logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 28 من 81 < 1 74 75 76 77 78 79 80 81 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  25-12-2021 04:08 صباحاً   [238]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وستة وعشرون

شهرين اختفي فيهما عن الانظار، شهرين ترك الجامعة حين عاد صادق من مؤتمره الطبي، ليصل له في تلك الاثناء دعوة لحضور مؤتمر طبي في لندن، كان فرصة رائعة ليهرب بها من تلك الوساوس التي تؤرق عقله منذ ذلك الحلم الأخير، سافر طوال فترة غيابه كان يطمئن عليها بمكالمات قصيرة لا تتعدي بضع دقائق، اليوم عاد يحمل الكثير والكثير من الهدايا للجميع ولها هي تحديدا، حين خرج من المطار خلع نظراته السوداء يبحث عن سيارة أجري ليري زيدان يقف في انتظاره خارجا ابتسم حسام في حبور أسرع كل منهما للآخر يتعانقان بقوة ربت زيدان علي ظهر بقوة يهمس له:.

- حمد لله علي سلامتك يا صاحبي، طالت غيبتك شهرين يا جدع كويس أنك رجعت قبل الفرح، هنعمل فرح من غير عريس
ضحك حسام بخفة يحرك رأسه بالإيجاب بدأ هو وزيدان يضعان الحقائب في صندوق سيارة زيدان الذي هتف مدهوشا:
- ايه يا عم كل دي شنط، أنت كنت في لندن مش في العراق مش جايب معاك بقي تليفزيون ملون في الشنط دي كلها.

بعد لحظات استقل حسام المقعد المجاور لزيدان ادار الاخير محرك السيارة ينطلق بها، القي نظرة خاطفة علي ذلك الجالس جواره عينيه شاردة ينظر للطرقات والشوارع التفت ناحية زيدان يتنهد بعمق، ظن زيدان في تلك اللحظة أنه سيقول شيئا هاما الا ان حسام أردف قائلا:
- مصر قبل شهرين هي هي مصر بعد شهرين الكلب اللي واقف جنب الشجرة هناك دا واقف بقاله شهرين.

ضحك زيدان عاليا يحرك رأسه يأسا اشتاق لصديقه المجنون حقا لم يكن عليه أن يعتقد أن حسام صاحب العقل الشبه خرب سيقول شيئا جادا، ابتسم زيدان يتمتم في هدوء:
- واحشني هزارك والله، كويس أن مؤتمر لندن شغل وقتك بدل ما كنت هتجنن من التفكير في الهلاوس.

تنهد حسام بارتياح يحرك رأسه بالإيجاب نعم تلك الدعوة جاءت له في وقتها الصحيح، كان عليه أن يشغل عقله في اي شئ كان لتتوقف تلك الهلاوس عن الظهور في رأسه لتؤرق ليله ونهاره تنهد يتمتم بارتياح:
- ايوة فعلا حقيقي كنت محتاج انغمس في عالم جديد وأنت عارف صاحبك حظه عسل لما روحت هناك المستشفي اللي تابع ليها المؤتمر دكتور الناس عمل حادثة وجاله كسر في دراعه أنا مسمي 6 بنات سارة و4 لينا و 3 صبيان حسام.

تعالت ضحكات زيدان يحرك رأسه يآسا الحالات الطارئة تطارد حسام أينما ذهب، توقفت السيارة في أحدي إشارات المرور المزدحمة، التفت زيدان ناحية صديقه يسأله:
- كنت بتكلم سارة وأنت مسافر
تنهد حسام بعمق يحرك رأسه بالإيجاب مد يده يعبث في محرمة ورقية يمزق اطرافها بين يديه التفت برأسه ناحية زيدان زفر يتمتم في هدوء:.

- ايوة بس كانت مكالمات قصيرة ما تتعداش دقيقتين آخر مرة كانت بتقولي عايزة اقولك حاجة مهمة بس ساعتها كان عندي حالة ولادة مستعجلة فقفلت من غير ما أسمعها حاولت اتصل بيها بعدها ما كنتش بترد، بس أنا بطمن عليها من صادق، ومن عمي عمر، هي عندها امتحان النهاردة هيخلص بعد ساعة
ابتسم زيدان يربت علي كتف صديقه يحادثه بتعقل:
- طب حلو اعملها مفاجأة وهاتلها هدية اكيد وحشتك بقالك شهرين ما شوفتهاش..

نالت الفكرة استحسان حسام توسعت ابتسامته يحرك رأسه بالإيجاب في حماس، فتحت الاشارة ليدير زيدان محرك السيارة من جديد ينطلق الي حيث منزل خاله، شردت عينيه لتلوح علي ثغره ابتسامة صغيرة ما أن مر طيفها أمام عينيه، اجفل علي جملة حسام:
- صحيح إنت عامل ايه أنت ولينا، خصوصا بعد اتصال انجليكا
ابتسم زيدان في هدوء يحرك رأسه بالإيجاب:.

- الحمد لله، انجليكا ما اتصلتش تاني وأنا ما حاولتش اتصل بيها بصراحة، لينا بقالها شهر مسحولة في الفاينل كل ليلة تقعد تندب أنها مش عايزة تكمل تعليهما وانها عايزة تتعلم طريقة عمل اللوبيا افيد لها
تعالت ضحكات حسام يضرب كف فوق آخر يغمغم ساخرا:
- والست مالهاش غير بيتها وجوزها وكيان وكرير ايه بس دي عايزة تخلف كمال وكريم مش كدة.

ما أن انهي حسام كلامه اختفت إبتسامة زيدان فجاءة يشعر بغصة مؤلمة تنخر في قلبه، طفل صغير، لينا باتت لا ترغب في اي شئ سوي أن تنجب طفل صغير، يعوضهما عن رضيعهما الذي قُتل غدرا، اوصل حسام إلي بيت خاله، ليتوجه بعدها إلي عمله دخل حسام الي بيت أبيه بعد عناق حار مع جدته، توجه سريعا لأعلي في طريقه اختطف النظر ناحية الجناح الشرقي، وقف ينظر له للحظات يبلع لعابه مرتبكا، خطي تجاهه إلي أن اقترب من ذلك الباب الكبير، أمسك المقبض الفاخر الجديد فتحه ضوء الشمس المطل من الستائر البيضاء سمح له برؤية الجناح كاملا، رائع كلمة قليلة لا تفي بالوصف، التناغم المذهل في الألوان بين الأثاث والبساط علي الأرض وألوان الحوائط، سرير كبير ودولاب ضخم وغرفة ملابس ومرحاض وطاولة وكرسيين جوار الشرفة.

ومكتب في احدي جوانبها واريكتان وطاولة قصيرة الإقدام، الوضع اشبه بشقة صغيرة في جناح، خطي داخل الغرفة يفتح الدولاب ليجد ملابس سارة اصتفت بشكل منظم تأخذ مكانه، دولاب الملابس ينتظر ملابسه لتكتمل الصورة، تنهد بعمق يبتسم في هدوء مد يده يلتقط « بلوزة » بيضاء من ملابسها قربها من أنفها يحاول إيجاد رائحتها فيها، بالفعل وجد ذلك العطر الهادئ التي تستخدمه دائما يغرق الملابس، اعاد القطعة مكانها ليخرج من الغرفة بدل ثيابه يأخذ حقائب الهدايا الخاصة بعمه عمر تحديدا وبها هي علي وجه الخصوص، توجه إلي سيارته، إلي جامعتها، ليس من الصعب أن يدخل وقد كان محاضرا فيها قبل فترة قصيرة حين دخل إلي ساحة الجامعة اقترب الطلاب منه يرحبون به بحرارة في حين وقفت هي بعيد بين مجموعة صغيرة من الفتيات ما أن وقعت عينيها عليه بدأت دقات قلبها تتسارع بعنف رجفة قوية تعصف بجسدها حين استمعت لصوت ضحكاته القوية، الحبيب الغائب عاد، بعد طول غياب غاضبة منه، لا تعرف هي فقط حزينة من جفاءه التي لا تعرف له سببا، مكالمته لها الفترة الماضية لم تكن سوي من قبيل الواجب مكالمت جافة لا تتعدي بضع جمل باهتة ويسرع في إغلاق الخط، اجفلت علي صوت احدي الفتيات تغمغم حانقة:.

- يا رتني كنت ولد شايفة دكتور حسام بيهزر مع الولاد عادي ازاي
لترد فتاة أخري تؤيد ما تقول صديقتها:
- فعلا دكتور حسام متحفظ جداا في تعامله مع البنات
تنهدت فتاة أخري بولة تهمس بحالمية:
- يا بخت اللي هيتجوزها، يعني دكتور ومحاضر ومؤدب وعسل ودمه خفيف.

- ومز، نطقت بها احدي الفتيات بمرح لينفجروا جميعا في الضحك، تحرك حسام من بين جمع الشبان يتوجه إليهم فصمتت الفتيات عن الضحك ينظرون لبعضهن البعض في ترقب لما يأتي ناحيتهم، اقترب حسام يقف علي بعد خطوات منهم ابتسم يحمحم في هدوء مردفا بتهذيب:
- صباح الخير يا دكاترة اتمني تكونوا حليتوا كويس في الامتحان. سارة.

نادي اسمها لتتوسع أعين الفتيات في دهشة حين همس باسمها نظروا جميعا إليها في دهشة في حين خفضت هي رأسها سريعا أرضا توسعت عينيها في ذهول تقبض كفيها من التوتر تشعر بريقها يجف كالصحراء لتسمعه يحادثها:
- يلا يا سارة عشان اوصلك
حركت رأسها بالإيجاب سريعا تحركت ناحيته ترغب في الركض بعيدا، ما إن اقتربت منه سمعت احدي الفتيات تسأله مذهولة:
- هو حضرتك تعرف سارة يا دكتور حسام.

ابتسم في هدوء أمسك كف يدها في يده يحرك رأسه بالإيجاب يتمتم مبتسما:
- طبعا سارة بنت عمي وخطيبتي وكلها كام يوم وتبقي مراتي
نظر ناحيتها في حين أنها كانت تنظر أرضا ليردف مبتسما:
- ما تنسيش تعزمي زمايلك علي الفرح يا سارة
حركت رأسها بالإيجاب سريعا، تحركت بصحبته إلي حيث توجد سيارته، حاولت إفلات يدها من يده تهمس بارتباك:
- أنا هروح في عربية بابا.

شد علي يدها برفق يستمر في جذبها معه إلي أن وصلا إلي سيارته فتح بابها ينظر لها يبتسم في هدوء تنهدت قلقة تصعد إلي السيارة، أغلق الباب عليها، ليلتف حول السيارة جلس جوارها يدير المحرك يتمتم مبتسما:
- أنا كدة كدة جاي عندكوا واتصلت بعمي عمر واستأذنته اني اوصلك.

شعرت بقليل من الارتياح يعلم والدها بالأمر اذا لن يغضب منها ولكنها لا تزال غاضبة من ذلك الجالس جوارها كتفت ذراعيها تشيح بوجهها ناحية النافذة القي نظرة خاطفة عليها ليبتسم يسألها:
- انتي زعلانة ولا ايه
نظرت له بجانب عينيها لتعاود النظر الي النافذة لحظات صمت قبل أن تبتسم تغمغم ساخرة:
- ليه هو أنت عملت حاجة تزعل.

ضحك عاليا يحرك رأسه نفيا، ما عرفه عن سارة في الفترة الماضية أنها شخصية حساسة خجولة قليلة الكلام مع الغرباء، لكن ما أن تعتاد عليك وتخرج من حيز الغريب إلي شخص مألوف تعتاد عليه تتصرف بطبيعتها المرحة المحببة إليه، أوقف السيارة علي جانب الطريق ابتسم حين لم تتوتر كعادتها سابقا، تنهد يمسك بكف يدها لتنزع يدها من يده بعنف ضحك بخفة يمسك كفها من جديد لتلتفت له برأسها ترميه بنظرة حادة غاضبة تحادثه حانقة:.

- سيب ايدي يا حسام، أنا مش عايزة اتكلم معاك اصلا، متشكرة اوي علي المكالمة الدقيقة ونص كل أسبوع مرة
تهدلت نبرتها تردف بخفوت حزين:
- دا أنا حتي كنت عايزة اقولك اني...
صمتت تقطم ما كانت ستقول لتشيح بوجهها بعيدا عنه تتمتم بجفاء:
- مش مهم إنت كدة كدة مش فارق معاك تعرف.

ابتسم يشعر بالإحراج مما فعل ولكنه كان معذور كان منشغل في الكثير من الجراحات العاجلة التي وقعت فوق كاهله دون رغبة منه حتي تنهد بقوة يحتضن كفها بين كفيه يهمس لها بترفق:.

- صدقيني يا سارة أنا من يوم ما سافرت وأنا مسحول حرفيا ما بين المؤتمر وشغل وعمليات اليوم اللي كلمتك فيه وقولتيلي عايزة اقولك حاجة مهمة في نفس اللحظة جات ممرضة بتصرخ أن في حالة عنجها نزيف حاد ما كنش عندي وقت ابرر انتي عارفة في شغلنا اللحظة بتفرق، حاولت اكلمك بعد كدة بس انتي ما كنتيش بتردي عليا يا سارة.

لم تلين نظراتها لم يرضي قلبها طريقته الجافة الفترة الفائتة أثناء حديثهما معا لا مبرر لها ما الذي أخطأت فيه ليحادثها بتلك الطريقة زفرت حانقة تتمتم في ضيق:
- ماشي كنت مستعجل، وحالة خطيرة، ممكن أعرف بقي سبب طريقة كلامك معايا الفترة اللي فاتت أنت حتي ما قولتليش أنك مسافر هو أنا مش المفروض خطيبتك.

مد يده يمسك طرف ذقنها يدير وجهها إليه ما أن نظرت له حرك رأسه بالنفي لتتوسع عينيها في دهشة، ليبتسم في هدوء حاني يهمس لها بشغف:
- انتي مش خطيبتي بس انتي خطيبتي وحبيبتي ومراتي اللي بحلم باليوم اللي هيجمعني بيها تحت سقف واقف، كنت مشغول يا سارة ومتوتر من زحمة الشغل اعذريني لو حسيتي في جفاء في كلامي غير مقصود.

تسارعت دقات قلبها والخجل كموج بحر عالي يغرق أنفاسها، ارتجفت تشعر بالدماء تفر من بين خلاياها يديها باردة كالثلج تتعرق كالنار، سحبت يدها من يده تفرك كفيها من التوتر بالكاد خرج صوتها من بين دفتي شفتيها تهمس له بارتباك:
- أنا عايزة أروح.

ابتسم في هدوء قبل أن يطرق الشيطان عقله يحثه لفكرة غبية شيطانية مخيفة، اقترب منها برأسه أكثر فأكثر لاحظ انكماشها بعيدا وتوسع حدقتيها خوفا، كادت أن تصرخ فيه، لكنه باغتة بقبلة علي وجنتها شخصت عينيها من فعلته لترفع كف يدها دون تردد تصفعه علي وجهه بعنف تصرخ فيه مرتعشة:
- أنت قليل الأدب ومش متربي.

ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتيه يشعر بقلبه يرقص فرحا، تدارك الأمر سريعا حين رآها تحاول الهبوط من السيارة وقد فتحت الباب المجاور لها بالفعل ليمد يده يغلقه سريعا أدار محرك السيارة يتحرك من جديد ليعيقها عن النزول، التفت لها برأسه ينظر ناحيتها نظرة خاطفة ابتلع لعابه يغمغم لها نادما:
- سارة أنا آسف، أنا مش عارف أنا عملت كدة ازاي، دا من حبي وشوقي ليكي.

حركت رأسها نفيا بعنف تمنع دموع عينيها بصعوبة احمرت حدقتيها من محاولاتها البائسة لردع دموعها لحظات صمت تتنفس بعنف قبل أن تصرخ فيه بحرقة:
- دا مش حب وشوق يا حسام دي قلة أدب، ازاي تفكر حتي أنك تعمل كدة يا دكتور يا محترم ياللي البنات كانت لسه بتحكي بأخلاقك.

انهمرت دموع عينيها تصاحب صراخها الحزين، شعر بالاشمئزاز حقا من أفكاره العقيمة التي أوصلتهم لهنا، بكائها صوتها الحزين الممزق، أحمق ما كان من المفترض ابدا أن يفعل ذلك وقد التقوا بعد غياب طويل
لم يعرف ماذا يفعل الآن خاصة وهي تبكي جواره في صمت مخيف، ابتلع لعابه يهمس لها حزينا علي حالها:
- خلاص بقي يا سرسورة حقك عليا أنا آسف، دي بوسة اخوية عفيفة، طب يارب اموت لو زعلتك تاني.

ابتسم في مكر سمع الي تلك الجملة مصادفة من والده وهو يحادث زوجته فما كان من لينا زوجة أبيه الا سارعت تصيح كعادتها:
- بعد الشر عنك اوعي تقول كدة تاني
انتظر هو الآخر عله يستمع إلي جملة مشابهة منها من سارة الا أن الأخيرة رفعت يدها تمسح دموعها بعنف تتمتم:
- ياااارب
توسعت عينيه في دهشة لم يكن ذلك الرد الذي ينتظره تماما، شد علي أسنانه ليمد يده يمسك برباط شعرها الكبير يصيح مغتاظا:
- بتدعي عليا يا بنت المستخبي.

ابتسمت سارة في اصفرار تتمتم ساخرة:
- أنت اللي بتدعي علي نفسك وأنا بأمن وراك وسيب التوكة والا والله هقول لبابا علي اللي أنت عملته
ابتلع لعابه مرتبكا ليس خوفا عمر أن علم بما فعل علي الارجح سيلغي زفافهم سيقدم له فرصة إلغاء الزفاف علي طبق من ذهب حمحم في هدوء يغمغم حانقا:
- ماشي يا سارة...

وضعت يدها علي فمها تضحك شامتة علي غيظه اوصلها لبيتها ليعطيها الحقائب وجلس مع العائلة نصف ساعة علي الأكثر، اوصلته سارة الي باب المنزل وهو يغادر ليلتفت لها قطب ما بين حاجبيه يسألها متذكرا:
- صحيح حاجة ايه اللي كنت عاوزة تقوليلي عليها في التليفون
ابتسمت في رقة تحرك رأسها بالنفي تغمغم بخفوت:
- لاء خلاص مش هقولك هتعرف ساعتها لوحدك اعتبرها مفاجأة.

ابتسم متوترا يحرك رأسه بالإيجاب ودعها ليغادر وعقله يدور في محور فكرة واحدة ما تلك المفاجأة التي تحضرها سارة له!

علي صعيد آخر بعد عدة ساعات طويلة خرج زيدان من عمله اخيرا استقل سيارته عائدا للبيت، توجه اولا الي احد المطاعم اشتري بعض الأطعمة الجاهزة ومن ثم توجه مباشرة الي البيت دخل يبحث عنها، رأي مجموعة من الكتب علي سطح الطاولة في الصالة ولا أثر لها في الطابق السفلي بأكمله، خلع سترة حلته يلقيها علي أحد المقاعد وضع الطعام علي الطاولة في المطبخ تحرك لأعلي يبحث عنها توجه إلي غرفتهم فتح بابها ليرلها تجلس علي حافة الفراش تخفي وجهها بين كتفيها تقبض علي شئ صغير في كف يدها لم يعرف ما هو، اقترب منها يهمس باسمها، رفعت وجهها إليه لتتوسع عينيه فزعا حين رأي سيول الدموع العنيفة التي تغرق وجهها هرع إليها يسألها مذعورا:.

- مالك يا لوليا بتعيطي ليه يا حبيبتي، فيكي ايه ردي عليا
مدت العصا البيضاء الصغيرة ناحيته يديها ترتعش قطب جبينه ينظر للخط الأحمر الوحيد الذي يتوسط سطح شاشة شفافة قطب جبينه ينظر لها لتخرج شهقة قوية من بين شفتيها تغمغم بغصة مختنقة باكية:
- أنا مش حامل يا زيدان، الاختبار بيقول أن أنا مش حامل.

تنهد بارتياح بعد ان كاد يظن أن مصيبة قد حدثت اقترب يجلس جوارها جذب رأسها يضعها علي صدره يمسح علي خصلات شعرها برفق ابتسم يردف ضاحكا:.

- يا شيخة حرام عليكي صرعيتني وبتفكري في الخلفة دا انتي تنسيها بعد الخضة دي، وبعدين يا عبيطة احنا متجوزين بقالنا شهرين ونص أرنبة انتي، لسه يا قلبي قدامنا وقت طويل اوووي علي ما نبدأ نقلق من موضوع الخلفة دا، ولا انتي بتدوري علي اي حجة بقي عشان ما تذاكريش لامتحان بكرة يا فاشلة
ابتعدت عن صدره بعنف تنظر له حانقة طوقت خصرها بيديها تتشدق ساخرة:.

- هي مين دي اللي فاشلة علي الاقل أنا كنت علمي علوم وجبت 94 في المية صحيح ودخلت طب خاص بس بردوا جبت مجموع كبير مش أنت يا ابو كلية بتاخد من خمسين في المية
نظر لها يبتسم في هدوء مد يده يزيح خصلة تدلي فوق جبهتها برفق يعيدها خلف اذنيها اقترب من اذنها يغمغم ساخرا:
- وأنا في ثانوية عامة كنت بردوا علمي علوم أنا جبت 98,8
توسعت حدقتيها شهقت بعنف تتمتم في ذهول:
- 98,8 ليييه بتنافس ديتول.

ضحك ملئ شدقيه يعدل من تلابيب ملابسه في زهو يتمتم بغرور:
- عرفتي بقي مين فينا الفاشل يا فاشلة...
قلبت عينيها تقلده بصوت خفيض ساخر، التفتت له لتراه يتسطح علي الفراش ينظر لها يبتسم وضعت رأسها علي صدره تهمس له بصوت خفيض متوتر:
- تفتكر هيبقي عندنا بيبي يا زيدان.

رفعت وجهها تنظر لعينيه ليبتسم لها في هدوء يحرك رأسه بالإيجاب تنهدت تزفر أنفاسها القلقة عادت تضع رأسها علي صدره من جديد لتبتسم في حماس غداا ستعد له مفاجأة رائعة بالطبع ستعجبه، اجفلت علي جملته التي قالها في هدوء تام:
- علي فكرة احنا هنعمل فرحنا مع فرح حسام وسارة بعد اسبوع
توسعت عينيها للحظات من الدهشة قبل أن تتحول الدهشة إلي سعادة ارتمت عليه تعانقه بقوة ليضحك عاليا يطوقها بذراعيه يردف مبتسما:.

- كنت عايز اعمهالك مفاجأة بس قولت بلاش عشان يبقي عندك الوقت تشتري الفستان اللي تحبيه وحجزت شهر عسل كمان في مكان هتحبيه اوووي
ابتعدت عنه قليلا تنظر لوجهه بأعين دامعة انسابت دمعات بسيطة علي خديها رفعت كفيها تحاوط وجهها بهما تهمس له بشغف:
- أنا بحبك أوي يا خالد!
قطب ما بين حاجبيه يبتسم في عجب خالد! لم يسمع منها ذلك الاسم ابدا، لم يعد يسمعه حتي نسي من الأساس أنه إسمه، ضحك في عجب يهمس لها:.

- خالد!، مش عارف مستغرب الاسم ليه، ما اتعودتش عليه، لاء قولي زيدان
جلست امامه تطوق عنقه بذراعيها تنظر لعينيه مباشرة خفضت صوتها حتي بات هامسا ببحة لطيفة تهمس له:
- بس دا اسمك، خالد زيدان الحديدي ولا إيه
ابتلع لعابه مرتبكا يشعر بذبذبات غريبة ترجف قلبه توترت حدقتيه تسارعت أنفاسه خاصة حين ابتسمت تهمس بدلال:
- يا لودي.

انفجرت تلك المضخة التي تسكن في صدره تحديدا في جانب صدره الأيسر تسارعت أنفاسه كلماته تدفع الدماء بعنف لداخل خلاياه العاشقة لهثت أنفاسه يهمس لها:
- بعشقك يا قلب خالد زيدان الحديدي.

وها قد انقضت الليلة بسعادة عارمة علي العشاق، في اليوم التالي تحديدا قرب الرابعة عصرا خرج زيدان يركض من عمله متجها صوب سيارته يقودها بسرعة البرق الي منزله بعد أن وصله اتصال من لينا تصيح فيه وهي تلهث:
- الحقني يا زيدااان، بسرعة يا زيدان، تعالا البيت.

احمرت عينيه يضغط علي دعاسات البنزين تحت قدميه بعنف قلبه يكاد يتوقف من الذعر ما أصابها، اليوم كان امتحانها النهائي ربما لم تتوقف فيه ظلت تبكي الا أن انهارت متعبة، الكثير من الافكار السيئة تخترق عقله تمزق قلبه اخيرا وصل بعد صراع مع الطريق ظن انه لن ينتهي ابدا، ركض يفتح باب منزله بمفتاحه ما كاد يدخل تصمنت ساقيه وقف مدهوشا ينظر للواقفة أمامه وكأنه تمثال نحتوه من حجر صوان، هناك أمامه مباشرة تقف لينا جوار والدته! أمامهم طاولة كبيرة عليها كعكعة تتوسطها صورته اليوم يوم ميلاده الثالث والثلاثون، نقل انظاره بين لينا ووالدته التي تقف علي قدميها! جوار لينا تبتسم له تغرق الدموع وجهها، تحركت بخطي مرتعشة وكأنها تتعلم المشي توا تمد كفيها أمامها لا ترغب فقط سوي في الوصول إليه، في حين وقف هو مكانه لم يأتِ بحركة واحدة ينظر لوالدته مشفقا علي حالها، قلبه لازال حزينا ارتعش جسده وكأن كهرباء أصابته حين ارتمت بين ذراعيه تبكي وتجهش في بكاء حارق يغمر قلبه ألما تتوسله من بين دموعها:.

- سامحني يا ابني، سامحني قبل ما أموت، أبوس أيدك سامحني.

كادت أن تمسك يده لتقبلها لينزع يده من يدها سريعا يطوقها بذراعيه أغمض عينيه تنساب دموعه في صمت لحظات طويلة من الصمت لينا تنظر لهما تراقب بحذر ما سيفعل، تدعو في قلبها الا يكون رد فعله غير الذي تتمناه، رأته وهو يبعد والدته عنه ليتنفض قلبها تنظر له بقلق اختفي تماما حين مال علي رأس أمه يقبلها، لم يشعر بالكلمة تخرج من قلبه وهو يقولها ولكن أمام حالتها ورجائها لم يكن يملك سوي أن ينطقها بابتسامة باهتة:.

- مسامحك يا ماما...
شهقت لوجين فرحة تعانقه بعنف تقبل وجهه ورأسه تغمغم من بين دموعها المتسارعة:
- الحمد لله يارب الحمد لله...
ابعدها عنه للمرة الثانية يسمح دموعها بكفيه امسك بكف يدها يتحرك معها برفق إلي أن وصل جوار لينا وقف في المنتصف بينها وبين والدته ينظر لها يبتسم سعيدا، ليقبل جبينها، نظر للعكعكة الكبيرة أمامه كاد علي وشك أن ينحي ليطفئ الشموع حين سمع صوت يعرفه جيدا يردف ضاحكا:.

- اوعوا تكونوا طفيتوا الحج يعلقك
أردف بها حسام ضاحكا وهو يدخل من باب المنزل ليدخل بعده خالد ومعه لينا، توسعت ابتسامة زيدان ما أن رأي والدته ليهرول إليها يقبل يديها ورأسها يغمغم سعيدا:
- حمد لله علي السلامة يا ماما
ادمعت عيني لينا رفعت يدها تكوب بها وجه زيدان تهمس له في حنو:
- كل سنة وأنت طيب يا زيزو.

ضحك زيدان عاليا أستغل فرصة بأن خالد انشغل مع ابنته وشقيقته للحظة ليندفع يعانق والدته رغما عن أنف الجميع يضمها بين ذراعيه بقوة يهمس لها:
- ربنا يخليكي ليا يا ماما وما يحرمني منك ابدا.

أدمعت عيني لينا تربت علي ظهره كانت تظن أن بمسامحة زيدان لوالدته ربما ينساها ولكنها كانت مخطئة وهي سعيدة لأنها كانت مخطئة، تأوه زيدان متألما في اللحظة التالية حين سقط كف خالد علي رقبته من الخلف بعنف قبض علي تلابيب ملابسه يبعده عن لينا قصرا يزمجر غاضبا:
- هو أنا مش قولت يا كلب ما تحضنهاش والله اضربك بالنار وأرمل البت...

ضحكت لينا عاليا تمسح علي رقبة زيدان بخفة، التفوا جميعا حول الطاولة ينشدون احدي اغاني اعياد الميلاد ليسارع حسام باطفاء الشموع قبل زيدان صدحت ضحكات الجميع داخل منزل زيدان، بعد أن عرفوا اخيرا معني السعادة التي لاتزال في بدايتها فقط.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  25-12-2021 04:08 صباحاً   [239]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وسبعة وعشرون

خرج من غرفة والدته يجذب الباب خلفه وقف يمسك بمقبض الباب المغلق في داخل تلك الغرفة تمكث السيدة التي انجبته والتي يجب أن تبقي جواره أن يحاول تناسي الماضي هو يعرف أنه لن يستطيع، فحرجه الغائر مما فعلت لن يندمل أبدا، ولكنها والدته أولا وآخرا سيراعها ويتكفل بكل ما تحتاجه، سيظهر أمامها الحب التي تريد حتى لو لم يقتنع قلبه به، تنهد بقوة لتلوح ابتسامة صغيرة على ثغره، دس يده في جيب سرواله يخرج مفاتيح سيارته الجديدة هدية خاله بالرغم من رفضه الشديد إلا أن خالد أصر على أن يأخذها، تحرك ناحية غرفة نومه هو ولينا فتح الباب يبحث عنها ليست في الغرفة، صوت المياة المندفع من المرحاض يخبره أنها بالداخل دخل إلى غرفته يوصد الباب خلع سترة حلته يلقيها على أحد المقاعد، اقترب يتلمس هدية لينا والدته بابتسامة عذبة، مصحف صغير، ابتسم حين تذكر ما قالت وهي تعطيه له:.

- طبعا خالك بتاع مظاهر فجبلك عربية، اما أنا قولت اجيبلك كتاب ربنا يحفظك ما تشيلوش من العربية ابدا يا زيدان، ماشي يا ابني.

تنهد بعمق يبتسم باتساع كلمة ( ابني ) التي تخرج من فم لينا زوجة خاله تثلج صدره تشعره دائما بالفخر، فتح ازرار قميصه يرتمي على الفراش نظر لسقف الحجرة ليضحك رغما عنه مال بجسده يلتقط الحقيبة الورقية من جانب الفراش اخرج ما بها لينفجر ضاحكا هدية حسام يجب أن تكون مميزة مثله انفجر ضاحكا حين اخبره وهو يعطيه الهدية:.

- ترنج اديدس من التوحيد والنور ب125 جنية بس ايه عظمة، وجبتلك شبشب بدل ما تمشي حافي في البيت، بصراحة أنا ما جبتوش هو جاي هدية مع الترنج.

ضحك رغم عنه يمسك بالخف الأسود من البلاستيك الخفيف ذلك الذي يصدر صوتا مزعجا حين تتحرك به، وضع حقيبة الهدية مكانها ليثني ذراعيه خلف رأسه ينظر لسقف الحجرة يبتسم حفل عيد ميلاده الصغير حقا أسعده، هي من رتبت له دون علمه، نظر ناحية باب المرحاض حين سمع صوته يُفتح خرجت هي من المرحاض تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة ابتسمت ما أن رأته لتمتم بخفوت:
- كويس أنك لسه صاحي، فاضل هديتي..

القت المنشفة من يدها على أحد المقاعد لتتوجه لدولاب ملابسها ذلك الرف الفارغ يجثم فوقه مربع كبير الحجم ملتف بورق هدايا، ربما هو إطار لصورة ما ولكن كبير، تحركت ناحيته تبتسم اعتدل جالسا ينظر لذلك الشئ في هدوء بالطبع صورة له او لهما مثلا، يأخذه الفضول حقا ليعرف أي صورة يحوي ذلك البرواز صعدت جواره على الفراش وقفت على ركبيتها اقتربت منه تلثم خده بقبلة صغيرة تهمس له بخفوت ناعم:.

- كل سنة وأنت طيب، اتفضل، يارب تعجبك
رفع كف يدها يلثمه بقبلة طويلة، تلاقت عينيه بمقليتها ليتنهد يهمس لها بخفوت عاشق:
- كفاية اللي عملتيه النهاردة ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.

راقبته بحماس وهو يوجه أنظاره للإطار دقات قلبها تتسارع بعنف وهو يزيح الاوراق التي تغلفه، يبتسم في هدوء، ضحك ساخرا من نفسه فما قابله لم يكن سوي ظهر الاطار الفارغ، امسكه يلفه، تجمدت يديه تسارعت دقاته حين وقعت عينيه على اللوحة المرسومة على سطح الإطار، تحركت مقلتيه تتفحص اللوحة بنهم شديد وكأنها تأكلها أدمعت عينيه انسابت قطرات دموعه رغما عنه تلك اللوحة له وهو في عمره الآن بصحبة والده الذي بان على ملامحه التقدم في العمر، يقف جواره يضع يده على كتفه قريبا منه وكأنه يحتضنه، خرجت من بين شفتيه شهقة مكتومة يعانق اللوحة بقوة وكأنه يعانق أبيه، لم يكن ابدا يتصور أن هديتها ستكن أجمل ما رأت عينه يوما، التفت لها يسألها بصوت مبحوح أعين دامعة:.

- ازاي عملتي كدة ازاي
مدت يدها تمسح على خصلات شعره برفق أدمعت عينيها هي الأخري مع بكائه بالكاد رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها تجيبه:
- واحدة زميلتي في الكلية عندها الموهبة دي وعندها جاليري صغير، روحلتها واديتها صورتك وصورة والدك، وهي حاولت تكبره في السن شوية، عجبتك.

قام من مكانه يحمل اللوحة اقترب من المكتب المقابل لفراشهم ازاح ما علىه ليضع اللوحة فوقه عينيه لا تنزحان عن صورة أبيه وهو يحتضنه، لا يعرف كم مر من الوقت وهو يقف أمام اللوحة لم يجفل سوي على يد لينا التي وُضعت على كتفه برفق، التف لها وفي لحظة كان يعتصرها بين ذراعيه تأوه بعنف يغمغم لها ممتنا:
- متشكر، متشكر أوي يا لينا، دي أحسن هدية جاتلي في حياتي كلها، بجد مش عارف أشكرك ازاي.

عانقته هي الأخري تبتسم سعيدة تكفي فرحة عينيه التي رأتها لتجعلها حقا سعيدة لانها اسعدته، ابتعدت عنه بخفة تبتسم في رقة اقتربت من هاتفها تعبث به لحظة فقط قبل أن يصدح صوت أغنية هادئة ذات إيقاع ناعم ساحر، اقترب هو منها تلك المرة أمسك يدها يجذبها ناحيته برفق ضحكت بخفة تضع يدها على كتفه والأخري تختبئ بين أصابع كفه، يتحركان على أنغام الموسيقي تتحدث الأعين وتصمت الألسنة، قيدته بقيد عشقها، لتكتشف في النهاية أنها قيدت قلبه معه دون أن تدري في قيد خاص، لن يعرفه سوي العشاق المكبلة قلوبهم فللعشق قيوده الخاصة!

الأيام التالية كان إيقاعها سريع حقا سريع الجميع مشغول في ترتيباب زفاف حسام وسارة وزيدان ولينا، فساتين الزفاف، القاعة الموسيقي، حجز شهر العسل الخاص بالعروسين، أيام تتسابق بسرعة البرق، إلى أن اصبحنا هنا في منزل خالد السويسي، في اليوم الموعود يوم زفاف أولاده لينا وحسام وحتى زيدان، ولده وإن لم يكن من دمه، في صباح هذا اليوم جاءت لينا بصحبة زيدان إلى منزل والدها لتستعد فيه لزفافهم الثاني!، انقسم المتواجدين في البيت إلى قسمين لينا مع ابنتها وعاملة احدي بيوت الجمال تلك التي يطلقون علىها ( markup artist) في غرفة ابنتها.

وزيدان وحسام في غرفة الأخير كل منهما يستعد لزفافه، ولكن أين خالد...
في المقابر، تحديدا أمام قبر قديم حط على لوحه الجرانيتي اسم
( سما خالد محمود السويسي )، وقف هو أمام قبر ابنته يبتسم في هدوء مسح بيده على اسمها برفق يحادثها مترفقا:
- عاملة ايه يا سما معلش يا حبيبة بابا عارف اني انشغلت عنك الفترة اللي فاتت، بس مش هتحصل تاني، عارفة النهاردة فرح اختك، اخيرا بعد عذاب...

ظل صامتا للحظات ينظر لقبر ابنته احمرت مقلتيه ولم يستطع كبح دموعه انهارت تغرق وجهه شد على كفه يحادثها بصوت خفيض مختنق:
- كان نفسي تبقي عايشة يا بنتي، كان نفسي اشوفك عروسة واسلمك بايدي لعريسك، وأشوف عيالك، مر سنين يا سما وحرقة قلبي علىكي ما بتروحش ولا حتى بتقل، ربنا يصبرني على بعدك لحد ما اقابلك...

قرأ الفاتحة ليتحرك لخارج المكان بأكمله بخطي سريعة توجه إلى سيارته يستقلها متوجها إلى منزله هناك حيث ينتظره الجميع ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيه يتذكر الماضي البعيد يتذكر حين نطقت ابنته الصغيرة كلمة ( بابا ) لأول مرة بأحرف متلعثمة، حين كانت طفلة تحبو يلاعبها، حين بدأت تتعلم المشئ وتمسك بيده، تركض ناحيته ما أن تراه، وضع يده في جيب سترته يخرج قطعة حلوي منها تلك القطعة التي لم يتوقف عن إحضارها كل يوم تقريبا منذ أن كانت طفلة، والآن الطفلة أصبحت عروس للمرة الثانية، لما يشعر أنها ستتزوج للمرة الأولي، لما يشعر بالخوف من ابتعادها عنه من جديد، تنهد يبتسم أوقف السيارة في حديقة المنزل نزل منها يتوجه مباشرة ناحية غرفة حسام طفله البكر عضده الذي سيستند علىه حين يهرم ويأخذه الكبر، رفع يده يدق الباب اليوم زفاف الفتي لا بأس من احترامه قليلا إلى أن ينتهي الزفاف، توجه حسام يفتح باب غرفته لتشخص عينيه في ذهول يتمتم مدهوشا:.

- بابا أنت من امتي وأنت بتخبط على الباب، دي علامة أنا هموت ولا ايه، هموت قبل ما اتجوز آه يا حوستي السودا يا أنا يا أمه
ضحك خالد ساخرا رفع يده يصفع رقبة حسام من الخلف دفعه بعيدا عن الباب ليخطو لداخل الغرفة يردف متهكما:
- أنا غلطان اني قولت احترمك يوم فرحك يا حيوان
تقلصت قسمات وجه حسام في غيظ رفع يده يمسح على رقبته من الخلف برفق يهمس ساخطا:
- ايه الأب دا بس هو مخلفني عشان يضربني بالقفا.

ضحك زيدان الواقف أمام المرآة يتأكد من ضبط رابطة عنقه بالشكل الصحيح، التفت ناحية خالد اقترب منه ليعانقه الأخير يربت على ظهره ابعده عنه بعد لحظات امسك ذراعيه بين كفيه يحادثه:
- لينا في عينيك يا زيدان
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي زيدان حرك رأسه بالإيجاب يتمتم في ثقة:
- لينا في قلبي يا خالي ما تقلقش علىها ابداا.

ابتسم خالد يربت على رأس زيدان، في حين نظر زيدان لحسام ليعاود النظر لخالد شعر في تلك اللحظة أنه يجب حقا أن ينسحب من الغرفة يترك المجال فارغا للابن وأبيه وهذا ما فعله حمحم يردف مبتسما:
- عن اذنكوا هأكد حجز الفندق.

خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه، في تلك اللحظة التفت خالد ينظر لولده حسام الذي لم يكمل ارتداء حلته بعد، تبقي رابطة العنق وسترة الحلة، توجه خالد يجلس فوق فراش حسام ربت بيده على الجزء الفارغ جواره ينظر لولده يبتسم، ارتبك حسام لا يعرف لما ولكنه حقا ارتبك، تقدم يجلس جوار والده، لحظات طويلة من الصمت قبل أن تخرج تنهيدة طويلة من بين شفتي خالد نظر لولده يحادثه مبتسما:.

- تعرف، أنا عيشت عمري كله أهرب من الماضي، بس لو أعرف أن الماضي دا فيه أنت كنت دورت علىه بدل ما هربت منه...
مد يده يربت على كتف حسام ليلتف الأخير ينظر لأبيه، توسعت حدقتيه في دهشة هل تلك دموع التي يراها في عيني والدها، تنهد خالد من جديد يربت على كتف صغيره يتمتم ضاحكا:.

- اوعي ياض تكون فاكر معاملتي ليك استهانة او تقليل منك، أنا بعاملك على أنك صاحبي مش ابني، أنا مستعد افرشلك الأرض تحت رجلك فلوس، احققلك كل اللي تحلم بس فيه، دا أنت ابني من صلبي، سندي بعد ما أعجز، لما أعجز بقي أنا لسه في عز شبابي
ضحك حسام بخفة ينظر لأبيه لا يعرف لما ولكنه وجد الدموع تتجمع في مقلتيه هو الآخر خاصة حين احتضن خالد وجهه بين كفيه يكمل ما كان يقول:.

- عارف من اول مرة شوفتك فيها في عيد ميلاد لينا، وأنا حاسس أني اعرفك، قلبي بيتجنن لما بيشوفك، خصوصا لما شوفت لهفتك على اختك لما زيدان جابك تعالجها، كلامك حركات وشك، قلة ادبك، اللي واقف قدامي دا أنا عارفه، دا أنا وأنا صغير شوية، كنت حاسس والله أنك ابني من قبل ما اقابل والدتك الله يرحمها، عارف لما اتأكدت كنت طاير من الفرحة، إبني، ابني أنا، ربنا عوضني لاء ودكتور ما شاء الله قد الدنيا، لما تبقي أب هتحس بالفرحة اللي أنا بقولك علىها دي، وخصوصا دلوقتي وأنا شايفه عريس زي القمر، ربنا يحفظك يا ابني.

انهمرت الدموع تغرق وجه حسام ليندفع يحتضن أبيه يبكي بين أحضانه بعنف يتمسك به كطفل صغير رأي أبيه بعد طول غياب، للحظات طووويلة جميلة، أبعد خالد حسام عنه مد يده يمسح دموعه عن وجهه يحادثه ضاحكا:
- ولد وبعدين في عريس يعيط بردوا، يلا يا دكتور يا حيلوة ياللي بتلبس ليسنز أنت قوم كمل لبسك...

خرجت ضحكة خافتة من فم حسام قبل أن يقبل يد والده ربت خالد على رأسه تحرك حسام ناحية مرأه الزينة ليمسك خالد بسترة حلته يساعده في ارتدائها، اخرج من جيب حلته رابطة عنق سوداء فاخرة، امكسها يطوق بها عنق حسام يعقدها له بهدوء يعدل من تلابيب ملابسه، التف حسام ينظر لانعكاس صورته في المرآة بصحبة والده، الآن فقط لاحظ ذلك الشبه الغريب الذي يتحدث عنه الناس وكأنه لم يكن يراه قبلا، ابتسم يعانق خالد بقوة ليضحك الأخير عاليا، دقات على باب الغرفة دخل زيدان يقطب جبينه ينظر لخالد في عجب يحادثه:.

- خالي أنا كلمت الفندق ااكد الحجز قالولي أن الحجز اتلغي وإن حضرتك اللي لغيته
ابتسم خالد في هدوء دس يديه في جيبي سرواله يحرك رأسه بالإيجاب التوي جانب فمه بما يشبه ابتسامة ماكرة يتمتم ببراءة خبيثة:
- ايوة فعلا أنا لغيته ولغيت الحجز بتاع حسام وحجزت تلت سويتات هايلين في قرية سياحية في دهب تبع واحد صاحبي المكان هناك خيال
قطب حسام ما بين حاجبيه ينظر لحسام رفع كف يده يعد علىه يتمتم مدهوشا:.

- أنا وسارة سويت وزيدان ولينا سويت، التالت دا لمين يا بابا
ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتي خالد رفع رأسه لأعلى يغمغم في خيلاء:
- ليا
توسعت أعين الرجلين ينظران لبعضهما البعض في دهشة ليصحيان معا من وقع صدمة ما حدث:
- ليك ازاي يعني
احتدت عيني خالد ينظر لهما في ازدراء كتف ذراعيه أمام صدره يصيح منفعلا:.

- هو ايه اللي ليك ازاي يا حيوان منك ليه هو أنا ماليش نفسك زيكوا اطلع شهر عسل ولا ايه، دا أنا مطلعوا على حسابي يا كلاب
اندفع حسام يصيح مذهولا:
- أنت مش لسه راجع من شهرين عسل باصص في الأسبوعين بتوع الغلابة يخربيت الذل يا جدع
رفع خالد يده يحرك سبابته وإبهامه على ذقنه الملتحية، ابتسم في وعيد قاتم اقترب من حسام يقبض على تلابيب ملابسه يهمس لها متوعدا:.

- ما تخلنيش أعلم علىك زي ما عملت قبل كدة يوم ما كنت رايح تودي الملازم لسارة، هوديك الفرح وشك ألوان، كل عيش يا دك ماشي يا حبيب أبوك
شد حسام على أسنانه يكاد يطحنهم من الغيظ دفعه خالد بعيدا عنه ليتمتم بصوت خفيض مغتاظ يعبر عن ضيقه:
- ايه الراجل دا، بيتحول في ثانية
انتفض حين سمع خالد يردف متوعدا:
- بتبرطم تقول ايه يا حيوان.

ارتسمت إبتسامة كبيرة بلهاء على شفتي اشار لنفسه ببراءة يحرك رأسه نفيا سريعا يغمغم ضاحكا:
- أنا!، بدعيلك يا بابا يا حبيبي
رماه خالد بنظرة ساخرة متهكمة قبل أن يتركهم ويخرج من الغرفة، اغلق الباب خلفه رغم ذلك سمع صوت حسام الغاضب وهو يصيح في زيدان:
- ابقي قابلني لو عرفنا نشوفهم عارف فيلم عادل إمام لما كان رايح جاي ساحب بنته في ايده بكرة هتشوفه لايف وخالك رايح جاي ساحبهم كلهم في ايده.

ابتسم خالد في خبث يحرك رأسه بالإيجاب صدقا لم تكن تلك الفكرة خطرت على رأسه قط ولكن لما لاء!

تحرك ناحية غرفة ابنته، دق بابها يخبرهم أنه هو، لحظات قبل أن تفتح لينا زوجته باب الغرفة اطلق صفيرا طويلا يعبر عن سحره بذلك الفستان الفضي الرقيق الذي ترتديه وحجاب رأسها المتناغم للغاية مع لون الفستان، نظر لوجهها المزين بمستحضرات التجميل ليزفر حانقا، لما تضع تلك الاشياء الملونة على وجهها اليوم زفاق ابنتهم لن يزعجها على اي حال، امسك بكف يدها ليجعلها تلتف حول نفسها بخفة لتضحك برقة على ما يفعل، في حين تصارعت دقات قلبه للفوز بمعركة العشق اللامحدود، اوقفها يحتضن وجهها بين كفيه يتنفس بعمق ينظر لزرقاء عينيها يهمس لها بصوت خفيض اجش حاني:.

- قالوا جُن الفتي وقع في عشق للجميلة
جُن المسكين يظن أنه للجميلة عاشقا
لم يعرف العشق ولا حتى زاره
فلو انكوي بنار الفؤاد لفر هاربا
فصاح الفتي والله اني للجميلة عاشقا
لو العشق نار يقتل القلوب، فقلبي للعشق قتيلا، وروحي لها فداءً، وجسدي لها درعا من كل داء
صدقوا حين قالوا
جًن الفتي فوقع في عشق الجميلة
فلو لم يُجن الفتي لما عرفتم حكاية الجميلة.

ابتسمت تدمع عينيها لترتمي بين أحضانه تلف ذراعيها حول عنقه تهمس له بصوت خفيض مرتجف:
- حرام علىك يا أخي، هحبك اكتر من كدة إيه...
ضحك عاليا ليبعدها عنه يلثم جبينها بقبلة صغيرة ابتسم في اتساع يهمس جوار إذنها بصوت شغوف عاشق:
- حبيني قد حبي ليكي هتلاقي نفسك في فراغ واسع كل ما يتملئ عشق بيوسع اكتر واكتر لحد ما لا نهاية مالوش حدود الدنيا كلها ما تكفيهوش.

حركت رأسها بالإيجاب تبتسم ليمد يده يمسح دموعها أمسكت بيده تجذبه معها لداخل الغرفة، حين دخل وقف خلف ابنته على بعد مسافة قريبة منها يري انعكاس صورتها في المرآة الكبيرة أمامه لم تكن خائفة لم تكن ترتجف كزفافها الأول، رأي ابتسامتها الواسعة التي تغزو ثغرها، لمعة عينيها السعيدة، جعلت دقات قلبه تتصارع خاصة وهو يراها في فستان زفافها الأبيض، تلتف حول نفسها، تضحك من سعادتها، التفتت له سريعا ما أن رأت انعكاسه في المرآة هرولت ناحيته ترتمي بين أحضانه ليحتضنها بقوة يقبل قمة رأسها يمسح على خصلات شعرها، ابعدها عنه قليلا يبتسم في اتساع يحادثها سعيدا:.

- العرايس احلوت عن زمان يا لينا
ضحكت ابنته عاليا، تعاود احتضانه من جديد، أغمض عينيه لا يعرف لما ولكنه يشعر حقا أنه يرغب في البكاء بكثرة اليوم، يكاد يضحك ساخرا على حاله منذ متي وهو يبكي بتلك البساطة، أبعد ابنته عنه يقبل رأسها ويديها يهمس لها مبتسما:.

- احلي عروس في الوجود، خلي بالك من نفسك ونبطل جنان بقي، أنا واثق أن زيدان ما يزعلكيش بس لو شيطانه وزه وعمل اي حاجة زعلتك، تقوليلي على طول وأنا هكسر دماغه
ابتسمت تؤمأ له بالموافقة، تحرك ليغادر ليتركها تكمل تجهيز حالها، ليشعر بكف يدها يتشبث بيده، ذكرته تلك الحركة حين كانت تتشبث بكفه وهي صغيرة تنفس بعمق حتى لا يبكي التفت له يبتسم لتبادر هي تغمغم سريعا:.

- بابا أنا كنت عروسة قبل كدة وكنت أنت وماما حواليا دايما، والمرة دي هنعمل الفرح في قاعة، ممكن إنت وماما تخليكوا مع حسام النهاردة، زيدان قالي أنه متفق مع صاحبه هيسوق العربية بتاعتنا
ابتسم سعيدا لينا في ليلة زفافها تفكر بشقيقها حرك رأسه بالإيجاب اقترب يقبل جبينها ينظر لها متفاخرا يغمغم:
- ربنا ما يحرمكوا من بعض ولا يحرمني منكوا.

تحرك من غرفى ابنته إلى غرفته هو ينظر إلى الحلة المقلعة هناك، توجه إلى المرحاض اغتسل ارتدي سروال الحلة وقميصها وقف أمام المراءة يعقد رابطة عنقه، يرتدي حلته، رفع المشط يمشط خصلات شعره التي امتزج بها الشيب ليأكل معظم خصلاته السوداء، امسك زجاجة العطر الخاصة به بضع رشات صغيرة على عنقه ورسغي يده، وأطراف حلته، تحرك يقف أمام صورة زفافه هو ولينا لتلوح على ثغره ابتسامة صغيرة يتذكر ليلة زفافهم الثاني يبدو أن ابنته ورثت كل شئ منه.

Flash back
دخل بها إلى غرفتهم ينزلها أرضا برفق توسعت عينيها مدهوشة تنظر للغرفة المزينة الورود التي تملئ كل مكان في الحجرة، قطع الحلوي التي اصطفت في على شكل اسمها على الفراش، البالونات الملونة هنا وهناك، التفتت له تدمع عينيها تهمس بصوت خفيض مبحوح:
- أنا بحبك أوي بحبك أوي أوي
اشار لها لباب المرحاض اقترب يمسك طرف ذقنها بين اصبعيه السبابة والابهام يردف مبتسم في هيام:.

- أنا بقي بعشقك فوق عشق العاشقين عشقا، ادخلي الحمام غيري هدومك يلا.

هرعت سريعا إلى مرحاض غرفتهم رأت تأخذ منامة بيضاء اللون خرجت من المرحاض لتسمع صوت الموسيقي الهادئة تلتف في كل مكان في عرفتهم ابتسمت في تلك اللحظة لم تكن تريد أن ترقص على أنغام تلك الموسيقي الهادئة حركت رأسها بالنفي لتغلقها قطب جبينه ينظر لها متعجبا، لتمسك بكف يده، تلتقط هاتفها خرجت من الغرفة ومن المنزل بأكمله تقف في الحديقة تلامس أصابعها العارية العشب الندي اسفلها، سعيدة تشعر بالحماس والانطلاق، بدأت تعبث في هاتفها ليصدح صوت اغنية انجليزية مزعجة وبدأت هي تتقافز حوله تتحرك سعيدة اقتربت منه تمسك بيده تحادثه ضاحكة:.

- ارقص معايا
نظر لها في ذهول يبتسم في عجب حرك رأسه نفيا ضحك يغمغم:
- ما بعرفش والله، دا أنا اتعملت السلو عشانك، تيجي نرقص تحطيب
تعالت ضحكاتها تشق سكون الليل لتشهق بقوة حين حملها بين ذراعيه يلتف بها حول نفسه في الحديقة يصرخ بحبها وتتعالي ضحكاتها
اجفل على حركة يد وضعت على كتفه ليخرج من شروده نظر خلفه ليجد لينا تقف هناك خرجت من أفكاره لتتجسد أمامه، لف ذراعه حول كتفيها يقبل جبينها ليسمعها تهمس له:.

- يلا يا خالد الولاد خلصوا ويا دوب نلحق نجيب سارة من الكوافير ونروح القاعة
ابتسم يمسك بيدها يخرج بها من غرفته ليجد لينا تتأبط ذراع زيدان ينزلان لأسفل، القي زيدان مفاتيح سيارته على شهاب صديقه ليسبقه يدير محرك السيارة، نزل خلفهم لينا وخالد وحسام، إلى سيارة الأخير المزينة، نظر الأخير لهما في دهشة يتمتم متعجبا:
- هو انتوا هتيجوا معايا اومال مين هيروح مع لينا
ضحك خالد يصدم حسام على رأسه بخفة يغمغم ساخرا:.

- اركب يا حمار ومالكش دعوة
زفر حسام مغتاظا استقل وحيدا الأريكة الخلفية جلس خالد خلف المقود ولينا جواره انطلقت السيارات إلى مركز التجميل حيث توجد سارة وتالا ومعهم سارين.

في مركز التجميل وقفت سارة تنظر لانعكاس صورتها في المراءة لتبتسم تتورد وجنتيها من السعادة تشعر بقلبها يكاد يقفز خارج صدرها، اليوم ستتزوج حسام، اليوم ستصبح زوجته، سعيدة تكاد تطير ولكنها خائفة من القادم من المستقبل هل تري ستنجح حياتهم الزوجية ام سيصبحون نسخة مقلدة من أبويها ومشاكلهم التي لا تنتهي أبدا، زفرت بقوة تحاول أن تهدأ اقتربت سارين من شقيقتها تعانقها بقوة تبتسم لها سعيدة:.

- قمر يا سارة احلي من القمر حسام هينبهر لما يشوفك بالحجاب
ابتسمت خجلة تنظر لشقيقتها بسعادة ممتزجة بامتنان تشكرها:
- أنتي السبب يا سيرو انتي اللي حببتيني فيه من كلامك عنه، عشان كدة قررت ألبسه بداية من يوم الفرح ومش هقلعه تاني أبدا
ابتسمت سارين تعانق شقيقتها من جديد التفتت الفتاتين تنظران ناحية تالا التي تنظر لهما في سعادة تبكي في صمت اقتربت منهم تضع يدها خلف ظهرها احتضنت طفلتيها تردف باكية:.

- اتخطفتوا بدري اووي، ربنا يسعدكوا يارب، سارة وانتي يا سارين ما تغلطوش غلطتي أبدا، ما فيش واحدة فيكوا تحاول تبعد جوزها عن البيت او عن تربية الأطفال لما تخلفوا، اوعوا تعملوا كدة، ماشي يا حبايبي
ابتسمت الفتاتين يحركان رأسهما بالإيجاب لتقبل تالا رأس كل منهما، لحظات قبل أن يسمعا صوتا مألوفا يغمغم ضاحكا:
- العروسة البسوبسة خلصت العريس واقف بيدخن برة.

نظرت سارة ناحية لينا زوجة عمها لتتوسع عيني الأخيرة في سعادة اقتربت منها تعانقها بقوة احتضنت وجهها بين كفيها تحادثها سعيدة:
- زي القمر يا حبيبتي مبروك على الجواز وعلى الحجاب
في الخارج يقف عثمان أمام سيارته ينتظر زوجته خرج حسام من السيارة هو الآخر ينظر لساعة يده يتأفف حانقا لما تأخرت كل ذلك الوقت، اقترب منه يغمغم ضاحكا:
- ما تتهد يا عم زمانها جاية دلوقتي، اقولك ادخلك هاتها.

قلب حسام عينيه في ملل عثمان وخفة دمه التي تكاد تقتله من الضحك، سمع صوت زغرودة عالية ليعتدل في وقفته حين انفتح الباب توسعت حدقتيه نبض قلبه هو دائما ينبض بما أنه طبيب فعلميا يتراوح عدد دقات قلب الإنسان ما بين ستين لمئة دقة في الدقيقة إذا لما يشعر أنه يدق للمرة الاولي يتعرف على نبضه الآن، يضخ دماء مختلفة كراته الحمراء والبيضاء امتزجت بكرات اخري تحمل صورتها تصرخ باسمها تسري بين أوردته تطبع جسدخ بعشقها من قلبه لعلقه لجوا روحه، ها هي تقف هناك كملاك بل أجمل ملاك يرتدي حجاب أبيض اللون تخفي بها شعرها تحجبه عن أعين من ليس لهم حق في رؤيته، أدمعت عينيه ينظر لها سعيدا يكاد يصرخ من فرحته ما كاد يقترب منها شعر بيد تقبض على كتفه نظر خلفه ليجد عثمان الذي ابتسم يسأله متعجبا:.

- هو صحيح هو أنت ليه ما دخلتش جوا وسارة اديتك ضهرها وقعدت تلف حواليها وتنبهر لما تشوفها ولا كأنك تعرفها قبل كدة
زفر حسام حانقا يجذب يده من يد عثمان يغمغم في غيظ:
- يا عم أبعد أنا على أخري، سيبني أشوف ليلتلي
ضحك عثمان عاليا في حين اقترب حسام سريعا من سارة وقف أمامها يخترزها بنظراته أمسك كف يدها المرتجف خجلا يرفعه إلى فمه يلثمه بقبلة حانية يهمس لها:.

- مبروك يا حبيبتي، هتصدقيني لو قولتلك أنك أجمل ما رأت عيني
انخفضت برأسها أرضا تحمر وجنتيها خجلا أراد بشدة أن يعانقها، ما كاد يقترب خطوة واحدة توسعت عينيه حين رأي عمر أمامه لا يعرف حتى متي جاء بتلك السرعة وقف عمر أمام حسام ينظر له ساخرا يردف:
- ما تاخدها وتروح ويولع الفرح بالمأذون بالمعازيم.

زفر حسام حانقا ينظر لعمر متوعدا تبقي فقط أقل القليل وتصبح زوجته، امسك بكفها يتحرك بها إلى سيارة والده تتبعهم زغاريد السيدات العالية، توجه الجميع إلى سيارتهم، نصف ساعة فقط ووصلوا إلى قاعة الزفاف، في غرفة صغيرة تسبق القاعة على أريكة جلس حسام وعمر وبينهما، ينظر حسام لعمر يبتسم في تشفي ليرميه الأخير بنظرات حانقة غاضبة، وضع كفه في كف عمر، القي على ابنته نظرة اخيرة يبتسم لها قبل أن يردد خلف المأذون جاء الدور على حسام الذي كان يتعجل نطق الكلمات إلى أن اردف المأذون معترضا:.

- ما ينفعش كدة يا استاذ حسام براحة عشان ما تنساش حاجة
زفر يحرك ساقه اليسري متوترا يومأ بالإيجاب، عاد من جديد يردد خلف المأذون إلى أن صدحت الجملة المعتادة:
- بارك الله لكما وبارك علىكما وجمع بينكما في خير
تعالت الزغاريد في كل مكان وقع حسام وسارة ووقع خالد وزيدان شهود على العقد، انتفض حسام من مكانه هرول ناحية سارة يعانقها بقوة التف بها حول نفسها يصيح منتصرا:
- اتجوزتك اخيراااا.

تعالت ضحكات الجميع دقت الطبول وبدأت موسيقي استقبال العروسين دخل زيدان بصحبة لينا، اولا وتلاه حسام الذي يكاد يرقص من الفرح ولما يكاد تبقي القليل فقط وسيرقص من الفرح، جلست كل عروس جوار زوجها لحظتين فقط وتعالت صوت احدي الأغاني الشعبية المزعجة انفتح باب قاعة الزفاف على مصرعيه ليدخل اصدقاء زيدان وحسام ومعهم جاسر وغيث إلى القاعة يرقصون بحركات غريبة على أنغام الموسيقي الصاخبة اقترب شهاب صديق زيدان يشد زيدان قصرا بينهم، في حين هب حسام سريعا خلع سترة حلته يلقيها جوار سارة ليغوص بين جمع الشباب.

الكاميرات لا تتوقف عن التصوير، على أقرب طاولة من العروسين جلس كل من خالد ولينا وعمر وتالا وسارين، فعثمان معهم في جمع الشباب المكتز، نظر خالد لحسام باشمئزاز ليعاود النظر للينا يغمغم حانقا:
- سرسجي حقير ايه الأرف اللي بيسمعوه دا، دا منظر دكتور بذمتك
ضحكت لينا بخفة تربت على يد زوجها:
- يا خالد فرحه سيبه يفرح وبعد شهر العسل ربيه
ابتسم في خبث يحرك رأسه بالإيجاب لما بعد شهر العسل، سيريه العجائب من الغد.

في تلك اللحظات دخلت عائلة حمزة بعد أن صافحوا العروسين توجهت مايا وسارين وسهيلة التي تحمل أحمد الصغير إلى لينا وسارة يلتقطون الصور يضحكون على ما يفعل ذلك الجمع الذي اختفي أدهم بينهم حمل الشباب زيدان يقفذونه لأعلى، حاولوا حمل حسام ليصيح فيهم:
- لااااا أنا شوفت فيلم بابا هتسيبوني اقع وأنا مش مستغني عن الفقرة الخامسة والسادسة والقطنية
حملوه قصرا يقذونه لأعلى ليصيح فيهم خائفا:.

- بس ياض منك ليه، نزلوني يلا، ضهري لو جراله حاجة هنفخكوا
اخيرا انزلوه أرضا، اقترب زيدان يجلس جوار لينا يمسح حبات العرق المتساقطة من وجهه بمنديل صغير، هرع حسام يجلس سارة نظر لعمر في تحدي ساخر ليقترب من سارة يحتضنها يلاعب حاجبيه عابثا ينظر لعمر متشفيا...
نظر عمر لتالا في غيظ يحادثها حانقا:
- شايفة الحيوان بيغظني.

حاولت تالا بالكاد رسم إبتسامة صغيرة على شفتيها تربت على يد عمر تهدئه، تشعر بألم بشع يزداد سواءا ربما هي فقط تتوهم لن تضع حملها اليوم تحديدا، ألم وسيزول بعد قليل...

على طاولة قريبة منهم جلس جاسر ومعه سهيلة التي تحمل الصغير، جوارهم عثمان وسارين، يلتقطون أنفاسهم، نظرت سهيلة لجاسر تبتسم سعيدة حين تذكرت ما فعله لأجلها الفترة الماضية او كادت تستعيد شريط ذكريات قريب حين صدح صوت منظم الحفل يشعل الأجواء من جديد:
- اصدقاء العروستين ممكن تقفوا وراهم ونشوف مين هتاخد بوكية الورد.

أخذ جاسر الصغير من سهيلة يشير لها بالذهاب لتلحق بها سارين وباقي الفتيات وقفت لينا مجاورة لسارة تضحكان وخلفهما جمع من الفتيات، بداءتا يعدان مع بعضهما البعض بهدوء:
- واحد، اتنين، تلاتة.

القيا باقتي الورد سويا التفت كل منهما تري من امسكت باقتها، باقة سارة وقعت في يد شقيقتها، نظرت لينا عن كثب تبحث عن من امسكت بباقة الورود الخاصة بها لتختفي ابتسامتها شيئا فشئ حين رأت تلك الشقراء الملونة تقف أمامها تمسك بباقة الورود تبتسم في اتساع، الشقراء هنا، نظرت سريعا ناحية زيدان الذي لم تقل دهشته عنها، تحرك من مكانه ناحية باب قاعة الزفاف لتمسك لينا بطيات فستانها تلحق به، بدأت الهمهات تعلو من كل مكان، عن سبب ما يحدث، تحرك خالد هو الآخر يخرج من القاعة عند الباب رأي انجليكا يقف جوارها شاب طويل القامة عينيه زرقاء تشبه عيني زيدان لحد كبير شعره أشقر أبيض البشرة شاب وسيم ملامحه ليس مصرية ولا بعربية على الاطلاق، اقترب منهم أكثر زيدان يقف أمام إنجيلكا جواره لينا التي تناظر انجليكا بشراسة:.

- أنتي اللي جابك هنا
اشار لها زيدان ان تهدئ في حين ابتسمت انجليكا في هدوء عادت خطوتين تقف جوار الشاب امسكت بذراعه تنظر لزيدان في حين تجاهلت لينا تماما تتمتم مبتسمة:.

- زيدان دا ماكس اللي هكتلك انه، هو مش بيأرف اربي، بس أنا كملته أنك كتير، هو جاي اشان يشكرك، لما رجأت روسيا، أنا وماكس اتصالهنا، هو آلي أنه بيهبني كتير وندمان اننا سبنا بأض، بس أنا كنت زآلانة منه كتير، هو أمل هاجات هلوة كتير اشان يصالح أنا، أنا وماكس اتجوزنا الأسبوع اللي فات.

توسعت ابتسامة زيدان يشعر حقا بالسعادة لها تلك الصغيرة تزوجت عادت لحبيبها أخيرا، في حين انجليكا يدها على بطنها المسطح تهمس سعيدة:
- أنا كمان هامل في شهر
قطبت لينا ما بين حاجبيها مدهوشة كيف تحمل في شهر وقد تزوجا قبل أسبوعين فقط شهقت تنظر لهما باشمئزاز تهمس بصوت خفيض:
- يا قلالات الأدب...
في حين بالكاد منع خالد ضحكته يتذكر ذلك الفيلم القديم تكرر جملة واحدة في رأسه:.

- كريستين حامل، انتوا عندكوا بتجيبوا العيل الأول وبعدين تتجوزا تفوا على دا نظام
عند تلك النقطة لم يستطع أن يظل صامتا فانفجر ضاحكا ليلفت انظارهم إليه توسعت ابتسامة انجليكا لتقترب منه سريعا تعانقه بقوة تتمتم سعيدة:
- امو هالد أنت وهشت أنا كتير اوووي
حمحم مرتبكا من الموقف قبل أن يأتي بأي رد فعل سمع صوت شهقة عالية التفت خلفه سريعا ليري لينا زوجته تقف تنظر له عينيها تكاد تشتعل غضبا.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  25-12-2021 04:09 صباحاً   [240]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وثمانية وعشرون

- خالد
صاحت بها لينا محتدة، ليلقي عليها خالد نظرة قلقة عاود النظر لانجليكا يبعدها عنه ابتسم يتمتم في حسرة مضحكة:
- ابعدي يا بنتي دا أنا قد ابوكي
ابتعدت انجيلكا خطوة واحدة للخلف تنظر لخالد تعقد ما بين حاجبيها لا تفهم لما هو قلق في حين اندفعت لينا بسرعة مذهلة ناحية زوجها وقفت أمامها عينيها تقدح شررا وغيظا عاد خالد خطوة واحدة للخلف يرفع كفيه وكأنه يستسلم، اشار لانجليكا سريعا يتمتم سريعا:.

- هي والله اللي حضتني، دي قد بنتي يا حبيبتي
وقفت أمامه ترميه بنظرات غيظ تكاد تحرقه حتى هو لم يكد يصدق أن نظرات لينا الغاضبة يمكن أن تقلقه لتلك الدرجة كادت أن تشهر سبابتها أمام جهه ولكن الجمع الواقف خارجا يحدق فيهم جعلها تقترب منه، وكأنها تنفض الغبار عن سترة حلته ابتسمت تهمس له بصوت خفيض حانق هو فقط من سمعه:
- قد بنتك قد اختك ما تفرقش معايا صبرك عليا لما نروح يا خالد يا سويسي.

رفعت حاجبيه مندهشا ينظر لها في ذهول القصيرة تهدده، حمحم بخشونة يبتسم في خبث، انتظري إلى أن ينتهي الزفاف يا قصيرة، امسك بيدها يقترب منهم، نظرت انجليكا لهما بأسف تهمس بصوت خفيض:
- أنا آسفة لو آملت هاجة وهشة، عمو هالد بيهبك كتير صدقيني، أنا بس مش شوفته من كتير.

نظرت لينا لها مشفقة تبدو كطفلة صغيرة وهي تتحدث بتلك العربية المهشمة التي تخرج من بين شفتيها، ابتعدت عن خالد تقترب من انجليكا ربتت علي رأسها برفق تحادثها:
- عاملة زي الاطفال يا انجليكا عفوية اوي، وعفويتك بتتفهم غلط...
في تلك اللحظات اقترب ماكس منها ينظر لها قلقا يحادثها بالروسية إن كانت هناك مشكلة لتحرك رأسها بالنفي، اشارت لزيدان تعرفه عليه، ليبتسم ماكس في حبور مد يده يصافح زيدان يشكره بالانجليزية:.

- thank you، I am really grateful for what you did for her in my absence، Ang is like a baby، she told me everything you did and I
really thank yo
( أشكرك أنا حقا ممتن لما فعلته لها في غيابي، انج كالأطفال، هي اخبرتني بكل ما فعلته وأنا حقا اشكرك ).

ابتسم زيدان في هدوء يصافح ذلك الماكس الواقف أمامه هو من البداية يعرف أن انجذاب له لأن عينيه تشبه عيني ماكس لكنه لم يتوقع أن الشبه في الأعين سيكون حقا بتلك الدرجة المرعبة، تنهد يردف في هدوء:
- no need to thank me، I just did my duty، take care of her، she really loves you.

ابتسم ماكس يعده أنه لن يتخلي عنها مجددا، انتقل بنظره ناحية لينا التي تقف جوار زيدان بفستان زفافها ابتسم لها اقترب منها يود معانقتها ظنا منه أنه هكذا سيصافحها!، ما كاد يقترب خطوة واحدة منها رأي ذلك الرجل يقف أمامه عينيه تحترق من الغضب، نظر له مدهوشا قبل أن ينطق بحرف واحد وجد زيدان يزمجر فيه:
- what were you about to do.

توسعت عيني ماكس يرمش عدة مرات قبل أن يرفع كتفيه لاعلي يتمتم متعجبا من غضب ذلك الواقف:
- why you look angry، I am just hugging the bride
توسعت عيني لينا في دهشة ذلك الأحمق كان يريد أن يحتضنها، زيدان كان ليقتله إن فعل ويولد الطفل يتيما، جذب زيدان لينا يخفيها بالكامل خلف ظهره يصيح محتدا:
- you can t do that، she s a red line، l don t let you go near.

قطب ماكس جبينه مندهشا من حالة الهجوم المبالغ فيها الذي تحدث أمامه ليسأله مدهوشا:
- why
تنهد زيدان بقوة قبل أن تنثني شفتيه بابتسامة صغيرة يتمتم بقوة:
- because she is my wife, my lover , my soul and my blood، l will not allow you to come near.

توسعت عيني لينا تنظر لزيدان في هيام تكاد تقسم أن دقات قلبها تكاد تصرخ من سعادتها، في حين لاحت ابتسامة صغيرة علي شفتي خالد، ذاك الشبل نشأ علي يدي هذا الأسد، حاوط خالد ذراعي لينا زوجته الواقفة جواره يحثهم علي الرحيل:
- يلا يا جماعة اتاخرنا والمعازيم زمانهم بيسألوا اختفوا فين...

ابتسم ماكس يصافح زيدان من جديد يفصح له عن مدي إعجابه بغيرته علي زوجته، تحرك الجميع، لمح زيدان بطرف عينيه ذلك الذي يتقدم ناحيتهم يدخل من باب القاعة من الخارج طلب من لينا أن تسبقه في حين وقف هو وحيدا ضحك عاليا ما أن اقترب الفتي منه سردد ضاحكا:
- صديق الغردقة القديم كنت هولع فيك لو ما جتش
تعالت ضحكات باسل ليقترب منه يعانقه بقوة يربت علي ظهره يتمتم مبتهجا:.

- ألف مبروك يا صاحبي وأنا اقدر بردوا ما اجييش...
ابتعد زيدان عن صديقه بعد لحظات ينظر له مبتسما تحركا ليدخلا معا حين حمحم باسل يردف سريعا قبل أن يدخلا إلى قاعة الزفاف من جديد:
- زيدان في حاجة عايز اقولك عليها قبل ما ندخل القاعة
وقف زيدان ينظر لباسل قطب ما بين حاجبيه لما يبدو متوترا قلقا لتلك الدرجة حمحم باسل يتفادي النظر لعيني زيدان يتمتم بصوت خفيض متوتر:.

- بصراحة يا زيدان عشان ما ابقاش مخبي عنك حاجة، أنا واحد من تلاميذ خالد باشا خالك، هو اللي حجزلك شقتك جنبي لما جيت الغردقة، وكلمني ووصاني اني ما اسيبكش ابدا عشان حالتك النفسية كانت سيئة وقتها...
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي زيدان، خاله دائما هنا حوله يخبره أنه قلق عليه حتى وإن لم يكن متواجدا يسعي بكل الطرق لحمايته، التخفيف عنه في أحلك الأوقات، مد يده يربت علي كتف باسل يحادثه مبتسما:.

- كنت حاسس والله يا باسل اصل الرزالة دي مش طبيعية
ضحك باسل بخفة، يحرك رأسه بالإيجاب، كمش زيدان ما بين حاجبيه يتمتم فجاءة:
- يعني انجليكا تبع خالي؟!
حرك باسل رأسه بالنفي سريعا، الفتاة ليس لها دخل إطلاقا، ليردف متلهفا:
- لالا ابدا، معرفتك بانجليكا وكل اللي حصل بينكوا بعد كدة لا خالد باشا ولا أنا لينا علاقة بيه.

تنهد زيدان في ارتياح، كان حقا سيبدو احمقا أن كان خاله يتلاعب به بتلك الفتاة طوال تلك الفترة، عاد بصحبة باسل إلى داخل الغرفة توجه ناحية لينا يجلس جوارها، ليضحك بخفة حين رأي انجليكا تتحرك ناحية باسل تحتضنه تلك الفتاة حقا غريبة بشكل لا يُنسي، توجه بعينيه ناحية لينا ليراها تنظر إلى الفراغ، استطاع أن يري غطاء شفاف من الدموع يغشي حدقتيها، لينتفض قلبه قلقا امسك كف يدها يسألها مذعورا:.

- مالك يا لينا، انتي كويسة، ردي عليا يا حبيبتي، تحبي نروح طيب.

التفتت له رغم غطاء الدموع التي جعل الرؤية أمامها مشوشة بالكامل الا أن ملامح القلق التي ارتسمت علي وجهه رأتها بوضوح تااام، كيف كانت عمياء لتلك الدرجة كيف هربت من عشقه وكيف لا زال يعشقها لتلك الدرجة لم ينقص عشقه مقدار ذرة، لم تشعر بنفسها الا وهي تلقي بنفسها بين أحضانه وهو كالعادة تلاقها بين ذراعيه يشدد علي عناقها لا يهم من حوله وكيف ينظرون له لا أحد يعشق بقلبه هو، كانت تود بشدة أن تبكي بحرقة بين ذراعيه، لكن الموقف كان ليصبح كارثيا، فقط ظلت بين أحضانه تسمعه صوته يسألها قلقا يلح عليها أن تطمئن قلبه الخائف عليها، ظلت هي تتمسك بيه تخفي وجهها بالكامل داخل صدره تستشعر دقات قلبه العنيفة، لم تجفل سوي علي صوت حمحمة والدها القوية انتفضت تبتعد عن أحضان زيدان، رماها خالد بنظرة غير راضية تماما عما فعلت ليهمس يعاتبها:.

- ما ينفعش كدة يا لينا، هيقولوا العروسة بتتحرش بالعريس...
ابتسمت لينا خجلة تخفض انظارها ارضا، امسك زيدان كف يدها يشدد علي عناقه بين أصابعه يحادث والدها مبتسما في هدوء:
- ما حصلش حاجة يا خالي، لينا بس داخت، ما حصلش مصيبة يعني لما سندت رأسها في حضني دي مراتي...

ابتسم خالد زيدان اليوم حقا يبهره بتصرفاته هو دائما يبهره ولكنه الجرعة اليوم زائدة، جذب يد لوجين الواقفة جواره تنظر لولدها تغرق عينيها الدموع قام زيدان من مكانه يتمني فقط لو يتخلص من تلك الغصة التي تخنقه حين يراها، تنهد بعمق هي والدته أولا واخرا حتى لو لم يرضي قلبه لا يهم، اقترب منها يقبل جبينها ويديها سمع شهقتها المتتابعة لتهمس له فرحة:.

- مبروك يا حبيبي ألف مبروك يا ابني ربنا يسعدك يا ابني، مسامحني بجد يا زيدان.

ابتسم أجبر شفتيه علي الابتسام رغما عنها يحرك رأسه بالإيجاب في هدوء تام، في اللحظة التالية اختفت ابتسامته فجاءة حين رأي كيف تنظر لينا زوجة خاله له، للحظات شعر بالخيانة وكأنه يخون والدته التي ربته، نغز مؤلم صدع بقلبه، قاطع تواصله البصري مع لينا صوت منظم الحفل يدعو العروسين لأول رقصة لهما سويا، في لحظات بدأت موسيقي هادئة تغزو القاعة من كل مكان، أمسك خالد بيد لوجين يعود بها إلى الطاولة، التفتت زيدان للينا امسك بكف يدها يجذبها معه إلى ساحة الرقص، ليفعل حسام المثل، ولكن الفارق بين العروسين كان كالسماء والأرض، سارة بالكاد لامست أطراف اصابعها سترة حلة زيدان جسدها ينتفض تنظر أرضا وجنتيها ستنفجران الآن من الخجل، أما لينا فتلف ذراعيها حوا عنق زيدان تستند برأسها علي صدره كلتا ذراعيه يحاوطنها، اقترب زيدان برأسه من لينا يهمس لها جوار اذنها بصوت خفيض قلق:.

- مالك يا لينا، في حاجة حصلت ضايقتك
حركت رأسها بالنفي عدة مرات تنهدت بحرقة تريح رأسها علي صدره تهمس له بخفوت متوتر:
- أنا بس افتكرت حاجة وحشة
رفع يده يمسح علي شعرها برفق يشعر بها تغرق رأسها في صدره وكأنها تود أن تختفي داخله ابتسم في هدوء يحادثها برفق:
- انسي يا لينا، مش عايزك تفتكري اي حاجة وحشة تاني ابدا سواء كنت جنبك أو لاء
أدمعت عينيها تحرك رأسها بالإيجاب لا تعرف حقا كيف تشكره...

جوارهم مباشرة حسام الذي يحاول أن يلقي نظرة واحدة علي وجه زوجته الخجول من بداية الزفاف وهي تتحاشي النظر إليه، والآن شقيقته ترمي حرفيا بين ذراعي زيدان وهو بالكاد يمسك أطراف أصابعها، تنهد حانقا ورغم ذلك ابتسم في اتساع، زوجته اخيرا زوجته، الكلمة فقط تجعل دقات قلبه تتصارع، ملاك نقي بحجاب أبيض أمامه له هو فقط، لا سعادة يمكن أن تفوق سعادته الآن وهي بين ذراعيه تقريبا، أصبحت له اخيرا بعد طول صراع فكرة أنها ستعيش معه تحت سقف واحد سيتشاركان معا نفس الغرفة تطيح الباقي من ثباته الواهي يود أن يصرخ معبرا عن فرحته ولكن والده في الغالب سيعبر عن غضبه هو الآخر وينتهي به الليلة جريحا في العناية المركزة، حمحم بخفة يهمس باسمها يحاول جذب انتباهها له:.

- سارة، سارة بصيلي طيب، يا بنتي مش كدة أنا زي جوزك
سمع صوت ضحكة خافتة للغاية تخرج من شفتيها، ليبتسم عابثا علي حين غرة احكم إمساك اطراف أصابعها ليجذبها لصدره شهقت مذعورة رفعت وجهها تنظر له بأعين جاحظة مما فعل في حين ابتسم هو بهيام ينظر لقسمات وجهها الجميلة التي تخبئه عنه، جميلته الساحرة، انثتي جانب فمه بابتسامة خبيثة يهمس لها بمكر:.

- بقالي ساعة ونص بقولك بصيلي، بتداري عينيك ليه لما بتيجي في عينيا، هااا، ردي بسرعة، قبل ما بابا يجي يعلقني.

ضحكت سارة خجلة تحاول دفعه بعيدا قليلا، التفتت برأسها سريعا تنظر ناحية والدها لتراه ينظر لحسام في غيظ علي وشك أن يهرول إليهم ويخلع قلبه من مكانه، في اللحظة التالية تأوه حسام متألما حين لكزه خالد بمرفقه في ظهره بعنف، التفت حسام خلفه ليجد والده يمسك بيد زوجته كأي زوجين علي ساحة الرقص، ابتسم خالد في هدوء يهمس له خلف تلك الابتسامة الهادئة:.

- قسما بالله يا ابن الكلب أنت والحيوانة اختك لو ما لميتوا نفسكوا ما هيفرق معايا الفرح وهتلاقي الحزام نازل علي وشك إنت وهي.

حمحم حسام مرتبكا يحرك رأسه بالإيجاب سريعا، كرامته باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح ممسحة للارضيات أن أغضب والده من جديد، عاد يرقص مع سارة علي طريقة التلامس عن بعد، قام كل زوج في اللحظة التالية يصطحب زوجته يشاركون في الرقص أدهم ومعه مايا، عثمان ومعه سارين، حمزة ومعه بدور، محمد ومعه رانيا، جاسر ومعه سهيلة، وماكس ومعه انجيلكا وفارس وياسمين.

، علي طاولة باسل وغيث وشهاب وبعض الشباب العُذاب تنهد باسل بحرقة ينظر لساحة الرقص يهمس في نفسه:
- مش كانت مني جت معايا بدل ما أنا قاعد كدة
نظر للمقعد الفارغ جواره ليتمتم ساخرا:
- ما اتبقاش غيري أنا والمروحة.

ضحك الشباب عاليا، في حين كان غيث يراقب في هدوء بالكاد ابتسامة صغيرة تعرف طريقها لشفتيه، ينظر للعروسين يرسم عقله صورة مشابهة له هو وصبا!، تنهد بحرقة يغرز أصابعه في خصلات شعره سينتظر حتى يحين الوقت المناسب
علي الطاولة القريبة منهم يجلس عمر جوار تالا ينظر لعثمان وحسام حانقا ارتشف كوب العصير دفعة واحدة يعاود النظر لهم بحدة كن جديد وكأنهم ألد اعدائه نظر لتالا يهمس لها مغتاظا:.

- سرقوا البنات مني أنا كان عقلي فين وأنا بوافق علي الجوازات دي، أنا عايز بناتي.

ضحكت تالا عاليا لتشرع بألم بشع ضمت شفتيها بقوة تحاول الا تصرخ تتنفس بعنف لحظات وهدأ الألم لتحمد الله في نفسها أنه انتهي اخيرا، لن تلد في حفل زفاف ابنتها ابدا لن يحدث، نظرت تالا للوجين وزينب التان يجلسان متجاورتين بتابعن ما يحدث في صمت عيني لوجين تزرف الدموع بلا توقف تراقب طفلها وهو يتزوج، في حين تبتسم زينب سعيدة وكأنها امتلكت الدنيا عينيها مثبتة علي حسام...

علي ساحة الرقص، كل عروس تتمايل مع زوجها، بالقرب منهم كان هناك حمزة ومعه مايا تتمايل معه في خجل تبتسم في توتر، ترفع عينيها بين حين وآخر تختلس النظرات إلى زوجها، تشعر بدقاتها تتقافز وكعادتها دائما ما تجري مقارنات عقيمة في رأسها، إن كانت لا تزال زوجة أسامة علي الأرجح كان ستظل جالسة تتابع زوجها وهو ينظر لكل سيدة في الزفاف بأعين لامعة نظرات مقززة، في حين يتجاهلها هي تماما، وإن طلبت منه الرقص سيسخر منها بأحدي كلماته اللاذعة، أما الآن حمزة هو من جذبها من يدها مصرا أن تراقصه، لم يخجل ولم يدعها تخجل، حمزة كان ولا يزال حالة خاصة لا يهتم بالمجتمع والعادات يمشي حسب تياره هو حتى وإن خالف الجميع، تنهدت بقوة تهمس له ممتنة:.

- شكرا يا حمزة، شكرا على كل اللي عملته عشاني أنا والولاد، بجد شكرا أوي
بسط يده أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه التقت عينيها بغابات عينيه، اه من عينيه لحن غريب موسيقي بطعم الزيتون الأخضر في طوره الأول أخضر قاني تشرق الشمس من خلف أوراقه، تثاقلت أنفاسها حين ابتسم يهمس لها:.

- شكرا علي ايه يا بدور، شكرا ليكي انتي رغم عدم المنطق في علاقتنا دي، الا أنك لسه مكملة فيها، انتي عارفة كان دايما عندي هاجس أني هموت لوحدي وما حدش هيحس بيا، مش هلاقي حوليا لما أدهم ومايا يتجوزوا، وجودك جنبي انتي والولاد دي أحسن حاجة ممكن تحصلي، شكرا ليكي يا بدور مش ليا ابداا.

أدمعت عينيها لأول مرة هي من تبادر وضعت رأسها علي صدره تغمض عينيها في راحة تغمر كيانها، كيف يمكن لرجل أن يكن بمثل تلك الروعة والهدوء التعقل، علي الرغم من أنه تؤام خالد والدها الروحي الا أن خالد دائما مندفع عصبي تخشي غضبه، أما حمزة لا، حمزة حتى غضبه هادئ يتصرف بتعقل في أحلك الظروف، لا تصدق ما يشعر به قلبها تعني أنها تعلم أن زيجتهم مبنية علي الاحتياج اولا واخرا، احتياجه لشخص ما يؤنسه، واحتياجها لأب لأطفالها وسند لها بعد ما فعله زوجها السابق، ولكنها قلبه المتعب من الصدمات القديمة بدأ يتعافي ويحبه! أيضا.

بالقرب منهم حيث الثعلب الهادئ يراقص زوجته الجميلة رانيا، نظر محمد لعيني زوجته مبتسما يحادثها مشتاقا:
- بقالنا كتير ما خرجناش، أنا دايما مشغول في شغلي وانتي في رسالة الدكتوراة وشغل البيت ورعايتك لوالدي حقيقي مش عارف اشكرك ازاي علي كل اللي بتعمليه يا رانيا
حركت رأسها بالنفي بسطت كفها علي خده تنظر لعينيه تهمس مبتسمة:.

- ما تشكرنيش يا محمد، أنت أحلي زوج في الدنيا، أحن راجل في الوجود، جدع وصاحب صاحبه، شايل ناس كتير علي كتافك، أنا يا دوب بحاول أساعد علي قدي
قبل باطن يدها التي تبسطها علي وجهه يهمس التمعت عينيه يهمس لها بصوت خفيض حالم عاشق:
- تعرفي أن أنا بحبك أوي، يا زوجة الصبا والشباب والعجز
ضحكت رانيا بخفة تعانق محمد بقوة تهمس له برنات خفيضة تمطر عشقا:
- وأنا بحبك أوي يا ثعلبي الهادئ العجوز.

ضحك محمد عاليا يشدد علي احتضان رانيا يتمايل معها علي أنغام الموسيقي، بالقرب منهم عند أدهم ومايا، تنهد أدهم يآسا ينظر لزوجته العابسة، تلوي شفتيها بشكل مضحك حقا، لا يصدق حقا أنها غاضبة منه لانها تريده أن يقيم لها زفاف آخر مثل لينا ابنه عمها، ابتسم أدهم يغمغم في مكر برئ:
- حاضر مايا هعملك فرح تاني زي لينا...
توسعت ابتسامتها تنظر له فرحة، سرعان نا اختفت الابتسامة وجحظت مقلتيها حين اكمل قائلا بأسف:.

- بس للأسف لازم اطلقك، وبعدين ارجع اردك عشان نتجوز من اول وجديد واعملك فرح تاني زي لينا
شخصت مقلتيها أكثر، تنظر له مدهوشة، كيف نسيت أن لينا وزيدان انفصلا وبعد عذاب طويل عادا من جديد لذلك يقيم لها زيدان حفل زفاف ثاني، لا لا لا لن تبتعد عن أدهم لن تتحمل نصف المعاناة التي تحملتها لينا ابدا لن تقدر علي ذلك من الأساس، حركت رأسها نفيا سريعا ابتسمت تتمتم ببلاهة:.

- مين قالك أن أنا عايزة فرح تاني، هو في احلي من فرحنا بردوا، ما قولتليش ايه رأيك في فستاني
ضحك أدهم عاليا بملئ شدقيه انخفض برأسه يلصق جبينه بجبين زوجته المجنونة التي لم يعشق أحد بقدرها، يهمس لها عابثا:.

- قمر، انتي كلك علي بعضك سكر محلي محطوط عليه كريمة، ياااه بتفكريني باللذي مضي كنتي بتلبسي كل فستان والتاني وتدخلي الأوضة عندي تفضلي تلفي زي الفراشة، ايه رأيك يا أدهم في الفستان، حلو يا أدهم الفستان، دا من باريس، دا من مش عارف ايه، كنت ببقي هتجنن بسببك انتي وفساتينك يا حتشبسوت.

ضحكت مايا عاليا تداعب خصلات شعره بأصابعها إلى الآن لم يخبرها ما هي حكاية حتشبسوت تلك، استشفت أن كلمة حتشبسوت ترتبط عند أدهم بأشياء أخري لا علاقة لها بحكاية حتشبسوت الحقيقية، نظرت له بامتعاض تغمغم حانقة:
- علي فكرة إنت لحد دلوقتي ما قولتليش حكاية حتشبسوت دي...
ارتسمت ابتسامة ماكرة لئيمة علي شفتيه دني برأسه جوار اذنها يهمس لها عابثا:
- عيوني يا ام حتشبسوت، نروح التابوت وأنا هحكيلك حكاية حتشبسوت...

ضحكت من جديد تتمايل معه علي أنغام الموسيقي، بالقرب منهم كثيرا حيث، عشق الجاسر لقلقاسته، سهيلة وجاسر يتحركون في تناغم خاص بهم، توجهت عيني سهيلة تنظر ناحية ابنها المستقر علي قدمي والدها تنهدت بارتياح طفلها بخير، عادت تنظر لجاسر لتراه يبتسم لها تلك الابتسامة التي حرفيا تسلب لبها تبعثر شتات نفسها بنعومة لم تقاومها أبدا، ارتسمت إبتسامة ناعمة سعيدة علي شفتيها تتذكر ما فعله قبل بضعة أشهر
Flash back.

يوم عادي كباقي الأيام استيقظت صباحا علي بكاء طفلها الصغير لتحمله بين ذراعيها تنظر له سعيدة وكأنها تحمل سعادة الدنيا كلها بين يديها، اطمعته وبدلت ثيابه بأخري نظيفة، اخذته تنزل لأسفل جلست مع والدها اليوم بطوله، جاسر مختفي بشكل مخيف مقلق، أين هو، حاولت الاتصالت به مرارا وتكرارا بلا فائدة، إلى أن هبطت الشمس وحل الليل سمعت صوت سيارته يقف في الحديقة، اعطت الصغير لوالدها لتهرول للخارج ارتمت بين أحضانه ما أن رأته تصيح بلوعة:.

- كنت فين يا جاسر طول النهار بحاول اتصل بيك من بدري، حرام عليك يا أخي، رعبتني عليك
ابتسم لها في عبث تلك الابتسامة تعرفها جاسر يخطط لشئ، لذلك ابتعدت عنه قليلا تنظر له بترقب رفعت حاجبها تشهر سبابتها تردف سريعا:
- المفاجأة اللي قولتلي بتحضرها من كام يوم صح.

توسعت ابتسامته يحرك رأسه بالإيجاب زوجته الذكية كما يحب ذكائه توجه معها للداخل ودع والدها، في حين بدلت هي ثيابها وثياب الصغير جلست جواره في السيارة يتوجهان حيث المجهول، لا تعرف أين تذهب ولا تهتم هي تثق به ثقة عمياء، لن يؤذيها، وجهت انظارها طوال الطريق إلى صغيرتها النائم علي قدميها إلى أن وقفت السيارة في تلك اللحظة فقط رفعت وجهها، لتري أن سيارة وقفت في باحة مطعم كبير، رفعت رأسها سريعا تنظر للافتة المطعم، مطعم الحورية هنا في القاهرة كيف، هل باع مطعمه الآخر، وقبل أن تسأل حتى اجاب جاسر عن أسئلة توقع أنها ستسألها:.

- ما بعتش مطعم إسكندرية، بس اشتريت المطعم دا شريك فيه أنا وبابا هنا في القاهرة عشان ابقي جنب شغل العيلة، مطعم إسكندرية بيديره استاذ تهامي راجل محترم أعرفه من سنين، شايفة العمارة اللي قدام المطعم دي
اشار لها لعمارة سكنية علي الناحية الاخري من المطعم، نظرت لما يشير لتحرك رأسها بالإيجاب ليبتسم هو يتمتم:
- شقتنا هنا، مش عايزة تطلعي تشوفيها.

توسعت حدقتيها في دهشة منزلهما، منذ بداية زواجها وهي لم يكن لها بيت لهما سوي الشقة الصغيرة في الإسكندرية بعد ذلك عند والده ثم عند والدها، لا تصدق تكاد تطير من الفرحة ادمعت عينيها تحرك رأسها سريعا بالإيجاب، نزلت من السيارة تلحق به إلى اعلي توجها معا إلى المصعد دقات قلبها تتصارع شوقا لرؤية منزلهما، وقف المصعد في الطابق الخامس، انفتح بابه ليمسك جاسر بيدها برفق تحركا معا إلى باب المنزل دس به المفتاح فتحه يتقدم للداخل بضع خطوات يضئ إنارة المنزل، ارتجفت ساقي سهيلة حين أبصرت صالة منزلها الواسعة بألوانها المتناغمة، تقدمت للداخل اعطت الصغير لأبيه تتحرك تتفحص الغرف الشقة لم تكن كبيرة كمنزل والدها ولكنها لم تكن صغيرة ابدا، صالة واسعة غرفة لاستقبال الضيوف، مطبخ كبير له بالطبع، وغرفة نوم لهما وغرفتين للأطفال وغرفتين للضيوف وحمامين، المكان كامل حتى ثيابها موضوعة في دولاب ملابسهم، ضمت كفيها لصدرها تنظر لمنزلهم تبكي من السعادة، في حين كان هو يراقب سعادتها بابتسامة كبيرة واسعة، كم يعشق رؤيتها سعيدة، التفتت له تزقزق فرحة:.

- دا بيتنا أنا وأنت يا جاسر، حلو اوي بجد، أحلي مما كنت أتخيل...
اقترب منها يحمل الصغير، علي أحد ذراعيه ليلف ذراعه الآخر حول كتفيها قبل قمة رأسها يتمتم مبتسما:
- من النهاردة دا بيتنا أنا وانتي وأحمد، يكون في علمك أنا قدمت شهادة مرضية في الجامعة وعمي خالد ساعدني، بس هتعيدي سنة خامسة من الاول، مش مهم، المهم أنك مش هتسيبي دراستك يا سهيلة ماشي.

ابتسمت له تحرك رأسها بالإيجاب لازال هناك ترم ثاني واجازة طويلة قبل أن تعود لدراستها من جديد...
امسك بكف يدها يجذبها معه إلى شرفة المنزل دخلت إليها ليشير إلى المطعم أمامها موقع المنزل استراتيجي حقا يمسح لها برؤية واجهة المطعم كاملا ابتسمت سعيدة لسعادته، اخيرا استطاع جاسر أن يحقق حلمه ويرضي والده في آن واحد
Back
اجفلت من شرودها السعيد علي صوته يهمس جوار اذنها عابثا:
- قلقاستي الحلوة سرحانة في اي.

ابتسمت ترفع وجهها إليه لتلتحم مقلتيها بمقلتيه تنهدت تهمس له:
- في الطباخ الغلبان اللي بيحب القلقاس من زمان.

ضحك جاسر عاليا جملته المميزة كم يحبها وهي تطنقها، كم يحب في كل حالتها من الأساس، لا يصدق حتى أنه احبها هكذا فجاءة حين تزوجها كانت مشاعره ناحيتها لا تتعدي المسؤولية فهي صديقة شقيقته التي تربت معهم أولا واخرا، وكان أحمق لم يكن يعرف أن ذلك الخوف وشعوره المتواصل بالمسئولية ليس سوي نبتة صغيرة لشجرة عشقهما التي طرحت اولي ثمارها، احمد الصغير.

هناك واخيرا النهاية حيث البداية عند خالد ومعه لينا، تعجبت لينا حقا من صمت خالد منذ متي وخالد يراقصها بذلك الصمت دائما ما كان يشاكسها بكلماته يغازلها بأشعاره لكنه الآن صامتا بشكل غريب فقط يبتسم لها، تراه يختلس النظر إلى ساعة يده بين لحظة وأخري، نظرت له متعجبة كانت علي وشك أن تسأله عما به حين اظلمت القاعة فجاءة وبدأت الهمهات من الجميع عن سر ما يحدث، شعرت به يبتعد عنها ليصدح بصوته يهدئ الجميع:.

- اهدوا يا جماعة أكيد في عطل...

قبل أن يقدم أحدهم علي أن يضئ مصباح هاتفه انُيرت شاشة كبيرة تتوسط الحائط المقابل لهم بدأت تعرض مقاطع فيديو لها وهي طفلة صغيرة، هي هناك تحاول المشي تتجه ناحية ذلك الفتي الذي يفتح ذراعيه لها يحثها علي التقدم، وهي تضحك ووالدتها تقف هناك تنظر لها بأعين دامعة، وصوت والده الذي يمسك الكاميرا يحادثه، ومطقع آخر لها وهي تحاول ركوب الدراجة وهو يقف بعيدا يصورها تلوح هي له، والارجوحة في منزلهم وهو يدفعها ووالدتهم تصورها، تضحك لا شئ يغلب في تلك المقاطع بقدر ضحكاتها البريئة، أدمعت عينيها تخرج ضحكة خافتة من بين شفتيها، تقف بزيها المدرسي وذلك ( الكولون ) التي كانت تكرهه تكشر وجهها لأنهم ايقظوها باكرا، مقاطع عدة لم ترها قبلا، من أين حصل عليها، ومن ثم مقاطع من زفافهم الأول والثاني، صور لها وهي تحمل الصغير وهو بجانبهم وصور لهم جميعا في وجود زيدان، الكثير والكثير من المقاطع، دقات قلبها لم تتعد تتحمل دموعها تنهمر بلا توقف، لحظات وانطفئت الشاشة ليظهر هو يمسك في يده مكبر صوت حمحم بصوت قوي يردف متسألا:.

- هو البتاع دا شغال، شكله شغال، اااه اقول ايه بس، والله الكلام خلص، وعشقي ليها ما خلصش، زي النهاردة مش هقولكوا من كام سنة طبعا مالكوش دعوة أساسا، اتولدت أجمل واحن واحلي بنوتة في الدنيا، زي النهاردة وأنا عيل عنده خمس سنين كنت شايل علي ايدي لفة صغيرة فيها حاجة أنا مش فاهمها كل اللي عارفة أن عينيها كانت حلوة اووي
ضحك البعض علي ما قال خالد ليحمحم بقوة ينهرهم غاضبا:.

- بس يا حيوان منك ليه، عيال ناقصة رباية صحيح...
في حين اقترب هو منها إلى أن وقف أمامها مباشرة يري دموعها المراقة بعنف تغرق خديها بعنف، تنظر له مذهولة لم تتذكر يوم ميلادها وهو لم ينساه أبدا، رمي المكبر من يده بعيدا لا يهم، لا أحد يهم هنا غيرها، احتضن وجهها بين كفيه يهتف بانفعال صادق:.

- أنا بحبك، بحبك لدرجة ما بقتش قادر اوصفها، بحبك بشكل مؤلم، كل ذرة في روحي بتحبك، عشانك مستعد اعمل اي حاجة في الدنيا، عشان انتي بالنسبة لي كل الدنيا، عمر ما حد قدر ينافسك ابدا، حتى عيالي، انا روحي ودي مش مجرد كلمة انتي فعلا روحي يا لينا...
انهي كلامه ليعتصرها بين ذراعيه بعنف وتشبثت هي بأحضانه تخبره بحرقة كم تعشقه هي الاخري، في حين تعالت الصيحات وعلا صوت التصفيق من كل مكان...

اخيرا انتهي الزفاف وبدأ الجمع بالرحيل، في الخارج احتضنت لينا والديها تودعهم ما تعرفه أنهم سيقضون الليلة في أحدي الفنادق قبل السفر غدا، اقتربت لينا تحتضن والدها ليتقدم زيدان من والدته لينا، عانقها رغم أنه يعرف أن خاله سيقتله، عانقها بقوة يهمس لها بصوت خفيض صادق:
- عمر ما في حد في الدنيا هياخد مكانك في قلبي يا ماما حتى لو كان مين صدقيني انتي اغلي عندي من حياتي.

أدمعت عيني لينا فرحا تشدد علي عناق صغيرها قبل أن تشهق بعنف تشعر بيد خالد تجذبها بعيدا عنه ينظر لزيدان غاضبا ابتسم يتمتم في هدوء مخيف:
- تاخد مراتك وتمشي قبل ما ادفنك مكانك يلا يا حبيب خالك غور في داهية.

ضحك زيدان يمسك بيد لينا يودعهم متوجها مع زوجته إلى سيارتهم، ودعت سارين شقيقتها قبل أن تتوجه لسيارة زوجها، احتضن عمر ابنته لأول مرة يشعر بأنه علي وشك البكاء ولما علي وشك أدمعت عينيه حقا يعانق ابنته يقبل رأسها يهمس لها بصوت مبحوح:
- خلي بالك من نفسك يا سرسورة، ماشي يا حبيبة بابا.

حركت سارة رأسها بالإيجاب سريعا تمسح دموعها المتساقطة اقتربت لتعانق والدتها لتطلق تالا صرخة عالية لم تستطع احتمال الألم من ذلك اندفع الجميع إليها ليتلاقها عمر بين ذراعيه قبل أن تسقط أرضا صاح حسام منفعلا:
- أنا كنت عارف إن الليلة دي مش هتعدي سالكة، جااسر وصل دكتورة لينا وسارة البيت، شيل مراتك يا عمي وورايا بسرعة
أدمعت عيني سارة تحاول اللحاق بوالدتها ليصيح حسام فيها غاضبا:.

- هتيجي فين بالفستان علي البيت يا سارة يلا يا جاسر خدهم.

حرك جاسر رأسه بالإيجاب سريعا حقا يشفق علي ذلك الحسام، إن تبرئ حسام من العائلة سيعطيه كامل العذر الرجل حرفيا يلاقي الأمرين معهم، خلع حسام رابطة عنقه يستقل سيارة الزفاف جواره أبيه وبالخلف تالا التي تبكي من الألم تنظر لابنتها نادمة حزينة لكنها حقا لم تستطع التحمل أكثر، شق حسام بهم الطريق متوجها إلى مشفي الحياة، في حين اصطحب جاسر سارة ولينا مع سهيلة ووالدها في سيارته، عائدا بهم إلى البيت، ارتمت سارة بين أحضان لينا تبكي قلقا علي والدتها والأخيرة تحاول جاهدة طمئنتها:.

- ماما هتبقي كويسة يا سارة ما تخافيش هيبقي عندك أخ ولا اختت صغننة زي أحمد كدة...
ربتت سهيلة الجالسة جوارها علي رأسها تحاول تهدئتها هي الأخري وصل جاسر أمام منزل عز الدين، نظر الأخير له راجيا يحادثه:
- بقولك ايه يا جاسر ما تكسفش طلبي وتخلي سهيلة تبات معايا النهاردة وحشتني هي والواد أحمد اووي
لم يكن جاسر أبدا يرفض طلب حماه العجوز الرجل مريض بالقلب، ابتسم لها يحرك رأسه بالإيجاب يتمتم في هدوء:.

- اكيد يا عمي ما فييش مشكلة
التفتت برأسه لسهيلة يحادثها مبتسما:
- أنا هرجع المطعم لأن في حسابات مهمة لازم تتقفل قبل السنة الجديدة وهجيلكوا الصبك
اومأت سهيلة بالايجاب ودعت سارة ولينا لتنزل بصحبة والدها، أكمل جاسر طريقه إلى منزل خالد، اوصلهم لداخل حديقة المنزل، نظر لعمته يحادثها قلقا:
- تحبوا أفضل معاكوا لحد ما يجيوا..
ابتسمت لينا له تحرك رأسها بالنفي ربتت علي كتفه تحادثه:.

- لا يا حبيبي ما تقلقش روح شوف شغلك..
نزلت لينا تصطحب سارة معها للداخل لوحت لجاسر قبل أن يغادر، دخلتا معا إلى المنزل ارتمت لينا علي الأريكة تجذب سارة تجلسها جوارها تضمها بين ذراعيها تحادثها برفق:
- ماما هتبقي كويسة يا حبيبتي ما تخافيش، بطلي عياط بقي في عروسة تعيط يوم فرحها بردوا...

في المستشفي تخلص حسام من حلة زفافه الفاخرة يرتدي ذلك الزي الازرق المخصص لهم، تحرك يهرول لغرفة العمليات حين اخبرته الطبيبة المساعدة له أن المشيمة انفصلت حالة تالا حجرة كيف استطاعت تحمل ذلك الألم كل تلك المدة، اوقفه عمر قبل أن يدخل إلى غرفة العمليات رأي في عيني عمه الكثير من الكلمات التي يعجز لسانه عن تجميعها من خوفه، ليربت علي كتفه يطمأنه:.

- ما تقلقش يا عمي، مراتك في ايد امينة لاء هي في ايد حسام بصراحة
مزحة سخيفة اراد بها التخفيف عن عمه، اكمل طريقه إلى غرفة العمليات وقعت عينيه علي والده يقف ينظر له بفخر، تلك النظرات جعلت صدره ينتفخ وكأنه محارب شجاع في معركة ما، غاب حسام خلف باب غرفة العمليات في حين تحرك عمر يزرع الممر ذهابا وايابا يستمع إلى صوت صرخات تالا تشق قلبه بلا رحمة، اقترب خالد منه يحاول التخفيف عنه:.

- اهدي يا عمر هتبقي كويسة، صدقيني كلها شوية ومحروس هيوصل
أنهمرت دموع عمر يحتضن أخيه كطفل صغير يختبئ بين أحضان والده، ليربت خالد علي ظهره يحاول تهدئته وصرخات تالا لا تتوقف.

أخذ جاسر الطريق عائدا إلى مطعمه نظر لساعة يده الواحدة والنصف ليلا عليه أن يصل في أسرع وقت لم تعد له القدرة علي القيادة لميل آخر يشعر بالتعب ودوار خفيف اوقف السيارة في منطقة فارغة نزل منها يقف جوارها لم يتناول الطعام اليوم لما قد نسي ذلك، حتى فئ الزفاف، الوضع كان كارثي البوفية كما يقولون عنه كان مزدحم بشكل لا يوصف، جلس علي أحد الحجارة الكبيرة جوار شاطئ النيل، يشعر برأسه يلتف، أحمق يا جاسر، حاول القيام حين رأي رجلين يتحركان ناحيته خطاهم المترنحة تخبره بأنه حقا في ورطة خاصة في حالته تلك، اقترب الرجلين منه ليفتح أحدهم مادية أمام وجهه يحادثه ساخرا:.

- قلب ياض نفسك وهات كل اللي معاك يا حيلتها
احتدت عيني جاسر حين ذكر اسم والدته كان علي وشك لكمة حين سمع صوت يعرفه تقريبا الرؤية أمامه كانت بدأت تختفي شيئا فشئ ولكن الصوت حقا مألوف، كل ما رآه رجل يقف هناك يحمل مادية نصلها يلمع يزمجر في شراسة مخيفة:
- أنا بقول تخلعوا قبل ما اضحي بيكوا بدل الخرفان وانتوا عارفين العيد كبير قرب...

هيئة الفتي المخيفة ونصل ماديته الحاد أمام سكرهم الواضح جعلهم يتراجعون هاربين، حاول جاسر القيام ينظر لذلك الرجل يريد شكره ما أن تحرك خطوة واحدة زاد الدوار وتشوشت رؤيته كاد أن يسقط أرضا حين شعر باحدهم يمسك به قبل أن يقع آخر ما سمعه صوت مألوف يعرفه يهمس له:
- مش هسيبك تقع تاني يا صاحبي!

ساعة كاملة من القلق تحرق أوصال ذلك الواقف خارجا، قلق تبدد فجاءة مع صوت صرخات الطفل، توسعت عيني عمر في دهشة في حين اندفع خالد يعانقه بقوة يردف ضاحكا:
- ألف ألف مبروك يا ابو محروس
تحرك عمر يهرول إلى باب غرفة العمليات في لحظة خروج حسام يحمل رضيعين كل واحد علي ذراع نظر لعمر يغمغم بامتعاض:
- علي فكرة مش طبيعي ابدا أن كل خلفتك تؤام، أنا كدة هعلي عليك ازاي، اجيب هاترك.

ضحك خالد عاليا ينزر لوالده في سخرية، توقفت دقات عمر عن الخفقان في اللحظة التي وقعت عينيه فيها علي طفليه، انهمرت دموعه بعنف يلتقط احدهم من بين ذراعي حسام يعانق برفق يشتم رائحته البريئة، يكبر جوار إذنه، نظر عمر لخالد يطلب منه أن يفعل المثل، اخذ خالد الطفل الآخر يشعر بدقات قلبه تتسارع افتقد ذلك الشعور حقا، شعور أن تحمل نطفة صغيرة من دمك بين يديك شعور جميل لا يوصف قبل رأس الصغير يهمس بالاذان جوار إذنه، قاطع تلك اللحظات صوت حسام وهو يغمغم:.

- طيب بما اني الدكتور اللي ولدهم واللي ليلة فرحه اتضربت، فأنا من حقي أن واحد منهم يتسمي حسام، والتاني حسامين عادي يعني
ضحك خالد وعمر، لينظر الأخير لحسام يسأله قلقا:
- تالا كويسة طمني عليها
حرك حسام رأسه بالإيجاب يطمأن عمه إن زوجته علي خير ما يرام فقط نائمة، في غرفة أخري، عاد ينظر للطفلين يتمتم بامتعاض:
- ها هتسموه حسام صح
ضحك خالد يحرك رأسه ياسا في حين نظر عمر للصغير الذي يحمله خالد يتمتم مبتسما:.

- اللي أبوك شايله هسميه محمود علي اسم ابويا الله يرحمه، أما بقي دا فللاسف مضطر هسميه حسام
توسعت ابتسامة حسام يحتضن عمر يغمغم منتصرا:
- يا حبيبي يا عمي روح اللهي تبقي ظابط
مرت ساعة اطمأنا فيها علي الطفلين وتركا عمر مع زوجته، ليخرج حسام بصحبة خالد إلى البيت ادار حسام محرك سيارته ينطلق بها ب بسرعة البرق، في حين ينظر له خالد ساخرا يتمتم متهكما:
- لا كدة ماشي براحة شد شوية واقلبنا.

تنهد حسام حانقا لما لا ينتهي ذلك الطريق، اخيرا بعد طول صراع وصلت السيارة إلى منزل والده نزل منها سريعا وخلفه والده، حين دخل إلى صالة المنزل بدأ يبحث بعينيه عنها في كل مكان نظرة لزوجة أبيه يتمتم متوجسا:
- اومال سارة فين
تجاهلت لينا ما قال تسأله قلقة:
- طمني تالا عملت ايه
اقترب منها خطوة اخري يعيد سؤاله من جديد:
-سارة فين يا دكتورة
زفرت لينا حانقة لما لا يجبب ذلك الفتي عن سؤالها، تنهدت تردف سريعا:.

- سارة نامت من بدري، المهم تالا طمني عليها
توسعت عيني حسام في دهشة يكاد يصدم رأسه في الحائط في حين انفجر خالد في الضحك ينظر لحسام شامتا يردف من بين ضحكاته:
- أحسن عشان تبقي تزعقلها تاني، تعيش وتاخد غيرها يا دكتور.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 28 من 81 < 1 74 75 76 77 78 79 80 81 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1977 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1458 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1471 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1289 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2460 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسير ، عينيها ،











الساعة الآن 04:47 AM