logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 28 من 81 < 1 74 75 76 77 78 79 80 81 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  25-12-2021 04:10 صباحاً   [241]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وتسعة وعشرون

ما بين ضحكات خالد الشامتة ونظرات لينا المتعجبة من قسمات وجه حسام المتنشجة غضبا وحسرة، رفع حسام رأسه لأعلي يصيح مقهورا:
- أنا مبتلي، أنا ايييه، مبتلي، كان يوم ما طلعتوش شمس لما قررت ابقي دكتور نسا
شد على أسنانه يطحنها بعنف يلقي سترة حلته فوق كتفه صعد لأعلي يغمغم بكلمات عديدة مبعثرة تعبر عن غضبه وقهره، في حين نظرت لينا لخالد تسأله عن سبب غضب ذلك الفتي:
- هو ماله حسام متعصب ليه كدة.

ضحك خالد عاليا حتى بانت نواجزه لف ذراعه حول كتفي زوجته يحرك رأسه يتمتم ضاحكا:
- لا يا قلبي ما تاخديش في بالك تعالي مطلع يلا اوضتنا.

حركت رأسها بالإيجاب تحركت بصحبته إلى حيث عرفتهم، بينما في غرفة حسام دخل حسام إلى الغرفة ليجد الغرفة تعم في الظلام وضوء خافت فقط يأتي من شرفة الغرفة الشبه مفتوحة، أضاء إنارة الغرفة لتقع عينيه على عروسه التي تنام باريحيه على التخت بأكمله بفستان زفافها، فقط تخلصت من حجاب رأسها ليسترسل شعرها الأسود المصفف، تنهد يشد على أسنانه غيظا، اقترب من الفراش يبحث عن جزء صغير فارغ يجلس حتى فيه فستانها يحتل ثلثي الفراش، جلس اخيرا في مساحة صغيرة للغاية، مد يده يربت على وجنتها بخفة يحاول إيقاظها:.

- سارة، سارة اصحي يا سارة، اصحي مش عايزة تطمني على ماما طيب، سارة انتي كدة مش نايمة انتي كدة في غيبوبة...
اولته ظهرها تهمهم بصوت ناعس:
- بس بقي يا سارين بطلي رخامة..

أغمض عينيه متحسرا، سارين تظنه سارين شقيقتها، زفر أنفاسه حانقا، حين فتح عينيه من جديد، مسح على شعرها برفق قبل أن يتحرك من مكانه صوب المرحاض بدل حلة عرسه الكارثي ب (بيجامة) زرقاء من القطن، توجه إلى الفراش يزيح القليل قماش الفستان يبحث عن مكان فارغ للنوم، استلقي على ظهره ينظر لسقف الحجرة يتنهد حانقا بين حين وآخر، شعر بها تتقلب في نومها ليصبح وجهها مقابلا له، نام على جانبه الأيمن ينظر لها يبتسم في عشق جارف، مد يده يداعب خصلات شعرها تنهد يهمس لها بعشق:.

- زي القمر، احلي من القمر كمان، ينفع المقلب دا يا سرسورة، بس مش مهم فداكي، أنا اصلا مش مصدق أن أنا وانتي اتجوزنا أخيرا، عديت ال30 وأول مرة أعرف يعني ايه حب لما شوفتك، اه والله أنا كنت فاكر أن قلبي باظ من الركنة، بس طلع شغال..

صمت للحظات ينظر لها يبتسم قبل أن تلمع عينيه بفكرة ماكرة، جذب هاتفه سريعا يبحث بين الأرقام إلى أن وصل لرقم عمه الحبيب، يحاول الإتصال به مرة تليها أخري وأخري وأخري إلى أن اجاب الأخير بصوت ناعس قلق:
- في ايه يا حسام بتتصل دلوقتي ليه، سارة كويسة
ارتسمت ابتسامة واسعة متشفية خبيثة على شفتي حسام قبل أن يردف ساخرا:
- آه يا عمي ما تقلقش أنا بس كنت متصل بيك اقولك حاجة مهمة اووي.

- حاجة ايه يا حسام خير يا ابني قلقتني
غمغم بها عمر بصوت متلهف خائف مذعور، لتشق ابتسامة كبيرة شفتي حسام ضحك يغمغم شامتا:
- أنا حاضن بنتك دلوقتي يا عمي سلام.

قالها وأغلق الخط سريعا قبل أن يلقي عليه عمر وابل من السباب لن ينتهي قريبا، ضحك عاليا متمنينا أن تستيقظ سارة على صوت ضحكاته ولكن دون فائدة كان وكأنه ينفخ في بوق أجوف سارة نائمة كالقتلي جواره، ارتمي بجسده على الفراش مجدد، جذبها بجفة ليضمها لاحضانه وهو نائم يغمغم مذهولا:
- دي مش نايمة دي مقتولة!

على صعيد آخر قريب من غرفته في غرفة أبيه تحديدا تجلس لينا فوق الفراش أمامها شاشة التلفاز تعرض مقطع الفيديو ذاك مرارا وتكرارا تنظر لكل تفصيلة فيه تنهمر دموعها، غص قلبها لحظات حقدا على والدها، لو لم يكن ابعدها منذ البداية لما حدث كل ما حدث، كانت ستتغير حياتها تماما، ولكنه القدر لا يمكن تغييره او الندم عليه الآن، في تلك اللحظات دخل خالد من الغرفة يضحك عاليا ويبدو وكأنه سمع أكثر نكتة مضحكة في العالم وقبل أن تسأله عما يضحك بادر هو يغمغم من بين ضحكاته:.

- حسام المتخلف بيكلم عمر ويقوله أنا حاضن بنتك، عمر بيكلمني وهو على أخري، عيل سافل طالع لأبوه
ضحكت لينا بخفة رفعت يديها تمسح ما سقط من دموعها أمسك خالد جهاز التحكم يغلق شاشة التلفاز، ليتوجه إلى دولاب ملابسه يخرج صندوق كبير توجه يجلس جوارها يربع ساقيه تنهد ينظر لها مبتسما يتمتم:.

- أنا جبتلك كل الهدايا اللي ممكن تبقي كريتيف، مش لاقي حاجة جديدة شوفت عيال السوشيال ميديا بيجبوا صناديق زي دي قولت يمكن يعجبك
خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيها، رفعت يمناها تبسطها على خده زفرت أنفاسها بهدوء ترسم ابتسامة عاشقة على شفتيها لمعت عينيها تتمتم بولة:
- أنت هديتي يا خالد كفاية اللي عملته عشاني النهاردة، بجد مش قادرة اوصفلك فرحتي بالفيديوهات والصور دي عاملة ازاي، ربنا يخليك ليا.

ابتسم كلماتها تعود بهما بالزمن لسنوات وسنوات، عشق بدأ من الصفر ويستمر حتى الممات، قبل باطن كفها الموضوع على وجهه يهمس لها بشغف:
- ويخليكي ليا يا حبيبتي، افتحي يلا هديتك
حركت رأسها بالإيجاب تفتح الصندوق الكبير تغوص بيديها بين الكور الصغيرة الملونة تبحث عن هديتها داخلهم، تخرج هدية تليها أخري
ألوح الشكولاتة السويسرية التي تحب، زجاجات عطر يلتصق على سطح كل زجاجة منهم ورقة صغيرة كتب عليها بيده.

( ما يتحطش برة البيت ) ضحكت تكمل بحثها داخل مثلث برمودا، لتلتقط رفيعة تلك العلب تعرفها علب الحلي، بالتأكيد داخلها قلادة فتحتها لتبصر داخلها ورقة صغيرة مكتوب فيها ( لا أنا علبة فاضية عادي ) ضحكت عاليا تنظر له تهز رأسها من أفعاله الغريبة، أمسكت يدها قلادة من الذهب يتوصها علامة النبض واسمه محفور داخل تلك النبضات يتجانس معاها يلتف حولها ورقة كتب عليها ( ايوة أنا اللي كنت جوا العلبة ).

ابتسمت تدمع عينيها، امسكت القلادة تضعها في علبتها، أخرجت العديد من الهدايا إلى أن شعرت بأنها تمسك شئ ثقيل في نهاية العلبة موضوع جذبته بكلتا يديها لتتوسع عينيها في دهشة حين رأت طبق من الحلوي الشرقية مغلف وضعته على قدميها تفتح خيوطه التي تغلفه لترفع حاجبيها حين رأت قطع الحلوي تتراص جوار بعضها البعض قبل أن تردف بحرق اقترب من اذنها يهمس ضاحكا:
- جبتلك بسبوسة يا احلي بسبوسة...

نظرت له للحظات قبل أن تنفجر في الضحك، قطعت قطعة حلوة صغيرة تضعها في فمه لينفجر هو الآخر في الضحك وعلبة الحلوي تراقبهم مدهوشة لا تعرف على ما يضحكان.

في صعيد آخر في أحدي الفنادق الفاخرة صاحبة النجوم الكثيرة في غرفة العروسين تتمايل لينا بين أحضان زيدان على أنغام الموسيقي الهادئة، ترمي نفسها بين ذراعيه تحاول طرد ذكريات الماضي التي هاجمتها فجاءة بعيدا، بعيدا للغاية، لن يحدث شيئا آخر، انتهي الشر، انتهي وللابد، اجفلت على صوت زيدان يسألها قلقا:
- مالك يا لوليا من ساعة ما كنا في الفرح وأنا حاسس أنك خايفة او قلقانة، في حد زعلك طيب...

حركت رأسها بالنفي دون أن ترفع رأسها عن صدرها ظل صامتا ينتظر منها إجابة، ليسمع تنهيدة قلقة متوترة خائفة للغاية خرجت من قلبها قبل شفتيها، شدت على عناقه تهمس بصوت خفيض مختنق:.

- افتكرت يا زيدان، واضح أن عمري ما هنسي أبدا، وأنت واقف قدامي ورافض أن ماكس يقرب مني، بتقوله أن أنا مراتك وحبيبتك وروحك مش هتسمح لحد ابدا يقرب مني، مر قدامي سنين عمري اللي عيشتها في كره وخوف منك بسببه، كان المفروض اكرهه واخاف منه هو، لعب بيا عيشني في ذعر من الناس كلها، قلبي بيتكوي لما بفتكر السجن الازاز اللي عيشت فيه سنين عمري بسببه...

توقف زيدان ليبعدها عنه قليلا فقط قليلا بسط يده أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه يري دموعها المراقة بلا توقف، مسح دموعها يبتسم ابتسامة قاتمة سوداء غمزها بطرف عينيه يغمغم في وعيد قاسي:
- تيجي نعمل حاجة مختلفة ليلة فرحنا غيري هدومك، وتعالي معايا.

حين نظرت لعينيه فهمت ما يفكر فيه لم تكن لتفرض وقلبها يصرخ يكوي بنيران قهر لم تنطفئ ابدا، تحركت سريعا تبدل ثيابها، في حين نزع هو سترة حلته ورابطة عنقه التقط مفاتيح سيارته، أمسك بيدها ما أن انتهت ليجذبها معه إلى خارج الفندق، تحت نظرات الدهشة الموصبة ناحيتهم من قبل موظفين الاستقبال لماذا قد تخرج عروس بصحبة زوجها راكضة في ذلك الوقت، استقلت لينا السيارة جوار زيدان يشق طريق الليل إلى مخزن الصحراء، دقات قلبها تتصارع كلما اقتربوا أكثر وأكثر في جوف الليل وقفت سيارة زيدان امام المخزن الكبير، نزل أولا يفتح لها باب السيارة، امسك بكف يدها المرتعش يشد عليه برفق يصطحبها إلى الداخل أضاء الأنوار المغلقة لتقع عينيها على ذلك الشيطان الجالس فوق فراش قديم مهترئ ابتسامته الخبيثة التي احتلت ثغره ما أن رآها ارجفت قلبها عادت بعدها لذكريات قديمة وقف نائل بالكاد يخطو على قدميه فتح ذراعيه ضحك يغمغم ساخرا:.

- ايه دا لوليا حبيبة القلب هنا وحشتيني لا حقيقي وحشتيني
تسارعت أنفاسها تلك المرة غضبا، تشعر بالنيران تحرق خلاياها أجمع، يقف هنا على بعد خطوات منها يفصلهم باب من الحديد مد زيدان لها مفتاح الباب لتلتقطه منه فتحت القفل جذبت المزلاج الكبير وزيدان جواره يلصقها به خوفا عليها، ما إن دخلت إلى الغرفة تحرك نائل ناحيتهم يفتح ذراعيه على اتساعهما يغمغم ساخرا:
- حبيبة قلبي تعالي في حضن جوزك حبيبك.

كاد زيدان أن يهشم عظام وجهه حين أمسكت لينا بذراعه تنظر له تتوسله الا يفعل، هي من ستفعل، ضحك نائل عاليا حين امسكت لينا بذراع زيدان ليغمغم متشفيا:
- شوفت، شوفت لسه بتحبني أنا...

ارتسمت ابتسامة سوداء مخيفة على شفتي لينا تحرك رأسها بالإيجاب تقدمت ناحية نائل إلى أن صارت بالقرب منه تنظر له كارهه وكأنها تري شيطان من الجحيم في حين أنه كان يبتسم ذلك الفتي مختل مريض نفسي، رفعت يدها لتنزل على وجهه بعنف صفعة قوية تلتها اخري واخري واخري تصرخ فيه بشراسة:
- أنا هموتك، هقتلك، هاخد حقي منك...

لم يستطع نائل المقاومة خاصة وأن جسده بالكاد يحمله سقط أرضا تخرج الدماء من فمه وأنفه، يسعل الدماء بعنف، داست لينا بكعب حذائها على اصابع يسراه ليصرخ من الألم، بدأت تركله بقدميها تصرخ بحرقة:
- حس بكل لحظة عذاب أنا عيشتها بسببك، موت أنت شيطان، شيطان لازم يموت
بعنف تركله في بطنه صدره رقبته وجهه بحذائها الضخم اختارته خصيصا والأخير يصيح من الألم، سالت دمائه بعنف من وجهه زاغت عينيه يهمس لها بصوت ضعيف:.

- ارحميني
هنا تأجتت نيرانها المشتعلة احمرت عينيها نفرت عروقها تصرخ فيه بقهر:
- وأنت ما رحمتنيش لييه وأنت عيشتني عمري كله في عذاب وأنت بتقتل ابني وأنا بتدمر حياتي...
وضعت حذائها فوق صدره تضغط عليه بعنف ابتسمت تغمغم في قوة:
- أنا مش هقتلك الموت رحمة ليك، صدقني هتشوف عذاب سنين عمري اللي عذبتهالي.

ركلته للمرة الأخيرة ليصيح من الألم يغمض عينيه فاقدا للوعي، وقفت هي تلهث بعنف تتنفس بصعوبة دقاتها تتصارع تشعر وكأنها كانت تحترق جوار النار وسقطت في نهر بارد نيران غضبها هدأت انطفأت مؤقتا، نظرت له باشمئزاز قبل أن تبصق عليه، التفتت ناحية زيدان تبتسم في ارتياح، ليبتسم هو مد يده لها لتقترب منه سريعا تضع رأسها على صدره لف ذراعيه حولها يسألها:
- أحسن؟

حركت رأسها بالإيجاب سريعا تتنهد بارتياح ليبعدها عنه قبل جبينها ابتسم يهمس جوار اذنها:
- طب يلا نرجع الفندق، ما كملناش رقصتنا
ابتسمت بخفة تحرك رأسها بالإيجاب تتحرك بصحبته إلى الخارج دون أن تلقي نظرة واحدة على ذلك الملقي أرضا، فلا أحد ينظر للقمامة بعد أن يُلقيها.

كان يجلس على ضفاف النيل، باتت تلك عادته منذ أشهر ما أن ينهي عمله، يذهب للنيل يجلس هناك ينظر لسطحه يتنهد بين حين وآخر يتذكر ماضيه بالكامل منذ أن كان طفلا لم يعرف معني الحنان إلى أن بات رجل لا يملك لا قلب لا ضمير لا شئ فقط حقد وكره على الجميع المجتمع الناس حتى الاصدقاء، او بمعني ادق الصديق لم يكن له يوما سوي صديق واحد تآمر بشتي الطرق ليدمره وهو لم يلاقي منه شرا أبدا، كلما تذكر ما فعله به، وكاد يفعله بشقيقته يشعر بنيران بشعة تحرق صدره في تلك الليلة تحديدا اطال الجلوس مر الوقت دون أن يشعر لم تكن من عادته أن يتأخر ولا يعلم لما تأخر لذلك الحد، مرت صورة جاسر أمام عينيه لتدمع مقلتيه رفع وجهه ينظر للسماء يتنهد بحرقة يهمس راجيا:.

- يااارب.

رفع يديه يمسح دموعه قام من مكانه، يتحرك يود المغادرة حين رأي ضوء سيارة تقف بعيدا، نزل منها جاسر!، توسعت عينيه في دهشة ماذا يفعل جاسر هنا ولما يبدو مريضا يترنح في مشيته وقف يراقب صديق العمر لم يشعر بدموعه التي أغرقت خديه ينظر له بحسرة، في تلك اللحظة رأي رجلين من ملامحهم علم أنهم سكاري، كان عليه أن يتدخل الحمقي هربوا كالكلاب الضالة اقترب جاسر منه يريد شكره رآه كيف ترنح كان على وشك أن يسقط، في حين اندفع مراد يسنده سريعا، شد جسده يعيده إلى سيارته بجلسه على المقعد المجاور للسائق، جلس جواره ادار المفتاح الذي تركه جاسر عالقا في السيارة، يبحث عن أقرب مستشفي إلى أن أن وصل إلى إحداها، نزل سريعا يصيح في الممرضين خائفا:.

- بسرعة بالله عليكوا اغمي عليه فجاءة
تحرك الممرضين ومعهم مراد يضعون جاسر على سرير متنقل إلى أحدي غرف الطوارئ، وقف مراد خارجا قلبه يتفتت من الخوف كان أحمق غبي حاقد أعماه حقده وطعن صديقه، عض أنامله ندما مر الوقت بطيئا مخيفا إلى أن خرج طبيب شاب من الغرفة هرع مراد إليه يسأله مذعورا:
- طمني يا دكتور جاسر ماله
ابتسم الطبيب في هدوء يردف:
- ما تقلقش دا هبوط مش أكتر، أنا علقتله محلول شوية وهيفوق.

شكر الطبيب مرارا وتكرارا قبل أو يتوجه إلى غرفة جاسر رآه وهو مسطح على الفراش ملامح وجهه مجهدة يغمض عينيه نائما، محلول موصل بعرق يده، جذب مقعد يجلس جواره امسك بكف يده ينظر له للحظات قبل أن ينفجر باكيا يتمتم بحرقة نادما:.

- سامحني يا جاسر سامحني يا صاحبي، أنا آسف، كنت شيطان اذيتك كتير اووي وحاولت ااذي اختك الصغيرة وهي مالهاش ذنب، ما كانش في قلبي غير الحقد والكره والطمع، بس والله أنا اتغيرت عارف اتغيرت ازاي كنت في الحبس مرمي، بخطط ازاي لما اخرج انتقم منك، على اللي عملته، كان مكاني جنب الباب بتاع الحجز كنت ساند على رأسي بحاول أنام سمعت صوت عسكري من برة عمال يقول طول ما هو واقف او قاعد أنا مش عارف ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) وكان عمال يكررها كتير لدرجة اني بدأت اكررها وراه من غير ما احس، لساني بيقولها وأنا مش دريان، لحد ما بدأت أحس بيها، ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ايوة أنا فعلا ظالم حاقد مؤذي، اذيت ناس كتير واتجبرت على ناس أكتر، عارف لما تحس أنها رسالة بفرصة تانية، لسان فضل يقولها لوحده ومن غير أحس دموعي بدأت تنزل، بيمر قدام عينيا كل اللي عملته في حياتي، كنت واثق أن واحد زيي مالوش توبة، رغم كدة فضلت ارددها كتير، لحد ما سمعت آذان الفجر كانت أول مرة في حياتي ادعي يا جاسر، أول مرة ادعي، بعدها بكام يوم جيت إنت وادهم وخرجتوني، نن بعدها توبت والله العظيم توبت وبدعي ربنا ليل مع نهار يقبل توبتي، ونفسي تسامحني يا صاحبي.

رفع مراد وجهه ينظر لجاسر النائم ما أن انهي حديثه دموعه النادمة تغرق وجهه توسعت حدقتيه حين رأي جاسر ينظر له، نظرات فارغة لا حياة فيها، نظرات صماء، نزع جاسر يده من يد مراد بوهن شديد، اشاح بوجهه في الإتجاه الآخر يحادثه بصوت خفيض متعب:.

- امشي اطلع برة، أنا حذرتك لو شوفتك تاني هموتك، امشي من هنا، ما تطلبش حاجة مستحيل هتاخدها، أنا عمري ما هسامحك، لما يتغدر بك من حد بيكرهه، بتبقي متوقع دا، إنما لما يبقي صاحب عمرك هو اللي يطعن بتموت ألف مرة من الوجع والقهر، امشي يا مراد، امشي من هنا، أنا اللي آسف بس مش هقدر اسامح ولا انسي.

اخفض مراد رأسه أرضا تنهمر دموعه بعنف، ماذا كان يتوقع أن يأخذه جاسر بين أحضانه يخبره بأنه سامحه بعد أخطائه البشعة، تنهد بحرقة يحرك رأسه بالإيجاب رفع رأسه للمرة الأخيرة يهمس بصوت مختنق من البكاء:
- ممكن اسألك سؤال، هو ممكن يجي يوم وتسامحني
أدمعت عيني جاسر لا يعرف حتى لما وشعر حقا بالغضب من نفسه حين شعر بالدموع تتجمع في مقلتيه مشفقا على حال ذلك الذي كان يوما صديقه، حبس أنفاسه يتمتم بصوت جاف بارد:.

- يمكن مين عارف
ارتسمت ابتسامة أمل كبيرة على شفتي مراد يحرك رأسه بالإيجاب رفع يديه يمسح دموعه بعنف يهمس ممتنا:
- شكرا يا جاسر، أنا هستني اليوم دا حتى لو كان آخر يوم في عمري عن إذنك، خلي بالك من نفسك.

قام من مكانه يتحرك لخارج الغرفة التفت برأسه ينظر ناحية جاسر الذي يشيح بوجهه ينفر من رؤيته، أغمض عينيه ندما كم يتمني ان يذهب إليه يعانقه يطلب منه السماح ولكنه سينتظر فبعض الأخطاء لا تغتفر بسهولة ابدا، حرك المقبض ليخرج من الغرفة يأخذ طريقه مشيا عائدا لبيته، مرت عدة دقائق على جاسر قبل أن يشعر بأنه أفضل حالا، انتصف جالسا يضغط على الزر المجاور له يستدعي الممرضة، التي جاءت سريعا سألها عما حدث لتخبره بالتفاصيل كاملة مدي خوف وهلع صديقه عليه حين جلبه، حتى أنه دفع حساب المشفي قبل ان يرحل، تركته وخرجت ليبقي جاسر ينظر للمقعد الفارغ الذي كان يجلس مراد على سطحه تنهد بحرقة يتمتم مع نفسه:.

- ما كنتش بس صاحبي يا مراد، كنت اخويا ودراعي اليمين وعكازي، مش سهل انسي اللي عملته يا صاحب عمري...

في صباح اليون التالي يوم الجمعة يوم العطلة، في غرفة حسام حيث ينام العروسين في هدوء، انزعجت سارة من أشعة الشمس التي صدمت وجهها فجاءة لتفتح لتعقد جبينها فتحت مقلتيها بقدر بسيط سرعان ما توسعت عينيها فزعا حين رأت حسام أمامها مباشرة صرخت مذعورة لينتفض الأخير من مكانه يصيح مفزوعا هو الآخر:
- ايه في ايه مين مات، مين اتقتل، حصل ايه
لم يكد يعي صدمته الأولي وجدها تصرخ فيه مذعورة تدفعه بعيدا عنها:.

- أنت قليل الأدب ومش متربي، بابا هيقتلك، أنت ازاااي نايم جنبي، ياباااابااا، الحقووووني
امسك ذراعيها التي لا تتوقف عن ضربه يصيح فيها محتدا:
- بسسس ايه سارينة وفتحت، يخربيت الجواز على اللي عايز يتجوز، أنتي مجنونة يا سارة، احنا اتنيلنا اتجوزنا امبارح، بصي على الفستان اللي انتي لابساه كدة.

اخفضت رأسها سريعا تنظر لفستان زفافها الأبيض لتتوسع عينيها في دهشة، صحيح كيف نسيت أنهما قد تزوجا بالأمس، اخفضت رأسها في حرج احمرت وجنتيها خجلا، ليصدح في تلك اللحظات صوت دقات عالية على باب غرفتهم وصوت خالد يحادث حسام محتدا:
- حسام، أنت يا حيوان اوعي تكون بتضربها...

ترك ذراعيها ينظر لها حانقا، جذبت بصوتها الرنان والده وطبعا ظن أن ولده الاحمق يضرب عروسه، تنهد يزفر أنفاسه تحرك يفتح الباب ليبصر والده بصحبة زوجته التي بادرت تصيح فيه محتدة:
- في اي يا حسام إنت بتضربها عشان نامت امبارح لا أنت مش طبيعي
توسعت عيني في دهشة انظروا من بات الوغد الدنئ الآن اشار لنفسه مذهولا يحرك رأسه نفيا بعنف ليصيح فيهم محتدا:.

- ايييه في ايييه حد قالكوا اننا دراكولا، سارة هانم نسيت اننا متجوزين أول ما شافتني نايم جنبها رقعت بالصوت، ولا كأنها شافت حرامي جاي يسرق أعضائها
أصفر وجه لينا حرجا من ظنها السئ بالفتي ولكنها فقط ارتعبت من صرخات سارة، تقدمت سارة من الباب تمسك طيات فستان زفافها بين يديها وقفت خلف حسام ابتسمت متوترة تتمتم في حرج:
- أنا آسفة أنا اللي عملت المشكلة دي، بس الوضع جديد عليا وكنت صاحية مش مركزة.

ابتسمت لينا في اتساع ما أن رأتها لتقترب منها تعانقها بقوة تغمغم في حبور:
- صباح الفل يا عروسة، ولا يهمك يا حبيبتي، يلا اجهزوا انتوا وحسام، عشان ساعة وهنسافر زيدان ولينا جايين في السكة
نظر حسام بطرف عينيه إلى خالد رأي ابتسامة الأخيرة المتشفية، اقترب خالد من حسام وقف جواره مباشرة يهمس له بصوت خفيض ساخر متشفي:
- دا أنا همسكها عليك زلة العمر كله، عارف هخليك تعملي عجين الفلاحة.

نظر حسام لسارة حاقدا الحمقاء والده سيجعله عبدا بلا أجر بسببها، انسحبت لينا تجذب خالد من الغرفة نظر الأخير لحسام يبتسم له متشفيا، ليصيح الأخير متحسرا:
- أنا مبتلي ومني لله عشان بقيت دكتور نسا، ياريتني كنت دخلت صنايع.

مرت ساعة نصف تقريبا قبل أن تتحرك الثلاث سيارات في طريقهم للقرية السياحية الشهيرة، مرت بضع ساعات إلى أن وصلت السيارات، استقبلهم صديق خالد يعطي لكل واحد منهم مفتاح غرفته تحرك الشابين أمامه قبل أن يتوجه كل منهما لجناحه سمعوا صوت خالد يردف:
- أنت رايح فين يا باشا منك ليه، هنروح نتغدي الأول أنا حاجز ترابيزة في مطعم هايل
حرك زيدان رأسه بالنفي تثأب يتمتم ناعسا:
- لا يا خالي خليها بعدين أنا تعبان وعايز أنام.

فعل حسام المثل تماما يغمغم سريعا:
- ايوة أنا كمان عايز أنام
نظر خالد لحسام يرفع حاجبه الأيسر ابتسم يغمغم متوعدا:
- بتقول حاجة يا حسام
شد حسام على اسنانه كور قبضته يطحنها تنهد يتمتم بحسرة:
- جعان، أنا جعان، يلا نروح نتغدي وحسبي الله ونعم الوكيل.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  25-12-2021 04:10 صباحاً   [242]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وثلاثون

توجهوا جميعا إلى ذلك المطعم الذي اختاره خالد وأجبرهم للذهاب إليه، جلس حسام حانقا يتململ في جلسته بين حين وآخر يزفر أنفاسه حانقا، يختلس النظرات لزوجته الحبيبة بين حين وآخر ليراها منشغلة للغاية في الحديث مع شقيقته وزوجة أبيه، في حين زيدان يناقش مع والده عدة أمور خاصة بالعمل، لم يعد يحتمل الوضع أكثر تأفف بقوة يهتف حانقا:
- هو أنا عاطف قاعد معاكوا ولا ايه، أنا حاسس اني شفاف في القعدة.

توجهت أنظار الجميع إليه الموقف لم يكن مضحك شعر خالد من نظرات حسام أنه حقا غاضب، قام من مكانه يتحرك للخارج أشار له بعينيه أن يتبعه، زفر حسام أنفاسه مختنقا يوجه نظرة خاطفة ناحية سارة قبل أن يتحرك يلحق بأبيه، نظر الجميع إليه مدهوشا منذ متي وحسام الفتي الغاضب، نظرت لينا لزيدان تسأله متعجبة:
- ماله حسام شكله متضايق.

رفع زيدان كتفيه لأعلي كأنها يخبرها أنه حقا لا يعلم بينما توسعت ابتسامته الداخلية حسام يسير وفق الخطة كما رسمها تماما، لف ذراعه حول كتفي لينا يحادثها مبتسما:
- هتلاقي في حاجة مضيقاه دلوقتي نعرف
في حين توجهت أنظار سارة ناحية باب المطعم الذي خرج منه حسام توا، اضطربت حدقتيها قلقا هل تري هو غاضب منها، تنهدت بارتباك هي حقا لا تعلم...

في الخارج جلس خالد على طاولة صغيرة أمام المطعم ملحقة به ليجلس حسام أمامه يتحاشي النظر لوالده بأي شكل كان، يحرك ساقه اليسري بعنف يبدو متوترا قلقا غاضبا من شئ ما، حمحم خالد يجذب انتباهه يحادثه مترفقا:
- مالك يا حسام شكلك متضايق، لو الكلام اللي أنا قولته الصبح مضايقك فأنت اكيد عارف إن أنا بهزر.

حرك حسام رأسه بالإيجاب زفر بقوة يحاول أن يقول شيئا يجد عذرا ولكن لا شئ حين يآس عاد يزفر من جديد يتمتم باختناق:
- مش عارف يا بابا حاسس أن أنا مخنوق متضايق، وفرحان مش عارف حاسس أن أنا متلغبط
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي خالد ليمد يده يربت على كتف حسام برفق يحادثه مبتسما:.

- أنا مش هقولك ليه يا ابني وايه االي حصل وكل الهري، ساعات بتحس أنك مخنوق وأنت حتى مش عارف ليه، بس أنت لسه عريس يمكن الضغط الفترة اللي فاتت، أنا بس مش عايزك تشيل هم وأعرف أن أنا دايما معاك وفي ضهرك
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي حسام يحرك رأسه بالإيجاب، ليمد خالد يده يربت على رقبته بعنف أبوي يحادثه ساخرا:.

- ما تفك بقي ياض، دا أنت يكفيك فخرا أنك إبن خالد السويسي، دا أنت المفروض تمشي فرحان طول عمرك عشان أنا أبوك.

تعالت ضحكات حسام يحرك رأسه بالإيجاب يصدق على كلمات والده، عادا معا المطعم ليعاود كل منهما الجلوس إلى مقعده، نظر الجميع في دهشة إلى حسام التي تغزو ابتسامة واسعة شفتيه، غمز زيدان لحسام خفية كأنه يخبره أن كل شئ يسير حسب الخطة المتفق عليها، لتتوسع ابتسامة حسام لف ذراعه حول كتفي سارة يقربها منه يهمس لها بصوت خفيض عابث:
- اخيرا هنطلع شهر العسل، يا سعدية يا سوسو.

قطبت سارة ما بين حاجبيها تنظر لحسام مدهوشة هم أساسا في شهر العسل ماذا يقصد حسام بكلامه، في ذلك الغداء اللطيف تصرف الجميع بتلقائية، حتى لا يشك أي منهم في الآخر، اكثر مشهد عبثي حدث حين ازاح خالد أكمام قميصه للخلف بشكل عشوائي، يخلي الأسماك عن اشواكها، يضعها في طبق لينا التي تنظر له محرجة مما يفعل، لم تعد تلك الطفلة ابتسامة ابنتها الخبيثة التي توجهها إليها تجعلها تود أن تنشق الأرض وتبتلعها، خالد منشغل في حديثه مع زيدان وحسام ويديه تعمل بسلاسة على اخلاء الأسماك من الشوك ووضع الكثير منها في طبقها والبعض الآخر في فمها، أمام الجميع دون أن يهتم! ومنذ متي وهو يهتم، خالد هو خالد لن يتغير ابدااا، انتهي الغداء الكارثي اخيرا، توجهت لينا إلى سيارة خالد ستحبس نفسها في غرفتها إلى أن ينتهي شهر العسل، نظر حسام لزيدان كل منهما للآخر ليحرك كل منهم رأسه بالإيجاب وكأنه فهم على الآخر، توجه الجميع إلى سيارتهم، قبل أن يدير خالد محرك السيارة شقت سيارتي حسام وزيدان الطريق في الإتجاه المعاكس لاتجاههم، قطبت لينا ما بين حاجبيها تنظر لما يحدث مدهوشة نظرت لخالد تتمتم في ذهول:.

- هو في ايه؟!
في حين ابتسم خالد في خبث يحرك رأسه متستمعا الحمقي سيتمتع كثيرا بما سيفعله بهم
على الطريق تشق سيارات الشباب الغبار بسرعة البرق، نظرت لينا ناحية زيدان سريعا تسأله مدهوشة:
- زيدان في اي إنت بتجري كدة ليه وبعدين احنا مش هنرجع القرية
حرك رأسه بالنفي بعنف يبتسم باستمتاع حقيقي انتفخ صدره يعتد بانتصاره يتمتم بزهو:
- قرية مين لا طبعا، دا أنا والواد حسام اتشقلبنا لحد ما عرفنا نخلع من ابوكي...

سألته بعينيها قبل أن تفعل بشفتيها ليجيب هو سؤالها قبل أن تقوله:
- فاكرة في المطعم لما حسام كان شكله متضايق
حركت رأسها بالإيجاب لتتسع ابتسامته يكمل:
- أنت عارفة ابوكي ما حدش يقدر يقوله لاء، اتفقنا أنا وحسام أنه يعمل متضايق لما يروح المطعم عشان اخرج ابوكي منه، فاكرة لما قومت اعمل تليفون كنت بأكد الحجز، لما ادينا الشنط لعمال الفندق عشان يحطوها في الأوض اديناهم شنط فاضية...

توسعت عيني لينا في دهشة لم تستطع أن تخفي تلك الابتسامة الواسعة من ثغرها مساكين حقا والدها سيطحن عظام الجميع!
في سيارة حسام رفع كفيه لأعلي يتنهد بارتياح يغمغم بتلهف:
- الحمد لله يارب الحرية أخيرا، دا كان هيبقي شهر عسل أسود
نظر بجانب عينيه ليجد سارة تنظر له مدهوشة لا تفهم ما يحدث، ليضحك بخفة سيخبرها كل شئ حين يصلوا أن وصلوا؟!

في اللحظة التالية رن هاتف حسام برقم والده حمحم يفتح الخط بعد لحظات ليجد أن المكالمة ثلاثية بينه وبين والده وزيدان، صمت قصير للغاية قطعه ضحكات خالد الساخرة وهو يتشدق مستمعا:.

- مبروم على مبروم ما يرولش يا بهوات، انتوا فاكرني صدقت الفيلم الهابط اللي عمله حسام باشا، ابقي خلي بالك بعد كدة يا زيدان عشان انعاكاسك وأنت بتغمز لحسام كان ظاهرلي في الشباك، آه نسيت اقولكوا يا حبايب، الشنط اللي معاكوا هي اللي فاضية، في كمين عند الكيلو 200 أنا اللي مبلغ عنكوا، انكوا معاكوا مخدرات، لاء ومش كدة وبس خالد السويسي بيضحي أنا حاططلكوا كيسين دقيق في العربيات على ما بيثبتوا بقي أنه دقيق تكونوا بيتوا ليلتين تلاتة على البرش، سلام يا حبايب بابا هبقي اجي القسم أخد لينا وسارة.

وأغلق الخط ليخرج من المكالمة في حين شحب وجه حسام فرت الحياة منه رفع وجه للسماء يغمغم بحرقة:
- أنا مبتلي، لف يا باشا وأرجع، واستحمل بقي اللي هيجرلنا!

إنه الجمعة صحيح يوم عطلته أخيرا له كامل الحق في أن يأخذ قسط راحة طوويل ولكنها حقا قلقة عليه، في الليلة الماضية عاد قرب الفجر ملامحه حزينة مجهدة تعبة، حين حاولت الاطمئنان عليه أخبرها أنه فقط مجهد من العمل، باتت تعرفه حين يكذب وهو كان يكذب، توجه إلى غرفة النوم ومن وقتها وهو نائم وكأنه يهرب في النوم من شئ ما، حتى صلاة الجمعة حاولت إيقاظه ولكنه لم يستجب سوي بهمهات متعبة لم يفتح مقلتيه حتى، نظرت لساعة الحائط الصغيرة اقتربت صلاة العصر وهو إلى الآن لم يستيقظ، نظرت لملك الصغيرة التي تؤرجحها على ساقيها برفق ابتسمت لها، حين تراها تشعر بقلبها يدق بعنف تلك الفتاة ابنتها تشعر بها في كل جزء من روحها، حملتها برفق بين ذراعيها تحادثها مبتسمة:.

- تعالي نروح نصحي بابا عشان يلحق يصلي الضهر قبل ما العصر يأذن
تحركت بصحبة الصغيرة، دخلت إلى غرفة نومهم لتري مراد نائما على ظهره ملامح وجهه منقبضة وكأنه يصارع كابوس بشع جبينه يغرق في العرق، اقتربت منه قلقة لتراه يحرك رأسه بالنفي بعنف يتمتم بهذيان:
- سامحني يا جاسر، سامحني يا صاحبي، لاء ما تمشيش، جاسر سامحني يا جاسر.

حركت روحية برفق تمسح على شعر مراد وهو نائم ليتوقف عن هذيانه وضعت الصغيرة جالسة فوق صدره تمسك بها برفق حتى لا تقع تعالت زقزقات الصغيرة حين رأت والدها، لتندفع بجسدها الصغير إليه سقطت نائمة على صدره يسيل اللعاب من فمها يغرق وجهه، لتضحك روحية عليهم بخفة، مدت ملك يدها تجذب شعر ذقن والدها تحاول خلعه تقريبا، لم تجد منه استجابة ايضا لتصيح عالي لم يفهم منه حرف واحد ولكنها تبدو غاضبة من تجاهل والدها، فتحت مراد مقلتيه في تلك اللحظات ينظر لصغيرته التي ابتسمت ما أن أستيقظ تحاول أن تضع أصابعها في عينه ليهب جالسا يحملها بين ذراعيه كشر قسمات وجهه يحادثها حانقا:.

- ريالة وهريتي وشي وعمالة تشدي في دقني وتزعقي فيا، ودلوقتي عايزة تدخلي صوابعك في عيني
بدأت الصغيرة تصيح بلغة غريبة مضحكة لتتعالي ضحكات مراد حملها بين كفيه يقذفها لأعلي قليلا لتتعالي ضحكات الصغيرة ايضا في حين شهقت روحية مذعورة اندفعت ناحيتهم تأخذ الصغيرة منه تتمتم مذعورة:
- لا يا مراد ما تعملش كدة أنا شوفت دكتور في التليفزيون بيقول أن الحركة دي خطر جداا على الأطفال...

ابتسم ارتسمت ابتسامة كبيرة واسعة على شفتيه، لم يكن يظن أبدا في أسعد أحلامه أن يحظي بزوجة وطفلة ومنزل سعيد دافئ جميل، أحلامه أجمع كانت تتمحور حوله هو فقط الآن فقط عرف سعادة الحلم وسط الأسرة، أحلامه الآن تختلف تماما عن سابقها، يحلم كيف يجعل الجميع سعداء كيف يرتقي في عمله، يجمع النقود لشراء منزل أوسع في منطقة أخرى غير هذه يحلم بالكثير ويعزم على تحقيق أحلامه أجمع، هو يثق أن المولي عز وجل سيساعده، فأحلامه الآن نبيلة شريفة سيسعي إليها بكل السبل الحلال الممكنة، توجهت عينيه ينظر لروحية وهي تبدل الحفاض الخاص بالصغيرة، تضعها على الفراش، رفعت عينيها تنظر له لتري عينيه اللامعة، نظراته الهادئة رغم ذلك رأت غيوم الحزن تختبئ خلف مقلتيه، أرادت حقا أن تسأله ما به الا أنها تراجعت تحادثه سريعا:.

- مراد العصر قرب يأذن وأنت لسه ما صلتش الضهر
توسعت حدقتيه ليقفز من مكانه يهرول ناحية المرحاض، توضأ يفترش سجادة الصلاة أدي صلاة الضهر، حين انتهي اغتسل يبدل ثيابه وقفت خلفه وهو يمشط خصلات شعره يرش بعض من عطره، رفعت يدها تضعها على كتفه لتتحرك مقلتيه ينظر لها من خلال سطخ المراءة ابتسم لها لتتنهد تهمس قلقة:
- مالك يا مراد من ساعة ما جيت امبارح وأنت شكلك متضايق، زعلان، حصل حاجة.

أغمض عينيه يحرك رأسه بالنفي وضع الفرشاة من يده التفت لها يرسم ابتسامة على ثغره يردف بمرح باهت:
- ابدا منفوخ في الشغل بس، أنا هلحق العصر في الجامع وهروح المحل شوية، عايزة حاجة اجبهالك وأنا جاي
لم تقتنع بإجابته ولكنها ابتسمت تحرك رأسها بالنفي تنهدت تهمس له بخفوت:
- عايزة سلامتك
ابتسم يتحرك للخارج وقف عند باب الغرفة التفت لها ينادي باسمها التفتت له لتتوسع ابتسامته يردف:.

- عايز صينية بطاطس بالفراخ من ايديكي الحلوين دول بتعمليها قمر زيك.

أخجلها أحمرت وجنتيها تحرك رأسها بالإيجاب ليلوح لها وداعا، أخذ طريقه لأسفل، في حين جلست هي على حافة الفراش تفكر في حاله منذ أن قابلته اول مرة في المخبز وتشاجرا إلى أن انتهي بهما الأمر في منزل واحد، لن تنكر مراد مساوئه كثيرة معها ولكنها حقا يحاول بجد أن يعوضها عن كل ما فات، مدت يدها تداعب خاتم زوجها من الذهب الأصلي صدق مراد حين توفرت معه النقود أخذها إلى اقرب محل لبيع الذهب الأصلي واشتراه لها اسمها محفور على إطار الخاتم من الداخل، ارتسمت ابتسامة صغيرة باهتة على شفتيها كانت تظن قديما أن نهايتها الحتمي الانتحار من قسوة ما تلاقي من لطمات الحياة، لم يعرف قلبها معني السعادة قبلا، حقا لم تعرف مسبقا معني الضحكات سوي بضحكات الصغيرة ملك، معني الحنان سوي بحنان السيدة منيرة لها، معني الحب!، قلبها يدق بشكل غريب حين تري مراد حين يغازلها بكلامه حين يمتدح أي شء تفعله، هل تري أحبته، تنهدت بقوة ترفع رأسها لأعلي لتقع عينيها على ورقة النتيجة التي تخبرها ما اليوم الذي هم فيه، قطبت ما بين حاجبيها تعد على أصابع يدها لتتوسع عينيها في دهشة تنفي برأسها فغرت فاهها، هرعت إلى المرحاض تمسك اختبار الحمل الهدية التث جلبتها لها منيرة مع ابتسامة واسعة:.

- جبتلك البتاع اللي بيعرفوا منه هي حامل ولا لاء، يومين والاقيكي بتقوليلي أنا حامل
مرت دقائق تنظر لسطح الشاشة بترقب لحظة تليها أخري إلى أن تلون السطح بخطين من اللون الأحمر، وضعت يدها اليسري على فمها تكبح شهقتها، في حين بسطت اليمني على بطنها، هل حقا ينمو الآن بين احشائها طفل، طفلها هي ومراد.

في المستشفى، في غرفة تالا، استيقظت أخيرا رغم أنها خاضت ألم المخاض من قبل تعرفه جيدا، الا أنه حقا بشع مؤلم يحرق الروح يفتت الجسد، كم حاولت أن تظل صامدة حتى لا تُفسد زفاف ابنتها ولكن للأسف انتهي بها الأمر تنهار من الألم تتمزق من شدته تصرخ من أعماق روحها، حين فتحت عينيها عملت انها حقا نامت فترة طويلة للغاية، تحركت رأسها تبحث عن طفليها زوجها، لا أحد، تأوهت متألمة استندت بكفيها على سطح الفراش اعتدلت جالسة في لحظة دخول عمر وهو يحمل الطفلين، ابتسمت وهو ايضا، أدمعت عينيها حين سمعته يغمغم فرحا:.

- ماما اللي في غيبوبة صحيت أهي...
ضحكت متألمة ليتحرك عمر بالأطفال ناحيتها أخذت أحد الأطفال منه تضمه لصدرها بحنو، تنظر لعينيه البنية الشبيهه بعيني والده نظرت للطفل بين ذراعي عمر، عينيه سوداء كعينيها هي، رقص قلبها فرحا كل ذرة فيها تصرخ من سعادتها ألم المخاض اختفي أمام أمواج سعادتها الهادرة، انهمرت دموع الفرح من مقلتيها نظرت لعمر تسأله بصوت مبحوح باكي:
- سميتهم ايه يا عمر.

مد يده الحرة يمسح ما سقط على وجهها من دموع يزيح خصلاتها خلف اذنيها يتمتم مبتسما:
- اللي على دراعك سميته محمود على اسم أبويا، أما الأستاذ دا سميته حسام، جوز بنتك كان هيتشل لو ما سمتهوش على اسمه.

ضحكت تالا بخفة، تحرك رأسها بالإيجاب على الرغم من أنها كانت لا تطيق ذلك الفتي في بداية تعارفهم ولكنه حقا أثبت العكس بمواقفه، بحبه الكبير لابنتهم، نظرت لعمر حين سمعته يحادثها، حين رفعت وجهها رأت ابتسامته الكبيرة عينيه اللامعة هناك تري دمعات في مقلتيه ليتحدث بصوت خفيض متوتر:.

- نفس فرحتي بسارة وسارين لما اتولدوا، كان نفسي يبقي ليا ذكريات معاهم وهما أطفال، الحمد لله مش هنفكر في اللي فات، رجلي على رجلك في كل لحظة من هنا وجاي، مش هتبعديني عنهم هما كمان يا تالا صح
انهمرت دموعها تحرك رأسها بالنفي بعنف تخبره كم هي آسفة نادمة وضعت الصغير على قدميها لترتمي بين أحضان زوجها تشدد عري عناقه شهقت باكية تغمغم بصوت مختنق:
- سامحني يا عمر، أنا آسفة، أنا.

قاطعها حين أبعدها عنه وضع كف على فمها برفق يحرك رأسه بالنفي يردف مبتسما:
- ما تتأسفيش يا تالا، أنا اللي المفروض اتأسف، أنا غلطت وغلطي أنا أكبر، بس خلاص دا كله ماضي مش هيرجع تاني، من النهاردة حياتنا هتبقي زي الضفيرة مترابطة عشان ولادنا سارة وسارين وحسام ومحمود، أنا فرحان أوي يا تالا فرحان لدرجة أن أنا عايز اصرخ من فرحتي.

قبل أن يردف بحرف سمعا دقات على باب الغرفة، ربما الممرضة ما أن سمع للطارق حتى صدح صوت غاضب حانق يصيح مغتاظا:
- لاء دا مش عدل يعني ايه يسمي حسام على اسم جوز سارة وما يسميش عثمان على اسمي
صاح بها عثمان مغتاظا وهو يدخل إلى غرفة تالا في المشفي يحمل باقة ورد وعدة علب هدايا، وسارين تلحق به تحمل حقيبة ملابس لوالدتها والصغار، قام عمر ما أن رأي ابنته فتح عثمان ذراعيه حين رأي عمر يقترب منه يغمغم مبتسما:.

- عمي حبيبي بالأحضان يا أبو العيال
تجاوزه عمر وكأنه غير موجود من الأساس مما أعطاه شعور بأنه هواء لا يُري، اقترب عمر من ابنته يعانقها بقوة يتمتم سعيدا:
- حبيبة قلب بابا من جوا منورة الدنيا يا سيرو، تعالي يا حبيبتي شوفي إخواتك
امسك كف يدها يجذبه معه إلى فراش والدتها ليعطيها حسام الصغير تحمله بين ذراعيها بحرص، ليكتف عثمان ذراعيه أمام صدره يغمغم ساخرا:
- هذه لوحة، هو أنا شفاف ولا ايه.

ضحكت تالا بخفة أشارت له بأن يقترب ليضع ما في يده على طاولة صغيرة، اقترب منهم لتعطيه تالا الصغير يحمله بين ذراعيه تحادثه:
- عقبال ما اشوف عيالكوا إنت وسارين يا حبيبي
نينيننيني، سخر منهم عمر لينفجر الجميع في الضحك، اقترب عثمان من سارين وهو يحمل الصغير وقف جواره ينظر للرضيع في يدها ابتسم يغمغم لها عابثا:
- عقبالنا يا قمر...

احمرت وجنتي سارين خجلا ليحمحم عمر في خشونة اقترب يمسك بيد ابنته يجلسها جوار والدتها يحادثها مبتسما:
- تعالي اقعدي يا حبيبتي عشان رجلك على ما توجعكيش...
ابتسم عثمان في مكر ليتحرك يجلس جوار عمر اعطي الصغير لوالدته يحتضن عمر يقبله يغمغم ضاحكا:
- وأنا كمان يا عمي عايز اقعد جنبك، يا عمي يا حبيبي يا جد العيال.

مسح عمر خده بعنف ينظر لعثمان متقززا، في حين يبتسم عثمان كطفل صغير عابث، لحظات وتعالت ضحكات الجميع، من مشاكسات عثمان وعمر التي لا تنتهي.

وصلت السيارتين أخيرا بعد طريق طويل هو قصير في الحقيقة ولكن كل منهم كان يقود على أقل سرعة عل الليل يحل قبل أن يصلوا، توقفت السارتين في المرآب الخاص بالقرية السياحة نزل كل منهم يمسك بيد زوجته يلتف كل منهم حوله وكأنه لص محترف على وشك أن يُقبض عليه، تحركا إلى صالة استقبال القرية ليتنفسوا الصعداء حين لم يجدوا خالد في انتظارهم جذب كل منهم يد زوجته يجذبها خلفه سريعا إلى عرفتهم ليتصنموا فجاءة حين خرج خالد من المصعد أمامهم يبتسم في خبث ما أن رآهم، اشار لهم يأصباعيه السبابة والابهام أن يلحقوا به، لينظر كل منهما للآخر في هلع، تحركا خلف خالد تلك غرفة حسام الذي يقف أمامه رجلين ضخام الجثة يحرسان الباب، اقترب خالد يمسك يد ابنته في أحدي كفيه وسارة في الكف الآخر، اشار للحارسين ليفتحا الباب ادخلهم خالد إلى الغرفة يغلق الباب عليهم نظر للحارسين يحادثهم آمرا:.

- لا حد يدخل ولا يخرج مفهوم
التفت خالد ناحية زيدان وحسام يشير لهم من جديد أن يتبعاه إلى حيث غرفة زيدان لا يوجد حارسين هنا، دخل خالد اولا يجلس على أقرب مقعد قابله يضع ساقا فوق أخري انثنني جانب فمه بابتسامة ساخرة يردف متهكما:.

- بتستغفلوني دا أنا خالد السويسي، أنا أغفل بلد منكوا، عقابا ليك يا كلب أنت وهو على اللي عملتوه هتقعدوا هنا وشكوا في وش بعض ولما يجيلي مزاج ابقي رجع لكل واحد مراته، ما تحاولوش تروحوا اوضتهم أنا مدي الجارد أمر أنهم يضربوا الأول وبعدين يسألوا...

توسعت عيني حسام فزعا كاد أن يصرخ أن ما يحدث ظلم، وافتراء إلا أن زيدان شد على يده يخبره أن لا يتحدث، القي خالد عليهم نظرة اخيرة شامتة قبل أن يخرج من عرفتهم صافعا الباب خلفه، ليصرخ حسام في غيظ:
- لاء بقي دا ظلم وافتراااا، اييييه أنا عايز مراتي والله اصورلكوا قتيل هنا
ابتسم زيدان ساخرا يلقي بجسده على الفراش يتابع فقرات حسام الفلكورية وهو يصرخ كالهنود الحمر.

في الحارة جلس مراد على مقعد صغير داخل المحل تشرد عينيه في الفراغ، يتذكر كلام أمام المسجد:
- بص يا ابني من كلامك أن صاحبك مش عايز
يسامحك واضح انك اذيته أوي، ادعي ربنا ان يصفي من ناحيتك وحاول مرة واتنين وعشرة، والأهم أنك تاخد من اللي حصل عبرة وما تأذيش حد تاني يا ابني اذية العباد مش سهلة، كسر الخواطر بشع يا إبني ربنا يصلح حالك.

تنهد بحرقة يحرك برأسه بالإيجاب سيحاول مرارا وتكرارا إلى أن ينال سماح صديقه، خرج من شروده وابتسامة واسعة تعرف طريقها لثغره حين رأي سيارة أخيه تقف أمام منزلهم، أدهم هنا بعد غياب طويل قام من مكانه يخرج من المحل خرج أدهم من سيارته توجه ناحية يعانقه بقوة يردف ضاحكا:
- أبو ملك الغالي واحشني يا جدع والله
ضحك مراد يصدم أدهم على رأسه بخفة يردف حانقا:
- بقي يا ندل شهر كامل ما نشوفش خلقتك.

ابتعد أدهم عن مراد يمسد رأسه برفق كشم ملامحه كطفل صغير غاضب يتمتم ضاحكا:
- يا جدع برستيجي قدام مراتي مش كدة، وبعدين ما أنت عارف سحلة الشغل، كان عندنا صفقة ويا دوب خلصت الأربع قضيت الخميس كله نوم وقولت اقوم اجيلكوا النهاردة، قولي اخبار جدتي وروحية وملك ايه
ابتسم مراد يربت على كتف يغمغم:
- ربنا يعينيك، كلهم كويسين يا حبيبي، تعالا يلا نطلع.

حرك مراد رأسه بالإيجاب ليتوجه ناحية السيارة يحمل عدة حقائب طُبع عليها اسم محل مشهور رفعهم في وجه مراد يردف ضاحكا:
- بما اني جيت على فجاءة قول نتغدي كلنا سوا جايبلك شوية كفتة انما ايه خيال
أعطي الحقائب لمراد ليضحك الأخير يردف ساخرا:
- كل أنت يا مراد الكفتة بتاعتك أنا هاكل صينية البطاطس بالفراخ اللي مراتي عملاها
توسعت عيني ادهم قليلا ليضحك مراد على منظره أخذ طريقه لأعلي يردف ضاحكا:.

- هات منيرة ومراتك وحصلني يالا
صاح أدهم سريعا قبل أن يغيب مراد عن انظاره:
- مررراد على الله تيجي جنب صينية البطاطس أنا بقولك أهو
ضحكت مايا بمرح حقيقي على ذلك المشهد الغريب بين أدهم وشقيقته حمل أدهم علب الحلوي من السيارة ليمسك بيدها يصعدان إلى منزل جدته.

في الأعلي في منزل مراد، فتح باب المنزل بمفتاحه الخاص، لترتطم في أنفه رائحة طعامها الشهي وضع الحقائب من يده على الطاولة، يتحرك ناحية المطبخ ليراها تخرج صينية الدجاج المميزة حمحم بخفة حتى لا يُفزعها، التفتت له تبتسم في ارتباك تغمغم متوترة:
- حمد لله على السلامة أنا خلاص خلصت الأكل خمس دقايق وهحطه.

ابتسم لها يحرك رأسه بالإيجاب اقترب منها أكثر فأكثر كل خطوة منه للأمام تتبعها خطوة منها إلى الخلف إلى أن ارتطم ظهرها بحافة حوض المطبخ، نظرت له متوترة خجلة في حين كان هو يبتسم في عبث، اقترب خطوة أخري لتغمض عينيها خجلا شعرت به يرفع يده لأعلي، نظرت لما يفعل لتجده يلتقط عدة صحون من أعلي نزل بأنظاره إليها يغمغم مبتسما:.

- أدهم ومراته تحت، وهيطلعوا دلوقتي مع منيرة هنتغدي كلنا سوا روحي إنت غيري هدومك وأنا هحط الأكل.

حركت رأسها بالإيجاب سريعا لتهرع إلى خارج المطبخ دخلت إلى غرفتهم وضعت يدها على قلبها تلهث بعنف ذلك المراد يعبث على أوتار قلبها ببراعة عازف محترف، وضعت يدها على بطنها تبتسم كانت ستخبره بعد الغداء عليها الآن الإنتظار قليلا، توجهت سريعا تبدل ثيابها بجلباب بيتي من اللون الأصفر الداكن وحجاب أبيض به ورود صفراء، بدلت ثياب الصغيرة ايضا لفستان وردي جميل، خرجت من الغرفة تحمل الصغيرة على ذراعها لتري مراد قد صف الطعام على الطاولة بنظام جميل، ابتسمت سمعا صوت دقات الباب ليتوجه مراد يفتحه يحتضن شقيقه من جديد دخل مراد بصحبة زوجته ومنيرة، اطلق أدهم صفيرا طويلا يعبر عن إعجابه حين نظر لطاولة الطعام يردف مبتسما:.

- ايش ايش ايش، دا الجمال عدي الكلام عن صينية الفراخ ايه العظمة دي
ضحك مراد عاليا يلف ذراعه حول كتفي روحية يغمغم في زهو:
- ما تعرفش أنت تعمل صينية البطاطس دي عمايل ايدين روحية
ابتعدت روحية خجلة عن مراد اقتربت من مايا تعانقها بقوة لتأخذ منها مايا الصغيرة تداعبها بين أحضانها بعد سلام قصير التف الجميع حول مائدة الطعام الصغيرة، نظرت مايا لروحية تردف مبتسمة:.

- لاء حقيقي فعلا صينية البطاطس حلوة اوي ممكن تبقي تقوليلي بتعمليها ازاي
ابتسمت روحية في ود تحرك رأسها بالإيجاب سريعا...
نظر أدهم لصديقه ابتسم يشاكسه:
- ما تاكل يا أبو ملك، اكلتك قلت خالص كلت نص الأكل بس
ضحك مراد عاليا يلاعب حاجبيه عبثا يغيظ شقيقه كأنهم أطفال، لتردف منيرة في تلك اللحظة توجه حديثها لادهم:
- طب هو وبقي أبو ملك، أنت بقي مش ناوي تبقي أبو حمزة ولا مبلط في الخط كتير والله بالشبشب على وشك.

غص أدهم في طعامه في حين انفجر مراد ضاحكا ينظر لشقيقه شامتا ليذق قليلا مما تفعله منيرة به، احمرت اذني أدهم حانقا يحادث جدته:
- يا تيتا برستيجي قدام المدام بقي في الأرض خالص
نظرت منيرة له ساخرة لتتوجه برأسها ناحية مايا تحادثها في تهكم:
- بت يا مايا ابقي هاتي البتاع دا اللي اسمه برستيجه من الأرض وحطيه في كيس وادهوله.

لم يستطع اي منهم كبح ضحكاته حتى أدهم نفسه انفجر ضاحكا على كلمات جدته، سهرة سعيدة ضاحكة لن يشوبها شئ.

في المطعم الخاص بجاسر القابع أمام منزله هو وسهيلة في غرفة المكتب يجلس جاسر على سطح مقعده يستند برأسه إلى ظهر المقعد يغمض عينيه ظهور مراد من جديد في حياته أعاده لذكريات قديمة لهما وهم أصدقاء حقا أصدقاء، قبل أن يملئ الحقد قلب مراد، قبل ان يعميه الطمع ليطعن صديقه في قلبه بلا رحمة، تنهد بقوة يمسح وجهه يرغب بشدة في أن يسامح مراد ولكن عقله وقلبه يرفضان رفضا قاطعا ليس بعد كل ما فعله لا مستحيل، إن توقف الأمر عليه كان سيسامحه، ولكن إقحام شقيقته الصغيرة محاولة الإعتداء عليها وتدنيس شرفها وشرفه لالا لن يسامحه إطلاقا، تنهد بعنف يزفر أنفاسه اعتدل جالسا حين سمع دقات على باب المكتب دخلت سهيلة تدفع برفق جعلة للرضع يرقد فيها طفلهم الصغير، ابتسم ما أن رآهم قام من مكانه يتوجه لسهيلة يعانقها بقوة يستند بجسده الخائر القوي على روحها علها تُعينه، رفعت سهيلة يديها تضم رأس جاسر إليها تسأله قلقة:.

- مالك يا جاسر، أنا واثقة أن في حاجة متضايقاك من ساعة ما جيت تاخدني من عند بابا الصبح وأنا حاسة أنك متغير، مالك يا حبيبي فضفضلي.

زفر أنفاسه المختنقة يحرك رأسه بالإيجاب هو حقا بحاجة لأن يخرج ما يجثم على صدره تنهد بعنف امسك بيدها يجذبها معه لتجلس على الأريكة الكبيرة في غرفة مكتبه وضع رأسه على قدميها يخبرها بكل ما فعله به مراد وهي فقط تسمع، شعرت بأنه يبكي وهو يتحدث ولم تُعقب تريده أن يخرج كل ما يجيش يصدره يزعجه إلى أن انتهي أخبرها بما فعله به صديق العمر كاملا انتهاءً بما حدث له الليلة الماضية رفع وجهه ينظر لها ليراها تبكي في صمت تضع يدها على فمها، اعتدل جالسا لترتمي بين ذراعيه تشهق في البكاء تعاتبه:.

- حرام عليك اغمي عليك إمبارح في الشارع وكان في ناس عايزة تأذيك
توسعت عينيه في ذهول حقا بعد كل ما قاله لم يلفت انتباهها سوي تلك الجملة فقط يكاد يجب منها قلقاسته الحمقاء، ابتسم يحرك رأسه يأسا يمسح على حجابها برفق، لحظات إلى أن هدأت لتبتعد عنه تمسح وجهها بكفيها حمحمت تحادثه مترفقة:.

- أنا عارفة أن اللي عمله فيك صعب، صعب أوي يا جاسر، بس أنا واخده بالي أنك عمال تقول على موافق حلوة بينكوا إنت مش ناسيه يا جاسر، أنت بس موجوع أوي من خيانته، لو مش عايز تسامحه دا حقك، بس أنا عارفة أنك من جواك عايز كدة، مش لازم حتى دلوقتي يا جاسر، بكرة الأيام تثبتلك هو فعلا ندمان وعايزك تسامحه ولا بيقول اي كلام وخلاص.

ابتسم، زوجته العاقلة، سهيلة حقا ابهرته بكلامها، توسعت ابتسامته يحرك رأسه بالإيجاب جذبها لأحضانه يشدد على عناقه يهمس لها بصوت خفيض شغوف محب:
- بحبك يا أحلي قلقاسة في عمري، بحبك يا أم أحمد
ضحكت بخفة تشدد على عناقه تهمس له بخفوته خجول:.

- جاسر أنت أول وآخر حب في حياتي من وأنا عيلة صغيرة في ثانوي بتحب أخو صاحبتها بينها وبين نفسها، كنت فاكرة أنه حب مراهقة بس ما كنش كدة ابدا، كل ما يتقدملي عريس اشوفك أنت مكانه، ما كنتش هقدر اتجوز واحد وأنا قلبي متعلق بيك
ابتعدت عنه لتندمج حدقتيها بمقلتيه ينظر لينابيع دموعها التي هطلت فجاءة تشهق في بكاء خافت:.

- كانت اسوء لحظات حياتي لما لقيت نفسي مجبرة اني اتجوز واحد تاني بسبب جدي كنت هموت حرفيا، فكرت اموت نفسي ساعتها، ليلتها فضلت اصلي وادعي ربنا كتتير، أنت مش متخيل فرحتي لما لقيتك أنت العريس، فاكر انا فضلت اعيط إزاي، كنت حاسة اني بحلم
مدت يدها تمسح دموعها المتساقطة رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها تضحك بخفة:
- كنت بتغاظ منك جداا بما بتقعد تقولي أنا زي اخوكي وانتي زي لينا، كنت غبي اوي يا جاسر.

ضحكت ليشاركها في الضحك لف ذراعه حول كتفيها يقبل قمة رأسها التحمت مقلتيها بعينيه يهمس لها بصوت خفيض عاشق:
- بحبك يا سهيلة
فاض العشق من حدقتيها ابتسمت في اتساع تحرك رأسها بالإيجاب تهمس له:
- بحبك يا جاسر
أصدر الصغير صوت عالي معترض كأنه يخبرهم الا تروني أنا هنا، ضحك جاسر يتحرك يلتقط الصغير من فراشه يقبل وجنته الحمراء يحادثه ضاحكا:
- لاء مش بنحبك يا استاذ احمد يا مزعج.

في اللحظة التالية تبللت ثياب جاسر من حفاض الصغير توسعت عيني جاسر هلعا في حين انفجرت سهيلة في الضحك.

في منزل حمزة السويسي
على الأريكة تجلس بدور على ساقيها سيلا الصغيرة تطعمها بخليط الأطفال والكبار معا ذلك الذي يدعي ( سيرلاك )، في حين أن خالد الصغير يمسك بطائرة لعبة يتحرك بها هنا وهناك يصيح بحماس طفولي:
- أنا طياار، لما اكبر هبقي طياار، فوووف.

ضحكت بدور تراقب حماس صغيرها نظرت للساعة اقتربت من الثامنة أين حمزة للآن ألم تنتهي صفقتهم الرابحة يوم الاربعاء أين هو لما تأخر، عدة دقائق وسمعت صوت الباب ها هو عاد، اندفع خالد إليه ما أن رآه ليضحك حمزة بخفة يحمله على ذراعه يداعب خصلات شعره يحادثه مبتسما:
- محضرلك حتة مفاجأة يا أستاذ خالد، اطلع مع الدادة هتغيرلك هدومك وانزلي بسرعة.

صفق الصغير بحماس يهرول لأعلي يلحق بمربيته، تملصت سيلا من بين ذراعي بدور تنزل لأسفل تتحرك بخطي متعثرة ناحية حمزة الذي اقترب كثيرا لتصل إليه يحثها أن تقترب إلى أن وصلت اليه حملها بين ذراعيه يقبل وجنتها المنتفخة يردف بحنو:
- حبيبة قلبي يا سيلا.

ابتسمت بدور بدورها تتحرك ناحيته قطبت جبينها تنظر لما يحدث بعض الخادمات يتحركن إلى الخارج، علب حلوي كثيرة تدخل إلى البيت، على طاولة الطعام كعكعة عيد ميلاد كبيرة عليها صورة خالد الصغير والكثير من الحلوي تلتف حولها شهقت بدور متفاجاءة تضع يدها على فمها أدمعت عينيها حين سمعت حمزة يتمتم بحنو:
- النهاردة عيد ميلاد خالد الصغير تم ست سنين ومع بداية الدراسة هقدمله في مدرسة انترناشونال هايلة.

نظرت بدور له متفاجاءة تذكر عيد طفلها والده نفسه لم يكن يذكر يوم ميلاد صغيرهم لم يقيم له حفل واحد منذ ولادته، انهمرت الدموع من عينيها تهمس له ممتنة:
- أنا متشكرة أوي يا حمزة متشكرة اوي أوي على كل اللي بتعمله عشاني أنت والولاد
ابتسم يحرك رأسه اقترب منها خطوتين يمسح بيده دموع عينيها يحادثها مبتسما:
- لحد امتي هفضل اقولك ما ينفعش تشكريني على حاجة بعملها لمراتي، وولادي دا واجبي، حقكوا عليا، ماشي يا بدور.

حركت رأسها بالإيجاب سريعا تنظر له ممتنة في اللحظة التالية صدح صوت خالد الصغير وهو ينزل راكضا على درجات السلم يصيح من سعادته نظرت له بدور لتراه يرتدي حلة طيار صغيرة على مقاسه، حتى تلك اللفتة الصغيرة لم يغفل عنها، الصغير دائما يحلم بأن يصبح طيار فاشتري به حلة طيار في عيد ميلاده، اندفع الصغير يركض ناحية حمزة يعانق ساقه يصيح فرحا:
- أنا بحبك يا بابا، بحبك اووي.

ارجفت الكلمة قلبها فرحة صغيرها كل ما يحدث حقا اسعدها بشكل لا يوصف ها هي تقف على رأس الطاولة جواره بينهما الصغير الذي يقف على أحد المقاعد يغنون معا أغاني عيد الميلاد، عينيها معلقتين بذلك الذي يقف على الجانب الآخر بالقرب منها، لم تندم حين وافقت على الزواج منه لأجل أطفالها ما فعله لأجلها هي وأطفالها حقا لا يكفيه سنوات شكر
اقترب حمزة من الصغير يقبل جبينه يحادثه مبتسما:.

- شايف بدلة الطيار دي، لازم تخليها هدف قدامك، توصل لحلمك، تبقي احسن وأشهر طيار، مدني بقي ولا حربي، أسمع كلامي كويس يا خالد، خليك فاكره، ماشي يا حبيبي
ابتسم الصغير يحرك رأسه بالإيجاب ليبعثر حمزة خصلات شعره يقبل رأسه حان وقت حلوي عيد الميلاد!

عودة إلى منزل مراد، في السمر الجميع هنا يجلسون على الأرائك روحية ومايا ومنيرة سويا، وادهم ومراد، تتحدث النساء عن أحدث وصفات الطعام التي أعدها الشيف الماهر في التلفاز بالأمس في حين يتحدث مراد وادهم في أمور شتي، مبارة كرة القدم، المصارعة الحرة، البورصة، نظر مراد للساعة يحادث أخيه:
- بقولك ايه العشا اذنت بقالها شوية تعالا ننزل نصلي، ونتمشي شوية.

أيد أدهم فكرة أخيه ليتوجهوا لأسفل، ما إن أغلق مراد باب المنزل التفتت روحية لهم تنظر لهما في تردد للحظات تنهدت تهمس مرتبكة:
- ففي حاجة حصلت
توجهت نظرات الفضول والترقب ناحيتها من مايا ومنيرة ابتلعت روحية لعابها الجاف فركت يديها في ارتباك تهمس متوترة:
- اا، اأنا، أنا حامل
شهقت منيرة متفاجاءة سرعان ما شقت ابتسامة واسعة شفتيها لتطلق زغرودة عالية في حين عانقتها مايا تهنئها سعيدة:.

- مبروك يا رورو ألف مبروك، حبيبتي أنتي طيبة وتستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا
لكزت منيرة مايا بمرفقها في ذراعها لتتأوه الأخيرة تنظر لجدة زوجها في حيت امتصت الأخيرة شفتيها تتمتم حانقة:
- وانتي يا موكوسة مش ناوية انتي كمان تستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا...
ضحكت مايا بخفة تمسد ذراعها بكف يدها الآخر، زمت شفتيها ترفع كتفيها تبرئ ذمتها:.

- أدهم مش راضي بيقولي انتي فاضلك سنة وتخلصي ما جاتش على السنة دي، اضربيه هو أنا ماليش دعوة
احتدت عيني منيرة تمسك بخفها المنزلي ستلقن حفيدها الاحمق درسا لن ينساه أبدا ما أن تراه، قامت تمسك بيد مايا تجذبها معها، :
- طب تعالي ننزل شقتي، بت يا روحية، روحي كدة اتشيكي والبسي عباية حلوة عشان لما مراد يجي تقوليله الخبر في وشه على طول.

ابتسمت روحية خجلة تخفض رأسها أرضا جذبت منيرة مايا رغما عنها معها لأسفل لتلوح الأخيرة لروحية قبل أن تغادر قصرا بصحبة جدة زوجها العجوز الوقحة، تريد من احفادها أن يحضروا لها أحفاد ألم تكتفي باحفادها فقط...

على صعيد آخر بعيد كتيرا في القرية السياحية، لازال حسام ينوح يلتف حول نفسه يصيح أن ما يحدث ظلم جائر وأنه يريد زوجته الآن، صاح زيدان به ما أن طفح به الكيل:
- ما تهمد بقي يا حسام صدعتني كفاية ولولة يا إبني جبتلي السكر
وقف حسام أمامه ينظر إليه بأعين حمراء غاضبة ليصيح هو الآخر:
- ما هو اللي أيده في الماية، بقولك إيه أنا هنفجر، أنا عايز مراتي دلوقتي، عايز اخش دنيا يا ناااااااااس.

ضحك زيدان ساخرا ليحاول الاتصال بوالدته مرة أخري اخيرا أجابت ليغمغم متلهفا:
- انتي فين يا ماما بقالي خمس ساعات بحاول اتصل بيكي
تثأبت لينا ناعسة تحاث زيدان بحنو:
- معلش يا حبيبي كنت نايمة والموبايل صامت، خير يا زيزو، أنت كويس يا حبيبي
زفر زيدان أنفاسه في ضيق يحرك رأسه بالنفي كأنها ستراه مثلا يحاول اللعب على أوتار حنان الأم داخلها:.

- لا يا ماما مش كويس خالص عجبك اللي خالي عمله دا، دا شهر عسلنا يا ماما، الواد حسام بدأ يتصرف تصرفات غريبة، أنا خايف يتحرش بيا
صاح حسام حانقا، فاض به الكيل:
- دا هيحصل لو ما رجعتلويش مراتي
توسعت عيني زيدان في ذهول ليقلب حسام عينيه ساخرا يهمس له بأنه فقط يجاريه حتى يؤثرا على لينا، حمحم زيدان يحادث والدته قلقا:
- سامعة يا ماما، بالله عليكي خلي خالي يرجع لكل واحد مراته بقي.

لحظات صمت قليلة تبعها صوت لينا وهي تغمغم في ثقة:
- حاضر يا حبيبي سيبها عليا، سلام عشان خالك هيخرج من الحمام دلوقتي، الحق أكلمه
اغلق زيدان الخط مع لينا ينظر لحسام يبتسم في ثقة:
- ربع ساعة بالكتير وهتبقي في أوضتك ولينا هتيجيلي
رفع حسام كفيه لأعلي يدعو أن تنجح زوجة والده في إقناع أبيه...

في غرفة خالد ولينا، خرج خالد من المرحاض يجفف خصلات شعره بمنشفة صغيرة ابتسمت لينا في نعومة اقتربت منه ترفع يدها تجفف هي خصلات شعره بالمنشفة الصغيرة، رفع وجهه لها وابتسم في عشق كعادته أبعدت المنشفة بعيدا تطوق رقبته بذراعيها تبتسم له ابتسامة ناعمة تردف بدلال:
- حبيبي خلاص بقي كفاية على حسام وزيدان، رجع لكل واحد مراته، هما عيال وبيلعبوا...

حرك رأسه بالنفي، لتشب على أطراف أصابعها تطبع قبلة صغيرة على وجنته تهمس له متدللة:
- طب وعشان خاطر لينا حبيبتك، ما تنكدش عليهم في شهر العسل يا لودي، يلا بقي عشان خاطري يا حبيبي، والله ازعل أنا كدة ماليش خاطر عندك
طوقها بذراعيه يقربها منه أكثر ينظر بمقلتيها تنهد يهمس بولة:
- انتي عارفة انتي ليكي خاطر عندي ولا لاء، وعارف أنك بتدلعي عليا عشان خاطر ولاد الكلب دول، بس عشان خاطر عيونك هعملك اللي انتي عيزاه.

ابتسمت سعيدة تعانقه بقوة، حادث الحارسين بأن يبتعدوا عن الغرفة، في حين حادثت لينا زيدان تخبره أن خالد وافق، ليهرع الشابين إلى غرفة حسام تقدم حسام ليدخل فمن فئ الداخل شقيقته وزوجته، اقترب من غرفة النوم ليجد لينا وسارة يناما في هدوء تام وكأن شيئا لم يكن عض على شفتيه يغمغم حانقا:
- نايمين ولا على بالهم واحنا هنتشل هناك.

تقدم ناحية شقيقته يحملها بين ذراعيه وللعجيب لم تستيقظ، ولكنه لم يتعجب فلينا نومها اتقل من حجارة الجبل، تحرك بها ناحية زيدان الذي ينتظره خارجا ليدفعها إليه دون أن ينطق بحرف اغلق الباب في وجهه ليتنهد زيدان حانقا يشتم حسام في نفسه، ابتسم في توسع حين نظر للينا النائمة بين ذراعيه، من الجيد أنها نائمة بملابس السفر والا كان الوضع كارثي الآن، تحرك بها إلى غرفتهم.

في غرفة حسام دخل إلى الغرفة منها إلى غرفة النوم الملحقة بها رأي زوجته أخيرا استيقظت تجلس على الفراش تفرك مقلتيها ناعسة توسعت عينيها تنظر له مدهوشة ما أن رأته تسأله بصوت متحشرج ناعس:
- ايه دا اومال لينا فين.

ارتسمت ابتسامة واسعة عابثة على شفتي حسام دخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه، تقدم من سارة التي تحركت سريعا من الفراش تتوجه ناحية المرحاض تغلق الباب عليها وقف حسام للحظات ينظر لباب المرحاض المغلق ليبتسم في خبث، توجه ناحية باب الغرفة يفتحه يردف بصوت عالي:
- أنا هطلب العشا يا سارة.

اغلق الباب ليتوجه على أطراف أصابعه يقف جوار باب المرحاض مرت عدة لحظات قبل أن تفتح سارة باب المرحاض فيختفي حسام خلفه، اطلت سارة برأسها تبحث عنه لتتنهد بارتياح حين لم تراه، ما كادت تتقدم خطوتين حين شعرت بأحدهم يحتضنها، وصوته العابث يدوي جوار أذنيها:
- مفاجأة مش كدة، بتهربي مني يا سوسو.

تنفست الصعداء للحظات تشير لنفسها ببراءة تحرك رأسها بالنفي كأنها تقول ببراءة شديدة أنا لا أفعل، في حين توسعت ابتسامة حسام يردف ساخرا:
- ايوة ايوة مش انتي خالص يا بريئة، بصي أنا هقولك كلمة واحدة
التفت إليه تنظر له بفضول لتتوسع ابتسامته غمزها بطرف عينيه يغمغم في خبث عابث:
- لسه الإنسان جوا العالم طماع واناني، طماع واناني وشهواني، ايه علاقة الكلام دا باللي احنا فيه مش عارف.

ضحكت سارة عاليا لتشهق متفاجاءة حين حملها بغتة بين ذراعيه يغمغم عابثا:
- عارفة الفرق بين ال DNA وال RNA!

في غرفة لينا وزيدان، توجه زيدان يضع زوجته برفق على الفراش توجه إلى المرحاض يبدل ثيابه، لتفتح لينا عينيها تبتسم في عبث، قامت سريعا تأخذ حقيبة ثيابها إلى الغرفة الاخري، بدلت ثيابها إلى فستان من اللون الاسود اللامع تسدل خصلات شعرها، ها هو العشاء اتي، وضعت ملمع للشفاه تحدد عينيها كل ذلك في لحظات سريعة قبل أن يخرج، إلى مشغل الموسيقي وضعت أسطوانة لاغنية فرنسية يحبها، خرج زيدان من المرحاض ينظر لها وللغرفة مذهولا ينظر لساعة الحائط لم يغب في الحمام سوي خمس عشر دقيقة كيف استطاعت أن تفعل كل ذلك بتلك السرعة، تقدمت لينا ناحيته تبسط كفها إليه تهمس له مبتسمة:.

- ممكن ترقص معايا
ضحك بخفة يشد يدها إليه يقربها منه يتحرك معها على أنغام الموسيقي ينظر لحدقتيها مباشرة يتمتم عابثا:
- الموسيقي اللي بحبها وفستان أسود ومكياج وعشا، لحقتي عملتي كل ده في ربع ساعة يا سوسة
ضحكت بخفة ترفع رأسها لأعلي قليلا في غرور أنثي لتتعالي ضحكاته يرفع يده يبسطها على وجنتها ابتسم يهمس لها سعيدا:.

- عارفة يا لينا لما بشوفك بتتصرفي بحرية بانطلاق كدة بفرح أوي، بجد بفرح بحيوتك وروحك المتمردة بفرح بتلقائيتك وجنانك، أحسن ألف مرة من الصندوق بتاع زمان، عاملة زي الطير الشارد مالوش دعوة بالسرب بيطير على راحته، بيرجع يفرد جناحه على صدري، عشه جوا قلبي...

توسعت ابتسامتها تنظر له في عشق يمتزج بامتنان لتترك يديه تلتف حول نفسها أمامه يتطاير حولها فستانها الاسود يتناغم مع حركاتها تتعالي ضحكاتها السعيدة في حين ينظر هو لها يبتسم دقات قلبه تتضارب تصرخ بعشقها.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  25-12-2021 04:11 صباحاً   [243]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وواحد وثلاثون والأخير

عشق، كلمة من ثلاثة أحرف، كل حرف منهم كقيد يسلب الروح يقيد الجسد يسري في الدماء كالمخدر لتعش أبد الدهر مجذوب للعشق
فالعين...
عين القلب التي تري دون عينين تعرف الحبيب دون رؤياه
والشين
هو شق الروح الآخر الذي يصل بك للكمال
والقاف...
قيثارة الروح تعزق أنغام القلب، أنغام لا يعرفها سوي قلب عاشق متيم، أنغام تسحر الروح تسلب العقل، تقيد القلب باغلال العشق السرمدي إلى لا نهاية الجنون.

في الحارة، بعد سهرة طويلة قضاها الأشقاء على أحدي القهاوي الشعبية يشاهدان أحد مباريات كرة القدم الإنجليزية، تحرك مراد بصحبة أدهم إلى حيث منزل جدتهم العجوز، يصعدان لأعلي تسبقهم ضحكاتهم العالية وقف أدهم أمام منزل جدته التفت لأخيه يحادثه ضاحكا:
- يلا يا عم تصبح على خير.

التفت ليدخل للمنزل حين شعر بيد مراد توضع على كتفه برفق، التفت برأسه أخيه تلك المرة ينظر لأخيه يبتسم يسأله بعينيه عما يريد، ليري ابتسامة صغيرة ممتنة تتكون على شفتي مراد، امسك بكتف أدهم يدير جسده إليه علت الدهشة قسمات وجه أدهم، حين احتضن مراد وجهه بين كفيه ينظر له يبتسم لحظات صمت غير مفهومة على الاطلاق قبل أن يسمع صوت أخيه يهمس:.

- كنت عايز اقولك كلمتين بقالي مدة، لما عرفت أن أنا عندي أخ اتضايقت، حقيقي اتضايقت أوي، بس في حاجة جوايا كدة كانت سعيدة، لما جيت وشوفتك صحيح كنت متضايق منك ومش طايقك بس ما كنتش كارهك، كنت كاره أنك شايف نفسك أحسن مني
تنهد للحظات لتضطرب حدقتيه يتحاشي النظر لأخيه بلع لعابه الجاف يهمس متوترا:
- أنا كنت بكره أي حد أحسن مني، بس مش دا اللي أنا عاوز اقولهولك.

رفع وجهه ينظر لوجه أخيه علا ثغره ابتسامة واسعة يردف ضاحكا:
- ساعات كان بيبقي هاين عليا أكسر عضمك كنت مستفز أوي يا أدهم، وكل شوية أنا تربية حمزة السويسي، أنا تربية حمزة السويسي...
اختفت ضحكاته فقط إبتسامة صغيرة بقيت على ثغره حين اردف متنهدا:.

- يمكن لو كنت أنا كمان اتربيت وسط عيلة ما كنتش بقيت أسوء من الشيطان لما كبرت، بس الحمد لله هو نصيب وربنا بيدي كل واحد فرصة تانية، انا ما كنتش هاخد فرصتي التانية، لولا وجودك يا أدهم، لولا أنك خليت جاسر يخرجني من السجن، أنا عارف إن جاسر كان مستحيل يعمل كدة لولا وجودك، أنا بس كنت عايز اقولك أنا حقيقي مبسوط لوجودك في حياتي، يمكن دي الحاجة الوحيدة العدلة اللي عملها أبوك، شكرا يا أدهم شكرا لكل اللي عملته عشاني.

لم تدمع عيني أدهم بل انهمرت دموعه دفعه واحدة يحضتن أخيه بقوة يلقي بنفسه بين ذراعيه كما يلقي الطفل بنفسه بين ذراعي والده، انتحب يردف من بين شهقاته:
- أنا اللي متشكر لوجودك في حياتي يا مراد ما حدش فينا ملاك يا أخويا، كلنا بنعمل مصايب، أنا نفسي عملت بلاوي والحمد لله فوقت وبعدت عن كل القرف اللي كنت بعمله، ربنا يخليك ليا يا اخويا وما يحرمني منك أبدا.

شدد مراد على عناق أدهم للحظات قبل أن يبعده عنه ربت على وجهه بخفة يحادثه مبتسما:
- اعمل حسابك اننا هنتلم اللمة دي كل جمعة هنخليها عادة لولادنا بعد كدة ماشي يا أدهم.

ابتسم أدهم يحرك رأسه بالإيجاب سريعا يحتضن أخيه يودعه وقف ينظر له وهو يصعد إلى شقته ليبتسم تحرك ناحية باب الشقة يدس يده في جيب سرواله أخرج المفتاح يفتح به قفل الباب، دخل ليجد منيرة تجلس على اريكتها المفضلة في الصالة تشاهد أحد المسلسلات العربية القديمة، ابتسم ينظر لها يغمغم في مرح:
- ايه دا عبد الغفور البرعي أنا نقطة ضعفي فرح سنية هو جه ولا لسه.

ضحكت منيرة رغما عنها قبل أن تخفي ضحكاتها ترتدي قناع القسوة اشار له يقترب منها، ليتحرك جلس جوارها يبحث بعينيه عن زوجته:
- ايه دا اومال مايا فين
تأوه فجاءة متألما حين شعر بيد جدته تقبض على إذنه بعنف تحادثه حانقة:
- مايا بتكلم أبوها يا حبيب ستك، بقي يا حيوان أنت اللي قايل للبت ما فيش خلفة غير بعد ما تخلص كليتها دا أنا هنسل شبشي على جتتك.

انتزع نفسا ينتفض بعيدا، وقف أمام جدته يمسد إذنه براحة يده ضحك رغما عنه يتمتم من بين ضحكاته:.

- اهدي بس يا جدتي، وبعدين فيها اي يعني لما نأجل الخلفة شوية عشان مصلحة مايا ومصلحة الطفل، مايا مولودة في بوقها دهب لسه مش متعودة انها تشيل مسؤولية، أنا عارف أنها بتحاول تبقي زوجة وتدير مسؤولية البيت لوحدها، بس يبقي حرام عليا اما اشيلها جنب مسؤولية البيت والدراسة مسؤولية طفل صغير، كفاية عليها دلوقتي لحد ما تخلص دراستها ووعد عليا اصدرلك كل تسع شهور عيل.

ابتسمت منيرة تنظر لحفيدها مفتخرة بطريقة تفكيره لم يبدي رغباته الشخصية على حساب زوجته على عكس الكثير من الرجال تفعل، سرعان ما اخفت ابتسامتها مصت شفتيها تتمتم ساخرة:
- اما نشوف يا موكوس
ضحك أدهم بخفة اقترب يقبل جبين جدته لتربت على شعره بحنو يهمس لها:
- ربنا يخليكي لينا ولا يحرمنا من حنيتك
ابتسمت منيرة تعانقه للحظات قبل أن تدفعه بعيدا عنها بخفة تمسح دموعها سريعا قبل أن يراها تغمغم عابسة:.

- ايوة كل بعقلي حلاوة يا ابن وحيد، يلا خش نام تصبح على خير يا حبيبي
قبل جبينها ويديها يبتسم لها، تحرك ناحية غرفة نومه دق بابها لتصيح منيرة فيه مغتاظة:
- بتخبط على الباب قبل ما تخش على مراتك يا أهبل.

ما إن التفت لها وجد أحدي فردتي خفها تطير ناحيته لتلتصق في وجهه مباشرة، زم شفتيه يمسد وجهه متألما، اعاد الخف لجدته ليهرول سريعا ناحية غرفته يختبئ خلف بابها قبل أن تطير فردة الخف الأخري إليه، دخل إلى الغرفة يضحك على حدث، ليتفاجئ حين رأي مايا تندفع إليه تعانقه بقوة لاحت ابتسامة عاشقة على شفتيه يشدد على احتضانها حين سمعها تهمس له:
- أنا بحبك أوي يا أدهم حقيقي بحبك أوي.

ابتسم يرفع وجهها ليقابل عينيها رأي بريق دموعها يتلألأ في حدقتيها ليقطب ما بين حاجييه يسألها قلقا:
- أنتي عارفة أنا بحبك قد ايه، انتي كويسة مالك
ابتسمت بخفة ترفع كفيها تمسح دموعها العالقة بمقلتيها تحرك رأسها بالإيجاب تنهدت تريح رأسها على صدره من جديد تهمس في سعادة:
- أنا سمعت الكلام اللي قولته لجدتك، وحقيقي مش متخيل أنا شيفاك ازاي دلوقتي، إنت أحسن راجل في الدنيا يا أدهم.

ضحك بخفة يبعثر خصلات شعرها تنهد بارتياح يعاود ضمها بين ذراعيه:
- يا شيخة خضتيني، وبعدين أنا مش أحسن راجل في الدنيا ولا حاجة، أنا متجوز احلي بنوتة في الدنيا...
رفعت وجهها عن صدره ثبتت مقلتيها على حدقتيه تبتسم في توسع تنهدت بنعومة تسأله:
- أنت حبتني امتي يا أدهم.

لاحت ابتسامة حنين على شفتيه وكأنه يتذكر متي دق قلبه لها للمرة الأولى، عاد ينظر إليها امسك بيدها يجذبها معه إلى الفراش جلس واجلسها جواره، رفع كتفيه لأعلي كأنه يقول لها لا أعلم:.

- مش عارف صدقيني، كل اللي أنا كنت عارفة أنك مش أختي، أنا كنت كبير لما بابا اتبناني، كنت عارف إن دا مش والدي وإن أنتي مش أختي، كان دايما كلام بابا، أدهم خلي بالك من اختك، اتعودت من وأنا صغير أني أخلي بالك منك يوم عن يوم كنتي بتكبري أكتر، وبدأ شعوري يتغير من مجرد حماية لدقات غريبة كدة مش فاهمها، مسؤولية خوف حماية غيرة شوق لو بعدتي دقايق كل دا مالوش معني تاني غير الحب، أنا غلطت أنا عارف، وبحمد ربنا دايما أني ما اذتكيش، ما كنتش هسامح نفسي أبدا يا مايا لو كنت أنا اللي اذيتك...

ما ان أنهى كلامه اندفعت تعانقه بعنف ليسقط على ظهره لتتعالى ضحكاته يضمها لأحضانه أكثر فأكثر رفع وجهها ينظر لمقلتيها يسألها بصوت خفيض نادم:
- أنتي كرهيتيني يا مايا، يعني بسبب اللي كنت عايز اعمله كرهتيني حتى لو دقايق
ابتسمت له تحرك رأسها بالنفي دون تردد مدت يدها تداعب لحيته النامية:.

- أنا عمري ما كرهتك يا أدهم آه كنت زعلانة منك جداا، بسبب اللي كنت عاوز تعمله، على قد ما حقيقي كنت فرحانة، انك بتحبني وما قدرتش تأذيني...
نظر لمقلتيها يردف فجاءة دون مقدمات:
- وإن كنت اذيتك يا مايا كنتي ممكن تسامحيني
وعكس ما توقع ردود كثيرة إلا انها ضحكت بخفة تحرك رأسها بالنفي تردف من بين ضحكاتها:
- ما كنش هينفع أصلا، كان زمان بابا عملك شاروما يا قلبي.

حمحم في حرج لحظات قبل أن ينفجر ضاحكا هو الآخر يحرك رأسه بالإيجاب حمزة لم يكن سيتواني عن تعذيبه حيا وتشريح جثته ميتا أن كان مس ابنته بسوء، اختفت ضحكاته شيئا فشئ إلا أن باتت ابتسامة كبيرة تزين شفتيه امسك يمناها يشبك أصابعها بأصابعه تنهد يهمس لها مبتسما:
- رغم كل العذاب اللي مرينا بيه عشان نتجمع، إلا اني بمجرد ما بصحي من النوم اشوفك نايمة جنبي، بحس إن أنا أسعد راجل في الدنيا.

تلألأت الدموع في حدقتيها حين دفنت رأسها في صدره تخبره كم تحبه، في حين ابتسم هو عابثا يهمس لها:
- بقولك ايه ما تيجي في التابوت ونجيب حتشبسوت عشان منيرة ما تديناش بالشبشب
ضحكت لتتعالي ضحكاته المرحة ويده تسلل بخفة إلى زر الإضاءة!

صعد مراد إلى شقته يدندن بلحن أغنية قديمة
حين دخل وقف مكانه ينظر لتلك الشمعات التي تضئ الطاولة تأخذ شكل غريب، ليقطب ما بين حاحبيه يهمس في نفسه قلقا:
- هي روحية بتحضر أرواح ولا ايه.

تحرك ناحية الشموع، ليجد شئ أبيض صغير يظهر من بينهم مد يده يلتقطه يرفعه أمام عينيه ينظر بتمعن إلى سطح شاشته لتتوسع عينيه في ذهول، دهشة، فرحة جمدت جسده تحرك برأسه هنا وهناك يبحث عن روحية يظن فقط أنها مزحة، حين سمع صوت أحد أبواب الغرف يُفتح رآها تخرج، ترتدي فستان بيتي بسيط رقيق من اللون الوردي شعرها الأسود الطويل يسترسل بسلاسة حرا طليقا، لأول مرة يراها تضع تلك الأشياء الملونة في وجهها، جر ساقيه إليها جرا يقبض على ذلك في يده حين اقترب منها رفعه أمام وجهها يحرك رأسه بالإيجاب يسألها متلهفا:.

- البتاع دا صح يا روحية مش مقلب صح، أنتي حامل بجد.

توردت وجنتيها خجلا انخفضت برأسها على استحياء تحركها بالإيجاب، لتشهق خجلة حين عانقها بقوة للحظات فقط قبل أن يركض إلى المرحاض!، توسعت عينيها في دهشة لما ركض إلى المرحاض هل يعقل أنه يبكي بالداخل، لحظات أخري ورأته يهرول إلى غرفتهم افترش سجادة الصلاة يصلي شكرا لله ما أن سجد أرضا انفجر باكيا يستغفر يشكر الله على فضله، من أنعم عليه من حال إلى حال وشتان بينهما، انهي صلاته يرفع وجهها لها يبتسم وتهبط دموعه تحرك إليها وقف أمامها يحتضن وجهها بين كفيه مال برأسه يلثم جبينها بقبلة طويلة، ابتعد ينظر لها وهي لا تحيد بملقتيها عنه رأت نظراته تضطرب قلقا قبل أن يهمس لها بكلمة واحدة:.

- ملك يا روحية
لتفهم قلقه هو خائف من أن تفرق في المعاملة بين ابنته وابنتها او ابنها القادم، حركت رأسها بالنفي تعاتبه سريعا:
- اوعي تفكر في يوم يا مراد أني ممكن افرق بينها وبين المولود اللي جاي، ملك بنتي العوض اللي ربنا بعته ليا عشان يكون سلوي ليا في عز وجعي، والله يا مراد أنا بحس بيها لو جعانة او فرحانة زي ما تكون من دمي، أنا عمري ما هفرق بينهم أبدا.

زفر أنفاسه بارتياح ليضمها إليه يسحبها لصدره يلفها بذراعيه ابتسم يهمس سعيدا:
- ريحتي قلبي، مبروك يا روحية مبروك يا انقي واجمل واحلي ست في الدنيا، أنا ربنا راضي عني أنه رزقني بيكي
شردت عينيه لتخرج من بين شفتيه ضحكة عالية جعلتها تبتعد عن أحضانه تسأله في عجب:
- بتضحك على إيه
عاد يضحك من جديد حتى أدمعت عينيه نظر لها يردف من بين ضحكاته:.

- افتكرت أول مرة شوفتك فيها في الفرن، كان أقوى قصف جبهة اتعرضتله في حياتي يا روحية، لسه بدور على بقايا جبهتي من ساعتها
ضحكت هي الأخري عاليا تحرك رأسها بالإيجاب تتمتم متشفية:
- أحسن تستاهل عشان كنت رخم أوي وقليل الأدب
تجهمت قسمات وجهه فجاءة شمر عن ساعديه لتتوتر نظراته اختفت ضحكاتها تنظر به قلقة في حين أشهر هو سبابته أمام وجهها يتمتم حانقا:.

- لاء لو سمحتي ما اسمحلكيش، أنا قليل الأدب مش رخم، ما حدش قال عني رخم قبل كدة
تنفست الصعداء ظنت أنه غضب حقا تحركت ناحية باب الغرفة بهدوء امسكت بالمقبض قبل أن تخرج التفتت له تهمس باسمه حين نظر إليها ابتسمت في عبث تخرج له طرف لسانها:
- يا رخم يا رخم، طب يا رخم يا رخم يا رخم يا رخم
قالتها ضاحكة لتهرول للخارج في حين تعالت ضحكاته تحرك يهرول خلفها يصيح حانقا كطفل صغير:.

- روووحية خدي هنا، هو مين دا اللي رخم، استني يا بت، أنا اللي غلطان عشان سمعت كلام الاستاذة بتاعت دلع البنوتة دلع هاتلها اللي في قلبك كرع!
تقلصت ملامحها وقف في منتصف الصالة تنظر
له باشمئزاز تتمتم بقرف:
- ايه القرف دا يا مراد، اكيد ما حدش قال كدة خالص
شهقت متفاجئة حين رأته أمامها يحملها بين ذراعيه بخفة المخادع كان يخدعها لتتوقف وقد نال منها كورت قبضتها تضربه على صدره تهمس له حانقة:.

- عشان تصدقني أنك رخم وقليل الأدب
تعالت ضحكاته وهو يتحرك إلى غرفتهم يردفف يصحح جملتها:
- قولتلك أنا قليل الأدب بس مش رخم..
آخر ما قاله قبل أن يختفي بها خلف باب غرفتهم يصفع الباب في وجوه الجميع!

على صعيد الثالثة ليلا الجميع نيام في ذلك الوقت، في غرفة حسام وسارة، تملمت الأخيرة في نومها، بالكاد فتحت مقلتيها يغلبها النعاس بشدة، صوت خفيض يقرأ القرآن تسمعه بين الوعي واللاوعي يتسلل إلى رأسها فتحت مقلتيها تلك المرة تنفض النوم، انتصفت جالسة تبحث عن مصدر الصوت لا أحد حتى حسام لم يكن في الغرفة قامت من مكانها تتحرك لخارج غرفتهم رأت حسام يقف هناك يفترش سجادة الصلاة يصلي، نظرت للساعة الثالثة ليلا، الفجر لم يؤذن بعد، جلست على أحد المقاعد تنتظره إلى أن ينتهي، مرت عدة دقائق قبل أن يفرغ من صلاته التفت لها يبتسم في اتساع لتظهر غمازتي وجهه في حين ابتسمت هي خجلة تهمس له بصوت مرتبك:.

- تقبل الله
قامت يطوي سجادة الصلاة يضعها جانبا جلس مجاورا لها يغمغم مبتسما:
- منا ومنكم، أنتي ايه اللي مصحيكي دلوقتي، دلوقتي اقولك مسائية مباركة بما أن الصبح لسه ما طلعش
ابتسمت على استحياء احمرت وجنتيها خجلا، تفرك كفيها بتوتر، حمحمت مرتبكة تزيح خصلاتها خلف أذنيها تهمس له بتلعثم:.

- اا، أنا، صصحيت على صوتك وأنت بتقرا قرآن حقيقي صوتك مميز وحلو أوي، أنا ما كنتش أعرف أنك بتصلي، قصدي يعني ما شوفتكش قبل كدة بتصلي
ضحك بخفة يلف ذراعه حول كتفيها يقربه منه أكثر يردف ضاحكا:
- أنتي لحقتي تشوفيني، وبعدين حد قالك أن أنا من كفار قريش أنا الحمد لله بصلي دايما، بقولك ايه تيجي ننزل نتمشي على البحر
توسعت عينيها في دهشة ابتسمت تتمتم في ذهول:
- هو ينفع عادي.

ضحك عاليا يقرص مقدمة أنفها بخفة يردف مبتسما:
- أكيد ينفع، احنا مش عرسان وفي شهر العسل نعمل اللي احنا عايزينه يلا قومي البسي.

ابتسمت في حماس لتهرول إلى الغرفة تبدل ثيابها في حين اكتفي هو بتدبيل سرواله المنزلي بآخر من خامة الجينز، وبقي بال«تيشرت» الأسود، خرجت له بعد عدة دقائق تتهادي بفستان من اللون الكشمير الهادئ وحجاب أبيض وحقيبة صغيرة، أمسك بيدها يتحركان للخارج لشاطئ البحر يسيران متجاورين تتشابك أصابعه بأصابعها اشار لها إلى بقعة فارغة يحادثها مبتسما:
- تعالي نقعد.

جلست جواره على الرمال ليضع رأسها على كتفه ابتسمت في هدوء تشعر بهواء البحر المحمل برائحته المميزة يضرب جسدها، يداعب وجهها لحظات الصمت الهادئة لم يقطعها سوي جملته حين قال:
- سارة عايز اسألك في سؤال
ضحكت بخفة تحرك رأسها بالإيجاب تنتظر أن تسمع سؤاله العجيب والذي بالتأكيد سيكون أكثر من مضحك ولكنه لم يكن ذلك تماما، تجمدت ابتسامتها شحب وجهها حين سألتها بهدوء تام:
- ليه عملت نفسك نايمة يوم فرحنا!

شخصت حدقتيها مدهوشة لتبتعد برأسها عن كتفه تنظر له مصدومة تتمتم:
- أنت عرفت إزاي
كان رده ضحكة عالية التفت بجسده ليصبح مقابلا لها يغمغم لها ضاحكا:
- احلي حاجة فيكي يا سارة أنك صريحة حتى ما حاولتيش تكذبي، بتعترفي من قبل القلم
لم تضحك فقط ظلت تنظر له مصدومة عينيه متسعة ابتسم هو في رفق يقرص وجنتها بخفة:.

- أنتي ناسية أن أنا دكتور، حتى لو مش دكتور، اي حد ممكن يلاحظ أن نفسك ما كنش منتظم وانتي نايمة، دقات قلبك لما قربت مسكت إيدك كانت سريعة عن العادي، وايدك متلجة، ممكن اعرف ليه عملتي نفسك نايمة، أنا عديتها وما رضتش اضايقك بس اعتقد من حقي أعرف
اخفضت رأسها تنظر للرمال أرضا بلعت لعابها الجاف تهمس بصوت خفيض متوتر حزين:.

- أنا كنت متضايقة منك، عشان زعقلتي يوم فرحي قدام الناس، ما راعتش أبدا أن دي ماما وأنا اكيد هبقي قلقانة عليها، ورفضت اني اروح معاكوا لاء وكمان زعقتلي قدام كل اللي واقفين، فقولت والله لانكد عليك زي ما نكدت عليا
توسعت عينيه مع جملتها الأخيرة لينفجر في الضحك بعدها بلحظات، جميع من في هذه العائلة مصاب بانفصام يكاد يقسم بذلك، رفع وجهها عن الأرض ينظر لحدقتيها يبتسم في هدوء:.

- ولو أني مش غلطان بس أنا آسف اني زعقتلك، كنتي هتيجي معايا ازاي يا سارة المستشفي بفستان فرحك، ما كنش منطقي أبدا، أني اسمحلك تيجي معايا، لما زعقت، زعقت من الموقف اللي كنا فيه، خلينا نتفق على قاعدة نمشي عليها في حياتنا يا سارة
نظرت له باهتمان تنتظر ما سيقول ليبتسم يردف في هدوء:.

- ما حدش فينا يخبي على التاني اي حاجة مضيقاه، سواء من الطرف التاني او من الحياة عموما، أنا بحب فيكي صراحتك في العموم يا سارة، ما تخبيش عليا أنا، ما تخبيش عليا حاجة يا سارة وتقرري تتصرفي من دماغك على أنه عقاب ليا عشان المرة الجاية هيبقي ليا رد فعل مختلف
قطبت ما بين حاجبيها تنظر له قلقة ماذا يقصد برد فعل مختلف، هل سيضربها؟!، لم يستطع لسانها أن يُخفي سؤال تبادر إلى ذهنها:
- هتضربني يعني؟!

ضحك حسام عاليا يحرك رأسه يآسا يتمتم ساخرا:
- نبطل فرجة على أفلام وقراية روايات هابطة، اولا أنا دكتور، أنا بقول أنا دكتور في كل جملة عادي المهندس مش أحسن مني، ما فيش دكتور بيضرب يا ماما، ثانيا ودا الأهم أنا ما اتربتش على اني أمد ايدي على واحدة ست أبدا، اقوم أمد ايدي على مراتي.

ابتسمت في حبور رده الهادئ ازال توترها بالكامل من جملته السابقة ولكن بقي السؤال يدور في حلقات عقلها، ماذا يقصد برد فعل مختلف، ويبدو أن حسام فهم فيما تفكر ابتسم يردف في هدوء:.

- التجاهل يا سارة، صدقيني التجاهل أسوء شعور ممكن يمر على واحدة ست، أنا عارف الستات كويس، دا أنا عايش بينهم بقالي سنين، التجاهل اللي يحولها من بطلة الفيلم لكومبارس صامت ما حدش بيبص عليه، المرة الجاية اللي هتقرري فيها من نفسك أنك تخبي عليا حاجة او تعملي اللي عملتيه دا تاني، هخليكي تلفي حوالين نفسك عشان اكلمك كلمة واحدة.

ضيقت عينيها تنظر له حانقة الماكر يعرف كيف يضايقها حقا بهدوء الخبيث، ابتسمت في اصفرار تحرك رأسها بالإيجاب ليشبك يده في يدها يحادثها مبتسما:
- تعالي يلا نشوف مطعم فاتح دلوقتي اكاد من فرط الجوع أذوب.

ضحكت بخفة توافقه الرأي تشعر بالجوع حقا هي الأخري، تحركا سويا إلى أقرب مطعم، دفع الباب الزجاج ليدخلا سويا، نظر النادل لهما في اندهاش نادرا ما يأتي أحد الآن لتناول الطعام، تحرك ناحيتهم التقط حسام منه قائمة الطعام يطلب له ولسارة الطعام، حين رحل النادل، نظر حسام لسارة يخرج من جيب سرواله علبة زرقاء صغيرة مخملية اللون، فتحها يخرج منها خاتم له ماسة زرقاء صغيرة مد يده يجذب كف يدها يلبسها الخاتم برفق، قبل كف يدها يردف مبتسما:.

- عادة عند ذكور عيلة السويسي تقريبا اللي اخترعها الحج، الخاتم اللي ماسة زرقا، دا ذوق الدكتورة لينا يارب يكون عجبك
نظرت للخاتم في يدها يغزو شفتيها ابتسامة كبيرة سعيدة حركت رأسها بالإيجاب تهمس في سعادة:
- حلو أوي يا حسام بجد جميل حقيقي، بس هو أنت ليه بتقول لطنط لينا، دكتورة لينا ليه مش بتقولها يا ماما.

تقلصت ابتسامة حسام شيئا فشئ إلى أن باتت صغيرة باهتة للحظات شعرت أنها رأت دموع تتجمع في ملقتيه اختنق صوته يردف:
- واقولها يا ماما، هي مش أمي، هي مرات أبويا، والدتي الله يرحمها كان أجمل واحن ست في الدنيا، ما فيش اي واحدة تانية تقدر تاخد مكانها في قلبي، آه مرات أبويا حنينة وطيبة في معاملتها، بس عمرها ابدا ما هتبقي مكان أمي.

اضطربت حدقتيها حزنا مدت يدها سريعا تمسك بكف يده تضغط عليه بخفة رفع عينيه ينظر لمقلتيها لتهمس له معتذرة:
- حسام أنا آسفة لو كلامك زعلك والله ما كانش قصدي
امسك كفها يلثمه بقبلة صغيرة ابتسم يحرك رأسه بالنفي رفع يده يزيح نظاراته الطبية يسمح تلك الدموع التي تجمعت في مقلتيه، حين آتي النادل بالطعام، توسعت عيني سارة باندهاش تصيح فيه:
- ايه كل الأكل دا يا حسام...
ضحك بخفة يشمر عن ساعديه يتمتم ضاحكا:.

- عشا العرايس يا قلب حسام، يلا مدي ايدك.

قام من مكانه يحمل المقعد الخاص به يتحرك ليجلس جوارها يلصق مقعده بمقعدها، يمزق أحدي قطع الدجاج يدسها في فمها واخري في فمه يحشي فمها حتى بدأت تموء من كثرة الطعام عاجزة عن الكلام التفت لها برأسه لينفجر ضاحكا، اخرج هاتفه سريعا يلتقط لها صورة بفمها المنتفخ، بصعوبة بلعت ما في فمها حين أرادت أن تصرخ فيه وجدت قطع الدجاج تملئ فمها من جديد نظرت له تكاد تبكي في حين لا يتوقف هو عن الضحك، داخل المطعم ضحكاته لا نهاية لها.

حين بدأ الفجر يسطع بنوره على المكان على شاطئ البحر نسيم الفجر العليل، تقف أمام شاطئ البحر تتطاير خصلات شعرها خلفها تنسجم مع الهواء كأنهما جزء من كل، كل منهما يكمل الآخر، لاحت ابتسامة راضية هادئة على شفتيها، تشعر بروحها حرة جسدها طليق، انكسرت كل قيود الماضي، لتقيد نفسها بملئ إرادتها بقيود العشق الحر، قيود خاصة تلف القلب تطير بالروح لأعلي حين لا حدود لا قيود، الآن هي شخصية مختلفة تماما عن سابقتها كسرت قيد الخوف من الشيطان وارتدت قيد العشق للحبيب، توسعت ابتسامتها حين شعرت بشطر روحها الآخر يقترب منها يلحم جسده بها حين عانقها يضم ظهرها لصدره يحاوطها بذراعيه، نظرت ليده التي تحاوط بطنها لتتوسع ابتسامتها أكثر هل يا تري علم، هل يشعر بطفله الصغير، هنا ينبت، سمعت همسه العاشق جوار اذنيها:.

- قلقتيني، صحيت ما لقتكيش...
لفت رأسها تنظر لقسمات وجهه تتفرس النظر إليها وضعت يدها على يده كأنها تخبر الصغير انظر هذا والدك وهو أكثر شخص حنون ورائع في الدنيا، تسارعت دقات قلبها حان الوقت لتخبره بما تخفيه، شبت على أطراف أصابعها قليلا لتقترب من أذنه تهمس له بصوت خفيض ناعم:
- أنا حامل.

ابتعدت ببطئ تنظر لردة فعله لتلوح على شفتيها ابتسامة صغيرة حين رأت عينيه الشاخصة في دهشة قسمات وجهه التي تصرخ تعبر عن صدمته، تحرك برأسه ناحيتها في لحظة ينظر لها لتبتسم دمعت عينيها تحرك رأسها بالإيجاب تحركت يديه على بطنها يتمتم متلعثما مذهولا:
- حح ححامل بجد، يعني ههنا، ابني هنا، انتي حامل بجد، بجد يا لينا.

انزلقت الدموع من مقلتيها تحرك رأسها بالإيجاب مرة تليها أخري وأخري وأخري تؤكد له ما تقول، قطب ما بين حاجبيه يردف مندهشا:
- ازاي من اسبوعين بس كنتي بتعيطي عشان ما فيش حمل
ضحكت بخفة تحرك رأسها بالإيجاب التفتت له بجسدها تلف ذراعيها حول عنقه تردف مبتسمة:.

- ايوة فاكر، بصراحة خوفت ليكون حصلي مشكلة بعد الاجهاض، استنيت كام يوم وروحت أكشف عند دكتورة نسا، عملتلي تحليل دم، لقيتها بتقولي أنتي حامل، استغربت وقولتلها إزاي الاختبار كان سالبي، قالتلي أن الاختبار دي ساعات بتغلط وإن تحليل الدم هو الفايصل
- ليه خبيتي عليا من وقتها ليه ما قولتيش، تمتم بها مدهوشا ينظر لها معاتبا رفعت كفها تبسطها على وجنته برفق نظرت لحدقتيه تهمس بنعومة مبتسمة:.

- كنت عايزة اعمهالك مفاجأة، مبسوط؟
- مبسوط
كرر كلمتها بنبرة رخيمة مرتجفة قبل أن تدفع عينيه الدموع تهبط على وجهه بعنف انتشل جسدها بعنف يضمها لاحضانه يعتصرها داخل صدره سمعته يتأوه من عنف مشاعره، يديه تحاوطها بشدة وكأنها تريد إخفائها داخله، تلاشي بين يديه لتنبت من جديد بين روحه ودمه، أغرقت الدموع وجهه يتمتم بحرقة قلبه المشتعل من السعادة:.

- مبسوط نقطة في بحر ما توصفش سعادتي، عمري ما تخيلت أن الدنيا ممكن تضحكلي بعد كل اللي مريت بيه، دلوقتي أنتي حامل يا لينا...
خرجت من بين شفتيه صيحة عالية لم يستطع اخفائها ليحملها بين ذراعيه يلتف بها حول نفسه يصرخ من سعادته في حين تعلقت هي بعنقه بقوة تتعالي ضحكاتها.

في غرفة لينا وخالد، اغلقت لينا الخط مع ابنتها تسمح دموعها المتساقطة من شدة سعادتها ابنتها حامل، أخيرا السعادة عرفت طريقها لابنتها بعد طول عذاب، ستصبح جدة قريبا، يكاد قلبها يطير فرحا لسعادة ابنتها، تقدمت سريعا ناحية فراش خالد جلست جواره تهز جسده برفق تحاول إيقاظه:
- خالد، خالد، اصحي يا حبيبي
همهم ناعسا ليوليها ظهره جذب الغطاء يختفي خلفه يتمتم ناعسا:
- الصبح يا حبيبتي الصبح هعملك اللي أنتي عيزاه.

ضحكت بخفة لتمد يدها تزيح الغطاء عن وجهه مسدت خصلات شعره بأصابعها برفق اقتربت من رأسه تهمس جوار أذنيه:
- اصحي يا خالد لينا بنتك حامل
ما إن انهت جملتها فتح عينيه على اتساعهما هب جالسا ينظر لها محتدا ليصيح غاضبا:
- بنت الكلب بتستغفلني أنا هقتلها، الناس يقولوا عليا ايييه بنتي وطت راسي في الأرض
نظرت له مدهوشة في حين تسمر هو مكانه فجاءة يمسح وجهه بكفيه تنهد يهمس بارتياح:.

- دي متجوزة صحيح، حرام عليكي يا بنتي صرعتيني
نظرت لينا له للحظات مدهوشة قبل أن تنفجر في الضحك، عاد هو يجلس على الفراش اقترب يقرص وجنتها بخفة يتمتم حانقا:
- بتضحكي عليا يا اوزعة في حد يصحي حد من النوم كدة، قوم بنتك حامل، عايزة تجبيلي القلب يا ولية
عادت تضحك من جديد حتى أدمعت عينيها من الضحك في حين ينظر هو لضحكاتها يبتسم، لاحظت نظراته لتتوقف عن الضحك تنظر له تسأله مبتسمة:.

- بتصبلي كدة ليه، وبعدين ما قولتش اي حاجة ليه على خبر حمل لينا
توسعت ابتسامته يزيح خصلاتها المتدلية خلف أذنيها يتمتم بهمس سعيد:
- أكيد مبسوط وسعيد جداا، مبروك يا لوليتا هتبقي أحلي تيتا في الدنيا دي كلها
ضحكت عاليا تحرك رأسها يآسة يري سعادته من خلالها هي فَرِح بخبر حمل ابنته لأنه ستصبح جدة، احتضنت وجهه بين كفيها تنظر لمقلتيه تهمس بخفوت حاني:.

- يعني أنت مبسوط عشان أنا هبقي تيتا، كلامك مجنون زيك يا حبيبي
شعر هو في تلك اللحظة أنه في حاجة ماسة ليفيض لسانه بكلمات الغزل قبل يدها التي تحتضن وجهه يهمس بصوت خفيض حاني عاشق:
- معكي يبدأ الكلام، وبكي تنتهي، والسعادة من غير ضحكاتك لا تكون..
فرحتي بحمل لينا الضعف عشان هي بنتي ومن دمي وعشان فرحتك وانتي فرحتك هي أكبر سعادة ممكن تحصلي.

جذبته إليها ليضحك بخفة يرتمي بين أحضانها يطوقها بذراعيه يختبئ كل منهما في روح الآخر.

في دوامة العشق لا الأحبار تكفي ولا الأوراق تُشبع ولا الكلمات وحدها تعبر عن فيضان يُغرق القلوب، يسلب العقول، يسحر الألباب، العاقل هنا هو المجذوب
سحر خاص جمع زرقة السماء الصافية بصخور الأرض الصلبة منذ سنوات، وامطار السماء تروي الصخور بقطرات عشق لن يجف حتى مع كلمة النهاية، مع سرعة دقات القلب تتسارع أيام العشق تجري كومضات بالكاد تراها ولكن أبدا لن تنساها...
في المقابر الخاصة بعائلة السويسي.

جلس زيدان على ركبتيه أمام قبر أبيه اليوم ذكري وفاة أبيه مرت سنوات طوال منذ أن تركه ورحل للأبد وابدأ لم يغب عن قلبه لم تنساه عينيه، لاحت ابتسامة صغيرة راضية على شفتي زيدان يحادث أبيه مبتهجا:.

- وحشتني يا بابا وحشتني أوي، عايز اقولك خبر هيفرحك أوي لينا قربت تولد خلاص، هيبقي عندك حفيد ابسط يا عم، وماما حالتها بتتحسن أنا صحيح لسه مش قادر اصفي من ناحيتها بس هي والدتي، خالي لسه زي ما هو ما بيتغيرش والله صدقني، تخيل لسه بيغير على ماما مني، أما لينا فعاملة زي الوردة بتفتح من أول وجديد جوا حضني، ما بقاش في مكان للحزن أو الألم، مش عايز اقولك بقي الواد حسام مسخرة، من يومين في واحد طلع يجري وراه في المستشفي عشان مراته ولدت بنت وهو كان عايز ولد وحسام يصرخ ويقوله وانا مالي...

صمت للحظات قبل أن يتنهد بحرقة دمعت عينيه يتمتم بحرقة:
- ما فيش حاجة ناقصة، ما فيش حاجة ناقصاني غيرك يا بابا، نفسي احضنك تاني ولو لمرة واحدة
- وأنا مش أبوك ولا ايه يا ابن الكلب...

توسعت عيني زيدان ينظر خلفه ليري خالد يقف خلفه يبدو أنه آتي لزيارة زيدان هو أيضا، خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتي زيدان تحرك ينفض الغبار عن ملابسه اقترب من خالد وقف أمامه ليجذبه الأخير إلى أحضانه يربت على ظهره بخفة يردف في هدوء حاني:
- اعتقد أنك عارف وأنا مش محتاج اقولك أبدا أنك ابني وسندني ومعزتك من معزة لينا وحسام ويمكن زيادة شويتين تلاتة...

أدمعت عيني زيدان يشدد على احتضان خالد وعينيه معلقتان بقبر أبيه يشعر وكأنه يحتضنه هو، لحظات طويلة هادئة مثلجة للقلب لم يقطعها سوي صوت لينا الحانق:
- كنت عارفة والله أنك بتحبه أكتر مني ماشي يا بابا.

التفت سريعا لمصدر ليجد لينا تقف هناك بفستانها البني بلون عينيها المنتفخ هاهي زوجته الحبيبة في شهرها التاسع حذاء رياضي أبيض مريح لقدميها، ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه في حين زمت هي شفتيها حانقة اقتربت من قبر أبيه تحادثه:
- شايف يا عمي، بابا بيحب ابنك أكتر مني، وابنك طول النهار في الشغل وجه على هنا وما اتصلش حتى يطمني عليه، وأنا زعلانة منه ومش هولد ومش هجيبله البيبي.

انفجر خالد في الضحك ينظر لابنته ساخرا يتمتم متهكما:
- هتخزينه جوا يعني
اشاحت بوجهها بعيدا غاضبة ليضحك خالد بخفة ربت على كتف زيدان يتمتم مبتسما:
- خد المجنونة مراتك واستنوني برة، عايز أبوك في كلمتين لوحدنا.

اقترب زيدان من لينا يمد كفه إليها لتتجاهل يده تحركت ناحية سيارة والدها التي أتت بها، ليتحرك زيدان يلحق بها جلست على الاريكة الخلفية تشيح بوجهها بعيدا عنه ليفتح الباب الآخر دلف إلى السيارة جلس جوارها يتمتم مبتسما:
- طب انتي زعلانة ليه طيب
التفتت إليه تنظر له حانقة لتصيح مغتاظة:.

- ما اتصلتش بيا ولا مرة النهاردة، والنهاردة سنوية باباك وما عرفتنيش، وأنا متغاظة منك ومش عارفة ليه، ابنك مش مبطل خبط في بطني ليل نهار
ضحك عاليا هرمونات الحمل تفعل بها الافاعيل، اقترب منها يحاوطها بذراعيه يحتضنها مسح على رأسها يتمتم مبتسما:
- طب يا ستي حقك عليا، حلو كدة.

ابتسمت في حبور هادي تريح رأسها على صدره لحظتين فقط قبل أن تشعر بألم بشع طرق فجاءة صرخت من الألم تشعر بدماء ربما تسري على قدميها ابتعد زيدان عنها مفزوعا ينظر لها يصيح مذعورا:
- مالك يا لينا
ابتعدت عنه تقبض على كفه بأظافرها تصرخ من بشاعة الألم:
- الحقني يا زيدان شكلي بولد، اااااااه.

في اللحظة التالية رأت والدها يهرول ناحية السيارة انسل زيدان من بين يديها ليقفز للمقعد الأمامي جلس والدها جوارها يحاول تهدئتها تمسكت بسترته تصرخ من الألم في حين زيدان يصارع الطريق، يحادثها بين حين وآخر فزعا:
- قربنا نوصل، قربنا
الألم لا يوصف بشع مؤلم جسدها بأكمله يحترق عظامها تتفتت، لم تنتبه أنها كانت تمسك كف والدها تغرز اظافرها فيه الا حين أن رأت قطرات الدماء تسيل من يده انهمرت دموعها تصرخ متألمة:.

- اااااه، أنا آسفة يا بابا
مد كف يده الآخر اليها يمسح على رأسها برفق يحادثها:
- آسفة على ايه يا عبيطة خدي ايديا الاتنين فداكي، بس انتي اهدي حاولي تتنفسي خلاص بصي قربنا نوصل.

في مستشفي الحياة تحديدا في الغرفة الخاصة بحسام تجلس سارة على مقعد أمامه طاولة صغيرة تستند بمرفقها على سطح الطاولة تزم شفتيها مغتاظة تنظر لكم الأوراق أمامها تبقي آخر امتحان وتنتهي من الترم الاول في سنتها الدراسية الثانية، تكاد تحترق غيظا من زوجها العزيز، رفعت وجهها عن الأوراق حين دلف حسام إلى الغرفة يمسك في يده ملف لأحدي المرضي، التي عانت من حالة إجهاض مؤخرا، رفع وجهه عن الأوراق أمامه ينظر لزوجته ابتسم في سماجة يتمتم:.

- ما بتذاكريش ليه
قلبت عينيها تتنهد بضجر القت الأوراق من يدها على سطح الطاولة تتمتم في غيظ:
- يا حسام زهقت، طب أريح شوية ولما نروح ابقي اكمل مذاكرة
ما إن انهت كلامها انفجر حسام في الضحك ينظر لها ساخرا دق بسبابته على سطح مكتبها الصغير يتمتم متهكما:.

- ااه لما نروح لاء ما بقتش باكل من الكلام دا، أول ما بنروح هقعد مع طنط لينا شوية هقعد مع عمو خالد شوية، بص يا حسام في فيلم كوري جديد هايل نزل، هروح اعمل كيكة مع طنط لينا، ابوكي يتصل عازمنا على الغدا، أو ابويا يتصل يعزم ابوكي على الغدا وفي الحالتين بتفضلي تلاعبي محمود وحسام طول الليل لحد ما تقعي نايمة زي القتيلة، أنا قدامي لسه ساعة وممكن اخليهم ساعتين تلاتة أربعة بس مش هتتحركي من هنا يا سارة قبل ما تخلصي المادة دي.

شدت على أسنانها تكور قبضتها للحظات قبل أن تبتسم في خبث تعزم على استخدام دلال الانثي داخلها علها تعلها تؤثر فيه، قامت من مكانها تسبل عينيها ببراءة شديدة اقتربت منه تلف ذراعيها حول عنقه تهمس بدلال ناعم:
- طب وعشان خاطري يا حوسو...
ارتسمت ابتسامة ناعسة ولهة على شفتيه فابتسمت داخليا ظنت أنه تأثر بها إلا أن ابتسامته اختفت سريعا فك ذراعيها من حول عنقه ابتسم في اصفرار يتمتم:.

- لاء بردوا واترزعي بقي كملي مذاكرتك...
تأففت حانقة قبل ان تلكمه في صدره بقوة من الغيظ عادت ترتمي على مقعدها تتمتم بالكثير
من الكلمات الحانقة الغاضبة تلتقط الأوراق بعنف تريد تمزيقها من غيظها في حين ابتسم حسام في هدوء كاد أن يتوجه لمقعده هو الآخر حين سمع دقات مهرولة على باب غرفته دخلت أحدي الممرضات تصيح سريعا:
- دكتور حسام بسرعة في حالة ولادة مستعجلة.

كالعادة نداء الواجب تحرك سريعا يركض لخارج المستشفي ويالدهشة حالة الوضع العاجلة كانت لشقيقته، توسعت عيني في ذهول للحظات وهو يري لينا مسطحة على سرير يهرول لغرفة العمليات خلفها تركض والدتها، اقترب خالد منه يصيح فيه:
- أنت واقف عندك كدة ليه ألحق أختك.

استعاد وعيه في تلك اللحظة ليركض ناحية غرفة التعقيم في تحرك خالد وزيدان يزرعان الممر أمام غرفة الجراحة كل منهما قلق، الدقائق تمر ببطئ رهيب، قبل أن يدوي صوت صراخ طفل صغير، تصنم زيدان مكانه ينظر لباب غرفة الجراحة قلبه يتقافز داخله قفصه الصدري، هل ما سمعه صحيحا طفله، طفله هو، دقائق أخري من الصمت قبل أن يدوي صوت صراخ طفل آخر عقد خالد جبينه ينظر لزيدان لما يبكي الطفل مرتين، أم أنهم طفلين!، لينا رفضت تماما أن تعرف جنس المولود طوال فترة الحمل، أيعقل أنها كانت تحمل بتؤام، وكم يتمني ذلك، أجفل على حركة الباب وخروج لينا زوجة خاله تحمل طفلين كل منهما على أحد ذراعيها، الدهشة الجمت خالد وزيدان معا، ينظران للينا والطفلين في ذهول، خرجت ضحكات يحادث شخص ليس موجود معهم من الأساس:.

- طب كنت عارف منين بقي أنهم هيجيبوا تؤام يا عم زيدان
نظر زيدان لخاله يحرك رأسه بالنفي هو حقا لم يكن يعرف وخالد لم يكن يقصده هو، تحرك زيدان ناحية والدته يحمل الصغير الملتف في لفافة وردية اللون يقبل قمة رأسها رفع وجهه ينظر للينا حين قالت مبتسمة:
- اللي في ايدك دي بنوتة، ودا ولد، لينا جابت بنت وولد
أدمعت عيني زيدان يحمل طفله الآخر على ذراعه ابتسامة كبيرة تأكل وجهه قبل جبين الفتي يهمس له بإذنه:
- ياسين.

وبالمثل قبل جبين الفتاة يهمس لها:
- وانتي وتين قلبي
ما كاد يحمل طفليه لدقيقة التقطهما خالد منه بهدوء تام نظر ناحية زوجته يحادثها مبتسما:
- تعالي نروح أوضة لينا يلا
نظر لزيدان ابتسم يتمتم ساخرا قبل أن يغادر:
- نفض لنفسك يا حبيب خالك
توسعت عيني زيدان في ذهول خاله أخذ أطفاله من بين يديه ورحل هكذا...

في غرفة لينا السويسي.

فتحت عينيها تتأوه من الألم، الذي خف لحد كبير بفعل المسكنات التي حقنها بها حسام بعد الوضع، التفتت برأسها تبحث عن طفليها في لحظة دخول والدتها الغرفة وخلفها والدها الذي يحمل الطفلين، ابتسمت بشحوب تحاول الاعتدال لتقترب لينا منها تسعادها برفق إلى أن جلست شبه منتصفة مدت يديها لوالدها تأخذ الطفلين تضمهما لصدرها برفق أدمعت عينيها تنظر لهما، قبل أن تتحرك بمقلتيها تبحث عنه أين زوجها، كادت أن تسأل عنه حين رأته يدخل من باب الغرفة اقترب من فراشها جلس جوارها يقبل جبينها تنهد يهمس بارتياح:.

- الحمد لله، الحمد لله أنك بخير، الواد حسام طمني وقالي أنك زي الفل
ابتسمت في شحوب تريح رأسها على صدره الآن فقط عملت لما تأخر في حين ابتسم خالد يتمتم ساخرا:
- أكياس جوافة قاعدين قدام اهاليكوا أنا مش فاهم أنا كنت فين وانتوا بتتربوا...
ضحك الجميع التقط زيدان الصغيرة من بين يدي لينا نظر للصبي على قدميها وللصغيرة على يديه يتمتم مبتسما:
- ياسين، ووتين.

أعجبت لينا زوجة خالد بالأسماء كثيرا في حين نظر خالد لهما باشمئزاز يتمتم حانقا:
- ايوة وما تسميهوش خالد ليه يعني يا ولاد الكلب
وللمرة الثانية تمتلئ الغرفة بالضحكات في حين اقتربت لينا من زوجها تردف ضاحكة:
- يا حبيبي ما زيدان اسمه خالد اصلا، فيسمي خالد بردوا، يبقي خالد خالد زيدان الحديدي، ياسين اسم جميل جداا.

ابتسم خالد في هدوء هو كان يمزح والجميع يعلم اقترب يأخذ حفيديه بين ذراعيه يقبل جبين كل منهم يتمتم مبتسما:
- مش هيفتحوا عينيهم بقي، عايز اعرف حد خد لون عينيا ولا لاء
في تلك اللحظات فتحت الصغيرة عينيها الزرقاء الواسعة الشبيهة لعيني والدها تنظر لخالد قبل أن تنفجر في البكاء، أخذته لينا زوجته منه سريعا تهدهدها ليغمغم هو ساخطا:.

- ماشي يا وتين يعني مش كفاية واخدة عينين ابوكي لاء وكمان بتعيطي لما تشوفيني ولا شوكولاتية يا جزمة، هو حبيب قلب جدو دا اللي هيطلع زيي
استيقظت الصغير على صوت بكاء صغيرته فتح مقلتيه ينظر لجده بعينيه الزرقاء هو الآخر ليغض خالد شفتيه غيظا يتمتم حانقا:
- حتى أنت يا ياسين، أنت ايه طابعهم بالكبرونة
في وسط الضحكات دق حسام الباب بشكل مرح متواصل دخل إلى الغرفة مبتهجا يتمتم سعيدا:.

- فين أم العيال، حبايب خالو، ما رضتش اخش بايدي فاضية جايبها بخمسة وتسعين جنية
القي حسام علبة من الحفضات لحديثي الولادة
ناحية زيدان، اقتربت سارة من لينا تعانقها تبارك لها، في حين صاح حسام معترضا:
- بما إني الدكتور اللي ولدت الهانم وخرمت ودني بصويتها وخال العيال في الوقت ذاته، فأنا من حقي أنك تسمي الولد على اسمي...
اعطي خالد الصغير لزيدان ليقترب من ولده امسك بتلابيب ملابسه يصيح مستهجنا:.

- أنت اي واحدة بتولدها بتسمي ابنها على اسمك، هنصحي بكرة الصبح نلاقي البلد كلها حسام، الله يخربيتك.

بعد مرور أسبوع في فيلا خالد السويسي
في الصالة الكبيرة طاولة طويلة يصتف على سطحها أنواع مختلفة من الطعام والحلوي وخصوصا تلك الحلوي الخاصة بسبوع المولود، المكان يكتز بالداخل السيارات تملئ الحديقة خارجا.

سارة تجلس جوار والدتها تحمل أحد اشقائها في حين تحمل والدتها الآخر سهيلة تجلس جوارهم تحمل أحمد الصغير على قدميها، وبدور ومعها سيلا، أما خالد الصغير يركض بين الجموع في حلة الطيار الجديدة التي اشتراها حمزة له بالأمس، أمام السيدات على الطاولة مجلة شهيرة على سطح غلافها صورة عثمان ومعه سارين وهما يحملان كأس فوزه ببطولة العالم لهذه السنة وبالخط العريض كُتب أسفل الصورة.

« الصياد العاشق يحتقل بصحبة زوجته بفوزه في بطولة العالم للفروسية، في أحدي المنتجعات السياحية في لبنان ».

توقفت سيارة أدهم بالخارج لينزل أدهم ومن جواره مراد الذي يحمل ملك الصغيرة بين ذراعيه في حين تحمل حورية ملاك ابنتها صاحبة الثلاثة أسابيع لينا وضعت حملها في نهاية شهرها التاسع أما روحية ففي بدايته، أمسك مراد بيد روحية يبتسم لها سعيدا ينظر لابنته الصغيرة، نزلت منيرة ومايا، بسطت مايا يدها على بطنها المسطح، لا تزال في بداية شهرها الثاني، منيرة جدعة أدهم كادت تطير من الفرح حين علمت بحملها...

تحركوا جميعا للداخل الاحاديث الضحكات تأتي من هنا وهناك، اقترب أدهم من حمزة يعانقه ليلتفت له الاخير يصيح مرحبا:
- اهلا اهلا بحابيب بابا، دا ايه المفاجأة القمر دي
ضحك أدهم يربت بيده على بطن مايا برفق يغمغم مبتهجا:
- ولسه في مفاجأة أحلي هتبقي جدو يا زوز مايا حامل في شهرين
انفرجت قسمات وجه حمزة فرحا أسرع يعانق ابنته أدمعت عينيه يبكي ويضحك من سعادته يصيح فرحا:.

- مبروك يا حبايبي ألف مبروك، ايوة كدة دي الأخبار اللي تفتح النفس...
الخادمات تتحرك هنا وهناك نزل زيدان تمسك بيده لينا تتهادي بصحبة لينا كل منهما يحمل أحد الصغيرين، الجميع حاضر تقريبا عادا خالد ولينا...

في غرفة المكتب جلس خالد على أحد الارائك ينفحص غلاف الصور الخاص بهم تروي شفتيه ابتسامة واسعة، ينظر لصورة لينا ابنته وهي طفلة صغيرة، والآن ها هي تقف خارجا تحمل صغيرتها، كم مرت سنوات العمر سريعا دون أن يشعر أخيرا، السعادة للجميع، اجفل على صوت لينا تحادثه بتلهف:
- خالد أنت قاعد هنا يلا عايزين يبدأوا السبوع.

رفع وجهه ينظر لزوجته لتتوسع ابتسامته يحرك رأسه بالإيجاب الآن فقط عرف كيف مر الدهر دون أن يشعر، فالسنوات في عينيها تمر لحظات، أسير هو منذ الطفولة إلى الكهولة، أسير عينيها، قيدته قديما والآن بلعنة عشقها فأصبح أمام الجميع عاشق مجنون، وكل من ينظر إلى أفعاله لا يقول سوي أن ما يفعله هو جنون عاشق، كانت لقلبه الخائف المتعب دواء وترياق، فكان عشقها ترياق، سقط مكبلا في قيودها هو من لف بيديه قيود عشقهما معا حول قلبها وروحه ليجمعهما معا قيود خاصة، فللعشق قيوده الخاصة، في حكايتهم يوجد بداية وابدأ لن توضع كلمة النهاية، فالعشق لا يموت بل يتجد مع كل نفس همسة دقة قلب، للعشق قوانين لا يعرفها سوي من وضعها ولم يضعها سوي مجنون الجميلة...

تحرك يشبك أصابعه بأصابعها رفع كفها يلثمه بقبلة حانية شغوفة طويلة، تحركا للخارج، يلتف الجميع حول تلك السيدة التي تدق الهون تحادث الصغيرين ليصيح خالد في وسط حديثهم:
- اسمعوا كلام جدو خالد يا واد انت وهي
لتصيح لينا معترضة هي الأخري:
- يا سلام واشمعنا أنا واسمعوا كلام تيتا.

تعالت ضحكات الجميع، بعد انتهاء فقرات السبوع وقف خالد يحمل ابنة ابنته يداعبها بوجهه حين اقترب منه خالد الصغير ابن بدور يشد سرواله يحادثه:
- جدو عايز اشيلها.

اشار خالد إليه إلى أقرب يخبره بأن يذهب ويجلس هناك، هرول الصغير سريعا ليقترب خالد منه يضع الصغيرة بحذر بين ذراعيه، توسعت عيني الصغير ينظر لتلك الصغيرة صاحبة الأعين الزرقاء الواسعة، يتسمك بها بحذر خوفا من أن تسقط، رفع رأسه يصيح بجملة عالية جعلت الجميع ينظر إليه:
- هو أنا ينفع لما أكبر اتجوزها
لحظات من الصمت المطبق قبل أن تتعالي صيحات الجميع بجملة واحدة:
- تاااااني.

تعالت ضحكاتهم جميعا ليقترب زيدان يأخذ ابنته من بين ذراعي الصغير يتمتم حانقا:
- هات ياض بنتي ياض خلاص شبطناها الحكاية دي، أنت يا ست لوليا، تعالي شوفي بنتك بتتجوز..
تحرك زيدان بعيدا يتحدث ساحظا يخفي ابنته بين أحضانها ينظر للصغير شرزا، في حين اقتربت لينا زوجة خالد منه تمسك بكفه تغمغم ضاحكة:
- تاني يا خالد، تاني
ضحك هو الآخر يلف ذراعه حول خصرها يقربها منه ابتسم في توسع يغمغم:
- وعاشر كمان...

قربها أكثر من صدره يهمس لها جوار اذنيها بعشق جارف:
- أهيم بكِ عشقا لم تكتب عنه الروايات!

------------------

كلمتين بقي بعد ما الرواية خلصت
انا تقريبا بكتب الرواية دي من تلت سنين بأجزائها المختلفة ... من بداية سرد ضعيف جداا ... لسرد الحمد لله تطور ولسه هيتطور اكتر ... رغم كل المشاكل وكل الانتقادات وكل الكلام المحبط السئ المؤذي نفسيا إلا أني راضية جداا عن الجزء الأخير بالذات عشان حاولت علي قد ما اقدر اعيشكوا فيه بكل تفاصيله ... شوفت أسئلة عن غيث وصبا ما ينفعش يا جماعة عشان انهي الرواية نهاية سعيدة اجوز عيلة عندها 15 سنة لا يجوز
جاسر ومراد بردوا جاسر محتاج سنين عشان يسامح مراد مش يوم وليلة
سارة وحسام ليه ما خلفوش مش لازم الكل يخلف فئ النهاية ... احنا حطينا لقطات علي حياة كل واحد فيهم.
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 28 من 81 < 1 74 75 76 77 78 79 80 81 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1532 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 965 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1735 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسير ، عينيها ،











الساعة الآن 07:11 PM