رواية قصة عشق الجزء الأول للكاتبة سحر فرج الفصل الرابع عشر
وبدا صلاح يحكى لحسين اخوه عن كل شىء يعرفه وشافه بعيونه
فلاش باك . فى يوم من الايام انا كنت بمر على العمال فى المصنع القديم بتاعنا انا والحاج صفوان .. وكنا بنشوف احوال العمال والماكينات والعينات اللى نفذوها زى ما ابوك طلبها بالضبط . وساعتها ابوك طلب منى انى اطلع المكتب بتاعه واجبله كشف الطلبيات الجديده علشان يبلغ العمال بيها .. وفعلا انا طلعت على طول على المكتب .. بس قبل ما ادخل على جوا سمعت اخوك عصام بيتكلم فى التليفون بصوت عالى مع واحد وقاله انه يفضل مكانه وميتحركش وهو هايجيله على طول مسافه السكه وقاله فتح عنيك كويس واوعا يهربوا منك .
فانا استغربت ودخلت اشوف ايه الحكايه .. وللاسف وانا بفتح الباب ولسه هادخل عصام كان اسرع منى وشوفت ملامح وشه اللى كلها خوف وتوتر وكان فى مصيبه هاتحصل او حصلت فسألته وقولتله خير يا عصام على فين كده وفى ايه بالضبط ومستعجل كده ليه .
صلاح .. طمنى يا عصام حد فى السرايه جراله حاجه أنطق. عصام للاسف مردش عليا وزقنى لدرجه انى كنت هاقع على الارض لولا سندت على الباب وده اللى خلانى استغرب واقلق وتوقعت ان فى حاجه وحشه حصلت لاى حد فى السرايه وخصوصا الحاجه انعام علشان صحتها كانت وحشه جدا من ساعه هروب اختك نعمة .
فحاولت بسرعه اتمالك نفسى وانزل وراه بس للاسف ساعه ما انا نزلت كان هو اسرع منى وركب عربيته ومعاه راجل من رجالتنا ومشى بيها بمنتهى السرعه . فقربت بسرعه من عربيتى وركبتها وحاولت انى احصله على طول واشوف هو رايح فين بالضبط . وبعد شويه عرفت انه رايح اتجاه تانى خالص غير اتجاه السرايه وطلع على الطريق السريع.
وحاولت اكتر من مرة انى احصله بس للاسف هو كان سريع جدا وفضلنا على الحال ده حوالى عشر دقايق لحد ما جينا عند مزلقان السكه الحديد وهو كان عدى بعربيته وقفلوا المزلقان علشان القطر كان معدى ساعتها مع انهم اكتر الوقت بيسيبوه مفتوح وبيحصل كوارث بسبب الاهمال بس لاجل الحظ قفلوه وفى وسط القلق اللى كنت فيه ساعتها فكرت وكنت مستغرب جدا هو ايه بالضبط اللى بيحصل ويا ترى عصام رايح على فين بالسرعه دى وبدات اشك فى حاجات كتير جت فى دماغى لحظتها لحد ما الطريق اتفتح بعد ما القطر مشى وحاولت اسرع شويه من سرعه العربيه لحد ما فاجأه ...
حسين بكل قلق باين على وشه قال .. انطق يا صلاح حصل ايه ؟ ولحقت عصام ولا لا ريح قلبى يا اخوى الله يرضى عليك .
صلاح عيونه كلها اتملت دموع وحط ايده على وشه وبكل حزن واسى قال .. وصلت بعربيتى لقيت حادثه كبيرة بين تلت عربيات منهم عربيه اخوك عصام اللى كانت بعرض الطريق وداخله فى شجرة كبيرة وكان فيه عربيتين تانين مخبوطين منهم واحده شكل الخبطه كانت كبيرة اوى اوى لدرجه انها كانت مقلوبه . فاركنت عربيتى بسرعه وجريت على عربيه اخويا الاول علشان اطمن عليه وعلى الراجل اللى كان قاعد جنبه الاول .. والحمد لله لقيتهم سلام واطمنت عليهم . وحاولت اخرجهم من العربيه بشويش لايكون حد منهم فى كسور ولا اى جروح فى جسمه .
ونزلتهم الاتنين وسندتهم على جزع الشجرة الكبيرة اللى العربيه كانت دخلت فيها لحد. ما اشوف باقى الناس اللى فى العربيات التانيه . وروحت للعربيه التانيه لقيت راجل جواها وكان عنده جرح بسيط فى وشه واطمنت عليه .
وبسرعه جريت على العربيه التالته اللى كانت مقلوبه علشان اطمن على الناس اللى فيها ونزلت على الارض بركبى وشوفت راجل وشه كله كان غرقان فى دمه لدرجه ان ملامحه مش باينه مع انى حسيت انى شوفت الوش ده قبل كده بس فين معرفش .. وحطيت ايدى على النبض بتاعه بس للاسف عرفت انه فارق الحياه فاتشهدت عليه واترحمت عليه وعلى روحه .. وقمت من الارض وجريت ولفيت على الباب التانى علشان اشوف اللى معاه وقعدت على ركبى فى الارض وعرفت انها واحده ست وكانت شايله بنت صغيرة كانت وخداها فى حضنها جامد وكانت عماله تعيط وتصرخ اوى .
فامديت ايدى واخدت البنت الصغيرة من حضنها وشيلتها على كتفى وحاولت اعدل وش الست اللى كانت شيلاها دى وفعلا عدلتها ولقيت فيها نفس بس للاسف اول ما عدلتها اتصدمت لما شوفتها وعرفت هى مين . حسين بكل حزن بص لاخوه وقال .. انطق يا صلاح مين ؟ هى ميييييين ؟
صلاح بكل حزن قال .. اتصدمت ولقيتها اختك نعمة اللى فتحت عنيها بشويش وبصتلى وهى بتطلع فى الروح وقالت .. صلااااااااااح اخويا الحمد لله انى شوفتك انت دلوقتى قبل ما اموت واقابل وجه رب كريم . البنت اللى معاك وانت شايلها دى بنتى.
خلى بالك من بنتى يا اخويا بنتى ملهاش ذنب فى اللى انا عملته زمان .. انا عارفه ان غلطت يوم ما هربت وسبت بيت ابويا وفضحتكم بس كان غصب عنى ساعتها .. انتم اللى اجبرتونى على كده ساعه ما فرضتوا عليا انى اتجوز صقر ابن عمى بالعافيه وهو اكبر منى وكمان مش بحبه . لكن بنتى ملهاش ذنب دى طفله صغيرة واوعوا تحاسبوها هى على غلطه امها .. اوعدنى يا اخويا اوعدنى انك تحافظ عليها وتخلى بالك منها زى ما خليت بالك منى وانا صغيره وحطها فى عنيك واعتبرها بنتك .
صلاح بكل حزن ودموع مغرقا وشه على منظر اخته وهى غرقانه فى دمها وبطلع فى الروح بص ليها بكل حنيه الاخ ونسى كل شىء هى عملته وقال .. نعمة .. اختى حبيبتى انتى هاتعيشى وهاتقومى بالسلامه وهاتربى بنتك وهاترجعى تعيشى معانا وفى وسطنا احنا كنا بندور عليكى فى كل مكان علشان نرجعك لينا تانى . بس للاسف نعمة بصعوبه نطقت وقالت اوعدنى يا صلاح تخلى بالك منها اوعدنى .
صلاح .. اوعدك يا قلب اخوكى ان بنتك هاتكون فى عيونى وهاخلى بالى منها وللاسف نعمة ابتسمت ابتسامه بسيطه اول لما سمعت كده وعيونها جت فى عيون اخوها وقابلت وجه رب كريم وماتت . صلاح .. نعمة نعمة قومى يا بنت امى وابوى .. نعمممممممة وفضل يصرخ باسمها .
وشويه قام وقف ومسح دموعه وهو شايل بنت اخته الصغيرة اللى كانت بتصرخ جامد فابصلها وحضنها أوى وفضل يعيط وحس بأيد حد على كتفه فارفع وشه وشاف عصام اخوه اللى كان جه وقرب من العربيه وسمع كل حاجه نعمة قالتها ولسه هايقرب عليها ويشوفها لاخر مرة بس للاسف ثوانى وكانت العربيه بتولع وحاولوا بسرعه انهم يبعدوا بالبنت الصغيرة وفى لحظه انفجرت العربيه باللى فيها .
بااااااك صلاح بكل اسى قال ... هى دى كل الحكايه يا حسين يا اخويا ومن اليوم ده واعتبرت بنت اختك نعمه هى بنتى وعمرى ما فرقت بينها وبين بنتى اللى من صلبى بالعكس بحبها اكتر كمان من بنتى لانها بنت اختى الوحيده اللى ربتها على ايديا من وهى لسه لحمه حمرا واختى اللى كلنا ظلمناها واتحرمنا منها وهى لسه فى عز شبابها بسبب العادات والتقاليد بتاعتنا اللى عمرها ما هاتتغير ابدا .
حسين بكل حزن قال .. مين هى يا صلاح بنت اختك مييييييين هى بنت الغاليه علشان اخدها فى حضنى واضمها فى صدرى ؟ صلاح لسه هاينطق ويقول مين هى بنت نعمه الا والباب اتفتح عليهم وحد دخل وده اللى صدمهم لا يكون سمع كلامهم . الشباب والبنات كانوا رجعوا من بره وكان صوتهم عالى اوى ودخلوا على جوه وكانت الحريم قاعده بتشرب الشاى مع الحاجه انعام وبيتكلموا واطمنوا لما شافوا الكل جه بالسلامه من بره وباين عليهم الفرحه والسعاده .
الحاجه انعام .. اهلا اهلا بالشباب شكلكم انبسطوا اوى وراجعين بتضحكوا كمان اهووو . هدى جريت على جدتها وحضنتها وقالت .. اه والله يا جدتى كانت خروجه حلوة اوى وكانت عوزاكم معانا . ملك .. يا سلام يا اختى واللى الزفت عدى عمله معانا فى بيت الرعب كان عجبك أوى ده حتى قطع شعرى خالص وبقيت عامله زى امنا الغولا يرضيكى كده يا انعام .
فاتن امها .. بت يا زفته احترمى نفسك وقولى يا جدتى عيب كده جدتك تزعل منك . ملك بضحك قربت من جدتها وقعدت على رجلها وقالت .. اطلعى انتى بس منها يا فاتن ما لكيش دعوة بيا انا ونعومتى حبيبتى مش كده يا نعومتى .. وقربت من راس جدتها وباستها والكل فضل يضحك عليها والشباب طلعوا على اوضهم والبنات كمان استاذنوا وطلعوا علشان يغيروا لبسهم قبل العشاء .
وفى فيلا سليم اللى كان قاعد فى اوضته ونايم على سريره بعد ما اطمن على جدته انها كويسه واخدت علاجها مضبوط ودادة فاطمه معاها فى الاوضه . راح على اوضته وبدا يفتكر كل كلمه عمه جبل قالهاله واد ايه امه وابوه حبوا بعض بس للاسف امه اتعذبت اكتر لما بعدت عن اهلها واتحرمت منهم علشان حبها لابوه . وافتكر كمان موتهم وموت اخته الصغيرة ومين اللى كان السبب فى كده . وبعد تفكير كبييييير قرر انه هاينتقم من العيله دى كلها نفر نفر لانهم كانوا السبب انه يتحرم من افضل شىء فى الكون وهو الاب والام . وفضل يفكر ويفكر لحد ما راح فى النووووم .
وفى اوضه المكتب صلاح وحسين كانوا اتفاجؤا بدخول ابوهم الحاج صفوان عليهم اللى استغرب بقعدتهم لوحدهم فترة طويله جوا المكتب فراح لهم علشان يعرف ايه سبب القاعده دى بالضبط . صلاح بكل خوف لايكون ابوه سمع اى شىء قال .. اهلا يا ابوى تعال اتفضل اقعد معانا .
الحاج صفوان بتعب .. ايه يا رجاله قاعدين لوحدكم ليه كل ده وفين اخوكم عصام مش قاعد معكم ليه . حسين .. ابدا يا ابوى عصام طلع ينام شويه وقال لما العيال يرجعوا من بره يبقى يصحى وينزل يتعشا معانا . صلاح .. وانا سمعت صوت العيال جه اهو هاروح ابلغ الحريم يجهزوا العشاء واطلع انا اصحى عصام من النوم بعد اذنك يا ابوى . بس فى الحقيقه كان عاوز يقوم بسرعه قبل ما ابوه يشوف الحزن الى كان فى عيونه لانه بيعرف يقرا اوى اللى فى العيون من حزن او فرح .
وفعلا زى ما صلاح توقع اول لما خرج من الاوضه الحاج صفوان قعد على الكرسى وبص لحسين ابنه وقال .. فى ايه يا حسين يا ولدى مالكم انتم الاتنين حزنانين كده ليه . حسين حاول يظهر الابتسامه على وشه علشان يخفى الحزن اللى جوه عيونه وجرح قلبه وقال .. ابدا يا ابوى مفيش حاجه خالص واحنا كلنا بخير .
الحاج صفوان .. لااا فيه يا حسين يا ولدى والرجاله بلغونى باللى حصل فى المصنع الصبح بين صلاح وعصام وانت دلوقتى هاتقولى فى ايه بينهم بالضبط وايه سبب الخناقه بتاعتهم دى . وبعدين صلاح ولدى وانا عارفه كويس زى ما عارفك انت كمان انت واخوك عصام . ولما يكون حزين بعرفه من عيونه وبشوف كسرة قلبه اللى شوفتهم دلوقتى اول لما دخلت عليكم .
حسين .. ابدا يا ابوى اطمن لان كل وما فيها ان عصام اتخانق مع عامل من العمال وزعق ليه اودام العمال كلهم وصلاح معجبهوش كده وقاله ان اى عامل من العمال دى كرامته من كرامه الحاج صفوان نفسه وعيب اننا نعاملهم كده دول مهما كان رجالتنا ومن زمان .
الحاج صفوان رفع حاجب ونزل حاجب وبنرفذه قال .. هو الواد عصام ده هايفضل طول عمره كده حمقى ودمه حامى مع انى كلمته كتير انه يحسن معاملته للرجاله وبرضه مفيش فايده ولازم انا اللى اكلمه ويسمع كلامى . حسين .. اهدى انت يا ابوى علشان خاطر صحتك وانا اللى هاكلمه واخليه يهدى شويه على العمال ويعاملهم كويس .
الحاج صفوان .. لا يا ولدى انا اللى هاقعد معاه بعد العشاء واتكلم معاه ويالا بينا دلوقتى على الوكل زمانهم مستنينا ناكل معاهم . وفعلا قام الحاج صفوان وقرب منه حسين وسنده وخرجوا من اوضه المكتب وراحوا على السفره اللى كانت مليانه بخيرات ربنا كلها . وبعد العشاء كلهم راحوا على اوضهم وفضلوا يحكوا شويه وبعدها ناموا على طول زى الفسيخه من الخروجه اللى خرجوها كلهم .
الا قصى اللى مكنش جايله نوم خالص وافتكر لحظه ما فرح اترمت فى حضنه من كتر خوفها ورعبها وساعتها حس احساس جمييييل اوى لاول مره يشعر بيه وهو قربها منه ودقات قلبها اللى كانت فى صدره وحاسس بيها واتمنى ان اللحظه دى متعديش ابدا ويفضلوا كده على طول بس للاسف انتهت اللحظة دى وفاق منها وبينه وبين نفسه قرر انه هايعترف لها بحبه وعشقه ده ليها مهما يكون رد فعلها لانه مش هايقدر يبعد ولا يخبى اكتر من كده . وشد الخداديه اللى كانت جمبه على السرير وخدها فى حضنه وراح فى النوم .
عدى حوالى اسبوع على الحال ده بين الشباب كلهم ومناغشات وهزار عدى دايما معاهم وخناقاته ومقالبه . وكمان قصى اللى كان بيحاول يناكف دايما من فرح على اد ما يقدر وآجل موضوع الاعتراف بحبه ده شويه وكان دايما يهزر مع البنات ويضحك ويلعب معاهم الا هى علشان يغظها وده اللى كان بينرفزها ويغظها منه .
وده برضه كان عكس حال فارس اللى كان دايما بيحاول يقرب ويعترف لسلمى عن مدى حبه ليها وهى مش حاسه خالص بيه . ومحاوله ملك برضه وقربها من فهد للفت انتباهه على العكس منه هو وعدى اللى كانوا عايشين حياتهم بالطول والعرض ومش حاسس بيها ولا بحبها ليه . اما باقى العيله وافرادها كانوا بيستعدوا لقدوم شهر رمضان المبارك .
الكل كان متجمع اودام شاشه التلفزيون وكانوا فى انتظار الاعلان عن رؤيه شهر رمضان الكريم .. والكل فرح جدا وبدؤا يهنوا بعض اول لما المفتى أعلن ان اليوم هو المتتمم لشهر شعبان وغدا هو اول ايام شهر رمضان . وبدؤا فى كل التجهيزات لاستقباله . وكل واحد راح لاتجاه معين .
قامت الحريم وبدأت على طول فى تجهيز السحور لاول ايام الشهر الكريم وراحوا على المطبخ . اما البنات كانت مع الشباب بيجهزوا زينه رمضان بالوان مختلفه وفوانيس كتير وبعد شويه بدؤا فى تعليق الزينه والانوار فى الجنينه كلها وفى اوضهم وتعليق فانوس كبيييير جدا فى مدخل القصر وتعليق زينه كمان عند السفره . الحاج صفوان خرج هو وابنه حسين وراحوا يهنوا بعض الاهل والجيران . وبعدها راح بنفسه وطلب من الجزار انه يجى من الصبح بدرى على القصر ويدبح عجل كبير ويفرقه على الناس كلها فى القريه . وعجل تانى لزوم الفطار لمائده الرحمن .
اما عصام وصلاح راحوا لبتاع الفراشه علشان يبدا يعمل الخيمه الكبيرة لزوم مائده الرحمن اللى متعودين يعملوها كل سنه فى الشهر الفضيل اودام باب القصر . وكمان راحوا للطباخ علشان يجهز نفسه ويجيب العمال بتوعه من بدرى على القصر .
أذان العشاء كان اذن والكل كان خلص اللى بيعمله وفى الاخر اتجمعوا كلهم فى المسجد للصلاه وصلاه اول يوم فى التراويح للشهر الفضيل مع جو جميل من الروحانيات والمشاعر الجميله .
وبعد صلاه التراويح اللى امتدت للساعه عشرة رجعوا على القصر كلهم واتجمعوا مع بعض فى جو هادى وجميل بيجمع كل افراد العيله من الجدووود لحد الاحفاد . لغايه ما جه ميعاد السحور واتجمعوا كلهم على سفره واحده بتجمع كل الاطعمه . من جبن وعسل وبيض وفول ومربى وزبادى وطماطم وخيار وفاكهه وعصاير . مع هزار وفكاهه وضحك عدى اللى بنشر وتوزع الفرحه وسط الكل. ما احلا ايامك يا رمضاااااااان ياللى بتجمع كل الاحباب يا شهر الكرم .
رواية قصة عشق الجزء الأول للكاتبة سحر فرج الفصل الخامس عشر
وبعد السحور قامت الحاجه انعام وخدت بعضها وخرجت بره فى الجنينه لانها حست بديق وخنقه وحزن ومن غير ما تقول لأى حد فيهم خرجت تتمشى فى الجنينه لحد ما رجلها ودتها لحد الاسطبل وفتحت الباب ودخلت لحد ما وصلت عند المكان الى موجوده فيه الفرسه نعمة والمهرة الصغيرة اللى اتولدت . وفضلت باصه عليهم وعلى حنيه وحب وخوف الفرسه نعمة لمهرتها الصغيرة . وفجاة دموعها نزلت بكل حرقه وحزن .
اول ما حست باحساس الفرسه وشافت المهرة وكانها فى حضن امها . عيطت كتييييير اوى بكل وجع وبدات تفتكر بنتها نعمة اللى اتحرمت منها من سنين طويله وكانت بنتها الوحيده . اد ايه كانت جميله وحنينه وطيبه . كانت الحاجه انعام بتعتبرها صاحبتها واختها وبنتها وكل شىء ليها فى الدنيا دى .. ومش مجرد ام وبنتها بس . عيونها غرقانه بالدموع فقربت من الفرسة نعمة وبدات تطبطب عليها وتقول ...
نعمة وحشتنى اوى اوى يا غالية وكان زمانها معانا دلوقتى فى يوم زى ده هى وعيالها وجوزها . بس العادات والتقاليد بتوعنا حرمتنى منها ومن ابتسامتها اللى مكنتش بتفارق وشها ابدا . كانت اكبر غلطه انهم غصبوا عليها انها تتجوز صقر ابن عمها وهى ملهاش كيف ليه لحد ما هربت . ياما قولتلك يا حاج سيبها براحتها ومتغصبش عليها الزمن اتغير ومعدش زى زمان اومال كنا بنعلمها ليه علشان فى الاخر تاخد واحد مش بيعرف يقرا حتى اسمه وتجوزها ليه لمجرد بس انه ابن عمها وهو احق بيها من الغريب بس انت السبب انها عملت كده وبعدت عننا .. انت السبب انت وعيالك الله يسامحكم .
وفضلوا وراها لحد ما اتسببوا فى موتها وحرمونى منها للابد وهى فى عز شابابها . اااااااااااااه يااا بنتى اااااااه يا نعمة ياللى حرقتى قلبى عليكى يا ضىء عيونى يا نعمة . وفضلت تعيط كتير لحد ما حست بأيد على كتفها واتفاجات بيها . صلاح بكل حنية بصلها وقال ... زى ما انا توقعت بالضبط زى كل سنه وبالذات اول سحور فى الشهر الكريم اجى والاقيكى هنا بتشتكى حالك وتكلمى الفرسه وكانها فهماكى لمجرد انك سمتيها على اسم نعمة اختى .
الحاج انعام مدت ايديها ومسحت عيونها ووشها من كتر العياط وبكل حزن قالت.. قلبى وجعنى اوى يا صلاح يا ولدى وعمرى ما قدرت انسى نعمة اختك ابدا ابدا وبالذات فى اليوم ده اما كنت انت وهى واخواتك وانتم صغيرين تفرحوا بهلة رمضان وتعلقوا الزينه والحاج صفوان يبعت مخصوص يجبلكم الفوانيس من مصر وتفرحوا بيها . عمرى ما نسيت يا صلاح لمتنا كلنا فى اول يوم رمضان ويوم العيد وضحكه اختك اللى كانت بتملى السراية كلها. اااااااااه يا بنتى اااااه . صلاح قلبه انكسر على حالة امه اللى قليل جدا لما يلاقيها بالمنظر ده .. فحضنها لصدره وقال ... ارجوكى يا امى ما تعمليش فى نفسك كده واطلبى ليها الرحمه وانها تسامحنا انا وابويا وعصام اللى اتسبب فى ...
الحاجه انعام فى وسط الحزن والوجع ده كله اللى كانت فيه خدت بالها من كلمه صلاح وهو بيقول عصام اتسبب فى ... فرفعت راسها لفوق وعيونها جت فى عيون صلاح وقالت .. عصام اتسبب فى ايه يا صلاح انطق . صلاح فاق من حزنه على حاله امه وحاول يصحح اللى قاله وقال .. ابدا يا حاجه مكنتش اقصد مفيش حاجه . الحاجه انعام .. لا فيه يا صلاح وانت قاصد كلمتك كويس اوى وقلبك فى كتير من سنين طويله اوى وانا حاسه وعارفه انكم مخبيين عنى حاجه انت واخوك وجه الوقت اللى تقولولى مخبين عنى ايه يا صلااااااااح انطق .
صلاح بتوتر .. وحياتك يا حاجه ما فى ... ولسه هايكمل كلامه الحاجه انعام قاطعت كلامه وقالت .. ما تحلفش بحياتى يا صلاح انا هاحلفك برحمه الغاليه الله يرحمها وانا عارفة انك عمرك ما هاتحلف بيها كدب .
صلاح بصوت عالى ... مفيش مفييييش مفيييييييييش انا جوايا ناااار يا امى جوايا ناااار وعمرها ما هاتنطفى ابدا وخد بعضه وخرج بره الاسطبل خالص وساب الحاجه انعام وهى فى حيرة كبيرة من كلام صلاح واحساسها دايما من سنين ان فى حاجه عيالها مخبينها عليها . فقررت انها تواجه عصام وهو هايقول لها على الحاجه اللى مخبينها عليها من سنين . وخدت بعضها ورجعت على السرايه وراحت على اوضتها واتوضت ونوت الصيام وفضلت تصلى وتدعى ربنا لحد ما الفجر اذن .
اما عند سليم فى الفيلا كان فيه حاجه غريبه حصلت وده اللى خلى دادة فاطمه تقوم من نومها بسرعه لما سمعت صوت جدة سليم وهى بتنادى عليها بصوت واطى جدا فقامت من نومها وراحت ناحيتها بسرعه وقالت ... خير يا حاجه محتاجه حاجه ؟
جدة سليم بكل تعب وبصوت واطى اوى قالت .. فاطمه .. خلى بالك من سليم يا فاطمه وحطيه فى عنيكى .. انا خلاص هاقابل وجه رب كريم وانا مطمنه عليه علشان انتى هاتكونى معاه وربتيه من وهو صغير زى ما ربيتى امه الله يرحمها وجيتى وعشتى معاها هنا بعد ما صالح ولدى اتجوزها . خلى بالك منه يا فاطمه .
فاطمه بعيون مليانه دموع .. ماتقوليش كده يا حاجه .. ان شاء الله هاتعيشى وتفرحى بيه وبعياله كمان .. انا هاقوم انده عليه بسرعه واخليه يتصل بالدكتور . وفعلا قامت داده فاطمه وجريت على اوضه سليم اللى كان نايم وفتحت الباب وقربت منه وبدات تصحيه . وقالت .. اصحى يا سليم يا ولدى اصحى .
سليم فتح عيونه وقال .. ايييه يا دادة بتصحينى ليه ؟ فاطمه .. الحقنى يا ولدى بسرعه جدتك تعبانه اوى واتصل على الدكتور يجى يشوفها .
سليم اول لما سمع كلام فاطمه قام بسرعه وجرى على اوضه جدته وقرب منها وقعد جنبها على السرير بس للاسف جدته كانت غمضت عيونها. سليم بكل خوف .. جدتى ..جدتى ردى عليا ..جدتتتتى . ومسك اديها علشان يشوف النبض وكان ضعيف جدا فاطلب من فاطمه انها تجيب الموبيل بسرعه من اوضته وفعلا فاطمه جابت الموبيل واتصل على الدكتور والدكتور قاله ينقلها بسرعه على المستشفى وهايبعت ليه عربيه اسعاف مجهزة فى اسرع وقت .
وفعلا بعد عشر دقايق العربيه كانت وصلت وطلعوا ونزلوا جده سليم فى حاله صعبه وخطيرة وركبوا عربيه الاسعاف وركب سليم عربيته بسرعه هو وداده فاطمه . وكان اتصل بعمه جبل اللى بلغه انه هايحصلهم على المستشفى على طول . وبعد ربع ساعه عربيه الاسعاف كانت وصلت اودام باب المستشفى وبسرعه دخلوا جده سليم على الطوارىء فورا والدكتور كان فى انتظارهم فادخلوا وقفلوا الباب وراهم وفضل سليم واقف اودام باب الاستقبال وهو فى حاله لا يرسى لها وشويه وعمه جبل كان وصل وحاول يخفف عنه وسأله عن اللى حصل بالضبط لمرات عمه .
ضوء النهار كان بدا يطلع والشمس بدات تعلن عن ظهورها وملت الجو بحرارتها ودفأها فى اول ايام شهر رمضان الكريم . وطبعا فى السرايه كان الكل بدا يصى علشان يجهزوا لاول ايام الصيام والجزار كان جه من بدرى والحاج صفوان وحسين وصلاح نزلوا معاه وراحوا يتابعوا الجزار فى الدبح ويفرقوا اللحمه على اهل القريه كلهم .
لكن عصام كان لسه فى اوضته ويادوبك كان صحى من نومه ودخل الحمام وخد دوش وبعدها لبس جلابيته وخرج من الاوضه فشاف باب اوضه والدته مفتوحه فادخل وشافها قاعده سرحانه وباين على وشها الحزن فاقرب منها وباس ايديها وقال .. صباح الخير يا حاجه وكل سنه وانتى طيبه ورمضان كريم . الحاجه انعام بحزن رفعت عيونها ليه وقالت وانت طيب يا ابوا قصى . عصام باستغراب قال .. خير يا حاجه حد مزعلك ولا ايه ؟ قوليلى وانا اموته .
الحاجه انعام بعيون مليانه دموع بصت لعصام وبكل حزن قالت .. ولو قولتلك ان انت اللى مزعلنى وواجع قلبى بقالك سنين هاتقول ايه يا ولدى ؟ عصام بأستغراب بص لامه وشاف عيونها اللى مليانه دموع وقال ... اناااااا .. ليه بتقولى كده يا حاجه انا زعلتك فى ايه بس .
الحاجه انعام .. قولى على الحاجه الى انت مخبيها عنى انت وصلاح اخوك بقالك سنين ومدرينها عنى انا وابوك .. قول وريح قلبى يا ولدى وطفى النار اللى مولعه فيه من سنين طويله . عصام بدا يتوتر ويخاف وظهر على وشه فقال .. وهانكون مخبين عنك ايه بس يا حاجه . الحاجه انعام قامت وقفت وبصت لعصام فى عيونه بكل غضب وبكل قوه و قالت .. قولى يا عصام قولى ايه الى عملتوه فى اختك وجوزها زمان انت مفكر انى صدقت انهم ماتوا فى حادثه زى ما قولتونا زمان ولا ايه .. قووووول يا عصااام قووول الحقيقه وريح قلب امك قووول يا ابن بطنى .
عصام انهار من كلام امه وقعد على الكرسى وحط ايده على وشه وقال .. ليه بس كده يا حاجه .. ليه بتقلبى فى الدفاتر القديمه ده انا مصدقت قفلت عليها من زمان وبحاول انسى اللى حصل فيها . انا عمرى ما نسيت منظر اختى وهى غرقانه فى دمها وخوفها منى وعمرى ما قدرت انسى نظرتها ليا وهى مفكرة انى السبب فى موتها هى وجوزها . الحاجه انعام بدات تعيط وقالت .. انت اللى موت اختك يا عصام .. انت اللى موت نعمة بنتى .
عصام .. احلفلك بايه انى معملتش فيها اى شىء ولا كنت السبب فى موتها والله العظيم يا حاجه انا هاحكيلك الحكايه كلها من الاول وانتى هاتعرفى انى مظلوم .. هاحكيلك علشان اريح نفسى واريح قلبى من اللى كتمته جوايا بقالى سنين طويله ومهما حلفت لصلاح اخويا انى برىء من دم نعمة مش قادر يصدقنى ابدا ابدا وعلى طول بيتهمنى بموت نعمة . انا هاقولك كل شىء وانتى هاتعرفى انى مليش ذنب فى موتها .
فاكرة لما نعمة هربت يوم جوزاها من صقر ابن عمى وكانت هاتفضحنا اودام البلد كلها . وعلشان ندارى الفضيحه دى قولنا انها تعبت جامد ونقلناها لمستشفى فى مصر وبعدها بيومين قولنا لاهل البلد انها ماتت هناك وجبنا جثه من المستشفى بتاع المركز مجهوله ودفعنا للتمرجى فلوس علشان يديها لينا وجبناها ودفناها اودام البلد كلها على اساس انها نعمة اختى . وقفلنا كل شكوك الناس ساعتها فى موتها المفاجىء ده .
وفضلت انا وصلاح وحسين ندور عليها فى كل حته وفى كل بلد ورجعنا المستشفى اللى كنتى محجوزة فيها ساعه عمليتك وقابلته اللى اسمه صالح ده هناك لا تكون هربت وراحت ليه بس للاسف ملقناش عنوانه فى المستشفى ولا حتى ليه ملف هناك من اصله. وفضلنا على الحال ده لاكتر من اربع سنين وبعدها بطلنا نلف وندور وانتى تعبتى ساعتها كذا سنه ورضيتى بامر الله . وحسين خد بعضه وسافر بلاد بره هو ومراته وعياله .
وبعد حوالى ست سنين وبظروفها جالى خبر من ناس اعرفهم انهم شافوا واحده تشبه نعمة اختى اوى فى بلد جنب بلدنا . وروحت انا بنفسى البلد دى وفضلت ادور والف عليها لحد ما فى يوم عرفت الفيلا بتاعه صالح ده وفضلت يومين قاعد ومتخفى عندها لحد ما فى يوم شوفت نعمة اختى وكنت مستغرب شكلها اللى اتغير شويه بس عرفتها على طول و اول لما شوفتها فرحت اوى واطمنت انها بخير وكان معاها عيل صغير شيلاه على اديها وفكرت انى اقرب منها واخدها فى حضنى بس رجعت فى كلامى لا هى تخاف منى وتفتكر انى هأذيها . ورجعت على السرايه هنا وسيبت واحد من رجالتنا يراقب الفيلا اللى هى فيها .
وكنت عاوز اقولكم ساعتها بس حبيت انى اروح لها هى الاول واتكلم معاها واطمنها وبعدها اقولكم لانى مكنتش عارف رد فعل الحاج صفوان هايكون ايه او صقر ابن عمى اللى هربت منه يوم جوازهم و اللى كان عارف كل شىء وحلف ساعتها انه اول لما يشوفها او يعرف مكانها انه هايقتلها . وفى تانى يوم وانا فى المصنع جالى تليفون من الراجل اللى كنت سايبه بيراقب المكان عندها ان فى شىء غريب بيحصل وانهم حسوا ان حد بيراقبهم مننا وفيه شنط كتير حطوها فى العرببه بتاعه جوزها وشكلهم هايهربوا تانى .
وكمان شاف صقر ابن عمى راكب عربيته وبيراقب المكان وشكله ميدلش على الخير ابدا وده اللى خوفنى على نعمة اكتر وقولت لازم اروح لها وانقذها من صقر لا يعمل اللى كان عاوز يعمله من زمان ويقتلها ويشرب من دمها . فطلبت منه انه يفضل اودام الفيلا ويراقبهم لحد ما انا اروحله ويخلى باله منهم وبالذات من صقر لايأذيهم قبل ما انا اوصل . وفعلا نزلت جرى من المصنع ومعايا راجل تانى من رجالتنا جه معايا حتى صلاح ساعتها شافنى وفكر ان فيه حاجه حصلت هنا فى السرايه وجه ورايا .
وحاولت اهرب منه واسرع العربيه وجالى تليفون وانا فى العربيه من الراجل اللى بيراقبهم انهم خرجوا من الفيلا بالعربيه بتاعه جوزها وصقر وراهم بعربيته وكان مخبى وشه بالكوفيه علشان محدش يعرفه وفضل ماشى وراهم بيراقبهم لحد ما طلعوا على الطريق السريع . فاسرعت بعربيتى شويه لحد ما وصلت للراجل بتاعنا وشوفت عربيه صقر بتقرب منهم جدا وطلبت منه انه يرجع هو وانا هاكمل مشى وراهم انا والراجل اللى معايا وامنع صقر انه يجى جنبهم او يأذيهم باى طريقه واعرف هما هايروحوا على فين بالضبط .
بس الظاهر انهم شافونى وشافوا صقر ونعمة عرفت انى براقبهم وماشى وراهم انا وابن عمها واتأكدت اننا عرفناها . ومكنتش تعرف للاسف انى عاوز احميها من صقر لايأذيها او يعمل فيها حاجه هى وجوزها . وبعد شويه جوزها سرع بالعربيه بتاعته وصقر كمان سرع زيه و قرب منهم اوى اوى وحاول يوقفهم ويخبط عربيته باى طريقه لكن للاسف كان القدر اسرع منى ومنه ومن شده السرعه صقر خبطهم بعربيته خبطه جامده جدا واتقلبت العربيه كذا مرة اودام عيونى لحد ما جت عربيه من الاتجاه التانى ودخلت فى عربيتى وعملنا حادثه كبيرة كلنا .
وما فوقتش غير لما وصل صلاح اخويا اللى كان ورانا بعربيته واطمن عليا ومكنش يعرف ان اخته نعمة فى عربيه من العربيات اللى عملت الحادثه . فراح يطمن على العربيات ويشوف الناس اللى فيها . وانا خرجت من عربيتى علشان اطمن على نعمة اختى وصقر كمان بس لمحت على بعد كام متر عربيه صقر وهو بيبعد ويهرب عن المكان بعربيته بعد ما اتاكد انهم استحاله من الحادثه دى انهم هايعيشوا وعرفت كمان انه بخير . واتصدمت اول لما شوفت العربيه اللى فيها نعمة اختى مقلوبه .
وشوفت صلاح اخويا وهو بيقرب من عربيه نعمة واتفاجأ انها موجوده جواها فقربت منهم وسمعت كل كلمه هى قالتها لصلاح لانى كنت واقف فى ضهره وعيونى جت فى عيونها بس الموت كان اسرع منى وماتت هى وجوزها وعمرى ما هانسى نظرتها ابدا ليا وهى بتموت لما حسيت انها بتلومنى على اللى حصل ده كله.. ومكنتش تعرف انى انا كنت خايف عليها و عاوز انقذها من صقر واللى كان ناوى يعمله فيها .
وجيت اقرب منها علشان اشوفها لقينا العربيه ولعت باللى فيها وبعدت انا وصلاح والبنت الصغيرة اللى كانت مع نعمة وكان صلاح شلها من حضن نعمة.. ونعمة قبل ما تموت وصت صلاح انه يخلى باله عليها وقالته انها بنتها وملهاش ذنب ابدا فى اللى هى عملته فينا. وطول السنين دى كلها بحاول اشرح لصلاح الحكايه دى كلها من الاول للاخر علشان بيلومنى دايما انى السبب فى موت اختى او انا اللى خبطهم واتسببت فى موتهم. وزى ما انتى عارفه صقر ابن عمى بعدها مات على طول لان ربنا يمهل ولا يهمل ومات موته افظع من اللى موتها لاختى نعمه .
الحاجه انعام كل ده وهى غرقانه فى دموعها وقلبها بيتقطع على بنتها واللى حصل فيها وفجاة ركزت فى كلام عصام وقالت . يعنى نعمة بنتى الله يرحمها كان عندها بنت طول السنين دى كلها وانا معرفش . مين هى ؟ مين هى يا ولدى... وفجاة مسكت قلبها وحست بسكاكين بتقطع فيه وفى صدرها ولسه هاتشاور لعصام بس للاسف وقعت على الارض وعصام جرى عليها وهو مرعوب على امه . اااااااااااااااامى . اااااامى . فوقى ابوس ايدك يا حاجه انعام . فوقى يا اااااماا .
رواية قصة عشق الجزء الأول للكاتبة سحر فرج الفصل السادس عشر
فوقى يا اااااماا . الكل جه بسرعه على صوت عصام العالى وهو بينده عليها ودخلوا الاوضه وشافوا الحاجه انعام مرميه على الارض وراسها بتنزف من الوقعه اللى وقعتها وعصام ملحقش يمد ايده ليها ويمسكها قبل ما تقع وتتخبط فى التربيزه اللى على الارض . جرى فارس وعدى وحاولوا يشلوها بسرعه والحريم من المنظر كانت بتصرخ وتعيط على حاله الحاجه انعام والبنات كمان . لحد ما دخل عليهم الحاج صفوان اللى طلع بسرعه على صوت صريخهم العالى وقال .. فى ايه حصل ايه حد حصله حاجه .
وقبل ما حد ينطق شاف الحاجه انعام على الارض وغرقانه فى دمها . فاجرى عليها وقعد على الارض وحاول يعرف ايه اللى حصل بالضبط بس محدش قدر يجاوبه . فاشخط في الحريم والبنات وامرهم انهم يخرجوا بسرعه من الاوضه وقرب فارس وعدى وشالوها وبسرعه نزلوا بيها على تحت وخرجوا من باب السرايه وركبوا العربيه والحاج صفوان هو وفاتن معاهم وراحوا على المستشفى فى حاله من الحزن . لكن عصام من الصدمه فضل مكانه متحركش خالص . صلاح وحسين كانوا فى الجنينه مع الجزار اللى كان بيجهز اللحمه بعد ما دبح العجول علشان يفرقوها على اهل اللبلد وعلشان مائده الرحمن اللى بيعملوها كل سنه اودام السرايه فى شهر رمضان.
فهد كان نزل بسرعه ليهم وبلغهم باللى حصل للحاجه انعام واتصدموا لما عرفوا اللى حصل وبسرعه كانوا ركبوا العربيه وفهد معاهم وراحوا ورا فارس اللى كان معاه عدى والحاجه انعام ومرات صلاح فى العربيه من ورا والحاج صفوان اودام جنب فارس وراحوا على المستشفى بمنتهى السرعه . البنات كانت نزلت لتحت بعد ما هما مشيوا وقعدوا مع سماح مرات حسين وكانوا خايفين جدا ومش مبطلين عياط على جدتهم وكانوا مستغربين من كل اللى حصل ومش عارفين بالضبط اللى اللى حصلها . لكن احلام سابتهم و راحت لجوزها عصام اللى كان لسه قاعد مكانه فوق ومش بيتحرك ولا عاوز يرد عليها .
احلام قربت منه وقعدت جنبه على الارض ومدت اديها على كتفه وقالت ... مالك يا ابوا قصى .. مالك يا اخويا .. ايه اللى حصل لده كله .. لو انت خايف على الحاجه انعام .. متخافش ان شاء الله هاتكون بخير وترجع وسطنا .. المهم انت فوق كده وانزل وروح لها واطمن بنفسك هى اكيد اغمى عليها ولا وقعت واتشنكلت فى اى حاجه متقلقش .
عصام فاق على صوت احلام وهى بتكلمه وبرق بعينه وفضل يدور على الحاجه انعام فى الاوضه وقال .. امى .. امى .. هى راحت فين ..وقام وقف على رجله ووقفت بسرعه احلام جنبه وقالت .. اطمن يا ابوا قصى . اطمن يا اخويا هما ودوها المستشفى علشان يطمنوا عليها .. ويوقفوا النزيف اللى فى راسها اللى غرق الدنيا كلها هنا على الارض لحد ما نزلوها لتحت فى العربيه وهى برضه بتنزف وشكل الخبطه جامده بس ان شاء الله هاتكون كويسه .
وبعد ما احلام خلصت كلام فجاه خرج عصام بمنتهى الذهول بسرعه من الاوضه ونزل على تحت وهو بيجرى .. والبنات اول لما شافوه نزل من فوق جريوا و حاولوا يقربوا منه ويسألوه عن اللى حصل لجدتهم .. بس للاسف هو كان اسرع منهم وخرج بره وركب عربيته وراح على المستشفى . سماح قربت من احلام وقالت ... خير يا احلام ايه اللى حصل عصام قالك حاجه على اللى حصل للحاجه انعام . احلام ...لا ابدا يا سماح منطقش باى كلمه وبعدين احنا مش هنفضل قاعدين هنا كده وما نعرفش ايه الى بيحصل معاهم هناك انا هاطلع البس بسرعه وتعاولوا نروح كلنا ونحصلهم على المستشفى ايه رايكم ونخلى رفاعى يودينا .
الكل فى نفس واحد اكيد طبعا وهانطلع ونلبس بسرعه . احلام طيب يلا بينا وانا هانده على رفاعى يجهز العربيه ونروح كلنا على المستشفى بس بسرعه منك ليها يالا انجزوا . وبالمرة هاتصل بابنى قصى وابلغه باللى حصل للحاجه انعام . وفعلا اتصلت بيه واتصدم اول لما عرف اللى حصل لجدته وقفل مع امه بعد ما قالها انه هايحصلهم على المستشفى. وفعلا طلعت البنات كلها وغيرت لبسها ولبسوا ونزلوا على تحت بسرعه ورفاعى كان فى انتظارهم وركبوا معاه العربيه الكبيرة وراحوا على المستشفى .
وفى المستشفى وبالتحديد اودام اوضه الطوارىء كان الدكتور طلع من عند جدة سليم وجرى عليه سليم وعمه جبل ودادة فاطمه . سليم بخوف وقلق على جدته قال ... خير يا دكتور طمنى على جدتى .
الدكتور .. الصراحه الحاجه تعبانه اوى المرة دى وانا حظرتك بعدم تعرضها لاى شىء يزعلها او يدايقها ودى كانت النتيجه .. الحاله حرجه وربنا يستر ولازم هاندخلها على العنايه لحد ما الحاله تستقر معانا وربنا يعديها على خير . سليم بحزن .. يعنى جدتى ممكن تموت هى كمان وتسيبنى زى ما الكل سابونى وماتوا . جبل .. بعد الشر عليها يا سليم يا ولدى ربنا هايشفيها ويطمنا عليها ان شاء الله ادعيلها وربنا قادر يرجعها زى الاول واحسن كمان .
داده فاطمه بحزن .. ما تقولش كده يا سليم يا ابنى باذن الله هاتبقى كويسه وتقوم بالسلامه . سليم .. يارب .. يارب .. دى هى الى فضلالى من كل اهلى والناس اللى بحبها .. ليه يارب كده .. ليه كل شويه بتحرمنى من أعز الناس ليا .. ليه يارب . جبل بصوت عالى .. جرى ايه يا سليم يا ولدى .. فال الله ولا فالك يا شيخ .. خلى ايمانك بربنا كبير وان شاء الله مرات عمى هاتقوم منها وترجع لينا وفى وسطينا ..اجمد كده علشان لما تفوق تلاقيك قاعد جنبها وتفرح بيك . سليم .. يارب يا عم جبل يارب .
الدكتور استاذن ومشى وسابهم ووقف سليم وجبل على جنب بعد ما طلبوا من دادة فاطمه انها تنزل تستريح فى الكافيتريا او ترجع على الفيلا لانها مهما كان كبيرة فى السن ومش قادرة على الوقفه معاهم الفترة دى كلها . وفضلوا واقفين بيدعوا ربنا بالشفاء العاجل ليها وانها تقوم بالسلامه .
اما تحت فى نفس المستشفى كان وصل فارس بسرعه بالعربيه ونزل منها وطلب حد يسعفه لان معاه حاله تعبانه اوى وبتنزف . وفى ثوانى المسعفين جم وخدوا الحاجه انعام على الترولى ودخلوا على الطوارىء على طول . وراح وراهم فارس وعدى والحاج صفوان وفاتن وهما مرعوبين عليها وفى منتهى الخوف والقلق . لحد ما المسعفين وصلوا لاوضه الطوارىء ودخلوا وقفلوا عليهم الباب .
وكان وصل وراهم على طول الحاج صفوان واحفاده ووقفوا اودام باب الطوارىء . وكل ده تحت انظار سليم وعمه جبل اللى كانوا واقفين فى نفس المكان و شافوا المسعفين وهما بيدخلوا حاله بتنزف فى دمها وجه وراهم راجل كبير فى السن وشابين معاه وواحده ست وباين عليهم الخوف والقلق .
جبل ... لا حول ولا قوة الا بالله .. دى الست الكبيرة غرقانه فى دمها خالص .. الله يكون فى عون اهلها اللى واقفين مرعوبين عليها دول .. وبيشاور على الحاج صفوان وفارس وعدى . سليم ... ربنا يقومها بالسلامه ده الظاهر عليه جوزها وعيالها . جبل .. لا ما اظنش انهم عيالها دول شكلهم صغير ان يكونوا عيالها ممكن يكونوا احفادها .. المهم ربنا يقومها بالسلامه ليهم .. لان شكلهم خايفين عليها اوى . المهم يا ولدى تعال ننزل نشرب قهوة تحت فى البوفيه لان دماغى هاتتفرتك من الصداع .
سليم .. انت ناسى ولا ايه يا عمى .. النهارده صيام واول يوم فى الشهر لكريم . جبل باستغراب ... ااااه تصدق نسيت يا ولدى من اللى حصل . سليم .. كل سنه وانت طيب يا عمى ورمضان كريم .. جدتى رغم انى قولتلها افطرى انتى علشان صحتك والعلاج الى انتى بتاخديه الا انها صممت انها تصوم زى كل سنه ومرديتش تفطر ابدا واتسحرت باليل .
جبل .. ربنا يتقبل منها ان شاء الله ويجعله فى ميزان حسناتها . كل ده والحاج صفوان كان واقف قلقان على الحاجه انعام هو وفارس وعدى وفاتن .. وفجاه جه وراهم صلاح وحسين وبعدهم عصام . وسألوا على امهم وعن حالتها وفارس بلغهم انها دخلت للطوارىء . صلاح .. هو حصل ايه بالضبط وكانت فين ومع مين ساعه ما حصل كده ليها ؟
الحاج صفوان .. العلم علمك يا ولدى . انا طلعت على صريخ الحريم ولقيتها على الارض غرقانه فى دمها وعصام قاعد جنبها . حسين بغضب .. حصل ايه لامك يا عصام انطق ؟ الحاج صفوان .. مش عاوز اسمع صوت حد فيكم غير لما نطمن عل الحاجه الاول . وفجاه جت احلام وسماح والبنات كلها وقصى كمان اللى قابلهم اودام باب المستشفى وبسرعه وطلعوا على فوق بعد ما سألوا الاستقبال عن الحاجه انعام .
قصى جرى على جده وقال .. خير يا جدى حاله جدتى ايه ومالها وايه اللى فيها طمنى ابوس ايدك . الحاج صفوان .. اطمن يا قصى يا ولدى جدتك قويه وهاتقوم بالسلامه وترجع لينا باذن الله . وبص للحريم والبنات وقال .. انتم ايه الى جابكم لوحدكم ومين سمح ليكم تيجوا .
سماح .. يا عمى احنا جينا مع رفاعى وبعدين كنا خايفين على مرات عمى وعاوزين نطمن عليها. احلام .. ايوا يا عمى كنا عاوزين نيجى نطمن على الحاجه انعام والبنات كمان مش مبطلين عياط عليها وخايفين اوى .
سليم كان واقف على بعد كام متر وانتبه لصوتهم كلهم وركز شويه وافتكر انه شاف البنات دى قبل كده بس فين مش فاكر . وفجاه ركز شويه وافتكر ان دول نفس البنات اللى خبطهم بالعربيه يوم وفاه جده الحاج على الجبلاوى .
البنات كلها كانت واقفه وعماله تعيط على جدتهم وفجاه هدى بترفع عنيها وبتمسح وشها من العياط اتفأجات بوجود سليم اللى واقف بعيد عنهم شويه وركزت اوى فيه وافتكرته على طول وقربت من سلمى وفرح وقالت.. الحقوا يا بنات من واقف هناك اهو . سلمى .. ده وقته يعنى يا هدى .. مين يعنى الى هايكون واقف احنا فى ايه ولا ايه بس . هدى .. ده نفس الراجل اللى خبط فرح وملك بالعربيه وسابنا فى المستشفى لوحدنا ومشى من غير حتى ما الدكتور يطلع ويطمن عليكم .
فرح انتبهت للكلام وعيونها جت على سليم وعمه جبل وقالت .. مين فيهم الشاب ولا الراجل الكبير وتقصد جبل . وقبل ما هدى وسلمى يردوا كان فى واحد واقف جنبهم وعرف كل حاجه . وللاسف كل ده كان قصى سامع الحوار بتاع هدى من الاول وعرف ان الشخص اللى خبطهم قبل كده بالعربيه وهرب وسابهم لوحدهم واقف على بعد كام متر منهم ونسى اللى هما فيه ونسى جدته اللى جوه فى الطوارىء وبكل غضب وعيون كلها غضب ! قال للبنات ... مين هو يا هدى؟ هدى اتفاجأت بقصى وانه سمع كلامها وقالت .. هو مين ؟ انت بتتكلم على مين يا قصى ؟
قصى بصوت عالى .. انطقى يا هدى مين هو اللى كان خبط فرح وملك بالعربيه وسابكم فى المستشفى وهرب علشان ما يتحملش مسؤليه اللى هو عمله . الكل اتفاجاه بكلام قصى وبدؤا يسالوا هو فيه ايه بالضبط وجرى ايه . قصى قبل ما يرد سابهم كلهم وبكل غضب راح ناحيه سليم وعمه جبل وقرب منهم وقال .. مين فيكم الى كان خبط البنات بالعربيه .
سليم بكل جراءة نطق وقال انا اللى خبطهم بالعربيه بس ... وقبل ما يكمل كلامه قصى ما ادهوش فرصه انه يسمعه ومسكه من لياقه قميصه وزنقه فى الحيطه وضربه بالبوكس فى وشه . الكل جرى عليهم وحاولوا يحشوهم عن بعض وشدوا قصى وجبل شد سليم الى يا عينى اتفاجاء بتصرف قصى ده . اصواتهم عليت جدا اودام اوضه الطوارىء وجه الامن بسرعه على صوتهم وطلبوا منهم انهم يسكتوا خالص الا واذا ينزلوهم تحت لانهم فى مستشفى .
باب الطوارىء اتفتح والدكتور خرج بسرعه وقال .. مين هنا تبع الحاجه انعام .
الحاج صفوان وعيالها كلهم والاحفاد نطقوا وقالوا احنا . الدكتور .. قال يا جماعه احنا محتاحين دم بسرعه الحاجه نزفت كتير جدا وفصيله دمها مش متوفره عندنا حاليا ولازم يتنقل لها دم فورا . صلاح وحسين وعصام والشباب كلها قربوا وقالوا احنا مستعدين نتبرع لها هى فصيلتها ايه .. والدكتور بلغهم بنوع الفصيله وللاسف ولا واحد منهم نفس فصيله دمها لان فصيله دمها نادرة جدا .
حتى الحريم والبنات معندهمش نفس الفصيله . الكل كان واقف حيران ومش عارفين يتصرفوا ازاى ولا يعملوا ايه فى الكارثه دى . قصى .. طيب يا دكتور قولى على الفصيله وانا بسرعه اروح أجبها من اى بنك دم او حتى اطلبها تيجى من اى مستشفى من القاهرة بالطيارة . الدكتور بلغ قصى بالفصيله وقبل ما قصى يتحرك من مكانه . كل ده كان اودام عيون سليم وعمه وجبل .
فجاه سليم نطق وقال .. انا مستعد اتبرع للحاجه بدمى انا نفس فصيله دمها ومهما كان دى زى جدتى بالضبط . الكل اتفاجاه بكلام سليم ده واول واحد نطق كان الدكتور اللى طلب من سليم انه يروح معاه على اوضه الطوارىء علشان يتبرع للحاجه انعام بدمه . الكل اتفاجاه بسليم واللى قاله واتحرجوا من اللى عمله قصى فيه قبل لحظات وفضلوا يبصوا لبعض .
الحاج صفوان قرب من جبل وقال ... احنا اسفين يا ولدى على اللى حصل من قصى حفيدى .. وانا بعتذرلك بالنيابة عنه .. وفى نفس الوقت بشكرك جدا على اللى عمله ابنك معانا دلوقتى . جبل ... ما تقلش كده يا حاج .. ده اقل شىء يعمله اى راجل فى حاجه زى كده .. وبعدين سليم ابن اخويا وبعتبره زى ولدى بالضبط ويعرف فى الاصول كويس اوى .
صلاح .. ربنا يخليه ليكم شكله ابن ناس ومحترم ويعرف فى الاصول فعلا كويس .. وحقكم علينا قصى ابن اخويا دمه حامى شويه واكيد ما يقصدش اللى حصل . اكيد فيه سوء تفاهم احنا منعرفهوش .
جبل .. الصراحه اليوم الى سليم خبط فيه البنات ده .. احنا اتصلنا عليه وبلغناه ان جده تعبان اوى .. وجده ده فى مقام ابوه بالضبط وهو اللى مربيه بعد موت ابوه وامه الله يرحمهم علشان كده نزل من المستشفى قبل ما يطمن على البنات ولا حتى يقولهم سبب نزوله ويعتذر ليهم وللاسف عقبال ما وصل للفيلا كان عمى مات الله يرحمه وملحقش سليم يشوفه للاسف . الحاج صفوان .. الله يرحمه بس شكل لهجتكم كده قريبه لينا ومن نفس محافظتنا اكيد .
جبل رد عليه وقال .. احنا فعلا من نفس المحافظه اللى فيها المستشفى دى وبلغه باسم النجع بتاعهم او قريتهم والحاج صفوان سمع عنها قبل كده . جبل مد ايده وقال ... انا جبل وابن عم المرحوم ابو سليم الله يرحمه اتشرفت بحضرتك يا حاج .
الحاج صفوان .. اهلا بيك يا ولدى وبالاستاذ سليم ربنا يباركلكم فيه وفى شهامته ورجولته . وشاور على صلاح وحسين وعصام وقاله دول ولادى الرجاله ودول احفادى . واللى تعبانه جوه فى الطوارى الحاجه ام صلاح .. واللى زمان سليم اتبرع لها بدمه ربنا يحفظه ويباركله . ومهما قولت واتشكرتكم مش هاعرف اوافيكم حقكم كويس . جبل .. ما تقولش كده يا حاج انت زى ابويا الله يرحمه بالضبط وده اقل شىء يعمله اى راجل صعيدى يعرف فى الاصول كويس .
وبعد شويه وفجاه باب الاوضه اتفتح وخرج الدكتور وبلغهم ان الحاجه انعام الحمد لله بقت كويسه وهاتتنقل على اوضه خاصه بيها . وخرج وراه سليم وهو بيعدل كم القميص بعد ما خدوا الدم الى هما عاوزينه للحاجه انعام .
قرب الحاج صفوان منهم وشكر الدكتور ومد ايده لسليم وضمه لصدره بس فى اللحظه دى ( حس بإحساس غريب اوى لما ضمه لصدره ) فاشكره وقال .. الف شكر ليك يا ولدى على اللى عملته للحاجه و مش عارف هاقدر ارد جميلك ده ازاى .. ومرة تانيه بعتذر على اللى عمله قصى حفيدى حقك عليا يا ولدى متزعلش منه . سليم خد نفس وقال ... متشكرنيش يا حاج ده اقل شىء اى حد ممكن يعمله وهى زى جدتى بالضبط اللى نايمه جوا بين الحياه والموت .. ومش زعلان ولا حاجه من قصى ومن حقه يخاف على اخواته وحصل خير .
الحاج صفوان .. تعيش يا ولدى و الف بعد الشر عليها وربنا يشفيها ويقومها بالسلامه باذن الله وترجع معاكم على خير .
سليم بابتسامه بسيطه رد عليه وقال .. بأذن الله يا حاج . وبدا صلاح وحسين وعصام يشكروه على موقفه ده تجاه الحاجه انعام . وقرب قصى واتأسف ليه عن اللى عمله معاه وسليم قبل اعتذاره ده .
وبعد خمس دقايق خرجوا الحاجه انعام لاوضه خاصه وطلب منهم الدكتور عدم الدوشه حواليها والازعاج وبلغهم ان بعد حوالى ساعتين ممكن تخرج من المستشفى وترجع على القصر فالكل فرح للخبر ده و راحوا وراها بهدوء ودخلوا وشافوها واطمنوا عليها وهى كانت فايقه وشيفاهم كلهم بس عيونها كانت حزينه جدا وده اللى كان الحاج صفوان شايفه فى عيونها ولانه عارفها كويس علشان هى عشره عمرة. وحس ان فى شىء غريب حصل معاها ووصلها للى هى فيه ده .
فالكل قرب منها واحد واحد واطمن عليها وبالذات عصام اللى قعد جنبها وبص ليها وقال .. الف بعد الشر عليكى يا امى .. شدى حيلك كده علشان ترجعى معانا وتنورينا فى القصر على طول .. وحقك عليا انا السبب فى اللى انتى وصلتيله ده بس كان غصب عنى يا امى ووطى على ايديها وباسها . الكل استغرب لكلام عصام للحاجه انعام وبدؤا يبصوا لبعض بعلامات استفهام كتيرة .
فنطق صلاح ووجه الكلام للشباب وقال ... معتش ليكم لازمه هنا كلكم خدوا البنات وامشوا من هنا وارجعوا على السرايه . ومتنسوش اننا صايمين .. ارجعوا بدالنا واقفوا مع الجزارين زمانهم خلصوا الدبح من زمان والطباخ زمانه شغال وجهزوا لمائده الرحمن والفطور بتاع اهل البلد زى كل سنه لحد ما نرجع ليكم ونجيب الحاجه معانا .
اما جدة سليم كانوا دخلوها العنايه لان حالتها كانت تعبانه وده اللى كان مزعل سليم اللى فضل واقف اودام اوضه العنايه ومرديش ابدا يتحرك من مكانه . وفضل معاه عمه جبل وبنته ضحى اللى كانت جت ووقفت معاهم بعد ما سالت الدكتور عن حاله الحاجه جدة سليم بالضبط .
الكل كان صايم فى اول ايام الشهر الكريم ومحدش حس بالوقت ابدا وان المغرب خلاص فاضل عليه اقل من ساعتين . فاطلب منهم الحاج صفوان تانى انهم يرجعوا على القصر ويسمعوا كلام صلاح وبالذات الحريم والبنات ووجه كلامه لقصى والشباب انهم يقفوا وقفه رجاله وايد واحده فى غيابهم وبص لعدى وفهد وقال سامعين يا رجاله ولا لا سيبكم من الهزار والكلام الفارغ بتاعكم ده واسمعوا كلمه قصى لحد ما نرجع على السرايه ويمشوا الموضوع وكأن الحاج صفوان وعمامهم موجودين بالضبط . وفعلا طلب قصى منهم انهم ينزلوا على تحت ويرجعوا عل السرايه زى ما أمر جده صفوان .
كل ده والحاجه انعام نايمه فى سريرها ومفتحه عيونها بكل حزن بس للاسف فى دنيا غير الدنيا ومحدش كان حاسس ابدا بالوجع والالم الى كان بيقطع فى قلبها لما عرفت حقيقه موت بنتها الوحيده .