رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الختامي الثاني
الحياة فرص وأنت وحدك من تحدد مكانك بها، ستكون مجنونة بالتأكيد إذا رفضت تلك الفرصة العظيمة التي أتت إليها دون أدنى سعى حتى منها، ولكن ماذا تفعل بذلك المتملك زوجها، حتما سيرفض ويتعنت وهي تأخذ مكانها بتلك الأريكة بمنتصف الصالة تبكي قهرا متجنبة حديثه، مشهد كل مرة يرفض بها شيء يتكرر أمامها، ولكن الآن وبتلك اللحظة الحاسمة بحياتهما لن توافق أبدا على تكراره، بل بالعكس ستضع قوانين جديدة للعب.
اعتدلت بجلستها أكثر بالفراش تغوص بأفكارها بحرية كحورية تبحث عن مرادها، ولكن أين ستجد ذلك المراد، وهو يقف لها بالمرصاد، ذلك المتوحش المستبد..
ضحكت ساخرة من نفسها عندما نعته بذلك داخلها، الآن بدأت تكرهه!، بالتأكيد لو سمعها رامي، سيكسر أنفها وعظام رأسها الأرعن ذلك. عضت فوق شفتاها وهي تهز رأسها كالبلهاء تحاول عدم الانغماس بزوجها الذي يخترقها في الثانية آلاف المرات، وتفكر بطريقة أكثر بعقلانية في إيجاد حل لاقناعة بأمر مقابلتها التلفزيونة تلك..
أما رامي فرفع رأسه أخيرا من على حاسوبه بعدما انهمك في عمله اليوم، حرك رأسه يمينا ويسارا باحثا عن وضع مريح لرقبته المتصلبة لمدة لا يعرفها في وضع معين، خلع عويانته الطبية، وركز أكثر ببصره نحو زوجته التي لم تتحدث أبدا منذ جلوسها معه بالغرفة، تعجب للحظات وبدأت الريبة تزحف ببطء نحو قلبه، هذا الصمت يكمن خلفه مصائب ولكن ما هي؟!، لا، لن ينتظر أبدا ويجلس هكذا ينتظر مصائبها بشكل فجائي، سيتخذ خطوة مبكرة هذه المرة ويبحث من خلفها عن أي دليل قد يوصله لم تفكر به؟!.
خرج بهدوء من الغرفة دون إزعاجها وتقدم من غرفة حمزة، طرق الباب ثم دخل فاجأة، فتوتر الأخر وأغلق لاب توب سريعا، وزحف التوتر والارتباك يغزو ملامح وجهه، عقد رامي حاجبيه وضيق عينيه بتركيز محاولا تفسير فعلته تلك! أشار بيده نحو جهازه ليقول بنبرة حادة بعض الشيء: مالك قفلت لاب بتاعك ليه كده!
فتح حمزة فمه يحاول إخراج الحروف بطريقة ثابتة ولكن ملامح وجه والده ونظراته الغاضبة كانت تنطلق كالسهام من عيناه تصيبه في مقتل ثباته، فيتبدد ويظهر تلعثمه بشكل واضح: عادي اتخضيت بس. تقدم رامي بخطوات واسعة ثم قال بنبرة خافتة غاضبة: لو مفتحتش لاب في ثانية وورتني بتتفرح على إيه، هتشوف اللي عمرك ما شفته.
رمش عدة مرات يحاول استيعاب حديث والده الذي يحمل الشك غير قادرا على تفسير مغزاه، انتفض بخوف من صوت رامي الغاضب: افتح يا حمزة. انطلقت يده فورا بارتجاف تفتح الجهاز ويعطيه لوالده دون أن يتحدث. أمسكه رامي وتصفح بترو حتى زاد من تجعيد جبينه متسائلا بعدم فهم: مين سيف ده! ابتلع الأخر لعابة بتوتر: مكنتش عاوز اقولك علشان متعملش مشكلة مع ماما، بس كنت بشوف الشخص ده كويس ولا لأ.
قبض رامي بانفعال فوق ذراع أبنه، يهتف بنبرة تهدد بعاصفة عاتية من الغضب ستحل ذلك المنزل، فغضب والده وغيرته عمياء بطريقة لا توصف، ورغم صغر سنه هو يدرك ذلك جيدا..
ولكن ما سمعه اليوم من أصدقاءه حول شخصية سيف ذلك، جعل التوتر والقلق على والدته يسيطر كليا عليه، فحاول جمع معلومات عنه حتى يقنع والدته بالرفض والابتعاد عنه، ولكن بسبب غبائه تصرف عكس ذلك وها هو يخبر والده كالأبله بكل ما حدث اليوم متجنبا حديثه عن شخصية سيف ذلك. بشوف القناة دي حلوة والمعد ده كويس وكده.
تركه رامي بدفعه صغيرة للخلف وبدأ صدره بالهياج، بسبب انفعال وتضارب مشاعره من تلك الوقحة شهد، وقبل أن يغادر الغرفة أمسك حمزة يد والده يهتف برجاء خاص: بابا لو بتحبني متعملش مشاكل مع ماما، وسيبها تعمل اللي نفسها فيه. ابعد عن وشي دلوقتي حالا، حاسبك معايا بعدين.
غادر الغرفة متجها صوب غرفتهم لتأديب تلك المتمردة، وما إن دخل حتى نهضت هي تقف بمقابله تقول بنبرة خبيثة: رامي كلموني علشان اطلع مقابلة في التلفزيون. تقدم منها هو خطوات بسيطة مردفا بتهكم: كلموكي دلوقتي! هزت رأسها بإيجاب لتقول بعدم فهم وتسرع: اه. وفي لحظة كان يقبض فوق ذراعيها يهتف بنبرة احتشد الغضب بها: ياعني مفيش حد كلمك في النادي الصبح. حاولت إبعاده قائلة بضيق: أنت بتراقبني يا رامي.
ثارت ثائرته هاتفا بعصبية بالغة: وانت بتخبي يا شهد عليا. دفعته في صدره بقبضتها الصغيرة تقول بحنق وصراخ: كفاية أنا مش هستحمل تحكمك فيا، غيرتك دي بقت عقبه في حياتنا، لو فاكر إن الغيرة دي كده زياده حب ف لا يا رامي، دي عدم ثقه في نفسك وفيا كمان، وانا مستحملش اعيش معاك بالطريقة دي، حاولت كتير اغيرها فيك وانت زي المجنون بتزيد فيها.
صاح ساخرا: ياعني مبثقش في نفسي ولا فيكي، ف يا حرام قافل عليكي حارمك من تليفونك، وتعليمك والنادي وأي مكان بتروحيه كمان، لا إزاي لازم تبعدي عني أنا مقبلش إنك تكملي مع واحد زي. ضربت كفا بالاخر بتعجب وهي تقول: أنا حقيقي مش عارفة سبب زعيقك ونرفزتك، فيها إيه ما اطلع برنامج هو انا طالعة ارقص. هز رأسه ليقول باستهجان: المرة الجاية، مش بعيد على فكرة.
رفع يده بالهواء مقررا صفعها حتى تستفيق، ولكن باللحظة الأخيرة بقيت معلقة هكذا ينظر لها بتردد، غضبه ينافس مبادئه، ولكن بالنهاية استطاع التحكم بنفسه وتوجهه بسرعة البرق يجذب متعلقاته وينطلق خارج المنزل، تاركا تلك المجنونة تنظر في إثره بمشاعر غاضبة وحانقة، رافضة تلك العبارات الساخطة من الهبوط لتعلن ضعفها ناحيته، لن تنهزم في حرب قررت أن تضع قوانينها هي دون أدنى خسارة...
مرت ثلاث أيام لا تعرف عنه شيئه، هاتفه مغلق، حتى مصنعه لم يحضر منذ ثلاث أيام، فركت جبينها بتوتر وخوف عليه، ترى أين هو؟!، القلق ينهش صدرها وذهنها من تصور أشياء مكروهه له، كل ما يجعلها تطمئن لذرة هو اتصاله الذي لا يتعدى الدقيقة يخبر حمزة أنه بخير..
اللعنة عليه لم يعاقبها بذلك الشيء، لم يغيب عنها بتلك المدة أبدا، خواء هاجم صدرها، وقلب يتلوى كالمسكين في غيابه، تأكدت في هذه المدة أنها بدونه لا شيء، حتى معتقداتها الملعونة تبددت تعلن انهزامها، وذلك الهواء بدأ في الانحسار من رئتيها، ماذا تفعل وهو يغلق جميع الطرق أمامها، ضغطت بيدها على خصلات شعرها تحاول التفكير في طريقة لمراضاته، أطفالها يسألون عليه كل دقيقة، وبالإضافة إلى اتصالات خالتها وأخته ليسألوا عن حاله، أما سامر وليلى يلمونها في كل اتصال، لن تقف هكذا مكبلة الأيدي، ستأخذ إجراء وتبحث عنه ولكن عليها البدء بالمصنع..
وضعت أطفالها برفقة سلمى كالعادة وانطلقت صوب المصنع تبحث من نقطة البداية...
دخلت بخطى ثابتة ترفع أنفها تحاول أن تعطي مظهرا جادا للفتيات الصغيرات العاملات بالمصنع، مظهرا عكس طبيعتها التافهة، تقدمت صوب مكتبه ولا شك أنها انبهرت بالتعديلات التي أقامها والتوسيعات التي جعلتها تنسى أمر رامي وتركز مع هذا الكم من الفتيات العاملات، ابتلعت لعابها خوفا وغضبا عندما دققت النظر بملامح بعضهن، جميلات رقيقات، ماذا حدث لها، لم تشعر ببوادر جلطة دماغية الآن، زحفت نيران الغيرة نحو صدرها واندلعت بشدة تلهب مشاعرها نحوهم جميعا، بجانب أفكارها الملعونة التي بدأت في السيطرة على ثباتها لترسم مشاهد ضحك وغزل بينهم وبين، ، لا، لن تنطقها أبدا، وإن حدث ذلك، لن تتفاهم ستقتله أولا، وبعدها تقتل نفسها.
توقفت قبيل مكتبه تدور في العديد من الاسئلة، أهمها لم تتهمه بذلك وهي الأن مجرد تخيلات وبدأت أنفاسها بالهياج والاختناق، وكالعادة بررت لنفسها، أن غيرتها ناتجة عن حب، أما هو عن تملك، وهي ترفض التملك، فتملكه بها بهذا الشكل، يجعلها تفقد هدوئها وسلامها النفسي سريعا، ويظهر ذلك الوحش الكامن بداخلها رافضا الخضوع له معلنا حريتها الكاملة!، ولكن لتتنحى حريتها الأن وتستكمل ما أتت من أجله..
دخلت الغرفة التي تسبق مكتبه مبتسمة متوقعة وجود الأستاذ عبد الحميد ذلك الرجل الأربعيني الذي عينه رامي مساعد له، ولكن لم تكتمل ابتسامتها وتهجم وجهها، تنظر لتلك الفتاة التي تجلس بجيب تصل لركبتيها وقميص أبيض يلتصق بجسدها، أما عن شعرها فكانت ترفعه للأعلى بطريقة تثير رغبات أي رجل وخاصة مع ظهور عنقها الطويل وأحمر شفاها الذي يحتل ثغرها بقوة وبصراحة..
انحسرت أنفاسها وفقدت النطق تماما عن الرد، وخاصة مع نبرة تلك الفتاة الرقيقة.. أنتي مين! بعد دقيقة من الصمت، تحولت فيها عينيها إلى اللون الأحمر، وصوتها إلى حاد لاذع: أنتي اللي مين! ابتسمت الأخرى ساخرة وهي تشير نحوها باستهزاء: انتى داخله مكتبي وبتسألني أنا مين. اندفعت شهد نحو مكتبه تحاول فتحه بعصبية: فين الباشا..
وضعت الفتاة يدها على أصابع شهد المتشبثة بمقبض الباب قائلة: انتي لو مطلعتيش بره حالا هجبلك الأمن يرميكي برة. حمقاء لعبت على جنون شهد، جذبتها شهد بلمح البصر من شعرها المرفوع تتشاجر معها دون تفكير، والأخرى تدافع وتهاجم فقط.. خرج رامي سريعا من غرفته ينظر بقلق على صراخ أنثوي وتقاذف بالسباب..
اتسعت عيناه عندما رأها تجلس فوق الأخرى تمسك خصلات شعرها بغل وفي ثانية كانت تقبض بأسنانها الحادة فوق يد الفتاة تغرزها بقوة وغل.. وبعدة محاولات من رامي وصياحه بها، ابتعدت عنها على مضض، وهي تتنفس بسرعة، غير مدركة لقميصها المقطوع من الأعلى فظهر جسدها من تحته، وخصلات شعرها الكثيرة المتدلية من حجابها..
حاول رامي مساعدة الفتاة بعدما رأى جروحها، وقعت عيناها على يده التي تحاول مساندتها فصرخت به تبعده عنها، تهتف بغضب: متلمسش قليلة الأدب دي. بكت الأخرى تخبر رامي بما فعلته شهد، قرص على أنفه محاولا تهدئه نفسه قبل أن يتعارك معها أمام موظفي المصنع، كل ما فعله هو أن دفعها لداخل المكتب وأغلق عليها جيدا، ثم التفت نحو الفتاة محاولا إصلاح ما يمكن إصلاحه.
أما الأخرى فكانت في انفعال داخل المكتب، تثور كالمجنونة، تتوعد له، مرت الدقائق عليها كالدهر.. دخل رامي أخيرا وقد هدأت ملامحه، وما إن أغلق الباب اندفعت نحوه تصرخ وتبكي تطلب الطلاق تتهمه بالخيانة والكذب، واشياءا أخرى هو يجهلها.. مسك يدها التي كانت تضربه بصدره بغل ليقول بصوت هادئ ينذر بغضب بعده: أهدى كده علشان متعصبش عليكي..
اندفعت صوب مكتبه تمسك إله حاده تشير نحو عروق يدها قائلة من بين شهقاتها: لو مطلقتنيش، هموت نفسي، أنا لايمكن أعيش مع واحد خاين وكداب. بصعوبة كتم ذلك اللفظ البذيء الذي حارب للخروج للعلن حتى يسكتها عن حديثها الأرعن ذلك. اتسعت عيناها أكثر عندما التزم الصمت، صمت قاتل، عذب مشاعرها التي كانت في احتياج لقبلة أو لمسه من يده الحنونة..
أشارت نحو غير مصدقة: أنت بتتمنى أموت علشان تتجوز عليا، أنت مبتحبنيش، أنا كنت حاسه.. دارت حولها نفسها تتحدث بقهر وهي تبكي: كنت حاسة، ده مش حب، ربنا يسامحك ليه عملت فيا كده، ليه جرحتني.. أوقفها فجأة يردف بنبرة خافتة وهو يجز فوق أسنانه: والله لو ما سكتى، هرزعك قلم يفوقك. نظرت للأسفل تبكى بحزن: وكمان عاوز تضربني علشان خاطرهاا.
ضربها بخفه فوق رأسها قائلا: لا علشان أفوقك، إيه يا مجنونة اللي انتي عملتيه برة ده. رفعت بصرها تقول بحنق: وانت تقدر تفسر غيابك عني لمدة تلات ايام، مبتساليش فينا، وكمان إزاي تجيب سكرتيرة ومتقوليش، وازاي تجبيها حلوة كده، اعترف يا رامي وقول إنك بتخوني.
التزم الصمت التام، في حين أن عيناهم لم تصمت، وبدأت لغة العيون تتحاور وتبوح بكل ما يجش بالصدور، ضغطت فوق شفتاها حرجا منه، بعدما قرأت العتاب واللوم في إيصالهم لتلك الحالة، تقدمت خطوة أخرى ثم ضمته بقوتها تهتف بصوت ناعم: أنا أسفه. مازال على وضعه ينظر أمامه بجمود، حتى يداه لم تتحرك لتأخذ مكانها المعتاد حول جسدها، ابتعدت عنه تسأله بخوف وترقب: هو أنت مبقتش تحبني يا رامي. ياعني طلعت بحبك أهو.
سألها، فردت بتوتر: بتحبني، بس أنا بحبك أكتر. مش شايف والله! ابتلعت لعابها وهي تتعلق بعنقه تقول: لا والله بحبك اوي، ومقدرش اتخيل حياتي من غيرك. مازال وجه جامد وحاد، فقال وهو يشير برأسه: عاوز اسالك اللي حصل بره ده ليه! أجابت بتسرع ونبرة متوحشة: علشان بغير عليك. إيه ده أنتي مش واثقه في نفسك يا شهد، اشتريلك شوية ثقة بالله عليكي، حياتنا مش طبيعية يا بنتي.
ابتعدت عنه تزم شفتاها، وعيناها تهدد بسقوط دموعها مجددا قائلة: طيب واخرتها! جلس على كرسية يقول: اخرتها تروحي بيتك ومالكيش دعوة بيا. انت بتطردني يا رامي. هز رأسه وابتسامة ساخرة تحتل محياه، ثم القى سترته الجلدية بوجهها قائلا: البسي ده علشان جسمك باين من الجنب، ويالا روحي. يارب اموت علشان تخلص مني..
حول بصره متجاهلا حديثها، اخر ما تتوقعه أن يفعل ذلك، طالما كان ينهرها دوما على حديثها ذلك، انطلقت كالاسد الجريح يأبى الخضوع أكثر، تحافظ على الباقي من كرامتها، تركض بسرعة البرق، تبحث عن مأوى تنزوى به، تطلق شهقاتها بحرية، حتى إنها لم تدرك الدراجة النارية التى تنحرف نحوها، وماهي إلا ثوان واصطدم جسدها بالأرض، واخر ما التقطت أذنها هو شيء واحد.. الحقوووا، دي مدام شهد مرات رامي بيه، قولوله بسرعة.
ومن بعدها استسلمت لظلامها، فاقدة للوعي تماما، غير مدكة لحالة الهرج والمرج من حولها.
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الختامي الثالث والأخير
، فتحت عينيها ببطء، بعدما شعرت بتربيات فوق يدها وصوت رجل لا تميزه ينادها باستمرار، أخيرا اعتادت على الضوء وبدأت بالتركيز، تفحصت حولها بدقة وأدركت بعد عدة دقائق أنها بالمشفى، وعند هذه النقطة فزعت بخوف تنظر لنفسها بقلق تهتف بصوت ضعيف من إثر تلك الآلام المبرحة التي هاجمت جسدها نتيجة لحركتها المفاجئة أنا فيا حاجه. ابتسم الطبيب ذو ملامح في الخمسينيات من عمره يقول بلطف: لا كويسة متقلقيش..
تنفست براحة قائلة: الحمد لله. احمدى ربنا، إنها عدت على خير شوية كدمات مع الراحة هتكوني كويسة. اعتدلت أكثر قائلة بعدم فهم: لما هي كدمات ليه اغمى عليا؟! ثبت الأبرة بيدها هاتفا بجدية: طبيعي نتيجة للخبطة، المهم هطلع لجوزك اطمنه لأنه تقريبا واقف بره هيموت.
هزت رأسها بإيجاب، ولكن بعد دقيقة من الصمت كانت تراقبه فيها وهو يقوم بعمله، داهمتها فكرة شيطانية، لا بأس إن استغلت تلك الحادثة في صالحها، وقبل أن يتحرك الطبيب خطوة أخرى كانت تقبض فوق يده تهتف برجاء: ممكن اطلب من حضرتك طلب وتساعدني. هز الطبيب رأسه ليقول سريعا: أكيد. ابتلعت لعابها لتقول بخجل وصوت خافت: ممكن متقولوش إن أنا كويسة. رفع أحد حاجبيه هاتفا بتعجب: نعم؟!
ياعني ممكن تقوله إن الحادثة كانت كبيرة وميزعلنيش أبدا. أدرك الطبيب مغزى حديثها فقال بعقلانية: على فكرة هو قلقان فعلا، أظن من الأصول منعملش كده. أدمعت عيناها قائلة: أنا قبل ما أعمل الحادثة عكيت جامد، وهو كان رافض يسامحني، ف ممكن ربنا بيديني فرصة أصلح اللي انا هببته.
عدل الطبيب من سماعته الطبية المعلقة حول عنقه وهو يقول بمكر: إذا كان ماشي، نعمل عمل نبيل، بس منكذبش بشأن مرضك ممكن نقول نفسيتك والحادثة كان أثرها كبير عليكي، بس أنتي كويسة ومفكيش أي أعراض جسدية تقلق. ابتسمت بسعادة قائلة بنبرة طفولية وحماسية: آه، قوله كده واضغط اوي على حته نفسيتها ومضاعفاات بقى وزود طحينة وسلطة وميهمكش. ارتفعت ضحكات الطبيب قائلا بمزاح: لو عندي بنت زيك، هاخاف على جوزها منها والله.
أما بالخارج فكان يحارب الدقائق ناظرا لباب الغرفة التي تقبع بها، داعيا الله أن يحفظها له، لن يسامح نفسه أبدا إذا حدث شيء لها، هيئتها وهي ملقاة أرضا فاقدة للوعي، سلبت أنفاسه لدرجة أن صدره اختنق بشدة، وأحمر وجهه من فرط خوفه وقلقه، اللعنة على غضبه، وعقابه الأحمق ذلك، لينتهي كل شيء وتبقى هي بكل مصائبها وحديثها الأهوج هو راض تمام عنها..
خرج من تفكيره على خروج الطبيب من الغرفة، فاندفع نحوه كالمجنون يسأله بقلق عن حالتها، لا شك أنه ارتاح شيئا فشيء وهو يتحدث، ولكن مازال القلق يسيطر عليه بسبب كلمات الطبيب حول حالتها النفسية، ومضاعفات الحادثة، أومأ متفهما وهو ينطلق صوب غرفتها يطمئن عليها بعينيه وقلبه الملتاع..
انهارت حصونها بعد لمساته لها، وقبلاته المتوزعة بين شفتيها وعنقها وخديها، لا، لن تصمد كثيرا، لو زاد في قبلته لها ستعترف بكل شيء، يجب عليها التمسك بتمثيليتها، فابتعدت تقول بهمس وهي تصتنطع البكاء: ياريتني موت، علشان.. قاطعها بيده يقول بحدة: اياكي اسمعك تنطقي كده. وللحظة تخيلت منظرهم بعد موتها فقالت ببكاء حقيقي: هو انت هتتجوز عليا يا رامي لو مت، اوعى تتجوز والله اظهرلك في أحلامك وانكد عليك.
ابتسم بحب وهو يمسح دموعها، يقربها من صدره قائلا: متقوليش كده لو سمحتى تاني. زادت من عناقها له، حتى كادت أن تخنقه، فقالت بخجل: رامي زعلان مني.
رفع وجهها بطرف أصابعها، وقبل أن يجب كانت شفتاه تعبر عن إجابته مقبلا إياها وبحرارة، اشتاقت لقبلته تلك التي تجعلها دائما فاقدة للنطق، تغرق في بحر من المشاعر من شدة حلاوتها تتمنى ألا تنجو أبدا، تعشق تملكه بها بذلك الشكل تحديدا وترحب به وهي تجذبه نحوها أكثر، ذلك الرجل الذي أضاف إليها معاني جديدة من المشاعر والحب والاحتواء، تعشقه ولا تظهر ذلك، تتدلل وتتمرد وهو يقابل أفعالها بالحب دائما، تعترف بداخلها أن ذلك العناق قبل نومهم يوميا له مذاق خاص، وتحديدا كلما انغمست وذابت في لطف كلماته، بالأخص تلك الكلمة التي دائما ما يبدأها بحرف الباء وينهيها بالكاف، تتذوق بطء نطقها بالقرب من أذنها، منتظرة بفارغ الصبر تلك القبلة التي تلازمها بالنهاية بجانب عنقها، آه كم من المشاعر تشتاق إليها متمنية عودة حياتهم مثلما كانت، لتذهب تلك المقابلة التلفزيونية للجحيم ويبقى هو فقط بداخل أحضانها، هو بالعالم كله، هو معنى للنبض، وبداية كل شيء ونهايته، هو تحيا به دائما وأبدا.
ساعدها بانتهاء حمامها وتبديل ثيابها، جلست براحة فوق فراشها، تنعم بدفئه الذي افتقدته لليالي طويلة غاب فيها الحبيب. لاحظت عدم وجود صغيرها في استقبالها فقالت متسائلة: هو الولاد فين؟! خلع قميصه وهتف وهو ينتقى إحدى منامته القطنية المريحة: فوق عند سامي وسلمى أصروا يناموا عندهم.
لم تنتبه إلى أي كلمة، كل ما جذب انتباها عضلات جسده كم أصبحت بارزة في الآونة الأخيرة، دققت النظر به أكثر، فجذبها ملامحه ووسامته، هل زادت وسامته، أم إنها تتخيل، أو تشتاق، وقعت في حيرة وهي تطالعه بهيام كمراهقة صغيرة، وخاصة مع ظهور ابتسامتها البلهاء فوق ثغرها، واحمرار خديها خجلا..
أما ذلك الخبيث لاحظ نظراتها الهائمة، فاستغل ذلك، وتحرك نحوها دون أن يرتدى سترته العلوية، قاصدا أن يجلس بجانبها وجذعه العلوي عار تماما، تحرك نحوها أكثر والتصق بجسدها، وقبل أن يحيطها صاحت هي بخجل: أنت هتقعد كده. هز رأسه ونظر إليها ببراءه يكمن خلفها خبث كبير: آه وماله يا حبيبتي.
جاهدت أن يخرج صوتها ثابتا مع هذا الكم من المشاعر المتضاربه بداخلها فقالت: لا البس لتاخد برد، ومنلاقيش حد يخدمنا إحنا الاتنين. ابتسم باستهجان قائلا: إنتي في الرومانسة معندكيش ياما ارحميني. زفرت بحنق لتقول بابتسامة جاهدت ألا تخرج للعلن: بصراحة بقى انا في اللحظة دي مكسوفة. عقد حاجبيه وهو يتحسس جبتها هاتفا بقلق زائف: الدكتور قالي إنها شوية كدمات، مقاليش إنك اتخبطي في دماغك يا روحي.
وفي لحظة كانت تغزر أسنانها في كفه بغيظ وغل، وها هي تلك الروح الشريرة تعود وتسيطر عليها من جديد، ارتاح قلبه أكثر فتلك البريئة التي كانت تظهرها من قبل قليل كانت تثير الريبة في نفسه، هي والبراءة لا يجتمعان أبدا.. شاكسته بكلماتها وهو يمازحها بضحك، فقاطع لحظتهم تلك رنين جوالها، توقفت عما تفعله وهي تحاول تنظيم أنفاسها الهائجة، قائلة بنبرة متقطعة: مين بيرن عليا دلوقتي.
التقط جوالها قاطبا الجبين ينظر لذلك الرقم بتفكير ثم ضغط على زر الإجابة ومنه على زر مكبر الصوت، فاستمعا.. أنسه شهد، إزيك. صوت رجولي، وأنسه شهد، ماذا الهراء؟! نظرت له سريعا تهز كتفيها بتوتر يلازم حركتها تلك حركة رأسها الرافضة لحديث ذلك السخيف.. هتف رامي بصوت خشن وحاد: مين أنت.. أنت اللي مين، مش ده تليفون أنسه شهد. حاول كظم غضبه حتى لا ينفجر به، وقال بثبات غريب عنه: اه هو، مين انت بقى.
أنا المعد سيف، وكنت عاوز أشوف قالت لأهلها ولا لأ علشان تطلع معانا في حلقة بكرة. وقبل أن يجيب رامي، كانت هي تنطلق في إجابتها التي لاشك أثارت في نفس رامي الهدوء قبل إنطلاق ثورته الغاضبة.. حضرتك اللي بيكلمك ده جوزي، تقدر تستأذنه لو وافق تمام، موافقش يبقى الموضوع منتهى.
جاهدت ألا تظهر ابتسامتها وخاصة مع رفع إحدى حاجبيه متعجبا منها، المكبرة وضعت الكرة بملعبه، وهي وقفت تشاهد بخبث ماذا سيحدث، اقترب من أذنها يهمس بنبرة لا أحد يسمعها سواها: والكدمه اللي في وشك دي هتظهري بيها في التلفزيون. وضعت قبله خفيفة فوق وجنته وهي تقول بنفس نبرته: الكونتر يا بيبي بيخفي كل ده. قبل شفتاها قائلا بخبث: بقيتي صايعة اوى يا شهد.
كتمت ضحكتها بصعوبة، فحمحم هو ليقول بجدية: ابعتلنا المعاد امتى بالظبط، والتفاصيل هنكون جاهزين. رد الأخر باقتضاب: اوك. وفور إغلاقه الخط قفزت عليه تقبله بجنون تصيح بحب: بحبكك اوي يا رامي..
في اليوم التالي، الساعة الرابعة عصرا، تجلس بتوتر فوق أريكتها تتابع جوالها بترقب، تنتظر رسالة ذلك المدعو سيف، وبعد أن كان حماسها وصل إلى العنان السماء، بدأ في التراجع بخيبة أمل، وبدأت شكوك بداخلها ترسم سينورهات عن علاقة رامي بعدم اتصال سيف حتى الأن، أيعقل أن يكون السبب، ولم لا هو حتى الان لم يتصل لو لمرة واحدة لاطمئنان، لو كان هو لن تسامحه أبدا، أجفلت من شرودها على اتصال رامي بها، فاجابت على الفور..
ألو. متصلش. هتفت بخيبة امل: لأ. متقلقيش ممكن يكونوا أجلوها، لو في حاجة كلميني. تمام. أغلقت الاتصال وهي تجاهد ألا تبكي، تنظر للهاتف بشرود تام، انتبهت على لمسه حمزة ليدها قائلا: ماما متزعليش تتعوض مرة تانية. مسحت دموعها قائلة: هيتصلوا أنا متأكدة. هز الأخر رأسه ليقول: لا مش هيتصل أنا متأكد. ضيقت عيناها بتساؤل قائلة: . ليه بقى؟!، أبوك هو السبب. هتف حمزة سريعا ينفى حديثها: لا بابا مالوش دعوة والله متظلمهوش.
امال عرفت منين. سيف ده بيصطاد البنات اللي على السوشال ميديا ويبدأ يشدهم بكلامه وطريقته ويظهرهم في البرنامج وبعدها بيعمل معاهم علاقات، أصحابي قالولي كده، وحذروني وقالولي احذرك كمان. اتسعت عيناها بصدمة قائلة: معقوله الوقاحة دي. واكتر يا ماما والله، كويس إنه بعد عنك.. التزمت الصمت لدقائق، لتقول بعدها: علشان كدة لما عرف إن متجوزة متصلش تاني.
اه والله يا ماما أصحابي قالولي كده، وكانوا خايفين على حضرتك، وانا كنت بحاول ابعدك عنه قبل ما بابا يعرف. جذبته لأحضانه تقول بنبرة يتخللها راحة: الحمد لله يا حبيبي، ربنا يخليك ليا. مسد على ظهرها بحب: ويخليكي ليا يا أمي. ابتعدت عنه قليلا تقول بحماس غير تلك التي كانت تجلس منذ دقائق تبكي قهرا على ضياع حلمها: اتصل على اصحابك، انا عازمكوا على كيك، علشان اشكرهم بنفسي.
التقط جواله بسعادة، ولكنه تراجع لللحظة يقول: بس بابا ممكن يضايق. حركت رأسها برفض مردفة: انتو عيال يا حمزة، اتصل، ابوك دماغه مش صغيرة لدرجاتي، وبعدين مش أحسن ما تنزلوا تقعدوا في كافية وتنفسدوا، اتصل وسيبلي ابوك خالص. دخل شقته بعد يوم طويل ومرهق، متوقعا نواح شهد وبكاءها ولا بأس من إضافة بعض الاتهامات فوقهم، جذب نفس عميق لداخل صدره وشد على جسده، متحمسا لدخول المعركة والخروج منها بدون أي خسائر..
انتبه على صيحات شبابية بمنتصف الصالة، عقد حاجبيه بقلق وتقدم بخطوات واسعة، وما إن وصل حتى وقعت عيناه على أصدقاء حمزة الجالسين بأريحية يلعبون لعبه جماعية بلاي ستيشن اتسعت عيناه عندما رأها تبتسم لهم وتقدم الشاي والكيك، جف حلقه من الصدمة، من أين لهم تلك الجرأة حتى يتخطوه في ذلك، وهو صادر قرار بعدم دخول أي رجل أثناء غيابة.. هتف بكلمة واحدة ولكنها تحمل بين طياتها الحدة والصرامة: حمزة.
انتفض حمزة وأصدقائه وشهد أيضا الممسكة بكوب الشاي لدرجة أن بعض القطرات تساقطت فوق أصابعها فصرخت صرخة مكتومة متألمة.. ولكنها نطقت بعجالة: شوف بابك يا حمزة. وانطلقت صوب غرفتها تحتمى بها من غضب زوجها تاركة ذلك الصغير يواجه عنفوان والده وحده.. نظر حمزة لوالده نظرة تفهما رامي جيدا، فرحب بأصدقائه هامسا له بضيق: حاسبنا بعدين..
وفورا انطلق بعدها لغرفتهم ليبحث عن تلك المتمردة التي دائما ما تعصي أوامره، وقبل أن يفتحها فاجأته صغيرته كارما التي منعته من الدخول تشير نحو وجنتها قائلة بضيق طفولي: من امتى وانت مش بوستني. هبط بجسده لمستواها هاتفا بابتسامة: من امتى، تصدقي كتير، من كتر بلاوي ماما، نسيتنى واجبتي يابنتي. أشارت بإصبعها في وجهه تقول بطريقة تأدبيه: ولو لازم بردوا تيجي وتبوسني، هو كل حاجة ماما ماما ماما.
ضحك بصوت مرتفع قائلا: حتى أنت زهقتي منها، هاتى خدك وخدى مليون بوسه.. أشارت له قائلة: هي واحدة بس. طبع قبلة طويلة فوق وجنتها ثم فتح غرفته ودخل واجم الوجه، يبحث عنها، فوجدها تجلس تضع إحدى الكريمات فوق أصابعها وقبل ان يتحدث قالت بندم: واقسم بالله ده زنبك انا عارفة، ربنا بيخلص مني. انتي بتتخطيني يا شهد وعزمتي أصحاب حمزة هنا!
هتفت بخفوت وهي تقترب منه تحاول إقناعه: وماله ما يكونوا تحت عينينا، يرضك يعلموا الواد حاجات مش كويسة. أنا مربي ابني صح، ومعرفه الصح من الغلط، مالكيش دعوة انتي. وضعت يدها بخصرها تقول بحدة: ليه هو مش ابني كمان. ده ولد ياعني أنا أكون اقربله منك، وبعدين حمزة مش مصاحب ولاد في سنه، معظم اللي بره اكبر منه بسنتين، وانا رافض المبدأ من الاول ومش عاوزو ياخد على كده.
أشارت له بيدها قائلة بلامبالاة: مش مقتنعه على فكرة. أنهت حديثها والتفتت نحو سراحتها، فجذبها نحو مرة أخرى تصطدم بصدره ليقول: ماقتنعيش، المهم أنا مقتنع، وبعدين خدي هنا مالك مش زعلانه ياعني ولا قالبها عياط ليه، ولا انت السبب يا رامي.. رمشت بعيونها كالبريئة وهي تحاوط عنقه قائلة: اجيب عليك اللوم وانت مش السبب يا بيبي. يا سلااااام.
هزت رأسها بإيجاب، فقال هو بشك: مش حاسك، في مصيبة او حاجه، قولي علشان اكون متوقع وعارف. نفخت بضيق: هو انت على طول تحبطني كده. كادت أن تتركه، فأمسكها قائلا: انتي غلطتي ولازم تعتذري. ابتسمت بدلال قائلة: طب وياترى اعتذر إزاي. نظر خلفها فوجد ابنته تيا ترقد بسلام في فراشها الصغير تغط في نوم عميق، ابتسم بمكر قائلا: بصي اللحظة دي تاريخية جدا ومش هتتكرر، وبصراحة انا هستغلها أسوء استغلال.
اغلقت عيناها فورا تستعد لخطوة الثانية، فقال بضحك ومشاكسة: ده أنتي ما مصدقة بقى. لكزته في كتفه، وفرت هاربه منه تضحك بصوت مرتفع، فأشار لها بالصمت محذرا إياها: أصحاب حمزة بره إحنا ه نتجنن. صعدت فوق الفراش تقول بمكر: أنت لسه شوفت جنان..
ابتسم بحب لتلك المشاكسة التي رغم تقدمها بالعمر إلا أنها لم تتخلى أبدا عن جنونها وتمردها، دائما ما تضفي على حياته شيئا مميزا، قد لا يصل إلى تفسيره بشكل دقيق، ولكن لن يهمه، كل ما يهمه هو أنه يعشقها هكذا، تتصرف بعشوائية وتعود إليه كالأطفال تتدلل لتنعم بأمانه، متمردة، صلباء، وأحيانا هشه، تتضارب أفكاره عند النظر إليها، أبجديتها تجعله يقف أمام معضلة فك شفرتها والغوص في مكنوناتها أكثر، ولكن لن يهم كل ذلك، الأهم هو وجودها معه وبين يديه ناهيا كل العقبات بحبهما القوى والصادق، فالحب يقين، هي كالوطن، وهو كالنبض، فهل للعشق حدود منطقية في قصتهما؟! تمت نهاية الرواية أرجوا أن تكون نالت إعجابكم