رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثمانون
وقفت سيارة الاجري أمام احدي الفنادق الفاخرة القريبة من المطار نزل زيدان اولا يعطي للسائق نقوده لتلحق به انجليكا سريعا، وقفت جواره تشبك أصابع كفها تحتضن أصابع كفه ليزفر يآسا من تلك العلكة التي تلتصق به كاسمه، توجه معها للداخل الي حيث موظف الاستقبال يحجز لها غرفة، أخذ الورقة من موظفة الإستقبال يملئ ما فيها من بيانات فارغة من خلال جواز سفرها الذي بيده، أعطاها الورقة ليخرج من حافطته الجلدية بطاقته الإئتمان الخاص به دفع أعطاها للموظفة لتناولها له بعد لحظات ومعها مفتاح الغرفة، التفت لانجليكا يتمتم بفتور:.
- أنا حجزلتك أوضة في الفندق هنا، مفتاحها اهو، عن إذنك وضع المفتاح في كف يدها تجاوزها ليغادر لتشهق هي سريعا هرولت خلفه سريعا تتعلق بذراعه تسأله مذعورة: - أنت روح فين زيدان... تأفف حانقا من تلك الكماشة التي احكمت حصارها حول حياته بأكملها ليبعد يدها عن ذراعه ابتسم دون مرح يغمغم في جفاء:.
- عندي مشواير مهمة يا انجليكا ومش هينفع اخدك معايا، وعشان تكوني عارفة، العلاقة الغريبة اللي بينا دي هتنتهي مجرد ما نرجع الغردقة، عن إذنك دون كلمة أخري استدار وغادر دون أن يعطيها حتي فرصة للحديث، وقفت تنظر في اثره لحظات تكسو مقلتيها الألم، هبطت دمعة صغيرة من عينيها تتحرك إلي غرفتها يدوي في رأسها صوت حبيبها السابق وهو يصيح فيها.
« stop doing that angelica you re sticking to me like a gum I can t even breathe away from you، i m really bored of it، i finally want ang» -توقفي عن فعل ذلك انجليكا أنتي تلتصقين بي كالعلكة لا أستطيع حتي التنفس بعيدا عنك، لقد مللت حقا من ذلك، أنا أرغب في النهاية انج-.
فتحت باب غرفتها بمفتاحها الخاص دخلت الي الغرفة تجر قدميها ارتمت بجسدها إلي الفراش تنظر إلي سقف الحجرة لتتساقط قطرات دموعها تغرق وجهها اشتاقت حقا لحبيبها الأول «ماكس» حنانه الذي كان يغرقها به، ضحكاته، كلامه، علاقتهم الرائعة، كانوا اسعد حبيبن إلي أن بدأ الأخير يمل منها بسبب شدة تعلقها به، وهجرها!، كمن طعن بخنجر في قلبها ظلت تبكي أيام عدة علي فراقه، إلي أن قررت الهروب من طيف عشقها له وجاءت لزيارة صديقتها، ربما هذا ما جعلها تتعلق بزيدان، معاملته الرقيقة، عينيه الزرقاء تشبه عيني ماكس لحد كبير، ولكنه هو الآخر بدأ اختضنت كفيها إلي صدرها تهمس باكية:.
-l miss you max!
علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي، في غرفة مكتبه يجلس يستند برأسه إلي ظهر مقعده يغمض عينيه، الأجواء في البيت تلك الأيام صعبة بشكل لا يُحتمل، الجميع حزين كئيب، لا يتذكر أنهم تناولوا الطعام سويا منذ أكثر من أسبوع، لينا ابنته وعنادها الذي لا ينتهي تذهب صباحا إلي العمل في شركته وتعود لتغلق علي حالها باب غرفتها باقي اليوم، حمزة لم يعد يراه، أغلب الوقت في المشفي عند أدهم ومعه مايا، وبدور كعادتها لا تخرج من غرفتها الا قليلا، والأهم من ذاك كله لينا زوجته الغاضبة، ترفض اي محاولة منه للصلح خرجت من بين شفتيه ضحكة يآسه في أحدي محاولاته البائسة لنيل سامحها أحضر لها دمية صغيرة ظريفة الشكل علي شكل دب صغير، فما كان منها الا أن القته من النافذة جوارها دون أن تنظر إليه حتي، الدب المسكين سقط في قاع المسبح، تنهد تعبا ليتحرك من مكانه يأخذ طريقه إلي غرفتهم، هو لن يتوقف عن المحاولة ابدا حتي تستلم هي وتسامحه، دخل إلي الغرفة ليجدها تجلس علي الفراش كعادتها توجه أنظارها للشرفة الكبيرة في غرفتهم سمع صوتها الحانق ما أن دخل إلي الغرفة:.
- مش في باب المفروض تخبط عليه قبل ما تدخل ابتسم عبثا ليقترب في خطواته جلس جوارها علي الفراش مد يده يقربها من رأسها يتمتم مشاكسا: - ايوة اخبط الباب ليه يعني وأنا داخل اوضتي اللي فيها مراتي ما إن لامس كفه خصلات شعرها التفتت له بعنف تشهر سبابتها أمام وجهه تطالعه بأعين قاتمة غاضبة تصرخ بشراسة: - اسمع بقي يا خالد يا سويسي ايدك ما تتحطش عليا خالص، والافضل ما تتكلمش معايا اصلا، كفاية اوي انك حابسني هنا.
توسعت عينيه قليلا في ذهول نظر خلفه للحظات كأنه يبحث عن شخص آخر ليعاود النظر إليها أشار الي نفسه مدهوشا ليتمتم ببراءة: - أنا حابسك؟!، ما حصلش انتي اللي حابسة نفسك، انتي ممكن تنزلي الجنينة، تروحي شغلك، تروحي النادي، بس معاكي الحراسة، وترجعي علي هنا تاني، فين بقي الحبس دا.
طحنت أسنانها بشراسة تنظر له بضراوة وهو يتصرف بتل البراءة وكأنها هي الشريرة هنا اشاحت بوجهها بعيدا عنه تعتصر قبضتيها تتنفس بعنف، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها وهي تقول: - ايه خايف مني أحسن أهرب.
لحظات من الصمت لم تسمع فيها اي صوت غاضب حتي أنفاسه كانت هادئة للغاية، ارتجف جسدها بعنف حين شعرت بأنامله تمسك بذقنها الصغير، لتشتم نفسها في سرها سحقا لجسدها الخائن الذي يشتاق حتي لعناقه، أدار وجهها ناحيته برفق شديد، حطت عينيها علي وجهه لتراه يبتسم مسح علي وجنتها بأصابعه يتمتم مبتسما: - خايف عليكي أحسن حد يأذيكي، أنا عندي أموت ولا يمسك اذي.
تنهدت رغما عنها من وقع صوته الخشن العميق، ابتلعت لعابها تخفض عينيها أرضا تبتعد بنافذة قلبها عن وجهه، ولكنه لم يكن ليستسلم وخاصة وهو يشعر بسكونها، رفع وجهها من جديد يحتضنه بين كفيه يتمتم متنهدا في آسي:.
- وبعدين يا لينا، انتي بتنطفي يوم بعد يوم، أنا مش هقدر اشوفك في الحال دا، اطلبي اي حاجة في الدنيا احققهالك أن كانت هتسعدك، إلا أني اطلقك، اقولك تعالي نسافر، نسيب كل المشاكل دي ونسافر بعيد أنا وانتي بس، حتي لو مش عايزة تفضلي معايا في نفس الأوضة او نفس الفندق كله حتي، أعمل إيه طيب عشان تسامحيني..
حركت رأسها نفيا تغمض جفنيها تشد عليهما بعنف لتنهمر دموعها تسقي وجنتيها بسيول دموعها، فما كان منه إلا أن ضم رأسها لصدره يحاوطها بذراعيه يهدهدها كما كان يفعل وهو صغيرة، شعر بزيادة نشيج بكائها الحارق ويتناهي الي أسماعه صوت صراخها المكتوم داخل صدره جسدها الذي يرتجف بعنف بين خلجات صدره، نشبت اظافرها تشد علي ملابسه بعنف، لتهبط دمعة يتيمة من بين جفنيه المغلقين يده علي رأسها والاخري تربت علي ظهرها برفق ولين، سمعت همسه النادم بعد لحظات طويلة:.
- أنا آسف، حقك عليا نطقهم وسكت تماما بينما هي لم تهدأ ظلت تبكي وترتجف بين ذراعيه ابعدها عنه برفق يمسك ذراعيها بين كفيه ينظر لعينيها الحمراء المنتفخة من أثر البكاء، شفتيها المرتجفة، وجهها الشاحب، كانت كوردة تبذل حتي الموت، اغمض عينيه بعنف عدة لحظات قبل أن يفتحها ينظر لمقلتيها ترتسم ابتسامة ذبيحة علي شفتيه حين همس:.
- لو قربي منك هو اللي بيعذبك بالشكل دا، فأنا هبعد، ولو عايزاني، اا، اا، ااطلقلك، حاضر، بس أنت ما توصليش للحالة دي، مش هستحمل اشوف وردتي الصغيرة بتدبل بسببي.
توسعت عينيها في هلع تنظر له مذعورة، تسارعت دقات قلبها تشق قصفها الصدري ألم خالص ينخر روحها، يشطرها نصفين، لما وقع الكلمة صعب مرير لتلك الدرجة، يعصر قلبها كقبضة من نار، نظرت له للحظات نظراتها مزيج جمع جميع المشاعر ما بين الألم والعشق، النفور والهيام، مشاعره عدة عصفت في مقلتيها.
ليميل هو قبل قمة رأسها قبلة طووووويلة وكأنه يودعها بها، تحرك من مكانه ناحية دولاب الملابس أخذ العديد من ملابسه، ليتحرك للخارج التفت لها قبل أن يخرج يتمتم بابتسامة صغيرة: - هبعت فتحية تاخد باقي حاجتي من الأوضة عشان ما اضايقكيش تاني، عن إذنك.
فتح الباب ورحل، وقف بضع لحظات خلف الباب المغلق يستند برأسه عليه، يحاول سماعها ليتذكر بعد لحظات أن الباب عازل للصوت، تنهد حانقا من نفسه لما فعل ذلك، أحمق ياله من أحمق كبير، التفت ليغادر في اللحظة التي انفتح بها باب الحجرة من الداخل بعنف ورآها وهي تنظر حولهر بهلع كأنها تبحث عن أحد ما، تراجعت نظراتها المتلهفة المذعورة حين رأته يقف أمامها، كانت تظن أنه سيغادر المنزل بأكمله، تنهدت حائرة تشعر بأنها الشئ ونقيضه في آن واحد تكرهه بعد ما فعل ولا ترغب سوي في قربه، لا ترغب في أن تراه من جديد، وتخشي حد الذعر أن يبتعد، حمحمت في ارتباك تشد بأصابعها علي كفها رفعت رأسها قليلا تتمتم بإيباء:.
- كنت فاكرة فتحية بتخبط، عن إذنك قالتها لتستدير تغلق الباب سريعا كأنها لص ضبط بجرم الحب المشهود، خرجت من بين شفتيه ضحكة خافتة ليتحرك إلي الغرفة الملاصقة لغرفتهم تماما يلقي بملابسه على الفراش بإهمال...
هناك علي صعيد بعيد عنهم، كان يقود سيارته بعد أن اطمئن علي صحة والدته، أكد له الطبيب أن صحتها في تقدم مستمر والوضع الآن علي خير ما يرام، أخذ سيارته متجها إليها، يشتاقها صورتها لم تغب عن باله طوال فترة سفره وطيفها يلازمه في كل حين، ابتسم حين توقف بالسيارة بالقرب من منزلها، جلست يراقب شرفة غرفتها من سيارته يتمني أن تظهر أن يلمح حتي طيفها من بعيد، تنهد حانقا منذ نصف ساعة وهو يقف هنا دون جديد، قرر بتهور أن يذهب إليها سينزل من سيارته يعبر الشارع، يصعد إلي الطابق الثالث، يدق الباب يعرفهم بنفسه، وهم في الأساس يعرفونه جيدا، والآن باتت صلته يقرب والجميع بات يعلم من هو، ما إن مد يده لمقبض الباب ليفتحه توسعت عينيه حين رآها هي تنزل من مدخل منزلهم، تأوه ينظر لها بشوق ينهش قلبه، ها هي تتحرك كعصفور صغير يلحق للخارج بنعومة ساحرة تجذبه لها، ضاحكا ساخرا من حاله الطبيب الناضج يقع في عشق مراهقة صغيرة، الفرق في العمر بينهما ليس بهين علي الإطلاق، ابتلع لعابه مرتبكا خائفا، من أن يكون عشقه لها ما هو الا مرض خبيث يتسلل إلي قلبه ليهدم حياته وحياة تلك الصغيرة، لا عقل ولا منطق يقول بأن رجل تجاوز الثلاثين يحب مراهقة في التاسعة عشر، تنهد حائرا، انتفض قلبه، حين رآها تبتعد عند نهاية الشارع علي وشك أن تختفي من أمام عينيه سحقا للعقل والمنطق في تلك اللحظات، أدار محرك السيارة سريعا يلحق بها يتحرك بعينيه متلهفا، ليراها هناك تقف عند محل لبيع الحلوي والمثلجات، علي وشك أن تخطو لداخله، اوقف السيارة جواره لينزل منها سريعا التف حول السيارة وقف أمامها يمنعها من التحرك، نظرت غاضبة مقطبة الجبين لذلك الوغد الذي سد طريقها توا لتتوسع مقلتي عينيها حين رأته يقف أمامها يبتسم تلك الابتسامة التي لا يعرف كيف يمكن أن يكن بها كل ذلك القدر من السحر تسارعت مضخة قلبها تكاد تنفجر خاصة حين سمعته يتمتم مبتسما:.
- ازيك يا سارة علقت الكلمات داخل جوفها تنظر له مدهوشة ترفرف بجفنيها بلا توقف، هل هو حقا يقف أمامها بعد ما قاله لها في الهاتف لا زالت تتذكر همسه لها بتلك الكلمة التي لن تنساها، يحبها هو يحبها، انفرجت شفتيها عن شبة ابتسامة صغيرة دقت ناقوس السعادة في قلبه، لتتوسع ابتسامته هو كالابلة، صوت حمحمة غاضبة أتت من خلفهم مباشرة يتبعها صوت أحد المارة: - يا استاذ لو سمحت عايز اعدي.
تنحنح حرجا ليقترب منها سريعا التقط كف يدها في غمر موجه استسلامها ليتوجه بها إلي سيارته فتح لها الباب لتصعد، التفت ليجلس جوارها حين سمع ذلك الرجل يتمتم ساخرا: - بنات آخر زمن فين أهلها دي.
نظر سريعا ناحية سارة لتنظر له متعجبة، تنهد فئ ارتياح من الجيد أن سارة لم تسمع ما قال ذلك الأحمق، ابتسم هو ليعود لذلك الرجل، اقترب منه يحجب ما يحدث بظهره العريض عن رؤيته سارة قبض علي تلابيب ملابس الرجل يهمس له بشراسة قاتلة: - اللي كنت بتجيب في سيرتها دي مراتي، أنا اقدر اخليك تزحف علي رجليك تبوس الأرض تحت رجليها عشان تسامحك نظر الرجل بهلع لحسام ليحرك رأسه نفيا سريعا يغمغم نادما معتذرا راجيا:.
- أنا آسف يا بيه، وأسف للمدام والله ما كنت اعرف دفعه حسام بعيدا عنه ينظر له باشمئزاز ليبصق ناحيته ويتركه ويغادر إلي سيارته، استقل المقعد جوار سارة يبتعد قليلا عن الشارع، لتتوسع هي عينيها هلعا وقد ادركت ما فعلت توا، حمحمت تهمس مرتعشة: - هو احنا رايحين فين، أنا لازم ارجع، بابا عارف اني نازلة اجيب حاجة من المحل، ارجوك يا حسام.
لحظة واحدة سمع اسمه أكثر من مئة مليون مرة من قبل ولكنه بتلك النغمة الرنانة الدافئة التي اخترقت قلبه مباشرة لم يحدث قبلا، اوقف السيارة بعيدا قليلا يبتسم في توسع كالابلة، ابتلعت هي لعابها تنظر له مرتبكة لتهمس: - ما ينفعش صدقني ما ينفعش، أنا غلطت مرة ما ينفعش اكررها تاني، أنا آسفة، عن إذنك.
وضعت يدها علي المقبض تود فتحه ليسرع هو بإغلاق السيارة من الزر المقابل له يمنعها من فتح الباب، تسارعت دقات قلبها في هلع تنظر له مذعورة دقاتها تتصارع بعنف حين التفتت له أشهر سبابته أمام وجهها برفق حازما: - أولا ما تشبهيش علاقتنا بالحيوان اللي كنتي تعرفيه دا ثانيا، أنا مش خاطفك فما تبصليش بالرعب دا ثالثا، أنا بس كنت عايز اديكي هدية نجاحك تبدلت نبرته الحازمة إلي أخري لينة هادئة واتسعت ابتسامته يخرج علبة.
علي شكل مكعب متوسطة الحجم من علي الأريكة الخلفية للسيارة، يمد يده لها بتلك العلبة، نظرت لها للحظات مرتبكة لتحرك رأسها نفيا تهمس مرتجفة: - ما ينفعش اخدها صدقني ما ينفعش، بأي صفة اخدها منك - ابن عمك وخطيبك وقربب جوزك.
نطق سلسلة كاملة من القرابة في أقل من ثانيتين بهدوء تام كأنه يخبرها بعنوان أحدي المحال، توسعت حدقتيها تنظر له مصعوقة مما قال، تدلي فمها تنظر له في صدمة ممتزجة بالفزع، تنهد هو يبتسم ساخرا علي حالة الصدمة التي أصابتها ليمسك بيدها يضع داخلها الهدية يردف مبتسما:.
- أنا حسام خالد محمود السويسي ابن عمك وتقدري تسألي باباكي لو مش مصدقاني، وتقوليله أن أنا اللي جايبلك الهدية دي بمناسبة نجاحك وتقوليله تاني، إني هجيلكوا في أقرب وقت عشان نشرب الشربات، مع اني ما بحبوش بس اشربه عشان خاطر عيونك التفت تنظر حولها، كم كبير من الصدمات ألقاه في هدوء تام علي عقلها الصغير الذي بعث لها بعدة رسائل أنه يعجز عن فهم ما يحدث، رفعت سبابتها المرتجفة تشير له مصعوقة:.
- ااانت، ابن عمي إزاي، أنا مش فاهمة حاجة ضحك بصوته كله علي مشهدها وهي مصعوقة تشير له بتلك الطريقة ليحرك رأسه إيجابا، كتف ذراعيه أمام صدره يلاعب حاجبيه عبثا يقول في خيلاء: - ايوة يا ستي أنا ابن عمو خالد اللي كنتي بتتصلي بيه تشتكيله مني، مش واخدة بالك من الشبة بينا، إسألي باباكي وهو هيقولك الحكاية كلها، المهم انتي كنتي نازلة ليه.
برزت في يدها ورقة نقدية من فئة العشرين جنية، نظر للورقة في يدها متعجبا لتبرز ضحكة لم يتسطع إخفائها حين سمعها تهمس متوترة: - كنت رايجة اجيب شيبسي وعصير تصاعدت ضحكاته تملئ السيارة، خفضت ضحكاته شيئا فشئ تبقت بقايا علي شفتيه سعل في نهايتها وهو يدير محرك السيارة يتمتم مبتسما: - تعالي نجيب عصير وشيبسي.
اوقف السيارة أمام ذلك المحل من جديد ليخبرها بأن تنتظره في السيارة وهو سيأتي بعد دقائق، جلست بمفردها صدمة ما قال تعصف برأسها بعنف توسعت حدقتيها تحاول إعادة ما قاله أمامها من جديد « ابن عمها، خطيب، زوج » العديد من الكلمات ذات الوقع الغريب والجديد علي نفسها، شهقت بعنف حين فتح باب السيارة فجاءة عاد يجلس جوارها لتتوسع عينيها في ذهول حين مد لها حقيبة كبيرة منتفخة بما تحوي نظرت للحقيبة لتعاود النظر إليه تتمتم ذاهلة:.
- ايه دا كله، لا طبعا ما ينفعش اخدها تنهد حسام في ملل يقلب عينيه عقد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا: - ما هو حل من اتنين يا تاخدي الحاجة يا هتنزلي من غيرها وساعتها أنا هطلع وراكي واديكي الحاجة.
مجنون هي تعرف جيدا أنه مجنون يكفي تصرفاته الغريبة التي تخيفيها تارة وتحبها تارة اخري تنهدت محتارة تلتقط منه الحقيبة، تمد يده لها بالنقود ليرفع حاجبه الأيسر ساخرا يشيح بوجهه إلي الطريق، تحرك من السيارة يقف بالقرب من منزلها، تحركت تود الهروب من قلبها الذي لا يتوقف عن الخفقان، التفتت تفتح الباب فتحته بالفعل كادت أن تنزل حين سمعته يهمس باسمها التفتت لها لينظر لها للحظات قبل أن يهمس بصوت منخفض شغوف:.
- أنا بحبك!
تخضبت وجنتيها بالدماء سرت قشعريرة باردة في أنحاء قلبها تلف روحها، لم تجد ما تفعله سوي أنها هرولت من خارج السيارة تحمل في يدها علبة الهدية وحقيبة المشتريات الكبيرة والعشرون جنيها، أسرعت في خطاها تشعر به يتحرك خلفها بسيارته حانت منها التفاته خاطفة نحوه حين وصلت لمدخل منزلها لتراه يبتسم يلوح لها وداعا، ابتسمت له خجلا لتهرول إلي اعلي سريعا، بينما خرجت تنهيدة طويلة حارة من بين شفتيه يعبث في خصلات شعره كمراهق طائش يختلس النظر لمعشوقته الصغيرة.
هرولت سارة سريعا إلي أعلي حيث منزلها ما أن دق الباب فتح لها عمر نظر لها محتدا غاضبا للحظات ابتلعت لعابها وقلبها ينتفض هل يا تري رآها بصحبة حسام، افسح عمر لها الطريق لتدخل، دخلت ليصفع عمر الباب بعنف جعل جسدها يرتجف بعنف خاصة حين أتاها صوته الغاضب: - كنتي فين يا سارة، أنا نزلت اشوفك عند المحل اللي قولتي هتجيبي من عنده لما اتأخرتي كل دا ومالقتكيش، وايه كل اللي انتي مسكاه دا.
التفتت لوالدها تبلع لعابها خائفة ذكري عنفه وضربه لها تجسدت أمام عينيها الآن خاصة وهي تري نظراته الغاضبة المتجهمة نحوها، التقطت أنفاسها بصعوبة تحاول إيجاد خيوط من الشجاعة الواهية لتتمسك بها: - أنا ممكن اقول لحضرتك اني روحت محل تاني، بس هبقي بكذب، أنا قابلت دكتور حسام تحت، شوفته صدفة والله.
توسعت عيني عمر في غضب حسام لن يتوقف ذلك الفتي عن التسلل إلي حياة ابنته كلما حاول إبعاده يعود من جديد، اقترب من ابنته وقف علي بعد خطوتين منها رأي خوفها منه يصرخ جليا في حدقتيها عليه أن يهدئ صارحته سارين أنها تحب عثمان من قبل، سارة أكثر حساسية هشة أكثر من سارين بمراحل يكفي تلك الذكري السيئة بينهما لا يرغب في أن يزيد الأمر سوءا، ابتسم اجبر شفتيه علي الابتسام حتي لا تخافه، توجه إلي الأريكة يجلس عليها يسير إلي الجزء الفارغ جواره ارتجفت سارة خائفة تحتضن الأشياء في يدها وكأنها ستحميها تحركت بخطي مرتجفة تجلس بعيدة عن والدها الذي ابتسم ربت علي رأسها برفق يسألها:.
- كان عايزك في إيه في حبيبتي هدأت دقاتها المرتجفة شيئا فشئ تحاول التقاط أنفاسها لتمد يدها بالعلبة ناحية والدها تتلعثم خائفة: - اداني دي وقالي هدية نجاحك، رفضت اخدها بس هو قالي أنه ابن عمي وحضرتك عارف الحكاية كلها، وكمان قالي اني أبلغ حضرتك أنه يعني هيجي لحضرتك عشان يطلب أيدي.
حافظ عمر علي ابتسامته بمعجزة بينما اييضت مفاصله من شدة ضغطه علي كفه يطحن أسنانه يتوعد لذلك الاحمق، سيتصل بأخيه ويخبره بأفعال ولده المشينة، تنهد حانقا التقط العلبة من سارة يفتحها ليجد كرة من الزجاج داخله لعبتين لعريس وعروس يتحركان حين تدير المقبض كأنهم يرقصان لها قاعدة من الخشب نُحت عليه بالإنجليزية اسم حسام واسم سارة، نظر عمر للهدية حانقا كم أراد أن يدفعها ارضا لتتهشم إلي قطع صغيرة ولكن نظرة الانبهار التي لمعت في عيني ابنته منعته من فعل ذلك أعاد لها الهدية من جديد، ابتسم لايجد ما يقوله هو بالكاد يمسك زمام غضبه حين حمحمت سارة تسأله متوترة:.
- هو صحيح دكتور حسام يبقي ابن عمو خالد شردت عيني عمر في الفراغ يحرك رأسه إيجابا شاردا تنهد يغمغم في إيجاز: - عمك خالد كان متجوز واحدة قبل طنط لينا مراته، وحصل بينهم مشاكل وكنا فاكرين انها سقطت الجنين بس عمك خالد عرف من قريب أنه عايش، حسام ابن عمك خالد شهقة مدهوشة جاءت من خلفهم مباشرة نظرا معا ليجدا تالا تقف هناك تنظر لهما في دهشة، لا تصدق ما سمعته اذنيها توا.
عودة لمنزل خالد السويسي، طرقات علي باب المنزل جعلت الخادمة تتجه سريعا لتفتحه ابتسمت ما أن رأت ذلك الواقف أمام الباب افسحت له المجال تتمتم مبتسمة: - اهلا اهلا يا زيدان باشا.
أعطاها زيدان ابتسامة جافة ليتحرك للداخل في نفس توقيت نزول خالد من أعلي، ابتسم مبتهجا ما أن رأي زيدان، سعيد لرؤيته من جديد وقلبه اعتصر ألما في لحظة خوفا من أن زيدان علم بزواج لينا اليوم، التقت عينيه بعيني زيدان يبتسم له ليتقدم الأخير منه وقف بالقرب منه ينظر له مبتسما بأعين مجهدة حزينة، قطع خالد المسافة التي تفصلهم يضم ولده بين ذراعيه يهمس له بحنو: - حمد لله علي السلامة.
ابتسم زيدان في هدوء يبتعد عن خالد قليلا تنهد يتمتم: - الله يسلمك أنا قولت اجي اشوفك واسلم علي ماما قبل ما ارجع الغردقة، أنا عارف لولاك كان زماني متحول للتحقيق بسبب الغياب دا كله، بس أنا لازم ارجع وجودي هنا ما بقاش ليه لازمة، ماما فين عايز اسلم عليها.
هو حقا يريده أن يرحل الآن قبل أن يتفتت الباقي من قلبه، ابتسم له متوترا يربت علي كتفه امسك بيده يأخذه معه لأعلي حيث غرفتهم، دق الباب يدخل اولا حمحم يجذب انتباهها: - زيدان برة وعايز يشوفك قبل ما يسافر، البسي حاجة طويلة.
اشرقت عينيها وتوسعت ابتسامتها وقلبها يدق شوقا لرؤية طفلها الصغير قامت سريعا تهرول ترتدي أحد فستاينها فوق ملابس نومها التي باتت لا تبدلها تقريبا، انتهت تنظر لخالد متلهفة تحرك رأسها إيجابا سريعا، ليفسح المجال، ما إن خطي زيدان إلي الغرفة ادمعت عينيه ينظر لوالدته لتنهمر دموعها هي هرول ناحيتها لتجذب رأسه سريعا تعانقه تغمغم متلهفة مشتاقة: - زيدان يا حبيبي وحشتني، وحشتني أوي.
حمحمة غاضبة صدرت من خالد ينظر لزيدان يرميه بنظرة نارية قاتلة، لتنظر له لينا حانقة مما يفعل، رفعت كفيها تبسطهما علي وجه زيدان تسأله بلوعة: - وحشتني كل دا ما تسألش عني هو أنا ما وحشتكش انسابت دموعه ليقبل جبينها وكف يدها يعتذر لها: - حقك عليا، كنت ضايع مش عارف أنا بعمل إيه تنهد خالد حزينا علي حالهم لينسحب من الغرفة تاركا الباب مفتوحا خلفه.
بالقرب منهم وقفت سيارة معاذ وخلفها سيارة الحرس الخاصة بوالد لينا في حديقة المنزل، التفتت لينا تنظر لمعاذ تنهدت تغمغم في فتور: - ما كنش ليه لزوم خالص يا معاذ تيجي تاخدني من الشغل، مش عاجبك كل الحراسة دي ابتسمت في عشق يلتفت برأسه ناحيتها يغمغم في هيام: - وحشتيني يا لينا ما قدرتش ما اجيش اشوفك ... تبدلت نبرته الي أخري مرحة حين مال يفتح لها باب السيارة يقول:.
- وبعدين انزلي ما تعطلنيش أنا النهاردة عريس وورايا حاجات قد كدة ابتسمت دون حياة في ابتسامتها، لتنزل من السيارة ودعته، تتجه لداخل البيت فتحت الباب بالمفتاح الخاص بها، لتجد فتحية تهرول إليها تحمل هاتف لينا في يدها تبتسم ابتسامة واسعة تغمغم في زهو: - لينا هانم الواد دقدق اللي عندنا عرف يصلحلك الموبايل مش أنا قولتلك أنه أشطر من الجن، دا كان طاير كدة طير بال200 جنية ما ردتش اديله الفلوس كلها أحسن يطمع.
التقطت لينا الهاتف سريعا من فتحية تفتحه بتلهف تبحث بين المكالمات الأخيرة الواردة لها لتتنهد مرتاحة وابتسامة واسعة تشق شفتيها، حين وجدت الرقم هو توسعت ابتسامتها تنظر لفتحية بفرحة تتمتم: - خلي الباقي عشانك يا فتحية قالتها لتهرول سريعا ناحية مكتب والدها دقت الباب لتسمع صوته يأذن لها بالدخول، ولجت للداخل تمسك الهاتف في يدها اقتربت من مكتب والدها تغمغم سريعا بتلهف:.
- بابا أنت عارف إن جاسر بيدور علي سهيلة صح حرك خالد رأسه إيجابا في هدوء اعتدل يميل بجسده قليلا ناحية سطح مكتبه يطرق بسن قلمه علي سطح المكتب يردف: - ايوة عارف رشيد حكالي الموضوع كله، وأنا مش ساكت بس لسه لحد دلوقتي ما فيش أثر ليها، وخصوصا أنها وقفت في موقف عربيات وقطارات كمان، يعني الوضع صعب حركت لينا رأسها إيجابا سريعا تمد هاتفها ناحية والدها تغمغم سريعا بتلهف:.
- ايوة عارفة، سهيلة كانت اتصلت بيا بعد ما هربت من الرقم دا، حضرتك تقدر تعرف فين الرقم دا مش كدة التقط الهاتف من يدها ينظر لذلك الرقم ليلتقط ورقة وقلم يدونه علي الورقة أمامه رفع وجهه لابنته يتمتم مبتسما: - سهلة دي، اديني ساعتين واجبلك تاريخ حياة الرقم.
ضحكت بخفة لتأخذ الهاتف من والدها تشكره مبتسمة التفتت لتغادر لتسمعه ينادي باسمها عادت تنظر إليه مرة أخري لتري في عينيه نظرة حنان ممتزجة برجاء حين همس يخبرها: - لينا فكري تاني يا بنتي، بلاش عِند وخلاص، أنا مش عايزك تندمي بعد كدة.
احتفظت بابتسامة صغيرة علي شفتيها حركت رأسها إيجابا تنظر لوالدها في هدوء، تحركت للخارج، تأخذ طريقها لأعلي، في تلك الأوقات كان زيدان خرج من غرفة والدته مبتسما كم كان في أشد حالاته شوقا إليها قربها منه يعيد إنعاش روحه من جديد، يشعره بأنه ذلك الطفل الصغير المدلل، اخذ طريقه إلي أسفل حان وقت الرحيل، هو يتجه لأسفل وهي تصعد لأعلي تقابلت نظراتهم فجاءة كل منهم ينظر للآخر يجذبه إليه وينفر منه في الوقت ذاته، تسارعت دقات قلبه بينما علت أنفاسها، جف لعابها تنظر له دون كلام لتتذكر في تلك اللحظات تلك الصور التي كان تُرسل لها طوال الفترة الماضية الشقراء تلازمه فئ كل مكان، يبدو أنه سريع الاستبدال، قلبه يتداوي سريعا، شدت علي أسنانها تتحرك لأعلي وقفت بالقرب منه ترسم إبتسامة باهتة علي شفتيها تغمغم ساخرة:.
- واضح أنك بتحب الأشقر اوي قالت لتفلت منها ضحكة ساخرة تتألم تحركت لتصعد لتشعر به يقبض علي رسغ يدها توسعت عينيها في ذهول حين جذبها لتعود إليه تنظر له في ذهول ودقاتها تتصارع حرفيا حين التوت شفتيه بابتسامة قاسية سلط زرقاء عينيه علي بندق عينيها ذو اللون البني الغامق وسمعت صوته يتمتم: - طول عمري بحب البندق البُني!
ومن ثم ترك يدها وتركها وغادر ينزل إلي أسفل بخفة كفهد يهرب من الصياد، ابتسمت ساخرة تنظر في أثره بمن يخدع بكلماته تلك، وهي قد رأت الحقيقة كاملة.
انها الثالثة ظهرا موعد انتهاء درسها، خرجت منه تحتضن حقيبتها الصغيرة تبتسم في إشراق ستقابله اليوم، اليوم هو يوم مقابلتهم الخاص، صحيح أنها كذبت علي والدتها واخبرتها أن المدرس سيُجري امتحان لهم بعد الدرس وأنها ستنتهي في الرابعة ولكن لما فعلت ذلك هي فقط تريد أن تراه، تحركت خارج المركز تبحث عنه بعينيها لمحته يقف بعيدا يبتسم تلك الابتسامة التي أسرت قلبها الصغير البرئ، تحركت ناحيته بخطي سريعة تنظر حولها متوترة خوفا من أن يراهم أحد، إلي أن وصلت إليه وقفت أمامه تبتسم كطفلة بريئة لا يصور لها عقلها الصغير العاشق اي نوايا دنيئة يحملها ذلك الرجل تجاهها ارتجف قلبها حين سمعته يهمس في عشق:.
- وحشتيني يا صبا وحشتيني اوي نيران من الخجل ألهبت وجنتيها نظرت لأسفل تحرك رأسها إيجابا بخفة تهمس بصوت خفيض خجول: - وأنت كمان يا مراد انتفضت حين شعرت بيده تمسك بكف يدها نظرت له سريعا في توتر ليبتسم رفع كتفيه لأعلي يغمغم في مرح باهت: - ايه يا بنتي مالك ما تخافيش مش هاكلك، تعالي معايا ما ينفعش نقف في الشارع كدة.
بالرغم من أن شروق والدتها حذرتها مرارا وتكرارا مع الرحيل مع الغرباء إلا أن البلهاء انصاعت وراء قلبها الأحمق وتحركت تمشي بصحبة ذلك الحمل البرئي ذو الانياب المدنسة، تنظر حولها كل لحظة وأخري خوفا من ان يراها أحد ويخبر والدها او أخيها، قطبت جبينها متعجبة حين رأت مراد يصطحبها الي مدخل أحدي العمارات القديمة، وقفت عن الحركة تقطب جبينها قلقة خائفة لينظر لها في براءة متعجبا رمش بعينيه يسألها:.
- في أيه يا صبا وقفتي ليه ابتلعت لعابها في ارتباك تنظر له قلقة تهمس بخفوت خائف: - هو احنا رايحين فين ضحك مراد في مرح يحاول تبديد خوفها حرك يديه بحركة مسرحية درامية يتمتم في مرح: - يعني بذمتك بلدكوا مفتحة علي بعض، لو روحنا قعدنا في حتة اكيد حد هيعرف، حتي لو اتمشينا في الشوارع بردوا هيعرفوكي، ما تخافيش أنا ما باكلش البنات الصغيرين ارتسم الحزن جليا علي قسمات وجهه ينظر لها حزينا يائسا:.
- وبعدين يا صبا انتي مش واثقة فيا، أنتي بس وحشاني اوي وعايز أقعد اتكلم معاكي ونمشي علي طول، لو مش واثقة فيا يا صبا خلاص، يبقي بتنهي علاقتنا، وأنا مش همنعك، يلا روحي عشان ما تتأخريش.
وقفت في حيرة للحظات لا تعلم ما تفعل، لا يمكنها إنهاء علاقتها به هي تحيه بقلبها الساذج تنهدت تبعد الافكال السيئة عن رأسها مراد لن يؤذيها بالطبع، اقتربت منه تبتسم متوترة تحرك رأسها إيجابا ليبتسم لها في ولة، امسك بيدها يصعد بها إلي الشقة التي استأجرها في الطابق الثاني، ادخلها اولا وهو بعدها ينظر حوله جيدا خوفا من أن يراهم أحد.
دخل يوصد الباب بالمفتاح، ليراها تقف في منتصف الصالة الصغيرة تبتسم مرتبكة سمعت صوته يهتف من خلفها بمرح: - ايه رأيك في الشقة، تعالي اقعدي واقفة ليه ابتسمت مرتبكة تحرك رأسها إيجابا لتتقدم منه جلست علي الاريكة بعيدة عنه ليقم هو من مكانه اعطاها كوب عصير ليجلس علي الأريكة المقابلة لها يغمغم ضاحكا: - أنا قاعد بعيد اهو، عشان ما تفتكرنيش هاكلك ولا حاجة، اشربي يا حبيبتي العصير.
ابتسمت خجلة علي كلمة حبيبتى لترفع الكوب لفمها، ترتشف منه وهو بدأ يتحدث معها يضحك عاليا يسألها عن ما مضي في فترة غيابه، وهي انسجمت معه في الحديث ونسيت خوفها، لتشعر فجاءة بدوار عنيف يجتاح رأسها، بدأت الدنيا تلتف بعنف، والرؤية تهتز أمام عينيها، لتلمح ابتسامة مراد التي تبدلت بأخري مخيفة يتحرك من مكانه يقترب منها ببطئ، يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا او ربما ضل الطريق؟!
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والثمانون
يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا أو ربما ضل الطريق وربما لم يفعل وهو فقط ينتظر اللحظة المناسبة كالليث يتربص بفريسته الحمقاء فريسة ظنت نفسها ذكية لتلاعب أسدي عائلة الشريف...
عصف دوار حاد برأس الصغيرة صبا، تشعر بجسدها يرتخي وكأن جسدها نائم تماما يغرق في ثبات عميق وعقلها فقط هو المستيقظ حتي صحتوه مشوشة ثقيلة عينيها زائعة لسانها ثقيل كأنه جبل من حجارة، سقط الكوب من يدها أرضا ليتهشم الي بقايا وينكسب منه ما بقي من العصير، لتسمع في تلك اللحظة صوت ضحكات مراد العالية، ضحكات مخيفة شرسة وكأنها قادمة من جوف الجحيم الأسود، وجهت مقلتيها إليه بصعوبة بالغة لتراه يقف هناك علي الناحية الاخري من الطاولة ينظر لها يعقد ذراعيه امام صدره يتأملها، يميل برأسه قليلا لليمين يخترزها بعينيه، ابتسامة سوداء قاتمة تعلو جانب ثغره، سمعته يتأتأ ليردف بعدها بنبرة سوداء ساخرة:.
- تؤتؤتؤ، هي ماما ما قالتكيش ما تشربيش حاجة من ايد حد غريب، طب ماما ما قالتلكيش اوعي يا صبا حد يضحك عليكي ويقولك تعالي اوديكي لماما وتروحي معاه.
ختم كلامه بضحكة عالية مجلجلة، بعثت فيها رجفة سقيع خائفة كعصفور ينظر لقط شرس ذو أنياب يتلاعب بها يمينا ويسارا، بالكاد خرج صوتها الضعيف من بين شفتيها: - اااا، ااانت، بتعمل كدة ليه، أنت، بتحبني...
لم تزده كلماتها إلا ضحكا وكأنها تخبره بطرفة ظريفة قديمة مضحكة للغاية، هدأت ضحكاته لتبقي ابتسامة واسعة تسحق شفتيه تظهر أنيابه الغاصبة، مال بجزعه العلوي ناحيتها يستند بكفيه علي سطح الطاولة قتمت عينيه يتمتم ساخرا: - أنا بحبك، يا حرام، انتي عارفة ايه مشكلتك يا صبا أنك طيبة اوي وبريئة اوي وساذجة أوي اوي، انتي عيلة في أولي ثانوي يا صبا، ايه اللي ممكن يكون يشد أي حد ليكي، غير عبطك يا صبا.
ازدادت قطرات دموعها شيئا فشئ مع كلمة سامة تخرج من بين شفتيه إلي أن كسح طوفان دموعها وجهها، تبكي دون تنظر له فزعة مذعورة كارهة ليس هذا هو مراد الذي عرفته واحبته بقلبها الساذج البرئ كما قال، بل شيطان تلبسه، ارتجف قلبها فزعا، خاصة حين لمعت عينيها يكمل بنبرة سوداء قاسية:.
- أما بقي أنا عايز منك إيه، عايزك تبقي الشوكة اللي هغرزها في ضهر جاسر، عشان يفضل صباعه تحت ضرسي، يمشي مكسور مذلول ما يقدرش يرفع وشه فيا، والا هفضحه...
تسارعت دقات قلبها تنظر له فزعة مذعورة ارتجف جسدها يرتعش بلا توقف ارتجفت شفتيها اضطربت عينيها، هي فقط جملة صغيرة التي خرجت من بين شفتيها المرتجفة: - دا صاحبك!
جملة صغيرة كانت كفتيل نار أشعل غضبه قتمت عينيه زيادة، حتي باتت سوداء كاليل مخيفة اعتدل واقفا ينظر لها بشراسة عروقه تنفر بعنف، يصرخ بغضب أعمي يخرج كل ما في قلبه الأسود من كره وحقد:.
- صاحبي، هو احسن طول عمره أحسن في الدراسة في حياته في كل حاااااجة، هو عند أهل يحبوه ويخافوا عليه وأنا لاء، آخر مرة شوفت فيها أبويا وامي كنت عيل صغير عندي اربع سنين وبعدها رموني كأني كيس زبالة مش عيزينه في حياتهم، هو معاه فلوس فلوس كتير، وأنا شحات فقير، زيه زي كلب السكك بيلقط فلوس من هنا وهنا، هو خد كل حاجة حلوة في الدنيا، وأنا ادتني الدنيا علي وشي من وأنا عيل صغير، عيل مالوش ذنب في اي حاجة، هو مش احسن مني أنا أحسن منه، جه الوقت اللي اعيش مذلول مكسور وانتي يا صبا، سهلتي دا سهيلته اوي.
ختم كلامه بابتسامة واسعة قاتمة يقترب منها خطوة وأخري، تصلب جسده علي بعد خطوة واحدة منها حين سمع صوت يأتي من خلفه مباشرة يتمتم في هدوء ساخر: - ما كنتش أعرف أنك بتحبني أوي كدة يا صاحبي.
توسعت عيني مراد علي اخرهما في ذهول ممتزج بصدمة التفت خلفه سريعا ليجد جاسر يقف داخل المنزل، كيف ومتي، كيف علم ومن أوصله لطريقه، صدمة عنيفة زعزعت كيانه الشيطاني الأسود، ابتسم جاسر في هدوء ساخر يدس يديه في جيبي سرواله يبتعد بانظاره تماما عن صبا حتي لا يذهب ويقتلها في تلك اللحظة هو في اوج حالاته غضبا منها، ركز مقلتيه علي عيني مراد القاسية الحمراء يتمتم في تهكم:.
- طول عمري بعتبرك صاحب عمري ودراعي اليمين، طول عمري شايفك اخويا اللي برمي عنده كل أسراري، عشان اكتشف في الاخر أن صاحبي هو اللي بيطعني في ضهري، أنا اذيتك في ايه يا مراد، عملتلك ايه مخليك بتكرهني الكره دا كله، وبلاش أسطوانة إنت احسن مني، أنا طول عمري بعاملك علي أنك اخويا، عمري ما قليت ابدا، ليه يا مراد، ليه الكره دا.
تهدجت أنفاس مراد بعنف صدره يعلو ويهبط بسرعة قاسية ينظر لجاسر مكروه ممتزج بحقد قاسي، ليصيح بشراسة: - عشان أنت أحسن، احسن في كل حاجة وأنا ما بحبش حد يبقي احسن مني، اللي عندك دا لازم يبقي بتاعي، أنا اللي لازم ابقي أحسن، أنا اللي لازم ابقي معايا فلوس كتير مش أنت، أنا اللي لازم الناس تحبني مش أنت، حتي المطعم لازم يبقي بتاعي أنا هخليه أحسن مطعم في الدنيا بس وهو ملكي...
نظر جاسر لصديق شبابه سنوات وهما معا يشاركه كل تفاصيل حياته، ضحكات لم تعرفه الشفتين بقدر ما عرفها القلب، مر أمام عينيه لقطات كثيرة من مواقف حياتهم معا، صديق عمره ما هو الا خائن كبير يسعي لتدمير حياته، جرح غائر في قلبه، يفتت روحه.. رسم ابتسامة ساخرة متهكمة علي شفتيه يتمتم بقسوة: - ورغم كل اللي حاولت تعمله عشان تدمرني الا أنك فشلت عارف ليه يا مراد، عشان أنا أحسن منك وهفضل دايما أحسن منك.
اشتعلت عيني مراد كره مخيف ينظر لجاسر حاقدا ليخرج ماديته من جيبه اندفع ناحية جاسر يصرخ كارها: - هقتلك يا جاسر.
انحني جاسر سريعا يتفادي مادية مراد ليصدمه في ساقه بعنف سقط مراد أرضا يصرخ بشراسة متألما، يحاول الأنقاض علي جاسر من جديد دارت معركة عنيفة بين صديقين كانا يوما اعز صديقين وصبا تجلس مكانها لا تقدر علي الإتيان بحركة واحدة فقط تبكي من الذعر، شهقت بعنف حين سمعت صوت صافرة سيارات الشرطة، وقبل أن تعي ما يحدث شعرت بأحدهم يحملها سريعا بين ذراعيه، نظرت له مذعورة لتجده غيث!
ينظر لها في هدوء قاتل، حملها غيث يتجه بها لداخل الشقة توجه بها ناحية المطبخ، ذلك الباب المفتوح الذي يؤدي إلي سلم الخدم القديم وضعها هناك واغلق الباب عليهم وهما في الخارج نظرت له مذعورة خائفة علي أخيها بينما ابتسم هو في قتامة، رفع سبابته أمام شفتيه: - هششش همس بها ليتركها وينزل الي أسفل سريعا راكضا، نزل يلتف حول العمارة يصعد سلمها يدق علي باب شقة مراد يصيح مذعورا:.
- افتح يا مراد، جاسر أنت سامعني، جاسر أنت كويس لحظات وبدأت خطوات عنيفة تصعد إلي السلم بعنف وقف الضابط أمام غيث المذعور ليصيح غيث سريعا يتوسله: - ارجوك يا حضرة الضابط بسرعة الحقه هيموت جاسر.
اكسروا الباب، صاح بها الضابط بحدة الي العساكر الواقفة خلفه، ليندفعوا سريعا يصدمون باب الشقة بعنف الي أن انفتح علي مصرعيه في ظل المعركة الطاحنة التي تدور بالداخل، جرح مراد جاسر في صدره جرح ليس بهين، اندفع العساكر ناحية مراد الذي يمسك بالمادية الغارقة بالدماء يصرخ كالمجنون: - هقتلك يا جاسر هموتك، اوعوا ابعدوا عني...
تكالب العساكر علي مراد يقيدون حركته يجذوبه للخارج وهو يصرخ بشراسة مجنون: - مش هسيبك يا جاسر، هقتلك لو آخر يوم في عمري هموتك.
اندفع غيث ناحية جاسر يصيح فيه بلوعة: - أنت كويس يا جاسر.
انخفض صوته إلي أن بات همسا ينظر لجاسر حانقا يهمس له: - مش قولتلك تاخد بالك ابتسم جاسر متألما يحاول أن يلمس جرح صدره النازف، اقترب الضابط منهم يردف في عملية: - حمد لله علي سلامتك يا جاسر ابتسم جاسر في ألم يحرك رأسه إيجابا مد يده يصافح الضابط يتمتم ممتنا: - متشكر لحضرتك لولا انكوا لحقتوني كان زمانه قتلني.
ابتسم الضابط يحرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء: - الحمد لله، وبعدين ما تشكرنيش أنا، اشكر جاسم باشا الشريف، واضح أن أستاذ غيث تواصل معاه وهو كلمني يبلغني.
عقد جاسر جبينه في جهل أجاد تزييفه جيدا يسأل الضابط متعجبا: - هو حضرتك تعرف جاسم الشريف منين.
ضحك الضابط في خفة يرفع يده يمرر يده في خصلات شعره الاشيب يتمتم مبتسما: - تلميذه، أنا أعرف جدك من زمان، من أيام ما كنت في الكلية وكان بيساعدني جدا في دراسة القانون تحديدا، صحيح أنا ما عرفتكش بنفسي، أنا حاتم عدنان!، حمد لله علي سلامتك، بس لازم تتفضل معانا عشان نقفل المحضر في القسم، دا شروع في قتل.
حرك جاسر رأسه إيجابا في هدوء، ينظر لغيث نظرات ذات مغزي، ليحرك الأخير رأسه إيجابا نظر للضابط يبتسم يتمتم في حرج: - معلش اعذروني أنا هدخل الحمام خمس دقايق وهحصلكوا.
تحرك جاسر بصحبة الضابط لأسفل، ليندفع غيث إلي الخارج، ناحية باب المطبخ المغلق، فتحه ليجد صبا قد فقدت وعيها تماما تستند برأسها إلي الحائط خلفها ترتجف بعنف، تنهد حانقا منها ومشفقا عليها، ليحملها بين ذراعيه إلي الداخل وضعها في أحدي غرف النوم يغلق عليها الباب من الخارج، ليخرج من الشقة يغلقها بالقفل من الخارج، وينزل سريعا خلفهم، جلس في سيارة جاسر خلف المقود يبتسم في هدوء خبيث أدار محرك السيارة يتوجهان لقسم الشرطة.
Flash back - انتي طالق، طالق، امشي اطلعي برة للشوارع اللي جيتي منها برررررررة.
نظرت لهم جميعا تحاول أن تتوسلهم، رأي الاشمئزاز والقرف في وجوه الجميع، تحركت خطوتين للامام لتغادر، لتسقط أرضا فاقدة للوعي فجاءة نظر جاسر لها باشمئزاز ممتزج بقرف، يصيح في الخدم: - يا آمين يا حسين...
تحرك رشيد في تلك اللحظات انحني علي ركبتيه جوار تلك المقاة أرضا، يتفقد نبضها ينظر داخل حدقتيها المغلقة، حين سمع صوت جاسر يصيح ساخرا: - ايه يا بابا أنت صدقتها ولا إيه دي بتمثل، أنا هجيب الغفر يرميوها برة.
رفع رشيد وجهه ينظر لجاسر للحظات تنهد حائرا ضميره المنهي لن يسمح له ابدا هب واقفا يتمتم بنبرة حادة قاطعة: - بس هي مغمي عليها فعلا، ومش هتخرج من بيتي وهي بالمنظر دا، سنية جملات، شيلوها طلعوها أوضة الضيوف.
شهقت شروق بعنف تضرب بيدها علي صدرها تصيح مذهولة: - بعد كل اللي عملته يا رشيد هتسيبها في بيتك.
ضرب رشيد الارض بعصاه التي تخص والده قبلا بعنف يهدر في حدة: - وهجبلها دكتورة الوحدة كمان، مش رشيد الشريف اللي يسيب واحدة ست حامل تخرج من بيته في انصاص الليالي وكمان في حالتها دي، طلعوها يلا.
اضطرت الخادمات صاغرات اطاعة اوامر سيد البيت، تحركن يحملن شاهيناز تنظر كل واحد منهن إليها يقرف واشمئزاز شديد، تحركن يضعنها إلي غرفة الضيوف، ليغيب رشيد بعض الوقت عاد ومعه طبيبة، تحرك بها لأعلي يرشدها لغرفة شاهيناز، وقف هو خارجا، تقدم جاسر منه يصرخ كالليث غاضب: - بعد كل اللي عملتوه رايح تجبلها دكتورة، اللي في بطنها دا مش ابني اصلا.
نظر رشيد لولده في هدوء تام ابتسم يغمغم في رفق: - واللي في بطنها دا روح مالهاش ذنب في اي حاجة، حرام نسيبها تموت.
اشتعلت أنفاس جاسر يحاول السيطرة علي زمام غضبه القاتل قبل أن يذهب ويخنقها بين يديه، لحظات وخرجت الطبيبة من الغرفة نظرت لرشيد تعدل من وضع نظارتها الطيبة فوق عينيها حمحت تتمتم في هدوء: - دكتور رشيد حالة المدام اللي جوا غير مطمئنة بالمرة يستحسن ليها الراحة التامة، وتنام علي ضهرها وما تقومش بأي حركة عنيفة غير كدة أنا مش مسؤولة عن اللي هيحصل للجنين، دي ادوية ومثبتات من الافضل تمشي عليها.
شكر رشيد الطبيبة واعطاها نقودها يعطي ورقة الدواء إلي احد غفرائه ليحضرها، نظر جاسر لوالده في حنق، ليندفع ناحية الغرفة التي بها شاهيناز رآها وهي ممدة العرق يغطي وجهها الشاحب شفتيها ترتجف، رأي ضعف قاسي يأكل مقلتيها، اقترب منها يدني بوجهه ناحية يهمس لها بشراسة: - فين العقد، عقد المطعم اللي خلتيني امضي عليه وأنا مش حاسس بالدنيا انطقي والا الله هطلع روحك في ايدي.
ارتجفت حدقتيها تحرك رأسها ايطاليا بهلع مذعورة بالكاد همست له بنبرة مرتجفة: - في الدولاب تحت هدومي.
تركها جاسر وخرج من الغرفة اندفع الي غرفتها يخرج ملابسها من الدولاب يلقيها أرضا، إلي أن وجد ضالته فتح الورقة ينظر لتوقيعه الذي خطه وهو غائب العقل أثر سحرها عليه، ليخرج قداحة من جيبه يشعل الورقة لتتحول لرماد في لحظات... تهاوي علي أحد المقاعد يخفي وجهه بين كفيه يتنفس بعنف قلبه ينتفض شوقا وغضبا، لحظات وسمع صوت يتمتم في هدوء: - هو عاش يا صاحبي وكل حاجة بس احنا لسه عندنا مصيبة أكبر.
رفع جاسر وجهه ليجد غيث أمامه يبتسم، اقترب غيث منه، يجذبه من يده يخرج به من الغرفة دخل به إلي غرفة الأخير عقد جاسر جبينه قلقا ينظر لغيث تنهد يردف حائرا: - في أيه يا غيث مصيبة ايه قلقتني.
اغمض غيث عينيه للحظات يتمني فقط أن يمر الأمر بخير حين يخبر جاسر بما لديه من معلومات، اقترب يقف جواره ربت علي كتفه يهمس متوترا: - هقولك بس توعدني أنك مش هنعمل اي تصرف يأذي صبا، أنا بس محتاج مساعدتك، عشان انفذ اللي في دماغي.
انتفض قلب جاسر خوفا حين سمع اسم شقيقته وكلمة مصيبة لا تزال عالقة في رأسه ابتلع لعابه بصعوبة بالغة يحرك رأسه إيجابا في سرعة، ليقص عليه غيث الحكاية من البداية، منذ أن سمع صبا مصادفة وهي تحادث مراد وسبب قدومه لهنا، والمكالمة الأخيرة التي دارت بينهما، وغضب جاسر يزداد مع كل كلمة تخرج من بين شفتي غيث، عينيه تشتعل تقدح شررا كالنار، تلتهب، نفر عرق صدغه ينفر يعنف عروقه تصرخ من الغضب دمائه تفور، لا يفكر في تلك اللحظة سوي في القتل، شد علي أسنانه بعنف يصيح غاضبا:.
- أنا هقتلها!
تحرك يخرج من الغرفة ليقف غيث في وجهة يمنعه من الحركة، دفعه في صدره بعنف ليرتد جاسر إلي الوراء ينظر لغيث غاضبا، تقدم غيث يهمس له محتدا: - ما تزعقش، وأنا مش بقولك عشان تقولي اقتلها، صبا صغيرة وساذجة أنت أكتر واحد عارف اختك، أنا بس عايزك تساعدني.
ابتعد جاسر عن غيث يتجه إلي نهاية الغرفة عند الشرفة تحديدا وقف كور قبضته يضرب بها سور الشرفة بعنف، اقترب غيث منه يقف جواره ليجد دمعات حارقة تمردت تهطل من عيني جاسر وقف للحظات يشعر بالشفقة عليه قبل أن يسمع جاسر يهمس بصوت حزين يتألم: - أنا ما اذيتوش عمري ما اذيته، بالعكس دا.
صاحب عمري كنت دايما بعتبره اخويا وسندني وسري، بس واضح إني كنت أعمي ما بشوفش، يطلع جواه كل الكره دا ناحيتي، وربي لدفعه التمن غالي.
ابتسم غيث في هدوء مخيف يقف جوار جاسر مباشرة وضع يده علي كتفه يتمتم في خبث: - وأنا هساعدك، مراد ذكي لحد دلوقتي ما فيش في ايدينا دليل نمسكه عليه، ولو فكرت تثبت أن اللي في بطن شاهيناز دا مش ابنك، هتبقي فضيحة كبيرة للعيلة، ولو اتجهت للحل التقليدي بتاع الأفلام أنك تعذبه او تضربه، دا هيزيد من شره أكتر، هيدور علي اي طريق يأذيك بيه، الحل الامثل أننا نرميه بعيد خلف القضبان.
ارتسمت ابتسامة باردة ساخرة علي شفتي جاسر التفت بوجه لغيث ينظر لعينيه الماكرة للحظات قبل أن يتمتم متهكما: - بتهمة ايه بقي أن اللي في بطن شاهيناز ابنه ولا أنه بيستدرج اختي من ورانا.
حرك غيث رأسه نفيا في هدوء تام، اقترب برأسه من جاسر يغمغم جوار أذنه بخبث مخيف: - شروع في قتلك! عقد جاسر جبينه متعجبا من تلك الجملة الغريبة التي نطقها غيث توا، يسأله في حذر: - مش فاهم.
توسعت ابتسامة غيث يعقد ساعديه امام صدره يتمتم في لؤم: - أنا هفهمك احنا هنمشي خطة مراد زي ما هو راسمها بالظبط، أنا عرفت عنوان الشقة اللي هو مأجرها وعرفت أن العمارة ليها سلم خدامين قديم ما حدش بيستخدمه خالص، هو هيروح يجيب صبا واحنا هنكون في انتظاره، هوووب، تخرج أنت، أنا عايزك تستفزه لحد ما تضربوا بعض بس خد بالك ليعورك، والباقي علي جاسم الشريف.
حرك جاسر رأسه نفيا يقطب جبينه متعجبا من تلك الخطة الغريبة يهمس محتدا: - أنا مش فاهم حاجة، ومش هضحي بأختي، وايه علاقة جدي بالموضوع أنا مش فاهم.
تنهد غيث حانقا من عناد جاسر ليقترب منه فك يديه يمسك بهما ذراعي جاسر يهمس له محتدا:.
- صبا هي الطعم اللي هتجيب مراد، أنا عمري ما هضحي بيها أنا نازل عشانها، أنا هبقي وراهم لحد ما يوصلوا، صبا لازم تفوق وواحد في نرجسية وغرور مراد، هيتفاخر جدا بانتصاره علي الكل، مجرد ما يدخلوا أنت هتخرج وهتستفزه، لحد ما تخليه يضربك، في الوقت دا جدي جاسم هيكلم تلميذ قديم ليه اسمه حاتم عدنان اللي سمعته أنه كان في القاهرة واتنقل من حوالي يومين ومن حظنا حقيقي أنه اتنقل في الوقت دا، جدي جاسم هيبلغه أن في شروع في قتل لواحد من أحفاده، حد بيحاول يتهجم عليه ويقتله، هتيجي الشرطة وأنا هاخد صبا اخرج بيها من الشقة عشان ما تظهرش في الصورة، وبكدة نكون ضربنا عصافير كتير بحجر واحد، إيه رأيك.
Back صحيح أنه قضي ساعات طويلة في إقناع جاسر بالموافقة علي دخول صبا في خطتهم الا أنه وافق اخيرا علي مضض، نظر بجانب عينيه الي جاسر الجالس جواره يبدو شاردا، عينيه قد قتمت انطفئت تماما، توجهوا اخيرا الي قسم الشرطة، الي داخل غرفة الشرطي توجهوا جلس جاسر وغيث علي المقاعد جوار مكتب الضابط، وكانت اقوال جاسر كالتالي.
« كنت خارج أنا وغيث لما جالي تليفون من مراد بيطلب مني اني اروحله الشقة دي عشان في حاجة مهمة عايزني فيها، لما وصلت غيث كان مستنيني تحت وأنا طلعت مجرد ما دخلت لقيت مراد بيتهجم عليا بمطوة وعايز يقتلني، والحمد لله أن غيث سمع صوتي واتصل بيكوا.
حرك غيث رأسه إيجابا يؤكد كل كلمة قالها جاسر، امسك حاتم هاتف مراد ليجد بالفعل مكالمة صادرة منه لهاتف جاسر لعدة ثواني قليلة، توسعت ابتسامة غيث الواثقة الخبيثة من الرائع أن تكن عبقري في التكنولوجيا شكرا لك حقا يا أدهم، خرج جاسر وغيث من القسم بعد أن تم حبس مراد أربعة ايام علي ذمة التحقيق ويراعي التجديد له في الميعاد.
حين خرج جاسر وجد مراد يقف هناك تقيد يديه اصفاد الشرطة، رغم النغزة القوية التي اقتحمت صدر جاسر وهو ينظر لحالة صديقه المزرية، الا أن شعور الخيانة كان أصعب من أن يغفر له ما فعل، اقترب جاسر من مراد وقف أمامه بضع لحظات صامتا ينظر لعينيه مباشرة قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتي جاسر مال برأسه ناحية مراد يهمس له بنبرة ساخرة: - أنا أحسن.
توحشت عيني مراد في كره صاح بشراسة يحاول الانقضاض علي جاسر ليسرع العساكر بالامساك به بينما هو يصيح : - هقتلك يا جاسر، هقتلك.
في الطريق وقف جاسر ومراد أمام أحدي الصيدليات ليضمد جاسر جرح صدره، ليأخذوا الطريق سريعا إلي الشقة المغلقة حيث تركوا صبا هناك فاقدة الوعي لا تشعر بشئ مما يحدث.
في فيلا خالد السويسي تحديدا في غرفة ابنته وقفت أمام مرأه غرفتها الكبيرة، مرأة طويلة تظهر لها قوامها كاملا، رفعت رأسها قليلا تنظر لصورتها الجديدة امراءة حرة رغبت في التخلص من جميع القيود حتي قيد الحب لم تعد ترغب فيه، هي الآن سعيدة عليها أن تظل تكرر تلك الكلمة مرارا وتكرارا حتي تنتقع هي الآن سعيدة ستصبح سعيدة بصحبة معاذ.
الذي سيأتي بعد قليل بصحبة المأذون كي تصبح زوجة له، معاذ يحبها أكثر مما تتخيل، نقطة البداية دائما عنده كما هي النهاية، شط الأمان بعد أن كادت تغرق، معاذ دائما جوارها يساندها يستمع إليها دون كلل أو ملل كأنها معزوفة خاصة لفنان عالمي قام بتلحينها له هو فقط، علي من تكذب، هي لا تري معاذ ابدا، وجه زيدان معاها دائما، ضحكات معاذ تتبدل بضحكاته، يحيطها من الجوانب حتي دون أن يكن حاضرا يلفها بالكامل، يتغلل كيانها، تهدجت أنفاسها تنظر لفستانها الأسود اللامع يحتضن جسدها برقة كما كان يفعل هو، تتذكر حتي أحضانه لم تنساها أبدا، اغمضت عينيها بقوة تحرك رأسها نفيا بعنف حين فتحت عينيها أبصرت وجه والدتها القلق أمامها مباشرة، تسألها متلهفة:.
- لينا انتي كويسة يا حبيبتي.
أخذت انفاسها بصعوبة بالغة تؤمأ برأسها إيجابا، وقفت لينا أمامها تحتضن وجهها بين كفيه تنظر لعيني ابنتها الشبيهة كثيرا بعيني والدها تسألها قلقة: - أنتي متأكدة يا لينا من اللي هتعمليه دا.
ابتسمت الأخيرة ببساطة تحرك رأسها إيجابا في هدوء، تنفي إعادة التفكير في قرارها من جديد، هو ذهب لاخري وهي لن تقف تبكي علي الأطلال، احتضنها والدتها بقوة لتسمع نبرتها الباكية وهي تهمس لها: - يارب تكوني فعلا عارفة انتي بتعملي ايه في نفسك، يا رب يبقي فعلا يستاهلك.
ابتعدت والدتها عنها بعد لحظات تربت علي وجنتها برفق تحاول أن تبتسم تهمس لها: - هسيبك تكملي لبسك.
تركتها وخرجت من الغرفة لتصطدم في ذلك الواقف أمامها مباشرة يرتدي حلة سوداء بقميص يماثلها سوادا رفعت وجهها له تنظر لوجهه للحظات استطاعت أن تري القلق والألم في عينيه، هو أيضا خائف قلق علي ابنته من اختيارها رغم أن ما حصل عليه من معلومات تؤكد بأنه شاب عادي حياته خالية من المخاطر، مستقيم ذو خلق عالية!، نظر للحظات لعيني زوجته لتتهرب هي بعينيها بعيدا حتي لا تفضحها نظرات الشوق، ليبتسم هو شبح ابتسامة صغيرة، تركته هي سريعا وغادرت لينزل الي مكتبه بالأسفل، ارتمي بجسده علي أقرب أريكة، يتنهد في ارتياح بعض الشئ يحمد الله أن زيدان سافر اليوم، اخرج هاتفه يحادث حسام، يطمئن عليه، لحظات وسمع صوت حسام يتمتم في هدوء:.
- ازاي حضرتك يا بابا ضحك خالد ساخرا يمسح علي شعره بكف يده الحرة يتمتم متهكما: - من امتي الأدب دا، يا حبيب بابا، ولا القلم اللي خدته علي وشك رباك، لو أعرف كدة كنت رزعتك بالقلم من زمان.
سمع صوت أنفاس إبنه الحانقة يليها صوته يغمغم بكلام خفيض لم يتبين ماهيته ليردف حانقا بعد لحظات: - أنا مش هرد عليك علي فكرة عشان أنت راجل كبير وزي أبويا.
عاد خالد يضحك من جديد ارتمي بجسده للخلف يريح ظهره الي ظهر الاريكة خلفه يغمغم ساخرا: - لا يا حبيب ابوك إنت مش هترد عليا عشان ما اجيش اقطعلك لسانك.
ضحك حسام في الجانب الآخر، قبل أن يسمع خالد صوت دقات علي باب المكتب سمح للطارق بالدخول لتدخل الخادمة تتمتم سريعا في فرحة: - خالد باشا، العريس وصل.
صرفها بإشارة من يده دون أن يهتم بما قالت، ليسمع صوت حسام يتمتم في ذهول: - عريس، مين عندكوا هيتجوز يا بابا.
صمت خالد للحظات يزفر أنفاسه الخانقة فتح ازرار قميصه الأولي يتمتم في خواء: - لينا أختك.
سمع صوت شهقة فزعة تأتي من ناحية حسام تلاها صوته يهمس في صدمة: - يا نهار أسود ازاي طب وزيدان لا ما ينفعش.
وقف خالد من مكانه يتحرك في الغرفة اتجه ناحية الحائط الزجاجي الضخم ينظر من خلاله الي الحديقة بالخارج حين تنهد خالد يهتف في ارتياح قليل: - هعمل ايه بس يا حسام، الحمد لله أن زيدان سافر قبل.
- زيدان ما سافرش، زيدان بايت عندي النهاردة همس بها حسام بصوت خفيض حذر يقاطع والده، لتنتفض خلايا جسد خالد أجمع أثر ما سمع، خرج قلبه من مكانه يركض بعيدا عن جسده، شد قبضته علي الهاتف يصيح في ولده: - حسام اسمعني اوعي تجبله سيرة أنت فاهم، اوعي يا حسام...
طمأن حسام والده أنه من المستحيل أن يفعل ذلك، بعد لحظات أغلق معه الخط، وقف مكانه يستند بكفيه علي سطح المكتب يلهث بعنف عينيه شاردة تسبح في الفراغ ضرب سطح المكتب بقبضته بعنف يهمس متألما: - ليه يا لينا، ليه استخسرتي في حياتكوا فرصة.
وقف للحظات يحاول أن يهدئ مسح وجهة بكف يده عدة مرات، مرت عدة دقائق قبل أن يخرج إليهم، وقعت عينيه علي معاذ الجالس يتأنق بحلة فاخرة وجواره المأذون، وحمزة شقيقه يجلس معهم، توجه إليهم ليهب معاذ سريعا يمد يده يود أن يصافح خالد يتمتم سريعا يبتسم في توسع: - خالد باشا ازاي حضرتك أنا سعيد جدا اني حضرتك قبلتني فرد في العيلة.
نظر خالد ليده الممدودة للحظات قبل أن يتجاوزه دون حتي أن يمد يده جلس جوار أخيه، حمحم معاذ في حرج يعاود الجلوس جوار المأذون ينظر أرضا في حرج، لحظات واطلقت احدي الخادمات زغرودة طويلة عالية جعلت الجميع ينظر للسلم حيث تنزل لينا ابنه خالد أولا، وخلفها زوجة وبدور زوجة حمزة، ابتسمت لينا بتكلف لمعاذ، نزل الجميع لأسفل في صمت طويل مطبق، صمت لم يكسره سوي جملة المأذون التي نطقها بتوتر:.
- احم يا جماعة مش هنكتب الكتاب ولا ايه، أنا لسه عندي كتب كتاب وطلاق نظرت لينا لوالدها ليتفادي خالد النظر إليها مال ناحية أخيه الجالس جواره يهمس له بصوت خفيض متألم: - حمزة أنا مش قادر احط ايدي في ايد الواد، مش هقدر يا حمزة.
ابتسم حمزة في رفق يربت علي كتف أخيه لينظر ناحية الجميع يرسم ابتسامة مرحة واسعة علي شفتيه يغمغم في مرح: - والله ما حد هيبقي وكيل العروسة غيري أنا ما بقتش وكيل قبل كدة يا جماعة ادوني فرصتي، خالد خد فرصته قبل كدة.
قام حمزة من مكانه يجلس علي الاتجاه الآخر منه، لتنظر لينا لوالدها نظرات طويلة تملاءها الصدمة والخذلان، لا تصدق أن رفض للتو أن يزوجها وترك تلك المهمة لأخيه، وضع حمزة يده في يد معاذ ليقبض خالد علي كفه بعنف يشد علي أسنانه بقوة، في اللحظة التالية قامت لينا زوجته تجلس علي المقعد المجاور له ليمد يده سريعا يمسك بكفها يشد عليه ليشعر بأصابعها تعانق كفه برفق كأنها تهون وانتهي كل شئ كما بدأ فجاءة مع جملة المأذون « بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير »...
توسعت ابتسامة معاذ الفرحة ما أن نطق المأذون تلك الجملة، التقط منه القلم سريعا يخط توقيعه ليلمح حمزة شيئا لم يره من قبل جزء صغير من وشم لمحه لمحة خاطفة موسوم علي باطن يد معاذ عند عروقه تحديدا، لمحة لم تتعدي اللحظات، ليأتي دور لينا خطت اسمها بأحرف مرتجفة علي الورقة وكأن يديها ترفض أن تفعل ذلك، ما إن انتهت هب خالد فجاءة يصيح في ابنته محتدا:.
- اتجوزتيه خلاص، عملتي اللي في دماغك، ما ترجعيش تندمي بعد كدة.
واندفع إلي أعلي دون أن ينظر خلفه من جديد، حمحمت لينا في حرج مما فعل خالد للتو، حاولت أن تبتسم وتمرء ذلك الموقف الغريب اقتربت من ابنتها تتمتم ضاحكة: - ايه يا لوليتا انتي عارفة بابا بيغير عليكي قد ايه...
حاولت لينا رسم ابتسامة ولو مزيفة علي شفتيها تنظر لمعاذ لتراه يبتسم في توسع وكأن ما حدث بالكامل لم يزعجه ابدا، نظرت ناحية سلم البيت علها تلمح طيف والدها، اقترب معاذ يلتقط حقيبة ملابسها يتمم مبتسما في سعادة: - يلا يا حبيبتي.
توجهت ناحية والدتها تعانقها بقوة لتبادلها لينا العناق تهمس لها قلقة: - خلي بالك من نفسك يا لينا، لو حصل اي حاجة بلغيني، أنا هكلمك علي طول وهجيلك دايما.
حركت رأسها إيجابا تعانق والدتها ليقترب حمزة منه يفتح ذراعيه علي اتساعمها يغمغم ضاحكا: - وما فيش حضن لعمو حمزة ولا ايه.
اقترب يعانقها بقوة لتختبئ داخل صدره تبحث عن ابيه بين أحضانه، حين سمعت صوت حمزة يهمس لها قلقا: - خلي بالك من نفسك يا لينا ولو حسيتي بأي حاجة مريبة حتي لو مجرد إحساس اتصلي بينا فورا.
ابتسمت لعمها ابتسامة خفيفة تحرك ليقبل جبينها يربت علي وجهها برفق، تركها متجها ناحية معاذ قبض علي تلابيب ملابسه ابتسم ابتسامة مجنونة شرسة يغمغم بنبرة شيطانية: - مبروك يا صهر عائلة السويسي الجديد، أنت عارف طبعا إنت دخلت عيلة مين وعارف هما يقدروا يعملوا ايه، فنصحية مني ما تخليناش نزعلك، ماشي يا معاذ.
لم تتغير ابتسامة معاذ فقط رفع كتفيه لأعلي بلامبلاة يحرك رأسه إيجابا بعد وداع مع الجميع، توجهت لينا الي سيارة معاذ، وقفت جوار السيارة ترفع رأسها لأعلي لتجد والدها يقف هناك في شرفة غرفته ينظر لها مباشرة للحظات شعرت أنها تراه يبكي، قبل أن يلتفت ويغادر، اجفلت علي جملة معاذ: - مش يلا يا حبيبتي.
ابتسمت في خواء تحرك رأسها إيجابا، لتستقل المقعد المجاور له، جلس هو جوارها مباشرة يضعط مكابح السيارة بقوة لتنطلق بهم تشق الغبار في منزل شهد.
علي طاولة الطعام يجلس حسام يقابله زيدان، يشعر بقلق غير مبرر في قلبه وكأن خنجر مسموم يطعن قلبه لا يعرف حتي لما يشعر بذلك الشعور ولكنه قلق خائف يشعر بأن حلقات قلبه تتكسر واحد تلو الآخر تنهد حانقا، يحاول أن يهدئ رفع وجهه ليجد حسام ينظر للفراغ يقطب جبينه غاضبا نظراته حادة غاضبة قاتمة يكور كف يده يشد عليه بعنف، قطب جبينه يسأله متعجبا:.
- مالك يا حسام من ساعة ما كنت بتتكلم في التليفون وشكلك مش مظبوط أنت كنت بتكلم مين.
وجه حسام مقلتيه ناحية زيدان يحاول أن يبتسم حرك رأسه نفيا يتمتم متلعثما: - هاا، لا لا ابدا دا تليفون شغل.
رفع زيدان حاجبه الأيسر ساخرا حسام يكذب وواضح للغاية للاعمي أنه يفعل، ولكن لما يكذب حسام ما الذي يحاول أن يخبئه عنه، مد يده سريعا يلتقط هاتف حسام الموضوع علي الطاولة، كونه صديقه فهو يعرف كلمة السر الخاصة بالهاتف، صاح حسام غاضبا ما أن امسك زيدان هاتفه: - زيدان سيب الموبايل.
ولكن زيدان لم يستمع له في لحظات كان قد فتح هاتفه، ينظر لآخر مكالمة ليجدها من رقم خاله، توسعت عيني زيدان في قلق خوفا من أن يكون أصاب أحدهم مكروها، هب واقفا يصيح في حسام محتدا: - هي دي اللي مكالمة شغل اكيد حد حصله حاجة، أنا رايحلهم.
اندفع زيدان متجها ناحية باب المنزل ما أن امسك القميص سمع صديقه يصيح باسمه التفت له ليسمع آخر جملة تمني سماعها يوما: - زيدان، لينا اتجوزت! علي صعيد أخر أمام منزل معاذ وقفت السيارة اخيرا بعد مسافة ليست بطويلة، وقفت أمام عمارة سكنية راقية للغاية نزل معاذ اولا ليلتف حول السيارة فتح الباب لها لينحني بحركة مسرحية يتمتم سعيدا: - اتفضلي مولاتي.
ابتسمت ابتسامة متكلفة تحرك رأسها إيجابا نزلت من السيارة ليسير معاذ من جوارها يرشدها للطريق، يخبرها بمدي سعادته في تلك اللحظات بوجودها معه، توجها معا الي المصعد الي الطابق الخامس تحديدا، وقف المصعد ليخرجا منه معا تقدمها سريعا يفتح باب الشقة دخل اولا يفسح لها المجال، لتدخل هي الاخري صفع الباب بعنف مخيف ما أن دخلت لتنظر له تقطب جبينها متعجبة مما فعل، التفت برأسها تنظر للمنزل امامها لتتوسع عينيها حين رأت...
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والثمانون
في مدينة أسيوط، في حديقة منزل رشيد الشريف، وقفت سيارة جاسر في الحديقة، أطفأ المحرك يقبض بيده علي المقبض للحظات طويلة قبل أن يلتفت برأسه لتلك الجالسة علي الأريكة الخلفية تبكي في صمت، دموع شقيقته الغالية تحرق قلبه تفتته تسلخ روحه، ولكن خطأها الفادح سيظل شوكة عالقة في قلبه لن يتخلص من ألمها قريبا، تنهد يزفر أنفاسه الحارة المختنقة، قبل أن يلتفت برأسه لشقيقته ينظر لوجهها الاحمر عينيها القاتمة الباكية الحزينة شفتيها المرتجفة، صبا ليست سوي طفلة ساذجة سقطت في شباك صياد ماهر، كم أراد أن يطوقها بذراعيه يخبئها في صدره يخبرها إلا تخف ولا تحزن هو جوارها ولن يتركها ابدا، تنهد يمسك زمام أعصابه يشد علي أسنانه بعنف حين تمتم بجفاء:.
- امسحي دموعك واياكي تعيطي جوا، أنا قولتلهم إني كنت عايز اغير جو فخدتك انتي وغيث وكنا بنتفسح، مفهوم ارتعش جسدها بعنف أثر نبرة أخيها الغاضبة الجافة لتحرك رأسها إيجابا سريعا، تمسح وجهها بكفي يدها بدت كطفلة صغيرة حزينة تحاول إخفاء دموعها، مسح جاسر وجهه بكف يده بعنف ليلتف ناحية غيث الجالس جواره ملامح وجه الأخير غامضة خاوية من اي مشاعر، وربما كثرة ما بها من مشاعر جعلها صعبة القراءة، حمحم يهمس له بخفوت:.
- هات الحاجة من شنطة العربية حرك غيث رأسه إيجابا في آلية تامة، نزل غيث من السيارة تحرك يفتح صندوقها ليخرج منها عدة بالونات كبيرة الحجم ومعها دمية علي شكل ارنب كبير وعدة حقائب بها قطع حلوي كثيرة اخرجهم من الصندوق يتحرك بهم ناحية جاسر الذي نزل توا هو الآخر، التقط منه تلك الأشياء ليفتح الباب المجاور لصبا مال بجسده يعطيه ما في يده دون حتي أن يبتسم يتمتم بقسوة:.
- امسكي دول، هدايا من اخوكي يا حبيبة اخوكي، يلا انزلي، وعلي الله يا صبا عينيك تنزل دمعة واحدة جوا فاهمة.
ارتعش جسدها بعنف تحرك رأسها بالإيجاب بلا توقف، مدت يدها المرتعشة تمسك بتلك الهدايا من يده، نزلت تسير أمام الإثنين قدميها بالكاد تحملها، تقدمت تدق الباب لحظات وفتحت لهم أحدي الخادمات ليخطو جميعا إلي الداخل، ما إن دخلوا بدأت ضحكات جاسر وغيث تعلو بشكل مرح للغاية يتحادثان بطلاقة وكأنهم كانوا حقا في نزهة: - بس كان يوم عظمة - جامد جداا، أنا اول مرة اعرف أن بلدكوا حلوة كدة - اومال ايه يا عم، أم الدنيا.
ومن ثم بدآ يضحكان من جديد في لحظة قدوم شروق ناحيتهم اجبرت صبا شفتيها علي الابتسام، ابتسامة صغيرة اخذت جهد شاق لتخرج للنور، توسعت ابتسامة شروق تتقدم ناحيتهم وقفت جوار صبا تحادثهم ببهجة: - دا لو الفسحة هترجعكوا مبسوطين كدة، دا انتوا تخرجوا تتفسحوا كل يوم تعالت ضحكات الشباب من جديد، نظرت شروق لولدها للحظات تقطب جبينها في حيرة تسأله: - جاسر مش دا القميص اللي إنت كنت لابسه الصبح وأنت خارج.
ابتسم جاسر في اتساع ينظر لقميصه الأسود بحاول الا يجعل والدته تشك في اي شئ نفض غبار وهمي من علي اكتاف قميصه يبتسم في زهو: - بس إيه رأيك في القميص حلو مش كدة، القميص التاني اتقطع، وكان شكلي عار فيه، فجبت دا، ب250 جنية ايه رأيك اقتربت شروق تمسك أحد أكمام القميص تتفحص خامته بين أصابعها الخبيرة كأم، زمت شفتيها تتمتم بامتعاض:.
- خامته وحشة كتير عليه اوي ال250 جنية، لو كنت قولتلي كنت جبتلك خمسة بال250 دول... ضحك جاسر في اصطناع يجبر شفتيه علي الضحك، ليشاركه غيث الحديث العابث: - حضرتك عاملة زي ماما بالظبط، أنا عندي ترنج من خمسة ابتدائي لسه لحد دلوقتي بيجي علي قدي، اقولها يا ماما كبير تقولي عشان يعيش معاك اسكت أنت مش فاهم حاجة.
الجميع يقف تتعالي ضحكاتهم عداها هي بالكاد تجبر شفتيها علي الابتسام تمنع دموعها بأعجوبة، نظرت شروق ناحيتها لتختفي ابتسامتها شيئا فشئ، مدت يديها تحتضن بهما وجه ابنتها بين كفيها تسألها قلقة: - مالك يا حبيبتي وشك أحمر ليه كدة، انتي سخنة مدت يدها تبسطها علي جبين ابنتها قلقة لتتنهد بارتياح تتمتم: - الحمد لله مش سخنة، اومال مالك يا صبا، أنت زعلتها يا جاسر ولا إيه.
اقترب جاسر منهم يطوق كتفي شقيقته بذراعه نظر لوالدته مبتسما يتمتم في مرح: - زعلتها، كل الحجات دي وزعلتها، الجوا برة برد، وانتي عارفة صبا لما الجو بيبرد وشها بيحمر، علي رأي ابو تهاني حمار رباني شد جاسر علي كتف صبا خفية لتضحك في مرح باهت تحرك رأسها إيجابا سريعا تثأبت تتمتم ناعسة: - أنا هطلع انام تصبحوا علي خير تركتهم تهرول لأعلي سريعا إلي حيث غرفتها، نظر جاسر حوله ليعاود النظر لوالدته يسألها متعجبا:.
- اومال بابا فين مش شايفه... - ابوك في المستشفى عنده حالة حرجة ربنا يعينه تتمت بها شروق في هدوء تبتسم لولدها، ودعهم غيث يتوجه الي غرفته ليلحق به جاسر، استوقفهم شروق تسألهم: - مش هتتعشوا يا ولاد حرك كل من جاسر وغيث رأسيهم نفيا التفت جاسر لوالدته قبل أن يصعد يعطيها شبح إبتسامة يتمتم بخمول: - لا يا ماما احنا كلنا لما شبعنا برة، تصبحي علي خير...
ودع والدته واتجه إلي اعلي حيث غرفته وقف للحظات أمام غرفة صبا قلبه يحثه للدخول إليه وعقله يرفض يثور عليه، ابتلع لعابه مرتبكا غاضبا في الآن ذاته، تنهد في حرقة ليسرع بخطاه ناحية غرفته يدخلها سريعا يغلق عليه الباب، أما في غرفة صبا الصغيرة، ما إن دخلت إلي غرفتها القت ما في يدها أرضا تلك الهدايا ما هي الا واجهة حتي يكملوا عرضهم المسرحي المبتذل، اندفعت الي فراشها تبكي بعنف وتتعالي شهقات بكائها وضعت يدها علي فمها تمنع صوت بكائها، جسدها يرتجف بعنف تزيد من احتضان ذراعيها لجسدها علها تشعرها ببعض الأمان الزائف، ساذجة بريئة غبية، كادت أن تطيح بكل شئ بتهورها الغير محسوب، شرف العائلة، اخيها، سمعة والدها، كل شئ كان سيضيع لولا مجئ جاسر وغيث، كم كانن غبية وقعت في شباك العشق الزائف المحرم الممنوع، عشق كاد يلقيها في النار حية وحمدا لله أنها الآن بخير، نزعت حجاب رأسها لتتحسس برفق وجنتيها الحمراء أثر صفعات جاسر لها!
Flash back - أنا بكره اخوكي وانتي يا صبا هتبقي الشوكة اللي اغرزها في ضهره، انتي يا صبا ترددت كلماته السامة في عقلها بعنف مخيف يصاحبها رائحة قوية تتحرك أمام أنفها تغزو خلاياها تجبرها علي الاستيقاظ، فتحت عينيها فجاءة تشهق بعنف تصيح باسم اخيها مذعورة: - جاااااااااسر.
انتفضت في جلستها تستند بكفيها علي الفراش تلهث بعنف جبينها يتفصد عرقا، رؤية مشوشة ضبابية شيئا فشئ بدأت تتضحك الرؤية، رأت جاسر يقف هناك أمام الفراش ملامح وجهه مظلمة غاضبة فزعة وكأنها تري وحشا وليس جاسر اخيها، توسعت عينيها في فزع تحول لألم حين هوي بكفه علي وجهها بعنف، صاح غيث فيه، اندفع ناحيته يبعده ولكن قبل أن يفعل كان كف جاسر الآخر يعرف طريقه لوجنتها الاخري، ارتمت علي فراشها تشهق في البكاء، بينما قبض غيث علي ذراعي جاسر يجذبه بعيدا عنها يصرخ فيه:.
- أنت اتجننت، ابعد عنها يا جاسر نظرت بأعين جاحظة مذعورة لشقيقها وهو يتشاجر مع غيث بضراوة يصرخ فيه: - ابعد عني يا غيث، لولا بس زعل ابويا وامي أنا كنت دفنتها، دا جاية معاه شقته، أنت عارف كان هيعمل فيها ايه دفعه غيث بعيدا بعنف قاسي يقف في المنتصف بينه وبين صبا التي ترتجف باكية يصيح هو الآخر محتدا:.
- عارف، بس مش هبعد يا جاسر، مش هسيبك تأذيها، آه صبا غلطت، بس دي أختك إنت أكتر واحد عارفها وعارف تربيتها، صبا اتضحك عليها، الحيوان اللي اسمه مراد لعب بعقلها، ودي مهما كانت لسه عيلة مراهقة مش عارفة حاجة، بدل ما تضربها فهمها أن اللي عملته دا غلط...
توقف صياح غيث ولم يعد يسمع في الغرفة سوي صوت بكاء صبا العالي، وصوت أنفاس غيث وجاسر العالية الغاضبة، التفت غيث ناحية صبا، ينظارها بعتاب صامت للحظات تنهد بعنف، يحاول أن يبتسم يتمتم في رفق: - غلط يا صبا، سلمتي مشاعرك للشخص الغلط، مشيتي وراه زي العامية، كان ممكن يضع مستقبلك وحياتك انهي كلامه بابتسامة صغيرة شاحبة يحرك رأسه إيجابا متمتا: - بس أنا واثق أنك اتعلمتي من الغلط دا.
هنا تحديدا صدح صوت جاسر الغاضب حين زمجر يصيح: - وهي مش عارفة أنه غلط ماما ما قالتلهاش بدل المرة ألف، ولا الهانم خلاص كبرت وقررت تدور علي حل شعرها شهقت صبا بعنف تضع يديها علي فمها تحرك رأسها نفيا مرة تليها اخري واخري واخري بهستريا تبكي تنظر لاخيها فزعة لا تصدق أن تلك الكلمات خرجت من فمه هو، نكست رأسها ارضا تشهق في بكاء عنيف، لتسمع صوت خطوات غيث تبتعد استطاعت أن تسمع صوته الخفيض وهو يعاتب جاسر:.
- اللي إنت بتقوله دا ما ينفعش، أختك عيلة صغيرة واتضحك عليها، بلاش العرق الصعيدي ينطر دلوقتي أنت عايش عمرك كله في القاهرة أصلا رفعت وجهها ببطي جسدها يرتعش لتضطرب حدقتيها حين وجدت جاسر يقترب ناحيتها رفعت يديها تحتمي بهما خوفا منه، لتري عيني جاسر الحمراء كالنار تبكي، رأت اخيها يبكي تنهمر دموعه بعنف وقف أمامها مباشرة يصرخ بحرقة:.
- أنا عمري ما هسامحك يا صبا، انتي كنتي انضف حاجة في حياتي، كنت مستعد اضحي بنفسي وبمستقبلي بكل حاجة عشانك، بس لما اعرف أنك مش بس بتحبي واحد من ورانا لاء دا انتي جاية معاه شقته، عارفة احنا لو ما كناش لحقناكي كان ايه هيحصل، كان هيغتصبك يا صبا، عارفة يعني ايه هيغتصبك - جاسر كفاية بقي.
صاح بها غيث محتدا عليه يُسكت ذلك المدفع الذي انطلق ينفجر في الجميع، التفت جاسر برأسه ناحية غيث ليعاود النظر لصبا يصيح محتدا: - كفاية ليييه خلي الهانم تعرفك كان هيحصل فيها ايه عاود النظر لشقيقته يصرخ بحرقة:.
- كان هينش في لحمك زي الكلب المسعور، ابوكي ما كنش هيستحمل قهرة زي دي، وماما، ماما يا صبا، فكرتي فيها لما تعرف هتموت فيها، وانتي بقي، هتعيشي بعار غبائك عمرك كله، ما حدش بقي بيتجوز مطلقة عشان يتجوز مغتصبة يا صبا! انهي كلامه ليندفع إليها يجذبها لاحضانه يعانقها بقوة وعنف يغرزها بين ذراعيه، يتأوه من ألم قلبه المحطم انسابت دموعه بعنف وهو يتمتم في حرقة: - ليه يا صبا، ليه تعملي كدة فيا، ليييه.
ظل يضمها لاحضانه بعنف للحظات طويلة قبل ان يبعدها عنه بجفاء ابتعد عنه يمسح وجهه بكفيه بعنف يتمتم في جفاء: - قومي اغسلي وشك واعدلي طرحتك يلا احنا اتأخرنا اوي Back عادت من شرودها الطويل تغمض عينيها بأسي، تنعي ببكائها غبائها الذي اوصلها إلي هنا.
وقفت لينا السويسي في منتصف غرفة المعيشة في شقة زوجها تنظر بأعين متسعة مذهولة للصالة المزينة بالورود والبالونات التي تحمل أحرف إسمها، وعلب الهدايا هنا وهناك وكعكعة كبيرة عليها صورتها علي الطاولة القريبة منها، ابتسمت دون حياة ابتسامة صغيرة تنظر للسعادة حولها ولكن ماذا تفعل وإن كان قلبها بات يكره السعادة، ادمعت عينيها تنزلق دموعها علي خديها، تحرك رأسها هنا وهناك لا تنظر لتلك الأشياء هي فقط تبحث عنه كم تمنت في تلك اللحظات أن يخرج من أحدي الغرف، يتقدم ناحيتها يعانقها لتخبره كم تحبه، لتعاتبه علي ابتعاده عنه، اجفلت من شرودها علي جملة معاذ التي قالها ضاحكا:.
- دي دموع الفرحة للدرجة دي عجبتك المفاجأة حركت رأسها إيجابا عدة مرات، وجهت انظارها لمعاذ الذي يقف قريبا منها يبتسم ابتسامة سعيدة واسعة ها قد حقق انتصاره وظفر بها أخيرا، نظرت هي ناحية باب المنزل لتعاود النظر اليه تسأله متعجبة: - أنت ليه رزعت الباب لما دخلت ضحك في حرج ليرفع يده يعبث في خصلات شعره كأنه مراهق خجول ابتسم يتمتم مرتبكا:.
- بصراحة دي عادة عندي أنا بحب ازرع اي باب وأنا بقفله، أنا آسف لو كنت خضيتك وجهت له ابتسامة صغيرة تحرك رأسها نفيا، ليلتقط هو حقيبتها يشير لها إلي أحدي الغرف المواجهة لها يتمتم مبتسما في سعادة: - تعالي، الأوضة من هنا، تعالي، تعالي ما تتكسفيش، البيت بيتك، اعتبريني ضيف عندك.
رغم خفة ظل معاذ التي تعرفها جيدا الا أنها لم تكن في حالة تسمح لها حتي بالابتسام يكفي ما فعل والدها لتزداد بؤسأ، فتح معاذ لها باب الغرفة لتخطو للداخل تنظر لتلك الغرفة الكبيرة معظم ألوانها باللون الأسود القاتم واللون الفضي وهي حقا تكره هذين اللولين، الا أنها لم تجد امامها سوي أن تبتسم حين سألها معاذ بابتسامة واسعة سعيدة: - ها ايه رايك في اوضتنا.
انتفض قلبها مع آخر أحرف كلمته، غرفة تجمعهم هي وهو، في غرفة واحدة، توترت قسمات وجهها اضطربت حدقتيها في فزع تحاول التماسك قدر الامكان قبض علي كفها بعنف تتنفس بقوة مرة تليها أخري واخري، الي أن سمعته يقول مبتسما: - أنا هروح اغير هدومي في الحمام اللي برة خدي راحتك... تنفست الصعداء ما أن خرج وضعت يدها علي صدرها تتنفس بقوة مرة بعد أخري، جلست مكانها تقبض علي قماش فستانها بكفيها بعنف تحادث نفسها:.
تسارعت دقات قلبها تحاول أن تهدئ، لمحت بطرف عينيها قميص أسود من الحرير ناعم موضوع جوارها علي الفراش، وجواره المئز الخاص به، ارتعشت يديها حين امسكته بين أصابعها، تتحرك به إلي مرحاض غرفتهم، مرت عدة دقائق قبل أن تخرج، وقفت أمام مرآة غرفتها تنظر لانعكاس صورتها تبتسم ابتسامة مرتجفة خائفة، أغمضت عينيها لتشعر بيدين تحاول جسدها وقبلة شغوفة طُبعت علي وجنتها وصوته المميز يهمس لها: - أنا بحبك.
شهقت بعنف فتحت عينيها تلتفت برأسها تبحث عنها تلهث مرتجفة لا أحد في الغرفة هي فقط وضعت يدها علي قلبها عله يهدي قليلا، لتنتفض بعنف حين سمعت صوت دقات علي باب غرفتها بلعت لعابها متربكة خائفة لا ترغب في خوض في تلك التجربة مرة اخري يكفي ما لاقت ويزيد، التقطت المئزر الخاص بقصميها الاسود الطويل ذو الحمالتين الرفيعتين ارتدته تنظر لنفسها لتزفر بتوتر تقدمت ناحية باب لتفتحه بهدوء لتقابل وجهه المبتسم امامها اطلق صفيرا طويلا بإعجاب ليقول في مرح:.
- ايه القمر دا يا ناس، cupcakes بالشوكولاتة يا اخواتي خرجت منها ضحكة صغيرة متوترة دقات قلبها سريعة غير منتظمة خائفة لتشعر بيديه تحاوط وجهها بحنو رفعت عينيها له لتجده يبتسم في عشق ليهمس لها: - لينا أنا عارف أنك قلقانة وخايفة ومتوترة بسبب اللي حصل، حبيبتي أنا عمري ما هفرض وعلي هغصبك علي حاجة انتي مش عيزاها كفاية أنك قدام عينيا، يلا بقي ابتسمي وما تشليش هم حاجة وأنا جنبك.
علت شفتيها ابتسامة وتلك الغصة تعصف بقلبها بعنف ليضمها إليه يحاوطها بذراعيه برفق لتهمس له بامتنان: - شكرا اوي يا معاذ او هكذا مني نفسه أنه سيحصل حتي علي عناق، أنه عانقها بالفعل، الا أنه ظلت واقفة مكانها بعد أن قال ما قال تحرص عليي مسافة بينهما ابتسمت تهمس بنفس الجملة ولكن تلك المرة وهي بعيدة: - شكرا اوي يا معاذ.
ابتسم في خيبة يحرك رأسه إيجابا ليوجه انظاره لها سريعا حين تمتمت باسمه بنبرة خائفة مرتبكة، نظر لها باهتمام يحثها بنظراته علي قول ما تريد، لتتهدج أنفاسه بدأت تحرك يديها حركات عصبية متوترة تتمتم بتلعثم: - ااانا، قصدي يعني، إنت عارف، أنا قصدي، اوضتنا، مش هقدر، انااا آسفة ابتسم لها في رفق يحرك رأسه إيجابا بسط كفه أمام وجههل يهمس لها بترفق:.
- هشش اهدي خلاص، أنا فهمت، انتي عايزة تقولي أنك مش هتقدري نفضل أنا وانتي في اوضة واحدة نكست رأسها ارضا تحركها إيجابا ليزفر هو حانقا للحظات، عاود الابتسام يتمتم في حنو: - خلاص يا حبيبتي ما فيش مشكلة، أنا عارف إن اللي عملوا فيكي الحيوان دا مش سهل تنسيه، بس هنحاول مع بعض.
شدت علي أسنانها بعنف تشعر بغضب مفاجئ يستبد بها ما أن سب معاذ زيدان امامها، قبضت علي قماش قميصه بعنف، رفعت وجهها له تبتسم في اصفرار تحرك رأسها إيجابا، ليعطيها هو ابتسامة كبيرة يتمتم في مرح: - اوامرك مطاعة يا مولاتي طبعا، يلا نتعشي أنا واقع من الجوع انقبضت معدتها بعنف تعصر امعائها ما أن ذكر اسم طعام حالتها النفسية السيئة جعلتها تزهد الطعام تماما، حركت رأسها نفيا بخفة تتمتم معتذرة:.
- معلش يا معاذ أنا مش جعانة خالص رأت قسمات وجهه تتشنج يبدو غاضبا، نظراته حقا ارعبتها، سرعان ما تبدلت تلك النظرات بأخري حزينة محبطة يتمتم حزينا: - ماشي يا لينا، أنا بس كنت حابب ناكل مع بعض، بس المهم عندي راحتك طبعا، وبعدين احنا هنروح من بعض فين، هنفطر سوا بكرة.
ابتسمت في هدوء تحرك رأسها إيجابا ليودعها يخرج من الغرفة عينيه مسلطة عليها، الي أن اختفئ من امامها هرعت إلي باب الغرفة تغلقه بالمفتاح تضع يدها علي صدرها تتنفس الصعداء...
في منزل خالد السويسي، في الغرفة المجاورة لغرفة نومه الرئيسية، وقف خالد في منتصف الغرفة ينتفس بعنف يلهث من شدة غضبه، صدره يعلو ويهبط بجنون، يقبض علي يسراه بينما اليمني يشد بها علي خصلات شعره بقسوة يتحرك ذهابا وايابا كالليث الغاضب يحادث نفسه غاضبا: - غبية وهتندم، أنا مش مرتاح للواد دا، هتندم وأنا اللي هتعذب علي زعلها، قسما بالله لو مس شعرة منها لهدفنه...
وقف للحظات يضع يديه الاثنين علي رأسه يتأوه من الالم يتمتم: - ربنا يسامحك يا بنت خالد دماغي هتنفجر من التفكير والقلق تحرك ناحية باب الغرفة سريعا فتحه ليتوجه الي باب الغرفة المجاورة له مباشرة، كاد أن يفتح المقبض كعادته ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، كور قبضته يدق الباب بخفة عدة مرات، الي أن سمع صوتها الناعم وهي تقول: - ايوة ثواني.
لحظات وهو يقف يرتقب ظهورها علي جمر النار إلي أن أطلت من الباب، قطبت جبينها توسعت عينيها خالد يدق الباب!، لم يدع لها الفرصة لتندهش لحظة أخري، حين اندفع الي الداخل، يخبئ نفسه بين أحضانها، يشدد علي عناقها بعنف يتمتم بحرقة:.
- أنا هتجنن من التفكير يا لينا، خايف قلقان مرعوب، مش عارف حتي اغمض عيني عشان أنام، خايف علي لينا أوي، دا كنت مرعوب وهي مع زيدان اللي أنا مربيه علي ايدي، اومال الواد دا اللي اعرف عنه كله معلومات علي ورق، بنتك هتجيب أجلي باللي بتعمله دا والله لحظات من الصمت بينهما قبل أن يشعر ترفع يدها تحطها علي رأسه برفق تمسح علي خصلات شعره تهمس تعاتبه:.
- اللي عملته دا ما ينفعش، لينا زعلت اوي عشان ما رضتش تكون وكيلها رفع وجهه عن أحضانها ينظر لها، نظرات مليئة بالألم والعجز والحسرة، حرك رأسه نفيا أدمعت عينيه رغما عنه يهمس لها بنبرة حزينة ممزقة: - ما قدرتش يا لينا، ما قدرتش احط ايدي في ايده، ما قدرتش اسلمه بنتي، والله ما قدرت.
انسابت قطرات دموعه علي وجهه، تنهدت لينا حزينة علي حاله، صحيح أنها غاضبة حقا منه ولكنها لن تتحمل ابدا أن تراه بتلك الحالة، رفعت كفها تمسح ما سقطت من دموعه علي وجهه تهمس له بحنو بجملته الخالدة التي يقولها دائما في أحلك الاوقات: - كل حاجة هتبقي كويسة ما تشلش هم، تعالا نام انت شكلك تعبان أوي.
اصطحبته الي الفراش، ليضع رأسه بين أحضانها يتمسك بها كطفل صغير يحتضن والدته وهي تمسح بيدها علي شعره بحنان ارتسمت ابتسامة مطمئنة صغيرة علي شفتيه ربما اخيرا نال سماحها، بعد طول خصام، رفع وجهه لها يبتسم بشحوب يتمتم: - اخيرا سامحتيني قطبت ما بين حاجبيها في عجب، لحظات وحركت رأسها نفيا ، تفاجئ به، ابتسمت ببساطة ترفع كتفيها لأعلي تتمتم بجفاء قاسي:.
- الموضوع مالوش علاقة باني سامحتك يا خالد دا واجبي والعشرة الكبيرة اللي بينا ما تسمحليش اسيبك في حالتك دي ابدا.
اندثرت الابتسامة من فوق ثغره شيئا فشئ إلي أن ماتت تماما ولم يبقي لها أثر، ظل ينظر لها للحظات وبريق عينيه يخبو، ظهرت الحسرة جلية علي قسمات وجهه، قبل أن يتنهد يحرك رأسه بالإيجاب، عاد يضع رأسه بين أحضانها من جديد يغمض عينيه كاد أن يضيع في دوامة النوم قبل أن يسمع صوت دقات علي باب غرفته تلاها صوت أخيه: - خالد إنت هنا لم تكن له القدرة علي القيام جسده خامل متعب فقط علا بصوته قليلا يتمتم ناعسا:.
- ايوة يا حمزة خير، معلش يا حبيبي مش قادر اقوم سمع صوت حمزة يتمتم سريعا من خلف الباب المغلق: - لا ابدا ولا يهمك، هو موبايلك معاك ولا أنت سايبه فين، اصل أنا عايزه ضروري قطب خالد جبينه للحظات يحاول تذكر أين هاتفه، آخر مرة كان يحادث حسام منه في غرفة مكتبه بالطابق السفلي، علا بصوته من جديد يحادث أخيه بحزم: - في المكتب اللي تحت يا حمزة، الباسورد لينا، واياك تفتح الصور سمع صوت ضحكات أخيه تعلو يردف ساخرا:.
- خلاص يا عم الحمش، تصبح الي خير، سلام قالها لتبتعد خطوات حمزة قبل حتي أن يستمع إلي رد أخيه، بينما عاد خالد يغمض عينيه تحت وطأة لمساتها الحانية يهرب من كل شئ في دوامة النوم الناعمة.
علي صعيد آخر بعيد للغاية توقفت سيارته عند منطقة نائية فارغة عند كورنيش النيل الفارغ في تلك الاوقات تقرييا، اوقف حسام سيارته نزل منها يركض ناحية تلك المنطقة الفارغة القريبة من سطح الماء يعلو بصوته ينادي علي صديقه منذ ساعات وهو يبحث عنه ويجب أن يكون هنا الآن، وقف في تلك المنطقة الفارغة يصيح بصوت عالي: - زيدااااان، يا زيداااااان، زيداااان - هششش، اخرس بقي.
نظر سريعا ناحية مصدر الصوت ليجد زيدان يجلس هناك علي صخرة قريب من الماء استطاع أن يراه تحت الإضاءة الضعيفة ملابسه وجسده يغرقان في الماء، هرع ناحيته يركض وقف بالقرب منه يسأله فزعا: - أنت هنا يا أخي حرام عليك بقالي أزيد من ساعتين بدور عليك، وبعدين ايه الماية دي كلها أنت كنت في الماية ولا إيه.
رفع زيدان وجهه يتطلع إلى وجه صديقه بأعين انطفئ بريقها تماما وغام الموج يقتلها ما بقي فيها من حياة، اشار بيده الي المكان حوله لترتسم ابتسامة حزينة علي شفتيه يتمتم بسخرية قاتلة: - شايف المكان، آخر ذكري ليا مع أبويا كانت هنا، لما بتقفل في وشي باجي هنا، كان بيقول وأنا صغير مش فاهم بس عمري ما نسيت كلامه، أنا بحب النيل اوي يا زيدان طيب بيطبطب علينا، لما بكون مخنوق بحس أنه بيطبطب علي وجعي...
وقف زيدان ينظر ينظر للمكان حوله بحرقة ليصيح بقهر: - وأنا بقالي هنا اكتر من ساعتين وجعي بيزيد ما بيقلش، ما بيطبطبش علي وجعي، في سيخ مولع في قلبي مش عارف اشيله... التفت ناحية حسام سريعا يمسك بذراعيه بعنف يصيح بجنون: - قولي يا حسام مش الماية بتطفي النار صح، صح، أنا قعدت ساعة فئ الماية والنار اللي في قلبي بتزيد، اعمل ايه يا دكتور، هاتلي علاج أنا هموت من الألم.
ادمعت عيني حسام علي حال صديقه حاول أن يعانقه ليدفعه زيدان بعيدا عنه وقف يلهث بعنف عينيه حمراء جسده يرتجف من القهر والغضب ليصيح بشراسة: - خلاص اتجوزت، اتجوزته، رمتني برة حياتها خالص، كدة حققت انتقامها مني، كدة خدت حقي علي غلطة عملتها وأنا حتي مش في وعي اقترب من حسام يقبض علي كفي يده توسعت عينيه بجنون ارتسمت ابتسامة سوداء معذبة علي شفتيه يصيح بحرقة:.
- قولي يا حسام زمانهم بيعملوا ايه دلوقتي، لمسها صح، بقت مراته، بقت من حقه هو، هتنام في حضنه، طب وأنا، أنا، أنا ذنبي ايه، ذنبي اني حبيتها، ذنبي اني كنت طفل ضعيف حاول يغتصب طفولته بس والله يا حسام أنا قاومته وضربته وهربت، أنا ذنبي ايه، حبيتك ليه يا لينا، ليه.
لم يقدر حسام علي تركه أكثر بحالته تلك طوقه بين ذراعيه يشدد علي احتضانه كأنه طفل صغير، رفع يده يضغط علي عرق معين في رقبة زيدان عدة ثواني قبل أن يشعر بجسد الأخير يرتخي تماما ويفقد الوعي، اسنده حسام الي السيارة يضعه علي المقعد يسند رأسه برفق الي ظهر المقعد، أدمعت عينيه يهمس له نادما: - أنا آسف يا صاحبي.
عاد ذلك الكابوس يتجسد من جديد تشعر بجسدها بالكامل مقيد وكأن اصفاد من نار تمعنها من الحركة جسدها مقيد فمها مكمم، فتحت عينيها لتتوسع في ذعر جسدها بالكامل مقيد فمها مكمم بقطعة قماش، يديها وقدميها مقيدتان باصفاد من حديد.
في غرفة غريبة لا تعرفها، حاولت الصراخ دون فائدة ادمعت عينيها تحاول جذب تلك الاصفاد بعنف علها تفك قيد يديها ولكن دون جدوي، لحظات ووجدت باب الغرفة يُفتح ودخل رجل غريب، رجل لا تعرفه يغطي وجهه بقناع اسود، تقدم ناحية فراشها يبتسم في خبث مرعب، جلس جوارها علي الفراش يتحسس وجهها يسير بأنامله علي وجنتها اقترب من أذنيها يهمس متلذذا:.
- صغيرة، حلوة، حلوة اوي، ما تعرفيش أنا دفعت قد ايه عشان اخدك، هو كان عايزك ليه، بس ما كنش ينفعش اسيبك، دخلتي دماغي من اول مرة شوفتك فيها، دفعت كتير اااه، بس انتي تستاهلي، سمعيني صوتك، اااه أنا آسف مد يده يزيح قطعة القماش التي تكمم فمها لتسأله بصوت مرتجف مذعور: - ااانت ممميين تعالت ضحكاته، ضحكات بشعة عالية، ضحكات شرسة تبنئ عن سوء نية صاحبها وقف أمامها ينظر لوجهها مد يده يزيح قناع وجهه يتمتم متوعدا:.
- أنا وللمرة الثانية قبل أن تعرف من هو استيقظت من كابوسها المخيف علي صوت دقات عالية سريعة خائفة علي باب غرفتها، انتفضت جالسة علي الفراش تلهث بعنف جسدها يتصبب عرقا يغرقها، تسمع صوت معاذ وهو يصرخ خائفا قلقا: - لينا افتحي يا لينا، لينا مالك يا حبيبتي بتصرخي ليييه، لينااااا افتحي لي الباب حاولت أن تهدئ شيئا فشئ حتي تجيبه خرج صوتها ضعيفا مرتعشا: - ما فيش يا معاذ دا كابوس، ما تقلقش عليا أنا كويسة.
رأت مقبض الباب وهو يتحرك بعنف تلاه صوته القلق المذعور: - طب افتحي أنا هطمن عليكي وامشي علي طول ارجوكي اغمضت عينيها تلتقط أنفاسها السريعة اللاهثة مسحت علي رأسها تزيح خصلات شعرها التي تغطي وجهها تتمتم ناعسة: - صدقني يا معاذ أنا كويسة، كان كابوس، ارجوك أنا كويسة لحظات وسمعته يتمتم بنبرة متهدلة خائبة: - ماشي يا لينا تصبحي علي خير.
ومن ثم سمعت خطواته لتبتعد لتضم هي ركبتيها بذراعيها تحتضن جسدها جيدا، تتحرك للأمام وللخلف دقات قلبها علي وشك التوقف من الخوف لما عاد ذلك الكابوس البشع من جديد ومن ذلك الرجل ولما لا تري وجهه وماذا يريد منها، عادت ترتمي علي الفراش من جديد تحتضن جسدها ترتجف بعنف إلي أن سقطت في شباك النوم رغما عنها.
اخيرا اتي الصباح بعد ليلة عصيبة علي الجميع طل بنوره اخيرا يمحي بقدر الإمكان ما سببته تلك الليلة من ألم، في المستشفى حيث يوجد أدهم ومعه مايا التي تجلس علي مقعد جواره علي الفراش تمسك بكف يده تتحدث معه دون كلل او ملل عما يمر بالعائلة في تلك الفترة حديث طويل لا ينتهي، عينيها تراقبان وجهه جيدا تبحث عن اي اشارة ولو ضئيلة علي أنه يستمع إليها، تنهد يآسه تشبك أصابعها في أصابعه تهمس له راجية وقد ادمعت عينيها:.
- ادهم قوم بقي كفاية كدة، أنت وحشتني أوي، ووحشت بابا اوي اوي، علي فكرة هو سامحك، أنت مش عارف هو قلقان عليك قد ايه، قوم يا أدهم عشان خاطري... انسابت دموعها تبكي في صمت، لحظات وسمعت دقات علي باب الغرفة مسحت دموعها سريعا حمحمت تسمح للطارق بالدخول لحظات وطل عليهم وجه رعد مهران، وهو يبتسم في توسع يحمل باقة ورود كبيرة في يده، دخل إلي الغرفة يضع الباقة علي أقرب طاولة، اقترب من مايا يردف مبتسما:.
- ازيك يا مايا عاملة ايه وأخبار ادهم ايه ابتسمت مايا في شحوب تحرك رأسها بالإيجاب تنهدت تتمتم بخواء: - الحمد لله عايشة، أدهم ما فيش جديد لحالته ما بيستجبش توسعت ابتسامة رعد الماكرة ليقترب اكتر من رأس ادهم وقف جواره مباشرة يحادث مايا بنبرة تملئها العشق الزائف:.
- عشان كدة أنا جيت النهاردة يا مايا، مايا أدهم ممكن ما يفوقش من الغيبوبة دي ابدا، مايا أنا لسه بحبك وشاريكي ومستعد اكتب كتابنا النهاردة قبل بكرة، النهاردة ايه، دلوقتي لو عايزة توسعت عيني مايا في ذهول مما يقول ليشير لها رعد بيده أن تجاريه فيما يقول فهمت مايا ما يحدث وماذا يحاول رعد أن يفعل فابتسمت بتوسع حمحمت تتمتم بنبرة مترددة خجولة:.
- مممش عارفة يا رعد، أنت عندك حق الدكاترة بيقولوا أنه ممكن ما يصحاش تاني، بص اديني فرصة افكر بس في الأغلب لو ما حصلش جديد أنا موافقة توسعت ابتسامة رعد الماكرة يتمتم بحالمية زائفة: - وأنا مستني ردك علي آحر من الجمر يا مايا في تلك اللحظات تسارعت دقات أدهم بدأت أصابعه تنقبض وتنبسط حركات خفيفة تكاد تكون بالكاد ملحوظة، توسعت ابتسامة مايا بينما عاد رعد يهمس لها من جديد في عشق:.
- بقولك ايه أنا هكلم عمي حمزة والمأذون ونكتب الكتاب النهاردة قولتي ايه في اللحظة التالية تحديدا انفتح جفني ادهم المغلقين منذ أيام وأيام، بالكاد حرك رأسه ببطئ شديد ناحية رعد الذي يقف تأكل الابتسامة وجهة يتمتم بصوت خفيض مجهد: - دا أنا هطلع عين اهلك!
رنين هاتفه المتواصل ايقظه رغما عنه، فتح عينيه بصعوبة مد يده يبحث عن الهاتف يطالعه بنصف عين مغلقة شاشة الهاتف المضيئة لينتفض كمن لدغه عقرب حين أبصر رقم طبيب والدته هب في جلسته يفتح الخط يتمتم سريعا متلهفا: - ايوة يا دكتور خير، ماما كويسة اسمتع للحظات للطرف الآخر ليهب من فراشه يتمتم سريعا بتلهف: - أنا جاي حالا.
انتفض يبحث عن ملابسه يلتقطها من الدولاب بخفة زيدان نائم بعد أن حقنه بمهدئ قوي، خرج من الغرفة بخفة تاركا صديقه ينزل يهرول إلي سيارته قادها بتلهف إلي حيث المستشفي، الطبيب أخبره أن والدته استفاقت وترغب في رؤيته، قلبه يكاد يتوقف من السعادة، اخيرا وصل بعد دقائق طويلة، نزل من السيارة يركض هو يعلم جيدا رقم غرفة والدته، فتح الباب بتلهف ليجدها تجلس علي الفراش تبتسم بإجهاد واضح، ركض ناحيتها يقبل يديها ورأسها يبكي بعنف تتصارع ابتسامته وبكائه معا، يتمتم متلعثما من فرحته:.
- حمد لله علي السلامة يا ماما، أنا مش مصدق نفسي، الحمد لله يا رب الحمد لله ابتسمت شهد في ارهاق تعانق صغيرها برفق تمسح علي شعره، ابعدته عنه بعد لحظات تمسح دموع وجهه بكفيها بحنو، ظلت تنظر له للحظات صامتة قبل أن تهمس له بخفوت متعب: - حسام اسمعني كويس، أنا عايزاك تخلي ابوك ولينا مراته يجيوا هنا، أنا لو كنت اقدر اروح ليهم كنت روحت، ارجوك يا حسام أنا محتاجة اتكلم مع لينا ضروري!