رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والثلاثون
أخرجت تلك السيدة أحمر شفاه من حقيبتها تضع منه باحترافيه شديدة على شفتيها لحظات وسمعتها تسألها: - أنتي لينا خالد السويسي توسعت عيني لينا في ذهول تحرك رأسها ايجابا ليتحول الذهول إلى فزع حين وجدت تلك السيدة تنقض عليها تعانقها بقوة تهتف بحماس مبتسمة: - ايه يا لينا مش فكراني، أنا موني كنا مع بعض في دروس ال biology في ثانوي.
قطبت جبينها متعجبة تنظر لتلك الفتاة مستفهمة، عادت للخلف قليلا تنظر لها تبلع لعابها متوترة، درس الاحياء في الصف الثالث الثانوي كانت تأخذه في منزلها بصحبة سهيلة وقريبة المدرس كان اسمها منار على ما تتذكر، تلك الفتاة كانت تأتي مع المدرس وتغادر معه لم يكن بينهما تعامل، رفعت لينا وجهها قطبت جبينها تسألها: - منار قريبة مستر حسين ابتسمت الفتاة باتساع تحرك رأسها إيجابا، لتقترب من لينا تثرثر بابتسامة واسعة:.
- أيوة بجد مبسوطة أنك فكراني، اصلنا ما كناش بنتكلم مع بعض خالص، انتي دخلتي كلية ايه، أنا دخلت كلية تجارة واتجوزت رجل الاعمال مهاب المالكي وانتي توسعت عيني لينا في ذهول وتلك الفتاة تثرثر بلا توقف ابتسمت بحرج تحاول الخروج من ذلك الموقف لتبتسم تعتذر تتقدم ناحية الباب تود الفرار: - آه congratulations عن اذنك عشان جوزي مستنيني.
ما كادت تتحرك وجدت تلك الفتاة تتحرك وقفت امامها تمنعها من التقدم تكمل وصلة كلامها الغير متناهية: - أيوة صح ازاي نسيت، دي صور فرحك مالية المجلات والسوشيال ميديا، مبروك... لفت خصلات شعرها حول سبابتها تقربها كثيرا من لينا تسألها بابتسامة واسعة: - صحيح ايه رايك في لون شعري، الاحمر حلو صح، كنت عايزة اعمله بني زي ما انتي عاملة شعرك كدة صمتت اخيرا حين دق باب المرحاض من الخارج تلاه صوت زيدان:.
- لينا انتي كويسة اتأخرتي كدة ليه، لوليا انتي بخير ابتسمت لينا بحرج تعتذر من تلك الفتاة تهرول ناحية باب المرحاض تفتحه تنفست الصعداء تتمسك بذراع زيدان تهمس له سريعا: - كويس أنك خبطت مشيني من هنا مش عايزة تبطل رغي قطب جبينه متعجبا من كلامها ليسحبها بعيدا عن المرحاض قليلا امسك ذراعيها يفحصها بعينيه ليسألها متلهفها قلقا: - في ايه يا لينا انتي كويسة يا حبيبتي.
تنفست بعمق تحرك رأسها إيجابا ابتسمت ابتسامة صغيرة تضع يدها على رأسها تشعر بصداع حاد يكاد يقسم رأسها من ثرثرة تلك الفتاة: - أيوة كويسة، فاكر درس ال bio وأنا في تلتة ثانوي قطب جبينه للحظات يتذكر ليعاود النظر اليها يحرك رأسه إيجابا يردف حين تذكر: - أيوة ايوة افتكرت مستر حسين بيومي، كان معاه قريبته اسمها منار عبد الواحد، دي تقريبا دخلت تجارة واتجوزت مهاب المالكي، رجل اعمال سمعته مش تمام.
توسعت عينيها على آخرها تفعر فاهها تنظر لزيدان باندهاش بلعت لعابها تغمغم بحسرة: - كان نفسي اعيش مع بني آدمين طبعيين مش ردارات، المهم هي منار دي اللي شوفتها جوا ونازلة رغي بقي كلت دماغي ضحك بخفة يصدمها على رأسها برفق ليلف ذراعيه حول كتفيها يغمغم مبتسما: - طب تعالي يا ستي اطلبلك نسكافية يظبط دماغك اللي كلتها وبعدين نمشي.
ابتسمت لينا تحرك رأسها بخفة لتتجه مع زيدان إلى الطاولة من جديد بينما عند باب المرحاض كانت تقف تلك الفتاة تراقبهم حاقدة كارهة ربعت ذراعيها تنظر لهما شزرا بحقد تغمغم مع نفسها بكراهية: -لينا السويسي طبعا لازم تاخد كل حاجة، حتى زيدان كنت بحاول بأي طريقة الفت نظره ليا بس ازاي مسحور بالست لينا، هي تتجوز المز ده، وأنا ألبس في رجل عجوز مكحكح، ماشي يا لينا صبرك عليا.
في منزل شهد، دق جرس الباب لتلتقط حجابها فتحت الباب تنظر للطارق تقطب جبينها مستفهمة تسأله: - أنت مين ابتسم ذلك الواقف بهدوء يخلع نظارته الشمسية، نظر لها للحظات صامتا ليردف بهدوء: - محمد محفوظ، اخو خالد، ممكن اتكلم معاكي كلمتين يا مدام شهد.
لوت شهد شفتيها بامتعاض هل يظنها ستتراجع عن قرارها أن بعث لها شقيقه، ابتسمت بتكلف تحرك رأسها إيجابا تفسح المجال ليدخل محمد إلى الشقة، تركت باب الشقة مفتوحا لتتوجه إليه، تصحبه إلى اقرب مقعد في غرفة المعيشة جلست أمامه تقول بابتسامة صفراء: - تشرب ايه حرك محمد رأسه نفيا يبتسم في هدوء شبك كفيه يردف بهدوء:.
- لا ابدا ولا حاجة أنا بس جايلك في كلمتين، اتمني منك تسمعيني كويس، طبعا اللي خالد عمله في حقك جريمة لا تغتفر، بس هو ندمان وخصوصا أن خالد زمان كان مريض والمرض النفسي مش عيب، فأكيد يقدر يعوضك عن اللي حصل زمان من غير جواز، يعني اعذريني مش بعد العمر دا كله نقوله بكل سهولة اتجوز على مراتك، اكيد لازم يكون في حل تاني ولا ايه.
انتظرت شهد إلى أن انهي محمد كلامه بالكامل لم تتغير تعابير وجهها الهادئة فقط ابتسمت ساخرة وقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها تغمغم متهكمة: - خلصت اللي عندك، وأنا قولت اللي عندي وكلامي مش هيتغير أنا ما طلبتش من صاحبك يتجوزني، الا لو عايزني اسامحه مش عايز بقي هو حر احتقنت عيني محمد غضبا تلك السيدة تسعي كحية لتخريب حياة أخيه هب واقفا يردف محتدا:.
- انتي بتلعبي على احساسه بالذنب ناحيتك عشان تدمري حياته، ما قالك هيعملك اللي تحملي بيه هتستفادي ايه لما يتجوزك التفت شهد له تنظر له بعيني حمراء كالجمر انهمرت دموعها بعنف اشارت لنفسها تصيح بقهر:.
- هاخد حقي، حق قهرتي وهو بيناديني باسم حبيبته، حق شهد اللي اخوك دمرها وهي عيلة عندها 17 سنة اغتصبها وكان عايز يسقطها، هاخد حق عذابي بعد كدة من معاملة خالي الزفت ليا، لحد ما اتجوزت وهربت بابني، هو اللي جه وقالي سامحيني أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني، أنا بقي عيزاه يتجوزني ودا آخر ما عندي لا ينكر محمد أنه حقا على شهد ولكنه اولا وثانيا واخيرا مع صديقه وأخيه ابتسم يغمغم متهكما:.
- يعني انتي ما خدتيش حقك لما كتبتي ابنه باسم راجل تاني، ما خدتيش حقك لما يعرف أن عنده ابن بعد 30 سنة وزيادة، في حين أن مراته ما بتخلفش وعايش طول عمره نفسه في سند ليه، ما خدتيش حقك لما اخوكي اتجوز ياسمين أخته ووراها أيام عذاب وهي مالهاش ذنب في اي حاجة، انتي خدتي حقك وزيادة يا شهد، كفاية بقي نقفل الحلقة دي ارتجفت شفتيها تضطرب حدقتيها حركت رأسها نفيا تهتف متعلثمة:.
- أنا ما عرفتش إن أنور اذي أخته غير بعد قريب ومن ساعتها وأنا قطعت علاقتي بيه، عشان دخل واحدة مالهاش ذنب في انتقامي تقدم محمد منها خطوة واحدة بعد أن نفذ صبره يصيح غاضبا: - وانتي كدة بردوا بتدخلي واحدة مالهاش ذنب في انتقامك، لينا ذنبها ايه تعيش الوجع دا، انتي ما تعرفيش خالد كان بيعاملها ازاي زمان، صدقيني اللي حصلك ارحم منها، خالد كان مريض افهمي بقي.
ما كاد محمد ينهي جملته وجد يد عنيفة تقبض على تلابيب وصوت يصدح كرعد عنيف غاضب: - أنت مين وايه دخلك هنا وازاي تتكلم مع والدتي بالشكل دا نظر محمد لذلك الواقف امامه ليرتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة يردف في نفسه ضاحكا: - لا ابن خالد فعلا، نسخة منه حتى في عصيبته. توسعت ابتسامة محمد ليرفع يديه يبعد يدي حسام عن ملابسه يردف متفاخرا: - ابوك عمره ما رفع ايده على حد اكبر منه.
ابعد يدي حسام ليباغته بلكمة قوية ارتد حسام على إثرها خطوة للخلف ينظر لمحمد غاضبا لتهرع شهد إلى ابنها تصرخ باسمه مفزوعة: - حسام، أنت كويس يا ابني، امشي اطلع برة قول لاخوك دا آخر اللي عندي يلا برة نظر محمد لها بحدة غاضبا ليعدل من وضع تلابيب ملابسه خرج من الشقة يصفع الباب خلفه، لتحتد عيني شهد حقدا ستنقتم مهما كلفها الأمر.
لا يصدق حقا لا يصدق أنه يفعل ذلك، يوقف السيارة أسفل منزل على، بعد أن علم أنه عثمان رفض المكوث في المستشفي وعاد إلى منزله، وطبعا سارين ظلت تبكي وتبكي وتبكي تتوسله أن تذهب للاطمئنان عليه ولو للحظات، التفت برأسه ينظر لابنته القابعة على المقعد المجاور له تنساب دموعها بلا توقف، حمحم بصوت عالي لتلفت برأسها لوالدها الذي حدجها بنظرة متضايقة تنهد يردف بحنق:.
- سارين وبعدين معاكي انتي وعدتيني أنك مش هتعيطي، وخصوصا لما نطلع فوق مش عايز اي اندافع يا سارين.
حركت رأسها إيجابا سريعا تمسح دموعها المتساقطة بكف يدها بعنف نظر عمر لها مشفقا على حالها، لينزل بصحبتها إلى داخل العمارة السكنية، صعدا إلى منزل على ليدق عمر الباب لحزات وفتح على له الباب وجهه حزين شاحب مرهق، ابتسم على لعمر شبح ابتسامة صغيرة باهتة لا يجد ما يقوله فقط افسح له المجال ليدخل هو وسارين، دخلت سارين تبحث عنه بعينيها في كل ركن، لم تري سوي لبني التي تجلس على أحد المقاعد تبكي بلا توقف، ما إن وقعت عيني لبني على سارين وقفت سريعا متجهه إليها تعانقها بقوة تشعر بحاجة ماسة بأن تشعر بأحد يشد من ازرها يربط على قلبها يطمئنها (على) فيه ما يكفيه ويزيد، انفجرت لبني في البكاء تشد على جسد سارين تصيح من بين شهقاتها:.
- عثمان اتشل، ابني اتشل، أنا السبب، أنا السبب، أنا اللي اهملته طول عمري، بجري ورا شغلي، اااااااااه يا حبيبي يا ابني، أنا السبب سامحني.
في الداخل على كرسي متحرك يجلس عثمان جسده بأكمله يؤلمه، ألم بشع يفتت عظامه ولكن الابشع شعوره أنه متسلقي كالميت لا يقدر على القيام والتحرك لذلك رفض أن يبقي في المستشفي أن يتمدد حتى على سريره يجلس كهذا منذ ساعات، في يده ورقة يقبض عليها بعنف، ورقة سيجعل صاحبتها تدفع ثمن ما فعلت غاليا، غاليا جدااا، سمع صوت دقات على باب الغرفة خلفه، يليها صوت الباب انفتح وصوت والده يردف بثقل من الحزن:.
- عثمان يا ابني ارتاح شوية، الوقعة كانت شديدة اوي على جسمك تعالت ضحكات عثمان الساخرة صاحبتها دموعه حرك عجلات مقعده التفت لوالده ليصيح ساخرا متهكما من حاله: - ما أنا مرتاح اهو، مرتاح خالص على طول، اكتر من كدة راحة ما فيش بجهد شاق منع على دموعه من الهبوط اخذ نفسا قويا يغمغم بهدوء: - عمك عمر وسارين هنا عايزين يطمنوا عليك احتدت عيني عثمان غضبا ليحرك عجلات المقعد بعنف اقترب من والده يصرخ فيه غاضبا:.
- جايين ليه، جايين يشوفوا عثمان بعد ما بقي عاجز، سارين جاية تشمت فيا مش كدة، مش عايز اشوف حد، طلعهم برة.
في تلك اللحظة لم تقدر سارين على الوقوف اكتر وهي تسمعه يقول ذلك الكلام هرولت ناحية غرفة عثمان تتبعها نظرات عمر المصدومة الغاضبة، اقتربت تدخل إلى الغرفة والصورة كانت ابشع مما تخيلت، لم يكن من السهل تماما أن ترى حبيبها الأول والأخير في ذلك المشهد على مقعد متحرك يبكي كطفل صغير ضماد يلتف حول رأسه عينيه حمراء، وضعت يدها على فمها تبكي بعنف حاولت الاقتراب منه لتراه يعود بمقعده للخلف ينظر لها بحدة يحرك رأسه نفيا يصرخ فيها:.
- امشي اطلعي برة، برررررة جاية ليه جاية تشمتي مش كدة، جاية تشوفي عثمان بعد ما اتشل... حركت رأسها نفيا تنهمر دموعها كفضيان ليزداد تدفق دموعه يصيح بقهر: - كان عندك حق يا ريتني صدقتك، ياريتني صدقتك، امشي يا سارين، ابعدي عني.. حركت سارين رأسها نفيا بعنف لتقترب منه أكثر جلست على ركبيتها جواره، بسطت يدها على وجنته تغمغم بصوت خفيض من البكاء:.
- أنا عمري ما هبعد يا عثمان، هفضل جنبك لحد ما تقف على رجلك تاني، ساعتها بس لو عايزني اسيبك هسيبك ارتسمت ابتسامة ساخرة متألمة على شفتي عثمان يحرك رأسه نفيا، بينما على باب الغرفة يقف عمر ينظر لابنته غاضبا مما تفعل وتقول ليردف مع نفسه: - آه يا متخلفة يا هبلة، دا أنا هولع فيكي لما نروح، كدة بقيت اريل.
تقدم لداخل الغرفة سريعا يشد سارين يجعلها تقف على ساقيها، شد على رسغها بين قبضته يرميها بنظرة غاضبة لينظر لعثمان يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه: - حمد الله على سلامتك يا عثمان، معلش مضطرين نمشي... دفع ابنته لخارج الغرفة ودع على لتعانق لبني سارين بقوة تهمس لها برجاء: - سارين ارجوكي ما تسيبهوش وقبل أن تجيب الأخيرة كان عمر يشدها إلى الخارج بصحبته نزل معها إلى سيارته، جلس جوارها ينظر لها غاضبا ليصيح فيها:.
- انتي عارفة لو واحد تاني هو اللي قاعد مكاني كان كسر عضمك، ايه اللي انتي نيلتيه فوق دا، آخر مرة هتشوفي فيها عثمان يا سارين، ودا آخر اللي عندي... توسعت عينيها بألم تحرك رأسها نفيا تترجاه بنظراتها ليقابلها عمر بنظرات جافة غاضبة ادار محرك السيارة يرحل غاضبا، يقرر قرار نهائي بأن تتبعد ابنته عن عثمان ولكن ربما للقدر رأي آخر.
حسنا، حسنا الآن فهمت كل شئ، وحقا هي ليست غاضبة بل زدات اعجابا به وبشخصيته، جاسر شخصية فريدة حقا محظوظة هي به، درس ما يرغب والده فيه وحقق حلمه هو في آن واحد، توسعت ابتسامتها تنظر له بفخر يمتزج بعشق لتجده يتنهد يردف بخفوت: - بس دا سر يا سهيلة أنا مش عايز اي حد في العيلة يعرفه، اوعديني حركت رأسها إيجابا سريعا تبتسم لها لتغمغم بخفوت: - اوعدك، ممكن بقي نروح نشوف مطعم الحورية، يا صاحب مطعم الحورية.
ابتسم جاسر بخفة يحرك رأسه إيجابا لتصفق سهيلة بحماس هرولت سريعا إلى غرفتها تبدل ثيابها إلى فستان ازرق فاتح بلون البحر فردت خصلات شعرها، نظر جاسر لها حين خرجت من الغرفة تنهد يبتسم برفق، الفتاة حقا تزداد جمالا بشكل مؤلم لاعصابه، اقتربت منه تمسك بكفه ابتسمت ليبادلها ابتسامتها باخري حنونة أخذها في سيارته متجها بها إلى مطعمه القريب للغاية من شقتهم لم تكن تتخيل أن المطعم قريب لتلك الدرجة وقفت السيارة لتجد جاسر ينزل منها نزلت بعده لتراه يتركها يتحرك بخطي سريعة ناحية سيدة عجوز جميلة رغم ملامحها المسنة، تفترش فراش متوسط الحجم عليه حلي من الأصداف البحرية، رفعت حاجبيها متعجبة حين رأت جاسر يجلس على ركبتيه أمامها قبل يدها وجبينها، اقتربت منه تشعر بالفضول يأكلها لتمسعه يغمغم مبتسما:.
- وحشاني اوي يا حورية البحر والله، قوليلي العيال اللي عندي لسه بيعكوا ولا بقي يعرفوا يطبخوا تعالت ضحكات تلك السيدة برقة فطرية لتشاكس ذلك الجالس امامها: - لاء لسه بيعكوا أنا عارفة وقعت عليهم فين دول، هتفلس يا موكوس والعجيب أن جاسر لم يغضب بل تعالت ضحكاته، من تلك السيدة ولما يتعامل معها بتلك الاريحية، توسعت عينيها في دهشة حين وجدت تلك السيدة تشد إذن جاسر كأنه طفل صغير تسأله:.
- واد يا جاسر، مين البنت الحلوة اللي واقفة وراك دي التفت جاسر لسهيلة يمد يده لها وضعت كفها في يده تبتسم متوترة ليشدها برفق يجلسها جواره يعرف كل بالاخري: - سهيلة دي حوريتي، قلبي اللي واخدة قلبي عرضت عليها الجواز تسع مرات بس هي شيفاني مش قد المقام تعالت ضحكات حورية تصدم جاسر على رأسه بخفة بينما ضحكت سهيلة بخفوت، فاكمل جاسر مبتسما: - حوريتي دي سهيلة، مراتي، لسه متجوزين امبارح.
توسعت ابتسامة حورية تنظر لسهيلة باعجاب وسعادة لتقترب من جاسر تهمس له بسعادة: - حلوة يا واد مش بقولك أنت صياد بتقع دايما واقف، مبروك يا حبيبي ربنا يهينك ابتسم جاسر لها يقبل جبينها، ليقم ينفض الرمال عن ملابسه شد سهيلة لتقف هي الاخري ليغمز لحورية بطرف عينيه مغمغما بمرح: - طيب أنا هروح اعملك احلي طاجن صيادية، سلام يا حوريتي.
القي لها قبلة في الهواء ليمسك يد سهيلة يتجه بها إلى المطعم نظرت سهيلة له تسأله متعجبة: - مين الست دي يا جاسر.
فتح جاسر باب المطعم التفت لها ليجيب عن سؤالها لتلمح عينيه من بعيد، شاهي تخرج من مكتب مراد تتلفت حولها كاللصوص لتخرج سريعا من باب المطعم الخلفي، ماذا تفعل زوجته في مكتب صديقه، ولما تخرج بذلك الشكل المريب، شعور بشع بالشك تسرب إلى قلبه، الوضع برمته مريب وعليه أن يكتشف ما يحدث خلف ظهره، عاود النظر لسهيلة يبتسم لها بزيف ليأخذ يدها يوصلها إلى أحدي الطاولات، يخبرها: - خليكي هنا وهشوف حاجة وجاي.
تركها ليتجه مباشرة إلى مكتب مراد دق الباب ليسمع صوت صديقه يخبره بالدخول، رسم جاسر ابتسامة واسعة مرحة على شفتيه يدخل إلى الغرفة يهتف ضاحكا: - ابو الامراض كلها عامل ايه يا صاحبي ابتسامة واسعة احتلت شفتي مراد ليهب من مكانه يعانق جاسر بقوة، يقول ضاحكا: - ابو الاجسار إيه يا عم الغيبة دي كلها وحشتنا ابتعد جاسر قليلا عن مراد يربت على كتفه يقول مبتسما:.
- ابدا يا سيدي شوية مشاغل، أنا سايب مطعمي فئ ايد أمينة، يعني ما اخفش عليه ابدا صمت للحظات ينظر لوجه صديقه المبتسم ليقترب منه اكثر يغمغم بصوت خفيض: - صحيح يا مراد ما تعرفش حاجة عن شاهي اصل أنا كنت قافل موبايلي الفترة اللي فاتت وما كلمتهاش، ما اتصلتش تسأل عليا ما شوفتهاش جت مثلا تسألك أو حد من العمال عني حافظ مراد على ابتسامته الهادئة الواثقة حرك رأسه نفيا يقول بهدوء:.
- لا أبدأ أنا ما شوفتش مراتك خالص، ولا اتصلت ولا مرة... تنهد جاسر يبتنفس الصعداء ابتسم يغمغم بارتياح: - طب كويس الحمد لله الواحد مش ناقص صداع ومشاكل، هروح أنا اشوف المطعم، سلام يا صاحبي خرج جاسر من غرفة مكتب مراد يغلق الباب خلفه لتحتد عينيه غضبا كور قبضته يشد عليها، هنا حقا تأكد أن شيئا ما يدور من خلف ظهره.
خرجا من المطعم ليستقلا سيارة زيدان متجهين إلى الساحل، الطريق طويل صامت فارغ لا سيارات تمر جوارهم بشكل مقلق، كادت لينا أن تسقط في النوم حين سمعت صوت انفجار قوي وترنحت بهم السيارة توسعت عينيها فزعا لتجد زيدان يحكم قبضته على السيارة يقف على جانب الطريق، التفت له تسأله مذعورة: - في ايه يا زيدان ايه الصوت دا ابتسم لها شبح ابتسامة يآسه، تنهد يقول حانقا:.
- الكاوتش فرقع وأنا مش عامل حسابي في استبن وجاي يفرقع في نص الصحرا شهقت مذعورة تنظر له بهلع لتتحرك في مكانها باضطراب تسأله بخوف: - ططططب هنعمل ايه، هنفضل محبوسين هنا تنهد يحرك رأسه نفيا ينظر حوله عله يجد شئ يساعده وقعت عينيه على تلك اللافتة الكبيرة التي تخبرهم في اي كيلو متر هم، تنهد حائرا يملك حل سهل مباشر ولكنه سئ يكرهه نظر للينا تنهد يقول في حيرة:.
- في حل احنا في الكيلو (ّ، ) وعلى بعد خمسة كيلو من هنا في قرية... تأفف يكمل على مضض: - عمامي وجدتي عايشين هناك، نقدر نكلم حد منهم يجي يساعدنا، او ننزل نشوف اي محل او ورشة قريبة نظرت حولها برعب لتعاود النظر النظر إليه تقول في هلع: - لالالا أنا خايفة مش هنزل.
تنهد حانقا لا يرغب فئ التواصل مع اي منهم، ولكن ما باليد حيلة، هل كان يجب أن تتوقف السيارة هنا تحديدا ياله من حظ عثر، تأفف يلتقط هاتفه يطلب أحد الأرقام شعرت به متضايقا وهو يجري تلك المكالمة: - ايوة يا عمي، أنا زيدان، العربية بتاعتي عطلت عند الكليو (، ) طيب مستنيك، سلام اغلق الخط يتأفف بضيق لتسأله لينا متعجبة: - أنت متضايق ليه مش دول قرايبك ضحك زيدان ساخرا يردف بنبرة تهكم متألمة:.
- قرايب عقارب، جدي الله يرحمه قبل ما يموت كتب البيت باسم ابويا، والدي الله يرحمه كتبه بعدها على طول باسمي، كل واحد فيهم خد ورثه كامل على فكرة جدي ما ظلمش حد، بس ازاي ابن زيدان حتة عيل صغير يورث بيت على مساحة خمسين فدان بالأرض بتاعته، حاولوا بأي شكل بعد موت ابويا ياخدوا البيت، لولا ابوكي، وقفلهم وهددهم أنه هيحبسهم، تخيلي عيل صغير يسمع من عمته يا رب تموت عشان ورثنا يرجعلنا، مع اني سايبلهم البيت يعيشوا فيه، ما بروحش هناك خالص تقريبا، حتى لما كبرت كان ممكن اطردهم وابيع البيت هيجيب ملايين بس ما رضتش اكراما بس لوالدي انهم أهله.
انهي ما يقول لتشعر بقلبها يعتصر ألما عليه لاقي الكثير من العذاب في حياته، كم رغبت في تلك اللحظة بأن تعانقه فقط، دقائق صمت قبل أن تقف سيارة سوداء كبيرة، نزل منها رجل تقريبا في الستينات، ذكرها بمسلسل قديم للفنان جمال سليمان حدائق الشيطان تقريبا، زفر زيدان غاضبا ما أن رأي ذلك الرجل، لينزل من السيارة تقدم منه يصافحه بجفاء يبتسم بتكلف: - اهلا يا عمي... ابتسم الرجل ابتسامة جافة يربط على كتف زيدان:.
- اهلا بولد اخوي الغالي، هات مرتك يلا وتعالا معايا، والرجالة هيصحلوا عربيتك، جدتك تعبانة وعايزة تشوفك، أنت الباقئ من ريحة الغالي زفر يحرك رأسه على مضض يقول بتعالي: - طيب بس مش هقدر اطول أنا مش فاضي عريس وعايز الحق شهر عسلي، على ما الرجالة يعملوا العربية.
نظر حسان لزيدان شزرا يحرك رأسه إيجابا على مضض، ليتجه زيدان اخذ لينا من سيارته يجلس جوارها في سيارة عمه التي انطلقت لبلدتهم، خلفهم سيارة اخري تشد سيارة زيدان، طوال الطريق وزيدان وعمه ينظران لبعضمها البعض نظرات جافة غاضبة ولينا حقا خائفة منهما معا، وصلت السيارة بعد دقائق معدودة إلى سرايا ضخمة كبيرة الحجم نظرت لينا لها قبل أن تنزل تسأله بذهول: - دا بيتك، كل دا بيت.
ضحك زيدان بخفة على ما تقول، نزل حسان لينزل زيدان بصحبة لينا دخلا معا إلى غرفة الاستقبال الكبيرة ولينا مدهوشة حرفيا من فخامة البيت وضخامته، في غرفة الاستقبال للينا يهمس لها بصوت خفيض: - بقولك يا لينا صحيح احنا متجوزين قلبا وقالبا يعني ما حدش يعرف اني نمت في أوضة وانتي في أوضة، عشان هتلاقي الستات اللي هنا بتسأل اسئلة سخيفة شوية، اعملي مكسوفة وما ترديش، هي نص ساعة ولا ساعة بالكتير وهنمشي.
ابتسمت متوترة تحرك رأسها إيجابا، اقتربت تقبض على ذراع زيدان حين لمحت بطرف عينيها سيدة تقف بالقرب من باب الغرفة تسترق السمع لتهمس لينا بخوف: - ففي حد كان واقف في حد كان بيتصنت علينا يا زيدان أنا شوفتها والله حقا لن يستبعد ذلك، قام متجها إلى باب الغرفة القريب منهم ينظر هنا وهناك ولكن لا احد التفت للينا يبتسم: - ما فيش حد، يمكن بيتهيئلك.
حركت رأسها إيجابا، ليسمعوا صوت زغاريد عالية وفجاءة امتلئت الغرفة بثلاث رجال واربع سيدات، نظرت لينا لهم بهلع، ليقترب زيدان منها لف ذراعه حول كتفيها يهمس لها برفق: - حبيبتي ما تخافيش دول اعمامي ومراتتهم، خليكي جنبي اقترب بها منهم يعرفها عليهم: - دا عمي حسان عمي الكبير ودي مراته مدام تحسين، دا عمي فاروق ومراته مدام رانيا، دا عمي نجيب ومراته مدام حسنة، ودي عمتي إلهام، ارملة جوزها مات من النكد.
نطق جملته الأخيرة وهو ينظر لعمته نظرة ساخرة كارهة لن ينسي ابدا ما قالت له لتقابله إلهام بنظرة غاضبة شرسة تنظر ناحية لينا بكره شديد، لف ذراعه حول جسدها يضمها لجسده اكثر يبتسم في اتساع: - لينا السويسي مراتي، وتقدروا تقولوا صاحبة السرايا... تبادل الجميع النظرات الحاقدة فيما بينهم، لينظر زيدان لحسان يبتسم بسماجة: - اومال جدتي فين، خلينا نخلص.
حسنا حسان الآن على وشك الانفجار ولكنه يلجم لسانه بصعوبة، اشار له إلى أحد الغرف ليأخذ لينا معه متجها إلى تلك الغرفة دق الباب فقط دقتين، ليدخل رأت لينا سيدة عجوز تجلس على مقعد هزاز جوار الشرفة تمسك كوب قهوة في يدها ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي زيدان يردف متهكما: - قالولي أنك تعبانة يا جدتي، بس ما شاء الله يعني صحتك أحسن مني.
التفت تلك السيدة لهم لتتوسع عيني لينا في ذهول الآن فقط عرفت من أين أخذ زيدان عينيه الزرقاء، من تلك السيدة، ابتسمت توحيد بهدوء تردف معاتبة: - طول عمرك قاسي يا زيدان، مش زي ابوك، واخد دم خيلانك، واخد قسوتهم، قسوة أمك، لما اتجوزت بعد ابوك تجهم وجه زيدان غاضبا مما تقول تلك السيدة ليردف ساخرا: - اخد قسوتهم احسن ما اخد حقدكم وكرهكم لولا ابويا الله يرحمه كنت رميتكوا برة..
ابتسمت تلك السيدة ساخرة تتغاضي عما يقول لتنظر للفتاة جواره تبتسم بمكر: - مش تفرجني العروسة يا زيدان احتدت عيني زيدان غضبا، ليخرج صوته الغاضب: - أنا مش داخل بعروسة حلاوة ولا مراتي فترينة عرض عايزة تتفرجي عليها... وللمرة الثانية تغاضت توحيد عما قال زيدان، قامت تتحرك بهدوء ناحيتهم، وقفت أمام لينا تبسط كفها على وجه الاخيرة لتجفل لينا خوفا من حركتها تتمسك بزيدان مذعورة لتبتسم توحيد تقول بخفوت:.
- ما شاء الله عروسة زي القمر تركتهم تتحرك لخارج الغرفة، ليخرج زيدان بصحبة لينا، فما كان منها الا انها امسكت بيد لينا التي نظرت لزيدان بهلع، بينما ابتسمت توحيد تقول في هدوء تام: - روح اقعد مع اعمامك، مراتك معايا ما تخفش مش هناكلها، ولما عربيتك تخلص خدها وشوف طريقك ودون أن تنطق بكلمة اخري، سحبت لينا خلفها التي ظلت تنظر لزيدان تتوسله بنظراتها الا يتركها، تنهد هو حائرا على اي حال دقائق وسيغادرون.
اخذت لينا توحيد إلى غرفة الضيوف لتجلس منكمشة حول نفسها تنظر عمات زيدان لها شرزا بكره خاصة بعد جملة زيدان التي قالها، يخبرها بصراحة أن مصير مكوثهم في ذلك البيت في يدي تلك الصغيرة، ابتعلت لينا لعابها لتجد رانيا زوجة عمه لا تتذكر ما اسمه تقترب من توحيد مالت على أذنيها تهمس لها ببضع كلمات لتحتد عيني توحيد غضبا، التفت برأسها تنظر للينا للحظات لتعاود النظر لرانيا تسارعت بحدة: - انتي متوكدة يا بت.
حركت رانيا راسها إيجابا سريعا تهتف بتلهف: - والله يا مرت عم سمعاهم بودني دي اللي هتاكلهم الدود لتقترب إلهام عمة زيدان من والدتها تهمس لها هي الاخري: - من الآخر اكدة احنا عايزين نكسر عينين البت دي واهي جتلنا على الطبطباب دا بيجولنا بالمفتشر أنها ست السرايا، بعد ما كنتي انتي يا اما ست السرايا كلها، ممكن البت دي تطردك منها في اي وقت، شكلها كدة مش سهلة، وزيدان بيمشي بشورتها وامرها.
وهنا بلغ الغضب بتوحيد مبلغه كلام ابنتها كنيران اشعلت حقدها، همست لابنتها متوعدة: - خدي ستات إخواتك واستنوني في الأوضة اللي فوق يلا ابتسمت الهام بانتصار تنظر للينا بشماتة، لتجذب رانيا والبقية معها للخارج انتظرت توحيد بعض دقائق لتقم من مكانها جذبت يد لينا، تسحبها خلفها بعنف لتحاول لينا سحب يدها من قبضتها تسألها بذعر: - انتي وخداني على فين التفتت توحيد لها تبتسم متوعدة تقول بمكر:.
- ما تقلقيش يا عروسة هفرجك على باقي سرايتك يا ست السرايا.
تلك السيدة مخيفة، تشعر برغبة جارفة في أن تصرخ بصوت عالي تنادي زيدان، صوتها من الخوف يخرج ضعيف مرتجف، صعدت خلف السيدة تنظر حولها خائفة، لتجدها تشدها ناحية احدي الغرف تغلق الباب عليهم من الداخل، لتنفتض لينا تحاول الهرب او الصراخ لتشعر بايادي عدة تجذبها وتكمم فمها، ومن ثم شعرت بنفسها تجذب بعنف تلقي على الفراش تلوت بين ايديهم بعنف، تبكي ذعرا جسدها يرتجف بارد كالثلج، غت تلك اليد التي تكمم فمها لتصرخ بصوتها كله:.
- زيداااااااااااااااااااااااااااااااااان.
صرخة عالية جعلت الرجال في الغرفة يلتفون حولهم بينما ركض هو كالمجنون يبحث عنها ليست في غرفة المعيشة صعد إلى اعلي يركض يبحث بين الغرف يتوعد لهم بالعذاب إذا ما مسوها حاول فتح احد الابواب بعنف ليجده مغلقا من الداخل دون تردد دفعه بقدمه ولقدم الباب انكسر من أول دفعة دخل زيدان إلى الغرفة لتشخص عينيه ذعرا جسده متجمد من هول صدمة ما يري، وهي أمامه تصرخ تبكي تتلوي بضعف يديها وقدميها مقديتان باذرعة بشرية متمثلة في سيدات عائلته، ليجد توحيد جدته تقترب منه دون سابق إنذار جذبت كف يده بعنف تضع فيه قماشة بيضاء متوسطة الجحم حجدته بنظرات قاسية حادة لتهتف من بين أسنانها بحدة.
: - شرف مرتك يبقي قدامنا اهنه على المنديل هم يلا وعماتك مكتفينها، اللي كنا هنعمله احنا اعمله أنت يلا وقف للحظات ينظر لهم في حدة الغضب كلمة قليلة للغاية عما يشعر به ابتسم يهتف متوعدا: - طيب عشان ما تقولوش زيدان ازاي يمد ايده على ستات العيلة، ابعدوا عنها لاقطع ايديكوا اللي مساكها دي خافت السيدات من نبرة زيدان السوداء عدا جدته التي نظرت لهم بحدة الا يتحركوا، نظرت لزيدان تتحداه بنظراتها:.
- مش هيبعدوا يا زيدان مد يدك على جدتك وعماتك عشان خاطر مراتك ويا عالم إنت بتداري عنها ايه ابتسم زيدان ابتسامة سوداء مرعبة دس يديه في جيبي سرواله يهتف متوعدا: - طيب بلاها ستات، رجالتكوا اللي تحت ابقوا انزلوا ودعوا جثثهم تحرك ليغادر ليسمع صوت طلقات رصاص عالية تأتي من الحديقة وصوت سيارات تتوقف بكثرة، التفت زيدان لهم يحاول ابعاد السيدات عنها بعنف، لتعترض جدته طريقه تصيح فيه:.
- مش هيبعدوا يا زيدان، اضرب جدتك وابعدني أنا الأول، اوعي تكون فاكرني خايفة من تهديدك فوق يا ابن الحديدي، يا تدخل دلوقتي يا اما سيبنا احنا نتصرف زي ما كنا هنتصرف قبل ما الهانم تصوت.
في تلك اللحظة تحديدا انكسر باب المنزل الكبير دخل خالد يحمل سلاحه وخلفه الكثير من الرجال، ما إن دخل سمع زيدان يضرخ غاضبا وصوت طلقات نيران أطلقها زيدان من مسدسه يحاول بها اخافة توحيد ولكنها لم تهتز حتى كأنها معتادة على ذلك، اتجه خالد سريعا إلى اعلي إلى مصدر الصوت لتتوسع عينيه في هلع حين رأي ابنته في ذلك المنظر زيدان حرفيا كان وصل به الغضب مبلغه كان على وشك ضرب الرصاص عليهم جميعا ليمسك خالد يده، نظر زيدان لخالد بذهول متي وكيف جاء بتلك السرعة، نظر لابنته يبتسم بتوسع:.
- حبيبة بابا وحشاني، ايه يا حبيبتي خايفة ليه انا عارف بتتقرفي من الحشرات نظر للسيدات يقول بابتسامة لطيفة للغاية: - طيب الحلويات لو ما سابوش البت حالا هيباتوا الليلة في أحضان رجالتي وهندبح الخرفان اللي تحت.
توحيد كانت على اتم ثقة أن زيدان لن يؤذيها فهي جدته اولا واخرا ولكن ذلك الرجل يبدو مختلا بكل ما تعنيه الكلمة هي اول من هربت من الغرفة، لتفر السيدات للخارج خلفها جلس خالد جوار ابنته يضمها لاحضانه، يهمس لها بحنو: - حبيبة بابا، دا أنا كنت اموتهم قبل ما يفكروا يؤذوكي... لينا حقا لم تتحمل ما حدث فقدت الوعي ظلت تتمتم بفزع قبلها تبكي بلا توقف: - هما وزيدان وهما، بابا.
اتجه زيدان إلى أسفل تحديدا إلى الباب المكسور وقف جواره يصيح فيهم: - يلا بررررررة، بررررررة دا بيتي مش عايز كلب فيكوا هنا، أنا اللي غلطان اني سيبتكوا تعيشوا فيه كل السنين دي، برة، حسن تفضل هنا لحد ما تخرج الزبالة كلها حرك الحارس رأسه إيجابا يتمتم بطاعة: - امرك يا زيدان باشا اتجه زيدان إلى غرفته من جديد ليجد إلهام عمته تقترب منه تود تقبيل يده تتوسله: - أحب على يدك يا ولدي هنروح فين.
نظر زيدان لها باشمئزاز يهتف ساخرا: - في مقلب الزبالة مكانكوا قالها ليصعد إلى غرفته، ساء الوضع وعادت لينا لنقطة الصفر من جديد.
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والثلاثون
حين فتحت عينيها من جديد، رفرفت باهدابها تنظر حولها لحظة اثنتان ثلاثة إلى أن بدأت تعي أين هي، تميز صوته المميز، تشعر براحة يده تهز كتفها برفق: - لينا لوليا يا ماما اصحي كفاية نوم بقي.
لحظة اخري وبدأت تعي أين هي في سيارة زيدان على المقعد المجاور له هبت تعتدل في جلستها تنظر حولها عينيها متسعتين بهلع، تتنفس بعنف خائفة مفزوعة، تتحرك برأسها تنظر هنا وهناك كالمجانين افزعه منظرها ليمسك كف يدها سريعا يسألها قلقا: - لينا مالك يا حبيبتي انتي كويسة.
نظرت له بذهول ممتزج بعتاب للحظات لتنفجر في البكاء كطفلة صغيرة، وضعت يدها على وجهها تنتحب بالمعني الحرفي أسرع هو يخفيها بين ذراعيه لتصرخ بشراسة تتخبط بين يده بعنف تصرخ خائفة وهي تبكي: - ابعد عني، ابعد عني، إنت سبتني ليهم، سيبتهم يعلموا فيا كدة بصعوبة استطاع السيطرة على حركتها العنيفة حرفيا كان يقيد جسدها بين ذراعيه، وهي تصرخ فيه أنها تكرهه وإن يبعتد عنها، ليصدح صوته القوي الذي اخرسها تماما:.
- اهددددي، ايه شغل الجنان دا، سيبتك لمين يا هبلة انتي احنا ما اتحركنااش من العربية اصلا، عشان تقولي سيبتني ويعملوا فيكي، هما مين دول توسعت عينيها على آخرها تنظر له مذهولة فزعة، تحرك رأسها نفيا بعنف جذبت نفسها من بين ذراعيه تصرخ فيه تصرخ فيه بكل ما اوتيت من قوة: - أنت كذااااب، كذااااب، انتي ودتني ليهم وضع يده يكمم فمها نظر لها بحدة ليهمس لها بصوت غاضب حانق من بين أسنانه:.
- بطلي صريخ يا لينا حولينا عربيات الناس تقول بهبب فيكي ايه في العربية، افهمي احنا ما اتحركناش من العربية انتي من ساعة ما خرجنا من المطعم وانتي نايمة اصلا اتسعت عينيها حتى آخرها تنظر له بذهول عاجزة عن النطق بحرف واحد حركت رأسها نفيا بقوة تموء بصوت عالي ليبعد يده عن فمها، التقطت أنفاسها تلهث بعنف تسأله ذاهلة: - ازززاي، يعني ايه لاء طبعا اللي حصل دا حصل، أنا ما اتجننتش.
هاله منظرها الخائف المتخبط، بلع لعابه يحاول أن يبدو ثابتا هادئا أمامها لاقصي حدا ممكن، امسك ذراعيها بين كفيه يسألها مترفقا بحالها: - لينا اهدي يا حبيبتي فهميني طيب ايه حصل لم تهدئ ولكن العكس تماما ما حدث دفعته بعيدا عنها عنها بعنف تنظر له بشراسة كارهة، تصيح فيه: - مش ههدي إنت سيبتني معاهم، سيبتهم يعملوا فيا كدة، وجاي دلوقتي تعيش في دور البرئ، وعايز تقنعني أن اللي حصل دا كان حلم.
فما كان منه الا أن ابتسم ابتسامة هادئة ربع رأسه إيجابا يقول بنبرة ساخرة: - هتفضلي تصرخي كدة كتير، زورك هيوجعك، أنا بحاول اقولك اللي حصل مش عايزة تصدقي خلاص انتي حرة.
رمشت بعينيها عدة مرات تنظر له متعجبة لتجده يدير محرك السيارة ينطلق في طريقه من جديد، بلعت هي لعابها تخبئ جسدها في كرسيها تفكر بحيرة تقتلها، والدها جاء نعم هذا ما سيثبت انها لم تكن تحلم، فتحت حقيبتها سريعا تلتقط هاتفها تطلب رقم والدها لحظات وسمعت صوته يقول في مرح: - حبيبة بابا وحشاني والله، ها وصلته ولا لسه، اوعي يكون الواد زيدان زعلك اجي اقطع رقبته.
بلعت لعابها تنظر لزيدان بجانب عينيها حمحمت تسأل والدها بتوتر: - بابا هو إنت ما جتليش عند أهل زيدان لما كانوا عايزين يأذوني وأنت هددتهم لحظات صمت من تجاه والدها لتسمعه يسألها بعدها متعجبا: - ايه الكلام دا يا لوليتا عيلة زيدان وأنا جيت، حبيبتي أنا مع عمك على من الصبح في المستشفي، ابنه عثمان وقع من على الحصان في المسابقة وحالته حرجة.
شخصت عينيها ذعرا وذهولا في آن واحد، عثمان سقط من على حصانه صياد العائلة الأول لا يسقط الأول، ماذا يعني والدها أنه لم يأتي، هي رأته، طوفان من الحيرة يبعثر أفكارها لا تعي شيئا، اجفلت على صوت والدها يسألها قلقا: - لينا مالك يا حبيبتي انتي كويسة تحبي اجيلك... حركت رأسها نفيا بلعت لعابها تهمس مضطربة: - ها لالالا يا بابا أنا كويسة، ابقي طمني على عثمان، سلام.
اغلقت الخط مع والدها تضع يدها فوق راسها هي واثقة اتم الثقة من أن ما حدث قد حدث فعلا، ولكن كيف هنا وهناك في آن واحد، تذكرت يدها عماته كانوا يقبضن عليها بعنف بالطبع تؤلمها، امسكت رسغ يمناها بيسراها والعكس لا تشعر بأي ألم، توسعت عينيها على آخرهما تنظر ليديها فزعة، لحظات والصمت والتعجب والحيرة قطعتها حين صرخت فجاءة: - زيداااان، انتي عندك استبن في العربية.
التف لها برأسه يقطب جبينه متعجبا ليحرك رأسه إيجابا يغمغم في هدوء: - آه عندي اتنين كمان مش واحد احتياطي لأي ظرف قطبت جبينها تنظر له في شك بالطبع يكذب اطالت النظر له لتهتف محتدة: - طب وريهملي أنا عايزة اشوفهم.
دون اعتراض رفع كتفيه بلامبلاة حرك رأسه ايجابا ليقف بالسيارة على جانب الطريق، نزل منها لتنزل خلفه سريعا فتح صندوق سيارته الخلفي يريه لها نظرت له لتتوسع عينيها في دهشة حين رأت اطارين من إطارات سيارته يأخذان مكانها في صندوق السيارة، بلعت لعابها تحرك رأسها نفيا بعنف وضعت يديها على رأسها تتحرك باضطراب تتمتم بهذيان:.
- يعني ايه، أنا كل دا كنت بحلم، أنا خلاص اتجننت وبقي بيتهيئلي حاجات ما حصلتش، بقيت مجنونة زي ما كانوا بيقولوا عني... تحرك زيدان ناحيتها سريعا وقف أمامها يمنعها من المزيد من الحركة رفع يديها امام صدره يحاول تهدئتها ليهتف سريعا بحنو: - يا لينا اهدي يا حبيبتي، حلم كنتي بتحلمي كلنا بنحلم احلام وحشة كتير واكيد كلامي معاكي عن أهل ابويا خلاكي تحلمي بكابوس ولا حلمتي بحاجة تانية.
نظرت له سريعا بتلهف لتقترب منه تمسك بذراعيه تنظر له بدهشة تتمتم سريعا: - كلامك معايا عنهم ازاي مش فاهمة... صدقا انفجر قلبه حزنا على حالتها اليآسة تلك، ولكن ماذا في يده ابتسم شبح ابتسامة حزينة يتمتم في رفق:.
- حبيبتي اهدي، احنا لما خرجنا من المطعم، كنت بكلمك عن اهل ابويا وانهم ازاي كانوا عايزين ياخدوا بيتي ورثي ليهم، وكنت بحكيلك عن كل واحد فيهم، وانتي كنتي بتسمعي وانتي ساكتة، ببص عليكي لقيتك نمتي، قولت اسيبك نايمة لحد ما نوصل، بس لما بدأتي تصرخي وانتي نايمة قولت بتحلمي بكابوس اصحيكي، فهمتي بقي.
حركت رأسها إيجابا تنظر للفراغ شاردة كل الدلائل تشير إلي أن كلامه صحيح مئة بالمئة ولكن قلبها يرفض تصديق ذلك، شئ ما حدث لا تعرف ما هو ولكنها على اتم ثقة أن شئ ما حدث، في خضم موجة تفكيرها شعرت به يجذبها لداخل السيارة اجلسها، ليلتف هو يجلس خلف مقعد السائق، اعادة تشغيل المحرك، ينطلق بسرعة معتدلة ينظر لها بين حين وآخر ليجدها شاردة عينيها مضطربة حائرة تحتاج فقط بعض الوقت وستهدأ، حيرتها افضل بكثير من أن تعود لنقطة الصفر بعد ما جري، ابتسم ابتسامة جانبية صغيرة يتذكر ما حدث قبل ساعات.
Flash back أخذ طريقه إلى اعلي من جديد متوترا خائفا ليس من خاله ولكن من فكرة عودتها لنقطة الصفر لم يكتسب ثقتها القليلة تلك بسهولة بل بشق الأنفس لن يخسرها بتلك البساطة، دخل إلى الغرفة والكثير من الأسئلة تتردد في رأسه اهمهم كيف وصل خالد لهم بتلك السرعة دخل إلى الغرفة ليجد خاله يحتضن ابنته بشدة يمسد على شعرها وهي غائبة تماما عن الوعي، اقترب منه يقطب جبينه يسأله متعجبا:.
- أنت ازاي جيت هنا أنا مش فاهم حاجة تنهد خالد تنهيدة حارة مثقلة خائف هو الآخر من أن تسوء حالة ابنته، القي نظرة خاطفة على طفلته ليرفع وجهه لزيدان يقول متنهدا:.
- أنا مش قايلك ترن عليا لما تيجوا تتحركوا، كنت وراكوا من ساعة ما اتحركتوا، مش شك فيك، أنا عارف أنك تقدر تحميها، بس ما قدرتش، لما العجلة فرقعت منعت نفسي بالعافية اني اظهر واساعدكوا، عشان لو كنت شوفت لينا كنت هاخدها غصب عنك وارجع بيها، المهم دلوقتي لينا، هنعمل ايه وقف زيدان للحظات ينظر للينا يقطب جبينه يفكر، نظر لخالد يقول:.
- أنا عندي فكرة بس مش عارف هتنفع ولا لاء، المهم دلوقتي الوقت ننزل بلينا من هنا وأنا هشرحلك كل حاجة تحت.
حرك خالد رأسه إيجابا ليقترب زيدان كان يود حمل زوجته بين ذراعيه ليجد عيني خالد تشتعل كجمر نار متقد، ليتقدمه يحمل ابنته بين ذراعيه، خاله وغيرته العمياء ما الجديد، تحرك ينزل بصحبة خالد إلى أسفل عند نهاية السلم كانت تقف عائلة زيدان اعمامه وزوجاتهم وعمته وجدته والكثير من الاطفال، اولاد اعمامه الصغار، يقفون عند باب المنزل الداخلي، حسنا أن كان شيئا ما يحرك قلب خالد حقا فهم الاطفال الصغار هال قلبه مشهد الاطفال الصغار لم يفكر سوي فيهم أين سيذهبون، يشعر بالغضب حقا يود سفك دماء جميع من في المنزل عدا الأطفال، بلع غصته خاصة حين سمع صوت زيدان الغاضب:.
- انتوا لسه واقفين عندكوا ما تغوروا برة خلاص يا زيدان، نطقها خالد بهدوء تام لتتوسع عيني زيدان التف برأسه سريعا ينظر لخالد ليحرك الاخير رأسه إيجابا يردف: - العيال الصغيرين مالهمش ذنب في السودا اللي جوا اهاليهم يا ريت بس لما يكبروا ما يشربوش السودا منهم، يلا احنا.
رماهم زيدان بنظرة كارهة مشمئزة، بينما أخذ خالد طريقه إلى الخارج وهو يحمل شعر بشئ يمسك قدمه، نظر لأسفل سريعا ليجد طفلة صغيرة عينيها سوداء واسعة جميلة تشبة الدمي الصغيرة ابتسمت لخالد ابتسامة واسعة تقول بصوتها الصغير: - ثكرا يا عمو ابتسم لها بحنو، يحرك رأسه إيجابا ليتركها ويخرج من المنزل، وضع ابنته في سيارته لحظات وخرج زيدان، اقترب سريعا من خاله يتمتم بتلهف:.
- بص يا خالي أنا عندي فكرة غريبة شوية، احنا هنحاول نقنع لينا أن اللي حصل دا ما حصلش اصلا، أنا هتصل بحسام اطلب منه اسم حقنة مسكنة واكيد انت معاك استبن.
وبدأ زيدان يقص عليه خطته، سيحقنون لينا بالمسكن حتى ما أن تذكرت انهم كانوا يقبضون على يديها لا تشعر بألم، إطارات السيارات وخاصة اثنين ستثبت للينا أن ما حدث كان حلما فقبل مجئيهم أخبرها هو أنه لا يملك أي اطار إضافي للسيارة، وربما هي تدابير القدر سقوط عثمان من فوق حصانه سيقنع لينا أن والدها حقا عند ( على) تعرف والدها جيدا لا يترك أحد من العائلة في مأزق بمفرده وهذا تماما ما حدث ويتمني أن تقتنع لينا بخدعتهم.
Back خرج من شرود فجاءة حين توقفت السيارة في كراج احدي القري السياحية الفخمة التف لها يبتسم ابتسامة دافئة يردف: - يا لوليا خلاص يا حبيبتي كان حلم ما تخليهوش يعكنن عليكي، صدقيني هننبسط اوي هنا... التفت له تتنهد حائرة حقا لا تقتنع بما يحدث ولكن ما في يدها ابتسمت شبح ابتسامة تحرك رأسها إيجابا لينزل هو أولا التف حول سيارته يفتح لها الباب يمسك بيدها نزلت، تتعلق بيده، إلى داخل القرية اتجها معا.
على صعيد آخر في مطعم الحورية أحد طقوس جاسر الغريبة انه يتجه إلى غرفة الملابس ويرتدي زي نادل كباقي العمال يتحرك بينهم كأنه واحد منهم، وقف أمام المرآة الصغيرة في غرفة الملابس عينيه سوداء حادة غاضبة يفكر في ابعد الاحتمالات وأكثرها سوءا، لما ينكر مراد رؤيته لشاهي ولما رآها تخرج بتلك الطريقة من المطعم، الامر ليس بجيد على الإطلاق وسيعرفه في اقرب وقت ممكن.
عدلت من وضع رابطة عنقه التي تأخذ شكل انشوطة ( فيونكة )، ابتسم ليخرج من الغرفة يتحرك في صالة المطعم الكبيرة يبحث بعينيه عن سهيلة ليجدها تجلس هناك صامتة يري في عينيها انها تبحث عنه بين وجوه الحاضرين، ابتسم من جديد ليقترب منها يحمل قائمة الطعام ودفتر صغير وضع القائمة أمامها يتمتم بلباقة:.
- اهلا بيكي في مطعم الحورية، سامحينا لو سرقنا اسمك وحطيناه اسم للمطعم ما كناش متخيلين ابدا أن حورية البحر نفسها تخرج من الماية وتيجي مطعمنا المتواضع كانت تلك جملة جاسر المعتادة التي يقولها لأي زبونة في المطعم بطريقته اللبقة الخالية من اي وقاحة تجعل الزبائن تسعد، رفع سهيلة وجهها تنظر للنادل لتتوسع عينيها في دهشة بينما ابتسم هو ابتسامة مشاكسة يغمز لها بطرف عينيه حمحم يستعيد لباقته:.
- عندنا يا افندم أصناف بحرية ممتازة لو أنتي من محبي البحر وأصناف برية ممتازة بردوا لو انتي من محبي البر واصناف جوية ممتازة لو انتي من محبي الجو ضحكت سهيلة بخفة تضع يدها على فمها تنظر لحبيبها المجنون قطعت ضحكاتها تسأله في مرح: - طب بحرية وفمهناها انما ايه بقي برية وجوية دي... ابتسم ابتسامة واسعة يمسك الدفتر الصغير يخط عليه بضع كلمات قليلة ليغمغم في مرح: - بط، حمام، فراخ، لحوم، هطلبلك على ذوقي.
انحني قليلا بحركة مسرحية يغمغم مرحا: - دقايق والاكل هيبقي جاهز يا افندم تركها وبدأ يتحرك هنا وهناك بين الزبائن يأخذ ما يطلبون، وهي تراقبه تبتسم في فخر إلى أن رأته يتجه إلى طاولة بعيدة عنها قليلا عليها رجل وامراءة كبار في السن بابتسامته البشوشة اتجه إلى الرجل وقف امامه يبتسم يغمغم في رفق: - ترمؤني بأي حاجة يا افندم.
ابتسم الرجل لبشاشة الفتي يحرك رأسه نفيا، لكبر سن الرجل ارتعشت المعلقة في يده لتسقط على حافة طبق الحساء ليسقط الحساء على الطاولة بأكملها، شهقت السيدة فزعة، ليسيطر جاسر على الوضع حين قال بهدوء: - ما فيش اي حاجة نغير الطبق وننضف الترابيزة، ولا يهمك يا أستاذ دا بيتك ابتسم الرجل بحرج، على ما حدث، ليصدح صوت رجل في الطاولة المقابلة لطاولة العجوز يصيح بنزق:.
- ايه القرف دا، ذنبي ايه وأنا باكل اشوف المنظر دا، مش عارف تمسك المعلقة تقعد في بيتكوا مش تيجي تقرف الناس التفت جاسر للمتحدث ليجد شاب تقريبا في الثلاثينات، ترك جاسر طاولة العجوز ليتجه ناحية طاولة الشاب ربع ذراعيه امام صدره يهتف مبتسما في برود:.
- اظن ان في مسافة كبيرة بين الترابيزتين، يعني ما فيش اي حاجة وصلت عندك، واظن تاني ان مش من الذوق والأدب أنك تتكلم مع رجل كبير بالمنظر دا، يا أستاذ يا معدوم الذوق والأدب اشتعلت عيني الزبون غضبا ليمسك جاسر من تلابيب ملابسه يصيح فيه: - أنت اتجننت يا جدع إنت، دا أنا هوديك في ستين داهية فين المدير بتاع المخروبة دي، اما رميتك في الشارع.
ابتسم جاسر ساخرا ينفض يدي الرجل عن ملابسه، عدل من تلابيب ملابسه يقول في برود مبتسما باتساع: - أنا المدير بتاع المخروبة دي، الباب من هناك زيارتك ما شرفتناش ابدا، اتمني ما تتكررش قالها ليترك الرجل وينادي احد العمال يطلب منه تنظيف طاولة العجوز وابدال الطعام بآخر على.
نفقة المطعم، ومن اتجه إلى المطبخ ليصنع لحوريته في الخارج طعامها، اما سهيلة كانت على وشك ان تقف وتصفق بحرارة على ما فعل قبل قليل، لم تحب ذلك الرجل من فراغ، جاسر يبدو مرحا لأبعد حدا هزلي ساخر، لا يأخذ الامور على محمل الجد ولكنه العكس تماما هو رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معني، فضولها اخذها إلى ان تدخل إلى المطبخ لتري ماذا يفعل هناك، حاول أحد الطباخين منعها ليسمع صوت جاسر يهتف فيه: - سيبها يا عم حامد.
ابتسمت للرجل بحرج لتتحرك بين مطبخه هنا وهناك تبحث عنه لتجده يقف هناك في ركن بعيد صغير يقطع الخضروات بسرعة واحترافية اقتربت منه اكثر تفغر فاهه مما يفعل لتقول ذاهلة: - ايه دا، عامل زي الشيف بتاع مسابقات الطبخ... ضحك جاسر بخفة يكمل ما يفعل وهي تراقب بانبهار شديد، هل تخبره أنها حتى لا تعرف كيف تسلق بيضة اما تجلعها مفاجاءة، قاطع انبهارها صوت يأتي من خلفها مباشرة انتفضت على اثره تتمسك بذراع جاسر بقوة:.
- جاسر مين دي نظر جاسر لها يبتسم ليعاود النظر للواقف امامه يقول بابتسامة ساخرة: - دي سهيلة مراتي يا مراد، سهيلة دا مراد صديق عمري ودراعي اليمين.
رفعت سهيلة عينيها تنظر لذلك المراد لتشعر بالخوف يدق قلبها ذلك المراد عينيها بها شئ خبيث لم تحبه بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تبتسم مرتبكة، للحظات شعر مراد بأن صاعقة ضربت رأسه جاسر تزوج، هو اخبره بذلك من قبل ولكن لم يكن يظنه سيتزوج بتلك السرعة، عليه اذا أن يخبر شاهي بأن تجعل بخطتهم لا وقت لم يعد هناك متسعا منه، رسم ابتسامة واسعة مرحة يعانق جاسر بقوة حين ابتعدت سهيلة عنه يقول فرحا:.
- ألف ألف مبروك يا ابو الصحاب ولو اني زعلان اني ما اتعزمتش على الفرح بس يلا اهم حاجة أنك دخلت القفص... ابتسم جاسر يعانقه يغمغم متهكما: - الله يبارك فيك يا صاحبي عقبالك.
انهي إجراءات الوصول، طوال الطريق من باحة استقبال الفندق إلى ما يشبه شالية خاص بهم ملتحق بالفندق يتكون من غرفة واحدة للنوم وصالة واسعة ومرحاض له باب زجاجي كبير يطل على حديقة صغيرة بها مسبح خاص بها.
كانت لينا متعلقة بذراعه إلى أن وصلا فتح الغرفة بالمفتاح الإليكتروني لتدخل تنظر حولها، المرة الاولي في حياتها التي تسافر دون والديها، الأمر ليس بسهل على الإطلاق، والأمر الأكثر قلقلا لا يوجد سوي غرفة واحدة للنوم، وهي ابدا لن تسمح لزيدان بأن يشاركها الغرفة، اجفلت على يد زيدان تتحرك أمام وجهها نظرت له تبتسم متوترة ليردف هو: - ايه يا بنتي روحتي فين بقالي ساعة بكلمك ها، ايه رأيك في المكان.
ابتلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تردد متعلثمة: - ححلو، بس ليه ما فيش غير أوضة نوم واحدة ابتسم ساخرا يلقي بجسده على الأريكة التقط تفاحة يقطمها يغمغم متهكما: - اصل دا بعيد عنك بيقولوا عليه جناح عرسان في شهر عسل، روحي يا لينا غيري هدومك عشان نتعشي، ما تخافيش أنا هبقئ أنام في الحمام.
نظرت له حانقة تقطب جبينها تقسم أنها ستخبر والدها بما قال لتحمل حقيبتها متجهه إلى غرفة النوم تصفع الباب خلفها بعنف، بينما ابتسم هو ساخرا يتمتم مع نفسه: - قال أنام في الحمام قال دا أنا قتيل الأوضة.
دقائق قليلة وسمع صوت الباب يفتح وصوت خطواتها تقترب ليلتف برأسه ببطئ يمني نفسه أن يري صورة حالمة لعروسه ابتسم بهيام لتختفي ابتسامته حين رآها ترتدي منامة زهرية لها اذني ارنب كبيرة عليها صورة كرتونية بالحجم الكبير فغر فاهه ينظر لها عينيه متسعتين بذهول: - هار اسوح انتي مين يا بت انتي، روحي يا حبيبتي شوفي انتي تايهة من انهي سويت هتلاقي بابا وماما قلقنين عليكي.
نفخت خديها بغيظ من كلامه السخيف بالنسبة لها تأفتت بضجر تغمغم بحنق: - يوووه يا زيدان ما ترخمش انا لينا مراتك ارتسمت على شفتيه أوسع ابتسامة عرفتها شفتيه في حياته كلها حتى أن عضلات فكه تشنجت منها، وقد أصاب ما أراد تنهد بحرارة هامسا بولة: - مراتي! احلي كلمة سمعتها في عمري كله قلبت عينيها بملل تزفر عقدت ساعديها امام صدرها تمط شفتيها بضيق: - لو سمحت بس بقي، وبعدين أنا جعانة فين الاكل.
تزامنت كلمتها الأخيرة مع صوت دقات خافتة منتظمة على باب الغرفة اتجه زيدان يفتح الباب ليدخل أحد عمال الفندق يجر عربة الطعام، اوقفها في منتصف الغرفة، شكره زيدان بابتسامة صغيرة ليمد يده في جيب بنطاله أخرج بعض العملات الورقية أعطاها كإكرامية للعامل، اخذها الاخير بسعادة ورحل، بينما حرك زيدان عربة الطعام لداخل الغرفة ليجدها تجلس على أحد المقاعد تضم قدميها تنظر لنقطة على الأرض بشرود حزين، تنهد بيأس ليحمحم مبتسما بمرح:.
- العشا يا مراتي زفرت بغيظ تهمس من بين أسنانها ساخطة عليه: - مش هنخلص بقي ضحك ضحكة قوية عالية ليستفزها نظر لها يلاعب حاجبيه بمكر يبتسم بسماجة: - بتقولي حاجه يا مراتي شدت على أسنانها بغيظ لتصيح فجاءة بغل: - جعانة.
اتجه ناحيتها ممسكا بيدها ليشعر بارتجافة كفها الصغير داخل كفه الضخم بالنسبة لها، كعصفور يطبق عليها برفق داخل راحة يده، اتجه بها ناحية طاولة صغيرة تتوسط غرفة الفندق الضخمة، بحركة رسمية رآها في الأفلام القديمة شد كرسيها قليلا ينظر لها يبتسم بدفء لتقلب عينيها بملل جلست على الكرسي بشموخ ترفع رأسها بغرور، ليبتسم بيأس يحاول إخفاء ضحكاته، دفع الكرسي برفق لتقترب من الطاولة التقط طبق الطعام مال بجذعه يضعه أمامها على الطاولة غمزها بطرف عينيه يهمس بابتسامة واسعة:.
- بالهنا والشفا يا مراتي يا قمر انتي هبت واقفة تشهر سبابتها في وجهه تقطب جبينها تصيح حانقة: - لو سمحت أنا ما اسمحلكش.
رفع حاجبه الأيسر بمكر ليقترب منها خطوتين عادتهم هي للخلف لترتطم ساقيها بحافة الطاولة خلفها نظرت خلفها سريعا بتوتر لتعاود النظر له لتجده يقف امامها مباشرة مال قليلا بجذعه لتغمض عينيها توترا وخوفا يديها تقبض على مفرش الطاولة التي تستند عليها لترتسم على شفتيه ابتسامة واسعة يهمس بمكر مغوي: - هو عيب اني اعاكس مراتي، يا مراتي اومال لو، ولا بلاش عشان الرقابة.
فتحت عينيها بحذر حين شعرت به يبتعد عنه ترميه بنظرة غاضبة مغتاظة لتجلس على الطاولة بعنف تنظر له بغل بينما اخذ هو مكانه في المقعد المقابل لها ابتسم حين رآها غاضبة يلاعب لها حاجبيه بشكل مضحك لتخرج منها ضحكة خافتة رغما عنها لتبتسم بعدها بعذوبة فقط ابتسامة صغيرة جعلت تنهيدة حارة تخرج من بين خلجات قلبه العاشق تلاها ابتسامة حانية مشرقة علت شفتيه يهمس بعشق:.
- انتي عارفة انا مستعد اعمل اي حاجة في الدنيا عشان اشوف الابتسامة الحلوة دي تناول كف يدها يرفعه امام فمه يلثمه بقبلة رقيقة حانية: - تسمحيلي بالرقصة دي اخفضت رأسها خجلا وجنتها على وشك الاشتعال لتهمس بصوت بالكاد خرج من بين شفتيها: - بس يا زيدان أنا بتكسف نظر لها بسهتنة عينيه على وشك أن تخرج قلوب منها تنهد تنهيدة طويلة حارة يهتف في نفسه: - يالهوي على زيدان انا بتكسف هيييح اعقل يا زيدان مش كدة.
قام من مكانها التف لها يجذبها لتقوم ليصبح أمامها مباشرة مد يده يلتقط كف يدها يحتضنها برفق داخل كف يده ويده الأخير لفها حول خصرها برفق يراقصها ببطئ دون موسيقي رفعت وجهها له تقطب جبينها باستفهام تهمس بخجل: - بس ما فيش موسيقي اشرقت نظراته الحانية ينظر لها بسعادة تغمر كيانه ليبتسم بعشق: - غني! عايز اسمع صوتك خالي بيقول ان صوتك حلو اوي.
اخفضت رأسها قليلا تبتسم بخجل لتهز رأسها إيجابا وتبدأ في غناء تلك الأغنية المحببة إليها اغنية ( كل ما في القلب ) انتهت من الغناء وهو واقف متجمد مكانه تغزو شفتيه ابتسامة واسعة عاشقة سعيدة كلمات الاغنية تصف حاله، حقا تصفه ابعد يديه عنها ليبدأ في التصفيق بحرارة هاتفا بحماس: - تحفة بجد، صوتك جميل اوي.
شعرت بتثاقل أنفاسها من الخجل لم تقوي على رفع عينيها لتنظر له تشعر بنظراته العاشقة تخترقها بقوة شغف عشقه همست بصوت ضعيف متوتر: - شكرا اجفلت تتسارع دقات قلبها حينما شعرت بكف يده ينبسط برفق أسفل ذقنها يرفع وجهها بحنو شديد لتعلو نظراتها إلى ابتسامته العاشقة نظرات عينيه الشغوفة المحبة سلط عينيه الزرقاء مقلتيها يهمس ببطئ لذيذ يدغدغ حواسها: - بحبك.
اقترب بوجهه منها يدغدغ وجهها بأنفاسه العذبة أدركت نيته حينما رأت نظراته المسلطة على شفتيها لتقطب جبينها بغضب كاد أن يحصل على قبلته التي طالما تمناها...
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون
صفعة، لم يكسر ذلك الصمت العاشق سوي صوت صفعة قوية نزلت من يد لينا على وجه زيدان حين احست به يقترب اكثر واكثر يرغب في تقليبها، إن ندمت حقا على شئ فهو انها كانت على وشك تسليم نفسها له قبلا في لحظة ضعف مخزية، توسعت عيني زيدان في ذهول اثر ما حدث وضع يده على خده ينظر له عينيه اشتعلت كلهيب نار غاضب يكفي حقا يكفي ويزيد، تحمل منها ما يكفي ويفيض به الكيل، أحمر وجهه من شدة ما به من غضب، لتشعر بالدماء تكاد تفر خوفا من جسدها نظرت له بهلع تحاول الحديث، لتشعر به يقبض على رسغ يدها يصيح غاضبا:.
- بتضربيني بالقلم عشان حاولت ابوسك، حاولت ابوس مراتي، كفاية بقي يا لينا كفاية اوي، انتي ايه يا شيخة ما عندكيش مشاعر، اعمل ايه اكتر من كدة عشان تحبيني، مستحمل كل اللي بتعمليه وساكت بس ما توصلش لدرجة أنك تضربيني بالقلم... اغرقت الدموع وجهها تنظر له بذعر لأول مرة ترى زيدان ينفجر بتلك الطريقة رفعت وجهها تنظر لعينيه الحادة الغاضبة تهمس بتعلثم خائفة:.
- أنت وعدتني، قولتلي انك مش هتقرب مني غصب عني وحاولت تبوسني دلوقتي لم تهدئ موجة غضبه ولكن عذرا فارت بعنف ينظر لها حانقا قلبه يغلي ألما وعشقا ابتسم يردف متهكما: - كنتي ارفضي ابعدي مش تضربيني بالقلم ولا انتي اتعودتي بقئ زيدان بيسامح بيعدي ما بيزعلش، غريبة اوي أنك رافضة اوي اني حتى ابوسك ويوم كتب كتابنا كنتي موافقة وانتي بنفسك اترميتي في حضني، والا تكوني تخيلتيني واحد تاني.
صعقتها الجملة توسعت عينيها تنظر له في ذهول لا تصدق ما خرج من فمه توا، غضب زيدان نصله تماما عن عقله، سحبت يدها من يده وقفت تعاتبه بنظراتها لتردف معاتبة: - يوم كتب كتابنا في لحظة ما كنت برمي نفسي فئ حضنك كنت برمي معاذ برة قلبي، حتى لو كنت ما بحبكش يا زيدان كان لازم اثبت لنفسي اني ما ينفعش حتى افكر في معاذ تاني، بس أنت استغليت ضغفي وحيرتي في اللحظة دي.
ابتلع لعابه مرتبكا يتحاشي النظر اليها نعم، هو حقا استغل لحظة تشتتها وحيرتها ليقترب منها كان في أشد شوقه لها لا يصدق أنها اخيرا أصبحت زوجته، كانت تحاول إبعاده عنها بضعف، ربما دخول زوجة خاله انقذه من أن يجبرها على ما كان يفعل، زفر حانقا يخلل أصابعه في شعره بعنف اولاها ظهره يمسح وجهه بكف يده بعنف ليسمع تهمس من خلفه بصوت خفيض حزين: - أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم تصبح على خير.
و بعدها سمع صوت خطواتها تبتعد عنه دخلت إلى الغرفة تغلق الباب عليها، تنهد يزفر حانقا ليخرج من الباب الزجاجي جلس على أحد المقاعد في الحديقة الصغيرة يدخن سيجارة بعنف، ابتسم ساخرا ينظر للسيجارة في يده متهكما، ورث من خاله كل شئ حتى السجائر امتصها بعنف ليخرج من بين شفتيه دخان ابيض مسمم يخفي الصورة من حوله.
عثمان ليس في المستشفى بل عاد إلى بيته عرف تلك المعلومة من على حين اتصل به، وقف بسيارته أسفل منزل على، لينزل منها متجها إلى اعلي، دق الباب لحظات وفتح على، احزنه حقا مشهد أخيه عينيه الحمراء وجهه الشاحب ثباته الزائف الذي انهار ما أن رآه يقف أمامه انهار يلقي بنفسه على صدره كطفل صغير رأي والده انسابت دموعه بعنف يهمس من بين شهقاته العنيفة:.
- عثمان اتشل يا خالد، ابني، ابني، ابني بقي عاجز، حالته وحشة اوي... شد على جسد اخيه يحاول مواساته، ربت على رأسه يبعده عنه يمسك ذراعيه بين كفيه يشد من ازره قائلا في حزم: - اجمد يا على ما ينفعش حالك دا، عثمان هيرجع زي الأول واحسن بإذن الله، اجمد ما تعملش في نفسك كدا.
حرك على رأسه إيجابا يمسح دموعه بعنف ليتجه إلى الداخل بصحبة اخيه البيت من الداخل حزين كئيب، لبني تجلس هناك في أحد الاركان تبكي لا يعرف كيف منع ابتسامته الساخرة من الخروج الآن تبكي ألم يخبرها مرارا وتكرارا انها تجرم في حق ابنها باهتمامها الزائد بعملها واهمالها له، طلب من على أن يقابل عثمان بمفرده ليوافق الأخير على الفور، دخل إلى غرفة عثمان فتح بابها يقطب جبينه الغرفة مظلمة يري من ضوء الشرفة القادم من الخارج عثمان يجلس على مقعد متحرك في أحد أركان الغرفة ينظر للاشئ، دخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه، اتجه إلى زر الانارة يفتحه ليقطب عثمان جبينه غاضبا نظر للفاعل ليبتسم ساخرا عمه العزيز لما جاء الآن، تقدم خالد ناحية عثمان حمل أحد المقاعد يضعه امامه جلس عليه يقول مبتسما: اهلا بعم العفريت، قاعد في ركن بعيد في الضلمة ايه بتحضر عفاريت يا حبيبي.
ابتسم عثمان متهكما يشيح بوجهه بعيدا عن خالد يتمتم ساخرا: - أنت جاي ليه إنت كمان مش هنخلص بقي كل شوية الاقي واحد من العيلة الكريمة جاي ايه جايين كلكوا تتفرجوا على عثمان بعد ما اتشل التوي جانب فم خالد بابتسامة صغيرة متهكمة كتف ذراعيه امام صدره يقول ساخرا: - حلو فيلم البؤساء دا، ادائك لذيذ مبالغ فيه كتير الحقيقة بس كويس مش بطال، لو كنت فاكر اننا جايين نشمت فيك، تبقي حمار وأنت اساسا حمار من زمان.
احتدت عيني عثمان غضبا التف برأسه لخالد أحمر وجهه ينظر له لينفجر صائحا: - أنت جاااي ليه عايز مني اييه، امشي اطلع برة خلاص ما بقاش عندي حاجة اخسرها خسرت كل حاجة، أنا عملت ايه وحش في حياتي عشان ابقي مشلول عاجز مش عارف حتى اروح الحمام لوحدي، عارف يعني ايه تبقي عاجز حرك خالد رأسه إيجابا تنهد يبتسم بلا حياة:.
- اقولك يعني ايه تبقي عاجز، ولا اقولك أنت عملت ايه وحش في حياتك، ولا اقولك أنك ما خسرتش اي حاجة غير شيطانك وبس ودا خسارته مكسب قطب عثمان جبينه متعجبا من كلام خالد ينظر له بحدة مستفهما ليعلو ثغر خالد ابتسامة ماكرة يردف في هدوء: - أنت مش ملاك يا عثمان أن كان على الوحش فأنت عملت وحش كتير اوي، لعبت ببنات بعدد شعر راسك، كام واحدة فيهم عملت معاها علاقة في الحرام وسيبتها.
شد عثمان بيده على طرفي المقعد بلع لعابه يصيح حانقا: - أنا ما ضربتش حد على ايده كل واحدة فيهم كانت عارفة الصياد وأنه ما بيكملش في علاقة ومع ذلك كانوا بيتسابقوا عليا ارتسمت ضحكة ساخرة على شفتي خالد يغمغم متهكما: - حلوة يتسابقوا عليا دي، ما هو بردوا في بنات ساذجة وأنت كنت بتضحك عليهم ما تنكرش دا وحتى اللي كانوا عارفين البيه كان بيزني ولا عامل مش واخد بالك..
اضطربت حدقتي عثمان بلع لعابه يشيح بوجهه بعيدا عن خالد اختنقت نبرته يردف: - مش أنا لوحدي في شباب كتير بيعملوا اكتر من كدة اشمعني أنا بس اللي يحصل فيا كدة... قام خالد من مكانه اتجه ناحية عثمان ليميل برأسه يحادثه برفق:.
- وليه ما تقولش أنها اشارة ودرس ليك عشان تفوق يا عثمان قبل ما الأوان يفوت، اقولك أنا يعني إيه عجز، يعني راجل بيجري على سبع عيال وبينام كل ليلة ومش عارف بكرة هيلاقي يأكلهم، اقولك يعني عجز يعني أرملة ما حيلتهاش في الدنيا غير معاش جوزها الميت بتصرف بيه على عيالها، شايلة هم لو واحد منه تعب هتجيب فلوس تكشف عليه ولا لاء، العجز كتير اوي يا عثمان، اللي في رجلك دا مش عجز، احنا نقدر نجبلك اكبر دكاترة في العالم هترجع تمشي تاني ما تخافش، أنت ما خسرتش يا عثمان، شيطانك هو اللي خسر، لأنك المفروض بعد اللي حصلك دا، تبعد عن كل القرف اللي كنت فيه وتنضف بقي، قاعد في ركن في الأوضة وعمالة تعيط ومضلمها اللي هيجي يواسيك النهاردة هتشغله الدنيا بكرة، أنت مش مهندس برمجيات بردوا، شوف شغلك كمل علاجك، بدل ما تقعد تندب، الست الارملة اللي عندها خمس عيال بتقوم من الفجر تشتغل ما بتقعدش تبكي وتقول ليه يا رب أنا عملت ايه، فوق الفرصة لما بتيجي ما بتكررش.
انهي خالد كلامه ليمد يده يربت على كتف عثمان ومن ثم التف وغادر في هدوء تاركا خلفه عاصفة حائرة من التفكير في كل حرف قيل.
أنت بتقول ايه، جاسر اتجوز وكمان جايب المحروسة هنا دا أنا هروح اطربقها فوق دماغهم، هتفت بها شاهي بحقد بعد أن أخبرها مراد على الهاتف ما حدث في المطعم... ليهتف مراد سريعا يثنيها عما تنوي:.
- انتي عبيطة يا بت، بقولك ايه يا شاهي ركزي ورحمة ابوكي مش ناقصين جنان، لو روحتي لجاسر او عملتي اي حاجة هيعرف إن أنا اللي قايلك ما انتي اكيد ما بتشميش على ضهر ايدك والدنيا كلها هتبوظ، اعقلي كدة ونفذي اللي اتفقنا عليه... كادت شاهي أن ترد حين سمعت صوت جرس الباب يدق، قطبت جبينها مستفهمة تحادث مراد:.
- مراد خليك معايا هشوف مين على الباب، اتجهت إلى الباب تفتحه ليصفر وجهها حين وجدت جاسر يقف امامه يبتسم ابتسامة واسعة هادئة، ابتلعت لعابها تغمغم مرتبكة: - طب يا سوزي يا حبيبتي هكلمك بعدين اصل جاسر جه اغلقت الخط سريعا تبعد الهاتف عن اذنها تداركا سريعا وجوده لترتمي عليه تلف ذراعيها حول عنقه تغمغم بسعادة: - جاسر حبيبي وحشتني اوي، كل دي غيبة قلقت عليك اوي، تعالا تعالا ادخل واقف ليه.
دخل جاسر خلفها يغلق الباب خلفه لتشد هي يده تجلس على أحد الارائك جلست جواره تلتصق به تغمغم بخفوت ناعم حزين: - وحشتني اوي يا جاسر، كل دا ما تسأليش عني، خلاص العروسة الجديدة خلتك نستني ما لم تتوقعه تماما أن جاسر يرفع ذراعه ليسقط رأسها على صدره حاوطها بذراعه يغمغم ساخرا:.
- عروسة ايه بس يا شاهي دي عيلة نكد، أنا متجوزها بس عشان أرضي ابويا انتي عارفة، أنا بجد ما عرفتش قيمتك غير لما اتجوزت البت دي، وحشني دلعك وحنيتك، مش لوح التلج اللي متجوزه رفعت شاهي عينيها تنظر لجاسر تسبل عينيها ببراءة قطة بريئة وابتسامة واسعة تشق شفتيها، ليرفع كف يدها يقبله بنعومة يهمس بنعومة: - قومي معلش اعمليلي لقمة من أيديكي الحلوين دول وهنسهر للصبح أنا عايز انسي النكد اللي شوفته الفترة اللي فاتت.
توسعت ابتسامة شاهي لتهب جالسة قبلت جاسر على وجنته تغمغم سريعا بتلهف: - دقايق يا حبيبى والاكل هيبقي جاهز عشان محضرالك مفاجأة اتمني تعجبك قالتها لتهرول إلى المطبخ بتلهف، لتختفي ابتسامته هو، يبثق مكانها، سمعها وهي تحادث مراد وتخبره بكل هدوء ( مراد خليك معايا هشوف مين على الباب).
هو المغفل هنا إذا سيريهم كيف يخدعانه، التقط هاتفها سريعا ليجد المكالمة الاخيرة باسم ( سوزي ) هل تظن انها هكذا ذكية، دون الهاتف على هاتفه الخاص سريعا ليخرج شريحة تجسس من جيبه صديقه الخبير في هذه الامور علمه جيدا كيف يستخدمها وضعها في هاتفها يعيده مكانه ليلتقط جهاز التحكم الخاص بالتلفاز، يتحرك بين القنوات بملل، دقائق ووجدها تخرج من المطبخ، تحمل صينية طعام صغيرة بين يديها ابتسامتها الواسعة تشق شفتيها، جلست جواره على الأريكة تضع الطعام على الطاولة امامه تهمس بصوت ناعم مغوي:.
- العشا يا حبيبي اعتدل في جلسته يلتقط بضع لقيمات من الطعام امامه دون أن ينطق بحرف لحظات وسمعها تحمحم بصوت متوتر تردف متلعثمة: - احم جاسر في حاجة حصلت وأنا عايزة اقولك عليها، اصلك لازم تعرف التفت جاسر لها يبتسم شبح ابتسامة عاشقة حرك رأسه ايجابا يردف: - حاجة ايه يا شاهي قامت من مكانها بسهولة شديدة تصنعت الارتباك والخوف وقفت امامه تبلع لعابها ابتسمت بارتعاش، وضعت يدها على بطنها تهمس بصوت خفيض:.
- جاسر، أنا، أنا، أنا حامل.
على صعيد آخر انهي زيدان سيجارته الثالثة تقريبا ليأخذ طريقه إلى غرفة النوم قبل أن يصل إليها وجد هاتفه يدق برقم خالد ابتسم يلتقط الهاتف يفتح الخط تنهد يقول: - ايوة يا خالي سمع صوت خالد يهتف متعجبا: - ايوة يا خالي، مالك ياض في ايه، لينا حصلها حاجة ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا ليهتف في هدوء يطمئنه: - والله لينا كويسة يا خالي ونايمة كمان تحب اصحيهالك سمع صوت تنهيدة خاله المرتاحة ليردف بعدها مستفهما:.
- لا ما تصحيهاش سيبها نايمة، بس أنت مالك صوتك مخنوق كدة ليه، حصل حاجة ابتسم زيدان ساخرا لا يجد ما يقوله ليردف سريعا: - ما فيش يا خالي صدقني، أنا بس تعبان من اللي حصل النهاردة، هدخل اريح شوية.
ودع خاله ليكمل طريقه إلى الغرفة، فتح بابها، ليجد لينا تنام على احد اطراف الفراش ظهرها مواجها للباب، تنهد حزينا مما حدث وقال هو، ليتقدم ناحية الفراش تسطح بجسده عليه، لتفتح لينا عينيها على اتساعهما، حين شعرت بحركة خلفها على الفراش التفت بجسدها سريعا تنظر له قطبت جبينها تسأله في ضيق: - أنت ايه اللي جابك هنا... أولاها ظهره يتسطح عند طرف الفراش الآخر يغمغم في هدوء:.
- لينا أنا تعبان وعايز انام مش عايزة تنامي جنبي روحي نامي برة قطبت جبينها تحتقن عينيها غضبا ماذا يقول هذا الأحمق، تنهدت تهتف حانقة: - لاء طبعا دا سريري وبعدين إنت قولتلي انك هتنام في الحمام التفت لها بجسده ينظر لها غاضبا ليصيح متهكما: - ليه يعني حد قالك أن أنا خروف العيد.
نظرت له بذهول للحظات لتنفجر ضاحكة على طريقته وهو يقول تلك الجملة، تعالت ضحكاتها تضع يديها على بطنها من شدة الضحك لترتسم تلقائيا ابتسامة صغيرة على شفتيه ينظر لها بعشق يفتك بقلبه، قطعت ضحكاتها جملتها وهي تقول من بين ضحكاتها: - خروف العيد أنت مسخرة.
ظل ينظر لها يبتسم في عشق دون أن ينطق تلاقت عينيها بعينيه مصادفة لتختفي ضحكاتها شئ فشئ ابتلعت لعابها متوترة وهي تنظر لذلك البريق اللامع في عينيه الزرقاء لتجده يمد يده يشبك كفه بكفها يهمس بشغف:.
- تعرفي كل مرة بشوفك بتضحكي فيها، بحس وكأن الدنيا كلها بتضحكلي، وكأني ما عشتش ولا لحظة وحشة في حياتي، تعرفي تاني، أنا نفسي اوي انام في حضنك، أنا آخر حطيت راسي فيها في حضن الست اللي كانت امي كان عندي 8 سنين ومن بعدها ما اتكررتش، ما تزعليش من الكلام اللي قولته برة كانت لحظة غضب ادمعت عينيها تحرك رأسها إيجابا مسكين زيدان، حياته كانت بائسة بشكل موحش منذ أن كان طفلا همست هي الاخري بتوتر:.
- أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم، مش عارفة ازاي عملت كدة ابتسم يحرك رأسه إيجابا دون كلام ليغمض عينيه بعدها يغط في النوم بينما هي ظلت مستيقظة تنظر له وهو نائم بسكون كطفل صغير، ابتلعت لعابها تسحب يدها من يده برفق، تهمس بصوت خفيض: - زيدان أنت نمت خلاص ولا لسه صاحي لم تحصل على اجابة لتقترب منه تشد رأسه برفق تحاول ضمه بين ذراعيه برفق حتى لا يستقظ كطفل صغير بين أحضان والدته توسعت عينيها حين سمعته يهمس ممتنا:.
- شكرا ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك يدها على رأسه لتغفو هي الاخرب بعد دقائق قليله.
في منزل خالد السويسي في الصالة الكبيرة بالأسفل تجلس لينا تحاول الاتصال بخالد مرارا وتكرارا بينما تجلس بدور تطعم خالد الصغير وسيلا كعادتها تجلس على قدمي حمزة، مايا تجلس على الأريكة أمام أدهم تنظر للهاتف تختلس النظر لادهم بين حين وآخر منذ ليلة أمس وهو يتحاشي الحديث معها، يتحدث في الهاتف بكثرة بطريقة غريبة، حمزة يجلس شاردا يتذكر حديثه الأخير مع أخيه بالأمس: - انهي مايا.
أصفر وجه حمزة حين ادرك أن أخيه اوقعه بين المطرقة والسندان والآن فقط عليه البوح بكل ما يجول في خاطره، تنهد يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر لا يعرف ماذا يقول ليسمع صوت خالد يعنفه بحدة: - أنت اتجننت يا حمزة بتحب بدور دي قد بنتك التفت برأسه ناحية اخيه سريعا ظل صامتا للحظات تنهد يقول في حيرة:.
- مش حب بالمعني اللي أنت عارفه يا خالد اللي حاسس بيه ناحية بدور، مشاعر شبه الحب احتياج أكتر، أنا محتاجها زي ما هي محتاجاني، محتاجة سند يعوضها عن اللي شافته مع الحيوان جوزها، أب لولادها، وأنا محتاج اعوضها عن الظلم اللي شافته محتاج حد يشاركني اللي باقي من عمري، عارف أنها أنانية مني فرق السن بينا كبير، حاولت صدقني أبعد وما اعلقش نفسي بيها بس ما عرفتش.
توسعت عيني خالد في صدمة اخيه يفكر جيدا في الزواج من بدور كان فقط يظنها مشاعر مبعثرة، رفع حاجبيه يهتف مدهوشا: - يا حمزة دي بتقولي يا بابا، وأنا وأنت قد بعض في السن، فكر تاني، فرق السن اللي بينكوا هتقول ايه لمايا وادهم والأهم من دا كله بدور مستحيل توافق، الموضوع معقد يا حمزة تنهد الأخير يحرك رأسه إيجابا ليستند بظهره إلى ظهر المقعد يغمغم في ضيق:.
- من غير زعل يا خالد أنت مش ابوها، وبعدين في ناس بيبقئ فرق السن بينهم اكبر وحياتهم ماشية عادي، بدور أنا هسألها وافقت وافقت ما وافقتش خلاص ابتسم خالد متهكما ينظر لأخيه يآسا ليقم من مكانه يشرع في الرحيل: - اعمل اللي أنت عايزه يا حمزة أنا طالع أنام، بس يكون في علمك أنا مش موافق على الجوازة دي.
خرج حمزة من شروده ينظر ناحية بدور، لا يعرف كيف حتى يحدثها في الأمر، دخل خالد إلى المنزل لتهب لينا واقفة هرولت ناحيته وقفت امامه تسأله قلقة: - كل دا يا خالد الوقت عدي نص الليل وأنت طول النهار برة، كنت فين قلقتني ابتسم لها يربط على وجهها برفق ليلف ذراعه حول كتفها يتحرك بها ناحية الجمع يحادثها مبتسما: - شغل شغل شغل، وبعدين روحت عند على اطمن على عثمان، وطلعت على الحاجة زينب وبعدين جيت...
تهاوي على الأريكة جوار بين مايا ولينا، نظر لمايا التي توجه اهتمامها الكامل بهاتفها ليبتسم مشاكسا، جذب الهاتف من يدها يردف متسليا: - الموبايل دا، جيبي اولي بيه صرخت مايا كطفلة غاضبة تتصارع مع خالد بشكل مضحك كي تحصل على هاتفها، بينما تنظر لينا لهم تبتسم في سعادة، قاطعهم صوت رنين هاتف لينا، لتلتقطه ابتعدت عنهم قليلا ما أن رأت الاسم، اعطي خالد الهاتف لمايا، لتنظر له تضيق عينيها تسأله بغيظ:.
- فين الشوكولاتة حجي ضحك خالد بخفة يصدم رأسه برأسها يردف ضاحكا: - عند ابوكي يا حبيبتي يلا يا بت قومي من جنبي واخدة الكنبة كلها كان الجميع يضحك على ما يحدث بين مايا وخالد، إلى ان جاءت لينا جلست جوار مايا من الناحية الأخرى تقول مبتسمة: - عندي ليكوا حتة مفاجاءة، خالد أنت طبعا عارف جاسر مهران قطب خالد جبينه يحرك رأسه إيجابا، لتكمل لينا مبتسمة:.
- ابنه رعد بقي انتي شوفتيه يا مايا في فرح لينا امبارح، مامته لسه مكلماني وبتقولي أن رعد معجب جدا بشخصية مايا وعايز يجي يتقدملها... ما إن انهت لينا حديثها هب ادهم ينظر لهم في صدمة، بينما توجهت انظار خالد إليه للحظات شعر بالشفقة والحزن عليه، ولكن الأمر ليس بيده من الأساس حمزة هو المسؤول عن ابنته، وجه انظاره لحمزة ليبتسم الأخير ابتسامة صغيرة يردف بهدوء:.
- والله أنا ما عنديش مانع، جاسر مهران رجل أعمال معروف وسمعته الطيبة سبقاه، انتي ايه رأيك يا مايا وجهت مايا انظارها ناحية أدهم تتوسله بعينيها فقط انطق وقل لا، اخبرهم بالحقيقة لما أنت صامت، ارجوك انطق، ولكن لا شئ هو فقط يقف يكور قبضته يشد عليها ليترك المكان بأكمله ويغادر، تفتت قلب مايا على ما حدث بلعت غصتها تكبح دموعها بصعوبة تهمس بصوت خفيض منخفض: - اللي تشوفه يا بابا، عن إذنكوا.
قالتلها لتتركهم متجهه إلى غرفتها تسمع صوت والدها يهتف خلفها: - على خيره الله، شوف مناسب معاهم امتي قبل ميعاد الطيارة دخلت إلى غرفتها توصد الباب عليها بالمفتاح لتجلس على فراشها تبكي في صمت لما لم تتحدث يا أدهم لما... في الأسفل، جذب خالد لينا متوجها معها إلى غرفتهم، بينما توجه حمزة لبدور يغمغم في هدوء: - احم، در، بدور ممكن اتكلم معاكي كلمتين لوحدنا.
اشارت لنفسها متفاجئة لتحرك رأسها إيجابا ابتلعت لعابها تهمس بارتباك: - هطلع الاولاد يناموا وانزل لحضرتك بينما في غرفة خالد تهاوي على فراشه جالسا خلع ستره حلته يلقيها بعيدا ينظر امامه يفكر شاردا في تلك الكلمات التي قالتها امه عن شهد « والله دا حقها أبسط حقوقها كمان بعد اللي عملناه فيها، ما تشلش ذنب مش هتقدر عليه يا ابني ».
تنهد يمسح وجهه بكف يده حتى محاولة محمد مع شهد لم تفلح، سيذهب لها غدا، عليه أن يصل لحل نهائي يتمني فقط الا يكن ذلك الحل هو الزواج منها، التوي جانب فمه بابتسامة لئيمة على ما سيفعل غدا...
حركة جواره جعلته يخرج من شروده ينظر لها رفع رأسه لتتوقف انفاسه هناك لينا تقف أمامه ترتدي فستان اسود لامع ناعم تسدل شعرها الاشقر على أحد كتفيها، تمسك في يدها علبة هدايا صغيرة، تحرك ناحيتها مسلوب الإرادة نداهته الخاصة تسحره كل مرة، وقف امامها يحاول التقاط انفاسه ليجدها تفتح علبة الهدايا تخرج منها كرة سوداء صغيرة مطاطية نقش عليها اسمه، نظر لها متعجبا من تلك الهدية الغريبة لتمسكها تضعها في كف يده، تبتسم تقول في مرح:.
- دورت كتير اجبلك هدية ايه تقريبا أنت عندك كل حاجة وبما انك شخص عصبي جدا قولت اجبلك الكورة دي كل ما تتعصب تجز عليها، أما مناسبة الهدية فزي النهاردة من سنين كتير، جيت خطبتني وأنت عندك 18 سنة.. لم يجد سوي أن يضمها بين ذراعيه يخفيها بين ذراعيه تنهد بحرارة يشبع روحها بها، ليردف قائلا في مرح: - جيبالي كورة اجز عليها يا جزمة، أنا بصراحة دورت على هدايا بس مالقتش اغلي مني اجيبه هدية فكفاية عليكي أنا.
ضحكت بخفة تغرق رأسها في صدره تهمس بشغف: - انت فعلا أغلي من اغلي حاجة عندي في الدنيا ربنا يخيلك ليا وما يحرمني منك ابدا تنهد يشد على عناقها يغمغم بعشق: - ويخليكي ليا يا احلي بسبوسة في الدنيا، بالمناسبة دي بقي اقولك مقطوعة شعرية تأليف خالد السويسي يا نجم الليل احفظ كلماتي... فالجنية تسكن بين قلبي وخلجاتي ساحرة جذبتني عيناها اضرمت النار في قلبي اجتت جوا خلجاتي قالوا مجنون يعشقها قلت بل بعشقها جُنت كلماتي.
بحبك يا اغلي من قلبي وروحي وحياتي.
في صباح اليوم التالي باكرا تحديدا في مكتب حسام في مستشفي الحياة ما كاد يدخل مكتبه يجلس عليه، وجد الكثير من العساكر يقتحمون المكتب تقدمهم ضابط يقول في هدوء: - دكتور حسام مختار مطلوب القبض عليك.