logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة


22-01-2022 12:31 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10








t22028_7673

اخفيت حبك في قلبي، ذلك الحب الذي لم اجرؤ يوماً على البوح به، عذراً هل نعته حباً لا بل انه اعلى من الحب واسمى... صباحي لا يبدأ الا على ملامحك الجميلة، تماماً كما هو مساءي لا يحلو الا بضحكتك البسيطة، خطفتي قلبي شهد الحياة وعزفتي على اوتاره، وأي حياة انتي، متيمٌ انا وساظل اهيم عشقاً بقسمات وجهك المحبب حتى الفظ اخر انفاسي... وانتي يا من رحلتي مبكراً، عذرا ايتها الراحلة ليس على قلوبنا سلطان لم أقصد أن اخلف وعدي لكِ اقسم لكِ اننى لم أقصد ارجوكِ سامحيني... وانتي ايتها الحاضرة البعيدة اعرف انا انه لا حياة بيننا ولكن ستظلي انتي شهد حياتي.

اراكِ كل يوم أمامي، تضحكين معه، وأنا وحدي من حقي هذه الابتسامة، حبك يزيد في قلبي في الثانية مئات المرات، الرحمة يا ليلتي، الرحمة، اشعري بقلبٍ أرهقه حبكِ ولو لمرةٍ واحدة فقط، كل ذرة في قلبي وعقلي تناديكي، احتاجك بشدة، اقترفت ذنباً لا يمكن الغفران منه، ولكن حبكِ أرغمني على الخطيئة، لا تلوميني ليلتي وانتِ السبب في ذلك، انتِ من دفعني لفعل ذلك، ارجو الغفران ألم يكن حبى لك شفيعا.
شخصيات الرواية

رامي المالكي : ٢٩ عاما ذو بشريه خمريه، عينيه باللون العشب الاخضر، وسيم حاد الملامح, يهتم كثيرا بلياقته البدنيه، ارمل لديه طفل اسمه حمزة عمره ٧ اعوم، بطلنا يعمل محاسب باحدي الشركات جاد في طباعه حياته تقتصر على ولده ووالدته...

شهد مصطفى : ٢٥ عاما تمتلك بشره خمريه فم مكتنز شعر باللون الاسود يصل لمنتصف ظهرها، تمتلك اعين واسعه تحيطها اهداب كثيفه، وما يميزها تلك الحسنه التي توجد فوق فمها مرحه سليطه اللسان تظهر دائما القوة ولكن بداخلها... سوف نعرف.

كريم : ٣٠ عاما يعمل طبيب باحد المستشفيات الخاصه، من الطبقه الغنيه، ابيض البشرة لديه لحيه خفيفه وسيم ذو اعين سوداء يعيش مع والدة المتقاعد
ليلي : ٢٦ عاما تعمل ممرضه تمتلك بشره بيضاء اعينها باللون العسل الصافي ملامحها رقيقه تجذب من ينظر اليها لاترى نفسها جميله ولكنها حقا جميله جدا.
فصول رواية شهد الحياة
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الأول

في احد الاحياء الشعبيه لقاهرة المعز، منزل مكون من عدة طوابق، وفي احد الطوابق توجد شقه، نجد بطلتنا تقف امام المرآه تتحدث مع نفسها، دلفت لها والدتها السيدة سميحه واردفت بعتاب:
ليه كدا يا شهد، تردي على ابوكي بالطريقة دي، انا ربيتك على كدا.
نظرت شهد الى صورة والدتها المنعكسه في المرآه وتحدثت بعصبيه: دا مش ابويا، دا جوز امي في فرق الله يكرمك يا ماما.

زفرت والدتها بقلة صبر واردفت: ارحميني يابنتي مش موال كل يوم، هو مش رباكي من صغرك وعلمك وكمان...
قاطعتها شهد بحدة: ماما مين دا اللي رباني، مين دا اللى علمني، الشقه دي شقه ابويا مش كتر خيره هو علشان نيمني في بيته مثلا بالعكس دا كتر خيري انا اللي سماحله انه يقعد فى بيتي.
نظرت لها والدتها بغضب واردفت بصوت جهورى: تصدقى انك قليله الادب انا مربتكيش فعلا زي ما هو قال.

هبطت الدموع من عينيها وكأنها كانت تحاربها لعدم سقوطها والأن لم تعد تحتمل اكتر من ذلك، انفجرت مقلتيها بسيل من الدموع وذهبت لفراشها الصغير الذى لم يعد يتحملها لتآكله ودفنت وجهها فى وسادتها وبكت واطلقت العنان لدموعها ولنفسها، رأتها والدتها على ذلك الحال رق قلبها وذهبت بجوارها وجلست واخذت تمسد على شعرها الحريرى برقه وببط لعلها تشعر بحنان امها، اخذت سميحه نفس طويل ثم اخرجته وتحدثت بصوت ناعم وهادئ:.

شهد انا عارفه انك مكنتيش عاوزنى اتجوز بعد والدك بس اعمل ايه يابنتى المعلم حسني اقنعنى وقتها انه هاياخد باله منك ومنى، انا كنت ضعيفه ووحيدة وحزينه ومش ليا حد قولت وماله اهو ضل راجل ولا ضل حيطه، بس والله يابنتى مع مرور الوقت وشفت معاملته ليكى وانا بحزن وبزعل اوى من نفسي ان اخدت القرار دة فى يوم من الايام، بس خلاص مبقاش ينفع ارجع ولا اطلق بعد ما خلفت منه سلمى، هاروح بيكوا فين يابنتي وهاصرف ازاى عليكوا، حقك عليا متزعليش، انا بس كل اللي بطلبه منك انك تتجنبيه ومالكيش دعوة بيه وتبطلي كل يوم والتانى مشكله مع حد ويجوا يشتكوا منك.

رفعت شهد راسها واردفت بصوت مبحوح: كلكوا جايين عليا ياماما، انا اكيد مبعملش مشاكل من هوا، الناس هما اللي بيستفزوني، عم احمد راجل غلبان ومكتبته كل يوم بتتسرق من الحارة المعفنة دي، يعني علشان بقف وبشوف شغل الراجل مظبوط، ابقى كدا وحشة كخة مثلا، انا براعي ربنا في أكل عيشي وفي مال الراجل الغلبان دا.

تنهدت سميحه بصوت عالي ماذا تقول لابنتها وهي تدافع عن الحق، وبعدها استطردت قائلة: بصي يا شهد انا كل اللي بطلبه منك حاجة واحدة بس، ابعدي عن عمك حسني، بلاش كل يوم والتاني مشاكل يابنتي اصل انا تعبت.

أومأت شهد برأسها دليلا على موافقتها، والدتها تعاني من ضعف الشخصية، تتجنب المشاكل، تريدها ان تتعامل مع المدعو حسنى وكأنه والدها، كيف تعامله هكذا وهو يكرها اشد الكره ودائما ما يناديها ببنت مصطفى ، دائما تشعر من اتجاهه بالكره لوالدها فالبتالي يكرها لانها من صلبه.

في مكان اخر.

نجد في احد الاحياء المتوسطة الحال، برجا مكون من عدة طوابق، وفي احد هذه الطوابق شقة المحاسب رامي المالكي، شاب في اواخر العشرينات يعمل محاسب في احد الشركات، ارمل ولديه طفل اسمه حمزة عمره ٧ سنوات، يعيش مع والدته السيدة صفاء، رامي شخصيته حازمة مجتهد يسعى لتوفير مستوى افضل لطفله، كان متزوج من زميلته في العمل ولكن وافتها المنية وهي تضع طفلها حمزة، منذ ذلك الوقت ورامي يكرس حياته لطفله ووالدته فقط.

رامي، مكنش له لزوم العقاب دا، انت كلمته وخلاص.





كان هذا صوت صفاء عندما دلفت على ابنها تعاتبه على عقابه لحمزة.

التفت اليها رامي الذي كان منشغلا بدراسة جدوى لمشروعه، وترك قلمه والاوراق التي في يديه وخلع نظارته الطبية ووضعها على مكتبه هاتفا بقوة: غلط يتعاقب يا امي، انا عاوزه يطلع راجل، بذمتك اللي عمله في المدرسة دا ينفع؟، انا المدرسة تتصل بيا علشان ضرب زميله، لأ ولما اكلمه وافهمه، يبجح ويقولي مغلطتش، لا ياخد على دماغه ويتعلم الادب.

نظرت له صفاء بتعجب، احيانا تشعر بان ابنها متناقض في شخصيته، لاحظ رامي نظراتها المتعجبه قطب ما بين حاجييه هاتفا بتساؤل: مالك يا امي بتبصيلي كدا ليه، انا قولت حاجة غلط.
ابتسمت صفاء بسخرية واردفت: انت غريب يا ابني، مش انت قايله بلسانك دا قدامي، لما تعمل حاجة اقف ودافع عن نفسك، متهربش ووضح وجهة نظرك، جاي دلوقتي وتقولي بجاحة.

ما ان انهت صفاء جملتها حتى ضحك رامي بشدة على حديثها ثم هتف: يا امي على طول بتفهمي كلامي غلط، انا اقصد يقف ويشرحلي وجهة نظره لكن لما اللي اكبر منه يسمعه وبعد كدا يحكم بانه غلط يبقا يعتذر مش يبجح اكتر ويقول لأ انا مقتنع باللي عملته.

عقدت صفاء حاجبيها دليلا على تعقيد ابنها في اتخاذ طرق صعبة لتربية ابنه، من وجهه نظرها البسيطة ان التربية اسهل من ذلك بكثير، والدليل على ذلك انها قامت على تربية رامي وجعلته انسان سوي يحترم الجميع، والجميع يكن له الاحترام، تساءلت مرارا وتكرارا بداخلها لماذا كل هذه التعقيدات والمصطلحات الغريبه لتربية ابنه، قاطع تفكيرها صوت رامي مردفا: ايه يا ماما ساكتة يعني وبتبصيلي ومش فاهم حاجة.

استقامت صفاء في جلستها وتحدثت: بص يا ابني هو ابنك وانت حر تربيه بطريقتك، بس الحياة مش جد أوي، وبعدين دا طفل مهما كان راح ولا جه طفل، طبيعي يصدر منه افعال مش محسوبة، بلاش تقسى عليه، من وقت ما قولتله مش يكلمك ولا يأكل معاك وهو هاري نفسه عياط في اوضته يا حبيبي.
تنهد رامي واردف بصوت رخيم: حاضر يا أمي بس سيبني اكمل عقابي النهاردة بس علشان بعد كدا ميفكرش يعملها تاني.

تحركت صفاء اتجاهه ومالت نحو ثم طبعت قبلة اعلى جبينه واردفت: ربنا يهديك يا ابني، ويخليلك ابنك، انا حاسة بيك من يوم موت اميرة وانت بتحاول تكون الاب والام وكل حاجة، بس معلش راعي انه طفل ونفسيته بتتأثر بسرعة.
ابتسم لها رامي وجذب يديها التي كانت تمسد بها على رأسه وطبع قبلة حنونة في كف يديها: حاضر يا أمي ربنا يخليكي لينا يارب.

في أحدى المستشفيات.
تقف ليلى في أحد ممرات المشفى وتتحدث بصوت خافض للغاية مع خطيبها زكريا على هاتفها الجوال: اعمل ايه يا زكريا قالولي انتي النهاردة نبطشية علشان مدام سها ابنها تعبان، وبعدين دا شغلي وانت خاطبني وانا كدا.
هتف زكريا بعصبية: انا خطبتك وقولتلك بطلي شغلك دا وانتي بتعاندي معايا.

زفرت ليلى بعصبية: هو موال كل يوم يا زكريا، انا لازم اصرف على نفسي، انت عارف كويس ان مكتبة بابا مبتغطيش كل المصاريف، وانا لازم اجهز شقتي علشان الست والدتك متتريقيش عليا.
لاحظت ليلى سكوت زكريا نظرت في هاتفها وجدته انهى المكالمة، رفعت احدى حاجبيها باعتراض وقامت بسبه في سرها، وتحدثت بعصبية بالغة: بتقفل في وشي الخط يا زكريا ماشي والله لاقفل التليفون كله ومتعرفش توصللي.
بتعملي ايه عندك يا ليلى؟

تفاجئت ليلى وشهقت بصدمة من وجود الدكتور كريم





ابتسم لها كريم قائلا: في ايه شوفتي عفريت.
تلعثمت ليلى قائله: لا يا دكتور، في حاجة حضرتك.
اومئ كريم لها برأسه: اه، كنت عاوزك تجهزي العمليات، عندنا ولادة قيصري.

تحركت ليلى بخطوات متعثرة نحو الممر المؤدي لغرفة العمليات دون كلام، بينما تنهد كريم بصعوبة، منذ ذلك الوقت وهي تتجنبه، لقد اعترف بحبه لها وهو يعرف جيدا انها مرتبطة وتحب شخصا يدعى زكريا ، نعم تسرع كثيرا عندما اباح لها بحبه لقد عاقبته بقلة كلامها معه، وتحاول ان تتجنبه على قدر الامكان.

تحرك صوب غرفة المريضة ليقوم بواجبه وبداخله حرب كبيرة ما بين، كان يجب ان يعترف بحبه حتى تشعر به، وما بين ان ما فعله خطأ كبير في حقه.

كانت شهد جالسه تقرأ في احد الكتب وتحاول ان تحسن من قرأتها، ف زوج امها اصر علي خروجها من المدرسة منذ المرحلة الاعدادية ولم تكمل تعليمها، كان حلم حياتها ان تصبح طبيبة ولكن وقف امام حلمها زوج امها، وفي النهاية تدمر حلمها وضاع مثل اي امنية كانت تحلم بتحقيقها، كانت شاردة في احلامها البسيطة وانتبهت على صوت عم احمد، تحدثت قائلة: معلش ياعم احمد مسمعتش.

ابتسم احمد لها بحنان واردف: سرحانة في ايه يا ست البنات.
اغلقت شهد الكتاب ووضعته امامها: مش سرحانة ولا حاجة، بقرأ في الكتاب.
جذب عم احمد الكرسي وجلس عليه وامسك ب يديه فنجان الشاي ثم ارتشف رشفه صغيرة قائلا: مش احنا اتعودنا نقول لبعض ونحكي كل اللي في قلبنا، مالك يا بنتي.

تسابقت الدموع في عينيها وحاولت على قدر الامكان ان تتجنب سقوطها: مفيش، اتخانقت مع جوز امي معرفش الراجل دا عاوز مني ايه، انا بحاول ابعد عنه على قد ما بقدر وهو بيحاول بردوا يجر شكلي.
قال احمد مستفهما: دا كله بسببي، صح؟

جذبت شهد احد المناديل الموضوعة امامها ومسحت عيانها واردفت: هو واخدك حجة مش اكتر، بس هو بيدور على اي سبب علشان يطردني من البيت، انا خايفة اوي تكون امي كتبت الشقة باسمه، كل ما اسالها تتهرب مني، انا هاضيع ياعم احمد بجد لو كانت كتبته باسمه، هايطردني انا عارفة دا راجل شراني.
هز عم احمد رأسه بنفي قائلا: مظنش يابنتي، امك عارفة حسني كويس، مظنش تبقا بالغباء دا.

ابتسمت شهد بسخرية: والله امي انا عارفاها كويس تلاقيها خافت منه، وسمعت كلامه دا بيبهدلها وبيضربها وكل يوم شتيمة وفضايح ودي مبتنطقش والحجة هاروح بيكي انتي وسلمى فين واجيب علاج سلمى منين، وهنصرف ازاي، كلها حجج، زي مانا بشتغل دلوقتي وبجيب مصروفي، هاشتغل كام شغلانة مع بعض، واصرف عليها وعلى سلمى.

وضع عم احمد فنجان الشاي على المنضدة واستطرد قائلا: بصي يابنتي نصيحة مني بلاش تكوني انتي السبب في خراب بيت امك، علشان بعد كدا متجبش اللوم عليكي، سلمى اختك تعبانة واديكي شايفاها عندها السكر بيخليها تدخل في غيبوبة ودا محتاح مصاريف وحاجات، بلاش يابنتي وزي ما امك قالت اتجنبي حسني.
ذرفت شهد الدموع من عينيها وقالت: هو انا مصبرني غير سلمى، لولا هي مكنتش اتحملته لحظة، بس كله علشان خاطر عيونها بس.

ابتسم عم احمد وقال: والله انتي قلبك ابيض بس ميبنش للكل كدا.
جذبت شهد منديل اخر ومسحت دموعها بقوة وضحكت: انا لازم امسح دموعي دي، لحد يجي يشوفني كدا، و يفضحوني في الحارة.
استقام عم احمد واردف: انا هاروح اصلي العشا، ظبطي المكتبة واقفلي، ليلى قالتلي هاتبات في المستشفى.
تحركت بهمة وقامت بترتيب الاقلام والكراسات واردفت: حاضر، هارتب كل حاجة واقفل واروح.

في منزل رامي المالكي.
كان رامي واقفا يتابع ابنه خلسة من خلف الباب وجده يبكي ويلون في كراسة الرسم، رق قلبه ثم قام بطرق الباب عدة طرقات حتى يأذن له ابنه ويعطي له فرصة حتى يزيل دموعه، وبالفعل ثواني وكان حمزة يأذن للطارق بالدخول، دلف رامي بهدوء وجلس على طرف الفراش وفي يده صحن ملئ بالسندوتشات، لرفض ابنه للأكل طوال اليوم، وضع رامي الصحن امام حمزة وابتسم له واردف: الزعل حاجة والأكل حاجة.

ابعد حمزة الصحن وتحرك باتجاه رامي وجذب يديه واردف: آكل ازاي وحضرتك زعلان مني.
ابتسم رامي بحنان لابنه: حبيبي انا عاوزك احسن واحد في الدنيا دي، ينفع المدرسة تتصل بيا وتقولي حمزة ضرب زميله علشان بيشد في شعر زميلته والولد اتعور في دماغه، ينفع يا حمزة انا ربيتك على كدا.

اندفع حمزة في الكلام: يا بابا والله الواد محمد دا وحش وبيحب يضايق في ملك كل شوية علشان هي تخينة، بيقعد يقولها يا تخينة مش قادرة تجري وبتقعد تعيط لوحدها وهي مامتها ميته زي وملهاش ماما، وكمان مرات بابها بتقعد تضربها، انهاردة قاعدة بتاكل لوحدها هو جه واخد منها سندوتش وراماه في الارض وشد شعرها وكلهم ضحكوا عليها، انا اتعصبت اوي وزعلت عليها، روحت رايح قولتله سيبها يا محمد، قالي لأ، وهي قعدت تعيط صعبت عليا مسكت ايده شدتها، راح زقني على الارض، قومت وضربته وزقيته بس مكنتش اقصد اعوره.

ابتسم رامي لشهامة ابنه: بص انا مقولتش انك تدافع عن زميلتك دا غلط بس في فالمدرسة مدرسين وكبار في السن نقدر نروح بسهولة ونشتكي للمستر او المس وهما هاياخدوا حقك وحق ملك زميلتك، بس انك تقف قدام المديرة وتقول بصوت عالي انا مغلطتش دا غلط، افرض وانت بتزقه وقع مات كنت هاعمل ايه؟
وطب افرض لما زقني هو كنت وقعت مت، كنت هاتعمل ايه حضرتك؟

كان هذا السؤال البسيط من حمزة عقبة امام رامي، حقا ماذا كان سيفعل لو حدث مكروه لابنه فلذة كبده و روحه، قام بجذبه لاحضانه، اكتفى الصغير بقبلة صغيرة على جبين والده، وظل يمسد بيده الصغيرة على ظهر والده، ثم اردف بصوت حاني: اسف يا بابا، اوعدك ماتكررش تاني.
ابعده رامي قليلا عن احضانه واردف: انا نفسي اشوفك احسن واحد في الدنيا ومستحملش حاجة تحصلك، يارب تيجي فيا انا ولا تيجي فيك انت.

وتابع حديثه: المهم تعال يالا في حضني خلينا ننام، اصل انا تعبت اوي النهاردة.
ابتسم حمزة بفرحة: بجد يا بابا، هتنام جنبي النهاردة.
اوماء له رامي وهو يعتدل في جلسته حتى ينام في فراش الصغير: اه، ويالا طفي النور دا، وتعال احكيلك حدوتة امنا الغولة.

في منزل شهد.
كانت سميحة جالسه امام ابنتها في الصالة الصغيرة، وتتحدث بصوت خافض: بس يا سلمى، راحت الابلة شهد مسكت في خناق الولية ام حسين، وقالتلها انتي حرامية، انتي عاوزة تضحكي عليا وتاخدي كشكول فوق البيعة، الولية ام حسين معجبهاش الكلام زعقت وشتمت شهد، راحت شهد مش ساكتة شتمتها، الحارة التمت وكانت خناقة كبيرة، طبعا حسين راح اشتكى لابوكي، وابوكي جه هنا بهدلها واتخانقت معاه.

ابتسمت سلمى بضعف: شهد قلبها ابيض بس مشكلتها اندافعية ومبتحسبش لقدام، بس حقيقي هي في طبعها مبترضاش بالظلم.
زمت سميحة فمها بضيق واردفت: هي كدا متعرفش تمشي من غير مشاكل.

تناولت سلمى قرص الدواء وسمت الله: ياماما، متجيش عليها، متزعليش مني هو بابا مالوش حق انه يدخل ويزعقلها، وخصوصا هو عمره ماكان سند ليها.

رفعت سميحة يديها الى السماء وتحدثت: يارب يهديها، ويهدي ابوكي، اصل انا خلاص مبقتش قادرة استحمل خناق تاني.

حل الليل سريعا واصبح الوقت الساعة االثانية فجرا
كانت ليلى تجلس بانهاك واضح بعد هذا اليوم الطويل والمليء بالعمل وكادت تغلق عينيها حتى تريح جسدها قليلا، تفاجئت بدخول مدام سها، عقدت حاجبيها دليلا على استغرابها مجيئها في هذا الوقت المتأخر.





ايه دا يا مدام سها ايه اللي جابك دلوقتي.

جلست سها بالقرب من ليلى واردفت: ياستي الواد بقا كويس وابوه رجع من شغله وقولتله خليك معاه اروح اكمل نبطشية علشان اقدر اخد اجازة يوم الجمعة عندي فرح بنت صاحبتي ولازم افضل معاها اليوم كله.
زمت ليلى شفتيها في ضيق واضح: يعني انتي جاية الساعة ٢ تبلغيني كدا اروح انا بقا ازاي.

ابتسمت سها بسماجة: معلش بقا يا ليلى حقك عليا، وبعدين عادي الدنيا امان، طب والله وماليكي عليا حلفان، انا جاية لوحدي ومحدش وصلني ولا حاجة والدنيا فل.
قامت ليلى من مجلسها وخلعت الزي المخصص لعملها وارتدت حجابها باحكام واستطردت قائلة: انا ماشية وربنا يستر بقا ربنا هو وكيلي.

خرجت ليلى من المشفى وتمشت قليلا لعلها تجد وسيلة مواصلات تنقلها للبيت، كانت الشوارع هادئة، رأت ضوء سيارة يأتي من بعيد وقفت مكانها واقتربت السيارة حتى اكتشفت انها سيارة اجرى حمدت ربها في سرها وقامت بتلويح يديها حتى يراها، اقتربت منها السيارة ووقفت ذهبت ليلى ونظرت من خلف الزجاج على سائق السيارة راته رجلا في عمر الاربعنيات اطمن قلبها، وركبت واخبرته بعنوان بيتها ونظرت من خلف الزجاج تتابع الطريق مرت دقائق ولاحظت ليلى بشوارع غريبة يسير بها السائق، ارتعدت في جلستها واردفت بتوتر: هو انت حضرتك ماشي ازاي، دا مش طريق العنوان اللي قولتهولك.

نظر لها في المرآه وكانت نظرته جامدة قاسية واردف بمكر: عارف.
بلغ التوتر والخوف ادناه في نفس ليلى وحاولت اخراج صوتها طبيعي حتى لا توحي له انها خائفة: هو ايه اللي عارف، بص لو سمحت اقف هنا.
ضحك بسخرية واردف: اقف هنا، بسهولة كدا، لا الاول لازم استمتع بمزة زيك كدا.

كانت على وشك الرد حتى شعرت بتوقف السيارة نظرت حوالها رأت شارع مظلم لا ترى فيه نور وخالي من السكن، توجد فيه عمارات تبنى حديثا، حاولت فتح الباب، ولكنه كان مغلق، بلغ الخوف اعلى مراحله، رأته ياتى للخلف ويقوم بخلع قميصه، فتحت عينيها على وسعهما، وحاولت اخراج هاتفها، لكي تستنجد بأحد، ولكنه كان اسرع منها، امسك يديها بعنف وجذبها نحو، حاولت الصراخ ولكنه كمم فمها بيديه اللعينة، قامت بعض يديه حتى تأوه وابعتد عنها، تحدثت ليلى بعصبية: انت يا اخي اتقوا الله، افتح الباب دا.

هجم عليها مرة اخرى ومال بجسده كله عليها وحاول الاعتداء عليها وكانت تفوح منه رائحة كريهة، رائحة خمر، ظلت ليلى تقاوم وتضربه بيديها الصغرتين في جسده وتحاول ركله بارجلها الضعيفة ولكن لا فائدة فجسدها ضئيل جدا بالمقارنة بجسده الضخم، قام بخلع حجابها وتمزيق بلوزتها حتى ظهر جزء من جسدها، حاولت عضه حتى يبتعد عنها ولكنه فاجئها بقوله: ومالو احب انا العنف دا، كل ما تقاومي، هابسطك اكتر.

سالت الدموع من عينيها واردفت بصوت مبحوح من كثرة صراخها: ابوس ايدك اعتبرني بنتك، ابوس ايدك.
ابعتد عنها السائق وظنت ليلى ان كلامتها اثرت فيه ولكنها تفاجئت بضربه لها في مقدمة رأسها حتى فقدت الوعي وارتخى جسدها، ابتسم السائق بمكر: ايوا كدا اتهدي علشان اعرف استمتع بيكي يا حلوة.

في منزل شهد .
كانت غارقة في نومها، حتى سمعت صوت رنين هاتفها، قامت متكاسلة وجذبته ونظرت فيه رأت اسم عم احمد ، قامت بالرد عليه: الو، ايوا ياعم احمد خير.
ايوا يابنتي، معلش صحيتك من النوم.
اردفت بصوت ناعس: لا خير في حاجة.
حمحم عم احمد واردف بقلق: ليلى بتصل بيها تليفونها مغلق، انا عارف انها في المستشفى ووراها نبطشية، بس انا منبه عليها متقفلش تليفونها، وهي اول مرة يحصل كدا ومش تطمني عليها.

عقدت شهد حاجبيها: ماهو ممكن يكون فصل شحن، على العموم هاجرب اتصل بيها لو مردتش او تليفونها مغلق، هاتصل على واحدة اسمها سها كانت مدياني رقمها وانا فاكرة ان سجلته قبل كدا.
تنفس عم احمد قليلا ولكنه يشعر بعدم الراحة: طيب يابنتي بسرعة بس وطمنيني.
اردفت شهد : حاضر.
اغلقت شهد المكالمه مع عم احمد وقامت بالضغط على زر الاتصال وقالت: مانشوف مغلق ولا مش مغلق، ايه دا عم احمد دا نايم ولا ايه ماهو جرس اهو.

استمرت شهد بالاتصال مرات عديدة حتى اتاها صوت رجولي غريب: الو يا افندم، حضرتك مين.
عقدت شهد حاجبيها واردفت بعبوس: انت اللي مين، دا تلفون صاحبتي.
اتاها صوت الرجل: حضرتك صاحبة انسة ليلي.
نفخت شهد بضيق: اه انا، في ايه، حضرتك مين.
انا زميل انسة ليلى في المستشفى، بس يعني ممكن تيجي ضروري.
تحدثت شهد بقلق: ليه في ايه، ليلى فيها حاجة.

بصي ياريت تيجي ضروري، وياريت متقوليش لوالدها لان هو اتصل كتير على تليفونها وانا اضطريت اقفله منه، انسة ليلى اتعرضت لاغتصاب.
شهقت شهد بصدمة: يالهوي، اغتصاب، ايه، انا جاية حالا.
تاااابع اسفل
 
 






look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
  22-01-2022 12:32 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني

في المشفى.
كانت شهد تدور ذهابا وايابا بقلق واضح على صديقتها، حتى خرج الطبيب، من غرفة ليلى، تحدثت شهد بلهفة: ها يا دكتور، ليلى مالها.
حمحم الطبيب في حرج: حضرتك تعرفي ليلى؟
هتفت شهد باندفاع: اه اعرفها، انا اختها.
ضيق الطبيب عينيه واردف: بس ليلى ملهاش اخوات.
ن شهد بضيق: هو حضرتك هاتقعد تستفسر مني، انا قريبة ليلى ولا اختها ولا صاحبتها، ماتقولي حالتها.

زم الطبيب شفتيه في ضيق ومد يديه نحو شهد: انا الدكتور كريم، دكتور نساء وتوليد، ليلى بتشتغل ممرضة هنا.
مدت شهد يديها بفتور: اه اهلا، خير حضرتك مالها ليلى.

اردف كريم بحزن: ليلى خرجت من هنا باين متأخر وبعدها بساعتين لقيانها جاية مع واحد شاب وامه وكانت فاقدة للوعي وهدومها متغرقة دم وواضح من الحالة انها كانت حالة اعتداء، لما سالنا الشاب دا قال انه كان معدي مع امه مروح بيته ولقاها مرمية في شارع قريب من المستشفى فجابوها على هنا على طول، انا كشفت عليها وللاسف هي اتعرضت لحالة اغتصاب.
ضربت شهد بكفيها على صدرها واردفت بصدمة: يالهوي، يعني، يعني هي مش بن...

ابتلع كريم ريقه بصعوبة واردف بتوتر: بصي ادخليلها هي محتاجك دلوقتي، وكمان ياريت تساعديها تتكلم لان هنبلغ الشرطة.

تحركت شهد بصعوبة نحو الغرفة القابعة بها ليلى، وفتحت الباب ودلفت رأتها نائمة وعيونها متركزة على نقطة ما في السقف، دموعها تسيل بغزارة، اقتربت ببطء، وجلست على طرف الفراش ثم مدت يديها نحو دموع ليلى وازالتها، قائله بصوت حزين: ليلى.

نظرت ليلى نحوها، وظلت صامتة، بينما استطردت شهد : بصي انا عارفة انه موقف صعب، بس انتي يا حبيبتي لازم تحكيلي علشان لما الشرطة تيجي نقولهم ويمسكوا الحيوان اللي عمل كدا.
هزت ليلى رأسها بعنف وهتفت بغضب: لا، لا، لا، اوعي حد يعرف، هاتفضح يا شهد سيرتي هاتبقى على كل لسان، لا يا شهد اوعي.
نظرت لها شهد بصدمة: فضيحة ايه يا ليلى، دا حقك يا حبيبتي، لازم الحيوان دا يتمسك، انتي كدا بتسكتي على حقك.

حاولت ليلى النهوض من رقدتها، رأتها شهد وساعدتها في النهوض: انتي رايحة فين انتي تعبانة.
هتفت ليلى بتعب: لازم امشي من هنا يا شهد ساعديني، لازم اختفي من عيون الكل، انا مش هاستحمل اشوف نظراتهم ليا.

ساعدتها شهد في ارتداء حاجبها واخذتها خرجت من الغرفة ودلتها ليلى على طريق سري للخروج من المشفى، خرجوا من المشفى وساندتها شهد في السير، رغم تعب ليلى الواضح والالام التي تغزو جسدها بأكمله، لكنها اصرت على الهروب من المشفى باكمله.

بس ياض هو دا اللي حصل.
نظر له عبده بصدمة: يالهوي يعني ابلة ليلى، ماشية مشي لامؤاخذة.
حسين بتعجب: انا قولتلك كدا؟، بقولك اتعرضت للاغتصاب.
هتف عبده بحنق: يابني ماهي السبب في كل دا، يعني ايه اللي يخليها لامؤاخذة تمشي في وقت زي دا، هي بتدعو الشباب انه يعملو فيها كدا.
حسين بخبث: بس انا ايه، لولا البت شهد لو مش شفتها وهي نازلة من بيتهم تتسحب ومشيت وراها مكنتش هاعرف حاجة.

ضحك عبده بسخرية: اه يا اخويا وانت ايه حدق، دفعت للممرضة وقالتك كل حاجة.
زم حسين شفتيه بضيق: بالله عليك ما تفكرني بالخمسين جنيه حار ونار في جتتها بنت ال دي.
وتابع حديثه:
طب ايه المفروض نروح نقول لاستاذ زكريا بدام هو نايم على ودانه كدا ومش عارف اللي خطيبته بتعمله.
ابتسم عبده بغل: اه يالا، دا حتى الواجب الحارة كلها تعرف، انا بعزها والله ليلى دي، هي و ابوها اللي عامل نفسه راجل صالح، يروح يربي بنته الاول.

ضرب حسين عبدة بقدمه بخفة وابتسم بمكر: لا وكمان نفضح البت شهد، اصل انا مش طايق امها من وقت ما اتخانقت مع امي وانا هاموت وافرح فيها.

وصلت ليلى على باب منزلها واخذت نفس طويل، ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل لتجد والدها يجلس نائما على احد الكراسي بالصالون، تجمعت الدموع سريعا في عينيها، حاولت التحكم بعدم نزولها ولكنها فشلت، ازالتها بطرف حاجبها، ثم تقدمت نحو ابيها وجلست برفق على الارض وحركت يديها ببطء على يديه: بابا، اصحى انا جيت.
فتح عم احمد عينيه بتكاسل: ليلى، انتى جيتي، كنتي فين، هي شهد كلمتك ولا ايه؟

بلعت غصه بحلقها واردفت كاذبة: اه يابابا كلمتني وانا لما عرفت انك قلقان عليا جيت على طول.
ضيق عم احمد عينيه متسائلا: في ايه يا ليلى، ايه الحزن اللي في عينيكي دا.
استقامت ليلى في جلستها: ولا حاجة، دا من التعب، انا هادخل انام عن اذنك.
هتف عم احمد بحدة: ليلى دا مش لبسك اللي انتي خارجة بيه الصبح.

استدرات ليلي بتوتر: ما انت عارف يا بابا ان بسيب كام طقم غيار ليا في المستشفى، وانا هدومي اللي خارجة بيها اتبهدلت، قولت اغير وانا جاية.
ابتسم عم احمد وقال: طيب يابنتي، قومي انتي نامي، وانا هاقوم اصلي الضحى وانام شوية.

صباحا في شقة رامي المالكي.
ها يا حمزة جهزت علشان نروح النادي.
اشار له حمزة على رباط حذائه، فانحنى رامي بابتسامة وقام بربط حذائه وعقب انتهائه طبع قبلة على احدى وجنتي حمزة: يالا يا بطل ندخل نصبح على تيتة وبعدها نروح النادي.
دلف رامي ممسكا بيد حمزة الى غرفة والدته وابتسم: صباح الخير يا ست الكل.

رفعت صفاء عينيها ونظرت لابنها وحفيدها، واغلقت المصحف الشريف وصدقت بصوت عالي: صدق الله العظيم، رايحين النادي؟
اقبل عليها رامي، وطبع قبلة على جبينها وقبلة على يديها: اه يا امي، هاروح الجيم وحمزة ياخد تمرين السباحة.
اقترب الصغير من جدته وصعد على الفراش وفعل مثل ما فعله والده: صباح الخير يا تيتة يا جميلة انتي.
قهقهت صفاء على مداعبة صغيرها: انت اللي جميل، صباح النور يا روح تيتة.

وتابعت باهتمام: رامي قبل ما تنزل افتحلي التليفون على النت علشان اطمن على اختك هي قالتلي هاتكلمني يوم الجمعة.
حاضر يا ست الكل، هافتحهولك واول ما تتصل اضغطي على الزرار الاخضر زي ما علمتك.

في منزل ليلى.
كانت ليلى جالسة على سجادة الصلاة، وتناجي ربها، انهت صلاتها وقامت بخطوات متعثرة نحو فراشها، الالام تزداد في جسدها، فعينيها لم تذق طعم النوم، ظلت خائفة طوال الليل، خائفة من ما يخبئه لها المستقبل، العديد من الاسئلة جاءت في عقلها ماذا تفعل مع زكريا، كيف تختلق كذبة لكي تقوم بفسخ خطوبتها، هل يقتنع والدها باسبابها، انتفضت على صوت طرق باب الشقة وصوت زكريا: افتحي يا ليلى، افتحي.

تشبثت بفراشها وارتعدت خوفا من صوته، اغمضت عينيها تحاول السيطرة على انفاسها المرتفعة، سمعت حديث والدها له.
جرى ايه يا زكريا يا ابني، في حد يخبط كدا.
هتف زكريا بغضب: اخبط!، دا انا هاكسر البيت دا عليكوا.
هتف عم احمد معاتبا: عيب يا ابني، احترمني، في حد يتكلم كدا مع اللي اكبر منه، يا تتكلم وتقول اللي عندك يا تطلع برا بيتي.

ضحك زكريا بسخرية: والله انت غريب يا جدع يعني انت هادي كدا ولا على بالك اللي بنتك عملته.
قطب عم احمد ما بين حاجبيه مستغربا: وبنتي عملت ايه ان شاء الله.
تحدث زكريا بصوت جهوري: بنتك المحترمة ماشية على حل شعرها، امبارح واحد اغتصبها والله اعلم عمل برضاها ولا ايه، وجاية بليل عادي، اه ما تلاقيها مش اول مرا يحصل فيها كدا، تلاقيها متعودة.

ارتد عم احمد للخلف وتحدث بتلعثم: انت بتقول ايه، انت كداب، بنتي سليمة، بنتي راجعة عادي من شغلها.
تحدث زكريا بعصبية شديدة: لو مكنتش مصدقني، اسال شهد صاحبتها اللي راحت خدتها من المستشفى امبارح، ولا اقولك متسالهاش يمكن شهد كمان ماشية معاها في الخط.
في الداخل.
اغلقت ليلى عينيها بعصبية وتحدثت بصوت مكتوم: ليه كدا يا شهد ليه، اناحلفتك متقوليش لحد كدا تفضحيني.

اندفع والدها الى داخل الغرفة وتفاجئ بانها يقظة وتسمع تلك الاهانات، وقف مصدوما وحاول التكلم: انتي سامعة بيقول ايه يا ليلى.
اندفع زكريا الاخر الى داخل الغرفة واتجه نحوها وجذب شعرها في يديه وقام بصفعها حتى اختل توازنها، وظلت تحاول ان تدفعه بعيدا عنها، ولكن ما المها نظرة والدها لها، توقف زكريا عن ضربها عندما هتفت بصراخ باسم ابيها: بابا.

استدار زكريا وجد عم احمد ملقى على الارض فاقد للوعي، ابتسم بغل واردف: اهو ابوكي احتمال يموت فيها من اللي انتي عملتيه، انا هافضحك في الحارة كلها يا كلبة، انا عرفت انتي بتحبي تقضي نبطشية ليه علشان تعملي اللي انتي عاوزاه ومحدش يعرف بس شهد فضحتك وسيرتك بقت على كل لسان، دبلتك اهي يا و.
دفعها زكريا نحو الارض بعنف وخرج من البيت باكمله، قامت هي ببطء، حاولت الوصول لوالدها: بابا رد عليا
يالهوي مفيش نبض.

بحثت عن هاتفها حتى وجدته وضغطت على زر الاتصال وانتظرت قليلا حتى اتاها صوتا يشوبه القلق: ليلى انتي ازاي تمشي وانتي تعبانة.
هتفت ليلى باندفاع: مش وقته يا دكتور كريم ارجوك والدي وقع اغمى عليه وانا مش عارفة اتصرف ولوحدي.
تحدث كريم بلهفة: اديني عنوان بيتكو بسرعة.

كانت واقفة امام المرآه تهندم ثيابها حتى تفاجئت باندفاع زوج امها للغرفة: اه ياختي واقفة تتظبطي قدام المراية.
رفعت شهد احد حاجييها قائله : جرى ايه يا جوز امي، في ايه، ازاي تدخل كدا من غير ما تخبط.
اهدى يا ابو سلمى، اكيد في سوء تفاهم مش معقول شهد بنتي تعمل كدا.
ضيقت شهد عينيها بتركيز: عملت ايه يا ماما، ما تتكلمو وتفهموني.

نفض حسني يد زوجته الممسكة بيه واندفع ناحية شهد وجذبها من شعرها: بقا يابت تستغفلينا وتنزلي في نصاص الليالي وتروحي لليلى اللي ماشية على حل شعرها.
فتحت شهد عينيها على وسعها: نعم، وانتو ايه اللي عرفكو.
ضربت سميحة بكفيها على صدرها: يالهوي يعني انتي فعلا نزلتي من البيت في نص الليل.
هتفت شهد بعصبية: اه، علشان اروح لليلى المستشفى.

هجم حسني عليها مرة اخرى وضربها بعنف، حاولت شهد التخلص منه ونجحت ثم اندفعت نحو المطبخ، فتحت احد ادراجه وجذبت منه سكينا واشارته في اتجاه حسني ثم اردفت بعنف: لو ضربتني، او جيت جنبي والله لاموتك.
هتفت سلمى الواقفة برعب: لأ يا شهد بلاش شيطانك يضحك عليكي.
ضحك حسني بتهكم: انتي فاكرة حتة السكينة دي هاتخوفني يا بت.

اندفع حسني باتجاه شهد وحاول جذب السكين منها، بينما صرخت سميحة برعب، ازداد الامر سوء بين شهد المتشبثة بالسكين وحسني محاولا اخذه منها، وقفت سلمى برعب حقيقي لا تقوى على التدخل بينهم حتى شعرت بانفاسها تقل تدريجيا واصبح كل شئ اسود اللون ووقعت على الارض مغشيا عليها.
يالهوى الحقنى يا حسني، سلمى اغمى عليها.

تركت شهد السكين فور سماع جملة والدتها وذهبت مسرعة نحو سلمى، حاولت افاقتها وفشلت، هتفت برعب: باين عليها دخلت في غيبوبة السكر لازم ننقلها المستشفى.

في منزل ليلى.
هتف كريم بحزن: البقاء لله يا ليلى والدك اتوفى.
ايه؟!
تحرك كريم نحوها ببطء وامسك كتفيها واردف: انا مش عارف اقولك ايه، البقاء لله.
نفضت ليلى يديه وتحركت نحو والدها وهزته بعنف: قوم يابابا، قوم والله انا مغلطتش، بابا اوعى تسيبني، انا ماليش غيرك، والله كان غصب عني، انا حاولت اقاوم بس مقدرتش، لا انت مش هاتسيبني، قوم مين هايجبلي حقي من زكريا والكلب اللي عمل فيا كدا.

جذبها كريم بعيدا عن والدها واردف بصوت حاني: استهدي بالله يا ليلى، حرام اللي بتعمليه دا.
نظرت له ليلى واردفت بعصبية وبكاء مرير: حرام!، ومش حرام اللي حصلي، انا مبقتش بنت، انا اغتصبت، ابويا مات وفاكرني ماشية مشي بطال، ابويا مات ومش هايسمعني ويعرف ان بنته بريئة.
هتف كريم بحزن: ليلى ابوس ايدك اهدي، واستغفري ربك، يالا علشان امشي في اجراءات الدفن، اكرام الميت دفنه.

في المشفى.
الانسة سلمى دخلت في غيبوبة سكر.
هجم حسني على شهد ضربا: شفتي عملتي ايه يا بت، والله مهاسيبك عايشة.
تجمع الممرضين والدكاترة وحاولو ابعاد حسني عن شهد حتى نجحو.
هتفت سميحة ببكاء: روحي دلوقتي على البيت مش عاوزة اشوف وشك.
نظرت لها شهد بصدمة واردفت: هو انتي يا ماما مصدقة اللي هو بيقوله دا كذب، انا بنتك اعمل كدا.
هدر حسني بغضب: مسمعش صوتك يا بنت ال.
صاحت شهد بصوت عالي: متشتمش ابويا فاهم ولا لأ.

صرخت سميحة: بس بقا يا شهد بقولك روحي وحسابنا بعدين.
ماشى يا ماما انا هاخرج اقعد برا بس وهامشي لما اطمن على سلمى.
تحركت شهد بصعوبة نحو باب المشفى وجلست على احد ارصفة الطريق وحاولت الاتصال بليلى حتى تفهم ما حدث ومن اخبر الحارة بتلك القصة، ولكن لا رد.

في احد النوادي.
اهو يابابا حمزة اللي ضربني.
نظر والد الطفل بغضب لحمزة وتحرك نحوه وجذبه بعنف من وسط زملائه في التمرين وقام بضربه على وجهه حتى سقط حمزة ارضا.
انت يا اخينا، انت ازاي تتهجم على طفل كدا.
كان ذلك صوت الكابتن ، التفت اليه والد الطفل وهتف بعصبية: بقولك انت لو خايف على اكل عيشك، يبقى تخرس.
دا انا اللي هاخرسك العمر كله.

التفت والد الطفل وتفاجئ بحضور رامي، فهو قد تأكد من وجوده في صالة الجيم، قلق قليلا من منظر رامي، فكانت ملامح الغضب تملكت من وجهه وعضلات جسده، وانسحب الجميع من الساحة حتى الاطفال، فمن الواضح ان اليوم لن يمر مرور الكرام.

في المساء.
خرجت سميحة من المشفى و رأت ابنتها امامها تهرول اتجاهها، تصنعت الجمود والقسوة: انا مش قولتلك روحي، ايه مقعدك هنا.
هتفت شهد بعتاب: هو انتي يا ماما مصدقة الراجل الخرفان دا، احلفلك على القرآن ان ما حاجة حصلت من دي، بس هي كل الحكا...
نظرت لها امها عن كثب واردفت: ايه وقفتي ليه ما تكملي.
اردفت شهد ببراءة: علشان ليلى محلفاني يا ماما مقولش لحد.

جذبتها سميحة من يديها وذهبت باتجاه ممر ضيق ومظلم: لا ماهو انتي هاتحكيلي يعني تحكيلي، انا مش هافضل كدا، انتي عارفة حسني بيقول عليكي ايه جوا، براءي نفسك حتى قدامي.
امسكت شهد كتفي سميحة محاولة منها تهدئتها واردفت: يا ماما ليلى وهي مروحة من نبطشية ركبت تاكسي وراجل منه لله ضربها واعتدى عليها ورماها في نفس شارع اللي اخدها منه وفي واحد ابن حلال هو وامه معدين لقوها و جابوها المستشفى.

جحظت عيني سمحية من هول مصيبة ليلى: لا حول ولا قوة الا بالله ياحبيبتي يابنتي، طيب مين اللي قال ان...
قاطعتها شهد: ماهو دا اللي انا عاوزة افهمه ليلى مأكدة عليا مجبش سيرة لحد مين اتكلم كدا وقال الكلام دا.
فتحت سميحة حقيبتها واخرجت بعض من النقود واعطتهم ل( شهد): خدي روحي استفهمي من ليلى وبعد كدا على البيت على طول.
تحدثت شهد قائلة: طيب بس ابقي طمنيني على سلمى.

جلست ليلى تبكي وحيدة في بيتها بعد دفن والدها لم يأتي احد من الحارة في جنازته، قاطع بكائها صوت شهد الباكي: والله يا ليلى لسه عارفة دلوقتي.
قامت ليلى باندفاع باتجاه الباب واشارت عليه: اطلعي برا مش عاوزة اشوف وشك.
وقفت شهد مصدومة من هجوم ليلى: ليه يا ليلى، انتي بتكلميني كدا ليه؟
ضحكت ليلى بتهكم : بكلمك كدا ليه!، ليه يا شهد كدا، ليه تفضحيني في الحارة.

اشارت شهد على نفسها بذهول: انا افضحك!، فين دا، والله ما عملت حاجة.
صاحت ليلى بعصبية: امال مين اللي قال للحارة كلها اللي حصل امبارح، زكريا جه ضربني وقالي كلام زي السم وفضحني قدام ابويا، ابويا مات يا شهد وهو فاكرني واحدة مش مظبوطة ابويا مات يا شهد.
ذرفت شهد الدموع من عينيها: والله العظيم ما قولت حاجة لحد ولا اتكلمت.
صرخت ليلى في غضب: لأ انتي كدابة، الحارة كلها بتقول انك انتي اللي فضحتيني.

اندفعت ليلى نحو شهد وجذبتها من مرفقها واخرجتها خارج البيت واغلقت الباب في وجهها وصاحت بصوت عالي: مش عاوزة اعرفك تاني، انتي عار على اسم الصحاب.

في احد اقسام الشرطة..
انا من رأى انكو تتصالحو، اصل انتو الاتنين غلطانين.
نظر رامي بغضب للضابط المسؤول عن المحضر واردف: دا ضرب ابني قدام زمايله والكابتن شاهد والنادي كله شاهد وحضرتك تقولي غلطان.
تحدث الظابط برسمية شديدة: وانت كمان يا استاذ رامي ضربته وبهدلته والنادي بردو كله شاهد.
عقد رامي حاجبيه في ضيق: دا رد فعلي على ضرب ابني.

حضرتك مفيش رد فعل، في قسم وشرطة تيجي تعمل ضده محضر، في قانون في البلد.
تحدث والد الطفل بتعب: خلاص انا متنازل عن حقي، بس يدفعلي حق اللي صرفته على علاجي.
نظر رامي للضابط الذي تحدث بجدية: اظن من حقه حضرتك تقريبا مخلتش مكان سليم فيه.
وياترى حق التكاليف كام؟
كان ذلك صوت سامي صديق رامي المقرب.
همس له رامي: انت بتساله على تكاليف ما تسكت يا سامي.

امال سامي علي رامي وتحدث بهمس: انت ناسي جهاز تنمية المشروعات لو سمعو انك مشبوه ولا دخلت اقسام المشروع طار من ايدك.
زفر رامي في ضيق: قولت تكاليفك كام؟
ابتسم والد الطفل بخبث: ٥٠٠٠ جنيه.
جحظت عيني رامي: كام!؟

في منزل ليلى.
ردك ايه يا ليلى؟
تمتمت ليلي بالاستغفار، ثم اردفت: حضرتك واعي يا دكتور للي بتقوله، حضرتك عاوز تتجوزني يوم وفاة والدي، وياترى بقا هاتتجوزني شفقة ولا ايه؟
حمحم كريم في حرج لقد اخطأ في اختيار الوقت المناسب: لا طبعا مش شفقة يا ليلى، انتي عارفة كويس اني بحبك من سنين، من اول مرة شفتك فيها وانا بحبك، انا بس شايفك يعني وحيدة، انا خايف عليكي، انا..

قاطعته ليلى بحدة: خلاص يا دكتور، لو سمحت متفتحش معايا الكلام دا تاني لان انا مش هاتجوز نهائي.
عقد كريم حاجبيه: ازاي يعني مش هاتتجوزي تاني.
اردفت ليلى بتهكم: عادي يا دكتور، مش هاتجوز، مين هايرضى بيا وانا بالحالة دي.
اردف كريم باندفاع في كلامه: انا.
نظرت له ليلى والدموع تتجمع في عيونها: كتر خيرك، بس انا مش عاوزة.
قام كريم من جلسته بغضب: انتي لسه بتحبي اللي اسمه زكريا دا حتى بعد اللي عمله فيكي.

ازالت ليلى دموعها بقسوة: لأ، وعن اذنك بقى اتفضل علشان كلام الناس، كفاية اوي اللي بيتقال عليا.
هتف كريم بحزن: على فكرة يا ليلى انا عاوز اقولك حاجة مهمة، اوعي تفتكري حبي ليكي ضعف، بالعكس من كتر حبي ليكي بيخليني اعافر علشان اوصلك، دا الفرق بيني وبينك انا بحبك بجد لكن انتي عمرك ما دوقتي طعم الحب، لسى عرضي موجود، عن اذنك.

في منزل شهد.
تحدثت سميحة ببكاء: ابوس ايدك يا حسني وطي صوتك هاتسمعك.
نظر لها حسني بغضب: ما تسمع ولا تولع، انا خلاص بقولك بكرة بالكتير تمشي من هنا، مبقتش عاوز اشوفها.
اردفت سميحة بعتاب: اخص عليك يا حسني تمشي تروح فين دا بيت ابوها.
جذبها حسني من مرفقها بغضب: لاااا، دا بيتي انا، دا بيت حسني مش مصطفى، انتي ناسية انك بعتهولي.

نظرت له سميحة بذهول: يعني ايه، بقى بيتك من حقك تطرد البت منه، لا يا حسني انا لسى عايشة مموتش، وبعدين البت مظلومة، دي بنتي وانا مربيها كويس.

تحدث حسني بغضب: يعني ايه يا ولية انتي لسى عايشة مموتيش، هاخاف مثلا لا ابدا، دا انا ممكن اطردك معاها ولا يهمني، وبعدين ياختي انا ماليش فيه انا ليا اللي الناس بتقوله بنتك مشيت مشي بطال نزلت من البيت تتسحب ورجعت مع الابلة ليلى في نص الليل الله اعلم كانو بيعملو ايه.
حركت سميحة رأسها بعنف: لا والله، دي نزلت علش...

قاطعها حسني بغضب: اسمعي يا ولية اخر كلام هاقوله، بنتك بكرا تمشي، ماليش فيه، ولو عاوزة تمشي معاها امشي مش فارقة بس الله في سماه مانتي شايفة سلمى تاني وهاخفيها من على وش الارض، وهاقولها امك اختارت شهد ومختارتكيش، وشوفي بقا هاتتعب ازاي.

في منزل رامي.
رامي بغضب: يعني ايه يا أمي مالوش ذنب، لأ بقى له ذنب في كل حاجة، ادبست في زفت ٥٠٠٠ الاف جنيه من الهوا.
سارت رجفة في جسد الصغير واختبئ في حضن جدته، بينما اردفت صفاء: يابني اهدى، خلاص اللي حصل حصل وبعدين انت ادبست فيهم لمين، مش لصاحب عمرك سامي.

جلس رامي بتعب: يا ماما، انا داخل على مشروع وتوفير فلوس، انا بعمل دا كله لمين، مش بعمله له، علشان يكبر يلاقي اللي يتسند عليه، انا بتعب وبنحت في الصخر علشان مين، وبعدين ماشي سامي على عيني وراسي، بس انا كدا طبعي كدا، مبحبش يكون عليا فلوس لحد.

استغفرت صفاء ثم ابعدت الصغير عنها وقامت نحو ابنها وجلست بجانبه واردفت: يابني والله انا حاسة بيك، وحاسة قد ايه انت مضغوط وتعبان، وبتحاول على قد ما تقدر توفر لينا حياة كريمة وحلوة بس معلش هدي نفسك، الواد خايف من وقت ما جيت، من صوت زعيقك ونرفزتك، دا بدل ما تاخده في حضنك وتحتويه، حمزة اضرب يا رامي ووسط زمايله.

نظر رامي لحمزة، وجده ينظر له بخوف، رق قلبه واشار له يأتي، سار حمزة في خوف، حتى اقترب وجذبه رامي له: متزعلش مني، انا ربيته على اللي عمله فيك، متخافش ابوك في ضهرك.
ضم الصغير جسد والده له بقوة واردف: أنا بحبك اوي يا بابا.
ابتسم رامي واردف بصوت حاني: وانا مبحبش حد الا انت.

في منزل ليلى.
جلست تقرأ في القرأن الكريم وتبكي، لعلها تهدأ، توقفت عندما سمعت صوت طرق على الباب، قامت بتعب وفتحت، تفاجئت بام زكريا، لم تتوقع مجيئها فهي اخر شخص تتوقع مجيئه، طوال الوقت تظهر لها كرهها وعدم قبولها فكرة زواجها من زكريا، ف(زكريا ) موظف في الصحة لا تناسبه ليلى بوظفيتها كممرضة في مشفى.
تحدثت ليلى بتعب: اتفضلي يا طنط.

دلفت ام زكريا ووقفت في منتصف الصالة واردفت بصوت مرتفع: بصي ياحبيبتي، انا مش جايلك علشان اعزيكي والكلام دا انتي متستاهليش اصلا، بصي بقى ياختى هلا هلا على الجد والجد هلا هلا عليه، انتي مبقاش ليكي قعاد هنا، انا زكريا ابني زعلان ومقهور انه خطب واحدة زيك، وكل ما يعدي من تحت باب البيت يجي مقهور ودا ابني ويعز علي ابني كدا، فانا كلمت ام حسين وقولتها انا هاشتري الشقة دي منها بس شرط تكرشك برا البيت، وهي وافقت، مشوفكيش بقى من بكرا الصبح، امشي من دلوقتي مانتي متعودة على كدا، وانا مش قلقانة عليكي، انا عارفة سهل تلاقي بيت من البيوت اللي كنتي بتروحيها، عن اذنك يا حبيبتي.

وقفت ليلى مصدومة من هول الحديث، لم تقوى على الرد، جلست مكانها ودموعها تسيل بغزارة، لماذا كل هذا، هل هو عقاب ام بلاء.

في منزل شهد.
وقفت شهد بعصبية: انا كنت عارفة انك هاتعملي كدا، تبيعله الشقة ومع اول فرصة يطردني وارتمي في الشارع وبيت ابويا موجود.
بكت سميحة: والله يابنتي غصب، قالي اكتبيها باسمي علشان وصلات الكهرباء والميه وكدا، اعمل ايه؟
هدرت شهد بغضب: اعمل ايه انا، ودتيني في ستين داهية هاروح لمين يا ماما، ليلى طردتني امبارح علشان شاكة ان انا السبب في فضحيتها، اروح اقعد في الشارع.

صرخت سميحة : وانا اعمل ايه اطلق واروح بيكي فين، طب وسلمى اللي محتاجة حد يراعيها.
كتمت شهد غيظها: خلاص يا ماما، انا هالم هدومي وامشي وزي ماتيجي تيجي.
هدأت سميحة نوعا ما واردفت: بصي يا بنتي خالتك صفاء هي اختي من امي، ساكنة في، ، روحيلها وعرفيها بنفسك واقعدي معاها هي طيبة وحنينة اوي وهتاخد بالها منك.
تحدثت شهد بضعف: هي هاترضى تستقبلني يا ماما، دا انا عمري ما شوفتها.

اومات سميحة: هاترضى والله دي اطيب خلق الله بس منه لله حسني خلاني استلف منها ١٠٠٠٠ جنيه زمان ومعرفتش اردهم وحلف عليا طلاق منا مكلماها تاني، فقطعت معاها تليفونات وغيرت رقم تليفوني.
ضحكت شهد بتهكم: مستلفه منها ١٠٠٠٠ جنيه وبتتهربي منها وعاوزني اروحلها، دي احتمال تطردني او تتف في وشي.



look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
  22-01-2022 12:32 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثالث

في الصباح الباكر.
وقفت ليلى خارج سور المشفى، تأملت المشفى قليلا من الخارج، ثم اخرجت هاتفها الجوال وارسلت رساله نصية
( لو حضرتك فاضي، انا مستنية في الكافيه اللي جنب المستشفى )، ثم وضعته مرة اخرى في حقيبتها وتنهدت ذهبت في طريقها للمقهى، وعازمة في قرارة نفسها على تنفيذ ما تريده.

حزمت حقيبة ملابسها، واحكمت حجابها ومنعت نفسها من البكاء، فلا احد يساوي دمعة واحدة من دموعها، امها تركتها من اجل زوجها وابنتها، تركتها تمشي وحيدة، لا مأوى لها، ماذا ان رفضت خالتها استقبالها، حتى الامل الوحيد التي قضت الليل كله عليه تبخر بعلمها ترك ليلى للشقة وذهابها الى مكان لا يعلمه احد، اذن خالتها صفاء هي الحل، حتى تؤمن لنفسها مكان للمبيت وعملا تنفق منه على حاجتها، فتحت باب غرفتها، نظرت باعينها الواسعة وجدت امها جالسة منكبة على نفسها وتبكي، واختها تنظر لها بحزن شديد، اما ( سبع البورمبة ) حسني ينظر لها بتشفي وابتسامات ساخرة، تجاهلت نظراته وتجاهلت بكاء امها وحزن اختها وذهبت مباشرة في اتجاه باب الشقة، وقفت عندما سمعت امها تردف ببكاء : يا شهد ابوس ايدك سامحيني.

استدرات ونظرت لها بقوة: اللي بيسامح ربنا، ابقي اطلبي منه السماح علي موافقتك طردك لبنتك ورميها في الشارع عن اذنك.
خرجت من الشقة قبل سماع رد امها خرحت من البنايه متجاهله نظرات الناس لها واتجهت نحو الشارع الرئيسي، حتى تستقل سيارة الاجرة لتقلها لبيت خالتها، ودعت ربها في سرها كي يصلح لها حالها.

في الكافيه.

كانت ليلى جالسة بتوتر شديد وامامها كريم الذي كان بدوره يبتسم لها بحب، اخذت ليلى نفس طويل ثم اخرجته ببطء، وهتفت بتوتر: حضرتك ياريت تسمعني للاخر، انا جيت وطلبت مساعدة منك لانك حد محترم ووقفت جنبي كتير، انا خلاص مبقاش ليا مكان، ومستحيل ارجع المستشفى، مش هاستحمل اشوف نظرات زمايلى ليا، فا انا يعني، احم، انا كنت سمعت من زمايلي ان والدك مريض واحم متقاعد، انا ممكن اجاي اساعده وابات معاه واعطيله دوا بانتظام، وكدا.

هتف كريم بصوت حنون للغاية: ليلى انا طلبت اتجوزك علشان اعيشك ملكة لانك تستاهلي تعيشي كدا، مش عاوزك ممرضة لوالدي، والدي عنده اتنين مش واحدة، بس انا يا ليلى عاوزك مراتي، نفسي تحسي بيا.

رفعت ليلى عينيها الممتلئين بالدموع: دكتور كريم، انت ليه مش مدرك اني مش هاقدر مش علشان زكريا، لأ، علشان اللي مريت بيه مش سهل، اللي مريت بيه حاجة صعبة اوي فوق ما حد يتخيله، انا اتخاد مني اعز ما املك، انا اتبصلي من المجتمع كأني متهمة مش المجني عليها، انا ابويا مات وهو فاكرني مش كويسة، ابويا مات بسببي، ازاي ممكن تتخيل اني هاقدر اعيش واكمل حياتي واتجوز واحب عادي وبسهولة، انا ادمرت حرفيا من جوا، انا كل حاجة اتكسرت فيا، مبقاش ينفع حاجة فيا تعيش وتفرح ولا قلب ولا روح، انا بقيت جسم ماشي بيتحرك بس من غير روح.

تاهت الكلمات من كريم، ثم نظر لها بحزن: ليلى انا حاسس بيكي، بس انا موافق انك تكوني ممرضة لوالدي وتباتي معاه بس تكوني علي ذمتي، ليلى هاتقعدي ازاي في البيت براحتك مثلا، يبقى نتجوز وتقعدي براحتك وناخد هدنة نتعامل فيها كااننا اخوات، وانا اوعدك مش هاضغط عليكي وهاسيبك تقرري في الاخر انتي عاوزاة ايه.

فاجئته ليلى بسؤالها: هو انت بتحبني على ايه؟ يعني انا ليلى حتة ممرضة لا راحت ولا جت، شكلي عادي، مش غنية، انت ما شاء الله عليك عكسي في كل حاجة دكتور وشكلك يعني احم جذاب، و غني اي بنت تتمناك.

ابتسم كريم واردف بحب: انا بحب ليلى الطيبة، ليلى الحنونة، ليلى الجميلة بروحها قبل شكلها، ليلى اللي صوت ضحكاتها جذبني اول مرا جيت المسشفى، بحب ليلى الجميلة ام عيون عسلية ووشها ابيض كانه بدر منور، عشقت خصلات شعرك اللي بتتمرد من طرحتك، ليلى انا بحبك اوي، ومش مكسوف وانا بقولها، ارجوكي وافقي بجوازنا انا عمري ما اذيكي، ولا عمري افكر اهينك، بس كل اللي نفسي فيه ان لما ادخل البيت ابقى مرتاح انك موجودة فيه وعلى ذمتي.

نظرت ليلى له بقوة لعلها تستشف من حديثه عن كذب، ولكن كالعادة استطاع بهدوءه ورزانته ان يضغط عليها ويغير قرارها وتوافق على عرض الزواج حتى وان كان مؤقت او مع ايقاف التنفيذ.

في منزل رامي.
كان رامي يدور في الغرفة بغضب شديد حتى سمع صوت هاتفهه، التقطه بسرعة، وضغط على زر الاجابة، اتاهه صوت يتحدث برسمية: استاذ رامي، انا رأفت اللي مسؤل عن مشرو...
قاطعه رامي بسرعة: اه، اه، استاذ رأفت، انا اتصلت على خدمة العملا استفهم ليه حضرتك الشيك مش اتصرف لغاية دلوقتي، المكان جاهز والمعدات جاهزة واتركبت، ليه الشيك التاني اتأخر كدا.

هتف رأفت بجدية: حضرتك في مصر يا استاذ رامي، اكيد في تأخير في صرف الشيك التاني، الصبر بس بكرة بالكتير اوي هايتصرف.

تعجب رامي من رده: حضرتك، انا اتأخرت في افتتاح المشروع هألحق الموسم ازاي، طيب هألحق اجيب الخامات كل تأخير ميبقاش في صالحي، حضرتك انا حاجز ناس علشان شغل ومقعدهم في بيوتهم وعمال اقولهم خلاص هانبتدي، الناس دي بدور على اكل عيشها ولو لاقوني اتأخرت يالا السلامة، وشوف بقى لغاية ما الاقي ناس زيهم.

هتف رأفت ببرود: بالراحة يا استاذ رامي، العجلة من الشيطان، كل حاجة في وقتها، المهم علشان عندي شغل، بكرا هاصرف الشيك، سلام.
اغلق رامي المكالمة والقى الهاتف بعصبية وهتف بصوت عالي: اقوله عطلة وزفت مصالح بتتأخر يقولي انت عايش في مصر عادي، منا عارف اني عايش في مصر.

هتفت شهد بصدمة: يعني ايه الاسانسير بايظ، يعني انا المفروض هاطلع ٨ ادوار، يالهوي.
قال بواب البرج بضيق: اعملك ايه، اطلعي دا حتى طلوع السلالم رياضة.
رفعت احد حاجبيها باعتراض: رياضة!، قول قطع نفس، دول ٨ ادوار ياعم الحج، لا وكمان ايه بالشنطة، وسعلي كدا من طريقي، ما ابدا رحلة الصعود.

وقفت شهد في منتصف الادوار وحاولت تنظيم انفاسها العالية والهائجة وهتفت لنفسها: اجمدي كدا يا شوشو، اجمدي وفكري في اي حاجة اهو تنسي تعب السلم.
وصلت اخيرا وبعد معاناة لباب شقة خالتها وقفت وهندمت ثيابها وحجابها وطرقت الباب عدة طرقات، حتى فتح الباب، وظهر رامي بجسده الطويل، وملامحه الغضبة، حمحمت شهد واردفت بابتسامة عريضة: انا شهد، بنت اخت خالتو صفاء.

نظر لها رامي نظرة سريعة ثم اغلق الباب في وجهها بقوة، عقدت شهد حاجبيها واردفت: هو قفل الباب في وشي ولا انا بيتهايلي.

في بيت حسني.
كانت سميحة تقوم بغسل الاطباق ودموعها تتساقط حزنا على ابنتها، ثم شعرت بيد لطيفة تتحرك بلطف علي كتفيها وصوت حاني يهتف: انا عارفة انك كان نفسك تسيبني يا ماما وتروحي معاها بس اللي منعك مرضي.
استدارت سميحة لابنتها واندفعت نحو احضانها وبكت بصوت عالي: انا مقسومة يابنتي، بنتي ارتمت في الشارع والله اعلم صفاء هاتستقبلها ولا لأ، انا في نظرها ام قاسية وجاحدة، بس اعمل ايه ما باليد حيلة.

بكت سلمى هي الاخرى: انا كمان مقدرتش ادافع عن اختي قدام ظلم بابا، انا كمان في نظرها وحشة.
ابتعدت سميحة عنها: لا متقوليش كدا، دا هي اصلا رضيت تمشي من غير مشاكل علشان انتي متتعبيش، هي بتعمل دا كله علشان خاطرك.
دلف حسني الى المطبخ واردف بصوت غليظ: مش هنأكل احنا في سنتنا دي، العياط دا مش هايخلص.

استدرات سميحة بسرعة واوهمته انها تقوم بالطبخ وهتفت بصوت حاولت ان يكون طبيعي: اهو بعمله، اول ما اخلصه هنادي عليك.
هتف حسني بضيق: طب اخلصي ياختي، نسوان تجيب الهم والقرف.

كانت ليلى جالسة في سيارة كريم وتنظر للمارة في الطريق وشردت فيما يخبئه لها المستقبل، هل فعلا كريم يحبها، هل هو شخص طيب القلب كما يظهر لها، هي لم تعرف عنه سوا الدكتور كريم الخلوق المحترم، وبعض من الكلام المسرب عن حياته من الممرضات الاخريات، تسرب شعور الخوف والقلق الى نفسها، حتي انتبهت على صوت كريم مناديا اليها نظرت له وهتفت بوجه خالي من التعابير: خير يا دكتور.

ابتسم كريم وهتف: ايه بقولك احنا وقفنا، ووصلنا قدام المأذون، وبعدين ايه دكتور دي، اسمي كريم وبس.
هزت ليلى رأسها بنفي واردفت: لأ حضرتك بالنسبالي دكتور كريم وبس، معلش لازم يكون في تحفظ في العلاقة.
رمقها بضيق قائلا: طيب يالا، علشان ندخل للمأذون.

اه وانتي جاية ليه بقى ان شاء الله.
كان ذلك صوت رامي الغليظ، نظرت له والدته معاتبة، ثم انتقلت ببصرها لشهد وابتسمت قائلة: نورتيني يا شهد والله كان نفسي اشوفك من زمان.
ردت شهد لها الابتسامة ولكنها ابتسامة مجاملة: الله يخليكي ياخالتي، وانا كمان نفسي اشوفك.
نهض رامي واردف بغضب: انتي يا بتاعة ردي عليا، انتي جاية ليه؟

انتفضت شهد من جلستها واقتربت منه واشارت له بيديها: بص بقولك ايه اهدى على نفسك كدا، انت بتكلمني كدا ليه، هو انا بشتغل عندك ولا ايه.
ذهل رامي من جرائتها في الرد عليه: ايه قلة الادب دي، انتي ازاي تردي عليا كدا.
رفعت شهد حاجبيها باعتراض: مش انت اللي لسى مكلمني بقلة ادب، طبيعي هارد عليك بقلة ادب.

جذبها رامي بغضب من مرفقها: انا قليل الادب، طب واقسم بالله لولا اني عامل احترام لامي كان زمانك دلوقتي مع الاموات.
وقفت صفاء معاتبة كلا منهما: كدا، دي عمايل ناس كبيرة، عيب والله.
ترك رامي مرفقها وجلس مكانه: استغفر الله العظيم.
همست شهد لنفسها: مؤمن اوي يا خويا.
رفع عينيه الخضراء نحوها: اهو بصي يا امي بتبرطم وبتقول حاجة عليا.
هتفت صفاء في هدوء: اهدى يا بني، قوليلي يا شهد، سميحة مجتش معاكي ليه؟

بلعت شهد ريقها بتوتر واردفت: احم، علشان جوزها طردني من البيت.
عقدت صفاء حاجبيها: ازاي يعني طردك دا بيت ابوكي، انا فاكرة كويس والدك الله يرحمه لما اشتراه كتبه باسم سميحة علشان تفرح، بس قالها ان دي شقتك لما تكبري.
هتفت شهد في ضيق: لا ماهو حسني الله يجحمه، ضحك عليها وخلاها تبيعه له، وكرشني برا البيت.
ضيقت صفاء عينيها بتركيز: طيب معلش يابنتي، طردك ليه، هو لو عاوز كان طردك من زمان، اشمعنى دلوقتي.

شعرت شهد بالانكسار تمالكت نفسها واردفت: هو اصلا كان بيتلككلي كل يوم والتاني اهانة وضرب وفضايح، واي عريس بيجلي بيطرده من برا من غير ما اعرف، بس المرادي بقى جتله على الطبطاب.
هتف رامي بحدة: ليه ايه اللي حصل.

تقلصت ملامح شهد بغضب: علشان صاحبتي، يعتبر اعز اصحابي، ابوها اتصل عليها في نص الليل وكان قلقان عليها اكمنها يعني بتشتغل ممرضة في مستشفى، انا اتصلت عليها واحد زميلها رد وقالي انها تعبانة في المستشفى ولازم اجاي ويستحسن مبلغش والدها، وليلى دي صاحبة عمري، نزلت من غير ما حد يحس وروحت وهناك عرفت انها يعني، احم اتعرضت للاغتصاب وكدا، فضلت معاها لغاية ما خرجت، وروحنا البيت، وحلفتني ما اقول لحد، روحت نمت صحيت على جوز امي بيضربني ويزعقلي والحارة كلها عارفة الحكاية بس حد محرف فيها وقالو علينا اننا ماشين مشي بطال، بعدها روحت لليلى استفهم منها مين قال، طردتني برا البيت فاكراني السبب واني نطقت بكلمة، مع اني والله لو على رقبتي ما كنت انطق بحرف.

هتف رامي بتهكم: طب مانتي فضحتيها اهو ونطقتي بكل حاجة.
تجمعت الدموع في عينيها: انا مكنتش هانطق لولا ان طردت من بيتي وبقيت في الشارع ملياش مكان، ولما جيت هنا احتمي فيكو علشان انتو من دمي، وواجب عليا احكي الحقيقة، علشان في الاخر ميبقاش اسمي كذابة، وانتو متعرفوش ليلى، يبقى مفضحتهاش معاكو، انا بحكي السبب اللي خلى جوز امي يطردني من البيت، على العموم عن اذنكو.

هتف رامي سريعا: انتي رايحة فين، اقعدي هنا، انتي مش لسى قايلة انك من دمنا يبقى اقعدي هنا معانا، ليكي مكان تروحيه؟
هتف شهد بكبرياء: لا ماليش بس ارض الله واسعة.
نهضت صفاء من جلستها: اقعدي يا حبيبتي دا بيتك قبل ما يكون بيتنا، وبعدين معلش اتعودي علي رامي كدا هو بيغضب بسرعة وبيزعق على طول.
هتف رامي بحدة: هو انا كدا زعقت يعني.
ابتسمت شهد سريعا واردفت: خلاص انا مش زعلانة منك انت في مقام اخويا الكبير بردو.

نهض رامي سريعا والتقط هاتفهه ومفاتيحه واردف: انا ماشي يا امي، اتاخرت على الشغل، صحي حمزة وفطريه وخليه يذاكر شوية، ميقعدش على التلفزيون الا لما يذاكر الاول يا ماما.
هتفت صفاء: حاضر يابني.
خرج رامي وانتظرت شهد سماع صوت اغلاق الباب، ثم نظرت لصفاء: هو كدا وافق اقعد معاكو.
ابتسمت لها صفاء: اه طبعا وافق، رامي ابني جدع وطيب.

ردت لها شهد الابتسامة: ربنا يخلهولك، متقلقيش يا خالتي، انا بس هنام هنا ومتحسوش بيا، ومن بكرة هانزل ادور على شغل، مش هاكلفكو حاجة.
هتفت صفاء بعتاب: كدا بردو يا شهد احنا اتكلمنا في كدا، انتي قولتي بلسانك رامي زي اخوكي الكبير وكمان تشتغلي ايه، انتي تقعدي هنا تساعديني على حمل البيت.
حمحمت شهد ثم اردفت بفضول: معلش يعني هو رامي ابنك مخلف.

هتفت صفاء بحزن: اه مخلف حمزة عنده ٧سنين، بس مراته ميتة، بعد ولادة حمزة بيومين جالها نزيف بعد الولادة خطأ دكتور الله يسامحه بقى.
تمتمت شهد بصوت منخفض للغاية: علشان كدا عصبي، لازم اعذره بردو.
ثم تابعت حديثها بصوت عالي: ربنا يرحمها يا خالتي والله زعلتيني، المهم انا كنت عاوزة يعني اقولك علي حاجة.
انتبهت لها صفاء قائلة: حاجة ايه يا حبيبتي.

تحدثت شهد باحراج: انا عارفة يعني يا خالتي ان امي استلفت منك ١٠٠٠٠ جنيه ودا مبلغ كبير، واتهربت من سداده بس يمين الله ما كنت اعرف الا امبارح، بس انا اوعدك هادور علي شغل وهاسددهم ليكي على طول.

هتفت صفاء بعتاب: اخص عليكي هو انا كنت جبت سيرة فلوس يا شهد وبعدين الفلوس دي دول ورثي من المرحوم جوزي ومكنتش هاعوزهم في حاجة، انتي شايفا رامي اهو راجل قد الدنيا بيشتغل محاسب في شركة، وكمان بيفتح مشروع جديد وميمي بنتي مسافرة السعودية مع جوزها ومش محتاجة، انا لو كنت عاوزاهم كنت طلبتهم، وبعدين اختي وفي ضيقة عادي، والله انا نسيتهم.

هتفت شهد بحزن: انتي طيبة اوي يا خالتي، الا قوليلي انتي لو مكان امي هاتسيبي بنتك ترتمي في الشارع.
صمتت صفاء عقب جملة شهد، فهى في نفسها عتبت على اختها وضعفها من ناحية حسني، صمتت لان اجابتها سوف تزيد البعد بين شهد وسميحة.

عند زكريا.
اندفع زكريا الى غرفة والدته بغضب واردف: انتي يا ما طردتي ليلى من شقتها صحيح؟
لوت مديحة شفتيها بتهكم : اه ياخويا طردتها، علشان يا حنين مترجعش في كلامك وتقولي اتجوزها واستر عليها.
صاح زكريا بصوت جهوري: بس انا لسه منتقمتش منها، لسى مش شفيت غليلي منها، بنت ال مشيت قبل ما اذلها تاني وتالت ورابع، مشيت قبل ما اتجوز قصاد عينيها.

ابتسمت مديحة في خبث: ولا يهمك يا حبيبي، دا انا هاجوزك ست ستها، وهاجبلك اللي احلى منها وتنسيك ليلى وابو ليلى.
نظر لها زكريا واردف بغل: بنت ال كانت مقضياها ياما، وانا تتمنع عليا، وتقولي متمسكش ايدي الا بعد كتب الكتاب، وانا طول الوقت كنت بتقرطس.

رفعت مديحة حاجبيها باعتراض: ولا عاش ولا كان اللي يقرطسك يا حبيبي، دا انت زكريا باشا موظف في الصحة قد الدنيا، هي كانت تطولك، وبعدين هي مكنتش على ذمتك يا زكريا، دي كانت لسى في بيت ابوها، كانت بتقرطس ابوها هي، واهو ربنا عطالها ما في نيتها وابوها مات وانا طردتها شر طردة، متزعلش يا حبيب امك.

هدأ زكريا نوعا ما، ف كلام والدته له كان عبارة عن مخدر: بصي ياما، انتي من بكرة تدوريلي على عروسا وتجوزهالي فاهمة ولا لأ وعاوزها احلى من ليلى مية مرة.
قهقهت مديحة بشر: وحياتك عندي لاخلي الحارة كلها تتكلم عن جمال عروستك وادبها واخلاقها.

( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ).

رفعت ليلى ابصارها نحو كريم وجدته ينظر لها بسعادة وتتسع ابتسامته، حاولت جاهدة اخراج ابتسامتها ولكنها فشلت وهبطت مكانها الدموع، خرجت سريعا من مكتب المأذون وتوجهت نحو السيارة، حزن كريم كثيرا وانهى اجراءات المأذون، ثم خرج واستقل سيارته و ادارها دون كلام، كانت طول الطريق ليلى تبكي بصوت، وكريم يضغط بيده على محرك السيارة بعصبية ويحاول التحكم في اعصابه، حتى وصل عند منزله، اوقف السيارة على جنب الطريق وفتح درج السيارة وجذب منديلا واعطاها اياه في صمت، اخذته ليلى وازالت دموعها، ثم تنهدت بصوت عالي، استدار ناحيتها كريم واردف:.

ليلى، والدي كان عارف اني بحبك، انا طبعا اتصلت بيه وفهمته ان والدك مات وخطيبك سابك ومبقتيش قادرة تدفعي ايجار شقتك وانا عرضت عليك الزواج وانتي وافقتي، ياريت متجبيش سيرة ال...
قاطعته ليلى بعصبية: خلاص يا دكتور، متشكرة وفهمت الحكاية.
نظر لها كريم مستغربا: ليلي على فكرة انا مقولتش لوالدي الحكاية دي علشان متحسيش بشفقة من حد، ولا تحسي انك قليلة ولا تبقي حساسة، الموضوع دا سر بيني وبينك.

هدأت ليلى قليلا فهي قد توقعت انه يخفي امر اغتصابها خوفا من مواجهة والدة: طيب يا دكتور، يالا بينا.
هتف كريم بضيق: ليلى ماهو مش معقول قدام والدي تقوليلي دكتور، علي فكرة احنا هانعيش قدامه زي اي زوجين عاديين، والدي تعبان ومش عاوز احسسه بحاجة.
توسعت اعين ليلى وهتفت بتلعثم: يعني ايه يا دكتور نعيش زي اي زوجين عادين لا احنا كل واحد فينا ينام في اوضة.

ولاول مرا يغضب كريم على ليلى: انتي بتفكري ازاي يا ليلى، انا عمال اقولك تعبان ومش عاوز احسسه بحاجة، وبعدين متخافيش اوي كدا مش هنام جنبك، هنام على الارض، في اي زفت، بس والدي ميحسش بحاجة، والدي محتاج الهدوء والراحة.
صعدت الدماء لوجه ليلى وهتفت باحراج: احم، اسفة يا دكتور.
نظر لها كريم بتعجب: تاني!، دكتور، ياليلى بقولك قوليلي كريم، بصي ما بينا قولي دكتور وقدام بابا قولي كريم، اوك.

هتفت بنبرة مهزوزة للغاية، خائفة مما تقدم عليه: طيب.

عاد رامي من عمله مرهق، اخرج مفاتيح البيت وبعدها رجع في قراره تذكر وجود شهد بالداخل ابتسم ابتسامة لطيفة وهادئة ولكنها سرعان ما اختفت عندما تذكر امر ما، قام بالضغط على جرس الشقة، وما هي الا ثواني معدودة حتى فتحت له والدته.
رامي، انت اللي بترن، مفتحتش ليه؟
هتف رامي بتعب: علشان اللي اسمها ايه دي لتكون قالعة الطرحة.
اسمي شهد يا عم رامي.
كان ذلك صوتها المفاجئ من خلف والدته.
نظر لها باندهاش: عم رامي!

استدارت بخفة قائلة: اه فكك كدا مالك متنشن ليه؟
اختفت من تحت بصره، امال على والدته وهمس: هي مالها يا امي واخدة البيت لحسابها، انا شايف ما شاء الله رايحة جاية والدنيا حلوة.
ضحكت صفاء وهمست: اسكت دي عسل، انا شوفتها الصبح وقولت نكدية، لقيتها فرفوشة وبتحب الضحك، دي طابخة بايديها النهاردة، وحمزة كمان اتعلق بيها بسرعة.
هتف رامي بضيق: طابخة، يا امي قولتلك مبحبش آكل من ايد حد غيرك، بقرف.

نظرت له صفاء واردفت بعتاب: عيب يا ابني، دي مهما كان بنت خالتك.
رفع رامي حاجبيه ببرود: هو انا شتمت فيها، انا بقولك بقرف يعني دا طبع فيا.
متخافش بغسل ايدي كويس، واكلي نضيف، بكرة تتحايل عليا اعملك اكل كل شوية.
قالت كلامها وذهبت مرة ثانية الى المطبخ، بينما ابتسمت صفاء، نظر لها رامي بحدة: ماهو مش اسلوب دا يا امي، اقول كلمتين الاقيها نطالي وبترد.

تجاهلت صفاء كلامه واردفت: بقولك ايه روح يالا خد الشاور بتاعك و يالا علشان نتغدى.

وقفت في تلك الغرفة الواسعة، التي تقريبا حجم منزلها مرتين، مصممة بشكل عصري، كل شئ مهندم وفي مكانه، وهذه اول عادة عرفتها عن كريم، او الدكتور كريم وهي النظام، وضعت حقيبتها على جنب وجلست علي الاريكة بجانب النافذة، حتى دلف كريم، ونظر لها مستفهما: انتي قاعدة ليه كدا؟
نهضت مرة اخرى وهتفت بتوتر: يعني، مش عارفة اعمل ايه؟

ابتسم لها كريم واردف بلطف: تعملي ايه في ايه، خدي يالا شاور، وغيري هدومك، ولما تخلصي نروح لبابا في اوضته تتعرفي عليه وتقعدي معاه.
تلعثمت في كلامها: اه، ماشي، حاضر.
ذهبت بخطوات متعثرة نحو الحقيبة وجدته سابقها ورفعها علي السرير وقام بفتحها، ثم اردف: انا هادخل اغير في الاوضة دي، وبليل ابقي رصي هدومك فيها.
ضيقت عينيها بتركيز: ارص هدومي فيها ازاي مش فاهمة.

هتف كريم بجدية: بصي ياستي بقت موضة اليومين دول بدل الدولاب يعملو غرفة متقسمة كدا وفيها مرايات وتبقى اوضة اللبس.
لوت شفتيها بسخرية: ليه يعني وماله الدولاب اشتكى.
ضحك كريم بخفة: والله ما عارف موضة بقى.

تحركت نحو حقيبتها، واخرجت ملابسها البسيطة على استيحاء، ثم دلفت الى المرحاض، مغلقه على نفسها جيدا، لا تعرف لماذا تفعل هكذا، ولكنها شعرت في يوم وليلة بعدم الامان، افتقدت احساسه بوفاة والدها، مهما كان لطف كريم معها، يجب عليها الحذر، خلعت ملابسها بتوتر، وفتحت المياه الدافئة، واخذت حمامها، ثم لبست هدومها والتي كانت عبارة عن جيب سوداء اللون وبلوزة سوداء، قامت باحكام حجابها جيدا، ثم خرجت من المرحاض بإحراج وجدت كريم يجلس على الاريكة، يلعب في هاتفهه، رفع بصره نحوها وابتسم، حتى تلاشت ابتسامته وحل محلها العبوس: انتي ليه لابسة الطرحة يا ليلى.

وضعت ليلى يديها تلقائيا على حجابها: امال؟ملبسهاش ليه؟
وقف كريم واتجه نحوها: وتلبسيها ليه اصلا، انتي في بيتي ومفيش راجل غريب.
ردت ليلى سريعا: انت غريب.
رمقها كريم باندهاش عقب جملتها : انا غريب، انا جوزك يا ليلى.
نظرت له ليلى بتحدي: على الورق.

نظر لها كريم بغضب: مفيش حاجة اسمها علي الورق، دا كله كلام فارغ، انتي قدام ربنا مراتي شرعا وقانونا، اما بقى حكاية حقوقي الزوجية انا راجل يا ليلى عمري ما اخدها منك غصب عنك، او مش برضاكي، علشان احنا مش حيوانات، ياريت كلامك دا ميتكررش تاني، انا حافظ حدودي كويس ومش هاتعدها، بس ياريت انتي كمان تحافظي علي منظري قدام نفسي وقدام والدي، انا مش كل شوية هاطلب منك تتصرفي ازاي، انتي كبيرة وفاهمة، عن اذنك، اوضة بابا اخر الطرقة يمين.

تحركت ليلى نحو المرآة، ثم نظرت لنفسها، ترقرقت الدموع في عينيها: هو ليه مفيش حد فاهمني، محدش حاسس بيا، محدش حاسس باللي مريته، محدش حاسس انا عيشت ايه مع الحيوان دا، انا كنت بتمنى الموت في اللحظة دي بس مموتش، انا فقدت اعز حاجة البنت بتملكها، يارب، انت وحدك حاسس بيا، انا مش عارفة اتكلم، ولا اطلع اللي جوايا، يارب انا مش قد صدمة تانية في كريم، كفاية عليا صدمة موت ابويا، وصدمة زكريا، و، وشهد، شهد اللي خانتني وفضحتني، انا مش مسامحها، مش مسامحها ابدا.



look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
  22-01-2022 12:33 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الرابع

كانت تقف بهمة ونشاط في المطبخ وتقطع الخضروات للاعداد السلطة، لقد علمت من خالتها مسبقا ان رامي يعشق السلطة بجانب الطعام، شردت بذهنها الى ليلى، اين ذهبت، وما حل بها، لم تنتبه للسكين الحاد الذي بيديها، جرحت نفسها واصدرت آه خفيفة اثر جرحها، اسرعت نحو الماء، وفتحت الصنبور، وحاولت تنظيف يديها، تنهدت بتعب واردفت بهمس: جيب العواقب سليمة يارب، يارب احميها دي غلبانة وحزينة، وملهاش حد، يارب كون معاها وابعد عنها الشر.

انتبهت على صوت حمزة: بابا الحق شهد عورت نفسها بالسكينة وفي دم بينزل منها.
هتفت سريعا: لا يا حمزة انا كويسة.
اندفع رامي لداخل المطبخ بقلق: سكينة ايه اللي عورتي نفسك بيها، اوعي كدا ايدك.
سحبت شهد يديها بسرعة: مفيش حاجة في ايدي، دي تعويرة بسيطة.

جذب رامي يديها بغضب وادارها حيث الجرح وطلب من والدته علبة الاسعافات وقام بتنظيف اصبعها، تسربت الدماء الى وجه شهد من فرط الاحراج، انهى رامي عمله وقام بغسل يديه واردف بحدة: مبتعرفيش تدخلي مطبخ قولي، محدش غصبك تدخلي.
سرعان ما غضبت شهد من هجومه: لا بعرف ادخل المطبخ، وشاطرة كمان.
نظر لها بتهكم وقال: امال حضرتك عورتي نفسك ازاي يا شاطرة.

تقلصت ملامح شهد بغضب واردفت: انت بتكلمني كدا ليه، ماتهدى على نفسك شوية.

كان على وشك الرد ولكن فاجأه امتنع عن الرد وامر حمزة بالخروج من المطبخ والذهاب الى غرفته، وقفت صفاء على اتم الاستعداد لتدخل في الوقت الحاسم، انتظر رامي ثواني حتي خرج حمزة، ثم اندفع بغضب نحو شهد واردف بغيظ: بقولك ايه انا هنا ليا احترامي، اياكي ثم اياكي تفكري تقلي مني، هاديلك فوق دماغك، مش على اخر الزمن، هاتيجي انتي وتهزقيني قدام ابني واسكتلك مثلا.
اقتربت شهد وقالت بتحدي: طيب كويس انك عارف اني هزقتك.

اصطبغ وجه رامي باللون الاحمر واتسعت عينيه من وقاحتها: انتي واحدة...
قاطع حديثه صوت صفاء الحازم: كفاية يا رامي، كفاية انتو الاتنين، ايه داخلين حرب، اعتذري يا شهد لرامي، مش رامي دا في مقام اخوكي الكبير بردو
قالت حديثها الاخير بغمزة خفيفه من عينيها، انتبهت لها شهد على الفور حاولت كتم ضحكتها...
نظرت له مردفه بحزن مصطنع: صح انا اسفة يا رامي يا اخويا.

ما شاء الله جميلة زي ما وصفك ليا كريم بالظبط.
تسربت الدماء الى وجه ليلى واخفضت بصرها على استيحاء، لا تعرف شعورها بالاحراج من حديث والد كريم السيد جمال، ام محرجة من نظرات كريم لها، ساد الصمت في الغرفة، نظر جمال لكريم نظرة ماذا بها، حرك كريم شفتيه دون اصدار صوت ( مكسوفة ).
هتف جمال وقال: بقولكو قومو نامو، انا اخدت دوا واتعيشت وخلاص هنام.
هتفت ليلى بتعجب: بس لسى بدري.

ابتسم جمال بلطف: لا انا راجل كبير ودقة قديمة وبنام بدري.
نهض كريم من جلسته وذهب باتجاه ليلى وقام بمحاوطتها بيديه: طيب يا بابا تصبح على خير.
اخذها كريم وخرج من الغرفة، وفور خروجهما ابتعدت ليلى بسرعة، نظر لها كريم بضيق واردف: لدرجادي مش طايقة لمستي يا ليلى.

تحدثت ليلى بصوت منخفض للغاية: وانت لدرجادي مش حاسس انا حاسة بايه، انت دكتور، ومش دكتور عادي، دكتور نسا وتوليد، يعني انت عارف احساسي كويس، ولو مكنتش عارفه، احب اعرفهولك يا دكتور كريم، انا بقيت كارهة اي راجل، واي نظرة من راجل واي لمسة، او حتى اي همسة، سواء بقى الراجل دا انت او غيرك، كلكو واحد.

نظر لها بغضب، ثم تجاهلها ودلف غرفته، حدقت هي في اثره وغمغمت: يوووه شكلي عكيتها ولا ايه، بس انا صح لازم يعرف حدوده كويس.

في منزل رامي المالكي.
قهقهت صفاء بصوت عالي: يالهوي عليكي يا شهد، والله دمك خفيف.
اتسعت ابتسامة شهد واردفت: ماهي تستاهل ياخالتي، جاية تتنصح عليا، قمت مديها ام حسين الهبلة دي، فاكرة هاتضحك عليا، دا ولاهي ولا عشرة زيها.
ربتت صفاء علي يد شهد: بتفكريني بابوكي، كان يحب الحق زيك.

تلاشت ابتسامة شهد، ثم ترقرقت الدموع في عينيها وقالت: حتى عم احمد كان طيب وغلبان اوي يا خالتي، موته كسر حاجة جوايا، كان بيسمعني لما جوز امي يجي عليا، كان بيقويني، يعز عليا انه مات وفاكر اني فضحت بنته، انا مش كدا يا خالتي، انا لا يمكن اخون حد اكلت معاه في نفس الطبق.

صمتت صفاء عقب حديث شهد، ازالت شهد دموعها بطرف كم ثيابها ورفعت صينية الشاي واردفت بهدوء: ننسى بقى الزعل، من وقت ما جيت وانا منكدة عليكو، هاروح اطلع الشاي لرامي.
قالت صفاء: طيب روحي اوضته، وانا هاكلم ميمي بنتي على النت.

وقفت شهد على عتبة باب غرفة رامي، وتنفست بهدوء وقالت لنفسها: عامليه حلو يا شوشو، دا مهما كان اكبر منك وعيب، اي نعم هو رخم، ودمه تقيل بس هاعمل ايه، وعلى رأي المثل، ايه اللي رماك علي المر، اللي امر منه.

طرقت الباب بهدوء، ثم سمعت صوت رامي يأمرها بالدخول، دلفت بهدوء رأته يتحدث في الهاتف، اشار هو الى المنضدة، لكي تضع الشاي عليها، ذهبت ثم وضعتها ولكنها لم ترى تلك الاقلام الموضوعة بعشوائية على المنضدة، تحركت الصينية ثم وقع الشاي على الاوراق، انتبه رامي الى صوت كسر كوب الشاي، استدار بسرعة، جحظت عيناه، القى الهاتف من يده، بلعت شهد ريقها بخوف، وارتدت الى الخلف.

في منزل كريم
بدل كريم ثيابه، بثياب مريحة، ثم وضع الغطاء على الاريكة، و خرج من الغرفة، في نفس وقت خروجه، خرجت ليلى من المرحاض، لاحظت الغطاء الموضوع على الاريكة، ذهبت باتجهاها وجلست عليها حتى دلف كريم مرة اخرى بصحن من السندوتشات ووضعه امامها وقال:
كلي، انتي تقريبا طول اليوم مأكلتيش حاجة.

نظرت للاكل، ثم رفعت بصرها لكريم واردفت بصوت هادئ: هو انت زعلان مني يا دكتور، انا حقيقي مقصدتش الكلام دا، بس، بس انا...
اقترب كريم اكثر من ليلى وابتسم: انا حاسس بيكي وبأحساسك، ليلى انا معاكي لغاية اخر نفس فيا، هاخليكي تحبيني، زي ما انا بحبك.
دق قلبها بعنف وتوترت وقالت: طب ممكن انام.
همس كريم وقال: طيب كلي الاول، وبعدين روحي نامي على السرير، انا هنام على الكنبة.

هرب الكلام من على شفتيها وابتعدت ببصرها عنه، انفاسه الساخنة لفحت وجهها، ادت الى توترها، سحقا للايام، سحقا للظروف، من هي ليلى، مجرد فتاة، تعمل كممرضة في المشفى، فتاه فقدت اعز ما تملك في ثواني، ومن امامها اوسم رجل، واحن رجل، ولكن تلك الحادثة تركت اثر في نفسها، تركت الضعف، وعدم الامان، والخوف، خسرت نفسها، خسرت ابيها، خسرت بيتها، خسرت كل شئ ذاك هو شعورها، شعور صعب التغلب عليه.

ما خلاص بقى، مكنش شوية ورق وقع عليه شاي.
تقلصت ملامحه بغضب عقب جملتها: تعرفي انا نفسي اعمل فيكي ايه، نفسي اموتك، انتي ضيعتيني.
رفعت حاجبيها ببرود وقالت: تموتيني علشان شوية ورق.
فتح رامي باب الغرفة، ثم صاح بصوت عالي: ماماااا.
دلفت صفاء على اثر صوته: في ايه يا رامي.
اشار لها رامي بغضب على الورق وقال: شوفتي ست الحسن والجمال هببت ايه، كبت الشاي على الورق بتاع المشروع.

زمت صفاء شفتيها بضيق: معلش يا رامي، اكيد غصب عنها.
زفر رامي بضيق واردف: بصي خليها ملهاش دعوة بيا ولا تكلمني ولا كاننا شايفين بعض من الاساس.
رمقته باندهاش عقب جملته: يالهوي دا العقل زينة والله، مكلمكش علشان شوية ورق ممكن يتكتب تاني.
ضحك رامي بسخرية: ماهو انا اقولك ايه وانتي واحدة جاهلة مش فاهمة، دا ورق مشروعي اللي عندي اهم من واحدة زيك.
رمقته بغضب، ثم تركت الغرفة دون كلمة واحدة.

رفع رامي حاجبيه ببرود و قال: مالها دي، اتقمصت مرة واحدة ليه؟
هتفت صفاء بعتاب: ينفع يا رامي تقولها جاهلة، دي كلمة تقولها.
اتسعت عيني رامي باندهاش: هو انتي ايه يا ماما، يعني كبت الشاي على الورق اللي بقالي شهور بعمل فيه وانتي تقوليلي، بتقولها كدا ليه.
جلست صفاء بهدوء: اقعد يا رامي، عاوزة اتكلم معاك.
جلس رامي امامها وقال: خير.

قالت صفاء بحذر من ردة فعله: ميمي اختك كلمتني، والدكتورة حددت معاد ولادتها كمان شهر، ويعني قالتلي طه جوزها هايحجزلي علشان اسافرلها.
عقد رامي حاجبيه واردف: تسافريلها ليه؟
تنهدت صفاء وقالت: علشان يابني اكون معاها وقت الولادة وكمان بعد الولادة وارعى بناتها، انت عارف كويس ظروف طه الايام دي والشركة بتنزلهم على غلطة، وهو محتاج يركز علشان يثبت نفسه كويس، ولو نزلها محتاج فلوس كتير اوي ليها ولبناتها.

قال رامي بضيق: طيب وانا يا ماما ومشروعي وحمزة محتاج اللي يراعيه، هاتسيبنا ازاي.
ردت صفاء سريعا: ماهي شهد اهي ما شاء الله عليها هاتاخد بالها منكو.
هتف رامي بذهول: انتي عاوزة تسيبنا مع شهد دي لوحدنا، لا يا امي مينفعش وبعدين تاخد ايه، دي بقالها يوم واحد، وعمالة تعمل في كوارث في البيت.

اردفت صفاء بعتاب: اخص عليك يا رامي امال نرميها في الشارع، وهي ملهاش مكان، وبعدين يابني دي ظروف غصب عني، اول بس ما ميمي تشم نفسها وتشد حيلها هاتلاقيني جاية، بص يا رامي انا هاسافر السعودية لاختك، بس هاحملك امانة في رقبتك ليوم الدين وهي شهد، امها سمعت كلام جوزها حسني الكلب وطردوها من بيت ابوها، هي اه هبلة وتبان شعنونة بس من جواها غلبانة وضعيفة، وبعدين يا رامي احنا واجبنا نحافظ على لحمنا ودمنا، عاملها زي ميمي اختك.

كان على وشك الرد لولا طرق الباب ودخول شهد وفي يديها حقيبتها نظرت له بضيق، ثم حولت بصرها لخالتها واردفت: خالتي انا هامشي بقى، شكرا على حسن ضيافتكو ليا.
هتف رامي سريعا: تمشي تروحي فين؟
تجاهلته شهد ووجهت حديثها لصفاء وقالت: بلاد الله واسعة يا خالتي، هادور على مكان اقعد فيه ومتهنش فيه.
انتفض رامي من جلسته وهتف بحدة: بقولك يا شهد بصيلي وانا بكلمك، انا موتي وسمي اللي يتجاهلني.

نظرت له بتحدي واردفت: كان في حد عزيز على قلبي علمني حكمة، قالي اللي يهينك يا شهد مترديش عليه الاهانة، اتجاهليه ودا اقوى رد له.
اقترب رامي واردف بتحدي مماثل: طب كويس انك عارفة اني هنتك.
هتفت شهد سريعا بذهول: انت بتردهالي!
غمز لها رامي بخفة وابتسم: روحي ارجعي على اوضتك وبطلي جنان، تروحي فين ياعسل، بصي من اليوم اللي دبت رجلك فيه في البيت دا، مش هاتطلعي الا على بيت جوزك.

ابتسمت صفاء بلطف: خلاص بقى يا شوشو، وبعدين مين هاياخد باله من رامي و حمزة وانا مسافرة.
هتف شهد سريعا بفضول: ليه هو انتي هاتروحي فين يا خالتي؟
دفعهم رامي خارج الغرفة وقال: لا اتكلمو برا براحتكو، انا ورايا شغل كتير ولازم اخلصه.

تقلبت ليلى في الفراش يمينا ويسارا، عينيها لم تذق طعم النوم لمدة يومين، حتى النوم يجافيها، تنهدت بصعوبة، نظرت لكريم وجدته مستغرقا في نومه، قامت بهدوء من الفراش وخرجت بهدوء من الغرفة، نظرت في ارجاء المنزل الضخم، ابتسمت بسخرية على حالها، كان اقصى طموحها ان تتزوج من زكريا موظف الصحة، وتسكن في شقة مكونه من غرفة وصالة، تبدلت احلامها، وتزوجت الدكتور كريم، وسكنت في منزل ليس له اول من اخر، سألت نفسها هل هذا تعويض عن ما حدث لها، ام انها سوف تعيش خسارة ثانية، سمعت صوت يتحدث بهدوء، تحركت نحو مصدر الصوت، اكتشفت انه خارج من غرفة والد كريم السيد جمال ، طرقت الباب بهدوء ودلفت، وجدته ينظر لصورة في يديه والدموع تسيل من عينيه، شعرت ليلى بالاحراج لدخولها فهتفت: اسفة يا عمو، بس سمعت صوتك، كنت بحسب محتاج حاجة.

اشار لها ان تاتي دون ان يزيل دموعه، تقدمت نحوه ووقفت على مقربة منه، اشار لها مرة ثانيه ان تجلس بجانبه، شعرت بالتوتر ثم جلست، رفعت بصرها نحو تلك الصورة التي في يديه، وجدت امراءة غاية في الجمال، ممكسة بطفل صغير يضحك بسعادة، انتبهت على صوته، قائلا: دي ام كريم، ناني، ودا كريم وهو صغير.
نظرت له ليلى باستغراب واردفت: اسمها ناني كدا علي طول.

ابتسم جمال بحب: اه كان اسمها الحقيقي، كانت تحب اسمها اوي، لدرجة هنا في سلاسل باسمها باشكال دهب وفضة، وصتني اشيلهم لبنت كريم، ووصتني كريم لما يتجوز ويخلف بنت، اخليه يسميها ناني، ويديها السلاسل دي ليها.
حركت ليلى اصابعها على وجه ناني والدة كريم واردفت: شكلها كانت طيبة.

هز جمال رأسه مؤكدا: طيبة اوي، طب اقولك كانت اختي كريمة تدايقها بالكلام وكانت تضحك في وشها ولا تزعل ولا تشتكيلي، تعرفي ماتت وكريم عمرة ١٠ سنين، عاش عمره من غير ام، دايما يشوفها في الصور، تعرفي وهو صغير كان بيجي ياخد صورها ويقعد في اوضته يتكلم معاها، بس لما كبر، بطل يعمل كدا، معرفش نسيها ولا زهق.

ترقرقت الدموع في عينيها: مفيش حد بينسى ابوه وامه، بس تلاقيه مشغول بالحياة، بس هاتلاقيها جواه، محفورة جوا قلبه.
هتف جمال بأسف: انا أسف يا بنتي، نسيت اعزيكي، البقاء لله.
اندفعت ليلى نحو حضن جمال وبكت واردفت بصوت متقتطع: انا، تعبانة اوي، ابويا، مات، سندي، مات.

ربت جمال على رأسها وحدثها: اهدي يا بنتي، دا قضاء ربنا، احنا مش في ايدينا حاجة، مسيرنا هنموت ونشوف كل اللي بنحبهم، وبعدين ربنا بيقطع من هنا وبيوصل من هنا، ربنا اخد منك ابوكي، وعوضك بكريم، كريم ابني حنين اوي وبيحبك اوي يا ليلى، كان بيجي يحكلي عنك وعن جمالك و ادبك، بس دايما كان حزين علشان خطوبتك الاولى، بعدها جه وقالي ان خطيبك فسخ خطوبته معاكي.

تلعثمت ليلى وقالت: اه، ماهو بعد موت بابا، محدش من اهله جه عزاني ودايما امه بتعاملني وحش اوي، وهو مكنش مهتم لموت والدي وكدا، وبعدين كريم لقيته بيقولي يتجوزني الصراحة استغربته اوي، لانه والدي كان لسه متوفي.
هتف جمال موضحا: ماهو حكالي عنك، وانا قولتله لو بتحبها اتجوزها متسبهاش لوحدها يا كريم، هاتها هنا وهي هاتحبك واحدة واحدة.

اردفت ليلى كاذبة: اه ماهو طردوني من الشقة وانا وافقت لان كنت عارفة ان كريم بيحبني.
وضع جمال كفيه على وجنيتها: مالك يابنتي وشك بقى كله احمر ليه.
اردفت ليلى بتوتر: مش عارفة، انا هاقوم اغسل وشي وانام.
ابتسم لها جمال: طيب تصبحي على خير.
هتفت ليلى وهي تغلق باب الغرفة: وانت من اهله.

وقفت خارج الغرفة تنظم انفاسها المضطربة اثر كذبها المتواصل على والد كريم، هتفت لنفسها: بدأتي تكذبي يا ليلى وكل دا خوف من فضحيتك.

حاول رامي النوم ولكنه لم يستطيع، فتح نور الاباجورة الموضوعة بجانبه، وجلس نصف جلسة، وتنهد بضيق ثم هتف: اطلعي من دماغي بقى يا شهد، ياريتك ما جيتي ولا شوفتك تاني.
( فلاش باااااااك )..
اوقف رامي سيارته جنبا وترجل منها وتحدث في الهاتف: خلاص يا ماما فهمت، لو جوزها شوفته مكلموش، يالا اقفلي بقى علشان انا داخل على العمارة.

اغلق رامي مع والدته، ثم دخل العمارة وصعد اول الدرج، ونظر في هاتفه، وجد كثير من الاتصالات، وكانت من زوجته اميرة، ثم شعر رامي باصطدام جسد صغير به، رفع بصره وجدها فتاة، سبحان من صورها، ملامحها رقيقة، انفها صغير، فمها مكتنز، وخصلاتها السوداء المتمردة من حجابها، خمرية البشرة، انتبه اخيرا على صوتها.
انت يا اخينا هاتقعد كتير تتأمل فيا.
حمحم بحرج وقال: احم، معلش، اعذريني كنت باصص في التليفون.

لأ عادي، بس ابقى ركز بعد كدا.
ولمرة اخرى شرد رامي في ملامحها حتي انتبه لصوت ضحكتها مع فتاة اخرى.
دايما كدا يا شهد متأخرة.
ضحكت شهد: اه التأخير مرض فيا.
‏حدق في اثرها وغمغم: شهد.
‏رفع ‏ ابصاره للطابق العلوي، ثم صعد الدرج المتبقي و طرق الباب، مرت ثواني، وكانت سميحة تفتح الباب، دلف رامي وبعد السلامات والمحادثات البسيطة والسؤال عن حالها، والاطمئنان عليها، تفاجئ بنفسه يسألها: هي مين شهد يا طنط.

ضحكت سميحة: يووه، انت شوفتها.
ضيق رامي عينيه بتركيز وقال: اه تحت، كانت بتضحك ونازلة من هنا.
هتفت سميحة موضحة: اه اصلها رايحة المكتبه لعم احمد، بتشتغل شغلانة خفيفة كدا علشان متحتكش بحسني جوزي، اصلها ولا بطيقه وهو ولا بيطقها.
ثم تابعت: هي كلمتك على السلم.
هز رامي رأسه بنفي واردف بحرج: اصل خبطت فيا على السلم وبعدها جت صاحبتها وضحكت معاها ومشيت.

ابتسمت سميحة: اه ملحقتش يعني تتعرف عليها، شهد دي شعلة نشاط وحركة، متعرفش تقعد هادية كدا ومطيعة، علي طول بتناغشك، هي من صغرها كدا،
ثم استطردت بحزن: انت عارف ابوها كان دايما يقولي شهد دي المفروض كنت اسميها في شهادة الميلاد
شهد الحياة.
باااااااااااك.

عاد رامي من ذكرياته، ثم ابعد الغطاء وقام، ذهب نحو مكتبه وفتح درجه، ثم اخرج مجموعة اوراق، مكتوب بها بالخط العربي بحث كثيرا حتي رأها، اخيرا، الورقة التي كان قد كتب فيها اسمها، نظر لها وابتسم واردف بحب: شهد الحياة، واي حياة، الورقة دي كتبتها يوم ما روحت وشوفتك وكان وقتها من ٨ سنين، عمرك ما روحتي من بالي ولا ملامحك فارقتني ولا اسمك فارقني.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1544 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1127 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1173 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 970 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1749 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الحياة ،












الساعة الآن 01:45 PM