رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وثلاثة وعشرون
على عشب الحديقة النضر الكثيف تمددت جواره بملابسها المبتلة، تنظر للسماء فوقها رأسها على صدره تحديدا على قميصه الذي يغرق في بحر من المياة، تتطلع إلى الغيمات فوقها بابتسامة صغيرة صافية، ابتسامة سرعان ما توترت قبل أن تختفي تماما ويكسو مقلتيها قلق من القادم، خرجت تنهيدة حائرة خائفة قلقة من بين شفتيها، لتشعر بيده تحط برفق فوق خصلات شعرها يهمس بصوت خفيض دافئ: - مالك، قلقانة من إيه.
رفعت وجهها ناحيته لتقابل ابتسامته الدافئة تنظر للمعة عينيه الساحرة رسمت ابتسامة متوترة على شفتيها انزلت عينيها بعيدا عنه تهمس له قلقة: - خايفة، خايفة احلم ببكرة، واخطط الحلم الجميل، ويتدمر تاني... بسط اصبعيه السبابة والابهام أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه لتنظر ناحيته ابتسم يشدد على احتضانها بيده الأخري يردف: - مش هسمح بأن دا يحصل ابدا يا لينا، إنا خسرتك مرة مش هخسرك تاني أبدا...
ابتسمت تريح رأسها على صدره من جديد تبتسم في هدوء تشعر بشعور ناعم لطيف يدغدغ حواسها أجمع، تنهدت من جديد تهمس في حماس سعيد: - هيكون عندنا بيبي يا زيدان صح، بيبي جميل وحنين وعينيه زرقا زيك.
ختمت كلامها بضحكة صغيرة ليضحك هو الآخر بخفة يحرك رأسه بالإيجاب يؤكد على ما تقول، بالطبع لم يصبح لديهم طفل واحد فقط بل أطفال يفكر في إنجاب عشرة أطفال يريد عدد كبير منهم يملئوا حياته حتى لا يشعر أحدهم أنه وحيدا كما شعر دوما، سيضع قاعدته الأولي بينهم الحب لن يفرق بينهم ولو بمثال ذرة حتى لا يكرهوا بعضهم البعض كما كره اعمامه أبيه لأن والدهم كان يفضله عليهم، ابتسم لها من جديد يشدد على احتضانها يتمتم سعيدا:.
- هيكون عندنا احلي أطفال في الدنيا مش عشان عينيا الزرقا عشان هيبقوا منك انتي رفعت وجهها إليه من جديد تبتسم سعيدة رفعت يدها تتلمس بها قسمات وجهه، ليقبل باطن يدها ابتعدت عنه تستند بكفيها على العشب جلست جواره تعقد ساقيها ليضحك بخفة عليها، ابتسمت هي تعيد خصلاتها المبللة خلف اذنيها تنحنحت تهمس له: - ممكن اطلب منك 3 طلبات.
رفع حاجبيه ليضحك من جديد أدمعت عينيه من الضحك ليسعل بخفة استند بكفه على العشب ليعتدل جالسا يغمغم من بين ضحكاته: - الأميرة ياسمين تؤمر ومصباح علاء الدين ينفذ.
فهمت الآن لما كان يضحك وهي صغيرة كانت دائما ما تقول له أن هو جني المصباح وعليه تحقيق جميع رغباتها ضحكت حين تذكرت ما كانت تلقبه به قديما وهي طفلة ( زمزوم جني المصباح ) وكم كان يغضب من ذلك اللقب، حين نظرت لوجهه تمنت في تلك اللحظة لو يعد الزمن للوراء حين كانت طفلة في العاشرة، كانت لتوافق حتما أن تذهب مع والدها في سيارته لم يكن ليحدث كل ما حدث، تنهدت تهمس له بصدق:.
- عارف يا زيدان لو يرجع بيا الزمن لورا في يوم الحادثة، كنت هخلي بابا يوصلني، ما كنتش هركب أتوبيس المدرسة، ما كنش هيحصل كل اللي حصل ابتسم دون كلام فقط حرك رأسه لمرة واحدة تنهدت من جديد قبل أن ترسم ابتسامة مشاكسة على شفتيها عقدت ذراعيها أمام صدرها تردف في مرح: - دلوقتي ال3 طلبات، أنا عايزة اروح اشوف سهيلة وأحمد النهاردة ممكن.
لم تختفي ابتسامته لم يتحدث فقط اومأ موافقا لتفك عقدة يديها تصفق بحماس، نظرت له للحظات قبل أن تهمس من جديد: - ممكن تسامح مامتك زيدان صدقني هي ضحية زيها زيك، قبل ما تسافر لما روحتلها هي كلمتني قد ايه كانت فرحانة اوووي أنك روحتيلها، زيدان عشان خاطري سامحها ..
أدمعت عيني الأخير حين مر أمام عينيه آخر لقاء لهما، رغم كل ما فعلت يشتاق لأن يلقي بنفسه بين ذراعيها من جديد، ظل صامتا للحظات قبل أن يحرك رأسه بالإيجاب يعطيها موافقة صامتة على ما تقول لتتوسع ابتسامتها تحركت ناحيته سريعا تعانقه تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم سعيدة: - شكرا بجد شكرا رفع وجهها لها يبتسم في توسع رفع يده يمسح على خصلات شعرها افترب من اذنها يهمس لها في هدوء: - فاضل طلب.
توترت ابتسامتها قبل أن تختفي شيئا فشئ إلى أن اندثرت تماما إلى أن اختفت تماما ابتعدت بوجهها عنه تنظر لمقلتيه الزرقاء الصافية تعرف أن بعد لحظات فقط وسيهدر موج عينيه غاضبا أثر ما ستقول ابتلعت لعابها تهمس بصوت خفيض متوتر: - عايزة اشوف نائل يا زيدان!
الواحدة ظهرا منذ متي وهي تتأخر في نومها إلى ذلك القدر، ربما هو الحزن الذي جذبها رغما عنها إلى دوامة من النعاس لا نهاية لها، دوامة تهرب منها من الواقع، دوامة كانت تريدها أن تستمر أكثر ولكنها استيقظت، استيقظت على صوت همس باسمها الصوت مألوف بدرجة كبيرة ولكنها لم تسمعه ينطق اسمها بذلك القدر الفائض من الحنان منذ مدة طوووويلة لم تعد تحسبها، كشفت جفنيها.
عن زرقاء عينيها الحمراء من أثر النوم، لحظات فقط وتوسعت حدقتيها حين رأت زينب والدة خالد تجلس جوارها على الفراش تنظر لوجهها تبتسم لها!، هناك رائحة طعام ذكية في الغرفة، رائحة تحبها، استندت بيديها على الفراش انتصفت جالسة تنظر لزينب في ذهول عقد لسانها للحظات خاصة حين أبصرت صينية طعام جوارها على الفراش ماذا يحدث هنا؟!، أهي تحلم، أم يُهي لها بالكاد خرجت الأحرف من بين شفتيها تسألها بجفاء:.
- هو حضرتك بتعملي ايه في اوضتي.. فما كان من تلك الجالسة جوارها الا أن ابتسمت إبتسامة صغيرة دافئة رفعت يدها تربت به على رأس لينا تردف في هدوء:.
- ابدا يا ستي أنا لقيتك متأخرة في النوم رغم أنه مش عوايدك خالد دايما بيقولي أنك بتصحي بدري جداا، بس كان شكلك تعبان اوي وانتي نايمة، الواد خالد فطر وراح شغله بيقول عنده إجتماع مهم في الإدارة، وحسام قاعد تحت بيحب في سارة يارب عمر يقفشه، عملتك البيض بالبسطرمة من وانتي صغيرة بتحبي أنا اعملهالك، دا أنا عملتك سندوتشات منه يوم صبحيتك على الواد خالد.
توسعت عيني لينا في ذهول يزداد شيئا فشئ ما بها زينب تتكلم معها بود!، تعاملها كما كانت قديما، قبل أن يحدث لها تلك الحادثة، ارتجف جسدها من محاولاتها اليائسة لكبح دموعها قبضت على كفيها تتمتم في خفوت مختنق : - طيب شكرا لحضرتك.
من جديد ارتجف جسدها حين شعرت بيد زينب تمسح على شعرها برفق كما كانت تفعل، انسابت دموع عينيها رغما عنها اشتاقت حقا لوالدتها في تلك اللحظة أرادت فقط ان ترتمي بين ذراعيها وتبكي، ولكن أين هي والدتها، انهمرت دموعها يرتجف جسدها بعنف وكأنه كهرباء تغزوه حين سمعت زينب تهتف في حنو: - في بنت بتشكر مامتها بردوا عشان عملتلها الاكل اللي بتحبه.
وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير كما يقولون التفت للينا بوجهها ناحية زينب في لحظة نظرت لها بأعين حمراء تنساب منها الدموع، قبل أن تصيح بحرقة:.
- أنا مش بنتك، أنتي مش ماما، ما فيش أم هتعمل في بنتها كدة، هتعيشها طول عمرها بذنب هي مالهاش ذنب فيه، ما فيش أم هتخلي جوز بنتها يقهرها، وانتي عارفة أن بجواز خالد عليا زي ما كنتي عاوزة منه كان هيموتني مش بس هيقهرني، أنتي مش أم أنتي حما، وحما قاسية أوي يا زينب هانم.
قالت ماقالت جاءت لتنتفض من مكانها ترغب في الفرار من الغرفة حين شعرت بيد زينب تمسك بكف يدها ترفض تركها، نظرت لها في حدة لتبصر نظرات عيني الأخيرة الحزينة، دموعها التي نزلت من عينيها بغزارة، ابعدت زينب نظرات عينيها الطبية تنظر للينا في ألم ممتزج بندم تهمس لها:.
- أنا مش قاسية يا لينا، ما تقوليش كدة يا بنتي، دا أنا شيلتك في حضني قبل ما أمك نفسها تشيلك، من حضني لحضن الواد خالد اتربيتي معانا، كنتي ضحكة البيت كله، خالد من بعد فراقك اتدمر وبقي واحد تاني، وما صدقت رجع زي الأول، أنا أم يا لينا، ام خايفة على ابنها، خايفة لما يكبر ما يقليش اللي يسنده، زي ما أنا دلوقتي بتسند عليه، أنا مش عايزة اقهرك يا بنتي والله، أنا بس كنت عايزة ليه سند في الدنيا، أنا حتى قولتله اتجوز ولما تخلف طلقها وخلي لينا هي اللي تربي الطفل لكنه بردوا رفض.
قاطعتها لينا قبل أن تكمل ما تقول تردف متهكمة: -ودي مش قسوة لما تحرمي أم من ابنها تبقي مش قسوة، على العموم يا زينب هانم، خالد بقي عنده السند ما تقلقيش، حسام ربنا يخليه ليه، ربنا عوضه وبعتله السند اللي أنتي عوزاه، وعرفت أنا كويس اوووي قيمتي عندك يا ماما زينب.
انهت كلامها بابتسامة حزينة ساخرة نزعت يدها من يد زينب تنظر لها بجفاء، لتخفض زينب رأسها تحركها إيجابا مدت يدها تزيح الشرشف الصغير من فوق صينية الطعام نظرت للينا تحادثها بخفوت حاني: - طب كلي ورحمة فريدة يا لينا لتاكلي.
انهمرت دموع لينا بعنف اشاحت بوجهها بعيدا جذبت زينب صينية الطعام تضعها أمامها، اقتطعت لقمة من الخبز تصنع بها شطيرة صغيرة من البيض الممتزجة بذلك اللحم المجفف، مدتها للينا تضعها في كف يدها، قربتها لينا من فمها فقط قطمة واحدة إعادتها لذكري قديمة سعيدة « - ماما زينب فين سندويتشات لوليتا - أحلي سندويتشات لاحلي لوليتا، اجري يلا اقعدي على الكنبة على ما اجبلك الشاي باللبن.
- ماما زينب احلي ماما في الدنيا » شهقة بكاء عنيفة خرجت من بين شفتي لينا جعلتها تلقي اللقمة من يدها على صينية الطعام تجهش في البكاء، جذبتها زينب إليها لترتمي لينا بين أحضانها تتمسك بها تبكي بعنف في حين بدأت زينب تمسح على رأسها تهمس لها نادمة: - حقك عليا يا بنتي، سامحيني يا حبيبتي، أنا آسفة.
في الأسفل يجلس حسام على أحدي الارائك يربع ساقيه، ينظر لشاشة هاتفه يحادث سارة من خلال برنامج ( واتساب ) يبعث لها بأشكال غريبة مضحكة، اليوم لا عمل له لا حالات طارئة في المشفي، جدول محاضراته فارغ لن يذهب للجامعة، اليوم فقط للراحة، ولها هي، ثبتت عينيه على شاشة هاتفه يرسل لها: - ياااه يا سارة مش قادر اصدق أنها كلها شهرين وهنتجوز اكاد من الفرحة اطير.
انتظر للحظات بتلهف إجابتها عن الرسالة لتختفي ابتسامته يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا حين رآها تبعث له بكلمة واحدة: - اها حرك أصابعه على لوح المفاتيح بغيظ يرسل لها: - ايه اها دي يا سارة بقالك ساعة بتكبي وفي الآخر اها، يا بنتي لاغيني مش كدة، قوليلي بحبك يا سمسم، مش مصدقة امتي الوقت يعدي يا حس قلبي، مش اهااا بعث الرسالة لها ينظر لسطح الشاشة حانقا خاصة حين تأخرت في الرد على رسالته بعد دقائق وصله منها:.
- حسام أنت تسمع عن حاجة اسمها خجل، يبخلي البنات تتكسف تعبر عن اللي هي عايزة تقوله في حين انك بحج وقليل الادب زي ما بابا قال عنك توسعت حدقتيه حين قرأ ما بعثت الماكرة تستغل فرصة انهما فقط يتحدثان بالرسائل لتقل ما كانت ستخشي قوله أمامه وجها لوجه، جز على أسنانه، ابتسم لها متوعدا يبعث لها: - ابقي سلمي لي على الخجل وانتي بتاخدي صفر في إمتحانات الشهر الجاي.
بعثث له ( ايموجي يلطم خديه ) لتتعالي ضحكاته يحرك سبابته وابهامه على ذقنه مستمتعا بدأ بتسجيل مقطع صوتي ليبعثه لها يخبره فيه حالما: - بس لو قولتيلي بحبك يا حوسو مش هديكي صفر انتظر لحظات على أحر من الجمر أن يستمع إلى تلك الرسالة التي ستسرلها وبالفعل بعثت له بواحدة بدأ يسمعها سريعا: -.
- على فكرة بقي اللي بتقوله دا منافي لشرف المهنة أنك تستقصد طالبة عندك وتديها صفر، كدة ظلم يا دكتور، وعلى فكرة بقي أنا، أنا، أنا بحبك.
همست بآخر كلمة بصوت خفيض للغاية تتمني أن لا يسمعه وكيف هو لا يفعل التقطت اذنيه ما قالت كما يلتقط القمر الصناعي الإشارات، تنهد بحرقة يحتضن الهاتف بقوة يكاد يرقص من الفرح، سمع صوت ضحكات قادمة من خلفه نظر حلفه سريعا ليجد لينا زوجة أبيه تمسك بيد زينب جدته تساعدها على النزول برفق على درجات السلم كلتاهما يضحكان مما جعله يبتسم رغما عنه يبدو أن السعادة دقت بابهم أخيرا بعد طول شقاء.
سيارة مسرعة تشق الطريق إلى وجهتها سيارة سوداء فاخرة يظهر على اريكتها الخلفية كأس من الذهب يلمع جواره باقة أزهار وميدالية ذهبية للمتسابق الأول ومن غيره يمكن أن يكون... على المقاعد الامامية تجلس سارين غاضبة تشيح بوجهها بعيدا ناحية نافذة السيارة تعقد ذراعيها أمام صدرها في غيظ في حين يجلس عثمان خلف المقود نظر لها بجاني عينيه ليضحك رغما عنه يردف مدهوشا:.
- طب انتي زعلانة ليه أنا مش فاهم انتي مش ضربتيهم وأنا خليت مدير النادي يطردهم زعلانة ليه بقي Flash back.
ركض عثمان مذعورا ناحية صوت الصراخ، صوت صياح سارين الغاضب يأتي من هناك، تحرك يركض بعنف يشق جموع الجماهير إلى أن وصل اليها توسعت عينيه في دهشة حين رآها تمسك فتاة من شعرها تجذبه بعنف في حين هناك أخري ملقاة أرضا تمسك بيدها المكدومة أثر أسنان سارين العنيفة، انتفض ناحيتها يجذبها بعيدا عنهم ادخلها إلى غرفة ملابسه يصيح فيها مذهولا: - ساااارين في اي، انتي بتعملي كدا ليه.
انهمرت الدموع من عينيها بعنف نظرت له بقهر تصرخ فيه بحرقة: - كانوا بيتريقوا عليا يا عثمان قالولي عني كلام وحش اوي... أنهت كلامها لترتمي بين أحضانه تجهش في البكاء، رفع يديه يمسح على حجابها ينظر للفراغ في هدوء حاد، ابعدها عنه امسك بيديها يبتسم لها مترفقا: - وحياة غلاوتك لهجبلك حقك قبل جبينها ليمسك يمسح دموعها امسك بكف يدها يجذبها معه للخارج وجد مدير النادي يقف أمامه ليصيح فيه عثمان:.
- أنا عثمان الصياد، يعني ايه شوية عاهرات يتريقوا على مراتي، لو ما طلعوش برة النادي دلوقتي حالا مش هلعب المباراة والغوها بقي.
ارتبك الرجل لا يعرف ما يفعل عثمان ذلك المتعجرف المغرور لن يتغير المسابقة تشارك فيها بلدان عربية وهو الممثل الوحيد لمصر فيها، حمحم الرجل مرتبكا يحرك رأسه بالإيجاب سريعا، في حين امسك عثمان بيد سارين يمشي بها مرفوع الرأس توجه بها ناحية مقاعد كبار الزوار، اجلسها على احد المقاعد مال يقبل جبينها يهمس جوار إذنها مترفقا:.
- كان المفروض تسمعي كلامي لما قولتلك اقعدي في Vip، مش عايز اشوف دمعة واحدة هروح اكسب المسابقة واجي طبع قبلة خاطفة على وجنتها لتحمر وجنتيها خجلا، نظرت خلفها لتجد بعيدا ذلك الرجل مدير النادي يصطحب الفتاتين للخارج، لتبتسم في تشفي، عادت تنظر ناحية عثمان تدعو في قلبها مع بداية السباق أن يمر دون أن يصاب Back التفتت سارين برأسها ناحية عثمان تجمعت الدموع في حدقتيها تهمس باختناق:.
- دي قالت عليا وحشة وطفلة يا عثمان، هو أنا وحشة بجد توسعت عينيه يحرك رأسه نفيا بعنف، أوقف سيارته على جانب الطريق التف بجسده لها يخرج مرائتها التي تضعها في حقيبتها يرفعها أمام وجهها يردف منفعلا:.
- بصي لنفسك في المراية وقوليلي دا منظر واحدة وحشة، مالك يا سارين مش كلمة مالهاش لازمة من واحدة غيرانة منك هتهز ثقتك في نفسك، انتي حلوة عشان انتي سارين بكل براءتها وعفويتها واصرارها، سارين الجريئة اللي ما بتخافش، سارين اللي فضلت جنب الشيطان لحد ما حولته لملاك...
نظرت له مدهوشة من انفعاله، نقلت عينيها تنظر لانعاكسها في المراءة، دائما ما كانت تحب تنظر لانعاكس صورتها، تري نفسها جميلة هي حقا كذلك، جميلة الشكل والجوهر، نظرت ناحية عثمان من جديد لتندفع ناحيته تحتضنه بقوة تهمس مبتسمة في سعادة: - شكرا يا عثعث ضحك بملئ شدقيه عن ذلك الاسم الغريب التي لا تتوقف عن إطلاقه عليه مهما بدا غاضبا منه، شدد على عناقها يهمس لها عابثا:.
- لاء احنا نروح مطعم نتغدي، وبعدين نروح عشان احكيلك حكاية أبو قردان اللي غرق من زمان ضحكت هي الاخري تصدمه على صدره بخفة ابتعدت عنه تشيح بوجهها خجلة تلك المرة ليضحك هو!
خرجت من باب الجامعة تنظر حولها هنا وهناك اشارت بيدها إلى سيارة أجري، لتقف أمامها املت السائق عنوان الشركة، ليأخذها لهناك في الطريق نظرت بفخر إلى مشروعها الذي اعطاها عليه المحاضر درجة امتياز، لوحة للغروب ينزف على أشلاء قلب حزين منثور على رمال تقتم ألوانها شيئا فشئ من عتمة الليل، وموج البحر الهادر يتحرك عكس التيار لوحة حزينة، لا تعبر عن حالتها فهي في أوج حالاتها سعادة، وقفت السيارة أمام الشركة لتنزل منها اعطت السائق نقوده، لتأخذ لوحتها، تخطو إلى داخل الشركة مباشرة إلى مكتب زوجها الحبيب، توجهت بابتسامة واسعة سعيدة إلى مكتبه، وقفت أمام مكتب المساعدة لتجده فارغا قطبت ما بين حاجبيها تبلع لعابها قلقا نظرت ناحية غرفة مكتب زوجها المغلقة، تتذكر جميع الأفلام التي شاهدتها حين تغيب المساعدة وتأتي الزوجة مفاجأة لزوجها، تكتشف خيانة زوجها مع مساعدته، توسعت مقلتيها في صدمة، اقتربت سريعا من مكتب أدهم تدخله فجاءة، تنظر لهم شرزا على وشك أن تلقي وابل من السباب في وجوهم ليصفر وجهها حرجا حين رأت سيدة اربعينية محجبة تقف أمام مكتب أدهم تمسك بمجموعة من الملفات، نظر أدهم ناحية مايا متفاجاءً من وجودها ومما فعلت في آن واحد، نظر ناحية المساعدة يحادثها مبتسما:.
- اتفضلي انتي يا مدام زينة ابتسمت السيدة في هدوء تتحرك للخارج، تجذب الباب خلفها في حين وقفت مايا مكانها تنظر لادهم تبتسم كقطة بلهاء، ضحك أدهم عاليا تحرك من مكانه متوجها إليه، شردت عينيها تنظر له حالمة سروال من الجينز اسود قميص من اللون الابيض يزيح اكمام حتى منتصف ذراعه، الساعة السوداء في يده رابطة عنقه المبعثرة لما يبدو وسيما حتى وهو يعمل، وقف أدهم أمامها مباشرة يردف مبتسما:.
- أنا مش هسألك ايه اللي جابك لأن دي أحلي مفاجاءة اني اشوفك، بس ايه دخلة مباحث الفراخ اللي وصلهم معلومة أن في ديك عريان في عشة الطيور دي ضحكت رغما عنها وضعت اللوحة من يدها جانبا لتتحرك ناحية مكتبه جلست على المقعد المجاور لمكتبه تمسك خنجر أثري يوضع كشكل جمالي على مكتب والدها التقطته بين يديها تفتحه نظرت لادهم تتمتم مبتسمة في هدوء برئ:.
- ابدا اصلي ما لقيتش السكرتيرة برة، وفي كل الأفلام اللي شوفتها البطلة لما بتروح للبطل الشغل بتاعت مفاجأة بتلاقيه بيخونها مع السكرتيرة، فقولت اقفشك وانت بتخوني ضحك رغما عنه مجنونة تزوج بها ولكنها مجنونة يعشقها بكل تفاصيلها المجنونة، اقترب منها أكثر فأكثر فأكثر مال بجزعه ناحيتها، غمزها بطرف عينيه يهمس لها في خبث:.
- طب افرضي دخلتي لقتيني بخونك مع السكرتيرة كنتي هتعملي زي البطلة وتطلعي تجري وتعيطي والشغل دا ابتسمت ساخرة تحرك رأسها نفيا بعنف، أزاحت غمد الخنجر ليظهر نصله الحاد، قربته من عنق أدهم تبتسم في هدوء خبيث: - دول ستات يا قلبي، شايف الخنجر دا كنت هدبه في قلبه واقطع بيه رقابتك ابتلع لعابه رفع يده يتحسس عنقه توترت حدقتيه ابتسم في بلاهة يردف متوترا:.
- منورة يا ميوش، منورة يا قلبي هطلبلك عصير يروق دمك. أنا اخونك بردوا يا ميوش هو أنا بحب في الدنيا قدك، هروح اجبلك العصير بنفسي فر من الغرفة سريعا لتتعالي ضحكات مايا تنظر في أثره مبتسمة، كم تحب أدهم!
في منطقة مهجورة حقا مهجورة مصنع قديم كان تابعا لشركات السويسي للغزل والنسيج التي امتلكها محمود السويسي، مصنع متطرف في الصحاري البعيدة، وقفت سيارته السوداء أمام المصنع مباشرة، نزل هو أولا وتركها في السيارة خطي للداخل يضئ الاضواء المغلقة، دخل إلى جوف حجرة مهجورة سوداء ينظر لذلك المقيد الملقي أرضا عظامه تقريبا مهمشة بالكامل وجهه لا يُري من الكدمات، ابتسم الواقف في هدوء ساخر يتمتم متهكما:.
- اتمني تكون اقامتك عندنا نالت رضاك يا معاذ ولا نائل بالكاد رفع ذلك الملقي رأسه ينظر للواقف أمامه نظرات سوداء غاضبة حادة سعل بعنف ليبصق الدماء من فمه رفع عينيه لنائل من جديد يتمتم محتدا: - لعبتها صح اوووي يا زيدان، مجرد ما ماما اعترفت اني ماليش دخل بأي حاجة وافقت وشهدت معاها اني ماليش دخل عشان تخرجني، وتجبني هنا تعالت ضحكات زيدان العالية ينظر لنائل متشفيا دس يديه في جيبي سرواله يتمتم ساخرا:.
- لا أحب الشماتة ولكن يعجبني الزمن حين يدور، واديك تحت جزمتي تاني يا نائل اشتعلت عيني نائل غضبا تهدجت أنفاسه ليضحك هو الآخر يتمتم ساخرا يرغب فقط في الانتقام من ذلك الواقف امامه حتى ولو بالكلمات: - كدة أنت بتنتقم، قولي صحيح هي لينا سامحتك ولا هتفضل تلف وراها طول عمرك، قد ايه أنت غبي عشان فاكر انها بتحبك، هي حبتني أنا، ودا اللي مجننك رغم كل دا، هي حبتني أنا.
تمتمت لينا بها بقوة ليدوي صوت دقات كعب حذائها العالي، جحظت عيني نائل في صدمة حين رآها تدخل إلى الغرفة حيث هدوء تسير بثقة لم يعهدها منها قبلا رأسها مرفوع شامخ لأعلي، ابتسامة ساخرة واثقة تعلو ثغرها، كيف، كان على أتم يقين أنها ستجن مما فعله بها، لم يكن يتوقع في أسوء الحالات أن يراها بحالتها تلك، وكأنها أخري لا يعرفها، توجهت لينا وقفت جوار زيدان جذبت يده تلفها حول خصرها، سلطت عينيها على ذلك الشيطان الملقي أرضا ذلك الشيطان الذي دمر حياتها منذ طفولتها، خسرن بسببه كل شئ، والآن هو ملقي أمامها وكأنه شئ بالي رخيص تستطيع أن تهدسه بكعب حذائها الرفيع، ابتسمت في تشفي تنظر لحالته تتمتم ساخرة:.
- تؤتؤتؤ ايه يا نائل اللي عمل فيك كدة، دا واضح أن زيدان ايده جامدة اوي، أصله راجل مش لمؤخذة ابتسم زيدان معجبا بما قالت في حين ابتسم معاذ ساخرا ضحك بعلو صوته نظر ناحيتها يتمتم في تهكم: - لو ايديا مش مربوطة كنت سقفتلك، حقيقي ابهرتيني يا لينا، كنت متوقع أنك في مستشفي المجانين بتلطمي، بعد كل اللي عملته فيكي.
ابعدت يد زيدان عنها اقتربت شيئا فشئ من ذلك الملقي أرضا نزلت ناحيته تقبض على فكه باصابعها تغرز اظافرها في وجهه ابتسمت تردف في ثقة: - أنا لينا بنت خالد السويسي، مش حتة حشرة زيك ادوسها بكعب جزمتي، تدخلني مستشفي المجانين، فاكر خالد السويسي اللي قتل ابوك اشتعلت عيني نائل غضبا ينظؤ لها محتدا ليصيح غاضبا في حين تعالت ضحكاتها هي اعتدلت واقفة تتحرك امامه تنفش يديها باشمئزاز، عادت تنظر له تتمتم ساخرة:.
- مش أنا عرفت الحكاية كلها ماما حكتهالي، حكاية جميلة حقيقي، أبوك حاول يخطف ماما، بس بابا وصله، وضربه علقة ماما بتحكي بيها لحد دلوقتي، استني بقي وأحسن جزء في الحكاية، قام مطلع مسدسه وبيو بيو بيو انهت كلامتها لتضحك بعلو صوتها ضحكات عالية متشفية في حين زمجر نائل غاضبا يحاول تحرير نفسه، اقتربت لينا منه من جديد امتعضت ملامحها حزنا عليه تتمتم في اسي شامت:.
- تؤتؤتؤ يا حرام، معلش، باي يا نائل حقيقي محتاجة اغسل عينيا بماية نار عشان شوفتك تاني.
قالت ما قالت لتسرع خطاها إلى خارج الغرفة وقفت خارج المصنع بالكامل تلهث بعنف لا تصدق أنها رأته، لا تصدق أنها لم تخف، لا تصدق أنها قالت ما قالت، شعرت بجسدها يرتجف بعنف، مر سريعا أمام عينيها ما فعله بها لتهبط دموعها بعنف تغرق وجهها رأت زيدان يخرج من المصنع بعد أن ابرح ذلك الشيطان ضربا لتهرع إليه تختبئ بين أحضانه تهمس بصوت خفيض مرتعش: - أنا ما خوفتش منه يا زيدان، أنا انتصرت عليه صح.
ابتسم يشدد على عناقها يحرك رأسها بالإيجاب يهمس لها متفاخرا بها: - انتصرتي يا لينا، انتصرتي.
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وأربعة وعشرون
جلست في سيارته تعيد رأسها للخلف تتنفس بعمق تلتقط انفاسها الضائعة تحاول ان تٌهدي من ضربات قلبها المتسارعة قبضت بيدها على زجاجة العصير تقربها من فمها ترتشف منها القليل نجحت واجهت شيطان خوفها دون ان تخافه ارتسم ما يشبه شبح ابتسامة صغيرة على شفتيها تتنهد بقوة تحاول تنظيط انفاسها المبعثرة اخيرا ابتسمت ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتيها هزمته لم يعد لشبح الماضي وجود بعد الان هي من انتصرت رغم كل ما فعله.
التفتت برأسها تنظر لزيدان الجالس جوارها تبتسم له ممتنة سعيدة تشكره بعينيها على ما قدمه ولا يزال يقدمه لها تشكره على صبره في عشقها إلى ان وصلا معا إلى النهاية ربما هي ليست النهاية الوردية كما في كل الحكايات ولكنها على الاقل النهاية السعيدة، اجفلت من شرودها المبعثر على صوته القلق يسألها: - لينا انتي كويسة ابتسمت تحرك رأسها بالايجاب، ليمد يده ناحيتها يمسد برفق على خصلات شعرها يردف مبتسما:.
-تحبي نروح ولا لسه عايزة تروحي عند سهيلة اعتدلت في جلستها تبتسم في حماس لتهمس لتردف سريعا: - لاء طبعا نروح عند سهيلة انا هموت واشوف احمد ابتسم لها يحرك رأسه بالايجاب دفع زجاجة عصير اخري اليها قبل ان يدير محرك السيارة يأخذ طريقه إلى منزل جاسر وسهيلة.
على صعيد آخر في سيارة ادهم المتجهة إلى مطار القاهرة الدولي وقفت السيارة امام باحة المطار الخارجية لينزل منها بصحبة مايا أمسك يدها يتوجهان سريعا إلى صالة استقبال الركاب يسرعان الخطي، الطائرة قد وصلت قبل دقائق من الآن وها هما قد تأخرا.
وقفت مايا جواره تنظر حولها هنا وهناك تبحث عن والدها بتلهف إلى ان رأته يتقدم لداخل القاعة صاحت باسمه كطفلة صغيرة لتركض ناحيته ترتمي بين أحضانه، ضحك حمزة عاليا مما فعلت ليضمها لاحضانه أكثر أشتاق لابنته الصغيرة التي لن تكبر في ناظره ابدا، ابعدها عنها قليلا يقبل رأسها احتضن وجهها بين كفيه يسألها مبتسما: - عاملة ايه يا مايا وحشتيني اوي يا حبيبتي جيبالك معايا هدايا كتير اوووي.
ادمعت عيني مايا تنظر لوالدها في شوق لتعاود الارتماء بين ذراعيه من جديد تحتضنه بقوة هي أيضا اشتاقت له وبقوة تلك الحية زوجته الجديدة اخذته منها، منذ شهر تقريبا وهما خارج البلاد لأجل عيون زوجته المصون خرج صوتها ضعيف باكي: - وأنت كمان يا بابا وحشتني اووي، أنا مش عايزة هدايا، أنا عيزاك أنت ابعدها حمزة عن احضانه يقبل قمة رأسها، لف ذراعه حول كتفيها يهمس لها بخفوت حاني :.
- يا حبيبتي أنا دايما معاكي هو أنا عندي اغلي منك يا ميوش... نظرت مايا ناحية بدور التي تقف جوار حمزة تبدو سعيدة تري سعادتها بوضوح على قسمات وجهها المشرقة لمعة عينيها توهج وجنتيها، غص قلب مايا غضبا تلك السيدة تحاول سرقة ابيها منها، اقتربت بدور منها تبتسم في توسع تحادثها بتلهف: - ازيك يا مايا عاملة ايه يا عروسة وحشاني أوي والله.
مدت مايا يدها تصافحها بابتسامة صغيرة متكلفة صفراء، جعلت ابتسامة بدور تتوتر شئ فشئ إلى ان اختفت لتحمحم في حرج من رد فعل مايا البارد الجاف، قطب حمزة ما بين حاجبيه ينظر لمايا متعجبا مما فعلت، اقترب أدهم منهم في تلك اللحظة يبتسم في توسع يغمغم في مرح: - سيبتك تسلمي دوري أنا بقي اقترب أدهم من حمزة يعانقه بقوة ليربت حمزة على ظهره يغمغم له مبتسما: - اخبارك ايه يا ابن حمزة، واخبار الشركة.
ابتعد عن أبيه يردف مبتسما: - تمام الحمد لله كله زي الفل، سافرت إنت يا عمنا وقولت عدولي وانا اتسحلت هنا ضحك حمزة عاليا ليصدم أدهم على ذراعه بخفة يحادثه مبتسما في ثقة: - غصب عن عينك تتسحل عشان أنا انبسط، يلا مش هنفضل واقفين هنا طول النهار، نطلع على البيت واعمل حسابك بايتين معانا النهاردة رفع أدهم كأنه يؤدي التحية لحمزة ابتسم يغمغم في ثبات ممتزج بمرح:.
- تمام أوامر معاليك يا افندم، هجيب الشنط واخلص الورق وانتوا استنوني في العربية ضحك حمزة يلف يمناه حول كتف مايا ويسراه يمسك بها كف بدور خالد الصغير يتحرك امامهم يقفز في خطاه يتوجهون جميعا إلى سيارة ادهم في الخارج.
بعد غروب الشمس بقليل وقفت سيارة زيدان أمام منزل عز الدين والد سهيلة، نزلت لينا سريعا من السيارة تساعد زيدان في حمل حقائب الهدايا والألعاب الصغيرة التي جلبوها للصغير، ارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغر زيدان وهو يراها تتحرك بتلهف أمامه تحمل ألعاب الصغير التي كانت تبتاعهم بحماس وسعادة يغرقان قسمات وجهها، تحرك بصحبتها إلى أن وصلا إلى باب المنزل بدأت لينا تقرع الجرس بشكل متواصل مزعج، جذب يدها من على الجرس يصيح فيها مدهوشا:.
- بس يا لينا انتي عيلة صغيرة قبل أن تردف بحرف انفتح باب المنزل فجاءة ليطل وجه جاسر الغاضب يصيح حانقا: - ايييه في ايييه حد يرن الجرس كدة يا حمارة اشارت لينا ناحية زيدان سريعا شهقت عاليا تصيح مذهولة: - أنا رنيت الجرس، دا زيدان، حتى هو اللي واقف عنده.
توسعت عيني زيدان في دهشة، تلك الطفلة الماكرة منذ أن كانت صغيرة وكانت تلصق جميع المصائب وتلصقها به ودوما لم يكن يصدقها أحد!، امسك جاسر بأذن لينا يشد عليها بخفة يوبخها ساخرا: - يا بت بطلي كذب بقي هتتسخطي سحلية... دفعته لينا في صدره بعنف رمته بنظرة سوداء قاتلة قبل أن تخطو لداخل المنزل تصيح بعلو صوتها: - سهيلة أنتي فين ضرب جاسر كف فوق آخر نظر لزيدان مشفقا يواسيه: - ربنا يكون في عونك يا ابني على البلوة دي.
ابتسم زيدان في هدوء تقدم من جاسر ليركله بقدمه في ساقه بعنف تأوه جاسر متألما ينظر لزيدان متألما في حين ابتسم الأخير يتمتم في هدوء: - على الله تمد ايدك عليها تاني توسعت عيني جاسر في ذهول أعطاه زيدان الحقائب ليعدل من تلابيب ملابسه في زهو أعطاه نظرة ساخرة قبل أن يتحرك للداخل هو الآخر، مسد جاسر ساقه المكدومة بيده بخفة يتمتم ساخرا: - ما جمع الا ما وفق فعلا.
دخل زيدان إلى غرفة الصالون يبحث بعينيه عنها رآها تقف هناك قرب الشرفة الكبيرة المطلة على الجزء الآخر من الحديقة، خطفت أنفاسه ابتسامتها الواسعة لمعة عينيها المتوهجة وهي تحمل الصغير بين ذراعيها تضمه لاحضانها تتنفس عبيره البرئ تقبل يديه الصغيرة، مشهد رائع سحر لبه، اوجع قلبه نزل بعينيه إلى بطن لينا المسطحة ليشعر بالاختناق، لو كان صغيره حي الآن، فقط لو كان، اخرج هاتفه يلتقط لها عدة صور سريعة وهي تحمل الصغير وهي تضحك ومقطع فيديو قصير وهي تلتف به حول نفسها، زيارتهم لبيت سهيلة كانت طويلة الا أنها مرت سريعا ذلك الصغير أحمد خطف قلبه وقلبها معا، انهيها زيارتهم بقبلة صغيرة زرعتها لينا على خد الصغير لتعانق سهيلة بقوة تودعها، توجهوا لمنزل والدها صف زيدان سيارته في الحديقة ليجد سيارة خالد تصتف جواره، نزل خالد من سيارته ابتسم ما أن رآهم، اقتربت لينا منه تعانقه بقوة ليلف ذراعيه حولها يشدد على عناقها، ابعدها عنه يحتضن وجهها بين كفيه ابتسم يتمتم بفخر:.
- لينا بنت خالد السويسي، خلت ابوها فخور اوي ببنته توسعت عينيها في دهشة متي عرف أبيها ما فعلت، لتضحك رغما عنها أبيها يعلم كل شئ يحدث لهم، عادت تعانقه من جديد تهمس بسعادة: - لينا بنت خالد السويسي أسعد بنت في الدنيا عشان عندها أب زيك ابتسم خالد سعيدا يقبل رأسها وضع يده في جيب سترته يخرج لها لوح الشوكولاتة التي تحبه اخذتها منه في سعادة ليبتسم هو يتمتم:.
- من وانتي عيلة صغيرة وأنا متعود كل يوم اجبلك شوكولاتة وأنا جاي من الشغل، لما ما بتنكيش في البيت بشهالك في درج المكتب بتاعك، هتلاقي فيه كتير، روحي خديهم صفقت الأخيرة في حماس، لينا أمام الحلوي تعود طفلة صغيرة، تحركت بحماس لداخل البيت، اقترب زيدان من خالد ليتمتم الأخير وهو يبتسم : - اخيرا الواحد خلص من همكوا كاتكوا الارف عيال تشل.
ضحك زيدان رغما عنه يحرك رأسه يآسا خاله لن يتغير ابداا، تحرك خالد بصحبة زيدان للداخل، لوحت لينا لزيدان تصيح فيه بتلهف أن يري ما معها من حلوي، اقترب زيدان يجلس جوارها تتعالي ضحكاته على مشهدها الظريف وهي تحتضن الواح الحلوي.
وقف خالد مكانه يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر للصورة السعيدة أمامه، لينا وزيدان، حسام وجدته، الأحمق يلعب مع جدته على جهاز الكمبيوتر المحمول يعطيها احد الادرعة التي تستخدم في لعبة كرة القدم تتعالي ضحكات زينب على مشاكسات حسام لها، نظر حوله يبحث عنها متلفها ليراها تخرج من المطبخ توجهت ناحيته ليلف ذراعه حول خصرها يقربها لصدره يقبل جبينها، ابتسمت تريح رأسها على صدره، ليتنهد هو بقوة، توسعت ابتسامته يفكر بمكر، اعتقد انه الوقت المناسب لرحلة طويلة بعيدا عن تلك العائلة المجنونة.
على صعيد آخر في منزل حمزة السويسي، خرجت بدور من غرفتها صوب غرفة مايا ابنة زوجها تحمل معها عدة حقائب هدايا جلبتهم لها خصيصا، تحركت تمشي في الممر تتنهد قلقة مايا لا تحبها بالكاد تقبلها ربما اعتقدت انها قد سرقت والدها منها ولذلك لم تفعله أبدا، ابتسمت تشجع نفسها وقفت أمام غرفة مايا رفعت يدها تدق بابها، سمعت صوتها يهتف من الداخل يأذن بالدخول، ادارت المقبض ودخلت لتري مايا تقف في منتصف الغرفة، على فراشها حقائب الهدايا التي جلبها حمزة لها، تخرج مايا منها الملابس وتقف أمام مراءتها تجربها، التفتت مايا اليها تمسك بفستان أسود طويل، نظرت لها تقطب ما بين حاجبيها في ضيق القت بالفستان على الفراش عقدت ساعديها امام صدرها ابتسمت باصفرار.
تسألها بنزق: - نعم، خير ارتبكت بدور من معاملة مايا ابتلعت لعابها ارتجف قلبها تزعزع ثباتها لتتنفس بعنف تحاول أن تهدئ، ابتسمت في هدوء تقترب منها اكثر رفعت حقائب الهدايا أمامها تغمغم مبتسمة في حنو: - أنا جبتلك معايا دول يارب يعجبوكي.
ظلت مايا تقف أمامها لم تبدي رد فعل واحد على ما قالت بدور، فقط تنظر لها في سخرية، وضعت بدور الحقائب على الفراش لتقترب منها وقفت أمامها مباشرة وعلى حين غرة عانقتها بقوة، توسعت عيني مايا في دهشة مما فعلت، تنظر لبدور في ذهول في حين بدأت تحادثها بدور بصوت خفيض حاني: - أنا مش عايزة أسرق باباكي منك يا مايا زي ما انتي فاكرة صدقيني، أنا مريت بظروف بشعة اووي في حياتي ويمكن باباكي هو عوض ربنا ليا.
ابتعدت بدور عن مايا لتري الأخيرة انها كانت تبكي، تنهمر دموعها بعنف تغرق خديها نظرت لمايا في اسي تغمغم بقهر: - صدقيني يا مايا، أنا مش قادرة اوصفلك حتى بشاعة اللي حصلي من جوزي الاولاني، اترددت وخوفت كتير قبل ما اقبل بعرض باباكي، خوفت ليبقي زيه، قولت هعيش لولادي بس، حب الولاد وتعلقهم بيه هو اللي شجعني اني اوافق... مدت يديها تمسك بيدي مايا لتنظر مايا لها في شفقة ممتزجة بألم تنهدت تهمس بحرقة:.
- أنا مش عيزاكي تكرهيني يا مايا، يعلم ربنا أنا بحبك اووي، ودايما بحاول ابقي قريبة منك بس انتي بترفضي، انتي بتكرهيني يا مايا ابتعدت مايا عنها خطوتين للخلف تنظر لها مباشرة في اسي تنهدت بقوة تهمس لها بخفوت حزين: - أنا ما بكرهكيش، أنا بس مش متعودة حد يشاركني في بابا غير أنا وادهم بس، عندي إحساس دايم أنك جيتي عشان تسرقيه مني. حركت بدور رأسها بالنفي سريعا تهمس لها بتلهف:.
- ابدا والله يا مايا، وبكرة الايام تثبتلك اني عمري ما هبعده عنكوا ابداا، أنا بس نفسي نبقي أصحاب، مش هقولك اعتبريني زي مامتك، ينفع تعتبريني حتى صاحبتك أنا ما عنديش اصدقاء خالص في حياتي.. ابتلعت مايا لعابها تنظر لها ترددت للحظات قبل أن تتنهد تحرك رأسها بالإيجاب تبتسم في هدوء، لتسرع بدور في احتضانها من جديد تدمع عينيها من السعادة تهمس لها ممتنة: - بجد أنا متشكرة اوي يا مايا، شكرا ليكي.
ابتسمت مايا في هدوء بدور زوجة أبيها ليست سيئة كما ظنتها، فتحت بدور حقائب التي ابتاعتها لها تريها إياها في سعادة ترتسم على قسمات وجهها بينما في الأسفل تحديدا في مكتب حمزة، يجلس حمزة جوار أدهم امامهم الكثير والكثير من الأوراق، رفع أدهم وجه نظر لحمزة يتمتم مبتسما: - بس يا باشا دي كل الصفقات والمعاملات االي حصلت في الشركة الفترة اللي فاتت، ايه رأيك سديت جامد مكانك.
ضحك حمزة بخفة يصدم أدهم على رأسه برفق يردف ضاحكا: - طول عمرك سادد مكاني يا حمار مش جديدة اديني جيت اهو عشان ما تقعدش تولول سايبني مسحول في الشغل لوحدي انكمشت ملامح ادهم في اسي يغمغم متحسرا على حاله: - آه والله اتسحلت وأنا عريس حسبي الله ونعم الوكيل توسعت عيني حمزة في دهشة ليمد يده يقبض على تلابيب ملابس أدهم يرميه بنظرات حادة غاضبة يهمس متوعدا: - بتحسبن على مين يلا.
شخصت عيني أدهم من الصدمة زلت لسانه الصغيرة، ستؤدي إلى أن يزل عنقه من فوق رأسه، ابتلع لعابه يهمس مرتبكا: - ففففي الشغل طبعا يا باشا، أنا اقدر بردوا ضحك حمزة ساخرا يدفعه بعيدا عنه ليعود لمقعده من جديد، لحظات صمت قبل أن يلتقت حمزة برأسه من جديد له يسأله مبتسما: - صحيح أخبار جدتك واخوك ايه ارتسمت ابتسامة هادئة مطمئنة على شفتي أدهم يردف مبتسما:.
- الحمد لله، مراد ربنا هداه أنت عارف دا ما بقاش بيفوت فرض، ودلوقتي شغال في شركة عمي خالد... صمت للحظات قبل أن يضحك بخفة يردف من بين ضحكاته: - أما جدتي بقي لسه زي ما هي اي حد ببضايقها بالشبشب، مراد ما بقاش عنده وقت يقف في المحل قعدنا ساعتين أنا وهو نتحايل عليها انها تبطل تقف في المحل وهنجيب عامل يقف فيه، وهي رافضة رفض تام، آخر ما زهقت مننا قلعت شبشبها وقالت اللي هينطق هديله بالشبشب على بوقه.
انفجر حمزة في الضحك على ما قال، نظر لادهم يتمتم من بين ضحكاته: - والله جدتك دي ست عسل، ربنا يخليهالك توقفت ضحكات ادهم لتبقس ابتسامة كبيرة تزين ثغره حين مد يده يمسك بكف حمزة يقبله يهمس له بصدق: - ويخليك لينا يا بابا وما يحرمنا منك ابداا ادمعت عيني حمزة، ليعانق أدهم بقوة يربت على رأسه وظهره يهمس له في مرح حاني: - بس ياض بقي إنت عارف إن دمعتي قريبة وقلبي رهيف.
بعد قليل جذبهم من الداخل صوت ضحكات مايا وبدور نظر ادهم وحمزة كل منهما للآخر في عجب، قبل أن يتحركا للخارج، ليروا خالد الصغير ابن بدور يجلس على ارض المطبخ يضع صحن كبير فوق رأسه يدق على احد الاواني كأنه عازف طبول بمعلقتين من الخشب، مشهده جعل الجميع يضحك، عادا حمزة الذي توجه بانظاره ناحية مايا وبدور التي تقفان جوار بعضهما البعض في مشهد رائع يشبه أم وابنتها لترتسم على ثغره ابتسامة كبيرة يتنهد بارتياح.
في صباح اليوم التالي تحديدا في مستشفي الحياة، نظرت لينا في ساعة يدها لتجدها قد تجاوزت الثالثة عصرا، حملت حقيبتها تستعد للرحيل، خرجت من باب المستشفى حيث سيارتها بالخارج، توسعت عينيها في دهشة حين رأت سيارة خالد تصف بالخارج، خالد هنا، نزل هو من السيارة في اللحظة التالية توجه ناحيتها مبتسما يغمغم مبتهجا: - وحشتيني، سيبي العربية السواق هيروحها وتعالي اوصلك.
ابتسمت سريعا تحرك رأسها بالإيجاب لتتحرك بصحبته إلى سيارته جلست على المقعد المجاور له ليدير هو محرك السيارة ابتسم يسألها يثبت انظاره على الطريق: - ما سامحتيهاش مش كدة ابتسمت في هدوء فهمت عن من يتحدث فتنهدت تردف ببساطة: - السماح مش بالسهولة دي يا خالد، واللي هي عملته فيا ما يتنسيش... تبدلت ابتسامته باخري حزينة ليمد يده امسك بكف يدها يقبله يهمس لها مترفقا: - حقك عليا.
ابتسمت في هدوء تسحب يدها من يده تخللها في خصلات شعره، نظرت ناحية الطريق لمحة خاطفة لتقطب ما بين حاجبيها في دهشة، دقتت النظر للطريق ليس طريق عودتهم بأي حال من الاحوال التفتت له تسأله مدهوشة: - خالد احنا رايحين فين دا مش طريق البيت ابتسم تلك الابتسامة الماكرة التي تعرفها جيداا، حرك رأسه بالإيجاب التفت لها يغمزها بطرف عينيه ابتسم يهمس في خبث: - هخطفك.
توسعت عينيها في اندهاش بما يهذئ ذلك الرجل عن اي اختطاف يتحدث هو، التفتت بجسدها ترمش بعينيها في ذهول تنظر له في دهشة تصيح فيه: - خالد أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر، خالد وقف العربية وفهمني قلب عينيه في ملل لما لا تجاريه فقط، ماذا سيحدث ان اختطفها وكأنها لم يفعلها قبلا مرارا وتكرارا، اوقف سيارته على جانب الطريق التفت له بجسده ابتسم يردف في هدوء:.
- حبيبي انتي متعصبة ليه، هي اول مرة اخطفك، نبعد شوية عن مشاكل العيلة بنت المجانين دي، أنا وانتي وشالية الساحل غمزها بطرف عينيه في نهاية كلامه لتتوسع عينيها في دهشة، لا يمزح كانت تظنه يمزح، كيف ستستافر هكذا فجاءة، هي حتى لا تملك ملابس سوي التي ترتديها، حركت رأسها بالنفي تصيح فيه:.
- ما تهزرش يا خالد يعني ايه نسافر كدة فجاءة، حسام اللي فرحه بعد اقل من شهرين، ولينا وزيدان، ومامتك وشغلي، دا أنا حتى ما عييش هدوم يا خالد انتظرها إلى ان توقفت عن الصياح، ليقترب منها يكوب وجهها بين كفيه يحادثها مبتسما:.
- خلصتي صريخ، شنط هدومك فئ العربية دي أول حاجة، لينا ومعاها زيدان وخلاص مشكلتهم اتحلت، حسام كدة كدة هيقعد معانا في الفيلا، أنا سلمت الموضوع لمهندس ديكور هفتح الحناج الشرقي ليه، وامي معاها حسام والممرضين والخدم وحمزة وعمر وياسمين قريبين، الشهرين الجايين بتوعي أنا وانتي وبسس.
شهرين!، ردتتهم في نفسها بدهشة سيبتعدون عن البيت شهرين، ابتسمت رغم دهشتها، حقا اشتاقت لمفاجاءت خالد الغريبة وها هي على وشك خوض مغامرة منها، ابتسمت تهمس له ضاحكة: - إنت مجنون والله العظيم مجنون يا قلبي اسند جبينه على جبينها يتنفس عبيرها بشغف يهمس لها بخفوت عاشق:.
- أنا عاشق يا قلبي، فاكرة الكلام اللي قولتهولك زمان، لا تلوموا عاشقا ولا تنعتوه بالجنون، فلو أصابك العشق مثله لقضيت الليالي تهذي كالمحموم، فما فائدة العشق أن لم يتحلي بالجنون، فالعشق داءً وأنا بمعشوقتي مجنون.
ادمعت عينيها تحرك رأسها بالإيجاب مرة تليها أخري كأنها تخبره أنا لن أنسي ابدا كل همسة تخرج من قلبك يعرفها القلب قبل العقل، ارتمت بين أحضانه ليحاوطها بذراعيه لحظات طويلة من الصمت قبل أن يهمس لها بصوت خفيض عابث: - ابعدي يا بسبوسة بدل ما نتقفش فعل فاضخ زي بنتك الهبلة والواد زيدان يشمت فينا.
ضحكت لينا بخفة ابتعدت عنه تصدمه في صدره برفق ليغمزها بطرف عينيه يتمتم عابثا: ّ- كلها ساعات يا قلبي ونوصل لعشنا السعيد ضحكت عاليا تحرك رأسها يأسة من تصرفات خالد التي لن تتغير أبدا...
على صعيد آخر في جامعة لينا، انهت يومها الدراسي خرجت تستقل سيارتها متوجهة إلى مقر عمل زيدان، استعانت بالقمر الصناعي لتذكر طريق عمله، حين وصلت إليه ابتسمت في توسع تكافئ نفسها على انجازها الرائع، نزلت من السيارة متجهة للداخل تبحث عن مكتبه سألت أحد العساكر عن مكتبه ليدلها عليه، حاولت أن تدخل ليوقفها العسكري على باب غرفته اخبرته بهويتها، ليدخل هو إلى الغرفة وقفت تنتظر خارجا لحظات فقط ورأته يهرع إلى خارج الغرفة وقف امامها يسألها قلقا:.
- أنتي كويسة حصلك حاجة، ابتسمت في خفة تحرك رأسها بالنفي ليتنهد بارتياح، امسك كفها يجذبها معه لداخل الغرفة، يغلق الباب عليهم، ترك كفها ليحاوط وجهها بكفيه نظر لمقلتيها يهمس لها قلقا: - وقعت قلبي في رجليا لما عرفت أنك برة، انتي كويسة بجد، المفروض لسه عندك محاضرة.
ابتسمت تشعر حقا بالسعادة حين تراه قلقا عليها، ذلك الشعور اللذيذ الذي يداعب خلايا قلبها برفق، رفعت يدها تزيح كفيه لتحاوط عنقه بذراعيها ابتسمت تهمس له: - المحاضرة اتلغت قولت اعملك مفاجأة، وحشتني.
ما إن نطقت جملتها حتى عاد يلحم ثورة مشاعره الهائجة، عادت غيمات عشقه لترعد سماءه تصرخ بعشقه إلا محدود، وتنير ملقتيه ببرق الحب، التحمت ثورته مع حبات البندق يدمج عشقه بعشقها للحظات خارج حدود الزمان والمكان، ابعدته عنها تصدمه في صدره تنهره حانقة: - ولو حد داخل يا زيدان باشا المنحرف أنت ضحك عابثا على ما قالت، ليمسك بكف يدها يتوجه بها إلى الأريكة في مكتبه تركها تجلس عليها وقف امامها يتمتم مبتسما:.
- هجبلك عصير مش هتأخر.
تحرك لخارج المكتب سريعا ظلت تتابعه بعينيها، نظرت حولها إلى غرفة مكتبه، تحركت من مكانها إلى كرسي مكتبه الذي يجلس عليه، جلست فوقه تنظر لاسمه المنقوش على لوح من الخشب موضوع فوق المكتب حملته بين يديها تنظر له تبتسم تتنهد حالمة، التقطت هاتفه الموضوع فوق سطح المكتب، بالطبع تعرف رقمه السري فتحته تعبث فيه بضع لحظات، قبل ان يدق الهاتف في يدها ويظهر اسم انجليكا مكتوب مكتوب بالعربية وجواره قلب باللون الأحمر وعلامة اللانهاية استشاطت مقلتيها غضبا، من الاسم فقط تنفست بعنف فتحت الخط تضع الهاتف على اذنها لتسمع الحية الشقراء تصيح فرحة:.
- zedan How are you، l miss you so much، zedane , do you hear me، hello، zedane.
زفاف رائع بكل ما تعنيه الكلمة من معني الموسيقي الضحكات الصور، يتلقون المباركات السعيدة من الجميع كل ذلك لا يهم، ما يهمه حقا أنها باتت اخيرا وبعد طول انتظار زوجته!، الكلمة فقك طارت مع انغام قلبه إلى لا نهائية العشق، لا يصدق متي انتهي ذلك الزفاف، ليحملها بين ذراعيه يتوجه بها إلى غرفتهم في منزل والده حيث أولي ليالي عشقهم، ما إن دخل إلى الغرفة انزلها أرضا ليقبل جبينها كوب وجهها بين كفيه تلمع عينيها عشقا يهمس لها بشغف:.
- اخيرا بقيتي مراتي اخيرا، بحبك اوي يا سارة.
ابتسمت له في خجل تخفض رأسها لأسفل تحرك رأسها بالإيجاب، لفها بذراعيها يعانقها بقوة يغرزها داخل صدره يدخلها دوامة عشقه للمرة الأولى، وبعد أن كان ما كان وسكتت شهرزاد عن الكلام الذي لا يقال اضطجع حسام بجسده على الفراش يبتسن سعيدا اليوم تزوج من اختارها قلبه، يشعر أنه يعيش في حلم وردي سعيد حانت منه التفاتة خاطفة إلى فراشه ليقطب جبينه في عجب، ابتعد عن فراشه ينظر لسطحه النظيف ليقطب جبينه متعجبا مدهوشا أين، أين هي، أين تلك القطرات الثمينة المقدسة، انتفض يزيح الغطاء كاملا ينظر لسطح الفراش كاملا في صدمة، لا شئ التفت خلفه على صوت الباب ليجد زوجته تخرج من المرحاض توا تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة، اتجه ناحيتها يقبض على رسغ يدها جذبها ناحية الفراش يشير بيده إلى سطحه يتمتم محتدا:.
- ايه دا يا سارة هانم؟! نظرت له مذعورة لتنظر لما يشير أدمعت عينيها تحرك رأسها نفيا هي حقا لا تعلم، شهقت في ذعر حين قبض بأصابعه على ذراعيها يهزها بعنف يصرخ فيها بجنون: - يعني ايييييه، كنت بقول جوزها اللي هيلبس المشاريب اتاريني أنا اللي هلبس المشاريب، أنا هقتلك هموتك.
حركت رأسها نفيا تبكي مذعورة تريد فقط فرصة لاخباره ولكنه رفض حتى الإستماع دفعها هو ناحية الفراش يقبض بيديه على عنقها عينيه سوداء لا يري فيها سوي العذاب، يقسم على الثأر لشرفه بإزهاق روحها.
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وخمسة وعشرون
- هقتلك يا سارة، أنا هموتك، هقتلك، هقتلك حسام حسام أنت يا ياض رد عليا.
شهق بعنف وكأنه كان يغرق في بحر من الافكار السوداء كاد يموت غرقا فيها لولا أن انقذه أحدهم قبل لحظة النهاية ابتلع لعاه الجاف ارتجف جسده لينظر لشاشة التلفاز أمامه، كان يشاهد احدي الافلام العربية القديمة، مشهد زفاف وقتل العروس لأنها آثمة كما ظنوا بها الظنون، لا يعرف ماذا حدث بعدها هل نام وما رآه كان حلم لا يتذكر أنه غفي ربما هي هلاوس احلام يقظة تأثر فيها بلقطات ذلك الفيلم الغريب، تسارعت أنفاسه يلهث بعنف وضع يده علي صدره يشعر بدقات قلبه تتضارب داخل قفصه الصدري، حلم كان يحلم او ربما يهذي، تنفس بعمق يحاول أن يهدئ التفت برأسه جواره حين سمع جدته تهمس له قلقة:.
- مالك يا حسام أنت كويس يا ابني، اكلم أبوك ابتسم لها في شحوب يحرك رأسه بالنفي سريعا، امسك كف يدها يقبله يهمس لها في هدوء زائف: - لا ما فيش داعي أنا بخير الحمد لله، هطلع اخد دش حاسس اني غرقان في عرقي.
قبل رأسها، قبل ان يتحرك لأعلي حيث غرفته، مر في طريقة علي الجناح الشرقي والاصوات المزعجة القادمة منه نتيجة هدم الحوائط الفاصلة بين غرفه ابتلع لعابه مرتبكا حين تذكر أن كاد يخنقها بيديه، ليتوجه إلي غرفته سريعا يبحث عن هاتفه، طلب رقم زيدان مرة واخري واخري دون رد، القي الهاتف علي الفراش بعنف يتحرك في الغرفة بغير هدي يشد بيديه علي خصلات شعره وقف فجاءة في منتصف الغرفة يتنفس بعنف يحادث نفسه حانقا:.
- ما تهدي كدة يا حسام في ايه دا حلم هلاوس من الفيلم المتخلف اللي كنت بشوفه، ايوة صح بعد فيلم سوبر مان حلمت أن أنا بطير بالفانلة الحمالات، حلم هلاوس حلم مالهوش معني، أنا هروح لزيدان... توجه سريعا الي المرحاض ليغتسل ويبدل ثيابه متوجها إلي منزل صديقه.
- لينا استني يا لينا يا لينا.
همس بها زيدان حانقا يحاول اللحاق بزوجته التي يكاد يقسم أنها لو اشتركت في مسابقة العدو لفازتها فقط وهي تمشي، منظره أمام الجميع بائس وهو يحاول اللحاق بزوجته المصون التي اندفعت لخارج المكتب ما أن رأت اسم انجيلكا علي سطح الشاشة، أسرع في خطاه ليمسك برسغ يدها حاولت نزع يدها من يده كادت أن تصيح فيه أن يتركها لولا تلك الأعين التي تنظر لهم في استنكار لذلك شدت علي أسنانها تهمس له بصوت خفيض غاضب:.
- سيبني احسنلك بدل ما اعملك فضحية في القسم اقترب منها أكثر حتي سحق تلك المسافة الضئيلة التي ينتفس منها الهواء، نظر حوله سريعا ليعاود النظر إليها يهمس لها حانقا: - يا لينا ما ينفعش اللي بتعمليه دا، مجرياني وراكي في القسم، هفهمك كل حاجة والله بس تعالي معايا المكتب.
ضيقت حدقتيها ترميه بنظرات حادة غاضبة تنهش الغيرة حدقتيها الحية لازالت تسعي خلفه ستريهما معا من هي ابنة عائلة السويسي، نزعت يدها من يده بعنف ترفع رأسها لأعلي في إباء تحركت عائدة إلي غرفة مكتبه، ليتنهد تعبا يهمس في نفسه: - مجنونة قسما بالله.
تحرك عائدا لغرفة مكتبه دخل إليها ليراها تقف في منتصف الغرفة تحرك ساقها اليسري بسرعة تعبر عن غضبها تكتف ذراعيها أمام صدرها تنظر له وكأنه وغد دنئ حاول سرقة حقيبتها الجديدة، ابتسم ساخرا ليتحرك إليها أمسك ذراعيها بين كفيه بهدوء يحادثها: - يا لينا يا حبيبتي مش أنا اللي مسجل اسمها علي الموبايل ومخدتش بالي خالص من حكاية القلب دي صدقيني.
فكت عقدة ذراعيها تبعد يديه عنها اقتربت منه تضيق عينيها شرزا قبضت علي تلابيب ملابسه تهمس له حانقة: - دي حاطة قلب أحمر وعلامة لا نهاية، حب للأبد يا زيدان باشا.
رفع حاجبه الأيسر ينظر لكف يدها الذي يقبض علي تلابيب ملابسه مستهجنا ما تفعل ارتفع جانب فمه بابتسامة خبيثة ليتحرك للامام وهي تقبض علي تلابيب قميصه توترت حدقتيها للحظات مما فعل قبل أن تحمحم بعنف تحاول إستعادة ثباتها الغاضب نظرت لحدقتيه الماكرة حين مال برأسه يهمس لها جوار اذنها متوعدا: - سيبي القميص بدل ما نتمسك فعل فاضح جوا القسم.
احمرت عينيها غضبا هل هذا وقت وقاحته لا ابدا هي غاضبة وستظل كذلك تركت قميصه بعنف تحركت لتغادر المكان تتمتم حانقة: - أنا غلطانة اني سمعت كلامك وجيت معاك المكتب... تحرك سريعا يلحق بها قبل أن تغادر امسك برسغ يدها يجذبها إليه التفتت له تنظر لحدقتيه في غيظ في حين صاح هو حانقا:.
- لينا بطلي شغل العيال دا واسمعيني المفروض يبقي في بينا ثقة اكتر من كدة، أنا حلفتلك أن مش أنا اللي سجلت اسمها وماخدتش بالي اصلا من موضوع العلامة والقلب، اعمل ايه تاني عشان تصدقي.
صمت ينتفس بعنف، نظرت لوجهه تعلم أنه صادق ولما سيكذب من الأساس ولكن ما يغضبها حقا أن تلك الحية لازالت علي اتصال به إلي الآن، لما، ألم ينتهي كل شئ، وتبدد خلافهما للأبد لما لا تزال الحية تتواصل معه، توجهت ناحية مكتبه تمسك بهاتفه اشهرته أمام وجهه علي اسم انجيلكا تصيح في غيظ:.
- ماشي أنا مصدقاك مش أنت اللي مسجل الاسم، ممكن أعرف بقي ليه ست انجليكا هانم لسه بتتصل بيك لحد دلوقتي، أنا مراتك ومن حقي اعرف جوزي بيكلم الهانم دي ليييه زفر أنفاسه حانقا من عنادها اقترب منها يقف أمامها من جديد رفع سبابته امام وجهه عقد ما بين حاجبيه يتمتم محتدا: - وطي صوتك يا لينا احنا بتناقش مش بنتخانق... صمت يتنهد بعمق قبل أن يردف في هدوء:.
- أنا وانجليكا بقالنا فعلا شهور ما بنتكلمش من ساعة ما رجعت روسيا وأنا ما حاولتش اتواصل بيها بأي شكل من الأشكال وما اعرفش حتي هي متصلة بيا دلوقتي ليه... اولاها ظهره يدس يديه في جيبي سرواله يغمغم في سخرية: - المفروض يبقي في ما بينا ثقة عن كدة يا لينا، مش معاملة الزوج الخاين اللي اتقفش بالجرم المشهود.
زفرت أنفاسها في غيظ ماذا تقول له كدت أن اتميز غظيا فقط من رؤية اسمها صوتها المائع وهي تصيح باسمك يشعل دماء الغيرة في عروقي يدفعني لتمزيق عنقها ونزع لسانها من مكانها لتتوقف عن نطق اسمك، تنهدت قبل أن تتحرك ناحيته التفت حول مكتبه لتصل إليه وقفت أمامه مباشرة تنظر إليه فحين تحاشي هو النظر إليها، ابتسمت في خبث لتضع رأسها علي صدره تهمس له في هدوء ناعم: - أنا بغير عليك يا زيدان ومن حقي اغير علي جوزي.
رفع حاجبيه في سخرية ابتسم في خواء يحادثها: - دي مش غيرة يا لينا دي قلة ثقة، في فرق كبير اوي بينهم تنهدت حانقة من عناده رفعت رأسها له تنظر لقسمات وجهه الغاضبة عينيه التي ترفض النظر إليها أنفاسه الحادة المتسارعة كانت علي وشك قول شئ حين انفتح الباب فجاءة ودخل حسام! منه توسعت عيني حسام ما أن رآهم ليصيح غاضبا:.
- يا نهار ابوكوا أسود دا التار ولا العار بقي، قولت تيجوا القسم وتتمسكوا فيه، بدل ما تتقفشوا برة ومشوار وعطلة ابتسم زيدان ساخرا في حين انتفضت لينا بعيدا عن زيدان تنظر لاخيها حانقة اقتربت منه ابتسمت تردف في استفزاز ساخر: - مالكش دعوة يا حقود وبعدين إنت ازاي تدخل من غير ما تخبط علي الباب وفين العسكري اللي واقف برة.
اغتاظ حسام منها ليخطو تجاهها امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف يحركها للأمام وللخلف يتمتم في غيظ: - يا بجحة يا شبر ونص، لو انتي مرات الواد دا بقالك سنة بالكتير فأنا صاحبه من خمس سنين كل اللي في القسم هنا يعرفوني، يعني أنا ارميكي برة لو عايز اطاحها ناحية زيدان ليمسك بها الأخير سريعا قبل أن تسقط التقت أعينهم للحظات اسبلت جفنيها تنظر له برقة قبل ان يشيح بوجهه عنها ينظر لحسام يحادثه حانقا:.
- حسام بطل هزار البوابين بتاعك دا اشار حسام بسبابته ناحية لينا باشمئزاز يتمتم بترفع: - طلع السحلية دي برة عشان عاوزك في كلمتين لوحدنا.
توسعت عيني لينا في غيظ احمرت حدقتيها غضبا كادت أن تخلع حذائها ذو الكعب الرفيع وتدق رأسه به، الا انها تذكرت انها ترتدي اليوم حذاء أرضي دون كعب مناسب للذهاب للجامعة فمن سترتدي حذاء طو كعب رفيع وهي في طريقها للجامعة، كورت قبضتها في غيظ تتوعد له فئ نفسها، سمعت في تلك اللحظة صوت زيدان يحادثه: - خد اختك واستنوني في العربية هودي الملف دا لخالي محمد واجي.
تحرك هو أولا يجذب سترته وهاتقه ظلت للحظات تقف تنظر في اثره غاضبة منه ومن نفسها، تحرك حسام ناحيتها يحادثها: - يلا يا لينا.
التفتت له تبتسم في خبث حركت يدها علي رقبتها وكأنها تتوعده بالقتل توجست نظراته مما فعلت خاصة حين تحركت تمشي أمامه في هدوء تام وكأنها لم تفعل شيئا توجه حسام لسيارته في حين انتظرت هي زوجها العزيز الغاضب في سيارته، لحظات ورأته يتوجه إلي السيارة، استقل المقعد المجاور لها ادار محرك السيارة ليتمتم بجملة واحدة قبل أن يغادرا: - علي فكرة خالي خد اجازة وخد ماما وسافروا الساحل.
توسعت عيني لينا في دهشة تبتسم رغما عنها والدها لن يتغير ابدااا.
بعد طريق طويل وصلت سيارتهم أخيرا إلي منزل الساحل، ذلك المنزل الصغير الذي جمع خيوط عشقهم منذ عودتها إليه من جديد أوقف السيارة ينظر لوجهها وهي نائمة يبتسم، قلبه يخفق بعنف، سنوات مرت بسرعة البرق لما يجب أن يركض العمر بتلك السرعة، تنهد يمسح بكفه علي حجابها، نزل من السيارة ينزل الحقائب يدخلهم إلي البيت، أضاء المنزل المظلم ليعود إليها من جديد يمسح علي وجهها برفق يحادثها هامسا:.
- لينا، اصحي يا حبيبتي، لينا اطلت عليه بينوبع مياة عشقه تبتسم له ناعسة تثأبت تسأله بصوت متحشرج ناعس: - وصلنا؟
حرك رأسه بالإيجاب يبتسم لها، لتقبل وجنته فتحت الباب المجاور لها تنزل من السيارة كادت ان تدخل الي المنزل حين جذب عينيها مشهد غروب الشمس وهي تسقط علي موج البحر عادت إدراجها وقفت علي رمال الشط خلعت حذائها تستشعر موج البحر يداعب قدميها، نظرت حولها لا أحد من الجيد أن المكان فارغ الآن مدت يدها تنزع حجاب رأسها تسدل خصلات شعرها لتبتسم تنظر لضوء الشمس عند غروبها لتمسك بخصلة حمراء من شعرها تشبه شمس الغروب، اجفلت حين شعرت به يلف ذراعه حول كتفيها اسندت رأسها الي صدره ينظران معا لغروب الشمس، تنهدت تهمس له:.
- شكرا أنك موجود في حياتي يا خالد ابتسم لها يشدد من احتضانها لصدره هي تنظر لها تنهد بحرارة يهمس لها: - شكرا انك كل حياتي يا لينا.
التفتت له ليصبح وجهها مقابلا له ينظر لعينيها وتغوص في مقلتيه تسبح معه بين أمواج العشق وشمس الغروب تلون امواجهم بلهب القلب النابض عشقا حتي النهاية، ابتعدت عنه تتحرك ناحية المياة التي لامست ركبتيها انحنت قليلا تنظر له تبتسم في براءة لتقذفه فجاءة بالماء صدحت ضحكاته العالية ليتحرك إليها يحملها بين ذراعيه فجاءة يردف من بين ضحكاته المتشفية: - بترمي عليا ماية دا أنا هعملك طعم اصطاد بيه السمك.
ضحكت عاليا تتعلق بعنقه هنا بين امواج ضحكاتهم لا نهاية لها.
حين وقفت السيارة في حديقة منزل زيدان نزل منها دون كلمة واحدة، استشاطت غضبا من تجاهله، نزلت تلحق بهم لتجد شقيقها يقترب منه همس له ببضع كلمات لم تسمعها في حين حرك زيدان رأسه بالإيجاب نظر ناحية لينا يحادثها في هدوء جاف: - حضرلينا العشا علي ما اتكلم مع حسام رفعت حاجبها الأيسر مستهجنة ما يقول كتفت ذراعيها أمام صدرها تتمتم ساخرة: - امرك يا سي السيد.
التفت ترحل غاضبة في حين ابتسم زيدان يأسا، امسك بيد حسام دخل معه إلي حجرة مكتبه، تهاوي حسام علي اول أريكة قابلته يخفي وجهه بين كفيه نظر زيدان له قلقا جلس جواره يربت علي ساقه يسأله: - مالك يا ابني فيك، احكيلي.
رفع حسام وجهه ينظر لصديقه بأعين شاردة خائفة متوترة تنهد بعنف يزفر أنفاسه الجاثمة علي قلبه تتغلغل فيه كالنيران حين تأكل اللحم الحي، عاد يزفر مرة واخري واخري وكأنه يحاول أن يهدئ، ابتلع لعابه يغمغم فجاءة: - هحكيلك بس ما تقاطعنيش حرك زيدان رأسه ليبدأ حسام يسرد عليه ما رآه في حلمه او في هلوسته، هو حقا لا يعرف ماذا حل به، انهي كلامه ينظر لصديقه متوترا في حين ضحك زيدان رغما عنه يردف بذهول من بين ضحكاته:.
- حسام أنت بتهزر صح كل اللي أنت فيه دا، بسبب تخاريف حلم من فيلم عربي قديم هنا هب حسام واقفا يفرك يديه تارة يجذب بها خصلات شعره تارة بتحرك بلا هدي في انحاء الغرفة تارة وقف فجاءة ينظر ناحية زيدان لينفجر صائحا يخرج ما يجيش بقلبه من قلق:.
- يا زيدان افهمني وبطل ضحك، أنا خايف، خايف علي سارة مني، أنت عارف اني بعاني من النوبات اللي بتجيلي، مش عارف ليه أنا حلمت الحلم دا ولا افتكرت الموقف دا أنا كنت نسيته تماما، أنا واثق أن سارة ما تغلطش، مش كدة يا زيدان سارة ما تغلطش الغلطة دي صح.
تفهم زيدان خوف صديقه في تلك اللحظة كم شعر بالندم لأنه استعان به هو تحديدا لو كان فقط يعلم بأنه سيكون هو زوجها لما استعان به أبدا، هو من ادخل الشك لقلب صديقه دون قصد منه ابداا، وقف اقترب من حسام وضع يده علي كتفه يحادثه برفق:.
- اهدا يا حسام، الموضوع مش اكتر من حلم هلاوس بيحاول الشيطان يزرعها في عقلك، عشان ينكد عليك فرحتك، أنت واثق قبلي أن سارة شخصية حساسة وبريئة وبيور ما تعملش غلطة زي دي أبدا، ما تخليش الشيطان يلعب بعقلك يا صاحبي...
تنهد حسام بعنف يمسح وجهه بكفي يده يحرك رأسه بالإيجاب دون توقف يؤكد علي كل كلمة قالها صديقه يطرد بها وساوس شيطان اقتحم عقله ليؤرق نومه ويزرع الشك في قلبه، في اللحظة التالية كانت تفتح لينا باب غرفة المكتب بعنف نظرت لهما معا تضيق عينيها تحاول أن تعرف فيما كانا يتحدثان رسمت ابتسامة صفراء علي شفتيها تغمغم ساخرة: - العشا يا سي زيدان.
ضحك حسام رغما عنه في حين ابتسم زيدان ساخرا، ربت علي ظهر حسام الواقف جواره يحثه علي التحرك معه لغرفة الطعام اخفض صوته يهمس له ساخرا: - خد بالك هتلاقيها حاطلنا سم في الأكل.
توسعت عيني حسام في توجس لا يستبعد أن تفعل شقيقته المجنونة ذلك توجهوا جميعا إلي غرفة الطعام قبل أن يصل زيدان اتاه اتصال من محمد وقف في صالة المنزل يجيبه، تقدم حسام لصالة الطعام لمح لينا تضع شيئا علي المعكرونة التي في طبقه هو!، عض شفتيه متوعدا لها، دخل إلي الغرفة في هدوء كأنه لم يري شيئا، ابتسمت لينا له ببراءة خبيثة جلس في مقعده كادت أن تجلس حين شهقت فجاءة تتمتم: - نسيت السلطة.
هرولت لخارج الغرفة ابتسم حسام في خبث لا يقل عنها مثقال ذرة أبدل طبقها بطبقه، لحظات والتف الجميع حول المائدة ابتسمت لينا في انتصار تغمغم بخيلاء: - باستا بالوايت صوص واستيك بالمشروم صوص وسيزر سلاد ابتسم حسام ساخرا يعدل ما تقول بطريقته: - مكرونة ناية ببشاميل خفيف ما يبتلعبش ولحمة نص سوا عليعا مشروم محروق، وطبق سلطة عليه صدر فرخة بايتة.
ختم كلامه بابتسامة كبيرة صفراء مستفزة لتطحن لينا أسنانها في غيظ تنظر له بتشفي الآن فقط ستنتقم من شقيقها الاحمق علي إهانته وسخريته منها، جلست تأكل من طبقها باستمتاع تختلس النظرات إليه بين لحظة واخري تنتظر إلي أن تظهر علامات الألم علي وجهه، لكن بدلا من ذلك بدأت تشعر هي بألم غريب غير مبرر يطحن امعائها نظرت ناحية شقيقها لتري ابتسامته المتشفية غمزها بطرف عينيه يهمس لها ساخرا: - تعيشي وتاخدي غيرها.
سبته لينا بغيظ لتهرول إلي خارج الغرفة إلي المرحاض قطب زيدان جبينه قلقا نظر لحسام يسأله: - هو في ايه، ايه اللي حصل تحرك حسام من مكانه يمسك بطبق الطعام الموضوع أمام لينا توجه به إلي سلة المهملات في يلقي ما فيه داخلها نظر لزيدان يتمتم ضاحكا في تشفي:.
- لينا هانم كانت حطالي ملين في الأكل فأنا بدلت طبقي بطبقها، وضع الطبق علي الطاولة من جديد اخرج قلمه من جيب سترته يبحث عن ورقة صغيرة إلي أن وجد واحدة خط عليها اسم نوع دواء معين أعطاه لزيدان يغمغم مبتسما: - اتصل بأي صيدلية خليهم يجبولك البرشام دا ليها، أنا ماشي يا صاحبي سلام.
رحل حسام في هدوء تام وكأنه لم يحدث كارثة، سريعا كان يطلب حسام اقرب صيدلية له يخبرهم باسم الدواء، صعد لأعلي يبحث عنها دخل الي غرفتهم ما ان خط داخلها رآها تخرج من باب المرحاض وجهها شاحب تمسك تبسط يدها علي معدتها هرول إليها سريعا لترتمي علي صدره تأن من الألم، مسح علي رأسها بخفة يهمس لها قلقا: - دقايق والعلاج هيجي، حد يعمل الجنان دا بردوا يا لينا.
تأوهت من جديد من ألم امعائها الطاحنة، شدت علي أسنانها تهمس له في غيظ: - كنت عايزة انتقم منه عشان اتريق عليا. في القسم وفضل يمطوح فيا ولا كأني لعبة وكان هيوقعني.
ضحك زيدان يأسا يمسح علي شعرها برفق كاد أن يقول شيئا الا أنها دفعته تسرع للمرحاض من جديد، في تلك اللحظات دق جرس الباب نزل زيدان سريعا يأخذ الدواء من عامل التوصيل التابع للصيديلة صعد إليها ليراها تخرج من المرحاض مرة أخري، قدم لها قرصين وبعض الماء، ارتشفتهم بوهن لتسقط علي صدره من جديد دقائق وشعر بأنفاسها تنتظم، لينا نامت وهي واقفة تسند رأسها علي صدره، حملها برفق يتوجه بها الي الفراش وضعها يجذب الغطاء يدثرها به في الصيف!، تسطح جوارها يشتم حسام في سره كلما تشنجت قسمات وجهها من الألم.
لما تمر الأيام السعيدة بسرعة الضوء سرعة فقط تحسبها ولا تشعر بها تلفك بالكامل تغرقك داخل امواجها، يقال أن العقل البشري يتمتع بقدرة مذهلة علي الاحتفاظ بالذكريات السيئة بكافة تفاصيلها المزعجة وتبقي ذكرياتنا السعيدة ومضة صغيرة تظهر في فلاش كاميرا قديمة لصورة فتاة تضحك، قناة ذات أعين زرقاء وشعر أشقر يحمل ألوان الشمس من شروقها إلي الغروب، علي شط البحر الهادئ امامهم جلست لينا تفرد ساقيها امامها في حين يتسطح خالد علي الرمال الرطبة يضع رأسه علي قدميها تخلل خصلات شعره بأصابعها خرجت تنهيدة حارة من بين شفتيها تهمس له مبتسمة:.
- الأيام بتجري بسرعة أوي فاضل أسبوع علي فرح سارة وحسام، لازم نرجع يا خالد ما ينفعش نرجع ليلة الفرح... ابتسم يحرك رأسه بالإيجاب يوافقها علي ما تقول ليغمغم مبتسما في هدوء: - بكرة يا حبيبتي هنرجع.
زفرت بارتياح اخيرا وافق علي العودة رغم أن الأيام الماضية كانت حقا لا تنسي تقسم أنها من أسعد أيام حياتها، ارتسمت ابتسامة حنين علي شفتيها حين مر أمام عينيها ذكري قديمة للغاية خرجت ضحكة مرحة من بين شفتيها فجاءة ليقطب ما بين حاجبيه يتمتم مبتسما: - ضحكيني معاكي طيب حركت رأسها تتمتم مبتسمة: - فاكر لما كنا بنسافر زمان المصيف وما كنتش بترضي تخليني آكل في الطريق.
ارتسمت علي شفتيه هو الآخر ابتسامة حنين حين مرت تلك الذكري أمام عينيه همهم يردف مبتسما: - ايوة عشان كنتي بترجعي وبتتصفي في الطريق، كنتي طفلة مقرفة، بترجعي عليا أنا بس، دا أنا كنت بسافر بأعفن هدوم عندي بسببك انفجرت في الضحك حتي أدمعت عينيها من الضحك ليعتدل هو جالسا جوارها يشاركها في الضحك، لتردف من جديد من بين ضحكاتها:.
- طب فاكر مرة واحنا صغيرين لما خرجت من باب المدرسة وما لقتكش وجت ست غريبة قالتلي انتي بتدوري علي مين، قولتلها اسمك قالتلي ايوة ايوة دا مستنيكي علي اول الشارع تعالي معايا.
عض علي شفتيها غاضبا حين مرت أمام عينيه تلك الذكري الحمقاء كانت ستذهب ببساطة مع احدي خاطفي الأطفال لولا أنه رآها مصادفة صاح باسمها لتتركها السيدة وتركض قبل أن يلحق بها، نظر للينا التي تجلس جواره تضحك ليمد يده يمسك بطرف اذنها يتمتم في غيظ: - قايلك بدل المرة عشرة ما نروحش مع اي حد يقولك تعالي اوديكي لماما، لو ما كنتش شوفتك ساعتها يا عالم كان هيحصل ايه.
ضحكت تبعد اذنها عن يده كانت طفلة صغيرة بلهاء سهل خداعها، هدأت من سيل ضحكاتها قليلا تحاول التقاط أنفاسها صمتت للحظات قبل أن تصفق بيديها حين تذكرت احدي ذكرياتها من جديد لتتمتم في حماس: - طب فاكر لما عمو محمود ضربك عشان كنت ساقط في الامتحان وزورت امضته علي الشهادة ضيق عينيه ينظر لها شرزا مسح وجهه بكف يده يردف حانقا: - ما خلاص يا لينا ايه حقيبة الذكريات العرة اللي فتحتيها فجاءة دي.
ضحكت علي غيظه لتمد يديها تقرص خديه بأصابعها تبتسم في براءة تردف وكأنها تحادث طفل رضيع: - حبيبي يا ناس بيتضايق من ذكرياتنا السعيدة - سعيدة دي تبقي خالتك غمغم بها في برود يبتسم في براءة، لتضيق حدقتيها تنظر له مغتاظة توسعت ابتسامة الخبيثة حان وقته هو ليتولي دفة الذكريات ابعد يدها عن وجهه يتمتم في خبث:.
- طب فاكرة لما كانت بتقع سنانك وتحطيها تحت المخدة قال ايه ال جنية الاسنان هتيجي تاخدهم وتديكي فلوس، وكنتي بتكتبيلها علي ورقة ( خدي سنة الجاموسة وهاتي فلوس اجيب عروسة ) يا جاموسة ختم كلامه بضحكة عالية صدحت من فمه اهتزت لها احباله الصوتية بالكامل في حين أحمر وجهها هي غيظا تحاول الا تضحك علي ما كانت تفعل وهي صغيرة كورت يدها تصدمه علي ذراعه بعنف تصيح فيه: - بس يا خااااالد.
هدأت ضحكاته يضع يده قرب فمه كأنه يخبرها ها أنا توقفت عن الضحك، صمت للحظات أخري قبل أن تتسع ابتسامته يردف ساخرا: - طب فاكرة لما كنا مسافرين كلنا في أسوان وفضلتي واقفة ساعة تعيطي عشان عايزة تلوني جدران المعبد بألوان خشب، ولا لما كنا بنشتري هدوم وفجاءة اختفيني وقلبنا عليكي الدنيا وفريدة تصوت وامي تعيط وفي الآخر ونلاقيكي قاعدة في محل الكشري اللي قدام محل الهدوم بتضربي كشري عادي ولا بتعزمي عليا كمان.
صااااحت من الغيظ من سيل ذكرياتها المقززة، اندفعت ناحيته تضع كفيها سويا علي فمه تصيح فيه حانقة: - بس خلاص بسسس، ما فيش ذكريات تاني تتقال وبعدين الكشري كان ريحته حلوة وانتوا عمالين تقولولي لما نخلص شرا هدوم نبقي نروح ناكل.
صدحت ضحكات خالد العالية ليسقط علي ظهره أرضا يضحك بعلو صوته حتي بدأ يسعل توقف عن الضحك يحاول تنظيم أنفاسه نظر لها وهي تجلس جوارها تكتف ذراعيها غاضبة خصلات شعرها تتطاير حوله دعاها إلي أحضانه مبتسما جذب يدها برفق لتسقط رأسها علي صدره ابتسمت تغمض عينيها في راحة في حين تنهد هو بعمق يهمس لها: - كل ذكري من الذكريات دي كانت نفس عيشت عليه في غيابك يا لينا، ربنا ما يحرمني منك ابداا.
دعت بالمثل لتغرق رأسها في صدره يشاهدان الشروق وهو يضئ بنوره علي المكان يشرق بشمس عشق جديدة.