logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





21-12-2021 01:49 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10






t21988_2312

أجبرتها ظروف الحياة أن تعيش تحت ظلاله فهل ستسطيع أن تكسر أقفال قلبه أم لعناده رأي آخر
شخصيات الرواية

هو جسور سليم السيوفي: عقيد سابق استقال من عمله في الشرطة بعدما فقد زوجته وابنته الصغيرة في حادثة (سنعرف عنها فيما بعد ) طويل القامة، ذو جسد معضل بالرغم من سنوات سنه الخامسة والثلاثون، شعر أسود ولحية سوداء خفيفة غزتهما بعض الشعيرات البيضاء لتزيده وسامة، عينان بنية حادة تحمل مزيجا بين الدفي والقسوة.
صارم حاد الطباع خاصة بعد ما حدث لزوجته وابنته، عمدة احدي القري بالوجه القبلي لديه شقيقة واحدة تدعي سهر ارملة توفي زوجها قبل عدة سنوات ولديها إبن صغير في الثامنة من عمره يدعي زين.

هي جميلة هشام الدميري : جميلة إسماً ومضمونا، فتاة مرحة خفيفة الظل لا تفارق البسمة شفتيها، تحب الطبخ كثيرا وخاصة صنع المعكرونة، قصيرة القامة مجنونة تحب الحركة والغناء تلمع عينيها العسلية عندما تكون سعيدة، يزداد بريق وجهها بتلك الابتسامة البريئة التي تظهر غمازتيها، شعرها أسود طويل تخفيه خلف حجابها، طبيبة في الخامسة والعشرون من ربيعها.

الباقي مع تدرج الأحداث.
فصول رواية جسور و جميلة
رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الأول

يصدح القرآن بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في ارجاء هذا المنزل، حيث تجلس السيدات متشتحات بالسواد يرمقن تلك المسكينة التي تصرخ داخل غرفتها ما بين شفقة وحزن وتهكم وشماتة
أما في داخل تلك الغرفة الصغيرة تجلس فتاة على الفراش تصرخ وتنوح
جميلة باكية: ليييه، ليييه يسبوني ويمشوا دلوقتي أنا ما كنتش عايزة حفلة ما كنتش عايزة حاجة أنا كنت عيزاهم هما، يا رب ليه سبتني أنا وخدتهم هما.

صفاء باكية: يا جميلة يا بنتي اهدي هيحصلك حاجة
جميلة باكية: لييه ما خدونيش معاهم ليه سابوني لوحدي هعيش ازاي من غيرهم عشان خاطري يا طنط صفاء هاتيلي بابا وماما
دست صفاء رأس جميلة في حضنها واخذت تمسد على شعرها برفق
صفاء باكية: بس يا بنتي بس يا حبيبتي، حرام الي بتعمليه في نفسك دا.

جميلة باكية: ليه سابوني أنا قولتلهم مش عايزة حفلة مش عايزة حاجة، هما ما سمعوش كلامي ماتوا وسابوني، يا بابااا كدة تسيب جميلة لوجدها هعيش ازاي من غيرك
دخل عم جميلة ويدعي مختار، اقترب من فراش جميلة وجلس على حافته
مختار بدموع: جميلة، ما ينفعش كدة يا حبيبتي بابا دلوقتي في مكان احسن وانتي عارفة ماما كانت بتحب بابا قد ايه فما رضتيش تسيبه لوحده.

انتفضت جميلة من حضن صفاء زوجة عمها وبدأت بالصراخ: وسابوني لوحدي، هما راحوا مع بعض وسابوا جميلة لوحدها، أنا عايزة اروحلهم عشان خاطري يا عمي مش أنت بتحبني وديني ليهم وديني ليهم
مختار سريعا: بعد الشر عليكي يا بنتي
امسك مختار كتفيها: جميلة اهدي، اقبلي الحقيقة باباكي ومامتك خلاص ماتوا الي بتعمليه دا ما فيش منه فايدة دي مش تربية هشام يا جميلة، باباكي دايما كان بيقولي جميلة ب100 راجل.

القت جميلة بنفسها في حضن عمها
جميلة باكية: وحشوني أوي يا عمو
مختار بحزن: ربنا يصبرك ويصبرنا
بينما يقف هو على باب الغرفة يعقد ذراعيه امام صدره لم يستطع منع تلك الابتسامة الشيطانية من الظهور على شفتيه
رامي في نفسه: واخيرا يا جميلة الحاجز الي بينا خلاص راح، الله يجحمك يا عمي، كنت فاكر انك هتقدر تبعدها عني اديك اتكلت في ستين داهية وقريب أوي هتبقي ملكي يا جميلة.

علي صعيد آخر
كان ينزل على سلالم المنزل الداخلي بكبرياء لا يليق الا به فقط، وصل الي غرفة الطعام، فقامت اخته وقبلت يده باحترام
سهر باحترام: صباح الخير يا اخوي
هز رأسه إيجابا بجمود ولم يجب
فقام الصغير زين وفعل مثل والدته
زين: صباح الخير يا خال
هز رأسه إيجابا مرة أخري ولكن تلك المرة مع ابتسامة صغيرة
جلس على طرف طاولة الطعام ساندا عصاه الابنوس السوداء بجانبه وجلس يتناول الطعام بصمت
جسور بهدوء: سهر.

سهر سريعا: أيوة يا اخوي
جسور: في عريس زين جالي امبارح وقالي انه طالب يدك
سهر بانفعال: ما عوزاش قولتلك اني مش هتجوز تاني
جسور بحدة: سهر نسيتي نفسك اياك كيف تعلي صوتك وانا قاعد
سهر بخفوت: أنا آسفة
جسور بهدوء: واخرتها وياكي يا سهر هتقعدي اكدة من غير جواز
سهر بدموع: ما اقدرش يا اخوي، ما اقدرش اكون مرت حد تاني غيره
جسور: يا سهر انسي بقي بقالك كام سنة على الحال دا
سهر بدموع: وأنت نسيت مرتك يا اخوي.

اغمض جسور عينيه بألم: وايه لزمته الحديت دا عاد مالك ومالي يا بنت الناس أنا راجل لا هبور ولا هنعس لكن انتي
سهر بانفعال: مش هتجوزه يا جسور
جسور بجمود: آخرة ما عندي يا بنت أبوي، أنا هروح اتفق مع الراجل واكراما ليكي هخلي فيه فترة خطوبة في الاول غير اكدة ما هيحصلش
امسك عصاه الابنوس وهم بالخروج من الغرفة عندما سمعها تصرخ فيه وهي تبكي: لا يا جسور أبوس يدك ما عوزاش اتجوز.

ثم سمع صوت ارتطام قوي بالأرض التفت سريعا فوجدها ساقطة ارضا فاقدة للوعي
صرخ باسمها وركض ناحيتها سريعا
جسور صارخا: سهر فوقي يا خيتي سهررررر، يا ام السعد انتي يا ام الزفت
دخلت الخادمة مسرعة
الخادمة بخضة: مالها الست سهر كفا الله الشر
جسور صارخا: شيعي لحكيم الوحدة بسرعة
خرجت الخادمة مسرعة تحضر الحكيم بينما حمل اخته بين ذراعيه ذاهبا بها الي غرفتها.

في شقة جميلة
خرجت صفاء بهدوء من غرفتها واغلقت الباب بهدوء
مختار: نامت
صفاء بحزن : آه الحمد لله يا حبة عيني اتهرت من العياط الله يرحمك يا سعاد، بقولك ايه يا مختار احنا مش هينفع نسيبها قاعدة لوحدها لازم نخدها تعيش معانا
مختار بضيق: ناخدها فين لاء طبعا ما ينفعش ورامي ابنك، دا أنا مرعوب على البت منه بعد ما هشام الله يرحمه، انتي هتفضلي قاعدة معاها هنا لحد ما حالتها تتحسن وبعد كدة هنشوف هنعمل ايه.

صفاء: ماشي يا مختار ربنا يصبرها يا رب.

عودة لسرايا جسور
جسور بجمود: خير يا داكتور
الطبيب: ما تقلقش حضرتك واضح ان ضغطها على شوية يا ريت ما تتعرضش لاي ضغط عصبي خالص
جسور: توشكر يا داكتور، ثم صاح بصوته الجهوري يا ام السعد وصلي الدكتور
رافقت الخادمة الطبيب الي باب السرايا بينما صعد هو لأخته ليطمئن عليها
وجدها نائمة على الفراش تحدق في السقف ودموعها تهبط من عينيها
جلس بجانبها على الفراش ومد يده يمسد على شعرها بحنان: ينفع اكدة خلعتي قلبي عليكي.

سهر باكية: أنت ما عندكش قلب يا جسور
امسك كف يدها ووضعه على صدره: اومال ايه دا الي بيدق معقول تكون الكلاوي
خرجت منها ضحكة خافتة رغما عنها
جسور مبتسما بحنان: ايوة كدة خلي السرايا تنور
سهر بدموع: ما عوزاش اتجوزه يا اخوي
جسور مبتسما: حاضر يا خيتي ما هتتجوزيهوش ( مش هتتجوزيه)
سهر مبتسمة: صوح يا اخوي
جسور: انتي عارفة جسور السيوفي ما بيرجعش في كلمته ولو على رقبته
احتضنته سهر بسعادة: ربنا يخليك ليا يا اخوي.

قبل جبينها بحنان: ويخليكي ليا، ثم اكمل بمرح نادر ظهوره بس تعرفي خسارة والله العريس دا
سهر: وااه اشمعنا يعني
جسور بمرح: تاجر برتقال يا فقرية كان هيغرقك في أبو سرة
انفجرا كلاهما في الضحك بعد تلك المزحة السخيفة فهما الاثنين لا يملكان سوي بعضهما في تلك الدنيا، بعد أن هجرت امهم أبيهم وهم صغار ومن بعدها مات الأب وجسور هو ابيها واخيها وكل ما تملك هو وصغيرها زين.

بعد عدة ايام
بدأت حالة جميلة تهدأ نوعا ما





كانت جالسة بجوار صفاء زوجة عمها تحاول اقناعها كالعادة بأن تاكل بعض الطعام
صفاء: يا حبيبتي عشان خاطري معلقة واحدة بس مش شايفة وشك بقي عامل ازاي من قلة الاكل
ظلت صامتة تنساب دموعها بصمت
صفاء بحزن: يا جميلة...
قاطعها صوت رنين هاتفها التقطته فوجدته رامي
صفاء: خير يا رامي
رامي بلهفة: الحقيني يا ماما بابا واقع على الارض قاطع النفس
صرخت صفاء بفزع: مختار أنا جاية حالا.

التقطت صفاء حقيبة يدها وخرجت تهرول من باب الشقة نزلت لأسفل سريعا، اوقفت سيارة أجري ركبتها سريعا واخبرت السائق بالعنوان
بينما وقف هو بعيدا يراقبها وهي ترحل اتسعت ابتسامته الخبيثة عندما تأكد من نجاح خطتته
قادته قدميه بلهفة الي حيث تقطن جميلته
وصل أمام باب شقتها ودق الباب بهدوء.

كانت في هذه الأثناء قلقة من صراخ زوجة عمها وهرولتها السريعة حتي أنها لم تستطع سؤالها عما يحدث وبعدها سمعت صوت دقات على باب المنزل
ذهبت ناحية الباب وقبل أن تفتحته تذكرت جملة والدتها الخالدة ( جميلة اوعي تفتحي الباب وانتي لوحدك من غير ما تعرفي مين الي برة )
جميلة بقلق: مين، مين الي برة
رامي: أنا رامي يا جميلة
جميلة: رامي خير يا رامي طنط صفاء كويسة
رامي: ايوة ما تخافيش، افتحي بس عمك بعتلك حاجة معايا.

جميلة: باعتلي ايه
رامي بضيق: في ايه يا جميلة هو أنا هكلك ما تفتحي
فتحت جميلة الباب فتحه صغيرة: عايز ايه يا رامي
دفعها رامي بعنف الي داخل الشقة واغلق الباب خلفه
رامي مبتسما بشر: واخيرا يا جميلة.
تااااابع اسفل
 
 





look/images/icons/i1.gif رواية جسور و جميلة
  21-12-2021 01:50 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني

تركهم مختار وخرج يبحث عن ابنه اخيه
جميلة بسعادة وهي تدخل إلي منزلها: يا خلق هووو، وبقيت دكتورة واتخرجت اخيرا، لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة
سعاد ضاحكة: يا بنتي اعقلي شوية، دا منظر دكتورة يا ربي
جميلة بسعادة: جري ايه يا سوسو يا عسل، بقولك بقيت دكتوووووورة يا بشر، واخيرا اتخرجت وما عدش ناقصني حاجة ما فيش دكتور ليه كلمة عليا ولا هدخل التلاجة
سعاد ضاحكة: تلاجة ايه يا مجنونة انتي.

جميلة باسلوب مرعب: تلاجة الميتين، نيهاهاهاها ( ضحكة شريرة )
سعاد ضاحكة: ربنا يهديكي يا بنتي
جميلة مبتسمة: قوليلي بقي سيادة اللواء فين
سعاد: في مكتبه يا حبيبتي
جميلة: طب أنا هروح أرخم عليه لحد ما تحضريلي الغدا، أن عصافير بطني تنوح جوعا
ضحكت سعاد على خفة ظل ابنتها الوحيدة فهي في نظرها ضحكة هذا البيت
دقت جميلة باب مكتب والدها ودخلت
هشام مبتسما: يا اهلا بجميلة الجميلات، ها عملتي ايه جبتي الشهادة.

تهاوت جميلة على الاريكة في مكتب والدها: اسكت يا أبو الاهشام يا اخويا دول طلعوا عونيا على ما اخدتها منهم لله شئون الطلبة عارف يا بابا الولية الي في شئون الطلبة دي شبه مين
هشام: ولية!، شبه مين يا لمضة
جميلة ضاحكة: روز زهرة الخريف المتفتحة الي في فيلم شركة المرعبين المحدودة
هشام ضاحكا: مش هتعقلي ابدا، يا حبيبتي دا انتي على وش جواز
جميلة: لن يحدث، لن اتزوج ابدا
هشام مجاريا اياها: لماذا يا سيدتي الجميلة.

جميلة مبتسمة: عشان أنا لما اتجوز، هتجوز واحد شبهك وانت ما فيش شبهكك اتنين عشان كدة مس هتجوز أبدا ابدا
قام هشام من مكانه وذهب وجلس بجانبها على الاريكة فوضعت رأسها على كتفه
هشام بحنان: تعرفي يا جميلة، نفسي ربنا يمد في عمري لحد ما اشوف ولادك واشيلهم على ايدي
جميلة سريعا: بعد الشر عليك يا بابا ما تقولش على نفسك كدة والله هزعل، طب ايه رايك بقي أنا مش هتجوز خالص عشان ما تقولش الكلام دا تاني.

ضمها هشام لصدره: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
جميلة مبتسمة: ويخليك ليا يا رب
كانت نائمة على الفراش تسبح في بحر ذكرياتها السعيدة، بدأت تحرك رأسها بألم تتمتم بصوت منخفض: بابا، ماما، بابا، رامي لالالا
فتحت عينيها بصعوبة تنظر حولها
جميلة بألم: آه، أنا فين، بابا، يا ماما
الرجل مبتسما: حمد لله على السلامة
جميلة بألم: عمو ماهر هو ايه الي حصل.

ماهر: أنا الي مفروض اسألك أنتي جيتي بليل حالتك فظيعة هدومك ووشك كله بيجيب دم وفضلتي تقولي قتلته، قتلته وأغمي عليكي، ايه الي حصل يا بنتي
هاجمت الذكريات عقلها كالوحوش الضارية فانسابت دموعها من عينيها
ماهر بقلق: مالك يا بنتي ايه الي حصل
قصت عليه جميلة ما حدث وهي تبكي وترتجف من الخوف
جميلة باكية: ضربته بالسكينة وجريت، أنا خايفة يكون مات.

ماهر: ما تخافيش يا حبيبتي، أنا هعرف إن كان عايش ولا لاء حالا وإن كان مات يبقي غار في ستين داهية، ارتاحي انتي بس الدكتور قال انك نزفتي كتير ومحتاجة راحة
جميلة باكية: أنا مش هرتاح غير لما اعرف هو عايش ولا لاء
هز ماهر رأسه إيجابا، امسك هاتفه واجري عدة اتصالات
ماهر بضيق: عايش، الجرح ما كنش عميق خالص، دا يستاهل الحرق دا أنا هوديه في ستين داهية
جميلة سريعا: لاء يا عمو، عشان خاطر عمي بلاش.

ماهر غاضبا: وهو ما عملش حساب لعمه الله يرحمه ليه وهو عايز يعمل فيكي كدة
اطرقت جميلة رأسها بقهر وبدأت في البكاء
ماهر بحنان: جميلة خلاص يا حبيبتي كفاية عياط، بابا الله يرحمه ما كنش بيحب يشوف دموعك
جميلة باكية: سابوني لوحدي، سابوني للدنيا تنهش فيا، فين حضنك يا ماما
ماهر بحزن: اهدي يا بنتي جميلة انتي بنت الشهيد اللوا هشام الدميري ما ينفعش تعملي في نفسك كدة
جميلة بدهشة: شهيد.

ماهر: ايوة يا جميلة باباكي ما متش في حادثة باباكي اتقتل.


look/images/icons/i1.gif رواية جسور و جميلة
  21-12-2021 01:50 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث

جميلة بدهشة: شهيد
ماهر: ايوة يا جميلة باباكي ما متش في حادثة باباكي اتقتل
جميلة بصدمة: أنت بتقول ايه يا عمو بابا اتقتل ليه ومين الي قتله.

ماهر: أنا وباباكي كنا شغالين في قضية، شبكة كبيرة تبع المافيا بتاجر في كل حاجة مخدرات سلاح بودرة كل حاجة بالرغم من أن نشطها بدأ قريب من حوالي 3 سنين، باباكي كان معاه معلومات ما فيش حد غيره يعرفها حتي أنا، جتله رسايل تهديد كتير عشان يسيب القضية ولكنه رفض فكان لازم يخلصوا منه
جميلة باكية: ليه يا بابا، كنت سبت القضية كنت سبتهم في حالهم، أهم خدوك مني.

هشام بصدمة: انتي يا جميلة الي بتقولي كدة باباكي ضحي بنفسه عشان خاطر بلده
جميلة بسخرية من بين دموعها: ضحى بنفسه ومات وماتت معاه المعلومات والشبكة زي ما هي وأنا الوحيدة الي خسرت أبويا وأمي، وكنت هخسر شرفي بسبب رامي
ماهر: جميلة أوعدك أني مش هسيب حق والدك والشبكة دي هنقبض عليها، بس المشكلة المعلومات الي معاه لو بس الاقيها
جميلة: أنا عايزة أروح.

ماهر بحدة: عايزة ترجعي لرامي تاني المرة دي ربنا ستر مين عارف المرة الجاية ممكن يعمل فيكي ايه
جميلة بقلق: والعمل يا عمو
ماهر بعد تفكير: تسافري
جميلة: اسافر، فين، لالالا أنا مش عايزة اسافر
ماهر: فترة مؤقتة يا جميلة، لازم تبعدي عن الأنظار
جميلة: أنظار مين وليه.

ماهر بحذر: بصي يا جميلة، شبكة المافيا عارفة أن ابوكي الله يرحمه معاه جزء كبير من Data بتاعتهم، وبما أنه مات وهما مالقوش ال Data دي، فالعيون كلها هتبقي عليكي انتي، واحتمال وراد جدا انهم يخطفوكي عشان يوصلوا للمعلومات دي
جميلة سريعا: ايوة، بس أنا ما اعرفش المعلومات دي فين
ماهر: هما ما يعرفوش انك ما تعرفيش مكان المعلومات، عشان كدة لازم تبعدي عن الانظار.

مش لازم حد يعرف مكانك خالص ولا حتي عمك لأنهم اكيد مراقبين عمك
جميلة بخوف: بس أنا ما عرفش مكان استخبي فيه منهم
ماهر: ما تقلقيش أنا محضرلك مكان امان تروحي فيه
جميلة: فين يا عمو
ماهر: قرية، ، عمدة القرية دي تلميذ والدك
جميلة: مش فاهمة ازاي يعني
ماهر: العقيد جسور السيوفي، عقيد سابق استقال من 3 سنين بعد ما مراتوا وبنتوا ماتوا
كان تلميذ والدك، ووالدك كان بيعزه اوي
جميلة: طب أنا هروح عنده أعمل ايه، اقوله احمني.

ماهر بفخر: بصي يا جميلة طالما انتي دخلتي أرض جسور السيوفي انتي تلقائيا بقيتي في حمايته، جسور ممكن يضحي بحياته عشان خاطر اهل قريته هو شديد أوي، بس طيب، اما هتعملي ايه انتي هتروحي تشتغلي في الوحدة الصحية في القرية هناك
شردت عينيها بقلق من المستقبل المجهول
ماهر: مالك سرحتي في ايه.

جميلة بدموع: خايفة حياتي اتغيرت من بين يوم وليلة خسرت كل حاجة أمي وأبويا حتي ضحكتي خسرتها، احساسي بالأمان راح، حاسة إني عريانة وسط الناس
ماهر بحزن: ما تقوليش كدة يا بنتي، هو أنا روحت فين دا أنا وابوكي أصحاب من اكتر من عشرين سنة دي انتي كبرتي علي ايدي، انتي بنتي يا جميلة انتي عارفة أن مراتي الله يرحمها ما كنتش بتخلف، اكمل بحزم مصطنع وبعدين بقي هنفضل نعيط كتير علي فكرة هشام زعلان منك بجد.

جميلة باتنباه: بابا
ماهر بتأكيد: ايوة هو جالي امبارح في الحلم وقالي انه زعلان منك عشان اللي انتي عملاه في نفسك دا، وأنه هو وحشته ضحكتك ونفسه يوشوفها، ومامتك كمان زعلانة منك عشان ما بتاكليش كويس شايفة وشك اصفر ازاي
جميلة: هي ماما كمان جاتلك في الحلم
ماهر بمرح: لاء بلغت صفية مراتي ومراتي جت في الحلم قالتلي، انتي عيزاني احلم بامك عشان الاقي ابوكي بيولع فيا وفي الحلم
خرجت منها ضحكة صغيرة رغما عنها.

ماهر مبتسما: ايوة كدة يا جميلة الجميلات
جميلة بحزن: الله يرحمك يا بابا أنت وماما
ماهر: المهم بقي يا ستي، أنك تسافري في أسرع وقت، أنا كلمت جسور وشرحلته طل حاجة الراجل رحب جدا وهتبقي تحت حمايته ومجهزلك بيت هناك قريب من الوحدة الصحية
واهو بردوا تغيري جو عشان نفسيتك
جميلة: الي تشوفه يا عمو، بس أنا مش معايا هدوم ولا اي حاجة عشان اسافر بيها
ماهر: ما تشليش هم، أنا هجبلك كل حاجة.

المهم دلوقتي ان ابعدك عن هنا في أسرع وقت
لحد ما نلاقي المعلومات الي هشام مخبيها
هزت رأسها إيجابا، فقام ماهر وخرج من الغرفة
استووووووووب
( ماهر نور الدين صديق هشام المقرب لواء شرطة، في السادسة والخمسون من عمره، يحب جميلة كثيرا ويعتبرها كابنته )
أعد ماهر كل شئ احضر لها حقيبة بها بعض الملابس وبعض الطعام واعطاها بعض النقود
ماهر: جاهزة يا جميلة
جميلة: ايوة يا عمو، بس ممكن اطلب من حضرتك طلب
ماهر: طبعا يا بنتي.

جميلة: مش عايزة حد عمي مختار يعرف مكاني
ماهر: ما ينفعش اصلا يعرف مكانك مش عايزك تقلقي خالص
هز رأسه إيجابا ومدت يدها تحتضن القلادة التي اعطاها والدها لها لتشعرها ببعض الأمان
ماهر: يلا بينا الطريق طويل أوي من هنا للبلد
هزت رأسها إيجابا وخرجت في جوف الليل هي وماهر استقلا سيارة اجرة الي محطة القطار
ماهر: جميلة انتي هتركبي القطر دا وهتنزلي في...
جميلة: حاضر يا عمو.

ماهر: خلي بالك من نفسك يا بنتي، صحيح خدي الموبايل دا الخط بتاعه متشفر عشان كا حدش يعرف يحدد مكانك، لو احتجتيني في اي وقت اتصلي بيا مفهوم يا جميلة
جميلة: ، حاضر يا عمو
ماهر: في رعاية الله يا بنتي
ركبت جميلة القطار انطلق بها بعيدا.

بينما عاد ماهر الي بيته ما أن وصل حتي وجد باب المنزل يدق بلهفة، ذهب وفتح فوجد مختار عم جميلة
ماهر: مختار خير في ايه
مختار: جميلة، جميلة فين
ماهر: جميلة وايه الي هيجيب جميلة عندي
مختار غاضبا: ما تستعبطش يا ماهر أنا واثق أنها عندك جميلة يا جميلة
أزاح مختار ماهر من امام الباب ودخل يبحث عن ابنه اخيه في جميع انحاء المنزل وعندما لم يجدها ذهب الي ماهر وامسكه من تلابيب ملابسه.

مختار غاضبا: جميلة فين يا ماهر انطق
ماهر بحدة: قولتلك ما اعرفش، روح دور عليها في حتة تانية
مختار راجيا: أبوس ايدك يا ماهر، أنا من امبارح بدور طمني بس عليها مش عايز اعرف مكانها أنا عايز بس اطمن عليها
ماهر: جميلة بخير ما تقلقش
مختار بلهفة: طب هي فين
ماهر: ما ينفعش اقولك أنت ناسي انك متراقب
مختار سريعا: والله ما هقول لحد ولا حتي بيني وبين نفسي بس اعرف بس هي فين
ماهر: جميلة عند جسور السيوفي.

اتسعت عيني مختار بذعر ترك ملابسه ماهر وعاد بظهره للخلف يهز رأسه نفيا بفزع: لا لا لا مستحيل بعت جميلة لجسور، لا مش ممكن، ازاي تعمل كدة
ماهر: جسور الوحيد الي هيقدر يحميها
مختار غاضبا: جسور هيدمرها لما يعرف اني عمها
ماهر: دا الحل الوحيد يا مختار.

بعد ساعات بالقطار وصلت الي محطتها المطلوبة، وبالقليل من الاسئلة استطاعت الوصول الي المكان، اعجبت بشكل القرية ونظامها وطيبة اهلها البادية على وجوههم
جميلة لاحدي السيدات: لو سمحتي، هي الوحدة الصحية الي هنا فين
السيدة بود: انتي مين يا بتي
جميلة: أنا الدكتورة الجديدة
السيدة بترحاب: يا اهلا يا اهلا نورتي البلد يا بتي، محسوبتك عطيات تمرجية في الوحدة الصحية.

جميلة بابتسامة صغيرة: اهلا وسهلا حضرتك معلش حضرتك ممكن تعرفيني طريق الوحدة
عطيات؛ طبعا دا انا بنفسي هوديكي لحد هناك
سارت جميلة مع عطيات التي لم تكف عن الثرثرة حتي وصلوا الي مبني أبيض قديم مكونين من طابقين
عطيات: ديه بقي الوحدة الصحية
جميلة: ايه المكان دا، بقي هنا بيعالجوا المرضي دا المكان نفسه يجيب أمراض فين عمدة البلد دي، دا ايه الاهمال دا.

عطيات سريعا: سلام قولا من رب رحيم، اسكتي يا بتي الله يخليكي جسور بيه ما هيرحمناش
جميلة بضيق: جسور بتاعكوا دا علي نفسه مش عليا
دخلت جميلة الي الوحدة وانهت اجراءات استلام عملها وذهبت الي قسم الأطفال لتباشر عملها.

في سرايا جسور
كان جالسا في مكتبه عندما دق احد حراسه الباب
جسور: ادخل
دخل الحارس: جسور بيه الداكتوره الجديدة وصلت
جسور: وبعدين
الحارس: التمرجية عطيات وصلتها الوحدة الصحية ويعني يا بيه يعني
جسور بحدة: انُطق ايه الي حُصل
الحارس بخوف: قالت علي جنابك أنك مهمل لما شافت الوحدة الصحية
هز جسور رأسه إيجابا بتوعد: طيب روح أنت
خرج الحارس سريعا من الغرفة وترك خلفه عينيه اشتعلت من الغضب
في الأعلي.

زين باكيا: زوري بيوحعني قوي يا اما
سهر بفزع: جسمك مولع يا زين استني هروح اقول لخالك يبجبلك داكتور
نزلت سهر سريعا لأسفل واقتحمت مكتب جسور بقلق
جسور بحدة: انتي اتجيني اياك يا سهر كيف تدخلي مكتبي اكدة
سهر باكية: احب علي يدك يا اخوي، اطلبلي داكتور يجي زين تعبان جوي
جسور بقلق: تعبان، حاضر حاضر
امسك هاتفه ليتصل بالطبيب ولكنه ما كاد يطلب الرقم حتي التمعت في رأسه فكرة فاغلق الهاتف مرة اخري ونظر لاخته.

جسور: لبسي زين هناخده ونروح الوحدة الصحية بيقولوا في داكتورة جديدة شاطرة قوي
هزت سهر رأسها إيجابا وصعدت لاعلي سريعا تبدل ملابس صغيرها
بعد قليل كانوا يستقلون سيارة جسور منطلقين الي الوحدة
في الوحدة كانت جميلة تحاول اقناع احدي السيدات ب
جميلة بتعب: يا افندم قولتها لحضرتك للمرة العاشرة دا محلول معالجة الجفاف، مش بتاع البشرة الجافة والله
السيدة: يعني ما ينفعش احط منه علي وشي
جميلة: والله العظيم ما ينفع.

وبعد طول شرح اقتنعت السيدة اخيرا واخذت العلاج ورحلت
تهاوت جميلة علي كرسيها بتعب: يا نهار أبيض طلع عيني من كشف واحد، شكلي هتعب هنا أوي
دقات ثابتة منتظمة وكأن الفارق بين كل دقة مظبوط بالثانية
جميلة: ادخل
فتح الباب ليطل بقامته المهيبة، سمعت صوت طرقات حذائه المنتظمة علي ارضية الوحدة، ازدرقت ريقها بتوتر وقامت تقف وعلي شفتيها ابتسامة متوترة: ححضرتك دا قسم الاطفال.

رمقها بنظرات خاوية باردة بعثت فيها رجفة صقيع قوية، ثم تحرك خطوتين فقط لتظهر من خلفه تلك السيدة وهي تحمل ذلك الطفل الصغير
دخلت سهر سريعا ووضعت زين علي سرير الكشف
سهر بلهفة: الحقني يا داكتورة
هزت جميلة رأسها إيجابا وشرعت في اداء عملها
جميلة مبتسمة: افتح بؤك يا عسل
امسك جميلة خافض اللسان لتري به لوزيتين زين
جميلة بمرح: امممم، اللوز ملتهبة خالص شكلك شقي وبتاكل شيبسي وايس كريم كتير.

سهر بقلق: حالته ايه يا داكتورة طمنيني
جميلة مبتسمة: ما تقلقيش حضرتك اللوز عنده ملتهبة عشان كدة مسخناه أنا هديله إبرة خافضة للحرارة
حضرت جميلة الحقنة وذهبت ناحية زين
جميلة مبتسمة: يلا يا عسل شمر دراعك
زين بخوف: لع عتجوني
جميلة مبتسمة: لاء خالص خد كلامي ثقة شكة صغننة خالص
زين بخوف: بجد
صدح صوته القوي الذي جعل قلبها يتنفض خوفا
جسور: وبعدهالك يا زين من ميتا والرجالة بتخاف
زين بخوف: حاضر يا خال.

شمر الصغير ذراعه طاعة لكلام خاله ولكنه لم يستطع أن يمنع خوفه الذي تحول لدموع
جميلة مبتسمة: بس يا سيدي خلصنا، امسح دموعك دي بقي
جسور بحدة: واااه وكمان هتعيط
قامت جميلة تنظر له بتحدي: علي فكرة زين طفل من حقه يخاف ومن حقه يعيط
جسور: الرجالة عندينا لا بيبكوا زي الحريم ولا بيتوجعوا
ضيقت جميلة عينيها بغيظ وعلي حين غرة داست بكعب حذائها علي قدمه، فخرجت منه صرخة خفيفة متألمة.

جميلة ساخرة: الرجالة عندكوا ما بيتوجعوش صح
أسودت عينيه بغضب حارق...


look/images/icons/i1.gif رواية جسور و جميلة
  21-12-2021 01:51 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

ضيقت جميلة عينيها بغيظ وعلي حين غرة داست بكعب حذائها على قدمه، فخرجت منه صرخة خفيفة متألمة
جميلة ساخرة: الرجالة عندكوا ما بيتوجعوش صح
أسودت عينيه بغضب حارق، انطلقت شرارت الغضب تلقي بسهامها المرعبة على قلبها
جسور غاضبا: اخرسي لولا انك حرمة كنت عرفت أرد عليكي زين بس مش جسور السيوفي الي يمد يده على حرمه
جميلة غاضبة: ما تحترم نفسك يا استاذ أنت ايه حرمه دي
جاسر غاضبا: اتقي شري يا داكتورة، خافي تسلمي.

جميلة بتحدي: مش جميلة هشام الدميري الي تخاف من واحد زيك
ضرب بعصاه الابنوس الأرض وهدر غاضبا: الزمي حدودك يا داكتوره انتي اهنه في أرض جسور السيوفي واقفة على ملكه
عقدت ذراعيها امام صدرها واردفت بعند: والله المستشفي دي ملك الحكومة
دوي صوت ضحكاته المجلجلة في ارجاء غرفة الكشف: على رأي الأستاذ أحمد السقا إني اهنه الحكومة يا داكتوره، افتكري كلامي كويس جسور السيوفي هو اهنه القانون يا داكتورة.

اقترب منها بخطوات بطيئة يتردد صوت عصاه الابنوس بجانب طرقات حذائه الفاخر الي أن وصل قريب منها فهمس بهسيس مستعر افتكري إسم جسور السيوفي كويس هيعلم معاكي عمرك كله
نظرت له بسخرية تنافي دقات قلبها المرتجفة خوفا: اوعي تكون فاكر أنك هتخوفي بكلامك دا، انسي
جسور بحدة: طالما مش هتمشي على قوانيني اخرجي من ارضي، مالكيش حماية عندي، روحي لعمك وولده يحموكي.

هزت رأسها نفيا وهتفت سريعا: لالالا أنا آسفة، آسفة، بس ارجوك ما تخرجنيش من هنا
نظر لها بدهشة لما كل هذا الخوف الذي تجسد في عينيها ماذا فعل بها عمها وابنه لتخاف منهم كل لهذه الدرجة، لتتعلق بحمايته كالطفلة التائهة
جميلة بخوف عندما طال صمته: حضرتك ساكت ليه
رفع عينيه ينظر الي بريق الخوف الامع في عينيها بنظرات غامضة
جسور بهدوء: هتلزمي حدودك وتمشي بقوانيني.

جميلة بطاعة: حاضر بس مش هسمحلك تهيني ولا تغلط فيا، بابا قالي كله الا كرامتك اوعي حد يهينك ابدا
جسور بإعجاب: اللوا هشام ربي زين، يلا يا سهر
كتبت جميلة للصغير زين بعض الادوية على الروشتة الطبية واعطتها لسهر فحملت الصغير وخرجت من الغرفة، بينما ظل مكانه يطالعها ببرود لدقيقة واحدة مرت عليها كأنها عمر كامل نظراته مخيفة باردة، استدار بهدوء وخرج من الغرفة واغلق باب الغرفة خلفه.

تنهدت جميلة براحة: يا نهار أبيض ايه كينج كونج دا
دق باب حجرتها ودخل الكشف الجديد فعادت تباشر عملها حتي تنسي أو بمعني ادق تتنساي ذلك الرجل المفزع.

في المستشفى
بعد مرور أربعة وعشرون ساعة بدأ يفتح عينيه بصعوبة
رامي بألم: آه، أنا فين
صفاء بلهفة: حمد لله على السلامة يا حبيبي حاسس بايه دلوقتي
رامي بألم: وجع رهيب، هو ايه الي حصل
صفاء بحسرة: الدكاترة اضطروا يشليولك الزايدة لأن السكينة دخلت فيها
رامي غاضبا: قسما بالله لاحبسها كانت عايزة تموتني.

صفاء بضيق: أنت كمان ليك عين تتكلم لولا أنك إبني وقلبي بيتقطع عليك لو حصلك حاجة، أنا كنت سبتك زي ابوك، اكملت برجاء أنت ما عملتلهاش حاجة يا رامي صح
رامي بغل: لاء عملتلها، اغتصبها ايوة اغتصبتها عشان أحرق قلب بابا عليها دايما جميلة هي الهادية الطيبة دايما يقولي ليه ما تبقاش زي جميلة أنت فاشل أنت صايع شوف جميلة اتعلم من أدبها واخلاقها هي متفوقة وأنت ساقط.

صفاء بصدمة: ياااه يا رامي أنت ما كنتش متخيلة أن جواك الغل والكره دا كله
رامي بغل: انتوا السبب ليه بتحبوها أكتر مني، اديني ضيعتلكوا مستقبلها تشوف مين بقي هيرضي بيها
مختار: هتتجوزها ورجلك فوق رقبتك، هتكتب عليها وبعدها بساعة واحدة هطلقها منك انا مستحيل اسيب بنت اخويا تعيش مع حيوان كلب زيك
رامي ساخرا: ات، ايه، اتجوزها دا في المشمش أنا ما اتجوزش واحدة غلطت حتي لو معايا.

مختار غاضبا: يا قذر يا حيوان مش كفاية أنك اغتصبتها هتتجوزها يعني هتتجوزها
رامي ضاحكا بسخرية: مش هيحصل يا والدي العزيز مش هيحصل تعرف أنا عملت فيها كدة ليه عشان أحرق قلبك عليها
مختار بصدمة: أنت أكيد مريض
رامي غاضبا: بسببك من وانا صغير وانت بتقارني بيها جميلة، جميلة، جميلة، ايييييه هو أنا الي ابنك ولا هي، أنا فاشل وصايع وساقط بسببك أنت وست جميلة بس أنا عرفت اخد حقي وانسي إني اتجوزها والا والله هفضحهالك.

رمق مختار ابنه بحسرة وندم ثم تركه وخرج من الغرفة.

نرجع لجميلة كانت قد استنفدت طاقتها بأكملها بعد انتهاء دوام العمل، أوصلتها عطيات للبيت القريب من الوحدة، شكرتها جميلة، دخلت الي منزلها تتطلع إليه.

وجدت غرفة صغيرة للنوم وصالة صغيرة بها طاولة خشبية مستديرة بجانبها كرسيين واريكة صغيرة كالتي تظهر في الأفلام القديمة ومطبخ صغير به بوتجاز بعينين فقط وبعض الأواني الأساسية فقط وحمام صغير، تنهدت بتعب ثم ذهبت بخطي ببطيئة متعبة ناحية تختها الصغير، القت بجسدها على الفراش، تحدق عينيها في سقف الغرفة المتشقق، ترقرقت الدموع في عينيها.

جميلة باكية: عاجبك كده يا سي بابا، شايف جميلة اتبهدلت من بعدك ازاي، هعيش ازاي من غيركوا ازاي بس، دا أنت لما كنت بتخرج كنت بفضل صاحية لحد ما تيجي ما كنتش بعرف أنام غير لما أحس بوجودك معايا في نفس المكان، وانتي يا ماما أنا زعلانة منك أوي مش انتي كنتي بتاخديني في حضنك لحد ما أنام، لما كنت بحلم بكابوس كنتي بتجري عليا تخديني في حضنك وتفضلي تطبطي عليا لحد ما انام، أنا خايفة أوي.

احتضنت تلك الوسادة الصغيرة تخبئ وجهها فيها بخوف
جميلة بخوف: بابا
كانت تشدد على احتضان الوسادة تريد أن تشعر منها ولو ببعض الأمان، وفي النهاية استسلمت للنوم من شدة خوفها وبكائها.

في مكتب جسور كان يقف امام زجاج مكتبه ينظر للحديقة بشرود
عقله مشغول بتلك الفتاة، عنيدة قوية، أم طفلة خائفة تائهة
امسك هاتفه واتصل بهذا الرقم
جسور: أنا عايز اعرف كل حاجة
بعد مدة صمت
جسور: أنا جايلك
اغلق الخط واخذ مفتاح سيارته وانطلق بها الي...

مر أسبوع على بقائها في تلك القرية، أيامها متشابهه بدرجة مللة كئيبة ترهق نفسها نهارا في العمل لعله يسكن ألم قلبها الذبيح
قربت على الانتهاء اخيرا من ذلك اليوم الشاق
جميلة في نفسها: يا رب نخلص بقي أنا جعانة أوي أوي، والاكل الي كان معايا خلص عايزة الحق اشتري اي حاجة أكلها
دق باب مكتبها ودخل مدير الوحدة
جميلة: خير يا افندم.

المدير: جميلة في حادثة حصلت قريب من هنا وهيجيبوا المصابين على هنا ما تشميش قبل ما ينقلوا كل المصابين
جميلة بصدمة: نعم، طب وحضرتك
المدير: أنا مروح طبعا، أنا المدير ولا ناسية
رمقته بغيظ فقابل نظراتها بابتسامة سمجة سخيفة واغلق الباب خلفه
جميلة بتعب: يا رب هي كانت ناقصة
بدأت تتابع مع رجال الاسعاف وصول المصابين وتسرع بتضميد جراحهم هي وطبيب آخر وممرضتين الي أن انتهت عند منتصف الليل.

فخرجت من المستشفى تبحث عن محل مفتوح في تلك الساعة فمعدتها تكاد تصرخ من الجوع.

كان يسير شارد بين الحقول يتذكر حياته السابقة طفلته الصغيرة التي ماتت قبل أن تكمل عامها الأول زوجته التي احبها بصدق تلك القضية اللعينة التي كان يحقق فيها مع اللواء هشام ورامز زوج شقيقته وصديقه المقرب
ليتنهي بهم الأمر بموت رامز وهشام وزجته نهي وابنته الصغيرة جميلة، ويالها من صدفة فتلك المشاكسة العنيدة تحمل نفس اسم ابنته المتوفية.

تناهي الي اذنيه صوت نباح كلاب عالي، رأي على مرمي بصره شخص يركض تجاهه، رد فعل طبيعي وضع يده في جيب جلبابه الداخلي واخرج مسدسه
كاد أن يطلق النار ولكنه توقف عندما اقترب ذلك الشخص من النور، فراها وكأنها خرجت من افكاره لتتجسد امامه كانت تركض وهي تبكي وخلفها نباح الكلاب يزيد.

كانت تسير شاردة تبحث وتبحث تريد أن تسكت ألم جوعها، ولكنها لم تجد اي محل مفتوح ظهر امامها فجاءة من العدم مجموعة من الكلاب، ازدرقت ريقها بخوف رجعت بظهرها للخلف ببطئ فداست قدمها على حجر صغير ودون تردد التقطته وقذفته ناحية الكلاب فاغضبت ذلك الجمع الغفير فبداوا يركضون خلفها وهي تركض وتبكي، الي أن اصدمت بحائط صلب، دون تردد كانت تتمسك به بتلابيب جلبابه تخبئ رأسها فيه
جميلة باكية: كلاب، كلاب، كلاب.

رفع جسور مسدسه واطلق رصاصة في الهواء فهربت الكلاب وصرخت تلك الصغيرة المتعلقة بجلبابه كالعصفور الصغير
جميلة صارخة: عااااا، كلاب وضرب نار يا بابا الحقني
جسور: احم
هزت رأسها نفيا وظلت متعلقة بجلبابه، حمحم مرة أخري علها تفيق
جسور: احم احم
جميلة باكية: ما تسبنيش يا بابا
جسور: جميلة انا مش باباكي
اتسعت عينيها بصدمة عندما سمعت صوته على الرغم أنها سمعته مرة واحدة لكن نبرة صوته القوية لم تستطع نسيانها ابدا.

ابتعدت عنه سريعا تنظر ارضا باحراج
جميلة وهي تمسح دموعها بطرف كمها كالاطفال: أنا آسفة، الكلاب كانت بتجري ورايا كتير، كنت خايفة أوي
جسور بضيق: وانتي بتعملي ايه برة بيتك دلوقتي
جميلة بدهشة: أنت بتتكلم زيي
جسور بحدة: شوف بتقول ايه عاد
جميلة سريعا: لا لالا خليك زي الأول يعني ايه عاد دي
جسور غاضبا: انطقي كنتي بتعملي ايه برة بيتك دلوقتي
جميلة بعند: وأنت مالك هو أنت ولي أمري مش شغلك أعمل الي اعمله.

قبض على رسغ يدها بعنف
جسور غاضبا: قسما بربي يا جميلة لو ما نطقتي لهديكي علقة تكسحك
سحبت يدها بعنف من يده: أنت مالك ما اسمحلش تتكلم معايا بالطريقة دي، ما اسمحلش تمسك ايدي ثم اكملت ساخرة وبعدين مش سيادتك كنت بتقول مش جسور السيوفي اللي يمد يده على حرمه، عشان تعرف انك بتاع كلام وبس
جسور في نفسه: اقتلها واتاويها في الدرة واخلص من طوله لسانها دا احسن حل، استغفر الله العظيم يا رب.

جميلة ساخرة: ما تنطق ولا القطة كلت لسانك
نظر لها ببرود دقيقة واحدة ثم رفع مسدسه ووضع فوهته عند رأسها
جسور: هعد لحد 3 لو ما نطقتيش هقتلك،
انتي هنا في ارض جسور السيوفي تمشي على قوانينه، وأهم قانون هنا أن ما فيش واحدة ست تخرج من بيتها بعد المغرب، واحنا دلوقتي نص الليل كنتي فين وبتعملي ايه
اتسعت عينيها حتي كادت تخرج من مكانها من شدة الفزع
جميلة بذعر: ااااااانننتتت مممججججنون
جسور بهدوء: واحد.

انتظر بعض ثواني وأكمل بنفس الهدوء المميت اتنين، شعرت بان لسانها قد شل حاولت الكلام ولكن دون فائدة
جسور بهدوء: 3 انتي الجانية على نفسك
جميلة بتكرار: كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة
جسور بحدة: بس انتي علقتي وبتعملي ايه في الصحة لحد دلوقتي
جميلة: والله المدير السبب كان في حادثة وما رضيش اخليني اروح عشان المصابين لما يجيوا
جسور بضيق: طب وهو.

جميلة: روح من بدري
جسور بتوعد: ماشي وحياة أمك يا نبيل الكلب لاوريك، عاد ينظر لها بحدة: طب وانتي ايه الي جايبك هنا ما روحتيش ليه مش السكن جنب الصحة
صمتت باحراح وبدأت تفرك يديها بتوتر
جسور غاضبا: ما تنطقي
رفعت عينيها التي امتلأت بالدموع تنظر له بضعف وهمست باحراج: أنا جعانة.

طفلة كلمة تردد صداها داخل كيانه كله التي تقف امامه الآن ليست سوي طفلة صغيرة خائفة جائعة، تخيل جميلة ابنته الصغيرة تقول له تلك الجملة ماذا سيكون رد فعله، لما يشعر ناحية تلك الفتاة باحساس الأبوة الغائب عنه
اعاد مسدسه الي مكانه في جيب جلبابه
جميلة باحراج: أنا بس كنت بدور على محل اشتري منه اي حاجة للصبح
جسور بحنان: ايه رايك تيجي معايا السرايا، أنا عازمك على العشا
جميلة غاضبة: أنت قليل الأدب ومش متربي.

هبط كفه على وجنتها دون سابق إنذار بعد جملتها الحمقاء تلك
وضعت يدها على وجنتها بألم أسرعت تركض من امامه وهي تبكي سمعت صوته القوي يصدح باسمها فاسرعت اكتر حتي تبتعد عنه
تذكرت رامي وكم الصفعات التي هوت على وجنتيها بسببه فبدأت تنتحب ويعلو بكائها الي أن وقفت فجاءة عندما شعرت بقبضة يده تقبض على رسغ يدها
جميلة بصراخ وبكاء: ااابعد عني بقي كل دا عشان قولتلك إن أنا جعانة فكرني رخيصة وعايز تاخدني سرايتك.

جسور غاضبا: اخرسي بقي انتي مجنونة والله أنا غلطان اني قولت اعمل فيكي معروف بس طلعتي متخلفة هنيل بيكي ايه في سرايتي مش جسور السيوفي الي يغضب ربنا ولو كنتي اجمل ست في الدنيا
جميلة باكية: سيب ايدي بقي بتوجعني
ترك رسغ يدها فضمته لجسدها تدلكه برفق
جسور: طب خلاص بطلي عياط، انتي عايزة ايه دلوقتي
جميلة باكية كالاطفال: عايزة بابا
جسور بحزن: الله يرحمه، جميلة انتي مش طفلة والدك مات والي بيموت ما بيرجعش صح.

هزت رأسها إيجابا بحزن فاكمل هو: هتعملي ايه
جميلة: هروح انام
جسور: مش بتقولي جعانة يا جميلة اسمعي الكلام والله سهر وزين والخادمين في السرايا
هزت رأسها نفيا بتصميم فتنهد بتعب: خلاص تعالي نشوف محل مفتوح، امسحي دموعك بقي
مسحت دموعها بطرف كمها وابتسمت ابتسامة صغيرة
جميلة: شكرا
هز رأسه إيجابا، بدآ يسيران بين الحقول
جسور: يا جميلة والله العظيم ما فيش محلات فاتحة في البلد دلوقتي المحلات كلها بتقفل بعد المغرب.

جميلة: هو أنت ازاي بتتكلم زيي
جسور: انتي ليه بتعمملي معايا على إني جاهل، أنا عقيد سابق يا جميلة قضيت معظم حياتي في القاهرة فبعرف اتكلم زيك عادي
هزت رأسها إيجابا ظل يبحثان بعض الوقت دون فائدة
جميلة بتعب: أنا تعبت وما فيش محلات فاتحة، أنا آسفة إني عطلت حضرتك معايا عن إذنك
جسور؛ رايحة فين
جميلة: هروح انام وابقي اجيب أكل الصبح بقي وخلاص
جسور؛ طب تعالي معايا.

وقبل أن تعترض كان قد سحب يدها خلفه واركبها سيارته وركب بجانبها
جميلة غاضبة: ايه الي أنت عملتوا دا، أنت مجنون نزلني
جسور غاضبا: بطلي رط عاد
جميلة غاضبة: أنا مش بط أهو انت الي بط وستين بط كمان
جسور ضاحكا: اسكتي يا جميلة الله يرضي عليكي
جميلة: أنت واخدني فين
نظر لها ببرود ثم شغل سيارته وانطلق بها
جميلة: أنت واخدني فين يا استاذ يا حج
رفع جسور حاجبه بدهشة: حج ليه انتي شيفاني كام سنة
جميلة بتفكير: 45، 50.

جسور بدهشة: كاااااام ليه، شيفاني مركب طقم سنان ولا بمشي بعكاز
اشارت جميلة الي عصاه الابنوس السوداء
جسور: يا هطلة عمدة البلد معاه عصاية زي دي في ايده حتي لو عنده عشرين سنة
جميلة: طب أنا عايزة أروح، أنت واخدني على فين
جسور غامزا بوقاحة: على السرايا.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 8 < 1 2 3 4 5 6 7 8 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
برنامج يساعد المتخصصين في بناء الجسور والمنشآت في وضع التصاميم الدقيقة princess
0 310 princess
جسور والجميلة – قصة المسلسل التركي الذي جمع بين مهند ولميس ART
0 641 ART

الكلمات الدلالية
رواية ، جسور ، جميلة ،












الساعة الآن 04:38 PM