رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والثمانون
- أنا آسف جملة قصيرة حادة كصخرة قوية سقطت علي قلب الجبل ففتته، هوي قلب حمزة أرضا ينظر للطبيب مذعورا، ينفي برأسه فكرة أن يكن صغيره أصيب بأذي، أدهم حي، أدهم بخير، ترنح جسده بعنف ليشعر بيده خالد يشد عضده بقوة، ليكمل الطبيب سريعا:.
- الرصاصة دخلت في صدره، ما جاتش ناحية القلب ودا شئ كويس، بس سببت إصابة خطيرة، أنا آسف المريض دخل في غيبوبة غير معلومة المدة، ممكن يفوق بعد يوم او اتنين، وممكن يقعد شهور وممكن سنين، وممكن للأسف قلبه يقف في اي لحظة، أنا حبيت اشرح لحضرتكوا الحالة كاملة عشان نبقي مدركين لأي تبعيات.
ما بين صرخات ابنته التي بدأت تعم المكان، وصوت أخيه الذي يصدح يحادثه خائفا قلقا يأمره بالثبات، كان قلبه وعقله في مكان آخر، هناك عند المرة الأولي التي رآها فيها أدهم طفلا صغير سرق قلبه منذ اللحظة الأولي، أدهم طفله الذي شب يوما بعد يوم أمام عينيه، من طفل لشاب لرجل يستند عليه، أخطأ ومن لم يخطئ هو نفسه أخطأ قديما، لما لم يسامحه، لما أبعده عن أحضانه، وهو الآن لا يرغب سوي أن يضمه بين ذراعيه، رأي ابنته تتحرك ناحيته وقفت أمامه تصرخ بحرقة قلبها الملتاع:.
- أدهم لو جراله حاجة يبقي أنت السبب، فاهم أنت السبب.
لولا أن خالد يمسك به جيدا لكان سقط ارضا قديمه لم تعد قادرة علي حمله، بعد لحظات خرج خرج سريري طبي من غرفة العمليات يتحرك جواره الاطباء والممرضات متوجهين سريعا ناحية أحدي الغرف، صاحت مايا باسم أدهم بلوعة لتهرول خلفهم، ووقف هو يراقب جسده طفله وهو مسطح على فراش من الحديد ساكن يغمض عينيه، جزعه العاري يلتف بضدمات كبيرة تغطيه، انسابت دموعه دون أن يدري، ينظر لطفله الذي يختفي أمام عينيه شيئا فشئ، ويحل مكانه ذكري قديمة تحققت الآن.
Flash back اخرج أدهم وجهه من تحت سطح الماء لينفض رأسه بعنف يبعد المياه عن وجهه وخصلات شعره، تحرك يخرج من المياة ناحية أحدي المقاعد الخشبية المسطحة التي يتمدد ابيه علي أحدهم، خلع حمزة نظراته الشمسية، ينظر لادهم الذي يقترب منه ليتمتم ساخرا: - توم كروز خارج من الماية، حاسب عشان بتوقع قلوب العذراي يالا.
ضحك أدهم عاليا ليجلس علي المقعد المجاوى لأبيه التقط منشفة كبيرة يجفف بها جسده وخصلات شعره يردف مبتسما بغرور: - أنا احلي طبعا... ضحك حمزة عاليا ليقف من مكانه نظر لادهم يردف ساخرا: - طب قوم يلا يا أحلي إنت، نطلع نشوف اختك زمانها صحيت عشان نروح نتغدا.
التقط أدهم نظارته الشمسية يضعها علي عينيه ليتحرك جوار أبيه متجهين ناحية الفندق، في طريقهم تأوه حمزة متألما نظر أدهم مفزوعا لما حدث، ليجد كرة من كرات تنس الطاولة الصغيرة اصطدمت بظهره، التقط أدهم الكرة ينظر بأعين حمراء تشع جمرا يبحث عن الفاعل ليجد شاب تقريبا في مثل عمره يقترب منهم حمحم يتمتم معتذرا: - أنا آسف جداا علي اللي حصل ما كنش اقصد والله قبض أدهم علي تلابيب ملابس الشاب بعنف يصيح فيه:.
- وأسف بتاعتك دي اصرفها منين، ااا قطم شفتيه قبل أن يكمل حين صدح صوت حمزة الحاد: - أدهم خلاص، هو ما كنش يقصد وبعدين اعتذر، اديله الكورة وحصلني يلا تحرك حمزة يغادر لينظر أدهم للشاب نظرات حانقة، امسك بالكرة الصغيرة يرميها تجاه البحر، ينظر للشاب باستحقار ليلحق بأبيه سريعا، اقترب منه ليسمع صوت ابيه يتمتم ساخرا: - ما حصلش حاجة للفيلم اللي أنت عملته دا كله، دي حتة كورة اومال لو كانت رصاصة كنت عملت ايه.
ابتسم أدهم في هدوء يدس يديه في جيبي سرواله الجينز القصير يتمتم في هدوء: - كنت هاخدها عنك Back.
وصدق صغيره ضحي بحياته لأجله اخذ الرصاصة بدلا منه فاضت دموع عينيه ينظر لأخيه يتمتم عاجزا: - خدني لادهم يا خالد وديني عند إبني نظر خالد لأخيه مشفقا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتحرك معه برفق يبحثان عن غرفة أدهم الي أن وجدها سريعا ووجد مايا تقف تلتصق بزجاج الغرفة تنظر لمن في داخلها تبكي بعنف، ترك حمزة يد خالد يتحرك لداخل الغرفة، وقف الطبيب أمامه يمنعه من التقدم: - ما ينفعش حضرتك تدخل العناية.
دفعه حمزة بعنف بعيدا عن طريقه يفتح باب غرفة العناية، دخل وأغلقه خلفه وقف جوار الباب المغلق ينظر لادهم لحظات طويلة، يجر ساقيه جرا ناحية فراشه، وصل ليتهاوي جالسا علي جزء صغير فارغ جواره علي الفراش، مد يده يمسك بيد ادهم بيمناه واليسري تمسد علي شعره برفق تسارعت دموعه تسبق شهقاته:.
- أدهم، أدهم أنت سامعني مش كدة، أنا بابا يا حبيبي، حقك عليا يا إبني، قوم، قوم يا أدهم يلا وأنا اجوزك مايا مش إنت عاوز تتجوزها، قوم يلا يا إبني، انت حضنتي وأنا زقيتك، أنا دلوقتي اللي عايز احضنك ومش عارف، قوم يا أدهم.. - حمزة كفاية كدة، الدكتور بيقول غلط اللي أنت بتعمله دا همس بها خالد بنبرة حزينة مثقلة ينظر لأخيه مشفقا، ليلتف حمزة برأسه ناحية أخيه انهمرت دموعه يتمتم بحرقة:.
- أدهم ممكن ما يصحاش تاني يا خالد... حرك خالد رأسه نفيا بعنف وقف أمام أخيه يمسك بذراعيه يتمتم سريعا متلهفا: - هيبقي كويس والله هيبقي كويس، اهدي إنت بس، المهم دلوقتي نعرف مين اللي عمل كدة ولا إيه.
في لحظات عادت تلك الشخصية السوداء تتلبس جسد حمزة من جديد، إياد عاد ليفتح أبواب الجحيم يحرق بها من تجرأ وحاول إيذاء صغيره، في لحظة هي فقط لحظة تبدلت نظرات عيني حمزة الي أخري سوداء قاتمة، أبعد ذراعي أخيه عنه، ليميل يقبل جبين إبنه، تحرك من جوار فراش إبنه لخارج الغرفة ليجدا محمد بالخارج تقدم ناحيتهم يسألهم قلقا: - طمنوني أدهم عامل ايه حرك خالد رأسه إيجابا سريعا يردف:.
- هيبقي كويس أن شاء الله، المهم أنت عملت ايه تنهد محمد حائرا لا يعرف ما يقول نظر لحمزة يتمتم: - المعمل الجنائي مالقاش اي بصمات غريبة، لاء علي البوابة ولا أوضة الحارس، المشكلة أن لا الفيلا ولا الشارع فيهم كاميرة مراقبة واحدة نقدر نوصل منها لحاجة خرجت ضحكة سوداء قاتمة من بين شفتي حمزة يردف متوعدا:.
- مين قال ان الفيلا والمحيط بتاعها ما فيهمش كاميرات مراقبة، انتوا ما تشوفهاش، وربي لهدفعه التمن الغالي اللي عمل كدة.
أخرج هاتفه من جيب سرواله يفتح نظام المراقبة الخاص بالمنزل، تم تفعيل النظام ببصمة عين حمزة لينتفتح، محمد وخالد يراقبان ما يفعل، توسعت عيني في دهشة كاميرات المراقبة تغطي الفيلا بأكملها من الداخل والخارج ولكنه يقسم أنه لم يري ولو واحدة فقط حتي، بسرعة تنقل حمزة بين الملفات ليصل لما لقطتت الكاميرا ليلة أمس، الحارس يجلس أمام البوابة يعطي ظهره للشارع من خلفه جاء رجل ضخم ملثم لا تظهر منه سوي عينيه أتي من خلفه ليحقنه بشئ في رقبته لحظات وارتمي الحارس أرضا، ليجذبه ذلك الضخم لداخل غرفته أخرج عصا من الحديد كبيرة يضرب بها الحارس علي رأسه بعنف عدة مرات، وقف للحظات يتنفس بعنف ليخرج قلم اسود من جيب سرواله تحرك ناحية احدي حوائط الغرفة يخط عليها بخط كبير عريض.
( The game is not over yet) اللعبة لم تنتهي بعد! توسعت عيني خالد في ذهول تلك الجملة رآها من قبل في المحزن، يعني أن من فعل ذلك كان يقصده، كان يريد إيذاءه هو فأراد قتل أخيه، شعر بدوار حاد يعصف بجسده هو السبب فيما حدث لابن أخيه، أخيه كان سيُقتل بسببه هو!
بدأ حمزة يسرع حركة فيديو المراقبة الي أن أتي الصباح الباكر، تفتت قلبه وهو يري أدهم يدخل من بوابة المنزل علي شفتيه ابتسامة كبيرة واسعة، بدأ يسرع حركة الفيديو من جديد، للحظة التي ركض فيها أدهم ناحيته وقف أمامه، اغمض عينيه يشد عليها بعنف، التقطت الكاميرات المزروعة عند بوابة المنزل، شخص عند المبني المقابل المهجور، ضاعف حمزة حجم الصورة عدة مرات ليصل للفاعل، ورأي وجهه بوضوح، توحشت نظراته يتوعد له بأشد عذاب، اخذ محمد الهاتف من يد حمزة يصور بهاتفه صورة الرجل التي ظهرت، اعطي الهاتف لحمزة ليدس هاتفه في جيب سرواله يغمغم متلهفا:.
- كدة احنا معانا الصورة، سهل نجيبه، أنا هطلع حالا علي الإدارة، هبلغك بالجديد أول بأول يا خالد تركهم ورحل مسرعا، بينما وقف خالد صامتا كالجماد كأن علي رأسه الطير، جسده يرتجف بعنف، فقط لو يضع يده علي من فعل ذلك يقسم بأنه سيذقيه الويلات.
وصلت سيارة الاجري الخاصة بجاسر اخيرا أمام فيلا عز الدين، خرج يركض من السيارة بعد أن أعطي للسائق أجرته، خرج يهرول من السيارة، عبر حديقة المنزل مهرولا ليصل الي الباب دقه بسرعة وعنف، لحظات وفتحت احدي الخادمات الباب ليندفع جاسر الي الداخل يصيح باسم زوجته بلوعة: - سهييييلة، سهييييييلة انتي فين يا سهيلة، سهيلة خرج عز الدين من مكتبه علي صوت جاسر هرول ناحيته يسأله قلقا:.
- أنتي بتنادي علي سهيلة ليه، هي مش سهيلة معاك أمسك جاسر يدي عز الدين يترجاه بنظراته يغمغم متلهفا: - يا عمي ارجوك، لو أنت مخبيها، أنا بس عايزة اشوفها دقيقة واحدة، افهمها بس اللي حصل، ارجوك يا عمي ارجوك توسعت عيني عز الدين فزعا نزع كفيه من يدي جاسر ليقبض علي ذراعي جاسر يصرخ فيه فزعا: - بنتي فين يا جاسر عملت فيها ودتها فين تنهد جاسر حانقا شد علي أسنانه يغمغم محتدا:.
- يا عمي ما بلاش شغل الأفلام العربي دا، بابا قالي أنه بعتها ليك، هي فين، عايزة اشوفها هتكلم معاها دقيقة واحدة بس حرك عز الدين رأسه نفيا بعنف توسعت عينيه ذعرا يتمتم فزعا: - قسما بالله سهيلة ما هنا ولا جت اصلا، بنتي فين يا جاسر عملت فيها ايييه انهي كلامه ليقبض علي عنق جاسر بعنف يصرخ فيه غاضبا خائفا علي ابنته: - انطق وديت بنتي فييييين.
في تلك اللحظات دق هاتف جاسر برقم ابيه ابتعد عن عز الدين يلتقط هاتفه ما أن وضع الهاتف علي أذنه سمع والده يصيح قلقا: - ايوة يا جاسر لقيت سهيلة، السواق الحمار بيقولي أنه وصلها عند موقف عربيات مش عارف حتي إسمه وقالتله أنها ساكنة هناك حرك رأسه إيجابا الآن فقط فهم سهيلة هربت، منه اولا ومن الده ثانيا، كأنها كانت تعرف أن والده سيخبره بمكانها فخدعت السائق وهربت، اجفل علي جملة والده التي يصيح بها بعد ذلك:.
- جاسر أنت سامعني، أنا في العربية دلوقتي، رايح علي الموقف ومعايا السواق، لو لقيتها هكلمك، وانت اتصل بيها اغمض جاسر عينيه متألما يحرك رأسه إيجابا حمخم يخرج صوته ضعيفا خفيضا: - حاضر يا بابا اغلق الخط التفت لعز الدين الذي ينظر له عاجزا يصرخ بلوعة: - بنتي فين يا جاسر ابوس ايدك طمني عليها زفر جاسر أنفاسه المثقلة يحرك رأسه نفيا يهمس بثقل يجثم علي قلبه: - مش عارف، هربت، ارجوك لو اتصلت بيك بلغني.
ترك والدها قلبه يحترق ألما علي صغيرته، وخرج من منزله وقف في الشارع ينظر للسماء للحظات دمعت عينيه يهمس داخل قلبه راجيا: - يااااارب، يااااارب الاقيها يااارب رفع يده يمسح تلك الدمعات التي هطلت من عينيه، ليتحرك ناحية منزل خالد القريب للغاية من منزل عزالدين عله سهيلة هناك عند لينا، تحرك بخطي واسعة ناحية منزل خالد، دق الباب عدة مرات، فتحت له لينا الباب نظر لها للحظات كطفل ضائع يهمس لها راجيا:.
- قوليلي أن سهيلة عندك يا لينا وحياتي عندك قوليلي انها عندك قطبت لينا جبينها متعجبة، سهيلة ماذا سيأتي بها الي هنا، حركت رأسها نفيا بعنف، لتنهمر دموع جاسر بعنف افزعها، توسعت عينيها مدهوشة لتقترب منه تطوقها بذراعيه تحتضنه ليرتمي بين أحضانها يشهق في بكاء عنيف يتمتم من بين شهقاته: - سهيلة هربت يا لينا، راحت، أنا أذيتها أوي اوي، بس والله ما كنت مدرك أنا بعمل إيه.
ابعدته لينا عنها تجذب يده لداخل المنزل، ما إن خطي للداخل وجد بدور تجلس علي أحدي المقاعد تحتضن طفليها بعنف تنظر للفراغ، نظرات خائفة فزعة، جذبت لينا جاسر الي غرفة مكتب والدها دخلت واغلقت الباب خلفها ارتمي جاسر علي أحد الارائك، يخفي وجهه بين كفيه، تقدمت تجلس جواره تربت علي رأسه برفق تسأله قلقة: - مالها سهيلة يا جاسر، ايه اللي حصل فهمني.
رفع وجهه ينظر لها رأت العذاب يصرخ في عينيه، بدأ يقص عليها ما حدث طوال الفترة الماضية وهي تنظر له مدهوشة لا تصدق ما يقول سحر، أعمال كيف، أليست فقط تخاريف لا صحة لها، فغرت فاهها تنظر له مذهولة تتمتم: - سحر، هو في حاجة اسمها سحر فعلا، أنا فكراها تخاريف، طب سهيلة، سهيلة راحت فين رفع كتفيه لاعلي يحرك رأسه نفيا يتمتم بحرقة:.
- ما اعرفش، ما اعرفش، أنا خايف عليها، خايف لتأذي نفسها، خايف تسقط اللي في بطنها، كلميها يا لينا، حاولي تتصلي بيها اكيد هترد عليكي انتي حركت رأسها إيجابا سريعا تخرج هاتفها من جيب حقيبتها، تحاول طلب رقم صديقتها مرة تليها اخري وأخري، الهاتف مغلق دائما، مرة واحدة دق جرس الهاتف لينظر جاسر للهاتف متلهفا، ولكن لا رد...
مرت عدة دقائق في صمت لا تعرف ما تقول، وهو قلبه ينصهر خوفا عليها، إلي أن رن هاتفها برقم غريب، فتحت الخط سريعا تردف: - الو مين معايا -أنا سهيلة يا لينا توسعت ابتسامتها حين سمعت صوت صديقتها لتغمغم متلهفة: - سهيلة انتي فين يا سهيلة، جاسر قالب عليكي الدنيا جذب جاسر الهاتف من يدها يفتح مكبر الصوت ليسمع صوتها الضعيف الممزق: - مش عايزة اسمع اسمه يا لينا، خلاص كل اللي بينا انتهي، أنا في المستشفي، سقطت الجنين.
شهقة فزعة خرجت من بين شفتي لينا، بينما تفتت قلب جاسر لفتتات توسعت مقلتيه ذعرا، لتكمل هي: - لو هو جنبك خليه يطلقني، كفاية اوي اللي عمله فيا، أنا موت ابني عشان ما يفكرنيش بالعذاب اللي شوفته معاه، سلام يا لينا.
الو سهيلة استني، الو، غمغت بها لينا متلهفة ولكن بعد فوات الأوان اغلقت الخط حاولت الاتصال بها عدة مرات دون فائدة، رفعت وجهها تنظر لجاسر الذي يقف كالصنم عينيه متسعة حمراء تتهاوي منها دموعه مدت يدها تود أن تمسك بذراعه، ليبعد يدها عنه تحرك للخارج لتهرول خلفه تصيح باسمه: - جاسر استني يا جاسر، جاسر.
تسارعت خطواته يخرج من المنزل بأكمله وهي خلفه تصيح باسمه، ابتعدت عن البيت تهرول خلفه تحاول اللحاق به، لتظهر فجاءة دون سابق إنذار سيارة سوداء كبيرة نزل منها رجلين ضخام الجثة، اندفع أحدهم ناحيتها يحاول الإمساك بها لتصرخ باسم جاسر تستجديه: - جااااااااسر.
التفت خلفه سريعا لتتوسع عينيه صاح بها ليركض ناحيتها، كمم احد الرجلين فمها بيسراها ليحملها من خصرها بيمناه يدخلها قصرا الي السيارة، وهي تحاول باستماته تحرير جسدها منه، تصرخ بصوت مكتوم، اقترب جاسر منهم ليخرج الرجل الآخر مسدسه طلقة واحدة استقرت في ذراع جاسر جعلته يسقط أرضا يصرخ من الألم بينما تصرخ هي باسم جاسر صرخات مكتومة تحاول تحرير نفسها باستماتة لتصل لأخيها، ولكن ذلك الشئ الذي انغرز في رقبتها جعلها تصمت تماما ترحل عن الدنيا رغما عنها.
عودة إلي المستشفي، حمزة يجلس امام غرفة أدهم، ومايا تقف أمام الزجاج ترفض التحرك انشا واحدا حتي، وخالد يجلس علي الناحية الأخري، من الممر ينظر لأخيه نادما لا يعرف كيف يخبره أنه السبب فيما حدث لابنه، في تلك اللحظات تحديدا دق هاتف حمزة بصوت رسالة فتح الرسالة ليجد مرسلة من رقم غريب، في البداية عنوان وتحته كُتب ( دا عنوان الواد اللي حاول يقتلك والرصاصة جت في ابنك، الحقه قبل ما يهرب ).
شد علي الهاتف بعنف ينظر للعنوان عدة مرات نيران الإنتقام تحرق قلبه للأخذ بثأره، وضع الهاتف في جيبه، ليتحرك من مكانه اتجه ناحية أخيه يغمغم بهدوء يسبق العاصفة: - خالد خد مايا وديها عند لينا وبعدين ارجعي أنا هفضل مع أدهم لحد ما تيجي تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا، قام متجها ناحية ابنه أخيه يمسك بيدها يتمتم برفق: - يلا يا ماما هنرجعله تاني يا حبيبتي.
حركت رأسها نفيا تتساقط دموعها بعنف بسطت كفيها علي سطح الزجاج تغمغم بحرقة: - مش هسيبه مش هقدر اسيبه، أنا السبب يا ريتني ما قولتله تعالا، ولا بعتله العنوان جذبها خالد لاحضانه لتتمسك مايا به تنفجر في البكاء وهو يربت علي رأسها برفق يهمس لها بحنو: - صدقيني يا بنتي هيبقي كويس والله هيبقي كويس بإذن الله، بس انتي محتاجة ترتاحي شوية، اقولك تعالي نروح تغيري هدومك وتاكلي لقمة سريعة وارجعك تاني، يلا بقي.
حركت رأسها إيجابا تنظر لادهم نظرة خاطفة تودعه بعينيها، أمسك خالد بيدها يتحرك معها للخارج بينما يقف حمزة يراقب، انتظر الي أن رحلت سيارة أخيه، نظر للعساكر التي جاءت بصحبة محمد تقف عند باب غرفة أدهم فهي جناية قتل اولا واخرا يحادثهم: - خلوا بالكوا منوا ابتسم أحدهم يحرك رأسه إيجابا يتمتم بهدوء: - ما تقلقش حضرتك.
حرك رأسه إيجابا ينظر للفراغ لتتبدل نظراته الي أخري سوداء قاتمة، تحرك الي سيارته سريعا يشق الطريق إلي العنوان الذي اُرسل إليه، لا يفكر سوي في الإنتقام... علي صعيد آخر في الطريق بينما يوصل خالد مايا، دق هاتفه برقم محمد صديقه ليفتح الخط سريعا يسأله: - ايوة يا محمد حصل جديد غمغم محمد سريعا بتلهف: - ايوة يا خالد عرفنا نوصل لعنوان الواد، أنا في طريقي لبيته ومعايا قوة... تنهد خالد بارتياح يتمتم سريعا:.
- طب ابعتلي العنوان وأنا هوصل مايا واحصلك أغلق خالد الخط يبتسم متوعدا، يعد بأن يلقن من فعل ذلك درسا لا ينسي.
أوقف حمزة سيارته عند مفترق طرق، الطريق القادم ضيق للغاية لن يسع لسيارته، نزل منها يضع مسدسه في جيب سرواله، تحرك ناحية العنوان، يبحث بين أرقام العمارات المتهدمة القديمة عن رقم العمارة الذي أرسل له إلي أن وجدته، قدحت عينيه شرا ينزل درجات السلم، حسب الوصف، الفتي يعيش في شقة صغيرة في بدروم تلك العمارة المتهدمة، تحركت قدميه ناحية البدروم، ليقابله باب أزرق، اخرج سلاحه يشد أجزائه، حرك بيده الباب ليفتح بسهولة، تحرك للداخل خطوة اثنتين ثلاثة ليقف متسمرا مكانه حين رأي ذلك الفتي ملقا أرضا مقتول بطلق ناري في رأسه، شلت الصدمة جسده للحظات، قبل أن يدوي صوت صافرات سيارات الشرطة، وتتسارع الأقدام تأتي ناحيته...
حمزة ارمي السلاح من ايدك، ايه اللي أنت هببته دا نظر جواره ليجد محمد يقف هناك عند باب الغرفة ينظر له فزعا، لتخرج من بين شفتيه ضحكة عالية لم يظن يوما انه سيقع في ذلك الفخ الساذج ابدا حركت رأسه يتمتم ساخرا: - ما يقع الا الشاطر فعلا، برافو يا حمزة وقف محمد عاجزا لا يعرف ما يفعل أمام جثة وحمزة يقف بمسك بمسدسه، والكثير من الشهود من الجيران والعساكر معه، يقرون بواقعة أن حمزة هو من قتل ذلك الفتي.
تنهد محمد حائرا ليقترب من حمزة يهمس لها متألما: - أنا آسف يا حمزة بس إنت مقبوض عليك بتهمة قتل ابتسم حمزة ابتسامة بلا حياة يمد يده لمحمد ابتلع الأخير لعابه مرتبكا ليخرج الأصفاد من جيبه يطوق بها رسغي حمزة، في تلك اللحظة سمعا صوت خالد يصيح مذهولا: - في ايه، ايه اللي حصل - أنت حمار الله يخربيتك ايه اللي خلاك تخدرها - يا عم ما هي كانت عمالة ترفس وتخربش بضوافرها بص ايدي عاملة إزاي.
- يا غبي حاول تفوقها يلا ما ينفعش يغمي عليها... الكثير والكثير من الجمل تقتحم عقلها دون سابق إنذار، ليغزو أنفها فجاءة رائحة قوية حادة تطرق عقلها بعنف، حركت رأسها نفيا علها تبعد تلك الرائحة التي تصر بعنف علي طرق ثنايا عقلها النائمة، تأوهت بصوت منخفض ترفع يدها تضعها علي رأسها لتسمع صوت ساخر يردد من جوارها: - أهي البرنسيسة صحيت أهي.
كانت جملته إشارة الخطر التي ايقظت عقلها فجاءة، فتحت عينيها سريعا تنظر حولها لتجد نفسها داخل سيارة تجلس في المنتصف بين رجلين ضخام الجثة، لا يُري منهم سوي العينين وجههم بالكامل ملثم، شهقت حين تذكرت جاسر وما فعلوه بقي لتلهب عينيها غضبا، لا تعرف لما ولكنها حقا لا تشعر بالخوف بل بالغضب، صرخت بشراسة لتحاول بعنف ضرب الرجل الجالس بجوارها بكفيها، تصرخ فيه:.
- جاسر يا حيوانات، أنا هوديكوا في ستين داهية، بابا هيموتكوا، لاء هيدفنكوا عيشين، هتتمنوا الموت من اللي هيعمله فيكوا اندفع الرجل الآخر يمسك بيديها ليصفعها التي كانت تضربه علي وجهها بعنف، صفعة قوية قاسية جعلت شفتيها تتشقق وتنساب منها الدماء نظرت له بشراسة لتبصق في وجهه، كاد الرجل أن يصفعها مرة أخري حين صدح صوت السائق يصيح فيهم غاضبا: - في عربية ورانا.
التفت الرجلين ينظران للخلف ليجدا سيارة سوداء ضخمة تلحق بهما، صاح احد الرجلين في السائق: - سيب الطريق وانزل في الصحرا حرك السائق رأسه إيجابا سريعا لينحرف بمقود السيارة بعنف لتبتعد عن الطريق بعنف تغوض داخل الصحراء، والسيارة السوداء الضخمة تسرع خلفهم توسعت ابتسامة لينا تنظر للرجلين بحقد ابتسمت تتمتم متشفية: - مش قولتلكوا هيخليكوا تتمنوا الموت قبض أحد الرجلين علي خصلات شعرها بعنف يصرخ فيها:.
- اخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تنظر للرجل بتشفي، أسرعت السيارة السوداء بعنف كبير، تسير حذاهم، لتتوسع عيني لينا في دهشة حين رأت من في السيارة جاسر ومعه معاذ!، تسمع صوت الرجل يصرخ في السائق: - ما تخليهمش يقفلوا عليك، اخبط العربية حاول تبعدها.
بدأ سائق السيارة التي هي فيها بعنف يصطدم بسيارة معاذ، لتشتعل عيني معاذ غضبا حاول بعنف أن يصطدم هو الآخر بالسيارة ليصيح جاسر فيه محتدا: - أنت بتعمل ايه يا مجنون؟ لينا في العربية...
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والثمانون
بدأ سائق السيارة التي هي فيها بعنف يصطدم بسيارة معاذ، لتشتعل عيني معاذ غضبا حاول بعنف أن يصطدم هو الآخر بالسيارة ليصيح جاسر فيه محتدا: - أنت بتعمل ايه يا مجنون؟ لينا في العربية...
ابتسم معاذ ابتسامة واسعة قاتمة التف برأسه ناحية لينا يغمزها بطرف عينيه لتتوسع عينيها في دهشة ماذا سيفعل، دهس معاذ المكابح بعنف لتنطلق السيارة بقوة كبيرة سبق سيارة الخاطفين، ليقف بسيارته بالعرض أمامهم يجبر السائق علي التوقف، وبالفعل توقفت السيارة نزل السائق اولا يحمل في يده مسدس، لينزل معاذ سريعا، في اقل من لحظة رصاصة خرجت من فوهة مسدس الأخير ليسقط السائق ارضا يصرخ من ألم تلك الرصاصة التي استقرت بساقه، في تلك اللحظة نزل أحد الرجلين يلف ذراعه حول عنق لينا يوجه مسدس ناحية رأسها مباشرة يصيح في صديقه:.
- أنت مستني ايه خلص عليهم، خلينا ناخدها ونغور...
تحرك جاسر منحني الظهر ينزل من باب السيارة الآخر حتي لا يراه اي منهم، في تبادل الرصاص بين معاذ والرجل الآخر، رفع جاسر رأسه ببطئ يحاول تحديد مكان الرجل الآخر، ليهب فجاءة يطلق عدة رصاصات ناحيته مباشرة اصابت أحدها صدره ليسقط أرضا، لم يبقي سوي لينا وذلك الرجل الذي يقيد حركتها، خرج جاسر من مكانه، يتحرك ناحيتهم ببطئ يمسك بسلاح في يسراه يمناه يلتف حولها قطعة من قميصه الممزق، شدد الرجل ذراعه حول عنق لينا يصرخ في جاسر بشراسة:.
- اللي هيقرب خطوة واحدة هفجر دماغها انتوا فاهمين، ارموا المسدسات، ارموها نظر معاذ لجاسر ليلقي كل منهما سلاحه ارضا أمامه، توسعت عيني لينا فزعا تحركها نفيا تصيح فيهم: - انتوا بتعملوا ايه، اضربوا عليه تأوهت متألمة حين جذب الرجل خصلات شعرها يصيح فيها متهكما: - اخرسي يا بت، وبعدين يضربوا عليا نار، الرصاص هيجي فيكي يا مزة.
توسعت عينيها علي آخرهما وعقلها يأخذها لذكري بعيدة، بعيدة جدااا، منذ سنوات طوال في عيد ميلادها العاشر تقريبا، تلك الطفلة الصغيرة في غرفتها ترتدي فستان جميل اشبه بفستان اميرات الحكايات القديمة، وتاج صغير فوق رأسه تقف فوق فراشها تعقد ذراعيها أمام صدرها ترفض النزول لحفلة عيد ميلادها، تنهد زيدان متعجبا من رفضها يسألها متعجبا: - يا لوليتا دا عيد ميلادك يعني ايه مش عايزة تنزلي، يا حبيبتي ما ينفعش.
اشاحت بوجهها بعيدا تحرك رأسها نفيا تتمتم حانقة: - مش هنزل يعني مش هنزل، كلهم هيبقوا معاهم ماما بتاعتهم وأنا ماما سابتني وسافرت، أنا مش هحب ماما ومش هكلمها تاني ابداا ضحك زيدان رغما عنه يحاول أن يسترضيها ليغمغم مبتسما: - طب مش عايزة تعرفي الهدية اللي جبتهالك حركت رأسها نفيا بعنف ليدخل خالد الي الغرفة في تلك اللحظات نظر لهم يتمتم متعجبا: - ايه يا لينا اللي موفقك كدة، وما نزلتيش ليه.
ابتسم زيدان تنهد يردف يآسا: - لينا رافضة تنزل، عشان ماما سافرت ومش هتحضر معاها عيد ميلادها نظر خالد لابنته ليضحك يآسا ابنته العنيدة ذات الرأس الصلبة تشبهة تماما، ربت علي كتف زيدان الذي بات الآن فتي في الثامنة عشر من عمره يغمغم بهدوء: - طب انزل شوف الدنيا تحت وأنا هجيب لينا واجي حرك رأسه إيجابا ليتحرك ويخرج من الغرفة، ليتحرك خالد يجلس علي فراش ابنته يغمغم مبتسما:.
- ينفع نعمل عيد ميلاد لينا من غير ما لينا تكون موجودة، اقعدي يا حبيبتي جلست جوار أبيها تعقد ذراعيها تنظر بعيدا ليضحك خالد رغما عنه يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح: - يا ست المقموصة، ماما كان لازم تسافر، انتي عارفة ماما بتحبك قد إيه، صح، بس لو ما كنتش سافرت كانت هتزعل وتقعد تعيط، يرضيكي ماما تزعل اخفضت الصغيرة رأسها أرضا تحركها نفيا لتتساقط بعض الدموع من مقلتيها تهمس في حزن:.
- بس ماما وحشتني، هي كانت بتقف جنبي وأنا بنفخ في الشمع كل مرة بسط يده برفق أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه يغمغم مبتسما بمرح: - زي القطط تاكلي وتنكري، ما أنا ببقي جنبك انتي وماما، هنوقف الواد زيدان المرة دي مكان ماما، واوعدك لما ماما ترجع هعملك عيد ميلاد تاني ايه رايك توسعت ابتسامتها البريئة تحرك رأسها إيجابا سريعا ليحملها خالد علي ذراعه يتمتم ضاحكا:.
- يلا يا برنسيس ننزل نطفي الشمع، جبتلك هدية حلوة اوي، وماما بعتتلك من لندن بيت باربي الكبير اللي كنتي عايزاه.
صفقت الصغيرة فرحة، ليأخذها خالد وينزل لأسفل، وسط جموع العائلة التي جاءت لحضور حفل مدللة أبيها الوحيدة، طاولة كبيرة في منتصفها كعكة كبيرة للغاية طُبع عليها صورة لينا يحوطها الكثير من الحلوي بمختلف أنواعها، وقفت لينا عند رأس الطاولة فوق مقعد جوارها والدها من ناحية وزيدان من الناحية الأخري والباقي يلتف الطاولة يغنون احدي أغاني عيد الميلاد، ينظر زيدان لها يبتسم ابتسامة واسعة سعيدة، صدح صوت خالد يحادث منظمي الحفل:.
- اطفوا النار يلا عشان تتطفي الشمع بدأت الاضاءة تخبو، شيئا الي ان اظلم المكان تماما لم تعد هناك إضاءة سوي أنوار الشموع مالت لينا برأسها لتطفئ شمعات عيد ميلادها، واحدة الثانية الثالثة، الرابعة، الخامسة، السادسة، السابعة، وقبل أن تطفئ الثامنة صدحت صرختها العالية، صرخة جعلت الجميع يصيح وبدأ خالد يصرخ فيهم أن يشعلوا الاضواء، يحرك يديه بعنف يبحث عن ابنته التي كانت تقف جواره قبل لحظات.
حين عادت الإضاءة، شخصت عيني خالد فزعا حين رأي رحاب تحمل ابنته توجه سكين ناحية رقبتها مباشرة تبتسم ابتسامة واسعة مختلة تصيح بجنون: - مش قولتلك هحرق قلبك عليها، اللي هيقرب خطوة واحدة هقتلها أحمر وجه خالد من الغضب والخوف ينظر حوله الجميع يتراجع خوفا من أن تؤذي تلك المختلة الصغيرة، بينما صرخ خالد في حرسه: - ازاي دخلت أنا هوديكوا ورا الشمس صدحت صوت ضحكة رحاب العالية المختلة تتمتم ساخرة:.
- أنت مشغل عندك شوية بهايم يا باشا، أنا مجرد ما قولتلهم اني تبع الخدامين اللي جايين لحفلة السنيورة دخلوني، شهور وأنا مستنية اليوم دا، واهو جه، هحرق قلبك يا خالد يا سويسي تحرك تلقائيا للامام يصرخ فيها: - رحاب، أنا قدامك اهو اعملي فيا اللي انتي عوزاه ابعدي عن البنت، هي مالهاش ذنب اشتعلت عيني رحاب غضبا لتصرخ بشراسة: - وبنتي أنا كان ليها ذنب، بنتك لازم تموت زي ما بنتي ماتت.
قبض زيدان علي ذراع خالد قبل أن يتحرك حركة اخري وتؤذي رحاب لينا ليصدح صوت خالد عاليا: - هي بنتك لوحدك كانت بنتي أنا كمان، بنتي اللي قلبي اتحرق عليها، اللي يوم ما شوفتها كانت جثة، سيبي البنت يا رحاب توسعت ابتسامة رحاب المختلة تحرك رأسها نفيا ببطئ تتمتم متلذذة: - مش هسيبها يا خالد، هموتها، هحرق قلبك، هجننك زي ما أنا اتجننت - وليه انتي تموتيها، هموتها انا.
صدحت تلك الجملة بهدوء تام من الواقف جوار خالد، لتتوسع أعين الجميع فزعا واولهم لينا التي نظرت له مذعورة تحرك رأسها نفيا تبكي بعنف طفلة صغيرة مرتعدة، أخرج زيدان مسدسه من جيب سرواله وفي اقل من لحظة كان صوت رصاص قوي يدوي في المكان، وصوت لينا تصرخ، صرخت رحاب بذعر لتلقي لينا من يدها ارضا، فاندفع خالد ناحيتها يقيد يديها وهرول زيدان ناحية لينا التي تكاد عينيها تخرج من مكانها من الفزع، تنظر لجسدها مذعورة ألم يقتلها زيدان للتو، انتشلها زيدان بعيدا عن رحاب وضعها علي أحد المقاعد يسألها فزعا:.
- انتي كويسة حركت رأسها نفيا بعنف تنظر له مذعورة تتمتم بفزع: - انت قتلتني، دم فين الدم، ماما أنا عايزة ماما كانت آخر كلماتها قبل أن تفقد الوعي تلقائها بين أحضانه يمسح علي رأسها برفق، ينظر لخاله الذي يصرخ في الحرس غاضبا Back عادت من شرودها فجاءة علي صوت معاذ يصرخ في الرجل: - سيبها واحنا نسيبك تمشي حي علي رجليك.
توترت حدقتي الرجل، ينظر للسائق الذي يجثو ارضا يصيح من ألم ساقه، حرك السائق رأسه إيجابا، ليعاود الرجل الآخر النظر لمعاذ وجاسر يصيح فيهم: - ماشي أنا موافق دوروا العربية وخلوا السواق يركب، وحطوا جثة مدبولي فيها، يلا لو عايزها تفضل عايشة.
حرك معاذ رأسه إيجابا سريعا ليستقل سيارتهم يدير محرك السيارة، نزل منها وترك المحرك يعمل، ليستند السائق علي ساقه السليمة يجلس في مقعده، هرول سريعا يحمل جسد الرجل الآخر فتح باب السيارة الخلفي يضع جسده فيها يغلق الباب، مد الخاطف يده يفتح باب السيارة الخلفي المجاور له بحذر ينظر لهما، بينما لينا كانت في عالم آخر جسدها بارد يرتجف ذكريات متداخلة تمر في رأسها، نظرت ليد السائق التي تحاوط عنقها لتتذكر ما حدث قديما كيف كانت ولا زالت طفلة ضعيفة، اشتعلت عينيها في غضب، لتقطم باسنانها يده بعنف شديد، ترغب في تمزيق لحمه بين أسنانه قضمه عنيفة ليست بهينة إطلاقا، صرخ الرجل متآلما ليدفعها بعيدا عنه بعنف سقطت علي وجهها ارضا، ليلتقط جاسر مسدسه يحاول إطلاق النار، ولكن ذلك الرجل سبقه فقط بخطوة واحدة دخل الي السيارة التي انطلقت بهم مسرعة تشق الصحراء، اندفع جاسر يركض خلفهم يحاول أصابه عجلات السيارة ليجد المسدس قد فرع من الرصاصات، صرخ في غيظ ليلقي المسدس ارضا بعنف، عاد يهرول ناحية لينا الذي يحاول معاذ إسنادها لتقف أرضا، التقطها جاسر بين ذراعيه يعانقها بقوة يغمغم متلهفا:.
- انتي كويسة يا حبيبتي، عملولك حاجة، حد فيهم اذاكي حركت رأسها نفيا تحاول التقاط أنفاسها تلهث بعنف، لحظات تحاول إستجماع شتات نفسها مما حدث قبل قليل، عادت تنظر لجاسر تسأله متعجبة: - أنت جيت ورايا ازاي، وازاي اتقابلت انت ومعاذ أصلا، ودراعك أنا شوفته بيضربك بالرصاص مسح علي رأسها برفق يغمغم لها بتروي: - هفهمك كل حاجة في العربية يلا نروح، كان المفروض نبلغ البوليس علي فكرة يا معاذ.
تحرك مع شقيقته ليجلس جوارها علي الأريكة الخلفية في سيارة معاذ، بينما استقل معاذ مقعد السائق تحرك بالسيارة يخرج من الصحراء، نظرت لينا لجاسر تسأله بعينيها ليبارد معاذ قائلا:.
- هقولك أنا يا لينا، أنا كنت جاي لولدك عشان اتفق معاه علي ميعاد كتب الكتاب، لما قربت شوفت جاسر بيقع علي الأرض وفي عربية بتجري بعيد، أنا عارف شكل جاسر من الصور اللي ورتهالي بس مش عارف مين اللي في العربية قربت بسرعة وهو قالي أنك انتي اللي اتخطفتي، الطلقة اللي في دراع جاسر رش علي فكرة فمش خطيرة، ركب معايا وحاولنا نلحقكوا، والحمد لله انتي بخير.
ابتسمت لينا لجاسر ابتسامة صغيرة شاحبة لتريح رأسها علي صدره رفع يده السليمة يحركها علي شعرها برفق ينظر لمعاذ في شك يغمغم: - مش غريبة شوية أن يكون معاك مسدسين مرخصين مش مسدس واحد ابتسم معاذ في هدوء يرفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة: - لا أبدا واحد منهم بتاع والدي الله يرحمه أنا ما كنتش بستخدمه خالص، بس محتفظ بيه كذكري والحمد لله أنه كان شغال.
حرك جاسر رأسه لم تتبدل نظرات عينيه المتشككة فقط ضحك باصفرار يتمتم: - والبوليس أنا قولتلك بدل المرة عشرة اتصل بيه لأن موبايلي وقع اتكسر، وما اتصلتش نظر معاذ لجاسر من خلال مرأه السيارة الامامية بدهشة تجلت علي قسماته يتمتم مذهولا: - أنت ما اتصلتش أنا افتكرتك بتقول أنا اتصلت بالبوليس ما خدتش باللي خالص والله.
حرك جاسر رأسه إيجابا ينظر لمعاذ يحاول الابتسام، ليقابله الأخير بابتسامة واسعة، ليتمتم جاسر في نفسه قلقا: - الواد دا نظراته مريبة ومش مريح ابداا!
في أحدي الأقسام التابعة للمنطقة التي عُثر فيها علي جثة القتيل، يتحرك خالد أمام غرفة التحقيق ذهابا وإيابا يكاد يحرق الأرض تحت أقدامه وقف فجاءة أمام محمد يصيح فيه قلقا: - أنا اخويا ما قتلش أكيد في حاجة غلط حرك محمد رأسه إيجابا سريعا ليهب واقفا جوار صديقه يربت علي كتفه يحاول تهدئته: - أكيد طبعا يا خالد اهدي بس وكل حاجة هتبان.
في داخل الغرفة وقف حمزة أمام مكتب الضابط الذي يُجري له التحقيق حمحم الضابط يهتف محتدا: - أستاذ حمزة كونك اخو سيادة اللوا خالد باشا السويسي دا علي عيني وراسي بس أنت هنا متهم ودي جريمة قتل مش سرقة موبايل، س: ممكن اعرف سبب وجودك في مكان الحادثة ابتسم حمزة بهدوء يخرج هاتفه من جيب سرواله يضعه علي المكتب امام الضابط يتمتم مبتسما في هدوء: - الرسالة قدامك اهي هتعرفك أنا ايه وداني هناك.
التقط الضابط الهاتف ينظر لمحتوي الرسالة للحظات قبل أن يرفع رأسه لحمزة يغمغم ساخرا: - قصدك أنه فخ وحد حاول يوقعك، بس الشهود قالوا انك كنت ماسك مسدس كاتم للصوت اما البوليس دخل، يعني أنت متلبس ابتسم حمزة في هدوء يحرك رأسه إيجابا يتمتم متهكما: - هو علميا أنا فعلا متلبس، بشهادة الشهود... انما الحقيقة أنا خزنة مسدسي كاملة ما ضربتش منها رصاصة واحدة... ابتسم الضابط ابتسامة صفراء يحرك رأسه إيجابا يتمتم:.
- علي العموم أنت هتفضل مشرف معانا لحد ما تقرير الطب الشرعي يطلع.. دق باب المكتب في تلك اللحظات، ليدخل العكسري ادي التحية للضابط يردف: - خالد باشا برة يا افندم، وعايز يدخل حرك الضابط رأسه إيجابا ليتحرك العسكري خرج ليدخل خالد بعد لحظات وقف الضابط يصافحه يتمتم مبتسما: - باشا نورت المكتب رسم خالد ابتسامة زائفة على شفتيه يصافح الواقف أمامه تنهد يغمغم قلقا: - متشكر، وصلتوا ايه تقرير الطب الشرعي جه.
حرك الضابط رأسه نفيا يتمتم سريعا: - لسه يا باشا والله، دلوقتي أستاذ حمزة لازم يفضل معانا لحد ما التقرير يظهر وساعتها نقرر... تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا يمسح وجهه بكفه بعنف، ليصدح صوت الضابط ينادي العسكري الواقف خارجا، لحظات ودخل ليغمغم الضابط: - خد أستاذ حمزة الحجز رفع خالد وجهه ينظر للواقف أمامه نظرات حادة مشتعلة، ليقبض علي يد حمزة الواقف جواره يغمغم مبتسما في قتامة:.
- حمزة مش هينزل الحجز، اعتبره في عهدتي لحد ما التقرير يجي، ولو هو القاتل أنا بايدي اللي هسلمه، مش هخرج بيه من القسم، عن إذنك يا اسمك ايه... نظر خالد للعارضة الخشبية الصغيرة علي سطح مكتبه، ليعاود النظر للضابط يتمتم مبتسما: - عن إذنك يا مصطفي باشا.
قبض خالد علي يد حمزة يخرج به من الغرفة حيث محمد الذي ينتظرهم خارجا تحرك خالد يقبض علي يد حمزة يتحرك به ناحية احدي الغرف وقف أمامها ينظر للعسكري الواقف أمامها: - حاتم باشا جوا يا إبني اوما العسكري بالإيجاب ليردف خالد: - قوله خالد السويسي.
غاب الفتي للحظات قبل أن يخرج يفسح لهم الطريق، دخل خالد يقبض علي يد حمزة كأنه طفله الصغير الخائف عليه من أن يتوه في الزحام، الي الداخل توجه به وقف حاتم يبتسم فتح ذراعيه يغمغم ضاحكا: - صديق الزملاه القديم واحشني والله يا كبير ضحك خالد يتمتم متهكما وهو يحتضن صديقه: - حاتم عدنان يا سرسجي يا قديم ما فيش وسط يا إبني.
بعد عناق حار بين الأصدقاء، امسك خالد يد حاتم يبتعد به عن أخيه ومحمد الواقف ينظر لهم مبتسما، تنهد يشرح له الوضع ليهمس له بصوت خفيض: - أنا لازم اروح اشوف تقرير الطب الشرعي، خايف لاحد يلعب فيه عشان يلبسها لحمزة، حمزة مش هينفع ينزل الحجز، أنا خايف للي عمل كدة يبعت حد يآذيه في الحجز... ابتسم حاتم يربت علي كتف صديقه يغمغم مترفقا: - روح وما تقلقش.
ابتسم خالد لصديقه ممتنا ليتحرك سريعا ناحية محمد يغمغم له علي عجل: - تعالا معايا يا محمد، حمزة ما تتحركش من هنا مهما حصل تحرك خالد يهرول للخارج ومن خلفه محمد ليتهاوي حمزة علي الأريكة يبتسم ساخرا من أفعال أخيه الغريبة هل يظنه طفلا، نظر ناحية ذلك الحاتم حين سأله مبتسما: - تحب حضرتك تشرب حاجة نفي برأسه ينظر للأمام يفكر في كل ما حدث.
علي صعيد آخر في فيلا جاسم الشريف، ارتمت مايا بين أحضان لينا تبكي بلا توقف، ولينا فقط تحاول أن تهدئها: - يا حبيبتي أدهم هيبقي كويس والله، الدكتور دا شكله ما بيفهمش حاجة، طب ايه رأيك أنا أعرف دكتور شاطر جداا، هكلمه يتابع حالة أدهم وهيطمنا ما تقلقيش.
رفعت مايا وجهها تنظر للينا متلهفة تتوسلها بعينيها أن يكن ما تقوله صحيحا لتحرك لينا رأسها إيجابا، تؤكد لها ما تقول تمسح دموعها برفق، في اللحظات التالية كان يدق جرس الباب، توجهت احدي الخادمات تفتح الباب لتشهق فزعة ما أن رأت ذلك المشهد أمامها، هبت لينا واقفة تنظر للثلاثة الذين دخلوا توا بذعر: - انتوا ايه اللي عمل فيكوا كدة تحركت لينا تسند جاسر الي اقرب اريكة نظرت لوالدتها تغمغم متلهفة:.
- مش وقته يا ماما، جاسر دخل في دراعه طلقة، اللي هي رش دي، هتعرفي تخرجيها ولا نكلم دكتور حركت رأسها إيجابا سريعا لتهرول تجلب حقيبة يدها التي نادرا ما تستخدم ما فيها، الطلقة لم تكن عميقة فأخرجتها ببساطة عقمت جرح ذراعه، ولفته جسدا بالشاش الأبيض... لتقترب من ابنتها تمسح الدماء المجلطة علي جرح شفتيها تستلهم قلقة: - في أيه، ايه اللي حصل لكوا.
شرحت لينا بإيجاز لوالدتها ما حصل، لتشهق الأخيرة مذعورة ابنتها كانت علي وشك الاختطاف، صدح صوت جاسم في تلك اللحظات يتمتم متهكما: - اقطع دراعي لو ما كنش خالد هو اللي عامل الفيلم دا كله عشان يجبرك ترجعيله حركت لينا السويسي رأسها بعنف تتمتم سريعا: - لاء يا جدو مش بابا أنا واثقة من دا، اللي عمل كدة كان عايز يقتلني ومستحيل بابا يبعت حد يقتلني تحرك جاسم يجلس جوار ابنته ينظر لحفيدته يغمغم محتدا:.
- يبقي حد من أعدائه ما انتي ابوكي ليه اعداء في كل حتة، كنتي هتموتي بسببه تنهدت لينا وابنتها يآستان من المستحيل أن يتوقف جاسم عن كرهه لخالد، حمحم معاذ في تلك اللحظات بحرج يتمتم متوترا: - حمد لله علي سلامتك يا لينا هستأذن أنا بقي، عن اذنكوا التفت ليغادر لتصيح لينا باسمه سريعا: - استني يا معاذ، أنت مش هتمشي قبل ما بابا يجي ونقوله علي كل اللي حصل.
التفت معاذ لها يبتسم مرتبكا ليحرك رأسه إيجابا، عاد لمقعده يجلس عليه، لتأخذ لينا هاتف والدتها سريعا تحاول الاتصال بوالدها.
علي صعيد آخر بعيد كثيرا عن سابقه، في غرفة صغيرة تطل شرفتها علي أمواج البحر المتلاطمة، جلست علي مقعد خشاب قديم تستند بيمناه الي اطار الشرفة تنظر من خلالها لمشهد أمواج البحر وهي تصارع بعضها بعضا، تتذكر وتتذكر وتتذكر كل ما مر بها، ادمعت عينيها ينساب لؤلؤ حدقتيها يسقي خديها، خرجت من شرودها علي صوت يردف من جوارها معاتبا: - بردوا عملتي اللي في دماغك وقولتيله أنك سقطتي الجنين.
مسحت سهيلة دموعها المتساقطة براحة يدها تنظر للسيدة حورية تغمغم بصوت ثقيل مختنق: - صدقيني لا أنا ولا اللي في بطني نفرق معاه، انتي مش عارفة حاجة جلست حورية علي المقعد أمام سهيلة ابتسمت تربت علي ساقها تتمتم مترفقة: - أنا عارفة جاسر اكتر مما تتصوري وعارفة أنه مستحيل يستقوي علي واحدة ست، وشوفت فرحته بيكي في عينيه لما جيتوا هنا اول مرة، جاسر طيب والطيب ما يأذيش أكيد في حاجة غلط حصلت.
حركت سهيلة رأسها نفيا بعنف تشيح بوجهها ناحية النافذة تغمغم مختنقة: - حصلت بقي ما حصلتش خلاص احنا كل اللي بينا انتهي، أنا بقيت ما بكرهش في حياتي حد قده، علي قد ما حبيتش في حياتي حد قده التفتت سريعا ناحية حورية تمسك بيديها تتوسلها راجية: - انتي حلفتيلي أنك مش هتقوليله إني عندك صح ابتسمت حورية حزينة مشفقة علي حالها وحال جاسر ولدها الذي لم تحمل به تنهدت تحرك رأسها إيجابا تربت علي يد سهيلة:.
- صح يا بنتي قومي يلا ناكل لقمة، انتي ما كلتيش حاجة من ساعة ما جيتي عشان خاطر اللي في بطنك حتي جذبت حورية يد سهيلة تتحرك بها ناحية صالة المنزل الصغيرة، جلست جوارها ارضا حول طاولة من الخشب ذات أقدام قصيرة للغاية، ارتص عليها وجبة فاخرة من المأكولات البحرية، مدت سهيلة يدها تلتقط معلقة ارز صغيرة تضعها في فمها لتنهمر دموعها بعنف تدوي في رأسها جملته وهو يغمغم.
« احلي طبق رز صيادية لاحلي سهيلة في الدنيا، الحساب يا افندم عشرين بوسة ويا ريت يبقي فيه تبس للطباخ الغلبان » انفجرت دموعها تبكي بحرقة لتحاوطها حرية تضمها لأحضانها برفق تحاول فقط أن تهدئها.
في غرفة مكتب حاتم مرت ساعة تقريبا قبل ان يُفتح الباب فجاءة بعنف ودخل خالد إلي الغرفة هرول ناحية أخيه يعانقه بقوة يشدد عليه بين أحضانه يهمس بصوت خفيض شبه باكي: - الحمد لله يا رب، الحمد لله أبعد حمزة عنه ينظر له بابتسامة واسعة تشق شفتيه تنهد يغمغم بارتياح:.
- الحمد لله تقرير الطب الشرعي أثبت الرصاص اللي في جسمه مختلف عن الرصاص اللي في مسدسك، وإن وقت الوفاة حوالي الساعة 12 والوقت دا احنا كنا في المستشفى اصلا، جبت شهادة الدكتور والممرضات وكاميرات مراقبة المستشفي، كل الادلة اللي تثبت أنك بعيد، والحمد لله إنت برة الجريمة دي كلها...
عاد يعانق أخيه من جديد يكاد يبكي من الفرح منذ ساعة فقط كاد يموت ذعرا من أن يكون هو المتورط في جريمة القتل، انهيا سريعا الأوراق لخروجه ليودع خالد محمد، استقل هو وحمزة سيارته، اراح حمزة رأسه للخلف يغمض عينيه ليغمغم خالد برفق: - ارتاح علي ما نوصل، اليوم كان صعب أوي فتح حمزة عينيه يبتسم ابتسامة ذبيحة متألمة يغمغم: - ارتاح وابني بين الحياة والموت، والخيط الوحيد اتقتل.
مسح خالد وجهه بكف يده كور قبضته يشد عليها بعنف قلبه بل جسده بالكامل أشتعل غضبا فقط لو يضع يده علي من يفعل ذلك شد علي أسنانه يغمغم متوعدا: - احنا بندور ورا الرقم اللي بعتلك الرسالة ما تشلش هم، أنا بعت حراسة كبيرة عند أدهم...
دق هاتفه يمنعه من ان يكمل ما كان يقول نظر للاسم ليجد اسم لينا زوجته تسارعت دقات قلبه قلقا في حقيقة الأمر، خائفا من أن يكون أصابها مكروة، فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه سريعا يغمغم متلهفا: - ايوة يا لينا انتي كويسة قطب جينيه متعجبا حين سمع صوت ابنته تطلب منه الحضور في الحال، تنهد يغمغم سريعا: - أنا في طريقي ليكوا كدة كدة دقائق وهكون عندكوا.
اغلق معها الخط ليضع المكابح بعنف يزيد سرعة الزيادة، دقائق وكان أمام منزل جاسم نزل من السيارة يتبعه حمزة الي الداخل دق باب المنزل لتفتح ابنته له قطب جبينه قلقا ينظر لجرح شفتيها المتورم: - انتي كويسة ايه اللي حصل ادخل يا بابا بس الأول، غمغمت بها لينا تبتسم في هدوء، ليدخل خالد خلفه حمزة، وقعت عيني خالد علي معاذ الجالس علي أحد المقاعد يبتسم في بلاهة ليصيح محتدا: - ايه اللي جاب الواد دا هنا.
لتقع عينيه في اللحظة التالية علي جاسر الذي يجلس علي الاريكة ذراعه عاري يلتف بالضدمات، لينا زوجته تجلس جواره تطعمه في فمه ليصيح غاضبا: - ودا قاعد كدة ليه ودراعه ماله، وانتي بتأكليه ليه هو اتشل لم تنظر ناحية زوجها الغاضب ولو لمحة خاطفة فقط اكملت ما كانت تفعل في هدوء تام، لتمسك لينا بيد والدها جلست جواره تقص عليه ما حدث، احتقنت عينيه بلهيب مستعر هب واقفا يصيح بجنون:.
- يعني ايه اتخطفتي من عند الفيلا والبهايم اللي هناك واقفين يعملوا ايه... وقفت لينا أمام والدها تغمغم سريعا: - يا بابا بقول لحضرتك أنا طلعت اجري ورا جاسر وكنت بعيدة جداا عن الفيلا، فطبيعي هما ما شافونيش تحرك خالد يلتف حول نفسه يكاد رأسه ينفجر من يلف الحبال عليه بتلك الطريقة من يحاول إيذاء عائلته كاملة، وقف أمام احدي المقاعد يشد بيديه علي خشب المقعد يتنفس بعنف يصرخ داخل نفسه:.
- اهدا يا خالد، اهدا، هتلاقيهم وربي لهلاقيهم، بس احطي ايدي عليهم، دلوقتي الأهم فالمهم رفع وجهه ينظر لهم جميعا وخاصة لجاسم الذي ينظر له يبتسم ساخرا متشفيا، حرك رأسه إيجابا يرتب ما سيفعل داخل رأسه، ليصدح بصوت حاد:.
- طيب واضح أن اللي بيعمل كدة عايز يأذيني أنا، فبيدور علي اغلي ما عندي ويضربه وعشان أنا ما عنديش اي استعداد اخسر حد فيكوا، من هنا ورايح هنعيش كلنا في البيت بتاعي الكبير، وهزود الحراسة علي الفيلا والعربيات ما حدش هيخرج من باب البيت غير لما يكون معاه عربيتن حرس ويفضل ما حدش يخرج الفترة الجاية لحد ما اوصل للي عمل كدة، يلا كلكوا علي العربيات.
حركت لينا رأسها إيجابا تري فكرة ابيها حقا صائبة في الظرف الحالي، تحركت تسند جاسر الي الخارج، لتتحرك مايا تلحق بهم، معاذ خرج خلف لينا مباشرة، ليبقي جاسم ولينا ابنته، وحمزة وبالطبع خالد، نظر خالد لجاسم يتمتم ساخرا: - أنا ما سمعتش أنا قولت ايه، أنت آه مش من ضمن الغاليين عندي، بس لو حصلك حاجة لينا هتزعل وأنا ما احبش ازعل مراتي ضحك جاسم عاليا متهكما يضع ساقا فوق أخري يتمتم ساخرا:.
- كفي نفسك يا حبيبي أنا اعرف احمي نفسي وبنتي كويس اوي زفر خالد حانقا يمسح وجهه بكف يده نظر ناحية أخيه يتمتم مبتسما: - حمزة معلش هتعبك، خد الراجل دا معاك في اي عربية ابتسم حمزة في هدوء خبيث يحرك رأسه ايجايا بينما احتقن وجه جاسم غاضبا يصيح فيهم: - أنت اتجننت إنت واخوك ولا ايه، دا أنا اوديكوا في ستين داهية لو حد قرب بس مني.
بهدوء تام تحرك حمزة متجها ناحية جاسم جذبه من ذراعه ليقف بعنف، شهقت لينا غاضبة مما فعلت كادت ان تندفع ناحية أبيها لتشعر بخالد يلف ذراعه حول خصرها من الخلف يثبتها داخل أحضانه يصيح في أخيه: - يلا يا حمزة حرفيا حمل حمزة جاسم بجهد شاق إلي السيارة والأخير يصرخ فيه أن يتركه، حاولت لينا بعنف دفع خالد بعيدا عنها تصرخ فيه بشراسة:.
- أبعد عني بقولك ابعد أنا مش هروح معاك في حتة أنت فاهم أنا عندي اموت ولا إني افضل اعيش معاك تاني تحت سقف واحد لف جسدها عنوة ليواجه وجهها وجهه ثبتها بذراعه يبتسم في عشق يغمغم بوله: - وحشتيني أوي، لولا المصايب اللي كنت فيها طول النهار، كنت جتلك جري، ياااه يا لينا حاسس إني ما شوفتكيش بقالي سنين نظرت له حاقدة لتحاول بعنف تضرب قبضتيها في صدره تصرخ بشراسة:.
- ابعد عني بقولك ابعد خلي عندك دم، أنا ما بقتش طيقاك خلاص ارتسمت ابتسامة عابثة علي شفتيه، ليميل فجاءة يحملها عنوة بين ذراعيه يتحرك بها للخارج وهي تصرخ بين ذراعيه تركل بساقيها: - نزلني يا حيوان أنت اتجننت بقولك نزلني، اللي أنت بتعمله دا اسمه خطف وأنا هوديك في ستين داهية، نزلني بقولك يا نااااس الحقوني، حد يلحقني، الحقووووووووني.
ضحك خالد عاليا ليتحرك بها ناحية السيارة، تحرك حمزة سريعا يفتح باب السيارة الخلفي لينحني خالد يضعها في السيارة يجلس جوارها سريعا، حاولت فتح الباب الآخر ليمسك بها خالد سريعا يكبلها بذراعيه بين أحضانه وهي تصرخ بشراسة تحاول دفعه وخدشه بأظافرها والسيارة تنطلق بهم، تمكنت من امساك كف يده بأسنانها تضعه بعنف ليصيح متألما: - اه يا بنت العضاضة...
نزلني بقولك نزلني يا حيوان، بابا انت قاعد ساكت ليه كدة، صرخت بها لينا بغيظ ليبتسم جاسر متوترا لا يعرف ما يقوله هل يخبرها أن ذلك المختل الجالس جواره شقيقه زوجها المختل يمسك في يده مسدس، يحذره من أن ينطق بحرف، وجاسم خير من يعرف إياد الكامن داخل حمزة حاولت لينا مرة اخري فتح باب السيارة ليجذبها خالد ناحيته ارتطمت في صدره بعنف توسعت عينيها تشهق مصدومة حين سمعته يهمس في عبث:.
- اقسم بالله لو ما بطلتي جنان ما هيهمني إن ابوكي واخويا قاعدين قدام وهقولك طريقة عمل البسبوسة يا بسبوسة توسعت عينيها علي آخرهما تنظر له مذهولة في فزع حركت رأسها إيجابا رغما عنها لتتوسع ابتسامته الخبيثة يلاعب لها حاجييه عبثا.
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والثمانون
حين وصلت السيارات الي المنزل أخيرا كان الليل قد بدأ يسدل استاره تغطي العتمة المكان بعد يوم شاق طووويل متعب، الجميع لا يرغب سوي في النوم، الراحة القصيرة بعد كل ما حدث، وقفت السيارات في حديقة الفيلا نزل خالد أولا يسرع في خطاه ناحية الحرس يصيح فيهم بعدم السماح لأي مخلوق بالاقتراب حتي من باب المنزل، عاد إدراجه إلي حيث تقف السيارات ليجد ذلك المعاذ يقف بسيارته خرجت لينا بصحبة مايا وجاسر، نظر خالد لمعاذ يرميه بنظرات حادة قاتمة، كتف ذراعيه أمام صدره ابتسم يغمغم ساخرا:.
- تعباناك يا دكتور النهاردة اعتقد محتاج تروح تستريح ولا ايه ابتلع معاذ لعابه في جرح من كلمات خالد الساخرة رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا حمحم يتمتم مرتبكا: - ااه اكيد طبعا، هبقي اكلم حضرتك وقت تاني، مع السلامة، سلام يا لينا، ابقي طمنيني عليكي.
وجه جملته الأخيرة ناحية لينا لتبتسم له تحرك رأسها إيجابا، عاد معاذ لسيارته يغادر بها المكان بأكمله، نظر حمزة لجاسم يبتسم في شر يشير له بعينيه لباب السيارة المجاور له، ابتلع جاسم لعابه خائفا يحرك رأسه إيجابا رغما عنه، فتح باب السيارة المجاور له ينزل منها في هدوء تام، لتتوسع عيني لينا في دهشة مما يحدث، نزل حمزة هو الآخر لتراه يتجه ناحية والدها شبك ذراع في ذراعه والدها يتحركان نحو المنزل، مال حمزة علي إذن والدها يهمس له بكلمات لم تسمعها ولكنها رأت حمزة وهو يبتسم ابتسامة واسعة، في الحقيقة كان حمزة يهمس لجاسم بشر.
« ايوة كدة احبك وأنت مطيع، دلوقتي تطلع علي اوضتك وتبعد عن أوضة اخويا، ومالكش دعوة بلينا الليلة دي خالص، والا إنت عارف ».
بهت وجه جاسم يحرك رأسه إيجابا سريعا، لتقطب لينا جبينها متعجبة فيما يتحدث مع والدها وعلي ما هو موافق لتلك الدرجة، الجميع يتحرك للداخل الا هي لازالت تجلس في السيارة ترفض التحرك من مكانها دمائها تغلي تفور من الغيظ ها هو يثبت لها أنه قادر علي فرض هيمنته عليها دون جهد يذكر يحملها كأنها لعبة صغيرة رغما عنها يأتي بها، وكأنه لم يفعل شيئا لم يتزوج عليها قبل أيام، لم يقتل انوثتها بسكين خيانته المسموم اشتعلت أنفاسها غضبا، اجفلت من شرودها الغاضب علي حركة باب السيارة الآخر البعيد عنها ليطل هو برأسه ينحني بجسده قليلا يسألها مبتسما:.
- انتي حبيتي القعدة في العربية، مش هتنزلي اشاحت بوجهها بعيدا عنه تصيح محتدة: - لاء مش هنزل أنت مش جبتني هنا غصب عني مالكش دعوة بيا تاني، إن شاء الله ابات في العربية أنا حرة تنهد يمسح وجهه اليوم كان حقا شاق جسده يصرخ من الألم عقله يطرق بعنف لايرغب فقط سوي في النوم بين أحضانها، دخل الي السيارة يجلس جوارها ملتصقا بها، يغمغم في خبث: - وماله دا العربية دي حتي العربية واسعة وتسيع من الحبابيب الف...
التفتت له تنظر لابتسامته نظرات حاقدة غاضبة رفعت يدها تدفعه في صدره بعنف عله تصيح فيه: - وأنت مش من الحبايب دول، واتفضل انزل مش عايزة اشوف وشك، هي عافية وخلاص.
حرك رأسه نفيا يبتسم في هدوء تاام هدوء لا يبشر بخير إطلاقا، تحرك يخرج من السيارة لتبتسم منتصرة تعقد ذراعيها أمام صدرها، انتصار لم يدم سوي لحظات صرخت بعنف من المفاجاءة حين وجدته فجاءة يفتح الباب المجاور لها مباشرة، نظرت له في صدمة حين رأته يخلع سترته يزيح اكمام قميصه للخلف مال بجسده يتمتم متوعدا: - أنا عارف أنك هتتعبيني يا بنت جاسم.
حملها عنوة رغما عنها لتضربه في صدره بعنف تعض كتفه بأسنانه بغيظ شد علي أسنانه يتحرك بها للداخل يحاول الا يصرخ من الالم، ابعدت أسنانها عنه تصيح فيه: - نزلني يا حيوان ياللي ما عندكش دم، يا بجح، بكررررهك، بقولك نزلني ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يكمل طريقه لأعلي، استوقفه حمزة قبل أن يصعد بها إلي اعلي وضع يده علي كتفه قطب جبينه يغمغم محتدا: - ايه يا خالد اللي أنت عامله دا.
ابتسمت لينا تنظر لحمزة ممتنة، لتختفي ابتسامتها فجاءة حين سمعته يزفر حانقا يكمل منفعلا: - يا ابني خلي ايدك تحت رقبتها عشان تعرف تحط كفك علي بوقها دي صدعتني يا عم كل دا صويت ضحك خالد عاليا بينما تنظر لينا لهما في صدمة ممتزجة بغيظ لتحاول بيديها أن تصل لحمزة تحاول خدش وجهه باظافرها تصيح فيه هو الآخر: - يا حيوانات أنت وأخوك يا رب تموتوا...
ضحك حمزة يلاعب للينا حاجبيه بعبث، أمسك كتف خالد يهمس لها بدراما حزينة مبالغ فيها: - شرف العيلة بين ايديك يا ولدي.. ضحك خالد بخفة يجاري أخيه في الحوار نظر للينا في خبث يغمز لها بطرف عينيه ليعاود النظر لأخيه نفخ صدره يقول مزهوا بحاله: - ما تجلجش يا أبوي، العيلة في يد أمنية.
اندفعت الضحكات من كل منهما بعد يوم صعب شاق احتاجت ارواحهم لتلك الضحكات لتكن مسكن يدفعهم قدما، أخذ خالد لينا متوجها لأعلي، في الممر المؤدي للغرف توجه الي غرفتهم ليجد لينا ابنته تنادي باسمه من خلفه، التفت لها يبتسم مرهقا لتزفر هي تردف في ضيق: - بابا أنا كنت عاوزة اكلم حضرتك في موضع مهم فتح فمه ليرد لتبادر لينا تتمتم ساخرة وهي تنظر لابنتها: - بالنسبة لماما اللي متشعلقة بين السما والأرض دي مش شيفاها.
وضعت لينا يدها علي فمها تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها اكثر، بينما ضم خالد شفتيه يمنع ضحكاته بصعوبة حمحم بحدة يردف: - طب اسبقيني علي مكتبي وأنا جاي وراكي حركت رأسها إيجابا سريعا التفتت تبتعد عنه تسرع في خطاها متوجهة الي مكتبه ليكمل خالد طريقه إلي غرفتهم دفع الباب بساقه ليدخل انزلها برفق علي ساقيها يحتزجها بين ذراعيه يمنعها من الابتعاد عنه، اقترب بوجهه يداعب أنفها بانفه يتمتم مبتسما:.
- تعرفي أن ما دخلتش الأوضة دي من ساعة ما مشيتي ، ما قدرتش ادخلها وانتي مش فيها، لينا صدقيني انتي أكتر واحدة عارفة أنا بحبك قد ايه، جوازي منها كان قاطعته حين دفعت بجسدها بعنف بعيدا عنه ليضطر أن يتركها ابتعدت عنه، تنظر له بحقد جسدها ترتجف بعنف تصرخ بقهر:.
- الكلام دا تضحك بيه علي لينا الهبلة، وهي صغيرة انما دلوقتي لاء، لينا اللي كانت بتعشقك مش بس بتحبك، بس خلاص كل شئ انتهي، حبك اتشال من قلبي لحظة ما شوفتك حاضنها، وعرفت أنها مراتك، أنا بكرهك يا خالد فاهم، بكرهك.
تنهد حزينا ينظر لها نادما بآسف وتلك الكلمة التي نطقتها اخيرا تنغرز في روحه بعنف تدمي قلبه تستنزف عقله، تثخن جسده بالطعنات الغائرة، تحرك يخرج من الغرفة يجذب الباب الغرفة خلفه، وقف خلف الباب المغلق يستند بجسده عليه يتنفس بعنف قبض يده يصدمها بالحائط جواره بعنف، تحرك ينزل لأسفل حيث ابنته...
علي صعيد آخر في مكان قريب منهم وضع حمزة رأس بدور علي صدره يستمع لها وهي تخبره بنبرة باكية وجسد يرتجف بعنف ما رأته صباحا بعد رحيله، مسح علي خصلات شعرها برفق يقبل قمة رأسها شردت عينيه في صورة أدهم وهو مسطح علي فراش المستشفي، انسابت دموعه في صمت ليهمس بصوت خفيض خاوي من الحياة: - حقك عليا.
لا يعرف إلي من كان يقولها إليها هي، ام لابنته، أم لصغيره الملقي علي فراش المستشفي يصارع الموت، ابتعدت بدور عنه فجاءة قبل أن يحذف دموعه التي تمردت تتهاوي من مقلتيه، نظرت له متفاجئة من بكائه العنيف الصامت، للحظات طويلة لم تعرف ما تفعل وهو يغمض عينيه يشد عليهما بعنف لا يرغب في أن يراها وهي تري ضعفه دموعه، اضطربت حدقتي بدور تسارعت دقات قلبها، قلبها يحثها لأن تقدم علي تلك الخطوة، تمد يديها ناحيته وتعاود إبعادها سريعا حسمت قرارها فجاءة لتجذبه ناحيتها برفق تعانقه هي، تمسح علي رأسه كما كان يفعل هو قبل قليل، لحظات وسمعت صوت بكاءه يعلو وصوته يتمتم:.
- أدهم لو جراله حاجة هبقي أنا السبب، يا ريت الرصاصة كانت جت فيا، ااااااه يا بدور قلبي بيتحرق، ابني بين الحيا والموت، ممكن ما يقومش تاني، دا أنا اموت فيها من قهرتي عليه - بعد الشر عليك همست بها سريعا بلوعة صرخت في نبرتها، لا تجد ما تقوله لتواسيه به، فقط تمسح علي رأسه عله يهدئ قليلا، ابعدته عنها قليلا رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تمسح بكفيها برفق ما ينزل من دموعه، تهمس له بحنو:.
- ممكن اقولك حاجة، في آخر مرة رجعت فيها بيت أسامة طليقي، من أول ليلة فيه وأنا شوفت عذاب كتير اوي، تاني يوم لما راح الشغل كنت بنضف البيت قبل ما انزل انضف بيت أمه، بالصدفة بقلب في قنوات التلفزيون لقيت شيخ بيتكلم عن قيام الليل وعن أن الدعوة فيه مستجابة بإذن الله لو دعيتها من قلبك، لو الدعاء بتاعك ما كنش فيه شر، هيستجاب، حستها رسالة ليا، لما جه الليل وهو نزل يسهر مع أصحابه جريت جبت سجادة صلاة وصليت ركعتين وفضلت ادعي واعيط أن ربنا يخلصني منه، بعدها علي طول اتطلقت منه، قوم صلي وادعيله يا حمزة، لو كل الدكاترة قالوا حالته ميؤوس منه، ربنا قادر أن هو يشفيه.
ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة علي شفتيه كلامتها تدخل مباشرة إلي قلبه تبعث فيه الامل من جديد، ابتسمت تربت علي يده: - أنا هقوم اشوف مايا وهسيبك تصلي.
تركته وغادرت لينظر مكان ما كانت جالسة يبتسم في شرود، كاد أن يتحرك حين دق هاتفه برقم منيرة جدة أدهم ابتلع لعابه لا يعرف ما يقول لها خاصة وهي سيدة مسنة لن تحتمل مثل ذلك الخبر أخذ نفسا قويا يهدئ به نفسه، فتح الخط يضع الهاتف علي اذنه ما كاد ينطق بحرف سمعها تبادر بلهفة أم خائفة:.
- السلام عليكم، ازيك يا بيه، بالله عليك أدهم عندك صح خرج من الصبح بدري ولسه ما رجعش وموبايله مقفول، انا ناقص انزل ادور عليه في الشوارع اغمض عينيه متألما يكور قبضته يضرب بها ساقه بعنف مرة تليها أخري هو حتي لا يعرف ما يقول لها هداه تفكيره فئ تلك اللحظة الي كذبة ربما تكون بيضاء رأفة بحالة تلك العجوز تنهد يهمس بصوت هادئ مزيف:.
- ايوة أدهم كان عندي، وأنا طلبت منه يسافر دبي عشان يخلص شغل مهم، موبايله للأسف اتسرق، وأنا هتواصل معاكي اطمنك عليك سمع صوتها يأتيه من الجانب الآخر يبدو أنها لم تقتنع بكلامه تمام الاقتناع: - سافر ازاي فجاءة وازاي يسافر من غير ما يقولي، وبعدين سافر ازاي كمان وهدومه وورقه كله هنا يبدو أنه استهان بذكاء تلك العجوز كثيرا، عاد يغمغم بنفس النبرة الهادئة الواثقة حتي لا تشك في أمره:.
- واضح أنك ناسية أن أنا اللي مربي أدهم، انا أبوه حتي لو مش بالدم، ورقه وهدومه كلهم عندي زي ما عندك، وأنا لو طلبت منه يسافر حتي لو الفجر ما يقدرش يقولي لاء صمتت منيرة للحظات طويلة قبل أن تلين نبرتها تغمغم قلقة: - الحمد لله أنه بخير، أنا كنت هموت من القلق عليه، ابقي طمني عليه يا بيه وسلملي عليه كتير وقوله يتغطي كويس وهو نايم عشان دايما بينطر الغطا.
ارتسمت ابتسامة شاحبة حزينة علي شفتي حمزة ليسمعها تكمل متلهفة: - ممكن استسحمك في حاجة يا بيه قطب جبينه متعجبا يردف سريعا بلا تردد: - آه طبعا سمعت نبرتها الراجية المتوسلة: - سامح أدهم أنا عارفة أنك زعلان منه عشان غلطة عملها، بس هو والله بيحبك أوي، ووافق علي جوازه من بنتك، أدهم إبن حلال وهيصونها ويشيلها فوق رأسه وجوا عينيه وقف من مكانه يتوجه ناحية المرحاض يريد أن يتوضأمن يحادثه في طريقه:.
- حاضر يا حجة ادعيله هو بس يرجع بالسلامة أغلق معها الخط يمسك الهاتف في يده تحركت يده تلقائيا تفتح الصور الخاصة به، ثبتت عينيه علي أحدي الصور له هو وادهم ومايا في أحدي النزهات، ادمعت عينيه ينظر لابتسامة ولده الواسعة، يتحسس صورته بأصابعه يتمتم في نفسه راجيا: - يااااارب.
علي صعيد آخر في غرفة مكتب وقفت لينا أمام والدها تصيح محتدة: - أنا عايزة اعرف حضرتك بتعامل معاذ كدة ليه، أنت تقريبا طردته بعد كل اللي عمله عشاني النهاردة ابتسم خالد ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما: - وعايزاني اعامل جنابه ازاي افرشله الأرض ورد ولا ارمي علي رأسه ياسمين، انقذك وقولناه شكرا مش فيلم هو.
اشتعلت أنفاسها غضبا كم تكره تسفيه والدها من اي شئ يفعله معاذ حتي لو كان ضخما جللا، شدت علي كفيها يدوي في رأسها كلمات زيدان واعترافه بحبه لتلك الشقراء. لتصرخ بقهر:.
- ريح نفسك هو خلاص خرج من حياتي وشاف حياته، أنا كمان من حقي اشوف حياتي، أنت عايزني أبكي علي اطلاله عشان يرجعلي هو اللي باعني، وأنت اللي قايلي بنفسك اللي باعك بعييه، ومعاذ اشتري حبي وثقتي ومش هبعد عنه، عاجلا او اجلا أنا ومعاذ هتجوز، فارجوك حاول تتقبله، وتشوف حد تاني غير زيدان اللي بتحبه اكتر من بنتك حتي، عن إذن حضرتك.
قالتها لتندفع الي خارج الغرفة تهرول الي غرفتها، ليفك ذراعيه يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف يزفر أنفاسه حانقا يشد علي خصلات شعره، ابنته العنيدة وذوقها المتدني، ذلك الشاب المريب، ما جمع عنه من معلومات لا يشوبها شائبة تقلقه أكثر، ملف الفتي نظيف أكثر من اللازم، شتم زيدان في سره لو لم يحضر تلك الفتاة معه لكانت فرصة عودتهم الآن أكبر، تحرك يصعد لغرفته حيث زوجته الغاضبة، فتح الباب برفق دخل يغلق الباب خلفه، التفت حين سمع باب المرحاض ينتفتح خرجت هي تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة، تدندن لحن قديم، رفعت وجهها ناحيته ترميه بنظرات حادة رمت المنشفة من يدها بعنف تصيح في غيظ:.
- أنت ايه اللي دخلك هنا رفع يده يمسد جبينه براحة يده انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة يتمتم ساخرة: - انتي زورك ما وجعكيش من الصريخ بقالك 3 ساعات بتصوتي، كفاية نفوخي ضرب من صوتك أنتي وبنتك ضحكت ساخرة تحرك يديها بدراما مبالغ فيها تتمتم متهكمة: - احنا آسفين لجلالتك يا خالد باشا، ازاي طبعا نرفع صوتنا في حضور فخامتك.
زفر حانقا ما بال نساء البيت تلك الأيام، ضيق عينيه قليلا يفكر في نفسه غاضبا لأنه دللهم، عليه أن يعقد الخناق من جديد، زفر بصوت عالي يصيح محتدا: - لينا وبعدين اقتربت منه بخطي سريعة وقفت امامه تنظر في عينيه مباشرة تصيح بشراسة: - عايز تعرف وبعدين، وبعدين أنا مش هفضل علي ذمتك دقيقة كمان، وبعدين أنا ما بقتش طيقاك، وبعدين طلقني وخلي عندك دم، وبعدين أنت اكتر راجل بجح في الدنيا.
مسح وجهه بكف يده عدة مرات يستعيذ من الشيطان الرجيم قبل أن يصفعها علي فمها الذي لا يتوقف عن رميه بطلقات حادة عنيفة، قبض علي رسغ يدها الأيسر ابتسم ابتسامة سوداء شد علس أسنانه بعنف يتمتم علي مضض: - لينا، أنا لحد ماسك أعصابي وبقول مصدومة، فكفاية كدة عشان أنا مش عايز ااذيكي، خلي الليلة دي تعدي علي خير.
شدت رسغها من يده بعنف عادت للخلف عدة خطوات تنظر له لا تحيد بعينيها عنه تتنفس بعنف قلبها يغلي علي مرجل نار متقدة لا تنطفئ: - أنت فاكر أن أنا خايفة من تهديدك، حلو اوي ضحكتني أنا مش عايز ااذيكي أنت ما بتعملش حاجة في حياتك غير أنك بتأذيني، كل ما بتقفل جرح ترجع تفتح واحد اسوء منه ألف مرة لم يشعر بنفسه سوي وهو يصيح بجنون تحرك في الغرفة حركات مضطربة سريعة يصرخ غاضبا:.
- كفاية بقي حررررام عليكي أنا هلاقيها منين ولا منين، اموت نفسي عشان ترتاحوا كلكوا، أنا تعبت والله العظيم تعبت.
قالها ليتركها ويندفع ناحية المرحاض يصفع الباب خلفه بقوة جعلت جسدها ينتفض وقفت جوار الفراش تغمض عينيها تعتصر قبضتها هو الجاني لمل يتصرف بأنه المجني عليه، لما دائما يقلب الحقائق ضدها، لحظات وسمعت الباب ينتفح فتحت عينيها تختلس النظر له لتجد ملابسه مبتلة تغرق في المياة، قطبت جبينها مدهوشة هل استحم بملابسه، دخل الي غرفة ملابسهم، غاب للحظات ليخرج من الغرفة يمسك منشفة صغيرة في يده يجفف خصلات شعره، مر من جوارها ليقبض علي رسغ يدها يجذبها خلفه رغما عنها نظرت له في غيظ حين دفعها برفق لتجلس على احد المقاعد في الغرفة وهو مقابل لها، استند بمرفقيه علي فخذيه يسألها تعبا:.
- هنفضل علي الحال دا لحد امتي ابتسمت ساخرة تشيح بوجهها بعيدا عنه تتمتم بنبرة قاطعة: - لحد ما تطلقني مد يده يمسك فكها برفق تام يدير وجهها ناحيته حرك رأسه نفيا يتمتم مبتسما في سخرية: - للأسف مش هطلقك، شوفيلك حل تاني مدت يدها تدفع يده بعنف تنظر له بشراسة فتحت فمها قبل أن تنطق بحرف وضع كفه علي فمها يمنعها من الحديث نظر لمقلتيها يبتسم مجهدا، تنهد يردف باشتياق:.
- ما تحاوليش تعيشي في شخصية مش بتاعتك يا لينا، الموضوع بيأفور منك، لينا انتي عارفة وواثقة اني عمري ما اخونك، وعارفة كمان إني بعشقك بجنون، أنا عارف اني غلطت لما اتجوزتها بس ما كنش في قدامي حل تاني، والله يا لينا ما لمستها، ما قدرش اصلا ألمس واحدة غيرك، أنا كنت ناوي اطلقها اول ما تعمل عملية قلبها سواء سامحتني او لاء، ابقي علي الأقل كفرت عن جزء من ذنبي في حقها، سامحيني يا لينا، قلبك عمره ما قسي يا لينا.
ازاح يده من علي فمها ببطئ لتظل هي صامتة للحظات طويلة، ارتسمت ابتسامة أمل علي شفتيه ينظر لها يرجوها بعينيه أن تغفر خطأه، حركت مقلتيها لتصطدم بعينيه ابتسمت تقول متهكمة: - خلصت، طلقني.
زفر حانقا لتختفي ابتسامته، يشد علي أسنانه بعنف لينا لا تسمتع له لا فائدة من الحديث معها، تركته وقامت متجهة ناحية الفراش تسطحت عليه، بعيدا عند الجانب الآخر، قام هو الآخر يكفي ما حدث، تسطح جوارها، كان يظنها ستصرخ تغضب كحالها في الآونة الأخيرة ليتفاجئ من صمتها الغريب، اراد مشاكستها فتمتم ساخرا: - ما صوتيش ليه، البعبع جه ينام جنبك.
ظلت صامتة للحظات، قبل ان تلتفت له بالكامل ووجهها صار مقابل وجهه ابتسمت ابتسامة باهتة تتمتم متهكمة: - يعني أنا لو صرخت أنت هتقوم أنت بتعمل اللي عاي مزاجك دايما، حتي لو غصب عني، جبتني من بيت بابا لهنا غصب عني، قعدتني معاك في اوضة واحدة غصب عني، مش هستغرب دلوقتي يعني.
تبطأت أنفاسه لحد كبير الغضب بات يؤلمه، وهو غاضب أغلب الوقت، قام سريعا من الفراش يغرق رأسه تحت صنبور المياة علها تطفئ غضبه، عاد الي الفراش من جديد المياة تقطر من رأسه بغزارة، وضع رأسه علي الوسادة جوارها يوليها ظهره ليسمعها تتمتم ساخرة: - كدة هتتعب علي فكرة - يا ريت يمكن ترتاحي وتحسي أنك خدتي حقك مني ساعتها...
تمتم بها بنبرة ساخرة خاوية من الحياة، لتتنهد هي حانقة القت برأسها علي الفراش تنظر للسقف شاردة، هو المخطئ والآن هو الغاضب، تنهدت قلقة عضت علي شفتيها تنظر ناحيته بطرف عينيها لتجد الوسادة غارقة في المياة، زفرت حانقة من نفسها، لتهب سريعا التقطت منشفة صغيرة التفتت تقف أمامه تمد يديها بالمنشفة له اشاحت بوجهها تتمتم بتعالي وكأن الأمر حقا لا يعينها: - نشف شعرك هتتعب.
لم يمد يده حتي ليأخذها لتزفر حانقة جلست عند الجزء الفارغ جواره تجفف له شعره كأنه طفل صغير، ابعدت الوسادة من تحت رأسه تلقيها بعيدا، حين انتهت رأته ينظر لها، رأت في عينيه نظرة شاردة مضطربة زفرت تسأله علي مضض: - مالك حرك رأسه نفيا يثبت عينيه علي نقطة في الفراغ يتمتم شاردا: - تفتكري مين اللي عايز يأذينا رفعت كتفيها لأعلي كأنها تخبره بأنها لا تعلم، ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه يتمتم:.
- لو بس اعرف هو مين، عايز يأذيني، يجي يأذيني أنا، مالوش دعوة ، أنا عايش في رعب ليأذي حد فيكوا لانت نظراتها قليلا فقط تنظر له مشفقة حزينة علي حاله مما يقول، تنهد يكمل مبتسما: - أنا مستعد والله اروح اسلم نفسي ليه توسعت عينيها في فزع تنظر له مذعورة لتحرك رأسها نفيا بعنف تتمتم فزعة: - كدة ممكن يموتك انتصف جالسا يمسك بكف يدها اطال النظر لمقلتيها يتمتم مبتسما برضا:.
- لو موتي هيمنع عنكوا الاذي، فأنا هبقي اكتر من سعيد أن ما حدش فيكوا هيتأذي شهقت بذعر مما يقول لتحرك رأسها نفيا بعنف قبضت بكفيها علي تلابيب ملابسه انهمرت دموعها تصيح بحرقة: - اسمعني كويس، أنا صحيح مش طيقاك ومش عايزة احبك تاني، بس ما تجبش سيرة الموت تاني ابداا، أنت هتفضل عايش وكويس وهتلاقي اللي عمل كدة وتقتله، حتي لو بعدنا عن بعض أنت فاهم.
لم يعطيها فرصة النطق بحرف آخر جذبها لأحضانه يعانقها بشدة يزرعها بين دمه ولحمه حتي لا تهرب من جديد، حاولت دفعه بعيدا عنها تتمتم حانقة: - خلاص إنت استحلتها أبعد عايزة أنام.
لم يبتعد فقط ابتسم واغمض عينيه ليغط في نوم عميق لم يعرفه منذ أن رحلت، قطبت جبينها متعجبة حين شعرت بحركة أنفاسه المنتظمة، حاولت الابتعاد عنه لتشعر بيده تشدد على احتضانه خائف أن تهرب وهو نائم، زفرت أنفاسها حانقة تحاول إبعاده من جديد لتسمعه يهذي وهو نائم: - ما حدش هيأذيكوا، ما حدش ابدا انقبض قلبها ألما علي حاله، رفعت يدها تمسح علي رأسه برفق.
- يا غبي صوت حاد تلاه صوت صفعة قوية دوي من ذلك البيت الضخم البعيد... - أنا عملت ايه غلط - أنا قولتلك ابعت رسالة لحد بتتصرف من دماغك ليه - أنا قولت لما يتقبض علي أخوه اكيد هيتشتت اكتر - وما فكرتش أنهم بالرقم اللي بعت منه هيعرفوا يوصلولنا - دا لو الرقم متسجل دا خط مضروب من اللي بيتباع في الشارع، بعت منه الرسالة وكسرته.
- أول وأخر مرة تتصرف من دماغك انت فاهم وتنفذ علي طول الخطوة الجاية مش لازم نستني اكتر من كدة.. - حاضر.
ها هو الصباح يشرق بخيوطه الأولي يبدد ظلام الخوف والقلق والوحدة، علي الرغم من جسدها الشبه محطم بعد ما حدث لها، الا أنها استيقظت باكرا علي غير العادة، نفضت عنها الغطاء توجهت الي المرحاض تغتسل فتحت نافذة غرفتها علي مصرعيها اغمضت عينيها تسمح لهواء الصباح العليل بأن يدخل رئيتها ليتسلل لعقلها صوته وهو يقول: - صاحية بدري يعني مش من عواديك.
توسعت عينيها فزعا التفتت حولها سريعا تبحث عنه لا أحد فقط هي وصوته الذي يقتحم رأسها كل حين وآخر، تنهدت متعبة، تحركت بقدميها تود دخول الشرفة لتقف حركتها لو دخلت ستقع عينيها علي شرفة غرفته المجاورة لغرفتها وسيعود سيل من الذكريات المؤلمة لاقتحام عقلها من جديد، تحركت للخلف بحذر تنظر للشرفة بارتباك كأنها شبح مخيف، تحركت لخارج الغرفة بأكملها حيث غرفة جاسر كانت تظنه نائما فتحت الباب بخفة حتي لا تزعجه لتقطب جبينها متعجبة حين رأته يقف أمام شرفة غرفته حمحمت بخفة ليلتفت لها يبتسم ابتسامة شاحبة يتمتم:.
- ادخلي يا لينا دخلت الي الغرفة توصد الباب خلفها اقتربت منه لتسعل بعنف من دخان السجائر الكثيف الذي يلتف حوله، سعلت عدة مرات تحاول إلتقاط أنفاسها، اخذت السيجار من يده تطفئها بعنف نظرت له حانقة تتمتم محتدة: - من امتي وأنت بتشرب سجاير يا جاسر ضحك ضحكة ساخرة طويلة حرك رأسه يتمتم شاردا: - مش فاكر، أنا اصلا ما بحبهاش بشربها بس لما ببقي مخنوق عشان اتخنق زيادة.
نظرت له حزينة مشفقة وقفت جواره مباشرة ربتت علي ذراعه السليم برفق تتمتم: - جاسر أنا واثقة أن سهيلة ما سقطتش اللي في بطنها توسعت عينيه في دهشة مما تقول التفت لها برأسه سريعا ينظر لها راجيا أن ما تقول صحيحا لتحرك رأسها إيجابا تؤكد كل حرف تقول:.
- سهيلة بتحبك اوي يا جاسر من واحنا في ثانوي، مستحيل تسقط ابنك حتي لو مجروحة منك، بلس أن سهيلة بتعشق الأطفال دي لو شافت طفل بيعيط في الشارع هتعيط معاه، مستحيل ابدا تقتل أبنها، أنا عارفة أنا بقولك إيه كويس، سهيلة ما سقطتش الجنين وبكرة تقول لينا قالت رقص قلبه فرحا من كلماتها التي بثت له الامل من جديد، سعادة لم تدم سوي لحظات وتبددت حين بدت الحقيقة المرة تهدل كتفيه حين عاد يهمس في ألم:.
- انتي كدة قلقت اكتر راحت فين وهي حامل، أنا خايف ليحصلها حاجة او حد يأذيها، أنا هتجنن من التفكير عقدت جبينها تفكر للحظات قبل أن تتوسع عينيها تتمتم سريعا بلهفة: - الرقم، الرقم اللي سهيلة اتصلت منه لسه عندي علي الموبايل، اكيد بابا يقدر يوصل لمكانه ابتسم جاسر في سعادة يعانقها بقوة ابعدها عنه يتمتم فرحا:.
- انتي أحسن اخت في الدنيا ابتسمت لأنها اسعدته سرعان ما اختفت ابتسامتها حين تذكرت أن هاتفها انكسر حين دفعها المجرم أرضا، شدت علي أسنانها لن تخبره لن تبدد فرحته، يمكنها إصلاح الهاتف عند اي مركز صيانة، وتنحل المشكلة، اجفلت من شرودها علي صوته يغمغم متلهفا: - أنا لازم أسافر دلوقتي لأني سايب الحية في البيت، أول ما عمي يعرف المكان ارجوكي قوليلي ابتسمت تطمئنه تحرك رأسها إيجابا...
- تاتا خطي العتبة، تاتا واحدة واحدة تمتمت بها سارين وهي تضحك في مرح لينظر عثمان لها مغتاظا يتمتم حانقا كطفل صغير: - ايه تاتا دي يا ست سارين، انتي بتكلمي عيل صغير ضحكت سارين بخفة تقرص خد عثمان تتمتم ضاحكة: - انت حبيب قلب ماما يا عثعث يا صغنن.
احتقن وجهه غضبا لتنفجر هي ضاحكة، المشهد الآن كالتالي عثمان يقف جوار مقعده المتحرك يستند علي عكاز طبي في يده اليسري واليمني تلتف حول رقبة سارين يتحرك خطوات ثقيلة للغاية يجر قدميه جرا، يلهث بعنف يتعرق بغزارة، فقط بضعت خطوات قليلة ووقف يتمتم لهاثا: - كفاية يا سارين مش قادر حاسس اني بجر جبل، كفاية حركت رأسها إيجابا سريعا نظرت حولها سريعا تبحث عن المقعد لتجده هناك بعيدا، ابعدت ذراعه عنها تتمتم سريعا:.
- ثانية واحدة هرولت تشد مقعده بلهفة تحركت ناحيته تساعده علي الجلوس علي مقعده جذبت مقعد تجلس امامه تتمتم مفتخرة به: - أنا حقيقي فخورة بيك، بدأت تتحرك اهو يا عثمان رفع وجهه ينظر لها بيأس اطفي حدقتيه ليتمتم: - تفتكري في أمل هزت رأسها إيجابا سريعا تنظر لعينيه امسكت بكفيه تشد عليهما تتمتم سريعا: - طبعا، كنا فين وبقينا فين، عثمان أنت بدأت تتحرك تاني، الباقي كله مسألة وقت وهيرجع الصياد الساحة، ثق في كلامي.
ابتسم لها ممتنا لا يعرف حقا كيف يمكن أن يشكرها علي كل ما فعلت لاجله فتح ذراعيه علي اتساعهما لترتمي بين أحضانه تعانقه بقوة ويختبئ هو بين أحضانها، ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يتمتم مبتسما: - نتيجتك هتطلع النهاردة خليني اقولك، إن مهما كان مجموعك، هتدخلي الكلية اللي نفسك فيها، حتي لو ما جبتيش مجموعها... بس أنا واثق أنك هتجيبي مجموع كبير.
ابتسمت فرحة تعانقه من جديد ليشدد علي عناقها قلبه يطرق بعنف باسمها هي فقط.
علي صعيد آخر بعيدا جدااا عن سابقه فرق التوقيت بينهما ساعة واحدة، هي الآن العاشرة في مصر والتاسعة في لندن، وقف حسام ومعه زيدان أمام غرفة العمليات اليوم الموعد المحدد لاجراء عملية والدته، يدعو كل منهما أن يمر الأمر علي خير وتنجح العملية، هرول الطبيب ناحية المختص بحالة والدته ما أن رآه قادما من بعيد يسأله متلهفا: - ستكون بخير أليس كذلك ابتسم الطبيب يحاول أن يطمئنه ربت علي كتفه يقول مبتسما:.
- سنبذل قصاري جهدنا لا تقلق... تحرك الطبيب ناحية غرفة العمليات ليتهاوي حسام علي المقعد يخفي وجهه بين كفيه يدعو بلا توقف، جلس زيدان جوار ربت على ساقه يشد من ازره: - هتبقي بخير يا حسام اطمن بإذن الله هتنجح العملية حرك حسام رأسه إيجابا يحاول الأبتسام، مرت نصف ساعة تقريبا، قبل أن تعلو أصوات صيحات قادمة من الناحية الاخري وصوت رجل يصيح قلقا مذعورا: - ارجوكم انقذوا زوجتي أنها تلد، تنزف الدماء بغزارة.
وصوت الممرضة تحاول تهدئة الرجل: - اهدي، اهدي سننقل زوجتك لغرفة العمليات حالا رفع حسام وجهه بعد أن التقطت أذنيه الصوت قاومت رغبته الطبية في أن يعرف حالة السيدة فالنزيف ليس بالشئ الجيد إطلاقا، تنهد حائرا نظر لغرفة العمليات للحظات، ليتحرك يتجه الي مصدر الصوت، سمع صوت صياح الطبيبة يبدو أن هناك شيئا خاطئ يحدث: - بسرعة حضروا غرفة العمليات الجنين سيختنق تقدم ناحيتهم يتمتم في هدوء:.
- يمكنني المساعدة أنا طبيب...
نظرت له الطبيبة في ريبة ليخرج جواز السفر الخاص به، يريه إياها، تنهدت الطبيبة قلقة تحرك رأسها إيجابا، دخل حسام إلي غرفة التعقيم، وسريعا الي غرفة العمليات، حرفيا كان كمن يركض في سباق لأجل أن ينقذ حياة كل من آلام والطفل مع كثرة النزيف وانقطاع الحبل السري عن الجنين الوضع كان اسوء مما يكون ولكنه في النهاية نجح حمل طفلة صغيرة علي يده تصرخ للحياة أنها جاءت، نظرت لوالدتها يبتسم يتمتم: - أنها فتاة.
ابتسمت المريضة مرهقة تحرك رأسها بإيماءة بسيطة ضعيفة، اخذت منه الممرضات الفتاة، خرج هو من غرفة العمليات ليجد الزوج يهرول إليه يسأله متلهفا: - ارجوك زوجتي وابنتي. بخير أليس كذلك حرك حسام رأسه إيجابا يبتسم في هدوء يتمتم: - مبارك لك رزقت بفتاة جميلة... تحرك ليغادر ليجد الرجل يهرول خلفه سريعا يستوقفه: - انتظر انتظر إنت من انقذت حياة ابنتي وزوجتي، تيمنا بما فعلت أنت من ستختار اسم الفتاة.
غزت ابتسامة صغيرة شفتي حسام وطيف سارة يتجسد امام عينيه ليتمتم شاردا: - سارة اعجب الرجل بالاسم كثيرا وتركه يهرول الي زوجته، اسرع حسام الخطي الي غرفة العمليات لا يرغب سوي في الاطمئنان علي والدته ليجد زيدان يهرول إليه يعانقه بعنف يصيح فرحا: - مبروك يا صاحبي العملية نجحت.