رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والسبعون
الساعة تجاوزت الواحدة ظهرا، يلقي بجسده علي فراش صغير بالكاد يسع جسده في صراع طويل مع كوابيسه البشعة التي لا تنتهي محيط اسود يغرق فيه رغما عنه، لم يلتقط أنفاسه الا علي صوت رنين باب المنزل، الذي بدأ ولم ينتهي، انتفض فجاءة يشهق بعنف جسده يغرق في بحر من العرق الغزير، مسح وجهه ورقبته بكف يده، ينتفس بعنف، انتفض من فراشه يصيح بصوت عالي غاضب: - ايوة طيب، ايه القرف دا علي الصبح.
توجه ناحية الباب يفتحه ليجد ذلك الشاب ماذا كان اسمه، باسل، يقف يحمل صينية طعام صغيرة يرتدي حلته الرسمية يقف أمام الباب يبتسم في اتساع، اتجه الي الداخل ما فتح زيدان الباب يغمغم ضاحكا: - ايه يا عم زيدان ساعة ونص برن الجرس دا أنا قولت موت، صحصح كدة وتعالا كل لقمة المدام بتعمل فطار عظمة، تعالا تعالا واقف ليه.
زفر زيدان حانقا من ذلك المتطفل الذي يقتحم حياته دون إذن منه تماما، كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا: - مش ملاحظ أنك خدت عليا جامد أنا لسه عارفك النهاردة الصبح، وبعدين ايه عم زيدان دي، أنا اعلي منك رتبة علي فكرة التقط باسل لقمة صغيرة من فوق سطح الصينية أكلها يبتسم في ببشاشة يتمتم: - يا عم دا هناك لما نروح الشغل، انما احنا هنا جيران، زيدان يا جاري يا واحشنا من زمان دايما غامض ومقفل البييان.
ارتسمت ابتسامة صغيرة يائسة علي شفتي زيدان، ذلك الأحمق يذكره بحسام صديق عمره الذي يشتاق منذ الآن، حرك رأسه يآسا يتمتم ساخرا: - أنا هروح اغير هدومي...
توجه الي غرفته بالداخل يخرج ثيابه من حقيبته يشرع في تبديل ثيابه عقله يذهب إليها في كل لحظة، تنهد يآسا يحرك رأسه نفيا بعنف عله يخرج صورتها من خياله، بداية جديدة، مكان جديد، وقلب كما هو يعشق الماضي المؤلم، شرع في تبديل ثيابه سريعا ليخرج لذلك الجالس بالخارج، توسعت عينيه في دهشة حين رأي صينية الطعام الشبه فارغة كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا: - أنت جايب فطارك وجاي تاكل عندي يعني.
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي باسل، لينفض يديه يتمتم ضاحكا: - ما انت إتأخرت وأنا جوعت، يلا يا عم نعرفك علي القسم جذب باسل ذراع زيدان، ليخرجا من المنزل، ومن العمارة السكنية بأكملها، متوجهين إلي القسم، وباسل لا يتوقف عن الكلام ولو لحظة: - سيبك بقي يا عم من اللي يقولك، انتقلت الغردقة يبقي مش هتشتغل، إنت عينك لازم تبقي في وسط رأسك، عشان السياحة وسمعة البلد...
تحرك زيدان جواره بعقل شارد، لمح بعينيه الموج الهائج يلاطم بعضه بعضا، وقف رفضت قدميه الحراك أمواج الهواء تصفع وجهه بعنف تعيده لذكري قديمة سعيدة تمني لو استمرت.
Flash back - انتي مش ملاحظة أن الشط مش عليه حد.. لفت رأسها تنظر حولها لتقطب جبينها تنظر للفراغ حولها، تعجب لم يدم طويلا فمعظم من كانوا حولهم اتجهوا الي تلك الباخرة السياحية الضخمة لرحلة سياحية في الماء، عاودت النظر له لتتوسع عينيها حين حملها بين ذراعيها متجها بها ناحية الماء لتتعلق برقبته تصيح فيه متوترة: - أنت بتعمل ايه يا مجنون.
تعالت ضحكاته الصاخبة ليدخل بها الي الماء نظر لها يلاعب حاجبيه بعبث يردف مشاكسا: - بعملك وجبة لل Hungary fish قالها ليلقيها بخفة الي الماء، هو يعرف أنها تعرف السباحة جيدا نظرت له مغتاظة مما فعل لتقذفه بالماء تخرج له لسانها، عقد جبينه يضيق عينيه ينظر له بغيظ اجاد تصنعه ليقفز بخفة في بقعة فارغة جوارها، رفع وجهه ينفض الماء عن شعره ينظر لها يبتسم في خبث، ليقذفها هو الآخر بالماء Back.
اجفل فجاءة من شروده، علي يد باسل وضعت علي كتفه يصيح فيه متعجبا: - هييي زيدان روحت فين يا عمنا أغمض عينيه متألما يحرك رأسه نفيا، يتحرك بصحبة باسل في طريقهم.
في الإدارة في مكتب خالد السويسي، يجلس خالد خلف سطح مكتبه شارد قلق، يدق بسن قلمه علي سطح المكتب دقات منتظمة قلقة متسارعة، تنهد يخرج أنفاسه المثقلة، حين سمع صوت دقات علي باب الغرفة لحظات ودخل محمد يغمغم مبتسما: - صباح الفل يا باشا ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي خالد يشير لصديقه أن يقترب، جلس محمد علي المقعد المجاور للمكتب يغمغم مبتسما: - خد امضي...
حرك خالد رأسه إيجابا بعملية تامة يخط توقيعه علي سطح الورقة اغلق الملف يعطيه لمحمد، أخذه الأخير منه يسأله قلقا: - مالك يا إبني شكلك مش عاجبني تنهد خالد قلقا، يمكنه أن يخفي ما يريد علي الجميع الا صديقه يقف أمامه وتخرج الكلمات من بين شفتيه رغما عنه تنهيدة حارة مثقلة خرجت من بين شفتيه يتمتم متعبا:.
- الدنيا بتبوظ تاني يا محمد زيدان سافر، أنا صحيح مظبط الدنيا هناك، واحد من تلاميذي اسمه باسل، هيبقي معاه دايما، بس لينا مصصمة تتجوز اللي اسمه معاذ دا، ولا لينا مش عارف مالها من إمبارح، نايمة بشكل مخيف، من إمبارح وهي نايمة والاقيها بتعيط وهي نايمة أحاول اصحيها تقوم مصرخة في وشي سيبني أنام، أنا عايزة أنام، مش عارف أعمل إيه حرك محمد رأسه إيجابا يتمتم في هدوء يحاول تنظيم تلك البعثرة:.
- طيب زيدان ومشكلته اتحلت، إنت عارف أنه محتاج يبعد ووجود باسل جنبه كويس أما لينا بقي فيمكن بس بتعند معاك عشان شيفاك رافض الموضوع، يمكن لو وافقت وحسستها انه عادي يعني، تسيبه، جرب صمت للحظات ينظر لصديقه بحذر ليسأله فجاءة: - أنت طلقت شهد ولا لسه صحيح حرك خالد رأسه نفيا يزفر حانقا، ليبلع محمد لعابه يهمس مترددا: - ما يمكن لينا يعني، عرررفت.
توسعت عيني خالد في فزع وعقله يعيد ترتيب ما حدث، هاتفه الآخر، الرسالة، لينا، صرخاها ضرب جبهته بكف يده يتمتم مذعورا: - يا نهار أسود.
علي صعيد آخر مرت ساعتين تعرف فيهم زيدان علي مكتب عمله الجديد، لم يجد نا يفعله في يومه الأول لم يستلم عمله رسميا بعد فقرر المغادرة، يتمشي علي الشاطئ الرملي، يركل حبات الحصي يدس يديه في جيبي سرواله يبتسم ساخرا يشفق علي حاله، سافر بعيدا ليهرب من عشقها فتبعه طيفها يؤرق ليله يعذب نهاره، الهواء البارد الذي يلف جسده بالكامل لم يزيد نيرانه سوي اشتعالا، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان وقف مقابلا للبحر يغمض عينيه يتسمع الي تلاطم أمواجه، سمفونية حادة الإيقاع تطرب قلبه، يتخللها صوت صرخات مستغيثة فتح عينيه سريعا ليجد فتاة في المياة تكاد تغرق، لم يتردد لحظة حين خلع حذائه يركض للداخل قفز بجسده للماء يصارع الأمواج إلي أن وصل إليها أمسكها جيدا يسبح بها الي الماء، الموج العنيف يعيده للداخل وهو يصارع للخروج بعد جهد شاق ارتمي بجسده علي الشاطئ يسعل بعنف يشعر بأنه شرب نصف مياة البحر، ينظر لتلك الممدة جواره من الجيد انها تتنفس، استند بكفيه علي الرمال ينتصف في جلسته يسألها برسمية:.
- أنتي كويسة، are you ok ابتمست الفتاة ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا مدت كف يدها له ليمسك بيدها يجذبها تجلس هي الاخري سعلت عدة مرات تتنفس بعنف تحاول الاسترخاء بعد أن كادت تغرق في لحظات، لولا مساعدته نفضت شعرها الأشقر الطويل تبتسم له تتمتم بلغة عربية مكسرة: - ششكراا ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه وهو يستمع إلي لكنتها وقف ينفض الرمال عن ملابسه يتمتم: - العفو، عن إذنك.
قالها ليلتفت ويغادر ما كاد يتحرك خطوتين سمعها تصيح بصوت عالي: - أنت استني، استني، أنا آيز، اشكر أنت خرجت من بين شفتيه ضحكة ساخرة ليجدها تهرع إليه وقفت أمامه تمد يده تود مصافحته تتمتم بابتسامة ساحرة: - انجيلكا.
نطقتها بصوت ناعم وابتسامة ساحرة لم تحرك فيه شعرة واحدة رغم أن من تقف امامه أنثي لا تستطع العين الا أن تنظر لها تذوب في سحر جمالها الأوربي الخاطف للأنفاس، يكفي شعرها الأشقر الداكن الطويل المائل للبني ملامحها الفاتنة عينيها الزرقاء الغامقة، ذلك النمش الصغير الذي يغطي انفها واعلي وجنتيها أما هو فقط ابتسامة صغيرة مجاملة لا حياة فيها ارتسمت علي شفتيه حرك رأسه إيجابا بخفة يردف بنبرة لبقة رسمية:.
- زيدان، ما فيش داعي للشكر دا واجبي ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيها لتمسك بكف يده بيديها تصافحه بحماس تردف مبتهجة: No, you do not understand. I must thank you. I almost drowned and you saved my life in the last moments، I really thank you for your courage - لا أنت لا تفهم يجب علي أن اشكرك كدت أن أموت غرقا وأنت أنقذت حياتي في اللحظات الاخيرة، أنا حقا أشكرك علي شجاعتك.
رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يتمتم بلباقة: - Be careful، I have to go، Goodbye قالها ليلتفت ويغادر القي سترة حلته علي كتفه يرحل بعيدا ينفض الماء عن شعره المبتل، تقف هي بالخلف تراقب ذلك الوسيم الشرقي الشجاع بابتسامة إعجاب واسعة لم تستطع إخفائها، نفضت المياه عن شعرها الطويل تهمس لنفسها بولة: - A handsome, daring, brave man، he stole my heart at first sight.
رأته يبتعد عند نهاية الطريق نظرت لثيابها المبتلة بهلع لتعاود النظر له تصيح سريعا بتلهف: - wait، wait توقف هو حين سمع صياحها لتهرول هي خلفه اقتربت منه سريعا وقفت امامه تنحني قليلا تلتقط أنفاسها رفعت وجهها له تتمتم مبتسمة: - أنت ممكن ساآد أنا، أروح اوتيل.
خرجت من بين شفتيه ضحكة لم يستطع إخفائها طريقتها المضحكة في الكلام تذكره بها حين بدأت تتحدث وهي طفلة صغيرة بكلمات مبعثرة، غزا الشوق مقلتيه ليتنهد يآسا من نفسه ألن يتوقف عن التفكير فيها أبدا، عاود النظر لتلك الواقفة أمامه حرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء: -Speak English and I will understand what you are saying ( تحدثي بالإنجليزية وأنا سأفهم ما تقولين ).
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيها وهي تستمتع للكنته الانجليزية الممتازة حركت رأسها نفيا بخفة تتمتم بأحرف متكسرو. - نو، أنا بهب الاربي كتير، هو صأب، بس أنا بهبه، بهب اتكلم أربي لا يعرف حتي لما انفجر ضاحكا بتلك الطريقة، كان حقا في حاجة ماسة لتلك الضحكات لتخرج هموم قلبه رفع يده يمسح دموعه التي تساقطت من شدة الضحك، حين وجه انظاره اليها رآها تنظر له كطفلة صغيرة غاضبة تعقد ذراعيها أمام صدرها تتمتم حانقة:.
ابتسمت لتقترب سريعا تسير جواره أمسكت بكف يده ليقطب جبينه غاضبا التفت برأسه ناحيتها يرميها بنظرة حادة ينزع كفه من يدها، أوقف سيارة أجري ليفتح لها باب المقعد الخلفي دخلت ليغلق الباب عليها، ليجلس هو جوار السائق، لتخبره باسم الفندق، تحركت السيارة، بعد لحظات لاحظ زيدان أن السائق يحرك المراءة الأمامية كل لحظة وأخري، التفت برأسه تلقائيا ينظر خلفه هو لم يلاحظ ولم يكن ليلاحظ فعينيه لم ولن تفتن بامراءة، ولكن حقا غضب بشدة حين عرف الي ما ينظر السائق ملابس كانت تلتصق بها كجلد ثانئ، من الجيد أن سترته غير مبتلة، مد يده لها بها يغمغم في حدة:.
- البسيها نظرت له متعجبة من غضبه حركت رأسها إيجابا ترتديها، عاد زيدان ينظر للسائق قبض علي تلابيب ملابسه بعنف يغمغم بحدة غاضبا: - ما هي مش راكبة مع خروف عشان تبصلها كدة، عينك لو اترفعت عليها هخلعهالك توسعت عيني السائق هلعا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتمتم بصوت خفيض مرتعش: - اااا، أنا آسف يا بيه، آسف.
لفظه زيدان بعنف ليرتد في مقعده، ليزفر هو حانقا يخلل أصابعه في خصلات شعره الرطبة بعنف، تلك الفتاة حقا لا تعنيه ولكنها بالفعل إهانة لرجولته أن ينظر لها أحد بتلك الطريقة الفجة وهي بصحبته، تجلس هي بالخلف تنظر له بإعجاب لم تستطع إخفائه، إلي أن حد ما فهمت لما هو غاضب وزادت به إعجابا، مرت دقائق قليلة قبل أن يصلوا الي الفندق، فتحت أنجيلكا الباب تنزل توجهت ناحية الباب المجاور لزيدان كادت أن تخلع سترته ليحرك رأسه نفيا، نزل يقف أمامها يتمتم:.
- خليكي لبساه عشان هدومك مبلولة ما ينفعش تمشي بيها كدة، عن إذنك عاد لمقعده جوار السائق، وقفت هي تنظر في أثره بابتسامة حالمة تغزو شفتيها، توجهت لداخل الفندق، اخذت مفتاح غرفتها من الاستقبال لتتوجه سريعا إليها، فتحت باب غرفتها لتخلع سترته تنظر لها مبتسمة برقة تكرر اسمه: - زيدان، زيدان، زيدان، زيداني!
علي صعيد آخر سريعا كان يقود سيارته متجها.
الي منزله عقله يصور له أبشع ما يمكن أن يحدث لينا عرفت بزواجه من شهد، ستنهار، بالطبع ستطلب الانفصال، الانفصال!، توسعت عينيه فزعا عند تلك النقطة لن يتحمل ابداا، تبتعد يموت قبل أن تفعل، هي روحه التي لن يتخلي عنها ابدا، وكيف يعيش بدون روحه بدونها هي، أوقف سيارته في حديقة المنزل، ليفتح بابها سريعا توجه الي الداخل يدس مفتاحه في قفل الباب، دخل يهرول إلي الداخل لتستوقفه ابنته: - بابا أنا كنت عاوزة حضرتك.
تركها يهرول لأعلي سريعا يتمتم متلهفا قلقا: - بعدين يا لينا مش وقته قطبت جبينها متعجبة ما به والدها يركض وكأن كارثة قد حدثت، بينما اكمل هو طريقه لأعلي ما كاد يصل لنهاية الربع الأخير من السلم رآها تنزل درجات السلم، متأنقة للغاية، حلة نسائية زرقاء قميص أبيض، حجاب به اللونين ملامحها كالعادة صافية لم تمسها مستحضرات التجميل، حقيبة بيضاء صغيرة تمسكها في يدها...
ارتسمت ابتسامة واسعة رقيقة علي شفتيها ما أن رأته تردف بخفوت ناعس: - صباح الخير يا حبيبي ايه اللي رجعك بدري كدة أنت كويس توقف عقله عن العمل للحظات يقف يناظرها بنظرات مدهوشة قلقة متعجبة، لا يفهم حقا لا يفهم ما يحدث لها، ابتلع لعابه يسألها حذرا: - أنا كنت جاي اطمن عليكي، كنتي تعبانة إمبارح والصبح، بس دلوقتي الموضوع مختلف تماما، ماشاء الله عليكي، تقولي للقمر قوم وأنا أقعد مكانك.
خرجت من بين شفتيها ضحكة عالية لتنزل الدرجتين الفاصلتين بينهما وقفت أمامه تطوق عنقه بذراعيها تهمس له بصوت خفيض ناعم: - دي هرمونات يا حبيبي المفروض تكون اتعودت بقي، ولا نسيت، أنت بقيت بتنسي حاجات كتير اوي اليومين دول، معقول عجزت يا لودي، جري ايه يا شيخ الشباب.
نبرتها الناعمة الغريبة لم تعجبه، لينا بها شئ غريب مختلف شئ هو نفسه لا يفهمه او ربما يفهمه ولا يريد أن يعترف به لنفسه، او ربما هو فقط يتوهم ولينا ليس بها اي شئ كم يتمني ذلك حقا، رسم ابتسامة واسعة قلقة علي شفتيه مد يده يمسح علي وجنتها برفق يغمغم مبتسما: - قلقتيني عليكي، الحمد لله انك بخير...
أنا كويسة، كويسة أوي يا حبيبي، : نطقتها بنبرة غريبة لم تعجبه إطلاقا تنظر لعينيه مباشرة بينما يحاول هو التهرب بمقلتيه بعيداا، ابتلع يحاول الابتسام لتتجاوزه هي قبلت وجنته تهمس بنعومة: - أنا رايحة شغلي يا حبيبي مش هتأخر، خلي بالك من نفسك، بااي.
قالتها لتتحرك تجاوزته لتنزل درجات السلم، تتحرك بخفة الي الخارج توجهت، وقف هو مكانه مقطب الجبين دقاته تتسارع بشكل مخيف، لينا بها شئ خاطئ، هو اكتر من واثق من ذلك، لم يصعد للأعلي، عاد ينزل لأسفل ارتمي بجسده علي الأريكة يمسح وجهه بكفي يده، ااتت لينا ابنته في تلك اللحظات جلست جواره حمحمت تردف في هدوء: - بابا أنا كنت عاوزة اتكلم مع حضرتك حرك رأسه إيجابا ببطئ تنهد يتمتم متعبا: - ثواني هعمل مكالمة واسمعك.
اخرج هاتفه من جيب سترته يبحث عن رقم زيدان كاد أن يتصل به فقط مكالمة صوتية يطمأن عليه، ليرسم عقله فكرة سريعة لينا تجلس جواره ربما أن رأته وهو رأئها يشعر كل منهما بالشوق للآخر، لتكن إذا مكالمة فيديو بالصوت والصورة، لحظات وظهرت في الكاميرا غرفة فندق، جعلت خالد يقطب جبينه مستفهما، زيدان يسكن في شقة هو يعرفها جيداا، هو من استأجرها له، لحظات وتوسعت عينيه في دهشة حين ظهرت أمامه فتاة شابة تبدو أجنبية تبتسم باتساع تردف في حماس:.
- Hi نبرة الفتاة وصوتها جذبت انتباه لينا الجالسة جوار والدها نظرت خلسة لشاشة الهاتف، لتتوسع عينيها في ذهول، والدها يتصل بزيدان إذا من تلك الفتاة، في غرفة فندق، هاتف زيدان، أليست تلك سترة زيدان جوارها، لم يقل خالد عنها دهشة حمحم يسألها: - who are you، where is zedan ابتسمت الفتاة في توسع ما أن سمعت اسمه لتغمغم سريعا:.
- Are you Zidane s father، He s not here، He forgot his phone in his jacket that he gave me ( هل أنت والد زيدان، هو ليس هنا، لقد نسي هاتفه في سترته التي أعطاها لي) عند تلك النقطة احمرت عيني لينا غضبا شعر بدمائها تغلي تكاد تنفجر من الغيظ دقاتها تتسابق، أنفاسها كمرجل نار متقد لم تستطع كبح زمام نفسها وهي تنظر لتلك الفاتنة، الجميلة حد إغواء الراهب، لتهتف غاضبة: -Why did Zidane give you his jacket.
( لما اعطاكي زيدان سترته ) توجهت عيني أنجيلكا لمن تحدثت توا تشعر سمعتها نبرتها الغاضبة رأت الغيظ يتأجج في مقلتيها التي لا تنزاح عن سترة زيدان القابعة جوارها، فابتسمت، رسمت ابتسامة ناعسة علي شفتيها تردف برقة: - oh zedan، He saved my life from drowning and gave me his jacket because my clothes were wet ( لقد انقذ حياتي من الغرق واعطاني سترته لأن ملابسي كان مبتلة ).
شدت لينا علي قبضتها تجز علي أسنانها بعنف ترميها بنظرات قاتلة غاضبة بينما ابتسمت انجليكا في رقة تسبل عينيها ببراءة توجهت بأنظارها ناحية خالد تحادثه: - Please tell Zidane that his phone and wallet are in the jacket، he knows the hotel address and I am waiting for him any time he likes to take them.
(من فضلك أخبر زيدان أن هاتفه ومحفظته في السترة، هو يعرف عنوان الفندق وأنا في انتظاره في أي وقت يحبه ليأخذهم) حرك خالد رأسه إيجابا، في هدوء تام، عليه ان يعرف كل شئ عن تلك الفتاة التي ظهرت فجاءة، رسم ابتسامة مقتضبة علي شفتيه يتمتم بخفة: - I ll tell him، Thank you، bye.
لوحت له الفتاة وهي تبتسم باتساع ليغلق الخط يبتسم ساخرا، حين لمحت عينيه ابنته التي تكاد تنفجر غضبا، وجهها أحمر مشتعل، عروق رقبتها وصدغها تنفر من الغيظ، تقبض كفها تشد بأظافرها علي كف يدها، تكبح جماح صراخاتها الغاضبة بصعوبة، حمحم يحاول جذب انتباهها يتمتم في هدوء: - خير يا لينا كنتي عوزاني في إيه.
اخذت نفسا قويا طويلا تحاول إطفاء تلك النيران التي اشتعلت فجاءة بين خلجات قلبها، مرة تليها أخري وأخري قبل أن تنظر لوالدها تتمتم: - بابا، معاذ، قاطعها حين بسط كف يده أمام وجهها حرك رأسه إيجابا بخفة يتمتم في هدوء حزين:.
أنا موافق علي جوازك علي معاذ يا لينا، انتي صح، أنا مش هفرض عليكي حاجة تاني، عيشي حياتك زي ما تحبي تعيشيها، اللي أنا كنت بعمله دا من خوفي عليكي، مش تحكم زي ما انتي فاكرة، علي العموم مالوش لازمة الكلام دا دلوقتي، أنا موافق علي جوازك من معاذ، بس بجد اتمني أنك ما تندميش بعد كدة.
جحظت عينيها في صدمة امسكت لسانها، والدها يوافق بتلك البساطة، لم يكن ذلك ضمن مخططاتها ابدااا، هل حقا والدها استسلم لرغبتها أما أنها خطة جديدة من خططه التي يفاجئها بها دائما، فقط يخدعها كعادته، تحولت نظرات الدهشة الي أخري حذرة بها من الشك ما بها لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتي خالد يتمتم في هدوء:.
- ما تقلقيش دي مش خطة جديدة أنا تعبت من الخطط يا لينا وبعدين مش يمكن انتي صح وأنا غلط، يمكن فعلا معاذ بيحبك ويستاهلك، حددي الميعاد اللي انتي عيزاه وأنا موافق عليه.
حسنا صدمة أخري لم تطن تتوقعها تماما، ما ذلك الاستسلام، هل نجحت حقا في فرض رأيها وأنها صاحبة قرار بعد طول صراع، تنهدت حائرة، تشعر بأنها تعود لتلك الدوامة من الحيرة والقلق من جديد، ولكن دوامتها تلك المرة غاضبة مشتعلة، أنجيلكا من تلك الفتاة وما علاقتها بزيدان وكيف يعرف عنوان الفندق التي تقطن فيه، تكاد تموت كمدا وهي تتذكر ابتسامتها الساخرة نبرتها اللعوب، طردت تلك الفكرة عن راسها مؤقتا تنظر لوالدها:.
- أنا كنت عايزة حضرتك في حاجة تانية، لو ينفع يعني اتدرب في شركة حضرتك، لو ما ينفعش خلاص هشوف اي شركة تانية رفعت حاجبيها مندهشة حين وقف والدها يلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته ابتسم لها يغمغم في ترفق: - غيري هدومك وحصليني علي العربية توسعت عينيها في دهشة، لتهب سريعا تركض إلي غرفتها تنزع ثيابها لترتديها علي عجل، سمعت صوته في تلك الأثناء يأتي من الفراغ يتمتم بحنو: - براحة يا لينا عشان اللي في بطنك.
التفت حولها سريعا تضع يدها علي بطنها تلقائيا، لتسمع صوته مرة اخري يأتي من اتجاه آخر بنفس النبرة الحانية: - تفتكري هيبقي ولد ولا بنت ظلت تتلفت حول نفسها وصوته يأتي من كل اتجاه تقريبا - بداية جديدة أنا وأنتي واببنا او بنتنا - خلي بالك منه دا حياتي كلها - هما الحوامل بيحبوا يناموا كتير - تعالي يا حبيبي في حضني وضعت يديها علي اذنيها سقطت علي ركبتيها ارضا ن تنهمر دموعها تصرخ بحرقة تحرك رأسها نفيا بعنف:.
- بس بس اسكت، اسكت، خلاص هو راح وأنت خلاص روحت ما بقاش ليك مكان في حياتي، أخرج من دماغي زي ما خرجت من حياتي.
أبعدت يديها عن أذنيها ببطئ تتنفس بعنف لا أحد فقط صوت مخيف يصدر من عقلها، جزء صغير لا زال يتمسك به يرفض إخراجه من جوا روحها، قامت تبدل ثيابها سريعا تركض من غرفتها تهرب من فوهة بركان نار من الذكريات يحرقها، نزلت إلي أسفل تهرول الي سيارة والدها استقلت المقعد المجاور له تضع نظاراتها الشمسية الكبيرة فوق عينيها، لتسمع والدها يسألها قلقا: - أنتي كويسة يا حبيبتي.
رسمت شبح ابتسامة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، أدار خالد السيارة يتوجه الي شركته عقله لا يتوقف عن التفكير في كل شئ تقريبا.
مرت حوالي عشرون دقيقة قبل أن تتوقف سيارة خالد أمام شركته، فتح الباب المجاور له ينزل لتلحق به سريعا نزلت تتحرك جواره إلي الداخل، ابتسمت لنفسها مشفقة تلك المرة الأولي التي تري فيها شركة والدها، لولا مساعدة زيدان ما كانت لتراها يوما، تنهدت مستاءة لما يصر علي اقتحام عقلها كل لحظة وأخري، سمعت في طريقها أحدي الموظفات تتهامس مع صديقتها:.
- شايفة يا بنتي الفخامة، خالد باشا السويسي ما بيكبرش ابدا، دا أنا أكاد من فرط الجمال أذوب ضحكت لينا ساخرة داخل نفسها آه لو سمعت والدتها مثل هذه الكلمات لأقامت الدنيا فوق رأسهم جميعا، والدتها لا تزال علي والدها بجنون، دخلت معه إلي المصعد الي الطابق الأخير توجها، تحركت خلفه لتجد سيدة تقريبا في منتصف الأربعينات ترتدي ثياب محتشمة فستان واسع حجاب طويل، وقفت السيدة ما أن رأته تبتسم في هدوء:.
- حمد لله علي سلامتك يا باشا، الشركة نورت ابتسم لها في جدية يؤمأ برأسه إيجابا مردفا: - متشكر يا مدام أشرقت... التفت إليها يمسك بيدها لتقف جواره ابتسم لتلك السيدة يردف: - دي لينا بنتي، عايزة تتدرب معانا في الشركة، أنا متأكد أنك أنسب واحدة تعلميها أسس الشغل لكفائتك وخبرتك معانا من سنين.
ابتسمت أشرقت ابتسامة مشرقة تحرك رأسها إيجابا ليدفع خالد ابنته برفق ناحية أشرقت ويتوجه هو إلي مكتبه، دخل يلقي بسترته علي أقرب مقعد، لحظات وسمع دقات علي باب الغرفة إذن للطارق لتدخل لينا ملامح وجهه منكشمة غاضبة حانقة وقفت أمام مكتب أبيها مباشرة تعقد ذراعيها أمام صدرها تغمغم متضايقة: - بابا أنا قولت لحضرتك اني عايزة اتدرب في شركة حضرتك، بس ما كنش قصدي خالص، أنا ابقي السكرتيرة.
اراح ظهره الي ظهر مقعده الاسود الفخم الوثير ليرفع قدميه الي سطح المكتب ابتسم يغمغم في ثقة: - عشان تقعدي علي المكتب اللي أنا قاعد عليه دا لازم تبدأي من عند مدام أشرقت من برة، تعرفي كل حاجة الصغيرة قبل الكبيرة، مدام أشرقت تعرف أدق التفاصيل عن شغل المقاولات عموما، وعن شعلنا علي وجه الخصوص هتساعدك جداا انزل ساقيه من فوق سطح المكتب ليتحرك بخفة وقف جوار ابنته يضع يده علي كتفها يتمتم مبتسما:.
- هسيبك معاها عايزك تتعلمي منها كل حرف هتقوله ليكي، لأنها هتمشي قريب، جوزك جاله عقد عمل وهيسافروا برة مصر، وانتي اللي هتبقي مكانها، سلام قالها ليلتقط سترته تركها وغادر، الي مكتب عمر توجه ليطمأن علي أخيه، اقترب من المكتب ليجد تالا، هو يعلم أنها لم تترك الوظيفة ولكن لا ضرر من بعض المشاكسة، تقدم يجلس علي المقعد المجاور لمكتبها يتمتم في مرح: - وأنا أقول الشركة منورة ليه.
ضحكت تالا بخفة تضع يدها أمام فمها بحركة تلقائية، عادت تنظر له تتمتم مبتسمة: - إزيك يا خالد أخبارك ايه، ولينا ولوليتا تنهد متعبا هل يخبرها الحقيقة لااا ابتسم يحرك رأسه إيجابا يتمتم تعبا: - الحمد لله كلنا بخير، عمر جوا حركت رأسها إيجابا سريعا تحرك هو يرغب في التوجه لغرفة أخيه لتستوقفه تالا سريعا ابتسمت تهمس له ممتنة:.
- استني يا خالد، أنا حقيقي عايزة اشكرك علي كل اللي عملته عشاني أنا والبنات، بجد كنت ولازالت ضهر لينا كلنا في أصعب الأوقات دايما بتكون موجود، شكرا بجد شكرا ليك اعطاها ابتسامة صغيرة هادئة ليتوجه إلي مكتب أخيه دق الباب ليدخل بعدها مباشرة، ابتسم عمر ما ان رآه ليتحرك من مكانه قام يعانقه يتمتم سعيدا: - واحشني والله يا كبير، أنت كويس دلوقتي.
حرك رأسه إيجابا دون كلام توجه ليجلس علي المقعد المجاور لمكتب عمر ليصيح عمر معترضا: - والله ابداا، أنت تقعد علي كرسي المكتب، دي ما فيهاش نقاش ابتسم ساخرا علي أفعال أخيه الطفولية، ليتحرك إلي المقعد خلف المكتب جلس عليه، ليجلس عمر علي المقعد المجاور لمكتبه يتحدثان في أمور شتي في العمل إلا أن قطع عمر ذلك الحديث بسؤال مباشر:.
- خالد أنت قولتلي قبل كدة أن الدكتور اللي اسمه حسام يبقي ابنك، ممكن تقولي بقي ابنك ازاي شهد ما سقطتش الجنين، نطقتها دون مقدمات لم يعد لديه الطاقة لشرح اي شئ مهما كان بسيطا او معقدا رأي عيني أخيه تتوسع في دهشة ليتمتم مذهولا: - معقولة، دا ولا الافلام الهندي... ابتسم خالد متهكما ليحمحم عمر مرتبكا جملة حمقاء قالها دون قصد، حمحم مرة أخري ليردف مبتسما:.
- والله أنا فرحانلك عشان هيبقي ليك وريث وسند يكمل اسم خالد السويسي، بجد مبروك يا اخويا لحظات واختفت ابتسامة عمر تنهد يردف متضايقا:.
- بس ابعد حسام عن سارة يا خالد، ابنك اتقدم لسارة وكل يوم يكلمني او يبعتلي رسالة أنه عايز يتجوزها، هو ابن اخويا ودكتور محترم أنا سألت عنه، بس كبير سنا عليها، وكفاية الموقف الزفت اللي أنا حطيتهم فيه، البنت مستحيل تتقبله نفسيا تبدلت نظرات خالد إلي اخري حازمة جادة ليتمتم في حزم:.
- حسام مش كبير للدرجة دي، لو سارة وافقت عليه، يبقي حسام أولي واحد بيها، دي بنت عمه، من لحمه، دورها في مخك لأن موافقة سارة هي الفيصل الوحيد بالنسبة للجوازة دي تنهد عمر غاضبا ينظر لأخيه حانقا ها هو خالد المتحكم المتسلط يعود من جديد لا عجب فإن إبنه نسخة عنه، وهو حقا يخاف علي ابنته، صولات خالد القديمة لا تُنسي وإن كان إبنه نسخة عنه، ستتعذب ابنته كثيرا وسارة حساسة للغاية ليست كسارين.
اما خالد انسحب وغادر، القي التحية علي تالا في طريقه للخارج، استقل سيارته تلك المرة توجه إلي مستشفي الحياة حيث لينا، يفكر لينا لو عرفت بأمر زواجه لم تكن لتسكت ابداا، لما تخطط هي، او ربما هي لم تعرف وهو فقط يتوهم، لا طريقتها في الكلام تثبت له العكس، هو يعرفها أكثر مما يعرف ذاته بالطبع بها شئ غريب مختلف، وقف بالسيارة في حديقة المستشفي توجه لمكتبها مباشرة فتح بابه مباشرة بتلهف يبحث عنها بعينيه ليقطب جبينه متعجبا المكتب فارغ، حتي حقيبتها ليست هنا، وقف للحظات يحاول عقله ترجمه أين قد تكون ذهبت، لتمر ممرضة من جواره اوقفها يسألها سريعا:.
- هي دكتورة لينا فين ابتسمت الفتاة ابتسامة صغيرة تتمتم بلباقة: - دكتورة لينا ما جتش النهاردة يا افندم خالص شخصت عينيه في دهشة لينا لم تأتي، أخبرته أنها ذاهبة للمشفي والآن هي ليست هنا ولم تأتي من الأساس اجفل علي جملة الممرضة: - في حاجة يا افندم.
حرك رأسه نفيا لترحل الفتاة وقف هو مكانه لينتزع هاتفه سريعا من جيب سترته يبحث عن اسمها سريعا كان يطلب رقمها وضع الهاتف علي أذنيه يتسمع الي صوت دقات الهاتف كل دقة تتصارع معها دقات قلبه عرق غزير يغرق جسده، شهد كانت محقة أكبر عقاب ممكن أن يحصل عليه هو شعوره بالخوف من فقدانها، أخيرا أجابت سمع نبرتها الهادئة: - ايوة يا حبيبي.
أنت فين يا لينا، صرخ بها بلوعة قلقا، ليلاقي الصمت من ناحيتها للحظات لتتحدث بعدها بهدوء تام: - مالك يا حبيبي متعصب ليه نفذ صبره واستبد القلق بقلبه تحرك لخارج المستشفي وقف في ركن بعيد في الحديقة يصيح فيها: - بلا متعصب بلا زفت، انتي مش قولتيلي رايحة المستشفى، اجي المستشفى يقولولي أنك ما جتيش اصلا، انتي فين يا لينا، انتي كويسة سمع صوت زفرتها المختنقة لتردف بعدها بنزق:.
- ايوة يا خالد كويسة أنا عند بابا، اتصل بيا قبل ما اوصل المستشفى وقالي تعاليلي فروحت اشوفه، اي أسئلة تانية وما قولتليش ليه، ازاي تروحي من غير ما تقوليلي من أمتي يا لينا، : صاح بها يشعر بدمائه تشتعل، شعور مخيف يقتب قلبه مزيج مرعب من الغضب والخوف سمع تهتف محتدة هي الاخري:.
- في ايه يا خالد لو أنت عايز تتخانق فأنا بقي مش عايزة، أنا عند بابا ما عملتش جريمة يعني، وبعدين أنا مش عيلة صغيرة عشان تزعقلي بالشكل دا، سلام يا خالد قالتها وأغلقت الخط ليزفر أنفاسه قلقا غاضبا مسح وجهه بكف يده بعنف يقرر في نفسه الذهاب إليها، أخذ طريقه للخارج ليسمع صوت يعرفه جيدا ينادي باسمه: - خالد باشا، باشا، بااااشا، بااااشا.
خرجت منه ضحكة ساخرة التفت ينظر لنسخته المصغرة، وقف حسام أمامه يبتسم كعادته يغمغم في مرح: - ايه يا باشا ماشي كدة لا سلام ولا كلام دا احنا بينا رز وكوارع يا راجل نظر خالد لحسام مستهجنا ليكتف ذراعيه أمام صدره تبدلت نظراته الي أخري حادة اقترب منه قليلا برأسه يهمس له في حدة: - عمك عمر قالي أن البيه طلب منه ايد سارة، من غير ما تقولي يا حيوان، أنا ما رضتش اصغرك قدامه، بس لما تشوف حلمة ودنك ابقي اتجوزها.
توسعت ابتسامة حسام ليخرج هاتفه سريعا يفتح كاميرا هاتفه الامامية ليقطب خالد جبينه متعجبا ماذا يفعل إبنه الابلة التقط حسام صورة لنفسه بالكاميرا الامامية ( سلفي ) حفظها سريعا في هاتفه ليستخدم القلم في هاتفه يحيط شحمة أذنه بدائرة كبيرة أدار هاتفه سريعا ناحية والده يغمغم متلهفا: - اهي حلمة ودني شوفتها، جوزهالي بقي.
نظر خالد لابنه مندهشا لا يعرف حقا أيضحك أم يتحسر علي بكره الأحمق، ضرب كف فوق آخر يتمتم متحسرا: - عوض عليا عوض الصابرين في خلفتي الهطلة... رمي إبنه بنظرة اشمئزاز ليتركه ويغادر ليتجهم وجه حسام مغتاظا يتمتم مع نفسه حانقا: - ابهات مفترية، والله لاتجوزها...
علي صعيد آخر في شقة زيدان الحديدي في الغردقة، كان يتسطح علي فراشه عقله مخدر في حالة بين النوم واليقظة، حين رآها تدخل من باب غرفته تجلس جواره علي الفراش تبتسم له ابتسامة واسعة ليبتسم لها يغمغم ملتاعا: - لوليا وحشتيني اوي، ما تبعديش عني تاني اقتربت منه تضع رأسها علي صدره تغمغم بصوت ناعم: - أنا بحبك اوي يا زيدان طوقها سريعا بذراعيه قبل أن تهرب يهمس لها بشغف عاشق لن تنطفئ شعله عشقه أبدا:.
- وأنا بموت فيكي يا قلب زيدان انتفض من حلمه السعيد علي صوت جرس الباب يقرع بعنف، لتتلاشي من أمام عينيه كأنها سراب يتبخر بعيدا، فتح عينيه سريعا يبحث عنها، هنا وهناك، حلم كالعادة هي حلم صعب المنال، انتفض علي صوت الباب يدق بعنف من جديد، ليزفر حانقا ذلك الأحمق باسل، بالطبع من غيره، قام من مكانخ يفتح الباب بعنف ليقابله وجه باسل المبتسم، غمغم بمرح ما أن رآه:.
- أنت شخص عاشق للنوم مش كدة، ايه يا عم، دا لو قام زلزال مش هتحس بيه، المهم غير هدومك بسرعة المدام عزامك علي الغدا، أنا مش عارف هو غدا ولا عشا والله الساعة عدت خمسة المهم أنت معزوم عندنا، يلا غير هدومك وحصلني زفر زيدان حانقا يحاول التهرب من تلك العزيمة ليهتف باسل سريعا بإصرار: - لا طبعا لازم تيجي، ما فيهاش أعذار دي، يلا يا عم، دا أنت معمولك اكل عظمة صدقني هتدعيلي.
تنهد يآسا يحرك رأسه توجه الي الداخل يبدل ثيابه بأخري ما أن خرج وجد باسل في انتظاره، تحرك بصحبته الي الشقة المقابلة، ينعي زيدان في نفسه تلك اللحظة التي أخطأ فيها وتوجه فيها إلي شقة باسل، دخل زيدان إلي شقة باسل ليسمع الأخير يغمغم ضاحكا: - خش يا عم ما تتكسفش البيت بيتك...
تقدم يجلس علي الأريكة المقابلة لباسل، ليتحرك باسل يجلس جواره يفتح التلفاز علي أحدي مبارايات كرة القدم الأوروبية التفت باسل لزيدان يسأله مبتمسا: - قولي بقي أنت بتشجع فريق ايه تحرك زيدان بعينيه عن سطح الشاشة المسطحة أمامه ينظر لباسل يتمتم باقتضاب: - ما بحبش الكورة... توسعت عيني باسل في دهشة يتمتم متعجبا: - هو في راجل ما بيحبش الكورة يا جدع، دي زي الماية والهوا.
ابتسم زيدان باصفرار يؤمأ برأسه إيجابا يتمتم ساخرا: - أنا صدم باسل كتفه بكتف زيدان نظر الأخير له حانقا ليبتسم باسل في توسع يغمغم في مرح: - ما تفك كدة يا عم زيدان، مالك مهموم وشايل طاجن ستك ليه كدة، الحياة أبسط من كدة، اليوم اللي بنعيشه مش هيرجع تاني، مش مستاهلة نعيشها في نكد وغم..
في تلك اللحظة تغيرت نظرة زيدان تجاه باسل كان يظنه فقط رجل مزعج ثرثار كثير المزاح، الا أنه اكتشف الآن أنه شخص عقلاني يفهم الحياة كما يجب أن تكون، ما مضي لن يعود، الحياة تسير سواء كنت تبتسم او تحزن، غاضب حزين تعيس سعيد، عيشها بابتسامة سعيدة لأنها ستمر رغم أنفك، رسم زيدان شبح ابتسامة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا، في تلك اللحظات دق جرس الباب، ليسمع صوت سيدة من المطبخ تصيح بصوت عالي:.
- باسل افتح الباب اكيد جوجو جت قطب زيدان جبينه متعجبا من تلك الجوجو ليسمع باسل يتمتم بصوت خفيض ضاحك وهو يتحرك: - الصاروخ الأوربي جه نظر زيدان بفضول ناحية باب المنزل في البداية كان جسد باسل الطويل يحجب الرؤية ولكنه سمع صوت مميز لم يمضِ الكثير من الوقت لينساه: - باسل أنت آمل إيه، فين موني ضحك باسل يفسح لها المجال يغمغم في مرح: - أنا آمل امايل مش ايز اقولك، موني في المطبخ، مننني انجليكا جت.
افسح باسل لها المجال لتخطو الي الداخل في تلك اللحظات خرجت فتاة تقريبا في منتصف العشرينات من المطبخ ترتدي جلباب تلف رأسها بحجاب، هرعت انجليكا ناحيتها تعانقها بقوة تصيح سعيدة: - موني، أنتي وحشتي أنا كتتتتتييير اوي غمغمت الفتاة بضحكة خفيفة: - وانتي كمان يا جوجو وحشتيني أوي، العربي بتاعك بيتحسن أهو.
ابتسمت انجليكا في سعادة تصفق بيديها فرحة علي ما أنجزت، ليتقدم باسل منهم يشير لزيدان الجالس بعيدا يغمغم مبتسما: - دا يا ستي صاحبي اسمه... زيداااان، صرخة فرحة خرجت من انجليكا ما أن وقعت عينيها علي زيدان الجالس هناك هرولت ناحيته سريعا تصافحه بحرارة تغمغم في تلهف سعيدة: - زيداان، أنا مبسوطة كتير، آشان شوفتك تاااني، إنت نسيت your phone في jacket، بابا أنت اتصل وأنا كلمته، he s very handsome like you.
قطب جبينه متعجبا والده؟!، والده إتصل عاد ينظر لها يسألها: - والدي أنا، اسمه ايه هالد، نطقتها ابتسامة واسعة، ليبتسم زيدان من نطقها الغريب لاسم خاله، جاء باسل في تلك اللحظات يتمتم متعجبا: - لاء ثواني كدة معلش انتوا تعرفوا بعض حركت انجليكا رأسها إيجابا سريعا تقص عليهم ما حدث صباحا حين انقذها زيدان من الغرق، ليقترب باسل من زيدان صدمه بمرفقه في ذراعه يتمتم ضاحكا: - أنقذت السياحة يا معلم...
بعد قليل كانوا يلتفوا جميعا حول مائدة الطعام التي تحوي ما لذ وطاب من أصناف عدة، الطعام كان بالفعل لذيذا، ابتسم زيدان يتذكر طعام لينا والدته، كم اشتاق إليها، معاملته الجافة لها في آخر مرة اجتمعا تقتله هي الوحيدة التي لم تؤذيه يوما، تنهد حزينا ليسمع صوت باسل يغمغم: - ايه يا عم باسل ما بتاكلش ليه، الأكل مش عاجبك ولا ايه رفع وجهه يبتسم شبح ابتسامة مجاملة نظر لمني زوجة باسل يتمتم بلباقة:.
- لاء بالعكس الأكل جميل جداا، تسلم ايدك يا مدام مني هنا تحديدا قاطعت انجليكا الحديث تصيح متحمسة: - موني بتأمل اكل هلو كتير، هي good cooker وجه زيدان انظاره ناحية انجيلكا، فضول هو فقط فضول يدفعه لمعرفة ما العلاقة التي تربط بينها وبين زوجة باسل، ليسألها مباشرة: - انجليكا انتي بتعملي ايه، يعني ايه سبب زيارتك لمصر كادت أن تجيب هي لتبادر مني ترد بدلا عن صديقتها بابتسامة صفراء مقتضبة:.
- أنا فاهمة حضرتك قصدك إيه، أنا خريجة كلية آثار، بعد التخرج سافرت روسيا سياحة وهناك اتعرفت علي انجليكا وبقينا أصحاب بقالنا اكتر من 3 سنين، وهي بتيجي كل سنة مصر سياحة، عرفت سبب زيارتها حضرتك حرك زيدان رأسه الجالس يبتسم في هدوء ينظر لتلك الفتاة شعلة حيوية تتوهج تذكره بها بطيفها السعيد، بذكريات جميلة جمعتهم يوما.
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والسبعون
في الحارة، تحديدا في منزل منيرة، في صالة المنزل مساءا، تجلس روحية علي أحدي الارائك، أمامها يجلس أدهم ومنيرة تتوسطهم صينية متوسطة الحجم موضوعة علي طاولة بها طعام العشاء، ربتت منيرة علي يد روحية تتمتم مبتسمة: - كلي يا حبيبتي تحدث أدهم في تلك الأثناء بابتسامة صغيرة هادئة: - كلي يا روحية ما تتكسفيش، البيت بقي بيتك خلاص إيدته منيرة سريعا تغمغم مبتسمة: - علي قولك يا ابني البيت بيتها، حد يتكسف في بيته.
رفعت روحية وجهها تنظر لأدهم تشعر ببعض الارتياح، الأمان حين رأت ابتسامته الهادئة، قلبها لا زال ينتفض بين اضلاعها خوفا من تهديد مراد الصريح لها، منذ الصباح منذ أن القي تهديده بوجهها وهو مختفي تماما وتتمني حقا أن يظل مختفي إلي الأبد، اجفلت من شرودها علي جملة أدهم: - طب أنا هدخل أنام أحسن دماغي بتلف من العلاج، تصبحوا علي خير.
توجه أدهم إلي غرفة جدته، صباحا قامت بإبدال فراشها الصغير الي آخر كبير يسع فردين، توجهت منيرة الي روحية تغمغم مبتسمة: - بت يا روحية أنا هروح اقفل الدكان وهطلع علي طول مش هتأخر، كلي انتي ولما تخلصي حطي الصينية في المطبخ.
ابتلعت لعابها مرتبكة تحرك رأسها إيجابا لتلتقط منيرة حجابها الطويل تلفه حول رأسها إلي الأسفل توجهت أغلقت الباب خلفها، جلست روحية مكانها التقطت لقمة طعام صغيرة تقربها من فمها ما أن لامست شفتيها انفجرت تبكي، بكاء عنيف صامت، وضعت يديها علي شفتيها تتحرك للأمام وللخلف تنهمر دموعها بلا توقف، ترغب فقط في أن تعرف فيما أخطأت لتعاقبها الحياة بتلك المأساة، ماذا فعلت لتلاقي ما لاقت من عذاب لا ينسي، لينتهي بها الحال زوجة بالاجبار لوغد دنئ حاول اغتصابها، لم يكن لها الاختيار، سوي الموافقة، وافقت أن تعيش معه رغما عنها...
خائفة بل مذعورة مما قد يفعله بها، ظلت تبكي لفترة لا تعرفها، إلي أن بدأت تشعر برأسها تثقل وجسدها يرتخي، قامت تتحامل علي روحها المنهكة حملت صينية الطعام الي المطبخ توجهت قبل أن تضعها علي الطاولة الصغيرة في المطبخ شهقت بعنف تسقط من يدها حين شعرت بيده تلتف حول خصرها وصوته البغيض يهمس جوار أذنيها بنبرة مقززة: - ايه يا عروسة صاحية مستنية عريسك، حقك طبعا ما الليلة ليلتك.
مر شريط سريع لما فعله به ذلك الوعد حين اغتال برائتها لينتفض جسدها بعنف دفعته بعيدا عنها تنظر له مذعورة تتنفس بعنف من شدة خوفها، لتحتقن عيني مراد اقترب منها في لمحة يصفعها علي وجهها بعنف أمسك خصلات شعرها يهمس مغتاظا: - انتي عايزة ايه يا بت ما خلاص اتنيلت علي عيني واتجوزتك، أحسن انتي الشرف مقطع منك أوي، بقيتي مراتي، وحقي الشرعي هاخده منك يا عروسة سواء برضاكي أو غصب عنك.
انتفض جسدها بعنف لتدفعه بكفيها بعيدا عنه تصرخ بحرقة: - لا لا لا، أبعد عني مش هسيبك تلمسني، مش هخليك تدبحني زيه أيقظ صراخها الخائف، أدهم الذي اندفع سريعا ناحية صوت الصراخ وقف عند باب المطبخ يهتف متعجبا: - هو في إيه هرولت روحية سريعا تقف خلفه تحتمي به ترتجف مذعورة تتوسله باكية: - ابعده عني، أبعده عني ابوس ايدك حرك أدهم رأسه إيجابا التفت برأسه لها يحاول طمئنتها: - اهدي حاضر ما تخافيش.
عاد سريعا ينظر لمراد يرميه بنظرات حارقة غاضبة ليردف في حدة: - في ايه يا مراد، ما تخلي عندك دم يا أخي أنت مش شايفها مرعوبة ازاي ارتسمت ابتسامة ساخرة متوعدة علي شفتي مراد يتمتم متهكما: - وأنت بتصدق الشويتين دول، وبعدين إنت مالك اصلا، دي مراتي هما مش لبسوني فيها عافية، يبقي أنا حر فيها، اوعي بقي وسع من طريقي انتفضت روحية خائفة تحرك رأسها نفيا تتشبث.
بذراع أدهم تحرك رأسها نفيا أن لا يفعل، زفر أدهم حزينا علي حال الفتاة ليعاود النظر لمراد يهتف في حدة: - مش هسيبك تأذيها يا مراد، هما ما لبسكش فيها أنت اللي كنت رايح تغتصبها، لو جينا للحق هي اللي لبست فيك... احتقنت عيني مراد بالدماء ليقبض علي تلابيب ملابس أدهم يزمجر غاضبا: - أبعد عن طريقي يا ابن سمية ما تخلنيش أسيح دمك.
وإن ما بعدش يا أبن نعمات هتعمل إيه، خرج ذلك الصوت الحاد من فم منيرة التي دخلت توا لتهرع روحية إليها تحتمي بها تختبئ في حضنها ربتت منيرة علي رأس روحية تنظر لمراد بحدة: - انتي بتعيطي ليه يا بت، ما تخافيش، ما يقدرش يمس منك شعرة طول ما أنا علي وش الدنيا، هو فاكر نفسه مين، دا أنا انزل بشبشي علي وشه ما اخليش الناس تعرفله وش من قفا امسكت منيرة يد روحية تجذبها معها الي غرفتها تغمغم في حدة:.
- تعالي يا بت انتي هتنامي عندي فئ الأوضة وابقي خليه يفتح بؤقه وأنا اديله بالشبشب علي بؤقه... اخذت منيرة روحية الي غرفتها، وقف أدهم ينظر لمراد يبتسم في شماتة، تثأب ناعسا يتوجه الي الغرفة الأخري نظر لمراد قبل أن يدلف يتمتم ساخرا: - ابقي خد بقي الوسادة الخالية في حضنك يا ميرو دخل أدهم إلي الغرفة ليوصد الباب من الداخل بالمفتاح، وقف مراد يكاد يتميز من شدة غيظه، يتوعد لروحية بأشد عقاب.
أمام فيلا خالد السويسي وقفت السيارة ليلا أمام باب المنزل ليتنهد خالد حانقا نظر لزوجته القابعة جواره تتصفح هاتفها وكأن الأمر برمته لا يعينها منذ أن خرجوا من منزل والدها وهي تنظر لهاتفها لم توجه له نظرة واحدة حتي، طفح به الكيل ليجذب الهاتف من يدها رفعت وجهها تنظر له نظرات هادئة بينما هتف هو بنزق:.
- في ايه يا لينا مالك من إمبارح مش فيكي حاجة مش مفهومة، امبارح تعيطي وتصرخي ودلوقتي بتتعاملي معايا بمنتهي البرود، احنا من ساعة ما ركبنا العربية ما بصتيش ليا ما نطقتيش بكلمة واحدة حتي وجهت له نظرات غامضة حقا لم يفهمها، إلا أنه شعر بالقلق منها، ابتلع لعابه قلقا بينما ابتسمت هي تردف في هدوء ناعم: - عادي يا لودي أنت بس اللي بقيت حساس زيادة اليومين دول، يلا ننزل أحسن دماغي هتنفجر وهموت وأنام.
تنهد حائرا يحرك رأسه إيجابا نزل من الباب المجاور له ليجد سيارة حمزة أخيه تقف جواره نزل حمزة اولا يحمل خالد الصغير وهو نائم بينما نزلت بدور تحمل الصغيرة النائمة، عقد خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا: - كنتوا فين كدة يا حمزة بيه ابتسم حمزة في هدوء يحمل الصغير علي أحد ذراعيه ليلف ذراعه الآخر حول كتف بدور: - ابدا يا سيدي خدت بدور والاولاد نغير جو، عن إذنك عشان جايين من الملاهي هلكانين.
تحرك حمزة بصحبة بدور للداخل وقف خالد ينظر لهم وهم يغادرون ليتمتم ساخرا: - العالم يحترق وحمزة لا يبالي، دماغ لوحده، لينا استني يا لينا أسرع في خطواته يحاول اللحاق بزوجته التي اندفعت للداخل، بخطي سريعة تهرب لغرفتهم وهو خلفها، لمح ابنته تجلس في الصالة، تنظر لهم مدهوشة، بينما هو يكمل طريقه الي اعلي دخل سريعا الي غرفته يعترض طريقها يصيح محتدا: - ما هو ما فيش نوم الليلة دي غير لما أفهم في ايه.
وقفت أمامه ترميه بنظرات نافرة كارهة أحمر وجهها غضبا لتصرخ تقرر إخراج كل ما يجيش بقلبها: - عايز تعرف في ايييه، اقولك أنا في ايييه!
علي صعيد حالمي هادئ بالقرب منهم في غرفة بدور وضع حمزة خالد الصغير علي الفراش يدثره بالغطاء بينما وضعت بدور سيلا في فراشها الصغير، اقترب حمزة من بدور يهمس لها بصوت خفيض: - ناموا حركت رأسها إيجابا تهمس بصوت خفيض وهي تبتسم: - ايوة بس انبسطوا اوي، اليوم كان جميل أوي، كان ناقصه مايا كان نفسي توافق وتيجي معانا ابتسم يربت علي وجهها برفق يهمس بخفوت بنبرة حنونة: - الجايات اكتر بإذن الله.
توسعت ابتسامتها تحرك رأسها إيجابا ليميل يطبع قبلة علي جبينها يهمس بصوت خفيض: - صحيح أنا جايبلك هدية معايا في الأوضة تعالي عشان اديهالك حاولت الاعتراض ليمسك بكف يدها يجذبها خلفه برفق الي غرفته، دخل يجذبها خلفه يغلق الباب عليهم؟!
ابتلعت لعابها متوترة دقات قلبها تتدافق بعنف تشعر بتوتر رهيب يغزو أطرافها، جسدها وكأنه ألقي في لوح ثلج في القطب الجنوبي، كان يقف هو أمامها يبتسم، ابتسامته حقا لغز هادئة مريحة مطمئنة ولكن في نفس الوقت بها من المكر ما بها، اخرج علبة زرقاء من جيب سرواله فتحها امام عينيها لتتوسع عينيها منبهرة، حين رأت قلادة من الالماس يتشابك في منتصفها كلمة درة، بشكل حقا خطف أنفاسها، تضاربت دقاتها حين شعرت به يقترب ناحيتها وقف خلفها تشعر بيده تلتف حول عنقها، يلبسها القلادة بترفق شديد، كأنه يخشي خدشها حتي، خرجت من بين شفتيها تنهيدة حالمة، معاملة حمزة الرقيقة ترفعها فوق غيمة وردية فوق السحاب استسلمت لسحابة مشاعره الجارفة، آخر ما تذكرته أنه همس جوار أذنيها بنبرة هامسة شغوفة عاشقة:.
- موافقة؟ ولا تعرف كيف حركت رأسها بالإيجاب وبعدها لا تدري كيف جذبها لغيمة مشاعره العاصفة كيف ومتي سلمت زمام مشاعرها لها ليطفو بها بعيدا، يعاملها برقة لم تعهدها من زوجها السابق قط، دوما ما كان يشعرها بأنها جماد لا تشعر، يعاملها اسوء معاملة حتي في تلك اللحظات، أما الآن فالوضع مختلف تماما، لم تستفق من حلمها الوردي الا صوته حين همس جوار أذنيها بخفوت عاشق: - مبروك يا مدام حمزة السويسي!
في الغرفة المجاورة، غرفة خالد ولينا - عايز تعرف في ايييه، اقولك أنا في ايييه! تلك كانت آخر جملة سمعها تصرخ بها قبل أن يسود الصمت الغرفة، وقفت هي تنظر له، نظراتها حادة غاضبة تتنفس بعنف أنفاسها تتسارع بشكل أخافه عليها، عينيها حمراء، تكور قبضتها تشد عليها بعنف، زفرت فجاءة نفسا حارا قويا لتتركه وتهرع إلي المرحاض دخلت تهرول تصفع الباب خلفها، توصده بالمفتاح هرع خلفها، يدق الباب بعنف يصيح فيها قلقا:.
- لينا افتحي يا لينااااا، لينااااا أرهف السمع للحظات ليتناهي الي اسماعه صوت بكائها العالي، صوت نحيب المتواصل، كور قبضته يدق علي الباب بعنف يصرخ فيهااا: - لينااااا، ليناااا افتحي الباب، قسما بالله لو ما فتحتيه لهكسره يا لينا.
لحظات أخري وسمع صوت المياة تندفع من خلال الصنبور بشدة، صمت بعدها وصوت خطواتها يقترب، فتحت الباب بعد ثواني قليلة تمسك بمنشفة صغيرة في يدها تجاوزته متوجهه الي الفراش جلست عند حافته تجفف وجهها بالمنشفة تنظر لنقطة ثابتة في الفراغ امامها، ابتلع لعابه متوترا قلقا، ليقترب منها جلس جوارها علي الفراش ليمد يده يمسح علي خصلات شعرها بحنو يسألها بهمس خافت قلق: - مالك يا حبيبتي فيكي ايه، أنا زعلتك في حاجة.
حركت رأسها نفيا تتخاشي النظر إليه ليمد يده يبسطها أسفل ذقنها يحرك رأسها ناحيته لتتلاقي مقلتيها بعينيه ابتسم يغني بصوت خفيض عذب: - أنا زعلتك في حاجة طب ايه يا حبيبي هي، بتداري عينك ليه لما بتيجي في عينيا.
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها سرعان ما محتها لتتنهد حزينة، ابتعدت برأسها عنها تخفي وجهه بين كفيها، إن أرادت أن تكذب عليه فعليها أن تخبئ عينيها حتي لا يعرف أنها فقط تكذب، تنهد بحرقة تهمس بصوت خفيض حزين: - أنا ضميري هيموتني يا خالد، كان عندي عملية أول امبارح وللأسف المريض مات العملية ما نجحتش حالته كانت متدهورة جداا ما قدرتش أعمل حاجة، من ساعتها وأنا محملة نفسي ذنب موته، حاسة اني أنا السبب.
تنهد بارتياح الآن فقط عرف سر حالتها الغريبة تلك، يكاد يسجد لله شكرا أنها لم تكتشف ما فعل، اقترب منها يأخذها بين ذراعيه يحتويها داخل صدره يمسح بكفيه علي شعرها، يهمس لها مترفقا: - حبيبتي ما تقوليش كدة، دا مش ذنبك دا عمره وأنا واثق أنك عملتي كل اللي تقدري عليه وزيادة عشان تنقذيه، صدقيني حتي لو كان مكانك أحسن دكتور في العالم كان المريض هيموت بردوا لأن دا عمره، أجله، فهماني.
حركت رأسها إيجابا داخل صدره ليبتسم سعيدا دقاته تهدئ أعصابه ترتخي، ابعدها عنه قليلا يمسح علي وجنتها بخفة ابتسم يميل يقبل جبينها ليشعر بجسدها ينتفض، انتفاضة عنيفة ابتعد عنها يقطب جبينه يسألها متعجبا: - في ايه تاني يا لينا رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تتمتم بخفوت ناعس: - أنا بس تعبانة وعايزة أنام... حركت رأسه نفيا بخفة لتنكمش ملامحه في ضيق، ابتسم يمسح علي وجهها برقة يحادثها بشغف عاشق:.
- خليكي صاحية معايا شوية كمان، انتي وحشاني أوي... وضعت رأسها علي صدره لتتوسع ابتسامتها للحظات ومن ثم اندثرت حين سمعها تهمس بخفوت ناعس: - أنا عايزة أنام يا خالد تنهد حانقا ليرفع يديه يطوقها بهم يمسح علي شعرها بحنو يهمس لها: - نامي يا حبيبتي.
أغمضت عينيها تشد بقبضتها علي قميصه بعنف، لحظة فقط فتحت مقلتيها تنظر للفراغ نظرات كارهة نافرة تشد علي أسنانها، صدره كالشوك ينغرز بعنف في الروح لا الجسد، أغمضت عينيها من جديد، تستلم الي أن يحين وقت المواجهة.
مرت عدة أيام، بلا جديد لا حدث مهم فيها... في فيلا خالد السويسي، في غرفة مايا، كانت تقف أمام مرآه زينتها تمشط خصلات شعرها قبل أن تذهب الي العمل، حين سمعت دقات متتالية علي باب الغرفة من الخارج سمحت للطارق بالدخول ليدخل حمزة والدها علي شفتيه ابتساامة عررريضة، قسمات وجهه تصرخ فرحا وكأن عاد شابا في ريعان شبابه، دخل الي الغرفة يحادث ابنته برفق وابتسامة ساطعة:.
- ميووش جهزي نفسك عشان مسافرين بكرة دبي، أنا كلمت عمك جاسر عشان ما يبقاش في اي إحراج ليكي، وبصراحة الراجل قدر جداا ظروف السفر.
شخصت عينيها في صدمة تنظر لوالدها من خلال سطح مرآتها المصقول، عينيها شاخصة فمها مفتوح قلبها يكاد يتوقف من الصدمة، تسافر هكذا فجاءة دون أن يشورها والدها، أليس لرأيها أي قيمة ليضعه والدها في عين الإعتبار، التفتت بجسدها تنظر ناحية والدها نظرات حانقة مصدومة، خرجت من حالة الصدمة التي تملكتها لتصرخ في والدها محتدة:.
- لاء طبعا أنا مش موافقة، حضرتك حتي ما خدتش رأيي أنت بس بتفرض عليا أمر واقع أنا مستحيل أرضي بيه بالشكل دا، مش موافقة ومش هسافر في تلك اللحظة اختفت ابتسامة حمزة اختفت ملامحه الضاحكة ليحل محلهم وجوم وغضب مخيف، تقدم ناحيتها يقف أمامها مباشرة يرميها بنظرات حادة قاتلة يزمجر غاضبا:.
- اسمعي يا بنت حمزة اللي اقوله يتنفذ من غير نفاش، مش هعرف امشي كلامي عليكي ولا ايه، بكرة الصبح تكوني جاهزة بشنطك، بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك هنمشي بكرة.
قالها ليلتفت ويغادر صافعا الباب خلفه بعنف لينتفض جسدها قهرا، ارتمت جالسة علي حافة فراشها، تخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء عنيف، كانت تظن أن الخلاف بين والدها وادهم سينتهي قريبا، ولكن برحيلهم، ستنقطع كل السبل بينهم، برحيلهم قتل والدها الأمل الذي نبت في قلبها أن تعد الحياة كما كانت.
رفعت وجهها عن كفها تنظر للفراغ للحظات طويلة بعينيها الحمراء الباكية تلتقط حقيبة يدها تمسح دموعها بعنف، لن تذهب الي العمل ولكن إلي بيته ستتجه، ربما لتراه للمرة الأخيرة، قبل أن ترحل إلي اجل غير مسمي.
أمام أحدي مراكز الدروس الخصوصية في محافظة أسيوط كان يجلس علي مقهي صغير أمام المركز ينتظرها بالطبع لم يكن ليحتسي اي من مشروبات تلك المقهي، لن يضع في فمه تلك الأكواب التي فقط يغرقونها بالماء، بالطبع ستكون مليئة بالبكتيريا والفيروسات هو فقط يعطي للعامل نقود ليجلس ينتظرها، أثناء جلوسه وصل الي هاتفه رسالة فتحها سريعا ليجدها من مراد إلي صبا، شريحة التجسس التي ادخلها الي هاتف صبا جعلت له السيطرة الكاملة علي هاتفها، فتح الرسالة يقرأ ما كتب فيها:.
- وحشتيني اوي يا صبايا احتقنت عينيه غضبا دمائه الشرقية تثور تصرخ، ذلك الوغد يتلاعب بطفلة بريئة، سيريه مصير من يعبث مع عائلة الشريف، هو يعرف أنها بالطبع لن تجيب لأنها داخل محاضراتها الآن ولكن ما جعل الدماء حقا تنفجر في رأسه حين ردت الرسالة بأخري: - وأنت كمان وحشتني اوي يا مراد البلهاء تنساق كالحمير لفخ أحمق مثل من صنعه، ركز عينيه علي شاشة الهاتف يقرأ ما يرسلون - مش هترجع بقي يا مراد - قريب يا صبا، قريب.
- أمتي بس إنت غايب بقالك كتير - معلش يا حبيبتي عندي شوية مشاكل لازم احلها قبل ما اجي - تفتكر جاسر وبابا هيوافقوا اننا نتخطب، بابا دايما بيقول اني لسه صغيرة - حتي لو ما وافقوش أنا هقنعهم وأنا واثق أنهم هيوافقوا - ازاي يا مراد - لاء ازاي أنا هشرحهالك بالتفصيل لما أجي - مراد أنا هقفل، عشان الحصة خلصت وخلاص همشي - ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك وطمنيني عليكي لما توصلي.
يقرأ كل حرف تبعثه له وهو بالمقابل بأعين حمراء دامية منع نفسه بصعوبة من أن يدخل إلي المركز ويصفعها أمام الجميع، يبرر لها انها فقط طفلة مشاعرها غير مستقرة، طفلة انخدعت في فخ الثعلب وهو هنا لحمايتها لكي لا تسقط فريسة في الفخ، بعد عدة دقائق رآها تخرج من المركز تحتضن عدة كتب بين يديها، وضع النقود علي الطاولة الصغيرة جواره ليتحرك من مكانه متجها إليها، زفرت حانقة ما أن رأته، ذلك المتطفل والده يثق بن لدرجة أنه سمح له باصطحابها يوميا من ( دروسها ) إلي المنزل، تحركت تسير جواره هو وهي والصمت ثالثهم، كل منهما يفكر عقله مشغول، هي تفكر في مراد، وهو يفكر كيف ينقذها من مراد، حمحم يكسر الصمت يحادثها بهدوء:.
- عارفة يا صبا، هحكيلك حكاية بدل الصمت دا، كان ليا واحد زميلي شبه ممثل تركي مش فاكر اسمه ايه بصراحة، المهم الولد دا كان فعلا وسيم جداا ما فيش بنت بتشوفه الا ولازم تعجب بيه، بس هو كان شخص سئ جداا، كانت هوايته الوحيدة، وانا اسف طبعا في اللي هقوله، أنه يعمل علاقات محرمة مع البنات وخصوصا الصغيرين، كان بيفرح اوي لما بيشوفهم مكسورين بعد ما ياخد برائتهم ويفضحهم، هو مات عامة من سنتين، بس بعد ما اذي بنات كتتتير، وسامته وطريقته كانوا بيجذبوا البنات ليه زي النار بتلمع في عيون الفراشات وأول ما بيقربوا منها بتحرقهم، فهماني يا صبا.
ارتجف جسد صبا ذعرا شعرت وكأن تلك الحكاية التي يقولها مراد، موجهة لها بشكل غير مباشر، تسارعت دقات قلبها حين نظرت له، أما هو فابتسم ابتسامة بريئة للغاية وكأنه لم يكن يعني شيئا مما قاله، ازدردت لعابها الجاف كصحراء لم تمسها قطرة ماء تحرك رأسها إيجابا بصعوبة بالغة، سار معها في الطريق إلي أن وصلوا لمنزل عائلة الشريف، الي داخل البيت توجهت صبا يليها غيث...
في الصالة الواسعة كانت شاهيناز تتحرك من الأريكة متوجهة إلي السلم، في لحظة نزول سهيلة من أعلي ابتسمت شاهيناز في خبث لتصطدم بكتف سهيلة وتتأوه هي من الألم، انكمشت ملامحها ألما تهمس بصوت خفيض: - مش تفتحي يا سهيلة، حرام عليكي أنا حامل، بتزقيني ليه أنا عملتك إيه.
شخصت عيني سهيلة في غيظ يكفي ما لاقت طوال الفترة الماضية تلك الحية اخذت حبيبها الأول والأخير، بات يعاملها أسوء معاملة، حتي رشيد والده يرفض خروجها من البيت يمنع رحليها بحجة أنه سيعيد كل شئ كما كان وأفضل، حتي أنه اخبرها أن ما يفعله جاسر هو خارج إرادته، هل يظنها بلهاء لتلك الدرجة، انفجرت تصرخ تخرج بكل ما يجيش في قلبها من قهر:.
- انتي ايييه يا شيحة حية، ولا حرباية، انتي مش بني آدمة انتي شيطانة، سرقتي مني جوزي، قهرتيني، ودلوقتي انتي اللي بتزقيني وكمان بتتبلي عليا، أنت حية هيجي يوم وديلها هيلف علي رقبتها يموتها.
احمرت عيني شاهيناز في غضب حارق كادت أن تفتح فمها لتسمعها وصلة سباب لا نهاية لها، حين ظهر فجاءة دون سابق إنذار جاسر، وقف أمام شاهيناز ينظر لسهيلة بأعين سوداء نيران من جحيم اسود تستعر في مقلتيه، دون حتي أن تعي ما يحدث كان كف يده يهبط علي وجهها بصفعة عنيفة قاسية اسقطتها أرضا علي وجهها تنظر أمامها بأعين شاخصة يقتلها الألم والقهر، انتهي كل شئ، وكانت الشعرة التي قتلت حبه في قلبها للأبد، اندفع غيث سريعا ناحيته يجذبه بعيدا عن سهيلة يصرخ فيه محتدا:.
- أنت اتجننت يا جاسر بتضرب مراتك، أنا كنت واقف وشايف كل حاجة شاهيناز هي اللي زقت سهيلة قبض جاسر علي تلابيب ملابس غبث بعنف يهزه بقوة يصرخ فيه بجنون: - ما تجبش سيرتها علي لسانك، انا مراتي ما غلطتش، مراتي ما بتغلطش لفظ غيث بعيدا عنه بحدة ليرتد الأخير للخلف ينظر لجاسر بذهول لا يفهم حقا ما به، التفت جاسر لسهيلة يصرخ فيها: - وانتي يا بت امشي اطلعي برة، يلا برة.
اندفعت شروق من خارج المنزل علي صوت الشجار لتشهق بعنف ما أن رأت حالة سهيلة المذرية، وتسمع ما يقوله ابنها، هرولت ناحية الفتاة تنتشلها من علي الأرض تنظر لجاسر تصرخ فيه: - أنت فيييك ايييه، أنت خلاص اتجننت بتضرب مراتك وتطردها من بيتك، دي الأمانة اللي وصالهالك أبوها، منك لله يا ابن بطني احتدت عيني جاسر تسارعت أنفاسه بعنف مخيف، ليصيح في والدته بصوت غاضب كالرعد: - اسكتي مش عايز اسمع صوتك.
كانت الصدمة تلك المرة قوية كثيرا علي شروق، ولدها التي تشهد البلد اجمعها بأخلاقه العالية تبدل حاله بين يوم وليلة، أمسكت بيد سهيلة توقفها جوارها، تتوعده صارخة: - لاء دا أنت اتجننت رسمي، حسابك مع ابوك لما يرجع يا ابن رشيد...
نزعت سهيلة يدها من يد شروق تتحرك حركة آلية للغاية توجهت الي غرفتها توصد بابها بالمفتاح، بأعين دامعة وقلب يتفتت، بدأت تجمع ثيابها فئ حقيبة صغيرة اخفتها أسفل الفراش، في الليل ستهرب، في الليل سينتهي كل شيء، فقط حين يحل الليل، تسطحت علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنخرط في بكاء عنيف مؤلم تنعي به حبها المقتول في مهده البرئ.
في شركة السويسي للمقاولات جلست لينا أمام تلك السيدة التي تدعي أشرقت، تستمع لكل حرف تقوله بإنصات شديد، لا تنكر أنها في الفترة الماضية تعلمت منها الكثير والكثير، كان والدها محقا حين أخبرها أنها يجب أن تتعلم كل شئ من نقطة الصفر، اجفلت من شرودها علي جملة تلك السيدة: - بس انتي بجد ما شاء الله عليكي شاطرة مش بقولها مجاملة عشان انتي بنت خالد باشا، بس انتي حقيقي شاطرة وبتتعلمي بسرعة.
ابتسمت لينا في حماس، تشعر بالفخر بذاتها، بأنها تتقدم للأمام تحقق شيئا أخرجها من دوامة فرحتها صوت رنين هاتفها استأذنت من أشرقت لتقم بعيدا، نظرت لاسم المتصل لتتنهد حائرة معاذ، معاذ الذي لم يتوقف عن الاتصال بها يسألها كل لحظة وأخري هل وافق والدها، وإلي الآن لا تعرف لما لا تخبره أن والدها قد وافق بالفعل، تنهد حائرة تغرز اظافرها في خصلات شعرها فتحت الخط تضع الهاتف علي أذنيها ليأتيها صوت معاذ الملتاع شوقا:.
- ايه يا لينا فينك يا بنتي، انتي وحشاني أوي، إيه رأيك اعزمك علي الغدا في أي مكان تحبيه الفكرة لم تروق لها كثيرا كادت أن تعتذر له بأي حجة كانت لتسمعه يبادر متلهفا: - ارجوكي ما ترفضيش، انتي فعلا وحشاني ومحتاج اشوفك، أنا حاسس أنك بتتهربي مني يا لينا، أنا زعلتك طيب.
زفرت مختنقة، تشعر بروحها تتشتت من جديد ارتمت علي اقرب مقعد مجاور للنافذة، ما ذنبه معاذ لتهمله أليست هي من اختارته بملئ إرادتها، أليس هو سندها في أصعب الأوقات، دائما جوارها لم يتخلي عنها ابداا، حكايتها مع زيدان أغلقت صفحاتها للأبد، هي بيدها من أغلقت حكايتها لتبدأ أخري جديدة من نقطة البداية، خرجت من حيرتها علي صوت معاذ ينادي باسمها: - الو، الو، يا لينا، روحتي فين يا بنتي.
تنهدت تحسم قرارها لتحرك رأسها إيجابا: - ماشي يا معاذ موافقة سمعت صحيته الفرحة ليغمغم سريعا متلهفا فرحا: - مسافة السكة وهبقي قدام شركة والدك، ربع ساعة بالكتير مش هتأخر عقدت جبينها في لحظات، تتسأل في نفسها من أين له أن يعلم أنها في شركة والدها، سؤال لم تبقيه بداخلها بل سألته إياه مباشرة: - وأنت عرفت منين أن أنا في الشركة بتاعت بابا صمت للحظات لتسمعه يضحك متعجبا من سؤالها يغمغم في مرح:.
- صباح الزهايمر أنتي اللي قيلالي من كام يوم أنك بدأتي تدريب في شركة باباكي، مسافة السكة يا حبيبتي مش هتأخر، سلام أغلقت معه الخط تنظر لاسمه الذي يعلو شاشة هاتفه تقطب جبينها مستفهمة تحاول أن تتذكر متي أخبرته بذلك الأمر، تنهدت مستسلمة ربما فعلت ذلك ونسيت!
علي بعد آخر، بعيدا، كان في غرفة مكتبه يجلس خلف سطح مكتبه عينيه شاردة في الفراغ، منذ عدة أيام وهو هنا، أيامه تتشابه بحد ممل سخيف، العمل هنا قليل للغاية، يقضي معظم وقته يحادث الموج في موقع فارغ بعيدا عن الناس يشكي به همه يحدثه يخبره بكل ما يعتمر في صدره من لوعة وشوق، يحاول أن يتجب الاختلاط بباسل قدر الإمكان من الجيد أن تلك الفتاة التي تدعي انجليكا لم تظهر في طريقه مرة أخري، اقتربت بجزعه العلوي من سطح المكتب بمرفقيه علي سطح المكتب يخفي وجهه بين راحتيه يريد فقط أن يخبره أي من كان كيف السبيل للخلاص من طيفها الذي يلازم روحه باستمرار ترفض الخروج من عقله، مع كل محاولاته التي تبوء بالفشل ويزداد طيفها به التصاقا، تنهد يزفر أنفاسه الحارقة حين سمع صوت دقات علي باب المكتب سمح للطارق بالدخول، ليسمع صوت طرقات حذاء ذو كعب عالي علي سطح الأرضية رفع وجهه ينظر للطارق كان يظنه باسل الثرثار، ليجدها هي تلك الفتاة، تقف أمام مكتبه مباشرة تبتسم ابتسامة كبيرة، تنظر له بولة عينيها تلمع بإعجاب يراه الاعمي، أشار للمقعد المجاور لمكتبه يحادثها برسمية:.
- who can l help you ( كيف يمكنني مساعدتك ) ابتسمت انجليكا في توسع ممتزج بحماس اسبلت عينيها برقة تغمغ بوداعة: - أنت وهشتني كتير زيدان، أنا جيت اشان، استني أنا فاكر الكلمة، آه اشان، نروه ناكل سوا... حركت رأسه نفيا يضحك يآسا من محاولاتها البائسى للتحدث بالعربية، حمحم يستعيد جديته: - جاية تعزميني علي الغدا قصدك حركت رأسها إيجابا سريعا تؤيد ما لم تستطع قوله بشكل واضح، ليحرك هو رأسه نفيا بخفة يتمتم في هدوء:.
- مش هقدر معلش، ورايا شغل كتير امتعضت ملامحها حزنا ولكنها لم تكن لتستسلم قامت من مكانها متجهه ناحيته تجذب كف يده تشده بعنف من فوق مكتبه تردف مُلِحة: - بليز زيدااان، بليييز، بليييز، بلييييز، أنا ايزة اهرج مع إنت بليزززز، say yes ضحك يآسا تلك الفتاة ليست سوي طفلة في جسد انثي لا يناسب عقلها تماما، تنهد يآسا من إلحاحها يتمتم علي مضض: - طيب خلاص ماشي موافق، اسكتي بقي صدعتيني.
ابتسمت منتصرة لتجذب كفه بعنف اذهله هو نفسه، وقف عن مقعده لترتمي بين أحضانه تصيح سعيدة: - yes، yes، thank you zedan... ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيه، حين اختفت انجليكا من أمامه عينيه وظهر طيفها هي من جديد، سحقا لقلبه الذي لم يعشق سواه برغم كل ما فعلت.
عودة لشركة السويسي للمقاولات خرجت لينا من شركة والدها، متوجهة إلي سيارة معاذ التي تقف تنتظرها بالخارج، نزل سريعا ما أن رآها ليلتف حول سيارته يفتح الباب المجاور للسائق ينحني بحركة مسرحية مضحكة يتمتم فرحا: - تفضلي بالدخول مولاتي الأميرة أبتسمت ابتسامة صغيرة تدلف للسيارة ليعود هو الي مكانه سريعا جوارها، التفت لها يبتسم ابتسامة كبيرة مشتاقة، امسك يدها يقبل كفها برقة يتمتم ملتاعا:.
- وحشتيني اوي، صدقيني كنت هموت لو ما شوفتكيش ابتسمت ولم تجب، لتسمعه يكمل مبتهجا: - ها يا ستي تحبي تروحي فين اي مكان يا زيدان!، نطقتها بعفوية لم تكن تقصد حتي أن تذكر اسمه، التفتت ناحية معاذ لتجد الإبتسامة التي علي وجهه انطفأت تماما وحل مكانها نظرات غاضبة، يديه تشد بعنف علي المقود رأت عروق يده تنفر من شدة غضبه، حمحمت تهمس بخفوت تعتذر له: - أنا آسفة يا معاذ ماكنش قصدي صدقني، أنا آسفة.
أعطاها ابتسامة صغيرة يحرك رأسه إيجابا يغمغم: - ولا يهمك يا حبيبتي، بس ابقي خلي بالك بعد كدة، ها بقي يا ستي تحبي تروحي فين حركت رأسها بالإيجاب تمسح وجهها بكف يدها، تخبره باسم مطعم تعرفه ليأخذ طريقه لهناك مباشرة.
علي صفيح ساخن، في شقة شهد التي تقطن فيها بصحبة حسام، منذ الصباح وهي تشعر، بشعور سئ ألم يزداد بشاعة يضرب بصدرها تحملت الأمر أمام حسام حتي لا يقلق، ولكن ما أن نزلت لعمله تركت لدموعها العنان تكمش يدها موضع قلبها تشعر بقلبها يتمزق مع كل دقة الألم بشع لا يوصف، تحركت لغرفة حسام، تتسطح علي فراشه، اخذت ادويتها عل الألم يسكت ولو قليلا ولكن لا شئ الألم يزداد بشاعة جسدها تشعر به بارد كالثلج ينصهر عرقا، شدت الغطاء ترتجف تحته من البرد والألم، لم تعد تتحمل أكثر جذبت هاتفها تطلب رقمه هو، انتظرت الي أن سمعت صوته لتبادرة قائلة بنبرة ضعيفة باكية:.
- الحقني يا خالد، أنا بموت، الحقنئ ارجوك سمعت صوته يهتف متلهفا: - أنا جاي حالا مسافة السكة وهبقي عندك اغلق الخط، لتبدأ تشعر هي بأنفاسها تثقل، للحظات أيقنت انها علي شفي الموت، وهي لا تريد فئ تلك اللحظات سوي أن تري صغيرها للمرة الأخيرة قبل أن تخرج روحها من جسدها، بصعوبة طلبت رقم حسام، الذي أجاب من أول دقة تسمع صوته المرح: - اؤمريني يا ست الكل.
انهمرت دموعها يتمزق قلبها ألما، وحزنا عليه بالكاد خرج صوتها ضعيفا: - حسام تعالا يا إبني أنا عايزة اشوفك سمعت صوت ابنها يصرخ ملتاعا خائفا: - مالك يا أمي فيكي ايه التقطت نفسا بشق الانفش تبلع لعابها الجاف كالصحراء تهمس له بصوت بالكاد سمعه: - ما تتأخرش يا حسام.
في مستشفي الحياة، نزع حسام مئزره الأبيض يركض كالمجنون لخارج المستشفى إلي سيارته مباشرة ما كاد يصل إليها وجد لينا تنزل من سيارتها اقتربت منه تسأله متعجبة: - في ايه مالك يا حسام بتجري كدة ليه انهمرت دموعه فجاءة خوفا علي والدته لم يستطع كبح جماح مشاعره ابدااا ليهتف مذعورا كطفل صغير: - أمي، ماما، تعبانة أوي مش عارف فيها ايه.
تركها وتوجه سريعا يستقل سيارته، ليجدها تهرع سريعا تجلس علي المقعد جواره، نظر لها مندهشا لتهتف هي سريعا: - اطلع بسرعة نشوف والدتك ابتلع لعابه قلقا من فكرة وجودها ولكن قلقه علي والدته لم يدع تلك الفكرة تشغل باله كثيرا، سحق الدعاسات تحت قدميه يشق غبار الطريق ينطلق بسرعة رهيبة يسابق الزمن ليصل علي جانب آخر وصلت سيارة خالد أسفل منزل شهد نزل من السيارة يركض ليستوقفه الحارس يغمغم في احترام:.
- يا باشا الركنة هنا ممنوعة ممكن الونش يجي يشليها القي له خالد مفتاح السيارة يغمغم سريعا وهو يركض لأعلي: - خد اركنها وهديك اللي انت عاوزه صعد درجات يركض، يقتله شعوره بالذنب أهمل في حقها الفترة الماضية بأكملها، وها هي ستحمله ذنب آخر، وقف أمام باب منزلها ليخرج مفتاحه سريعا يدسه في قفل الباب دخل يركض الي المنزل يصيح باسمها يبحث بين الغرف، الي أن فتح باب غرفة حسام رآها مسطحة هناك هرع إليها، يصيح خائفا:.
- شهد مالك يا شهد ردي عليا يا شهد فتحت عينيها بقدر بسيط تبتسم ابتسامة باهتة واهنة، بضعف شديد خرج صوتها: - خالد أنت جيت، كنت فكراك مش هتيجي امسك كف يدها داخل قبضته يشد عليه برفق يردف سريعا: - أنا هنا جنبك والإسعاف علي وصول، ما تخافيش، مش هيحصلك حاجة هتبقي زي الفل ابتسمت بوهن تحرك رأسها نفيا تهمس بخفوت مجهد: - مش هبقي، أنا عارفة، خلي بالك من حسام يا خالد، حسام بيحبك أوي، بيحبك حتي اكتر مني.
ادمعت عينيه حزنا علي حالها ليحرك رأسه نفيا بعنف يردف منفعلا: - ما تقوليش كدة يا شهد انتي هتبقي كويسة صدقيني هتبقي كويسة توسعت ابتسامتها الشاحبة، لتمد يدها تبسطها علي وجهه تلتقط أنفاسها بصعوبة تهمس له: - احضني يا خالد، احضني اوي، ولو لمرة واحدة احضني علي اني شهد مش لينا.
اندفع يطوقها بذراعيه يضم رأسها لصدره، يغرزها بين أحضانه يعوضها ولو قليلا عن ما عانت بسبب قديما والآن، لم يكن يفكر في أي شئ وهو يحتضنها بينما تتشبيث هي بقميصه تنساب دموعه ودموعها معا، قاطع تلك اللحظات صوت شهقة، يعرف صاحبة ذلك الصوت جيدا فتح عينيه، ينظر سريعا لمصدر الصوت لتشخص عينيه فزعا حين رآها، لينا تقف أمامه مباشرة في شقة شهد تراه وهو يحتضنها بتلك الطريقة، والألم الذي رآه في عينيها أبشع مما قد يُوصف، في تلك اللحظة تحديدا عرف أن النهاية التي ظل حذرا منها يخطط لها جيدا قد أتت دون أن يحسب لها حساب.
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والسبعون
- احضني يا خالد، احضني اوي، ولو لمرة واحدة احضني علي اني شهد مش لينا.
اندفع يطوقها بذراعيه يضم رأسها لصدره، يغرزها بين أحضانه يعوضها ولو قليلا عن ما عانت بسبب قديما والآن، لم يكن يفكر في أي شئ وهو يحتضنها بينما تتشبيث هي بقميصه تنساب دموعه ودموعها معاّ، قاطع تلك اللحظات صوت شهقة، يعرف صاحبة ذلك الصوت جيدا فتح عينيه، ينظر سريعا لمصدر الصوت لتشخص عينيه فزعا حين رآها، لينا تقف أمامه مباشرة في شقة شهد تراه وهو يحتضنها بتلك الطريقة، والألم الذي رآه في عينيها أبشع مما قد يُوصف، في تلك اللحظة تحديدا عرف أن النهاية التي ظل حذرا منها يخطط لها جيدا قد أتت دون أن يحسب لها حساب.
احترقت مقلتيها وهي تشاهد بعينها زوجها بين أحضان اخري، كانت تشك والآن تأكدت أنه طعنها بخنجر الخيانة مرة اخري...
Flash back.
سمعت صوت رسالة تصل لهاتف خالد الآخر، التقطته تفتحه تنظر لما أرسل له وكانت الصدمة التي صفعتها حين قرأت علي سطح الشاشة جملة قصيرة وقعت علي قلبها كوقع النار في الهشيم نظرت لاسم المرسل حسام، حسام هي حقا كانت تشك في علاقته بخالد يكفي الشبه الغريب بينهما، كانت تراقب تصرفات حسام في المستشفى لتلاحظ أنه تقريبا يتصرف مثل زوجها تماما اختلافات طفيفة، لا يمكن ملاحظة الفرق بينهما والآن فقط تأكدت جميع شكوكها من كلمة واحدة في تلك الجملة القصيرة.
« بابا زيدان خلاص سافر ».
بابا! أعادت قراءة الكلمة مئات المرات عقلها يحاول ترجمة تلك الكلمة المكونة من أربعة أحرف فقط ( ب، ا، ب، ا ) أبيه خالد والد حسام، زوجها لديه ابن آخر، ولكن للحظات عقدت جبينها تتذكر أنها قرأت تاريخ ميلاد حسام في ملفه الخاص، حسام أكبر من لينا عمرا، إذا كيف يمكن أن يحدث ذلك، توسعت عينيها فزعا وشهقة فزعة خرجت من بين شفتيها، خالد متزوج قبلها، كان كما تعرف رحاب وابنته منها ماتت وشهد واجهضت طفلها، إذا كيف، هل يمكن أن يكن جراب الساحر يحوي خدع لم تعرفها، طوال تلك السنوات وخالد متزوج ويخفي عليها، قضت عمرا كاملا في كذبة نسجها هو واحكمها جيدا فلم تعرف الحقيقة من الكذب، والدها، والدها هو الوحيد الذي يقدر علي مساعدتها، والدها سيعرف كل شئ وحينها فقط ستعرف ما تفعل.
Back.
عادت من شرودها القصير تنظر له للحظات طويلة كانت او قصيرة في تلك اللحظات تحديدا الوقت نفسه توقف من وقع الصدمة، رأي في عينيها انعاكس صورته وهو يحتضن شهد تلك المسكينة بين ذراعيه ومسكينة أخري تقف أمامه وهو الجاني في الحالتين، لم يعبئ بصراخ حسام باسم والدته، ولا بصفرات الإسعاف التي بدأت تدوي بعنف في المكان، كل شئ توقف وهو ينظر لمقلتيها يري العذاب ينهمر منهما، دون أن تنطق بحرف واحد تحركت من الغرفة ومن المنزل بأكمله، أسرع حسام يحمل والدته التي فقدت وعيها تماما يركض بها لأسفل حيث سيارة الإسعاف، وقف هو مكانه يغمض عينيه لا يقدر علي الإتيان بحركة واحدة حتي، جر قدميه جرا الي الخارج، الأفكار في رأسه تغرق في بحر موحل أسود، يتوقع أسوء ما يمكن أن يحدث، نزل لأسفل ليجد حسام يصيح في المسعفين أنه لن يترك والدته، استقل حسام قسرا سيارة الإسعاف بصحبة والدته تتحرك سريعا للمستشفي، وعلي مرمي بصره بعيدا رآها توقف سيارة أجري ترحل هي الاخري وهو يقف عند مفترق الطرق، الخسارة حليفته من جميع النواحي، لا لن يخسر ابدا، سيشرح للينا الوضع كاملا لينا ستتفهم لينا تحبه لن تبتعد عنه، هرع إلي سيارته يركض إلي المنزل تاركا كل شئ خلفه.
في الحارة تحديدا في شقة منيرة، كانت تقف في المطبخ الكبير تمسك سكين كبير حاد تقطع به قطع البصل تعد الغداء، عقلها شارد سابح في كلمات السيدة منيرة التي تلقيها علي مسامعها كل ساعة تقريبا، إن تتحلي بالشجاعة، إلا تكن تلك الفتاة الضعيفة، ولكن كيف وهي فقط طفلة صغيرة انتزعت براءتها كزهرة انتزعوا رحقيها رغما عنها، انسابت دموعها رغما عنها لتمد يدها سريعا تمسح ما سقط من دموعها، شهقت بعنف مفزوعة حين شعرت بيد تلتف حول جسدها، أحد ما خلفها يضم ظهرها لصدرها، ارتجف جسدها ذعرا حين سمعت صوت مراد يهمس بخبث مقزز:.
- بقولك إيه ما احنا خلاص كتبنا الكتاب بلاش بقي شغل الشرف دا، دا انتي حتي حلالي وبكرة تبقي أم العيال.
انهمرت دموعها بعنف تحرك رأسها نفيا بقوة كادت أن تصرخ حين شعرت به يحط بكفه الغليظة فوق فمها يمنعها من الصراخ تشعر بيده الأخير تعتصر جسدها بغيظ يهمس لها محتدا: - مش هنخلص بقي من الشغل دا هو أنا كل ما اجي جنبك تصرخي...
نظرت لباب المطبخ سريعا ستدفعه وتركض تهرب منه لتتوسع عينيها هلعا حين رأت الباب مغلق من اغلقه بالطبع هو، حركت جسدها بعنف تحاول إبعاده عنها بأي شكل كان، انتفض فؤادها حين سمعته يغمغم في مكر خبيث: - أنا قافل باب المطبخ بالمفتاح، مش هتعرفي تهربي مني، أوعدك هاخد منك اللي أنا عاوزه وبعدين اطلقك كفاية اوي إني ادبست فيكي، وخدتك علي عيبك.
توقفت عن الحركة وكلماته السامة تنغرز في روحها كنخجر سام مشتغل يحرق روحها بنيران الظلم والقهر، استغل هو حالة الاستسلام التي أصابتها ليدفعها علي أرض الحجرة، يبتسم متشفيا يخلع قميصه ببطئ مخيف، بينما هي كحجر أصم تنظر للفراغ تتذكر وهي ابدا لم تنسي حادثة قديمة سلبت روحها، دفعت ثمنا ليس لها به ذنب...
Flash back خرجت من غرفتها متأففة من رائحة تلك السجائر البغضية التي تملئ المكان، نظرت لشقيقها الذي بالكاد يفتح عينيه مستلقي علي الأريكة عقله يلهو في نشوة ذلك السم، وقفت روحية أمامه تصيح فيه: - حرام عليك يا سيد إنت إيه يا اخي ما بتحسش ما عندكش دم، الناس بقت بتقرف مننا بسبب القرف اللي أنت بتبيعه وبتشربه دا، اتقي الله بقي.
جل ما حدث أنه أبتسم ابتسامة بلهاء مغيبة ولم يعقب بحرف واحد، زفرت حانقة من حاله ليصدح صوت دقات عنيفة في تلك اللحظة أصابها الذعر من تلك الدقات المخيفة وصوت اجش يصدح من خلف الباب المغلق: - افتح يا سيد، افتح لاكسر الباب فوق دماغك، أنا عايز فلوسي يا سيد.
ازدردت لعابها خائفة من ذلك الصوت الأجش المخيف، وقفت للحظات في حيرة من أمرها لا تعرف أتتقدم للأمام أم تذهب للخلف تختبئ خلف باب غرفتها المهترئ القديم، لمحت بطرف عينيها اخيها يترنح واقفا يتوجه بخطوات مترنحة ثقيلة تجاه باب منزلهم لتتوجه هي إلي غرفتها تغلق الباب عليها، اقتربت من الباب المغلق تلصق اذنيها به تحاول أن تسترق السمع لتعرف ما يحدث بالخارج، سمعت ذلك الصوت الغليظ وهو يصيح في أخيها:.
- بقولك ايه يا سيد أنا عايز فلوسي أنت واخد مني بضاعة بعشر تلاف جنية، لا جبت البضاعة ولا سددت تمنها، فتجيب فلوسي بالذوق احسنلك.
سمعت صوت ضحكة تائهة تأتي من أخيها ليغمغم بعدها بهذيان مخيف: - فلوسك بح، طارت مع الحمام، ما فيش فلوس، اقولك حاجة حلوة، شايف الباب دا، وراه أختي خدها مكان فلوسك.
توسعت عينيها في هلع كممت فمها بيمناها بينما تلطم خدها بيسراها، بما يهذي ذلك المجنون، لحظات وسمعت صوت ضحكات الرجل الآخر يتمتم بنبرة سوداء: - وماله بس عارف لو طلعت مش حلوة، هعلقك علي باب حارتكوا يا سبع الرجالة.
تضاربت دقاتها ذعرا تستمع لخطوات من غرفتها لتعود هي للخلف تلقائيا تنظر ناحية الباب بهلع مفزوعة بل تكاد تموت خوفا، والباب القديم لم يحتاج سوي دفعة واحدة وانفتح علي مصرعيه لتجحظ عينيها في فزع شهقت تنظر لذلك الرجل ضخم الجثة بشكل مخيف ينظر له نظرات سوداء مقززة ابتسامة خبيثة تعلو ثغره تفرسته عينيه، ليغض علي شفتيه يغمغم في نهم: - لاء تستاهلي دا انتي مش حلوة بس، دا انتي حلوة اوي.
حركت رأسها نفيا بذعر مرة تليها اخري واخري انهمرت دموعها تنظر له تتوسله بنظراتها الضعيفة الا يؤذيها، خرجت صرخة مستجيدة من بين شفتيها تصيح باسم أخيها: - سيد الحقني يا سيد، ابوس ايدك الحقني.
تعالت ضحكات ذلك الواقف يتوجه ناحيتها بخطي واسعة يتمتم في خبث: - سيد خلاص مش في الدنيا أنا مديله صنف جديد يا هيعلي معاه يا هيجيب أجله...
هرعت الي النافذة تود الصراخ عل أحدهم ينقذها، لم تكد تصل للنافذة الصغيرة شعرت به يقبض علي خصلات شعرها يكمم فمها بكفه الغليظة يهمس لها مستمتعا: - لا لا لا خلينا كدة حلوين مع بعض، ما هو اكيد أنا مش اول واحد اخوكي يبيعك ليه.
حاولت بإستماتة مقاومته دفعه بعيدا عنها، ولكن كانت كصخرة صغيرة في وجه الجبل، صفعه قوية من يده الغليظة جعلتها تسقط أرضا تصطدم رأسها بالأرض تحتها بعنف قاسي، رفعت رأسها بضعف شديد لتراه يقف أمامها مباشرة يبتسم متشفيا يخلع قميصه ببطئ مخيف، ربما كان الموت أقل ألما من سلخ الروح حيا Back.
تحركت مقلتيها بجنون تتذكر وتتذكر، الموقف يُعاد الحادثة تتكرر وهي الضحية في كلا الحالتين، نظرت لمراد بشراسة لتهب في لحظة تقف أمامه تمسك سكين المطبخ الكبيرة تشهرها أمام صدره العاري تصرخ بحرقة: - لو قربت مني هقتلك، إنت فاهم هقتلك..
ضحك مراد ساخرا ينظر للسكين في يدها نظرات متهكمة، ليعاود النظر إليها باستخفاف يغمغم ساخرا: - ارمي يا ماما اللعبة اللي في ايدك دي وحاسبي لتعورك، أنا قولتلك نمشيها بالذوق بس واضح كدة أنك ما بتجيش غير بالغصب.
احتدت عينيه غضبا ليندفع ناحيتها، فما كان منه الا ان صرخ بعنف متألما حين جرحت يده التي حاولت الإمساك بها جرح ليس بهين، قبض على ذراعه يصيح متألما بينما تصرخ هي بجنون: - مش هسيبك تدبحني زيه، لو قربت مني هقتلك.
مع تلك الصرخات تعالت صيحات أدهم يدق علي باب الغرفة بعنف يصرخ في مراد غاضبا: - مراد أفتح يا مراد، مراد حرام عليك يا أخي ما تأذيهاش، افتح الباب يا مراد.
حملق مراد بتلك الواقفة تمسك بالسكين بنظرات مصدومة فزعة لا يصدق أنها كادت تقتله جرحت ذراعه بذلك الجرح المخيف، بينما كانت تقف هي ترتجف بعنف تقبض بكفيها علي السكين تتساقط قطرات الدماء من نصلها، جسدها يرتعش تنهمر دموعها بعنف بلا توقف تهذي بحرقة: - مش هسيبك تدبحني زيه، لأ لأ.
شهقت بعنف حين كسر أدهم باب المطبخ القديم دفعة وأخري كان سقط أرضا، ظهر عند باب الغرفة، توسعت عينيه مدهوشا حين رأي المشهد بالداخل، كان يتوقع شيئا آخر تماما، هرولت روحية ناحيته ما أن رأته وقفت خلف ظهره تقبض علي تلابيب ملابسه تهمس من بين شهقاتها العنيفة: - ابعده عني، أبعده عني...
نظر أدهم مشفقا لتلك التي ترتجف بعنف تتمسك بملابسه كطفلة صغيرة مذعورة، ليعاود النظر لمراد بإشمئزاز يصيح فيه محتدا: - أنت ايه يا أخي شيطان، شايل قلبك وضميرك، دا الشيطان نفسه يصعب عليه يأذيها دي عيلة صغيرة ما كملتش 20 سنة، إيه ما فيش في دماغك غير القرف دا...
اشتعلت عيني مراد بنيران غضب سوداء قاتمة يكفي ما فعلت تلك البلهاء منذ لحظات والآن أخيه الأحمق يعطيه درسا في الأخلاق اندفع ناحيته يطحن أسنانه بغيظ قبض علي تلابيب ملابس أدهم بعنف يصرخ فيه: - دي مراتي، أعمل فيها اللي أنا عاوزه، أبعد من طريقي، احسنلك يا أدهم.
جل ما حدث أن ارتسمت ابتسامة صغيرة متهكمة علي شفتي أدهم نظر ليدي مراد التي تقبض علي تلابيب ملابسه نظرات باردة، رفع يده بهدوء تام يقبض بأصابعه علي الجرح النازف في يد مراد ليصرخ الأخير ألما بينما توسعت ابتسامة أدهم يتشدق مستمتعا:.
- عارف يا مراد أنا تربية حمزة السويسي، ولو مش عارف مين هو حمزة السويسي دا واحد لما كان بيتكلم كان الشيطان بيجب ورقة وقلم ويقعد يتعلم منه، علمني كويس اوي اني ما اخدش حقي بدراعي لاء، اخده بدماغي، ادور علي نقط ضعف اللي قدامي وادوس عليها... انهي كلامه ليضعط بعنف علي يد مراد فصاح الأخير متألما، ترك أدهم ذراع مراد ليقبض بيمناه فقط علي تلابيب ملابس شقيقه يتمتم مبتسما:.
- علمني ابقي ومحترم وحنين مع الناس اللي تستاهل، وابقي اسوء خلق الله مع اللي يفكر يدوسلي علي طرف ولا يجي علي حقي، فاهمني يا مارو.
لفظه بعيدا عنه بعنف ليرتد مراد للخلف ينظر لأدهم مدهوشا لم يعتاد منه ذلك الوجه الإجرامي، لم يره منه فقط، تحرك أدهم يلف ذراعه حول كتفي روحية يصطحبها للخارج بعيدا عن مراد، خرج بها من المطبخ ناحية صالة المنزل لتتوسع عينيه في ذهول حين رآها، هي تقف أمامه عند باب المنزل الذي فُتح توا تقف جوار جدته، زاد وجيب قلبه، تسارعت أنفاسه ينظر لها مدهوشا، بينما غزا الألم مقلتيها حين رأته يلف ذراعه حول كتفي تلك الفتاة، تري من هي، ولما يحتضنها بذلك الشكل، بهذه السرعة نسيها وأحب وربما تزوج من اخري، فاض الألم من حدقتيها، شعور بشع نهش قلبها، التفتت تود الهروب والركض تندم لأنها جاءت إليه، كانت فقط تريد رؤيته للمرة الأخيرة قبل أن ترحل ويا ليتها لم تفعل، ها هو قد نسيتها بين ذراعيه داخل صدره استطونته غيرها، ما كادت تتحرك انتفض هو ابتعد عن روحية يركض ناحيتها يمسك برسغ يدها يهتف متلهفا مذعورا:.
- مايا استني، أنتي فاهمة غلط والله فاهمة غلط.
التفت له ترميه بنظرات حاقدة كارهة، شدت علي أسنانها تحاول بعنف جذب يدها من يده، صرخت فيه باكية: - أبعد عني...
دي مرات مراد اخويا والله مرات اخويا، صاح بها متلهفا يتمسك بيدها كأنها طوق نجاته الأخير في هذه الدنيا، توقفت مايا عن الحركة تنظر لتلك الفتاة تقطي جبينها متشككة، لتتوسع مقلتيها في صدمة حين رأتها تمسك سكين غارقة في الدماء، وبالقرب منهم يقف شاب ذراعه الأيمن به جرح طويل ينزف بغزارة، ابتلعت لعابها خائفة، تنظر لما يحدث مدهوشة، لم تفق علي الا صوت شهقة قوية أتت من السيدة الواقفة جوارها، ضربت منيرة بيدها علي صدرها تغمغم مذعورة:.
- في ايه يا أدهم، ايه الجرح اللي في ايد مراد دا.
نظر أدهم لمراد الذي التقط قطعة قماش يلفها حول جرح يده، ليعاود النظر لمنيرة شد علي أسنانه يغمغم حانقا: - حادثة بسيطة مراد كان بيهزر مع روحية ويشد منها السكينة فعورت ايده...
اقترب أدهم من روحية يجذب السكين من يدها أعطاها لجدته يبتسم في هدوء مغمغا: - كوباية عصير يا جدتي.
جذب يد مايا خلفه إلي غرفته، لتجذب منيرة يد روحية تتوجه بها ناحية مراد تنظر له بشراسة تهمس له بصوت خفيض حانق: - اقطع دراعي، أنك كنت عايز تأذي البت، مش كدة، لو هي اللي عملت فيك كدة تستاهل ما عندكش ريحة الدم، كاتك الارف في شكلك.
احتدت عيني مراد في غيظ يرمي روحية بنظرات قاتلة يتوعدها بالاسوء دفع جدته بعيدا عن طريقه بعنف لتشهق روحية مذعورة تسرع بإسنادها، تحرك مراد لخارج المنزل دون أن يلقي عليهم نظرة واحدة، أسرعت روحية بإسناد منيرة إلي اقرب مقعد اجلستها تسألها متلهفة: - انتي كويسة.
ابتسمت منيرة في شحوب تحرك رأسها إيجابا ربطت علي الوسادة الخالية جلست روحية لتربت منيرة علي يدها تسألها بترفق: - انتي اللي عملتي فيه كدة.
ادمعت عيني روحية اخفضت انظارها أرضا تؤمي برأسها إيجابا بخفة، همست بصوت خفيض مقهور: - هو ليه مؤذي كدة أنا ما اذيتوش، أنا عملتش حاجة عشان يحصل فيا كل دا.
زفرت منيرة حزينة علي حال الفتاة وحال حفيدها قبلا عادت تربت علي يد روحية من جديد تهمس لها مشفقة:.
- يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار يا بنتي، وحيد لما طلق نعمات أم مراد ما كدبتش خبر وراحت اتجوزت ورمت ابنها، ووحيد راح اتجوز وسافر هو ومراته يشتغل في بلد عربي كان مراد عنده خمس سنين بالكتير، وانا كنت علي قد حلاتي أوي كنت يادوب بوفرله مصاريف المدرسة، مراد عاش محروم من حنية الأم وسند الأب، كنت بحاول والله يا بنتي اعوضه، بس ما فيش فايدة، مراد بقي بيكره اي حد أحسن منه وممكن يعمل اي حاجة عشان يأذيه، وبيحس بنصر أنه اقوي من حد وإن في حد أضعف منه، شيطان نفسه يا بنتي هقول إيه بس حاولت معاه كتير وما فيش فايدة فيه.
انهمرت دموع روحية بغزارة تنعي مأساتها هي وليست مأساة مراد فهي تعذبت إضعاف ذلك ولم تفكر أبدا في أذية من كان ولكن العكس تماما حدث، هي من يؤذيها الناس، هي من تقتل بكل نظرة، زاد نشيجها لتهمس من بين شهقاتها المختنقة:.
- أنا ذنبي إيه، أنا شوفت عذاب وذل إضعاف ما هو شاف، ابويا وامي ماتوا وأنا عيلة صغيرة، وسيد أخويا كان بيضربني صبح وليل، وفي الآخر ادبحت وجه هو يكمل عليا، ليه الدنيا بتكرهني كدة أنا ما اذتش حد والله عمري ما اذيت حد.
جذبتها منيرة تعانقها تخبئها بين ثنايا أحضانها الدافئة، لتتسمك روحية بها تنخرط في البكاء.
توقفت سيارته أمام أحدي المطاعم الحديثة التي تقدم الوجبات السريعة، نزل سريعا من السيارة ليلتف حولها فتح الباب المجاور لها ينحي للأمام قليلا يتمتم مبتسما: - تفضلي أميرتي.
ابتسمت شبه ابتسامة تنزل من سيارته تلتقط حقيبتها سارت جواره إلي داخل المطعم، إلي اقرب طاولة فارغة اسرع يتقدمها يجذب لها المقعد جلست ليدفعه للأمام قليلا برفق، يفعل نفس الحركات التي كان يفعلها زيدان تقريبا، ابتلعت لعابها مرتبكة حين مر طيفه في عقلها حركت رأسها نفيا سريعا تزيح الصورة من رأسها، جلس معاذ علي المقعد المقابل لها يتمتم مبتسما في سعادة:.
- ما تعرفيش أنا سعيد ازاي عشان خرجنا مع بعض، بجد كنتي وحشاني أوي، قوليلي بقي تحبي تاكلي ايه أنا عن نفسي واقع من الجوع.
ابتسمت تمد يدها تفتح زجاجة المياة الموضوعة علي الطاولة ارتشفت منها القليل لتغلقها، حركت رأسها نفيا بخفة ترسم ابتسامة باهتة علي شفتيها: - لا يا معاذ شكرا أنا مش جعانة ممكن اخد عصير فراولة.
ظهرت خيبة الأمل جلية علي قسمات وجهه إلا أنه ابتسم يومأ برأسه إيجابا، أشار للنادل يمليه ما يريدان، بينما وجهت هي انظارها لحائط الزجاج الكبير جوارها تنظر للشارع من خلاله توسعت عينيها في دهشة حين رأته يقف هناك عند إشارة المرور يبتسم يلوح لها، تسارعت دقات قلبها أغمضت عينيها سريعا وفتحتها لتراه اختفي، ابتلعت لعابها متوترة التفت برأسها لمعاذ الذي بادر يقول بابتسامة واسعة لا تغادر ثغره:.
- قوليلي بقي، مبسوطة في الشغل عند باباكي في الشركة، لو مش مبسوطة أنا عندي علاقات كتير اقدر اجبلك شغل في اي مكان تحبيه.
حركت رأسها نفيا ارتسمت ابتسامة متوترة علي شفتيها تغمغم في ثبات: - لا بالعكس أنا مبسوطة جدا بالشغل في شركة بابا...
ابتسم لها كاد أن يقول شيئا ما هو فقط من يعرفه حين دق هاتفه أخرجه من جيب سرواله نظر لاسم المتصل ليعاود النظر للينا يتمتم مبتسما: - ثواني هرد علي الموبايل.
قام من مكانه متجها لخارج المطعم وقف خارجا يتحدث في هاتفه لتسمع هي في تلك اللحظات أصوات ضحكات صاخبة لفت رأسها لمصدر الصوت لتجد فتاة شابة تجلس جوار رجل من خاتم الزواج الذي يطوق إصبع يد الفتاة اليسري عرفت أنه زوجها يجلسان متجاوران، كل منهن يرتدي قفازات بيضاء شفافة يمسكان شطائر كبيرة من اللحم يسيل منها الجبن يغرق قطع البطاطس التي تفترش الطاولة، يضحكان علي مشهد الفتاة والجبن يلطخ وجهها، ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيها حين اخذها عقلها لمشهد مشابة.
Flash back وقف بسيارته أمام أحدي المطاعم المتخصصة في المأكولات البحرية نزل منها ليلتف حول الباب فتح البا لها يشبك أصابعه في أصابعها يلتف الهواء البارد يتطاير معه خصلات شعرها، إلي داخل المطعم اتجها، مقعدين متجاورين جلست وجلس جواره ليلف ذراعه حول كتفيها خلع نظارته الشمسية لتقابل زرقاء عينيه القاتمة سمعت صوته يسألها مبتسما: - مبسوطة.
أوي، كلمة واحدة نطقتها تعبر بها عن سعادتها في تلك اللحظة يكفي أنها ما عادت تخشي الناس باتت تتحرك بينهم كأنها جزء منهم، اكتشفت اخيرا حبها لزوجها العاشق، وقريبا ستفاجئه بحفلة مميزة لهما فقط تعترف له بحبها، اجفلت علي حركة يلبسها قفازات شفافة في يدها قطبت جبينها متعجبة ليغمغم هو مبتسما: - البسيها عشان ايدك ما تتوسخ وانتي بتاكلي، اكل السمك ما ينفعش معاه شوك وسكاكين.
ضحكت بخفة تلتقط القفاز الآخر ترتديه هي تحرك أصابعها بخفة داخل القفازات صدم كتفه بكتفها برفق، التفتت له ليغمزها يتمتم مبتسما: - شبه الجوانتيات بتاعت الدكاترة، اكيد وحشتك الكلية مش كدة.
اختفت الإبتسامة من فوق شفتيها تنهدت حزينة تحرك رأسها نفيا بلعت لعابها تغمغم باختناق: - بصراحة يا زيدان أنا ما بحبش الكلية دي وعايزة اسيبها.
ظهرت الصدمة جلية علي قسمات وجهه ظنها فقط تمزح بالطبع تمزح، خرجت منه ضحكة غير مقصودة يسألها متعجبا: - انتي بتهزري يا لينا صح، جاية تكتشفي انك ما بتحبيش الكلية وعايزة تسيبيها بعد خمس سنين، اخترتيها ليه من الأول.
خرجت من بين شفتيها تنهيدة حارة مثقلة قيد آخر من القيود التي لفها والدها حول معصميها رغما عنها همست بخفوت حزين: - بابا السبب...
قاطعها قبل أن تكمل ما ستقول ليقول سريعا: - لاء معلش انا كنت حاضر الموقف كله، خالي سألك عايزة تدخلي كلية إيه يا لينا قولتيله مش عارفة، قالك سهيلة صاحبتك هتدخل طب تحبي تدخلي انتي كمان ولا في دماغك كلية تانية، قولتيله خلاص هبقيةمع سهيلة.
حركت رأسها إيجابا تؤكد كل حرف يقوله اخفضت رأسها أرضا تزيح خصلات شعرها خلف أذنيها تكمل له الجزء الآخر من القصة الذي لا يعرفه هو: - فعلا دا حصل، بس بعدها بشهرين تقريبا ما قدرتش استحمل الدراسة في الكلية ما حبتهاش، روحت لبابا وقولتله أنا مش عايزة اكمل في الكلية دي، زعقلي وقالي دا اختيارك ولازم تتحملي نتيجته ورفض تماما اني انتقل من الكلية.
قطب جبينه غاضبا لما يفعل خاله ذلك، نظر لتلك الجالسة جواره مد يده يرفع رأسها برفق ابتسم يحادثها بحنو: - أول ما نرجع القاهرة هننقل من ورقك من كلية الطب لأي كلية أنتي عيزاها.
توسعت عينيها في دهشة لم تتوقع ذلك الرد منه ابدا كانت تظنه انه سيخبرها أن تتأقلم مع الوضع إلي أن تنتهي مع دراستها ولكنه حقا فاجئها وأسعدها توترت حدقتيها حين تذكرت والدها لتهمس له مرتبكة: - بس بابا رفع سبابته أمام فمها يمنعها من إكمال ما تقول يحادثها بحزم لين:.
- أنتي مراتي يا لينا، يعني صاحب القرار الأول والأخير في اي حاجة تخصك، وأنا مش هسمح أنك تكملي في دراسة انتي مش عيزاها، أنا دايما جنبك وفي ضهرك، يلا يا حبيبتي بقي ناكل الأكل تلج.
خرجت من شرودها السعيد فجاءة علي حركة يد معاذ أمام وجهها، تحركت عينيها ناحية وجهه لتختفي صورة زيدان ويحل محلها معاذ الذي يقف يبتسم لها يسألها قلقا: - لينا انتي كويسة.
بصعوبة زيفت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، تحاول إخراج قلبها من تلك الفقاعة الوردية التي تملكته فجاءة.
علي صعيد آخر بعيد للغاية لم يكن حاله أفضل إطلاقا، يجلس علي المقعد في احدي المطاعم أمامه إنجيلكا التي تتحدث بإنطلاق بلا توقف تخبره بمدي سعادتها بوجودها في مصر وتعرفها عليه، هي تتحدث ومعه وهو في واد آخر عقله أخذ قلبه وفر في بوتقة أحلامه يذوب مع عشقه يتذكر سعادته القصيرة معها ضحكاتها ابتسامتها كلامها خجلها، يتلف معهم جميعا في حلم وردي جميل، حلم لم يدم طويلا استيقظ منه سريعا حين شعر بيد تحرك ذراعه بعنف، قطب جبينه غاضبا ليجد انجليكا تنظر له قلقة تحادثه متلهفة:.
- zedan are you ok.
رسم ابتسامة صفراء مجاملة علي شفتيه يومأ برأسه إيجابا، لا يعرف لما شعر في تلك اللحظة بقبضة قوية تعتصر قلبه يشعر بقلق لا يعرف له سبب علي صديقه حسام، لم ينتظر انتشل هاتفه من جيبه يطلب رقم حسام مرة تليها أخري وأخري وأخري، يشعر بالقلق يتفاقم عليه، اخيرا أجاب سمع صوت حسام الباكي ما أن فتح الخط: - أمي بتموت يا زيدان.
انتفض من مكانه توسعت عينيه فزعا ليهدر سريعا: - أنا جايلك حالا مسافة السكة هبقي قدامك.
اغلق الخط يخرج النقود من جيبه وضعها علي الطاولة ليأخذ طريقه ركضا لخارج المطعم، وصل إلي سيارته ليقفز فيها ما كاد يتحرك بها شعر بها تستقل المقعد المجاور له التفت برأسه لها يصيح فيها: - انجليكا انزلي، أنا نازل مصر.
حركت رأسها نفيا بعنف تعقد ذراعيها أمام صدرها تقول في حزم: - نو أنا هاجي مآك مصر.
لم يكن له الوقت ليجادلها يرغب فقط في أن يصل لصديقه بأسرع وقت ممكن، دهس مكابح السيارة بعنف يأخذ طريقه عائدا لدياره.
اخيرا وصل بعد طول عناء حادث بشع علي الطريق ادي لوقف حركة المرور الوقت لا يمر ابدا، كاد أن ينزل من سيارته ويتحرك ركضا يود فقط أن يلحق بها، يشرح لها ما تجهله، سيشرح لها الوضع كاملا وهي ستتفهمه لينا تحبه لن تتركه، من المستحيل أن تفعل، توقف بسيارته في الحديقة لينزل من السيارة يتحرك بخطي سريعة متلهفة إلي باب منزله، فتح الباب بمفتاحه الخاص ليراها، وقعت عينيه عليها ما أن دخل تجلس هناك علي الأريكة تبتسم!، ابتسامة هادئة ابتلع لعابه مرتبكا حين رأي حقيبة ملابس كبيرة جوارها مباشرة، وقفت ما أن رأته تحركت خطوتين للأمام ابتسمت تحادثه بهدوء شديد:.
- إتأخرت، بقالي كتير مستنياك، ما علينا، طلقني.
توسعت عينيه مصدوما حين نطقتها بسلاسة شديدة كأنه تخبره بأن يحضر لها كوب ماء، حرك رأسه نفيا سريعا تقدم ناحيته يحاول أن يشرح لها ما رأت بعينيها: - لينا اسمعيني بس، الموضوع مش.
رفعت كفها أمام وجهه لترفع كتفيها بعدم اهتمام، حقا لم يعد يهم ما سيقول بعد ما رأت وعرفت انتهي الحديث قبل أن يبدأ، حركت رأسها نفيا بخفة تردف مبتسمة: - مش، لاء هو مش مهم حقيقي اي الموضوع، المهم نتيجته، فلو سمحت بهدوء طلقني.
قطب جبينه مدهوشا من طريقتها الغريبة في الحديث، يعرف أنها تتألم تنزف قلبها يدمي ولكنها حتي لم تزرف دمعة واحدة وربما فعلت قبل أن يأتي، أسرع في خطواته يقف أمامها مباشرة يردف منفعلا: - مش هطلقك يا لينا، ما فيش اي حاجة في الدنيا دي تجبرني إني اطلقك، انتي مراتي ولحد تخرج روحي من جسمي.
ضحكت، الموقف لم يعد به ما يستدعي الضحك ولكنها ضحكت بخفة، علي ما يقول عادت تجلس مكانها علي الأريكة من جديد همهمت تردف ساخرة: - امممم، احنا هنرجع بقي لشغل الجنان بتاع زمان، بس للأسف لينا بتاعت زمان مش هي لينا بتاعت دلوقتي، لآخر مرة يا خالد بقولهالك بهدوء، طلقني كدة خلصت، خلاص، روح لمراتك وابنك هما أحق بيك دلوقتي، مراتك تعبانة شكلها.
اشتعلت دمائه غضبا فما كان منه إلا أن اقترب منها قبض علي ذراعيها يجذبها لتقف أمامه يصيح فيها محتدا: - مالك يا لينا فيكي إيه، طلاق مش هطلق يا لينا وخروج من البيت دا مش هيحصل، أنا ما اتجوزتش شهد حبا في الجواز كنت اتجوزت من زمان، أنا بس ضميري كان هيموتني بسبب اللي حصل فيها زمان بسببي.
رفعت يدها تشير لنفسها توسعت عينيها في صدمة، ابتسمت ابتسامة متألمة معذبة تصيح بحرقة: - وأنا، أنا فين، ضميرك ما بيأنبكش علي اللي عملته وبتعمله فيا، ما حطتنيش في حساباتك، قولت مش مهم هي كدة كدة بتسامحني.
حركت رأسها نفيا سريعا يحاول امتصاص حالة الصدمة التي هي فيها ليردف سريعا:.
-أنا ما حسبتهاش كدة، أنا شوفت شهد بعد سنين أنتي أكتر واحدة عارفة أنا قد ايه بتعذب بذنبها، طلبت منها تسامحني كان شرطها الوحيد أني اتجوزها، حاولت بكل الطرق اقنعها اني هقدر اعوضها بأي شكل تاني بس هي رفضت، ما كنش قدامي حل تاني صدقيني ما كنش قدامي حل تاني، لينا أنا بحبك والدنيا كلها عارفة اني عديت مرحلة الجنان بيكي، عمري ما افكر اجرحك او ااذيكي ابدا دي الحكاية كلها.
ابتعدت عنه فكت حصار ذراعيه تعود للخلف تحرك رأسها نفيا مرة تليها أخري وأخري، عند ذلك الحد هطلت دموعها تصيح فيه: - حسيت بالذنب ناحيتها وما حستش بالذنب ناحيتي، بتحبني وأنت بتتجوز عليا، بتحبني وأنت بترمي نفسك في حضن واحدة تانية، حب ايه دا، أنت ما بتحبش غير نفسك يا خالد، ومستعد تعمل اي حاجة عشان خاطرها، بس لا خلاص يا خالد كل اللي بينا خلص، شوفتك بعيني واخدها في حضنك...
أنا بكرهك يا خالد بكرهك اوي!، طلقني بقولك طلقني.
حرك رأسه نفيا بعنف كور قبضته يشد عليها قلبه علي وشك أن ينفجر من حالتها البائسة علا صوته يصيح محتدا: - مش هطلقك يا لينا انتي فاهمة، هتفضلي مراتي علي ذمتي سواء وافقتي علي دا او لاء.
- أنت مجنون... جملة واحدة صرخت بها بحرقة قلبها النازف مما عرفت روحها تصرخ وجعا مما عرفت ورأت بعينيها، لتراه يفتح ذراعيه علي آخرهما يصرخ بنبرة عالية حادة مختلة: - ايوة أنا مجنون، مجنون يا لينا، اطلبلي العباسية يحجزولي أوضة فيها، بس بسرير كبير عشان يوم ما هدخلها هاخدك معايا...
تسارعت أنفاسها بحدة تنظر له بكرة نافرة كارهة لتصرخ بقهر: طلقني يا خالد، بقولك طلقني، طلقني لهخلعك.
وقعت الكلمة بعنف علي نفسه، وقف متجمدا للحظات ينظر له مصدوما عينيه شاخصة تحرك ناحيتها وقف أمامها مباشرة يلف ذراعيه حول خصرها جذبها بعنف لترتطم بصدره رفعت وجهها تنظر له بقهر لتحتد قسماته يهمس بكلمة واحدة: - تخلعيني؟!
أحمر وجهها غضبا تحاول الإفلات من بين يديه تدفعه بعيدا عنها بعنف تصرخ فيه: - ايوة هخلعك، طلقني بالذوق احسنلك بدل ما افضحك وتبقي خالد باشا المخلوع، وأنت عارف بابا يقدر يخلعك في لحظات.
وقف صامتا للحظات قبل أن يقترب برأسه منها يهمس جوار اذنيها بنبرة جنون تعرفها عاصرتها قديما: - لينا هانم الشريف، بنت جاسم باشا الشريف، أنتي مراتي غصب عن عينك انتي وابوكي، وخلي جاسم باشا الشريف يجيب آخره، أنا لو عايز انسفه مش هتطلع عليه شمس بكرة...
دفعته في صدره بعنف ليتركها بملئ ارادته عاد خطوتين للخلف لتتوجه هي ناحية حقيبة ملابسها قبضت علي ذراعها تجذبه بعنف ليخرج من مكانه شدته بقوة التفتت ناحية خالد تمسح ما سقط من دموعها بعنف تردف بثبات: - ما تزعلش من اللي هعمله.
جذبت حقيبتها لتخرج بخطي سريعة من المنزل كان بين شقي الرحي أما أن يتركها تغادر او يجبرها علي البقاء، وهي حقا في حالة لا تسمح له بأن يجبرها علي أي شئ ربما من الافضل أن تبتعد قليلا حتي تهدئ، لم يمنع قدميه أن تتحرك ناحية الحديقة، رآها تتوجه الي سيارتها في لحظة وقوف سيارة ابنتهم في حديقة المنزل، نزلت لينا من سيارتها قطبت جبينها متعجبة تنظر لحالة والدتها وتلك الحقيبة فئ يدها توجهت لها سريعا تسألها قلقة:.
- مالك يا ماما ايه الشنطة دي، وبتعيطي ليه.
ابوكي طلع متجوز عليا، نطقتها لينا بسخرية مريرة لتتوسع عيني الأخيرة تنظر ناحية والدها في دهشة، كيف مستحيل أن يفعل والدها ذلك، اجفلت علي جملة والدتها: - هتيجي معايا عند جدك ولا هتفضلي هنا.
ابتلعت لعابها مرتبكة لا تعلم كيف انقلب الحال فجاءة وتقف في موضوع اختيار بين والديها، والادهي من ذلك والدها متزوج من أخري، لما يفعل ذلك من الأساس الجميع يتغني بعشقه العظيم لوالدتها كيف يفعل بها ذلك، جاء صوت والدها قريبا منها: - روحي مع ماما يا لينا ما تسيبهاش لوحدها.
ابتسمت لينا « الشريف » ساخرة تنظر لابنتها: - هستناكي في العربية هاتي شنطة هدومك.
استقلت مقعد السيارة الخلفي تغلق بابها بعنف، بينما أسرعت الصغيرة للداخل لتجلب حقيبة ملابسها، وقف خالد بالقرب من سيارة زوجته لحظات قبل أن يتحرك ناحيتها فتح الباب المجاور لها يدني بجسده قليلا ناحيتها يحادثها نادما: - أنا عارف اني غلطان وانك مجروحة بس اديني فرصة افهمك الموضوع كله، زمان من سنين طويلة رفضتي تسمعيني فاكرة وصلنا لحارة سد وخدتي المسدس بتاعي وهددتيني أنك هتموتي نفسك لو ما طلقتكيش، فاكرة.
رفعت وجهها تنظر لعينيه مباشرة، رأي نظراتها الصارخة داخل مقلتيها الصامتة، ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيها تردف ساخرة: - كنت غلطانة، انت ما تستاهلش أموت نفسي بسببك.
ويال سخرية القدر لينا كلامها بات أحد من الرصاص، جاء ابنتهم بعد لحظات صمت قاتلة، لتمد يدها تجذب الباب بعنف تغلقه ، اشارت للسائق بأن يتحرك، التفتت لينا لوالدتها تحاول أن تواسيها بأي شئ، ما إن فتحت فمها بادرت والدتها تقول: - مش عايزة اسمع حاجة.
في الحارة تحديدا في غرفة أدهم، يجلس أمامها ينظر له بتلهف لا يصدق أنها هنا أمام عينيه يراها من جديد بعد طول غياب، كان يشبع شوقه أن يختلس النظرات إليها من خلال كاميرات المراقبة ولكنها ها هنا الآن أمام عينيه بصعوبة منع نفسه من أن ينتشلها ويجذبها لاحضانه يشبع روحه من شذي عبيرها الذي اشتاقه حد الموت يعشقها بل يذوب بها عشقا، تحرك لسانه تلقائيا يهمس لها بشغف عاشق:.
- وحشتيني اوي يا مايا، أنا مش مصدق نفسي أنك قدام عينيا، اني شايفك، وحشتيني كلمة ما تعبرش عن شوقي ليكي.
توترت حدقتيها خفق قلبها بجنون كلماته تذيب جليد قلبها العاصي، اختنقت نبرتها حين همست تعاتبه: - أنت كنت عايز تأذيني، كنت عايز تنتقم من بابا، فيا.
حركت رأسه نفيا سريعا مد يده يمسك كف يدها يغمغم سريعا متلهفا: - ما قدرتش والله ما قدرت، صدقيني أنا بكره نفسي في اليوم ألف مرة عشان فكرت بس اني ااذيكي.
رفعت رأسها إليه، لتبدأ بينهما وصلة عتاب سيتغير بعدها الكثير.
في مكان بعيد، بعيد للغاية قصر كبير ضخم بشكل مخيف، تحطيه حراسه كثيفة من جميع الجهات، خلف أحد ابوابه المغلقة يسمع صوت حديث اسود ملعون - تفتكر ايه هي نقط ضعف خالد السويسي - طبعا مراته وبنته - بس هما دول نقط ضعفه، لو قسمناهم هنلاقي في الأول خالص مراته وبنته وبعدين اخواته ومامته وبعدين باقي العيلة، لما نعوز ندمره نضرب مين الأول - مراته او بنته.
- غلط، عشان ندمره نضربه من الابعد للاقرب، مين اقرب واحد لخالد في اخواته.
- حمزة أخوه التؤام، الدون - بالظبط هو دا هدفنا الجاي، رصاصة واحدة وتخلصنا منه، وبعدين نشوف الاقرب والأقرب والاقرب لحد ما يتجنن من قهرته عليهم.