logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
  22-01-2022 12:46 صباحاً   [22]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثالث والعشرون

بمنزل رامي المالكي...
زفرت بضيق وهتفت: ما خلاص بقى يا رامي مكنش بوز دا، ياسيدي قولتلك انا غلطانة، حقك عليا.
رمقها بغضب، ثم حول بصره للجهة الاخرى، سمعها تزفر للمرة الخمسين وتتمتم بكلام غير مفهوم، اقتربت منه، ثم وضعت قبلة رقيقة على احدى وجنيته وهي تهتف بخفوت
: قلبك ابيض بقى، انا مش فاهمة لدرجادي اللي عملته يزعلك مني، وتمتنع عن الاكل؟

تجمدت انفاسه بسبب قبلتها، ضربات قلبه ستكسر صدره من قوة نبضها، تمالك نفسه بصعوبة وهتف بخشونة: انتي شايفة يعني اللي انتي عملتيه مكنش يصح في حقي وحقك، تقفي وتبجحي وتقولي لا مش مراته، انتي مستعرة انك تبقي مراتي يا شهد؟
قالها بأستنكار شديد وهو يشير بيده على نفسه.
هتفت سريعا وباندفاع وهي توضح وجهة نظرها: لا والله انا خوفت بس سامي يكون فاهم غل...

قاطعها وهو يمسك مرفقها بقوة، ويجز على اسنانه وقال: سامي، ماله سي زفت، قوليلي بقى في ايه بينك وبينه.
حاولت ابعاده وهي تهتف بعدم فهم: اه، اوع يارامي، هايكون في ايه...
هتف رامي بغضب وهو يمني نفسه بأجابة تهدئ من بركان الغيظ داخله: امال ليه قعدتي تقولي انك مش مراتي؟ ليييه اتوترتي انه يعرف؟ ليييييييه انطقي.
هتفت شهد بألم: اه رامي ايدك بتوجعني، اوعى بقى.

نفضها بعيدا عنه بقوة وهتف بعدما أيقن انها لن تنطق بما يبرد ناره: بعدنا اهو، اتفضلي اطلعي برا، مش طايق اشوف حد قدامي.

حركت يديها بسرعة على مكان الالم تدعكه بقوة، ثم تقدمت منه وهي تمسك يديه وتطبع قبلة رقيقة في كفه وهتفت بنعومة: على فكرة بقى انت زعلك عندي بالدنيا كلها، انا كنت بصالح ابويا كدا وانا صغيرة، وبدام صالحتك كدا، يبقى انت غلاوتك كبيرة اوي في قلبي دي حاجة، اما الحاجة التانية وهي سامي، انا بس لاقيت الخبر انتشر بسرعة خفت علشان كدا قولت لا مش مراته، واديك شوفت نظرات البنات ليا بعد ما عرفوا اني مراتك، خافوا مني وانا مكنتش عاوزة كدا.

تعجب من قدرتها على تطويعه وتحويله لحمل وديع بين يديها بثانية وبالثانية التي تليها تماما تثير زوابع وعواصف غضبه و هتف بصوت عالي: ما الدنيا كلها تعرف انك مراتي وعلى ذمتي، عاوزاني اقف في الشباك دا واغنيها بصوت عالي، شهددددد مرررراتي، انا اللي بقولهالك قولي لكل الناس انك مراتي.
ابتسمت برقة وهتفت بمزاح: طب ولما تفضح الدنيا، اتجوز ازاي بعد ما تطلقني..

رمقها بصدمة وذهول ثم اقترب منها بسرعة شديدة واقتصر المسافات البسيطة بينهم، وهتف امام شفتيها ونظره معلق بهم: اياكي وكلمة الطلاق، هاقتلك قبل ما تكوني على ذمة حد غيري، خلاص انتي اتكبتي ليا، بقيتي على اسمي وهاتفضلي على اسمي، لاخر نفس فيا...

امسك راسهااا بيديه واطبق شفتيه على شفتيها وقبلها بقوة لم يعرف قبلته كانت بسبب اشتياقه لها، ام عقابا على ما تفوهت بيه، زدات ضربات قلبها في بادئ الامر من هجومه المفاجئ لها واعصاره بشفتيها ولكن مع تحول قبلاته القوية الى قبلات ناعمة هادئة، هدئت هي بين يديه وذابت في بحور عشقه لها، مدت يديها بعفوية تتمسك بمقدمة تيشرته، في هذه اللحظة ومع هدوئها بين يديه، تجرأ اكثر وحرك يديه تحيط بها تجذبها اكثر نحوه، وباليد الاخرى تبعث بازرار منامتها، الان حبيبته بين يديه ولاول مرة لم تمتنع عنه، الان لم يعد يتذكر من هو وماذا يفعل ولا حتى وعوده التي قطعها مع نفسه، ولا وعوده مع اميرة، اميرة!، بدات اجراس الخطر تدق بعقله بقوة، ابتعد عنها ببطئ يتفحصها بهدوء، بداية من عيناها المغلقة بقوة، وشفتيها المتورمة، وشعرها المبعثر، وتورد وجنيتها، طبع قبلة اخرى خفيفة سريعة على ثغرها وهتف بهمس: شهد...

استمرت في اغلاق عينها بقوة لشدة خجلها، داعب وجنيتها بلطف وهو يهتف بهمس: شهد افتحي عيونك.
فتحت عينيها بخجل، لمح تلك اللمعة الغريبة في عيانها، ابتسم، ما ان رأت ابتسامته اخفضت بصرها تهرب من نظراته لها، فمد يده يغلق ازرار منامتها ببطئ شديد وهي تتابع يداه المتنقلة بحرية على جسدها، ثم رفعهم يعيد ترتيب شعرها المبعثر، ابتلع ريقه بصعوبة يحاول كبح رغباته، ثم اردف بنفس همسه: شهد ارفعي عينك بتنزليها ليه...

رفعت بصرها بسرعة وهي تهتف برقة: رامي انت، ، ليه بتعمل معايا كدا.
اطلق تنهيدة قوية، لعلها تريح صدره: مش عارف، كل اللي اعرفه اني بتجنن لما سامي بيجيب اسمك، شهد كلامه ليا انهاردا بيوحيلي انكوا ما بينكوا حاجة.
قطبت مابين حاجبيها وهتفت بعدم فهم: يعني ايه بينا حاجة.
زفر بضيق وهتف: يعني قالي انك بتحبيه، وقالي سيبنا ومتدخلش بينا وتفرق بينا.

اتسعت عيناها بصدمة: انا!، انا بحبه، لا طبعا استحالة سامي يقول كدا، استحاااالة..
لوى فمه بتهكم: اه يعني انا بكدب وبحور، معلش اسف ياستي.
زمت شفتيها بضيق: يووووه يا رامي، انا اقصد انك فهمته غلط، اكيد فهمته غلط، اصل هو هايقول كدا بناءا على ايه، انا بعامله كاخ وبس...
ثم تابعت بابتسامة: علشان خاطري عدي اللي حصل انهاردة انا مبحبش بوزك دا بيقفلني والله من الحياة.

اخذ نفس طويل ثم هتف: خلاص يا شهد، عاوزني افك قولي لاي حد يقابلك في المصنع انك مراتي اوك.
شهد: يعني يا رامي دا اللي هايريحك، حاضر بكرة هاقف في المصنع وامسك ميكرفون واقول انا مرررات رامي.

جذبها لاحضانه وربت على ظهرها بحنان هاتفا بخفوت: بطلي تريقة، قولي للكل كدا اصل واقسم بالله اقول انا ومنزلكيش المصنع تاني، انا عادي اعملها وياريت اعملها ياشهد هاارتاح، بلاش تثيري غيرتي يا شهد علشان واقسم بالله هاتشوفي وش عمرك ما شوفتيه.
اؤمات براسها دليلا على موافقتها: حاضر يا رامي هاعملك اللي انت عاوزو.
ثم رفعت بصرها وتابعت: ممكن تقوم تاكل بقى.

بالحارة.
تجمع الناس بالحارة يراقبون نزول جثة سميحة وهي محملة على ناقلة الاسعاف مغطاة بملاءة بيضاء، وحسني مكبل يداه بكلابشات الشرطة ينظر لسيارة الشرطة بخوف، بينما وقفت سلمى تبكي بصوت عالي وتهتف بحرقة: اه ياماماااااااااا، اوعى سيبني عاوزة اروحلها، خديني معاكي يا ماماااا.
حاوطها زكريا جيدا وهو يمسكها بقوة وينقل بصره بين سلمى الصارخة وجثة سميحة، فهتف بهدوء: اهدي يا سلمى، لاحول ولا قوة الا بالله.

هتفت جارة لهم: اهدي ياحبييتي حرام تصرخي كدا، كدا هي بتتعذب.
مصمصت جارة اخرى لهم: ياعيني يابنتي، ان لله وان اليه راجعون.
جاءت عيناهاا باعين حسني، رمقته بكره شديد وصاحت: حسبي الله ونعم الوكيل فيك، انت قتلتها، انت اللي خدتها مني، طول عمرك شيطان، منك لله، منك لله.

بينما اكتفى حسني بإرسال شرارات الغضب لها ولمن حوله، غادرت سيارة الاسعاف بجثة سميحة مع محاولة سلمى اللحاق بها وهي تبكي بشكل يدمي القلوب، ولكن كانت يدي زكريا اقوى منها تمنعها من ان تخطو خطوة باتجاهها.
وغادرت ايضا سيارة الشرطة، وانفض الناس من حولهم، فاقتربت مديحة متصنعة البكاء: يالا يابني خلينا نطلع.
نفضت سلمى يدي زكريا بغضب بعيدا عنها: اوعى سيبني عاوزة اروح ورا امي.

هتفت مديحة بتهكم: تروحي وراها فين دي ماتت.
رمقتها سلمى بحقد دفين: تلاقيكي مبسوطة فيا صح.
رفعت حاجبيها ببرود: انا هاتبسط ليه ياختي، شوف مراتك يا زكريا وعقلها.
زكريا: خلاص ياما سلمى تعبانه، عديهاااا.
ثم تابع كلامه لسلمى: يالا نطلع ياسلمى، امك زمانها في المشرحة، والدنيا ليل خلينا للصبح والصبح يبقا يحلها ربنا.
هتفت بغضب اكبر: بقولك اوعى سيبني، عاوزاة اروح معاها..

زفر بضيق: يابنت الحلال استهدي بالله، لو روحنا هانعمل ايه، بكرة الصبح نبقى نروح...
تخلصت من قبضته القوية وتحركت بخطوات متعثرة واعين زائغة وهي تهتف بنبرة شبه ضائعة: لا انا هاروحلها، حبيبتي سابتني ومشيت قالتلي انها هتاخدني معاها، سابتني لييييه...
جذبها من مرفقها وهو يهتف بعصبية: بس بقا كفاية فضايح احنا في الشارع، يالا بينا على فوق.

ومع محاولاتها للتخلص منه، وتمسكه الشديد بها، وقعت فاقدة للوعي، مد زكريا يديه بسرعة تلحقها من اصدامها بالارض، وهو ينظر لها بخوف ويهتف بقلق: سلمى، سلممى...

بمنزل كريم...
هتف كريم بابتسامة عريضة على وجهه: ها بقى ياستي ايه اللي مزعلك انهاردا ومخليكي تايهة كدا.
قطبت ما بين حاجبيها مردفة: طب وليه الابتسامة العريضة اللي على وشك دي..
كريم: دي علشان انا فرحان وسعيد، ان كل يوم بكلمك وبحكي معاكي، وعرفنا بعض اكتر، وبقينا قريبين من بعض، وحبك اللي في قلبي زاد اكتر واكتر واكتر...

هتفت ليلى بحزن: بجد انت طيب اوي يا كريم، انا اوقات بحس اني مستهلكش، انت حاجة كبيرة اوي اوي بالنسبالي...
داعب انفها بيديه وهتف بمزاح: متضحكيش عليا وتثبتيني، مالك بجد ماكلتيش حلو و عيونك فيها كلام كتير.
ليلى: انهاردا وانا قاعدة مع عمو جمال سالته ايه اكتر حاجة ممكن تكرهني بسببها، رد عليا وقالي الكدب، طب ولو هو عرف ان احنا كدبنا عليه في موضوعي هايكرهني؟ طب ممكن يكرهك بسببي؟

كريم: يكرهني او يكرهك ليه، احنا كدبنا في ايه، احنا مجرد خبينا حاجة بس عليه، ودا مش علشان خايف منه بالعكس دا علشان انتي تتعاملي معاه براحتك، وبعدين ياستي هو ايه اللي هايعرفه حاجة زي دي، الحاجة دي هاتفضل بيني وبينك وبس، وارجوكي بقا يا ليلى بطلي خوف بقى وارمي ورا ضهرك علشان خاطري.
هزت رأسها وهتفت بخفوت: حاضر يا كريم هاحاول انسى.

ثم نظرت امامها وهتفت في نفسها: الدنيا مش راضية تسيبنا في حالنا ياكريم وحاسة اننا هانفترق قريب، ام زكريا مش هاتسيبني في حالي، بس اوعدك اني هافضل اعافر علشان نفضل مع بعض..

بمنزل رامي.
تنقلت على جانبيها يمينا ويسارا ثم نهضت وفتحت نور الاباجورة وزفرت بضيق وهتفت بصوت هادي: رامي انا قلبي واجعني مش عارفة ليه...
استدار نصف استدارة وهتف بقلق: قلبك وجعك ازاي مش فاهم.
وضعت يديها فوق قلبها وهي تهتف بحزن: مش عارفة والله، قلبي واجعني اوي، حاسة بحاجة حصلت لماما او سلمى.
ثم نظرت له وهي تهتف بقلق: او ممكن ليلى.

اعتدل في نومته ثم هتف مطمئنا اياها: متخافيش هما كلهم كويسين بس انتي تلايقكي مش عارفة تنامي كويس.
شهد: رامي ما تتكلم معايا في اي حاجة خليني اعرف انام.
رامي: امممم، نتكلم في ايه مثلا.
فكرت لوهلة ان تنطق باسم اميرة، زوجته التي لم يذكر اسمها ولو مرة واحدة امامها، هتفت بتلعثم: عن اميرة مراتك...
رامي: اميرة!، اشمعنا.
شهد: علشان انت مجبتش ولا مرة اسمها قدامي، ليه بقى؟!

تصنع الامبالاة: عادي على فكرة، مش لازم اجيب اسمها قدامك، هي في قلبي على طول.
لم تعرف لماذا انتابها شعور بالغضب عقب ذكره لها انها في قلبه على طول، تغاضت بسرعة عن شعورها وهتفت: ايوا بس اللي اعرفه ان اللي بيحب حد بيجيب سيرته على طول.
رامي: مش شرط على فكرة عادي، كل واحد وشخصيته.
ساد الصمت في الغرفة بعد جملته، ولكنها قاطعت الصمت كالعادة بثرثرتها المعتادة: طب قولي انتوا عرفتوا بعض ازاي.

زفر بحنق واردف: يخربيت فضولك هايموتك، ياستي اميرة كانت زميلتي في شغلي في الشركة وبس.
اقتربت منه بحماس وهي تهتف بفضول: يعني ايه وبس، احكي انتوا كنتوا بتحبوا بعض وانتوا بتشتغلوا مع بعض؟
هز راسه بنفي: لأ، عادي هي كانت زميلتي وكانت مقربة مني، بس امي تقريبا كانت بتزن يوميا عليا اتجوز ففكرت فيها هي محترمة وفي حالها، اتقدمت ليها واتجوزنا وبس.

شهد: وبس!، وبس ايه يا رامي، بس كدا الحكاية خلصت امال فين الحب بقى وكدا والمغامرات.
ضربها بخفة على رأسها: ماهي الروايات لحست دماغك، عادي مش شرط اتنين متجوزين يبقو بيحبوا بعض وبيعشقوا بعض، عادي ممكن يكون حب عشرة...
نظر لها وجدها تنظر له بتركيز، فهتف بتلعثم: بس انا كنت بحبها، عادي يعني.
هتفت بمزاح: الحمد لله، مقولتش وبس.

ابتسم على مزاحها ولكنها سألته: طب انت مفيش مرة عشت قصة حب، وسهرت الليل تحب فيها وفي ملامحها، وتوحشك ونفسك تشوفها، جاوب بصراحة...

تنهد بقوة وهتف بعبوس: اممممم حبيت وعشقت وسهرت الليل افكر فيها، وكنت بصحى الصبح على امل اشوفها واتامل ملامحها، واروي شوقي ليها، حبيتها لدرجة الجنون، حبيتها لدرجة ان رسمتها كتير، مع ان مشوفتهاش الا مرة واحدة وبس، خطفت قلبي بنظراتها البريئة، خطفته ومبقتش قادر ارجعه تاني، حبيتها لدرجة ان كل يوم بكتب اسمها في نوتة صغيرة، واشوف حبي خلص ليها والا لأ، والاقيني بشتري نوتات كتير وبكتب اسمها كتير وبسرح فيها.

ارتسمت ابتسامة جميلة على ثغرها وهي تتأمله بشرود واخذت تمني نفسها ان كل هذا الكلام من اجلها وانها حبيبته التي خطفت قلبه وهتفت تنشد ان يرد بما يطمئنها ويقولها انها هي مالكة قلبه: الله!، ايه الكلام الحلو دا، طب ايه مش اتجوزتها ليه، وتعوض اللي عشته في بعدها معاها.
هز راسه بنفي: مينفعش، في سد بيني وبينها.

زائغت شهد بخيبة امل وانفطر قلبها وهو يرد ماحيا امل ان تكون هي المعنية بهذا العشق الجارف وسألت بتوهان: هي السبب في السد دا، والا انت؟
اشار على نفسه مردفا: انا السبب، انا اللي وعدت، انا اللي متزفت ومش قادر اخد خطوة في حياتي، علشان وعد وعدته زمان، خايف تروح من ايدي، مش هاستحمل بجد.
رمقته بغضب وهتفت: هي لسى موجودة!

اؤمئ وهو يرجع رأسه للخلف ويغلق عيناه وهتف: قريبة مني اوي، قريبة مني لدرجة ان مش قادر اطلعها من قلبي، ولا اطلعها من حياتي.
جزت على اسنانها وهي تهتف لنفسها بخوف: يالهوي مين دي اللي قريبة منه اوي، يالهوي لتكون هايدي، لا قلبي هايقف، معقولة، لا لا لا، يعني ايه، دا انا قلبي بدأ يحبك يا رامي، كدا رامي بح، كان عنده حق سامي لما قال انه بيعاملني كاخته.

نظرت له وجدته مازال مغلق عيناه بقوة، هتفت مرة اخرى لنفسها ولكن بصوت عالي: اخته وبيبوسني.
فتح عيناه بسرعة وهتف بتساؤل: نعم؟!
ارتبكت بشدة وهي تسب نفسها على ما تفوهت بيه، ثم هتفت باندفاع: مفيش، مفيش نام نام.
جذب مرفقها بسرعة وجعلها تستدير له: بوسة ايه مش فاهم، مين بيبوسك.

لوت شفتيها بسخرية مريرة على تحطم امالها الوليدة: هو في حد غيرك بيعمل كدا، تصبح على خير، وبكرة تشوف حل للزفتة اللي في اوضتي هي اخدت راحتها ولا ايه.

بمنزل زكريا...
جلست بصدمة وهي تهتف: ايه حامل ازاي.
هتف بفرحة: ايه اللي ازاي ياما، سلمى حامل ياما والله دا كلام الدكتور.
مديحة: يمكن غلط وهو بيكشف يا واد، وتكون غيبوبة السكر.
هز راسه بنفي وهتف بسعادة: لا ما الدكتور اخد منها عينة دم ونزلت روحت المعمل اللي على اول الحارة والبت اللي هناك اكدتلي انها حامل.
ثم تابع بقلق: بس الدكتور قالي ابدأ اروحله علشان يتابع معاها علشان السكر وكدا، ربنا يستر بقى.

اقترب منها بسرعة وجلس بجانبها واحتضنها: انا فرحان اوي ياما الحمد لله ربنا كرمنا، شكل الشيخ مدكور دا شيخ بجد، الحمد لله يارب، انا فرحان ربنا عوضني بسلمى وبالنونو، هاتبقي جدة يا مديحة...
في ظل سعادته وثرثاته عن مدى فرحه بحمل سلمى، كانت هي شاردة في فشل مخططاتها، بدأ كل شئ ينهار بحمل سلمى، كان بداخلها نيران الحقد والكره تتصاعد، استفاقت على يد زكريا وهو ينبهها: ياماااا، سرحانة في ايه.

مديحة: مش حاجة، مراتك عرفت؟
زكريا: لا، هاقولها بكرا لما تصحى، اخدت مهدأ، اكيد هاتفرح ان ربنا عوضها عن موت امها، المهم هاقوم اشوفها كويسة والا لأ...
تابعته ببصرها وهو يدلف لغرفته مغلقا الباب خلفه، هتفت بغضب: اه يا نااااري، حسني اتسجن ومطلعتش منه بحاجة، وادي السنيورة حملت وانا كدا فشلت لا والله ابدا، مش هاتفلتي من ايدي يا سلمى وهاترتمي في الشارع زيك زي شهد وليلى وبفضيحة كمان.



look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
  22-01-2022 12:47 صباحاً   [23]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الرابع والعشرون

بمنزل زكريا.
جلس بجانب والدته بوجهه العابس: صباح الخير ياما.
صباح النور ياحبيبي، ليه مبوز كدا.
حك رأسه بقوة وهو يهتف بألم: منمتش ياما، سلمى طول الليل كوابيس، مش عارف ايه دا.
هتفت بحزن مصطنع: علشان ياعيني امها ماتت، وابوها القاتل، صعبة بردوا يا زكريا.
اؤمئ بحزن واردف: كلامك صح فعلا ياما، بقى عم حسني يقتل ام سلمى كدا بالساهل وعلشان ايه..
هتفت باندفاع: علشان الفلوس.

قطب مابين حاجبيه مردفا وهتف بتساؤل: الا من حق ايه اللي وادكي عندهم ياما في الوقت دا، وايه اللي عرفك انه علشان الفلوس.
نظرت له بارتباك وهتفت بتلعثم: . ها، اصل اااا، اصل انا روحت اشتكيله كامن الواد اللي عنده خمني في ميزان اللحمة، فروحت اشتيكله واقعد معاهم شوية، لقيت الباب موارب وبيضربها بالسكينة انا جسمي انتفض ياخويا ومحستش بنفسي غير وانا بصرخ، وكان بيقولها يا حرامية فين فلوسي.

اندفعت نحوها سلمى بغضب وهتفت بصراخ: انا امي مش حرامية، فاهمة والا لأ، انا امي اشرف منك ومن عشرة زيك.
شهقت مديحة بصدمة واردفت: بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا امتى دول.
امسكها زكريا بقوة وهتف مهادئا اياها: اهدي يا سلمى امي مش قصدها حاجة، هي بتحكي اللي حصل وبس.

سرعان ما تدراكت الامر وهتفت ببكاء مصطنع استكمالا لمخطاطتها الشريرة: والله يابنتي انا امك صعبت عليا اوي مكنتش تستاهل كل دا، دي كانت طيبة وانا كنت فاهمها غلط، متزعليش مني اعتبريني امك يابنتي.
رمقتها بشك، بينما هتف زكريا: ربنا يخليكي لينا ياما، والله امي طيبة يا سلمى...
ثم امال على اذن سلمى يهتف بهمس شديد: هي طيبة اه، بس اوقات بيجلها هفوات كدا، متركزيش معاها.

داهمها ذلك الدوار مجددا تمسكت سريعا بزكريا، وهتفت بنبرة ثقيلة: اه الحقني.

جلس بخوف وهو يتابع وكيل النيابة بعينيه المرتبكة، حتى قطع الصمت...
وكيل النيابة: اسمك وسنك وعنوانك.
جف حلقه من الارتباك، الان اصبح مدرك انه قتلها، الان بدأ مستقبله يتحدد امامه ويرى حبل المنشقة يلتف حول عنقه بقوة، ارتعد في جلسته ووزع نظره بين وكيل النيابة والشخص المسؤول عن المحضر بخوف، حتى هتف وكيل النيابة بحدة: ما تخلص قول اسمك وسنك وعنوانك...

هتف حسني بارتباك: انا اسمي حسني عبد الرحيم على حميدة وسني ٥٥ سنة وعنواني شارع...
س: المجني عليها سميحة كارم متولي تقربلك ايه؟!.
ابتلع ريقه بصعوبة واردف: مراتي يابيه..
س: قتلتها ليه؟!
توتر في جلسته وتذكر زميله في الزنزانة وهو يملي عليه ما يقوله: اي حاجة يقولك عليها قول معرفش معملتش مقتلتش اوع تعترف...
هتف باندفاع: انا مقتلتهاش يابيه...

ابتسم وكيل النيابة واردف: اه انت حافظ مش فاهم، بص من الاخر كدا انت ممسوك متلبس، بصماتك على اداة الجريمة، الجيران كلها اعترفت عليك، ومهما تقول معرفش مقتلتش مسيرك هاتعترف بردوا، انطق بقى بالذوق، قتلتها ليه؟!.

هتف حسني وعينيه تطلق شرارت من الغضب الممزوج بالحقد: قتلتها لانها تستحق الموت، دي حرامية يابيه سرقت مني مية الف جنيه بتوعي خبتهم بعيد عني، مرضتيش تقولي فين وكانت عاوزة تهرب مني، الشيطان سيطر عليا يابيه، محستش الا وانا بضربها، هو مش من حقي اموتها يابيه، دي سرقت فلوسي يا ناس تعبي وشقايا، فين القانون اللي هايجبلي حقي يا بيه.
اردف المحقق بهدوء: اهدا كدا وقولي فلوس ايه وسرقتهم ازاي...

بمصنع المالكي...
شهد استني هو انا مش بكلمك.
استدرات تهتف بضيق واضح على ملامحها: يا استاذ سامي، بجد مش عاوزه احرجك بس انا مش عاوزة مشاكل مع رامي ولا يتقال عليا كلام وحش.
قطب ما بين حاجبيه مردفا: مين يقدر يتكلم عليكي، دي هي واحدة وانا عارف مين زقها عليكي.
هتفت بفضول: مين؟!
هتف بنبرة خبيثة: هايدي.
هتفت شهد بعدم تصديق: نعم!، هايدي ليه تعمل كدا؟!
ثم استطردت مستفهمة: هي مش هايدي دي بنت عمك متهايلي؟!

اؤمئ براسه وهتف: اه بنت عمي، بس بردوا يا شهد انا مع الحق، وهي غلطت لما زقت شيماء عليكي، بس هي عندها مبرر.
شهد: مبرر انها تسوء سمعتي؟!، وياترى ايه هو؟!
هتف بمكر: اصل بتحب رامي جدا، ورامي كان بيحبها فحست انك ممكن تخطفيه منها.
رفعت حاجبيها ببرود وهتفت: هو رامي كان بيحب اميرة ولا بيحب هايدي، ما ترسى على بر.

تلعثم في رده وقال: لا اقصد هو كان بيحب اميرة، كان فعل ماضي، لكن هايدي هي المستقبل انتي مبتشوفيش نظراتهم لبعض، دا انا قولت انك قفشتي الموضوع.
هتفت ببرود عكس ما بداخلها وما تشعر به من نيران الغيرة التي تهنش في قلبها: لا مقفشتش، ربنا يهني سعيد بسعيدة عن اذنك.
تركته وهو يبتسم بمكر: كنت غلط من الاول لما قولت انه بيحب اميرة، انا كدا ماشي صح.

بمنزل زكريا...
هتف زكريا بنبرة حنونة وهو يمد كوب اللبن لسلمى: اشربي يا سلمى، لازم تتغذي كويس.
اردفت ببكاء حاد: لا مش عاوزة حاجة، انا عاوزة اروح لامي، ربنا ياخدني واروحلها.
هتف سريعا بغضب بسيط: بعد الشر عليكي يا سلمى، ليه بتقولي كدا وتسيبني لمين، طب مش عاوزة تشوفي النونو اللي جاي في السكة دا.

قطبت ما بين حاجبيها ونظرت له باستفهام، بينما هو اؤمى بقوة وهتف بسعادة: اه انتي حامل يا قلبي، في بطنك في نونو جميل.
هتفت بصوت مرتجف للغاية: ايه؟!، انا حامل، لا مش عاوزاه، مش عاوزاه.
ربت زكريا على يديها بحنان وهتف: ليه يا قلبي، دا حتى دي نعمة والله، انا مبسوط انك حامل...
قاطع حديثه دخول مديحة وهي تحمل صينية الطعام وعلى وجهها ابتسامة مصطنعة: اتفضلي الاكل يا سلمى.

ابتسم زكريا بسعادة: تسلم ايدك ياماا، شفتي ياسلمى امي حاسة بيكي ازاي.
وضعت مديحة الصينية امامهم وهتفت بهدوء: يابني العمر بيروح في ثانية، واديك شوفت موت ام شهد...
لكزها زكريا بخفة هاتفا بتحذير: في ايه ياما، ما تراعي كلامك.
مديحة: يعني اقصد يابنتي انا كنت غلطانة في حقك، سامحيني كلي يالا واشربي اللبن، ومن هنا و رايح انا مش هازعلك ابدا وانتي هاتشوفي دا بعنيكي.

تركتهم مديحة وعلى ثغرها ابتسامة خبيثة، بينما كانت سلمى تنظر في اثرها بخفوت وتهتف في سرها: ياترى مجهزالي ايه يا مديحة، شكلك ناوية على موتي.
استفاقت على هزات زكريا لها وهو يقول: سلمى هي اختك شهد فين؟
هتفت باعين دامعة وصوت حزين: عند خالتي.
زكريا: طب ما تقوليلي عنوانهم اروح وابلغها لازم تعرف.
سلمى: مش عارفة عنوانها ولا حتى اعرف رقم تليفونهم، حتى رقم تليفون شهد كان مسجل على تليفوني وهو كسرهولي.

زم زكريا شفتيه بضيق: طيب انا هاحاول اتصرف واوصل لعنوانهم، اسال اي حد من الحارة على رقم شهد لعل وعسى يكون حد معاه.
ثم استطرد قائلا: سلمى انا مش عاوزك تخافي مني، انا والله ما ارضا ازعلك تاني او اضايقك، اللي حصل ما بينا فات ومات وندفنه كمان، انا مبسوط بابنا اللي جاي دا.

بالمصنع...
دلفت الى مكتب هايدي وهتفت بضيق: عاوزكي.
رفعت بصرها ترمقها بسخرية: مين انا، خير يا، ، سوري نسيت اسمك.
امالت على المكتب وهي تستند براحتيها على سطحه الزجاجي وهتفت ببرود: اولا يا حلوة اسمي شهد، انا مش سهل حد ينساني، ثانيا ياحلوة طلعيني دماغك الحلوة دي، علشان انا لو حطيتك في دماغي هاتزعلي مني.

ارجعت ظهرها للخلف ووضعت ساق على اخرى وهتفت بتهكم: وانا هاحطك في دماغي ليه ان شاء الله تعنيني في ايه، انتي حيالله واحدة بتشتغلي عند رامي.
اغتاظت كثيرا لتعمد هايدي اهانتها، جزت على اسنانها تحاول كبح تلك الانفعالات التي تتصاعد بداخلها وهتفت ببرود بعكس ما بداخلها: لا انتي حطاني في دماغك وانا متاكدة من كدا، انا مش مجرد شغاله عند رامي، انا بنت خالته ومراته.

هتفت بتهكم: مراته!، لا اكدبي كدبة غيرها، ما خلاص عرفنا انه قال كدا علشان الفضيحة وانتي اعترفتي بلسانك دا لسامي وقولتي لا مش مراته.
جلست على طرف المكتب وهي تهتف بمكر: امممم قولت كدا فعلا بس لما روحت رامي بهدلني اني انكرت، وقالي امشي بكرة في المصنع وقولي بعلو صوتك انا مرات رامي، لو مش مصدقاني روحي واساليه، ولو مش مصدقاني بردوا ارقعي دماغك الحلوة دي في اتخن حيطة في المصنع، باي يا هايتشي.

خرجت من الغرفة برأس مرفوعة، ثم اكملت سيرها لغرفة رامي، بينما كانت هايدي تستشيط غضبا من شهد، فضغطت على زر الاستعلامات بغضب وهتفت: ابعتلي شيماء ضروري.
وضعت سماعة الهاتف بقوة وهتفت بنبرة كفيفح الافاعي: واقسم بالله لالبسك تهمة معتبرة يا زفتة.

بينما كانت هايدى تضع في رأسها خطط لايقاع بشهد، كانت شهد تقف على اعتاب غرفة رامي بتوتر وتهتف لنفسها بتشجيع: مش تخافي يا شهد ادخلي وقوليله الكلمتين لازم تنهي بقى المهزلة دي.
طرقت باب الغرفة عدة مرات ودخلت، رأته يجلس منكبا على الاوراق يتابعها بتركيز، دلفت واغلقت الباب خلفها، رفع بصره وما ان رأها حتى اتسعت ابتسامته وهتف: ايه دا شهد الحياة بنفسها عندي.

تحركت نحوه وهتفت بهدوء: هو انت مش هاتقولي بقا عرفت الاسم دا منين.
خلع نظارته الطبية وهتف بمكر: عرفته يجي من ٨ سنين يوم ما شوفتك.
رفعت احد حاجبيها وهتفت بتعجب: هو انت شفتني قبل ما اجيلكوا.
اؤمي لها وهتف بخفوت: شفتك واتكلمت معاكي كمان...

فتحت فمها حتى تهتف ولكن قاطعها بوضع اصابعه على فمها ويهتف بهمس: روحت لمامتك ازورها بناءا على رغبة ماما، خبطت فيكي على السلم، وكلمتيني قولتلي ابقى فتح بقى، وسبتيني ومشيتي، طلعت لمامتك وسالتها عليكي وحكتلي عنك وقالتلي ان بابكي الله يرحمه كان دايما بيقولك شهد الحياة، حقيقي الاسم عجبني اوي وعلق معايا.
شهد: امال لما شوفتني عملت نفسك كانك مش عارفني ليه؟

هتف بمرح وبغمزة خفيفة من عينيه: لزوم الشغل، لا اقصد كنت عاوز اعرف انتي فاكرني ولا لأ، بس طلعت ذاكرتك في اللالا لاند.
ضحكت بخفوت وهتفت: اه انا عندي الذاكرة عندي بعافية شوية..
رامي: طب كنتي جاية ليه، كنتي جاية علشان كدا.
هزت راسها بنفي واردفت: لا مش علشان كدا، بس بص يا رامي انا عارفة اني غلطانة اني بفتح الكلام دا هنا في المصنع بس حقيقي مش قادرة اسكت و انا دلوقتي متشجعة.

قطب مابين حاجبيه وهتف: كلام ايه مش فاهم قولي...
اخذت نفس طويل وهتفت: بص يا رامي انا عرفت مين هي البنت اللي انت حكتلي عنها امبارح واللي بينك وبينها الف سد، وعرفت ايه هو السد كمان، وانا استحالة اسمح لنفسي ان اكون عائق بين اتنين بحبو بعض، فالو سمحت طلقني وروح اتجوزها وكدا يبقى السد اتهد.
قالت جملتها الاخيرة بنبرة مهزوزة ضعيفة، فهتف رامي: هي مين دي اللي هاطلقك علشانها وسد ايه.

هتفت سريعا وباندفاع: هايدي، انا عرفت انك بتحبها وهي بتحبك، والحمد لله نور بصيرتي، وعرفت ان انا السد اللي بينكوا، فانا بقولك طلقني واتجوزها، اتجوز اللي عشت ليالي تتعذب في حبها، متحاولش تنكر علشان خاطري انا مش زعلانة.
ضحك بكل صوته وهتف: انا وهايدي، طب ازاي مين الحمار اللي قالك كدا، انا عمري ما حبيت هايدي ولا فكرت فيها اصلا.
هتفت بنبرة منفعلة: كداب سامي صاحبك قالي كدا.

احتدت عيناه بغضب: سامي تاني، هو انا مش قولت مية مرة بلاش سامي يا شهد.
هتفت بعصبية واعين دامعة: انت بتزعقلي ليه، هو اللي نادني وكلمني وقالي ان مقفش في طريقكوا وانك بتحبها.

مد يديه ومسح تلك الدموع المتساقطة من عينها وهتف: طب انتي عاوزة ايه اكتر من اني اقولك اني عمري ما حبتيها وسامي كداب، او يمكن يقصد ان هي بتحبني مش عارف هو نيته كانت ايه، بس مش هي دي يا شهد اللي قولتلك عليها، اللي قولتلك عليها قريبة مني اوي بس عندها تخلف مبتفهمش.
هتفت بنبرة يتخللها السعادة حاولت اخفائها: يعني هايدي مش حبيبتك، احسن اصل لسه عاملة مصيبة وخفت منك.

حاوط خصرها بيديه وهتف بهدوء: امممم عملتي ايه قولي؟!.
هزت كتفيها بالامبالاة وهتفت: معملتش والله، سامي قالي انها السبب في اللي حكته شيماء وانها عملت كدا بدافع الحب، فقومت اضايقت مش مبرر تسوء سمعتي علشان بتحبك، اتعصبت وروحتلها وضايقتها وقولتلها اني مراتك.
داعب وجينتها باصابعه: طب فين بقى الغلط في كدا، تخافي مني ليه...

شهد: علشان قولتلها اني مراتك يعني وضايقتها، انا اتخيلت انك تزعل مني علشان رخمت عليها.
هز راسه بنفي وهتف بحب: لا انا ازعل من اي حد يزعلك انتي.
ابتسمت بسعادة، ولكنها سرعان ما تلاشت ابتسامتها وهتفت: قصدك ايه انك تزعل من اي حد يزعلني.
ابتعد عنها وهو يعود لعمله ويتصنع الامبالاة: مش قصدي حاجة، روحي يالا شوفي شغلك يا هانم.

صمتت قليلا وبقت تراقبه بتركيز حتى زفرت بخفوت من غموضه وتحركت صوب الباب ولكنها توقف واستدرات تهتف بتساؤل: رامي بما انك مش راضي تقولي مين حبيبتك، قولي اول حرف من اسمها ايه.
ساد الصمت بالغرفة بعد سؤالها المفاجئ، حتى قطعه رامي بقوله: اول حرف من اسمها ش.
شهد: ش؟!
اؤمئ وهو يمسك سماعة اله‍اتف ويطلب رقما: اه ويالا بقى ورايا شغل.

خرجت من الغرفة، وهي تقف بصدمة وتهتف لنفسها: ش، قصده ايه ب شين دي، معقولة تكون ش شهد مش معقولة ليه، نهار اسود يعني اللي بحس بيه طلع صح رامي بيحني، اه قلبي مش قادرة، رامي بيحبني ش شهد، ش شهد...
وضعت يديها على قلبها تهتف بسعادة: اه اهدا اهدا، يالهوي قلبي هاينط من مكانه، قلبي وعقلي، هاتموتني يا رامي.

بينما كانت هي في سعادتها، كان هو يتنفس بسرعة داخل مكتبه لاعترافه البسيط بنطق اول حرف لاسمها، زدات ضربات قلبه وهتف لنفسه: مش هاتسكتي الا لما اصرخ بعلو صوتي واقولك بحبك علشان اخلص من غبائك..
تنهد بنفاذ صبر وامسك الهاتف مجددا وضغط على رقم هاتفا بقوة: ايوة يابني ابعتلي البنت اللي اسمها شيماء دي، اه اه هي، بتعمل ايه عند انسه هايدي، طب اقفل.

اغلق الهاتف واردف: اه دا كلام شهد صح بقى، ماشي لو صح انتو الاتنين هاتكونوا برا...
تحرك صوب الخارج وهو ينوي على معاقبة من يمس بها بسو، وصل امام غرفتها امسك المقبض اكتشف ان باب الغرفة مفتوح قليلا ابتسم بمكر لحسن حظه وفي نفس الوقت سوء حظهم، اقترب اكثر واستمع...
شيماء: مش انا قولتلك يا مس هايدي هي مراته فعلا، حرقته وهو بيتكلم اكدت كدا.

هتفت هايدي بحقد: والله لاوديها في ستين داهية، بقولك ايه خدي السلسلة الصغيرة دي وقولي انك عملتي جمعية واشتريتها، ووريها للكل، وبعد بكرة حطيها في شنطتها وبعد كدا صوتي وقولي انها اتسرقت وسيبي الباقي عليا...
قاطعهم دخول رامي المفاجئ وهو يرمقهم بغضب وهو يهتف بحدة: لا الباقي عليا انا...
تطلعت اليه هايدي بصدمة شديدة وهتفت بتلعثم: رامي...

وقف بثقة وهو يضع كفيه في جيوبه ويرمقها باستنكار: اه رامي اللي كنتي عاوزة تسجني مراته وتتهميها زور..
توترت وتنقلت ببصرها بين رامي وشيماء حتى هتفت بارتباك: رامي انااا، انت فهمت غلط انا مكنتش ياعن...

اشار اليها ان تصمت موجها حديثه لشيماء الواقفة توزع نظرها بين هايدي ورامي بخوف قائلا بحدة خفيفة: انا اول مرة اديتك فرصة علشان تاكلي عيش، لكن المرادي لا مفيش فرص، روحي الحسابات يالا خدي بقية فلوسك ومع السلامة...

اؤمات دون التحدث وخرجت تحت انظار رامي الغاضبة، وما ان خرجت حول بصره نحو هايدي فشعرت بان عينه ترسل لها اسهم محملة بشعلة من النار ويرسلها لجسدها بقوة تحرقها، المها نظراته تلك، فبكت مستعطفة اياه: رامي والله غصب عني، انا اسفة، انا عملت كدا علشان بحبك وهي هتاخدك مني، عملت كدا علشان ادافع عن حبي ليك.

هتف بعصبية مفرطة: انهي حب دا يا محترمة اللي بتتكلمي عنه، امتى حسيتي بالحب دا، انا مفيش مرة اتعديت حدودي معاكي، مفتكرش اصلا مرة هزرت معاكي، وبعدين انهي حب دا اللي يخليكي تأذي حد، دا مش حب دا تملك، وانا ابعد ما يكون حد يمتلكني، ولمعلوماتك بس شهد فعلا مراتي، وانا بحذرك يا هايدي لاخر مرة اياكي ثم اياكي تفكري تيجي جنبها بس، ولو سمحتي لمي متعلقاتك وكل حاجة ليكي وياريت متجيش المصنع ولا حتى تدي دروس لحمزة مستغني عن خدماتك، انا هاحترم انك قريبة صاحبي ومش هاخد ضدك اي اجراءات.

خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة، بينما هي جلست تبكي على تحطم امالها واحلامها، بقراراته تلك لقد قطع كل الطرق للوصول اليه...

تحرك في مكتبه ذهابا وايابا بغضب، اليوم سوف ينهي كل شئ ممكن ان يعوق علاقته بمحبوبته، دلف سامي للغرفة
في ايه يا رامي، هايدي بتعيط وبتقول انك طردتها من الشغل.
هتف ببرود: غلطت وجت على اقرب حد ليا ومفكراني اني هاعديها، اخدت جزائها ومشيت، في حاجة.
عقد حاجبيه وهتف: في ايه يا رامي مالك بتكلمني كدا ليه؟!

اقترب منه رامي ووقف امامه بثقة مردفا بحدة خفيفة: انت عاوز ايه من شهد يا سامي، مالك في ايه بتلعب عن الناحتين ليه، شوية تقولها اني بحب هايدي، وشوية تقولي انها بتحبك، في ايه مالك يا صاحبي، ليه بتعمل كدا، ليه اتغيرت وبقيت تتصرف تصرفات غريبة، انا سايبك بمزاجي يا سامي، سايبك تخبط هنا وهناك براحتك، بس انا حقيقي وصلت لمرحلة مبقتش عارف ولا اديلك عذر، ولو حتى عارف اني اقول معلش استحمل دا صاحبك الوحيد، عاوز ايه من شهد يا سامي...



look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
  22-01-2022 12:47 صباحاً   [24]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس والعشرون

عقد حاجبيه وهتف: في ايه يا رامي مالك بتكلمني كدا ليه؟!

اقترب منه رامي ووقف امامه بثقة مردفا بحدة خفيفة: انت عاوز ايه من شهد يا سامي، مالك في ايه بتلعب على الناحتين ليه، شوية تقولها اني بحب هايدي، وشوية تقولي انها بتحبك، في ايه مالك يا صاحبي، ليه بتعمل كدا، ليه اتغيرت وبقيت تتصرف تصرفات غريبة، انا سايبك بمزاجي يا سامي، سايبك تخبط هنا وهناك براحتك، بس انا حقيقي وصلت لمرحلة مبقتش عارف ولا اديلك عذر، ولا حتى عارف اني اقول معلش استحمل دا صاحبك الوحيد، عاوز ايه من شهد يا سامي...

سامي: بحبها يا رامي، بحبها، والحب مش بايدينا.
التوى فمه بسخرية: بتحبها!، اقدر اعرف امتى وازاي، انت شوفتها مرة واحدة في بيتي لما فضولك اخدك تروح وتشوفها، وبعدها قعدت فترة طويلة لغاية ما بدأت تشوفها تاني، فين الحب دا.
عقد ذراعيه مردفا بضيق: طب تيجي نقلب الادوار انت شوفتها امتى الا من فترة قليلة لما جت تعيش معاكوا، لحقت تحبها؟!، يبقى انا وانت متساويين.

اقترب منه رامي وهتف بعصبية مفرطة: انت مجنون ولا دماغك دي لحست ولا فيك ايه، اه انت عينك زايغة بس مش على اهل صاحبك يا صاحبي انت عمرك ما كنت كدا، مالك يا سامي ما تفوق هي السكينة سرقاك ليه كدا، اللي انت بتتكلم عليها دي مراتي، اللي انت بتتكلم عليها انا شوفتها من ٨ سنين وحبيتها، اللي انت بتتكلم عليها دي انا كتمت حبها في قلبي، ٨ سنين حبيتها فيهم ويوم ما اتجوزها وتبقا بين ايديا صاحبي بيضربني في ضهري، وبيوقع ما بينا.

ساد الصمت في الحجرة عقب حديث رامي، ولكن انفاسه العالية رفضت الخضوع وبات يتنفس بقوة، وصدره يعلو ويهبط بسرعة، حتى قطع رامي هذا الصمت بقوله: ساكت يعني.
سامي: مش عارف اقول ايه، انا حقيقي مصدوم من كلامك، يعني انت كنت بتحبها طب، طب واميرة؟!

رامي: انت اكتر واحد عارف اني اتجوزت اميرة بسبب رغبة امي، لكن محبتهاش يا سامي، انا عمري ما قولتلها كلمة بحبك كمان، علشان كدا هي طلبت مني متجوزش بعدها علشان خافت احب وانساها مثلا، انا كنت اكتر واحد فاهمها على ايه، كنت بحس بعنيها وهي زعلانة لما مبقولهاش كلمة بحبك، بس كان غصب عني والله قلبي كان متعلق بشهد مكنتش قادر انطقها، بس كل اللي قدرت اعمله اكراما ليها اعاملها معاملة حسنة واكتم حب شهد.

سامي: لو كانت اميرة لسه عايشة كنت فضلت معاها؟
اؤمئ بقوة وهتف: اه كنت فضلت معاها وخلفت مرة واتنين وتلاتة ولو كانت حتى شهد جت وكانت بين ايديا هارفضها وحبها يفضل في قلبي احسن من اني اجرح اميرة او اكسر قلبها في يوم من الايام.
سامي: طب ليه خلفت وعدك معاها واتجوزت شهد، ليه مفضلتش على وعدك ومتتجوزش.

رامي: ظروف انت متعرفهاش حطتني واجبرتني اني اتجوزها، بس دلوقتي مبقاش في اميرة وبقت هي بين ايديا، انا مش قديس علشان افضل اضغط على نفسي بالطريقة دي، انا حاسس اني هانفجر واصرخ باعلى صوتي واقولها بحبك.
ابتسم سامي: طب ما تصرخ ايه مانعك.
قطب ما بين حاجبيه مردفا: انت مالك بارد كدا ليه في كلامك معايا.

اقترب سامي اكثر و تزين وجهه بابتسامة عريضة مردفا: علشان انت اهبل يا رامي، فاكرني هاخونك مثلا وابص لشهد وانا عارف انك بتموت فيها، يا سيدي انا هاحكيلك بس اوعدني بلاش غشوميتك علشان ايدك تقيلة.
رامي: قول اخلص.

ابتعد سامي قليلا مردفا: بص بدايتا انا لما شوفتها لما روحتلك البيت فعلا اعجبت بيها جدا، لدرجة لما كلمتك وانت اتخانقت معاايا وحسيت بجو غيرة من عيونك كدا، بس قولت انت طبعك كدا حتى مع اميرة واختك ومحطتش في بالي، فقولت اخد خطوة جد واتكلم مع امك واتقدم ليها وامك هي تقنعك.
(فلاش بااااااك )...
هتفت صفاء بقلق: في ايه يا سامي منزلني من البيت ومتقوليش لرامي، ومقعدني في المكان دا قلقتني..

ربت سامي على يديها بابتسامة بسيطة على ثغره: اهدي كدا يا حبيبتي، كل خير، بس انتي قولتي لرامي...
هزت رأسها بنفي مردفة: لأ قولتله رايحة المقابر ورفضت يجي معايا، في ايه بقى؟!

هتف سامي بجدية: بصي بقا يا ستي انا راجل دوغري، انا طالب ايد شهد بنت اختك، شوفتها لما جيت لسامي اسال عليه واعجبت بيها والصراحة مفيش بنت شدتني زيها كدا، لمحت لابنك وطبعا كعادته لبخ معايا في كلام وتقريبا عايرني اني كنت متجوز ومطلق، فقولت اتكلم معاكي وانتي تقنعيه وكدا.
هتفت صفاء بنبرة حزينة: بص يا سامي انت ابني ورامي ابني وطول عمري انا بحبك والله، بس يابني اللي هاقوله دا حاول تخليه سر بيني وبينك.
‏.

‏سامي: قولي اي حاجة انتي بمثابة امي التانيه والله يا طنط صفاء، عوضتني عن حنان الام بعد موت امي.
‏.

‏صفاء: بص يابني اللي هاقوله دا يمكن تستغربه، انا يجي من تلات او اربع سنين كدا كنت بروق اوضه رامي وكدا شوفت درج المكتب مفتوح وهو على طول بيقفله بالمفتاح، فضول اخدني وفتحته واتصدمت من ورق مكتوب فيه اسم شهد الحياة وورق تاني في رسومات لوشها انا اتصدمت ودماغي وقفت بس بعدها افتكرت ان الاسم دا لشهد بنت اختي كان لقب يعني ابوها مطلعه عليها زمان، انا حقيقي مكنتش اعرف شكلها تقدر تقول علاقة مقطوعة من سنين بيني وبين اختي، بس حسيتها كدا من رسومات، وافتكرت لما هو جه في مرة سالني عليها كتير اوي وانا رديت انه مش اعرفها ولا اعرف حاجة عنهم، بس يابني ومن هنا عرفت ان ابني قلبه متعلق بيها خصوصا ان اميرة كانت بتشتكي انه عمره ما قالها بحبك، استغربته اوي ليه بيعمل في نفسه كدا، بس سكت احتراما له، وتمر الايام والسنين وشهد تيجي بتدابير ربك عندنا برجيلها، شفت الحب في عينه يا سامي بس بيدراي وبيسكت، انا حاسة بيه بس وعد اميرة حبل بيخنقه حوالين رقبته، يرضيك يا سامي تكسر قلبه، وهو قلبه متعلق سنين.


‏كانت ملامح الصدمة على وجه ولكن مع اخر حديثها هتف باندفاع: دا انا لو كنت عشقتها وحبيتها اوي كنت ادوس على قلبي علشانه، رامي دا اكتر من اخويا يا طنط، والله ما كنت اعرف اي حاجة من دي، انا مش عارف ابنك دا ليه بيعمل كدا ليه بيخبي عليا كدا، انا لو اعرف مكنتش فكرت ابصلها حتى.

‏ابتسمت بسعادة مردفة: انت اصيل اوي، وهو كمان بيعزك والله، بس يابني هو طبعه كدا كتوم اوي مبيقولش اللي جواه لحد.


هتف سامي بضيق: غبي بس هو كدا هايضيع حبه.
صفاء: مانت يابني بدام عرفت الحكاية واصلها، يبقى تقولي اعمل ايه اساعده ازاي يتجوزها، او ياخد خطوة...
( بااااااااك )
وبس ياسيدي دي كانت الحياة كلها، انا بقى كنت بمثل اني بحبها، علشان تتحرك تاخد خطوة، وكنت بوصلها كلام معين علشان عارف انها هبلة وهاتقع بلسانها فتقوم تتعصب وتعترف بحبها و دا كله كان بالاتفاق مع مامتك.

ذهل رامي من حديث سامي، ولكنه سرعان ما تدراك الامر واقترب منه بوجه خالي من التعبير، فابتعد سامي لا اراديا ووضع يده فوق وجهه وهتف بخوف مصطنع: والله لو ضربتني لمقدم فيك بلاغ في المركز.

ابعد رامي يده عن وجهه ونظر له مطولا، ثم عانقه بقوة مردفا بأسف: انا اسف يا صاحبي، فكرت فيك بالسوء، غصب عني صدقني، يعني انا كنت بكرهك وانت بتحاول تقربني منها، انا اسف بجد، انا حاسس الفترة دي اني بلخبط كتير اوي، زمانك كرهتني دلوقتي.

شدد سامي على عانقه مردفا: متتأسفش انت اخويا يا اهبل والاخوات مهما يحصل ما بينهم عمرهم مابيكرهوا بعض، وانا ماليش اخوات وانت اخويا الصغير، اي نعم الفرق سنتين بس، بس والله بحسهم كاني كتير واني مسؤول عنك.

بمنزل زكريا...
ادخلها غرفتها بسرعة واغلق الباب، فهتفت: في ايه يا واد مدخلني الاوضة كدا ليه...
استدار اليها ورمقها بغضب: النيابة بعتتلك استدعاء ياما.
ضربت بكفيها على صدرها وهتفت بصياح: يالهوي ليه عملت ايه...
اقترب منها بسرعة وكمم فمهما بيده هاتفا بتحذير: اسكتي مش عاوز سلمى تعرف حاجة..
ابعدت يديه بقوة وهتفت موبخة: انت يا معفن خايف ان مراتك تعرف، وامك رايحة النيابة عادي.

هتف بعصبية: لا خايف تعرف من اللي انا هاقوله، النيابة ياما عاوزكي في قضية حسني ابو سلمى باعتبار انك الشاهدة الاولى فهتروحي تقولي اللي حصل وبس ودا اللي فهمه ليا عبد الرحمن المحامي اللي على اول الشارع وقالي عادي دي اجراءات بتم وبتخلص.
تنهدت براحى وهتفت: الحمد لله يا واد قلبي اتخلع، طب ايه وشك دا محسسني ان اللي قاتلة.

هتف بخشونة: لا ياما مش قاتلة، بس في كلام حسني قاله في المحضر وهايسالوكي فيه بكرة وانا بقى عاوز اعرف الحقيقة.
نظرت له بتوتر وهتفت: في ايه يا واد قلقتني.
زكريا: انت ياما انت وحسني كنتوا متفقين تتجوزا وتخلصوا من سميحة بوصلات الامانة الي هو ماسكهم عليها وكان ناوي يحبسها علشان يتجوزك.

نظرت له بصدمة لم يكن ببالها انه سوف يسرد امر زواجهم، سبته في سرها، الان هي في مأزقين ولابد من التفكير بسرعه كبيرة حتى تخرج من مأزق زكريا، اما مأزق النيابة سوف تخطط له بحكمة وهدوء اكثر، فهتفت بشهقة مصطنعة: انا كنت هاتجوز حسني، يقطعه راجل شايب وعايب، تلاقيه محروق مني علشان انا اللي بلغت عنه لما شوفته بيقتلها، عاوز يورطني بس على مين انا هاروح بكرة وافضحه الكلب دا.

رمقها بشك: يعني ياما انتي متقفتيش معاه على الجواز.
اشارت على نفسها مردفة بكذب: انا!، دا كداب يا واد زي ما قولتلك محروق، طب انا امك هاعمل كدا واتجوزه.
زكريا: ولا تعرفي حاجة عن وصلات الامانة دي.
هزت راسها بنفي وهتفت: لا يا بني هاعرف منين يعني...
ثم استطردت حديثها بعتاب: بس انا ليا الحق ازعل منك انت يا زكريا تعرف عن امك كدا اخص عليك.

زم شفتيه بضيق هاتفا: معلش يا ما، اصل الحوار دا يخبل الدماغ، ليه بيقول كدا، وبعدين انتوا لو متفقين فعلا ليه هاتصوتي وتبلغي عنه، تحسي ان فيه إن في الموضوع.
ربتت على كتفيه وقالت: هو كداب يا ضنايا، انا هاروح بكرة واقول للباشا كل حاجة واقول كلامه كدب مش تقلق.
ثم تابعت مغيرة مجرى الحديث: انت عشيت سلمى يا ضنايا.
هز رأسه بنفي، فهتفت هي: طب روح خد الاكل من المطبخ وعشيها، علشان اللي في بطنها.

أؤمئ لها ثم خرج من الغرفة وهو يفكر في حديث امه وما سمعه من المحامي، بينما هي فور خروجه انفجرت كالبركان: اه يا كلب يا معفن بتجيب سيرتي طب والله لاعكها فوق دماغك بكرة.
قاطع تفكيرها رنين هاتفها نظرت فيه وجدت كريمة، تأففت بضيق وقالت في سرها: هو دا وقتك، ايه القرف دا.
وضعت الهاتف على اذنها واجابت: الو.

تحدثت كريمة بعنجيهة كعادتها: بقولك انا عاوزكي في مشوار بكرة بالليل، انا بكرة هانهي موضوع ليلى جهزي نفسك.
مديحة: معاكي ياهانم في اي حاجة.

بمنزل رامي...
وقفت تصنع العشاء وبذهنها تتذكر مواقفهم وقبلاته لها، ابتسمت بسعادة لتأكدها انها هي الشخص المنشود، تراقص قلبها بسعادة، ولكنها لم تحصل الى الان باعتراف منه صريح، شعرت بشئ ما يلامس ساقيها لوهلة افتكرته حمزة، فضحكت بخفة وهتفت بمزاح: عاجبك رجلي يا حمزة ولا ايه.
لم يعيطها رد، فهتفت مرة اخرى: مبتردش براحتك، بس لو لفيت ليك والله يا حمزة هامسك وهاهريك بوس من هنا للصبح بقى انت حر.

للمرة الثانية لم يعيطها رد ولكن ذلك الشي مستمر في مداعبة لساقيها، صمتت وشعرت باحساسيس غريبة، اتسعت عيناها بصدمة او يمكن من الخوف، فتحركت بطرف عيناها للخلف رأت خيالها نعم انها الهرة!، انتباتها تلك الحالة من جديد صرخت بأعلى صوتها كأن احدهم يقبل على موتها، باتت تصرخ وتصرخ وتصرخ وهي متسمرة في مكانها، اتى رامي بسرعة هو وحمزة وجدوا الهرة تقف وتنظر لها ببلاهة، وتلك المجنونة تقف تصرخ وتهتف باشياء غير مفهومة، زفر رامي بضيق، وتحرك مسرعا بجذب الهرة بعيدا عنها وارجعها غرفتها واغلق عليها من جديد، اما تلك المجنونة مازالت تغلق عيناها بقوة وصراخها لم يهدأ قط، وقف حمزة يشاهدها وهو يضحك بتسلية، دلف رامي المطبخ وهو يصم اذنيه من صراخها الحاد، فهتف وهو يهزها بقوة:.

يا شهد ارحمي امي، صوتك يا ماما ارحميه.
توقفت وهي تتنفس بسرعة وفتحت عيناها نصف فتحة، بحثت بعيناها عنها لم تجدها، تنهدت براحة مردفة: يالهوي القطة كانت بتلحس في رجل...
بترت جملتها واتسعت عيناها مجددا وهتفت بصراخ للمرة العاشرة تقريبا: رجلي، يالهوووي الحقني، رجلي رجلي..

ركضت صوب غرفة رامي ودلفت للمرحاض تغسلها جيدا بالماء والصابون، وعيناها تذرف الدموع، وقف حمزة بجانب والده ينظر لها بدهشة مردفا بخفوت لرامي: بابا هي شهد كويسة ولا مالها، بتغسل رجليها ليه كدا.
رامي: عندها فوبيا من القطط.
قطب الصغير ما بين حاجبيه وهتف بعدم فهم: يعني ايه فوبيا دي.

انحنى رامي لمستوى ابنه واردف بتوضيح: يعني هي بتخاف جدا من القطط بتشوفهم كانها مثلا شايفة وحش كبير هايموتها هي بتشوفها كدا فبتخاف وبتصرخ كدا، ممكن تجري من الخوف وممكن تقف مكانها متعرفش تتحرك، وكمان بتقرف منهم زي مانت كدا بتقرف من الدبان هي بقى بتقرف منهم جدا.
حمزة: طب ما تمشيها يابابا بدام هي بتخاف منها.

حول بصره نحوها وهي تقوم بغسل قدميها جيدا واردف بتنهيدة: ما الظاهر كدا لازم امشيها وكفاية اوي عليها.

بمنزل كريم...
جلست بجانبه وهو يغط في نوم عميق نتيجة لاجهاده في عمله اليوم، تأملت ملامحه جيدا وكانها تريد حفرها بذاكرتها، دققت منها جيدا فاعترفت لنفسها انها تعشقه، خفق قلبها بشدة، فاقتربت ببطء وانحنت بجذعها الاعلى ووضعت قبلة على صدره ناحية قلبه وهتفت بخفوت: قلبك دا انا بعشقه يا احلى حاجة في حياتي وحصلتلي.

عادت مرة اخرى لجلستها ونظرت لاعلى مناجية ربها: يارب ابعدني عن شر مديحة، يارب انا قلبي مقبوض وحاسة انه هايحصلي حااجة مش عارفة ايه هي، يارب قويني واقف جنبي.
اعتدلت في نومتها وتمسكت بالغطاء جيدا، حولت بصرها لكريم مرة اخرى فابتسمت تلقائيا، فهتفت اخيرا قبل ان تغلق عيناها وتستلم لسلطان النوم: يارب سلمت امري ليك.

بمنزل رامي.
اغلق باب الشقة وذهب صوب غرفته وجدها تبكي فهتف بضيق: ما خلاص بقى يا شهد الدراما دي، اديني اديتها للبواب تفضل عنده انهاردا.
نظرت له شرزا وهتفت بعصبية: خليها تغور وتروح في داهية.
ضرب كف على كف هاتفا بنفاذ صبر: لا حول ولا قوة والا بالله، ايه الهبل دا، يابنتي اعقلي واكبري.
هتفت بضيق طفولي: انا مش بنتك، متكلمنيش كدا وكاني عيلة.

جلس بجانبها وامسك رأسها طابعا قبلة اعلى جبينها لمراضاتها ليتخلص من تلك الحالة المزعجة: طب حقك عليا ياحبيبتي يا قلبي يا عمري ابوس ايدك بطلي عياط دماغي هاتنفجر.
توقف عقلها عن العمل عند سماع كلماته تلك، وبدأ قلبها بالخفق مجددا وتناست امر الهرة في ثواني، واطلقت عيونها قلوب حمراء وفراشات بيضاء تدور حولها، ابتسم بخبث لحالتها تلك، اما هي فهتفت بدون وعي: حبيبتك.

كتم ضحكته بصعوبة، وتحرك نحوها اكثر ومد يديه يداعب عنقها، فتلوت تحت يده ببطء، هاتفا بهمس: اه حبيبتي ومفيش غيرك حبيبتي.
تناست امر يديه التي تتحرك بحرية على عنقها وهتفت ببلاهة: بجد يا رامي انت بتحبني.
اقترب اكثر امام شفتيها وهمس ونظره معلق بهم: اه طبعا حبييتي.
فاغلقت عيناها تستمتع بتلك اللحظة وبداخلها تتمنى ان تسمع المزيد، لو قبلها الان ما اعترضت، حتى سمعته يهتف مجددا بخفوت: حبيبتي بس زي اختي.

فتحت عيناها بسرعة ونظرت له بصدمة، فوجدت ابتسامته الخبيثة تعتلي ثغره، تداركت الامر سريعا وهتفت بقوة مصطنعة عكس ما بداخلها: اختك!، ماشي يا رامي، تصبح على خير بقى.
فهتف بابتسامة سمجة: وانتي من اهله يا اختي ياحبيبتي انتي.
تملكها الغيظ فهتفت: بقولك ايه اعمل في حسابك من بكرة انا هنام هنا وانت هتنام هناك، تصبح على خير.

لم يعيطها رد فالتفت له وجدته يغلق عيناه متظاهرا النوم، اغتاظت منه لتجاهلها مسكت الوسادة والقتها في وجهه، ففتح عيناه بسرعة يرمقها بغضب لفعلتها، استدرات بسرعة وهي تضع الغطاء فوق رأسها وتهتف بتحذير: والله لو ضربتها فيا هارجع اعيط تاني ومش هاتعرف تسكتني..
اقترب منها وجذبها عنوة وعانقها من الخلف وهتف بخشونة: اول واخر مرة تعمليها يا شهد، ودا عقابك هتنامي في حضني، نامي بقى ومسمعش صوتك الحلو دا.

ثاني يوم
جلست بتوتر امام وكيل النيابة، فهتف هو بعملية: انتي يا ست مديحة كنتي اول واحدة شفتي حسني وهو بيقتل سميحة.
هزت رأسها وهتفت بتوتر: اه يا بيه.
المحقق: طب احكيلي كدا اللي حصل يومها.

ابتلعت ريقها وهتفت بارتباك: بص يا بيه انا كنت رايحة ازورهم يعني كامنه يبقى حما ابني وكدا، ولما طلعت على السلم لقيت الباب موارب سنة قربت كدا شوية وركزت لقيته بيدب السكينة في ضهرها بكل غل يا بيه مفيش في قلبه رحمة، ووقعت على الارض طبت وقعت ماتت انا جسمي اتلبش يابيه وخوفت محستش بنفسي الا وانا بصرخ.
وكيل النيابى: اممم طب ليه بلغتي عنه وصرختي ومش ساعدتيه يهرب مثلا وانتوا كنتو متفقين على الجواز.

شهقت بصدمة مصطنعة: انا وحسني نتجوز ازاي يا بيه وهو كان متجوز اصلا.
وكيل النيابة: عادي يا ست مديحة الشرع محلله اربعة، وبعدين هو قال انكوا متفقين تخلصوا من سميحة الاول بحبسها.

هزت رأسها بنفي وهتفت بقوة: يخيبه راجل كداب بيجر رجلي معاه في القضية حسني الكلب، دا راجل سمعته لامؤاخذة زفت يابيه وزمان كان محبوس في قضية سرقة، اناطول عمري مبرتحلوش، لامؤاخذة عينه زايغة بس انا كنت بديله على دماغه، يابيه انا مش عارفة اي حاجة عن كل اللي انت بتقوله دا، انا ست في حالي وانزل اسال عليا الحارة كلها، هايشهدوا بادبي، وبعدين يابيه اللي بيتكلم دا لازم يكون معاه دليل، هو فين دليله اني كنت هاتجوزه، راجل خرفان تلاقيه محروق مني علشان صرخت ولميت الحارة وفضحته على عملته دي.

هز المحقق رأسه عدة مرات وهو ينظر لها مطولا، بعد فترة من الزمن، خرجت من الغرفة تنهدت بقوة وهتفت براحة: يالهوي الحمد لله خلصت يا زكريا.
هتف زكريا مطولا: الحمد لله ياما خير.
ربتت على كتفه: اه يا واد خير...
رأت حسني يأتي من اخر الطرقة، مكبل يداه، فهتفت بصراخ: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حسني قتلتها يا مفتري دي كانت ست طيبة، حرام عليك يا ظالم.

تسمرت قدماه بصدمة من فعلتها، بينما هتف زكريا بخشونة: ربنا ياخدك، ان شاء الله ربنا هايرحمنا منك وتاخد اعدام.
جذبت زكريا خلفها مسرعة تهبط الدرج متجاهلة ذلك الواقف وعلامات الصدمة تعلو وجهه: يالا يابني ربنا يبعدنا عن الاشكال دي...
فهتف العسكري: يالا يا متهم ادخل للباشا.
نظر له حسني وهتف بدون وعي: مديحة خانتني وباعتني في اول الطريق، مديحة باعتني.

زكريا: يالا ياما خلينا نروح، انا سايب سلمى لوحدها.
مديحة: لا يا ضنايا روح انت ورايا مشوار كدا هاروح اعمله واجاي.
زكريا: مشوار ايه؟!
مديحه: هاروح اتمن الغوايش بتاعتي علشان ابيعهم واوضب شقتك انت وسلمى ان الاوان تقعدوا براحتكوا يابني.
ابتسم بسعادة مردفا: ربنا يخليكي ليا ياما، انا هاروح وانتي متتاخريش.

تركها زكريا وهو يعبر الطريق حدقت في اثرة مغمغمة: كدا انا خلصت من حسني، والدور على ليلى، وبعد كدا افوقلك يا سلمى يا مرات ابني يا حبيبتي.

بمنزل كريم...
جلست بجانب كريم تتجاهل نظرات كريمة لها، شعر بها كريم فامسك يديها وطبع قبلة رقيقة عليهم، نظر له والده بسعادة، فغمز له كريم بخفة، بينما استشاطت كريمة بداخلها فهتفت بتهكم: قاعد يعني انهاردا يا كريم من الشغل، ايه المدام تعبانة ولا ايه.

كريم: لا يا عمتي كان ورايا عمليات كتير امبارح فقولت اخد اجازة واقعد مع مراتي واهو انتي منوراني انهاردا، وبعدين لو ليلى تعبانة انا هاخد اجازة مطولة واقعد جنبها..
ابتسمت بسخرية، فدق جرس الباب، نهضت واشارت لكريم بالجلوس مردفة: دي واحدة صاحبتي خليكوا قاعدين.
اختفت من امامهم، فامالت ليلى عليه وهي تهتف بحب: ربنا يخليك ليا ومتحرمش من وجودك في حياتي.

التمعت عيونه بسعادة حقيقة لما تهتف: ويخليكي ليا يا حبي الاول والاخير...
انتبهوا على صوت كريمة الحاد: شوفي بقا يا ليلى انا جبتلك مين انهاردا مفاجأة...
نظروا جميعا لتلك المرأه الواقفة بجانب كريمة، نهضت ليلى بخوف وهي تنظر لها وتهتف بارتباك واضح على ملامحها: ام زكريااااااا..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1544 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1127 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1173 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 970 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1754 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الحياة ،












الساعة الآن 02:12 AM