logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 20 من 81 < 1 53 54 55 56 57 58 59 81 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  25-12-2021 01:45 صباحاً   [166]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والخمسون

وقفت شاهيناز تنظر للكيس في يدها تبتسم في خبث تتمتم متوعدة:
- صبرك عليا يا جاسر إنت وست بتاعة بتاعتك، إن ما خليتك خاتم في صباعي ما ابقاش أنا
شهقة مرتعدة صحبتها دقات قلبها التي انفجرت خوفا حين شعرت بيد تحط على كتفها، ابتلعت لعابها الجاف وفي رأسها أسوء الاحتمالات، تنهدت ترفز أنفاسها بارتياح حين سمعت صوته يسألها متعجبا:
- ايه يا شاهيناز بتعملي ايه!

التفتت له تضع يدها موضع قلبها تتنفس بعمق وراحة زفرت نفسا حارة كاد يقتل قلبها خوفا، نظرت لمراد الواقف أمامها يعقد ذراعيه أمام صدره يعقد جبينه متعجبا من حالة الذعر التي تملكتها، بينما غمغمت هي في نزق:
- هو أنت يا مراد حرام عليك خضتني يا أخي
رفع حاجبه الأيسر في تهكم ينظر لذلك الكيس الشفاف الذي تشد عليه قبضة يدها وكأنها تمسك بكنز ثمين ارتفع جانب فمه بابتسامة سخيفة يتمتم متهكما:.

- سلامتك من الخضة يا قلبي، واقفة هنا بتتلفتي حوالين نفسك زي الحرامية، وايه اللي في ايدك
ارتسمت ابتسامة انتصار شامتة على شفتي شاهيناز تلوح بما في يدها امام وجه مراد تردف في خبث:
- دا عمل، هيخلي جاسر زي الخاتم في صباعي، هخليه يمضي على الورق ونخلع
خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتي مراد، التقط ما في يدها ينظر لمحتوايات الكيس الشفاف بإزدراء يردف ساخرا:.

- شوية التراب دول هيخلوا جاسر زي الخاتم في صباعك، خلاص يا شوشو خدعك كلها خلصت، روحتي لبتوع الدجل والشغوذة وكتكوت دول نصابين يا قلبي
احتدت عيني شاهيناز في غيظ تشد على أسنانها لتمتم حاقدة:
- اعمل إيه بس، البيه ما بينفعش معاه اي إغراء لوح تلج، دا حتى لما اتخانق مع الزفتة سهيلة، قولت هيجيلي ولا عبرني، لولا بس إن فاكر أن اللي في بطني ابنه كان طلقني...

التفتت لمراد تأخذ منه ذلك الكيس تنظر لما داخله بانتصار:
- وبعدين البت انتصار الشغالة قالتلي انها كانت بتحب واحد متجوز وهتموت وتتجوزه راحت للست اللي اسمها مرجانة وعملتله عمل، ساب مراته واتجوزها هي، وبقي زي الخاتم في صباعها، المهم انت، عملت ايه مع البت صبا
دس مراد يديه في جيبي سرواله الجينز يعلو ثغره ابتسامة خبيثة ماكرة يتمتم في مكر افعي سامة:.

- بالهداوة عشان ما تخافش، صبا كتكوت صغير زي ما قولتلك ما يتاخدش قفش، كله بالحنية بيجي
ارتسمت ابتسامة خبيثة ماكرة على شفتي شاهيناز لتمد يدها تطوق عنق مراد تغمغم في خبث:
- يا حنين أنت يا ميرو، بقولك ايه اوعي تحبها، تلعب عليها ماشي، تحبها لاء، إنت بتاعي أنا لوحدي
خرجت ضحكة خبيثة ماكرة من بين شفتي مراد ليمد يده يفك ذراعيها من حول عنقه يتشدق ساخرا:.

- طب شيلي ايدك لحد يشوفنا، وبطلي شغل الرقصات دا، سلام مؤقت يا قلبي.

قالها ليلتفت يغادر المكان بأكمله، توجه لخارج البيت بأكمله يتمشي بين طرقات البلد يفكر، شاهيناز البلهاء لولا أنه يحتاجها لتنفيذ الجزء الأخير من خطته لكان القاها بعيدا منذ البداية، جاسر كم يكرهه جاسر يملك كل شئ عكسه، يملك المال والأهل يحقق ما يحلم به، اما هو، فشاب فقير تربي في منزل جدته والدته والده بعد أن انفصل والديه لم ينعم بدفئ وجوده بين أسرة يوما، شريد دائما كطير طريد لا يرغب احد في أن يراه، ومن هنا لهنا يسير شاردا إلى أن لمحت عينيه على مرمي بصره هناك صبا الصغيرة في طريقها تعود للمنزل تتحرك بخفة كطائر صغير نقي برئ، يرغب هو في سفك دماء براءته...

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي مراد، يتذكر انه سمع من جدته يوما أن والدته انجبت فتاة، لديه هو الآخر شقيقه ولكنه لم يراها يوما، ابتسمت صبا خجلة ما أن وقعت عينيها على مراد، تقدم هو ناحيتها وقف بالقرب منها بعيدا عنها قليلا اخفضت هي رأسها ارضا ليتمتم هو برفق زائف:
- كنتي فين يا صبا
حمحمت في خجل تهمس بصوت خفيض متوتر:
- مراد ما ينفعش نقف نتكلم في الشارع، احنا في البلد مش في القاهرة، عن إذنك.

قالتها لتتخطاه بخطواتها السريعة تعود سريعا إلى منزلها، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ليركل أحدي الحجارة بقدمه يتمتم متهكما:
- ماشي يا صبا، اتكي على الصبر.

وقفت سيارة خالد فجاءة دون سابق إنذار امام مبني الإدارة الذي يعمل فيها، ليفتح الباب المجاور له، نزل وتركها تجلس في السيارة، توسعت عينيها في دهشة تنظر لمقعده الفارغ في السيارة، ترمش باهدابها بعجب، خالد تركها في السيارة ونزل، نزلت سريعا من السيارة تحاول اللحاق به، لتراه يمشي هناك في نهاية، يمشي في هيبة جعلت قشعريرة عنيفة ترجف جسدها، تقدمت تمشي بخطي سريعة ناحيته، دخل مكتبه تقدمت لتدخل خلفه لتجد العسكري الواقف أمام غرفة مكتبه يعترض طريقها:.

- رايحة فين حضرتك، دا مكتب سيادة اللواء لو عايزة تعملي محضر، اتفضلي من هنا
اشار لها إلى ممر آخر لتعقد جبينها في ضيق، سيادة اللواء عليها أن تأخذ الاذن لتدخل اولا لمكتب زوجها انتفخت غيظا مما حدث ما أن فتحت فمها لتتحدث رأته يفتح باب غرفته من الداخل ليشير للرجل الواقف:
- سيبها تدخل.

أدي له الواقف التحية ليفسح لها المجال لتدخل، توجهت لداخل الغرفة تغلق الباب عليهم، وقفت بالقرب من مكتبه تعقد ذراعيها أمام صدرها تنظر له في غيظ للحظات لتجلس على المقعد المجاور لمكتبه، هو يجلس ينظر في الأوراق أمامه لا يعيرها انتباها من الأساس، تحركت برأسها تنظر لإجراء غرفته لترتسم ابتسامة حانية على شفتيها تتذكر ما حدث قديما
Flash back.

حين اخذها معه لعمله لأول وآخر مرة، اشارت إلى مكتبه الاسود تهتف منبهرة:
-هو دا مكتبك
هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة: عجبك
هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة لتشير إلى كرسي مكتبه: ممكن اقعد على الكرسي دا
خالد ضاحكا؛ انتي تقعدي في المكان إلى انتي عايزاه
اتجهت سريعا ناحية كرسي مكتبه تجلس عليه بشموخ
لينا بحزم: احم احم، إنت يا ابني قول للعسكري يعملي شاي بلبن.

سقطت على ركبتيه ارضا من شدة الضحك ظل يضحك حتى ادمعت عينيه
هتف من بين ضحكاته: شاي بلبن دا ايه الظابط النيتي دا
نفخت خديها يغيظ من ضحكاته لتهتف بحزم مصطنع: أنت يا متهم بطل ضحك
وقف امامها يهز رأسه إيجابا يقبض على شفتيه حتى لا ينفجر ضاحكا
Back.

كانت ذكري سعيدة رغم كل ما مر بهم في تلك الفترة الا أنا كانت ذكري سعيدة أما الآن فهو يجلس امامها واجما، غاضبا لا ينظر ناحيتها حتى، ابتسمت تتحرك من مكانها توجهت ناحية مقعده وقفت جواره تهمس في نعومة:
- هو أنا ممكن اقعد على الكرسي دا
رفع وجهه عن الأوراق أمامه يرميها بنظرة فارغة خالية من اي مشاعر، عاد بظهره للخلف يستند بظهره إلى ظهره مقعده الوثير ليرتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة:.

- وأنتي برة، العسكري قالك ايه
قطبت جبينها متعجبة ما يقول ليعلو ثغرها ابتسامة ساخرة تردف متهكمة:
- ما ينفعش تدخلئ دا مكتب سيادة اللوا خالد السويسي
حرك رأسه إيجابا يبتسم باصفرار يردف في برود:
- اديكي قولتيها، مكتب سيادة اللوا خالد السويسي، انتي بقي سيادة اللوا
شدت على أسنانها لتعلو أنفاسها الغاضبة تنظر له حانقة لتبعد الاوراق امامه بحدة جلست على سطح المكتب امامه تنظر لعينيه مباشرة تردف في ثقة:.

- ايوة أنا سيادة اللوا، عارف ليه عشان أنا وسيادة اللوا كيان واحد، روح واحدة زي ما هو دايما بيقول، يا لينا انتي روحي وحياتي وعمري كله فاكر يا سيادة اللوا
حرك رأسه نفيا في هدوء تاام عقد ذراعيه أمام صدره يغمغم متهكما:
- لاء مش فاكر، زي ما انتي بردوا ما افتكرتيش، واتفضلي انزلي ارجعي كرسيكي والافضل تروحي...

هي حقا تكره وجه خالد حين يكون غاضب تنهدت غاضبة، لتنزل تتحرك عادت لمقعدها، لحظات ودق باب مكتبه ليدخل زيدان وخلفه لينا ابنه خالد، توسعت عيني لينا الشريف في دهشة ما أن رأت ابنتها تدخل بصحبة زيدان، ولكن الدهشة لم تستمر كثيرا
حين اندفعت لينا ناحية مكتب والدها تصيح بشراسة غاضبة:.

- بابا، قول للبيه خليفة حضرتك في الملاعب يبعد عني خالص، مالوش دعوة بيا، دا جالي الجامعة وشدني بمنتهي الهجمية، وبيقولي مش هطلقك، هسيبك متعلقة لا طايلة سما ولا أرض، قوله يطلقني بالذوق بدل ما والله هرفع عليه خلع وهخلي سيرته على كل لسان
رفع خالد وجهه ينظر لابنته للحظات ليعاود النظر لزيدان، التقط الأوراق الموجودة أمامه يغمغم في لامبلاة:.

- اولعوا في بعض، أنا ماليش دعوة اللي عايز حاجة يعملها، تسحبي ورقك من طب تبطلي دراسة خالص، تتطلقوا، تموتوا بعض، أنا ماليش دعوة، مش انتوا متضايقين أن اننا بخطط حياتكوا، خططوها انتوا
ضغط على زر صغير في مكتبه ليدخل حارسه الشخصي، نظر خالد له يتمتم في هدوء:
- حسن، خد الهوانم روحهم.

نظرت لينا الشريف لزوجها للحظات نظرة طويلة بها مزيج من العتاب والغضب، قامت تلتقط حقيبة يدها بعنف أمسكت بيد ابنتها، تحركتا لخارج الغرفة لتصفع لينا الباب خلفها بعنف، ليبتسم خالد ساخرا، ارتمي زيدان بجسده على المقعد يحرك ساقه المصابة للأمام وللخلف يتأوه بصوت خفيض ليغمغم خالد ساخرا:
- ايه يا حبيبي سلامتك اتكسرت ولا لسه.

التفت زيدان برأسه ناحية خالد، تجهم وجهه ينظ لخالد في غيظ، زفر أنفاسه الحادة يتمتم حانقا:
- بنتك رجعت تقابل الزفت اللي اسمه معاذ دا، بس المرة دي وهي مراتي على ذمتي، شكلي حلو بالقرون مش كدة، لاء دا أنا اقتله ولا أنه ياخدها مني تاني
ابتسم خالد ساخرا ينظر لزيدان في تهكم يردف:
- حلو اقتله، وأنا بإيدي هرميك في السجن، وتلبس البدلة الحمرا وعشماوي مستنيك.

اعتدل خالد يستند بمرفقيه على سطح المكتب تنهد حائرا ألن تنتهي مشاكل تلك العائلة ابدا:.

- ما تبقاش غشيم، بطل الغباوة اللي عندك دي، فين روح سوما العاشق يا عم العاشق، أنت عامل عملة سودا حتى لو ما كنتش في وعيك، دا مش هيغير اللي حصل، وجه معاذ بيه طينيها زيادة، الواد دا يا أما فعلا بيحبها وبياخد حقه من اللي عملناه فيه، يا مزقوق علينا من حد وساعتها ورحمة ابويا لهدفنه حي، شوف هتعمل ايه بالعقل أنا مش هتدخل في الموضوع دا خالص، واتفضل يلا على مكتبك.

زفر زيدان أنفاسه حانقا ليلتقط عكاز يده تحرك لخارج الغرفة، بينما التقط خالد هاتفه يطلب رقم ما يغمغم بجملة واحدة:
- عايزاك تجبلي كل المعلومات عن معاذ ناصف الحسيني.

على صعيد آخر في منزل شهد، دلفت إلى المنزل بصحبة حسام ليتوجه معها سريعا يجلسها على أحد المقاعد جلس أمامها على ركبتيه، قبل كف يدها يهمس بارتياح:
- الحمد لله يا ست الكل الدكتورة طمنتنا عليكي، دا أنا كنت هموت من الخوف عليكي لما تعبتي.

ابتسمت شهد ابتسامة شاحبة لتمد يدها تربط على رأس حسام بحنو، عينيها شاردة حزينة شعور القهر مؤلم ظنت انها اعتادت عليه ولكن ما شعرت به اليوم اشد ألما مما تصورت، رأته بصحبتها، كان يضحك معها، يلف ذراعه حول كتفيها يحتويها في صدره، وهي تقف هناك لا يحق لها حتى الدفاع عن حقها فيه، اجفلت على صوت حسام يقول في مرح:
- أنا عايز افهم انتي ليه ما رضتيش تخليني ادخل معاكي الكشف بتتكسفي مني يا بيضة.

خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتي شهد، لتقرص وجنته بخفة تهتد في حدة زائفة:
- بس يا ولد يا قليل الادب إنت، قوم يلا غير هدومك على ما احضرلك الغدا، عملالك ملوخية بالارانب هتاكل صوابعك وراها
ابتسم حسام باتساع ليهب سريعا يردف في مرح:
- عشر دقايق وهو في الملوخية قصدي على السفرة
ضحكت شهد على أفعال ابنها، اخذت طريقها لمطخبها الصغير يتردد في اذنيها حديث الطبيبة:.

- يا مدام شهد انتي سيبتي حالة القلب تتدهور، بشكل ما ينفعش معاه علاج، لازم عملية، ونسبة نجاحها كمان مش مضمونة
ادمعت عينيها تمسح عبراتها المتساقطة بكف يدها تهمس مع نفسها بصوت خفيض حاني تتلمس صورة حسام:
- هتوحشني اوي يا ابني، ربنا عوضني بيك عن كل اللي شوفته في حياتي، ضحكتك بس بتحسسني اني ما خسرتش حاجة بالعكس كسبت الدنيا وما فيها.

بينما في غرفة حسام، تهاوي بجسده على فراشه يتنهد حزينا على حال والدته، ولكن ماذا في يده، هي من حكمت على نفسها بتلك التعاسة، ادمعت عينيه يتذكر نظرة الألم التي رآها في عيني والدته ليلتقط هاتفه سريعا يطلب رقم والده لحظات وسمع صوت خالد يردف قلقا:
- أنت كويس يا حسام والدتك حصلها حاجة
حرك رأسه نفيا تلقائيا وكأن والده سيراه هكذا، تنهد يغمغم في خفوت حزين:
- احنا كويسين يا بابا، أنا بس عايز اطلب من حضرتك طلب.

رد خالد سريعا دون تردد:
- طبعا اللي أنت عايزه كله
ارتسمت ابتسامة صغيرة باهتة على شفتي حسام حمحم في حرج يهمس متوترا:
- ممكن حضرتك تكلم ماما تطمن عليها، بعد موقف النهاردة، ااا
لم يجد ما يقوله أيخبره أنها حزينة مقهورة تتألم، اغمض عينيه يضعط بإصباعيه السبابة والابهام على جانبي عينيه المغلقة ليسمع صوت والده يقول:
- حاضر يا حسام أنا كدة كدة كنت هكلمها عشان اعرف انتوا ليه كنتوا عند الدكتور.

ابتسم حسام في سعادة يشكر والده ليغلق معه الخط، يشرع في تبديل ملابسه..
بالقرب من غرفته في غرفة المطبخ تحديدا دق هاتف شهد الخاص، لتمسك منشفة المطبخ الصغيرة تجفف بها يديها مدت يدها تلتقط هاتفها لتتسع عينيها في دهشة تبتسم ساخرة منذ متي وهو من يتصل، انتظرت للحظات تستعيد ثباتها، لتمسك هاتفها تفتح الخط وضعته على أذنها تهمس بصوت خفيض:
- السلام عليكم
لحظات وسمعت صوته الهادئ ببحته الخاصة يردف:.

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، انتي كويسة طمنيني عليكي
توسعت عينيها في دهشة هل حقا اتصل ليطمئن عليها، ارتفع جانب فمها بابتسامة متهكمة تردف ساخرة:
- طمني أنت على المدام، كنت خارج معاها من اوضة الكشف خير مالها
حمحم يتنهد في حنق يرغب في أن يهرب بعيدا عن تلك المشاكل، هدنة قصيرة فقط يرتاح ولو قليلا ويعود إليهم من جديد زفر انفاسه يغمغم في هدوء:.

- أنا اللي تعبان يا شهد مش هي، أنا كنت متصل اطمن عليكي، الدكتورة قالتلك ايه
خبت ثورتها قليلا حين علمت أنه هو المريض تنهدت تهمس بخفوت متوتر:
- أنا كويسة، حسام بس هو اللي بيقلق زيادة عن اللزوم، هو أنت مش ناوي تيجي قريب.

لاء جاي في اقرب وقت بإذن الله، خلي بالك من نفسك، ولو عوزتي حاجة كلميني، غمغم بها في هدوء زائف، هو حقا يرغب في أن يقف في منتصف الشارع ويصرخ بأعلى صوته، ما يحدث حقا أجهد أعصابه، اغلق معها الخط لتجلس هي على المقعد الصغير أمام الموقد رغما عنها ابتسمت ليدخل حسام في تلك الاثناء يغمغم في ضيق كطفل صغير جائع:
- يا ماما أنا جعان وانتي بتحبي انتي والحج في التيلفون، جعااان يا نااااس اكلوني لهفضحكوا.

تعالت ضحكات شهد تلقي عليه أحد فردتي خفها المنزلي ليتفادها بسهولة يغمغم ضاحكا وهو يراقص حاجبيه:
- ما جتش فيا ما جتش فيا
انفجرت شهد ضاحكة على أفعال ابنها التي لا تتناسب مع سنوات عمره التي تزيد عن الثلاثين لتسمعه يغمغم في حدة مضحكة:
- خمس دقايق لو ما لقتش الاكل قدامي هنزل اتغدي عند طنط ندي اللي في الدور التاني
نظرت شهد له متعجبة لتقرر مجاراتها تسأله مستفهمة:.

- طب ايه اللي هينزلك تحت اوي كدة، ما تروح تتغدي عند طنطك منال تحتينا على طول
ابتسم حسام في اتساع حرك رأسه إيجابا يغمغم في ولة:
- اصل انتي مش فاهمة، طنط منال بنتها حلوة، انما طنط ندي بنتها مزة، صاروخ
توسعت عيني شهد في دهشة لتلتقط خفها الآخر تلقيه عليه تصيح فيه بغيظ:
- امشي يا سافل يا ناقصة رباية، والله لاقول ابوك يا حسام...

ضحك حسام بضحب يفر من أمام والدته متجها إلى طاولة الطعام لترتسم على شفتيه ابتسامة راضية، فهو على اقل تقدير استطاع رسم الضحكة على شفتي والدته بعد ما حدث.

على صعيد آخر ساعات قضاها في عمله، يهرب من مشاكل البيت في مشاكل العمل، قبل الغروب بقليل خرج من عمله إلى سيارته إلى المقابر، وقفت بسيارته خارجا ليتجه على قدميه إلى الداخل، إلى قبر والده وقف أمامه ثابتا للحظات يقرأ الفاتحة يدعو به بالرحمة، لحظة اثنتان ثلاثة وأنهار ثباته جلس على ركبتيه أمام قبر والده لتنساب دموعه دون أن يشعر يحادثه كطفل صغير خائف:.

- الحمل تقل اوي يا حج، ما بقتش قادر أشيل، بتتهد من كل حتة، بنتي واللي حصلها، ولا لينا إنت اكتر واحد عارف أنا بحبها قد ايه، حاسس بخنجر مولع في قلبي من كلامها، عمر اتصل يشكيلي من أن مراته طالبة الطلاق وعايزني اشوفله حل، حتى حمزة، حمزة بيلعب لعبة يا خوفي لتيجي على دماغه هو وبنته في الآخر، ولا شهد حاسس بالذني هيموتني من ناحيتها، لما شافتني النهاردة في العيادة شوفت في عينيها نظرة قهر، كنت بتحل مشاكل العيلة كلها بكلمتين، أنا مش عارف، مش قادر، حاسس اني ضعيف، بيمثل دور القوي.

لحظات طويلة ينظر لقبر والده يبكي في صمت، ليتحرك بعد قليل نفض الغبار عن ملابسه، يتحرك لقبر قريب من قبر والده ينظر للاسم المكتوب على سطحه ليرفع يديه يقرأ له الفاتحة ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه يردف:.

- ايوة يا عم شهيد في الجنة وسايبنا هنا نتوحل في الأرض، ابنك مش طالعلك ليه يا زيدان، واخد غباوتي ما شاء الله عليه، آه صحيح أنا كسرتله رجله، والله كان هاين عليا اكسرله دماغه، بس إكراما ليك بس ما عملتش كدة، فاكر لما قولتلي أنا هسميه خالد عشان يطلع رخم زيك، أهو طلع كربونة، مبسوط كدة يا سيدي، وحشتني أوي يا صاحبي مصيرنا في يوم نتقابل
رفع يده يؤدي له التحية انزلقت دمعة من عينيه اختنقت نبرته وهو يقول:.

- سلام يا صاحبي
خرج من المقابر، إلى سيارته هو حتى لا يعرف إلي أين سيذهب.

على صعيد آخر بعيد للغاية، تحديدا في منزل حمزة السويسي، يقف أدهم متأنقا كعريس في ليلة زفافه شعره مصفف بعناية رائحة عطره تفوح تملئ المكان، دس يديه في جيبي سرواله يعلو ثغره ابتسامة خبيثة ماكرة اليوم، يوم الحساب، اليوم سيدفع حمزة الثمن غاليا، ومن افضل من مايا صغيرة والدها المدللة ليترجع حمزة بها مرارة ما فعل، منذ آخر محادثة بينهم ومايا المسكينة حبيسة غرفتها ترفض الخروج منها بعد أن، flash back.

في ذلك اليوم الذي ربح فيه حمزة الجولة الأولي حين تمت الصفقة لصحاله، كان هو في غرفة مايا يحاول استمالتها قام أدهم يتجه ناحيتها ليسمعا معا صوت حمزة يصدح من الاسفل ينادي عليهم، نظرت مايا له نظرة طويلة حزينة لتلتفت وتغادر، بينما وقف أدهم مكانه يتوعد له:
- وربي لاحسرك عليها يا حمزة يا سويسي زي ما حسرتني على ابويا
قالها ليصدم صدره موقع قلبه بعنف يردد بصوت حاد غاضب:.

- وأنت أخرس بقي، فرحان أنه كسب الصفقة يا مهزق، لاء يعني لاء هاخد حقي يعني هاخده!
زفر أنفاسه الحارة يلحق بها إلى أسفل ليجدها تجلس على المقعد المجاور لمكتب والدها جلس أمامها ينظر لحمزة يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه:
- خير يا بابا حصل إيه
حمحم حمزة في ارتباك لا يعرف من أين يبدأ كلامه حقيقة، زفر أنفاسه يردف في هدوء رزين:.

- بصوا يا ولاد انتوا خلاص كبرتوا وأنا كمان كبرت، كل واحد فيكوا بكرة يتجوز ويبقي ليه بيت وحياة خاصة بيه، دي سنة الحياة، وما ينفعش أنا ابقي دخيل على حياتكوا بعد كدة، ومش هقدر أعيش لوحدي، ممكن تشوفوها أنانية مني، بس هو احتياج، احتياج لحد يشاركني الباقي من عمري، عشان كدة أنا قررت اتجوز.

شهقة عالية خرجت من بين شفتي مايا لتهب واقفة توسعت عينيها تنظر لوالدها ذاهلة، يتزوج والدها يتزوج بإمراءة أخري بعد وفاة والدتها، حركت رأسها نفيا في عنف تصرخ باكية:
- لاء طبعا أنا مش موافقة، تتجوز يعني ايه تتجوز، أنت عايز تتجوز بعد ماما لا طبعا مش هيحصل...
هب حمزة واقفا ينظر لابنته في حدة ليصفع سطح المكتب بكفيه بعنف يصدح صوته غاضبا:.

- انتي اتجننتي يا بنت ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي، ويكون في علمك منك ليها أنا بس ببلغكوا، أنا مش عيل صغير وعارف كويس أنا بعمل إيه
نظرت مايا لوالدها للحظات تبكي في صمت تعاتبه بنظراتها، لتركض إلى غرفتها تصفع بابها عليها، هنا تحديدا ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي أدهم يرسم تحديدا ما سيفعله
Back.

اجفل أدهم من شروده الخبيث حين شعر بحركتها خلفه، التفت لها وابتسم اقترب منها خطوتين وكان امامها كوب وجهها بين كفيه يتمتم في مرح:
- 3 إيام بقنع في البرنسيسة مايا انها تخرج من اوضتها، يلا يا بيبي محضرلك ليلة مش هتنسيها ابدااا.

ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها تنظر له في عشق، امسك ذراعها يلفه حول ذراعه من الجيد أن حمزة لازال في الشركة، اخذها في سيارته متجها بها إلى ملهي ليلي شهير، التفت له ترفع حاجبيها متعجبة تسأله:
- هنروح ديسكو بجد، أنت عمرك ما وافقت اني أروح هناك
ابتسم ابتسامة شيطانية علت ثغره، ليمد يده يمسك كف يدها يرفعه إلى فمه يقبله، يغمغم في نعومة سامة:.

- طبعا أخاف عليكي تروحي لوحدك انما أنا دلوقتي معاكي، أنا عايزك تسيبلي نفسك الليلة خالص، هعيش ليلة ولا في الاحلام.

ارتسمت ابتسامة واسعة عاشقة على شفتيها تحرك رأسها إيجابا سريعا، دقائق ووصل بها أمام الملهي، نزل من السيارة التف حولها يفتح لها الباب لتنزل هي وضعت يدها في يده تتجه بصحبته إلى الداخل، اصطحبها إلى أحدي الطاولات، لتتوسع عينيها بانبهار تشاهد ما يحدث، بينما ينظر هو لها يبتسم في شر، بحث بعينيه عن ذلك الشاب ليجده هنا، غمز له بطرف عينيه ليفهم الشاب اشارته يحرك رأسه إيجابا، عاد هو بظهره للخلف يغمض عينيه يعلو ثغره ابتسامة خبيثة، لحظات واتي النادل يضع امامها كوب عصير فراولة، وامامه كوب عصير برتقال، اعتدل حمزة جالسا يمد يده لها بالكوب لتبتسم له في براءة التقطت الكوب منه ترتشف منه وهو يراقبها دقائق مرت أن تبدأ هي تشعر بدوار حاد يعصف برأسها مالت بجسدها للخلف تنظر له بالكاد تفتح مقلتيها تهمس بصوت خفيض متعب:.

- ااادهم أنا دايخة اوي، تعالا نر.

ولم تكمل اغمضت عينيها رغما عنها تسقط نائمة خرجت من بين شفتيه ضحكة خبيثة يتحسس بكفه وجهها لتسود عينيه حقدا، مال يحملها بين ذراعيها يخرج بها من المكان إلى سيارته، غرفة الفندق المجاورة التي حجزها قبلا، دخل بها إلى الغرفة يضعها برفق على الفراش لتتوسع ابتسامته يعلو ثغره ابتسامة شيطانية يشرع في خلع ثيابه، مشهد يحدث ويتكرر، باختلاف التفاصيل هنا الشيطان انتصر، ربح جولته وانتصر في حربه، ابتعد أدهم عن مايا يلهث بعنف ينظر لبقعة الدماء الحمراء التي غزت الفراش، ليلتقط هاتفه يلتقط عدة صور له بصحبة مايا يرسلها لحمزة بعدها جملة.

« دم بنتك قصاد دم ابويا اللي أنت قتلته، حقك ما تسيبهوش ابدا، دا كلامك وأنا خدت حقي ».

ارسل الرسالة لحمزة ليعاود النظر لتلك النائمة، لا تدري ببشاعة ما حدث، امسك زجاجة مياة جوارها يرش منها القليل على وجهها لتبدأ شيئا فشئ فتح عينيها، ابتسمت في وهن ما أن وقع عينيها على وجهها، حاولت أن تتحرك لتصرخ فزعة حين رأت جسدها العاري شدت الغطاء تخبئ جسدها به تتلفت حولها في فزع وقعت عينيها على بقعة الدماء لتتوسع عينيها في فزع، التفت برأسها ناحية ادهم تحرك رأسها نفيا بعنف عقلها ينفي مجرد الفكرة انهمرت دموعها تصرخ باكية:.

- لالالا، دا كابوس اكيد كابوس إنت ما تعملش كدة يا أدهم، صح صح أنت ما تأذنيش كدة، ما ترد عليا، أنت ساااااااكت لييييييه
لا لا لاء أنا مش خاين، انا ما آذيهاش، فتح عينيه سريعا بعد أن كون المشهد كامل في عقله، شعر بحقارة ما كاد يفعل، انتفض يعتدل في جلسته ليجد النادل يضع أمامها كوب عصير الفراولة كادت مايا أن تلتقطه ليدفعه أدهم من يدها بعنف سقط ارضا يتهشم إلى فتات لتلتف له توسعت عينيها في دهشة:.

- في ايه يا أدهم!
دون كلمة قام سريعا يجذب يدها خلفه، يتوجه بها إلى سيارته يردف محتدا:
- يلا هنمشي دا مش مكانك، ولا مكاني، يلااااا
فتح باب سيارته يدفعها داخلها بعنف ليقفز خلف المقود يقود بجنون تلك المشاهد التي نسجها عقله تتراقص امام عينيه شيطان يغويه لأن يكمل خطته الدنيئة، هي تحاول فقط أن تفهم ما يحدث:
- في ايييه يا أدهم، شوية هنخرج وشوية تشدني وهنروح، ودا مش مكانك، في ايه ما تفهمني.

حرك رأسه نفيا بعنف يتنفس بحدة يصيح غاضبا:
- مش خاين أنا مش خاين، هو قتله لكن أنا ما اقدرش اقتلك.

قطب جبينه تنظر له متفجاءة ماذا يقصد أدهم، هل حقا كان يريد قتلها، ما إن وصلا إلى المنزل، دخل فقط يريد أن يهرب إلى غرفته يختبئ تحت غطاء فراشه يبكي، ما إن فتح باب المنزل، رأي حمزة يجلس على مقعد في منتصف الصالة يضع قدما فوق أخري ينظر له بحدة يكاد يحرقه بنظراته، هب واقفا تقدم ناحيتهم يجذب مايا بعيدا عن أدهم ليهوي بكفه بعنفه على وجه الاخير صفعة قاسية، شهقت مايا مرتعدة مما حدث، بينما اخفض أدهم رأسه ارضا خاصة حين صدح صوت حمزة الغاضب:.

- ايييه ما كملتش خطتك ليه، رميت من ايديها الكوباية ليه، اطلع برة بيتي، أنا ربيت تعبان، لما فكر يلدغ، لدغ أبوه اللي رباه، برررة اطلع برررة
رفع أدهم وجهه له عينيه حمراء دموعه تهبط بلا توقف نظر لحظات ليتفجر صائحا:
- أنت قتلت أبويا، أنت اللي قتلته، أنا بس كنت عايز أخد حقي بس ما قدرتش، ما قدرتش ااذيها، أنا بحبها.

صدمة عصفت بعقل تلك المسكينة والدها من قتل والده، نظرت لوالدها فزعة ليترك حمزة يدها توجه ناحيته وقف أمامه مباشرة يعقد ذراعيه أمام صدره يتشدق ساخرا:
- غبي وهتفضل غبي، أنا عرفت انك بتدور ورا أهلك، أنا اللي بعتلك الواد يقولك أن أنا السبب في موت أبوك
توسعت عيني أدهم في صدمة ليحرك حمزة رأسه إيجابا، يردف ساخرا:.

- ابوك هو السبب في موته يا بشمهندس، ابوك كان شغال عامل بنا في الشركة، كان بيشارك في بني الشركة، في يوم جالي تقرير من الصيانة أن الحبال اللي بيستخدموها العمال عشان يطلعوه للادوار العالية محتاجة تتغير وما حدش يستخدمها، جريت على الشركة والحمد لله كان لسه ما حدش بدأ شغل، والكل يشهد حذرتهم بدل المرة عشرة ما حدش يستخدم الحبال، اشتغلوا في الدور الأرضي بس، وكل العمال شهدوا على كلامي، ابوك بقي الله يرحمه قرر يعمل فيها شجيع السيما، ويطلع بالحبال، العمال حذروه بس هو ما سمعش الكلام، الحبال اتقطعت بيه ووقع ميت، لان في شهود اني بلغت العمال، وشهادة العمال اللي حذروا أبوك، ما كنش فيه قضية اصلا، ومع ذلك كان الذنب هيموتني، لما عرفت أن عنده ابن صغير 3 سنين وودوه الملجئ، كنت بدفع فلوس كتير اوي لمديرة الملجئ عشان يعملوك أحسن معاملة، لما مايا ماتت قولت عمري مش مضمون أنا لازم اتبني طفل يكون سند لأخته لو حصلي حاجة، ساعتها إنت اول واحد جه في بالي ما اترددتش لحظة جريت جري على الملجئ واتبينتك، كنت عاوز اعوضك بكل الطرق عن موت أبوك، ودا كان جزاتي، لما عرفت انك بتدور على اهلك، بعتلك طرف الخيط، وقولت ابني هيدور ويعرف الحقيقة كلها، ابني كان عايز يدمر أبوه، يغتصب بنتي...

سقط أدهم على ركبتيه أرضا يهجش في البكاء كطفل صغير مذنب، رفع وجهه ينظر لحمزة يهمس من بين شهقاتها العنيفة:
- سامحني يا بابا، سامحني شيطاني كان عاميني، أنا آسف، سامحني
ابتعد حمزة للخلف ينظر لادهم في حدة قلبه يكاد يتفتت من الألم ارتدي قناع من الجليد على قسمات وجهه يردف في برود:
- أدهم وحيد سليمان، دا اسمك الحقيقي اللي كنت عايز تعرفه، اطلع برة بيتي، تقديرا بس أنك ما اذتش مايا، هوديك بنفسي لجدتك في مصر.

هب أدهم واقفا سريعا يحرك رأسه نفيا توجه ناحيته يردف راجيا:
- بابا سامحني أنا آسف
اشار له حمزة بيده أن يتوقف، اشار بسبابته لباب منزلهم يصيح غاضبا:
- قولتلك أنا مش أبوك، امشي اطلع برة يلا بررررررررة..



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  25-12-2021 01:50 صباحاً   [167]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والخمسون

دوامة عنيفة قاسية ألقوها داخلها، كلمات مبعثرة تتطاير في جسدها كالزجاج، تشل عقلها حتى عن التفكير جمل كثيرة تتصارع في رأسها « أدهم يبحث عن والده، أدهم يظن أن والدها قتل والده، والد أدهم قتل نفسه، أدهم كان يود إيذائها، اغتصابها، ولكنه تراجع لم يفعل، الآن فقط فهمت لما جذبها بتلك الطريقة يهرب بها من الملهي، كان يهرب من شيطان يوسوس له بالجحيم، كلماته التي ظل يرددها طوال الطريق، ليس بخائن، وضعت يديها تمسك رأسها تشعر بعقلها سينفجر، انتفضت فزعة كمن لدغها عقرب حين صدحت جملة والدها:.

- قولتلك أنا مش أبوك، امشي اطلع برة يلا بررررررررة...
انتفضت سريعا تمسك بيد والدها انفجرت دموعها تتوسله راجية:
- لا يا بابا عشان خاطري، عشان خاطري أدهم ما اذنيش، هو بيحبني وأنا كمان بحبه، بحبه اووووي...
توسعت عيني حمزة، صدمة زلزلت كيانه ابنته تحبه!، تذكر جملة أخيه حين حذره
« النار اللي عندك مش نيران صديقة يا حمزة ».

كان أعمي لم يري ما رآه حتى أخيه، ابنته تحب أخيها كما فرضه هو أن يكن أخيها، جف لعابه ينظر لها فزعا لتحرك رأسها إيجابا بتلهف:
- أنا عارفة أنه مش اخويا سمعتك وأنت بتتكلم مع عمي كنت أنا في ثانوي، وساعتها كنت فاكرة نفسي مريضة، أنا حاسة بمشاعر حب ناحية اخويا، كان دايما في حاجة جوايا بتحسسني اننا مش اخوات، أدهم عمره ما خان ثقتك، بيخاف عليا حتى من نفسه، سامحه يا بابا عشان خاطري...

في تلك اللحظات التي لا يحسد حمزة عليها، يشعر بأنه كان اكبر مغفل في العالم، جمع تحت سقف واحد عاشقين برباط محرم فرضه هو، يعذب به الجميع، لم تقدر قدميه على الوقوف اكثر تهاوي على المقعد خلفه، عينيه متسعه على آخرها ينظر لنقطة ثابتة في الفراغ عقله يصرخ متألما:
- بيحبوا بعض، يعني ايه، خالد كان عنده حق، وأنا اللي بقوله أنا واخد بالي كويس، طلعت مغفل حمار...

في تلك اللحظات التفت أدهم ليغادر لتتوسع عيني مايا فزعا، هرولت ناحيته تعترض طريقه تصيح وهي تبكي:
- لا يا أدهم ما تمشيش عشان خاطري، هو بابا بس زعلان منك وهيصالحك تاني، فاكر لما كنت بقولك أنا بغير منك، بابا بيحبك اكتر مني، هو بيحبك والله، ما تمشيش يا أدهم وحياتي عندك.

أخفض رأسه ارضا تنهمر دموعه يشعر بالاشمئزاز من نفسه، تمر سنوات عمره امامه كشريط سريع متتالي، منذ أن كان طفلا إلى أن بات ما هو عليه اليوم رجل ناجح، خائن! وحين قرر الخيانة خان من أعطاه الحياة الكرامة، رفع وجهه ينظر لتلك الواقفة امامه ليخرج صوته ضعيفا ممزقا:.

- سامحيني يا مايا شيطاني حاول يغلبني، بس الحمد لله اني ما اذتكيش، ساعتها ما كنتش هسامح نفسي ابدا، صدقيني انتي تستاهلي حد انضف، واحد ما يخونش، واحد مش غبي ما يقعش نفس وقعتي دي، ما يعضش الايد اللي طول عمرها بتطبطب عليه
حركت رأسها نفيا دموعها المختنقة قيدت لسانها عن النطق بحرف واحد، تحرك هو يتجاوزها ليغادر ليسمع صوت حمزة يصدح من خلفه في حدة:
- استني عندك يا بيه.

تصنم وقف مكانه كأنه فقط صنم من حجارة، التفت ناحية حمزة يخفض رأسه أرضا لا يجرؤ حتى على النظر في وجه ابيه بعد ما فعل، توجه حمزة ناحية مايا يمسك بكف يدها يبعدها عن أدهم وقف ينظر لكل منهما في غيظ نظر لمايا يصيح فيها غاضبا:
- اطلعي على أوضتك حضري شنطتك، يلااا
حاولت أن تقل شيئا لينظر لها غاضبا تحتد نبرته أكثر:
- أنا مش قولت يلااا، يلااا.

هرولت سريعا تجر ساقيها المخدرة إلى أعلي تدعو فقط أن لا يطرد أبيها أدهم من حياتها، وقف حمزة أمام أدهم يعقد ذراعيه أمام صدره دمائه تشتغل غاضب كلمة قليلة عن ذلك الشعور البشع الذي يفتت خلايا جسده، زفر أنفاسه المشتعلة يغمغم بكلمات مقتضبة للغاية:
- على أوضتك، توضب شنطتك عشان هننزل مصر في اول طيارة، آخر محطة ليك معايا اني هوديك لحد جدتك في مصر، غير كدة ما فيش.

اقترب منه خطوتين يقبض على تلابيب ملابسه يشهر سبابته أمام وجهه يزمجر غاضبا:
- واياك تقرب من مايا، فاهمني طبعا.

دون أن يرفع وجهه حرك رأسه إيجابا كطفل صغير مذنب، ليلفظه حمزة بعيدا عنه، توجه أدهم إلى غرفته بينما، وقف هو بالكاد يمنع نفسه من أن يعود في قراره ويبقي طفله معه لآخر انفاسه، تنفس بعنف يلتقط هاتفه يحجز تذاكر لرحلة بعد ساعتين على الأكثر متجهه إلى مصر، اغلق الخط، ليتصل برقم أخيه دون أن يعطيه فرصة للرد غمغم بصوت حزين بائس:
- جهز ورق أدهم هنبقي عندك الصبح، أنا كويس يا خالد، سلام.

أغلق الخط ليتوجه إلى غرفة مكتبه صفع الباب خلفه ليرتمي مع اول مقعد قابله اخفي وجهه بين كفيه يبكي، تنساب دموعه تغرق وجهه، ألم قاسي يعتصر قلبه...

ظل يتجول بسيارته بلا هدف إلى أن انتصف الليل، وقف بسيارته اخيرا في حديقة منزله، تنهد يحاول أن يسكت عقله ولو قليلا، اغمض عينيه يحاول الاسترخاء ليفاجئه رنين هاتفه، لينا اتصلت به اكثر من ألف مرة ولكن تلك المرة كان أخيه التقط الهاتف سريعا يفتح الخط يدعو فقط ان يكن الأمر مر على خير، قبل أن ينطق بحرف سمع صوت أخيه المتألم:
- جهز ورق أدهم هنبقي عندك الصبح.

انتفض يعتدل في جلسته ترى ماذا حدث، خطة حمزة الغربية على ما اثمرت في النهاية ارتعد قلبه من صوت أخيه ليسأله متلهفا:
- أنت كويس يا حمزة صوتك ماله حصل ايه يا ابني طمني.

جملة واحدة هي ما سمعها من اخيه وبعدها اغلق الخط، ليبعد هو الهاتف عن أذنه تنهد يلتقط أنفاسه المنهكة لينزل من سيارته توجه لداخل منزله يفتح الباب بمفتاحه، كان يظن انهم ناموا جميعا، وجد ابنته تجلس على الأريكة تنتظره، وقفت سريعا ما أن رأته تبتسم متوترة اقترب هو يتوجه مباشرة إلى غرفته لتعترض طريقه ابتسمت تغمغم في ارتباك:
- مساء الخير يا بابا، هو أنا ممكن اطلب من حضرتك طلب.

ابتسم ساخرا، يعرفها جيدا لا تصبح بذلك الكم من التهذيب الا حين ترغب في شئ، حرك رأسه نفيا بهدوء تام، لتقطب جبينها مغتاظة، تجاهلت رفضه لتبتسم ابتسامة واسعة تردف سريعا:.

- حضرتك اكيد عارف إني سحبت ورقي من كلية طب، أنا كنت عايزة اقدم في كلية إدارة أعمال اللي هي كلية (، ) الخاصة، كلمت الشؤون بتاعتهم في فون يعني فقلولي ما ينفعش اقدم دلوقتي عشان الترم الأول قرب يخلص ولازم استني للسنة الجاية، بس اكيد يعني الوضع هيختلف لو حضرتك اتدخلت في الموضوع.

ظل ينظر لها للحظات نظرات فارغة زجاج عينيه لا يعكس روحه المتعبة، مد يده يربط على وجهها برفق لتبتسم في أمل، سرعان ما اندثرت ابتسامتها حين سمعته يردف في هدوء تام:
- خلي اللي سحبلك ملفك من الكلية الأولي يقدمه في الكلية التانية، تصبحي على خير.

توسعت عينيها في دهشة الجمت لسانها، تحرك والدها يغادر متوجها إلى غرفته، لتشد على اسنانها في غيظ، تفكر كيف ستحل تلك المعضلة، بينما توجه خالد بخطي بطيئة إلى غرفته، فتح بابها إلى الداخل توجه يغلق الباب خلفه، في لحظة وجد لينا تندفع ناحيته تتعلثم من شدة قلقة:.

- كنت فين يا خالد قلقتني عليك اتصلت بيك مليون مرة، ومحمد قالي أنك مشيت من الشغل من بدري، وعلى قالي أنك مش في الشركة، أنا حتى اتصلت عند مامتك بس الممرضة قالتلي أنك ما جتش أصلا، أنت كويس كنت هموت من الخوف عليك
تجاوزها وهي تتحدث يتوجه إلى دولاب ملابسه أخذ بعض الملابس ليتوجه إلى المرحاض يغلق الباب خلفه، توسعت عينيها تفغر فاهها تردف في حنق:
- ولا كأني بتكلم، اوووف بقي، قلبته وحشة ورخمة.

وقفت تنتظره إلي أن خرج من المرحاض يتوجه إلى مرآه الزينة يمشط شعره، رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها تحركت ناحيته، جذبت المقعد الصغير تقف فوقه تلتقط فرشاة الشعر من يده تمشط بها خصلات شعره بينما وقف هو صامتا في جمود، حاولت تفتيت ذلك الجليد لتبتسم تردف متدللة:.

- تعرف أن شكلك كدا احلي بشعرك الأبيض في اسود دا، بص أنا شعري لسه زي ما هو، فاكر لما كنت بقولك ان تيتا الله يرحمها كانت بتقولي أن شعري عامل الشمس، في ألوان الشمس من الشروق للغروب
كانت فقط ترغب أن تراه يبتسم ولو ابتسامة صغيرة، ولكن على العكس بقيت تعابيره جامده تماما تنهدت حزينة لتمد يديها تكوب وجهه بين كفيها تبتسم له في حنان تهمس:.

- خالد، أنا عارفة أنك زعلان، بس أنا ما حسبتهاش كدا صدقني، أنا بس كنت خايفة على بنتي، دا حقي يا خالد، دي بنتي الوحيدة يا خالد...
لم يعطيها الفرصة لتكمل ابعد كفيها عن وجهه يتوجه إلى فراشه تمدد عليه يجذب الغطاء لينام، تنهدت مغتاظة من تجاهله، لتقترب من فراشه جذبت الغطاء عنه بحدة تهتف حانقة:
- ماشي ما تكلمنيش، بس قوم كل، أنت ما كلتش حاجة من الصبح
جذب الغطاء يوليها ظهره يتمتم بجملة واحدة:
- كلامك شبعني!

وقفت للحظات تحرك ساقها اليسري في عصبية لترتسم على شفتيها ابتسامة ماكرة ستتدلل كما كانت تفعل وهي صغيرة، توجهت للجانب الآخر من الفراش، لتندث سريعا بين ذراعيه تسند رأسها على صدره حاول إبعاده عنه لتتشبث بملابسه تحرك رأسها نفيا بعنف:
- ابدا ابدا مش هتبعد ابدا.

تنهدا ضجرا منها ينظر لها، نظرة معاتبة فارغة، ليغمض عينيه يتصنع النوم، لتمد هي يديها تقرص خديه بخفة امسكت وجنتيه ترفعهما لاعلي لترسم ابتسامة على وجهه الصامت، ابتسمت تضحك بخفة لتفتح فمه برفق تنظر لاسنانه لتهمس بخفوت وهي تضحك:
- عندك أنياب هو أنت اصلا vampire
تجهمت ملامحها في غيظ حين سمعته يتمتم ساخرا:
- اعقلي ونامي لهسيبلك الأوضة واروح أنام في أوضة تانية.

ظل تتمتم حانقة منه تصدم رأسها بصدره في غيظ لحظات وبدأت تشعر بالنعاس يداهمها تمتمت بصوت خفيض قبل أن تغلق عينيها:
- ما تزعلش مني، أنت عارف اني بحبك اوي
لحظات وغطت في نوم عميق، ليفتح هو عينيه ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه يريح رأسها جيدا على صدره يقبل جبينها، جذب الغطاء يدثرها به ليغمض عينيه يستسلم للنوم، لترتسم ابتسامة صغيرة ماكرة على شفتيها تغمر وجهها في صدره.

تعلن شركة مصر للطيران عن وصول الرحلة رقم 854 القادمة من مطار دبي الدولي، كانت لا تزال الساعة السابعة صباحا حين وصلت الطائرة مشهد تكرر من قبل، ولكن باختلاف كبير، فثلاثهم والصمت رابعهم، لا أحد يتحدث او حتى ينطق بحرف واحد، حمزة يمسك بيد مايا يسير في المقدمة، وادهم يسير خلفهم، مايا تلتفت برأسها للخلف كل لحظة واخري لتتأكد فقط أن يسير معهم حتى لو في الخلف، أنه لم يتركهم، سيارة بها سائق بعثها عمها لتكن في انتظارهم، جلست مايا جوار والدها في الخلف وجلس أدهم في الأمام جوار السائق، ولا يزال الصمت كطير جارح يحذرهم من النطق بحرف واحد ولكن الصمت الظاهر يخفي خلفه ملحمة تصرخ في قلب وعقل كل منهم، أدهم يفكر حياته انقلبت رأسا على عقب بسبب غبائه هو حقا لا يهتم لا بالمال لا بالسيارة لا بالمركز، هو خسر والده وحبيبته، يفكر حقا في الانتحار لينهي ذلك العذاب...

حمزة قلبه يصرخ يرفض إبعاد طفله عنه، يحارب قرار عقله الثائر، كيف سيقصيه بعد كل تلك السنوات التي شب فيها منذ أن كان طفلا إلى أن صار ذلك الرجل اليافع الذي يجلس في المقعد أمامه
مايا، بالكاد تمنع دموعها، خائفة ترى ما سيفعل والدها، من الجيد أنه لم يبعد أدهم، ترتعد من القادم...
ما إن اقتربوا من منزل عمها اخرج حمزة هاتفه يطلب رقم أخيه.

في فيلا خالد السويسي
تملمت لينا منزعجة بين احضان خالد وصوت هاتفه يتكرر بشكل مزعج، فتحت عينيها متأففة تحرك جسد خالد تهمس بصوت ناعس متحشرج:
- خالد يا خالد، خالد موبايلك بيرن سكته
بالكاد فتح عينيه مد يده على الطاولة الصغيرة خلفه يبحث عن الهاتف التقطه يرفعه أمام عينيه ينظر لاسم المتصل في ذلك الوقت المبكر، اعتدل في جلسته يفتح الخط سريعا حين ابصر رقم أخيه ليهتف سريعا متلهفا:
- خير يا حمزة انتوا كويسين.

قامت لينا تجلس جواره تفرك عينيها ناعسة تنظر له تقطب جبينها متعجبة ما به حمزة، ولما خالد قلق عليه لتلك الدرجة، بدأت بيديها تلملم خصلات شعرها المبعثرة من أثر النوم لتسمعه يهتف بتلهف:
- أنت تحت يعني طب أنا نازلك.

قالها ليهب من فراشه سريعا ارتدي خفه المنزلي يتحرك لخارج الغرفة لتتثأب هي ناعسة، تحركت من الفراش متجهه إلى شرفة غرفتهم لتري البوابة الكبيرة تُفتح وسيارة حمزة تدخل للبيت، ترى ما سر تلك الزيارة الباكرة
في الأسفل وقفت سيارة حمزة في الحديقة ليلتفت برأسه إلي ابنته يحادثها باقتضاب:
- يلا يا مايا انزلي
اضربت حدقتيها تنظر لوالدها تارة ولادهم تارة أخري، ازدردت ريقها تحرك رأسها نفيا تهمس متوترة خائفة:.

- طب وأنت وأدهم مش هتنزلوا معايا
حرك حمزة رأسه نفيا نظر لابنته في حدة ليردف في حزم قاطع:
- أدهم هيرجع لأهله، يلا انزلي
توسعت عينيها فزعا لتأخذ دموعها اشارة البدا انهمرت كفضيان طال حبسه فقط تحرك رأسها نفيا تنفي ما يقول والدها، يريد إبعاده عنها، إبعاد روحها العاشقة عن قلبها النابض بعشقه لا وألف لا لن تسمح بذلك، امسكت يد والدها تتوسله باكية:.

- لا يا بابا عشان خاطري، أنا عارفه أنه غلط بس كلنا بنلغط، احنا بني آدمين، دا ابنك، دا أنا كنت بغير منه وأنا صغيرة، ليه دلوقتي عايز تبعده، حرام عليك
قبض حمزة على ذراعي مايا يصيح فيها غاضبا:
- ابني مش هيحب بنتي حب من النوع دا، وأنا مش بقرون عشان اسيبكوا عايشين تحت سقف واحد وكل واحد بيحب التاني، دا غير غلطة البيه، اللي مالهاش اي غفران عندي، اتفضلي انزلي يلااااا يا مايا.

حركت رأسها نفيا بعنف ترفض التحرك ليفتح حمزة الباب المجاور له نزل من السيارة يجذبها من الخارج، وجد اخيه يقف خارجا ينتظرهم ليدفع مايا ناحية خالد يهتف فيه محتدا:
- خلي بالك منها على ما اجي
انفطر قلب خالد على تلك الباكية تحاول التخلص من ذراعيه تصيح باسم أدهم:
- ااادهم، لا يا باااابااا عشان خاطري ما تبعهدوش، اااادهم...

توجه حمزة إلى مقعد السائق يدير محرك السيارة ينطلق بها للخارج آخر ما رأته ابتسامة أدهم الباهتة التي ودعها بها للأبد...
التفت لعمها تقبض على تلابيب ملابسه تصرخ بنبرة ذبيحة معذبة:
- لييييه ما سبتنيش اروحله. هيبعده عني مش هشوفه تاااااني، لييييه
ابتسم خالد في هدوء يكوب وجهه مايا بين كفيه يمسح دموعها بسبابتيه يهمس لها في هدوء ماكر:.

- أدهم حمزة السويسي، مايا حمزة السويسي، تفتكري دول ينفعوا يتجوزوا، نروح للمأذون نقوله عايزين نجوز الإتنين دول، هيقيم علينا الحج ونبقي نستاهل، ابوكي رجع أدهم لاسمه وحياته الحقيقة، وما تقلقيش هتفضل عيني عليه، وشوية وابوكي هيصفاله، وساعتها لما يجي يتقدم المأذون هيقول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وأنا اللي هشهد على الجوازة دي.

ارتمت بين أحضان عمها تبكي بعنف تهمس من بين شهقاتها القاسية:
- مش هقدر اعيش من غيره، هيوحشني اوي أوي، أنا بحبه أوي
ضحك خالد يصدم مايا على رأسها بخفة يغمغم في مرح باهت:
- يا بت أنا عمك مش صاحبتك يخربيت جنانك، العار والتار، تعالي يا حبيبتي النهاردة بس هسيبك تنامي في حضن انطي لينا، بعد كدة هعلقك لو لقيتك نايمة في حضنها.

لم تقدر شفتيها حتى على الابتسام فقط تحركت بقلب مكدوم روح معذبة تنزف بصحبة عمها إلى أعلي تنظر خلفها بين ثانية وأخري عل والدها يعد في قراره، اخذها خالد إلى غرفته فتح بابها يبحث عن لينا، خرجت لتوها من المرحاض لتتوسع عينيها فزعا حين رأي مايا تبكي بتلك الشكل، هرولت ناحيتها تضم لصدرها تسألها فزعة:
- مالك يا حبيبتي، حصل ايه يا خالد مايا بتعيط كدة ليه.

حرك رأسه نفيا في خفة ينظر للفتاة مشفقا على حالها تنهد يهمس بصوت خفيض متعب:
- نيميها في حضنك وخليكي جنبها
ربت برفق على رأس إبنه أخيه ليتركهم ويخرج من الغرفة، يدور فكره في محور فكرة واحدة حمزة الآن بالطبع يتعذب مما حدث.

بدأت السيارة تخرج من تلك المنطقة الراقية شوارع كثيرة تخوضها السيارة وسط صمت أدهم وحمزة، وخاصة ذلك الأخير الذي يتفتت قلبه، يعتصر المقود بين كفيه، أدهم فقط ينظر من النافذة جواره تدمع عينيه، يتذكر قديما حين كان يخطئ كان يعاقبه حمزة بحرمانه بإرساله إلي غرفته، ولكن الآن خطأه اكبر بكثر فلم يرسله فقط إلى غرفته بل اقصاه من حياته بأكملها، دخلت إلى سيارة إلى حي شعبي كبير، أمام عمارة سكنية مكونة من ثلاثة طوابق ومحل صغير اسفلها وقفت سيارة حمزة، التفت أدهم برأسه في المكان، لتقع عينيه على سيدة مسنة تقف في ذلك المحل، قسمات وجهها ضاحكة تلف حول رأسها حجاب أبيض كبير ترتدي جلباب أسود، شعر ناحيتها بألفة لم يفهم سببها، أجفل على جملة حمزة التي نطقها في برود:.

- جدتك هناك اهي، اسمها منيرة، اتفضل خد شنطتك وأنزل
التفت أدهم برأسه ينظر لوالده في رجاء صامت يشعر بأنه طفل صغير في يومه الدراسي الأول، حرك رأسه إيجابا يفتح باب السيارة، يتوجه لصندوق السيارة يخرج حقائبه منها، اغمض حمزة عينيه يطلق العنان لدموع عينيه، يمسحها سريعا، تحرك ينزل من السيارة يتوجه لذلك الدكان، خطي لداخله حمحم يهتف بصوت هادئ:
- السلام عليكم، ازيك يا ست منيرة.

قطبت تلك السيدة المسنة جبينها تنظر للواقف امامها متعجبة حمحمت ترد تحيته:
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير يا بيه
التفت حمزة برأسه ناحية أدهم يشير له بعينيه أن يتقدم ناحيتهم، عاود النظر لمنيرة رسم ابتسامة خفيفة على شفتيه يردف:
- ابنك وحيد الله يرحمه كان سافر من سنين بلد عربي يشتغل فيها مش كدا...
اتسعت عيني السيدة في دهشة من ذلك الرجل وكيف علم حركت رأسها ايجابا تنظر له في حذر تردف:.

- ايوة يا بيه، الله يرحمه، مات وسابني في الدنيا لوحدي، بس ربك ما بينساش حد، المدير بتاعه الله يكرمه اشترالي البيت والمحل دا، استرزق منه، أنت مين يا بيه
حرك حمزة رأسه نفيا بخفة يردف في هدوء:
- ما سبكيش في الدنيا لوحدك ولا حاجة، وحيد الله يرحمه كان عنده طفل عمره 3 سنين لما مات اسمه أدهم
ادمعت عيني السيدة تلقائيا لتكتسي الحسرة قسمات وجهها حركت رأسها ايجابا سريعا تهمس بنبرة متحشرجة باكية:.

- ايوة كان قالي أنه خلف وبعتلي صور ابنه وهو صغير بس لما مات انقطعت اخباره وما عرفتش اوصل لابنه حاجة من ريحته تعوضني عن فراقه
حرك حمزة رأسه إيجابا ليتمزق قلبه حين امسك بيد أدهم يدفعه ناحية جدته يردف في هدوء زائف يحمل طيات من الألم تصرخ:
- أدهم ابن ابنك وحيد يا ست منيرة، أدهم وحيد سليمان.

شهقة عنيفة خرجت من بين شفتي منيرة تنظر للشاب الواقف أمامها في دهشة، لهفة، حذر، شك، أيمكن فقط أن تكن لعبة منهم، ولكن لما، السيارة التي يملكها ذلك الرجل بأموال لا تحصي، أدهم حفيدها بعد كل تلك السنوات، يقف أمامها، مدت يدها تريد أن تتلمس وجهه لتبعدها سريعا قلبها يحثها لاختطافه بين أحضانها وعقلها لا يزال يشعر بالشك، في تلك اللحظات وضع حمزة ظرف كبير على الطاولة الصغيرة في المحل، فتحته السيدة منيرة بحذر، لتجد فيه شهادة ميلاد أدهم، بطاقة وحيد، وبعض متعلقاته كان منهم صورتها هي ووالده التي كان يحتفظ بها وحيد دائما في محفظته نظرت لحمزة في حذر ليردف الأخير:.

- أنا مدير وحيد الله يرحمه في الشغل، أدهم السنين اللي فاتت كان تحت رعايتي، وأهو كبر وبقي مهندس، وعايز يرجع لأهله، أنا كدة وصلت الأمانة عند إذنك يا ست منيرة
التفت ليغادر لينتفض أدهم سريعا يهتف باسمه:
- بابا!
وقف حمزة يشد على يده بعنف يحاول تهدئة دقات قلبه الثائرة، التفت ناحية أدهم يرسم ابتسامة باهتة على شفتيه:
- بابا ايه بقي خليك مع جدتك، سلام يا أدهم.

قالها ليتقدم بخطي سريعة متلهفة إلى سيارته يغادر المكان سريعا، وقف أدهم ينظر في أثره يكاد يبكي كطفل صغير فقد والده للتو، قبل أن يعي بمغادرة والده وجد تلك السيدة تندفع ناحيته تجذبه إلى أحضانها تعانقها بعنف تهمس من بين شهقاتها المتقطعة:
- الحمد لله يا رب الحمد لله، حققت دعايا، وشوفتك يا ابني قبل أموت، واحش ستك يا قلب ستك، دا أنت اللي باقيلي من ريحة الغالي، اخوك من زمان هاجج وما بيجيش غير بطلوع الروح.

صدمة تليها اخري لديه شقيق أيضا، ابعدته تلك السيدة عن أحضانها تتحسس قسمات وجهه برفق تنظر له بحنان ينهمر من مقلتيها، أمسكت ذراعه تتحرك به لخارج المحل تردف متلهفة:.

- تعالا، تعالا اطلع استريح، أنا هعملك كل الأكل اللي تحبه قولي إنت تحب إيه وأنا هعملهولك، وتحكيلي كل اللي حصل، ونكلم اخوك الكبير يمكن يرضي يجي المرة دي، ربنا يهديك يا مراد يا ابن وحيد، والله يا ابني هو طيب، بس شيطان ركبه كدة، اقوله يا ابني عيش عيشة أهلك يقولي واللي عايشين في قصور احسن مننا في ايه، عايز ياخد بالشبشب على وشه.

ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيه ينظر لتلك السيدة، جدته وطريقتها العفوية فئ الكلام، ليجدها تصيح باسم احد الصبيان التي تلعب الكرة امامهم:
- واد يا حمادة اقف في المحل على ما اجي، وأنا هديك كيس شيبسي كبير لما انزل
ابتسم الفتي في سعادة يحرك رأسه إيجابا سريعا يندفع يقف في المحل، أخذته توحيد تصعد إلى الطابق الأول لا تتوقف عن الحديث:.

- البيت دا بتاعنا الدور الارضي عملاه مخزن للمحل، والدور الاول عايشة فيه، التاني والتالت بقي مأجراهم بردوا يجيبوا قرشين، فوق السطوح بقي مربية فراخ وحمام وبط، هدبحهم كلهم عشانك، توقفت امام باب منزل، باب رآه فقط فئ الأفلام القديمة، لتفتحه بالمفتاح، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يتذكر مفتاحه الإلكتروني الذي كان يفتح الباب ما أن يلامس سطح الشاشة المشفرة في برجهم الفاخر، دخلت السيدة تتقدمه تجذب يده إلى الداخل، تتمتم فرحة:.

- خش يا أدهم ما تتكسفش يا ابني
خطي لداخل المنزل ينظر لارجاءه، منزل يختلف كل الاختلاف عن حياته في منزل والده، ربما سيعتاد، ربما، لم يمر سوي القليل ويكاد شوقه لهم يفتت فؤاده المثقل، التفت برأسه ناحية جدته يهمس بصوت ثقيل متعب:
- أنا تعبان وعايز أنام
ابتسمت الجدة في حنان تربت على ذراعه برفق تجذبه خلفها إلى ممر قصير فتحت باب غرفة لتدخل وهو خلفها، تردف مبتسمة:.

- دي اعتبرها اوضتك يا سيدي نضيفة وزي الفل، ريح ساعتين على ما اعملك الأكل..
حرك رأسه إيجابا بالكاد ابتسم، لتعاود هي النظر له بتلهف عاودت احتضانه في شوق تربت على رأسه بحنو:
- الحمد لله يا رب، أنا مش مصدقة اني شوفتك بعد السنين دي كلها...

ابتعدت عنه تمسح دموعها نظرت له تبتسم لتخرج من الغرفة تغلق الباب خلفها، وقف هو ينظر لتلك الغرفة للحظات ليرتمي بجسده على الفراش يخفي وجهه في تلك الوسادة يسمح لدموعه بالانهمار.

في غرفتها، كانت تغط في نوم عميق بعد ليلة من الأرق تفكر فيها لحل مشكلة الجامعة دون أن تصل لإجابة، زفرت غاضبة من صوت رنين هاتفها التقطته تفتح الخط تتمتم حانقة:
- ايوة مين على الصبح
حمحم الموظف بحرج من طريقة الفتاة الفظة ليهتف في رتابة:
- احم، حضرتك مدام لينا السويسي معاكي جماعة (، ) الخاصة، تقدري حضرتك تكوني عندنا بعد ساعة عشان تقدمي الورق.

توسعت عينيها في دهشة لتهب تقف على ركبتيها على الفراش تغمغم في ذهول:
- اقدم الورق هو ينفع
اجاب الموظف بنبرة هادئة رتيبة:
- ايوة يا افندم ينفع، يا ريت حضرتك ما تتأخريش قبل ما العميد يمشي
قفزت من فراشها تصيح في الرجل متلهفة:
- دقايق وهبقي عندكوا.

اغلقت الخط تبتسم في سعادة تقفز في حماس بالطبع والدها من تدخل، توقفت عن القفز حين شعرت بألم بدأ ينخر امعائها بعنف إثر تلك الحركة العنيفة وقفت تنحي للإمام قليلا تنكمش قسماتها ألما، تتعجب في نفسها لم تصاب بذلك الألم من قبل، لحظات وبدأ يختفي لتتوجه سريعا إلى المرحاض بدلت ثيابها لتهرع إلى أسفل وجدت والدها يجلس على الأريكة في غرفة استقبال الضيوف، هرعت ناحيته تقبل وجنته تهمس في سعادة:.

- شكرا يا بابا شكرا بجد، أنا هروح الجامعة مش هتآخر.

قالتلها لتهرول للخارج ليقطب هو جبينه متعجبا، لما تشكره من الأساس، رفع كتفيه لأعلي يبتسم ساخرا، يعش وسط حقبة من المجانين، توجه خالد إلى غرفة مكتبه ليري ابنته تستقل احدي السيارات والسائق في الأمام اشار إلى أحد سيارات حراسته أن تتبعها، وقف ينظر إلى أن رحلت ابنته، لتدخل سيارة حمزة في تلك اللحظة، نزل أخيه منها، رأي الألم يصرخ في حدقتيه تنهد حزينا متحسرا على حال أخيه، اشار له أنه ينتظره في غرفة المكتب، فتح الباب ينتظر اخيه، دخل حمزة إلى الغرفة دون سابق كلام ارتمي بين أحضان أخيه يبكي على فراق قطعه من قلبه، ربت خالد على رأسه برفق يحاول التخفيف عنه:.

- روح هاته يا حمزة، كلنا بنغلط يا اخويا، قولتلك من الاول بلاش خطتك الغريبة دي
حرك حمزة رأسه نفيا بعنف ليبتعد عن أخيه يمسح ما سقط من عينيه بحدة:
- لاء يا خالد، اللي عمله سهل اسامحه عليه بسهولة كدة، دا غير أن البيه والهانم طلعوا بيحبوا بعض، كنت شايف وحذرتني، بس أنا كنت اعمي وعامل نفسي مفتح
ابتسم خالد يآسا من عناد أخيه، ليأخذ حمزة مقعده ويجلس خالد أمامه يتحاوران:.

- طب وهتعمل ايه، خلاص يا حبيبي قضي الأمر، بنتك كانت هتموت من العياط لما خدته ومشيت
حرك حمزة رأسه بعيدا عن أخيه تنهد يقول حائرا:
- ما اعرفش صدقني ما اعرفش، محتاج ارتاح وافكر، حاسس أن مخي هيتشل، أنا مش قادر اصدق لحد دلوقتي انهم بيحبوا بعض
ربت خالد على ساق أخيه يحادثه بحزم:.

- أنت اللي عملت كده يا حمزة أنا قولتلك من الأول ما تتبناش، واحد وواحدة عايشين تحت سقف واحد وهما الاتنين عارفين انهم مش أخوات، مستني ايه، دا أنت تحمد ربنا ان أدهم حافظ جميلك، وحبها ما استغلهاش
تنهد حمزة حانقا ينظر لخالد غاضبا هب واقفا يصيح في أخيه:
- ما خلاص يا خالد بطل تقطيم فيا، أنا جايلك عشان تقطمني، اخد بنتي وامشي
ابتسم خالد ساخرا ينظر لأخيه في تهكم:.

- خدوهم بالصوت مش كدا، اترزعق اقعد نشوف هنتصرف ازاي
تنهد حمزة حائرا عقله لا يتوقف عن التفكير في أدهم، التفت حمزة لأخيه يغمغم في هدوء:
- المهم دلوقتي مايا، أدهم تحت عنينا هبلغك اخباره أول بأول، وأنت تخلي بالك من مايا، وفي أسرع وقت هيتبدل اسم أدهم في الأوراق الرسمية كلها لاسمه الحقيقي، أدهم مهندس شاطر، وأنا اقدر اشغله في شركة الكترونيات كبيرة، ونشوف الدنيا هتاخدنا على فين.

حرك حمزة رأسه إيجابا بالكاد يمنع نفسه من العودة لهناك وإعادة ولده لاحضانه من جديد.

على صعيد آخر وصلت سيارة لينا إلى الجامعة دلها الموظف إلى مكتب عميد الجامعة دقت الباب لتدخل، قطبت جبينها متعجبة حين رأت شاب تقريبا في الثلاثينات يجلس على مكتب العميد، تقدمت ناحيته حمحمت تبتسم متوترة:
- احم حضرتك استاذ شهاب عميد الكلية
ابتسم الشاب يحرك رأسه إيجابا لترفع كتفيها متعجبة، ربما هو صاحب تلك الجامعة، ابتسمت تمد يدها تصافحه:
- أنا لينا خالد السويسي، الموظف بتاع الشؤون.

لم يعطيها الفرصة لتكمل سرعان ما ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه يهتف سريعا بتلهف:
- اهلا وسهلا مدام لينا اتفضلي اقعدي واقفة ليه، انتي ما تعرفنيش، أنا وزيدان جوزك كنا زمايل في الثانوي، ولما عرف أنك مقدمة عندنا كلمني وأنا طبعا اتشرف بوجودك عندنا.

توسعت عينيها في دهشة زيدان هو من تدخل كانت تظن أن والدها هو من فعل، ولكن لما يفعل زيدان ذلك، آخر حديث دار بينهما كان على وشك خنقها، لم تدم مقابلتها مع العميد سوي دقائق، قدمت اوراقها واخبرها ان محاضراتها ستبدأ من الغد، خرجت من مكتبه شاردة تفكر لما إنت يا زيدان، نزلت لأسفل تبحث عن سيارات والدها لا أحد قطبت جبينها متعجبة أين ذهبوا وتركوها، أخرجت هاتفها تود الاتصال بالسائق لتجد أحدهم يجذب الهاتف من يدها بخفة، رفعت وجهها تنظر للفاعل في حدة لتجده هو يقف أمامها يمسك بباقة من المفترض أن الباقة يكن فيها أزهار، أما الباقة التي يمسكها كان بها شطائر وقطع شوكولاتة مغلفة ابتسم في وجهها يردف:.

- العربيات مشيت، باباكي اتصل وعايزهم، ينفع أنا اوصلك
رمشت بعينيها في ذهول هل الواقف أمامها زيدان حقا، كاد احد الطلاب ان يصطدم بها أثناء رحيله ليجذبهل زيدان ناحيته التصقت انفاها بسترة حلته لتنكمش ملامحها في اشمئزاز ما أن اخترق رائحة عطره الباهظ انفها، دفعته بعنف بعيدا عنها تشعر بألم غريب يعصف بامعائها وقفت جوار احدي الاشجار تخرج كل ما في جوفها ليهرع هو اليها خائفا فزعا.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  25-12-2021 02:19 صباحاً   [168]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والخمسون

- العربيات مشيت، باباكي اتصل وعايزهم، ينفع أنا اوصلك.

رمشت بعينيها في ذهول هل الواقف أمامها زيدان حقا، كاد احد الطلاب ان يصطدم بها أثناء رحيله ليجذبهل زيدان ناحيته التصقت انفاها بسترة حلته لتنكمش ملامحها في اشمئزاز ما أن اخترق رائحة عطره الباهظ انفها، دفعته بعنف بعيدا عنها تشعر بألم غريب يعصف بامعائها وقفت جوار احدي الاشجار تخرج كل ما في جوفها ليهرع هو اليها خائفا فزعا، القي الباقة جواره ارضا يهرع إليها حاوط جسدها بذراعيه يحاول أحكام السيطرة على جسدها كانت تتقئ بعنف مرعب، جسدها يميل تلقائيا للأمام، فيحكم هو ذراعيه حولها حتى لا تسقط أرضا، التفت حوله ينظر لأحد حراسه الواقف بعيدا يصيح فيه غاضبا:.

- هاتلي ازازة ماية بسرعة
عاد ينظر إليها متلهفا قلبه ينتفض ذعرا لم يهتم بنظرات الاشمئزاز التي يلقيها الطلاب في طريقهم عليهم، فقط ما يهمه تلك التي تكاد تختنق حرك يديه يمسح على شعرها برفق يحادثها قلقا:
- اهدي، اهدي خلاص، حاولئ تاخدي نفسك هتتخنقئ...

تقدم الحارس منه يركض يعطيه زجاجة المياة، لينزعها غطائها بعنف يلقيه بعيدا اسندها بأحد ذراعيه يملئ كفه يمسح على وجهها برفق يرفع وجهها لاعلي يسندها على كتفه، امسك الزجاجة يقربها من فمها يهمس لها قلقا:
- اشربي حاجة بسيطة.

ارتشفت جرعة صغيرة للغاية ليعاود إسناد رأسها لكتفه ينظر لها قلقا وجهها الشاحب عينيها الغائرة، بالكاد تلتقط أنفاسها بجهد شاق، برفق حملها بين ذراعيه لتحرك رأسها نفيا بعنف ما أن التصقت أنفها بسترته، قطب جبينه متعجبا ما تفعل، تشجنت ملامحها في اشمئزاز، لينزلها أرضا التقطت نفسا قويا تبعد به رائحته عن أنفها، خلع سترة حلته يلقيها على ذراعه الاخر يتحرك بها لف ذراعه حول كتفيها يحاول أن يكن بعيدا عنها إلى الآن لم يفهم ما بها، تحركت معه بوهن شديد فتح باب السيارة يجلسها فيها، التف سريعا ما أن جلس وجد الحارس يعطيه الباقة اخذها منه يلقيها على الاريكة الخلفية، أدار سريعا محرك السيارة يغمغم متلهفا:.

- احنا هنطلع على اقرب مستشفي، نطمن عليكي ولو
لم تدعه يكمل ما يقول حركت رأسها نفيا بوهن تنظر له بحدة رغم انطفئ بريق عينيها من التعب:
- مش هروح معاك في حتة، اوعي تكون فاكر عشان أنت اللي اتوسطت في موضوع الكلية اني خلاص هسامحك، أنا عندي افضل في كليتي القديمة، ولا أن يكون ليك جيميل عليا
تنفس بعنف يحاول تهدئة نفسه من وقع كلامها السام اغمض عينيه يشد على قبضته لحظات فتح عينيه وابتسم شبح ابتسامة باهتة:.

- ماشي يا لينا اعملي اللي تحبيه بس بردوا هنروح المستشفى نطمن عليكي، كان نفسك هيروح من دقايق لولا ستر ربنا
احتدت عينيها تنظر له في غيظ ممتزج بمقت شديد، اخذت نفسا قويا لتندفع تصيح فيه:
- أنت عارف أنا تعبت ليه عشان ريحتك، ريحتك اللي فكرتني بالقرف اللي عملته فيا، ريحتك اللي رجعتني لعذاب ليلة عمري ما هنساها، أنا كويسة، كويسة اوي، بس أنت أبعد عني أخرج من حياتي...

ضغط على مكابح السيارة بقوة لتقف على جانب الطريق، شد على المقود بين قبضتيه يكبح نفسه بصعوبة من إلقائها خارج السيارة، تدق كلمات خالد بعنف في رأسه تتصارع في قلبه
« قدامك شهر لو ما صلحتش علاقتك بلينا، هتطلقها بمزاجك كان او غصب عنك
- الواد دا يا أما فعلا بيحبها وبياخد حقه من اللي عملناه فيه، يا مزقوق علينا من حد ».

لن يتركها له هو من يحبها، هو من صارع كل تلك السنوات لأجلها، جرح ما فعله بها حتى لو رغما عنه لن يندمل بتلك السهولة، هي تحتاج إليه لاحتوائه لها، لن يتخلي عن قضية عمر قضاه ليربحها، تنهد يهدئ نفسه عاود النظر لها يبتسم ليقول في هدوء:.

- مبروك عليكي بقيتي طالبة رسمي في الكلية، على فكرة أنا معايا كورسات كتير في إدارة الأعمال، الفترة اللي خالي كان فيها في عملية وطولت وكان عاملي توكيل بإدارة الشركة ما كنش ينفع ابوظ الدنيا، فكنت باخد كورسات واطبقها على الشغل والحمد لله عدت...

لم تتغير قسمات وجهها فقط اشاحت بوجهها بعيدا عنه تنظر للطريق من النافذة المجاورة لها للطريق والمارة كطفلة صغيرة تنظر من نافذة غرفتها العالية، طفلة منحتها الحياة السعادة لتنتزعها منها بمنتهي القسوة والعنف، ادمعت عينيها رغما عينيها لما كتب عليها التعاسة، لو ما حدث لم يحدث لكانت تقضي الايام أسعد أيامها في أحضان زوجها المحب، ولكن حتى زوجها خدعها لعب بمشاعرها، تثبت لها الحياة يوما بعد يوم انها لم تكن سوي لعبة بلهاء، لا حول لها ولا قوة، وهي ليست تلك المستكينة الضعيفة، ربما هي دماء والدها الثائرة من ترفض الاستسلام لطوفان عشق ذلك الجالس جوارها بعد ما فعله بعد أن خدعها، وصلت السيارة إلى فيلا والدها قبل أن ينطق بحرف نزلت من سيارته سريعا تصفع الباب خلفها تندفع للداخل، ليتنهد هو يآسا مسح وجهه بكف يده ليدير محرك السيارة يعود إلى عمله...

حين دخلت هي إلى المنزل بدأ ذلك الألم يشتد شيئا فشئ، توجهت سريعا لغرفتها، لتقابلها والدتها في طريقها ابتسمت لينا ما أن رأت ابنتها:
- ايه يا لوليتا كنت فين الصبح بدري كدة
بجهد مؤلم سيطرت على قسمات وجهها حتى لا تصرخ من الألم، ارتسمت على شفتيها شبح ابتسامة باهتة تغمغم سريعا:
- كنت بقدم في الجامعة، وهبدأ محاضرات من بكرة...

قطبت لينا جبينها تنظر لابنتها قلقة لتبسط راحة يدها على جبين ابنتها تتحسس حرارتها لتغمغم قلقة:
- جسمك متلج ليه كدة...
حركت رأسها نفيا بخفة تحاول الابتسام:
- لاء ابدا الجو بس برد اوي برة الشتا السنة دي شكله صعب أوي وكان تكييف العربية كان عالي، أنا هطلع أنام.

تجاوزت والدتها إلى اعلي سريعا قبل أن تسألها، اي سؤال آخر توجهت إلى غرفتها توصد الباب خلفها سطحت جسدها على الفراش تمسد على بطنها، بخفة لا تفهم حتى لما هي تتألم، لحظات فقط، فتحت عينيها على آخرها انتصفت جالسة تشهق فزعة تغمغم مع نفسها:
- نهار أسود إن شاء الله لاء، طب اعرف إزاي، اقول لماما، لالا لتقول لزيدان وكدة مش هعرف اخلص منه، طب اعمل إيه، مش يمكن بيتهيئلي مش اكتر، بس.

قاطع سيل أفكارها المضطربة، صوت دقات على باب غرفتها حمحمت تسمح للطارق بالدخول لتدخل مايا ابن عمها، ابتسمت لينا تنظر لمايا متعجبة خاصة حين رأت وجهها الاحمر القاني عينيها الدامعة، وقفت من فراشها تتجه صوبها امسكت بيدها تجذبها لتجلس أمامها اسألها قلقة:
- مالك يا مايا.

وكانت كلمة كليلة سوداء لم يسطع شمسها ارتمت مايا بين أحضان لينا تبكي، تشهق في بكاء عنيف، تغمغم بكلمات كثيرة مبعثرة لم تفهم لينا سوي كلمة أدهم
في الأسفل وقفت لينا أمام مكتب خالد تشجع نفسها للدخول منذ ساعات وهو يغلق المكتب بصحبة أخيه، تنهدت بقوة تدق الباب وقبل أن تسمع رده أدارت مقبض الباب ودخلت، رأت خالد يجلس على مقعد أمام حمزة يتحدثان ابتسمت توجه انظارها لطفلها الكبير الغاضب تردف:.

- مش كفاية كلام بقي احضرلكوا الفطار اكيد جوعتوا ولا ايه
قطب حمزة جبينه متعجبا من نبرة لينا الغريبة، بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد نظر لها يتمتم ببرود:
- اولا أنا ما قولتلكيش ادخلي فعيب اوي لما تدخلي هجم كدة، وشكرا يا ستي مش جعانين، ولو عوزنا حاجة في بدل الخدامة عشرة هطلب منها اللي أنا عاوزه، اتفضلي بقي.

توسعت عيني لينا غضبا من كلامه المحرج لها وخاصة أمام أخيه، رمته بنظرة حانقة لتستدير وتغادر المكان بأكمله تصفع الباب خلفها، التفت حمزة لاخيه يرفع حاجبه الأيسر متهكما:
- لا ما تقولش أن قيس قافش على ليلي
ضحك خالد ساخرا يتمتم متهكما:
- لا وانت الصادق ليلي هتتجنن قيس، هتضرب البرج الفاضل عنده
قام حمزة امسك بعلبة محارم ورقية صغيرة يلقيها على أخيه يغمغم ساخرا:.

- لا يا حبيبي أنت مجنون من زمان، صالح ياض مراتك لأن أكيد أنت اللي غلطان من غير ما اعرف ايه اللي حصل، أنا هطلع أنام
قالها ليستدير ويغادر الغرفة متوجها إلي غرفته، لتدخل لينا بعده تحمل حقيبة يدها الصغيرة رفعت رأسها قليلا بغرور تردف:
- على فكرة أنا رايحة المستشفي وأنا مش باخد إذنك أنا بس بقولك، عشان حتى لو رفضت أنا رايحة، سلام.

استدارت لتغادر لتشهق بقوة حين شعرت به يجذب يدها لترتد للخلف دفعها بحركة عنيفة ناحية الاريكة السوداء في جانب الغرفة ليتوجه إلى الباب يوصده بالمفتاح من الداخل، هبت بخفة تقف أمامه تنظر به حانقة لتصيح فيه:
- هتفضل طول عمرك همجي، آه يا ضهري
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وقف بالقرب منها يكتف ذراعيه أمام صدره يغمغم متهكما:
- العضمة كبرت بقي يا لوليتا.

احتقنت عينيها غيظا لتلقي الحقيبة من يدها اندفعت ناحيته تقف امامه مباشرة تشهر سبابتها أمام وجهه اندفعت شرارات غضبها تصيح فيه:
- عضمة مين يا بابا اللي كبرت، دول لما بيشوفونا مع بعض بيفتكروني بنتك...
التحمت مقلتيها بمقلتيه للحظات طويلة خارج حدود الزمان والمكان هدأت شرارتها الغاضبة هدئ رعد سمائها الغاضبة، لتلمع مقلتيه بعشقها يكاد ينير، همس بصوت رخيم اجش:.

- وهي أنتي مش كدة فعلا، لما نطقتي كلمة بابا قولتيها ليا أنا، لما بدأتي تمشي، كنتي بتيجي ليا أنا، لما بدأتي تمسكي القلم تكتبي أول حرف كان كف ايدك جوا كفي أنا، يعني لما يفتكروكي بنتي عشان أنا شعري أبيض، دا مش هيغير حقيقة أنك بنتي، من أيام ما كنت عيل عنده عشر سنين.

ادمعت عينيها تحرك رأسها إيجابا سريعا انزلت سبابة يدها لتندفع ناحيته تلف ذراعيها حول عنقه تعانقه، ساعدها كعب حذائها الطويل الرفيع أن تصل لطوله مع قامتها القصيرة، يديها تتحرك برفق على خصلات شعره تهمس من بين شهقاتها الضعيفة:
- عشان خاطري ما تزعلش مني، إنت عارف أنا بحبك قد إيه
عانقها يشدد على احتضانها يسند رأسه لكتفها يهمس بصوت خفيض متعب:.

- حاسس أن الجبل بيتهد فوق رأسي، لما كانت الهموم بتزيد عليا، كنت برجع آخر الليل ارمي نفسي في حضني، اشكيلك عشان ايدك تطبطب عليا واسمع منك اللي يخليني اقف على رجلي من تاني، إكسير حياة بيرد الروح فيا تاني، ما تاخديش انتي روحي يا لينا...
شددت على عناقه تحرك رأسها إيجابا دون توقف تغمغم متلهفة:
- أنا آسفة، آسفة.

ابعدها عنه قليلا يمسح دموعها المتساقطة كعادته ابتسم يحرك رأسه إيجابا يقرص وجنتها بخفة يغمغم في مرح باهت:
- ماشي يا لينا أنا عارف أنك هبلة وما بتعرفيش انتي بتقولي إيه
ابتسمت ببلاهة أول الأمر، لم يمر لحظات قطبت جبينها تنظر له محتدة ابتعد هو عنها يتوجه ناحية مكتبه لتصيح فيه غاضبة:
- هي مين دي اللي هبلة، مش كفاية احرجتني قدام اخوك ودلوقتي بتقول عليا هبلة، والله لوريك يا خالد.

التفت لها يعقد ذراعيه أمام صدره رفع حاجبه الأيسر متهكما، ابتسم يتمتم في ثقة:
- وريني
حركت عينيها في كل الاتجاهات تتمتم مع نفسها مغتاظة:
- يعني كان لازم اسخن اوي كدة...
عادت تنظر له لتبتعد عنه خطوة واحدة تشهر سبابتها امام وجهه من بعيد تتمتم في إيباء زائف:.

- لعلمك بقي انا مش هوريك، عارف ليه عشان الغفران من شيم الأقوياء، مش بالعضلات على فكرة يا اما ناس عندها عضلات وبتفتري على الاضعف منها، والكيكة في الفرن عن إذنك
قالتها لتفر من الغرفة لتصدح ضحكاته العالية ينظر في أثرها يبتسم شاردا زوجته المجنونة لن تكبر ابداا.

على صعيد آخر بعيد للغاية عن تلك الاحياء الراقية في منزل جدة أدهم لم يزر النوم جفنيه ولو دقائق، تحرك من فراشه يتوجه صوب الشرفة الصغيرة في غرفته فتحها ليدخل الهواء المحمل بغبار الشارع إلى غرفته تنهد يجلس على مقعد صغير جوار الشرفة يستند برأسه إلى حافة الشرفة الصغيرة ينظر لذلك الطريق نظرات خاوية فارغة، تدمع عينيه كأنه فقط طفل صغير، كم يرغب في تلك اللحظات في العودة إلي أحضان ابيه وتقبيل يديه حتى يسامحه على ما اقترف وكاد يقترف من حماقات، ساعات وهو يجلس على وضعه ذاك إلى أن فُتح باب الغرفة التفت برأسه للفاعل ليجد تلك السيدة تدخل إلى الغرفة شهقت فزعة أول الأمر حين رأت فراشه فارغ، لتجول بعينيها سريعا في الغرفة تنهدت تزفر أنفاسها حين رأته يجلس هناك تنفست تردف بارتياح:.

- هو أنت هنا يا أدهم حرام عليك يا ابني وقعت قلبي، افتكرتك مشيت
توجهت تلك السيدة اليه تجذب مقعد آخر جلست أمامه ربطت على يده تسأله بحنان:.

- مالك يا أدهم، إنت مش مبسوط أنك رجعت لأهلك، إنت عارف أنا لما جه الراجل اللي كان معاك دا وقالي انك كنت عنده كان هاين عليا اطبق في زمارة رقبته، ازاي يبعدك عني سنين، بس لما شوفتك بيه زيه طول بعرض، وعرفت أنك ما شاء الله مهندس قد الدنيا، قلبي برد، أنا ما كنتش اقدر اديك ربع اللي هو ادهولك، لما انتفضت تنادي عليه وهو ماشي، اتأكدت فعلا من كلامي، رغم اني ما صدقت اشوفك بعد السنين دي كلها، بس حالك مش عاجبني حزين، مطفي، لو عايز ترجعله يا ابني ارجعله، بس ابقي زورني من وقت للتاني ما تسبنيش زي اخوك يا أدهم.

عند ذلك الحد انفجر أدهم في البكاء جذبته منيرة إلى احضانه ليتعلق بها كطفل صغير يردد من بين شهقاته العنيفة:
- حتى لو عوزت ارجع خلاص ما بقاش ليا مكان، أنا اذيته، اذيته اووووي، هو اداني كل حاجة وأنا اديته الخيانة، أنا بس عايزه يسامحني، مش عايز اي حاجة غير أنه يسامحني، وما يبعدنيش عنها أنا بحبها اوووي
ادمعت عيني منيرة تربت على ظهر حفيدها بحنو لتهمس له بترفق كأنه طفل صغير:.

- طب إيه رأيك أروح أنا استسمحه، لو زعلان منك يسامحك، إن شاء الله حتى ابوس على ايده
انتفض أدهم من بين أحضان جدته يحرك رأسه نفيا بعنف قطب جبينه ينظر لها في حدة ليردف سريعا:
- لاء طبعا، أنا صحيح ما اعرفكيش غير النهاردة، بس انتي جدتي، مستحيل اخليكي تذلي نفسك لحد، اوعي تقولي كدة تاني
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي منيرة تربت على يده بحنو لتقم تجذبه خلفها للخارج تردف مبتهجة:.

- حاضر يا أستاذ أدهم، تعالا يلا عشان تاكل، عملالك دكر بط، هتاكل صوابعك وراه
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه حين جذبته جوارها تطعمه كأنه فقط طفل صغير وحين يحاول اخباره بأن معدته على وشك الانفجار ترد متهكمة:
- فين دي يا واد اللي هتنفجر هو إنت باينلك بطن أساسا، إنت ما كنتش بتاكل ولا ايه، ولا تكون فرحان بالكام عضلة اللي عندك هيفسوا يا اهبل لو ما اتغذتش كويس.

سمع صوت دقات هاتف ليس بهاتفه بحث بعينيه ليري ضوء هاتف صغير يأتي من فوق التلفاز أمامه ليسمع جدته تحادثه:
- معلش يا ابني قوم هات الموبايل من فوق التليفزيون
حرك رأسه إيجابا بخفة توجه إلى التلفاز التفط الهاتف عاد يعطيه لها لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيها تتمتم بسعادة:
- دا مراد أخوك...
فتحت الخط سريعا تضع الهاتف على اذنها تتمتم سريعا بتلهف:
- ايوة يا مراد عامل ايه يا ابني
لحظات وسمعت صوته يقول برتابة:.

- أنا بخير الحمد لله يا منيرة، انتي اخبارك ايه، متصل اهو اطمن عليكي
ضحكت منيرة بخفة تزجره:
- يا واد قولتلك بطل تقولي يا منيرة حاف كدة، المهم إنت لازم تيجي ضروري في حاجة مهمة لازم تشوفها
قلب الأخير عينيه يتمتم ساخرا:
- حاجة ايه يا منيرة فتحتي فرع جديد للجبن عندك في المحل، مش فاضي دلوقتي أجي.

اخوك هنا يا مراد، تمتمت بها منيرة فجاءة بحزم، ليسود الصمت للحظات طويلة من جهة الأخيرة يحاول عقله استيعاب تلك الصدمة التي سمعها للتو، فما كان منه الا انفجر غاضبا:
- والبيه كان فين كل السنين دي وراجع ليه دلوقتي، بقولك ايه يا منيرة الواد دا اكيد نصاب، ارميه برة لهاجي اقتله
احتدت عيني منيرة غضبا لتصيح في ذلك الوقح محتدة:.

- أرمي مين برة هو بيتك ولا بيتي يا ابن وحيد، على العموم أنا قولتلك اللي عندي عايز تيجي إنت حر مش عايز إنت بردوا حر، سلام
أغلقت منيرة الخط تنظر لأدهم الذي ينظر للفراغ شاردا لتربت على وجهه تبتسم:
- بقولك ايه قوم اغسل ايديك وغير هدومك وتعالي ننزل أنا وأنت المحل
حرك رأسه إيجابا يتحرك بخواء تثقل خطواته هموم قلبه، راقبته منيرة إلى أن اختفت من أمام عينيه لتتنهد حزينة ترفع وجهها للسماء تدعو من خلجات قلبها:.

- ربنا يهديك يا مراد، ويريح قلبك يا أدهم.

على صعيد آخر في منزل عمر السويسي في غرفة الفتاتين، وقفت سارة بصحبة سارين يبحثان بين ملابسهم الجديدة عما سترتديه كل منهن بعد غد في حفل عقد قران سارين، انقضت سارة على سارين تعانقها بقوة تصيح سعيدة:
- أنا مش مصدقة اخيرا خلصنا امتحانات، وبعد بكرة كتب كتابك على عثمان، دي هتبقي حفلة تحفة...

ابتسمت سارين متوترة تحرك رأسها إيجابا تبلع لعابها الجاف تفكر ترى ما سيكون رد فعلها حين يعلم أنها، قاطع سيل تفكيرها صوت والدها يصدح من الخارج:
- سارين تعالي هنا.

يبقي عرف، تمتمت بها في نفسها لتلتفت إلى الخارج تحاول السيطرة على دقات قلبها الهادرة، وجدت والدها يقف في منتصف الصالة يمسك هاتفه بالطبع كان يحادث عثمان، يبدو على وشك الانفجار من الغضب، حاولت رسم ابتسامة باهتة على شفتيها تغمغم ببلاهة وكأنها لا تعرف شيئا:
- خير يا بابا حصل حاجة
رفع عمر حاجبيه ينظر لها ساخرا يتمتم متهكما:.

- لا يا بريئة ما حصلش حاجة خالص، الهانم بس اتفقت مع عثمان بيه، انهم ما يعملوش فرح، وانا رجل كرسي مش كدة، من غير ما تاخدوا رأيي ولا تعرفوني، الاقي عثمان بيكلمني، عمي أنا وسارين مش عاوزين نعمل فرح، يا فرحتي بيك إنت وسارين
حمحمت متوترة تحاول تهدئة والدها، توجهت تجلس على المقعد جواره، ابتسمت تربت على ذراعه تردف بخفوت:.

- يا بابا يا حبيبي، احنا مش صغيرين وبصراحة فكرة الفرح وخصوصا في وضع عثمان دا، هيبقي مؤلم لنفسيته جدا وخصوصا نظرات الناس اللي ما بترحمش، وبعدين احنا ممكن نفرح بعد كدة عادي لما يخف ويقوم على رجليه
حرك عمر رأسه نفيا بعنف نظر لابنته بحدة ليردف بلهجة حادة قاطعة:.

- لا يا سارين أنا وافقت على كل الجنان اللي انتي عايزة تعمليه، انما الفرح دا حقي أنا، حقي اشوف بنتي عروسة لابسة فستانها الأبيض، ما فيش فرح، ما فيش جواز ودا آخر اللي عندي
قالها ليتركها متوجها إلى غرفته تنهدت هي حائرة تخفي وجهها بين كفيها لا تعرف ما العمل...

بينما في الداخل دخل عمر إلى الغرفة تالا كالعادة لم تكن في الغرفة، هو حرفيا يأسرها في المنزل، يرفض رفضا قاطعا بأن ينفصلا، لتتحول حياته لجحيم تالا تركت له الغرفة وتحججت للفتيات انها مريضة تخاف أن تعديه، لا توجه له ولو نظرة واحدة، خرج من غرفته متوجها إلى غرفتها، فتح الباب ودخل ليجدها تجلس جوار النافذة تضم ركبتيها لصدرها تنظر للخارج، التفتت له سريعا تنظر له باحتقار ما أن رأته ليبتسم هو يردف في مرح باهت:.

- ايه دا انتي مش المفروض تعبانة، في تعبانة تقعد جنب الشباك المفتوح عشان تتعب أكتر
نظرت له من أعلي لأسفل باشمئزاز لتعاود النظر من النافذة من جديد، لحظات وسمع تقولها:
- خلي عندك دم وطلقني أنا ما بقتش طايقة حتى اشوفك، بقرف منك ومن نفسي...
كتف ذراعيه أمام صدره ينظر لها في هدوء مخيف يردف:
- مش هطلقك يا تالا، اللي حصل دا كان في فترة واحنا متخانقين، صدقيني كانت غلطة وما اتكررتش تاني سامحيني أنا آسف.

التفتت برأسها بحدة اشتعلت النيران تحرق عينيها لتنزل من مكانها متجهه اليه تصرخ بقهر:
- أنت مش بني آدم فاهم، إنت حيوان، عايزني اسامحك لو كان جااك فيديو زي دا ليا، كنت هتقبل مني سامحني أنا آسفة، كنت هتقبل معلش يا حبيبي أصله في فترة ما احنا متخانقين، إنت طول عمرك رمرام من أيام الجامعة، عمرك ما هتتغير، طلقني، لهبلغ عنك واقول أنك خاطفني واوديك في ستين داهية.

ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيه حرك رأسه نفيا بخفة يردف ساخرا:
- ما فيش واحد بيخطف مراته يا استاذة، وجودك في البيت دا اساسي أنا مش هسمح للبيت دا يتهد تاني...
اشتعلت انفاسها غضبا تنظر له بحقد نظرت حولها سريعا لتجد مزهرية كبيرة امسكتها تلقيها عليه تصرخ بقهر:
- هقتلك يا عمر، هموتك.

القت المزهرية عليه لتصدم برأسه بعنف لتصرخ فزعة حين رأت الدماء تغرق وجهه في لحظات، زاغت عينيه ليسقط أرضا أمامها لا حول له ولا قوة.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 20 من 81 < 1 53 54 55 56 57 58 59 81 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1980 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1463 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1473 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1291 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2476 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسير ، عينيها ،











الساعة الآن 01:43 PM