رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والعشرون
تمسكت بقوة بحافة تلك النافذة هي الآن قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح فتاتا أن سقطت من تلك الشرفة ومن خلفها تقوم حماتها بموثرات صوتية رائعة في النواح.
كان في مرحاضه يغرق وجهه تحت صنبور المياة الباردة علها تتطفئ ولو قليلا من نيرانه المستعرة، فتح عينيه سريعا عندما سمع صوت صراخ والدته خرج يركض من المرحاض يبحث يحرك رأسه في كل الاتجاهات يحاول تحديد من أين يأتي ذلك الصراخ الي أن وقعت عينيه على تلك اليدين المتشبثة بحافة شرفته في أقل من ثانية كان يقف في الشرفة لتشخص عينيه بفزع عندما وجدها معلقة بذلك الشكل خالد صارخا بحدة: أنتي مجنونة انتي ازاي تعملي كدة.
ابتسمت ببلاهة لتهتف بفزع: ممكن تطلعني مال بجسده ناحية جسدها المتدلي لينزع يديها من على الشرفة يجذبها لاعلي الي أن ارتفع جسدها قليلا فامسك ذراعيها يطوق رقبته بهما خالد بحدة: امسكي في رقبتي جامد هزت رأسها إيجابا سريعا لتزيد تشبثها به، لف ذراعيه حول خصرها وبدأ يجذبها لداخل الشرفة لا تعرف ماذا حدث في لحظات وجدت نفسها بين ذراعيها تلف يديها حول رقبته بشدة.
لتأن بألم عندما اصطدم ظهرها بفراشه بقوة بعدما القاها على فراشه بعنف صاح في وجهها بغضب: إنت مجنونة مش كدة ايه الي كنتي هببتيه دا صدم رأسها بسبابته بعنف صارخا: دا مش مخ دا فردة جزمة الي يخليكي تعملي العملة المهببة دي افرضي كنتي وقعتي دقات متتالية على باب الغرفة جعلتها تتحرك من على الفراش بهدوء شديد متجهه ناحية باب غرفته فتحت الباب لتجد حماتها تقف تحمل صينية الطعام، ما أن رأتها هتفت بلهفة.
زينب: انتي كويسة يا بنتي هزت رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة لتتنهد زينب براحة: دا انتي وقعتي قلبي الحمد لله أن خالد لحقك اخذت منها صينية الطعام بابتسامة صغيرة ووعد بأن تجعله يتناولها بأكملها حملت الصينية بين يديها لداخل الغرفة اغلقت الباب بقدمها متجه الي طاولة صغيرة وضعت الطعام عليها ابتسمت ابتسامة صغيرة: الاكل خالد بحدة؛ مش عايز حاجة اطلعي برة اتجهت ناحية فراشه جلست عليه تربع ساقيها.
لينا بعند: مش هخرج من هنا قبل ما تاكل حتي لو هتضربني امسك يدها وبدأ يجذبها بعنف ليخرجها من الغرفة فصرخت بعند تتمسك في احد جوانب فراشه بقوة لينا صارخة بعند: مش هخرج غير لما تاكل ترك يدها تكسي عينيه نظرة انكسار موجعة خالد بألم: سبيني يا لينا.
أمسكت ذراعيه بكفي يدها تنظر له بجد هاتفه بحزم: أنا عارفة أنا زعلان وموجوع ما اقدر الومك وما اقدرش اقولك ما تزعلش دا حقك بس ما تسبش الزعل يسيطر عليك بالشكل دا إنت اقوي من كدة، اوعي تكون فاكر اني مش حاسة بيك فاكر لما كنا صغيرين وكنت بتقولي أنا بحس بيكي لما بتكوني تعبانة ما كنتش بصدق إنما دلوقتي بجد مصدقة أنا حاسة بالنار الي في قلبك جوا قلبي ما تضعفش يا خالد أنت قوتي.
لم ينتظر المزيد كلماتها كانت كنسيم هواء منعش انعش حواسه وأسكن نيرانه المستعرة نظر لها كالطفل الصغير يود اللجوء الي حضن والدته بعد يوم شاق كانت ملامحه متعبة منكهة لينا بابتسامة مرحة: على فكرة المفروض دلوقتي تاخدني في حضنك اندفع يخبئ جسدها الصغير داخل صدره يشدد شعر بيديها تقبض على قميصه تلك القبضة جعلت قوة خفية تسري في أوردته أبعد رأسها عن صدره يلثمها بقبلة حانية.
خالد: ربنا يخليكي ليا وما يحرمنيش منك أبدا لينا مبتسمة: ممكن اطلب منك طلب ابتسم ابتسامة صغيرة حزينة: اؤمري لينا: عشان خاطري كل تنهد باستسلام: حاضر ابتسمت بسعادة تجذب يده الي طاولة الطعام وضعت كرسيها بجانب كرسيه شاردا حزينا لا يرغب في الدنيا وما فيها آخر امل يجعله متمسك بها هي تلك الصغيرة العنيدة التي تجلس بجانبه فاق على صوتها تهتف بمرح وهي تقرب معلقة الطعام من فمه لينا بمرح: هم يا جمل.
ارتسمت على شفتيه ابتسامة حزينة رغما عنه أكل ما في المعلقة على مضض شعر أن الطعام يسري في معدته كالنيران خالد بألم: كفاية يا لينا لينا: هو احنا لحقنا دا انت ما كلتش غير معلقة واحدة انت لازم تتغذي كويس لتهتف بمرح يرضيك العضلات دي كلها تروح لا يا سيدي انا عايزة جوزي بعضلات كدة زي هريثيك روشان ( ممثل هندي) عادت تطعمه مرة اخري وهي تمزح معه تحاول التهوين عنه قدر المستطاع.
خالد بتعب: كفاية يا لينا أنا تعبان وعايز انام لينا: مش عايزني افضل جنبك لحد ما تنام على الأقل قطب حاجبيه بغضب هاتفا بحدة: أنا مش عيل صغير يا لينا لينا سريعا: أنا آسفة والله مش قصدي حاجة خلاص أنا همشي بس ممكن ما تقفلش على نفسك بالمفتاح هز رأسه إيجابا باقتضاب ليتجه ناحية الفراش تمدد عليه يغمض عينيه بتصنع النوم.
ذهبت ناحية تدثره بغطاء جيدا مسدت على شعره برفق لتجده يفتح عينيه المليئة بالدموع هاتفا بنبرة باكية: ما تسبنيش هزت رأسها إيجابا جلست بجانبه على حافة الفراش تمسد على خصلات شعره بحنان حتي شعرت بانتظام انفاسه تأكدت أنه تعمق في النوم، لتنسحب من غرفته برفق.
اتجهت الى غرفتها تدور حول نفسها بحيرة تفكر لا تنكر اشتعال قلبها غيرة كلما ذكر اسم تلك الفتاة طليقته ولكن صدقا لن تعاتبه الآن هو ليس في حالة تسمح له بالعتاب انسابت دموع عينيها رغما عنها عندما مر أمامه مشهده وهو يبكي يجعل قلبها ينفطر ألما.
اتجهت ناحية فراشها تسطحت عليه تتطلع الي سقف غرفتها بشرود مر ببالها الكثير من الاشياء والديها لم يسألا عليها ولا مرة واحدة ألتك الدرجة لا تفرق معهما، عملها التي لم تعد تذهب إليه كيف يسير، حياتها وهي في الخارج إياد مجرد مرور اسمه في بالها جعلت قشعريرة فزعة ترجف باوصالها.
زفرت بضيق تتقلب على فراشها كالجمر لم تستطع النوم قلبها وعقلها معه انتصفت جالسة على الفراش سمعته يصرخ لتهب راكضة الي غرفته قابلت عمر وياسمين وزينب الذين تجمعوا على صوت صراخه تركتهم متجهه الي غرفته وجدته ممدا على الفراش جسده ينتضف عضلات وجهه منقبضه بدأ يصرخ وهو نائم خالد صارخا: ابعدوا عنها سيبوها سما ما تخافيش يا حبيبتي ما تخافيش يا بنتي.
مسدت على وجهه وشعره ويديه بحنان تهتف برفق: اهدي يا خالد اهدي يا حبيبي اهدي دا كابوس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم مرت مدة طويلة تمسد فيها على شعره برفق تقرأ ما تحفظ من القرآن حتي لانت ملامحة وعادت إلى السكون سمعت شهقات باكية من خلفها لتجد زينب وعمر ويوسف اشتركوا في وصلة بكاء جماعي اقترب عمر من فراشه جاثيا على ركبتيه بجانبه امسك كف يده يقبله.
عمر باكيا: اول مرة اشوفك في الحالة دي يا خالد أنا عارف اني غلطت وعارف أنك بتحبني و خايف عليا أنا آسف يا أخويا اوعدك مش هعمل حاجة تزعلك تاني أبدا ياسمين باكية: أنا مش زعلانة أنا عارفة أن الي حصل دا هو مالوش ذنب فيه أنا مسمحاه يا رب ريح قلبه وصبره على الي هو فيه لينا بحزن: معلش سيبوه يرتاح شوية اخذتهم زينب وخرجت من الغرفة لتبقي هي بجانبه الي ان صعدت الجوناء الي السماء.
فعادت الي غرفتها لتنال قسطا ولو قصيرا من الراحة.
في مستشفي الحياة كانت منهكة في عملها عندما وجدت باب مكتبها يدق بانتظام أصبحت تعرف دقاته جيدا هتفت سريعا: ادخل يا دكتور عصام دخل على شفتيه ابتسامة واسعة: وعرفتي ازاي بقي أن أنا دكتور عصام اتسعت عينيها بارتباك هتفت بتلعثم وحرج: اااا، اانا، خمنت مش اكتر عصام مبتسما: ممكن اطلب منك طلب.
كالعادة سيطلب منها أن يستمع الي مأساة حبه مع غيرها هزت رأسها إيجابا بقلب حزين لتتسع عينيها بدهشة عندما وجدته يقول: ممكن تشرفيني وتقبلي انك تتغدي معايا تدلي فمها بصدمة عينيها كادت تأكل وجهها من شدة اتساعها هتفت بدهشة: أنا وأنت نتغدي بتتكلم بجد عصام بحزن مصطنع: شكلك كدة مش فاضية عن اذنك سمية سريعا: هي مين دي الي مش فاضية أنا جاية حالا.
ضحك عاليا بمرح ليصطحبها متجهين الي الخارج لتبدأ علاقة جديدة كان لابد أن ينبهه احد إليها.
مر شهر على هذا الحال يسجن نفسه داخل أسوار غرفته لا يخرج منها أبدا لا يتحدث مع احد.
لينا تجاهد معه حتي تطعمه بعض اللقيمات اصبحت الحياة كئيبة في منزل السويسي هو سجين غرفته وياسمين كذلك لا تخرج من غرفتها ولا تكلم احد حتي عمر اصبح صامتا معظم الوقت كان جالسا كعادته يلوم نفسه انه السبب في موت ابنته عندما دق هاتفه، كالعادة تجاهله فهو واثق انه محمد او يوسف فهما يتصلان مائة مرة في الساعة الواحدة، نظر نحو الهاتف فوجده محمد فتح الخط يهتف بخواء: ايوة يا محمد محمد سريعا: خالد عامل ايه صاحبي.
خالد: ما تفرقش إنت عايز ايه محمد بحزن: أنا عندي ليك خبر مش كويس تقوس فمه بابتسامة ساخرة: صدقني مش فارقة محمد: رحاب دخلت مصحة نفسية اغلق الخط في وجهه يكفي مصائب لقد انهك الا يمكنه أن يعيش دون هم ولو بضع دقائق الا يستحق ذلك قام من مكانه واغتسل لينزل الي أسفل ما ان فتح باب الغرفة حتي وجدها امامه وعلي شفتيها ابتسامة واسعة لينا مبتسمة: صباح الخير اخيرا خرجت من اوضتك خالد باقتضاب: صباح النور عن اذنك.
قطبت حاجبيها باستفتام: رايح فين لم يرد عليها واكمل طريقه الي اسفل زينب مبتسمة: صباح الفل يا حبيبي تعالا افطر خالد باقتضاب: شكرا مش عايز اكمل طريقه الي غرفة التدريبات يجلد نفسه عله يخرج بعض من عذابه في الداخل دخلت لينا غرفة ياسمين تهتف بابتسامة واسعة لينا مبتسمة: صباح الفل يا سيما ياسمين مبتسمة بحزن: صباح الخير يا لينا جلست أمامها على الفراش تعقد ساقيها تهتف برفق.
لينا: بصي يا سيما انا ممكن ما اكنش متدينة ولا اعرف كتير في الدين بس متأكدة من حاجة واحدة ان كل حاجة بتحصلنا مكتوبة علينا مش هنعرف نغير المكتوب وربنا رحيم جدا بعبادة صدقيني هيعوضك وهيفرح قلبك يلا بقي اضحكي ما تبقيش رخمة زي اخوكي ياسمين مبتسمة: بس ليجي يعلقك لينا بثقة: مين دا يا ماما الي يلعقني دا اخوكي بيخاف مني نظرت ياسمين خلف لينا لتتسع عينيها بفزع: سامع يا خالد.
التفت لينا سريعا وهي تقول: والله يا خالد ما... بترت جملتها عندما نظرت خلفها ولم تجد احدا لينا بغيظ: بتضحكي عليا يا ياسمين والله لوريكي امسكت احدي وسائد الفراش وبدأت تضربها بها وهي تصيح ضاحة اندمجت ياسمين معها وامسكت وسادة اخري وبدأت الفتاتين يلعبان تندمج ضحكاتهما معا دخل عمر عندما سمع صوت ضحكاتهم عمر ضاحكا: ايه يا مجانين الي بتعملوه دا.
انقضت لينا وياسمين على عمر يضربانه بالوسائد فامسك عمر وسادة وبدأ يلعب معهم دخلت زينب تتحدث بضيق: ايه الهبل الي بتعملوه دا حتي انتي يا لولو وانا كنت بقول عليكي عاقلة، فينك يا خالد عمر بضيق: ليه بس كدة يا زوزو يرضيكي عم هولاكو يجي يعلقنا لينا بثقة: اتكلم عن نفسك يا اخويا انا جوزي حبيبي مش هيعملي حاجة.
عمر بمرح: اتوكسي دا انتي اول واحدة هتتعلقي فينا انتي ما تعرفيش هولاكو الي انتي متجوزاه دا بيتفاهم بدراعه بس نظر عمر اليهم فوجدهما ينظران خلفه بفزع عمر بدهشة: في ايه مالكوا بتبصوا على ايه اتسعت عينيه بفزع لا لا مش حقيقي التقت خلفه ببطئ فوجد خالد يقف امامه يعقد ذراعيه امام صدره خالد بحدة: على اوضتك فر عمر هاربا من الغرفة.
خالد غاضبا: ممكن افهم ايه الي انتوا عاملينه دا المفروض انكوا انسات كبار مش عيال عشان تفضلوا تضربوا بعض اتفضلوا لموا الكركبة دي حالا لينا بصوت منخفض: هولاكو صحيح رمقها بضيق: بتقولي ايه اتسعت ابتسامتها البلهاء: ها بقول هنضف الكركبة حالا خرج من الغرفة الي غرفته لينا بغيظ: اخوكي دا رخم اوي بيقلب في ثانية ثم قالت مقلدة اياه انتوا انسات كبار مش عيال عشان تضربوا بعض انتي يا زفتة مش بكلمك.
نظرت لينا الي ياسمين فوجدتها تنظر خلفها بذعر اتسعت عينيها بدهشة: لا لا مش حقيقي مش واقف ورايا واقف متأكدة بصي كويس يمكن واحد شبهه التفت خلفها ببطئ تتلو الشهادتين في سرها لتضيق عينيها بغيظ لينا بغيظ: بتضخكي عليا يا ياسمين ماشي والله لوريكي جرت لينا خلف ياسمين حتي تضربها فتحت ياسمين باب الغرفة وركضت الي الخارج وهي تضحك ولينا خلفها تصرخ بغيظ لينا بغيظ: خدي هنا يا ياسمين هضربك يعني هضربك.
نزلت ياسمين تهرول الي اسفل ولينا خلفها تعثرت قدمها وهي تركض كادت أن تسقط لولا ذراع عمر التي التفت سريعا حول خصرها تجذبها ناحيته عمر: حاسبي يا لينا خرجمن غرفته ليري ذلك المشهد الرومانسي لينا في حضن عمر والاخير يلف ذراعه حول خصرها طوي الطريق في خطوتين يكاد ينفجر غضبا انتزع لينا من بين ذراعي عمر رفع يذه لتهوي بقوة على وجه عمر خالد غاضبا: دي مرات اخوك يا كلب خلاص ال، بقت بتجري في دمك.
اتسعت عينيها بدهشة صرخت سريعا لينا: يا خالد انت فاهم غلط قطب حاجبيه بدهشة صائحا خالد غاضبا: فاهم غلط خرجت لقيت مراتي في حضن اخويا وتقولي فاهم غلط صرخت غاضبة: ايوة فاهم غلط المفروض تسمع قبل ما تحكم وتضرب انا كنت بجري ورا ياسمين وكنت هقع من على السلم لولا عمر لحقني بسرعة خالد غاضبا: انت ازاي تعلي صوتك عليا.
صرخت بشراسة يكفي الا يمل ذلك الرجل من غروروه ابدا: دا بس الي يفرق معاك ان صوتي مايعلاش على صوتك اهم حاجة انك ترضي غرور خالد السويسي مش كدة بخطي سريعة مهرولة اتجهت الي غرفتها أخرجت حقيبة ملابسها من دولابها رمتها على الفراش لتبدأ في رمي ملابسها بداخلها بعشوائية دخلت زينب عليها تسألها بدهشة: بتعملي ايه يا حبيبتي لينا بحدة: بلم حاجتي، وهرجع بيتي سمعت صوته الغاضب من خلفها: دا بيتك وما فيش خروج من هنا.
لم تعره انتباها واكملت جمع اشيائها حقيبتها نزلت الي اسفل ياسمين بحزن: كدة يا لوليتا عايزة تسبيني وتمشي ابتسمت ابتسامة صغيرة حاولت بها كبح دموعها: معلش يا سيما بس انا لازم امشي خالد غاضبا: قولتلك دا بيتك وما فيش خروج من هنا لينا غاضبة: لاء دا مش بيتي دا بيت خالد باشا الي بيشك فيا اني بخونه ومع مين مع اخوه الصغير امسك خالد رسغ يدها: يلا معايا بدأت تجذب يدها من يده بعنف صارخة.
لينا غاضبة: لاء انا همشي يعني همشي سييب ايدي توجهت انظارهم جميعا ناحية الباب عندما سمعوا ( ممكن افهم ايه الي بيحصل هنا ).
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والعشرون
( ممكن افهم ايه الي بيحصل هنا ) هتف بها محمود بحدة استغلت تشتته برأيه والده لتنزع يدها من يده بعنف تهرول ناحية ابيه لينا: ، عمي محمود لو سمحت أنا عايزة امشي محمود: ليه يا حبيبتي ايه الي حصل بدأت دموع عينيها تنساب ألما أخذها محمود بين ذراعيه يربط على رأسها برفق: بس يا حبيبتي.
هل تشمون رائحة حريق تلك رائحة دمائه التي تشتاط غضبا من افعال تلك الصغيرة عليها أن تختبئ داخل صدره هو حتي لو كانت غاضبة منه بخطي سريعة اتجه ناحيتها بنتزعها من حضن والده يضمها لصدره هاتفا يغيظ حاول إخفاءه: عيطي في حضن جوزك يا حبيبتي.
هز محمود رأسه نفيا بيأس من افعال ابنه الصبيانية منذ أن كان طفلا كان يغضب أن حملها أحد غيره كان يراقب تصرفاته منذ أن كان طفلا عندما تكون موجودة ينسي البقية كأنها هي محور كونه يسير خلفها كالمغيب كأنها نداهة جذبته بسحرها منذ أن كان طفلا محمود بحدة: في ايه أنت عملتلها ايه هتف بهدوء: ما فيش دا مجرد سوء تفاهم جاء عمر يسلم على والده: حمد لله على سلامتك يا بابا عمي جاسم عامل ايه.
نظر له كلاهما شرزا من ذلة لسانه الغبية لتبتعد هي عنه تنظر لعمر بدهشة: بابا هو عمو محمود كان عند بابا عالج محمود الموقف سريعا: لاء يا حبيبتي عمر اصله كان عايز باباكي يجبله حاجة وهو جاي فبيسئلني يعني قولتله ولا لاء هزت رأسها إيجابا بعدم اقتناع لتكمل سريعا: طب انا عايزة امشي تجاهل كلامها ليوجه حديثه لاخيه: طلع شنطة لينا اوضتها وما تزعلش مني أنا نفسيا تعبان اليومين دول.
عمر بهدوء: ربنا يصبرك وأن كان عليا أنا مش زعلان أنت أخويا وأنا ما بزعلش منك لأول مرة يشعر بالفخر من كلام عمر فدائما هو الشاب الفاسد الذي سيصيبه بنوبة قلبية في يوما اخذ عمر الحقيبة وصعد الي غرفتها ليضعها فيها خالد: ياسمين خدي لينا واطلعي فوق لينا بضيق: لاء انا... خالد مقاطعا: اطلعي دلوقتي وهنتكلم بعدين خديها يا ياسمين ياسمين: حاضر يا خالد يلا يا لينا احذت لتصعد الفتاتين الي اعلي.
محمود بحزن: البقية في حياتك يا ابني خالد: حياتك البقية يا حج عمي جاسم عامل ايه جلس محمود على الأريكة متنهدا بتعب: الحمد لله العملية نجحت بس لسه في فترة نقاهة مش هيقدر يرجع دلوقتي خالد بشك: شكلك زعلان محمود بحزن: جاسم صعبان عليا اوي إنت عارف قبل ما يدخل العمليات كان بيعيط زي الطفل وعمال يوصيني اني أقول للينا تسامحه لو لقدر الله ما كنش قام منها Flash back.
تجهز لدخوله لغرفة العمليات وجد صديقه يقف بجانبه مبتسما باطمئنان محمود مبتسما: مش عايزك تقلق خالص الدكتور قال أن نجاح العملية مضمون بإذن الله امسك جاسم كف يده هاتفا بتوسل انسابت الدموع على وجنتيه انهارا: صدقني يا محمود أنا مش خايف من العملية ولا خايف من الموت لينا يا محمود وصيتك بنتي لو حصلي حاجة ما تخليش ابنك يقسي عليها ولا يزعلها خلي بالك منها وخليها تسامحني.
تجمعت الدموع في عيني محمود حزنا على صديقه شد على يد جاسم بقوة: ما تقولش كدة يا جاسم أنت هتقوم بالسلامة بإذن الله جاسم باكيا: اوعدني يا محمود انك هتخلي بالك من بنتي أنا مش هتحرك من مكاني ولا هدخل العمليات الا ما توعدني محمود باكيا: اوعدك بنتك أمانة في رقبتي ليوم الدين Back تنهد محمود براحة: الحمد لله أنه قام بالسلامة، أمك قالتلي على الي حصل لياسمين غامت عينيه بمرارة الحزن: أنا آسف.
ربط محمود على كتفه: دا مكتوب يا ابني ما تحملش نفسك الذنب كفاية الي انت فيع تنهد بحزن: عن إذنك يا حج محمود: خالد صالح مراتك هز رأسه إيجابا بابها صغيرة ليأخذ طريقه الي غرفتها ما أن وصل حتي بدأ يدق الباب ليجد اخته تفتح له الباب عقدت ياسمين ذراعيها أمام صدرها بضيق: ينفع الي إنت عملته دا خالد: هي لسة زعلانة ياسمين بضيق: ايوة طبعا اتفضل بقي صالحها ازاحها عن الباب برفق خالد: طب وسعي دخليني.
دخل الي الغرفة ليجدها جالسة على فراشها تشيح بوجهها بعيدا في اتجاه النافذة، تقدم يجلس على طرف فراشها نظر لاخته غامزا خالد: روحي يا ياسمين قولي لعنيات تحضر الفطار وحاولي تتاخري ياسمين بضيق؛ بتوزعني يعني ماشي يا خالد خرجت ياسمين من الغرفة مغلقة الباب خلفها.
التفت إليها ينظر لها بندم على ما فعل مد يده جاذبا كف يدها برفق يخبئه بين راحتيه لتنزع يدها بحدة تعقد ذراعيها أمام صدرها ضحك ضحكة خافتة على ملامحها الطفولية الغاضبة لتنظر له بطرف عينيها شرزًا لينا بضيق: وكمان بتضحك كبت ضحكته بصعوبة ليكمل بجد مصطنع: اعملك ايه يعني ما انتي الي بيبقي شكلك يضحك وانتي زعلانة، لوليتا أنا آسف زمت شفتيها بضيق ولم ترد فاكمل بندم.
خلاص بقي يا لوليتا انتي ما تعرفيش انا حسيت بايه لما شوفت عمر حاضنك نار قادت فيا ما تزعليش خلاص بقي أنا آسف لينا بضيق: لاء بردوا الموضوع مش سهل يا خالد زي ما انت متصور انت اتهمتني إني بخونك لاء ومع أخوك الي أنا اصلا بعتبره أخويا الصغير خالد بندم: أنا آسف آدي رأسك ابوسها مال برأسه مقبلا جبينها هاتفا برجاء: حقك عليا يا ستي، ايدك ابوسها.
قبل كف يدها هاتفا برجاء حقك عليا بقي ليكمل غامزا بوقاحة ما تجيبي واحدة مشبك صرخت بفزززززع لتحمل الوسادة تضعها على وجهها تصرخ من خلفها: يا قليل الأدب يا سافل يا منحرف خالد ضاحكا: الله مش زعلانة وبصحالك لينا سريعا: لا لا خلاص مش زعلانة انا اقدر انا ازعل منك بردوا خالد ضاحكا: طب شيلي البتاعة دي من على وشك لينا هاتفة بتحذير: بس تقعد بأدب خالد ضاحكا: ماشي يا ستي هقعد بأدب شيلي البتاعة دي بقي.
أزاحت الوسادة من على وجهها ببطئ تهتف بحذر لينا: عايزني اصالحك خالد: اكيد لينا: خرجنا البيت كله محتاج يغير جو البيت بقي كئيب اوي حك ذقنه بأطراف أصابعه يصطنع التفكير خالد: انتي بتستغلي الفرصة يعني ماشي يا أنا موافق تحبي تروحي فين صرخت بسعادة: الملاااااااااااهي دخلت ياسمين و عمر مع صوت صراخها العالي لينا بسعادة: سيما خالد وافق يخرجنا عمر بحماس: ايوة بقي انا هعزم اصحابي كلهم.
رفع سبابته بتحذير شديد اللهجة هتف في اخيه: بس تعرفهم كويس لو حد فيهم بص للينا او ياسمين بطرف عينيه هخلعله عينيه الاتنين عمر: حاضر ما تقلقش مر اليوم سريعا وجاء اليوم التالي استيقظوا جميعا مبكرا انتهي خالد وياسمين وعمر من ارتداء ملابسهم ونزلوا ينتظرون لينا بعد مدة ليست قصيرة بالمرة نزلت لينا ترتدي ( سلوبته ) جينز زرقاء تحتها قميص ابيض بنصف كم كتب عليه بلون ازرق كبير (l am crazy )وكوتشي ابيض.
لينا بابتسامة مرحة: صباح الخير ياسمين بضيق: صباح النور اتاخرتي كدة ليه يا لينا كدة اليوم هيضيع انتي ناسية ان لسه فيه طوابير على اللعب لينا: خلاص انا جاهزة اهو يلا بينا استقلوا سريعا سيارة خالد لينا وياسمين على الاريكة الخلفية وعمر على الكرسي بجانب خالد سرعان ما انضمت لهم سيارة محمد ورانيا وسيارة يوسف ومعه ساندرا وسيارة على لينطلق الجميع الي الملاهي.
صفوا سيارتهم امام المدخل ليترجلوا منها جميعا كانت الدهشة حليفتهم عندما وجدوا المكان فاااااارغ تماما توجهت انظارهم ناحيته سريعا عندما سمعوه يهتف بصوت عالي خالد صائحا: صباح الخير يا جماعة طبعا زي ما انتوا شايفين المكان فاضي عشان ما تقفوش ساعة في طوابير اللعب يا ياسمين المكان دا محجوز لعيلة السويسي لمدة خمس ساعات انبسطوا على ما قد ما تقدروا ولو احتجتوا حاجة انا في الكافيتريا.
تفرق كل الي وجهته استعداد للمرح لتقف هي تنظر إليهم بحزن فكل منهم مع زوجته أو خطيبته حتي عمر مع اصدقائه وهي تقف وحيدة تركها وذهب الي ذلك المطعم الصغير يحتسي فنجان من القهوة تركتهم ذاهبة إليه جلست على الكرسي امامه بضيق رفع عينيه ينظر لها بهدوء خالد: ما بتلعبيش معاهم ليه نفخت خديها بضيق: عشان كل واحد بيلعب مع مراته او خطيبته حتي ياسمين بتلعب مع على وأنا واقفة لوحدي خالد بهدوء: أنا ما بلعبش.
لينا برجاء: عشان خاطري يا خالد خالد بحزم: لاء التمعت في رأسها فكرة ماكرة اتسعت ابتسامتها الخبيثة لتخفيها سريعا هاتفه ببراءة مصطنعة لينا ببراءة وهي تنهض: طييييب أنا هروح مع عمر هو واصحابه تحركت خطوتين لتسمعه ينادي عليها بحدة ابتسمت بخبث سرعان ما تحولت ابتسامتها لغيظ عندما سمعته يقول: خدي هنا يا ازوعة انتي راحة فين.
التفت له تقطب حاجبيها بغيظ: ما تقولش اوزعة وبعدين مش إنت قولت مش عايز تلعب هروح العب مع عمر هتف بضيق من بين أسنانه: لاء هلعب صرخت بسعادة: هيييييه اتجهت ناحيته.
تجذب يده خلفها بحماس ذهبا الي الالعاب استطاعت بمرحها وطفولتها ان تنسيه آلمه ولو لبعض الوقت لساعات يلعبون الكثير من الوقت أصرت تلك الصغيرة على ركوب تلك الألعاب المائية رغم اعتراضه الشديد ولكنه اضطر أن في النهاية أن يوافق أمام إلحاحها الطفولي الذي يضعف مقاومته.
انتهي الساعات سريعا ليتوجهوا جميعا الي احدي المطاعم يتناولون الغداء في جو مزاح وضحك من الجميع الا هي فقد بدأت تشعر برعشة تسري في جسدها واضطراب علي بتوتر: احم بقولك ايه يا لينا هي مش خالتك اسمها لبني بردوا هزت رأسها إيجابا تحاول التحكم في رعشة جسدها القوية علي مكملا: اومال هي فين أصل أنا سألت عليها في الجرنان قالولي أنها واخدة أجازة طويلة ابتسمت بحزن: لبني مسافرة مع بابا وماما لندن بتعمل شوبينج.
هز رأسه إيجابا بشرود ذهب بتفكيره الي تلك الجنية الوقحة ذات اللسان السليط علي جانب آخر بدأ يتلقي كلمات الشكر والمدح من الجميع على ذلك الوقت الممتع ولكنه لم يكن يعرهم انتباها هو متاكد انها ليست بخير يشعر بذلك دقات قلبه سريعة غير منتظمة يري رعشة جسدها التي تحاول السيطرة عليها انتبه عندما نظرت اخته إليها قائلة بابتسامة ياسمين: ما بتكليش ليه يا لينا.
كانت تشعر بالتعب الشديد جسدها يرتجف بقوة تلك البرودة التي تغزو كيانها تجعل أسنانها تصطك ببعضها رغما عنها بصعوبة رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها: ها ما انا باكل اهو وبدون سابق انذار ارتجف جسدها ببرودة عندما بسط راحة يده فوق جبينها خالد بحزم: جسمك دافئ قومي يلا عشان نمشي هزت رأسها نفيا سريعا: لا لا انا كويسة خالد بحدة: انا ما بخدش رأيك انا بقولك يلا قومي قامت من على مقعدها لتفعل ياسمين المثل.
خالد بهدوء: معلش يا جماعة احنا لازم نمشي دلوقتي محمد: ولا يهمك يا خالد المهم هي تبقي كويسة على بمرح: سلامتك يا لوليتا خالد غاضبا: اسمها مدام خالد السويسي يا علي علي مبتسما بحرج: خلاص يا عم انت هتاكلني تقدم منها لينثني بجذعه قليلا يحملها بين ذراعيه وخرج بها الي سيارته وضعها على الأريكة الخلفية لتجلس ياسمين بجانبها وهو خلف المقود ياسمين: خالد انت هتروح على مستشفي ولا هتطلع على البيت.
خالد: لاء على البيت والدكتور هيحصلنا لينا بتعب: انا اسفة يا جماعة عشان ضيعتلكوا اليوم ياسمين برفق: ايه الي انتي بتقوليه دا يا حبيبتي المهم تبقي كويسة صاح بحدة غاضبا: ما هو لو سيدتك كنتي سمعتي كلامي وما ركبتيش الشلالات ما كنتيش تعبتي ياسمين بضيق: براحة عليها يا خالد خالد غاضبا: هو انتي فاكرة انه سهل عليا اني اشوفها تعبانة ياسمين: ما تتطلع على مستشفي الحياة ما هي قريبة من هنا خالد: لاء ياسمين: ليه بس.
خالد: اصل المستشفى كلها ما فيهاش غير الظريف عصام ياسمين: مين عصام دا خالد بحدة: ما تسكتي بقي يا ياسمين امسك هاتفه وطلب رقم خالد: عشر دقايق وتحصلني على الفيلا القي هاتفه على المقعد بجانبه ليضعط على دواسة البنزين يزيد سرعة السيارة الي ان وصلوا.
اوقف السيارة نزل منها متجها الي بابها الخلفي فتحه ليمد ذراعيها يخرجها برفق من السيارة صاعدا بها الي غرفتها وضعها على فراشها برفق ليجد صوت والدته يأتي من خلفه تسأل بقلق زينب بلهفة: مالها لينا يا ابني خالد: تعبانة شوية تحسست زينب جبينها لتتسع عينيها فزعا: يا حبيبتي يا بنتي دي سخنة اوي وأنت كلم الدكتور بسرعة خالد: الدكتور جاي في السكة.
اغربت عينيها ذلك الدوار يعصف بها تشعر أن ذلك الفراش يلتف بها سريعا بدأت الصورة تصبح ضبابية مشوهة لا يتضح منها سوي نظرة عينيه القلقة ابتسمت بشحوب لتسدل بعدها جفنيها فاقدة للوعي ظل ينظر إليها وهي تغيب عن دنياه امام عينيه وهو يقف عاجزا لا يعرف ماذا يفعل لحظات توقف عقله فيها عن العمل ليفيق على صوت ذكوري يستأذن للدخول خالد غاضبا: اتأخرت كدة ليه الطبيب: معلش يا ابني والله الطريق زحمة.
خالد غاضبا: انت لسه هترغي ادخل بسرعة تقدم الطبيب الذي تجاوز عمره الخمسين عاما بخطي سريعة من فراشها وبدأ في فحصها بدقة بضع دقائق مرت الي ان انتهي وبدأ يجمع ادواته الطبية خالد بقلق: خير الطبيب: عندها حمي بسيطة ما تقلقش يا ريت بس تحطوها شوية تحت الدش وتجييولها العلاج دا اوصل خالد الطبيب وحاسبه ذهب ليحضر الدواء ثم عاد سريعا دخل غرفته فوجد امه واخته يحاولان حملها خالد: بتعملوا ايه.
ياسمين: مش الدكتور قال نحطها تحت الدش خالد بضيق: وهي جوزها ميت وانا معرفش اوعوا لو سمحتوا اقترب من فراشه يحملها برفق متجها بها الي المرحاض فتح مرش الماء ليهبط الماء البارد يغرق كليهما شعر بيدها تقبض على قميصه ترتجف لينا: برررد انة بررررد انة اوي خالد: معلش يا حبيبتي استحملي خمس دقايق بس بعد مدة قصيرة اطفئ صنبور المياه حملها عائدا بها الي الفراش وضعها عليه.
خالد: ماما معلش غيرليها هدومها على ما أروح اغير هدومي ذهب الي غرفته وبدل ملابسه تعمد ان يتأخر بعض الوقت الي ان ينتهوا من تبديل ملابسها ( مسم محترم يا واد ) ذهب اليهم فوجدهم انتهوا من تبديل ملابسها وياسمين تعطيها الدواء وزينب تضع الكمادات على جبينها خالد: روحي يا امي انتي ارتاحي وانا هعملها الكمادات رفضت زينب رفض قاطع في بادئ الأمر ولكن بعد مناقشات وإقناع من خالد وياسمين وافقت وذهبت الي غرفتها.
زينب: امري لله بس خلوا بالكوا منها كويس خالد/ ياسمين: حاضر ذهبت زينب الي غرفتها ليجلس هو على الكرسي المجاور لفراشها يضع الكمادات على جبينها ولكن ما حدث أنها بدأت تهذي.
في غرفتها تأكدت من أن الجميع قد نام لتأخذ هاتفها تختبئ تحت فراشها الوثير طلبت رقمه التي تحفظه عن ظهر قلب سمعت صوت الرنين لتجده يهتف بصوت حنون ؛ اتوحشتك يا موهجة القلب رفرفت فراشات السعادة تدغدغ قلبها برفق لتقول بابتسامة واسعة: وأنت كمان يا عزام اتوحشتك قوي قوي عزام بضيق مصطنع: ما انتي الي ما عيزاش نتقابل يا موهجة القلب فرح: هااانت يا عزام ما بقيش الا القليل وما هنبعدش عن بعض واصل.
تنهد بحرارة: ميتا بس يا موهجة القلب إني مشتقلك قوي قوي فرح مبتسمة بخجل: وااااه بقي يا عزام عتكسفي اكدة ( وش كسوف اوي يا بت ) عزام بهيام: كان نفسي تبقي قدامي دلوقتي عشان اشوف اخدودك الي كيف التفاح الامريكاوي فرح بخجل: بكفياك يا عزام اني هقفل تصبح على خير يا... عزام بهيام: قوليها هتفت سريعا بخجل: حبييي لتغلق بعدها الهاتف تحتضنه بسعادة ترسم بخطوط وردية أيامها القادمة مع حبيبها ومالك قلبها.
عظمة على عظمة ايه ده يا عزام ولا أنور وجدي في زمانه هتف بها أحد أصدقاء عزام الذي يجلس معهم فعندما رن هاتفه برقم فرح اشار لهم بالصمت ليفتح مكبر الصوت ويبدأ في تمثيل دور العاشق الولة احد الاصدقاء: بس قولي يا عزام اشمعنا البت دي الي صابر عليها المدة دي كليتها.
عزام مبتسما بمكر: عقولك ابوي وأبوها داخلين الانتخابات قصاد بعض ولما الحلوة الصغيرة دي تسمع كلامي وتيجي نتجوز من ورا أبوها هتخلي سمعة أبوها على كل لسان ما هيقدرش يرفع وشه في وش حد واصل احد اصدقائه ضاحكا بخبث: بسسس قول براحة بقي عشان ابليس يلحق يكتب وراك تعالت ضحكاتهم الشيطانية على تلك البريئة التي على وشك الالتهام من ذلك الذئب البربري.
لينا: خالد خالد خالد خالد بلهفة: ايوة يا حبيبتي ياسمين: شكلها بتخترف يا خالد لينا بغضب وهي نائمة: بقي عايز تبوسني يا سافل يا منحرف يا قليل الأدب اتسعت عينيه بصدمة ليضع يده سريعا يكمم فمها خالد سريعا: بس الله يخربيتك هتفضحينا ياسمين روحي نامي ياسمين ضاحكة: لا لا ما تخافش مش هقول لحد بس شيل ايدك من على بؤها عشان تعرف تتنفس ابعد يده عن فمها ببطئ لتعاود الهذيان من جديد لينا: خالد احضني احضني يا خالد.
خالد ضاحكا: معلش يا ياسمين انا مراتي هبلة اظلمت عينيه باعصار غضب عندما سمعها تقول لينا: تعرف يا فارس انك امور قوي ومش عصبي وخنيق زي خالد عارف لو كنت قابلتك قبله كنت اتجوزتك انت ياسمين باستفهام: مين فارس دا؟ رد بتوعد من بين اسنانه: دا واحد اجله قرب قصدي ابن عمها لينا: عندك حق يا فارس لازم ادي فرصة لقلبي وهو قالي انه بيحب خالد ابتسم بسعادة ليقبل جبينها: وأنا بموت فيكي يا قلب خالد في صباح اليوم التالي.
تملمت في نومتها فتحت عينيها بصعوبة تلك الألم الحادة تغزو جسدها كله رأت خالد نائما على الاريكة راسه على حافة الاريكة وقدميه على الطاولة امامه اما ياسمين نائمة على الكرسي بجانب فراشها راسها على حافة الفراش وباقي جسدها على الكرسي انتصفت في جلستها مدت يدها توقض ياسمين بهدوء لينا: ياسمين ياسمين اصحي يا ياسمين ياسمين بنعاس: بس بقي يا ماما عايزة انام لينا: ياسمين انا لينا يا ياسمين اصحي.
فتحت عينيها اعتدلت في جلستها تدلك ظهرها بألم: اه يا ضهري انتي عاملة ايه دلوقتي لينا: كويسة بس هو ايه الي حصل ايه الي نيمك كدة ومين الي لبسني البتاع دا اوعي تقولي خالد ياسمين: لا يا ستي مش خالد ما تقلقيش انا وماما لينا: طب ايه الي حصل انا اخر حاجه فكراها ان خالد شلني من العربية وحطني على السرير بعد مدة مش فاكرة حاجة اوعي يكون اخوكي غرغر بيا انفجرت ياسمين ضاحكة حتي ادمعت عينيها.
لينا سريعا: هش هش يخربيتك خالد هيصحي بجد يا ياسمين ايه الي حصل قصت عليها ياسمين ما حدث بالامس بالتفصيل ياسمين: بس انتي قولتي امبارح شوية كلام مسخرة اتسعت عينيها فزعا قولت ايه! ياسمين ضاحكة: فضلتي تقولي احضني يا خالد، وانت ازاي تبوسني بصراحة فصلتينا ضحك شهقت بفزع عينيها متسعتين باحراج بدأت تهز رأسها نفيا بعنف لتجده يتململ في نومته يدلك رقبته بألم خالد بنعاس: صباح الخير.
ياسمين: صباح النور بقولكوا ايه انا هروح اخد شاور واخلي عنايات تحضرلنا الفطار قامت ياسمين وخرجت من الغرفة فقام وجلس على طرف فراشها لتخفي وجهها بين راحتي يدها سريعا خالد: صباح الخير لينا: صباح النور خالد: شيلي ايدك من على وشك هزت رأسها نفيا بعنف: لاء اطلع برة خالد بخبث: شيلي ايدك من على وشك لهغرغر بيكي زي ما كنتي بتقولي لياسمين شخصت عينيها بفزع لتبعد يدها سريعا عن وجهها: إنت قليل الأدب.
خالد بضيق: وانتي مفترية قطبت حاجبيها بغيظ: أنا مفترية خالد مبتسما بوله: آه طبعا لما تبقي عايزة تحرميني من نور الشمس تبقي مفترية ( وانتوا عاملين ايه ) زحفت حمرة الخجل القانية تغزو وجنتيها لينا بخجل: لو سمحت كدة عيب خالد ضاحكا: على فكرة أنا جوزك مش شاقطك انكمشت ملامحها تهتف بسخرية: نني ننيي ننيي جوزك اتسعت عينيه بدهشة: آه يا اوزعة يا ام لسان طويلة صرخت بغيظ: ما تقولش اوزعة.
اخرج لها طرف لسانه بغيظ: طب يا اوزعة يا اوزعة يا اوزعة يا اوزعة، دا عود المكرونة الاسبجاتي اطول منك انتفضت من على فراشها تركض خلفه تصرخ فيه بغيظ: والله لعضك انتهي ذلك اليوم بعد مزاح وضحك من الجميع بعد فترة عصيبة مرت ليلا استيقظت على صوت همس خفيض باسمها فتحت عينيها ببطئ فوجدته يقف بجانب فراشها خالد: البسي الفستان دا وحصليني على تحت نظرت الي طرف فراشها فوجدت فستان سهرة ازرق.
اعتدلت في جلستها تفرك عينيها بنعاس هل كانت تحلم لاء بالطبع ذلك الفستان يؤكد أنه حقيقة نزلت من على فراشها ذاهبة الي المرحاض اغتسلت وارتدت الفستان وجدت حذاء بجانب الفستان ارتدته واطلقت لشعرها العنان نزلت الي اسفل فوجدت سهم يشير الي باب المنزل قطبت حاجبيها باستفهام لتذهب تجاه باب المنزل المفتوح تتبع السهم خرجت منه الي الحديقة التي جعلت عينيها تتسع بدهشة ما أن راتها.
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والعشرون
دهشة تعجب سعادة تلك المشاعر طغت عليها وهي تنظر الي تلك الحديقة المزينة بتلك الأنوار البيضاء الصغيرة ذلك الممر الذي يبدأ من عندها وينتهي الي ذلك القلب الأبيض الكبير حيث يقف هو بالمنتصف نظرت لعينيه دقات قلبها تتسارع بعنف لا تصدق أن كل هذا لها لطالما قرأت عن تلك المفاجآت الرائعة التي يصنعها البطل للبطلة بين صفحات الروايات.
ولكن لم يخطر حتي ببالها أن يفعل لها مثل تلك المفاجاءة الرائعة جالت بعينيها في أرجاء الحديقة المزينة اتسعت عينيها عندما وجدت اسمها مضاءا على تلك الشجرة، حتي ارجوحتها تلمع بسعادة تشاركها سعادتها في تلك الليلة بخطوات سريعة متلهفة لا تقل عن لهفة عينيه التي تحثها على التقدم وصلت إليه وقفت امامه تنظر له بابتسامة واسعة ارتسمت في عينيها قبل شفتيها وقبل أن تنطق بكلمة واحدة وجدته يجثو على قدم واحدة.
اتسعت عينيها تدلي فاهها بدهشة حتي كاد يسقط ارضا من صدمتها عندما اخرج تلك العلبة الزرقاء من جيبه هاتفا بابتسامة رائعة غزت شفتيه: تتجوزيني بس المرة دي برضاكي هل تظنون أنها بعد دوامة السعادة التي غلفتها تلك لها الحق أن ترفض، إن كنتي مكانها لن تكوني لترفضي ابداااا هزت رأسها إيجابا سريعا كالبلهاء ابتسامتها تشق وجهها لا تصدق أنها بالفعل تعيش تلك السعادة.
اخرج ذلك الخاتم من العلبة ممسكا كف يدها يضعه في إصبعها برفق مقبلا يدها بحنان خالد مبتسما: بحبك يا احلى هدية بعتهالي قدري دقائق تنظر لها بسعادة تفيض من عينيها هتف بمرح عندما طال صمتها: على فكرة في كل الافلام البطلة بتحضن البطل بعد ما بيجيله الغضروف من القعدة دي ضحكة صغيرة تراقصت على شفتيها لم تنتظر كلمة أخري اندفعت تلقي بجسدها الصغير داخل صدره ليسقط بها ارضا ضاحكا بمرح: براحة يا مفترية.
ادمعت عينيها ولأول مرة منذ مدة طووووويلة دموع سعيدة فرحة قام من على الارضية العشبية مد يده لها هاتفا بابتسامة: تسمحيلي بالرقصة دي هزت رأسها إيجابا سريعا لتكمل بعدها بحيرة: بس ما فيش موسيقي طرقع باصبعيه فبدأت موسيقي كلاسيكية هادئة تنتشر في الأجواء كانت تتمايل معه بهدوء عل نغمات الموسيقي عينيه ملعقتين ببندقيته الدافئة كأشعة الشمس.
السعادة في هذه اللحظات شعور ضئيل على ما تشعر به الان كأنها تحلق في سماء عشقه نظراته الدافئة العاشقة شنت حربها على قلبها الصغير اندفعت فراسنه تصيح بريات عندها ليحلق علم عشقه في سماء قلبها صرخت بسعادة عندما حملها يدور بها يصرخ بعشقها بأعلي صوته: بحببببببببببببببببببببببك انزلها ارضا ينظر لعينيها هاتفا برجاء: انتي بتحبيني مش كدة.
أحمق إنت يا هذا قلبها يصرخ بعشقك منذ أن كانت صغيرة ولكنها لا تملك ولو ربع جرائتك تلك لتصرخ بحبها مثلك غامت عينيه حزنا عندما طال صمتها هل حقا لم تعد تحبه هل غلبت قسوته عشقه فقتل حبه في قلبها تنهد بحزن: خلاص يا لينا ردك وصل تصبحي على خير ابتعد عنها خطوتين فقط يتحرك بخطي ثقيلة يشعر بأن حمل يجثم على صدره ليسمعها تصرخ بمرح: بحبك من 3 اعدادي يا حمار.
التفت إليها عينيه متسعتين بدهشة لم يستطع منع ضحكاته العالية على طريقتها المرحة دقات قلبه ترقص فرحا اختصر الخطوتين في خطوة واحدة لتجده أمامها فجاءة او بمعني أدق تجد رأسها يغوص في صدره سمعت تنهيده حاااارة تخرج من صدره ليهمس بارتياح: دا أنتي وقعتي قلبي همست بخجل: بتحبني قوي كدة خالد: بحبك انا عديت مرحلة العشق أنا بقيت مجنون بيكي.
كلماته تخجلها بشدة دفنت وجهها في صدره من شدة خجلها تغرز أظافرها في قميصه بعنف فمزقت منه قطع صغيرة خالد ضاحكا بمرح: قطعتي القميص يا مفترية انتي عارفة القميص دا بكام ابتعد عنه بضيق تعقد ذراعيها أمام صدرها بعند: خسارة فيا ضحك بمرح حقيقي ليهتف من بين ضحكاته: لاء خسارة ليا انا يا روحي انتي مش خسارة فيكي الدنيا بحالها جلست بجانبه داخل ذلك القلب راسها مستنده على كتفه.
لينامبتسمة: انا متشكرة أوي يا خالد على المفاجاءة الجميلة دي خالد بغرور: دا شغلي الي باخد عليه فلوس مش عايز عليه شكر لكزته في كتفه بضيق: رخم ضحك بمرح: أنا رخم وحمار خدي هنا يا بت صحيح لما سافرتي كنتي لسه ما دخلتيش تلاتة اعدادي اصلا لينا بخجل: دي جملة قريتها في رواية بصراحة عجبتني وكان نفسي اقولهالك اوي صفعها على جبينها برفق: الروايات دي هتلحس عقلك نفخت خديها تزم شفتيها بضيق قاطبة حاجبيها.
خالد ضاحكا: خلاص خلاص ما تزعليش لينا مبتسمة: بقالي كتير ما شوفتكش بتضحك كنت رخم اوي المدة الي فات عادت تذكره بجرح الحي الذي لم ولن يندمل ابدا ليسود وجهه حزنا لتهتف هي سريعا لينا بسرعة: انا اسفة يا حبيبي والله مش كنت اقصد بصعوبة ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيه: ولا يهمك، الموضوع كله كان غلطه وانا الي دفعت تمنها في الأول وفي الآخر قطبت حاجبيها باستفهام تسأله برفق: يعنى ايه احكيلي يا خالد يمكن ترتاح.
هز رأسه نفيا بعنف مكررا بحزم: ما اقدرش ما اقدرش ربطت على كتفه بحنان مازالت محتفظة بتلك الابتسامة الدافئة الهادئة سألته برفق يغلب عليه بعض الدلال: ليه يا خالد مش انا لوليتا حبيبتك اوعدك ان كل الي هتقوله هيفضل سر ابتسم بحزن بريئة ساذجة برائتها تشع ضوئا يهديه ليخرج من ظلمات قلبه خالد: انتي طيبة اوي يا لوليتا بس صدقيني لو عرفتي ماضي خالد السويسي هتكريه اوي.
وانا مش مستعد اخسرك نتي الحاجة الحلوة الوحيدة اللي فاضلة في حياتي الي بتفكرني بخالد مش خالد باشا السويسي امسكت كف يده بحزم: خالد انا عمري ما هكرهك لاني ببساطة ما بقتش اقدر اعيش من غيرك سألها بقلق: بجد يا لوليتا فكان ردها ابتسامة دافئة بددت شكه ونفت قلقه بعيدا لينا مبتسمة: بجد يا خالد.
فاجاءها عندما وضع راسه على قدمها يمدد جسده على الارضية العشبية بدون وعي منها وجدت يدها تغوص بين ثنايا شعره الكثيف تمسده باصابعها برفق اخذ نفسا عميقا يزفره على مهل يستعد به نفسيا ليفتح دفاتر الماضي من جديد ليفتح أبواب من الجراح والذنب والندم والقسوة كانت نتيجة لكل ذلك خالد: ماشي هحكيلك نبدأ بأيه آه نبدأ بأول قصة حب في حياتي من حوالي خمسة وعشرين سنة لما كنت طفل صغير عنده خمس سنين.
جه جارهم الجديد وسكن في الشقة الي قصادهم وبسرعة كبيرة الاسرتين اتعرفوا على بعض والدي اعجب بشخصية والدك جدا وكان دايما بيمدح فيه انه محامي شاطر ومكافح وعايز يوصل لهدفه واعتبره أخوه الصغير ووالدتي بسرعة جدا اتصاحبت على مدام فريدة كعادة الستات كانت كل حاجة ماشية عادية جدا لحد اليوم دا في يوم كنا عندهم وبدأت الحركة تبقي غريبة وسريعة ناس بتجري هنا وهناك وعمي جاسم منهار وعمال يعيط و مش قادر يقف.
وماما كل شوية تدخل اوضة وتقفل الباب وبعدين ترجع تخرج منها تاني وبعدين لقيت عمي جاسم بيقول بلهفة اوي اخيرا الدكتور جه الدكتور دخل نفس الاوضة فضلت باصص لباب الأوضة كتير ليه كل الي بيدخل الأوضة دي ما بيخرجش وليه طنط فريدة بتصرخ جوة أنا ساعتها جه في بالي أن الراجل دا بيضربها.
قولت هجري اقول لعمي جاسم عشان يلحقها قبل ما اتحرك حركة واحدة اتفزعت مكاني لما سمعت فجاءة صوت عيل بيعيط الصوت جاي من جوا الأوضة ما فيش حاجة بسيطة ولقيت امي خرجت من الاوضة وفي ايديها بطانية ملفوفة وجاية ناحيتي وشاورتلي على كنبة زينب: خالد يا حبيبي روح اقعد على الكنبة دي روحت بسرعة قعدت عليها اصل انا كنت طفل مطيع جدا، جدا يعني فحطت في حضني البطانية الملفوفة دي.
زينب: خلي بالك يا خالد من النونو كويس على ما اروح اطمن على طنط فريدة فضلت حاضن النونو دي كويس اوي رغم أن دراعاتي كانت صغيرة وكانت وجعاني من كتر ما أنا شاددهم جامد حواليها بس كنت خايف عليها من اقل حركة وهي نايمة ومغمضة عنيها فضلت باصص لوشها كتير كنت حاسس في اللحظة دي بمسؤولية كبيرة فجاءة فتحت عينيها وبصتلي عشان افضل اسير عينيها طول عمري بعدها على طول جت امي خدتها مني ودخلت نفس الاوضة.
لكن المرة دي جريت وراها دخلت الاوضة لقيت طنط فريدة نايمة على السرير وماما بتحط النونو جمبها فكرة انها بقت في حضن حد غيري وانا طفل مش فاهم حاجة خلتني ازعق فيهم خالد صارخا: انتي خدتيها ليه يا ماما دي بتاعتي المشكلة اني لقتهم كلهم مسخسخين ضحك عليا فريدة بتعب: هتسميها ايه يا جاسم خالد صارخا: ليناااا Back خالد: وواضح ان الاسم عجبهم يا لوليتا رفع نظره اليها ليري تلك النظرة البريئة التي يعشقها.
مرت الايام و تلك الصغيرة الباكية لا تصمت عن البكاء الا عندما يحملها هو تكف عن البكاء وتبدأ تعزف أنغام عالية بضحكاتها البريئة في احد الايام عندما اصبحث في الثالثة من عمرها مرضت تلك الصغيرة بشدة ولسوء الخط كان والدها مسافر في عمل هام فذهبت بها فريدة وزينب الي احد اطباء الاطفال واخذوا معهم خالد ولكن ما حدث أنه رفض رفضا قاطع ان يفحصها الطبيب فريدة: خالد حبيبي سيب الدكتور يكشف على لينا.
قطب حاجبيه بغضب يهتف بحزم لا يليق بسنوات عمره الثمانية: لاء زينب بدهشة: ليه يا خالد خالد ببراءة: عشان ما يوجعهاش ابتسم الطبيب على هذا الطفل المتقمس دور رجل راشد الطبيب مبتسما: طب ايه رأيك اكشف عليك انت الاول علي عكس ما توقع الطبيب انه سيخاف من ذلك الفحص لكنه خالف توقعاتها عندما ذهب ووقف امامه يهز رأسه إيجابا بحزم فحصه الطبيب الطبيب: ها يا سيدي الكشف بيوجع هز خالد رأسه نفيا.
الطبيب: طب ممكن بقي تسبني اكشف عليها هز رأسه إيجابا فبدأ الطبيب يفحص الصغيرة تحت انظاره القلقة عندما تبكي يجده يركض مسرعا يداعبها بوجهه حتي توقفت عن البكاء وبدأت تزقزق بسعادة ما ان انتهي الطبيب من فحصها حملها بين ذراعيه يهدهدها بحنان.
عندما اصبحت ابنه الخمسة أعوام كان يوصلها يوميا الي الروضة ( الحضانة ) ذات يوم بعد أن عادت وجدها تبكي بحرقة حاول جاسم وفريدة ان يعرفا سبب بكائها ولكن دون فائدة ذهب اليها مسرعا يسألها بلهفة خالد: مالك يا لوليتا لينا باكية: احمد ضلبني خالد غاضبا: ليه لينا ببكاء: عثان حاوز البلاية بتاعتي احتضنها بهدوء يسرح شعرها بأصابعه بريق انتقام مخيق لا يليق بسنه يلمع في عينيه.
خالد: خلاص يا لوليتا ما تزعليش شوفي انا جبتلك ايه اخرج حقيبة صغيرة بها بعض قطع الحلوي أخذتها الصغيرة بسعادة في اليوم التالي كان هذا الأحمد الذي ضربها يعاني من العديد من الحروج النازفة التي جعلته لا يذهب للروضة لمدة شهرين كانت تلك الصغيرة الشقية تظل تصرخ كل ليلة عندما تأتي والدتها لتاخذها للنوم من بيته فريدة بضيق: لينا دخيلك كفي بكا كرمالي حياتي يلا مشان تنامي لينا صارخة: لاااااااانا حايزة انام حضن حالد.
بعد بكاء طويل وصراخ لا نهاية له يضطرون الي تنفيذ رغبتها وتركها لتنام بجواره يوميا يشعر بتلك الصغيرة وهي تصعد على فراشه تذهب ناحيته لتندث بين ذراعيه فيبتسم ويدثرها جيدا بالغطاء ويقبل جبينها وينام.
مرت الاعوام واليوم هو شاب يافع في الثامنة عشر ربيعا ولم تعد تلك الصغيرة تستطيع النوم بين ذراعيه بقرار من جاسم منذ 3 أعوام فأصبح يجلس بجانبها كل ليلة حتي تغط في النوم كان أحيانا ينام بجانب فراشها ارضا عندما تكون متعبة تغيرت مشاعره تجاه تلك الحادثة (مش هكتب عنها دلوقتي عشان ما تفتكروش اني نسيتها ).
بدا شعوره تجاهها يأخذ منحني جديد كليا لم تعد مشاعره لها تلك المشاعر الأبوية البريئة أصبحت عشقه المتيم مليكه قلبه التي تستطيع ان تمتلك زمام أمره بابتسامة فقط لذلك قرر ذلك القرار المهم طلب من والديه ان يذهبان الي بيت جارهم في التاسعه مساءا.
استعد جيدا لذلك الميعاد حفظ تلك الجمل التي سيقولها لجاسم مرارا وتكرارا يعرف أن جاسم لا يطيقه ولكن لا يهم فهو لن يتركها تلك الصغيرة يتقدم إليها الخطاب منذ الآن اقسم سيقتل كل من تسول له نفسه بالاقتراب منها قبل الميعاد بدقائق استعد بقميص شبابي اسود وبنطال جينز ازرق استقبلهم جاسم وجلسوا في صالون المنزل.
جاءت الصغيرة من الداخل تهرول راكضة ما ان سمعت صوته كالعادة خطفته بسحرها البرئ تلك المنامة الطفولية ذات الرسومات الكرتونية تلك الدمية التي اشتراها لها في عيد ميلادها منذ أيام لم تتركها لحظة واحدة خصلات شعرها الصفراء الممتدة الي نهاية ركبتيها يتحرك كبندول الساعة بعشوائية.
وجدها تحضر تلك الوسادة العالية تضعها بجانب كرسيه لتركض الي غرفتها تحضر مشطها الخشبي تضعه في يده تجلس على الوسادة تلعب بدمتيها تتحدث ببراءة: ماما كانت عايزة تسرحلي شعري أنا قولتها لاء خالد بس جثي على ركبتيه بجانبها يمشط شعرها بحذر لينا غاضبة ؛ اعملي ضفيرتين مش ضفيرة واحدة إنت كل مرة بتضحك عليا وتعملي ضفيرة واحدة خالد ضاحكا: حاضر يا ست لوليتا مش هضحك عليكي تاني.
محمود: خير يا ابني مجمعنا كلنا ليه وعمال تقولي من امبارح عايزاكوا في موضوع مهم اتسعت عينيه بفزع أين تلك الكلمات التي سهر ليلا يرددها بلا توقف هربت بعيدا لتتركه كالابكم لا يعرف حتي كيفية الكلام بصعوبة نطق: هسرحلك بعدين يا لوليتا جاسم: مالك يا خالد ازدرق ريقه بتوتر يهتف بتلعثم: هااا، انا كويس محمود بدهشة: اومال مالك يا ابني قاعد كدة ليه زي ما تكون عامل عاملة اخذ نفسا عميقا استعداد لتفجير تلك القنبلة.
خالد سريعا: بصراحة كدة يا عمي انا عايز اتجوز لينا صدمة شلت ألسنتهم لحظات من الصمت يتطلع الجميع إليه بدهشة وحيرة وغضب بقي الصمت مخيم للحظات قبل ان تلك الصغيرة تصرخ بفرحة: هيه هيه هلبس فستان ابيض ضحك عاليا على مرحها الدائم ساحرته الصغيرة كفيلة بانعاش روحه من أقل حركة تصدر منها جاسم غاضبا: تتجوز مين يا ابني إنت، إنت اتجننت يا خالد أنت عارف لينا عندها كام سنة.
خالد ساخرا: إنت شايفيني داخل بالمأذون في ايدي دا ربط كلام محمود بحدة: خااالد حمحم باحراج ليعادو الحديث بهدوء: يا عمي إنت عارف لينا قد ايه وعارف أن أنا أكتر هيقدر يسعدها ويخلي باله منها فكر جاسم للحظات سيوافق عليه هو المستفيد من جميع النواحي أولا خالد شاب ناجح طموح أنهي دراسته في الثانوية العامة بتفوق وعلي وشك دخول كلية الشرطة من عائلة مرموقة محترمة يكفي والده.
ثانيا ابنته متعلقة به كثيرا وأن فعل ذلك ستحبه ابنته وهو الأهم له جاسم برزانة: انا بردوا مش فاهم إنت عايز تتجوز لينا دلوقتي خالد سريعا: لاء طبعا يا عمي اكيد مش قصدي دلوقتي أنا بس بقول نقرا فتحة انا مش هتجوز لينا غير لما اتخرج واشتغل قوست الصغيرة شفتيها بحزن: يعني مش هلبس فستان ابيض دلوقتي خالد: سيبك منها دي هبلة ها يا عمي قولت ايه جاسم: موافق.
سعادة تغلغت في كيانه كله وهو يرفع يديه أمام وجهه يقرأ الفاتحة الخطوة الاولي للوصل لصغيرته مرت الايام بسعادة كبيرة اشتري لها خاتما كما طلبت بضيق: مش إنت خطيبي فين الخاتم لم يكن يعرف أن ساعدته ستكون قصيرة لتلك الدرجة لم يمر سوي أسبوع واحد عاد متعبا بعد يوم عمل يوم فدائما ما كان يستغل فترة اجازاته بالعمل مع والده في المصنع.
تهاوي على الاريكة في منزله بتعب لحظات ارتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة عندما وجد تلك الصغيرة تجلس بجانبه لينا ببراءة: خالد أنا عايزة اقولك حاجة خالد مبتسما: قولي يا لوليتا لينا: مش إنت خطيبي قرص وجنتها الصغيرة برفق: لما تكبري شوية هنعمل حفلة كبيررررة وهجبلك أحلي شبكة خطيبك قطبت حاجبيها ببلاهة: يعني إنت خطيبي ولا لاء خالد ضاحكا: مشيها خطيبك عايزة ايه بقي.
اقتربت منه وعلي شفتيها ابتسامة بلهاء وقبل أن يعي ما يحدث وجد جاسم يجذبه بحدة يصرخ فيه بغضب يتهمه أنه يحاول التحرش بالفتاة كانت عينيه شاخصتين بدهشة ليس من غضب جاسم ولا من إدعاته الكاذبة تلك الشئ الذي ادهشه حقا لينا كانت تحاول تقبيله! تذكر تلك الصفعة القاسية التي اخذها من والده جاسم غاضبا: إنت حيوان أنا مستحيل اسيب البنت معاك تاني مين عالم لو ما كنتش شوفتك كنت هتعمل فيها ايه.
بعد ساعات من التوبيخ تركوه يذهب الي غرفته ومنعوه من رؤيتها مرة اخري يجلس في غرفته عقله يكاد ينفجر لا يصدق أن لينا حاولت فعل ذلك انتظر الي أن تأكد من نوم الجميع قفز من شرفة غرفته لشرفة غرفتها وجدها تجلس على الفراش تبكي بصمت نظرت له بحزن عندما وجدته واقفا أمام فراشها: أنا آسفة خالد بضيق: لاء أنا زعلان منك جدا وجاي اقولك اني مش هتكلم معاكي تاني.
تحرك ليخرج من حيث أتي ليجدها تسرع خلفه تمسك بذراعه تهتف باكية: أنا آسفة عشان خاطري ما تمشيش التف اليها يغطي الجمود صفحة وجهه: مين الي قالك تعملي كدة فركت يديها بخجل من فعلتها الشنيعة تلك نكست رأسها للأسفل بخزي تهتف بتلعثم: أنا شوفت واحدة بتعمل كدة في التليفزيون خالد بحدة: تلفزيون أنا مش قايلك مش كل الي نشوفه نقلده وقولتك لما تيجي مشاهد زي دي تعملي ايه.
لينا بصوت خفيض مرتبك: اغمي عيني او أقلب القناة بسرعة، أنا آسفة والله مش هقلد التليفزيون تاني بس إنت ما تزعلش مني خالد مبتسما: امسحي دموعك خلاص مش زعلان منك في اليوم التالي خرج صباحا الي عمله وعندما عاد ذهب مباشرة الي منزل صغيرته دق الباب عدة مرات ولكن لا مجيب خمن انها ممكن ان تكون عندهم في المنزل دخل فوجد المنزل هادئ على غير العادة ووالدته تجلس على الاريكة تبدو حزينة خالد: مالك يا ماما في ايه.
زينب: ما فيش يا حبيبي انا كويسة خالد: ما شوفتيش لينا النهاردة بخبط عليهم ماحدش بيرد زينب: لينا سافرت يا خالد شخصت عينيه فزعا: سافرت يعني ايه سافرت وراحت فين زينب بحزن: ما اعرفش والله يا ابني عمك جاسم جه من شوية وقال إن شغله اتنقل مكان تاني وخد لينا وفريدة ومشيوا، أسكت يا خالد دي قطعت قلبي من عياطها وصريخها ما كنتش عايزة تمشي وجاسم خدها بالعافية.
جااااااسم! ذلك الرجل لماذا يكرهه لتلك الدرجة تلك المرة لن يسامحه على فعلته سيجد صغيرته مهما كلفه الثمن وجاسم هو من سيدفع الثمن مرت أربعة اعوام اغلق على نفسه فيهم صومعه حزنه ونفوره من الجميع تلك الصغيرة أين ذهبت يبحث عنها كل يوم تقريبا ولكن دون فائدة ما أن يصل الي مكانها حتي يختفي جاسم بها جااسم! حسابك اصبح عسير للغاية.
الي أن جاء ذلك اليوم كان ذاهبا لاحضار اخته جامعتها من جامعتها عندما اخبرته بابتسامة واسعة ياسمين: دي رحاب يا خالد هتف بدهشة: لينا قطبت الفتاة حاجبيها بضيق: لينا مين حضرتك أنا اسمي رحاب.
هز رأسه نفيا بعنف عله فقط يحلم كيف تشبهها لتلك الدرجة حسنا أن لم يجد الأصلية سيصنع نسخة بديلة عنها تعلق بطيف لينا في تلك الفتاة، بسهولة اوقعها في شباك حبه وحتي لا تبتعد عنه كما حدث سابقا تزوجها او بمعني احري كتب كتابه عليها لم ترغب في شئ الا وفعله اخذ قرضا وبدأ في تأسيس تلك الشركة بمساعدة ( علي) كانا يعملان ليل نهار حتي يستطيع أن ينمي تلك الشركة.
اوقف سيارته امام ذلك المبني خرج منها دار حول السيارة يفتح الباب لها مدت يدها له رحاب بضيق: يا خالد مش شايفه ايه الي إنت رابطه على عينيا دا خالد: دقايق وهتفهمي كل حاجة اوقفها امام ذلك المبني نازعا عصابة عينيها برفق فتحت عينيها فجاءة لتتسع بدهشة تصرخ بسعادة خالد مبتسما: اهلا بيكي في شركة الرحاب للمقاولات القت نفسها في صدره تصرخ بسعادة تخبره بمدي سعادتها بتلك الهدية.
أما هو فتلك الغصة لم تفارق قلبه لا يعرف كلما يكن قريبا منها يشعر بالضيق ولكنه كان دائما يخرس ذلك الصوت الأهم أن نسخة أخري من صغيرته معه الآن وبين ذراعيه وقريبا ستصبح في بيته اقترب تحقيق حلمه تبقي فقط أسبوعين ويتم زفافه ولكن ما حدث كان غير متوقع.
كان محمد اخيه وصديقه المقرب يتمشي على ضفاف النيل بهدوء ليري رحاب جالسة بين ذراعي رجل للحظات لم يعرف ماذا يفعل خالد في احدي المؤمريات ولن يستطيع الاتصال به وأن ذهب وأخبره بعد أن يعود لن يصدقه يعرف خالد متمسك برحاب بشدة لم يجد امامه سوي جلس على مقربة منهم في ركن معتم حتي لا تراه ليخرج هاتفه متظاهرا أنه يعبث فيه ولكنه في الحقيقة كان يصور ما يحدث رحاب بدلال: وحشتني اوي يا اسامة.
أسامة مبتسما بخبث: انتي اكتر يا حبيبتي قوليلي صحيح اخبار البقف ايه رحاب بضيق: كويس شغال ليل نهار عشان يحققلي الي نفسي فيه أسامة ضاحكا بسخرية: اما حمار صحيح رحاب بضيق: دا حمار وغتت ورخم يا باي دا انا مبقدرش اقعد معاه نص ساعة على بعضها أسامة: بس انا شايفة صارف ومكلف اهو رحاب بغرور: اه طبعا كل اوامري مجابة دا حتي باع عربيته واشترلي عربية جديدة، استني استني يا اسامة دا بيتصل فتحت رحاب الخط خالد: وحشتيني.
رحاب: وانت كمان خالد: صاحية ليه لحد دلوقتي رحاب: ها ما انا كنت هنام اهو خالد: طيب يا حبيبتي تصبحي على خير رحاب: وانت من اهله خالد: رحاب رحاب على مضض: نعم خالد: بحبك رحاب: وانا كمان ثم اغلقت الخط رحاب بضيق: هووووف اخيرا قفل بقولك ايه انا قايمة بقي عشان انت قايلة لبابا اني خارجة مع خالد أسامة: هشوفك تاني امتي رحاب بدلال: مش عارفة يا سومو هحاول اخلع مرة قبل الفرح واجيلك يلا باي يا روحي.
ذهبت رحاب الي سيارتها تقودها مسرعة الي منزلها اما محمد فاوقف تسجيل الفيديو وهو يتوعد لها بداخلها بأشد عقاب ذهب سريعا الي منزل خالد محمد بلهفة: عمتي فين خالد زينب: في اوضته يا ابني في ايه مالك تركها يصعد مسرعا ناحية غرفة خالد واقتحمها خالد غاضبا: ايه يا عم الجنان دا مش فيه زفت باب محمد بحدة: خالد انت لازم تطلق رحاب خالد غاضبا: انت اتجننت يا محمد دا انا فرحي بعد اسبوعين محمد: رحاب بتخونك يا خالد.
خالد غاضبا: إنت اتجننت يا محمد انت عارف أنا ممكن أعمل فيك ايه محمد: عاارف عشان كدة جايبلك الدليل معايا اخرج محمد هاتفه من جيبه وشغل الفيديو يضعه امام عيني خالد محمد: شوف دا التقط الهاتف ينظر لها وهي بين ذراعي عشيقها يستمعتان بشتمه والسخرية منه وتدنيس شرفه، هما من اشعلا فتيل غضبه فليتحملوا إذا نظر الي صديقه خالد غاضبا: هات مفاتيح عربيتك ناوله محمد المفاتيح سريعا محمد: حاضر حاضر، بس اهدا بس.
اخذ منه المفاتيح ونزل يركض الي السيارة ومحمد خلفه يحاول اللحاق به في اللحظة الأخيرة من قبل أن الانطلاق استطاع محمد الركوب في السيارة المتهورة محمد بفزع: براحة يا خالد براحة يا ابني هتقلبنا كان كمن يتحدث الي جماد لم يتسمع له ظل يقود بجنون الي ان وصل الي منزلها خرج من السيارة يطوي درجات السلم تحت قدميه الي ان وصل الي شفتها دق الباب بعنف ففتح سيد ( ابو المخفية ) سيد بفزع: خير يا خالد يا ابني ايه الي حصل.
خالد غاضبا: رحاب فين سيد: نايمة يا ابني بعد ما رجعت من خروجتها معاك وهي نايمة هتف بتوعد من بين اسنانه: بنتك ما كنتش معايا انا كنت في مأمورية ولسه راجع دفع والدها عن طريقه بعنف متجها الي غرفتها دخل واغلق الباب بالمفتاح نظر الي وجهها البرئ الملائكي وهي نائمة تشبه صغيرته كثيرا كيف يمكن له أن يؤذيها ليهز رأسه نفيا بعنف تلك ليست صغيرته لينا لم تكن لتفعل ذلك إطلاقا.
صرخت تلك النائمة عندما شعرت بتلك القبضة تجذب خصلات شعرها بعنف رحاب بفزع: خالد في ايه يا خالد ايه الي حصل، سيب شعري صفعها تلتها اخري يصرخ فيها بغضب رج جدران المنزل رعبا: يا بنت ال، ، يا... أنا تخونيني يا تربية الشوارع دا أنا الي نضفتك.
رحاب سريعا: ما حصلش والله ما حصل أخرج الهاتف من جيبه وشغل الفيديو امام عينيها خالد غاضبا: ما حصلش دا انا هوريكي النجوم في عز الضهر امسك بهاتفها صارخا بغضب خالد غاضبا: انطقي يا بت مسميه الواد دا أيه رحاب بخوف: بوسي خالد ساخرا: زي الشاطرة كدة تتصلي بيه وتقوليله ان اهلك سافروا عشان جالكوا حالة وفاة وانتي يا عيني خايفة تقعدي في الشقة لوحدك وعايزة حبيب القلب يونسك.
هزت رأسها إيجابا بخوف امسكت الهاتف باصابع مرتجفة لتفعل مثل ما طلب منها وبالطبع وافق اسامة على الفور اغلقت الخط لتتفاجئ بصفعة اخري جعلتها تسقط على الفراش بعنف رحاب باكية بخوف: انا اسفة يا خالد سامحني ضحكت عاليا بشر ضحكاته بعثت في قلبها رجفة فزع قوية خالد ضاحكا بسخرية: اسفة انتي بتتكلمي بجد دا على اساس انك وقعتي قهوة على قميصي انتي عارفة أنتي عملتي انا حبيتك وحبيتك اوي كمان.
هزت رأسها نفيا تهتف بصراخ باكي: إنت عمرك ما حبتني انت اتجوزتني عشان أنا بس شبه لوليتا حبيبة القلب مش كدة أنا كنت بديل ليها مش اكتر صح خالد بإشمئزاز: صح انتي عارفة أنا أكتر حاجة قرفان منها اني في يوم شبهت برائتهت بقذراتك، أنا دفعت كتير من غير مقابل جه الوقت بقي إني اخد المقابل.
في الخارج سمع سيد ومحمد صراخات رحاب التي لا تتوقف فاستمرا في الدق على باب الغرفة بعد مدة خرج اليهم خالد وهو يغلق ازرار قميصه سيد غاضبا: انت عملت ايه في بنتي خالد ساخرا: خدت حقي يا حمايا العزيز اه صحيح بنتك طالق بالتلاتة ثم اخرج بعض النقود من جيبه والقاها بوجه سيد هاتفا بإشمئزاز: ودا حق الليلة يقفان في مدخل العمارة السكنية ينتظران ذلك الرجل لحظات واشار محمد عليه خرج خالد من مخباءه يعترض طريقه.
أسامة بضيق: انت مين يا عم انت ما توعي خالد ضاحكا بسخرية: انا البقف جوز السنيورة الي انت طالعلها لم يملك الفرصة ليتفاجاء ذلك الاخير لأن عاصفة قوية اطاحت به تركه بعد أن أصبح فتات لا يصلح في شئ بعد هذه الحادثة ماتت جميع المشاعر في قلبه غلف قلبه بغلاف من القسوة واقسم أن يجعل قسوته تنال الجميع حتي تعود له مرة اخري باااااك.
تنهد بتعب: مرت سنين حاولت انساكي فيهم كنت بشتغل ليل ونهار بطلع مأموريات كتير لحد ما وصلت للرتبة دي في سني دا لينا باكية: أنا آسفة انتفض سريعا من على قدميها عندما سمعها تبكي هاتفا بذعر ؛ انتي بتعيطي ليه لينا باكية: أنا السبب لو ما كنش بابا بعدني عنك بسببي ما كنش هيحصلك كل دا لف ذراعه حول كتفها فوضعت رأسها على كتفه تبكي بحرقة: هشششش اهدي أنا ما بحبش أشوف دموعك دي، طب يا رب اموت لو ما بطلتي عياط.
هتفت بحدة من بين دموعها: بعد الشر عليك كوب وجهها بين يديه يهتف بابتسامة حنونة: أنا قولتلك قبل كدة ما فيش اي حاجة في الدنيا تستاهل دموعك حتي أنا ابتسمت ابتسامة صغيرة: إنت طيب أوي يا خالد ضحك عاليا على برائتها الفريدة تلك: دا أنا شرير خالص وباكل العيال الصغيرة لو ما قالوليش بحبك دلوقتي حالا نفخت خديها يغيظ: إنت شرير فعلا، روح يلا هاتلي شوكولاتة خالد ضاحكا: بس كدة غالي والطلب رخيص.
اختفي بضع دقائق ليعود معه صندوق ازرق كبير خالد مبتسما: اتفضلي يا ستي اخذت الصندوق بسعادةفتحته واخذت قطعه شوكولاته وفتحتها ومدتها لخالد خالد: لا يا حبيبتي مش عايز انا ما بحبش الشوكولاتة لينا: عشان خاطري يا خالد خالد: انتي عارفة يا لينا أنا عشان خاطرك مستعد اضرب نفسي بالرصاص اخذ القطعة من يدها وقطم منها قطعة صغيرة فاخذت هي واحدة اخري وبدات تأكلها بسعادة نظر الي تلك الصغيرة التي تسعد من قطعة شوكولاتة.
خالد بحنان: لينا خليكي دايما كدة بريئة ونقية حاربي سواد الدنيا ببرائتك ماشي يا حبيبتي هزت رأسها إيجابا فوضع القطعة التي في يده بعيدا ومدد جسده على الارض ووضع يديه تحت رأسه، ففعلت مثله وضعت قطعة الشوكولاتة في الصندوق ووضعت الصندوق بعيدا تسطحت على الارضية العشبية بجانبه تتطلع الي السماء لينا مبتسمة: السما جميلة أوي خالد ضاحكا: فاكرة لما كنتي عايزة تطلعي السما عشان تحضني السحاب.
لينا بغيظ: إنت رخم على فكرة خالد مبتسما بوله: أنا بحبك على فكرة لينا بخجل: اوف بقي ما فيش فايدة فيك ظلت تتطلع الي السحاب الكبير وهو يتطلع إليها الي أن وجدها تسدل جفنيها على زرقتيها الصافتين تسبح بهدوء في بحر النوم.