logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 17 من 81 < 1 45 46 47 48 49 50 51 81 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  23-12-2021 03:31 مساءً   [142]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثلاثون

يقف أمام مرآه الزينة في غرفته يعدل من وضع رابطة عنقه لا يعلم كيف غفي رغما عنه سريعا مشط شعره يضع عطره الخاص، خرج من الغرفة يرتدي ساعته ليشعر بشئ صغير يرتطم بقدمه صاحبه صوتها المميز تصرخ خائفة:
- واد يا خالد تعالا ما تجريش هتقع من على السلم
انحني يمسك بالصغير يحمله على ذراعه قرص وجنته بخفة يقول مبتسما:
- مش تسمع كلام ماما يا عم خالد ولا تقع وتتعور.

عقد الصغير جبينه يفكر بعمق يبتسم باتساع برئ يغمغم بحماس:
- أنا مش بقع...

ضحك حمزة يربط على وجه الصغير بخفة لمحت عينيه تلك الواقفة بعيدا تحمل صغيرتها بين ذراعيها، فستانها الفضي اللامع حجابها الذي لا يعرف لونه ولكنه يتماشي حقا مع فستانها وجهها الهادئ لا يخلو من مساحيق التجميل الخفيفة، ابتسامتها الخجلة التي تظهر غمازتيها، السوار! توسعت عينيه في دهشة فرحة حين رأي السوار الذي اشتراه لها يلف معصمها، اقترب ناحيتها بضع خطوات يبتسم لها بحنو يردف بهدوء:
- هتنزلي.

حركت رأسها إيجابا تبتسم بتوتر ليجد الصغيرة سيلا كالعادة تشب ناحيته تريده أن يحملها ابعدتها بدور للخلف لتنفجر الصغيرة في البكاء ظلت تبكي إلى احمر وجهها واختقنت انفاسها لتتوسع عيني حمزة فزعا انزل خالد سريعا ليهرول يأخذ الصغيرة من والدتها يضمها لصدره يربط على رأسه الصغير برفق إلى أن بدأت تهدئ شيئا فشئ، ليجد بدور تحمحم تهمس بحرج:
- أنا والله مش عارفة سيلا اول ما بتشوف حضرتك لازم تعمل كدة، أنا آسفة.

رفع وجهه ينظر لها بعتاب يهتف بحدة طفيفة:
- وأنا يا ستي اعترضت، البنت كانت هتتخنق من العياط...
اخفضت بدور رأسها ارضا تدمع عينيها حزنا على حال صغيرتها لتهمس بصوت باكي مرتجف:
- باباها السبب لما اتولدت كان دايما بيشرب سجاير كتير في الأوضة وهي نايمة وكنت بفضل اتحايل عليه عشان يبطل يعمل كدة، لحد ما سيلا بقي نفسها ضيق وبتتخنق على طول.

نظر للصغيرة بشفقة قلبه يرق لها أكثر وأكثر ابتسم يقبل جبين الصغيرة بحنان رفع وجهه لبدور يبتسم مترفقا:
- يلا ننزل
حركت رأسها إيجابا تمسك بيد خالد الصغير بينما هو يحمل سيلا الصغيرة خرجوا جميعا من باب الفيلا اتجه حمزة بهم إلى طاولة مايا، بينما كانت تراقبهم تلك الأعين من بعيد بحدة...
على طاولة جاسر
نظر جاسر لرعد بحدة ليهمس له غاضبا:.

- وأنت يعني عايزه يلاقي البيه واقف عمال يضحك ويهزر مع اخته ويجي يطبطب عليك، إنت اللي غلطت يا بيه
قلب رعد عينيه ساخرا يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر مهما حدث سيجده والده المخطئ لا فائدة من تبرير موقفه ففضل الصمت ليسمع والدته تقول سريعا تدافع عنه:
- ما خلاص يا جاسر موقف وعدي، بقولك ايه يا رعد شايف البنوتة الحلوة اللي قاعدة هناك دي
نظر رعد لما تشير والدته لتنفرج قسمات وجهه بذهول بينما اكمل جاسر ساخرا:.

- طبعا شايفها ما هي البنت دي اللي اخوها ضرب البيه
تغاضت رؤي عما يقول جاسر لتقترب من رعد تهمس له بحماس مبتسمة:
- ايه رايك، البنت عسولة اوي كيوت وتحسها طيبة أوي، ومن عيلة، أنا عرفت انها في كلية فنون جميلة ومش متربطة، عايشة مع باباها واخوها في دبي وبينزلوا هنا إجازات، ايه رأيك وهما في هنا في الاجازة نخطبهالك.

اتجه رعد بانظاره ناحية طاولة مايا البعيدة عنهم قليلا، ينظر لها للحظات ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه رفع كتفيه يتنهد حائرا:
- مش عارف
ابتسمت رؤي باتساع تربط على ذراع طفلها برفق تردف بسعادة:
- خلي الموضوع في دماغك وفكر فيها وصلي استخارة، إن كان خير ابوك يكلم عمها وعمها يبلغ باباها ونيجي نتقدملها حصل بينكوا قبول نعمل خطوبة ما حصلش خلاص.

ابتسم رعد لوالدته يحرك رأسه إيجابا ليميل يقبل رأسها، يفكر جيدا بتلك القناة ذات الابتسامة الساحرة كقطرة ماء عذبة في بجة قلبه المالح.

اتسعت ابتسامة خالد يتجه ناحية ذلك الذي نزل توا من سيارته ليتقدم ناحيته يعانقه سريعا ليبادله الآخر العناق، يشدد كل منهما على جسد الآخر ليتنهد خالد بحرقة يهمس حائرا:
- اخيرا اجازتك السنوية خلصت في مصايب حصلت يا محمد...
ابتعد محمد عنه قليلا قطب جبينه خوفا على صديقه يهمس له قلقا:
- في ايه يا خالد حصل ايه، قلقتني، وما اتصلتش بيا ليه كنت قطعت الاجازة ونزلت.

ابتسم خالد له بتوتر ربط على ذراعه يبتسم له بخفة:
- روح أنت دلوقتي سلم على جسور وانا هجيلك...
نظر خلف صديقه يتمتم بابتسامة خفيفة:
- ازيك يا رانيا، اهلا فراس بيه
ابتسمت رانيا ترد تحيته تسأله:
- بخير يا خالد، الف مبروك، اومال لينا فين مش شيفاها
اشار إلى كوشة ابنته حيث تقف لينا جوار ابنتها عاود النظر إلى رانيا يقول مبتسما:.

- اهي هناك اهي جنب لينا، مامت العروسة بقي، عقبال فراس اللي مش عايز يرفع وشه عن الموبايل ويبصلنا دا
أصفر وجه رانيا حرجا لتلكز ابنها في ذراعها ليرفع وجهه لحظة واحدة يبتسم باصفرار مردفا:
- ازيك يا عمي.

ومن ثم عاود النظر إلى هاتفه يركز على ما كان يفعل، رفع خالد حاجبه الايسر متوعدا ليقترب ناحية ذلك الفتي يجذب الهاتف من يده فجاءة يضعه في جيب حلته لتجحظ عيني فراس بدهشة بينما ربت خالد على وجهه بعنف طفيف يبتسم له باصفرار:
- منور يا حبيب، غور ياض خش وابقي خد الموبايل من القسم، يا عم بابجي.

ضحك محمد ورانيا ينظران لابنهما بشماتة، دخل ثلاثتهم، لتقف في تلك الاثناء سيارة على ولبني خلفهما سيارة عثمان ومعه ليلا خطبيته، امتعضت ملامح خالد باشمئزاز ينظر لبقايا الفتسان التي ترتديه تلك الفتاة فستان فاضح بكل ما تعنيه الكلمة من معني، هو حقا لا يعرف كيف يرضي عثمان عن ثياب خطيبته الفاضحة، حين صافح على اخبره بكل صراحة:.

- ايه يا على القرف اللي خطيبة ابنك لابساه دا، هو احنا هنا في في كبارية في بنات صغيرين وشباب كتير ما ينفعش المنظر
تنهد على يآسا من حال ابنه ليردف بسأم:.

- أنت تعبت وقرفت منه يا خالد، كنت فاكر لما يخطب حاله يمكن ينصلح اتنيل اكتر، نبهته ألف مرة على موضوع خطيبته دا، ولا فارق معاه، ماية بتجري في عروقه مش دم، أنا لحد دلوقتي مش فاهم هو عايز يعمل ايه، دا حتى مش راضي يعمل خطوبة يقولي بعد البطولة هقولك، اهي البطولة بكرة اما نشوف عثمان بيه.

ابتسم خالد بهدوء يحرك رأسه إيجابا يوجه انظاره لعثمان، وعقله يترجم ما قاله على، عثمان لا يرغب في علاقة جدية هو فقط يلهو مع تلك الفتاة بضعة ايام وفي الاغلب سيتركها غدا بعد نهاية مسابقة الخيل...
دخلي على واسرته متجهين إلى أحد الطاولات
كاد ان يلتفت ليدخل ليجد سيارة اخري تقف فئ المدخل تنهد يهتف فئ نفسه حانقا:
- ما انا بقيت بواب الله يحرقك يا زيدان الزفت.

ولكن سرعان ما اتسعت ابتسامته حين رأي ابنتي عمر تنزلان من السيارة بصحبة والدتهم، اقترب منهز يبتسم في توسع يقول مرحبا بمرح:
- يا اهلا يا اهلا باميرات عيلة السويسي، ايه الجمال، دا الجمال عدي الكلام بجد يعني
ضحكت الفتاتين ليقتربان يعانقان عمهما طوقهما خالد بذراعيه يبتسم بحنو يسألهما مبتسما:
- عقبال ما اشوفكوا عرايس حلوين كدة وبابا يسلمكوا لعرسانكم..

قال جملته الاخيرة وهو ينظر لتالا ليراها تبتسم متهكمة تقلب عينيها متهكمة، اصطحبهم إلى احدي الطاولات يجلسهم عليها، ليبحث عن محمد، اشار له أن يأتي ليعتذر من جسور، يتجه إليه ما أن اقترب منه همس له سريعا بتلهف:
- احكيلي مصايب ايه وحصل ايه
تنهد يفتح زر قميصه الاول يحاول إبعاده عن إزاحة القميص قليلا عن جسده لتمتعض ملامحه ألما يهمس حانقا:
- القميص دا تنح قافش على الجسم مع انه لسه جديد بكيسه.

ضحك محمد يآسا خالد هو خالد لن يتغير ابدااا، ضحك خالد هو الآخر عينيه لم تتوقف لحظة عن البحث عنه، ابنه حسام رآه يقف هناك بعيدا، للحظات شعر انه رآه قلقا حين امتعضت ملامحه ألما من ذلك القميص
لتطرق في رأسه وهو يعشق الخطط الخبيثة، نظر لصديقه يتمتم بصوت خفيض ماكر:
- بقولك ايه يا محمد، سد مكاني على ما الحق الفيلم من اوله
قطب محمد جبينه متعجبا ليمسك بذراع صديقه قبل ان يغادر يسأله سريعا:.

- فيلم ايه يا عم إنت في فرح بنتك
ابتسم خالد في مكر يتمتم بخبث:
- فرار ابن، عن إذنك
قالها ليغادر، بينما وقف محمد متعجبا يضرب كفا فوق آخر يتمتم ذاهلا:
- مجنون على الطلاق مجنون أنا هروح اقعد مع جسور.

على صعيد قريب ماكر خبيث، ابتعد خالد عن الفرح يقف في ركن بعيد، لتمتعض ملامحه ألما وضع يده على صدره والاخري يكورها بشد عليها بعنف يضم شفتيه يكبح صرخاته، وقف يستند بظهره على احدي الأشجار البعيدة يتنفس بصعوبة، يغمض عينيه كأنه سيفقد الوعي، ليشعر سريعا بيد تسنده فتح عينيه بقدر بسيط ينظر للفاعل، ليجد وجه حسام امام يطالعه بنظرات خائفة فزعة يتمتم مذعورا:
- أنت كويس، في إيه، حاسس بايه بيوجعك...

طال الصمت من ناحية خالد ينظر لحسام بأعين شبه مفتوحة لتدمع عيني حسام يهمس سريعا مرتجفا خائفة:
- ارجوك رد عليا، بابا! إنت كويس
بجهد شاق منع ابتسامته الواسعة من أن تشق شفتيه قلبه يدق كالمضخة حرك رأسه إيجابا بخفة يهمس بصوت خفيض:
- افتح الاوضة اللي وراك دي وقعدني فيها مش عايز حد من الفرح يقلق.

حرك حسام رأسه إيجابا ليشد بقوة على جسد خالد يسنده إلى تلك الغرفة فتحها يبحث عن الأضواء سريعا إلى أن وجدها انار الغرفة، ليذهب بخالد إلى أحد المقاعد، يجلسه عليه ينتشل هاتفه سريعا من جيبه يقول متلعثما:
- أنا هطلب الإسعاف دقايق وهيبقوا هنا
حرك خالد رأسه نفيا يشير إلي براد صغير في الغرفة يهمس بصوت خفيض متعب:
- أنا هبقي كويس، هاتلي شوية ماية اخد العلاج الظاهر اني نسيت اخده، عشان كدة تعبت.

هرول حسام سريعا ناحية البراد، ليلتقط زجاجة مياة عاد لخالد جلس على ركبتيه أمامه يفتح زجاجة المياة يناولها له سريعا بتوتر، ابتسم خالد بارهاق يلتقط قرص من شريط اقراص المعدة الخاص به دون أن يريه لحسام يضعه في فمه يرتشف بعض الماء من الزجاجة
عاد برأسه للخلف قليلا يهمس بصوت خفيض:
- شكرا يا حسام، لولا أنك شوفتي كنت مت
توسعت عيني حسام فزعا من مجرد الفكرة ليهتف سريعا دون وعي من عناده:
- بعد الشر عليك.

ابتسم خالد ابتسامة كبيرة لم يستطع إخفائها، ينظر لابنه بفخر للحظات طويلة ليتمتم اخيرا:.

- أنا عارف إن ليك حق تكرهني وما تقبلش حتى تبص في وشي، ويمكن كلامي دا ما يفرقش معاك، بس أنا حقيقي فخور بيك اكتر مما تتخيل، فخور بأن ابني دكتور ليه اسم، فخور بأنك دايما سند لصاحبك في موافقك الكتير اللي قبل كدة، بعد اللي حصل كان ممكن ما تجيش بس أنت ما سبتش صاحبك لوحده، رغم انك مش طايقني بس لما شوفتني تعبان جريت عليا، ليا الحق ابقي فخور بيك بقي ولا لاء.

تنهد حسام الما يشيح بوجهه بعيدا، يهمس بصوت خفيض باكي به نبرة تهكم واضحة:
- آه واضح انك فخور بيا من كتر فخرك بيا كنت عايز تموتني قبل ما اجي على وش الدنيا حتى ونعم الفخر بصراحة
قام خالد من مكانه ينظر لابنه حزينا يآسا، ابتسم يتمتم متهكما:
- لأني كنت مريض نفسي يا دكتور، انا هحكيلك كل حاجة.

أتعلمون ما الغريب في الأمر أن عدستنا جابت بأكمله ولم تذهب للعروسين، اقتربت العدسة من جاسر الذي يجلس جوار سهيلة، يبتسم يلوح للحضور كأنه فنان مشهور، ابتسمت سهيلة ساخرة تتمتم بتهكم:
- أنت يا عم رشدي أباظة، بتعمل ايه، بتحيي الجمهور، دا فرح يا بسلة بيه
نظر جاسر لها باشمئزاز ليعدل من تلابيب ملابسه بزهو يقول مغترا:.

- جمهوري، فرحي، معازيمي، اخواتي، اخواتي، اخرسي خالص يا قلقاسة، عالم حقودة، اهم حاجة في الدنيا دي حب الناس
ضيقت سهيلة عينيها تنظر له بغيظ ليقابلها بابتسامة واسعة يلاعب حاجبيه مشاكسا، لتضحك بخفة على ما يفعل مجنون تعشقه!

بالقرب منهم، تجلس لينا جوار زيدان الذي لم يزح عينيه عنها ولو لحظة واحدة تلمع زرقاء عينيه بشرار عشقه لها، لا يصدق أنها الآن جواره بعد قليل ستذهب معه إلى بيته، حلم تحقق بعد أعوام، بينما كانت هي في عالم آخر، جوار زيدان بعد قليل في بيته كيف ستكون حياتها معه، سعيدة، حزينة، بعيدة عن والديها كيف ستعيش، دراستها هل ستكملها هي حقا لا تريدها لا تحبها، هل تخبره انها ترغب فئ دراسة إدارة الأعمال وهل سيوافق، بلعت لعابها تتنهد حائرة لتجفل على جملة منظم الحفل وهو يقول في مكبر الصوت:.

- نبدأ برقصة ال slow بين العروسين
التفت سريعا لزيدان لتراه يبتسم في اتساع مد يده يجذب يدها برفق يذهب بها لتلك الباحة المخصصة من قبل منظم الحفل للرقص فيها، بلعت لعابها الجاف ارتجف جسدها حين طوقها بذراعيه لتلف يديها حول عنقه تلقائيا، تبتسم له متوترة، بينما مال هو على أذنيها يهمس بصوت خفيض عاشق لذيذ:.

- بأحبك، وهفضل أحبك لآخر يوم في عمري، مش مصدق انك اخيرا في حضني وهتبقئ في بيتي، لو دا حلم يا رب ما اصحاش منه ابدا
ارتجفت من همسه العاشق لتميل برأسها تلقائيا تضع رأسها على صدره لتتوسع ابتسامته يقبل قمة رأسها
جوارهم تأوه جاسر ألما المرة حين دهست سهيلة قدمه بكعب حذائها الرفيع شد على اسنانه يهمس بغيظ متأوه من الألم:
- يا بنتي بقي حرام عليكي رجلي ضاعت، هبقي ابو رجل مسلوخة بسببك.

ابتسمت سهيلة باتساع تنظر له بشماته لتسبل عينيها ببراءة تردف:
- سوري يا جاسر ما خدتش بالي
ابتسم جاسر في خبث قرب رأسه من رأسها للغاية حتى بات لا يفصلهم فاصلة نظر لحدقتيها لتختفي أنفاسها تنظر له بعشق بينما اقترب هو أكثر واكثر ليهمس له جوار اذنيها يهمس خفيض:
- سهيلة أنا كنت عايز اقولك
وصمت للحظات ليصور لها عقلها قصائد عشقا سيقولها لها لتفتح عينيها على اتساعها حين أردف بغيظ:.

- منه لله اللي جابلك جزمة كعب انتي اخرك شبشب وزحافي
قعدت جبينها تنظر له بغيظ لتدهس قدمه بعنف بحذائها
اخذ عثمان يد ليلا إلى باحة الرقص لف ذراعيه حول خضرها لتلف يديها حول عنقه تضع رأسها على صدره تغمغم بنعومة:
- عثمان، عندك بطولة بكرة لازم تنام كويس أنا عيزاك تكسب
شدد على عناقها يغرق رأسه بين رقبتها وكتفها يهمس لها بصوت عاشق مغوي:.

- ما تقلقيش أنا واثق اني هكسب السبق طالما انتي معايا، جنبي، ناقص بس تبقي في خضني لو بس تسمعي كلامي، يا حبيبتي دي شقتنا اللي هنتجوز فيها ازاي مش عايزة تيجي تشوفيها
احتدت عيني ليلا حقدا عليها يظنها بلهاء ستنخدع بتلك الخدعة القديمة ابتسمت تتمتم ببراءة:
- حاضر يا حبيبي اكسب إنت السبق بكرا وأنا اعملك اللي انت عايزه
ابعدها عنه قليلا ينظر لها بمكر يبتسم في خبث ثعلب برئ:.

- بجد با ليلا، أنا بحبك اوي يا حبيبتي، اوي اوي
عادت تعانقه من جديد اسودت عينيها حقدا تتمتم بصوت ناعم سام:
- وأنا بموت فيك يا قلب ليلا.

تلك الصغيرة تجلس على طاولتهم تنظر له وهو يعانق خطيبته بألم يصرخ في حدقتيها، شعور بشع ينهش قلبها ادمعت عينيها رغما عنها حاولت ان توقف دموعها دون فائدة بما ستبرر لهم أنها تبكي، اغرقت الدموع وجهها بعنف، لتشعر في لحظة انها تنتزع وجهها اختفي داخل صدر والدها، لا تعلم متي جاء او كيف ظهر بتلك السرعة ولكنها حقا تشكره، ابتسم عمر ربت على رأسها يهمس لها بصوت خفيض مرح:.

- وحشتيني يا سيرو، اوعي ترفعي وشك لحد ما تخلصي عياط خالص يقطع الحب وسنينه، حاسس اني اريل
ضحكت سارين بخفة تمرغ رأسها في صدر والدها، بينما وجه عمر انظاره إلى سارة التي اشاحت بوجهها لا ترغب في رؤيته وتالا التي تنظر له حاقدة غاضبة ابتسم في اتساع ينظر لها بثقة، بينما قلبه يعتصر ألما على كره ابنته الاخري له، حمحم يسألها بحنو:
- عاملة ايه يا سارة، وحشتيني مش عارف اشوفك خالص.

التفت سارة له تنظر له كارهة لتدمع عينيها مسحت دموعها بعنف تنظر له بقوة تهمس حاقدة:
- وأنا مش عايزة اشوفك اصلا، ابعد عن حياتي، أنت عمرك ما كنت جواها ولا هتكون في يوم
انتفض قلبه بين اضلعه ينظر لابنته نادما معاتبا، تنهد بحرقة ليلف ذراعيه حول كتف سارين يهمس لها بثقل:
- تعالي نرقص
اتجه معها ناحية باحة الرقص يطوقها بذراعيه يتمايل معها على انغام الموسيقي.

هي ليست شقيقته ولن تكون سيثبت لهم جميعا قريبا جداا، لن يسمح لذلك الشاب أن يقترب منها يقتله قبل أن يفعل، جلس على طاولة بعيدة يراقبها، وهي تجلس تلاعب اطفال بدور بابتسامتها الساحرة التي سرقت قلبه، رآها وهي تنظر ناحية العروسين وهم يرقصون دون تردد أخذ طريقه إليها وقف أمامها يميل ناحيتها بحركة مسرحية يقول مبتسما كأن شيئا لم يكن:
- تسمحيلي يا اختي يا حبيبتي بالرقصة دي.

رفعت حاجبها الايسر تنظر له بشك لتحرك رأسها إيجابا وضعت يدها في يده ليتجه بها هو الآخر ناحية باحة الرقص يضمها لاحضانه لم ينطق بحرف ولكن عينيه قالت الكثير، قالت أحبك، اعشقك، يا ضلعي المفقود عد إلى فأنا الميت الحي..
بينما هي تنظر له تود أن تصرخ فيه انطقها فقط قل أنك تحبني، انا اعلم لا تخف...
تنهدت جوري تبسط راحتها أسفل ذقنها تتمتم بحالمية:
- هييييح الواحد عايز يتجوز.

رماها جاسر بنظرة غاضبة، ليقرص وجنتها بعنف طفيف يهمس غاضبا:
- عايزة ايه يا حبيبة ابوكي
ابتسمت جوري ببلاهة تشير لنفسها ببراءة لتقول:
- مين أنا، عايز همبرجر بالجبنة
ضحك رعد ورؤي على ماحدث، لتتعلق عيني رعد بأدهم وهو يراقص مايا قطب جبينه متعجبا يتمتم في نفسه:
- الواد دا مستحيل يكون اخوها، اكيد في حاجة غلط.

وبدأ كل زوج يأخذ زوجته ويصعد إلى باحة الرقص، وجدت لينا نفسها فجاءة بالكثير والكثير من الناس ليرتجف جسدها لفت ذراعيها حول عنق زيدان كانت حرفيا تتعلق به كالغريق الذي وجد طوق نجاته اخيرا، تنظر حولها لجموع الناس بتوتر تبلع لعابها بين الحين والآخر تحاول أن تسيطر على دقات قلبها الهادرة من الخوف، شعر بارتجافه جسدها بين ذراعيه ليهمس لها برفق:
- مالك يا حبيبتي بتترعشي ليه كدة.

رفعت وجهها تنظر له مرتبكة خائفة تتعرق بقوة اقتربت تهمس له بتوتر:
- في ناس كتير حولينا، كلهم بيبصوا عليا
مد يده يبسطها على وجنتها برفق ركز مقلتيه على عينيها يهمس لها في عشق:
- غريبة مع إني مش شايف في الدنيا دي غيرك، ركزي معايا وانسي الناس اللي حواليكي
ابتسمت في ارتباك تحرك رأسها إيجابا لتحاول التركيز مع قسمات وجهه حتى لا تري من خلفه...

في تلك اللحظة من العدم لا أحد يعلم ما حدث في الغرفة ظهر خالد خلف زيدان يصيح بحدة جعلت لينا تنتفض بين ذراعي زيدان حين سمعت والدها يهتف من خلفهم بضيق:
- إنت يا عم النحنوح مش كفاية رقص بقي، شيل ايدك ياض من عليها
ابتسم زيدان باتساع ينظر لأخيه في مكر يلاعب حاجبيه بعبث ليشد على احتضان لينا بين ذراعيها يغمغم في مكر:
- جري ايه يا خالي ولا اقولك يا عمي بقي، مراتي يا عم الناس مش كدة.

احتقنت عيني خالد غضبا ليشد ابنته من بين ذراعي زيدان يراقصها هو ينظر لزيدان شرزا بينما يبتسم الأخير في هدوء يعرف غيرة خاله على ابنته...
نظر خالد لابنته تبتسم عينيه قبل شفتيه، سعادته وغيظه في تلك اللحظة لا وصف لهما، مال يقبل جبينها برفق، دمعت عينيه يهمس لها في مرح زائف:
- اوعي تحبي الواد دا اكتر مني، أنا حبيبك الأول.

ادمعت عينيها ليسيل خطي من الماس يغزو وجنتها ارتمت بين احضانه تعانقه بقوة تهمس له بصوت ضعيف باكي:
- والأخير، ربنا يخليك ليا يا بابا
لف ذراعيه حولها يقبل جبينها عقله وقبله يرفضان فكرة بأن صغيرته كبرت وستترك العش بعد قليل شدد على احتضانها يهمس في مرح حزين باهت:
- ويخليكي ليا يا قلب بابا، بقولك ايه خليكي هنا والواد دا يغور في داهية أنا ما بحبوش الواد دا.

ضحكت بخفة لترفع وجهها تنظر لوالدها رأت دمعة فقط دمعة واحدة تدمرت على أوامره ونزلت من مقلتيه لتمد يدها تمسحها بحنو تبتسم له في سعادة، اقتربت لينا زوجته من خالد ليترك خالد متجها اليها، ضمها لاحضانه يراقصها وضعت رأسها على صدره تهمس له بعتاب ناعم:
- من اول الفرح وأنت سايبني ينفع كدة يعني، ما وحشتكش
شدد على عناقها يلثم رأسها بقبلة عاشقة شغوفة يهمس بأحرف تقطر عشقا:.

- ما وحشتنيش دا انتي بتوحشيني وانتي جوا حضني، قال ما وحشتكش...
لفت ذراعيها حول عنقه تقبل موضع قلبه، تهمس له بعشق:
- بعشق قلبك اللي بيعشقني، بعشق لمعة عينيك اللي بتحسسني دايما كأنك اول مرة تشوفني فيها، بكل اللي مر علينا ما قدرتش غير اني احبك بدل المرة ألف...
شدد على عناقها يحاول اداخلها إلى قلبه التي هي فيه من الأساس لتحتد عينيه حين تذكر شهد لن يوافق لن يتزوجها لن يؤذي لينا مهما حدث.

بعد انتهاء الرقصة، اقترب جسور من خالد عانقه يبارك له يقول سريعا بتلهف:
- الف مبروك يا صاحبي عقبال ما تشوف ولادهم، اعذرني لازم امشي دلوقتي في أمر طارئ حصل
قطب خالد جبينه قلقا يحرك رأسه إيجابا يسأله سريعا:
- مش محتاج اي حاجة رجالتي في الخدمة، اسيب الفرح واجي معاك، في ايه طمني
ابتسم جسور يربط على ذراع خالد يقول فس ثقة:
- عيب عليك دا أنا الكبير كله تحت السيطرة، يلا سلام مؤقت.

ودع خالد جسور، ليجد الجميع منضم لالتقاط الصور، اقترب من أحد المصورين، لفت نظره ذلك الفتي صاحب الشعر الاشقر والاعين الزرقاء الفاتحة، اقترب منه يضع يده على كتفه يغمغم بلهجة آمره:
- كارنيهك
ابتسم الفتي في هدوء حذر يضع يخرج بطاقته التعريفية من جيب سرواله يعطيها لخالد، رفعها الأخير امام عينيه يقطب جبينه يقرأ الاسم:
- تميم مختار!، صحفي، وأنت بتعمل ايه هنا يا عم الصفحي.

ابتسم تميم في هدوء بها من الثقة ما به ليردف بهدوء تام:
- حضرتك دا فرح بنت خالد السويسي، أشهر من النار على العلم فلازم الفرح وصوره ينزلوا عندنا في الجرنان، كان المفروض مصور يجي بس تعب، فأنا معايا دورة في التصوير الفوتوغرافي فجيت مكانه.

حرك خالد رأسه إيجابا ليعطي البطاقة التعريفية للصحفي ويعود ليكمل ما يفعل، بعد ساعات انتهي الزفاف، اخذ جاسر سهيلة إلى أحد الفنادق بينما في سيارة ركب خالد بصحبة زوجته ولينا وزيدان في الخلف متجهين إلى منزل زيدان، طوال الطريق لم تنزح عيني خالد عن ابنته يحفر ملامحها في وجهه كأنه لن يراها من جديد لا يصدق أن صغيرته كبرت بتلك السرعة، وترحل من عرينه وهو بيده من يخرجها، تنهد حائرا متألما، بينما لينا لا تتوقف عن الكلام مع ابنتها وزيدان يتحدثان عن كل ما حدث في الزفاف، وصلوا اخيرا إلى المنزل، نزلوا جميعا وهو آخرهم يحاول إقناع نفسه أنه بعد دقائق سيترك ابنته ويرحل شد على يده يلحق بهم إلى الداخل، ليجد لينا تعانق ابنتها تودعها تبكي من فرحتها تتمتم بسعادة:.

- مبروك يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك لما تسافرو أنا عارفة أن زيدان هياخد باله منك كويس
اشتعلت أنفاس خالد غضبا لالالا لن يترك ابنته ويرحل بتلك البساطة، أنها طفلته الوحيدة
اقترب منهم يحاول رسم ابتسامة زائفة على شفتيه يقول بمرح:
- لاء أنا رأيي اننا نبات كلنا هنا، أنا ولوليتا ولينا
توسعت عيني زيدان بذهول ليتمتم سريعا بصدمة:
- الله طب وأنا هنام فين يا خالي...

قبض على يد ابنته يرفض بشدة أن تبتعد عنه نظر لزيدان يقول ساخرا:
- ما تنام في اي داهية إن شاء الله في البانيو
فغر زيدان فاهه في دهشة ينتقل بانظاره بين لينا وابيها، ضبط انفعالاته بصعوبة ليقول مبتسما في سخرية:
- البانيو صغير مش هياخدني
اااه، قول كدة بقي، صاح بها خالد منفعلا ليترك كف ابنته وقف أمامها يعقد ذراعيه أمام صدره يقول محتدا:.

- بسترخص وجايب اي كلام طيب إيه رأيك بقي الجوازة دي مش هتم غير لما تجبلي بانيو 2 متر...
خفض صوته حتى بات هامسا يتمتم مع نفسه في حيرة:
-يكون لونه اسود لا الاسود سهل يجيبه، هي البت اللي كانت بتشتري في المحل قالت لون غريب كدة، اااه افتكرت
رفع وجهه لزيدان يقول في حدة:
- ما يقلش عن اتنين متر ويكون فحلقي مسخسخ...
اتجه ناحية ابنتع يقبض على كف يدها يجرها خلفه بفستان زفافها إلى خارج فيلا زيدان يقول في حدة:.

- ولحد ما تجيبه واجي اشوفه بنفسي أنا هاخد بنتي معايا، أنا مش هجوز بنتي لواحد بيستخسر، سلام
اتجه بابنته ناحية باب المنزل كاد ان يفتحه ليسمع صوت لينا يصدح من خلفه بحزم:
- خالد سيب البنت، وبطل حركاتك دي
شد على اسنانه ينظر للينا كأنه طفل صغير غاضب لتقترب لينا منه تجذب ابنتها من يده تدفعها ناحية زوجها برفق تقول مبتسمة:
- يلا يا حبايبي تصبحوا على خير.

اتجهت للخارج تجذب كف خالد معها حرفيا تشده للخارج بينما تعلقت عينيه بابنته يرفض ابتعاده عنه او ابتعادها عنه، توجه إلى سيارته خلف المقود يجلس ينظر للباب المغلق ليجد يد لينا تربط على يده برفق تبتسم له بحنو:
- يلا يا حبيبي نروح أنا تعبانة وعايزة انام
تنهد يزفر انفاسه المعذبة بلع لعابه الجاف يحرك رأسه إيجابا ليدير محرك السيارة، ليغادر!

بينما في الداخل، ابتسمت لينا متوترة الموقف بأكمله مربك لاعاصابها المرتبكة من الأساس، رفعت وجهها تنظر لزيدان لتجده يقترب منها يبتسم كما عهدته طوقها بذراعيه يحتضنها بقوة يهمس لها بصوت خفيض عاشق:
- بحبك، بعشقك، اخيرا يا لينا أخيرا في حضني.

ابتسمت خجلة تحاول الابتعاد عنه قليلا ليحدث العكس شدد على عناقها لتبدأ تشعر بشئ غريب، زيدان يحاول نزع فستانها برفق اولا ثم بعنف، انتفضت بين ذراعيه تحاول الابتعاد عنه، لتسمعه يهمس بحدة متنصلا عن عقل وعاطفة زيدان التي تعرفهم:.

- لا يا لينا مش هتبعدي تاني، كفاية بقي أنا صبرت كتير اوووووي، زيدان طيب وبيستحمل، كل إهانة قولتيلهالي لسه فاكرة عمري ما نسيت كل كلمة قولتيلها حبك للي اسمه معاذ، كل دا ما نستوش بس كنت مستني اللحظة واهي جت، دوري اخد حقي من كل اللي عملتيه...
توسعت عينيها ذعرا تبكي تحاول الابتعاد عنه بعنف لا تصدق انها انخدعت فيه للمرة الثانية!



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  23-12-2021 03:31 مساءً   [143]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والثلاثون

صرخت توسلت بكت كان فقط تحاول دفعه بعيدا عنها تتوسله بنشيج حار:
- لا يا زيداااان حرام عليك، ابعد عني، يا باااااابااااااا، يا بااااااباااااااا
فما كان منه الا أن دفعها أرضا يجثو فوقها يحاول تمزيق ما بقي من فستانها، لتصرخ بعنف وتفقد الوعي
ليناااااا، انتفض خالد يصرخ بها بخوف، التفت سريعا ينظر حوله أين هو، يتعرق يتنفس بعنف ليجد لينا تمسك بذراعه تسأله بذعر:
- يا خالد مالك يا حبيبي، أنا هنزل انادي زيدان.

بدأ إلى حد ما يفهم ما يحدث مازال يجلس في سيارته أمام فيلا زيدان ما رآه الآن لم يكن سوي كابوس بشع جسده خوفه على ابنته من ناحية وخوفه من أن يصبح زيدان نسخة مريضة منه من ناحية اخري، امسك بيد لينا قبل أن تنزل يهمس لها بصوت خفيض متعب:
- أنا كويس يا لينا ما تخافيش، ما تناديش حد
نظرت له بقلق للحظات لترتمي في صدره تنوح باكية، تتشبث بقميصه تهمس من بين شهقاتها:.

- حرام عليك كنت هموت من الخوف عليك، جسمك كان متخشب وعمال تترعش، افتكرت أن النوبة بتاعت زمان رجعتلك تاني
ابتسم شبح ابتسامة مرهقة ليميل برأسه يقبل قمة رأسها يهمس لها بخفوت تعب يحاول أن يكون مرحا في كلامه:
- ما تخافيش أنا كويس، انا بس كنت بمثل بصراحة عشان أخد البت لينا معايا
انتفضت زوجته من صدره تنظر له مذهولة ولما تكن مذهولة خالد هو خالد لن يتغير أبدا، تنهدت يآسه مما يقول لتربط بذراعه تبتسم بارهاق:.

- مش هستغرب عادي، يلا نروح عشان تعبت اوي النهاردة وعايزة انام
حرك رأسه إيجابا ينظر للباب المغلق لمرة أخيه عينيه ملعقتين به، يحاول إختراقه والنظر خلفه فقط ليري ابنته بلع لعابه خائفا من أن يتحقق ذلك الكابوس، ليدير محرك السيارة تلك المرة غادر فعلا.

داخل فيلا زيدان حملت لينا طيات فستانها بين كفيها تتجول هنا وهناك تشاهد غرف الطابق السفلي، تبتسم شاردة، حائرة قلقة تنهد تعد لحيث يقف زيدان تاركا لها الحرية لتتحرك كما تريد، اقتربت منه لتجده يبتسم في اتساع يغمغم في حماس:
- ها عجبك المكان، في حاجة حباها تتغير
حركت رأسها نفيا، تبتسم في توتر لتنظر للسلم المؤدي للطابق العلوي، قطبت جبينها في ضيق لما سلم المنزل طويل لذلك الحد، لوت شفتيها تغمغم بسخط:.

- ايه السلم دا، دا أطول من السلم اللي في فيلم Chinai express
ضحك زيدان بخفة مجنونة الافلام الهندية، يتذكر أنه شاهد مشهد تقريبا من نفس الفيلم، حين حمل البطل البطلة بين ذراعيه يصعد بها درجات طويلة للغاية، لما فعل ذلك هو حقا لا يعرف ولكن لما لاء، اقترب من لينا ليباغتها يرفعها بين ذراعيه شهقت تنظر له مذهولة تلف ذراعيها حول عنقه ليغمز لها بطرف عينيه يردف بمكر:
- بشيلك زي الفيلم.

ابتسمت خجلة تحاول الا تنظر له ليبدأ هو بالتحرك والصعود لأعلي مع كل درجة يخطوها تسمع دقات قلبه تتسارع تتزايد، شعرت بطوفان عنيف من المشاعر يهاجمها والغريب في الأمر أن الخوف لم يكن منهم رفعت وجهها تنظر له وهو يحملها لتري عينيه تلمع في عشق تعرفه جيدا، وصل زيدان بها إلى الطابق العلوي، لينزلها أرضا، وقفت تنظر للمر من الجانبين الكثير والكثير من الغرف وجهت انظارها له تسأله بخفوت:
- هي فين اوضتي.

قطب جبينه مستنكرا جملتها، غرفتها بل غرفتهم ربما اخطأت بحكم عادة عادة مكوثها في غرفة بمفردها ابتسم في هدوء يصحح ما تقول:
- قصدك اوضتنا
حركت رأسها نفيا ببطئ رفعت وجهها تنظر اليه بلعت لعابها تردف متوترة:
- أنا ما غلطتش يا زيدان، أنا عارفة اننا خلاص اتجوزنا بس أنا لسه في حاجز بيني وبينك.

زفر انفاسه الحانقة صبره ينهار لا فقط ينفذ، اغمض عينيه يضغط عليهما بأصابعيه السبابة والابهام تنهد يزفر انفاسه الحارة يغمغم ساخطا:
- يا لينا أنا عمري ما هلمسك غصب عنك، اتأكدي من دا كويس، بس نامي حتى معايا في نفس الأوضة احس على الأقل اني اتجوزت
رفعت وجهها تنظر له ببراءة ناعمة إن كان شيئا ما يضعفه حقا هو برائتها الناعسة التي تسلب لبه بلع لعابه متوترا يحرك رأسه إيجابا يغمغم في خفوت:
- انتي حرة يا لينا.

اشار إلى احدي الغرف ليعاود النظر إليها يغمغم في ضيق:
- دي اوضتنا، أنا هاخد هدومي واروح أنام في اي اوضة تانية...

حركت رأسها إيجابا تبتسم شبح ابتسامة باهتة لتتحرك إلى غرفتهم وهي خلفها، وقفت عند باب الغرفة تنظر لها لتبتسم في راحة وشعور باطمئنان غريب يسري اليها، زيدان كان حريصا للغاية أن يجعل غرفتهم نسخة طبق الاصل من غرفتها في منزل باختلاف بعض الأشياء حجم دولاب الملابس اكبر وكذلك الفراش، أرادها أن تشعر بالاطمئنان كما كنت تشعر به في منزلهم بل ويزيد، دخلت إلى الغرفة تفسح له المجال لتجده يلتقط بضع قطع من الملابس، يتجه إلى خارج الغرفة لتستوقفه حين اشارت إلى طاولة الطعام في غرفتهم تسأله بخفوت:.

- مش هتتعشي
حرك رأسه نفيا يتمتم باقتباض وهو يخرج من الغرفة:
- ماليش نفس، كلي انتي اكيد ما كلتيش من الصبح.

قالها ليخرج يجذب الباب خلفه لتجلس على فراشها تبتسم ساخرة لم تأكل منذ الصباح! هل تخبره أنها أكلت بيتزا من الحجم الكبير وقطعتي كعك، وعلبتي من المشروبات الغازية، هي وسهيلة ومايا اقتسموا الوليمة التي سرقوها من المطبخ، قامت تتجه ناحية دولابها فتحته تلتقط منه منامة منزلية من اللون الاسود دخلت إلى المرحاض تبدل ملابسها، وقفت أمام مرآه زينتها تنظر لفستانها المعلق على حمالة كبيرة خلفها لتبتسم ساخرة تتذكر مشهد من رواية قرائته مصادفة على احد صفحات التواصل الاجتماعي، حين مشهد أشبه بمشهدها الآن عروسها مع زوجها في ليلة زفافهم، طلبت العروس بخجل من زوجها أن يفتح سحاب فستانها، بعدها تحول المهشد، تذكرت انها خرجت من الصفحة سريعا ما أن وقعت عينيها على ما حدث بعد ذلك، مشهد خارج بكل ما تعنيه الكلمة من معني حينها تعجبت كثيرا كيف يمكن لفتاة او حتى سيدة أن تكتب مشهد بتلك التفاصيل الحميمية، من الجيد إذا أن مشهدها مناسب لجميع الفئات العمرية.

توجهت انظارها ناحية طاولة الطعام لتبتسم بشراهة تموء معدتها كقط جائع أكل منذ دقائق ولكنه حقا لا يتذكر، اتجهت سريعا إلي طاولة الطعام تنظر لما وضع عليها لتبلع لعابها باشتهاء، تغوص في الطعام.

في غرفة قريبة من غرفتها، بدل زيدان ملابسه إلى « بيجامة » سوداء من القطن، وقف في شرفة غرفته يستند بمرفقيه على سور الغرفة ينظر للحديقة المظلمة يزفر انفاسه حانقا غاضبا لما لا تثق به، ليحاول تخفيف الأمر على نفسه صبرا يا زيدان، قد قطعت شوط طويل معها لم يبقي سوي القليل، حرك رأسه ايجابا يقنع نفسه بتلك الفكرة غمغم مع نفسه بهدوء وتروي:.

- اصبر يا زيدان فات الكتير، وبعدين يعني كان لازم ازعلها اكيد جعانة وما كلتش، انا هروح اخليها تاكل.

خرج من الغرفة متجها إلى غرفتها دق الباب مرة تليها الثانية، لا رد استبد به القلق، الكثير من الافكار السيئة تزاحمت في رأسه فتح الباب يبحث عنها بتلهف، لتجحظ عينيه في ذهول حين وجدها جالسة أمام الطاولة تمسك نصف قطعة بيتزا والنصف الآخر تقريبا في فمه بأكمله، هل قال انها ستنام حزينة دون أن تأكل ظل يطالعها للحظات بذهول لتبلع ما في فمها بصعوبة، ابتسمت تقول في براءة:.

- في حاجة يا زيدان، معلش معرفتش ارد عليك كان في اكل كتير في بوئي
تجهم وجهه ينظر لها كأنها كائن غريب من كوكب آخر ليبتسم لها في اصفرار ضرب كف فوق آخر ليرفع كتفيه ينظر للسماء يدعو في نفسه جذب الباب يغلقه خلفه دون أن ينطق بحرف، لتقطب لينا جبينها متعجبة تتمتم في دهشة:
- مالوا دا، زيدان دا غريب جدا
رفعت كتفيها بلامبلاة لتعاود التهام طعامها من جديد.

اوصلهم والده بسيارته إلى أحد الفنادق الفاخرة ليقضوا ليلتهم الاولي بعد الزفاف، وغدا سيأخذها ويسافر إلى شهر عسلهم الخاص، فتح الغرفة بالمفتاح الإلكتروني دخل يضي إنارة الغرفة ليفتح لها الباب على آخره ابتسم في شر مضحك يقول بنبرة ضخمة مخيفة:
- خشي برجلك اليمين يا شابة نورتي سويتك يا قلقاسة، ما تقلقيش ما فيش حد غريب دا حسب الله جوزي.

حسنا ليس من المنطقي تماما أن تقف عروس أمام غرفتها تضحك بذلك الانهيار ولكنه جاسر ماذا تفعل، خطت لداخل الغرفة لتجده يغلق باب الغرفة، ومن ثم اتجه إلى مفتاح الإنارة يغلقه ويفتحه عدة مرات متتالية يغمغم بصوت شرير مخيف كأنه يغني:
- حسرة عليها يا حسرة عليها، حسرررررة عليهاااااا، جت رجليها ما جت رجليها، جت رجليهااااااا.

ضحكت بشدة تنظر له تدمع عينيها من الضحك بالتأكيد هي فعلت شيئا جيد جدا في حياتها ليكافئها الله بحب حياتها رجل مثل جاسر نسخة واحدة فقط لا تكرر، شردت عينيها تخترز قسمات وجهه تبتسم بحالمية تتنهد بعمق، اقترب جاسر منها يبتسم ابتسامة هادئة رفرفرت بقلبها بعيدا لتجده يغمغم في رفق يسألها:
- انتي ليه دايما بتبصيلي البصة دي، بحس أنك زي الغريق اللي لاقي طوق نجاه بشوفها دايما في عينيكي.

اخفضت رأسها لأسفل سريعا تنفجر وجنتيها خجلا، هل تخبره، تسمع نصيحة لينا وتخبره بصراحة ولما لاء، لالالا لن تقدر، لن يقدر لسانها على نطقها حتى كيف تخبره، جاسر أنا أحبك، منذ زمن وأنا أفعل، بلعت لعابها تشجع نفسها على ما ستقول لترفع وجهها تركز عينيها على مقلتيه تهمس بصوت خفيض مرتعش:
- جججااسر، اااانا
وصمتت حين دق الباب 3 دقات منتظمة رتيبة تلاها صوت يهتف بلباقة:
- Room service.

ابتسم لها ابتسامة خفيفة يربت على رأسها بخقة يردف مبتسما:
- هشوف اللي على الباب
اتجه لباب الغرفة يفتحه ليدخل الرجل يدفع طاولة الطعام الحديدية أمامه، حياه جاسر بابتسامة صغيرة أخذ منه الطعام يعطيه ( بقشيشا ) جيدا للغاية، ليعود اليها يردف مبتسما في مرح كعادته:
- طالبلك بقي شوية أكل، مش عارف ايه هو بصراحة، الكلام كله كان بالانجليزي أنا عجبتني الصور.

ضحكت بخفة على ما يقول لتجده يقترب منها يمسك بشريحة جزر صغيرة وضعها في فمه يلكها ببطئ يردف مبتسما:
- ها يا ستي انتي ايه...
حركت رأسها نفيا كأنها تقول لا شئ كانت فقط لحظة شجاعة وذهبت لحال سبيلها، حملت طيات فستانها لتدخل إلى غرفة نومهما في غرفة الفندق، دخل جاسر خلفها اتجه ناحية المرحاض مباشرة غاب بضع دقائق لتجده يخرج بعد أن بدل ملابسه اشار للغرفة بالخارج
يقول مبتسما:.

- أنا هنام على الكنبة اللي برة خدي راحتك
قالها ليلتفت ويغادر تصنم مكانه حين سمعها تصيح بصوت عالي:
- لاااااااا
التفت لها يقطب جبينه ينظر لها متعجبا مما تقول لتحمحم في حرج لا تجد ما تقوله بلعت لعابها الجاف تتلعثم متوترة
- اااا، اااا أنا قصدي يعني، الجو برد، خد معاك غطا.

ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا ليلتقط أحد اغطية الفراش اتجه لخارج الغرفة يغلق الباب عليها بهدوء لتشد على أسنانها بغيظ تدبدب حانقة تهمس مغتاظة:
- عااااا، غبي والله غبي وأنا حمارة لا حقيقي كابل هايل...
بدلت ملابسها لمنامة منزلية بسيطة تخرج له لتجده يجلس على طاولة صغيرة عليها أطباق الطعام يمسك بكأس عصير برتقال يرتشف منه ابتسم ما أن رآها، ليشير لها إلى المقعد القريب منه يردف:
- كنت مستنيكي يلا مش جعانة.

اتجهت ناحيته تجلس على المقعد القريب له تعبث في طبق طعامها لا شهية لها يكفي ما اكلته بصحبة لينا، اجفلت على يد جاسر تتحرك أمام وجهها وجهت انظارها حين سألها بابتسامة واسعة:
- اييه روحتي فين
حركت رأسها نفيا توجه انظارها لطبق طعامها بسطت يسراها اسفل وجنتها تغمغم بخفوت:
- ابدا، هو احنا صحيح هنسافر شهر عسل
لم ترفع وجهها إليه فقط ظلت تنظر في طبقها لتسمعه يغمغم بهدوء:
- اكيد طبعا انتي عروسة ومن حقك شهر عسل.

قطبت جبينها متعجبة من جملته الأخيرة لترفع وجهها إليه تنظر له مستفهمة للحظات لتغمغم متلعثمة:
- ايوة بس، أنت يعني قولت أن جوازنا مؤقت فعادي يعني لو مش حابب نسافر شهر عسل
مد يده يمسك ذقنها برفق يبتسم بحنو مردفا:
- دا مالوش علاقة دا، انتي عروسة اولا واخرا ومن حقك شهر عسل، وانا متأكد أنك هتحبي إسكندرية جدااا.

عقدت ما بين حاجبيها متعجبة، إسكندرية لم تذهب إليها يوما ولا تعرف حقا لما اختارها ولكن لما لاء، يكفي أنه سيكون جوارها ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا، تكمل طعامها شاردة.

ربعت ساقيها فوق فراسها تستند بمرفقها الايمن فوق ساقها تبسط راحتها اسفل وجنتها تنظر له تزفر يآسه منه، يتحرك ذهابا وايابا في الغرفة منذ مجيئهم، كبكركان نار مشتعل ينتظر فرصة انفجاره، زفرت حانقة تسأله للمرة الخمسين تقريبا:
- حبيبي مش هتنام
ليحرك رأسه نفيا يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف، يزفر بحرارة لاهبة تكاد تحرق الغرفة لتجده يتوقف فجاءة في منتصف الغرفة يهتف سريعا بتوتر:.

- لالالا أنا كدة هتجنن، أنا هروح اجيب بنتي تنام في حضني، كان فين عقلي وأنا بجوزهالوا اصلا
توسعت عينيها في صدمة حين رأته يلتقط مفاتيح سيارته يشرع في الخروج من الغرفة لتهرول سريعا تقف امامه تمنعه من التقدم فردت ذراعيها تحرك رأسها نفيا تهتف في ذهول:
- أنت اتجننت يا خالد هتروح تجيب البنت من بيت جوزها، حبيبي مش دا زيدان اللي إنت بتثق فيه زي ما بتثق في نفسك.

حرك رأسه ايجابا يشد على قبضة يده ينفجر صائحا غاضبا من خوفه:
- ايوة عارف وواثق أن زيدان لا يمكن يأذيها بس دي بنتي يا لينا، مش مطمن، خايف مرعوب، افرضي حصلها حاجة، افرضي وهي نازلة من على السلم اتكعبلت وقعت وسلم زيدان طويل اوي، ولا افرضي دخلت المطبخ تعمل حاجة عورتها السكينة، لينا ابعدي من طريقي انا هروح اجيب بنتي، أنا اللي غلطان، بلا علاج بلا زفت...

ادمعت عينيها تنظر له لتندفع هي ناحيته تعانقه بقوة تتشبث به بعنف بكت دون صوت تهمس بصوت خفيض باكي:
- أنا كمان بنتك على فكرة، صدقني لوليتا كويسة مش هيحصلها حاجة، عشان خاطري سيبلها الفرصة دي، مش عايزة بنتي تبقي نسخة مني يا خالد، عشان خاطري لو بتحبني، خليها تعيش حياتها بني آدمه مش مجرد ضل زيي.

للحظات نسي ابنته ليرجف قلبه تلك الباكية بين ذراعيه تتشبث به كطفلة صغيرة في تلك اللحظة تحديدا أدرك أن لينا خائفة على ابنتهم اضعاف خوفه هو، خائفة من أن تصبح مثلها ضعيفة سلبية في حق نفسها، طوقها بذراعيه يشدد عليها قبل قمة رأسها يهمس لها بصوت خفيض عاشق:.

- انتي عمرك ما كنتي ضل يا لينا، قولتلهالك وهفضل اقولهالك بدل المرة مليون، انتي روحي وقلبي وكياني، مش ضلي لا عمرك كنتي ولا هتكوني، مش هروح حاضر، بس عشان خاطري بطلي عياط...
ابعدت رأسها عن صدره تمسح دموعها براحتي يدها برفق تحرك رأسها إيجابا ليدنو مقبلا رأسها، وقف للحظات ينظر لعشقه الأول والأخير والازلي، لعنته التي قيدت قلبه وعقله وروحه بقيودها الناعمة تنهدت بحرارة غمز لها بطرف عينيه يغمغم في خبث:.

- الا قوليلي يا بسبوسة هما ليه سموا البسبوسة بسبوسة
ضحكت بخفة ضحكة ناعمة تداعب احد ازرار قميصه تغمغم في مرح:
- عشان خالد السويسي يقل أدبه
تعالت ضحكاته الصاخبة يباغتها، يحملها بين ذراعيه لاعب حاجبيه مشاكسا يغمغم في خبث:
- اجابة نموذجية تاخدي عليها الدرجة النهائية
ومش كدة وبس خالد السويسي بيضحي، عرض مجاني لكورس كيفية البسبوسة...

ضحكت عاليا، لتندمج ضحكاته مع ضحكاتها، لتخرج الكاميرا من الغرفة تغلق الباب عليهم، وهم يضحكون ونحن فقط نصور انها حظوظ الدنيا يا سادة.

ابعدهم طريقا للوصول هو منزل خالد التي تقطن فيه تالا مع ابنتيها لذلك اصر عمر على ايصالهم بنفسه بعد انتهاء الزفاف وحين اعترضت تالا وسارة صاح فيهم كالليث الغاضب:
- اللي اقوله يتسمع يا هوانم، على العربية يلاااا
ليتجهوا قصرا إلى سيارة عمر، عدا سارين التي كانت تجلس جوار والدها، تنظر للفراغ شاردة ليمد عمر يده يقرص وجنتها برفق يغمغم مرحا:
- ايه يا سيرو، فين ضحكتك الحلوة.

ابتسمت لوالدها ابتسامة صغيرة حزينة ليمد يده في جيب سترته يعطيها قطعة حلوي كبيرة ابتسمت تأخذها بسعادة طفلة صغيرة، نظرت
لابنته الاخري من خلال مرآه السيارة الامامية يبتسم في حنو مردفا:
- مش عايزة يا سارة معايا...
قاطعته حين رفعت وجهها تنظر لعينيه من خلال مرآه السيارة حاقدة كارهة، لتغمغم في حدة:.

- مش عايزة منك حاجة خالص، اوعي تكون فاكر أنك لما تيجي وتقول أنا بابا يا حبايبي وتجبلنا شوكولاتة ولعب كأننا عيال صغيرين أن أنا هنسي اللي عملته فيا، أنا عمري ما هسامحك ابدا
اختفت الابتسامة من على وجهه يشعر بنيران بشعة تأجج قلبه، كلام ابنته كسيخ من نار يحرق أوردته، اغمض عينيه يشد على قبضته بعنف، اوصلهم إلى منزلهم ليخرج من السيارة وقف جوار سارين يحاوط كتفيها بذراعه يقول في هدوء:.

- استني يا تالا، أنا عايز سارين تيجي تعيش معايا
توسعت عيني تالا في فزع لتتجه ناحية ابنتها تجذبها من رسغها بحدة توقفها جوارها تشد على يدها تصيح في عمر بغيظ:
- عايز ايه، دا في المشمش مستحيل طبعا، بنتي ما تبعدش عني، اوعي تكون فاكرنا صدقنا وش الحنان دا، عمر هو عمر عمره ما هيتغير، هتفضل إنسان أناني ما بتحبش غير نفسك أنت بس عايز تاخد بنتي مني عشان تجبرني ارجع اعيش معاك، بس دا بعدك يا عمر.

انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة متألمة ليلتف يود المغادرة حين سمعت صوت سارين ابنته تقول في ثبات ورثته منه:
- أنا عايزة اروح اعيش مع بابا
التفت ينظر سريعا ناحية سارين يبتسم في سعادة كأنه طفل صغير، ليجد تالا تقبض على ذراعي ابنتها تهزها بعنف تصرخ فيها:
- عايزة تروحي معاه، بعد كل اللي عمله، بعد ما باعنا بكل سهولة جاية انتي عايزة تروحي معاه.

اندفع عمر ناحيتهم سريعا جذب سارين من يد تالا يقف امامها، احتقنت عينيه غضبا أشهر سبابته أمام وجهها:
- ابعدي عن البنت يا تالا، أنا ساكت عن كلامك وافعالك عشان عارف اني غلطان، بنتي وعايزة تيجي تعيش معايا، فهتيجي براضكي او غصب عنك، والا والله هاخد البنتين ومش هتشوفيهم تاني ابدا، انا عمر السويسي يا تالا هانم لتكوني ناسية، يلا يا سارين.

امسك يد ابنته يجذبها خلفه برفق إلى سيارته فتح سيارته لتجلس ابنته جوار مقعد السائق القي نظرة أخيرة على تالا لتجده تنظر له كارهة تبكي في صمت ليستقل مقعد السائق جوار ابنته، ادار محرك السيارة ينطلق بها إلى شقته، جواره سارين الصامتة لمدة طويلة لم تنطق سوي جملة واحدة:
- البطولة بتاعت عثمان بكرة
حرك رأسه نفيا يغمغم في جدية:
- مش هتروحيها يا سارين
اشار إلى قلبه يردف في هدوء:
- عشان تشيليه من هنا.

اشار بعدها إلى عقله يكمل بنفس النبرة الهادئة:
- لازم تشيليه من هنا، فهماني يا حبيبتي
حركت رأسها إيجابا لتدمع عينيها رغما عنها تهمس بصوت خفيض:
- حاضر يا بابا
كسي الحزن قلبه، ينظر بجانب عينيه لابنته ليجدها تبكي ليرق قلبه عليها، اوقف سيارته جوار الطريق جذب رأس ابنته يضعها على صدره يربط على رأسها للحظات ليغمغم في مرح:
- اسكتي صحيح جالك 3 عرسان النهاردة في الفرح، مش بقولك حاسس اني أريل.

ضحكت سارين بخفوت ليمسح عمر على شعرها يغمغم بحنو:
- صدقيني يا سارين انا بعمل كدة عشان مصلحتك يا بنتي، لما تكبري شوية وتفتكري
الايام دي هتضحكي، وتقولي يااااه قد ايه كنت عبيطة
عادت تضحك من جديد تحرك رأسها ايجابا لتبتعد عن عمر تمسح دموعها، ليردف هو ضاحكا في مرح:
- بما أن ما فيش اكل في البيت وابوكي ما بيعرفش يقلي بيضة حتى، تاكلي شاورما ولا نضرب فول وطعمية، على اي عربية.

عقدت سارين جبينها تفكر للحظات لتغمغم بمرح باهت:
- نضرب فول وطعمية على اي عربية، بس عربيات ايه اللي فاتحة الفجر دي
أعاد تشغيل محرك السيارة ضحك يغمغم:
- على رأيك، خلاص نضرب كبدة وسجق، أنا عارف ما بتقفلش شغالة اربعة وعشرين ساعة ومش عايز اقولك الراجل نضيف نضافة ما تلقيش قدام عربيته لا قطة ولا كلب
قطب جبينه يغمغم متعجبا:
- مش عارف بيروحوا فين.

توسعت عيني سارين في فزع تنظر لوالدها ذاهلة لتتعالي ضحكات عمر الصاخبة يكمل طريقه إلى وجهته.

انتظر إلى أن نامت زوجته ليترك الفراش بهدوء حتى لا يزعجها التقط هاتفه ينزل إلى الحديقة، يطلب رقم زيدان بإلحاح مرة تليها الأخري إلى أن سمع صوت الأخير يهتف ناعسا:
- أيوة مين
قطب خالد جبينه غاضبا، يهمس له بحدة:
- هيكون مين يعني أنا خالك يا حيوان، البت لينا فين
سمع صوت زيدان يتثآب بعنف ليهمس متعلمثا:
- لينا، اااه، لينا مين، اه لينا، مش عارف
صاح خالد بحدة افزعت الطيور من فوق اشجار الحديقة يصيح غاضبا:.

- مش عارف ايه يا حيوان البنت فين، دا أنا اقتلك فيها دي
انتفض زيدان جالسا يفرك عينيه، يسمح وجهه من آثار النوم يغمغم سريعا:
- نايمة يا خالي نايمة والله العظيم نايمة، وأنا نايم والناس كلها نايمة
ضحك خالد ضحكة صغيرة بسماجة يكمل ساخرا:
- تصدق ضحكت، هاهاها دمك سكر، خلي بالك من البت يلا، رقبتك قصاد انها تتخدش حتى...

طمأنه زيدان جيدا أن كل شئ يسير على ما يرام ليغلق خالد معه الخط تنهد يزفر انفاسه الحارة ليلتفت خلفه سريعا حين سمع صوت أخيه يأتي من خلفه يغمغم ضاحكا:
- يا ابني أنت ناقص جنان، ما تقلقش زيدان نسخة منك، من شابة خاله، هياخد باله منها كويس
التفت خالد لأخيه يبتسم له متوترا، ليتجه إلى الطاولة التي يجلس عليها حمزة جلس أمامه ينظر له للحظات مسح وجهه بكف يده يغمغم فجاءة:.

- مش عاجبني حالك يا اخويا، ايه الاسورة اللي على ايد بدور، مش غريبة شوية اني أسمعك اكتر من مرة بتقولها يا درة وبعدين الاقي على ايديها اسورة مكتوب عليها درة، معقولة صدفة وتصادف
بلع حمزة لعابه مرتبكا حمحم عدة مرات يلتقط كأس الماء المجاور لكوب قهوته يرتشف نصفه ابتسم يغمغم في مرح:
- ما يمكن فعلا صدفة، عجبها اسم درة فجابت سوار بنفس الاسم
نظر خالد لكوب الماء رفع حاجبه الأيسر يغمغم ساخرا:.

- هقولك معلومة تفيدك للزمن، لو عايز تاخد معلومة صح من حد ما تديلوش ماية الا بعد ما يقول كل اللي عنده خالص، ليه عشان كل كوباية ماية بيشربها بيخترع وراها كدبة جديدة، ولا ايه يا حمزة يا سويسي
بلع حمزة لعابه الذي جف فجاءة ليمد يده تلقائيا ناحية كوب الماء ليجده فارغا بعد أن شرب خالد ما بقي فيه، ليتلعثم مرتبكا:
- ففي إيه يا خالد، عادي يعني، بدور زي مايا.

اتسعت ابتسامة خالد ليكتف ذراعيه امام صدره يسأله ساخرا:
- انهي مايا
أصفر وجه حمزة حين ادرك أن أخيه اوقعه بين المطرقة والسندان والآن فقط عليه البوح بكل ما يجول في خاطره.

في صباح اليوم التالي السادسة صباحا...

نزلت من عمارتهم السكنية لم ترد أن تستقل السيارة لتأخذ طريقها على قدميها رغم أن الطريق بعيد والآن هو تقريبا شبه فارغ ولكنها حقا أرادت ذلك، التحرك التفكير، إن تشعر بنسمات الهواء أن تصفع وجهها بعنف، كيف يطلب والدها منها مسامحتها بتلك السهولة، لم ولن تنسي ابدا ما فعله من ضرب وإهانة ولولا أن الطبيب كان ذلك الفتي الغريب صديق زيدان لكان أكمل جريمته في حقها لن تسامحه ابدا وسارين لن تسامحها كيف تتركهم وترحل بتلك السهولة، لم تشعر بدموعها التي اغرقت وجهها، لتجفل فجاءة حين وجدت احدهم يعترض طريقها، رفعت وجهها سريعا لتجد شاب غريب لا تعرفه ينظر لها يبتسم ابتسامة خبيثة مفزعة يغمغم في مكر:.

- ايه يا قمر بتعيطي ليه، بقي القمر دا يعيط، تؤتؤ اخس على اللي زعلك تعالي اشربك عصير يروق دمك.

توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا تعود للخلف تحاول الفرار منه تبحث حولها عن أحد ما ينجدها ولكن لا احد الشارع فارغ تماما، عادت للخلف تنظر له مذعورة تحرك رأسها نفيا تبكي بعنف اقترب ذلك الشاب منها أكثر وأكثر ما كاد يضع يده عليها صوت إطارات سيارة تقف بعنف نظرا معا للقادم للتوسع عينيها في ذهول، ذلك الشاب ما كان اسمه حسام ماذا يفعل هنا وكيف عرف طريقها ولما يبدو كسفاح محترف بعينيه الحمراء تلك، اندفع حسام ناحيتهم ليقبض على يد سارة يدفعها ناحية سيارته يصيح فيها غاضبا:.

- اركبي العربية يلاااا
هرولت ناحية سيارته تفتح بابها تجلس فيها ترتجف خائفة، ليتجه حسام ناحية ذلك الشاب الذي حاول الفرار ليقبض حسام سريعا على تلابيب ملابسه نظر له بشر يبتسم في اتساع:
- كنت زمان ببقي هموت واضرب اللي يضايقني بس ارجع افتكر كلام ابويا اني ما اضربش حد بس ابويا ما طلعش ابويا، فاضرب بقي براحتي.

انقض حسام على ذلك الرجل يكيل له باللكمات العنيفة تركه ملقي ارضا بثق عليه، ليتجه بخطي غاضبة ناحية سيارته استقل مقعد القيادة يضعط دعاسات البنزين بعنف لتشق السيارة غبار الطريق
التفت سارة إلى حسام تبكي في صمت تسأله باكية:
- أنت واخدني على فين
التفت بوجهه لها لتنتفض في مكانها فزعة حين رأت عينيه السوداء القاتمة من شدة غضبه ليصيح فيها غاضبا:
- مش عايز اسمع صوتك خالص، يا بنت ع، ولا بلاش.

حان الآن موعد البطولة النهائية لمباراة الخيل، كل متسابق يستعد جيدا لبدئ البطولة، وعلى رأسهم من تتوجه له عدسات جميع المصورين، عثمان الصياد الرابح قبل حتى أن يبدأ السباق، اتجهت ليلا إلى عثمان تحمل في يدها زجاجة عصير تفاح، فتحتها تمدها له تحادثه بتلهف:
- حبيبي خد اشرب، دا هيديك طاقة، خد بالك كويس عثمان اهم حاجة عندي إنت ولازم تكسب البطولة، حبيبي دايما رقم واحد.

ابتسم لها في غرور ليلتقط منها زجاجة العصير يلثم وجنتها بقبلة قوية يغمغم في خبث:
- طبعا هكسب البطولة عشان ميعادنا اللي بعدها مش قادر أنا متلهف ليه ازاي يمكن اكتر من البطولة
ابتسمت في براءة سامة تسبل عينيها تحرك رأسها ايجابا ليفتح عثمان الزجاجة يرتشف منها قطب جبينه يسألها متعجبا:
- غريبة كل مرة بيبقي برتقال اشمعني المرة دي تفاح.

ابتسمت في براءة هل تخبره أن الطبيب الذي وصف لها الاقراص أخبرها أن عصير البرتقال يضعف من مفعول الإقراص ولكنه يجعل الجسد يعتاد عليها، واذا زادت جرعة الاقراص في اي عصير آخر، سيختل الجسد وسيصاب بدوار حاد يجعله غير قادر على الاتزان، شبت على أطراف أصابعها تقبل وجنته تهمس بنعومة:
- ابدا يا حبيبي أنا بس مالقتش برتقال يلا اجهز بسرعة عشان البطولة.

بعد قليل كان كلا على فرسه، عند خط البداية، أطلق أحد المنظمين رصاصة الانطلاق لتبدأ الخيل في الركض ويبدأ المعلق في الحديث:
- سيداتي انساتي سادتي اهلا ومرحبا بيكوا في المبارة السنوية لبطولة الخيل...
الخيول تركض، الجماهير تشجع الجميع متحمس بينما
يصدح صوت المعلق الخاص ببطولة الخيل يكمل ما يقول:
- وكالعادة الصياد سابق، عثمان على خيله الجبار بيشق الطريق ناحية خط النهاية، نط الحواجز دي لعبة الصياد.

كالعادة هو سيفوز ما من احد يقدر على هزيمته هو وفرسه بينهما سيمفونية خاصة كل منهم يعزف فيها وتر خاص حتى يكمل اللحن إلى النهاية.

الحاجز الأول، بطل قفز الحواجز هو، ارتفع جسده قليلا عن ظهر فرسه يستعد للقفز مع فرسه، ليشعر فجاءة بدوار عاصف يقتحم رأسها جسده بارد كالثلج يرتجف لا يستطع أن يتوازن حتى، اقترب جبار من الجاحز ليرتفع بقامتيه يقفز بعنف من فوقه ليختل توازن عثمان فجاءة، سقط من فوق الفرس وهو يقفز على أحد اعمده الحاجز بعنف وقوة، صرخ صرخة عالية ليفقد بعدها الوعي ويهرع إليه الجميع.

صراخ، صراخ، صراخ، هرج حركة مبعثرة الجميع يركض ناحية ذلك الملقي ارضا يصرخ خائفا من تلك السقطة، توقف الصراخ امام احدي الغرف في احدي المستشفيات الكبيرة تجلس لبني على احد المقاعد على احد المقاعد تبكي تنوح تدعو أن يخرج صغيرها سالما، جوارها ليلا التي تبكي في تصنع
بينما يقف على يرتجف من شدة خوفه يدعو فقط يدعو أن يمر الامر على خير، هرع راكضا حين انفتح باب الغرفة يسأل الطبيب متلهفا مذعورا:.

- ها يا دكتور طمني ابوس ايدك ابني، ابني كويس مش كدة
اكتسي الحزن وجه الطبيب الشاب ليضع يده على كتف على تنهد يهمس بأسي:
- بص يا أستاذ على، أنت عارف ان كل شئ في الدنيا مقدر ومكتوب، الواقعة كانت شديدة اوي على عموده الفقري، للاسف ابن حضرتك جاله شلل نصفي!



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  23-12-2021 03:32 مساءً   [144]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والثلاثون

وكلمات الطبيب التي نطقها بحزن على ذلك الشاب الصغير أصابت الجميع بالصاعقة:
- بص يا أستاذ على، أنت عارف ان كل شئ في الدنيا مقدر ومكتوب، الواقعة كانت شديدة اوي على عموده الفقري، للاسف ابن حضرتك جاله شلل نصفي.

صرخت قوية خرجت من لبني عقب تلك الجملة لتسقط بعدها فاقدة للوعي، اما على فلم تقدر ساقيه على حمله بعد ما سمع وقع ارضا جالسا ينظر للامام في ذهول، صدمة عنيفة زعزعت كيانه، ابنه، طفله، حتى وإن كان يغضب منه معظم الوقت تقريبا لا يرضي عن تصرفاته ابدا يعنفه ليل نهار ولكنه يبقي طفله الصغير، هرع الممرضين مع أحد الاطباء ناحية لبني الملقاة ارضا يتجهون بها إلى أحدي الغرف سريعا، بينما انهمرت دموع على بعنف تغرق وجنتيه، يردد بهذيان بلا توقف:.

- عثمان اتشل، ابني، ابني، ابني اتشل
تقدم الطبيب سريعا من على يحاول مواساته قدر المتسطاع، ربت الطبيب على كتف على يهتف سريعا بهدوء:
- وحد الله يا أستاذ على، حالة عثمان مش خطيرة او ميؤوس منها، بالعكس مع العلاج الطبي والطبيعي هيرجع زي الأول وافضل
والامل انار قلب على ما أن سمع تلك الكلمات من فم الطبيب، امسك يد الطبيب كغريق على وشك الموت وجد طوق نجاته نظر له بتلهف يسأله سريعا:.

- بجد يا دكتور، بجددد، يعني ابني هيرجع يمشي تاني، بجددد
ابتسم الطبيب يحرك رأسه إيجابا يطمئن على بأن كل شئ سيكون على ما يرام:
- ما تقلقش والله يا أستاذ على، صدقني حالة ابنك مش صعبة خالص، المهم دلوقتي لازم تكون جنبه لما يفوق، لازم تحاول تهون عليه الخبر...

حرك على رأسه إيجابا يحاول فقط أن يتماسك، تسند على الحائط وذراع الطبيب ليقف يحاول إقامة عمود الخيمة من جديد، اتجه خلف الطبيب إلى غرفة عثمان ليري ابنه ما أن اقترب من الغرفة مد يده يفتح مقبض الباب لتتجمع الدموع في مقلتيه اغمض عينيه بعنف يشد عليها، تمردت دموعه تنساب على وجهه ليرفع يده يمسحها بعنف ليدير مقبض الباب يدخل إلى غرفة عثمان.

في تلك الاثناء تحديدا اختفت ليلا من المستشفي، اختفاء تام وكأنها لم تكن موجودة من الأساس.

سيارته بعنف تشق غبار الطريق، غاضب بل يشتعل غضبا، منها ومن نفسه كيف تسمح لنفسها بالخروج في ذلك الوقت الباكر، وكيف يسمح لنفسه بأن يراقبها منذ أن علم انها ابنه عمه، الفتاة التي أحب قريبته من الدرجة الأولي وهو يشعر بلغبة حارقة تكوي اوصاله بالبحث عن ذلك الشاب الذي كان يساومها قبلا وقتله بأبشع الطرق الممكنة، شد قبضته على المقود يسحق دعاسة البنزين تحت قدمه، وهي على الكرسي المجاور له تبكي فزعة مذعورة، تفكر في اسوء ما يمكن أن يحدث، يقتلها، والاسوء يغتصبها، لما جاء، هل ارسله والدها ليفعل ما لم يفعله من قبل، عن تلك النقطة انتفض قلبها يدق بجنون التفت له بعينيها الحمراء الباكية تسأله بصوت خفيض مرتجف:.

- اااا أنت، واخدني فين
التفت لها برأسه لتنتفض مذعورة حين رأت عينيه السوداء القاتمة المشتعلة من غضبه، حدجها للحظات بنظراته القاتلة، لتنكمش تنظر له مذعورة تضم ذراعيها لجسدها قاطع تلك اللحظات صوت رنين هاتفه التقط الهاتف غاضبا ليشتغل غضبه أكثر مما هو عليه، فتح الخط يضع الهاتف على أذنه ليسمع صوت يغمغم بحدة:
- واخد بنت عمك فين يا حسام بيه يا سويسي.

تهدجت أنفاسه غضبا نظر لسارة بطرف عينيه يشدد قبضته على الهاتف يصيح غاضبا:
- وأنت مالك، أنت بتراقبني
سمع ضحكات الطرف الآخر تليها لحظات صمت ومن ثم صوت والده يهتف بحدة:
- وأنا هراقبك ليه يا بيه قاصر خايف عليها تتخطف، السواق بتاع سارة كان وراها بالعربية وهو اللي بلغني باللي حصل، واخد بنت عمك فين يا حسام
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي حسام يغمغم في خبث افزع الآخر:.

- هتأكد من اللي ما عرفتش اتأكد منه قبل كدة وأنت أكيد مش هتقتل اب، ولا بلاش اصل سوسو لسه ما تعرفش سلام يا باشا
ابعد الهاتف عن أذنه ليسمع صوت والده يصيح فيه:
- حساااام اياك تأذيها يا حسااااام الو...

اغلق الهاتف يعيده لجيب سرواله، يبتسم في خبث، يشعر بارتياح غريب يسري في اوصاله فقط حين ضايق ذلك المغرور كبير عائلة السويسي والده، اوقف السيارة على جانب الطريق ليعود برأسه يستند على ظهر مقعده يبتسم في سخرية يسخر من حاله قبل الجميع، لحظات طويلة مرت على سارة لتجده يلتفت برأسه ناحيتها رماها بنظرة حادة يغمغم بعدها بهدوء لا يمت لما حدث بصلة:
- أول وآخر مرة تخرجي فيها من غير السواق مفهوم يا سارة.

توسعت عينيها في ذهول ممتزج بصدمة تأكدت حقا أن ذلك الجالس جوارها مجنون يشبه عمها شكلا وطباعا، حركت رأسها إيجابا سريعا خوفا من تقلباته الغريبة تلك، ليبتسم حسام شبح ابتسامة صغيرة يربط على وجنتها بكفه لتجفل من حركته تعود للخلف تنظر له مذعورة، عاد حسام يدير محرك السيارة اتجه بها ناحية المركز الخاص بدرسها، توسعت عينيها في ذهول حين وقف كيف عرف مكان درسها، كل درس تقريبا في مكان مختلف عن الثاني تماما، ارادت الفرار سريعا لتجده يجذب رسغها لتنظر له سريعا تحرك اهدابها بسرعة خائفة بل مرتعدة منه لتجده يردف بهسيس متوعد:.

- الواد الملزق اللي اسمه أحمد دا ما شوفكيش واقفة معاه تاني، وما تضحكيش بصوت عالي تاني في الشارع، تخلصي الدرس وجري على عربيتك على البيت، والا هيبقي حسابك معايا وحش اوي يا سارة.

انتفض قلبها تتسارع دقاته خوفا تحرك رأسها إيجابا بلا توقف عله فقط يتركها، ليترك رسغها فما كان منها الا أن نزلت تهرول سريعا من السيارة، دخلت إلى مركز المحاضرات، لتتجه إلى المرحاض، تبحث عن هاتفها بين اغراضها بسرعة وتهلف، وجدته، ووجدته يدق للمرة العاشرة تقريبا التقطته تجيب بصوت مرتجف باكي:
- أيوة يا عمو.

انتفض خالد خوفا حين سمعها تبكي ابنه المجنون وريث ابيه حتى في جنونه، هو نفسه لا أحد يتوقع افعاله فما باله بنسخة اخري منه، صاح يسألها مذعورا:
- سارة انتي كويسة يا بنتي، حسام دا عملك حاجة آذاكي
حركت رأسها نفيا تحاول السيطرة على دموعها لتقص عليه ما حدث كاملا بصوت خفيض باكي مرتعب، قابلها خالد بالصمت للحظات من جهته ليهتف بهدوء يحمل خلفه الكثير والكثير من الغضب:.

- ماشي يا سارة، ركزي في درسك وأنا اوعدك انه مش هيتعرضلك تاني...
اغلق معها الخط ليتجه إلى شرفة مكتبه الكبيرة وقف أمامها يعقد ذراعيه امام صدره ينظر للحديقة غاضبا احتدت عينيه خاصة حين اعاد مع نفسه كلمات سارة لترتسم شبح ابتسامة خبيثة على شفتيه يغمغم متهكما:
- السويسي الصغير بدأ يلعب، صبرك عليا يا ابن خالد أنا هوريك اللعب على اصوله.

تنهد قلقا يتصل بزيدان للمرة العاشرة تقريبا، والاخير فقط نائم لا ذنب له ان خاله يحاول الاتصال به منذ الخامسة فجرا، أجاب زيدان بعد لحظات بصوت خفيض ناعس:
- صحيت يا خالي والله صحيت، هقوم اشوف لينا صحيت ولا لسه
قطب خالد جبينه دس يسراه في جيب سرواله يسأل زيدان متعجبا:
- هتقوم تشوف لينا، ليه هي لينا مش نايمة معاك في نفس الأوضة.

أصفر وجه زيدان لينتفض جالسا لا يجد ما يقوله حمحم يبلع لعابه الجاف يهتف سريعا بهدوء يتصطنعه:
- هااا، لاء هي شكلها في الحمام عشان مش لاقيها، ليناااا، لينااااا، اهي في الحمام
ضحك خالد بشدة ليغتاظ زيدان من رد فعله ليردف خالد من بين ضحكاته بمكر:
- في الحمام بردوا، لينا فين يا زيدان
تأفف زيدان حانقا الا احد يستطيع الكذب على ذلك الرجل أ لديه جهاز لاستشعار الكذب عن بعد تنهد بضجر مردفا:.

- في الأوضة اللي جنبي يا خالي، لينا حاسة أن في حاجز بينا مش عارفة تتجاوزه وأنا أكيد مش هجبرها على اي حاجة
ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة على شفتي خالد يشعر بالارتياح يتسرب إلى كيانه حقا أحسن الاختيار لصغيرته اردف ممتنا:
- متشكر يا زيدان، انا كنت واثق أنك الوحيد اللي اقدر آمنه على البنت، قبل ما تتحركوا على الطريق اتصل بيا عرفني
ابتسم زيدان يمط ذراعيه في الهواء يحرك عظام رقبته المتيبسة تثآب يردف بخمول:.

- حاضر يا خالي هقوم أنا اشوف لينا، سلام
اغلق خالد معه الخط ليتجه إلى غرفته يستعد لما سيفعل.

على صعيد آخر في منزل زيدان الحديدي، نزل زيدان من فراشه اغتسل سريعا ليتجه إلى الغرفة المجاورة له دق الباب بالطبع نائمة كاد أن يدير المقبض ليدخل حين وجده انفتح من الداخل وظهرت لينا أمامه على ثغرها إرق ابتسامة رآها يوما، تجمع شعرها في حلقة صغيرة فوق راسها تضع قليلا من مستحضرات التجميل وعطرها النفاذ يضرب في قلبه بعنف كالعادة وككل مرة خطفت أنفاسه وقف أمامها لا يجد ما يقوله جميلة كلمة حقا قليلة عما يراه أمامه الان، اجفل من شروده اللذيذ على صوتها تقول برقة:.

- صباح الخير يا زيدان
لم يفق من صدمته الأولي ليجد صدمة أخري اعنف حلت فوق حين رأسه حين شبت على أطراف اصابعها قليلا تقبل وجنته قبلة طويلة ناعمة تهمس بصوت خفيض هامس دغدغ حواسه:
- صباح الخير.

انحبست أنفاسه داخل صدره ينظر لها مذهولا هل قبلته للتو، وضع يده على وجنته للحظات ينظر لها مصدوما، تلك الفتاة ستلقيه في فوهه الجنون بأفعالها الغريبة تلك، أليست هي من رفضت حتى المبيت معه في نفس الغرفة والآن تقبله كعاشقه التقت بحبيبها بعد طول غياب، هل تحاول اللعب على اوتار مشاعره لتثبت له أنه مكبل دوما بقيود عشقها، حمحم بحدة ليخرج من تلك الفقاعة الناعمة التي قيدته في لحظات، رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يتمتم في رتابة:.

- كويس انك صاحية، باباكي لسه قافل معايا
بيسأل عليكي، جهزي نفسك عشان هنسافر ونبقي نفطر في اي استراحة على الطريق.

ولكن ما أثار استغرابه حقا انها ابتسمت بنفس الرقة، وحركت رأسها إيجابا، تنهد حائرا هل تلك الفتاة مصابة بانفصام، تركها وعاد إلى غرفته، بدل ملابسه إلى قميص ازرق قاني اللون وسروال اسود، جمع ما يحتاج في حقيبة صغيرة، لينزل إلى أسفل ينتظرها، جلس على احد المقاعد يفكر، ليقطب جبينه فجاءة يتمتم مع نفسه بقلق:
- طب افرض هي جعانة واتكسفت تقولي، لما قولتلها هنمشي، انا هقوم اعملها حاجة تاكلها.

اتجه ناحية المطبخ شمر عن ساعديه ليتوجه إلى البراد اخرج منه بعض علب الجبن والمعلبات السريعة، وقف أمام المقود يطقهو بعض البيض المقلي حين نزلت هي تتهادي بخطواتها ترتدي سروال من خامة الجينز لا يلتصق بالجسد فوقه قميص نسائي، تعقد شعرها ديل حصان، شمت رائحة طعام طيبة لتسير خلفها لتصل إلى المطبخ توسعت عينيها في دهشة وابتسامة صغيرة نمت على شفتيها حمحمت بصوت خفيض ناعم تجذب انتباهه، التفت لها يناظرها للحظات طويلة ليجفل على صوتها تقول مبتسمة:.

- أنت مش قولت هنفطر في الطريق
ابتسم ابتسامة خفيفة التقط منشفة صغيرة يجفف يده رفع كتفيه يقول بهدوء:
- ابدا أنا بس جوعت قولت اعمل حاجة سريعة، جعانة؟
ابتسمت تحرك رأسها إيجابا بخفة لتتجه اليه تحمل بعض الصحون تضعها على طاولة المطبخ الصغيرة رائحة الطعام الطيبة جعلت لعابها الجائع يسيل، جلست على أحد المقاعد وهو جوارها تتناول الطعام بتلذذ، نظرت له مبتسمة ابتسامة واسعة تقول بمرح:.

- إنت بتعمل اكل حلو اوي حقيقي، تسلم ايدك، شكرا يا زيدان
قالتها لتميل ناحيته تقبل وجنته كما فعلت قبل قليل، ليشد على قبضته بعنف تعالت أنفاسه الثائرة رفع وجهه ينظر لعينيها بحدة غاضبا:
- في ايه يا لينا أنا ما بقتش فاهمك امبارح رفضتي حتى أنك تباتي معايا في نفس الأوضة والنهاردة رايحة جاية تبوسي فيا
اخفضت رأسها حزنا بلعت لعابها تفرك كتفيها تهمس بصوت خفيض متوتر:
- ودي حاجة مضيقاك.

طال الصمت من ناحيته لترفع وجهها له فتراه ينظر بعيدا عنها يشد على قبضته بعنف لحظات وسمعته يزفر بحرارة ليغمغم بضيق:
- آه يا لينا تضايقني، انتي بتلعبي بمشاعري شوية ابعد وشوية تقربي، أنا ما بقتش فاهم انتي عايزة ايه بالظبط، أنا إنسان من لحم ودم ما ينفعش تدخليني الجنة وبعدين ترميني بعدها في النار
مدت يدها تمسك سبابة يده اليسري الموضوعة على الطاولة كأنها فقط طفلة صغيرة لتهمس بصوت خفيض متوتر:.

- أنا بس متلغبطة يا زيدان، كنت فاكرة حاجة وطلعت حاجة تانية وامبارح اتأكدت من الحاجة دي، متلغبطة مش عارفة احدد مشاعري ولا تصرفاتي أنت فاهمني
ارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه ينظر ليدها ليتذكر أنه إلى الان لم يعطيها خاتم زواجهم ليخرجه من جيب سرواله يلبسه إياها رفع كفها يقبله ابتسم يغمغم في هدوء:
- فاهمك ومعاكي خطوة بخطوة لحد ما اللغبطة دي تروح، لو كلتي اسبقيني على العربية هقفل الدنيا واحصلك.

حركت رأسها إيجابا لتخرج إلى سيارته التفت قبلا تنظر له تبتسم له ممتنة:
- على فكرة يا زيدان أنا عارفة أنك مش جعان وأنك عملت الاكل عشاني...
انهت كلامها تعطيه ابتسامة واسعة كهدية صغيرة منها على ما فعل، لتهرول إلى الخارج ليتنهد هو بحرارة يتمتم مع نفسه:
- طب اغتصبها دي ولا اعمل ايه، كاتك الارف في حلاوتك يا شيخة...

منذ مدة وهو يجلس على حالته تلك ينظر لوالده يحاول الا يبكي ولكن تخونه دموعه رغما عنه انتفض قلبا خوفا من ردة فعله خاصة حين رآه يحرك رأسه يتأوه متألما يحاول جاهدا فتح عينيه، لحظات وبدأت الرؤية تتضح أمامه غرفة، فراش يشعر بألم قاتل في جميع اعضاء جسده يحاول تذكر آخر ما حدث لحظات وبدأت لقطات سريعة تنير أمام عينيه، سقط من فوق الحصان وهو يقفز على العارضة الخشبية الضخمة حرك رأسه ينظر جواره ليجد والده الذي اقترب منه سريعا جلس جواره على الفراش يحاول أن يبتسم ولو ابتسامة صغيرة:.

- حمد لله على السلامة يا حبيبي الحمد لله جات سليمة.

عقد جبينه متعجبا من طريقة كلام والده معه ليبتسم له كطفل صغير مرهق، اسند كفيه إلى سطح الفراش يحاول أن ينتصف ولو قليلا في جلسته حاول سحب ساقه بهدوء، لا استجابة، قطب جبينه متعجبا يحاول مرة والثانية والثالثة، قدمه لا تتحرك للحظات شك أنه بتروا ساقيه لا يشعر بهما تماما، شد الغطاء عن جسده يلقيه ارضا ليطمئن قليلا ساقيه في مكانهما ماذا يحدث اذا، بعنف حاول تحريك ولو احد أصابع قدمه لا مجيب، توسعت عينيه فزعا نظر لوالده يصيح مذعورا:.

- أنا مش حاسس برجلي، بابا أنا مش حاسس برجلي في ايه يا بابا، هي اتكسرت طيب، بابا رد عليا إنت ساكت ليه بقولك مش عارف احرك رجلي
كنت تلك النقطة انفجر على في البكاء اقترب من صغيره يعانقه بقوة يحاول إخراج صوته المختنق:
- هتعرف والله العظيم هتعرف، هتتعالج وهترجع زي الأول وأحسن
توسعت عينيه في فزع حين بدأ يدرك قليلا ما يحدث ابعد والده عنه ينظر له عينيه متسعتين في ذهول يسأله مفزوعا:.

- هتعالج من ايه، هي رجالي، أنا، أنا مش فاهم، ايه اللي حصل، انا اتشليت
صاح بها بصدمة ليعاود النظر لوالده يحرك رأسه نفيا بعنف ينفي مجرد الفكرة من المجئ برأسه احمرت عينيه تتجمع فيها الدموع ليصرخ بهياج:.

- لالالا ما حصلش أنا الصياد أنا مش عيل هاوي ما بيعرفش يركب خيل فيقع من على حصانه، الصياد ما بيخسرش، الصياد ما ينفعش تشل، يعني ايه أنا مش هعرف اركب خيل تاني، مش هعرف حتى امشي، بقيت عاجز، لا انتوا كذابين ابعد عني
صرخ بها في والده الذي اقترب يحاول اختضانه ليدفعه عثمان بعيدا عنه بعنف ليرتد على بضع خطوات للخلف توسعت عينيه فزعا حين سمع ابنه يهذي بجنون:
- أنا ما اتشلتش أنا بعرف امشي، حتى بص بص.

قالها ليدفع بجسده من فوق الفراش فما كان منه الا أن صرخ بصوت عالي حين ارتطم جسده بعنف بأرض الغرفة ليهرول على إليه يعانقه بعنف يحاول إخفاءه داخل صدره يشد على جسده بقبضتيه، ليسمع صوت ابنه يصرخ يبكي ينوح داخل صدره كأنه طفل صغير:
- أنا اتشليت يا بابا بقيت عاجز مش عارف احرك رجلي، ليه ليه ياااااارب ليه
انهمرت دموع على تغرق وجهه يهتف سريعا بلا توقف:
- هترجع تمشي والله هترجع تمشي.

منذ أن رأته سقطته العنيفة على التلفاز صرخت باسمه تبكي بصوت عالي تتحرك مكانها تقف وتجلس تجوب انحاء شقتهم ذهابا وايابا تبكي بلا توقف تدعو له أن يمر الأمر على خير ساعات مرت عليها وهي في تلك الحالة والخوف وحش مخيف ينهش روحها ببطئ، انتفضت حين سمعت صوت مفتاح والدها لتهرول سريعا ناحية باب الشقة تنظر لوالدها بتلهف تسأله سريعا بذعر:.

- عثمان يا بابا، عثمان كويس وقع وقعة بشعة أوي، ارجوك طمني عليه أنا لما كلمتك قولتي أنك رايحلهم المستشفي، فاق بقي كويس
لم يجد عمر ما يقوله خاصة امام حالة ابنته المنهارة تلك اقترب منها يعانقها لحظات يشعر بها تنتفض بين يديه من عنف شهقاتها وقف صامت ليقرر تفجير القنبلة فجاءة:
- عثمان اتشل يا سارين جاله شلل نصفي.

شهقة عنيفة قوية مذعورة خرجت من بين شفتي ابنته لتبتعد عنه للخلف بعنف تنظر له مذعورة تحرك رأسها نفيا بعنف أمسكت بكفيه تصيح من بين شهقاتها العنيفة:
- لا يا بابا بالله عليك لو بتقول كدة عشان عايزني ما افكرش فيه، فأنا مش هفكر فيه تاني، مش هحبه مش عايزة اعرفه خالص، بس قولي أنه هو كويس، قولي أنك بتكذب عليا عشان خاطري يا بابا، قولي أن عثمان كويس.

رأت من خلال عيني والدها الباكية أن ما يقوله هو الحقيقة القاسية بعينها، انتفض قلبها بين اضلاعها لتصرخ باسمه تركض إلى باب الشقة تحاول فتحه:
- عثمااااااااااان، ابعد عني يا بابا عشان خاطري سيبني اروحله...
قالتها حين لف عمر ذراعه سريعا حول بطنها يحملها يحاول أبعادها عن باب الشقة لتتخبط بين يديه بعنف تصرخ باسم عثمان وتصرخ في والدها أن يتركها، توقفت عن الحركة للحظات حين صدح صوت والدها الحاد:.

- اهدي وأنا هسيبك تروحي
توسعت عينيها تلتفت برأسها لوالدها لتراه يحرك رأسه إيجابا يحاول تهدئتها:
- هسيبك تروحي تشوفيه بس لما يهدي شوية حالته النفسية صعبة...
اجشهت في بكاء عنيف عقب جملة والدها الأخيرة لتفلت من بين ذراعيه ترتمي في صدره تنوح بلا توقف.

وصل بها إلى عروس البحر الأبيض المتوسط منذ ساعة تقريبا لتجده استأجر شقة صغيرة مجهزة تطل على البحر مباشرة فتح شبابيك الشقة ليدخل الهواء المحمل برائحة يود البحر إلى الشقة، اخذت نفسا قويا لتبتسم ابتسامة واسعة مرحة تنظر لجاسر الجالس على الأريكة يشاهد التلفاز الصغير يبدو شاردا عينيه تتحرك بلا هدف، شيئا ما يشغل باله بكل تأكيد، اطالت النظر له لتبتسم بحالمية عاشقة تحب وتهوي، تحركت ناحيته تجلس جواره على الأريكة تبتسم دون كلام ليشعر بها بجانبه نفض افكاره السيئة عن رأسه في المساء سيذهب لشاهي وللمطعم ولكن الآن وقت العروس، التف لها برأسه يحاول رسم ابتسامة مرحة على شفتيه يغمغم:.

- ها يا ست قلقاسة تحبي ننزل نتغدي ولا نطلب دليفري
ضحكت بخفة تحرك رأسها نفيا اعتدلت فئ جلستها تربع ساقيها حين تذكرت ما قرأته عن ذلك المكان الشهير على صفحات الإنترنت لتهتف سريعا بتلهف:.

- أنا دخلت على النت، وعرفت أن في مطعم هنا اسمه الحورية تقييمات الناس كلها عنه أنه مطعم ممتاز والناس في منتهي الاحترام والذوق معاهم من اصغر فرد لحد صاحب المطعم عارف دا حتى اسمه جاسر على اسمك الناس كلها في الكومنتات كاتبين اسمه وسط كلامهم
تلاشت الابتسامة من على شفتي جاسر ينظر لها مذهولا كأنه يقول احستني الاختيار السئ يا سهيلة، حرك رأسه نفيا يقول بحدة:
- لا نروح اي مطعم تاني بلاش دا.

قطبت سهيلة جبينها في ضيق لتمسك يده سريعا تقول بإلحاح:
- ليه يا جاسر دي الناس كلها بتشكر فيه وصور المكان جميلة جدااا عشان خاطري يا جاسر عشان خاطري
ابعد يدها عنه بحدة ليقم من مكانه وقف بعيدا عنها حرك رأسه نفيا يقول محتدا غاضبا:
- أنا قولت لا يا سهيلة لاء يعني لاء مش هنروح المطعم دا، خلصت خلاص
لأول مرة تري جاسر غاضب لتلك الدرجة عقدت ما بين حاجبيها لتقف هي الاخري امامه تهتف في حدة متعجبة:.

- في ايه يا جاسر أنا قولت ايه للعصبية دي كلها، ويعني ايه لاء يعني لاء احنا مش في عصر سي السيد وأمينة لازم يكون في سبب، أنت مش عايزنا نروح المطعم دا ليه
في موجة اندافعه وغضبه صاح دون أن يشعر:
- عشان أنا جاسر صاحب المطعم، مطعم الحورية دي بتاعي، ارتحتي دلوقتي
توسعت عينيها في ذهول تنظر له متعجبة، اقتربت تقف أمامه مباشرة تسأله مدهوشة:
- بتاعك ازاي مش فاهمة، انت صاحب المطعم ازاي.

ارتسمت ابتسامة ساخرة متهكمة على شفتيه ليتهاوي على الأريكة يمسح وجهه بكفيه تنهد يغمغم بهدوء:
- اقعدي وأنا هحكيلك كل حاجة...

طوال الطريق وهي تضع سماعات الإذن في أذنيها تحرك رأسها للامام وللخلف بتناغم مع ايقاع ما تسمع، وهو يختلس لها النظرات بين حين وآخر يبتسم عاشقا، اوقف السيارة جوار الطريق بالقرب من استراحة مطعم مشهور يعرفه الجميع، بلع لعابه يشجع نفسه عليه أن يأخذ معها الخطوة التالية، التف لها ينزع برفق احد سماعتي أذنيها يردف بهدوء:
- لينا اسمعيني.

نزعت هي السماعة الأخري تغلق ما كانت تسمع نظرت له تبتسم في هدوء بلع لعابه ليشير إلى المطعم القريب يغمغم بحذر:
- يلا هننزل ارتاح شوية من السواقة واخد فنجان قهوة دماغي هتنفجر
توسعت عينيها في فزع تنظر لما يشير للحظات لتعاود بذعر النظر إليه تتمتم فزعة:
- دا دا دا مطعم، فيه ناس، بابا مش هنا، لالالالا مش هنزل وأنت مش هتنزل مش هتسيبني هنا لوحدي...
سريعا امسك ذراعيها برفق يسيطر على حركتها يقول متلهفا برفق:.

- لينا اهدي ما حدش هيأذيكي، ما حدش يقدر يأذيكي، بلاش تخلي الخوف حاجز وهي يحبسك وراه
تجمعت الدموع في مقلتيها تحرك رأسها نفيا تهمس بصوت ضعيف خائف:
- مش هقدر يا زيدان والله ما هقدر، عشان خاطري لو بتحبني خلينا نمشي...
تنهد حزينا من حالتها ليتركها وينزل التف حول السيارة يفتح بابها مد يده لها يجذب كفها يشدها من السيارة يقول في رفق:
- يلا يا لينا، انزلي.

شدها من السيارة حرفيا يتحرك بها إلى داخل المطعم ما أن اقتربت من بابه تمسكت في ذراعه بكلتا يديها تحرك رأسها نفيا تهمس مذعورة:
- لا والنبي يا زيدان عشان خاطري نرجع.

شد على يدها يبتسم لها يحاول طمئنتها تحرك معها لداخل المطعم كانت حرفيا على وشك الدخول في جيب قميصه من شدة التصقاها بها عينيه تراقبها وهي تنظر لجميع الناس بفزع كأنهم وحوش يودون نهشها، يتمني فقط أن يمر الأمر على خير، جذبها إلى احد الطاولات يجلس امامها لا جوارها ليشعر بها تنكمش حول جسدها كأنها طفلة صغيرة، طلب زيدان له قهوة وهي طلبت عصير اناناس كما تحب، بلعت لعابها تحرك قدميها بتوتر لتجفل على جملة زيدان المرعبة:.

- لينا شكلك مرهق اوي، قومي اغسلي وشك...
توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا بعنف تكاد أن تبكي من الخوف، لتجد زيدان يناظرها بحدة يهمس:
- قومي يا لينا، شوفي الحمام فين واغسلي وشك
حركت رأسها إيجابا رغما عنها قامت تحركت خطوة واحدة لتعود اليه سريعا قبضت على ذراعه تنظر له تتوسله بصوت ضعيف:
- طب تعالا معايا.

بصعوبة ارتدي قناع البرود يحرك رأسه نفيا بهدوء تام لتعاتبه بنظراتها فقط، تحركت خطوة واثنتين، تنظر حولها مع كل خطوة كأنها تبحث عن والدها لينقذها، بينما عيني زيدان لم تفارقها، حبيبته على وشك البكاء في اي لحظة ولكنها تعليمات الطبيب ماذا يفعل.

تتحرك بخطوة كأنها طفل صغير يتعلم المشي حالا ليراها تقترب من باب المرحاض الخاص بالسيدات دخلت تغلق الباب خلفها، وقفت في المرحاض الفارغ تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تستند على حوض الغسيل تتنفس بعنف لا تصدق انها تحركت تلك الخطوات بين جموع الناس قدميها بالكاد تحملها، فتحت صنبور الماء تصفع وجهها بالماء بعنف، رفعت وجهها تنظر لانعاكاس صورتها في المرآه لتجد في تلك اللحظة سيدة تدخل إلى المرحاض نظرت لينا لها بريبة، بينما أخرجت تلك السيدة أحمر شفاه من حقيبتها تضع منه باحترافيه شديدة على شفتيها لحظات وسمعتها تسألها:.

- أنتي لينا خالد السويسي
توسعت عيني لينا في ذهول تحرك رأسها ايجابا ليتحول الذهول إلى فزع حين وجدت تلك السيدة ت...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 17 من 81 < 1 45 46 47 48 49 50 51 81 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1983 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1471 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1487 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1307 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2515 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسير ، عينيها ،











الساعة الآن 06:48 AM