logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 14 < 1 2 3 4 5 6 7 8 14 > الأخيرة


20-01-2022 11:09 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10






t22027_5207زمت بشفتيها وهي تعيد خصلاتها للخلف، لاحظ حركتها تلك، فشعر بالضجر قائلاً: القهوة دي وحشة، اعمليها تاني، ولمي شعرك بعد كده.ثبتت بصرها عليه رافعة احدى حاجبيها، فقال هو بغضب مزيف ليخفي غيرته عليها: انا بقرف افرض جه حاجة من شعرك في القهوة، ده قرار اداري نفذيه علشان مش اخصملك.هتفت بتهكم وهي تجذب الكوب تضعه على الصينية: وعلى ايه المرتب مبقاش ناقص..غادرت الغرفة فزفر بقوة، اعتقد انه سيذيقها العذاب بالوانه، ولكن من الواضح ببرائتها وافعالها البسيطة التلقائية ستذيقه هو اشد انوع عذاب العشق والهوى...فصول رواية قلوب مقيدة بالعشقرواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الأولجلس بمكتبه ينتظر دخولها وبداخله خليط من المشاعر يتراوح مابين القلب الذي يعشق، التوتر الذى ينهش قبله بدون رحمه خوفًا من رد فعلها الذى يريد اخبارها به،حاول بأسعاف عقله لعله يخرجه من ذلك المأزق الذى وضع فيه ... تلك المصيبه التى أخبره به صديقه منذ اسبوعين.( فلاش باك )_انت بتقول ايه يا سمير، ايه بس اللي فكرها بيها بعد العمر ده.ابتسم سمير بتهكم: هي امتى نسيتها يا رأفت هي منستهاش ولا لحظة، ودايما عندها الامل انها تكون موجودة، وبعدين الحق عليا ان عرفت من محمود وجيت قولتلك.زفر بضيق قائلًا: يادي النيلة انا معرفش نهلة عاوزه ايه منها، ماهي عندها عيالها وامها وحياتها، بدور عليها تاني ليه!.سمير باستنكار: على فكرة هي مبدورش على حد غريب، هي بدور على بنت اختها!..رمقه رأفت بغضب قائلًا: اختها من الام !.رفع حاجبه استهجانً من حديث صديقه: وانت ايه ؟ ما انت اخو ابوها في الرضاعة وابن عمه، يعني مين احق بتربيتها، تبقى نهلة خالتها، بص يا رأفت انا بساعدك علشان انا عارف اللي حصل زمان، وكمان عارف من جواك انك بتتمنى ندى وعاوزها، انا ساعدتك رغم ان محمود صاحبي وهايزعل لو عرف حاجة زي دي، تاني حاجة مينفعش البنت بعد العمر ده كله تعرف ان ليها خالة وعيله وانت بعدتها عنهم، هاتتوجع منك وهاتكرهك.جلس رأفت ثم وضع كلتا يداه فوق رأسه هاتفًا بحزن: طب اعمل يا سمير، انا ماسك قضية كبيرة، مينفعش اسيبها واطلب نقلي، وهي كمان امتحاناتها قربت هاتنقل ازاي ؟ كان يوم اسود لما جيت من إسكندرية على هنا!.جلس سمير امامه ثم قال: بص بقى انا فكرت في حاجة مجنونة، متسالنيش ازاي جت على دماغي اصلًا، بس اهي جت وخلاص بس صدقني لو اتنفذت صح، نهلة متقدرش توصلها وهي كده كده فترة وترجع تهدى تكون انت خلصت القضية على خير وتطلب طلب نقل لاي مكان...رفع رأفت وجهه والتمعت عيناه ببريق الامل: بسرعة قولي .صمت سمير لبرهه خوفًا من رد فعل صديقه ثم تشجع قائلًا: تجوزها لمالك ..نهض رأفت وهو يرمقه بصدمه قائلًا: نعم!، مالك ؟ مش لاقي الا مالك ؟ انت اتجننت يا سمير، انت تقصد مالك الفيومي.بمكان أخر ب ( وسط البلد ) وتحديداً بجريده الحريه، كانت تعمل تلك الجميله بهمه ونشاط وتنتقل بين المكاتب بسرعه تضع المشروبات ولم تخلو ابتسامتها الهادئه من على وجهها.. التفت على صوت رئيسها في العمل يناديها.._ خديجه!..تقدمت منه باستيحاء قائله بنبره منخفضه: نعم يا ريس!.أشار لها جلال بالدخول الى مكتبه، فاطاعته ودلفت خلفه، جلس هو بمقعده ثم جذب احد اقلامه يحركه ببط وهو يقول بهدوء: والدك جه امبارح بعد ما مشيتي وطلب مني ان ارفدك.اتسعت عيناه ثم اشارت على نفسها قائله بعدم تصديق: ابويا انا يافندم.هز رأسه بايجاب ثم هتف: اه مش هو امين شرطه !.ارجعت تلك الخصله المتمرده خلف اذنها ثم قالت بتوتر: وهو بيطلب كده ياعني علشان...أشار لها جلال بالصمت ليتحدث هو: انا استغربت من طلبه، بس حقيقي فاجاني باسبابه، انه عاوزك تلجأي له وميكونش ليكي مصدر رزق تاني غيره، هو قال كلام كتير مش فاهم منه غير انك هاتجيبله العار!، حاولت افهمه انك مكافحه ومحترمه بس هو كان مُصر على طلبه.هتفت بتلعثم: طب وقرار حضرتك ايه!.أرسل اليها ابتسامه صافيه ثم قال: رفضت طبعا، انتي مغلطتيش في حاجه علشان ارفدك، حبيبت اعرفك بس علشان تبقي عارفه هو بيعمل ايه من وراكي !.رسمت ابتسامه صغيره على محياها ثم هزت رأسها متفهمه، فاشار لها لكي تغادر، وبالفعل غادرت بسرعه متوجهه للمرحاض، تفرغ به شحنتها من البكاء من افعال والدها، الم يكفيه ما عاشته من قسوه قلبه، ماذا يريد؟!، يريد قتلها بقسوته وعنفه وجفاء قلبه!، استمرت في البكاء على حالها وما حدث لها وما سيحدث لها على يد والدها، قطع بكائها رنين هاتفها فاخرجته بسرعه، مسحت دموعها حتى يتمكن لها من رؤيه المتصل، فتبين لها انها مشرفه ايلين، اجابت على الفور وبلهفه..._ ايوا يا مدام ماجده، خير، ايلين كويسه!..جائها صوت المشرفه وهو يقول بهدوء يتخلله توتر: الحقيقه ان ايلين وقعت في الجاردن ورجليها اتعورت فعاوزينك تيجي تاخديها!.وضعت يديها على قلبها ثم قالت بصوت خائف: فيها حاجه، طمنيني عليها._ كويسه والله، بس بسرعه علشان هي مش مبطله عياط وعاوزكي.اجابت بسرعه: حاضر ثواني واكون عندك..ابدلت ثيابها سريعًا، ثم ركضت صوب باب الخروج فاوقفها صوت المدير مره ثانيه .._ خديجه رايحه فين؟!.عادت له وهى تتحدث سريعا: ايلين بنتي وقعت في المدرسه والمشرفه كلموني وعاوزني بس..لم تكمل حديثها، بسببب ما أحست به، نعم!، نظرات قويه مصوبه اتجاهها تخترق قلبها وعقلها معا، تلك الرائحه تعرفها جيدًا، ذلك الاحسااس تعرفه مذاقه، حركت رأسها ببطء، فاتسعت عيناها وتورد وجهها وخفق قلبها وشل عقلها عن التفكير، نعم انه هو!، عمار، حبيبها وابن خالتها وخطيبها السابق قبل ان يصدر والدها حكما بزواجها من رجل أخر..هتفت بهمس غير مصدقه: عمار!.لم يلقي عليها التحيه ولم يصدر عنه اي رد فعل يشير على تفاجئه بها مثلما تفاجئت هى به بعد غياب دام لثلاث أعوام..فالتفت لجلال قائلًا بنبره قويه: خديجه تبقى بنت خالتي..تفاجأ جلال فقال مازحًا: بجد ياعني هاتبقي قريبه المالك الجديد للجريده.نظرت له سريعًا تستشف مدى صدق حديث رئيسها في العمل فوجدت في عيناه نظرات الكبر والتحدِ، وضعت يديها على خصلاتها المتمرده وارجعتها للخلف كعادتها عندما تتوتر، فقالت: طيب ممكن ياريس اروح اشوف بنتي ايلين..فاشار لها جلال وهو يقول بجديه: عمار هو االمسؤول عن الحضور والانصراف والامور الماليه وحاجات كتيره، تقدري تستأذني منه، عن اذنكو..وضعت يديها على عقلها تحاول استيعاب حديث رئيسها، منذ متى وعاد عمار الى مصر، الم يعمل مهندسًا في احدى دول الخليج، ما شأنه بالصحافه والجريده، ماشأنه بالحضور والانصراف..وجدت نفسها امامه مباشره وهو يقف ينتظرها، فخرج صوتها مهزوزًا: ممكن ياعمار..قاطعها هو بفظاظه غير معهوده منه من قبل: لا مش ممكن، ومسميش عمار، ومحدش يعرف انك بنت خالتي، واتفضلي على شغلك..التفت لكي يغادر فجذبته من مرفقه بعفويه وهي تقول: عمار، ايلين وقعت واتعو...نفض يديها بعنف ثم قال وهو يجز على اسنانه: تاني بتقولي عمار، في فرق في المقامات، في الحياه وفي الشغل فاسمي عمار بيه، او بشمهندس عمار زي ما تنادوا رئيسكوا هنا، وبعدين قولت لأ.انسابت الدموع من عينها وهي تقول: البنت متعوره، انا هاروحلها، ولو عاوز ترفدني ارفدني!.تحركت بسرعه صوب الباب، وقبل ان تخطو خطوه للخارج التفت ونظرت اليه، فقابلت شرارات من الغضب، تجاهلتها وهى تعبر الباب الزجاجي..اما هو فهز رأسه عده مرات يحاول تهدئه نفسه من فعلتها وتخطيها لامره بسهوله، نظر حوله وجد فتاه تنظر له بهيام وحالميه شديده، ارتفع احد حاجبيه وهو يضع يداه في جيبه وينظر لها بثقه متقدمًا منها ويلوح بذهنه خطه شيطانيه لكي يروض تلك المتمرده...باحد نوادي الرياضيه ( الجيم )..._ مالك يا باشا؟!، جسمك شادد أوي، مش مركز ليه في التمرينه...زفر مالك بقوه وهو يقول بصوت قوي: والله مش عارف..ربت مدربه على إحدى كتفيه وهو يقول بجديه: خلاص بلاش تكمل انهارده، التمرين عاوز ذهن صافي..نهض مالك وهو يجذب متعلقاته: بكره نكمل، سلام .دلف الى غرفه (تبديل الملابس) وقبل ان يجذب حقيبته، رن هاتفه باسم رئيسه في العمل رأفت.. قطب جبينه واشتدت ملامح وجهه مفكرًا بما سيقوله رأفت، انتهى الاتصال ومازال غارقًا في التفكير، حتى انتبه الى اتصاله للمره الثانيه، أجاب على الاتصال..._ ألو ._ مالك، فاضي نتكلم شويه.زفر بهدوء قائلًا: اه يافندم._ طيب انا نص ساعة هاكون في كافيه.. !.جذب حقيبته وتوجهه الى الخارج وهو يقول: انا قريب منه هاسبقك على هناك.انهى الاتصال، وهو يهمس لنفسه: ياترى عاوزني في ايه!، هايكون في ايه اغرب من اللي طلبه مني!.قضى خمس عشر دقيقه بالطريق، ثم وصل اخيرًا الى الكافيه، اختار طاوله بعيده نسبيًا عن الزحام، وجلس مفكرًا بهدوء بما حدث من قبل..( فلاش بااك ).._ طلبتني يافندم.رفع رأفت عيناه ثم أطال له النظر، أيعقل تسليم ندى لمالك الفيومي، هل يستطيع مالك حمايتها من نهله؟!، هل يضرب بمخاوفه عرض الحائط ويفعل ما خطط له صديقه سمير والكثير من الاسئله التى تهاجم عقله بقوه !_ يافندم!..انتبه على صوت مالك، تنهد ثم أشار لمالك بالجلوس، وجلس هو قابلته، قائلًا بهدوء عكس تلك النيران التى تحرق ببط في قلبه: بص يا مالك من وقت ما جيت الإدارة هنا من خمس سنين وانا بعتبرك زي ابني، وشايف فيك الرجولة والشهامة .رسم ابتسامه هادئه على محياه ثم قال: ربنا يعزك يافندم، شهادة اعتز بيها!.حمحم رأفت بحرج ثم تحدث: انا عارف انه ولا مكان ولا اللي هاطلبه منك هايبقى مناسب ليك، بس انا متوسم فيك خير .شعر بالقلق قليلًا ولكنه تحدث بثبات: تحت امرك يافندم، خير!.رأفت متوترًا: انت عارف كويس اني ماسك قضية كبيرة لتاجر مخدرات في الصعيد، واحتمال اسافر هناك اقعد فترة، انا ليا بنت، يعني هي مش بنتي، هي بنت اخويا في الرضاعة، بس بنتي اللي لو خلفت مكنتش هاحب زيها، وراها امتحانات ومش هاينفع اخدها معايا هناك، انا اصلا بحاول ابعدها عن شغلي عشان بخاف تتأذى بسببي، وممكن لو اخدتها تتأذى اكتر ...صمت قليلًا، يتنفس ببطء ثم حاول ان يرتب حديثه بدقه اكثر، اما مالك فا أحس بعدم الفهم ما علاقته بحديثه، ولكنه التزم الصمت ووجه خالي من التعابير، فعاد رأفت يكمل حديثه: انا عاوز اخفيها واحميها، انا بيوصلني تهديدات بيها على تليفوني، ومش عاوز الجهاز يعرف علشان ميضطروش يبعدوني عن القضية انا متعودتش افشل في قضية ولا اتعودت اهرب من حاجة، دايما بواجه بس هي مش قادر اواجهه بيها صعب، المواجهة هاتدمرها وهاتدمرني معاها، هاتتوجع بسببي، وانا عشت عمري علشان اسعدها..شعر مالك انه قد ابتعد بالحديث عن القضيه وبدء حديثه عن أمر ثاني أخر، لاحظ رأفت نظرات مالك، فزاد توتره وحاول أنهاء حديثه سريعا: انا ماليش اهل، ماليش الا هي، وماليش حد اطلب منه اللي هاطلبه منك ولا اثق فيه، وانا من خلال تعاملي معاك وعرفت اد انت ابن ناس وشهم، فانا بطلب منك تتجوز ندى وتبعدها عني انا شخصياً الفترة اللي هاقضيها في القضية !.تفاجئ بذلك الطلب الغريب، العجيب من منظوره، نعم زواج، وبمن؟!، ما هذا الهراء؟! تحدث سريعًا وهو يحاول استيعاب حديث رأفت المفاجئ: حضرتك بتقول ايه!، جواز!.هز رأفت رأسه وحاول ان يوضح بعض النقاط: اه تتجوزها وحتى اهلك ميعرفوش، وخليها عندك وبعد كده اتحجح باي حجة وطلقها!.زاد تعجبه، فقال مستفهمًا باستنكار: اهلي ميعرفوش!، وليه ميعرفوش، وبعدين ثواني اتحجج ليه هي مثلا مش هاتكون عارفة !.هز رأفت رأسه بنفي سريعًا ثم قال بتوتر: لا اهلك دول بالذات ميعرفوش، مش عاوز حد يزعلها ولا يكلمها بطريقة وحشة ان عمها مرخصها، هما ممكن يفكروا فيها كده، وبعدين انا استحالة اقولها على اللي بينا تزعل مني وتتكسر ندى رقيقة جدا.التوى فمه ثم قال متهكمًا: انا اسف، بس انت بتقول الكلام وبتعكسه!.نهض رأفت من مكانه وبدأت علامات الغضب تظهر عليه: انا اللي بتأسفلك ان كلمتك في حاجة زي دي اعتبر اللي قولته كأني متكلمتش!.شعر مالك بتوتره وارتباكه، وكأنه تائها ضائعا، كالغريق يريد طوق النجاه حتى يصل لبر الامان، حديثه به لمحه من الخوف عليها، أحس بانه صادق ولكن يوجد به بعض النقاط الغامضه التى اثارت القلق بداخله، لم يستطيع تفسير ذلك الغموض، فنهض ثم وضع يداه على كتفي رأفت قائلًا: حضرتك انا بعتبرك في مقام والدي، وانا عاوز اساعدك فعلًا، لو على اهلي ماشي مش هاعرفهم، بس انت فعلا كده هاتكسرها...التفت رأفت له ثم قال: بص يا مالك انت الوحيد اللي قدامي، وانا اكتر حد ادرى بمصلحة بنتي!، اتجوزها بس يكون على ورق متقربش منها ولا تلمسها وبعد شهر او تلاتة بالكتير هااتطلقها لاي سبب اخلق معاها اي مشكلة !.مالك مستنكرًا: ده جواز مش لعبة !..أصر رأفت على موقفه: وانا هاطمن اكتر لو كانت مراتك.صمت مالك قليلًا يفكر، الامر ليس سهلا، اما رأفت فكانت عيناه متعلقه بيه على أمل ان ينطق بالموافقه، جلس مالك مره أخرى وهو يقول: انا هاساعدك، بس شرط تكون عارفة، انا مينفعش اجرحها، شوف اي طريقة اقنعها بيها وانا من ناحيتي ملتزم بكلمتي معاك انه يكون على الورق!.( بااااك ).استفاق على صوت رأفت وهو يجلس امامه: اتاخرت عليك!.تحدث مالك مبتسمًا: لا عادي،محستش بالوقت!.تنهد رأفت ثم تحدث بجديه: هادخل في الموضوع على طول، انا مقدرتش اقولها ان جواز لعبة ولا قدرت اقولها ان في حد بيهددني بيها واخوفها، الصراحة لقتني بقولها على طول انك شوفتها معايا في مرة واعجبت بيها وعاوز تتقدم...حاول ان يكتم غيظه، فتحدث بعصبيه: حضرتك بتقول ايه بس، انت مدرك اللي هاتدخلها فيه انت فعلا كده بتكسرها انا مش هاقدر اكدب ولا امثل اللي بتطلبه صعب!.حاول رأفت ان يستعطفه فقال: مالك انا محتاجك فعلًا تقف جنبي انا خلاص قولتلها ومينفعش ارجع في كلامي معاها، هي تمثيلية بسيطة ولما تخلص انا احتمال كبير اقدم استقالتي واخدها واسافر بره، يعني انا مبقولكش قولها بحبك ولا كلام رومانسي، كل الحكاية قرب منها في الخطوبة !اتسعت عيناه، ولكن أكمل رأفت حديثه: يعني شهر ولا حاجة وبعدها اطلب جواز على طول واتحجج بشغلك مثلًا وقضي وقتك كله فيه، وبعدها كده هي مش هاتتعلق بيك ولا هاتحبك وهاتكون عاوزه تطلق، الستات بتكره الاهمال وانت العب على الحتة دي! .ابتسم مالك بتهكم: ماشاء الله حضرتك، مرتب كل حاجة حتى السبب اللي هاسبيها بيه!، وكانها عيلة وهاتقتنع.رأفت: ندى بسيطة ورقيقة ودايرة معارفها بتتلخص فيا انا وبس، انا مخليها تقتصر عليا وملهاش حتى اصحاب.رمقه مالك باستغراب، فأكمل رأفت حديثه: يعني علشان الشغلانة بتاعتنا دي فانا بخاف عليها!، المهم يابني انا قولتلك انا محتاجك شوف بقى هاتقف جنبي ولا لأ، ليك حرية القرار، انا قولتلها انك هاتيجي بكرة تتقدم، شوف هاتيجي ولا لأ، سلام.تاااابع اسفل




 
 




look/images/icons/i1.gif رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام
  20-01-2022 11:09 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثانيدلفت شقه ابنتها وهي تحاول جاهده ان تهدأ انفاسها العاليه بسبب اختيارها للصعود علي الدرج و ليس المصعد..._ ايه بس يا ماما طلعك السلم، وانتي تعبانه كده.جلست فوق اقرب مقعد واشارت اليها بالماء، فهرولت الاخرى بسرعه الى المطبخ تلبي طلب والدتها، وبعد خمس دقائق استطاعت اخيرًا التحدث بصوت خافت يتخلله جهد كبير: عرفت من البواب ان الاسانسير عطلان.ضربت مقدمه رأسها وهى تقول: اه صح نسيت، معلش اسفه يا حبيبتي، دماغي مش فيا!.نظرت والدتها نحو غرفه ايلين فوجدتها مغلقه، فقالت مستفهمه: هى ايلين نايمه !.هزت خديجه رأسها وهى تجلس امام والدتها قائله: اه اخدت الدوا ونامت والحمد لله بقت كويسه.امنعت والدتها النظر بداخل عيناها ثم قالت بقلق: في ايه؟!، عينيكي بتقول كلام كتير أوي، وكمان صوتك وانتي بتكلميني امبارح وعياطك قلقني، استنيت لما ابوكي راح النبطشيه وقولت اجيلك، كلام تليفون ده مينفعش.عادت الدموع تتجمع بمقلتيها بسرعه، فقالت بنبره يتخللها البكاء: عمار رجع من السفر، وكمان جه وهايبقى مديري في الشغل، وهايمسك الحضور والانصراف والشؤون الماليه، هو ماله بشغل الصحافه انا معرفش، وكان بيكلمني بطريقه زي الزفت ووحشه وهاين عليه يقتلني، كانه مش عمار ابن خالتي، وايلين متعوره جامد في رجليها ومقطعه في قلبي.تحدثت بكل ما يشغل عقلها وقلبها في آن واحد دون ان تنقطع او تاخذ انفاسها، ربتت والدتها على احدى كتفيها ثم قالت بنبره غامضه: خلاص سيبي الشغل ده.زفرت خديجه بقوه ثم قالت بعصبيه: مينفعش، هو الشغل تحت ايدي، انا هالاقي منين مكان محترم وكويس، هلاقي منين مكان محدش يبصلي فيه بنظره وحشه علشان ارمله، هالاقي فين مكان يديني مرتب ده ويحترموني كده وانا ممعيش شهاده عاليه، وكمان مصاريف ايلين ومصاريفي، معاش جاسم الله يرحمه على قد ايلين والمدرسه والتزامات البيت من ميه ونور و...قاطعتها والدتها بحزم: ما قولنالك سيبي البيت وتعالي اقعدي معانا...نهضت خديجه ثم تحدثت بعصبيه مفرطه: بيت ايه اللى اسيبه، انتي واعيه للي بتقوليه، انتي عاوزني ارجع للظلم تاني والقهر والقرف والضرب، عاوزني ارجع اشرب من نفس الكاس تاني، طب المره دي وربنا اداني فرصه وكانت طوق نجاه بالنسبالي وهربت من جحيمه، عاوزني ارجعله تاني، ياعالم بقى ربنا هايديني الفرصه دي ولا هاموت على ايده.كادت ان تتحدث لولا ان لمحت الصغيره تقف على اعتاب غرفتها تنظر لخديجه ببراءه وأعين ناعسه، فاشارت برأسها لابنتها، التفت خديجه للصغيرة ثم قالت وهى تحاول مسح تلك القطرات من على وجنيتها: مالك يا ايلين، ايه صحاكي!.اقتربت منها الصغيره وهى تفرك عيناها قائله: سمعت صوتك عالي اوي، فقومت من النوم.حملتها خديجه ثم اجلستها على ساقيها قائله: مش هاتسلمى على تيته.مدت الصغيره يديها ببراءه ل منى: اهلًا يا تيته.اقتربت منى من يديها ثم انحنت قليلا وقامت بطبع قبله فوق كفها: اهلًا بحبيبتي.ابتسمت الصغيره، ثم حولت بصرها لخديجه فرأت تلك القطرات مازالت متعلقه بجفنيها، قطبت حاجبيها ثم وجههت حديثها لمنى: هو انتى ليه يا تيته كل ما تيجي، لازم تخلي مامي خديجه تعيط.رفعت بصرها ترمقها باندهاش عقب جملتها، فهى بالفعل كل مره تأتى الى شقه ابنتها، تغادر وخديجه تبكي، متى لاحظت تلك الصغيرة كل هذا، شعرت خديجه بتوتر والدتها فقالت بسرعه لتغيير مجرى الحديث: تشربي ايه يا ماما؟!نهضت منى من جلستها وهى تقول: تسلمي يا بنتي انا لازم اروح علشان اخواتك، فكري هاتعملي ايه واستخيري ربنا.تقلصت ملامحها وظهرت عليها علامات الضيق: فكرت كتير لدرجه ان مروحتش الشغل انهارده، بس مقدميش حل الا اني امسك في شغلي بايدي وسناني..اقتربت منها ثم قامت بضمها بكل قوتها الى صدرها هامسه في اذنها: خلاص متضيقيش خلقك، واستحملي اي حاجه، وربنا يعمل اللي فيه الخير.وقفت امام المرآه تلقى نظره أخيره على ثيابهاف ابتسمت بخجل فاليوم سوف تقابل ذلك العريس المجهول، ارتدت حاجبها ثم خرجت تجلس مع عمها، من القرر وصول ذلك المجهول الساعه التاسعه والان الساعه الثامنه ونص الوقت يمر عليها كالدهر، بدأت تشعر بالتوتر فهى ولاول مره ستتعرض لتلك المقابله، فهى تقريبا تذهب الى جامعتها في وقت الامتحانات فقط، ولا يوجد لديها علاقات الا بعمها وعبده السائق الخاص بها وفتيات الدار التى تقوم بزيارتهم من حين الى أخر، اما رأفت فكان يراقب عقارب الساعه بتوتر وقلق، وبدأت الاسئله تغزو ذهنه مره اخرى وبقوه، هل سيأتي مالك ؟!، ماذا سيفعل ان بلغه مالك بعدم مقدرته بالموافقه ؟!، ماهى الخطه البديله لهذه الفكره ؟!يأخدها معه إلي الصعيد ولكن ماذا عن امتحانتها والقضيه المكلف بها، ان استطاعوا الوصول اليها تجار المخدرات من الممكن ان يقوموا بتهديده وستصبح هى الضحيه!، وفي منتصف ذلك الصراع استفاق على لمسه من يديها الرقيقه وهي تتحدث: ايه يا عمو ايدك بارده ليه هو انت العروسه ولا انا!.ابتسم رأفت بهدوء: بتتريقي عليا ياست ندى!.هزت رأسها بنفي وهى تقول: ابدا، بس شايفك متوتر!..رمقها رأفت بحنان أبوي: كل مافتكر انك ممكن تتجوزي وتبعدي عني ازعل!.ابتسمت بخجل قائله: احنا فين والجواز فين، احنا لسه يادوب في مرحله التعارف.قاطع حديثهم رنين جرس الباب، نظر رأفت الى ساعته،: العريس مواعيده مظبوطه بالثانيه!.ثم اشار اليها على المطبخ: تروحى هناك ومتطلعيش الا لما اجيلك يالا.امتثلت ندى لامره اما هو فاتجه الى الباب وقلبه يدق بعنف امالاً ان تسير خطته بنجاح، فتح الباب فوجد مالك يقف امامه يرتدي قميصا من اللون الابيض وبنطلون من خامه الجينز و بيده باقه ورد و شكولا من النوع الفاخر، ابتسم رأفت ثم احتضنه: شكرا يا مالك بجد.ابتسم مالك بهدوء: متعودتش الاقي حد في محنه ومقفش جنبه، مع كامل اعتراضي للطريقه دي!.لانت ملامح رأفت بعدما أعلن مالك بموافقته فقال: اعتبرها مهمه ولازم تنجح، المهم الطريقه تعدى على خير، ادخل.دلف مالك ثم جلس حينما أشار له رأفت، اما رأفت فانحنى بجذعه العلوى هامسًا: هاروح اناديها زي ما تفقنا قبل كده، حاول متكسرش بخاطرها في يوم زي ده.غادر رأفت يناديها، اما مالك فهمس لنفسه متعجبًا: مين هايكسر بخاطر مين!.دلفت ندى وكانت ترتدي ثياب مكونه من بنطلون جينز وبلوزه سوده مائله للمناسبات وعليها حجاب من اللون النبيتي وحذاء ذو كعب عالى من نفس لون الحجاب، رمقها مالك بنظره سريعه من اخمص قدميها وصولًا الى وجهها، والى هنا ولم يستطيع ابعاد عيناه عن ملامحها الرقيقه، بيضاء وعيانها باللون العسلي الصافي، انفها اليوناني الدقيق و المناسب بشده لملامحها الطفوليه، ووجهها صافي وهادئ وخالي من اي مساحيق تجميليه، رقيقه تلفت نظر أي شخص، وبدء يسأل نفسه متعجبًا كيف لهذه الجميله ان تظل هكذا من دون احد بحياتها الا يوجد أحد في محيط حياتها يعجب بها او هى تعجب بأحد، هل قلبها صافي مثل صفاء وجهها الذي يجذب الناظرين اليها !، كان في بدايه الامر مجرد سؤال ولكن وجد نفسه يغوص في بحر من الاسئله ويتعلق ذهنه بها حتى في حضرتها، نهر نفسه بقوه وتذكر مهمته، وما اتى به الى هنا!.اما هى فجلست بخجل بجانب عمها، فقطع رأفت ذلك الصمت متحدثًا: اقدملك المقدم مالك الفيومي، من اكفأ الظباط عندنا في الاداره على مستوى المهنى وعلى الشخصي كمان، انا بعزه جدا..رفعت عينيها ترمقه وتلقى عليه التحيه، فاتضح اليها طوله حتى وهو جالس، وسيم لدرجه يمكنه ان يصبح رجل مافيا او نجم سينمائى حتما ستقع الفتيات في حبه من النظره الاولى، بدايه من شعره ولونه المزيج بين العسلي والاسود، ذلك الشارب المناسب للوجهه واعطاه هيبه ووقار ووسامه فوق وسامته وعيناه التى تشبه لون عيناها، فهذا هو القاسم المشترك بينهم، اما بشرته فكانت حنطيه، من المقابله الاولي شعرت بانه قد جذبها وجعل ذلك العضو الذي يقع في الجهه اليسرى يدق بقوة ..حاولت ان تقوم بتهدئه نفسها و ان تتحكم في انفاعلاتها التي سوف تفضحها ...استفاقت على حديث رافت الذي اربكها بالتأكيد: ندى انا هاسيبك مع مالك تتكلموا شويه ووتتعرفوا على بعض.ماذا ... ماذا حدث جعله يتحدث هكذا؟!، بهذه السرعه يجلسون معًا ووحدهم، شعرت انها تائهه حاولت تستنجد بعمها بعينها ولكنه تركها وغادر، عادت بسرعه تخفض بصرها ارضًاوبدأت بهز ساقيها بتوتر!، أحس مالك بها، ولعن تلك اللحظه اللي وافق فيها على هذه الجريمه!، الى هذا الحد تصل به الوقاحه و يظلم فتاه وهو لديه شقيقتان لما يقوم باذيه نفسه وقبل ذلك اذيتها هيا .. حاول ان يتخطى تفكيره التى في الاونه الاخيره حتما سيقتله،وتحدث: ازيك يا انسه ندى!.رفعت عيناها تنظر اليه بخجل: الحمد لله!.خرج صوتها ضعيف ومهزوز...تحدث مالك وكانه شخص آلى يقوم بالقاء حديثه دفعه واحده دون شعور او احساس: طبعا عمك قالك ان شوفتك قبل كده وعجبتني فقولت اجاي اتقدم!.أحست ندى بالجموديه بحديثه، لم تشعر حتى بشعور بالاعجاب منه فقالت: اه.رمقها باستفهام: اه ايه؟!، موافقه نتجوز!.كان يقصد بحديثه بالغاء فتره الخطوبه، ويعجل من زواجهم، معتقدًا انه بتفكيره هذا انها لن تتعلق به بسرعه!.رمقته بتعجب ثم قالت باستنكار: جواز على طول!، مش لما نتعرف على بعض الاول، وبعدها نقرر خطوبه ولا لأ.التزم الصمت لفتره قصيره حتى يستطيع ان يفكر بأمر الخطوبه التى ستوقعه بمشاكل واكاذيب كثيره، وبعدما لاحظ نظراتها فتحدث بضيق حاول ان يخفيه: احنا نتعرف في خطوبه وياريت متكونش طويله!.عقدت حاجبيها بتفكير، حديثها كان واضح وصريح،قالت فتره تعارف ثم خطبه ثم زواج، لما تعدى هو فتره التعارف وقرر انها ستكون خطبه!، ولما يتحدث معاها كانها عسكري لديه، قررت ان توضح وجهه نظرها اكثر لعله يتفهمها اكثر من ذلك فقالت: هو انا معرفش انت مين، ولا اهلك فين، ولا اي حاجه علشان ياعني نتخطب!.التزم الصمت امامها ولكنه همس لنفسه بضيق: جينا للغلط وبدايه الكدب.لاحظت صمته فرمقته باستفهام، تحدث: بصي انا وحيد ومش ليا الا جدتي وخالي عايشه في الامارات، وبتنزل كل فين وفين، فاعتبريني وحيد وعايش لوحدي فعاوز اتجوز بسرعه واقرب وقت، انا زهقت من الوحده اللي انا فيها.شعرت بالشفقه عليه لانه تقريبا يمر بنفس حالتها فمن الاكيد والده ووالدته متوفيين مثلها، هما الاثنين يمرون بذات القصه، ستعطى لنفسها فرصه التقرب منه، ومعا يقوموا بتعويض ذلك النقص لديهما، فابتسمت بحزن وقررت ان تنهى حده التوتر بينهم وتتحدث باريحيه: وانا كمان مش ليا الا عمي وبس.بادلها تلك الابتسامه ولكن المختلف هنا انه حزين على ما وصل اليه من كذب فقال: ربنا يخلهولك، بصي بحكم ان ظابط فانا راجل دوغري، بقول المفيد، انا حاليًا فكرت في الارتباط والجواز، وشوفتك و عجبتيني فقررت اتقدم رسمي ويبقى كله في النور واتجوز، وبعدين ياعني مش حاجه غريبه اللي بطلبه!.هزت رأسها بخجل: طيب ناخد فتره نتعرف على بعض!.مالك بحسم: فتره دي هانعتبرها خطوبه علشان اقدر اجاي ونخرج مثلًا علشان عمك وكده!.مطت شفتيها باستسلام، اما هو فكان منشغلًا بسب نفسه على ما يتفوه به، ما هذا الهراء!..اما رأفت فكان منشغلا في المطبخ بالحديث مع سمير في الهاتف:_ ها ياعني مش سامع حاجه!.نهره رأفت بحده خفيفه: انت اتجننت ياسمير هاقف واتصنت، مش كفايه اتهببت ومشيت وراك، انا اصلا مش عارف ايه اللي بهببه ده، والله حاسس ان قليت في نظر مالك._ مش احسن لما نهله تعرف مكانها، المهم قضيتك تخلص على خير ونهله تسكت، وانت اطلب نقل..قاطعه رأفت: لأ انا هاستقيل نهائي واخدها واسافر كندا، هى نفسها تسافرها، هاقضي اللي باقيلي من عمري معاها.._ انت حر في قرارك يا صديقي!.اخرج تنهيده قويه من صدره ثم هتف: يالا هاقفل واروح اشوفهم.أغلق رأفت الاتصال ثم ذهب اليهم فوجد ندى مبتسمه وتتحدث باريحيه مع مالك، أحس قليلا ان الامور بدأت تسير كما خطط له هو سمير ...بأحد النوادي.._ ليله، ليله!.التفت خلفها بسرعه وابتسامه ترتسم ببراعه فوق شفتيها، تقدمت عده خطوات بسرعه وهى ترمقه بحالميه شديده: مازن، ازيك..زفر بضيق قائلًا: ازيك ايه بس يا ليله، قوليلي وحشتني ولا اي حاجه!.اصبغ وجهها باللون الاحمر لخجلها من حديثه، فقالت بتحذير خفيف: مازن، احنا قولنا بلاش الكلام ده، انت ناسي اتفاقنا.شدد على خصلاته البنيه القصيره، قائلًا بحنق: مش ناسي، نفسي بقى تكبري وتدخلي جامعه .رفعت يدايها سريعًا، تناجي ربها: يارب، انا بعمل اللي عليا، نفسي انجح وبمجموع عالي وافرحكو..ضحك مازن ليقول بمزاح: لأ هو انتي لو سقطتي انا كده كده فرحان بيكِ، المهم انا جتلك علشان اديكٌ الشوكلت دي .نظرت الي يده الممدوده وجدت بها علبه بيضاء اللون، محكمه بشريط أحمر، اتسعت عيناها بفرح، ثم تحدث بهمس: علشان بس قمري تعرف تذاكر حلو، بلاش حبيبتي لتتحولي !كتمت ضحكتها بصعوبه ثم هتفت بجديه زائفه: ايوه كده شاطر، يالا بقى امشي قبل ما يارا تيجي وتشوفنا.هز رأسه بايماءه خفيفه قائلًا: حاضر هامشي وانتي لو احتاجتي اي حاجه في المذاكره تحت امر البرنسيسه، كلميني واتس، باي.رفعت يدها تحركها بالوداع، اما قلبها كان يرفض وداعه المؤقت متمنيًا بقائه فتره اكبر...خفضت بصرها لتلك العلبه مره اخرى تتاملها بهدوء، ولكن قطع تاملها صوت تعرفه ظهرًا عن قلب.._ بتعملي ايه يا قمر..رفعت بصرها بسرعه، اتسعت عيناها لرؤيته، لقد غاب اكثر من شهرين دون اتصال او اي اخبار عنه، قفزت بفرح، وتتعالى ضحكاتها: ابيه فارس وحشتني.تلقاها باحضانه، مبتسمًا: وانتي كمان وحشتيني، عامله ايه؟!.ابتعدت عنه قليلا وكعادتها تحدثت دون انقطاع: انا كويسه، ده كله متسالش علينا، دي مامي زعلانه منك أوي، بنعرف اخبارك من ابيه مالك، واكلمك واتس تشوف كلام متردش لا لا، انا زعلانه منك خالص.قرص احدى وجنيتها، مداعبًا اياها: في حد زعلان ابتسامته من الودن دي للودن دي، امال لو مكنتيش زعلانه!.ضحكت بخفه قائله: انا كده مبعرفش ابوز في وش حد!.لاحظ انها مازالت متمسكه بعلبه بيضاء اللون بيديها، فقطب جبينه متسائلًا باهتمام: علبه ايه دي، هديه من حد؟!.تلعثمت قليلا في اجابتها وحاول عقلها باسعافها للخروج من ذلك المأذق: دي، ياعني هديه من...قاطعها هو قائلا: معلش يا ليله ثواني بس، صاحبي هاسلم عليه..هزت رأسها بالموافقه، وفور تحركه تنفست الصعداء لخروجها من ذلك المأذق بسهوله دون ان تضطر ان تكذب، التفت خلفها وجدته يتحدث مع صديقه باهتمام، فوضعتها في حقيبتها واحكمت غلقها جيدا.._ أنتي اتجننتي، إزاي تحضنيه بالشكل ده.انتفضت برعب: يالهوي في إيه يايارا، في حد يخض حد بالشكل ده!.تجاهلت حديثها وعادت تكرر ما قالته من جديد ولكن بنبره أشد حده: أنتي مجنونة إزاي تحضنيه كدة، اياكي تتكرر..قطبت ما بين حاجبيها مستنكرة هجوم يارا العنيف: ده أبيه فارس، أخويا وفي مقام أبيه ...نهرتها بعنف قائلة: اخرسي مفيش حد زي أخوكي، حتى لو ده.اتسعت عيناها بصدمة، فوضعت يدها تتحسس جبهتها للاطمئنان عليها: أنتي كويسة يايارا.نفضت يدها بعيدًا قائلة بحسم روحي غيري هدوم التمرين يالا خلينا نمشي، النادي كله بقى خنقه.تحركت ليلة محتفظة بتلك النظرة المستنكرة لرده فعل يارا..أما يارا فجلست تحتسي كوب القهوة لعله يهدأ ضربات قلبها المتسارعة، متجنبة النظر لسارق قلبها وعقلها معًا، لمحته بطرف عينيها يتقدم منها بهدوءٍ وتروٍ راسمًا على وجهه ابتسامة جميلة، حاولت أن ترسم قناع الجمود والقوة على وجهها وعدم الانسياق وراء غزله ونظراته التي تخترقها بسهولة فتربكها وتظهر مدى ضعفها وعشقها له .._ وحشتيني والله يايارا..كادت أن توبخه ولكن قررت عدم الرد والتركيز في القهوة والبخار الذي يتصاعد منها تزامنًا مع تصاعد الأبخرة من قلبها لتفوهه بكلمة "وحشتيني"، ابتسم هو بعذوبة فقرر مشاكستها: بس معرفش إنك بتغيري عليا أوي كدة...التفتت برأسها نحوه قائلة باستهجان: نعم؟!، ده اللي هو إزاي وأغير عليك ليه، وأغير عليك من مين!.دوت ضحكاته في أرجاء المكان، فاقترب بجسده قليلًا منها قائلًا بخفوت: من ليلة أختك، اللي هي تعتبر بنتي ومربيها على إيدي، مش أنتي كنتي بتزعقليها علشان وقفت معايا وحضتنتي.توترت قليلًا، لتقول ببلاهة: أنت سمعتني إزاي، أنت كنت واقف بعيد عننا ...هز رأسه بنفي، ثم غمز بإحدى عينيه: مسمعتش ومش محتاج أسمع أنا كل اللي عملته وبعمله لما بتكوني موجودة في مكان، بركز مع شفايفك بس...توردت وجنيتها من حديثه، فنهضت بسرعة تترك المكان بأكمله قبل أن تنصهر وتعترف بحبها لذلك الوقح.أما هو فازدات ابتسامته، فهروبها بهذه السرعة تؤكد أنه مازال يؤثر بشكل كبير وقوي عليها، ومازالت حضرته لها تأثير طاغي عليها، راقبها بعينيه حتى اختفت تمامًا عن أنظاره، أخرج تنهيدة قوية من صدره تعبر عن مدى عشقه واشتياقه لها، وها قد عاد من جديد ليتذوق مرارة عشقها، ويعود كما كان يراقبها من قريب أو بعيد، مستغلًا أي فرصة تتواجد بها، مقتصرًا أي مسافة قد تبعده عنها، محاولًا مراضاتها حتى تعود الأميرة وتتنازل وترضى عن ذلك الحب الذي كُتب عليه الشقاء والتعب.دلف شقته بعد يوم طويل وعمل مجهد، لاول مره يخوض هذة التجربه، ماشأنه هو وشأن الصحافه، ابتسم بسخريه على حاله، لقد كرس حياته لاجلها قديمًا، وها هو يكرس حياته الان لاجلها ولكن الفرق واضح، قديمًا كان العشق يحركه اما حاليا كرهه لها مسيطرًا عليه ويحركه كيفما يشاء حتى لو جعله يتنازل عن عمله وطموحاته وما حققه من انجازات خارجًا، وعودته لبلده ودخوله لمجال غير مجاله ويجازف بماله واحلامه...وصل الى غرفته وقرر ان يأخذ حمامًا ساخنًا لعله يهدأ من تفكيره ووجع قلبه، دلف الى المرحاض وبدأ في خلع ثيابه ولكن توقف للحظات امام المرآه ينظر لنفسه بغرابه شديده، وكأنه لاول مره ينظر لملامحه منذ سنين، تغيرت وصارت حاده اكثر، وعيناه التى كانت تفيض بالحنان على حد قولها قديمًا، أصبحت قاسيه يملؤها الجفاء، ملامح وجهه باتت انحف من قبل والاهم من ذلك تلك العقده التى تتوسط حاجبيه بقيت ثابته لا تتغير حتى عند ظهور ابتسامته، ابتسامته اين هى ؟ حتى هى اختفت مع اختفاء حبها من قلبه المسكين، حاول ان يبعد ذكريات الماضي عنه ولا تتداهمه حتى في وقت استرخائه ولكنها عادت من جديد تسيطر عليه وتعيده لما حدث منذ عامين، عندما تلقى اكبر صدمه بحياته وجعلته بسابع ارض ...( فلاش باك) ..دوله الامارات وتحديدًا باحدي الشقق المستأجره لمغتربين.وقف بعصبيه وهو يقول بصدمه: ياعني ايه يا ماما هو ده كان لعب عيال، ده اتفاق رجاله.تحدثت والدته عبر الهاتف: والله يابني ما اعرف، لقيته جايلي يديني الدهب والموبايل بتاعها ويقولي كل شئ نصيب، ولما حاولت افهم قالي انه قرر يجوزها لظابط فى الجيش، حاولت اتصل بخالتك تليفونها مرفوع من الخدمه، وانت عارف المسافه من اسكندريه للقاهره ورجلي مش هاقدر اسافر لوحدي اشوفهم...ارجع خصلاته المتمرده على جيينه للوراء بعصبيه: على جوز خالتي ده عمره ما كان راجل ابدا، انا هاحجز واجاي، ويا نا يا هو...اغلق اتصاله سريعًا قبل ان تحاول والدته ارجاعه عن قراره، دلف الى غرفته يبدل ملابسه، حتى يعود الى عمله ويقطع مده عمله، دلف خلفه صديقه في الغربه وزميله في السكن سامح قائلًا: يابنى انت بتعمل ايه، ه تترفد ومستقبلك يضيع!..وقف عمار فاجأه عن تبديل ملابسه، وهتف وهو يشير الى قلبه: و ده يتكسر ويعيش في عذاب بسبب قرار راجل متخلف، مش مشكله يضيع مستقبلي هاقدر ابنيه تاني، بس هى لو ضاعت مش هاقدر ارجعها، انا بحبها يا سامح وهانزل واقف في وش ابوها المتخلف ده!.قال سامح بأمل: يارب تلحق يا عمار، وميبقاش مستقبلك ضاع على الفاضي!.همس بحزن دفين: يارب يا سامح، يارب( بااك )عاد من ذكرياته على اندفاع الماء البارد على جسده بقوه، مع شهقه قويه صدرت منه هامسا بعدها: غبي كان لازم اسمع كلامه، كان الوجع كان هايبقى اخف واهون من اللي انا حاسه دلوقتي..عند ندى...دلف رأفت عليها الغرفه فوجدها تتوسط فراشها وعلى وجهها ابتسامه جميله وبيديها تلك الروايه تقرأ بها كعادتها كل مساء: هتنامي يا ندى!.اعتدلت في جلستها قائله: اه ياعمو، في حاجه.جلس رأفت بجانبها: مسالتكيش ايه رايك في مالك.ندى بخجل: عادي باين عليه انسان مهذب ومحترم، بس الا قولي ياعمو مش كده احنا بنتسرع ده عاوزنا نشتري دبل خطوبه بكره!.حاول ان يكون ثابتًا ويعطيها اجابه تنهى ذلك التوتر لديها: لا عادي، هو راجل جدًا وبعدين في ناس كتير بتتجوز بالسرعه دي انتي بس الي دايره معارفك مش متوسعه، المهم انا هاسيبك تخرجي معاه بكره تنقوا دبل براحتكوا، علشان تاخدوا على بعض اكتر، مالك محترم وانا بثق فيه زي ما بثق فيكي.هزت رأسها وسكتت، اما رأفت فتركها وغادر الغرفه وهي جذبت الغطاء عليها ونامت ثم وضعت يديها على قلبها: يارب ريح قلبي من القلق اللي انا فيه ده!


look/images/icons/i1.gif رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام
  20-01-2022 11:10 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثالثنظرت بحيره لخواتم الخطبه لهما بريق لامع جعلها تبتسم بحب، اطالت النظر والتدقيق بهما، حتى زفرت بخفوت ثم همست: مالك.التفت نحوها سريعًا وتسارعت دقات قلبه لتفوها باسمه بهذه النبره: نعم!.سألته باهتمام: انت مشغول، او فيك حاجه نمشي ونيجي في وقت تاني!.قطب ما بين حاجبيه قائلًا: ليه بتقولي كده؟!.حولت بصرها نحو الخواتم: مبتختارش معايا ليه!.نقل بصره هو ايضًا قائلًا: اه، معلش يعني قولت دي حاجات بنات وبلاش افرض رأي .ابتسمت قائلة بنبرة هادئة: لا انا هكون سعيدة لو نقيت معايا!.اطال النظر نحوها مدققاً وبداخله يأنب نفسه على ما سيفعله بهذه الرقيقه، من الواضح انها لا تستحق فعلته الحمقاء بها، نظر للخواتم مرة اخرى، لفت نظره خاتم رقيق ويشبها جدًا في رقتها، أخذه دون تردد ثم جذب يديها بتلقائية: خدي البسي ده.رجفة هاجمت جسدها لفعلته تلك، شعور بالخجل تملك منها فتوردت وجنيتها، وضعت الخاتم باصبعها باصابع مرتعشة، ابتسمت بسعادة: الله ده جميل في ايدي.مالك ببرود: مبروك عليكي .نهض من مكانه ثم وجهه حديثه للبائع: هناخد ده خلاص، شوف حقه كام..دققت النظر به، ومازالت تلك الابتسامة على وجهها، لم تعرف مصدرها ولكن شعور غريب بدء يتملك منها جعلها بسابع سماء، انتبهت لحديثه مع البائع، فقامت بخلعه حتى اشار اليها مالك قائلًا بفتور:_خلاص، لبستيه،متخلعيهوش مش ضروري نعمل حفلة انا معنديش حد يحضر، والحاجات دي شكليات.رمقته بضيق، فقررت ان تتجاهل حديثه وان تصر على قرارها وهو أقامة حفل خطبة بسيط، فقالت: مش هانجيب دبلة ليك!.نظر لها مستنكرًا قائلًا وهو يشير على نفسه: دبلة !، لا بصي انا مبحبش البس حاجة في ايدي عندي حساسية، و زي ما قولتلك الحاجات دي شكليات، يالا اروحك علشان عمك ميقلقش عليكي.انهي الحديث سريعًا تجنباً للجدال معها فهو يعلم تمام العلم انه سوف يتخلى عن قراره ويلبى طلبها على الفور ولكنه يجب ان يفعل ذلك، يجب ان يمنع حدوث ذكريات بينهم حتي لا تتأثر نفسيتها وقت الانفصال، هو استطاع ان يرسم حدود واهيه دخل عقله ولكنها فتاه ليس عليه ان يكون حاد هكذا معاها..اخذها وغادر المحل مقررًا ايصالها للمنزل، فساد الصمت طوال الطريق، ولم يتفوه اي منهما بالحديث، لكن بداخل كلاً من هما صراع يكاد يشق صدورهم الى نصفين، اما هي فضغطت باسنانها علي شفتيها من قلقها، فهيئته وحديثه وافعاله يثيران الخوف بداخلها، قررت في نهاية المطاف ان تنهي تلك العلاقة سريعًا قبل ان تبدأ!، أوصلها للمنزل، فهبطت من السيارة سريعًا دون حتى ان تودعه، فاستغرب هو فعلتها تلك ولكنه تابعها بعيناه حتى دلفت للبناية دون ان تلتفت حتى ورائها والقاء نظره عليه فهمس لنفسه: هبلة دي ولا ايه! .اما هي وصلت للشقة دلفت سريعًا، تبحث عن رأفت في غرف المنزل حتى تبلغه بقرارها وإزالة تلك الغمه من قلبها، ولكنها لم تجده، نظرت في ساعتها وجدته متأخرًا عن معاد وصوله ربع ساعة، جلست فوق اقرب مقعد، وهي تخرج تنهيدة قوية من صدرها، مقررة ان تنتظره، وضعت حقيبتها جانبها فصدر عن ذلك الخاتم الذي يحتضن اصبعها بقوة لمعة غريبة نتيجة لانعكاس الضوء عليه، ابتسمت مثلما رأته أول مرة !، هامسه بحزن: كنت اتمنى انك تفضل في ايدي، بس الصح اللي انا هاعمله!.وصل امام منزل صديقه مالك، وضع يديه فوق الجرس، وقبل ان يضغط عليه، كانت "ماجي" والدة مالك تفتح الباب، ابتسم فارس قائلًا بمزاح: ايه ده القلوب عند بعضها! .بادلته ماجي الابتسامة قائلة بهدوء يتخلله عتاب بسيط: ماهو واضح، حتى انت سافرت ولا عبرتنا ولا فكرت حتى تتصل وجاي بعد ده تقولي القلوب عند بعضها!.رفع فارس احد حاجبيه هاتفًا: اه ده الجميل زعلان مني بقى!.جذبته ماجي من مرفقه لداخل المنزل قائلة: الجميل له عتاب بعدين، المهم انت جاي لمالك ولا ايه..هز فارس رأسه نافيا: لا جايلك انتي والله، انا عارف ان مالك مش في البيت، فقولت اجيلك اسلم عليكي انتي وعمرو بما اني شوفت يارا وليله امبارح في النادي..ربتت على ذراعه قائلة بحنو: كنت هازعل جدًا لو مجتش وشوفتك انهارده..فارس باحراج: بس اظاهر انك مش فاضية وخارجة، هاجيلك في وقت تاني...نهض من مكانه لولا يديها التي منعته سريعًا: اقعد مشواري يتأجل عادي، واد عمرو فوق هاطلع اناديه..هز رأسه بايماءة بسيطة، اما هي فصعدت سريعًا تبلغ ولدها بوجود فارس، اما هو فجالت عيناه ارجاء المكان باحثًا عنها، حتى وجد كراسة الرسم الخاصه بها، ابتسم بسعادة ناهضًا من مكانه متقدمًا بسرعة حتى يفحصها قبل مجيئها، قلب بين اوراقها سريعًا، متمنيا بداخله ان يرى اي رسمة تدل على اشتياقها له، انشغل في تأمل تفاصيل رسمها الدقيقة، لم يلاحظ تلك المتمردة التي تقف على مسافة منه وعيناها تشتعل بنيران الكره لتعديه على ادق خصوصايتها وخصوصا هو!...تقدمت منه سريعًا وهي تصرخ بقوة في وجهه: انت بتهبب ايه يا قليل الذوق انت.رفع احد حاجبيه مشيرًا على نفسه: الكلام ده ليا أنا؟!.جزت على اسنانها بغيظ واضح ثم قالت بحدة: اه انت، هو في حد غيرك، في حد غيرك ماسك كراستي في ايده!.انهت حديثها ثم قامت بجذب كراستها بعنف، ثم عادت تتحدث تحت نظراته المستنكرة: قليل الذوق بصحيح.كادت ان تتخطاه ولكن كانت يده تجذبها من مرفقها بعنف، فالتصق ظهرها بصدره، خرج منها صوت ضعيف نتيجة لغرس اصابعه بيديها، اقترب هو برأسه منها ثم همس باذنها: مبحبش طوله لسان يا يارا، وانتي عارفة كده كويس، مش معنى انك عارفة ان بحبك وبموت فيكِ يبقى هاسمحلك انك تجرحي رجولتي ..رغم انه يأكد عشقه وحبه لها كلما رأها، ولكن في كل مرة لها مذاق خاص، وشعور مختلف يجعلها تبتلع أي حديث لديها وتتوقف الكرة الأرضية عن الدوران، وتختفي الاصوات من حولها، ويبقى صوته هو فقط يتردد في اذنها..اما هو لاحظ استكانتها بين يديه، فاقترب اكثر برأسه ناحيتها متمنيًا بداخله احتضانها ليرتوى حنينه وشغفه بها، اختار الصمت حتى لا يفسد تلك الهالة التي غرقت هي بها، وذلك الشعور الذي يقسم قلبه لنصفين مجرد قربها منه!...وبعد عدة دقائق انتبه لصوت جلبة بالاعلى، فقرر الابتعاد عنها رغما عنه، فشعرت هي في تلك اللحظة بالجفاء، اين ذلك الشعور الذي كان يدغدغ قلبها لما اختفى فجأة، مالت برأسها قليلًا للامام لمحاولة استعادة نفسها بعدما ضاعت لمجرد لمسة منه واعترافه بحبه، شعرت انه مازال متمسكًا بها، فعلمت انه مازال هو فارس الرشيدي الذي لم يتخلى عنها ابدًا في اي لحظة ماعدا تلك المرة التي اسمتها بالنكسة، لانتكاس قلبها وقتها، أصابها بخيبة أمل وشعور غريب بدأ يحول ذلك الحب الى كره وحقد ناحيته..‏تقدمت بخطوات بطيئة للامام وهي تعلم انه سيتركها، قررت الصعود لغرفتها لتحتمي بها وتفرغ تلك الشحنة التي بدأت بخنقها وجعلها ضعيفة مستجيبة لاي كلمة او رد فعل بسيط يصدر عنه!في جريدة الحرية ...جلست بتعب بعد يوم عمل مرهق وطويل في أحد جوانب الكافيه التابع للجريدة، مسحت بيديها بعض القطرات المتصببة على جبينها، فاليوم حقًا مرهق، لم تعرف سبب ارهاقه اهو طلبات زملائها ام نظراته التي كانت تحرقها وتجعل حرارة جسدها ترتفع، زفرت بحنق بسبب تفكيرها به طوال اليوم، جعلها تقصر احيانا بعملها، جذبت منديلًا ورقيًا وحاولت مسح تلك القطرات وهندمة نفسها جيدًا فقامت بلملمة شعرها على وعكصته فظهر عنقهاا الطويل بتفاصيلة الرائعة..كانت تراقب نفسها باهتمام وهي تقوم بهندمة نفسها حتى تغادر عملها سريعًا وتذهب لتلك الصغيرة التي يشتاق قلبها لها وينفطر لبعدها عنها تلك الساعات القليلة ..انتبهت لطرق الباب، رفعت رأسها وجدت زميلتها في العمل، تقف على اعتاب الباب، رمقتها خديجة باستفهام، فتحدثت زميلتها بحزن: خديجة روحي للاستاذ عمار عاوزك؟!.توترت قليلًا، فهي لا تريد التحدث معه، فتلك المحادثة ستعيد ذكريات مضت،و كم حاولت هي في تلك الاعوام طيها و نسيانها، هزت رأسها باستسلام، ثم قامت دون ان تكمل هندمة ثيابها، فمجرد ذكر اسم عمار جعلها تنسى ما كانت تفعله ..طرقت باب غرفته بيد مرتجفة، انتظرت لثواني قليلة ثم فتحت الباب ودلفت قائلة: حضرتك طلبتن...قاطعها بنبرة حادة جعلها ترتجف وتتسع عيناها لما قاله: انا قولتلك تدخلي، مقولتش كده، يبقى تطلعي بره تخبطي، وتستني لما اقولك تدخلي.نظرت حولها وخلفها ثم قالت باستهجان: انت بتكلمني انا كده يا عمار؟!.أشار اليها مصححًا بنبرة يتخللها عنفوان لم تعهده منه قبل: استاذ عمار، ويالا نفذي اللي قولت عليه فورًا..كتمت غيظها بصعوبة خوفًا ان تفقد اخر ذرة تعقل لديها وتنفجر به وتترك عملها، امتثلت لامره وطرقت الباب مرة اخرى، وانتظرت حتى سمعت صوته يأذن لها بالدخول.. دلفت وعلامات الغضب تكتسح وجهها وجسدها ايضا..رفع بصره لها ليقول بنبرة جامدة: حضرتك اتغيبتي عن شغلك ليه امبارح؟!..ردت بجفاء: علشان بنتي كانت تعبانة وانا بلغت استاذ جلال ووافق .رمقها بغضب، فكانت عيناه تطلق شرارات من نيران الغيرة التي اقسمت لو طالتها لاحرقتها، نظرت له باستفهام ماذا قالت حتى يستدعي كل تلك الانفعالات التي بدأت تظهر على وجهه، فهتفت بقلق: في حاجة ؟!التفت بكرسيه للجهة الاخرى معطيًا ظهر الكرسي لها، اما هو فكان يحاول تنظيم انفاسه، خوفا ان يفقد اعصابه ويقوم بقتلها فهمس لنفسه: اهدى يا عمار، هي اكيد بتستفزني، اكيد..اما هي فكانت تقف كالبلهاء، حتى انتفضت على صوته قريب منها: انا قولت قبل كده انا المسؤول عن الشؤون المالية والحضور والانصراف يبقى تكلميني انا، مش الاستاذ جلال..وبعدين ماليش دعوه ببنتك وبيتك يا هانم...ضغط على حروف جملته الأخيرة فخرجت منه غليظة !، الان ادركت لما كل تلك الانفعالات الفجائية، هاجمتها ابتسامة سعيدة لتصورها انها مازالت تسيطر عليه.. فاقترب بوجهه اكثر منها هامسًا: بتضحكي ليه؟!.التفت بوجهها نحوه، فاختصرت تلك المسافة بينهما، ساد الصمت بينهما، وكانت لغه العيون كفيلة بالعتاب .. زفر بخفة، مغمضًا عيناه وهو يقترب منها بهدوء، وكأن العالم توقف حولهما وأصبحوا وحدهم، اما هي ف ناقوس الخطر بداء يدق عقلها بلا رحمه، فابتعدت خطوة واحدة ليس الا خطوة، فهذه هي استطاعتها في حضرته...لاحظ عمار تلك النسمة الباردة التي داعبت صفحة وجهه بسبب ابتعادها عنه، بعدما كانت انفاسها الحارة تلطم وجهه بعنفوان مستمتعًا بها الى اقصى حد..ابتعد عنها قليلًا ومازال يسلط نظره عليها علي وجهها الفتن التي لطالما كان يعشق النظر له، ولكن هذه المرة كانت غامضة مختلفة، انتبهت الى صوتًا عاليًا بالخارج فالتفت برأسها ناحية الباب بقلق، حولت بصرها نحوه فوجدت نظره مازال يرتكز بقوة عليها، ونظراته تحتد اكثر فاكثر...، بلعت تلك الغصة بحلقها !..اندفع الباب بقوة، وظهرت زميلة لها ترمقها بغل ثم هتفت بصوت عالي: تعالي هنا يا حرامية ...ضيقت عيناها وهي ترمقها بتركيز: انتي بتكلميني انا يا علياء.هزت الاخرى رأسها بقوة وهي تتقدم منها تغرس اصابعها بمرفقها: اه انتي يا حرامية، تسرقي سلستي الدهب من شنطتي وتحطيها في شنطتك يا حرامية، الجريدة كلها عرفت انك حرامية .ابعدتها عنها خديجة لتقول بتوتر: انتي هبلة، سرقت ايه..قاطعتها الاخرى بصفعة قوية على وجهها، فشهقت خديجة بصدمة، اما الاخرى فتحدثت بغضب: انتي ليكِ عين تشتميني، ووتكلمي مع اسيادك كده يابت، ده انتي حتة بت لا روحتي ولا جيتي، نمشيكي ونجيب غيرك.وقبل ان تتحدث كان جلال رئيسهم يدلف للغرفة متحدثًا باستفهام: في ايه، ايه الزعيق ده حد يفهمني!.تحدث زميل آخر لهم: يا ريس، علياء كانت حاطة سلسلة دهب في شنطتها وملقتهاش دورت عليها، لقتها في شنطة خديجة.حول جلال بصره لخديجة بصدمة: لا استحالة خديجة تعمل كده، اكيد في سوء تفاهم، فين تفريغ الكاميرات!.قالت علياء بغضب: فرغنا الكاميرات علشان اعرف مين اللي سرقها، الكاميرات وضحت وهي بتخبط فيا عمد ولما دخلت فتشت شنطتها لقيتها...حاول جلال استيعاب حديثهم، فقال غير مصدقا: لا بردوا مش خديجة، اتكلمي يا خديجة .نكست رأسها بحزن كعادتها عندما تتعرض لهجوم، فابتسمت علياء بشماتة: انا عاوزه اقدم بلاغ في القسم...اتسعت عيناها بصدمة وخوف حقيقي، حاولت التحدث ولكن اختفى صوتها كالعادة، فظهر هو صوته القوي الحاد آمرا: كله بره يتفضل على شغله، واللي يستنى خديجة وعلياء..غادر الجميع حتى جلال مستنكرين حديث عمار ففضولهم يكاد ينهش صدروهم لمعرفة ماذا سيحدث..ومن الظالم ومن المظلوم..!.في منزل مالك الفيوميجلسوا جميعا، يحتسون الشاي مستمتعين بحديث فارس عن تلك الدولة التى سافر اليها مؤخرا، اما هي فكانت تنظر له باشمئزاز ...فقطع حديثه فجأة يسألها باهتمام: في ايه يا يارا، في حاجة في كلامي تخليكِ تبصيلي كده!.نظرت لها والدتها باستفهام، حتى نهضت يارا قائلة بضجر: مفيش كلامك ممل، زي كل سفرية بتسافرها وتيجي تصدعنا بيها.ابتسم بسخرية قائلًا: محدش قالك تحضري كلامي!.هتفت ليلة بتصفيق: بوووم .وارتفعت ضحكات عمرو مستمعًا كعادته بذلك الشجار الذي سيبدأ الان، نظرت يارا لاختها بغضب، ثم عقدت ذراعيها امامها قائلة: انا شايفه انك مطول وواخد راحتك وصاحب البيت مش هنا!.نهض فارس ينظر لها بضيق لما تسببت له باحراج امامهم، فجمع متعلقاته سريعًا، حاولت ماجي ان تعتذر له، اوقفها بحديثه ولكن كانت عيناه ترمق الاخرى بضيق يتخلله عتاب: كلام يارا صح عن اذنكوا..غادر فارس سريعًا، اما هي فكانت تصعد الدرج بسرعة قبل ان توبخها والدتها وتجعلها تعتذر له..في منزل رأفت.جلس امامها باهتمام: ها بقى يا ست ندى مالك عاوزه تقولي ايه؟!.وضعت امامه خاتم الخطبة قائلة بهدوء: بلغ مالك ان انا مش موافقة على الخطوبة دي، ربنا يرزقه ببنت الحلال!.نهض رأفت بصدمة: ايه، ليه في ايه!.جذبت يديه حتى يجلس مرة اخرى وتوضح وجهة نظرها: عمو، مالك ده غريب، جاي معايا انهارده يختار معايا دبل كانها تأدية واجب، بيكلمني بطريقة غريبة، زي مايكنش عاوز يتعرف عليا او يكلمني، كلامه في يومين بس عرفته فيهم عبارة عن اوامر، مش عاوز يلبس دبل، رافض يعمل خطوبة، ساكت طول الوقت، فانا قولت احسن ابعد عنه، انا حاسة ان هاتعب معاه جامد، فيبقى بلاش احسن، فهمتني ياعمو..عمو انت معايا؟!..وضع رأفت يديه على جبينه محاولًا التفكير سريعًا وان يخرج من ذلك المأزق، فقطع تركيزه يديها واقترابها منه: مالك ياعمو، في ايه، انا قولت حاجة غلط.زعق فجأة في وجهها: اه كل اللي قولتيه غلط، انتي عاوزاه ايه بالظبط، عاوزه عيل توتو، مالك ده راجل مش فاضي للتفاهات دي خطوبة ايه ونيلة ايه، هو حد يعرفنا الا عمك سمير، وانتي نفسك مالكيش صحاب اصلًا، وهو قالك مالوش اهل، مين بقى اللي هايحضر، انا تعبت وعاوز اطمن عليكي، وماسك قضية مهمة وعاوز اكون مطمن عليكي، لو سمحتي يا ندى فكري بعقلانية شوية، بلاش العاطفة بتاعتك دي، قال خطوبة قال...تركها ودلف الى غرفته، اما هي فنظرت لخاتم الخطبة مرة اخرى وهي تتلمسه: هو في ايه، عمو رأفت متغير كده ليه، ده عمره ما غصبني على حاجة!.في منزل مالك..دلف الى المنزل يبحث بعيناه عن عائلته، فوجد ليله اخته تجلس تداعب قطتها ف هتف قائلًا: ليله ... امال ماما فين؟!.التفت ليله له: ماما فوق في اوضتها زعلانة من يارا، علشان كانت قليلة الذوق مع ابيه فارس..جلس بجانبها قائلًا: اممم لا انتي تقوليلي اللي حصل بالظبط!.وضعت يداها امامه تمازحه بلطف: تدفع كام؟!.ضربها مالك بخفه مازحًا هو الاخر: ادفع كام!، براحتك انا كده كده هاعرف،بس ابقي قابليني لو اخدتي الشوكلاته اللي وصيت فارس يجبهالك مخصوص!..اندفعت تحضنه بقوة وتقبله في وجنته: حبيبي يا احلى ابيه، انا بحبك اوي.مسد على شعرها بحنان: انتي اللي تطلبيه ونفسك فيه هاجبهولك، اي نعم انا متجوزتش ولا خلفت، بس بحسك بنتي، وحتى لما تكبري وتتجوزي وتخلفي هتفضلي بنتي الاولى...امتلئت عيناها بالدموع لتقول: متهايلي لو بابا كان عايش مكنش ه يحبني اوي كده زي مانت بتحبني.هز رأسه بنفي ليقول مصححًا لها: لا كان ه يحبك اوي، وكنتي هتحسي بحنانه كمان، انا بحاول اعوضك عن حاجة بسيطة من حنانه، ويارب اقدر اعمل كده.دفنت نفسها باحضانه قائلة: طبعا بتعوضني، كفاية ان على طول حاسة انك الضهر والسند.ابتسم بحنان ليقول بمزاح: الله الله ضهر وسند امتى الكلام ده يا ست ليله، امال الصغنن كبر امتى.توردت وجنيتها لتقول بضحك: متكسفنيش يا ابيه..التفتوا على صوت تصفيق حاد: الله الله، بتحبوا في بعض من غيري!.مالك بسخريه: ايه ده عمرو موجود في البيت وقاعد معانا، مش موجود مع مريم او بيكلم مريم او بيذاكر لمريم..ضحكت ليله: اصل ابوها موجود وفي حظر تجول، ف عمرو ياعني منورنا اليومين دول، ده حتى ماما مستغربه وجوده وكل شويه تقوله اخبار مريم ايه.جلس عمرو بجانبهم: اتريقوا براحتكو، ما هو الحب بهدله..ثم اسطرد حديثه بحنق: ياخي انا كرهت نفسي بسبب ابوها ده، والله حاسس ان هاتقفش في مره، الكدب مالوش رجلين ...جملة بسيطة تفوه بها اخيه اثارت الفوضى مجددًا بداخله.. وجعلته يتذكر من جديد تلك الجميلة الهادئة، بات متاكدًا انها لاتستحق ابدا ما سيفعله بها !


look/images/icons/i1.gif رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام
  20-01-2022 11:11 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الرابعبجريدة الحرية .._ خدي الاوراق دي امضيها!.رفعت بصرها له وعيناها تسيل بالدموع، هتفت بتلعثم: ايه الاوراق دي..اقترب منها قائلًا بنبرة خافتة خالية من اي مشاعر: دي عقد جديد علشان تشتغلي هنا بمزاجي، وبمرتب جديد وشرط جزائي جديد..التفتت لتلك الحمقاء التي استخدمها لنجاح خطته، الان فهمت ما يحدث من حولها، الان فهمت مغزى ذلك الاتهام المرير، جذبت القلم من يده ثم وقعت بدون تفكير، وبعدما انتهت رفعت بصرها له قائلة: انا مضيت ويمكن ده ريحك من ناحيتي واحاول اصلح غلط زمان، مضيت وانا متاكدة انك مهما اتغيرت عمرك ما كنت تقصد أذيتي ولا تفكر في اذيتي، عن اذنك.تقدمت نحو الباب وقبل ان تغادر التفت لتلك الواقفة باحد جوانب الغرفة بأمر من عمار، رمقتها بحزن ثم قالت بنبرة شبه منكسرة: ربنا يسامحك، ده كل اللي اقدر اقوله.خرجت من الغرفة،وتلقاها زملائها بنظراتهم المستفهة و المستنكرة واحيانا الشفقة عليها، أسرعت نحو الكافيه حتى تنزوي به بعيداً عنهم ...اما في مكتب عمار كان يقف كالاسد يهاجم فريسته بقوة وبدون أدنى شفقة وهبطت صفعة قوية على وجنيتها خرج بعدها تأوه بسيط منها.._ انتي اتجننتي كاميرات ايه يامجنونة اللي اخدتيهم عليها يشوفوها، انتي ازاي تفكري تكلميها كده وكمان تضربيها قدامي، ده انا هاطلع روحك في ايدي.رفعت بصرها ترمق ذلك المجنون بعدم فهم، اليس هو من وضع تلك الخطة !، والان يصفعها ويعنفها لاجل من اراد الانتقام منها بالامس!.فقالت بعدم فهم: هو مش انت اللي طلبت مني ان اعمل كده؟!.أشار اليها ان تعود بذاكرتها للامس قائلاً بعنف: ارجعي بذاكرتك كده يا متخلفة انتي!.( فلاش باك )..عمار بخبث: هاتخبطي فيها بالقصد وتكون شنطتك قريبة منها، ولما تلاقيها عندي، ادخلي حطيها في شنطتك، وبعدها ارجعي اعملي انك بدوري عن سلسلتك الدهب في شنطتك ولما متلاقيهاش اتوتري وبيني كده ودوري يمين وشمال لغاية ماهما يسألواا في ايه، وقتها تقوليلهم وصوتك يبقى عالي، الباقي عليا انا بقى، خلي في بالك وانتي بتخبطي فيها تكوني باينة للكاميرا، علشان وانا بواجهها تكون كل حاجة واضحة، فهمتي؟!.هزت رأسها وظهرت أبتسامة ماكرة على محياها: اه طبعا فهمت، بس ليه ده كله، واشمعنا دي؟!.اقترب بوجهه منها وظهرت نبرة غريبة بصوته وملامح وجهه تغيرت في ثواني معدودة فاصبحت اكثر شراسة وقوة ليقول بغموض: مالكيش فيه، متتعوديش انك تساليني كتير على اللي هاطلبه منك واللي هاطلبه تنفذيه بدون تفكير!، علشان انا لدغتي والقبر يا علياء..( بااااك ).._ افتكرتي ولا لأ يا هانم، كل اللي انتي عملتيه ده، انا كنت هاعمله هنا بيني وبينها والموضوع هايموت، لكن الفضيحة دي انتي اللي مسؤولة عنها، تطلعي فورًا تعتذري ليها وتطلعيها من ده كله...كادت ان تتحدث، فعاد يستطرد كلامه بصيغة أمر واضحة: ماليش فيه غلطتك وتصلحيها اتصرفي، ياااالا.تقدمت من الباب وقبل ان تخرج سألته بنبرة مهزوزة: وان موافقتش اعمل كده!.اجابها بنبرة ثابتة: قولتلك قبل كده ان لدغتي والقبر، شغلك مستقبلك المهني والصحفي في ايدي، حافظي على مستقبلك أحسن!.غادرت الغرفة ثم وقفت في منتصف المكاتب لتقول بنبرة مهزوزة: لو سمحتو يا جماعة، انا عاوزه اقولكوا حاجة ..الجميع انتبه لها، فانتبهت ان خديجة غير موجودة، طلبت من زميلتها ان تجعلها تحضر في الحال، امتثلت زميلتها فورا وذهبت سريعًا لخديجة ...وجدتها تبكي منزوية باحد اركان الكافيه.._ خديجة تعالي بسرعة عاوزينك بره؟!غادرت قبل ان تستفهم منها، فخرجت خديجة وجدتهم مجتمعين يحدقون بها وب علياء، فخرج صوت علياء معتذرًا: انا بتأسف لخديجة عن سوء التفاهم ده انا مقصدتش طبعا اهنيها او اي حاجة، بس اظاهر حصل لبس في الموضوع، اظاهر سلستي شبكت في شنطتها انا بعتذرلك يا خديجة، واتمنى انك تسامحيني؟!.تقدمت منها خديجة ثم عانقتها تحت صدمة علياء، فهمست خديجة بتشفى: طبعا انتي متوقعة ان اضربك بالالم زي ما ضربتيني قدامهم، بس انا مش هاعمل كده، انا هاكتفي بنظراتهم ليكِ و علامات ايده اللي على وشك، برغم انك ضربتيني بس انا متكسرتش زي ما انتي مكسورة كده دلوقتي!، منظرك ايه قدام نفسك وانتي لعبة في ايده!.ابتعدت عنها خديجة وهي تنهي حديثها بابتسامة صفراء تحمل بين طياتها التشفي منها، صفق الجميع لخديجة وتزايد حديثهم عن مدى طيبة قلبها، وانقلب الوضع رأسا على عقب، تركتهم خديجة ودلفت الى الكافيه مرة اخرى، اخذت متعلقاتها وقبل ان تخرج اوقفتها زميلتها السابقة:_ حقيقي انتي اثبتيلي انك قلبك طيب اوي، انا اتوقعت انك تضربيها بالالم..ابتسمت خديجة بحزن: اوقات النظرات بتوجع الف مرة يا سميرة من الضرب!، الضرب ده للانسان الضعيف بس!.اقتربت منها سميرة وهى تبكي فجأة: انا عاوزه اعتذرلك يا خديجة، انا كان في ايدي ابرئك وسكت !.قطبت ما بين حاجبيها بعدم فهم: مش فاهمة قصدك!.هتفت سميرة موضحة: كان في ايدي ان افهمك قبل ما تروحي لاستاذ عمار هو عاوزك ليه؟!، انا سمعتهم امبارح غصب عني والله وهو بيتفق معاها، كان ممكن احذرك بس خوفت منه، انتي عارفة انا بصرف على امي وابني، خوفت يعرف يرفدني وخصوصا باين انه مجنون وافعاله غريبة، سامحيني يا خديجة .هتفت بحزن: اللي بيسامح ربنا يا سميرة، عن اذنك علشان بنتي اتاخرت عليها..بمنزل رأفت...دلفت لغرفه عمها وهيا تشجع ذاتها بأخباره بقرارها الاخير بعد تفكير مضى... وجدته يجلس بجانب النافذة، يطفئ سيجارته ويقوم باشعال الاخرى غير منتبه حتى لدخولها، تقدمت منه تجذب سيجارة من يديه وتضعها جانبًا قائلة بعتاب: سجاير كتير كده غلط يا عمو على صحتك.لم يعيرها انتباه لحديثها والتفت بجسده للجهة الاخرى، اما هي فقالت: انت زعلان مني ولا ايه!.انفعل رأفت فجأة ووقف يهتف بغضب: اه زعلان منك يعني ايه ابلغه بكلامك اللي قولتيه من شوية ده، هو انا عيل قدامك، علشان نجيبه ويتقدم وتاني يوم لا مش عاوزين شكرا!..تجمعت الدموع بعيناها سريعًا فحاولت التبرير: مالك ده انا مش حاساه ولا فاهماه، منين معجب بيا ومنين متخشب كده، ده انهارده كانه بيقضي واجب عليه وخلاص حتى الدبلة المفروض يلبسها مش عاوز يجيبها، وكمان مخدش رايي نعمل حفلة خطوبة ولا لأ، نهى موضوع وخلاص، ده جابني على هنا وخلاص، زي مايكون حد غصب عليه الجوازة دي.هتف رأفت بعصبية: الراجل كان معاكي صريح من الاول، وقالك كل حاجة، وقولتلك شغله مأثر عليه وعلى حياته، واللي انتي بتفكري فيه ده شكليات خطوبة ايه ودبلة ايه!، وبعدين فين الناس اللي هاتحضر الخطوبة انا وعمك سمير وانتي وهو وبس اللي هنبقى موجودين،فعلا هتبقى حفله تجنن !، انتي مالكيش صحاب يسندوكي في يوم زي ده!.شعرت بالقهر من حديثه فقالت: ماليش علشان انت كل ما اصاحب حد لا سيبي دي، بلاش دي، دي بنت مش كويسة، حضرتك تدخلت في حياتي، حتى دراستي فرضت عليا حاجة معينة علشان منزلش كتير، وكل شوية بننتقل من محافظة لتانية مش ذنبي ان استحملت ده كله وسكت..تملك الغضب منه وشعر انه لو استطاعت نهله ان تعرف مكانها وعملت ندي بعائلتها ستكرهه وتختار العيش معهم عوضاً عنه، هنا ادرك أهميه حديث سمير، فقال بحزن: كتر خيرك يا ندى انك استحملتيني وسكتي ومتكلمتيش، بس انا كنت بتعامل بخوف مع بنتي، بنتي يا ندى.تركها وغادر غرفته ووصل حزنه لقمته، أصبحت ندى ناضجة وبدأت تكره حياتها معه، من المتوقع انها في يوم من الايام ستتركه ويبقى هو وحيد، عاش حياته باكملها يحاول حمايتها ويعاملها كانها ابنته، يجب ان ينهى تلك المهمة بسرعة ويقدم استقالته بعدها ويأخدها الى بلد اخرى، يأسس معاها حياة جديدة بعيدًا عن مخاوفه، مر دقائق وهو مازال يفكر، قطع تفكيره مجيئها له ووجهها ارضاًرأفت بحزن: موطية وشك ليه!.رفعت وجهها وكان ملئ بالدموع: انا اسفة جدا، انا لما قولتلك ان استحملت وكده...صمتت فجأة ثم بكت بقوة لانها شعرت بمدى خطائها اتجاه عمها!، الذي افنى حياته رافضا الزواج من أجلها .تقدم منها رأفت ثم مسح دموعها وقال بحنان أبوي: ندى انتي بنتي اللي مخلفتهاش، انا يابنتي والله بحبك جدا وبخاف عليكي لو كنت بدخل في حيااتك وبمنعك عن صحابك فده من كتر خوفي عليكي، انا شغلانتي صعبة وممكن تتأذي بسببي.عانقته بقوة قائلة: عمو انا مقدرة ده كله، بس مالك ده انا خايفة حياتي تبقى معاه تعيسة، فخليني بعيد احسن!.تعيسه!، تلك الكلمة كانت بمثابة حبل قوي يشنقه، ولكن حديث سمير يتكرر باستمرار باذنه، تجاوز حديثها سريعًا وبدء اقناعها: مالك شخصية صعبة مش سهلة ومش من عيال شباب اليومين دول، لا ده راجل تصرفاته تبقى كلها رجولة وشدة علشان هو متعود على كده، هو كان صريح من الاول متستنيش منه من اول مقابلة كلام حب مثلا!.شعرت بالخجل منه وتوردت وجنتيها، ولكن عاد رأفت وتحدث: هايبقى معاكي دبش استحملي، انا واثق فيه جدا وحابه ليكي، وبعدين تقدري انتي تغيريه...اعطها الخاتم بعدما تناوله من على المقعد وقال برجاء: خدي البسي الخاتم ومتخلعهوش، انا عاوز اطمن عليكي!، واديله فرصة تانية .نظرت للخاتم مطولًا فمن الواضح انه قدرها مهما حاولت ان تبتعد عنه، فكرت جيدًا، لما لا، تعطيه فرصه ثانية وتحاول فيها فهم شخصيته وتفسير غموضه، وضعت الخاتم باصبعها: مقدرش منفذش كلمة ليك يا عمو، اوعى تكون زعلان مني!، وعلشان اتاكد انك مش زعلان تعالى وصلني واحضر معايا الفرح اللي قولتلك عليه!.فكر رأفت سريعًا، ووجدها فرصة جيدة لهم فقال: لأ، للاسف كان نفسي، بس مالك وانا بقوله ان هاوصلك فرح قالي لا هاروح معاها انا واهو فرصة نقرب من بعض، شوفتي بقى هو بيفكر في ايه وانتي بتفكري في ايه!.ندى بخجل: هو قالك كده!.هز رأسه وصمت، بينما هي ابتسمت: طيب شوف هو او انت المهم اروح الفرح ده.غادرت لغرفتها، اما رأفت فاجرى اتصالًا سريعًا بمالك..جلس بغرفته بعد يوم طويل ومرهق، وخاصة عندما ناقش يارا بفعلتها وواجهها باخطائها وكالعاة يارا تجادل وتجادل فقط لمجرد ذكر اسم فارس!..عدل من جلسته ليجعلها اكثر راحة له، ثم اغمض عيناه محاولًا ان يستعد صفاء ذهنه ولو لدقائق معدودة،ولكن تلك اللحظة لم تكتب له بسبب رنين هاتفه الذي ارتفع مجددًا يصدح بارجاء الغرفة، التقط هاتفه فوجده رأفت زم شفتيه بضيق واضح، فقال: هو يوم مش فايت انا عارف!.زفر بضيق ثم اجاب بشئ من العصبية: الو، خير !.استغرب رأفت حديثه: خير يا مالك!.حاول مالك ان يتحكم باعصابه: معلش يافندم كنت بحسبك حد تاني .رأفت متفهمًا: لأ عادي، كنت عاوز اقولك على حاجة يا مالك، انا عارف ان بضغط عليك!.مالك بنفاذ صبر: لا اتفضل.رأفت: عاوزك يبقى اسلوبك الطف مع ندى، يابني روحتو تشتروا الدبل و البنت جت عاوزة ترجعلك دبلتك تاني وتنهي الموضوع، من يوم يا مالك ولسه موصلتش للجواز.مالك بضيق: مش فاهم امال اتعامل معاها ازاي!.رأفت: يعني تقولها كلمتين حلوين..قاطعه مالك: لا كلمتين حلوين مش هاقدر، انا ضميري معذبني وانا متجاوزتش حدودي معاها تقولي اقولها كلمتين حلوين!.رأفت: يامالك كل اللي انا بطلبه تعاملك معاها يبقى الطف من كده!.مالك: ان شاء الله.رأفت: طيب هي وراها فرح بنت من الدار اللي هي بتروحه ابقى روح معاها بمناسبة خطوبتكوا، هي هتبقى مستنياك على الساعه ٩ سلام.أغلق رأفت الاتصال قبل سماع رد مالك، اما مالك فالقى هاتفهه على فراشه وبدأت ملامح الغضب تسود وجهه من جديد.عند يارا.. فقررت ان تطرق باب والدتها بعد صراع طويل وتجهيز كلمات مناسبة لتعتذر عما فعلته..، فمعنى التزام والداتها الصمت معاها هذا لا يعنى الا شئ واحد، الا وهو ان والدتها اختارت الخصام كعقاب قوي لها!.دلفت للغرفة فوجدتها تجلس على سجادة الصلاة تنهي صلاتها انتظرت ثواني حتى انتهت تمامًا فتقدمت منها يارا وهي تتحدث: حرمًا يا ماما..وما توقعته حدث بالفعل، لم يصدر عن والدتها اي رد فعل، قضمت شفتيها من فرط توترها وعصبيتها، عادت تتحدث برجاء طفولي: ماما انتي عارفة كويس انا بحبك قد ايه، فمتزعليش مني، انا مغلطتش فيكِ ولا في حد!.اكتفت ماجي بارسال نظرات عتاب لها عما فعلته فنكست الاخرى رأسها بضيق: غلطت فيه، طيب انتي مالك وماله، ما يتحرق هو..الى هذا الحد وكفى،نهرتها والدتها بحدة: مين ده اللي يتحرق يا يارا، فارس صاحب اخوكي اللي متربين مع بعض، ده كلام يطلع من واحدة عاقلة وكبيرة،تحرجي الراجل في بيتنا، هي دي تربيتي ليكِ.بلعت حديث والدتها اللاذع، ومررته سريعًا ولم تحاول حتى الوقوف عنده حتى لا تبكي، فقالت: طيب انا غلطت ايه يرضكي.وضعت والدتها "اسدال الصلاة" جانبًا لتقول بنبرة قوية لا تتحمل النقاش: انتي مهنتنيش انا، علشان تراضيني، زعلتي فارس، تتصلي عليه وتعتذري له، لا تتصلي ايه انتي تروحي لغاية بيته وتعزميه على الغدا عندنا.رفعت بصرها ترمق والدتها بصدمة: انتي عاوزني اروحله بيته!.هزت رأسها بقوة قائلة: اه خدي عمرو معاكي، يالا، وقتها هارضى عنك،واعرف انك بنتي اللي ربيتها..استطردت ماجى حديثها بلهجة حادة: ودلوقتي تتفضلي يالا علشان عاوزه اعمل مكالمة مهمة .غادرت يارا الغرفة متجهة لغرفتها بغضب وما ان دلفت حتى انفجرت بالبكاء والحديث معًا، وكأنه يوجد شخص بالغرفة يستمع لها ويمتص انفاعلاتها، باتت تتحرك بالغرفة على غير هدى وهي تقول بنبرة شبه عالية: عاوزاني أروحله بيته واعتذرله، اعتذر للي كسر قلبي في يوم من الايام، آه يا ماما لو تعرفي وجع بنتك ازاي، هاتكرهيه اضعاف منا بكرهه.توقفت فجأة عندما تذكرت مجددًا ما حدث منذ ثلاث اعوام...( فلاش باااك).دخلت غرفتها، وهي تضع يدها على قلبها من شدة الالم و الوجع، بكت لما سمعته من مالك اخيها، لا يعقل فارس يتزوج فتاة اخرى غيرها، ونظراته لها وحديثه ؟ واحساسها به وبقلبه ؟ هل كل هذا عبارة عن وهم ليس الا ؟اختارت ان تكتم صوت بكائها، ولكن بداخلها يتمرد ويصرخ بقوة،.رافضا الانصياع لاوامرها، امالها واحلامها تحطمت وعلى يد فارسها، فارس احلامها!، مسكت جوالها بسرعة وضغطت على زر الاتصال، اردات ان تسمعها منه لعلها تتأكد، و بنفس الوقت بدخلها يريده ينفي حديث اخيها ...واخيرا جاء صوته..:_ الو..يارا بنبرة يتخللها خذلان: مبروك.فارس بعد دقيقة صمت: الله يبارك فيكي.شهقت بصوتها وحاولت ان تكتم صوت بكائها، ليست يارا الفيومي من تنكسر امامه.اغلقت الاتصال.. وبعدها جذبت الوسادة وضعتها على فمها كتمت صوت انفاسها وهي تبكي، من الممكن ان تهدئ وجع قلبها، ولكن في الحقيقة انه بسبب ذلك الفقدان والالم نتج عنه خسران حبيب وعشيق يتمناه القلب والعقل في كل ليلة،فصدر عنه شرخًا كبير، و ذلك القلب البرئ الذي لا حول ولاقوة له بدء بينزف بسببه.( باااك ).رفعت وجهها بعد دقائق كثيرة لم تعرف كيف مرت عليها حتى الان، ففكل مرة تتذكر تلك النكسة يتجدد الشرخ من جديد، ذهبت باتجاه خزانتها ثم اخرجت ثيابها وهي تقول: وحياه كل لحظة وجع وجعتهالي لاندمك عليها يا فارس..في قاعة الفرح..حرب تدور بداخلها وهي تنتقل من هنا لهناك وفتيات الدار بجانبها فخورين بها وبوجدها معهم، اما حربه هو فكانت مابين رجولته المسيطرة عليه بسبب جمالها وذلك احمر الشفاه الذي جذب انظار الجميع لها حتى فتيات الدار!،، معنى ذلك انها لاول مرة تضعه، ومن هنا بدأت الأسئلة تغزو عقله من جديد، لما تضعه ؟لاجله ؟ اتريد لفت انتباه !، ...الى هنا قطع شروده يدها التي كانت تلوح امام وجهه، قائلة بصوت رقيق:_ مالك..التفت بوجهه للجهة الاخرى هامسًا لنفسه: استغفر الله العظيم لو تبطل تناديني، هارتاح واقسم بالله!.عاد يحدج بها مبتسمًا نصف ابتسامة: نعم!.جلست على المقعد بجانبه قائلة: انا اللي نعم، بقالك ساعة بتبصلي وانا مع البنات افتكرت عاوزني اجاي، فجيت.مالك بجمود: لا براحتك، تلاقيني كنت سرحان!.شعرت بالاحراج لرده، فنهضت سريعاً وعيناها فاضت بالدموع، وتلك هي عادتها كلما شعرت بالاحراج، قاطعها فتاة من الدار وهيا تعطيها شيء ما ...':_ ابله ندى، اتفضلي جاتو بنات الدار اللي عاملوه والله، وانتي عارفة قد ايه احنا نضاف، كلوا ومتخافوش!.ندى بصوت مبحوح ومهزوز، تحاول جاهدة منع عيناها من البكاء:شكرا ياسامية ..دققت سامية النظر بها، وأدركت انه هناك خطب ما يجعلها حزينة لهذا الحد،فضلت ان تبتعد عنهما حتى تعطيهما المساحة الكافيه، وضعت الصحن امامه دون ان تتحدث او حتى ترفع وجهها، فلاحظ رجفة يديها، ووجها الذي مازال محتفظًا بنظراته للصحن، فاخرج منديلًا ورقيًا واعطاها قائلًا:_ خدي ده علشان الظاهر حاجة طرفت عينيك.أخذته بهدوء ثم مسحت عيناها برقة قائلة: اممم عندي حساسية في عيني!._: اكيد علشان جميلة يا ندوش!..رفع مالك وجهه وحاجبه ارتفع، اما ندى فالتفتت لمصدر الصوت، فكان عصام المسؤول عن الدار!، نهضت ندى ثم تحدثت باريحية: انت كنت فين، من وقت ما جيت وانا بدور عليك!.عصام: كنت بظبط شوية حاجات مع صاحب القاعة، بس ايه ده ايه الشياكة دي، احنا نعمل كل يوم فرح!.ضحكت بخجل: بكاش اوي، امال فين نا..نهض واقفًا فظهر جسمه الرياضي وكأنه يستعرضه لعصام وسأل بحدة: ماتعرفينا!.أحست بالتوتر من نبرة صوته، فاجابته: ده عصام المسؤول عن الشؤون المالية في الدار، وكمان...قاطعها عصام بفضول: مين الباشا!.ابتسمت ندى: ده مالك خطيبي .تصرف الاخر بغباء ودهشة غريبة: ايه ده اتخطبتي، الف مبروك يا ندى...ومد يده يسلم عليها!، ولكن يد مالك سابقتها وسلم عليه بشدة، فكانت نبرته قوية خشنة: مبتسلمش!، والله يبارك فيك، متشكرين!.شعر عصام بالاحراج من اسلوبه الفظ معه، فقرر ان يستأذن بلطف، بعدما غادر، سألته ندى بشئ من الضيق: ليه عاملته كده!.جلس مكانه وتحدث بصيغة امر وبحدة: معملتش حاجة غريبة، ده المفروض اللي يحصل، متسلميش على راجل، والروج اللي انتي حاطاه امسحيه واول واخر مرة تحطيه، انتي ماشية معاكي راجل..ياريت مضطرش اعيد كلامي تاني..نهى حديثه ثم جذب جواله يعبث به مقررًا ارسال رسالة لصديقه " فارس" ( انا مخنوووق، وحاسس الدنيا بضيق بيا).أوصلها عمرو الى البناية التى يقطن بها فارس..يارا: يالا ننزل، اقول الكلمتين ونمشي، عشان مطولش في الكلام معاه ماشي.رفع عمرو احد حاجبيه مستنكرًا لهجتها: هو انتي جاية تصالحيه ولا تتخانقي!.زفرت بحنق قائلة: لا جاية اقتله واخلص منه، جرى ايه يا عمرو انت هتحاسبني!.وقبل ان يتحدث، صدح رنين هاتفهه بالنغمة المخصصه لها، فابتسم بسعادة هاتفًا: مريم.._ عمرو وحشتني..كان صوتها خافتًا وضعيفًا، فنسى الاخر امر اخته وتحدث بهيام: ده انتي اللي وحشتيني وربنا.._ بابا نايم، قولت اتصل اكلمك شوية !.ابتسم بسعادة قائلًا: ده احسن حاجة عملتيها وربنا، ده انا فكرت اروح ابلغ ان في عمليات ارهابية في سينا علشان ابوكي يرجع شغله تاني ويقطع الإجازة !..استمع لصوت ضحكاتها الخافتة، فازدادت ابتسامته البلهاء، اما يارا فحاولت جذب انتباهه ولكن الاخر كان بعالم أخر، فقررت الصعود هي، هبطت من السيارة وهي تتقدم من البناية فوجدت فارس يقف بمدخل البناية يضحك مع فتاة صغيرة واخرى كبيرة تنظر له باستيحاء اقتربت منهما وبدأت تحتد انفاسها..فسمعتها تقول برقة: مكنش له لزوم كل ده يا استاذ فارس.رفع الاخير عينيه ليقول بعتاب: بلاش الكلام ده يا مدام خديجة، ايلين دي قلبي ولو اطول اخدها منك على طول هاخدها..هتفت الصغيرة بحب: وانا كمان بحبك قد البحر وعاوزك تاخدني على طول..ضحكت خديجة قائلة بحزن مصطنع: كده يا ايلين بعتيني في ثانية ..شاركتهم يارا بحديثها الساخر: لا أصل اونكل فارس قلبه كبير ويسيع من الحبايب الف، واستاذ في البيع...همس بعدم فهم: يارا!.هزت رأسها باستنكار، اما خديجة فمدت يديها ترحب بها: اهلا وسهلا بيكِ، انا خديجة جارة فارس.بادلتها يارا السلام بفتور واضح: اه وانا اخت صاحبه وفي قرابة ما بينا!.جذبت خديجة ايلين من يديها ثم قالت: عن اذنكوا احنا، سلام..ثم وجههت حديثها للصغيرة: يالا يا ايلين نجيب الطلبات من الماركت بسرعة .هزت الصغيرة برأسها باستسلام، اما فارس فبقى ينظر لها باستفهام وهي محتفظة بتلك النظرة المستنكرة، فقطع هو الصمت ولغة العيون بينهم: جايه ليه يا يارا!.عقدت ذراعيها امامها لتقول بكبرياء انثى قد جرحت من قبل، ترفض الان هدر كرامتها ولو لحظة: ماما زعلانة مني علشان زعلتك، علشان موقفك الطفولي الي عملته، فأصرت عليا اجاي وقال ايه اصالحك...ظهرت شبح ابتسامة على محياه فاقترب منها قائلًا بمكر: وقال ايه انت جاية تصالحيني دلوقتي صح، بس تصدقي انا كل مرة بتأكد انك لغاية دلوقتي بتحبيني!.هزت رأسها بنفي لتقول: لا انا مش بحبك.فابتسم هو بخبث قائلا: امال بتكرهيني؟!.هزت رأسها مرة اخرى لتقول بنبرة قاسية: انا ولا بحبك ولا بكرهك، انا مش شايفك اصلًا.التفتت لكي تغادر واكتفت بتلك الإجابة البسيطة، اما هو فاقترب بسرعة منها هامسًا: انا محفور في قلبك وعقلك ومهما حاولتي تهربي، هاتستلمي في الاخر، بس عجبني رضا الام ده!.التفتت له لتقول بنبرة سمجة: اه ماهو رضا امي اهم من اي حاجة حتى ولو كانت انت، سلام يا...، يا ابيه فارس !

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 14 < 1 2 3 4 5 6 7 8 14 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، قلوب ، مقيدة ، بالعشق ، ترنيمة ، غرام ،










الساعة الآن 04:26 PM