام فاتن فقالت ... يا بنتى منك ليها يمكن علشان اللى عمله مع الحاجه انعام فى المستشفى لما اتبرع لها بالدم علشان كده الحاج صفوان عزمهم والحاجه انعام فرحانه بيه وخليته يقعد جنبها وتكرمه وضايفه بالمنظر ده .
ملك ... طيب سليم واللى عمله مع جدتى كان السبب فاللى هى عملته معاه على الفطار .. لكن الاحضان والبوس والشوق اللى حصل بينها وبين هدى ده يتسمى ايه فهمونى . سلمى ... يا بنتى ومين سمعك ده انا مستغربه اوى اوى انا كمان وهاموت واعرف فى ايه بالضبط .
فرح .. وانا كمان برضه مستغربه للى بيحصل ده كله . المهم شكلهم خلصوا الصلاه هاتى الصينيه يا هنيه بتاعه الشاى انا اللى هاوديها يمكن اعرف اى حاجه .. وهاتى انتى اطباق الفاكهة وتعالى ورايا . وفعلا خدت فرح صينيه الشاى وراحت عند اوضه الصالون ولمحها قصى وهى بتقرب بالصينيه من الباب وقبل ما تدخل لحقها ووقف فى وشها بتكشيرة فى وشه وخد منها الصينيه وقالها انتى ايه خلاكى تجيبى الشاى بنفسك من قله الخدامين اللى هنا ولا ايه وبعدين مش فى ناس غريبه اتفضلى ارجعى على جوه وماشوفش اى بنت فيكم هنا سامعه يا هانم ولا لا . وانتى يا هنيه تعالى ورايا بالاطباق الى فى ايدك دى ودخليها .
فرح طبعا معجبهاش طريقه قصى دى وفضلت السكوت ولسه هاتتحرك من مكانها الا وسمعت الحاج صفوان بينادى عليها وقال ... فرح .. ياااا فرح . فرح لفت نفسها علشان تشوف جدها بينده ليه عليها وقالت .. نعم يا جدو بتنده عليا . الحاج صفوان .. ايوا يا حبيبه جدك .. نادى هدى والحاجه انعام يجولى على الصالون ضرورى . فرح باستغراب .. جدتى ماشى لكن هدى ليه يا جدو هو فى حاجه ولا ايه ؟
الحاج صفوان .. بعدين يا فرح هاتفهمى كل حاجه المهم نفذى الى قولتلك عليه ويالا بسرعه . فرح باستغراب حاضر يا جدو ..حاااضر وراحت فرح وبلغت الحاجه انعام ان جدها عاوزها هى وهدى فى الصالون. هدى لفرح باستغراب .. قالك هاتى هدى يا فرح.
فرح .. اه يا بنتى قالى وانا اصلا مش فاهمه اى شىء من اللى بيحصل النهارده فى البيت ده . هدى .. ولا انا كمان تصدقى . الحاجه انعام .. خير يا بنتى خير ان شاء الله .. ومهما تعرفى وتسمعى من جدك .. اعرفى اننا بنحبك يا هدى .. بنحبك اوى يا بتى .. ومسكت ايد هدى اللى استغربت اكتر واكتر من كلام جدتها وراحوا على اوضه الصالون عند الرجاله.
فرح خدت بعضها وراحت للكل فى المطبخ علشان تحكى ليهم على اللى حصل اودام عيونها ولما بلغتهم الكل استغرب وقرروا انهم يروحوا يقعدوا فى الانتريه اللى قريب من اوضه الصالون جايز يسمعوا اى شىء من اللى بيحصل جوه عندهم . وفى اوضه الصالون الحاجه انعام كانت دخلت ومعاها هدى حفيدتها وشافت سليم قاعد على الكنبه لوحده فقربت منه وطلبت من هدى انها تقعد وفعلا هدى قعدت وقعدت جنبها الحاجه انعام .. والشباب كمان كانوا قاعدين .
الحاج صفوان بدا فى الكلام وقال .. هدى يا بنتى انا هارف انك مستغربه كل اللى بيحصل حواليكى ده وانا هاريحك واطمنك وهاقولك ان فى موضوع مهم ولازم اقولك عليه وتعرفيه منى انا بالذات .. وياريت تسمعينى كويس وتفتحى مخك زين .. علشان اللى هاقوله ده شىء مهم اوى اوى ولازم تعرفيه . وبدا الحاج صفوان يحكى من ساعه ما كانت الحاجه انعام فى المستشفى زمااااان اوى لما كانت عمله عمليه وساعتها شاف هناك صالح لاول مره فى المستشفى لما كان عامل حادثه هو كمان ومحجوز فيها وبعدها طلب ايد بنته نعمة... وفضل يحكى ويحكى اودام الكل لحد اللحظه اللى هما قاعدين فيها دى . وكل ده والحاجه انعام دموعها نازله ومغرقه وشها وبتدعى ربنا انه يرحم بنتها نعمة برحمته الواسعه ويصبر قلبها .
الحاج صفوان لما خلص كلامه قال .. هدى يا بنتى اقدر اقولك دلوقتى انك بنت نعمة بنتى اللى خدها صلاح ولدى ورباها فى وسطنا وحبها اكتر من ملك بنته واحنا كمان حبناكى اوى من غير ما نعرف انك بنت المرحومه نعمة بنتى .. وعرفنا النهارده الحكايه دى والسر ده وحبناكى اكتر واكتر من الاول وكمان اراد ربنا ودبر كل شىء بارادته وكشف لينا كمان سر سليم و ان سليم يبقى اخوكى ابن صالح ونعمة هو كمان .
هدى بعيون مليانه دموع ردت وقالت .. يعنى ملك مش اختى ولا ابويا يبقى ابويا ولا امى فاتن تبقى امى .. واتفتحت فى العياط جامد وسليم حاول يمد ايده على كتفها ويهديها لان حالتها ومنظرها كان كفيل ان قلبه يتقطع عليها . الحاجه انعام خدتها فى حضنها وفضلوا يعيطوا هما الاتنين اااااد كده وفى وسط العياط قالت ... يا قلب جدتك من جوه .. يا حته من نعمة بنتى .. متعيطيش يا حبيبتى وحيات جدتك ما تعيطى .
قلبى بيتقطع على عياطك يا حبيبتى وحياتى عندك ما تعيطى تانى . انتى حفيدتى كده كده سواء كنتى بنت صلاح او بنت نعمة الله يرحمها .. وصلاح هايفضل ابوكى اللى جابك ورباكى وحبك اكتر من بنته الى من صلبه وعمل بوصيه اخته ليه وحافظ عليكى السنين دى كلها وشالك فى عيونه .. وفاتن كمان امك يا حبيبتى .. وجالك اخ كبير بيحبك اوى يا هدى وهايبقى ليكى سندك وضهرك .. روحى فى حضن اخوكى يا قلبى وهاتحسى هو بيحبك اد ايه وكان مفكرك روحتى مع اللى راحوا زمان .. روحى يا حبيبتى فى حضن اخوكى واترمى فى حضنه مش هتلاقى احن منه عليكى .
ربنا يباركلى فيكم ويخليكم لبعض .. ويرحم ابوكم وامكم الى زمانهم فرحانين دلوقتى بلمتكم دى معانا . كل ده وصلاح دموعه مغرقاه فقام وقف وقرب من هدى ومسكها من ايديها وعيونه المليانه بالدموع جت فى عيونها الغرقانه بالدموع واترمت فى حضنه وفضلت تعيط بكل حرقه . صلاح .. متعيطيش يا حبيبه ابوكى .. انا هافضل ابوكى طول عمرى ولحد اخر نفس ليه فى الدنيا دى .. انتى بنتى وهاتفضلى بنتى يا هدى .. متخافيش يا حبيبتى متخافيش وانا جنبك على طول فاهمه يا هدى .
من بره الاوضه عند الحربم والبنات الكل كان قاعد ومصدوم من اللى سمعوه بودانهم لكن فاتن حالها كان حال تانى كانت بتعيط بحرقه على الكلام اللى سمعته وكان صعبان عليها هدى فى الموقف ده وكانت حاسه بالشرخ اللى اتشرخ جوه قلبها ومن الصدمه اللى هى عرفتها . البنات كانت هى كمان مصدومه وبتعيط ومش مصدقين الكلام الى اتقال ده وعرفوا دلوقتى ايه سبب حب وقرب الحاجه انعام من هدى وسليم ساعه الفطار .
اما قصى وباقى الشباب .. عمرهم ما كانوا يتخيلوا ابدا ان عمتهم اللى ماتت من سنين طويله اتعذبت بالشكل ده وماتت الموته دى على ايد اللى اسمه صقر السيوفى وكمان ليها ولد زى سليم الجبلاوى وكمان تطلع هدى بنتها مش بنت عمهم صلاح .
صلاح كان لسه واخد هدى فى حضنه فامسح دموعه ومسك ايد هدى وقرب من سليم ابن اخته وقال .. يالا يا هدى يا بنتى .. يالا يا حبيبتى روحى لحضن اخوكى وحسى بحنيته وحبه ليكى يالا يا روح قلبى .. وانسوا الماضى كله وابدؤا صفحه جديده ما بينكم .
سليم قام وقف ومد ايده لهدى .. وهدى عيونها كانت زى كاسات الدم من كتر العياط فابصت لجدتها انعام وكأنها بتستنجد بيها .. وجدتها بصت لها بكل حب وهزت راسها ليها بالموافقة والرضى .. فامدت هدى اديها لسليم اخوها اللى خدها فى حضنه اوى اوى واتفتحوا فى العياط هما الاتنين .
كان يوم لا ينسى فى عيله السيوفى وعيله الجبلاوى .. واخيرا وبعد سنيييييين طويله اتجمع شملهم و بقوا عيله واحده وايد واحده وقلب واحد . عدى كام يوم من اليوم ده وطبعا كان سليم راح تانى يوم للمستشفى ودفنوا دادة فاطمه اللى زعلت عليها جدا الحاجه انعام لما عرفت خبر موتها. . وباليل سليم وجبل عملوا لها عزا عند الفيلا بتاعتهم وحضر فيه الحاج صفوان وعياله وكمان احفاده . وجدته صحتها اتحسنت وخرجت بعدها بيومين من المستشفى وحزنت شويه على خبر موت فاطمه بس سليم خفف عنها .
وكمان حكى ليها سليم كل الحكايه بهدوء على كل اللى حصل بينه وبين عيله السيوفى .. وعرفها ان نور اخته عايشه واسمها هدى وان خاله صلاح خدها ورباها فى وسطهم ساعه الحادثه زى ما طلبت منه امه نعمة .. وفرحت جدته جدا جدا لما عرفت بكده وان بقى ليها حفيده من صالح ابنها واخت لسليم . وخد ليها هدى وشافتها وحبتها اوى . هدى حاولت تتاقلم على الوضع الجديد ده فى حياتها مع انه عمل شرخ جوها الا ان اللى حواليها حاولوا يخففوا عنها الموضوع ده .. وكمان يتقبلوا وجود سليم فى وسطهم لانه زيه زيهم بالضبط حفيد من احفاد عيله صفوان السيوفى .
سليم كان نزل القاهرة علشان يحضر اجتماع مهم للشركه زى ما بلغه صديق عمره المهندس حسام ومدير اعماله برضه هو ويارا . وبعد الاجتماع خد حسام وراحوا على مكتبه وحسام شاف فى عيون سليم حزن وكلام كتير وتوقع ان فى شىء وسأله وسليم ما صدق وحكى ليه كل شىء لانه بيعتبره اخ ليه وكمان صديق عمره. حسام استغرب جدا من اللى حكاه سليم وحاول يخفف عنه .
سليم .. المهم عاوز انزل دلوقتى على اكبر محلات للبس البنات وعاوز اشترى حاجات كتير لهدى اختى وهدايا كتير ليها ولبنات عمى وجدتى انعام .. ايه رايك تيجى معايا ونروح سوا . حسام .. اشطى يا هندسه يالا بينا .. بقولك ايه ما نجيب يارا معانا هاتنفعنا اوى فى اختيار الالوان والازواق انت عارف هى بتعرف فى الحاجات دى كويس اوى .
سليم .. لا سيبك من يارا وتعال ننزل انا وانت .. يالا بينا . وفعلا سليم خد مفاتيح عربيته وموبيله وفتح باب اوضه مكتبه وبلغ يارا انه نازل هو وحسام فى مشوار مهم وجايز بعدها يطلع على البلد ومداش فرصه ليارا للرد عليه علشان كده استغربت اوى وخد بعضه ونزل على تحت هو وحسام وركبوا عربيه سليم .
وفى السرايه وبالتحديد فى الجنينه كانت فرح قاعده هى والبنات وبيهزروا زى عاويدهم مع بعض .. وفى وسط الهزار ده جه عدى وحاول يرخم عليهم . وكان منظره تحفه ولسه صاحى من النوم مع ان الساعه كانت اربعه بعد العصر . والتيشيرت اللى كان لبسه مرسوم عليه جمجمه وبنطلونه بتاع الترنج ناحيه نازله لكعب رجله وناحيه متشمره لحد ركبته . وشعره منكوش وكأنه متكهرب.
فقرب من البنات اللى اتفزعوا من منظره ده . وقال بغلاسه ورخامه .. يا سلام يا اختى عليكى انتى وهى .. ايه الدوشه والصوت العالى اللى انا سامعه ده يا بت منك ليها ليها ليهااا . انتم مش عارفين ان سيدكم عدى نايم ومرهق وصايم ومش عاوز ازعاج . البنات كلها كانت بتضحك على منظره الغريب ده وبدؤا يتريقوا عليه .
ملك .. روح روح يا عم العفريت انت بجمجمتك وبنطلونك النصف كم ده .. قال سيدى عدى قااال يا عم روح اغسل وشك الاول وانضف وتعال اتكلم معانا . سلمى بضحك .. والله يا ملك عندك حق .. هو اخويا اه .. بس منظرك فظيييبع يا عدى عندها حق وقولى انت عامل فى نفسك كده ليه يا ابنى انت . هدى .. الساعه اربعه يا بيه انت يا اللى صايم و مش وراك ولا شغله ولا مشغله و نايم لبعد العصر .. وبعدين ده شكل تقابل بيه ربنا ازاى قولى . فرح .. الصراحه يا عدى منظرك تحفه وليهم حق يحفلوا عليك بالمنظر ده تصدق صعبت دودو .
عدى بغضب قال .. جرى ايه يا بت منك ليها شايفين عفريت ولا ايه اودامكم طب والله ما هاسيبكم غير لما تضربوا ولسه هايقرب من البنات الا وقاموا وقفوا بسرعه كلهم وحاولوا يجروا من اودام عدى اللى استحلف ليهم . وفضل يجرى وهما يجروا من اودامه وصوت ضحكهم ملى الجنينه.. وجه وهو بيجرى قابل خرطوم المايه فجرى ومسكه وفتح المايه وفضل يجرى ورا البنات ويغرقهم والبنات تصرخ وبظروفها كان جه سليم وشايل شنط هدايا كتييير جابها لهدى لبنات خلانه وشاف بعيونه اللى بيحصل مع عدى والبنات فطلب من رفاعى انه يدخل الشنط كلها لجوا وقرب من عدى اللى اتفاجا بسليم وهو بيمد ايده وياخد الخرطوم منه.
عدى .. اهلاااا سليم باشا جيت فى وقتك تعال شوف اختك والبلاوى اللى معاها عملوا ايه فيا . سليم وهو ماسك الخرطوم بابتسامه قال.. عملوا ايه يا عدى احكيلى ... فقربت البنات من سليم علشان يحكوله هما الاول اللى حصل بالضبط .. فطلب سليم انه يسمع من عدى الاول وغمز لهدى اخته . فاعدى بدا يحكى كل الى حصل وانه كان نايم وصحى على صوتهم العالى فى الجنينه .
سليم .. لا لا يا عدى يا ابن خالى عندك حق فانت طبعا مسكت الخرطوم وشغلت المايه وعملت كده وقام مسلط الخرطوم فى وش عدى اللى اتفاجىء من تصرف سليم وبدا يجرى ويقول .. خيانه خيانه بقى كده يا سليم تيجى فى صفهم عليا .. الحقونى الحقونى . وسليم والبنات تجرى وراه وكانوا عاملين يضحكوا على منظرهم وهما بيجروا ورا بعض وصوت هزارهم العالى . لحد ما عدى خرج من باب السرايه خالص من كتر خوفه وهو بمنظره ده ومنظر لبسه اللى بقى غرقان من كتر المايه .
هدى جريت على اخوها وقالته كفايه عليه كده النهارده يا سليم انت كده جبتلنا حقنا منه وزياده وتعال ندخل لجوا علشان جدتى مستنياك من بدرى . سليم بحب .. يالا يا روح قلبى وبالمرة تشوفى الحاجات الحلوة اللى جبتهالك انتى والبنات كلها . ملك بفرحه .. ايه ده جبتلى انا كمان هديه معاك .. دى اول مرة تحصل وحد يجبلى حاجه فى ام العيله دى ..يا حبيبى يا سليم . عيون سليم كانت على فرح ومنتظر انها تقول اى حاجه لكن فرح كانت من النوع التقيل اوى ومش بتتكلم بسهوله فاستاذنت ودخلت على جوا فاستعرب سليم ليها وحصلوها على طول .
واول لما دخلوا هدى جريت لما شافت الشنط الكتير اللى على تربيزة السفره وفرحت جدا ان اخوها جبلها كل الحاجات دى . وقربت منه وفضلت تبوس فيه من كتر فرحتها لحد ما جت من المطبخ الحاجه انعام على صوتهم وفرحت اوى اول لما شافت سليم اودام عيونها . سليم قرب منها وحضنها وباسها واطمن على صحتها وبدا يطلع فى شنط الهديا ويدى كل واحد شنطه هديته حتى جاب لجدته و لفاتن وسماح واحلام كمان وكانت اخر شنطه سابها فى الاخر شنطه كبيرة لفرح .
فاجبها من على التربيزة وقرب من الكرسى اللى كانت قاعد عليه فرح ومد ايده بالهديه وقالها .. اتفضلى يا فرح ويارب الهديه تعجبك . فرح قامت وقفت وعيونها جت على الشخص اللى كان داخل من باب السرايه وشايف سليم وهو بيديها الهديه فاحبت تغيظه وتدايقه فابتسمت اوى وقربت من سليم بكل رقه وقاااااالت ..