logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





10-01-2022 12:20 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10







t22011_5827

جمعتهما الأغاني والمواويل ..في كل صوب وحدب نغمة شاردة تترنم باسميهما .. فهل يجتمعا حقيقة !؟.
اقتباس من الرواية

تنبه لوقوفها على اعتاب الدار فأشار لأحدى النوق الباركة امرا :- اطلعي ..
هتفت في ذعر :- اطلع فين !؟.. لا .. انا بخاف .. انا عمري ما ركبت جمل ..
كان يتمتم لا تعرف هل كان يتضرع لمزيد من الصبر ام كان يصب اللعنات على رأسها !؟..

ترجل من على فرسه جاذبا إياها من ساعدها تجاه الناقة امرا وهو يشير لهودجها :- اطلعي متخافيش .. ده اامن مكان تبجى فيه .. الچو هايبجى صعب..
كان يقول كلماته تلك بنبرة هادئة محاولا اقناعها بالمنطق على عكس ما تصورت تماما فقد توقعت عندما سحبها خلفه بتلك الطريقة انه سيدفع بها عنوة لداخل الهودج وليكن ما يكون ..

هزت رأسها متفهمة وهي تحاول الصعود لكن دون جدوى فقد كان طولها بالكاد يصل لمستوى قاعدة الهودج على ظهر البعير وبعد عدد لا بأس به من المحاولات الفاشلة التي قضت على البقية الباقية من صبره المنعدم من الأساس حتى امرها وهو ينحني مشبكا أصابع كفيه ببعضهما :- اركبي ..
نظرت في عدم تصديق لما يفعل هامسة في نبرة بلهاء :- اركب فين !؟..
همس شارحا :- حطي رچلك هنا على كفوفي واركبي .. سهلة اهي ..

تطلعت من جديد لكفيه المتشابكتين اللذين من المفترض ان تضع عليهما قدمها لتكونا كدرج يسهل عليها الصعود على ظهر البعير وتشجعت لتنفذ ما امرها به قبل ان يخرج عن طوره موبخا واضعة قدمها على كفيه ليدفع بها في لحظة لداخل الهودج كطرد بريدي ..
فصول رواية ليل يا عين
رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الأول

جلست خلف مكتب ابيها الراحل بحجرة مكتبه العتيقة الطراز تتطلع الى تلك الأوراق امامها والتي تحمل الكثير من الأرقام والحسابات التي جعلت عقلها مشتتا غير قادر على استيعاب الحقيقة الماثلة أمامها بكل وضوح..

انهن على شفا الإفلاس، نعم، الديون تراكمت وما عاد لديها القدرة منذ وفاة ابيها على الوفاء بها وسدادها في مواعيدها المستحقة..
تطلعت من جديد للأرقام التي كانت تتراقص امام ناظريها من شدة الإرهاق لعلها تكون مخطئة فيما توصلت اليه..

لم يكن والدها يوما مسرفا لكنه كان كريما عليهما هي وأختها الصغرى، لم يكن يبخل عليهما ابدا او يرد لهما مطلبا مما كان يدفع اختها للتدلل وطلب المزيد مهما كان، نجوى مدللة العائلة وفاكهتها الحلوة كما تدعوها أمها دوما..

وعلى ذكر اختها الصغرى ها هو اسمها يظهر جليا على شاشة جوالها مما دفعها للابتسام وهي تتناوله لتجيب هاتفة في نبرة حاولت ان تكسبها بعض المرح حتى لا تستشعر ما تحمل على كاهليها من هموم: - سلام عليكم يا نونا، يا ريتني افتكرت مليون جنيه، ايه!؟.
انتفضت من موضعها مستندة بكف على حافة المكتب وبالكف الأخرى تشبثت بالهاتف حتى لا يسقط ارضا وهتفت في صدمة: - انتِ بتقولي ايه يا نجوى!؟، حصل ازاي ده!؟.

صرخت نجوى على الجانب الاخر هاتفة في ذعر: - معرفش يا عين، معرفش، تعالي بسرعة وهاتي الفلوس والا مش هتشوفي اختك تاني..
حاولت عين الحياة تمالك أعصابها متسائلة: - طب أجي ازاي وفين!؟.
صرخت نجوى من جديد: - معرفش أي حاجة والله، هم بيقولوا تجهزي الفلوس وأما يحددوا الميعاد والمكان هيخلوني اكلمك تاني..
ثم صرخت من جديد متعجلة: - سلام يا عين واوعي تبلغي البوليس والا هيقتلوني، سلام، أوعي..

لم تكمل اختها كلماتها فقد انقطع الخط تاركا إياها في تشوش أبعدت الهاتف عن اذنها وتطلعت اليه في ذهول غير مصدقة ما سمعته تحاول ان تخبر عقلها ان تلك المكالمة كانت درب من خيال وان اختها سليمة معافاة ولم تُختطف من قبل مجموعة من المجرمين يطلبون مبلغا ماليا ضخما كفدية للحفاظ على حياتها..

جلست بجسد منهار على المقعد خلفها لا تعلم ما عليها فعله في تلك اللحظة وهى تدرك تمام الإدراك ان اختها في خطر داهم وانها لن تستطيع إبلاغ أمها التي بلغ بها مرض قلبها مبلغا حرجا وخاصة بعد وفاة ابيها..





كما ان ذلك المبلغ ضخم بالفعل، من اين لها تأمينه كاملا وهى التي بالكاد استطاعت جمع نصفه تقريبا حتى تدفع دين ابيها والحفاظ على.

مصنعه الصغير الذي كان يضم العديد من العاملات المتواضعات الحال واللاتي كن من الأسباب الرئيسية في احتفاظها بالمصنع حتى لا يتم تشريدهن وقطع أرزاقهن..
تركت الهاتف جانبا وتطلعت للأوراق والحسابات من جديد وأخيرا ضمت ساعديها لبعضهما متشابكين على سطح المكتب الذي يحمل عبق والدها الراحل وسنوات عمره التي قضاها عليه يُؤْمِن لهما قوتهما ودفعت برأسها تتوسدهما تحاول ان تدفن افكارها وخواطرها المضطربة بينهما..






لكن كيف لها ان تفعل وكل ما يحيط بها من احداث يدفعها دفعا لتصمد رغما عنها متجاهلة ضعفها الفطري كأنثى في محاولة لملأ ذاك الفارغ الذي تركه ابوها بعد رحيله، ولعلها استطاعت القيام بذلك طول الفترة الماضية، لكن هل تستطيع الوقوف الان امام ذاك التحدي الجديد!؟.
هي لا تدري مدى قدرتها على الصمود لكنها ابدا لن تترك اختها تواجه مصيرها وحيدة مهما حدث...

اندفعت تركض في عجالة باتجاه بوابة المطار الداخلية لتلحق بالطائرة التي كان من المعجزات ان تجد مقعد عليها لولا بعض الوسطاء من معارف والدها..
سمعت النداء الأخير على رحلتها المتجهة لأسوان فزادت من وتيرة اندفاعها لاهثة حتى وصلت الى المدخل المفضي للطائرة فتنفست الصعداء وهي تجلس على مقعدها لا تصدق انها على متنها أخيرا..

ساعة لا اكثر وتكون هناك حيث كانت تقضي اختها عطلتها لمنتصف العام غير مدركة ما يحيط بعين من مشكلات تحاول حلها لتجاوز أزمة مصنع أبيهما المعرض للبيع في كل لحظة املا في تسديد ديونه وخاصة بعد ان جمعت عين كل ما يملكن والذي كانت تعول عليه لسداد بعض منها لتأتي مهرولة لدفع فدية لإنقاذ اختها..

كانت تضم تلك الحقيبة الصغيرة لصدرها في حرص فقد كان بها مبلغ الفدية الذي بدفعه سيكون عليهن اعلان افلاسهن وبيع المصنع لامحالة..
دمعت عيناها وهمست داخلها ان كل شيء يهون في سبيل الحفاظ على سلامة اختها..
انتبهت من خواطرها على صوت احدى المضيفات تؤكد على وصولهم لمطاراسوان الدولي، اعتدلت موضعها وزاد تشبثها بالحقيبة..

أنجزت كل الإجراءات وخرجت من المطار تشير لاحدى سيارات الأجرة لتقلها لذاك الفندق الذي وجدت فيه غرفة شاغرة بعد طول بحث لان في هذه الفترة من العام، تكون فنادق أسوان مزدحمة بزائريها..
تطلعت للشمس الدافئة رغم ان العام لايزل في مطلعه والشتاء بالقاهرة على اشده ففتحت معطفها في سعادة مستمتعة بالدفء الذي يصلها عبر نافذة العربة وكذا جالت بناظريها على طول الطريق مستمتعة بجمال المدينة وعراقتها..

هتف السائق الأسمر بابتسامة باشة ولهجة صعيدية أصيلة: - وصلنا يا آنسة، الفندج اها، أي خدمة تانية!؟.
ابتسمت عين الحياة هاتفة وهى تنقده أجرته: - لا متشكرة..
نزلت من العربة في اتجاه استقبال الفندق ليتناول عامل الفندق حقيبتها من السائق مندفعا بها للداخل..
وقفت امام موظف الاستقبال هاتفة: - السلام عليكم، لو سمحت كان فيه حجز باسم الدكتورة عين الحياة كامل الصاوي..

اكد موظف الاستقبال بايماءة من رأسه وهو يتطلع لشاشة الحاسوب امامه: - ايوه يا فندم، اتفضلي، شرفتينا..
تناولت مفتاح الغرفة مبتسمة وهو يشير لأحد العاملين ليتبعها حاملا الحقيبة لغرفتها لتبتسم بدورها ممتنة وهي في اتجاه المصعد..

لحظات وكانت تقف بوسط الحجرة تاركة الحقيبة على الفراش، دفعت بالستائر بعيدا عن نافذة الشرفة التي خرجت اليها تطل على ذاك المشهد الاروع للنيل والذي لم يسبق لها ان رأته بهذا الجمال من قبل..

كانت تبحث عن أي فندق تقضي فيه ليلتها حتى تتم مهمتها وتعود باختها في سلام لكن اللحظة ومع هذا المنظر الذي يسحرها كليا شعرت بالامتنان لأحدى صديقات والدتها والتي أصرت على التوسط لها لتنزل بهذا الفندق معتقدة انها جاءت لتحصل على بعض الراحة والاستمتاع مع اختها التي سبقتها..

تنهدت تحاول ان تقلل من ذاك التوتر الذي يعتريها وهي بانتظار أي إشارة من خاطفي اختها لتحديد ميعاد تسليم الفدية ومكان اللقاء بالتركيز على ذاك الإبداع الرباني المجسد امامها، مياه لامعة الزرقة وأحجارضخمة تنتشر هنا وهناك بمجرى النهر الخالد وتلك المراكب البيضاء المثلثة الشراع تكمل روعة الصورة وتفردها..

لكن تلك الطرقات على باب الغرفة جعلتها تندفع في لهفة تفتحه ليطالعها احد العاملين مادا كفه بخطاب مغلق وقبل ان ينبس بحرف انتشلته من يده ليطالعها العامل بتعجب وهى تزيل بامضائها على الاستلام في عجالة..
أغلقت الباب سريعا وفضت الخطاب في لهفة كادت تمزقه اضطرابا وهي تخرجه من ظرفه تجري عيناها على السطر الوحيد به النهاردة، الساعة ٥ مساءً، خلف معبد ابوسمبل ..

قرأت ذاك السطر عدة مرات حتى حفظته عن ظهر قلب وتنهدت من جديد تضع الخطاب على الطاولة الملاصقة للفراش الذي تمددت عليه..
راحت في نوم عميق دون وعي من جراء سهدها لليلتين خلتا، فهي منذ لحظة علمها بما حدث لأختها وهي لم تذق طعم الراحة تعد العدة للقدوم لانقاذها..
تااااابع اسفل
 
 






look/images/icons/i1.gif رواية ليل يا عين
  10-01-2022 12:20 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثاني

انتفضت موضعها على الفراش تتطلع حولها في تيه، كان ابوها يناديها اللحظة يحثها على النهوض لتلحق بأختها..
تنبهت الى ساعة الحائط التي تشير الى ما قبل الثانية ظهرا بقليل فقفزت خارج الفراش تجري اتصالا باستقبال الفندق لتدبير وسيلة انتقال الى معبد ابوسمبل..
لم تكن تعلم انه يبعد كل هذه المسافة، ثلاث ساعات بالعربة من هنا حتى الوصول لمدينة ابوسمبل ومنها حتى المعبد، يا لها من رحلة!؟.

اخبرها موظف الاستقبال انه لا يوجد الا حافلة واحدة تخرج من الساعة الخامسة وتعود في السادسة من صباح اليوم التالي، اذا فكرت بانتظارها فسيفوتها الموعد المخصص لمقابلة الخاطفين، لقد غلبها النعاس قبل ان تنظم أمورها ولم تكن تعلم ان عليها الانتقال كل تلك المسافة من الأساس..

أخبرته ان الذهاب الليلة ضرورة ملحة وعليه مساعدتها في الحصول على وسيلة تنقلها الى هناك قبل الساعة الخامسة مساءً بأية طريقة مما دفعه ليهمس بعد ان استشعر إلحاحها: - تمام يا داكتورة، دي خدمة مخصوص مني، انا ليا ابن خال عنده عربية بيطلع بيها رحلات مخصوصة هخليه ياچي لحضرتك، بس الرحلة هتكون مكلفة شوية..
هتفت عين في عجالة: - اللي يطلبه المهم اروح ابوسمبل النهاردة..

اكد الموظف: - تمام، اتفقنا، چهزي نفسك ف خلال نص ساعة هيكون هنا..
هتفت تتعجله: - اعتبرني جاهزة ويا ريت تستعجله، ومتشكرة قووي..
اكد موظف الاستقبال: - تحت امرك يا داكتورة..

أغلقت الهاتف في راحة واندفعت للحمام تحاول إنعاش نفسها قليلا من اثر النعاس وشعرت بالجوع لكن لم يكن هناك من وقت لتناول الطعام فمدت كفها لثمرة تفاح على رأس طبق الفاكهة الموضوع بالطاولة التي تحتل احد جوانب الغرفة قضمت منها للمرة الأولى في شهية، وما ان همت بقضم الثانية حتى كادت تغص بها لفزعها من جراء صوت رنين الهاتف الذي ارتفع فاندفعت اليه مدركة ان السائق قد وصل لينقلها حيث مكان المقابلة التي لم تكن على بال ولا خاطر..

جذبت حقيبة الفدية تضمها لأحضانها عازمة على استعادة اختها مهما حدث وفتحت باب الغرفة مهرولة لتلحق بموعدها..

وصل بها السائق الى ابوسمبل ثم اتجه الى طريق صحراوي يفضي بهما الى المعبد..
أمضت بعض الوقت تتطلع حولها وقد بدأت المغارب تهل سريعا في مثل ذلك الطقس الشتوي
كان الجو باردا على غير العادة ربما في المساء وبعد غياب الشمس يظهر وجه الشتاء الحقيقي على هذه الأرض مما دفعها لتتدثر بمعطفها وتزيد من احكام غطاء رأسها حول رقبتها..

وصل السائق لمنطقة ما خلف المعبد وهمس لها في حذّر: - بصى يا آنسة، مواعيد الزيادة أنتهت
ومش المفروض نبجوا هنا دلوجت، واني مش هجدر استني الصراحة، اني ممكن اروح ف داهية..
همست عين الحياة تستعطفه: - طب مين هيروحني!؟، انا هخلص موضوع بسرعة وارجع معاك..
همس الرجل: - معلش يا آنسة، اتفاجنا كان اني أچيبك واديني وفيت وچبتك، بعد كِده اني مليش صالح، دي فيها خراب بيوت، سلام عليكم..

تركها الرجل وانصرف سريعا غير عابئ بحالتها فقد شعرت بالخوف يأسرها وهي تتقدم لداخل المعبد متطلعة حولها يتهئ لها ان مل تلك التماثيل الشاخصة امامها اشباح قد عادت لها الحياة لتثأر منها لإنتهاكها خصوصيتهم وقداسة معبدهم وتذكرت كل ما قرأته عن لعنة الفراعنة وبدأت تستعيذ سرا رغبة في دفع الشيطان بعيدا عن مخيلتها حتى تصل للمكان المحدد..

تطلعت حولها وبالكاد استطاعت ان تبصر موضع قدميها، كانت تنوي اخراج هاتفها وفتح كشاف الضوء لكنها تذكرت تحذيرات السائق قبل ان يرحل من حراس المعبد..
تسللت ببطء في اتجاه مدخل المعبد وقد خيل لها رمسيس الثاني بتماثيله الأربع على البوابة وكأنهم حرس خاص للمكان وهئ لها انها تسمعهم يمنعونها من الدخول..
لقد بدأت تهزي وعليها الإسراع في مهمتها..

كان هناك رجال على تلة قريبة يراقبون الوضع متعجبين لمرأها تقترب من مدخل المعبد بهذا الحذر سأل احدهم الاخر: - مين دي!؟، وايه اللي جايبها هنا!؟.
رد الاخر: - معرفش، بس ربنا يستر، دي ممكن تبوظ لنا العملية كلها واحنا ما صدقنا هانمسكهم متلبسين..
همس الاخر في ضيق: - ربنا يستر..

أصبحت عين الحياة بداخل المعبد فعلا في تلك الردهة الطويلة المرصوص على جانبيها تماثيل عدة ما استطاعت تبينها لانها ما عادت تستطيع الرؤية فعلا فكان عليها المجازفة وإخراج هاتفها وفتح الإضاءة مع تقليل شدتها قدر الإمكان حتى تستطيع تبين موضع خطواتها..

ارهفت السمع قليلا فتناهى لمسامعها أصوات جدال دائر بالقرب، تسللت حتى وصلت لاحد الأعمدة وأغلقت الإضاءة حتى لا يفطن احد لموضعها، يبدو انهم أفراد العصابة المختطفة لأختها، ضمت الحقيبة لصدرها وبدأت ترتجف رعبا لكن كان عليها الثبات حتى تتم ما هي بصدده بالفعل..
سمعت ذاك الشخص المسربل بالسواد من رأسه حتى اخمص قدميه يهمس لصاحبه: - ليه التأخير دِه كله!؟، اني حاسس ان الأمور فيها حاچة غلط..

هتف صديقه مؤكدا: - لاااه، مفيشي حاچة غلط ولا يحزنون، تلاجيه بس تأمين وحرص زيادة مش اكتر..
ظهرت فجأة امام أعينهما هاتفة في قوة حاولت ادعائها: - والله لا تأمين ولا حاجة ده انا متأخرتش عن ميعادنا وطلبكم جاهز اهو و....
لم تكمل جملتها بل تراجع كلاهما منتفضين مشهرين السلاح بوجهها مما دفعها لتقف رافعة ذراعيها في استسلام وقد سقطت حقيبة الفدية ارضا وصرخت في ذعر: - انا معملتش حاجة غير اللي طلبتوه..

ما ان هم احد الرجلين بأن ينطق حتى ظهر عدد من الرجال خلفها لتصبح هي بين شقى رحا، لا تعلم هل كلاهما أفراد لعصابة واحدة ام عصابتين جاءا ليتقاسما أموال الفدية، لكن اين اختها من كل هذا!؟..
صرخ الرجل الذي يرتدي السواد بحدة وهو لايزل مشهرا السلاح وكذا صديقه: - ايه يا حداد، بجيت بتشغل الحريم وياك ولا ايه!؟.

هتف حداد الرائق الذي كان يقف في غطرسة وخلفه اثنين من رجاله مشهرين السلاح كذلك: - الحريم دي انت اللي تشغلها يا ليل، وبلاش الحركات دي معاي لانها مش هتچيب نتيچة، انچز وهات اللي عنِدك..
هتف ليل الجارحي في سخط: - مش لما نشوفوا مين دي الأول!؟.
هتفت عين وهي ترتجف حتى ان حروفها خرجت مهزوزة بلا معني موجهة حديثها لليل: - انا جيت حسب اتفاقنا..

كلماتها لم تحسن من الوضع بل زادته سوءا عندما صرخ حداد في غضب هادر: - كِده وچب فيك الدبح يا واد الچارحي، شكلكم متفجين!؟، يبجى كنت ناوي على غدر وربنا كشفك على حجيجتك..
وانتفض حداد مندفعا يبتعد عن موضعهم هاتفا في لهجة امرة لرجاله: - خلصوا عليهم وادوني رنة، ياللاه..

وبدأ تبادل النيران بين الطرفين، لكن ذاك الرجل المدعو ليل جذبها اليه ما ان استشعر رغبة حداد في الخلاص منهم ليرتطم كلاهما بأحد الأعمدة قبل ان يختفيا خلفه، صرخت هي في ألم لشدة الارتطام بينما هو ظل على حاله لم يهتز للحظة واستمر في تبادل النيران مع رجال حداد..

كان صدى دوي اطلاق النيران في هذا المكان يثير ارتجافها حرفيا، فاستمرت متسمرة موضعها لم تتزحزح قيد انملة الا انها ابصرت من موضعها وقريبا منها حقيبة الفدية ملقاة ارضا، لا تعرف ماذا دهاها لترتكب ذاك الحمق وتزحف في اتجاه الحقيبة التي تحوى كل ما تملكه عائلتها من أموال جاذبة إياها ليصرخ ليل وهو يراها ترتكب ذاك الحدث الأكثر غباءً على الاطلاق واندفع يصد عنها احدى رصاصات رجال حداد التي كانت لامحالة من نصيبها لولاه جاذبا إياها خلف احد الأعمدة من جديد..

شعرت بالفخر والانتصار لانها استعادت الحقيبة لكنها شهقت في ذعر وقد سقطت نظراتها عليه فرأته يتصبب عرقا جوارها رغم انه لايزل يصوب نحوهم سلاحه متبادلا معهم اطلاق النيران الذي اشتد كثافة بعد ادراكهم اصابته، تخضب كفه بالدماء وهو يضغط على موضع جرحه وبدأ يشحب لونه ويزداد العرق تفصدا من جبينه..

هتف صديقه على الجانب الاخر والذي اصبح يرمى النيران بكثافة اكبر نظرا لإصابة ليل: - انت بخير يا ليل بيه!؟.
هز ليل رأسه مؤكدا في قوة رغم ازدياد وتيرة الألم، وفجأة انقطع سيل الهجوم، كانوا يعتقدون ان رجال حداد قد اكتفوا من ارهابهم فرحلوا، لكن الامر لم يكن كذلك، انها الشرطة التي يستمعون لسرينة عرباتهم وعليهم الرحيل فورا، ظهر صديق ليل مندفعا نحوه هاتفا في قلق: - انت تمام يا ليل بيه!؟.

كان الألم قد بلغ منه مبلغا شديدا لتترنح رأسه وهو يحاول الصمود هامسا: - لااه، مش بخير، رچعني بسرعة للچبل..
قال كلماته ونهض مترنحا يحاول التحامل على نفسه لكن الدنيا غامت امام ناظريه فجأة وسقط فاقدا الوعي بين ذراعي عين الحياة..



look/images/icons/i1.gif رواية ليل يا عين
  10-01-2022 12:20 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثالث

أصبحت بداخل بيت صخري مبني في أحضان الجبل يطل من بعد على بيوت قرية نوبية تسكن تلك الجزيرة التي قدموا اليها بالقوارب الشراعية التي كانت تنتظرهم، أُلقي بها في قاع احد القوارب الشراعية فانكمشت وهي تتطلع لرئيسهم المدعو ليل ممدد على احد الجوانب في حرص وعناية، يتابعه احدهم كل دقيقة مطمئنا على حاله حتى حملوه على نقالة الى ذاك البيت وهي معهم بدورها لا يمكنها الاعتراض تضم حقيبة النقود في تشبث ولا تجرؤ الا على الانصياع لأوامرهم حتى يقتادوهم لاختها وهذا كل ما كانت تطمع فيه، ان ترى نجوى وتطمئن انها بخير وليكن ما يكون بعدها..

تكومت على نفسها بأحد الأركان داخل تلك الحجرة تاركة لهم محاولة علاج إصابة سيدهم الأسود، وهم تجاهلوها بدورهم وهم يتفحصون جرحه النازف..
هتف صاحبه الذي كان برفقته بالمعبد في قلق: - دِه محتاچ داكتور ضروري، لو فضل ينزف كِده هيروح فيها..
هتف اخر كان ممن لحقوا بهم من خارج المعبد حيث كانوا ينتظرونهم بالخارج على تلك القوارب لتخليصهم من المدعو حداد: - هنچيبوا منين داكتور دلوجت يا چابر!؟...

هتفت عين الحياة بصوت متحشرج: - اناا ممكن..
هتف صاحبه المدعو جابر بلهجة نوبية في ضيق ظاهر: - هيلوليقا، استغفرالله العظيم، انتِ السبب ف حاله دِه، يبجى نجطينا بسكاتك، الراچل دمه هيتصفى..
نهضت عين الحياة من موضعها هاتفة في حزم لا تعلم من اين واتتها الشجاعة لإظهاره: - انا ممكن اساعد لأني دكتورة، ده اللي انا عايزة أقوله من الصبح..

واتجهت الى حيث يرقد ليل ممددا وقد بدأ يهزي امرة في حزم: - لو سمحت نفذ اللي هقولك عليه وجيب اللى هطلبه بسرعة والا ريسكم ده ممكن فعلا يروح فيها..
هتف جابر في طاعة بعد ان علم بكونها طبيبة وقد أرسلها الله اليهم في الوقت المناسب: - جولي انتِ عايزة ايه ولو كان لبن العصفور نچبهولك، بس المهم يجوم منيها..

طلبت ورقة وقلم وبدأت تخط بعض الطلبات ناولته إياها، انتشل جابر الورقة واندفع خارجا لإحضارها على وجه السرعة بينما طلبت من الرجل الاخر الذي كان يقف منتظرا اوامرها بعض من الماء الفاتر وبعض المناشف النظيفة..
اندفع الرجل يحضر ما طلبت في عجالة..
تطلعت الى ذاك الممدد قبالتها بلا حول ولا قوة تتمنى ان يستفيق للحظة ليخبرها اين يأسر اختها الوحيدة لكنه ظل يهمهم غائبا عن الوعي..

مدت كفها حيث موضع اصابته ومزقت جزء من جلبابه الأسود لتستطيع تفحص الإصابة بشكل اكثر وضوحا..
وصل راشد ذاك الرجل الذي أرسلته لاحضار الماء والمناشف ليضعهم امامها منتظرا اية تعليمات أخرى لكنها مدت كفها لمنشفة وبللتها بالماء وبدأت في تنظيف ما حول الجرح لاستيضاح عمق الإصابة، زاد تململه وعلت همهماته نظرا لوجعه البادي على قسمات وجهه التي تغضنت في ضيق..

ظهر جابر لاهثا على اعتاب الحجرة التي تضمهم هاتفا في عجالة وهو يلتقط أنفاسه: - اهاا كل اللي طلبتيه يا داكتورة..
هتفت امرة: - لازم نقص له جلبيته دي، هات مقص عشان مش هاننفع نحركه..
هتف جابر وراشد طائعين: - حلاً..
نهضت من موضعها جواره تاركة لهما المجال لقص جلبابه وكذا فك عمامته عن رأسه لتستلق على الوسادة بشكل اكثر راحة..

كانت عين تلتزم احد الأركان تتشاغل حتى ينتهوا وأخيرا هتف جابر وهو يجذب الغطاء على جسده المسجي حتى خصره تاركا جزءه الأعلى عاريا: -اتفضلي يا داكتورة..
تنحنحت في اضطراب وهى ترى جسده ممددا بهذا الشكل لكنها جلست وبدأت في حاولة استخراج الرصاصة وتطهير الجرح..

امرت راشد وجابر بإمساك كتفيه حتى لا ينتفض وهى تخرجها وما ان دفعت بها خارجا حتى اطلق صرخة مدوية شعرت انها زلزلت الجبل الذي يقلهما، ضمدت الجرح بمساعدتهما ليلتف الشاش الطبي حول كتفه الأيسر وصدره..
اعطته بعض الآدوية اللازمة من خلال الحقن وهمست وهى تنهض متنهدة في راحة: - باذن الله هيبقى تمام، بس لازم يتغذي كويس عشان يعوض الدم اللي نزفه ويستعيد صحته بسرعة..

هتف جابر مؤكدا: - هوصي على احسن اكل يخليه يجوم يرمح..
بينما هتف راشد متسائلا: - هو هيفوج امتى يا داكتورة!؟.
هتفت عين: - ف خلال كام ساعة باذن الله..
همس كلاهما: - باذن الله..
هتف جابر ممتنا: - احنا مش عارفين كنّا هنعملوا ايه من غيرك يا داكتورة، دِه كن ربنا بعتك عشان تلحجيه..
همست مؤكدة: - انا برد له جميله، لولاه لكنت انا اللي مكانه دلوقتي او يمكن كنت رحت فيها أصلا..

ساد الصمت وجابر يتطلع في محبة لجسد ليل الممدد لتهمس عين في تردد: - انا عايزة اعرف فين نجوى اختي!؟.
تطلع اليها جابر في تعجب متسائلا: - نچوى اختك..!؟، ودي هنعرفوا مكانها كيف!؟.
هتفت متوجسة: - هي مش معاكم، مش انتوا العصابة اللي خطفتها وطلبتوا فدية!؟.
هتف جابر مستعجبا: - لاه محصلش، لا احنا بتوع خطف حريم!؟، ولا طلبنا فدية من حد!؟، ولا نعرفوا فينها اختك دي من أساسه!؟.

هتفت عين في صدمة: - امال هي فين!؟.
يا ترى حصل لها ايه دلوقتي!؟، ده انا لو مسلمتهمش الفدية ممكن يعملوا فيها حاجة..

توقفت صامتة لبرهة وأخيرا تحركت في تثاقل مترنحة قدماها تشبه الهلام، جلست منهارة ارضا جوار حقيبة النقود التي تطلعت اليها في وجع للحظة قبل ان تشهق باكية في قلة حيلة لا تدرك اين اختها ولا ما عليها فعله الان وهي أسيرة بدورها لا تملك من امرها شيئا..
لم يعقب جابر بحرف وإنما همهم ببعض الكلمات التي لم تهتم لسماعها تاركا إياها موضعها ملقيا عليها نظرة مشفقة قبل ان يغادر الحجرة..

ساد صمت قاتل الا من همهمات المصاب المسجي هناك على الجانب الاخر من الغرفة، وفجأة تذكرت امرا، اين هاتفها!؟، تساءلت في نفسها وهي تبحث عنه بين طيات ثيابها تارة وداخل الحقيبة تارة أخرى، كانت متلهفة جدا لإيجاده لعلها تستطيع الوصول لاختها اوحتى يمكن لاختها الاتصال من جديد عندما أخلفت الميعاد المتفق ربما يحدد أفراد العصابة ميعاد اخر، لكن كيف لها الذهاب وهي الأخرى مختطفة مع قوم لا تعلم شيئا عنهم الا انهم احدى عصابات التهريب!؟..

فقدت الأمل في إيجاد الهاتف فتيقنت انه سقط منها اثناء الصراع الذي دار بالمعبد، وفقدت الأمل كذلك في استطاعتها الوصول لاختها..
مما دفعها لتنكمش على نفسها متخذة الحقيبة كوسادة وضعت عليها رأسها واستمرت في البكاء والنحيب حتى غلبها النعاس..



look/images/icons/i1.gif رواية ليل يا عين
  10-01-2022 12:21 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الرابع

اصطكت تلك الأحذية الميري ببعضها ضاربة الأرض بقوة عند دخول العقيد حسان المصري وبصحبته النقيب هشام صبحي مندفعين باتجاه مكتب الأول الذي هتف في حنق وهو يستدير ليجلس خلف مكتبه: - العملية باظت، كنّا خلاص هنمسكهم متلبسين ونقفل القضية دي بقى..

هتف هشام في حنق مماثل: - هي البنت اللي ظهرت فجأة دي ودخلت مكان التسليم، قلبت الموازين كلها وكانت سبب ف بوظان الليلة كلها..
هتف العقيد حسان وهو يناول هشام كيسا بلاستيكيا به هاتف ما: - اهو ده اللي ممكن يوصلنا للبنت دي لو كان بتاعها ووقع ف مكان التسليم..
تناول هشام ذاك الحرز هاتفا: - هجيب اسم مالك الخط بس يا رب يكون باسمها فعلا عشان نعرف مين الأخت دي وايه علاقتها بالموضوع ده..

هتف العقيد حسان: - طب ياللاه شد حيلك وربنا يسهل..

نهض هشام ملقيا التحية وغادر الى مكتبه وهو يتطلع الى ذاك الهاتف بداخل الكيس البلاستيكي الخاص بالأدلة غير منتبه لتلك التي اندفعت في اضطراب فاصطدمت به ليترنح كلاهما ويسقط الهاتف المغلف من يديه..
تمسك هو ببقايا اتزان حتى استطاع الصمود واقفا بينما سقطت هي ارضا متألمة جوار الهاتف الذي لم تعره انتباها..
انحني هشام متطلعا اليها في تساؤل: - انتِ كويسة يا آنسة!؟، انا اسف انتِ اللي..

هتفت نجوى في غيظ: - انت هتسبني مرمية كده وتحكيلي قصة حياتك..
جز هشام على اسنانه في غيظ مماثل وهتف من بينها حانقا وهو يمد كفه لمساعدتها: - اتفضلي قومي..
وضعت كفها الرقيق بقلب كفه الضخم ونهضت تعدل من هندامها قبل ان تسأل في اضطراب وهي تتطلع حولها في تيه: - انا عايزة الظابط المسؤل هنا، اقدر ألاقيه فين لو سمحت!؟.

هتف هشام في سخرية: - والله لو مش عاجبك خلقتي وشايفة اني منفعش ابقى ظابط، ابعت اجيب لك واحد مخصوص على ذوق حضرتك..
تطلعت نجوى اليه في لامبالاة لكلماته الساخرة وهتفت في نزق: - لا تنفع وآمري لله..
هتف هشام في حدة وهو ينحني يتناول الهاتف الذي كان لايزل ارضا: - ده انا اللي امري لله، اتفضلي..

وأشار اليها لتتبعه حتى حجرة مكتبه التي دفع بابها ودخل ليستقر خلف مكتبها يشبك أصابع كفيه فوق سطحه متنهدا في تعب وهو تجلس قبالته: - هااا، خير، ارغي..
هتفت نجوى محتدة: - ايه ارغي دي!؟، هوانا جاية اتسامر معاك، انا جاية ابلغ عن اختفاء اختي الكبيرة..
تطلع هشام اليها في إرهاق واضح: - طب تمام، مرعلى غيابها أربعة وعشرين ساعة!؟.

هتفت مؤكدة: - المفروض هي وصلت أسوان امبارح الصبح واختفت ع الساعة خمسة المغرب بعد ما وصلت ابوسمبل، انا عرفت المعلومات دي لما كلمت الفندق اللي كانت نازلة فيه فاسوان..
هتف هشام متثائبا يتمطأ في تعب يرجع جسده للخلف مسندا إياه على ظهر مقعده: - طب يبقى لسه مقدرش اعمل لك حاجة، لسه مفتش يوم كامل على اختفائها، دي لو كانت مختفية من أساسه..

هتفت نجوى منتفضة من موضعها في تحفز: - يعني ايه!؟، هقعد كده معرفش عنها حاجة!؟.
هتف هشام باعين يغلبها النعاس: - للأسف اه، لحد ما نتأكد انها مختفية بالفعل، ساعتها ممكن نتصرف..

انفجرت نجوى في البكاء وجلست موضعها من جديد فانتفض مذعورا لنحييها الذي جعله يستفيق دفعة واحدة وهي تهتف بأحرف متلعثمة يختلط فيها الكلام بشهقات متتابعة: - انا السبب، انا اللي كلمتها وعملت نفسي اتخطفت، كنت بهزر معاها قلت اجبها تتفسح معايا بعيد عن الحمل اللي هي شيلاه بعد وفاة بابا الله يرحمه، مكنش قصدي والله يحصل لها حاجة وحشة، انا كان كل قصدي انها تخرج بعيد عن المشاكل واضطربت اعمل كده لاني عارفة انها مش هاترضي تيجي من نفسها فاخترعت الكدبة دي..

وتطلعت نحو هشام هامسة في براءة وبنبرة تحمل رجاءً لا يمكن رفضه: - انا عايزة عين، عايزة اختي..
تنهد هشام وقد ادرك ان النوم قد ولى بلا رجعة وهتف في ضيق: - انتِ تهزري واحنا نشيل الهم هنا..
ومد كفه ليضغط على ذر مستدعيا عسكري الخدمة من الخارج والذي دخل في التو واللحظة ليأمره هاتفا: - روح هات كباية ليمون وفنجان قهوة سادة دوبل..

أدى العسكري التحية مندفعا لتنفيذ الامر وما ان هم بمد كفه ليدون بعض المعلومات عن عين حتى وقعت عيناه على الهاتف فأنار بعقله خاطر للحظة مما دفعه ليمسك بالهاتف المغلف مادا كفه به اليها هاتفا في تساؤل: - انت تعرفي الموبايل!؟.

تطلعت نجوى للهاتف وهو تمسح الدمع عن عينيها لنستوضح معالمه من خلف غلافه ثم هتفت في لهفة: - ايوه، ده موبيل عين اختي، لقيتوه فين..!؟.
ضاقت عينى هشام يحاول الربط بين الاحداث وبعضها وهتف متسائلا من جديد: - ايه اللي جاب اختك لأبوسمبل!؟، انتِ مش بتقولي كانت ف أسوان!؟.

هتفت نجوى تخبره التفاصيل: - انا بعت لها ورقة من العصابة الوهمية مكتوب فيها مكان اللقاء والساعة، كنت عملالها مفاجاة ف فندق ابوسمبل، بس معرفش مجتش ليه!؟.

هتف هشام مؤكدا: - مجتش عشان راحت معبد ابوسمبل بدل ما تروح الفندق..
وتنهد مستطردا: - للأسف يا آنسة، اللعبة شكلها قلبت جد، بس بدل ما تكوني انتِ المخطوفة، اختك هي اللي اتخطفت..
انتفضت نجوى من جديد هاتفة في صدمة: - ايه!؟، اكيد ده هزار، اتخطفت ازاي يعني!؟.
هتف هشام مفسرا: - الميعاد والمكان اللي راحت فيهم كان هناك عصابتين بيتبادلوا بضاعة مهربة وهي افتكرت ان تجمعهم ده عشان يخدوا الفدية منها ويرجعوكِ..

شهقت نجوى منتحبة من جديد تجلس على مقعدها واضعة رأسها ما بين كفيها لا تعلم ما عليها فعله..
نهض من موضعه ليجلس على المقعد المقابل لها هامسا: - انا عارف الموقف صعب، بس ان شاء الله خير..
دخل العسكري حاملا صينية المشروبات امره هشام ليضعها على الطاولة الصغيرة الفاصلة بينهما ليخرج مغلقا الباب خلفه..
مد هشام يده اليها بكوب الليمون هامسا: - اشربي وهدي اعصابك، وان شاء الله هيخلص الموضوع على خير..

مدت كفها تتناول الكوب هامسة في اضطراب: - يخلص على خير ازاي!؟، ده انت بتقول وقعت بين أيدين عصابة حقيقية، يعني ممكن يعملوا فيها حاجة..
ووضعت الكوب على طرف المكتب بيد مرتعشة هامسة في توتر: - انا لوعين حصل لها حاجة انا عمري ما هسامح نفسي، لا ده انا ممكن اروح فيها بجد لاني متخيلش أعيش من غيرها يوم واحد..

وانسابت الدموع على خديها من جديد ليهتف وهو يتطلع لمحياها الأكثر براءة على الاطلاق وكانه يخاطب طفلة في الخامسة من عمرها: - طب اشربي ومتقلقيش، والله لهترجع صاغ سليم..
تطلعت اليه نجوى هامسة في تضرع: - يا رب يكون كلامك صح، يا رب..
هتف مؤكدا: - لعله خير..
هزت نجوى رأسها إيجابا وهي ترتشف من كوبها لا تعلم هل فعلا ما حدث لأختها يمكن ان يكون خيرا!؟، ام ان ما حدث لعين الحياة شرا مستطيرا!؟.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 5 < 1 2 3 4 5 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1519 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1115 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1152 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 948 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1716 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ،











الساعة الآن 07:40 AM