رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والعشرون
ضحك ذلك الرجل بخبث عاليا ينظر للجالس أمامه بمكر ، : مش قولتلك هخرجك شاكر ضاحكا بخبث: معلم هتلاقي ابن السويسي بيلف حوالين نفسه دلوقتي بس ايه الدماغ دي باشا كنت عارف إن الزفت الي اسمه صالح هيعترف عليا ، ضاحكا بخبث: خد الكبيرة بقي أنا الي قايل لصالح يعترف عليك اتسعت عيني شاكر بصدمة: ايه الكلام الي بتقولوا أنت الي مسلمني للحكومة.
، بخبث: يا حمار افهم دي خطة ابن السويسي اتلهي معاك الفترة الي فاتت لما قبض عليك ولما اتضرب بالرصاص و بعدها كان مشغول مع حبيبة القلب طبعا المدة دي أنا دخلت فيها اكبر شحنة مخدرات في تاريخي كله شاكر بإعجاب: أستاذ ، بغل: اومال فاكرني خايب زيك ابن السويسي طاره معايا بقي شخصي ورحمه أمي لدفعه التمن غالي شاكر: هتعمل ايه يا باشا ، ضاحكا: المحروس طلع عنده بنت وهو ما يعرفش شاكر بدهشة: بنت ودي جابها امتي.
، غاضبا: روح اسأله أنت بتستظرف يا شاكر شاكر: ما أنا مش فاهم بردوا هنعمل ايه بالبت دي ، بخبث: افهمك، ... اتسعت عيني شاكر بذعر بعد ذلك الكلام: بتهزر صح أنت عارف خالد لو عرف هيعمل فيناى احتقنت عيني ذلك الرجل بغل: أنا عايزه اعرف عشان اكسر مناخيره الي رافعها في السما على طول دي شاكر: مين هينفذ ، ضاحكا: آخر واحد تتوقعه.
يقف أمام غرفته يلتهمه القلق فقدت الوعي بين ذراعيه لم يستطع وضعها في فراشها فقد جعلته رأسا على عقب حملها بين ذراعيه متجها الي غرفته وضعها في فراشه نظر لها للحظات بعجز توقف عقله عن التفكير، استعاد رباطة جأشه سريعا ليتلقط هاتفا يطلب الطبيب ما يقرب من خمسة عشر دقيقة يقف في الخارج منذ أن جاء الطبيب دخلت والدته معها ووقف هو ينتظرهم.
انتبهت حواسه فجاءه عندما سمع باب غرفته وهو يفتح اتجهت أنظاره الي الطبيب ليجده يرمقه بتجهم وضيق خالد بحذر: هي كويسة مش كدة ابتسم ذلك الطبيب ساخرا: والله دا يتوقف على مفهومك لكلمة كويسة برزت عروق رقبته غضبا صرخ بحدة: أنت بتستظرف أنت مش عارف أنا ممكن أعمل فيك ايه لم تفارق تلك البسمة الساخرة شفتي الطبيب: أوعي تكون فاكر ان أنا خايف منك.
تدخل والده في ذلك الوقت متحدثا برزانة: يا دكتور مافيش داعي للكلام دا ممكن نعرف حالتها ايه الطبيب بجد: عندها انهيار عصبي حاد أنا اديتها حقنة مهدئة حالتها النفسية مش مستقرة دا غير أن عندها ضعف عام أنا هكتبلها على فيتامينات يا ريت تاخدهم باستمرار التفت ناحية خالد يهتف بجمود: أنت خالد مش كدة هز رأسه إيجابا بضيق ليكمل ذلك الطبيب: اتقي ربنا فيها أنت وصلتها لمرحلة أنها بتعيط وهي نايمة، عن اذنكوا.
خالد بحدة: الراجل دا مجنون سمع صوت والدته تهتف من خلفه: لاء يا ابني مش مجنون لينا طول ما هي نايمة عاملة تعيط وتقول حرام عليك يا خالد صدم رأسه في الحائط بغضب من نفسه لم يكن يقصد يؤذيها كان خائفا وهو عندما يشعر بالخوف يغضب ولا يستطيع التحكم في غضبه بعدها بدأت دوامة عنيفة من الغضب واللوم من والديه لا يتذكر منها شئ لم يكن معهما من الأساس كان يفكر يعيد ترتيب حسباته من جديد بتلك الطريقة سيقتلها.
ترك والديه ما زالا يصرخان فيه واتجه الي غرفته الي فراشه التي احتوها مرة أخري فاقدة للوعي بسببه جثي على ركبته بجانب فراشها مد يده المرتجفة بحزن يمسح دمعاتها الهاربة من بين جفنيها المغلقين، شعر بشئ دافئ يجري على وجهه، دموعه يبكي لم يفعلها منذ سنوات لم يذرف دمعه واحدة على أيا كان غلف قلبه بغلاف من القسوة قسوة أقر أنها ستنال الجميع الا هي ولكنه اكتشفت أنها أول من تأذي منها.
خالد باكيا: هتغير أوعدك مش هزعلك تاني ابدا.
في صباح اليوم التالي كان حريصا ان يستيقظ قبلها قام واغتسل وبدل ملابسه واتصل باحد محلات الاثاث واشتري غرفة نوم كاملة وبالفعل لم يمر ساعة حتي جاء العمال ارشدهم الي غرفة لينا فبدلوا اثاث الغرفة ورحلوا اتجه الي غرفته ودخلها وجدها تتململ في نومتها تفتح عينيها بصعوبة لينا بألم: اه انا فين ايه الي حصل خالد ضاحكا: نفسي مرة تصحي من النوم مش فاقدة الذاكرة يضحك بعد كل ما فعله بها يضحك رمقته بلوم.
بدأت الدموع تتدفق في عينيها بألم خالد سريعا: ارجوكي ما تعيطيش وانا هفهمك كل حاجة مسحت دموعها براحة يدها بعنف خالد: طبعا انتي عايزة تعرفي انا ايه الي خلاني غيرت رائي في موضوع شغلك هزت رأسها إيجابا لتكمل بألم: أنا ما عملتلكش حاجة عشان تعمل فيا كدة كل دا عشان مش عيزاك تشرب خالد بهدوء: امبارح لما وديتك المستشفى ورحت على شغلي عرفت ان شاكر هرب قطبت حاجبيها باستفهام: شاكر مين.
كور قبضته بغضب: دا واحد شيطان إبليس يتعلم منه تاجر مخدرات وسلاح واعضاء واثار فاكرة اليوم الي جيت عندكوا المستشفى مصاب هزت رأسها إيجابا خالد: كنا بنهاجم مقره وقدرنا نقبض عليه بس ابن ال، هرب قبل ما يتنفذ فيه حكم الاعدام وسبلي ورقة بيهددني فيها انه هيقتلك عشان كدة جتلك بسرعة كان كل الي في دماغي اني ابعدك عن اي خطر وبسرعة لينا: ليه ما قولتليش ليه بتتعامل معايا على اني عيلة صغيرة ليه يا خالد.
خالد: صدقيني أنا ما كنش قصدي كدة خالص كل الحكاية اني كنت متوتر وملبوخ و خايف كل الي بفكر فيه اني ابعدك عن اي حاجة ممكن تأذيكي، أنا آسف لينا بجد: أنا مستعدة اسامحك بس بشرط خالد سريعا: اؤمري لينا: ما تخبيش عليا حاجة تاني ما تتعاملش معايا على إني عيلة صغيرة على فكرة أنت أكبر مني بخمس سنين بس يعني أنا مش عيلة أنا عندي 25 سنة خالد: حاضر يا ست ممكن معلش تاخدي إجازة من شغلك على ما لاقي حل للموضوع دا.
لينا: حاضر خالد مبتسما بعبث: أحبك وانت مطيع دق الباب فذهب وفتحه واخذ من الخادمة صينية مملوءة بالطعام ووضعها امامها خالد بحزم: الدكتور قال ان جسمك ضعيف جدا ومحتاج تغذية عايزة عمي جاسم لما يرجع يقولي كنت مجوع البت ضحكت ضحكة صغيرة رغما عنها لتبدأ في الاكل بصمت، رفعت نظرها تتطلع اليه برجاء خالد: عايزة تقولي ايه لينا بحذر: تبطل شرب ابتسم لها ابتسامة صغيرة: هبطل شرب لينا بحماس: أوعدني خالد بحنان: وحياة لينا.
توهجت وجنتيها خجلا من كلامه خالد مبتسما بخبث: لو تعرفي انا بفكر في ايه دلوقتي اتسعت عينيها فزعا: اااانت قليل الأدب على فكرة خالد ضاحكا: انتي الي دماغك شمال أنا بفكر في الشغل على فكرة نفخت خديها بغيظ من تصرفاته: أنا عايزة اروح اوضتي خالد: من عنيا همت لتنزل من على الفراش لتجده يقف امامها خالد: رايحة فين لينا بضيق: هروح اوضتي شهقت فجاءه عندما انحني بجذعه وحملها بين ذراعيه.
خالد مبتسما بعبث: ودي تيجي بردوا تمشي وانا موجود صحيح انتي جبتيلي الغضروف بس فداكي يا ستي دخل الي غرفتها ليضعها برفق على الفراش نظرت الي محتويات الغرفة الجديدة هاتفه باحراج لينا: طبعا انا بهدلتلكوا الدنيا خالص وكسرت الاوضة خالد مبتسما: فداكي يا ستي مليون اوضة ليقطب حاجبيه باستفهام فجاءه، خدي هنا يا بت انتي فاكرة انك كسرتي الاوضة ازاي لينا بلامبلاة: وفيها ايه يعني.
خالد: عمي قالي انك بتنسي الي كل الي بيحصل بعد الانهيار الي بيجيلك دا ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة حزينة: ما هو كمان فاكر ان انا بنسي إنما انا في الحقيقة ببقي فاكرة كل حاجة لاحظ ابتسامتها الحزينة ليردف بحذر خالد: طب ليه بتعملي كدة لينا بألم: عشان ما اشوفش نظرة شفقة في عنين حد قرر المزاح ليخرجها من حالة الحزن تلك خالد مازحا: يعني انتي فاكرة انك حضنتيني.
اتسعت عينيها بدهشة رفرفت باهدابها عدة مرات بصدمة لتكمل ضاحكة لينا: اهي الحتة دي بالذات مش فاكراها قهقه عاليا لتشاركه هي الاخري الضحك خالد ضاحكا: ماشي ماشي هعديها بمزاجي هسيبك تستريحي بقي تمددت على الفراش فدثرها بالغطاء وقبل جبينها وطفئ نور الغرفة لينا سريعا: لاء ما تطفيش النور انا ما بحبش انام في الضلمة اعاد اضاء المصباح مرة اخري.
خالد بجد: قصدك بتخافي تنامي في الضلمة والموضوع دا لازم نعالجه عشان أنا ما بحبش أنام في النور تركها ونزل الي اسفل لتقابله زينب تسأله بلهفة زينب بلهفة: لينا عاملة ايه خالد: ما تقلقيش يا امي هي كويسة مر اسبوع على هذا الحال خالد يعتني بشدة بالأدوية الخاصة بلينا وطعامها حتي انه رفض ان تخرج من غرفتها الي ان تتعافي على اكمل وجه الي ان مر الاسبوع وجاء الطبيب مساءا صعد الي غرفتها بصحبة خالد الذي غرفتها.
ساهر ضاحكا: ايه يا موري مش هتروح مش خايف king Kong اخوك دا عمر ضاحكا بثقة: تؤ خالد اصلا مش فاضيلي أنت مش شايف بقالي أسبوع بسهر وبروح وهو ولا هنا ساهر: هو في مأمورية ولا ايه عمر: لاء بالعكس دا واخد اجازة بس ايه بقي مراته باباها مسافر فجت تقعد عندنا، خالد ما بيتحركش من جنبها ساهر بولة: بصراحة معذور دي حتة مزة تحل من على حبل المشنقة نهره عمر بحدة: أنت يا ظريف دي مرات أخويا.
ساهر: مش قصدي يا عم، صحيح عملت ايه مع البت تالا عمر بغيظ: بنت الذين تقولي انت بني آدم تافه وحقير ومالكش لازمة ساهر ضاحكا: ما أنا قولتلك شكلها بت محترمة مش هتعرف تظبها المهم سيبك من الهري دا كله عندي ليك سهرة صباحي عمر بسعادة: ايوة بقي Let s go يا برنس.
انهي الطبيب الفحص وخرج الي خالد الذي يقف ينتظره خارجا خالد: حالتها ايه دلوقتي الطبيب ساخرا: تفرق معاك بجد خالد مبتسما باصفرار: وحياة امي لو ما اتكلمت عدل لامسح بيك بلاط الفيلا الطبيب بتجهم: احم على العموم هي بقت كويسة وتقدروا توقفوا الادوية، عن إذنك خالد مبتسما باصفرار: في ستين داهية.
حاسب الطبيب واوصله الي باب المنزل ليصفع الباب في وجهه بحدة ليعود مسرعا الي غرفتها ما أن دخب حتي انسحبت والدته وخرجت بهدوء لينا بقلق: الدكتور قالك ايه خالد مبتسما بعبث: قال انك زي القمر احمرت وجنتها خجلا اردفت بضيق لتداري خجلها: يوه بقي يا خالد بجد قالك ايه خالد: قال انك كويسة جدا ونقدر نوقف الدوا صفقت بسعادة: بجد يعني اخيرا هتسبني اخرج من الاوضة، بقالك اسبوع حبسني فيها.
خالد مبتسما: وهنخرج كمان يلا قومي البسي لينا بفرحة: بجد ولكن سعادتها لم تكتمل عندما رن هاتفه اخرج هاتفه من جيب بنطاله قطب حاجبيه باستفهام عندما وجد اسمه على الشاشة فتح الخط كاد أن يرد عندما وجد صديقه يصرخ سريعا مراد: خالد تعالا دلوقتي حالا خالد بدهشة: في ايه يا مراد ايه الي حصل مراد: مش وقته يا خالد لازم تيجي دلوقتي قبل ما تحصل كارثة خد العنوان... خالد سريعا: طيب خلاص أنا جاي حالا.
والتفت اليها عندما سمعها تقول: في أيه يا خالد خالد: مش عارف بس واضح أن في مشكلة وأنا لازم اروح دلوقتي معلش يا حبيبتي هنخلي الخروج وقت تاني ما تزعليش ماشي لينا مبتسمة: خلاص مش زعلانة تروح وترجع بالسلامة خرج من غرفتها سريعا الي غرفته وبدل ملابسه لينطلق الي وجههته لتنزل هي الي اسفل وجدت زينب تجلس امام التلفاز فذهبت تجلس معها تشاهدان التلفاز وتتسامران مرت حوالي ساعتين.
توجهت انظاهم فجاءة ناحية الباب عندما سمعوا باب المنزل يُفتح بعنف ليسقط عمر ارضا بدفعة قوية من يد خالد صفع الباب خلفه بعنف اتجه ناحية عمر ببطئ مشمرا عن ساعديه خالد صارخا بغضب: قوووم أقف هب عمر واقفا ترتجف قدميه ذعرا من مشهد اخيه الغاضب زينب بقلق: في ايه يا ابني خالد صارخا بحدة: مش عايز اسمع صوت حد، اطلعي على فوق يا امي زينب سريعا: لاء مش هطلع قبل ما افهم في ايه اخوك عمل ايه.
التفت الي اخيه بعينين يعصف الغضب بهما: عمله أسود ومهبب فاكر يا عمر أنا قولتلك ايه لو وقعت تحت ايدي يا عمر الله في سماه ما حد هيعرف ينجدك مني صح ولا أنا غلطان عمر بذعر: أنا آسف يا ابيه خالد ضاحكا بسخرية: آ، ايه والله ضحكتني اقترب منه ببطئ الي أن وقف امامه مباشرة ليسقط عمر أرضا بلكمة قوية جعلت الدماء تخرج من فمه زينب صارخة: خالد أنت اتجننت سيب اخوك.
خالد: اطلعي يا أمي احسن صدقيني الي هتشوفيه مش هيعجبك وخدي لينا معاكي علقة موت هو ما حدث كان يضرب ويصفع ويلكم ويركل وعمر حتي غير قادر على الدفاع عن نفسه سقطت زينب ارضا تبكي لينا حاولت ابعاده عن اخيه عدة مرات آخر ما حدث سقوطها أرضا على وجهها بدفعة قوية منه قامت سريعا من على الارض متجهه ناحية عمر الساقط ارضا على ركبتيه لا يستطيع الوقوف من شدة ألمه ووقفت امامه خالد غاضبا: ابعدي يا لينا.
لينا صارخة بقوة: لاء مش هبعد انت اكيد مريض في حد يعمل كدة في اخوة جذبها من ذراعها بقوة لتدفعه بقوة ذاهبة ناحية عمر جلست بجانبه تحاوطه بذراعيها تحاول حمايته من ذلك الاعصار لينا: عايزة تضربه اضربني أنا الاول خالد غاضبا: ابعدي يا لينا احسنلك لينا بحدة: لاء مش هبعد أنت مش طبيعي أنت مجنون اتسعت عينيها بدهشة عندما سمعته يهدف بصوت صغيف عمر بصوت ضعيف: ابعدي يا لينا انا غلطت واستهال عقاب خالد.
لينا بحدة: مهما تكون غلطت ما تستاهلش ان الحيوان دا يجلدك عمر: حتي لو... لم يكمل عمر كلامه عندما وضع خالد كف يده على فمه واشار له بنظرة تحذيرية الا ينطق امسك ذراعي لينا بيعدهما عن عمر ليتجه الي اخيه ساندا جسد اخيه المنهك على جسده صاعدا به الي اعلي من خلفه لينا التي تسند زينب التي تمزق قلبها من البكاء اتجه الي غرفة عمر فتح بابها اسنده على الفراش والتفت للينا يهتف بجد.
خالد: هو مش حضرتك دكتورة وقدامك مريض اتفضلي علجيه اتسعت عينيها بدهشة: لا دا انت مجنون رسمي تقتل القتيل وتمشي في جنازته خالد بحدة: اخلصي و حساب طوا لسانك دا معايا بعدين لينا: طب انا عايزة شنطتي خالد: ماشي ذهب ناحية غرفتها واحضر حقيبتها الطبية واعطاها لها خالد: الشنطة ضمدت جروح عمر واستطاعت ان توقف الدماء التي تنزل بغزارة من جروحه بصعوبة اعطته مسكن قوي وكتبت بعض الادوية على روشتة واعطتها لخالد.
لينا بضيق: يا ريت تجبله الدوا دا بسرعة خالد بتوعد: ماشي نزل الي اسفل سريعا في الغرفة ظلت زينب تبكي وهي تمسد على شعر عمر زينب باكية: عمر حبيبي انت كويس ايه بس الي خلي خالد يعمل كدة عمر بألم: انا غلطت جامد يا امي زينب: مهما تكون عملت يا عمر عمر باكيا: لا يا امي أنا غلطت، غلطت جامد اوى والله ما كنتش في وعيي زينب بقلق: عملت ايه يا عمر.
هز رأسه نفيا بألم: ما اقدرش اقولك ما اقدرش هتكرهيني لو قولتلك ما اقدرش بس والله يا امي ما كنت في وعيي زينب بحدة: عملت ايه يا عمر خالد: بعدين يا أمي سيبي عمر يرتاح هتف بها بحزم وهو يدخل الي الغرفة سريعا الدوا يا دكتورة نظرت له بعجرفة هاتفه بضيق لينا: زي ما آذيته تعالجه الدوا الي في ايدك دا كل تمن ساعات تركته وذهبت الي غرفتها صفعت الباب في وجهه بغضب زينب: اخوك عمل ايه يا خالد عشان تعمل فيه كدة.
خالد ببرود: غلط والي غلط لازم يتعاقب اعطي الدواء لوالدته وذهب الي غرفته وهو يتوعد لهذه الصغيرة ظلت تجوب غرفتها بغضب كم تمنت ان يكون لها اخا وهو يجلد اخاه واخيرا بعد طول تفكير وارهاق مما حدث نامت اسيقظت فجاءه عندما وجدت الباب يفتح بعنف دخل الي الغرفة وعينيه لا تبشر بخير ابدا ازدرقت ريقها بخوف: خالد انت بتعمل ايه هنا اغلق باب الغرفة بالمفتاح ووضعه بجيبه لينا بخوف: في ايه يا خالد.
خالد بخبث: انا واحد مريض ومجنون وجاي اطلع جناني عليكي ظلت تبعتد وهو يقترب بخطوات ثابتة بطيئة حتي أثارت في نفسها الذعر خالد بتوعد: غلطتي وكل غلطة وليها عقابها واحد وقفتي زعقتي في وشي وقولتي عليا مريض اتنين حضتني اخويا ودي مصيبة وقولتي عليا حيوان، تلاتة قولتي عليا مجنون اربعة رزعتي الباب في وشي وانا واقف كون ان انا بحبك دا مش معناه انك تطولي لسانك عليا، انا زعلي وحش اوي.
فكرت بذكاء اسلم حل في تلك اللحظة ان لينا سريعا بخوف: انا انا انا أسفة أنا آسفة مش هعمل كدة تاني ارضي اعتذارها غروروه فابتسم بهدور خالد: ماشي وانا قبلت اعتذارك بس اعملي حسابك دي اخر مرة هسمحلك تتطاولي فيها ماشي يا حبيبتي هزت رأسها إيجابا سريعا فأخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب خرج تنفست الصعداء ما ان خرج جلست على حافة فراشها تضع كف يدها على موضع قلبها الذي يصرخ فزعا.
الي ان هدأت بعض الشئ قامت سريعا اغلقت الباب بالمفتاح جيدا لينا بضيق: ابقي وريني بقي هتدخل جائها صوته من خلفها خالد: انا لو عايز ادخل هدخل شخصت عينيها بفزع التفت اليه سريعا هاتفه بدهشة لينا: انت دخلت هنا ازاي خالد ببراءة: من البلكونة طبعا انتي ناسية ان اوضتك جمب اوضتي لينا بتوتر: مش انا اعتذرلتلك يا خالد وانت قولت انك مسماحني عايز ايه تاني امسك يدها وذهب بها الي المرأه التي في غرفتها خالد: غمضي عنيكي.
لينا: ها زم شفتيه بضيق: يا بنتي غمضي انتي لسه هتنحي اغمضت عينيها بخوف بينما تتسارع دقات قلبها بفزع مرت ثواني قليلة شعرت فيهم بشئ بارد يحيط جيدها خالد: فتحي فتحت عينيها ببطئ خوفا مما فعل لتتسع عينيها سريعا بفرحة: الله دي جميلة اوي خالد مبتسما: عجبتك لينا بسعادة: اوي اوي خالد بحزم: مهما حصل السلسة دي ما تتقعلش من رقبتك ابداااا.
هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تنظر الي تلك القلادة الجميلة التي تأخذ شكل فراشة ارجوانية اللون مرصعة بفصوص ألماس صغيرة.
اليوم التالي استيقظ واغتسل وبدل ملابسه لينزل الي عمله، بعد ان ضاعف الحراسة على الفيلا اتتهي وقرر أن ينزل وما ان نزل حتي سمع ضجة بالأسفل نزل الي اسفل فوجد ياسمين اخته قد عادت من اسبوع العسل القصير وجاءت لتزور والدتها عناق وقبلات وزغرايط كل هذا لا يهمه فهو يشعر ان هناك شئ ليس على ما يرام فياسمين تبدو شاحبة حتي وان حاولت ان تخفي هذا تحت طبقات المكياج وبريق الحياة انطفئ من عينيها.
احتضنت لينا ياسمين فاغمضت الاخيرة عينيها بألم، فبدأ شكه يزيد ذهب اليها وضمها بين ذراعيه فحدث ما توقعه اصدرت انينا خافتا دليل على تألمها ابعدها عنه برفق ورسم ابتسامة مرحة على شفتيه ياسمين: وحشتيني اوي يا خالد خالد: انتي اكتر يا سيما ثم ضربها بخفة على ذراعها، ايوة يا ستي سي انور واخدك مننا وحدث ما توقعه تماما اغمضت ياسمين عينيها بألم خالد: مالك يا ياسمين انتي كويسة ياسمين بارتباك: ايوة أيوة يا خالد كويسة.
خالد: متأكدة انك مش عايزة تقوليلي حاجة ياسمين سريعا: ها لا يا خالد أبدا أصل أنا وانور هنتطلق قطبت حاجبيه بدهشة: هتطلقوا ليه ظلت صامتة عينيها تجمد فيهم الدموع قبض على ذراعيها بيديه صارخا بحدة: ما تنطقي صرخت بألم عندما امسك ذراعيها خالد صارخا: في ايه يا ياسمين انطقي الزفت دا عمل فيكي ايه ياسمين باكية: أنت السبب أنت السبب خد حق اخته مني الي عملته في اخته عمله فيا خالد صارخا: أخت مين وعملت فيها ايه.
ياسمين باكية: شهد اتسعت عينيه بفزع: شهد أنور يبقي أخو شهد لالا مستحيل مش ممكن لاء هو عمل فيكي ايه نظرت له بانكسار: نفس الي أنت عملته في أخته صرخ فيها بحدة: وليه ما قولتيش من الأول ياسمين صارخة: عشان لسه بحبه زي ما شهد لسه بتحبك ابعدها عنه يلتقط هاتفه وجدته يجري الاتصال باحد رجالة خالد بحدة: في خلال ربع ساعة يبقي الكلب دا قدامي ياسمين باكية: أنت هتعمل فيه ايه.
خالد صارخا بحدة: انتي لسه باقية عليه أنا عايزك تنسيه تماما انسي انك في يوم كنتي تعرفي واحد اسمه أنور انتي فاهمة ياسمين باكية: بس دا جوزي خالد بقسوة: كان قدامه حل من الاتنين لتبقي طليقته لتبقي ارملته وأنا برجح الحل التاني ياسمين باكية: أنا ما بحبوش والله الي عمله فيا بقبت بكرهه بس وحياتي عندك ما تقتلوش بلاش وحياتي وحياة لينا عندك.
ضم رأسه لصدره يمسد على حجابها برفق: بسسس هششش اهدي والي انتي عايزاه كله انا هعمله غرزت اظافراها في قميصه تنتحب بقوة ياسمين باكية: أنت السبب خالد بدموع: أنا آسف وحياتك عندي لهجبلك حقك من الكلب دا حملها بين ذراعيه وضعها في غرفتها بقيت زينب ولينا بجانبها بينما اتجه هو لأسفل ينتظر ذلك الوغد توعد له بجرعة مكثفة من العذاب.
دقات عنيفة على باب المنزل جعلته يتجه سريعا ناحية الباب فتحته ليجد اخر شخص توقع ان يراه لباقي عمره خالد بدهشة: رحاب.
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والعشرون
المصائب لا تأتي فردا كالجواسيس، بل سرايا كالجيوش... وليم شكسبير يقف مذهولا عقدت الصدمة لسانه لم يفق بعد من تلك الكارثة التي اصابت اخته بسببه ليجدها تقف امامه بكل تلك الأعوام تبكي وتنتحب ومن خلفها يقف والدها يبكي هو الآخر يبدو أن كارثة قد حلت بهم نفرت عروق رقبته تصرخ بغضب عندما مر ذلك المشهد أمام عينيه هدر بغضب: يا بجاحتك صحيح الاحساس نعمة أنا مش قولتلك لو شفت وشك تاني هدفنك صاحية.
جثت على أرضا ركبتيها امسكت كف يده بتوسل لتهتف بنحيب: اقتلني موتني أعمل فيا الي إنت عايزة بس ابوس ايدك ابوس رجلك الحق بنتك نفض يده بعنف بعيدا عنها يصرخ في وجهها بحدة: بنت مين يا مجنونة انتي تعملي العملة وجاية تلبسهالي رحاب باكية: بنتك والله العظيم بنتك ضحك بتهكم عاليا طفقها بنظرات ازدارء ليكمل بتهكم: على اساس أن الهانم كانت شريفة اوي روحي يا حبيبتي روحي لبسي عاملتك دي لحد تاني.
تحدث والدها بنحيب هو الآخر: لاء يا ابني والله العظيم دي بنتك خالد ضاحكا: دا انتوا مطبخينها بقي عيب على سنك يا عم الحج سيد باكيا ؛ والله العظيم بنتك حتي شوف صورتها اهي اقترب سيد سريعا من خالد يمد كف يده المرتجف بصورة فوتغرافيه صغيرة ازدرق ريقه بتوتر مد كف يده ليأخذ منه الصورة.
لحظات يتأمل تلك الصغيرة ذات العينين البنتين مثله وجهها المستدير أنفها الشامخة كأنفه غمزاتها الواحدة هو ايضا عندما يضحك يظهر له غمازه واحدة على وجنته اليسري تلقائيا وجد دقات قلبه تتسارع بطريقة غريبة ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة دون وعي منه فاق على صوت سيد وهو يهتف بنحيب: والله العظيم يا ابني دي بنتك احس الصدق في نظره عينيه ونبره صوته الباكية فانقبض قلبه بخوف خالد بحذر: مالها.
رحاب باكية: اتأخرت وهي راجعة من المدرسة روحت اشوفها لقيت المدرسة فاضية والعيال كلهم روحوا هتف سيد بغضب من بين دموعه؛ يا اما قولتلك بنتك لسه صغيرة وديها انتي وهاتيها لكن ايه منك لله يا رحاب صرخ بغضب: يعني بنتي ضاعت بسببك قسما بالله يا رحاب لو البنت حصلها ما هيكفيني فيكي عمرك كله العريس يا باشا قالها احد رجاله وهو يدفع أنور المقيد ليسقط أرضا تحت قدميه.
صرخ فيهم وهو يركض لسيارته: ارموه في اي داهية على ما ارجع كنت تقفل اعلي السلم ودت النزول عندما سمعت يصرخ في أحدهم ما كادت تخطو أول خطوة لأسفل سمعت ذلك الصوت الأنثوي يصرخ ( بنتك والله العظيم بنتك ) تصنمت في مكانها شعرت ان الارض تميد من تحتها لينا في نفسها بدهشة: انا مش فاهمة حاجة مين شهد وايه علاقة ياسمين بشهد وخالد عمل ايه لشهد انا سمعت عمي محمود مرة بيقوله مش هسمحلك تعيد مأساة شهد.
ومين رحاب دي كمان وازاي خالد عنده بنت ويا تري بقي كان متجوزها ولا مقضيها معاها اخرتها معاك ايه يا ابن السويسي سريعا كان في احدي المديريات وبسبب رتبته ومركزه قامت المديرية بأكملها على قدم وساق تبحث عن الطفلة المفقودة طبعوا العديد من الصور لها ووضع خالد مكافاءة مليون جنية لمن يدليه ولو بمعلومة عنها جاءه محمد ويوسف بعدما عرفوا ما حدث محمد بدهشة: انت خلفت امتي وازاي بنتك ضاعت.
خالد غاضبا: مش وقته يا محمد اهم حاجة اني القيها محمد بهدوء: ما تقلقش احنا بلغنا اكبر عدد من اقسام وهما بيدوروا عليها صرخ في وجهه بحدة خالد غاضبا: مش كفاية انا لازم ادور عليها بنفسي محمد بضيق: خالد ما تجننش هتمشي في الشوارع تسأل على عيلة تايهه خالد غاضبا: لو الي ضاعت دي كانت لوجين كنت عملت اكتر من كدة.
يوسف: يا جماعة أهدوا خالد عنده حق احنا لازم ندور حتي في الشوارع يمكن تاهت ولا حاجة هات صورة ليها يا خالد اعطاه خالد احدي الصور يوسف: ان شاء الله هنلقيها محمد: ما تزعلش مني يا خالد انا اسف يا صاحبي وعلي فكرة بنتك في غلاوة بنتي بالظبط وانت كمان هلف مع يوسف وان شاء الله هنلقيها وترجع لحضنك خالد برجاء: يا رب.
، : عملت ايه شاكر ضاحكا: كله تمام ، : الرجالة خلصوا شاكر بثقة: ما تقلقش كل حاجة تمت على ماية بيضا نائد بغل: عشان يبقي يبقي سبع الرجال تاني لولا اني سافرت عز برة كان مات الدكاترة قاله أن جاله نزيف في المخ من كتر الضرب يا إما نفسي أشوفه وهو مذلول ومكسور بعد الي هيحصله النهاردة الفجر تنفذ الي قولتلك عليه شاكر بثقة: ما تقلقش، ما تقلقش خالص.
منذ ساعات وهو يبحث بجنون لم يترك احد الا وسأله الدوريات لا تكف عن البحث أعلن أنه سيتنازل عن ثروته بأكملها لمن يجدها سقط ارضا لم تعد قدميه تستيطعان حمله أسرع صديقه ناحيته ليمسك يده برجاء خالد برجاء: بنتي يا محمد عشان خاطري يا صاحبي هاتلي بنتي، بنتي لو حصلها حاجة أنا هموت محمد سريعا: ما تقولش هنلاقيها والله العظيم هنلاقيها بس إنت لازم تستريح شوية كدة هيحصلك حاجة.
جلست على الفراش تضم ركبتيها لصدرها تحطيهما بذراعيها تنساب الدموع من عينيها بلا توقف، اغمضت عينيها بألم تضغط عليهما عندما ازدادت دموعها عندما مر ذلك المشهد أمام عينيها Flash back ليوم زفاف انور وياسمين دخل انور وياسمين الي منزلهم الصغير انور مبتسما بخبث: مبروك يا حبيبتي توردت وجنتيها خجلا لتهتف بخجل وبصوت خفيض: الله يبارك فيك يا حبيبي تعرف انا اسعد واحدة في الدنيا.
انور مبتسما: وانا كمان اسعد واحد في الدنيا اخيرا هحقق الي انا عايزة ياسمين بخجل: بس بقي على فكرة إنت بتكسفني ضحك انور عاليا بخبث: اخيرا هحقق انتقامي ياسمين مبتسمة: انتقام ايه يا حبيبي انور بطل هزار تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة: هزار! هو انتي فكراني بهزر ولا فكراني بحبك فعلا انا عملت كل دا عشان احقق انتقامي من اخوكي اتسعت عينيها بفزع من كلامه الغريب ذاك تلقائيا بدأت تبتعد عنه.
ياسمين: انت بتهزر يا انور صح قولي انك بتهزر صح اخويا مين الي عايز تنتقم منه وليه هتف بغل من بين اسنانه: خالد اخوكي عايزة تعرفي ليه يا حبيبتي عشان الي عمله في اختي فأنا قررت ارده لأخته ياسمين بصدمة: اختك اختك مين انور: شهد فاكراها يا ياسمين ياسمين بفزع: شهد انت اخو شهد طب ازاي.
أنور ضاحكا بسخرية: اه ما انتي اكيد ما تعرفيش ما هو البيه اخوكي خطب التلات واتجوز الخميس فاكره اخوكي عمل ايه في شهد انا بقي هعمله فيكي صرخت ياسمين بفزع: لا لا يا انور انا ياسمين حبيبتك ضحك عاليا بخبث لم يستمع الي توسلاتها اعماه شيطان غضبه على أن يتسمع لصرخات تلك المسكينة وهي تتوسل له أن يرحمها اراد ان يطفئ نيران ثأره فلم يجد امامه سوء تلك المسكينة لتكون قربانا لنيران ثأثره المندلعة.
انور ضاحكا بجنون: وحياة شهد لهدفعك تمن كل صرخة طلعت منها بسبب اخوكي ياسمين باكية: لاء يا أنور لاء يا أنور عشان خاطري ارحمني انور غاضبا: واخوكي مارحمش اختي ليه لازم احرق قلبه عليكي زي ما حرق قلبي على اختي Back اغمضت عينيها تجهش في بكاء مرير دفعت ثمن خطأ لم ترتكبه من الأساس رأت من حبيبها الأول ألوان مختلفة من الذل والإهانة فقط ليأخذ بثأره منها هي البريئة الجانية في نظره المجني عليها منه.
ذهبت الي غرفة والدته بعدما اتخذت قرارها بأن تعلم كل شئ دقت على باب حجرتها فسمعت صوتها تأذن لها بالدخول ادارت المقبض لتدخل لينا بهدوء: مساء الخير يا ماما زينب بابتسامة صغيرة: مساء النور يا حبيبتي لينا بتوتر: ماما أنا كنت عايزة اسألك عن حاجة زينب بهدوء: رحاب وشهد مش كدة اتسعت عينيها بدهشة لتهز رأسها إيجابا سريعا فاشارت زينب لها لتجلس بجانبها.
ذهبت سريعا وجلست بجانبها على حافة الفراش لتبدأ زينب تقص عليها كل شئ.
اقتنع بعد محاولات كثيرة من صديقه ان يذهب ليرتاح قليلا جلس على كرسي مكتبه يخفي وجهه بين كفيه بارهاق محمد: اهدي يا خالد وما تشلش هم هنلاقيها هقلب الدنيا عليها رفع وجهه ينظر لصديقه بتوسل: هاتها لحضني وخد الي إنت عايزه لو عايز فلوسي كلها هتنازلك عنها هز محمد رأسه نفيا بيأس من تلك الحالة التي وصل إليها صديقه خرج من المكتب ليغلق الباب خلفه ليجد هاتفه يرن فتح الخط سريعا.
محمد: ايوة ايوة فين اتسعت عينيه فزعا اييييه طب طب أنا جاي حالا ركض سريعا الي سيارته ذاهبا بها الي ذلك العنوان أوقف سيارته ليترجل منها ذلك وجد حشد غفير من المارة ورجال الشرطة اندفع يشق ذلك الحشد صقع شعر وكأن كهرباء شلت جسده كله شخصت عينيه بفزع لا يصدق أن الملقاة أمامه ارضا هي! بعد ساعات نهش القلق قلبه بلا رحمة أنهي أكثر من ثلاث علب من السجائر.
وجد صديقه يدخل الي المكتب هب من مكانه مسرعا إليه تعثر عدة مرات فأسرع صديقه يسنده خالد بلهفة: سما، سما يا محمد بنتي لقيتها مش كدة إنت وعدتني أنك هتلاقيها، لقيتها صح رفع عينيه بأسي ينظر الي ملامح اللهفة والشوق التي تصرخ من وجه صديقه ليهز رأسه إيجابا خالد مبتسما باتساع: بجد لقيتها الحمد لله يا رب، الحمد لله يا رب إني عارف إني غلطت كتير بس هتغير وهتتوب ومش هعمل حاجة تغضبك تاني.
نظر الي صديقه يهتف بلوعة: انت واقف ليه يلا وديني لبنتي سندني يا صاحبي رجليا مش شيلاني اسنده صديقه الي السيارة منطلقين الي احدي المستشفيات نظر الي تلك اللوحة الكبيرة التي خط عليها اسم تلك المستشفى ليعاود النظر الي صديقه مرة أخرى هاتفا بقلق خالد بقلق: هي سما تعبانة ولا ايه صدقا لا يجد ما يرد به عليه ففضل الصمت نزل من السيارة التف ليساعده على النزول فابعد يده بحدة: أنا كويس وديني لبنتي.
هز رأسه إيجابا ليدخل الي تلك المستشفى ظل يمشي في طرقاتها الي أن وصل الي ذلك الباب الكبير يعلوه لوحة صغيرة نظر خالد الي اللوحة بحذر ليعاود النظر الي صديقه الواقف أمامه يهتف بقلق: إنت وقفت هنا ليه رفع محمد كف يده يربط به على كتف صديقه بحزم محمد بأسي: خالد أنا عارف إن الي هتشوفه مش سهل على اي حد بس عشان خاطر اغلي حاجة عندك خليك قوي إنت راجل مؤمن وعارف أن الموت ما بيفرقش ما بين كبير وصغير.
ازدادت عينيه اتساعا مع كل كلمة ينطق بها صديقه ليصرخ في وجهه غاضبا: ايه الجنان الي إنت بتقوله أنا عايز بنتي فين بنتي ادمعت عيني صديقه حزنا: تعالا معايا فتح محمد باب المشرحة ودخلها وخلفه خالد يجر قدميه جرا وجد صديقه يقف امام فراش حديدي صغير مغطي بملاءة بيضاء تخفي ما يوجد أسفلها رفع محمد الملاءة من على الفراش فجاءة.
شخصت عينيه بفزع شعر ببرودة تعصف بكيانه كله هز رأسه نفيا بعنف بالتأكيد يحلم وسيستيقظ الان حلم حلم حلم هو حلم لالالا تلك ليست ابنته بالتأكيد ليست هي اتجه برأسه ناحية صديقه الذي هتف بأسي شد حيلك يا خالد هز رأسه نفيا بعنف سريعا كاد أن يصرخ عندما قاطعه احد الاطباء يصرخ غاضبا: انتوا مين وازاي تدخلوا المشرحة محمد غاضبا: العقيد خالد السويسي والرائد محمد محفوظ احنا لينا الحق ندخل المكان الي احنا عايزينه.
اصوات متداخلة من حولة اصوات صراخ غضب كل هذا لا يهم فشعوره لا يمكن لقلم ان يوصفه ابدا صدقوني حاولت قدر المستطاع صرخ بقوة هزت جدران المستشفى فزعا: بررررررررررررة اطلعوا بررررررررررررررة.
انتفض الطبيب فزعا من صوت صراخه الغاضب ليجذب محمد يده سريعا الي خارج الغرفة اقترب من سرير ابنته الي أن وقف بجانبها مد يده المرتجفة يضعها على خصلات شعرها ببطئ مسد على شعرها بحنان ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يوقظها خالد مبتسما: سما، سما قومي يا حبيبتي قومي يا حبيبتي انا بابا، قومي يا سما وانا اجيبلك لعب كتير قومي يا سما عشان خاطري يا بنتي قومي انسابت الدموع من عينيه بغزارة على وجنتيه.
احتضن جثة ابنته جثي على ركبتيه ارضا وبدا يضربها على وجنتها برفق خالد باكيا: سما قومي يا سما بدأ يصرخ دموعه شلالات لا تتوقف قووومي يا سما لاء يا سما مش هتموتي ما تموتيش عشان خاطري مش معقول اول مرة اشوفك فيها تكوني جثة يا بنتي قومي يا سما قومي يا بنتي.
يااااارب يااااااارب انا عارف ان انا غلطت كتير بس بلاش العقاب دا يااارب بلاش بنتي قومي يا سما قومي وبابا هيعملك كل الي انتي عيزاه بس اسمع منك كلمة بابا ولو مرة واحدة ااااااه يااا رب ليه بنتي يا رب دخل محمد الي المشرحة مسرعا عندما سمع صوت صراخه محمد باكيا: كفاية يا خالد كفاية يا صاحبي خالد باكيا: ليه يا محمد ليه ما الحقش اسمع صوتها ولا اشوف ضحكتها ليه مالحقش اسمعها وهي بتقولي يا بابا.
محمد باكيا: وحد الله يا خالد سما ماتت خلاص اجمد عشان تجبلها حقها خالد: حقها؟ اعطي محمد لخالد ورقة بها تقرير الطب الشرعي فتحها بأصابع مرتجفة مجرد ان قرأ ما فيها صرخ صرخة عالية وفقد الوعي عذرا للتأخير أولا ولقصر الفصل ثانيا أنا والله بكتب وعينيا بتقفل وبتدمع من النكد الي في الفصل دا.
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والعشرون
صرخة ذبيحة خرجت من اعماق قلبه الممزق حزنا على صغيرته فقد بعدها الوعي عله فقط يكن حلما ما حدث ليس بأمر هين اخر ما سمعه هو صراخ صديقه باسمه بفزع وبعدها لم يشعر بشئ سوي الظلام، ذلك الظلام الذي أصبح جزء من روحه بعدما حدث أقسم على الانتقام مهما كلفه الثمن.
أوشكت الشمس على السطوع والي الآن لم يعد عرفت كل شئ شعرت بالشفقة عليه وبالغضب منه ضحية وجاني ظالم ومظلوم تقف في شرفة غرفتها تتطلع الي الحديقة بترقب تنتظر وصوله على احر من الجمر اجفلت عندما سمعت رنين هاتفها بلهفة التقطته لتجد رقم غريب غير مدون عندها فتحت الخط لتسمع صوت باكي: ليينا انقبض قلبها بقلق من ولماذا يبكي يبكي هل يعقل أن حدث له شئ هتفت سريعا: انت مين محمد باكيا: أنا محمد يا لينا.
اتسعت عينيها بفزع صديقه المقرب ويبكي لابد أن سوءا قد أصابه لينا بلهفة: محمد هو خالد كويس محمد باكيا: خالد محتاجلك أوي يا لينا ادمعت عينيها فزعا: هو فين وأنا اجيله اخبرها محمد بالعنوان لتبدأ سريعا بتبديل ثيابها كانت تركض بجنون حاول الحارس منعها الحارس: ممنوع يا هانم دون تردد رفعت يدها تصفعه صرخت بشراسة في وجهه: افتح الزفتة والا قسما بالله هيبقي آخر يوم ليك على وش الدنيا.
صغيرة قصيرة ضئيلة أمام ذلك الحارس الضحم ولكن شراستها الغريبة تلك جعلت الحارس يسرع بفتح البوابة الحديدة اوقفت أول سيارة اجري قابلتها دقات قلبها تصم اذنيها برودة تعصف بكيانها رسمت مخيلتها الكثير من المشاهد المفزعة التي من الممكن أن تكون حدثت له هربت الدماء من عروقها من الخوف.
اخيراااا بعد أن شعرت أن الطريق يعاندها ولا يريد أن ينتهي وصلت الي تلك المستشفي دست يدها في حقيبتها واخرجت العديد من العملات النقدية لتعطيهم للسائق دخلت راكضة الي المستشفى تسأل كل من يقابلها تركض في أرجاء المستشفى هنا وهناك الي وقعت عينيه عليه واقفا امام احدي الغرف يبكي وقف امامه وهي تلهث دقات قلبها على وشك تحطيم قفصها الصدري لينا بلهفة: محمد خالد ماله هو فين وأنت بتعيط ليه.
هز رأسه نفيا تنفجر من عينيه سيول من الدموع محمد باكيا: خالد اتكسر يا لينا، سما ماتت شخصت عينيها بفزع وضعت يدها على فمها تمنع شهقاتها من الخروج هزت رأسها نفيا بعنف ابتسمت ابتسامة متوترة بفزع: انت بتهزر صح قولي أنك بتهزر محمد باكيا: يا رتني بهزر لو أن رصاصة اخترقت قلبها الآن ربما لكانت أخف ألما من ذلك الألم الذي احتل قلبها وهو يخبرها بانهياره بذلك الشكل لينا ببكاء: هو فين.
محمد باكيا: جاله انهيار عصبي والدكاترة نقلوه الاوضة دي لينا: طب هو تقرير الطب الشرعي قال ايه خلي خالد وصل للحالة دي محمد باكيا: اغتصاب شخصت عينيها فزعا من تلك الكلمة: اغتصاب ازاي اغتصاب دي طفلة محمد ضاحكا بمرارة: ما بقاش فيه فرق يا لينا البني آدمين بقوا العن من الشياطين اغتصبوا طفلة وبعد كدة استئصلوا أعضائها الداخلية كلها.
هوي قلبها فزعا سمعت صرخة قوية تأتي من خلفها التفت خلفها لتجد رحاب يبدو أنها استمعت لجملة محمد الاخيرة وجدها ارضا فاقدة للوعي وذلك الرجل الطاعن في السن ينوح كالطفل وهو يحاول إيقاظها.
أسرع الممرضات واحد الاطباء بنقلها الي احدي الغرف نظرت لها بأسي بالتأكيد قلبها ممزق مما حدث لابنتها وجدت قدميها تتحرك دون وعي منها الي أن دخلت الي تلك الغرفة ساكن لم تعتد عليه بهذا السكون قميصه ملطخ بالدماء ملامح وجهه منهكة جعل الحزن ملامحه تبدو أكبر سنا انهمرت دموعها بحزن على حالته جلست على حافة فراشه تمسد على خصلات شعره برفق عندما لاحظت تشنج عضلات وجهه بفزع يبدو أنه يصارع كابوس بشع.
ليبدأ في الصراخ وهو نائم: ابعدوا عنها سما سما ما تخافيش يا سما أبعدوا عنها سماااااا لينا باكية: خالد اهدا يا حبيبي دا كابوس اهدا يا خالد دا كابوس فتح عينيه مرة واحدة انتفض فزعا من على فراشه ينظر حوله بضياع خالد صارخا: سمااا لينا باكية: اهدا يا خالد عشان خاطري.
كانت حالته لا يرثي لها شعره اشعث وكذلك لحيته عينيه حمراء ملتهبة من شدة بكائه ملامح وجهه خائفة فزعة عينيها شاردة تنظر في جميع الانحاء يبحث عن شئ ما خالد صارخا بفزع: سما، سما يا لينا بنتي فين هزت رأسها نفيا بألم: وحد الله يا خالد قدر الله وما شاء فعل اتسعت عينيه بفزع للحظات ظل ساكنا جامدا دون حراك وعلي حين غرة القي برأسه بين ذراعيها ينتحب كالطفل الصغير صرخت ذبيحة تخرج من بين ثنايا روحه المحطمة.
خالد بنحيب: اااااااااااااه سما ماتت يا لينا بنتي ماتت بنتي ماتت دبحوها يا لينا لفت ذراعيها حول رأسه تضمه لها بقوة لينا باكية: وحد الله يا خالد انت طول عمرك قوي ما ينفعش تضعف دلوقتي لازم تجيب حق بنتك والا هتسيب حقها يضيع.
انتفض من بين ذراعيها يهز رأسه نفيا بعنف عينيه متسعتين تلك المرة رأت اعصار غضب يعصف في عينيه: لا طبعا ورحمة بنتي لهدفعهم تمن الي عملوه دا غالي اوي هخليهم يتمنوا الموت الف مرة في الدقيقة اندهيلي محمد هزت رأسها إيجابا لتهرول لخارج الغرفة لتعود بعد دقائق ومحمد خلفها محمد بحزن: حمد على سلامتك يا خالد.
صرخ في وجهه بغضب: إنت واقف عندك بتعمل ايه المنطقة الي لقيتوا فيها سما تمشطوها حتة حتة تقلبوا الدنيا بقي تتشقلبوا المهم في خلال 24 ساعة يكون الي عمل كدا قدامي تجيبهملي على العزبة القديمة محمد سريعا: حاضر يا خالد ازدرق ريقه بتوتر يهتف بحذر: أنا طلعت تصريح الدفن صرخ قلبه جعزا سيدفن ابنته الصغيرة التي لم تكمل ثمان أعوام ليته يستطيع أن يتنازل لها عن عمره كله يذهب هو وتبقي هي.
صرخ في وجه صديقه بحدة: انا مش هدفن بنتي غير لما اخد حقها محمد سريعا: حاضر يا خالد اوعدك اقل من 24 ساعة وهيبقوا تحت رجلك رحل محمد لينظر لها هاتفا بجمود: يلا عشان اوصلك لينا بقلق: إنت هتخرج يا خالد إنت لسه تعبان خالد صارخا بحدة: أنا مش هقعد دقيقة واحدة والكلاب الي نهشوا لحم بنتي عايشين على وش الدنيا، يلاااااا هزت رأسها إيجابا سريعا: حاضر حاضر.
خرجت معه الي خارج المستشفى اوقف سيارة اجرة ليركبا على الأريكة الخلفية وجه نظرة الي النافدة يتطلع الي الشوارع المارة بجانبه بخواء بينما سلطت هي نظراتها عليه تشعر بعذابه هي جزء منه تشعر بما يشعر بداخلها شئ يتألم يصرخ يبكي به ليتها تستطع أن تفعل له شئ لتهون عنه رأته وهو يحارب دموعه ليمنعها من الهطول لاول مرة تشعر بالضعف والخوف فقبضت على كف يده.
التف لها لتري في عينيه اسوء نظرة يمكن أن تكون رأتها تقسم أن نظراته الغاضبة أهون عليها من نظرة الذل التي استحوذت على مقلتيه وصلت السيارة الي باب الفيلا خالد: يلا انزلي امسكت كف يده برجاء: عشان خاطري خليني معاك هو بالفعل كان يحتاج الي وجودها بجانبه ليهز رأسه إيجابا دون تردد نظر الي السائق يهتف بجمود: اطلع على... السائق: ايوة يا باشا بس المكان دا بعيد أوي ة.
اخرج الكثير من الاوراق النقدية القاهم على الكرسي بجانبه خالد بخواء: كدة كفاية ولا عايز تاني سال لعاب السائق طمعا من ذلك المبلغ بجانبه السائق سريعا: دا كدة كفاية اوي إنت تؤمر يا باشا لو عايز تروح آخر الدنيا اوديك انطلقت السيارة الي وجههتها الجديدة نظر إليها هاتفا ببرود عكس ذلك الألم الصارخ في عينيه: نامي شوية لسه الطريق طويل أوي.
يقف في ذلك الشارع الذي وجدوا فيه جثمان الصغيرة احد العساكر: محمد باشا دا الراجل الي اتصل بالبوليس لما شاف الجثة توجه محمد بسؤاله الي ذلك الرجل: إنت شوفت ايه بالظبط الرجل: والله العظيم يا ابني أنا كنت نازل أصلي الفجر لفت انتباهي حاجة متمددة كدة تحت عمود النور قربت اشوف ايه دي لقيتها جثة العيلة الصغيرة دي بسرعة اتصلت بالنجدة وبلغتهم محمد: ما كنش في حد في الشارع غيرك؟
الرجل: ما حدش يا ابني بقي بينزل يصلي الفجر ما كنش في حد في الشارع خالص محمد: ماشي يا حج هناخد اقوالك وتمشي وقف في منتصف الشارع يكاد يصرخ لا دليل لم يراهم احد كيف سيجدهم رفع رأسه الي السماء يدعو يااااااااااارب توجهت انظاره الي المحل المقابل له لتتسع عينيه ركض الي المحل يهتف بحدة: فين صاحب المحل دا خرج رجل في منتصف الاربعين اليه: إنت مين محمد: أنا الرائد محمد محفوظ صاحب المحل: خير يا باشا.
محمد: الكاميرا الي قدام المحل عندك دي شغالة مش كدة صاحب: ايوة يا باشا المحل بيفضل شغال لحد الساعة 12 بليل ولما بنروح بنسيب الكاميرات شغالة عشان لو لقدر الله المحل اتسرق يبقي معانا دليل على الي سرقه.
بدأ محمد يشاهد مقاطع الفيديو التي التقطتها الكاميرا أحداث عادية أناس تمشي هنا وهناك الي ان بدأ الشارع يخلو من المارة بدأ يسرع مقطع الفيديو ليوقفه فجاءة ينظر الي ما يحدث سيارة ملاكي سوداء دون أرقامها سريعا وقفت في ذلك الشارع خرج منها رجل يحمل جثة سما ليقيها ارضا تحت عمود الإنارة ومن ثم يفر هاربا اخذ محمد مقطع الفيديو وبدأ يوزع نشرة على جميع أجهزة المرور بمواصفات السيارة.
محمد صارخا في الهاتف: ايوة يا يوسف عربية ملاكي سودا نمرها (، ) بسرعة تعرفلي خط سيرها اتصرف يا يوسف بعد ساعات من البحث استطاعوا أن يصلوا الي آخر مكان مرت به تلك السيارة يوسف: دا آخر مكان العربية عدت عليه كاميرات اشارة المرور قدرت تلقطتها، في حاجة ممكن تساعدنا يا محمد محمد بلهفة: ايه قول.
يوسف: كاميرا المراقبة كانت بالجنب فكانت كاشفة جنب العربية اليمين بص على الصورة كويس شباك العربية من ناحية اليمين كان مفتوح واضح أن الي بيسوق ما كنش عارف الطريق كويس عشان كدة كان بيستخدم GPS الكاميرا لقطة الموقع الي المفروف العربية تقف عنده المشكلة أن الصورة مش باينة أوي محمد: احنا لو عرفنا المكان دا فين يبقي الموضوع كدة انتهي بسرعة ودي الصورة دي لخبير يمكن يعرف يوضحها.
يوسف سريعا: تمام اقل من ساعة وهبلغك بالنتيجة.
وصلت السيارة الي تلك العزبة البعيدة شبه المهجورة لا يوجد بها اي شكل من أشكال الحياة فاقت فجاءة عندما توقف السيارة تهتف بخوف: خالد سمعته يتكلم من جانبها: ما تخافيش أنا هنا قومي يلا عشان وصلنا هزت رأسها إيجابا لتخرج من السيارة وهو من بعدها وجدت احد الرجال يقف على باب تلك العزبة من الخارج هتف الرجل سريعا ما أن رآه: العريس جوة يا باشا هز رأسه إيجابا باقتضاب لياخذها ويدخلا الي ذلك المنزل العتيق.
لينا: بيت مين دا يا خالد تجاهل سؤالها ليصطحبها إلي احد المقاعد هاتفا باقتضاب: اقعدي هنا ومهما حصل ما تتخركيش من مكانك تشبثت في ذراعه بقوة: إنت رايح فين نزع ذراعه من يدها ببرود هاتفا بجملة واحدة: ما تتحركيش من مكانك تحرك هو ليختفي في نقطة بعيدة في الظلام نزل على ذلك السلم المتهالك الي أن وصل الي تلك الحجرة الصغيرة فتح بابها ليدخل ناظرا للملقي امامه ارضا بسخرية خالد: صباح الخير.
أنور بخبث: صباح النور اخبارك ايه يا باشا أنا سمعت خير اللهم اجعله خير طراطيش كلام كدة من الكلاب بتوعك أن بنتك ماتت دي اعمار انت عارف بس حقيقي حقيقي أنا فرحان جدااااااا فيك وأنا شايفك بمنظرك دا مكسور لكمة بقوة ليتراجع الاخير الي الخلف يسيل الدماء من فمه أنور ضاحكا: اضرب اضرب كمان، أعمل نفس الي أنا عملته في اختك أنا بقي ضربتها واغتصبتها كان نفسي تسمعها وهي بتصرخ.
قلد صوت ياسمين ساخرا، بابا الحقني يا بابا خالد يا خالد ارحمني يا أنور هو من أشغل بركان غضبه هو من ايقظ المارد بداخله هو الجاني ليتحمل إذا كان إعصار ضرب تلك الغرفة افرغ شحنه غضبه وحزنه والمه عليه وقف بجانب الملقي ارضا يلتقط انفاسه بصعوبة: طلقها أنور ضاحكا: اطلقها تؤتؤتؤ أنا هستني لما أعرف أنها حامل واخليها تنزل الي في بطنها غضب عنها شوفت عدل ربنا يا باشا مر امام عينيه ذلك المشهد.
( الي في بطنك دا لازم ينزل وأنا أضمن منين اني ابني لتصرخ تلك الفتاة في وجهه باكية والله العظيم ابنك أنا مراتك حرام عليك والي في بطني ابنك ) فاق على صوت أنور يضحك عاليا: افتكرت مش كدة، صحيح يا خالد أنا عرفت من سيما حبيبتي ان اسمها ايه اااه لينا عشق طفولتك بصراحة البت تستاهل حاجة كدة صاروخ اروبي ما تسلفهالي.
نادي على حرسه تلك المرة ما هذا الرجل الا يشعر لقد استنفذ طاقته في ضربه دخل الحرس مسرعين الي الغرفة خالد بحدة: روقوه لحد ما يقول حقي برقابتي ويطلق.
الله يخربيت شورتك المهببة كان لازم يعني ننقل المكان اديني كنت ماشي زي التاية ولولا ال جي بي اس ما كنتش عرفت أوصل ، بحزم: ما خلاص بقي انتهينا أوامر شاكر نعمل ايه يعني المهم رميت البت فين دسوقي: في شارع كدة كان فاضي ، : ما حدش شافك دسوقي بثقة: لاء ما تقلقش ، : اتأكدت إن الشارع ما فيهوش كاميرات مراقبة دسوقي بتوتر: بيتهيألي ما فيهوش.
صاح فيه بحدة: بيتهيئلك الله يخربيتك هتودينا في ستين داهية قوم بسرعة نغور من هنا منك لله يا زفت علي فين والله ما انتوا قايمين: هتف بها محمد وهو يدخل من باب تلك الغرفة المهترئة بهدوء شديد موجها مسدسه الي رأس احد الرجلين ليدخل بعده يوسف هاتفا بتهكم: ينفع تمشوا من غير ما نشرب الشاي دا حتي عيب في حقنا نظر الي احد الرجلين هاتفا بصدمة: الله يخربيتك هو إنت دا إنت ليلتك أسود من سواد الليل، قدامي يا حيلتها.
حاول دسوقي الهرب فكان نصيبه رصاصة خرجت من مسدس محمد لتستقر في قدمه اليسري محمد: لو اتحركت تاني هتبقي في دماغك، قدامي يا حيلتها إنت وهو.
جالسا على أحد المقاعد لا تعرف هل هو نائم أم لاء ملامحه تنقبض بين الحين والآخر فتح عينيه فجاءة ينظر لها بضياع خالد بألم: تفتكري لو سما كانت اتربت في حضني كان هيحصلها كدة، أنا حاسس ان قلبي بيتحرق تفتكري رحاب عاملة ايه دلوقتي دا الي اسمي ما شوفتهاش ولا مرة هاين عليا اصرخ من الوجع تفتكري هي عاملة ايه اتجهت ناحيته جاثية على ركبتيها أمام كرسيه ربطت على يده بحنان؛ ربنا يصبرك ويصبرها.
هوي ارضا بجابنعا يلقي برأسه على كتفها ينتحب: أنا تعبان اوي يا لينا تعبان اوي، انتي عارفة أنا بقول أنا ليه حاسس بالوجع أنا ما شوفتهاش ولا مرة غير في الصور يوم ما اتخطفت بس عارفة وأنا بدور عليها كان جوايا فرحة كبيرة اوي أن أنا عندي بنت احساس جميل اوي كنت مستعد ادفع فلوسي كلها بس هي ترجعلي ودلوقتي مستعد أدفع عمري كله بس اشوفها دقيقة واحدة مسدت على خصلات شعره برفق تشاركه حزنه ببكاء صامت.
لينا باكية: ربنا يصبرك ويريح قلبك رن هاتفه برقم محمد التقطه سريعا ليجده يقول: لقيناهم وشاكر الي ورا الحكاية خالد: هاتهوملي على العزبة محمد بأسي: للأسف مش هينفع خالد صارخا: قسما بالله يا محمد لو... محمد مقاطعا بحدة: مش هينفع اجيبهملك عشان هما ماتوا اصلا Flash back اقتحم العساكر المكان وألقوا القبض على الرجلين يوسف: بقولك ايه ما تحطهمش في البوكس خليهم معانا في العربية مش مطمن لهدوئهم دا.
هز محمد رأسه إيجابا باقتناع ادخلهوما الي السيارة بعد أن قيدا ايديهم واقدامهم حتي لايكون أمامهم سبيل للهروب وانطلقوا بالسيارة يوسف: هتقول لخالد نظر محمد من مرآه السيارة الاماميه للجالس يهتف بتوعد: تفتكر خالد هيعمل فيك بعد الي عملته في بنته اتسعت عيني ذلك الرجل بفزع: خالد باشا يا ليلة طين هي دي بنته والله العظيم يا باشا ما اعرف أنها بنته محمد ضاحكا بسخرية: ابقي قوله بقي الكلمتين دول.
يوسف بضيق: يا ادي الارف العجلة نامت ركن يوسف السيارة على جانب الطريق لينزل منها يوسف بضيق: إنت يا عم محمد أنزل ساعدني هو يوم باين من أوله نزل محمد من السيارة مغلقا إياها من الخارج بالريموت كنترول بدأ يساعد صديقه الي أن سمعا صوت زامورررر عاللللي يأتي من خلفهم شاحنة كبيرة منحرفة عن الطريق يحاول سائقها السيطرة عليها جذب محمد يوسف سريعا بعيدا عن الشاحنة ليحدث باااااك.
محمد: العربية النص نقل هرست العربية الي كنا راكبين فيها وتقريبا كانت محملة بنزين ولا جاز العربيتين ولعوا في أقل من ثانية خالد ضاحكا بمرارة: انت بتهزر مش كدة محمد بذهول: والله العظيم دا الي حصل أنا لحد دلوقتي مش مصدق أنا حاسس اني كنت في فيلم خالد: مين الراجل التاني محمد: صالح الواد الي إنت مسكته واعترف على شاكر خالد ضاحكا بسخرية: دول كانوا مطبخينها بقي وأنا الي طلعت حمار صح.
محمد بحدة: خالد ما فيش أبشع من الموتة الي هما ماتوها إنت مش متخيل منظر العربية كان عامل ازاي ولما ولعت كنت سامعهم بيصرخوا من جوة حق بنتك اتاخد تالت ومتلت يا ريت ترضي بدا انسابت دموعه ألما: أنا جاي جهز كل حاجة جاءه احد حراسه يهتف: طلق خالد: ارموه قدام اي مستشفي اخذها وعاد مرة أخري في سيارة حرسه كانت تود سؤاله عما حدث ولكن حالته لم تسمح بذلك بعد ساعات وصلوا الي المستشفى دخلا اليها فوجد محمد ينتظره.
خالد بجمود: عملت ايه محمد بأسي: احم أنا أجرت في الاوضة في المستشفي وغسلوها فيه كم كان وقع تلك الكلمة صعب على اذنه خالد بألم: رحاب عاملة ايه محمد: ومن ساعتها وهي فاقدة الوعي بس والدها تم تكفين الصغيرة ووضعها في سيارة تكريم الانسان وذهبوا بها الي مقابر عائلة السويسي ظل بجانب نعشها يقرأ لها القرآن بثبات وجمود الي ان وصلوا الي المدافن حمل خالد كفن ابنته.
ذراعيه وفتح له التربي باب القبر نزل بخطي مترددة الي داخل القبر ساعده التربي على وضعها في اتجاه القبلة، فك التربي الكفن من على وجه سما، فراي ابتسامة صغيرة مرسمة على شفتيها الصغيرة، شعر ان الدموه ستنفجر من عينيه فخرج من القبر سريعا وراقب التربي وهو يخرج ويغلق باب القبر على ابنته لتبقي وحدها في هذا المكان المخيف الذي يرتعد منه الكبار قبل الصغار محمد بحزن: شد حيلك يا خالد هز رأسه إيجابا بشرود.
محمد: يلا عشان تروح خالد بضياع: روح انت محمد بحدة: مش هينفع اسيبك لوحدك لينا: خلاص يا محمد سيبه تنهد بحزن ليهز رأسه إيجابا أعطاها مفتاح سيارة خالد: دي مفاتيح عربية خالد يوسف جابها برة هزت رأسها إيجابا ليرحل محمد وقفت لينا بجانبه تنظر الي عينيه الحزينة الشاردة لينا: عيط يا خالد ما فيش انسان اقوي من الحزن عيط وكأن كلامها هو اشارة بدأ انهياره جثى على ركبتيه امام قبر ابنته يبكي ويجهش في بكاء مرير.
جثت بجانبه تحتضنت رأسه بين ذراعيها خالد باكيا: انا تعبت اوي انا مش وحش اوي كدة عشان كل دا يحصلي اخويا واختي يتأذوا بسببي وبنتي تموت بسببي انا بأذي كل الي حواليا انا الي مفروض اموت مش هي لينا باكية: وحد الله يا خالد دا عمرها وكل حاجة مكتوب انها تحصل ما تحملش نفسك فوق طاقتها ربط احدهم على كتف خالد ( وحد الله يا ابني ) رفع خالد نظره اليه فوجده شيخ عجوز خالد باستفهام: انت مين.
الرجل: عبد من عباد الله يا ابني وحد الله يا ابني خالد: لا إله الا الله وقف ذلك الشيخ العجوز يدعو امام قبر سما وخالد يأمن خلفه الي ان انتهي خالد: متشكر يا شيخنا لينا: يلا يا خالد كفاية كدة خالد: لاء انا مش هسيب بنتي هي اكيد خايفة دلوقتي.
الرجل: ما تقلقش يا ابني بنت معاها الي ارحم منك ومن مامتها معاها ربنا يا ابني ربنا ارحم على عباده من رحمة الام على ابنها استهدي بالله يا ابني وقوم روح قعدتها هنا مش هتفديها قام معها وركب سيارته وعاد إلى المنزل دخلا الي المنزل وبدون ان ينطق كلمة واحدة صعد الي غرفته واوصد بابه بالمفتاح زينب بحزن: هو عامل يا بنتي لينا: ربنا يعينه ويقويه يا ماما.
زينب: يا عيني يا ابني اكيد قلبه مفطور عليها من ساعة ما كلمتيني وقولتيلي وأنا قلبي بيتقطع عليه مع اني عمري ما شوفتها بس زعلت اوي لما عرفت انها ماتت ربنا يصبره ويصبر قلب مامتها لينا: يا رب يا ماما ياسمين عامله ايه دلوقتي تنهدت زينب بحزن: الحمد لله يا بنتي حالتها احسن بس لسه حابسة نفسها في اوضتها ومش عايزة تخرج منها ابدا لينا: ربنا يصبرها عمي محمود هيرجع امتي من السفر.
زينب: لسه يا بنتي عنده شغل كتير ومش عارف هيرجع امتي لينا: يرجع بالسلامة معلش يا ماما خلي عنايات تحضر لخالد العشا بقالوا يومين تقريبا ما كلش لقمة واحدة زينب: يا عيني يا ابني دقايق يا بنتي والاكل يكون جاهز صعدت لينا الي غرفتها وبدلت ملابسها ونزلت الي اسفل واخذت صينية الطعام وصعدت هي وزينب الي غرفته دقت الباب عدة مرات ولم يجب لينا: خالد افتح يا خالد سمعت صوته من خلف الباب خالد بحدة: سبوني لوحدي.
لينا: طب افتح خد الاكل خالد بحدة: مش عايز حاجة امشوا من هنا لينا: ماشي يا خالد تعالي ورايا يا ماما دخلت لينا غرفتها خلفها زينب ذهبت لينا تجاه الشرفة وفتحتها زينب بدهشة: هتعملي ايه يا لينا لينا: بلكونة اوضة خالد جمب بلكونتي وهو قبل كدة دخل اوضتي منها زينب: مش هتعرفي يا لينا ممكن تقعي يا بنتي لينا: ما هو انا مش هسيبه من غير اكل ذهبت ناحية الشرفة وصعدت عليها.
لينا بفزع: هموت شهيدتك يا خالد، مش فاهمة عملها ازاي دي لم يكن الفارق بسن الشرفتين كبير مالت بجسدها لتمسك بحافة الشرفة الاخري ولكن ما أن امسكتها حتي انزلقت قدمها من على حافة شرفتها لتصبح معلقة على شرفة غرفته وزينب تصرخ بفزع.