logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 17 من 81 < 1 44 45 46 47 48 49 50 81 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  23-12-2021 03:29 مساءً   [139]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والعشرون

حين يفتح الماضي صفحاته من جديد، صفحات لم تغلقها الايام، خيط رفيع يربط بعنف بين الماضي والحاضر والمستقبل، خيط دم يجمع الروح والجسد.

صدمة كلمة حقا قليلة عن ذلك الشعور الذي عصف بقلبه لا يصدق من سابع المستحيلات أن يصدق أن تلك الواقفة امامها بعد كل تلك السنوات هي شهد زوجته، شهد المظلومة الذبيحة، وحسام ذلك الفتي ابنه طفله من صلبه، صوت تحطم قوي جعل الجميع ينظر للخلف حيث يقف حسام وارضا صينية الكاسات التي كان يحملها ينظر لهم عينيه شاخصة مفزوعة، تقدم كالمغيب ناحية والدته وقف أمامها ينظر لها ضائعا للحظات طوال يحرك رأسه نفيا يتمتم بذهول:.

- ايه يا ماما اللي انتي بتقولي دا، انتي تعرفي خالد باشا منين، أنا مش فاهم حاجة، انتي ليه بتقولئ اني ابنه، ما تنطقي يا ماما، أنا ابويا مختار، حسام مختار عادل، ما تفهميني...
صرخ بكلمته الاخيرة لتخفض شهد رأسها أرضا
تحرك رأسها نفيا انسابت دموع عينيها تهمس بتشتت:
- دي الحقيقة يا حسام، عايز تعرف الحكاية كلها أسأل ابوك، واقف قدامك أهو.

رفعت وجهها إليه تنظر له بحدة كارهة غاضبة نافرة عينيها يقدح فيها شرر الانتقام للماضي البعيد شدت على اسنانها تهمس بحدة:.

- ما تقوله يا باشا احكي لابنك ازاي كنت عايز تموته قبل ما يشوف الدنيا، قوله ازاي إنت إنسان معدوم القلب والمشاعر، اتجوزت عيلة صغيرة ولما حملت منك قررت أنك مش عايز تخلف منها ووديتها غصب عنها عشان تسقط اللي في بطنها، لولا اني بوست رجل الدكتور وصعبت عليه كان زمانه نفذ جريمتك، فاكر يا باشا ولا نسيت زي ما نسيت الماضي ورميته من حياتك.

كل كلمة تخرج من فمها كسكين يمزق جزء من قلبه محقة هي حقا محقة كان مسخ ليس ببشر مجرد من المشاعر والأحاسيس، يتذكر كل ما مضي جيدا كشريط عرض سريع يمر أمام عينيه.

Flash back
« حكاية شهد»
في منزل محمود السويسي
يووووووه بقي يا أمي مش هنخلص قولتلك مش هتجوز مش هتنيل: صاح بها خالد بنزق امام سيل إلحاح والدته
لتقترب زينب منه وقفت امامه تقطب جبينها تنظر له محتدة تصيح غاضبة:
- لحد أمتي يا ابن زينب، ما كنتش واحدة زبالة ما تستاهلكش أنا ما كنتش حباها البت دي وأنت اللي صممت عليها عشان شبه لينا.

تهدجت أنفاس خالد غضبا يكور قبضته يشد عليها بعنف ليترك والدته يتجه ناحية أحدي الارائك يلقي بجسده عليها، يخرج سيجار من علبته يشغلها بالقداحة أخذ نفسا قويا يزفره بحدة يغمغم بغيظ:
- بقولك ايه يا أمي من الآخر جواز مش هتجوز، أنا اللي غلطان من الاول كنت بدور على اي مسكن يعوضني على غياب لينا، إنما دلوقتي أنا مش هتجوز غيرها لو استنتها 100 سنة.

اتجهت زينب ناحيته تجذب السيجارة بعنف من يده تطفئها بغيظ في الطبق الزجاجي الصغير تخصرت تصيح بحدة:
- بطل تحرق في صدرك بالقرف دا، افرض لينا رجعت بعد عشرة ولا عشرين سنة، وافرض رجعت متجوزة ومخلفة هتعمل ايه هتطلقها من جوزها، فوق يا خالد لينا مش هترجع، أنت عارف جاسم بيكرهك قد ايه وما صدق بعدك عن لينا.

قبض على علبه سجائره بعنف ليسحقها بين أصابعه بقوة، هب واقفا يتنفس بعنف وكلام والدته يخترق جسده كالرصاص مؤلم قاسي عنيف، شد على شعره بقبضة يده يغمغم بحدة:
- بردوا لاء يا أمي أنا مش هتجوز غير لينا، مش مستعد لصدمة تانية من نسخة كمان زي رحاب
اقتربت زينب منه تقف امامه ابتسمت باتساع تتمتم بثقة:
- المرة دي أنا اللي هنقيلك العروسة، نقاوة أمك بقي مش هتختارلك اي كلام.

حرك رأسه نفيا بعنق ليتجه ناحية باب المنزل يغمغم حانقا:
- ما فيش فايدة أنا غلطان اني جيت اساسا سلام
ما كاد يقترب من الباب سمع صوت اصطدام قوي، نظر خلفه سريعا بذعر ليجد والدته ارضا فاقدة للوعي هرول ناحيتها يصرخ باسمها ليحملها بين ذراعيه يضعها في غرفتها يتصل بالطبيب، الذي حضر بعد قليل، وقف ينتظره في الخارج اعصابه تغلي فوق صفيح ساخن إلى أن خرج الطبيب من غرفة والدته ليهرع اليه يسأله فزعا:.

- خير يا دكتور طمني عليها هي كويسة
حرك الطبيب رأسه نفيا ينظر له بأسي ليتمتم بصوت حزين ملكوم:
- لا يا بنتي مش كويسة والدتك كانت شبه هتدخل في ازمة قلبية بس الحمد لله لحقناها، والدتك مش حمل اي زعل اي كان، وياريت تهتموا بالاكل والادوية كويس عن اذنك.

أوصل خالد الطبيب إلى باب المنزل ليبعث احدي الخادمات تحضر الدواء صعد سريعا إلى غرفة والدته يفتح بابها بهدوء ليدخل إلى الغرفة، يمشي برفق حتى لا يزعجها جلس جوارها على الفراش يمسك بكف يدها وهي نائمة يلثمه بقبلة صغيرة يتمتم نادما:
- حقك عليا يا أمي ما كانش قصدي ازعلك قومي انتي بس وأنا هعملك كل اللي انتي عيزاه.

في تلك الاثناء بدأت زينب تتأوه بصوت خفيض تفتح عينيها شيئا فشئ بصعوبة ليقع عينيها على وجه خالد المبتسم ينظر لها نادما نظرت له بعتاب صامت للحظات لتشيح بوجهها بعيدا
لتسمعه يهمس سريعا بندم:
- أنا آسف يا امي حقك عليا، وحياتي عندك ما تزعلي مني، اللي انتي عيزاه كله أنا هعمله
عايزاني اتجوز، حاضر هتجوز واختاري العروسة اللي تعجبك.

لفت وجهها تنظر لوجه ابنها رأت بوضوح الألم والحسرة تقتل لمعة عينيه بلعت غصتها تقنع نفسها أن ذلك هو الصالح له لتهمس بشحوب:
- يعني خلاص هتسمع كلامي وتتجوز
اغمض عينيه يشد عليها ألما ليحرك رأسه إيجابا بخفة قلبه يرفض وعقله يرفض حكم قلبه، همس بصوت خفيض متألم:
- موافق يا أمي، بس لا شبكة ولا خطوبة كتب كتاب وفرح على طول، ويكون في أسيوط عند عمي.

عقدت زينب ما بين حاجبها لا تفهم سر رغبة والدها من ذلك الأمر ليتحرك رأسها ايجابا بلا تردد، اخيرا واقف على اي حال
مر اسبوع على تلك المناقشة بينهم، كان يجلس في مكتبه يكتب فقط اسمها على صفحات الأوراق امامه يتمني بحرقة قلبه الملتاع أن تتخرج من عقله وتتجسد امام عينيه ولو لدقائق تروي فيهم عطش قلبه لها
أخرجه من شروده صوت دقات هاتفه، نظر للمتصل والدته فتح الخط يضع الهاتف على أذنه ليجدها تبادر قائلة بسعادة:.

- لقيتلك حتة عروسة قمر يا خالد تقول للقمر قوم وأنا اقعد مكانك وبنت كويسة وطيبة و...
قاطعها وصلة مدحها المتواصلة بتلك العروس يغمغم مبتسما بألم لم تراه:
- خلاص يا أمي اي واحدة والسلام، حددوا ميعاد تسافروا فيه عشان اخد اجازة واجيلكوا
سمع صوت شهقة والدته المذهولة لتمتم بعدها بتعجب:
- طب تعالا حتى شوفها يمكن ما تعجبكش
غص فؤاده ألما لن ترضيه أي اثني طالما ليست هي، تنهد يزفر لهيب حرقة قلبه يغمغم بلامبلاة:.

- كفاية أنها عجبتك بلغوني بس الميعاد امتي عشان اجي، سلام
ودع والدته يغلق معها الخط ليخفي وجهه بين كفيه يشد على شعره بعنف قلبه يرفض يصرخ يثور، قلبه في كفة ووالدته المريضة في كفة اخري لن يكون ابدا سببا في إيذائها يكفي ما قاله له الطبيب.

مرت أيام طويلة كئيبة عليه هو خاصة تتجسد له في كل لحظة من لحظات عشقها مؤلم مرض ينهشه بلا رحمة، ( نهاية الشهر ) رسالة وصلته من والدته أنهم سيسافروا جميعا مع عروسه المنتظر نهاية الشهر الحالي اي بعد أيام فقط، لم يهتم حتى لمعرفة شكل العروس، سنها، اسمها، اي معلومة عنها لم تكن لتهمه ابدا...

شريط سريع يمر أمام عينيه وصل لاسيوط قبل الزفاف بعدة ساعات قليلة عتاب وصراخ من والدته أن ما فعله لا يصح، مر وقت قصير ليجد حاله يرتدي جلباب ابيض يضع فوق كتفيه عباءة من الصوف الاسود لا يعرف حتى متي ارتداهم، يجلس على يمين اريكة في المنتصف المأذون رجل عرف مصادفة أنه خال العروس وحقا لم يهتم، وضع يده في يد ذلك الرجل لتتبدل الصورة امام عينيه، جاسم أمامه يضع يده فئ يده يردد كلاهما خلف المأذون، لتتوسع ابتسامته يهتف بتلهف:.

- قبلت زواج موكلتك لينا جاسم الشريف
اجفل من شروده السعيد على صوت المأذون يقول متعجبا:
- لينا مين يا ابني شهد، شهد محروس
اختفت ابتسامته، انطفأت لمعة عينيه يردد بصوت باهت خامل ما قاله المأذون، وقع على عقد زواجه من أخري بأحرف حزينة متألمة، انتهي فقام متجها إلى أعلي خلفه صوت أعيره نارية تتصاعد صوت جده يهتف فيه:
- ما تنساش المنديل يا ولدي.

حرك رأسه ايجابا ينظر له بخواء، اتجه ناحية غرفته يفتح بابها ليجد على الفراش جسد صغير يوليه ظهره بفستان زفاف، ابتسم ساخرا وقلبه يعتصر ألما يا ليتها هي، اقترب يجلس جوارها لتبتعد عنه قليلا خجلة ابتسم متهكما يرفع « طرحة » الزفاف من فوق وجهها ليقطب جبينه متعجبا ينظر لقسمات تلك الفتاة جميلة لا ينكر بشرتها سمراء عينيها خضراء قسماتها بريئة إلى حد انها تشبه الاطفال، هب واقفا امامها يسألها مذهولا:.

- انتي عندك كام سنة
رفعت وجهها له تنظر لعينيه تبتسم خجلة لتمتم بصوت خفيض:
- 17
توسعت عينيه فزعا ليهرول من الغرفة كمن رأي وحشا فيها نزل يركض لأسفل لينظر الجميع له بذهول اقترب من والدته يصيح فيها غاضبا:
-17 سنة، جيبالي طفلة صغيرة وتقوليلي نقتلك عروسة، انتي ازاي حتى تعملي كدة دي عيلة صغيرة
كان غاضبا ثائرا مغتاظا ولكن ما اشعله أكثر نظرة البرود واللامبلاة التي ارتسمت على وجه والدته ابتسمت تتمتم بهدوء:.

- وفيها ايه يعني ما أنا متجوزة وأنا قدها لا عيب ولا حرام، وبعدين البنت كويسة ومحترمة وأهلها ناس غلابة
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد ينظر لوالدته يتمتم باشمئزاز:
- فاشترتيها مش كدة، الجوازة دي لا يمكن تتم
شهقت زينب مصدومة تنظر له بذهول ليسمع صوت جده يصيح من خلفه بحزم:
- أنت ادبيت ولا ايه يا ابن محمود، العيلة كلها مستنية البشارة وأنت تقولئ الجوازة لا يمكن تتم.

وبما انها باتت مسرحية هزلية بنكهة الكوميديا السوداء تدخلت عمته أيضا تحاول إقناعه بتلك الجريمة:
- فيها ايه بس يا ولدي اصغر منيها وبيتجوزوا ويخلفوا كمان، اخزي يا حبيبي واطلع لعروستك
نظر لهم جميعا باشمئزاز ليتجه ناحية أحد المقاعد جلس عليه يضع ساقا فوق اخري يتمتم ساخرا:
- مش طالع انا حابب القعدة هنا، ومش هشارك في الجريمة دي، واعلي ما في خيلكوا اركبوا.

صمت قاتم حلق فوق رؤوس الجميع لينظر مندور لحفيده بحدة غاضبا من تصرفه الارعن كما يري، ليدق بعصاه الأرض يصيح غاضبا:
- بقي اكدة يا خالد، ومالوا خليك، رسمية وزينب خدوا معاكوا اتنين من نسوان العيلة ونخليها دخلة بلدي
توسعت عينيه فزعا ليهب سريعا وقف امام السلم يمنعهم من الصعود يصيح فيهم غاضبا خاصة حين وجد عمته بصحبة امه يشرعان في الذهاب:.

- انتوووا اييييه مش بني آدمين دي عيلة صغيرة، عمري ما هسامحك يا أمي على اللي عملتيه دا، دي مراتي ما حدش هيقربلها، أنا هجبلكوا اللي انتوا عايزينه
تركهم واتجه سريعا لأعلي يدخل غرفته يغلق الباب عليه من الداخل يبحث عنها ليجدها تقف في نهاية الغرفة تنظر له تبكي ترتجف خوفا ليكور قبضته يشد عليها يحاول إسكات صوت ضميره ولو قليلا اتجه ناحيته يغمغم بكلمة واحدة:
- أنا آسف يا شهد.

في نهاية تلك الليلة الطويلة بعدما اعطاهم ما ارادوا، تسطح على الفراش يحاول النوم قلبه يتفتت ألما خاصة وهو يسمع صوت بكائها الضعيف الخائف، مذنب شارك معهم في جريمة ذبح براءة تلك الصغيرة بلع لعابه الجاف ينظر لها نادما للحظات ليغمض عينيه يجبر نفسه على أن يغط في نوم عميق، لحظات ربما ساعات لتلتفت تلك النائمة جواره تنظر لقسمات وجهه وهو نائم بعينيها الحمراء الباكية نظرة غريبة مزيج من الخوف والعتاب والحب، تحبه وهو لا يعلم تراقبه منذ سنوات، تعشقه بقلب طفلة بريئة.

في صباح اليوم التالي سافر خالد لمؤمرية عاجلة لم تره العروس سوي بضع ساعات يوم زفافهم وسافر، شهر كامل وهي تمكث في منزل والدته تمنعها زينب حتى من الخروج للحديقة متحججة بأنها اوامر زوجها...

إلى أن جاء ذلك اليوم كانت في غرفته تجلس على فراشه تمسك صورته تنظر لها مبتسمة تتحسس بأصابعها ملامح وجهه لا تصدق حقا أنها تزوجته، لتجفل على صوت زغاريد عالية قادمة من أسفل وصوت زينب ترحب به بسعادة وصوته هو، أصفر وجهها تسارعت دقات قلبها تكاد تخترق صدرها وضعت صورته من يدها سريعا أرادت الهبوط لأسفل ولكنها حقا لم تجرؤ، لم تمر سوي دقائق وشعرت بحركة باب الغرفة نظرت سريعا ناحية الباب لتجده يدخل من الباب، اضطربت دقاتها خوفا تنظر له تبتسم متوترة لتقف سريعا جوار الفراش تهمس بصوت متلعثم خجول:.

- حححمد لله على السسلامة
ابتسم في جفاء يحرك رأسه إيجابا ليتوجه إلى دولاب ملابسه يفتحه لتتوسع عينيه غضبا حين رأي ما حل به، تقدم ناحيتها يقبض على رسغ يدها يصيح فيها غاضبا:
- كان في هدوم محطوطة جنب هدومي راحت فين
اصفر وجهها ذعرا بلعت لعابها تحاول السيطرة على دقات قلبها الهادرة تهمس مرتجفة:
- دي هدوم بنات، أنا شيلتها وحطتها في كيس تحت السرير.

دفعها بعيدا عنه بعنف لينحني أسفل الفراش يجذب تلك الحقيبة، أخرج الملابس منها يقربها من انفه يشمها بعنف كأنها جرعة هيروين فاخرة، وضع الملابس مكانه ليلتقط ثيابه متجها ناحية المرحاض، التفت لها قبلا يهتف بحدة:
- الهدوم دي ما تتشالش من مكانها تاني فاهمة.

حركت رأسها إيجابا سريعا بخوف تنساب دموعها رغما عنها ليزفر حانقا يدخل إلى المرحاض، تقدمت هي ناحية دولاب ملابسه تلتقط قطعة من تلك الملابس تنظر لها مغتاظة غاضبة تنساب دموعها تهمس في نفسها كارهة:
- طبعا دي هدومك لينا، بكرهك يا لينا وهفضل اكرهك طول عمري
مسحت دموعها سريعا حين سمعت دقات على باب الغرفة لتتقدم تفتح الباب طلت زينب تحمل صينية طعام كبيرة عليها ما لذ وطاب نظرت لشهد تبتسم باتساع:.

- الاكل، اكليه كويس بقاله شهر مسافر هتلاقي معدته نشفت من قلة الاكل
حركت رأسها إيجابا سريعا تأخذ من زينب صينية الطعام دخلت تضعها على الفراش تجلس على حافته تبكي في صمت من المؤلم أن تحب رجل قلبه مع أخري، خرج خالد بعد دقائق نظر ناحيتها ليجدها تبكي في صمت زفر حانقا يتمتم في نفسه بسخط:
- متجوز طفلة، ربنا يسامحك يا أمي
تقدم يجلس جوارها على الفراش بالقرب منها حمحم يضع يده على كتفها يتمتم بترفق:.

- ما تزعليش ما كنش قصدي ازعقلك
رفعت وجهها تنظر له تبتسم في عشق تحرك رأسها إيجابا تغمغم بخفوت ناعم:
- أنا ما اقدرش ازعل منك، الاكل بقالك كتير مسافر اكيد وحشك اكل البيت.

ابتسم بلا حياة ابتسامة جافة باردة ليقرب صينية الطعام منه يلتقط منها بعض اللقيمات وهي تجلس تراقبه مبتسمة بحب، دون وعي بحركة غير محسوبة مدت يدها تبسطها على جانب وجهه الأيسر تتحسه بنعومة تبتسم بحالمية ليلتوي جانب فمه بابتسامة ساخرة يتمتم متهكما:
- ايه يا شهد وحشتك، دا انتي ما شوفتنيش غير ساعتين ما لحقتيش تحبيني يعني عشان اوحشك.

سحبت يدها سريعا تنظر له متوترة مرتبكة ليبتسم ساخرا دون أن ينطق بحرف عاد يكمل طعامه اردف دون أن ينظر لها حتى:
- جهزي شنطة هدومك عشان هنمشي نروح شقتنا.

ابتمست بتوسع وكلمة ( شقتنا ) تدق في قلبها قبل أذنيها، منزل خاص منفرد لهما هما فقط دون تحكمات والدته شئ أكثر من رائع قامت سريعا تضب حقائبها ترغب في الهروب من ذلك السجن بأي شكل كان، ولكنها حقا خرجت من زنانة لاخري شقة خالد لم تكن سوي سجن حصين مخيف بارد، يغلق الباب عليها من الخارج بالمفتاح، لا هاتف لا خروج لا يسمح لها حتى بالحديث مع الجيران، تقضي يومها بأكمله تشاهد التلفاز حتى يأتي ليلا يتناول طعامه وينام.

كانت كالعادة تنتظره على الاريكة المقابلة لباب شقتهم تشاهد التلفاز انتفضت حين انفتح الباب بعنف ليدخل خالد نظرت ناحيته متعجبة خاصة حين رأته يترنح في مشيته غير متزن يتحرك بتوهان يحمل علبة كعكعة كبيرة في يده، وضع العلبة على الطاولة لينظر لها يبتسم باتساع ليقترب منها يعانقها بقوة انكمشت ملامحها مشمئزة من رائحة الخمر المنبعثة منه لتجده يتمتم بثقل:.

- كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتى، عيد ميلاد سعيد يا لوليتا، وحشتيني اوي كل دا بعد، تعالي تعالي نطفي الشمع
جذب يدها خلفه رغما عنها يتجه بها ناحية قالب الكعكعة الكبير لتنظر له بألم تجسد بدموع حارقة تغطي وجهها ليخرج قداحته يشعل تلك الشموع، يغني بصوت ثقيل مبعثر:.

- يلا حلا بلا بلا حيوا ابو الفصااااد هيييه هيكون عيد ميلاده الليلة أسعد الاعياد، فليحي ابو الفصاد، هيييه، اخيرا رجعتي لحضنئ يا لوليتا، جبتلك الكيكة بالشوكولاتة زي ما بتحبيها
قطع جزء صغير يقربه من فمها لتغيم حدقتيها ألما تنظر له بجزع ليضع القطعة فئ فمها يبتسم باتساع، يعانقها بقوة يشتم رائحتها يقول بثمالة:
- رحيتك اتغيرت ليه، اوعي تغيري البرفن بتاعك، وحشتيني وحشتيني اوي.

انتحبت وعلا بكائها تحاول ابعاده عنها لتشهق فزعة حين حملها بين ذراعيه يتحرك بها ناحية غرفة النوم لتنتفض بين يديه تحاول تحرير نفسها تصيح باكية:
- فوق يا خالد أنا مش لينا، أنا شهد مش لينا
ألقاها على الفراش ينظر لها يبتسم باتساع يتمتم ضاحكا غائبا عن العقل:
- هششش انتي بتقولي كدة عشان تمشي زي كل مرة، المرة دي مش هسمحلك تسبيني ابداااااااااااا.

وكانت تلك. هي آخر كلمات سمعتها منه، حين حل الصباح وبدأ يستفيق ويفتح عينيه شيئا فشئ، يحرك رأسه للجانبين وقعت عينيه عليها تجلس بعيدا تضم ركبتيها لصدرها تبكي تضع يدها على فمها، مد يده يفرك رأسه صداع قاتل يفتك به، اعتدل بصعوبة ينظر لها متعجبا يحاول تذكر ما حدث، آخر ما يتذكره حقا هو أن بالأمس عيد ميلاد لينا، وأنه ظل يحتسي الشراب بكثرة ولا يتذكر اي شئ بعد ذلك، نظر لحالتها الخائفة، مد يده يلتقط عباءتها المنزلية الممزقة لم يكن من الصعب تخمين ما فعل، التفت برأسه لها لا يجد ما يقوله مد يده يسمك بكف يدها حاولت نزعه ليشدد عليه نظر لمقلتيها الخائفة يهمس بصوت خفيض يقطر ندما:.

- أنا آسف أنا ما كنتش في وعيي والله يا شهد، أوعدك أن دي هتبقئ آخر مرة اشرب فيها بالمنظر دا، حقك عليا
قالها ليخرج من الغرفة دون أن يسمع ردها حتى، ليمر اسبوعين بعدهما الحياة بينهما فاترة لا روح فيها تراقبه ليل نهار تنظر له خلسة بين كل لحظة واخري وهو حقا لا يبالي
في صباح يوم جمعة يجلس أمام التلفاز يتناول كوب قهوته حين رآها جاءت من العدم تقف امامه تحجب عنه الرؤية ليزفر يتمتم حانقا:
- اوعي يا شهد مش شايف.

وضعت علبة من البلاستيك صغيرة الحجم امامه على الطاولة لتتنحي جانبا، بينما قطب هو جبينه ينظر لتلك العلبة يقطب جبينه ينظر لها مستفهما خطين من اللون الأحمر ماذا يعنيان هو حقا لا يعرف تمتم مستفهما:
- ايه دا يا لينا، قصدي يا شهد
زفرت حانقة يناديها باسم لينا مئة مرة في اليوم نظرت له تبتسم ساخرة:
- دا اختبار حمل، مبروك هتبقي بابا.

توسعت عينيه فزعا ليهب واقفا يمسك بذلك الشئ ينظر له للحظات مذهولا مما تقول شلت الصدمة حواسه ينقل انظارها بين ذلك الشئ في يده وهي!، تحمل طفل منه لالالا لن يسمح بذلك لينا فقط من لها أن تحمل بطفل منه، قبض على ذراعها يسألها مذهولا:
- انتي متأكدة
ابتسمت متألمة من ضغط يده على ذراعها لتتمتم متهكمة:
- عندك الاختبار اهو اتأكد يا بابا
ساد غضب أعمي عينيه لتسود حدقتيه، غرز أصابعه في ذراعها يهزها بعنف يصرخ غاضبا:.

- دا على جثتي اللي في بطنك دا لازم ينزل، انتي فاهمة...
شهقت مذعورة مما يقول لتحرك رأسها نفيا تبكي بعنف تضع يديها على بطنها كأنها تحمي رضيعها من بطش والده تهمس متوسلة:
- لا يا خالد ابوس ايدك دا ابنك، ازاي عايز تموت ابنك...
القاها على المقعد خلفها مال ناحيتها يتمتم متوعدا:
- ابني مش ابني اللي في بطنك هينزل يعني هينزل، ودا آخر اللي عندي.

اعتدل واقفا يلتقط هاتفه استطاعت أن تعرف من مكالمته القصيرة أنه يتفق مع طبيب يعرفه على إجراء عملية إجهاض لها، اغلق الخط ينظر لها يبتسم متهكما ليتجه للداخل احضر جلباب اسود وحجاب من نفس اللون يلبسها إياهم قصرا، بينما هي تصيح فيه تتوسله باكية:
- لا يا خالد، والنبي يا خالد عشان خاطري ما تموش ابني، وحياة لينا عندك، حرام عليك أنت مش بني آدم.

لم يحرك قلبه كلمة واحدة مما قالت اركبها رغما عنها سيارته طوال الطريق تبكي تتوسله وهو يغض الطرف عنها كأنها غير موجودة من الأساس يفكر في شئ واحد أن عادت لينا ووجدت لديه طفل سترفض الزواج منه، وهو لن يسمح بذلك ابدا، وصل لعيادة الطبيب في منطقة شبه فارغة لينزل منها يجذبها رغما عنها إلى غرفة الطبيب القاها بداخلها ينظر للطبيب يتمتم ببرود قاسي:
- شوف شغلك وزي ما اتفقنا هديك اللي تطلبه.

تركها وخرج من الغرفة لتميل على قدمي الطبيب تقبلها تصيح باكية:
- ابوس رجلك، بلاش ابني، ربنا يخليلك عيالك
رفعت جسدها تمسك بيد الطبيب تقبلها تنتحب تتوسله باكية:
- ابوس ايدك، وحياة اغلي ما عندك ما تاخده مني...
رق قلب الطبيب العجوز لمشهد تلك الفتاة الباكية ليساعدها تقف نظر لها مشفقا على حالها يتمتم بصوت خفيض حذر:
- طب اهدي، وحياة ولادي ما هاخده منك، بس ساعديني نقنعه ان فعلا الموضوع تم.

حركت رأسها إيجابا سريعا تنظر له ممتنة تبتسم، تبكي أخذتها الممرضة تلبسها الثوب الخاص بالجراحة لتتسطح على الفراش، بدأ الطبيب يجهز الغرفة حولها كأنه اجري العملية بالفعل، مرت ساعة وهي تجلس تنظر حولها ليخبرها الطبيب بما عليها فعله تتصنع انها تفق من المخدر، لتجده جوارها ينظر لها بخواء بلا اي مشاعر بكت بحرقة صحيح انها لم تفقد الجنين ولكن فقدت قلبها للتو نظرت له بكره تتمتم كارهة:.

- طلقني مش عملت اللي إنت عايزه طلقني وابعد عني
تنهد يرفع كتفيه بلامبلاة ليقم من مكانه وقف بالقرب منها ينظر لها للحظات ليتمتم بهدوء قاسي:
- انتي طالق
ومن ثم غادر، رحل ولم يعد
Back.

تهاوي على الأريكة ذكرياته تمر أمام عينيه يراها جيدا يشعر بالخزي والاشمئزاز لما كان عليه، اخفي وجهه بين كفيه يغمض عينيه ألما ليشعر بيد تقبض على تلابيب ملابسه بقوة نظر للفاعل ليجد حسام يقبض على ملابسه ينظر له بكره يصيح فيه غاضبا:
- أنتي احقر بني آدم على وجه الارض!

توسعت عيني زيدان غضبا على ما قاله حسام للتو كاد أن يقترب منه ليشير له خالد بيده ليبقي مكانه، دقيقة اثنتات ثلاثة لتصدح صوت شهقة شهد الفزعة على ابنها حين هوي بعنف وقسوة يد خالد على وجه حسام، صفعة قاسية مدوية، توسعت عيني حسام في صدمة على إثرها ليقبض خالد بيسراه فقط على تلابيب ملابس حسام جذبه ناحيته ينظر لعينيه بقوة ابتسم يتمتم اسمه بتلذذ:.

- حسام خالد محمود السويسي، ايدك لو اترفعت تاني هقطعالهت ماشي يا ابن خالد!

يصفعه، بعد كل ما فعله بعد جرائمه التي لا تحصي في حق والدته يصفعه بتلك البساطة، ألم قوي يحرق فكه ولكنه لا يضاهي ذرة ألم واحدة من التي تحرق روحه
رفع وجهه بنظر له غاضبا عينيه كجمر نار متقد على مرجل قلبه المشتعل، تنفس بعنف يبتعد عنه خطوة للخلف ينظر له كارها ساخطا حاقدا، كور قبضته يشد عليها شد على اسنانه يردف بهسيس غاضب:.

- أنا مش ابنك ولا عمري هكون انت فاهم، كنت حاجة كبيرة اوي في عينيا، أنت مش متخيل أنا شايفك ازاي دلوقتي لولا بس أنك خال زيدان أنا كنت دفعتك تمن القلم دا غالي
قالها ليتركهم مندفعا إلى غرفته يصفع الباب خلفه بعنف وقوة.

صمت يطغي على المكان زيدان يقف مذهولا لا يصدق ما يحدث يشعر بأنه داخل أحد الأفلام الهندية، لا يجد ما يقوله فقط ينظر إلى خاله حزينا متألما، عقد جبينه يعقد الخيوط القديمة لتنفك العقد الجديدة حين رأي حسام لأول مرة.

كان كالعادة امام قبر والده يبكي تنساب دموعه كطفل صغير يشتاق لبعض الأمان، قام يقرأ الفاتحة لأبيه ليخرج من المقابر، يمشي بين طرقاتها ليلا الحزن يفتك قلبه، حين سمع صوت بكاء خفيض يأتي بالقرب منه، فضوله اخذه ناحية الصوت المكان مظلم ولكن أعمدة الإنارة أرته من يقف عند أحد القبور خاله! يقف هناك لما وما الذي جاء به إلى هنا، قرأ الاسم المكتوب على الشاهد ليقطب جبينه متعجبا يردد مع نفسه: ( مختار عادل )، مين دا وخالي يعرفه منين.

اقترب منه تلقائيا يسأله بدهشة:
- خالي إنت بتعمل ايه هنا
التفت الشاب بوجهه ليقطب زيدان جبينه متعجبا في دهشة اذهلته ملامح خاله بنسبة اكثر من تسعين في المئة تختلف عيني الشاب السوداء، ذقنه الحليق ملامحه الشابة، فغر فاهه ينظر لذلك الشاب حين بادر يسأله:
- خالك مين حضرتك.

اقترب زيدان اكثر يقف أمام ذلك الشاب بالقرب منه للغاية، ينظر لملامح الشاب أمامه مذهولا، ليحرك رأسه نفيا يغمض عينيه ويفتحهما بلع لعابه يسأله مذهولا:
- أنت مين، يا نهار ابيض على الشبه لولا اني عارف اني خالي ما عندوش غير بنت واحدة كنت قولت أنك ابنه
ابتسم الشاب ابتسامة باهتة ليمد يده يود مصافحة الواقف امامه يقول ببساطة:
- أنا حسام مختار، دكتور نسا وأنت.

لم يفق من صدمته حتى الان مد يده يضعها في كف الشاب يغمغم مذهولا:
- زيدان الحديدي، ظابط شرطة، أنت متأكد أنك ما تعرفش خالد السويسي
ضحك حسام بخفة يحرك رأسه نفيا يقول بمرح باهت:
- لا يا سيدي ما اعرفش خالد السويسي، أنا حسام مختار عادل، والدي كان بيشتغل مدرس في السعودية ورجعنا مصر من حوالي سنتين، والدي توفي بعد رجوعنا على طول، وعلى فكرة يخلق من الشبة اربعين، اي معلومات تانية يا حضرة الظابط.

حرك زيدان رأسه نفيا ليتركه ويخرج من المكان بأكمله، عقله يعجز عن تفسير ذلك الشبه العجيب، ترك سيارته على الجانب الآخر، اتجه يسير شاردا يفكر في كل شئ لينا حبيبته العصية، خاله ذلك الشاب والشبه الغريب بينه وبين خاله، اجفل على صوت زامور شاحنة التفت جواره ليجد شاحنة نقل كبيرة تتحرك مسرعة على وشك الاصطدام به، ربما الموت هو خير خيار لينتهي من حيرته يشتاق لابيه ويرغب فقط في أن يكون جواره اغمض عينيه يستقبل الموت برحابة، ليشعر فجاءة بيد تجذبه للخلف بعنف ليسقط على ظهره ارضا بعيدا عن الشاحنة، فتح عينيه ينظر جواره ليجد ذلك الشاب ملقي جواره ارضا يلهث بعنف نظر له يصيح حانقا:.

- الله يخربيتك أنت مجنون، كنت هتموت يا اهبل
ظل الاثنان ينظران لبعضهما البعض فترة قصيرة لينفجرا في الضحك هما حتى لا يعرفا لما يضحكان ولكن كل منهما يشعر بحاجة ماسة لتلك الضحكات، مد زيدان يده يود مصافحته تلك المرة كاصدقاء:
- زيدان
توسعت ابتسامة حسام ليصافحه سريعا بحرارة يقول مبتهجا:
- حسام.

عاد من ذكراه القصيرة ينظر لخاله لم يكن ابدا يظن في ابعد أفكاره أن حسام سيكون ابن خاله وشقيق زوجته يال السخرية حسام لم يطق لينا يوما وها هو اليوم اخاها!
نظر لخاله يبلع لعابه الجاف، ليقم من مكانه متجها إلى غرفة حسام...
ليبقي شهد وخالد معا كل منهما صامت متجهم، نظر خالد لشهد الجالسة على مقعد بعيد عنه لحظات صمت ليردف بعدها:
- ليه، ليه خبيتي عليا أن عندي إبن ازاي تكتبيه باسم راجل تاني.

توجهت شهد بمقلتيها لذلك الجالس امامها لتبتسم ساخرة تقول في تهكم:
- تصدق فعلا أنا غلطانة ازاي اعمل كدة، ايه القسوة دي، احرم ابن من ابوة كان عايز يقتله قبل ما يشوف النور قمة الجحود
ابتلع غصته القاسية يضم قبضته يحرص يجبر فمه على الصمت ليسمع ضحكاتها المريرة ضحكات متألمة ذبيحة تلاها صوتها المسفوح ألما:.

- أبشع شعور في الدنيا أن تحب واحد ما عندوش قلب، أنا حبيتك، حبيتك حتى من قبل ما اتجوز، طبعا أنت ما تعرفش وما يفرقش معاك أنا كنت ساكنة في نفس الشارع اللي كنت ساكنين فيه زمااان كنت بشوفك كل يوم وأنت ماسك ايد لينا، بتخرجها بتفسحها كتير اتمنيت اني اكون مكانها اتعلقت حبيت ضحكتك وحنيتك اللي دايما بشوفك بتغرقها بيها، بس يا ريت الامنية دي ما تحققت ما هو اصل أنا مش لينا.

انا شهد البنت الغلبانة اللي ابوها مات وخالها باعها لجوازه غنية مهرها كتير
شهد اللي حبت واتجرحت.

العيلة الصغيرة اللي عندها 17 سنة اللي جوزها اغتصبها يوم فرحها وحماتها حبستها في بيتها أحسن تخرج وتخون ابنها، من سجن لسجن اترميت، لما عرفت اني حامل فرحت رغم كل اللي حصل وكل اللي عملته فرحت، تعرف يعني ايه ابقي في حضن جوزي وهو بيتكلم معايا على اني واحدة تانية، قولت يمكن يفرح لما يعرف أنه هيكون ليه ابن، بس كنت غلطانة، أنت ما بتشوفش غير نفسك ولينا وبس انما شهد تدوس عليها، شهد تدبحها، شهد مالهاش لازمة، ودلوقتي جاي تقولي ازاي اخبي عليك، ازاي اكتبه باسم راجل تاني، كنت عايزني اقولك عشان تموته، زي ما كنت عايز تموته وهو لسه ما شافش الدنيا...

وصمتت أخرجت كل ما يجيش في قلبها اعباء سنوات وسنوات ارتكزت فوق سطح قلبها المريض المتعب، انسابت دموعها في الأخير تنعي مآساتها ببكاء صامت، رفع وجهه اليها يغمض عينيه ألما يشعر بالاشمئزاز من نفسه، قام من مكانه يتجه اليها بخطي بطيئة جذب مقعد يجلس امامها اسند مرفقيه لفخذيه حين جلس لتبتسم ساخرة، حسام دائما ما يفعل تلك الحركة مين يجلس من شابه أباه فما ظلم كما يقولون الا يكفي أنه تقريبا نسخة تشبه في الملامح يتصرف الطباع ذاته دون أن يتطبع بها، تنهد خالد ألما ينظر لوجهه ليهمس بصوت مثقل قاتم:.

- أنا مش هبرر اللي عملتله يا شهد ما فيش اي حاجة تبرر بشاعة اللي تعرضتيله بسببي، بس صدقيني أنا اتغيرت وندمت دورت عليكي كتير عشان بس اطلب منك تسامحيني، ربنا خد حقك مني تالت ومتلت يا شهد بنتي الصغيرة ماتت وهي عندها 7 سنين، مراتي شالت الرحم وما بقتش تقدر تخلف، دي بس حاجات بسيطة من اللي حصلت، أنا اهو قدامك يا شهد مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني، اطلبي اي مبلغ مليون عشرة، لو عايزة ثروتي كلها أنا مستعد اتنازلك عنها، اي طلب كان أنا مستعد احققه.

أطالت النظر لقسمات وجهه وسيم لم تتغير ملامحه وكأن العمر يزيده تألقا لا ينقص منه شيئا، ولكن نيران الغضب والانتقام التي اشعلتها رؤيته من جديد، تريد فقط الثأر لما فعله بها قديما تثأر لشهد القديمة من شهد الآن
ركزت مقلتيها لمقلتيه تنظر لجوف عينيه العميق بئر لا نهاية له بلعت لعابها الجاف تتمتم بجفاء:
- عايزني اسامحك فعلا.

حرك رأسه ايجابا بهدوء ينظر لها قلبه مرتاب ولكنه بالطبع لن يظهر، لحظات صمت طووووويلة ليسمعها تقول بعد ذلك في هدوء اصابه بالصدمة:
- اتجوزني!

في داخل غرفة حسام يجلس على فراشه يخفي وجهه بين كفيه لا يعرف أيفرح يحزن يبكي، كذبة حياته باكملها ليست سوي كذبة
مصدوم مذهول مما عرف لتوه الآن فقط فهم سر تشتت مشاعره لما يشعر بأنه شخص وآخر مختار والده الذي رباه كان شخص مسالم هادئ سلبي في بعض الأحيان كان دائما يزرع فيه قيم لم تعجبه ابدا
- حسام ما تتخانقش مع حد
- حسام لو حد اتخانق معاك ما تضربوش
- حسام ما تعملش مشاكل من اي نوع.

- حسام خليك دايما جنب الحيط
- حتى لو حقك يا حسام سيبه
قيم يحاول والده زرعها في أرض ثائرة حانقة لا تهدئ لا تترك ثأرها، كرامتها فوق الجميع، كان الشئ ونقيضه في آن واحد.

وقف متجها إلى مرآة غرفته ينظر لملامح وجهه لتسود عينيه غضبا، يرغب في تشويه قسمات وجهه، بينما يجلس زيدان على احد المقاعد لا يجد ما يقوله هو إلى الآن على اتم يقين أنه نام وإن ما يحدث ليس سوي حلم غريب من نوعه، بلع لعابه يبتسم متوترا ليردف قائلا بمرح باهت:
- شوفت يا عم اديك طلعت اخو البومة، يعني أنت كمان بومة.

مزحة سخيفة هو يعلم ولكنه حاول فقط أن يخفف عن صديقه، اجفل على صوت الباب يفتح ليدخل خالد إلى الغرفة اشار بعينيه لزيدان ليخرج الأخير يغلق الباب خلفه، تقدم خالد إلى الداخل خطوة واحدة ليلتف حسام له يصرخ غاضبا:
- انت ايه اللي دخلك اوضتي، هتعيشلي بقي في دور الأب اطلع برة، برة
رماه خالد بنظرة ساخرة متهكمة ليتجه ناحية فراش حسام يجلس عليه ربت بيده على الفراش جواره ينظر للواقف بهدوء مغمغما بتهكم:.

- تعالا اقعد يا حسام، من ساعتين كنت بقولك لو كنت ابني كنت قتلتك وتطلع ابني فعلا، سخرية القدر أن محب البوم يطلع ابني
لم تتغير تعابير وجه حسام الكارهة الباردة فقط عقد ذراعيه امام وجهه يتمتم ساخرا:
- هو إنت ما بتسمعش ولا السن بقي امشي اطلع برة اوضتي وبيتي وحياتي، يا ريتني ما قابلتك يا أخي.

تجهم وجه خالد اشتعلت مقلتيه غضبا هو نفسه لا يصدق أن اصبح أب للمرة الثانية والاولي والثالثة مشاعره ثائرة حائرة مضطربة، ذلك الشاب اليافع الواقف امامه هو ابنه من صلبه يسهل للاعمي أن يلاحظ الشبه الكبير بينهما، ليضحك في نفسه ساخرا الشبه ليس في الشكل فقط، ذلك الاحمق سليط اللسان تماما كوالده، اسودت حدقتي خالد غضبا ليزمجر غاضبا:
- ولاااا اتزرع اقعد لقوم ارزع دماغك في الحيطة.

حسنا مهما علا زئير الشبل لا يعلو فوق زمجرة الأسد، انتفض قلب حسام مرتبكا لا كذب في قول خائفا من صوت خالد الغاضب اقترب من الفراش ينظر لخالد ساحظا ليجلس على حافته بعيدا عنه يشيح بوجهه للاتجاه الآخر، ليبتسم خالد شبح ابتسامة دقات قلبه تتقافز فرحا ولده طفله ابنه يجلس جواره، اقترب منه يجلس بالقرب منه مد يده يقبض على فك حسام يدير وجه الأخير اليه ينظر لقسمات وجهه يبتسم شبح ابتسامة صغيرة يغمغم:.

- شايف آخره الكوارع، أنت كنت باصص في اللقمة اللي ما كلنهاش صح، أنت ليه عينيك سودا مش عينيا ولا عينين شهد، غريبة دي.

ابتسم حسام ساخرا ليبعد يد خالد عن فكه قام متجها ناحية المرآة، يفتح الدرج الاول ليخرج علبة صغيرة بيضاء فتحها ليمد يده إلى عينيه ينزع عداسته الطبية اللاصقة يضعها في حافظتها الخاصة التفت إليه لتتوسع عيني خالد في ذهول، عينيه البنية لمعتها الخاصة قتامتها وهو غاضب نسخة هي الاصل تماما تتجسد في حدقتي ابنه، اجفل على صوت حسام يغمغم ساخرا:.

- دي عدسات طبية اصلي نظري ضعيف وما بحبش النضرات، اتأكدت اني ابنك ولا كنت شاكك عادي متوقعها منك
هب خالد واقفا يتجه ناحية حسام قبض على تلابيب ملابسه يهزه بعنف يصيح فيه بحدة غاضبا:
- بص يالا واسمعني أنا عارف انك مصدوم ومش مصدق حقك، وأنا ما اعترضتش، انما تطول لسانك اقطعهولك، هخليك اول دكتور أخرس في مصر، برضاك غصب عنك ورجلك فوق رقبتك أنا أبوك، ماشي يا دكتور يا حليوة يالي بتحط ليسنز أنت.

رماه حسام بنظرة غاضبة ساخطة كارهة التفت خالد ليغادر ليسمع صوت حسام يصيح من خلفه:
- أنا عمري ما هسامحك.
التفت خالد برأسه إليه يبتسم في تهكم دس يديه في جيبي سرواله يردف:
- أنت فعلا ابن أبوك...
في تلك الاثناء دخلت شهد إلى الغرفة تنظر له مستفهمة تبتسم في هدوء وكأن شيئا لم يحدث من الأساس اقتربت من خالد تقول مبتسمة:
- خالد أنا سخنت الأكل، يلا قبل ما يبرد يلا حسام، حصلني أنا وأبوك.

امسكت يد خالد تخرج معه لخارج الغرفة بينما توسعت عيني حسام في ذهول لا يصدق ما حدث توا.

حسنا حسنا حسنا هي الآن حقا على وشك الانفجار، أرادت اغظته ليتنهي بها الحال تكاد تنفجر من الغيظ، مساعدته الشخصية ( سكرتيرته ) الخاصة بأمر مباشر من ( على ) نائب رئيس مجلس إدارة الشركة تم نقلها لمكتب عمر تكاد تنصهر من الغيظ من معاملته معها يكاد يطلبها كل ثانية تقريبا لأجل اي سبب تافة لا أهمية له، اجفلت على صوت دقات هاتف مكتبها زفرت حانقة ترفع السماعة تهتف باصفرار من بين اسنانها ؛.

- خير يا مستر عمر
سمعت صوته المستفز يقول بغرور مصححا:
- عمر بيه أنا المدير التنفيذي ورئيس المهندسين في الشركة، تعالي مكتبي ضروري
ستصرخ في وجهه تشتمه بافظع الالفاظ وتغلق الخط في وجهه وتستقيل من العمل، اخذت نفسا عميقا تحاول أن تهدئ ولو قليلا لتقول على مضض:
- حاضر يا عمر بيه.

اغلقت الخط تلتقط دفتر الملاحظات الخاص بها لتتجه إلى غرفة عمر، دقت الباب لتدخل تغلق الباب خلفها تقدمت من مكتبه تقف بالقرب منه ترسم ابتسامة صفراء على شفتيها تغمغم بهدوء زائف:
- خير يا عمر بيه
نظر إلى ساعة يده الرقمية الحديثة يدقق النظر اليها يقول باهتمام شديد:
- أنا الساعة معايا خمسة و14 دقيقة، مش عارفة حاسسها مقدمة الساعة معاكي كام بالظبط.

توسعت عينيها في صدمة يأتي بها ليسألها على الساعة شدت على أسنانها تحاول الا تقتله:
- لا يا افندم ساعة حضرتك أي اوامر تانية
حرك رأسه نفيا يبتسم باتساع يغمغم ببراءة حمل وديع:
- لا يا مدام تالا اتفضلي على مكتبك
عقدت ذراعيها أمام صدرها تتمتم حانقة بجملة غبية ارادت بها فقط اغاظته:
- آنسة لو سمحت
رفع حاجبه الايسر ينظر لها متهكما لترتفع ضحكاته الساخرة ينظر لها يغمغم متهكما:.

- دا على أساس أن سارة وسارين دول ولاد خالتك صح
اصفر وجهها حرجا من سخريته اللاذعة، تنظر له حاقدة لتتوه للحظات في ضحكاته ترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيها لا تنكر انها قلبها اشتاق لذلك الأحمق وافعاله تلك، قاطع تلك اللحظات صوت دقات على باب الغرفة حمحم يستعيد جديته ليسمح للطارق بالدخول تقدم شادي أحد موظفي فرع الهندسة في الشركة ابتسم ابتسامة واسعة بلهاء ما أن راي تالا ليقترب يصافحها بحرارة يغمغم بابتهاج:.

- مدام تالا ازيك عاملة ايه، أنا استغربت بردوا لما ما لقتكيش برة
ابتسمت مجاملة لتلمح بطرف عينيها وجه عمر يكاد ينفجر من الغيظ لتتسع ابتسامتها، بينما حمحم عمر بحدة يصدم كفه بسطح المكتب يهتف حانقا:
- خير يا أستاذ شادي في ايه...
حمحم شادي حرجا ليقترب من مكتب عمر يضع أمامه ملف به بضع الأوراق يقول بجدية:
- حضرتك دا ملف مساحات الفندق والرسم المبدئي للهيكل الخارجي.

حرك عمر رأسه إيجابا يأخذ منه الملف رفع وجهه له يبتسم باصفرار مردفا:
- مش ادتهولي خلاص اتفضل على مكتبك
توترت ابتسامة شادي حرجا ليتجه لخارج الغرفة مر جوار تالا ليقول مبتسما:
- اشوفك بعد دقايق في البريك
قالها ليغادر مغلقا الباب خلفه بينما كور عمر قبضته يشد عليها ينظر لتالا غاضبا بينما تبتسم الأخيرة في مكر انثي وجدت نقطة ضعف ذلك المتعجرف الجالس امامها، نظرت لساعة يدها تبتسم تتمتم ببراءة:.

- عن إذن حضرتك ميعاد البريك
التفتت لتغادر لتسمع صوت عمر يصيح غاضبا:
- مع استاذ شادي مش كدة، أنا وشادي غنينا معا
التفتت تالا له تبتسم في خبث لتتمتم بمكر يقطر من بين شفتيها:
- أظن حضرتك كمالدير التنفيذي للشركة ورئيس قسم المهندسين مالكش دعوة ببريك الموظفين عن اذنك
قالتها لتغادر تغلق الباب خلفها لتسود عينيه غضبا يقسم أن يعيدها اليه مهما كلفه الأمر.

في غرفة أدهم في منزل عمها تقف أمام مرآه زينتها تلتف حول نفسها تنظر لفستانها الاسود القصير ذو الحمالات الرفيعة للغاية ينحت قوام جسدها برقة متناهية يتماشي مع شعرها الاشقر القصير عينيها الزيتونية تلتف حول نفسها تبتسم بسعادة، لتسمع صوت الباب يفتح التفت خلفها لتجد أدهم يقف عند باب الغرفة يبدو متعبا للغاية يحمل سترة حلته على ذراعه، تجمدت عينيه عليها ترفض تماما أن تنزاح عن صورة هي الفتنة بعينها، فتنة صحت من جديد لتبعثر ثوابته، ماذا تفعل في غرفته بذلك الثوب اقتربت منه تتحرك كالفراشة تلتف حول نفسها لتتباطئ الصورة امام عينيها كحركة غزالة امام أسد ضاري يشتاق لالتهامها، سمع أنغام صوتها تزقزق بسعادة:.

- أدهم ايه رايك في الفستان أنت عارف أنا بحب أخد رأيك اول حد في هدومي
بلع لعابه الجاف كالصحراء يحاول إبعاد مقلتيه عنها يتجنب النظر اليها بأي شكل يغمغم متوترا:
- كويس حلو اوي يا مايا...
تخضرت تضع يسراها على خصرها تتمتم حانقة كطفلة:
- أنت ما بتبصليش اصلا يا أدهم، في ايه، ايه رايك في الفستان.

كور قبضته يشد عليها، عقله يدور في محور افكار غير بريئة بالمرة جسده ينصهر في مرجل عشق تلك الفاتنة تجاوزها يود اغراق رأسه تحت الماء عله يطفئ نيران قلبه المتآججة، ليشعر بها تقبض على ذراعه باظافرها تصيح سريعا على عجل:
- استني يا أدهم رايح فين.

التفت وما كان قد كان اغتصب عذرية شفتيها نبيذه المحرم الذي طالما حلم به تلك المرة لم يكن حلما حقيقة والحقيقة الأكبر أنه كسر روابط الأخوة بينهما اجفل على من نشوته المحرمة حين شعر بها تتهاوي بين يديه فاقدة للوعي توسعت عينيه فزعا ينظر لجسدها الساكن بين ذراعيه يتمتم فزعا:
- نهار اسود أنا عملت ايه، مايا!

في غرفتها، تجلس على فراشها تمسك هاتفها تتصفح صور لفساتين الزفاف تبتسم بين حين وآخر هذا جيد، هذا أفضل، هذا يعجبها بكل المقاييس، تحتار في الاختيار بينهم، زوجته في نهاية الأسبوع ستصبح زوجته، لو أخبرها أحد تلك المعلومة قبلا لانهارت من الضحك، ولكنها الآن ستصبح زوجته، سعيدة ربما، مضطربة حائرة قلقة ولكنها سعيدة قطبت جبينها حين وجدت هاتفها يدق برقم غريب ليس مدون لديها فتحت الخط تجيب:
- ايوة مين معايا.

صمت قصير من الطرف الآخر لتسمع صوته الذي كادت على وشك نسيانه يغمغم في هدوء ما قبل العاصفة:
- ايوة يا لينا، أنا معاذ!



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  23-12-2021 03:29 مساءً   [140]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والعشرون

- ايوة يا لينا، أنا معاذ!
هو عاد من جديد، صوته المميز بحته الساحرة خيوط عشقه التي تلفها كلماته حول قلبها لما عاد الآن، بعد أن كانت نسته، نزعت عشقها من قلبه قصرا، عاد ليرميها في دوامة من العشق الزائف من جديد تتذكر كل حرف قاله كطلقة رصاص تركت اثرها في جسدها البرئ.

«علاقتنا ما كنتش حب، كانت صداقة وصداقة حلوة أوي، أنا عارف أنك مصدومة من كلامي بس حقيقي أنا مش حاسس في حاجة تربطنا، وحقيقي اتمنالك السعادة مع اي راجل يختاره قلبك»
اشتعلت الدماء في اوردتها غضبا وجملة والدها تتردد في اسماعها « انتي مش رخيصة يا لينا، شدت على الهاتف بقبضة يدها لتهمس غاضبة من بين اسنانها:.

- أظن يا دكتور معاذ ما بقاش في اي سبب يخليك تتصل بيا أنا واحدة متجوزة ومجرد كلامي معاك يعتبر خيانة لجوزي، واتمني ما اسمعش صوتك تاني، سلام
قالتها لتغلق الخط قبل أن تسمع رده حتى، هو من باع وهي لن تشتري من جديد، تنفست بعنف تنظر لهاتفها غاضبة حاقدة لتضع رقمه فئ القائمة السوداء تكمل ما كانت تفعل.

فقدت الوعي، لها كامل الحق أن تفقد الوعي كيف تتحمل صدمة أن اخيها يقبلها توسعت عينيه ذعرا عليها ومنها، خائف من ردة فعلها حين تستيقظ ماذا ستفعل، والدهم بالتأكيد ستخبره بكل شئ، وضعها على الفراش يقف جواره ينظر حوله مذعورا يحاول إيجاد حل لتلك الورطة، وضع يديه فوق رأسه يفكر، لتقع عينيه على حقيبة قميصه الجديد وفكرة ماكرة طرقت في رأسه، اتجه سريعا ناحية البراد الصغير في غرفته يخرج علبة عصير برتقال ليسكبها فوق قميصه، خلعه يضعه في الحقيبة ليخرج القميص الجديد يرتديه سريعا على عجل، يغلق ازراره بسرعة قلقا متوترا اتجه ناحيتها حملها بين ذراعيه يضعها بالقرب من مرآه الزينة التي كانت تقف أمامها، ليصدم رأسها برأسه بخفة يحاول الا يؤذيها، بلع لعابه يدعو ان يمر الأمر على خير، سريعا جلب زجاجة عطره، ليجثو جوارها يحاول ايقاظاها يربت على وجنتها برفق يصيح متوترا:.

- ماايااا، مااايااا فوقي يا مااياا
شئ فشئ بدأت تفتح مقلتيها لتتلاقي عينيها مع عينيه، لحظات صمت ينظر لها متوترا بينما هي تحاول جاهدة فتح مقلتيها رأي الفزع يقتل عينيها ما أن وقعت عينيها عليه، شهقت تحاوب الابتعاد عنه لتنكمش ملامحها ألما تمسك برأسها تتأوه بعنف ليهرع اليها يسألها متلهفا:
- مالك يا مايا، انتي كويسة.

توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا تحاول الابتعاد عنها لتنساب دموعها تغرق وجهها ضمت قدميها لصدرها تهمس بصوت متلعثم خائف:
- ازاي تعمل كدة يا أدهم، ازاي تبوسني أنا أختك، حرام
قطب جبينه في تعجب أجاد تمثيله ينظر لها كأنها قطة بثلاثة رؤوس يغمغم متعجبا:
- ابوسك؟! ايه يا مايا الجنان اللي انتي بتقوليه دا أنا لسه جاي حالا من برة لقيتك مرمية جنب التسريحة مغمي عليكي.

توسعت عينيها تنظر له متعجبة ترفرف باهدابها مذهولة للحظات دقائق ساعات تنظر حولها في الغرفة جوار مرآه الزينة كان يقبلها جوار فراشه بعيدا عن هنا، قطبت جبينها تنظر لقميصه الاسود متعجبة أدهم رحل صباحا بقميض أبيض حين دخل إلى الغرفة قبل أن يقبلها كان يرتدي قميص أبيض، اشارت لقميصه تسأله متعلثمة:
- هههو أنت مش كنت لابس قميص أبيض.

ابتسم نصف ابتسامة يحاول اقناعها أن ما حدث لم يحدث من الاساس حرك رأسه إيجابا يخرج قميصه من الحقيبة جواره يخرج منها القميص المتسخ يكمل مبتسما:
- ايوة فعلا، بس وأنا في الشركة مع بابا، وقع على القميص عصير برتقال واشتريت واحد وأنا جاي في السكة دا أنا حتى غيرت في المحل...

التقطت القميص منه تنظر لبقعة العصير الكبيرة تقطب جبينها مذهولة مدهوشة تحلم، كانت تحلم احقأ ما حدث كان حلما من وحي خيالها المريض ربما قصة صديقه التي اخبرها بها اثرت على عقلها فتخيلت أن أدهم هو من يقبلها، بلعت لعابها بذلك التفسير المنطقي رفعت وجهها تنظر لادهم تحاول الابتسام بلعت لعابها تهمس متوترة:.

- االظاهر أن حكاية صاحبك دي اثرت على دماغي شوية، أنا مش عارفة ازاي اغمي عليا، يمكن دوخت، ممكن توديني اوضتي
ابتسم بحنو يحرك رأسه إيجابا ليمد يديه يحملها بين ذراعيه يتحرك بها الس غرفتها لتريح رأسها على صدره تستمع دقات قلبه الهادرة، وصل بها إلى غرفتها ليضعها على فراشها، ابتسم يقبل جبينها برفق التف ليغادر ليجدها تتمسك بكف يده بلع لعابه يلتفت لها ليجدها تنظر له متوترة خائفة حائرة سمعها تهمس بخفوت:.

- أنا خايفة يا أدهم مش عارفة ليه، حاسة اني خايفة اوي، خليك جنبي عشان خاطري
نظر لها ألما يفيض الندم من حدقتيه هو السبب في ذلك الخوف حرك رأسه إيجابا ليعود اليها جلس جوارها على الفراش ليجدها تقترب منه، تضع رأسها على فخذه وهو جالس ليربط على رأسها بيده يسرح خصلات شعرها بحنو ليسمعها تتمتم ناعسة:
- أنا بحبك اوي يا أدهم
ابتسم متألما يحرك رأسه ايجابا تحبه، كأخ لها وهو مشاعره ابعد ما تكون عن ذلك.

في اسيوط
وقف أمام مرآه زينته يلف عمامته البيضاء فوق رأسه يضع شاله الأسود فوق كتفه ينظر لانعكاس صورته في المرآه يبتسم ساخرا اليوم زفافه هو ليس زفاف بالمعني الحرفي فقط عقد قران وتصبح تلك الفتاة التي لا يعرفها زوجة له، سبية ثأر يفعل بها ما يريد، توسعت ابتسامته الساخرة تري كيف سيكون شكل تلك العروس المنتظرة، حتى ميعاد الزفاف لم يعرف به سوي بالأمس فقط حين اخبره والده بكل بساطة.

« دي جوازة صلح يا جاسر ولازم تتم في اسرع وقت، العروسة وابوها هيجيوا بكرة من السفر، هنروح نكتب الكتاب وتجيبها هنا، وبعدين لو حابب تعمل فرح إنت حر ».

وهل في يده الاختيار منذ متي وكان الاختيار بيده، والده يقرر كل شئ وهو فقط عليه السمع والطاعة، نظر خلفه حين رأي والدته تقف عند باب الغرفة تنظر له تبتسم تنساب دموعها، ليلتفت لها يتقدم ناحيتها قبل جبينها ويديها يمسح دموعها بيديه يحاول أن يبتسم يهتف بحنو:
- بتعيطي ليه بس يا ماما، في ام تعيط يوم جواز ابنها برضوا، ولا دي دموع الفرحة.

رفعت وجهها تنظر لصغيرها تري الحزن يسكن مقلتيه رغم أنه يحاول إخفائه لتبسط يدها على وجنته تقبل جبنيه تهمس باكية:
- يا ريته كان بإيدي يا إبني، صدقني ابوك بيحبك أوي، ما تزعلش منه يا جاسر.

ابتسم بخواء يردد في نفسه احقا يحبه!، فعلا حرك رأسه إيجابا يعطي لوالدته ابتسامة صغيرة لتعدل بيديها وضع شاله الاسود فوق كتفه تربط على وجهه، التفت هو يعقد ازرار جلبابه الأبيض، يرتدي ساعته الفضية يضع بضع من عطره المميز، التفت ليجد والده يقف عند باب الغرفة ينظر له يبتسم ابتسامة صغيرة فخورة بولده، اقترب من والده يبتسم بجفاء يغمغم متهكما:
- أنا جاهز يا رشيد بيه مش يلا بينا.

تنهد والده حزنا عليه، ليحرك رأسه إيجابا خرج من الغرفة بصحبة والده نزلا لأسفل لتهرع صبا الصغيرة اليهم تتعلق بذراع جاسر تهتف ملحة:
- جاسر حبيبي بالله عليك خدني معاك عايزة اشوف العروسة
ابتسم لها بحنو، ابتسامة صبا هي سلواه الوحيد لما يلقي به نفسه، لم يكن ليضحي بها ابدا حتى لو ضحي بحياته، اجفل على صوت والده يهتف في حزم:
- صبا وبعدين معاكي.

اخفضت شقيقته رأسها حزنا تحرك رأسها إيجابا لينظر لوالده حاقدا غاضبا منه، بسط كف يده أسفل ذقن شقيقته يرفع وجهها له يبتسم برفق:
- حبيبتي ما تزعليش، هجيب العروسة واجي مش هتأخر وابقي شوفيها زي ما انتي عاوزة
ابتسمت الصغيرة بسعادة تحرك رأسها إيجابا ليطبع على رأسها يطبع قبلة صغيرة على جبينها، اتجه مع والده يستقل مقعد السائق ووالده جواره ليغمغم بجفاء ما أن جلس:.

- أنا وافقت على الجنازة دي عشان خاطر صبا، هي ما عملتش حاجة عشان تزعقلها مش لازم تكسر بخاطرها زي ما دايما كاسر بخاطري
قالها ليضع المفتاح يشغل محرك السيارة التفت رشيد برأسه ينظر لولده للحظات، فقط لو يعلم أنه لم يحب أحدا بقدره هو وشقيقته.

على صعيد قريب في منزل وهدان تحديدا في غرفة عز الدين والد سهيلة، تجلس سهيلة على فراش والدها تبكي بهيستريا تتحرك للامام وللخلف تنوح تبكي تحاول كبح صرخاتها اقترب والدها منها يحاول تهدئتها قليلا لتصيح في وجهه باكية:
- بابا عشان خاطري مش عايزة الجوازة دي وحياتي عندك لو بتحبني، أنا مش عايزة اتجوز الراجل دا، أنا حتى ما اعرفش اسمه اييييه، ازاي اهون عليك تعمل فيا كدة.

تجمعت الدموع في عيني عز الدين ليضم طفلته لصدره يربط على رأسها لا يجد ما يقوله، أبعدها عنه يمسح دموعها برفق يحاول محاولة اخيرة يعرف انها في الاغلب بلا جدوي:
- اهدي يا بنتي، أنا هنزل لجدك هحاول اخليه يأجل حتى الموضوع شوية يكون لقينا حل، بطلي انتي بس عياط عشان خاطري.

حركت رأسها إيجابا بتلهف تمسح دموعها سريعا، ليتحرك عز الدين اتجه إلى أسفل حيث والده بينما اتجهت سهيلة إلى باب الغرفة تحاول استراق السمع تدعو أن ينجح والدها في ترقيق قلب جدها القاسي
نزل عز الدين إلى أسفل ليجد المكان على اتم استعداد لعقد القران حتى المأذون قد حضر، والده والشهود وأخيه الخادمات يتحركن بكاسات العصير، بعض الطعام الفاخر يرتص على مائدة كبيرة، اتجه إلى والده يهمس له بخفوت:
- ابوي ممكن كلمة.

نظر وهدان لولده بحدة للحظات ليحرك رأسه إيجابا، صعد كل منهما إلى غرفة وهدان القريبة من غرفة عز الدين، ليقف الأخير امام والده يحاول متوسلا إثناءه عن رأيه:
- يا ابوي أنا قبلت بحكمك، لما قولتي أنك ما عرفتش تقنع جوز مايا أن بنته هي اللي هتتجوز وأنه كان هيولعلكوا في السرايا، بس يا ابوي احب على يدك، نأجل الموضوع شوية، سهيلة عمالة تعيط حالها يقطع القلب.

علت السخرية وجه وهدان، ينظر لولده للحظات متهكما ليدق بالعصي على الأرض بعنف يهتف بحدة:
- وه عليك يا ابن وهدان عيشة البندر رققت قلبك خلته كيف الحريم، ما تبكي ولا تخبط دماغها في الحيط، العريس وابوه على وصول وأنت تقولي نأجل الموضوع عايزنا ننفضح في البلد، روح خلي بتك تجهز وما عايزش اسمع كلام ماسخ من ده تاني.

قالها ليخرج من الغرفة بعنف بينما تهاوي عز الدين على فراش والده لا حول له ولا قوة، لا يجرؤ على عصيان اوامر والده
قام سريعا متجها إلى غرفته يمسح دموعه، دخل إلى غرفته ليجد ابنته تنظر له متلهفة اعتصرت غصة عنيفة قلبه اخفي وجهه حزنه ليهتف بجمود:
- اجهزي العريس قرب يوصل
قالها ليغادر يغلق الباب خلفه لتتهاوي ارضا على ركبتيها وضعت يدها على قلبها تصرخ صرخة طويلة ذبيحة:
- يااااااااااارب.

كان يقف هو خارج الغرفة يستند بظهره على باب الغرفة المغلق، ازاح نظراته الطبية يسمح دمعته الحزينة يغمغم متألما:
- سامحيني يا بنتي
وصل العريس، عرفت تلك المعلومة من صون اعيرة النيران التي بدأت تتصاعد بقوة وصوت الزغاريد التي علا يشق المكان...

في الأسفل دخل رشيد اولا ليتبعه جاسر، كان عز الدين في طريقه لأسفل لتتوسع عيني عز الدين ما ان رأي جاسر ليتجه اليه سريعا وقف امامه ينظر له مذهولا ابتسامة واسعة تشق شفتيه يسأله متلهفا:
- هو إنت العريس
قطب جاسر جبينه متعجبا ماذا يفعل عز الدين والد سهيلة حرك رأسه إيجابا ليجد عز الدين يعانقه بقوة سمعه يغمغم بصوت خفيض مرتاح:
- الحمد لله يا رب الحمد لله، اللهم لك الحمد.

ابتعد عن جاسر يمسك ذراعيه بين كفيه يشد على ذراعيه يخبره مترجيا:
- سهيلة أمانة في رقبتك يا جاسر، أنا لحد قبل ما تيجي كنت مرعوب مين هسلمه بنتي، بس لما شوفتك خلاص اطمنت، سهيلة امانة بين ايديك، دي طيبة اوي والله حافظ عليها يا ابني.

توسعت عينيه في ذهول ينظر للواقف امامه مذهولا، سهيلة اذا هي العروس المنتظرة، القلقاسة هي العروس ابتسم شبح ابتسامة يحرك رأسه إيجابا، ليعانقه عز الدين من جديد وضع يده في يد عز الدين يردد خلف المأذون بذهن شارد يتمني، فقط يتمني الا تحمل شاهي بطفلا منه، انتهت اجراءات عقد القران بجملة المأذون « بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، أمضي يا عريس ».

نظر للحاضرين من حوله ليعاود النظر لعز الدين اقترب منه يهمس له في أذنه بصوت خفيض بضع كلمات ليبتسم عز الدين يحرك رأسه إيجابا، حمل الدفتر بين يديه اتجه إلى غرفة ابنته، وقف امامها وجهه خالي من الملامح وضع امامها الدفتر والقلم يغمغم بخفوت:
- امضي يا سهيلة يلا العريس مستعجل.

رفعت وجهها تنظر لوالدها، تترجاه بنظراتها ولكن للأسف وجدت وجه خالي من اي مشاعر، التقطت القلم تخط اسمها بأصابع مرتجفة، تودع جاسر من قلبها للأبد، نزل والدها غاب للحظات ليعود بعد قليل يحمل غطاء للرأس وضعه فوق ملابسها حرفيا كانت لا تري سوي صورة مشوشة غير ظاهرة الملامح، امسك والدها يدها يعقدها في ذراعه، ينزل بها إلى أسفل تتحرك مع حركة والدها نزلت لأسفل لتتعالي أصوات الزغاريد، نظرت لأسفل تنساي دموعها بصمت، لتري بصورة مشوشة وهي تنظر جلباب ابيض عباءة سوداء حذاء اسود يقترب منها بلعت لعابها خائفة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت به يحملها بين ذراعيه، تلقائيا بحركة لا ارادية لفت ذراعيها حول عنقه خوفا من أن تسقط، تتسارعت دقات قلبها حين شعرت به يتحرك بها نحو الخارج إلى سيارته مال وهو يحملها يفتح بابها الخلفي ليضعها في السيارة ومن ثم جلس جوارها، يغلق الباب عليهم بقوة لتنتفض في جلستها تحاول الابتعاد عنه، ضمت كفيها تضعهم في جرحها تنظر ارضا تبكي بصمت تتسأل في نفسها خائفة لما لم ينطق ذلك الرجل بكلمة واحدة هل تزوجت من رجل أخرس، حقا لا يهم فهو ليس حبيبها بل هو قبر ستدفن فيه بقية عمرها، لم يكن الطريق طويلا فقط دقائق وشعرت بأن السيارة تقف، نزل منها لتفتح هي بابها الآخر ما كادت تنزل شعرت به يحملها مرة اخري بين ذراعيه، يتجه بها إلى داخل المنزل فتحت والدته الباب لتطلق الزغاريد العالية بينما صفقت صبا بحماس، أخذ هو طريقه إلى غرفته، ما كاد يدخلها سمع صوت وهدان يصدح من الأسفل وضع سهيلة في الغرفة ليغلق عليها باب الغرفة نزل لأسفل سريعا ليجد وهدان وخلفه ماهر ولده الكبير وبجانبهم عز الدين الذي يصيح غاضبا:.

- ايه يا ابوي اللي بتقوله دا يلا نشمي...
حرك وهدان رأسه نفيا يغمغم بحزم:
- ما هنمشيش قبل ما الجوازة تتم، عشان الصلح يكمل دي عوايد من زمان
وقف رشيد يراقب يبتسم ساخرا دون أن ينطق بكلمة ليتجه جاسر اليهم يشق الطريق وقف أمام وهدان مباشرة عقد ذراعيه امام صدره ابتسم يغمغم في حدة:.

- بص يا حج وهدان، البنت الحلوة اللي فوق دي مراتي وأنا حر فيها، دا كان اتفقنا مجرد ما اكتب الكتاب تبقي مراتي، اكمل جوازنا ما اكملوش، اسقيها في شاي بلبن، مراتي وأنا حر فيها، شرفت يا حج وهدان، معلش اصلنا بنام بدري
اشتعل وجه وهدان غاضبا ينظر لجاسر بحدة ليخرج من المنزل وخلفه ماهر، بينما ابتسم عز الدين لجاسر بامتنان، امسك يده يخبره مترجيا:
- خلي بالك منها يا ابني عشان خاطري.

ابتسم جاسر يحرك رأسه إيجابا ليرحل عز الدين مطمئنا على ابنته، اخذ جاسر طريقه إلى أعلي ليتوقف في منتصف الطريق، حين سمع صوت والده يهتف باسمه التفت فقط برأسه ينظر لوالده بجفاء ليجد رشيد يبتسم له ابتسامة صغيرة يقول:
- مبروك يا ابني، أنا حقيقي فخور بيك
ابتسم جاسر ساخرا دون ان ينطق بحرف ليأخذ طريقه إلى غرفته.

بينما في الاعلي في غرفة جاسر تنظر أزاحت غطاء رأسها تنظر للغرفة حولها خائفة مرتعدة من الخوف من ذلك العريس الذي لم تري وجهه حتى كيف سيكون وجهه، كيف ستكون معاملته معها، هل سيأخذ حقه منها غصبا، مجرد الفكرة قتلتها خوفا، ارتعد نابضها حين سمعت صوت الباب ينفتح، رفعت وجهها تنظر لزوجها للمرة الاولي لتتوسع عينيها في صدمة، ذهول، دهشة، تحلم بالتأكيد تحلم، زوجها هو جاسر!

لا تصدق فغرت فاهها تنظر له تغمض عينيها تفتحهما سريعا تتمني فقط الا يكن حلما شهقت مندهشة حين سمعته يغمغم بمرحه المعتاد:
- والله وبقيتي مراتي يا قلقاسة، قلقاسة وبسلة دا احنا هنعمل احلي طبق شوربة خضار
لحظة اثنتان ثلاثة لتسقط ارضا فاقدة للوعي توسعت عينيه فزعا ليهرع اليها يغمغم دون وعي:
- هار احوش الشوربة فارت، البت ماتت، يا مااااامااااا
خلع عبائته التي تقطن فوق كتفيه يهرع اليها يحاول إيقظاها بلهفة:.

- قلقاسة قصدي يا سهيلة فوقي يا بنتي
هرعت شروق وخلفها رشيد إلى غرفة جاسر لتشهق شروق فزعا ما أن رأت العروس فاقدة للوعي، بينما نظر رشيد لابنه بحدة كأنه وغد دني حاول اغتصاب تلك البرئية، لاحظ جاسر نظرات والده ليصيح سريعا يدافع عن نفسه:
- ايه يا حج بتبصلي كدة ليه، ما اغتصبتهاش والله، ما الحقش اساسا.

اتجه رشيد ناحية سهيلة يمسك رسغ يده ليجد دقات قلبها منتظمة في معدلها الطبيعي فتح عينيها بأصابعه ينظر لمقلتيها، إلى حين احضرت له صبا حقيبته الطبية، اخرجت سماعته وبدأ بفحصها، ليدخل معداته إلى الحقيبة، نظر لوالده يهتف بهدوء:
- مغمي عليها ما فيهاش حاجة فوقها واكلها، يلا يا شروق هاتي صبا وتعالي
خرج من الغرفة لتتبعه زوجته وابنته بينما اقتربت هو من سهيلة الراقدة على الفراش مسح على شعرها يبتسم يآسا.

نزلت إلى الحديقة تقف في جانب بعيد تستنشق هواء الليل البارد عله يطفئ نيران قلبها التي اشعلتها مكالمته القصيرة جدااا، تشعر بالغضب لما لا تعرف، هي فقط ثأئرة غاضبة، من هو ليتلاعب بمشاعرها والآن يتصل بها ماذا كان يريد، اجفلت تشهق حين شعرت باحدهم يلف ذراعيه حول خصرها من الخلف، يضع رأسه على كتفها يهمس بمرح باهت:
- بوو، وحشتيني.

اجفلت من حركته الجريئة تحاول الابتعاد عنه لتجده يشدد عليها بين ذراعيه يهمس لها بشغف:
- انتي ليه على طول بتهربي من حضني، صدقيني أنا أسعد إنسان في الدنيا وأنا حاسس بيكي جوا قلبي مش بس جوا حضني
ابتسم شبح ابتسامة باهتة لتستند برأسها على صدره تنظر للفراغ شاردة في القادم، هو ايضا شارد أيخبرها بحقيقة حسام ام لاء، تنهد يسند رأسه لكتفها حين سمعها تسأله بفضول:.

- صحيح يا زيدان أنا عمري ما سألتك، هي مامتك فين، وليه سيبتها من زمان كدة؟!

اخذ طريقه إلى غرفته شارد يفكر، كلمات شهد تدق في رأسه بعنف جملة واحدة تنخر رأسه كالرصاص
« الظلم ظلمات يوم القيامة يا باشا »
تنهد بألم ليتجه إلى غرفته، فتح بابها يبحث عنها ليجدها في الشرفة تقف تستند إلى سورها.

تنظر لظلام الحديقة جوارها مشغل الاقراص المدمجة تسمع احدي الاغاني، اقترب منها ما كاد يدخل إلى الشرفة بدأت الأغنية لم يشعر بنفسه سوي وهو يجذبها شهقت بنعومة تلف ذراعيها حول عنقه ليلف ذراعيه حول خصرها يقربها منه للغاية يتمايل معها على ألحان الاغنية
أصابك عشقٌ أم رميت بأسهم فما هذه إلا سجيّة مغرمِ
ألا فاسقني كاسات وغني لي بذكر سُليمى والكمان ونغّم
أيا داعياً بذكر العامرية أنني أغار عليها من فم المتكلم.

أغار عليها من ثيابها إذا لبستها فوق جسم منعّم
ليل يا ليل ليلي ليل يا ليل يا ليل
يا ليل، يا ليل، يا ليل
يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل
أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم.

أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
ليل يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل
آه، آه
وضع رأسه على كتفها يشدد من عناقها يتحرك معها على كلمات الاغنية تنساب دمعة حزينة من عينيه، حين سمعها تهمس:
- مالك يا خالد، فيك ايه يا حبيبي
شدد من عناقها يدفن وجهه بين خصلات شعرها يهمس متألما:.

- هقولك هحيلك كل حاجة بس اوعديني أنك مش هتسبيني ابدا أنا ما اقدرش اعيش من غيرك.

أنا هتجوز: نطقها بهمس خافت علها لا تسمعها ولكنه حقا كان مخطئا سمع شهقتها الفزعة ابتعدت عنه تنظر له عينيها متسعتين من الصدمة تنظر له فزعة خائفة مرتعدة تعجز عن نطق كلمة واحدة فقط تحرك رأسها نفيا تنظر له ذاهلة يمزح بالطبع يمزح مزحة سخيفة كما اعتاد أن يضايقها، تجمعت شلالات الدموع تغشي زرقاء عينيها، نظرات ذبيحة مزقت قلبه لن يقدر ابدا على قتل قبلها بتلك الطريقة.

البشعة، تراجع لم يملك سوي ذلك بروده جسدها وارتعاشه تحت يديه ارجف قلبه
رسم ابتسامة واسعة على شفتيه يحاول أن يتحدث بمرح:
- يا نهار ابيض ايه اللي حصل دا بهزر يا حبيبي بهزر
لم تهدئ بالعكس انفجرت تشهق في بكاء عنيف
ارتمت في صدره تلف ذراعيها حول عنقه تبكي وتتعالي شهقاتها العنيفة سمع صوتها المختنق تتحدث بصعوبة:
- عشان خاطري ما تهزرش كدا تاني، أنا مش هقدر اعيش من غيرك، مش بعد السنين دي كلها عايزني اسيبك.

قطب جبينه متفاجئا من جملتها الأخيرة، جملة افزعته ارجفت قلبه ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها مدهوشا:
- تسبيني يعني ايه تسبيني مش فاهم
حركت رأسها إيجابا تنهمر دموع عينيها ليحمر وجهها بالكامل من أثر بكائها العنيف، همست بتألم من بين شهقاتها:.

- يعني أنا مش هستحمل يا خالد، مش هستحمل تجرح قلبي وكرامتي تاني، زمان كنت مريض واتعالجت، دلوقتي لو عملت كدة، هتطلقني يا خالد وعمري ما هرجع ليك تاني، حتى لو فيها موتي.

بلع لعابه الجاف شعور بشع مؤلم يفتك بقلبه أثر كلماتها تلك، تتركه بعد كل تلك الأعوام لن يسمح لها، لم يؤذيها يكفي ما فعله قديما كان أبشع مما يكون في تعاملها معها وهي لأجله فقط تحملت والآن لن تتحمل ولها كامل الحق، هو نفسه لا يتخيل نفسه بين أحضان اخري، لو أراد الزواج لفعل ذلك منذ سنوات.

على خلاف مع والدته منذ سنوات لرفضه القاطع من رغبتها بأن يتزوج باخري لينجب وهو يرفض رفض قاطع جعل والدته تغضب عليه وترفض المجئ للعيش في منزله حتى بعد وفاة والده ليأخذه عقله سريعا لذلك المشهد القصير الذي دار بينه وبين شهد
- اتجوزني!
كلمة واحدة نطقتها بهدوء تام زعزعت ثبات الجبل توسعت عينيه ينظر لها ذاهلا مصدوما عقله يعجز عن استيعاب ما قالته للتو، بلع لعابه يغمغم مدهوشا:.

- اتجوزك!، بس أنا متجوز وبحب مراتي يا شهد، اطلبي اي حاجة تانية وأنا على اتم استعداد اني اعملها أنا عرضت عليكي ثروتي كلها
هبت واقفة تنظر له بحقد كارهة لتعقد ذراعيها امام صدرها نظرت لحدقتيه بقوة تغمغم بهدوء تام:.

- فلوسك ما تلزمنيش مش بتقول ندمان ومستعد تعوضني عن اللي فات، دا اللي عندي، الا عمري ما هسامحك ولما نقف أنا وانت يوم القيامة هاخد حقي منك على اللي عملته تالت ومتلت، الظلم ظلمات يوم القيامة يا باشا.

ارتجف كيانه أثر كلماتها ارعدت قلبه ورغم ذلك احتفظ بهدوء ملامحه قام من مكانه بلع لعابه الجاف اقترب منها خطوة واحدة ينظر لها يحاول تخمين حتى فيما تفكر، لماذا تطلب ذلك الطلب الغريب، تريده أن يتجوزها بعد كله ما فعله بها هو حقا لا يفهم كيف تفكر او فيما تفكر، تنهد يردف في هدوء:
- اديني وقت افكر
ابتسمت نصف ابتسامة ساخرة يال سخرية القدر هي من تعرض وهو من يفكر رفعت كتفيها بلامبلاة تردف مبتسمة:.

- براحتك خد الوقت اللي يعجبك، بس أعرف أني مش بغير كلامي ودا آخر اللي عندي، عن إذنك هروح اسخن الاكل اكيد جوعت
قالتها لترحل من امامه تختفي داخل الشقة ليزفر أنفاسه الحارة الغاضبة يعنف نفسه ليته لم يشتهي ذلك الطعام
عاد من شروده فجاءه ينظر للينا الساكنة بين ذراعيه تبكي بصمت ليمد كفي يده يمسح وجهها من الدموع مال يقبل جبينها يهمس لها مترفقا:.

- يا بت بطلي عبط قولتلك كنت بهزر معاكي، خلاص مش ههزر تاني طيب، بس ما تقوليش اسيبك دي، عايزة تموتيني ناقص عمر يا ولية
خرجت ضحكة خفيفة للغاية من بين شفتيها، تنظر له بعينيها الباكية ليقبل ما بين عينيها يتنهد في نفسه حائرا لا يجد حلا لتلك المعضلة
يكاد يقسم أنها أصعب شئ مر في حياته...

لم يشعر بنفسه سوي وهو يعتصر لينا بين ذراعيها يخفيها داخل صدره خائف من مجرد فكرة انها يمكن أن تتركه لتبلع لينا لعابها خائفة قلقة، اعتصار خالد لها بتلك الطريقة الغريبة ذكرها بطريقته القديمة حين كان يحتضنها بقيد جنونه ليس عشقه.

طال الصمت لم تحصل على إجابة، جل ما حدث أنها شعرت بجسده يتصلب خلفها دقات قلبه تتسارع رجفة قوية عصفت بجسده، التفتت برأسها تنظر لوجهه ليغص قلبها ألما رأت في عينيه مزيج مؤلم من العذاب والغضب، انتفض شريان صدغه يطرق بعنف يخبر بشراسة أن صاحبه يحاول بإستماتة السيطرة على بركان غضبه بلعت لعابها متوترة من ردة فعله الغريبة بالنسبة لها، لتراه يلتهم الهواء بشراسة يأخذ نفسا قويا يليه الثاني والثالث والرابع وكأن نيران اضرمت في قلبه وهو يحاول إطفائها، اتجه بعينيها اليها ينظر لوجهه الساكن على صدره ترفعه قليلا لتري وجهه لتري غيوم سوادء تعكر مقلتيه، ابتسم نصف ابتسامة باهتة يغمغم:.

- ما تجبيش سيرة الموضوع تاني، هحكيلك كل حاجة بس مش دلوقتي
صحيح أن فضولها يكاد يقتلها لمعرفة الحقيقة ولكن ولكن ولكن زيدان بالفعل يبدو متألما حزينا من مجرد فكرة الحديث عن والدته!

ابتسمت متوترة تحرك رأسها إيجابا، كحركة مواسية مشفقة مدت يدها تضعها فوق يده التي تحاوط خصرها تربط على كفه برفق ليزداد الأمر سوءا دقات قلب زيدان تسارعت بشكل مخيف، تشعر بحرارة لاهبة تخرج من جسده تحرق جسدها، بلعت لعابها الجاف تنظر له متوترة خائفة ارتجفت حدقتيها تحاول أن تقول شيئا ما ليخرج صوتها مبعثر غير متزن:
- عععلي فكرة أنا اخترت فستان الفرح عايز تشوفه، هاااااااا.

شهقة قوية خرجت من بين شفتيها حين جذبها دون سابق إنذار خلفه لركن بعيد مظلم في الحديقة تسارعت دقات قلبها تنظر له فزعة تفكر في اسوء الاحتمالات على الاطلاق، نظرت لعينيه من خلال الإضاءة الخافتة القادمة من الحديقة لتري نيران عشقها تتوهج في زرقاءه، لتبتسم رغما عنها ابتسامة صغيرة ماكرة، رفعت يديها تحاوط بها عنقها
تسبل عينيها بدلال مردفة:
- انتي بتحبني يا زيزو.

بلع لعابه الجاف كصحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء لعنة عشقه أمامه تتدلل عليه، حرك رأسه ايجابا كالمغيب منوم مغناطيسيا، لتقرب رأسها من أذنه تهمس بصوت خفيض مغوي:
- جايبني هنا ليه
ابتعد بوجهه عنها قليلا ينظر لحدقتيها الماكرة، هو يعرف انها تزيف ذلك الدلال، تريد أن تفعل به أحد مقالبها القديمة لم تغير اسلوبها منذ أن كانت طفلة وهو دوما يجاريها، مال برأسه ناحية اذنها يهمس بخبث:.

- عشان اخطفك واهرب بيكي لمكان بعيد فوق السحاب على بساط علاء الدين، بساط الريح، فاكرة يا أميرة
ابتعدت عنه لتبعد تلك الشخصية الماكرة التي تتصعنها لتفعل به أحد مقالبها السخيفة، ليكسو الحنين مقلتيها يمر أمام عينيها مشهد لها هي وزيدان ووالدها تجلس فوق قطعة سجاد صغيرة ووالدها يحمل من ناحية وزيدان من الأخري يحملناها كأنها تطير فوق السحاب صوت ضحكاتها يملئ المكان وهي تردد:.

- أنا الاميرة ياسمين فوق بساط علاء الدين وزمزوم هو الجني
بضع دمعات خفيفة شقت عينيها تسبح فوق سطح مقلتيها تنظر له تبكي على ذكريات تدمرت باتت رفات تحمله الرياح لأرض الخراب، ليمسح هو دموعها ابتسم يغمغم بمرح باهت:
- يعني أنا جايبك هنا بعيد عن ابوكي اللي بيراقب كل نفس عشان عايز قلة أدب بصراحة، أنا راجل صريح، تقومي معيطة، نكدتي عليا يا شيخة، منك لله أنا هروح آكل.

ابتعد عنها متجها ناحية الفيلا يصيح بصوت عالي مضحك:
- مااااااماااا عاملة طبيخ ايه النهاردة.

احضر زجاجة عطره الثمينة هدية لينا شقيقته في عيد ميلاده السابق ذات الرائحة النفاذة تذكر يومها أنه أخبرها وهو يضحك كعادته المرحة:
- دي ريحيتها احلي من حياتي
ابتسم بضع رشات على يده يقربها من أنفها علها تستفيق، هو حقا لا يفهم لما فقدت الوعي هل رأت شبحا، تنهد حين رآها تتأوه تحاول فتح مقلتيها، لحظات وفتحت عينيها ابتسم بينما قطبت هي جبينها تنظر له متعجبة للحظات لم يكن حلما
تزوجت جاسر!

عند تلك النقطة هبت جالسة على الفراش تنظر لها عينيها متسعتين بذهول تفغر فاهها بدهشة
تزوجت من من أحبت، لا تصدق أن القدر ابتسم لها بتلك الطريقة أسعد قلبها، رمم روحها الخائفة، صدمة عقدت لسانها عن نطق ولو حرف واحد فقط تجمعت الدموع في عينيها تنساب على خدها ليهرع قلبه قلقا من حالتها يسألها بتلهف:
- سهيلة مالك بتعيطي ليه، يا بنتي دا أنا عريس لقطة ألف مين تتمناني، انتي بس مش مقدرة قيمتي.

رغبت بشدة ان تخبرها بأنها اول من تمنته في حياتها وانها تعشقه كما لم تحب احدااا من قبل
ولكن تشعر بلسانها يعجز حتى عن الحركة
ليحمحم هو حرجا اقترب منها يمسك كف يدها يحدثها برفق:.

- بصي يا سهيلة أنا عارف إن فكرة جوازك بالطريقة دي طبعا مضايقك، وخصوصا لما يطلع العريس أخو صاحبتك اللي متربية معاه زي اخوكي، وممكن كمان تكوني معجبة بحد تاني وارد، فأنا بقترح عليكي نتجوز شهرين تلاثة على الورق ونتطلق، بس بطلي عياط والله أنا فاهم ومقدر حالتك كويس، انتي زي لينا يا سهلية أن كنا بنتخانق وبنتقانر دا من باب الهزار أنما ما يخلنيش افرض نفسي عليكي بأي شكل من الأشكال.

تجمدت الدموع في مقلتيها تنظر له مصدومة أحمق تقسم انها تزوجت من رجل أحمق كيف بعد كل ما قاله تخبره أنها تحبه تعشقه، دموعها ليست سوي دموع فرحة مصدومة من شدة فرحتها، أخوة هي على وشك أن تتحرش به من الأساس، لم تري في حياتها من هو اوسم منه يكفي روحه المرحة ابتسامته التي لا تفارق شفتيه، حنانه الدافئ الذي يغمر به شقيقته، ماذا تقول حقا لا تعلم لن تتنازل عن كرامتها وتخبره بأنها تحبه بعد ما قاله فقط حركت رأسها إيجابا تنظر أرضا ليبتسم هو برفق يربت على رأسها بكفه يردف:.

- قومي غيري الكوشة اللي انتي لابساها كل دا فستان، وتعالي يلا عشان ناكل
ابتسمت شبح ابتسامة باهتة لتحرك رأسها إيجابا نزلت من الفراش تأخذ حقيبتها متجهه ناحية مرحاض الغرفة، دخلته تغلق الباب خلفها، ليدق هاتفه في ذلك الوقت التقطه ليجد رقم زوج عمته الذي سجله باسم
« باشا مصر »
فتح الخط سريعا يضع الهاتف على أذنه يغمغم بمرح:
- عمي حبيبي وجد عيالي، دا التليفون بيزغرط من الفرحة.

لحظات وسمع صوت خالد يتمتم ببرود كعادته:
- بس يا حيوان، أنا كنت متصل بيك ليه، آه مبروك يا عريس، ابوك قالي أن كتب كتابك كان النهاردة، مش قولتلك هتعجبك العروسة
ابتسم جاسر يزفر انفاسه المختنقة يغمغم حائرا:
- والله يا عمي ما عارف أنا فرحان ولا زعلان، مش عارف...
جلست على الفراش يسند يسراه إلى فخذه بينما يمناه تقبض على الهاتف ليسمع خالد بعد لحظات يتمتم في هدوء ساخر:.

- من امتي وأنت بتعرف حاجة يا جينيس العيلة أنت، خلينا في المهم، هتعمل فرح ولا لاء، فرح لينا وزيدان آخر الاسبوع لو هتعمل قولي اعمل حسابك معاهم
قطب جبينه للحظات يفكر سهيلة من حقها أن يقام لها زفاف مثلها مثل غيرها من الفتيات لا ذنب لها بأنها تزوجت في ظرف كهذا، حرك رأسه ايجابا يتمتم بهدوء:
- ماشي هعمل فرح سهيلة من حقها تفرح هي مالهاش ذنب.

ابتسم خالد ابتسامة صغيرة لم يرها جاسر من خلال الهاتف بالطبع، ليردف مبتسما:
- ماشي يا سيدي فرحك إنت وسهيلة عليا يلا أدينا بنزكي عن صحتنا، غور بقي شوف ليلتك، موكوس وهيفضحنا أنا عارف
اغلق خالد الخط في وجه جاسر ليضحك الأخير يقهقه عاليا بخفة، خرجت سهيلة في تلك الاثناء بعد أن بدلت ملابسها عينيها منتفخة حمراء من البكاء، اعتصر قلبه غصه مؤلمة اثر رؤيتها حمحم يسألها بحنو:
- مش هتاكلي.

حركت رأسها تتحاشي بكل السبل النظر إليها، اتجهت ناحية الفراش جلسة عليه تغمغم بخفوت:
- لاء عايزة أنام، هو إنت هتنام فين
فسر جملتها على أنها تخشي النوم جواره قام يلتقط وسادة واحدي اغطية الفراش نظر لها ليقول مبتسما:
- ما تقلقيش أنا هنام على الكنبة اللي هناك دي، متعود انام عليها في الصيف، تصبحي على خير
اتجه إلى الاريكة القي الوسادة يتسطح عليها وضع ذراعه خلف رأسه ينظر لسقف الحجرة يغمغم مبتسما يردف بغرور:.

- انتي عارفة يا سهيلة انتي اكتر انسانة محظوظة فئ الدنيا صدقيني حقيقي كفاية أنك اتجوزتيني، تخيلي كدة كان طلع العريس عتريس في نفسه، اللي هو بتاع عتريس محكم رأسه وحالف ما اخرج تاني من الدار دا، يا اختي عليكي كان زمانوا مديكي بالبتاعة دي اسمها ايه، آه بالمركوب على وشك، شوفي حظك بقي أنا بلبس كوتشيهات
هيييح اهم حاجة في الدنيا دي التواضع، أنا هنام بقي، غدا القاكي يا سعددددية لا سوري دا فيلم تاني.

صمت تماما بعد ذلك بينما كانت تختبئ هي تحت غطاء الفراش تضع يدها على فمها تكبح ضحكاتها تنساب دموعها الحزينة تتزامن مع ضحكاتها السعيدة لا تعرف أتحزن أم تفرح.

اغلق الخط مع جاسر، ليدخل من الشرفة إلى الغرفة يبحث عن زوجته، سمع صوت المياة قادمة من المرحاض يبتسم يآسا زوجته عاشقة للنظافة
تحرك يخرج من الغرفة يبحث عن ابنته، ليسمع صوت ضحكات قادمة من اسفل تأجحت مقلتيه غضبا، نزل لأسفل ليجد زيدان ولينا كل منهما يحمل زجاجة « كاتشب » يرش منها على طعام الآخر قصرا، وقف بالقرب منهم يربع ذراعيه امام صدره يتمتم ساخرا:.

- هترشوا على بعض دقيق امتي ابقي هاتلها ورد يا ابراهيم
توقف كلاهما عن الحركة ينظر كل منهما للآخر ليتقدم خالد منهم وقف امام زيدان يغمغم ساخرا:
- البيه بيعمل ايه هنا
بلع زيدان ما في فمه ينظر لخاله يبتسم ببراءة اشار لنفسه يتمتم ببراءة طفل صغير:
- أنا، باكل
تجهم وجه خالد غضبا من التصاق مقعد لينا بمقعد زيدان بذلك الشكل ليقترب منها يجذب مقعدها بعيدا عن مقعد الأخير يبعده عنه ابتسم يردف ساخرا:.

- وماطفحتش في بيتكوا ليه، حد قالك اننا فاتحنها سبيل
ابتسم زيدان في خبث ليستند بساعده الايمن على الطاولة بسط راحته بسند ذقنه عليها يتمتم في مكر:
- ابدا اصل لينا مراتي حبيبتي أم عيالي إن شاء الله مسكت فيا وحلفت اني لازم اتعشي قبل ما امشي يرضيك يعني اكسر بخاطرها.

احمرت عيني خالد ينظر لابنته ولذلك الفتي بشر يكاد يحرقهم، كان يقف في المنتصف بين ابنته وزيدان امسك رأس كل منهما يغمسه في طبق الحساء أمامه يغمغم متهكما:
- بالهنا والشفا يا حبايب بابا...
تركهم وخرج من غرفة الطعام ليجد حمزة يدخل من باب الفيلا يحمل العديد من الحقائب اقترب خالد منه يسأله قلقا:
- ايه يا عم قلقتني عليك كنت فين طول النهار وايه كل دا
ابتسم حمزة بحرج يحاول إخفاء توتره ليقول بهدوء:.

- ابدا روحت الشركة عندك وبعدين لفيت شوية في البلد وروحت عند ماما، حاول والله اقنعها يا خالد تيجي تعيش معاك زي ما قولتلي بردوا رافضة رفض قاطع، اطمنت عليها وفضلت معاها لحد ما نامت وجيت
نظر خالد إلى الحقائب يرفع حاجبه الايسر ليعاود النظر لحمزة كأنه يقول له اكمل بقية الاجابة حمحم حمزة بتوتر يردف:
- دي لعب وهدايا جايبهم لخالد الصغير وسيلا.

هل يخبره أن بينهم هدية صغيرة لدرته الغالية لا ربما لا يجب أن يعلم أخيه، ابتسم خالد يقترب من حمزة يربط على كتفه يردف:
- ومالوا ما انت زي جدو خالد بردوا، اعتقد لسه ما ناموش الحقهم بقي قبل ما يناموا
ابتسم حمزة يتنهد مرتاحا حمد لله أن أخيه لم يكتشف توتره، او ربما اكتشف ولم يظهر!

قبض على الحقائب متجها لاعلي لغرفة بدور اقترب من الغرفة ليسمع صوتها كالعادة تكاد تبكي من بكاء صغيرتها، ابتسم ليقترب يدق على باب الغرفة لحظات وفتحت بدور تنظر له مستفهمة، ليبتسم هو متوترا كأنه فتي مراهق، وضع الحقائب جوار باب الغرفة من الداخل يقول مرتبكا:
- دول لعب لخالد الصغير وسيلا...

ابتسمت بدور بحرج لا تجد ما تقوله خاصة وأن تلك الصغيرة الساكنة فوق ذراعها تشب بعنف ناحية حمزة تمد يديها الصغيرة اليه تريده أن يحملها، لم تري ابنتها ابدا تتلهف لأن يحملها أحد مهما كان، سيلا كانت تخاف من والدها نفسه لأنه يصرخ عليها دائما، حتى خالد بحنانه الفائض عليها كانت دوما تخاف أن تذهب إليه، لما الآن تتلهف لأن يحملها ذلك الغريب، وجدت حمزة يقترب يحمل الصغيرة منها لتضحك الاخيرة بقوة تحاول لف ذراعيها الصغيرين حول عنقه لتبتسم بدور بحنو على تلك الصورة، اجفلت على جملة حمزة:.

- ما تخافيش عليها، سيلا هتنام في حضني.

رفعت وجهها تنظر اليه لتجد ابتسامة دافئة لفت كيانها، اشعرتها بالأمان حركت رأسها إيجابا تلقائيا ليأخذ حمزة سيلا متجها إلى غرفته بينما اخذت هي الحقائب تشاهد ما فيهم بدافع الفضول ألعاب الكثير والكثير من الالعاب الباهظة بين تلك الحقائب حقيبة صغيرة للهدايا قطبت جبينها، تفتحها لتجد علبة رفيعة مستطيلة سوداء من الخارج، قطبت جبينها تفتحها لتتوسع عينيها في ذهول حين رأت ما بالداخل، سوار يد من الذهب منقوش عليه اسم « درة » الاسم منحوت بشكل يسلب الانفاس اخرجته من علبته تنظر له عن كثب للحظات لتقطب جبينها متعجبة لما يحضر لها شقيق والدها هدية هكذه.

الأيام التالية هي تلك الأيام التي تسبق اي زفاف تشعر بها سريعة تمر كالبرق، كل منهم منشغل بتحضيرات الزفاف الكثير والكثير من الأمور يجب أن تنتهي...

خلال تلك الايام رأي خالد حسام مصادفة حين ذهب للينا في المستشفى، ابتسم بفخر ما أن رآه بمئزره الابيض الطبي يقف بين مجموعة من الاطباء يتحدث بطلاقة اسعدته هو، شعور رائع احتل قلبه، ليقترب منه، استأذن الواقفين ليبقي خالد وحسام فقط ابتسم خالد ابتسامة صغيرة يدس يديه في جيبي بنطاله يقول مبتسما:
- آخر الاسبوع فرح لينا وزيدان
نظر حسام لخالد بجفاء ليدس هو الآخر يديه في جيبي بنطاله يغمغم بقسوة:.

- أنا إن كنت هاجي الفرح دا فأنا هاجي عشان خاطر زيدان صاحبي مش عشانك، عن إذنك يا باشا...
ثم تركه وغادر، اليوم، هو اليوم الموعود.

زفاف لينا وزيدان بعد طول انتظار ستصبح زوجته حبيبته بين أحضانه في غرفة لينا وقفت لينا وابنتها ومعهم سهيلة ومايا يتضاحكون، ليدق باب الغرفة، اتجهت لينا الشريف لتفتح الباب لتظهر فتاة صغيرة في العشرينات تقريبا جوارها سيدة ترتدي نقاب، رفعت السيدة النقاب عن وجهها المبتسم لتتسع ابتسامة لينا تقول بفرحة:
- رؤؤؤي!

في الأسفل يقف في الحديقة يشرف بنفسه هو وحمزة ورشيد على تجهيزات الزفاف، التفت خلفه حين وقفت سيارة دفع رباعية سوداء نزل قطب جبينه ينظر متعجبا لمن ينزل لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيه، حين نزل ذلك الرجل بحلته السوداء الفاخرة قميصه الاسود خصلات شعره ما بين الاسود وبعض الخصلات البيضاء، خلع نظراته لتظهر عينيه الرمادية، اقترب خالد منه يقول مرحبا:
- شيطان الاقتصاد بنفسه، جاسر مهران!



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  23-12-2021 03:30 مساءً   [141]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والعشرون

في الأسفل يقف في الحديقة يشرف بنفسه هو وحمزة ورشيد على تجهيزات الزفاف، التفت خلفه حين وقفت سيارة دفع رباعية سوداء نزل قطب جبينه ينظر متعجبا لمن ينزل لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيه، حين نزل ذلك الرجل بحلته السوداء الفاخرة قميصه الاسود خصلات شعره ما بين الاسود وبعض الخصلات البيضاء، خلع نظراته لتظهر عينيه الرمادية، اقترب خالد منه يقول مرحبا:
- شيطان الاقتصاد بنفسه، جاسر مهران!

ابتسم جاسر ابتسامة صغيرة هادئة ليقترب من خالد يعانقه ربط خالد على كتفه يقول مبتسما:
- واحشني والله يا جاسر، كويس أنك جيت دلوقتي
ابتعد جاسر عنه يقول مبتسما في حبور:
- رؤي أصرت اننا نيجي دلوقتي عشان تكون مع المدام والعروسة، قولي الدنيا مظبطة ناقص اي حاجة رجالتي تحت امرك
ابتسم خالد يحرك رأسه نفيا ليأخذ بيده يتحرك به ناحية الجمع الصغير يعرفه عليهم:
- لا يا سيدي مش ناقص بس تعالا اعرفك على العيلة.

اقترب منهم يعرف كل منهم على الآخر:
- دا حمزة اخويا التؤام، دا رشيد ابو جاسر العريس التاني ما النهاردة فرحين، قولي صحيح الواد رعد فين
تجهم وجه جاسر اختفت ابتسامته ليتنهد حانقا يهمس بصوت خفيض:
- متلقح في الشركة هيجي بليل، سايبة يعمل اي حاجة عدلة في حياته
نظر خالد لجاسر في حدة ليأخذه بعيدا عن الجمع وقف امامه يهمس له بحدة:.

- أنت شادد على الواد جامد يا جاسر ودا غلط، اللي بتعملوا دا هيجيب نتيجة عكسية ابنك ما شاء الله عليه شاب ناجح ومحترم، ليه على طول بتعامله كدة
تنهد جاسر حائرا لا يعرف ماذا يقول عذرا أنا فقط مرتعد من أن يصبح نسخة مني حين كنت فتي بلا أدني أخلاق بلع لعابه يحاول تبرير ما يفعل:
- أنا خايف يا خالد أنا كنت إنسان وحش أوي زمان، خايف ليبقي نسخة من مسخ...

تنهد خالد حانقا على ما يفعل ذلك الاحمق ابتسم نصف ابتسامة يقول باقتضاب:
- اللي إنت بتعملوا ده هو اللي هيخيله فعلا مسخ، اهدي على الواد شوية مش كدة، تعالا يلا نشرب حاجة
في الأعلي
توسعت ابتسامة لينا ما أن رأت تلك الواقفة لتسارع بضمها بقوة تتمتم بسعادة:
- رؤي حبيبتي وحشاني اوووي، حقيقي مبسوطة اوي انك جيتي تعالي ادخلي، ادخلي يا جوري
اخذت لينا يد رؤي وجوري لداخل الغرفة تعرفهم على البقية بابتسامة واسعة:.

- دي طنط رؤي ودي جوري بنتها، دي لينا العروسة طبعا عرفاها، سهيلة صاحبتها والعروسة بردوا، مايا بنت عم لينا وشروق مامت جاسر عريس سهيلة
رحبت رؤي بهم ببشاشتها المعهودة، تطيل النظر إلى تلك الصغيرة مايا التي تقف أمام المراءة تقيس فستان زفافها لتقترب من لينا تهمس لها بخفوت:
- بقولك يا لينا هي مايا متجوزة ولا مخطوبة.

نظرت لينا لمايا تبتسم بحنو لتعاود النظر لرؤي تحرك رأسها نفيا، فاتسعت ابتسامة رؤي تنظر لبراءة الفتاة المرتسمة على قسمات وجهها الظاهرة من لمعة عينيها تعقد في نفسها أمرا
على صعيد آخر جوارهم في الشرفة تقف سهيلة ولينا، كل منهن تضع قناع للبشرة غريب الشكل على وجهها، التفت سهيلة للينا شدت على اسنانها تهمس مغتاظة:.

- اخوكي دا حمار اقسم بالله ما بيفهم، دا أنا اقوله بحبك يا حمار، اتحرش بيه يعني، كل اللي على لسانه انتي زي لينا، يا اخي يخربيت اللي تحبك، لاء والا اللي حصل تاني يوم جوازنا
Flash back.

فتحت عينيها صباحا انتفصت جالسة تفرك جبينها تنظر حولها تقطب جبينها متعجبة لحظات وبدأت احداث الليلة الماضية تمر بشكل سريع أمام عينيها شخصت عينيها ذاهلة لتنظر تجاه الاريكة سريعا وضعت يدها تكبح شهقتها المذهولة جاسر هنا نائم، لم يكن حلما إذا، توسعت ابتسامتها تنظر له بابتسامة بلهاء عاشقة، اندثرت شيئا فشئ حتى اختفت تماما، حين تذكرت كلماته بالأمس لا تلومه، عريس يجد زوجته تبكي بتلك الطريقة ليلة زفافهم بالطبع سيتفهم الوضع بشكل خاطئ، لم تمنع ساقيها حين تحركت متجهه إليه جثت على ركبتيها جواره أرضا مدت يدها برفق تغوص بها بين خصلات شعره الأسود الكثيف تلتهم عينيها كل جزء من قسمات وجهه قلبها دق طبول حرب عشقه الكامن فيه، ابتسمت تهمس بصوت خفيض عاشق:.

- مش مصدقة، حاسة اني بحلم، أنت عارف أنا دعيت قد ايه أنك تكون من نصيبي، طب عارف أنا بحبك قد ايه، بحب حنيتك وطبيتك وخفة دمك حتى كلامك، عارف أنا احيانا ساعات يعني كنت بغير عليك من لينا خصوصا لما كنت بتحضنها كان نفسي اوي تكون بتحضني أنا، أنا بحبك اوي يا جاسر.

اجفلت على صوت رنين هاتفه لتشهق مفزوعة هرولت ناحية فراشها سريعا كأنها تستيقظ من النوم الآن نظرت له لتجده يتأفف حانقا فئ نومه مد يده يلتقط هاتفه بنصف عين مفتوحة بصعوبة فتح الخط يجيب ناعسا:
- أيوة مين على الصبح آه، خير يا زيدان...
خرجت منه ضحكة خافتة ليتثأب ناعسا انتصف يجلس يحرك عظام رقبته اليابسة يقول مبتسما بخفة:
- الله يبارك فيك يا سيدي مردودلك في الأفراح، سلام.

اغلق الخط يمد يده يمسد رقبته برفق ليلتفت لها حين سألته متعجبة:
- مين بيتصل على الصبح كدة
ابتسم يتحرك من مكانه جلس أمامها على الفراش يقول مبتسما:
- دا زيدان بيرخم، صباح الخير
ابتسمت خجلة تنظر ارضا تحرك رأسها إيجابا تهمس متلعثمة:
- صباح النور، على فكرة أنا عايزة اقولك حاجة.

رفعت وجهها اليه لتراه ينظر لها يبتسم كأنها يشجعها ان تكمل عقد ذراعيه امام صدره يحرك رأسه إيجابا يحثها على الاكمال لتبلع لعابها تهمس متوترة:
- على فكرة، ااانا ما كنتش بعيط عشان خايفة منك او يعني أنا بس كنت خايفة ليطلع حد يأذيني إنت فاهمني بس لما شوفتك اطمنت، بس من التوتر والخوف اللي كنت فيه ما عرفتش أوقف دموعي.

نظرت لمقلتيه لتجده يبتسم حرك رأسه إيجابا ليحتضن وجهها يين كفيه يقرص وجنتها برفق يقول مبتسما:
- لازم تتطمني يا قلقاسة انتي، اخوكي اللي مربيكي، تخافي ازاي لما تشوفيه.

تجهم وجهها تنظر له حانقة مغتاظة أهو أحمق غبي لتلك الدرجة، كيف تخبره انها تحبه ماذا تفعل، هل تقولها له صريحة جاسر أنا أحبك قالتها وهو نائم ولكنها حقا لا تمتلك الجراءة لتقولها أمام عينيه، مر اليوم بمباركات من الجميع مساءا قررت إيصال فكرة أنها لا ترفضه بشكل غير مباشر ومباشر في الوقت ذاته، اخذت منامة منزلية قصيرة بحملتين رفيعتين، تصل لقرب ركبتيها، وقفت امام مرآه المرحاض تشجع نفسها على تلك الخطوة، وجنتيها تشعان احمرار من الارتباك والخوف والخجل، بلعت لعابها تخرج من المرحاض تجلس على الأريكة تعبث في هاتفها وكأنها لم تفعل شيئا، دقائق ودخل جاسر إلى الغرفة التفت اليها لتشخص عينيه في ذهول ينظر لها متعجبا مدهوشا، متي أصبحت سهيلة بكل هذا الجمال، بلع لعابه يشيح بوجهه بعيدا عنها يستغفر بصوت خفيض ليتجه سريعا ناحية الفراش حمل الغطاء من عليه يلقيه فوقها حمحم يقول مرتبكا:.

- سهيلة أنا عارف إن من حقك تلبسي اللي انتي عيزاه جوا اوضة نومك بس راعي انك عايشة مع بني آدم لحم ودم...
اكمل يضحك بخفة متوترا:
- يرضيكي يعني اغتصبك يا قلقاسة انتي
قالها ليتجه إلى المرحاض ليبدل ملابسه لتنظر في اثره تفغر فاهها بذهول مما فعل
Back
قلبت عينيها تقلده ساخرة:
- انا بني آدم من لحم ودم وممكن اغتصبك، يا عم انا قولتلك لاء، اخوكي دا لوح تلج.

تعالت ضحكات لينا على غيظ صديقتها من أفعال شقيقها سعيدة للغاية لاجلهما، جاسر يظن أنه يظلم سهيلة بزواجه منها يظن أنها ممكن أن تكون تحب آخر، عليه اذا ان يعرف الحقيقة
نظرت لصديقتها تقول مبتسمة:
- سيبك من جاسر دلوقتي وتعالي نكمل اللبس عشان نلحق نخلص الميكب ارتست على وصول.

في مرحاض غرفة لينا تقف تنظر لانعاكس صورتها في المرآه باتت تراه قليلا بل أقل القليل تشعر بأنه يتهرب منها يبتعد عنها، تنهدت تتذكر حين استيقظت في صباح اليوم التالي وجدت نفسها غافية بين أحضان آخر ما تتذكره أنها كانت تضع رأسها على فخذه وهو جالس ليربط على رأسها بيده يسرح خصلات شعرها بحنو لتتمتم ناعسة:
- أنا بحبك اوي يا أدهم.

حين استيقظت كان لا يزال جوارها وهي بين أحضانه ربما غفي رغما عنه، رفعت وجهها تمد يدها تتلمس لحيته النامية لترتسم شبح ابتسامة صغيرة على شفتيها تنهدت تقول شاردة:
- واضح أن مش صاحبك بس هو المجنون يا أدهم.

اطالت النظر لوجهه تبتسم كيف تخبره انها تعرف منذ زمن، منذ أعوام أنه ليس شقيقها كانت دائما تشعر بأن هناك حاجز بينهما نظراته الغريبة، غيرته المبالغ فيها، قلب المنتفض بين اضلاعه، اهتمامه الذي يلف قلبها به، يظنها مدللة بلهاء ولا تعرف يظنها فقط حمقاء تفعل ما تفعل بعفوية، لا يعرف انها نصيحة صديقتها سوزي ذات الخبرة العالية في علاقات الحب حين اخبرتها مايا مرتبكة:.

- بقولك يا سوزي لينا بنت عمي بابا متبني ولد عشان يبقي اخوها، بس هي عارفة من مدة طويلة أنه مش اخوها، وبصراحة يعني هي حاسة أنه معجب بيها وهي كمان بتحش ناحيته حاجة غريبة، فسألتني بس أنا بصراحة ما عرفتش اقولها ايه قولت اسألك يمكن تعرفي
ابتسمت تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر المجعد لتمضع علكة فمها تنفخها بالون لفت خصلة حول اصبعها تتمتم بمكر:.

- أنا اقولك تقوليلها تعمل ايه، بصي يا ستي، لو حاسة أنه معجب بيها بس متردد خليه ينفجر، من اللي هتعمله.

تنهدت تنظر له متألمة ما تفعله بالكامل هو انها تنفذ نصائح صديقتها ذات الخبرة علها ينفجر ويصيح بما في قلبه ولكن أدهم قلبه كصخر عنيد لا يلين برصاص ولا قنابل، فقط بركان العشق قادر على اذابة صخور قلبه، لحظات وشعرت به يستيقظ لتغمض عينيها سريعا تتصنع النوم، لتشعر به ينتفض من جوارها كمن صعقه الكهربا يتمتم فزعا صوته مرتجف متألم:.

- يا نهارك مش فايت يا أدهم ايه اللي أنا نيلته دا، أنا ازاي انام جنبها، ارحميني بقي يا مايا لا عارف ابعد عنك ولا عارف اقرب منك
قالها لتسمع صوت خطواته تبتعد عنها صوت الباب انفتح واغلق لتفتح عينيها بقدر بسيط ادمعت عينيها تبكي في صمت
Back.

عادت من ذكراها تدمع عينيها تنظر لانعاكسها الباكي بعد تلك الليلة بات تعامل أدهم معها شبه معدوم لا تراه سوي لحظات، يتجنبها بأي شكل كان، ملئت كفيها بالمياة تصفع بها وجهها، جففته بمنشفة صغيرة لتخرج تكمل ارتدائ ملابسها ما أن خرجت وجدت تلك السيدة تقترب منها تبتسم ابتسامة واسعة جذبتها برفق تجلس جوارها لتسألها مبتسمة:
- انتي في كلية ايه يا مايا
ابتسمت الاخيرة بتوتر لتحمحم تهمس بخفوت:
- فنون جميلة يا طنط.

توسعت ابتسامة رؤي تربط على رأس مايا تردف:
- ماشاء الله عليكي، ربنا يوفقك يا حبيبتي، روحي يلا كملي لبسك يا حبيبتي
ابتسمت مايا بارتباك لتتحرك من مكانها اخذت فستانها لتذهب لغرفة الملابس ترتديه اقتربت جوري من والدتها ترفع حاجبها الأيسر تنظر لها بمكر لتغمغم بخبث:
- بتفكري في ايه يا ماماو
ضحكت رؤي بخفة تلكز ابنتها في ذراعها تهمس بخفة:.

- بطلي طريقة كلامك المتخلفة دي، البنت قمورة ماشاء الله عليها، وفي كلية حلوة ومن عيلة، ملامحها كيوت خالص، بزمتك مش هتبقي عروسة هايلة لرعد
توسعت عيني جوري في دهشة لتتمتم ذاهلة بصوت خفيض:
- رعد المعقد انتي بتهزري يا ماما دا هيطفشها من اول كلمتين
تنهدت رؤي حزينة على حال ابنها الصغير ابتلعت غصتها تهمس بحزن:.

- هو أنا بقولك هجوزهاله غصب عنه يا جوري يشوفها حتى ويتعرف عليها يمكن يحصل بينهم قبول ما حصلش خلاص، وبعدين رعد مش معقد ما تقوليش كدة على اخوكي.

مر اليوم سريعا في غرفة زيدان القريبة من غرفة لينا يقف زيدان امام مرآه الزينة يتأنق في حلته السوداء الفاخرة، قميصه الابيض رابطة عنقه الصغيرة ما يمسي « بابيون » وقف ينظر لانعاكس صورته في المرآه يتمني حقا لو كان حسام معه الآن، يمازحه كالعادة يضحكان معا هو دائما وحيد يعشق العزلة ولكنه حقا رغب في تواجد صديقه الآن تحديدا الآن، اجفل على صوت دقات على باب الغرفة لينفتح الباب دون سابق إنذار، وصوت دقات تعلو على باب الغرفة كأنه طبلة كبيرة وصوته المميز يصدح بلحنه الخاص:.

- يا عريس يا عريس يا عريس، لابس ومغير يا عريس، ايش ايش ايه يا عم زيزو الحلاوة دي ما تتجوزني أنا
تعالت ضحكات زيدان، صديقه المجنون خرج من افكاره ليقف أمامه، حسام جاء لأجله رغم كل ما حدث لم يستطع أن يترك صديقه في يوم كهذا، اقترب زيدان منه يعانقه بقوة ليربط حسام على ظهره يقول مبتسما سعيدا:.

- الف مبروك يا صاحبي، ربنا يتملك على خير، اوعي تكسفنا ياض، ساعتها هتبري منك واموت وأنا غضبان عليك وهحرمك من الميراث ولا مليم هتطوله من ثروتي، الخمسة وستين جنية اللي حلتي جيبي اولي بيهم
لم يستطع سوي أن يضحك من اعماق قلبه ليدخل حسام إلى الغرفة يحمل حقيبة حلة مغلقة، القاها على الفراش يشرع في خلع قميصه يقول سريعا:
- خلصت شغلي وجيتلك جري، ارميلي فرشة الشعر والجيل والبرفن...

ضحك زيدان يلقي عليه ما يريد ليفتح حسام حقيبة الحلة صفع جبينه براحة يده يهمس مغتاظا:
- يا ادي النحس نسيت القميص، هنتصرف ازاي دلوقتي، القميص اللي كنت لابسة لا يمت للبدلة بصلة
وقعت عيني حسام على قميص مغلف ملقي على الفراش حوار حقيبة حلة، ليلتقطه سريعا يفتحه يشرع في ارتداءه، لتتوسع عيني زيدان نظر لحسام ليلتفت له يقول سريعا:
- الله يحرقك اقلع يالا القميص.

ابتسم حسام في بلاهة يتمسك بدفتي القميص كأنه فتاة على وشك اغتصباها ليقول مقلدا صوت انثوي مائع:
- ابعد عني يا سافل يا حيوان
بصعوبة شديدة منع زيدان ضحكاته من الخروج ليتقدم ناحية حسام يقبض على تلابيب ملابسه يقول في ضيق:
- اقلع ياض القميص لاقلعهولك
كسي الصمت المكان أصفر وجه كليهما حين سمعا صوت المكان حين سمعا صوت خالد يقول محتدا:
- والله عال، على آخر الزمن اجوز بنتي لعيل سيكي ميكي.

انتفض زيدان بعيدا عن حسام نظر لخالد الذي يقف يرتدي « تيشرت » رياضي اسود بدون اكمام وسروال قطن من اللون الاسود، بلع لعابه ليقول سريعا يبرر موقفه:
- طبعا لو حلفتلك أنك فاهم غلط مش هتصدقني...
ابتسم خالد ساخرا ينظر لكل منهما باشمئزاز...

ليتجه ناحية فراش زيدان التقط حقيبة حلته، قطب جبينه يبحث عن القميص لم يحتج الأمر سوي لحظات ليفهم ما حدث انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة ليأخذ حلته متجها لغرفته حين سمع زيدان يقول:
- بس ال...
قاطعه يقول في برود وهو يكمل طريقه:
- عندي غيره، كمل لبسك.

بينما وقف حسام ينظر في أثر ذلك الذي رحل توا في صمت، صورته وهو يقف بتلك الهيبة، ترجف شيئا فيه جزء من كل تشعره حقا أنه ينتمي إليه، تنهد يحاول الابتسام لولا زيدان ما كان جاء إلى هنا من الأساس سعادة صديقه هي الأهم عنده، اكمل ارتداء القميص ليرتدي الحلة وقف أمام المرآه يمشط شعره يقول مبتسما في سخرية:
- قميص مين بقي اللي هتموت عليه اوي كدة
نظر زيدان لحسام من خلال انعاكس المرآه تنهد يقول بهدوء حذر:.

- قميص خالي
قطب حسام جبينه غاضبا يشعر برغبة ملحة في خلع القميص وتمزقيه، اجفل على صوت الباب ينفتح، ليدخل خالد حلة سوداء قميص أبيض، بلا رابطة عنق، يحمل علبة سوداء صغيرة في يده اقترب من زيدان الواقف بالقرب من حسام، مد يده يخلع رابطة العنق الصغيرة التي تلتف حول رقبة زيدان ليخرج من العلبة رابطة عنق سوداء مخملية طوق بها رقبة زيدان يعقدها له ابتسم يقول في هدوء:.

- رغم اني نفسي الطشك بالقلم عشان هتاخد البنت مني، بس أنا حقيقي فرحان عشان شايف الفرحة بتلمع في عينيك، فرحان عشان ابني اللي ربيته كبر واهو بيتجوز، اني اشوفك بتكبر وبتبقي عريس قدام عينيا فرحة خاصة أنا مش بس خالك أنا ابوك ولا إيه
ختم كلامه وهو يعدل من وضع رابطة العنق الخاصة بزيدان، لتدمع عيني الأخير اندفع يعانق خالد ليربط الأخير على كتفه برفق يهمس بحنو:
- مبروك يا ابني، ربنا يسعدك.

بينما كان يقف حسام بالقرب منهم ينظر لخالد بخواء وكأن الأمر برمته لا يعنيه ولكنه لا ينكر أنه يشعر بنيران الغيرة تشتعل في قلبه، قبض على يده يشد عليها يتنفس بعمق يحاول أن يهدئ قليلا
خرج خالد من الغرفة متجها إلى غرفة ابنته
ليلتفت زيدان لحسام يقول مبتسما في مكر:
- أنت غيران مش كدة
تجهم وجه حسام ليشيح بوجهه يتمتم متهكما:
- غيران! وهغير من ايه يعني.

اقترب زيدان من حسام يضع يده على كتف صديقه يحاول برفق ترقيق قلبه ليقول بهدوء:
- دا ابوك يا حسام
التفت حسام له يرميه بتلك النظرة الغاضبة التي يراها دائما في عيني خاله حين يغضب ليقاطعه قائلا في حدة:
- خلاص يا زيدان يلا ننزل بقي خلينا نخلص
ابتسم زيدان يحرك رأسه إيجابا لينزلا هو وحسام لأسفل.

ودقت الدفوف وعلا صوت الموسيقي في أسفل السلم يقف جاسر متأنقا في حلة سوداء، بينما في الاعلي تتأبط سهيلة ذراع والدها ينزل بها برفق إلى أسفل سلمها إلى جاسر نظر له يقول ممتنا:
- أنا مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر ربنا يسعدك يا ابني، خلي بالك منها
ابتسم جاسر بهدوء يحرك رأسه إيجابا ليغمغم بخفوت يطمئن والدها:
- في عينيا
وقف أمامها ليدنو برأسه يقبل جبينها ينظر لها يبتسم في حنو ليدنو برأسه يهمس جوار أذنها بخفة:.

- تعرفي أنك زي القمر يا قلقاسة، الميكب عامل شغل عالي
نظرت له مغتاظة منه لتتعلي ضحكاته شبك ذراعها في يده يتجه بها ناحية كوشتهم الخاصة، أين العروس الأخري لينا لا تقف مكانها
أين هي، أين، أين، ها هي.

تقف في غرفتها معها والدتها ووالدها تنظر لنفسها في المرآه جميلة بل فاتنة، ولكنها خائفة زفاف، ملئ بالناس، ستنتقل للعيش بمفردها مع زيدان، مجرد الفكرة تقتل قلبها قلقا وخوفا، التفتت لوالدها تحاول التقاط أنفاسها المسلوبة تقول متلعثمة:
- لا أنا خلاص مش عايزة اتجوز، مش عايزة انزل، مش عايزة اسيب البيت
ابتسمت لينا بحنو تنظر لتقترب من ابنتها قبلت جبينها تقول ضاحكة بخفة:.

- تعرفي أن أنا يوم فرحي فضلت اعيط ساعتين عشان مش عايزة اروح مع ابوكي، وبعدين ما بقتش عايزة اي حاجة في الدنيا غير اني اكون مع ابوكي
ابتسم خالد ينظر لها بعشق ليحرك رأسه إيجابا يؤيد ما تقول بمرح:
- فعلا أمك فضحتنا في الشارع قدام القاعة، انا عايزة اروح لبابا وتقوق تقوليش خاطفها، وبعدين ما بقتش تقدر تبعد عني ابدا يا عمري.

ضحكت لينا على ذلك الحوار الكوميدي بين والديها لتندثر ضحكتها تهز ساقها متوترة اقترب خالد منها امسك ذراعيها برفق يقول مبتسما في حزن:
- بصي يا لينا أنا على ثانية وهقعدك والغي الفرح أنا اصلا ما هصدق، هقولهالك لآخر مرة عايزة تنزلي ولا تفضلي
نظرت لينا زوجته له مدهوشة مما يقول لتبلع ابنته لعابها اضطربت حدقتيها تهمس حائرة:
- ننننزل.

ابتسم خالد يلثم جبين ابنته بقبلة حانية ليشبك يدها في يده، ينزل بها إلى أسفل، توسعت ابتسامة زيدان ما أن رأي طلتها التي خطفت انفاسها كان قلقا للغاية من تأخرا وقف منتصبا على اتم استعداد لاستقبالها اقتربت اكثر واكثر واكثر نزلت إلى اسفل بصحبة والدها الذي تخطاه واتجه بها إلى الكوشة بينما وقف هو ينظر لما حدث مدهوشا يفتح فاهه، ليجفل على يد زيدان يدفعه بعنف ناحية العروس:.

- اجري يا عم اقعد جنب مراتك، دا هيتنح
سريعا هرول ليلحق بهم وجد خاله يجلس ابنه على الكوشهظة ليأخذ زيدان مكانه سريعا جواره نظر لخالد يقول مبتسما في براءة:
- شكرا يا خالي يا حبيبي.

تجهم وجه خالد ليتركهم وينزل يتحرك وسط الحضور، وقف حسام من بعيد ينظر لصديقه وشقيقته، لينا شقيقته ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه حين نطق الكلمة في عقله، ينظر لها يبتسم في حنو، ليأخذ طريقه اليهم، اتجه إلى زيدان يعانقه بقوة يقول مبتسما:
- مبروك يا صاحبي الف الف مبروك
شدد زيدان على عناقه يقول مبتسما في سعادة:
- عقبالك يا حس، اوعي تمشي يلا
ابتعد حسام عنه يقول مبتسما:
- حاضر يا سيدي مش همشي...

تنهد يآخذ نفسا قويا ليتجه ناحية لينا وقف أمامها للحظات، مد يده يصاحفها لتصافحه بابتسامة صغيرة، لتشعر به يشد يدها برفق إلى ان وقفت امامه ابتسم يغمغم في رفق:
- مبروك يا لينا، مبروك الف مبروك.

قالها بحنو عينيه ترتكز على مقلتيها لتنجرف مشاعره الاخوية تجاهها رغما عنه ليعانقها بين ذراعيه يشدد على احتضانها ابعدها عنه يطبع قبلة حانية على جبينها بينما هي تنظر له متعجبة لا تفهم لما يحضتنها صديق زيدان ولما الأخير لا يعترض ووالدها أين هو، لو رآه لاقام الدنيا فوق رأسه، ابعدها عنه يربت بكفه برفق على وجنتها، يبتسم شبح ابتسامة شاحبة، ليتركهم يأخذ طريقة للخارج يمشي بين الحضور لا ينظر لهم يشعر بالاختناق يود فقط المغادرة ليسمع صوت قريب منه صوت يعرفه يبعضه ويحبه في آن واحد نظر يمينه ليجد خالد يقترب منه وقف بالقرب منه يبتسم له شبح ابتسامة صغيرة يتمتم في هدوء:.

- شكرا أنك جيت يا حسام
انثني جانب فم الاخير بابتسامة ساخرة متهكمة ليدس يديه في جيبي سرواله يتمتم ببرود:
- أنا جاي عشان خاطر زيدان صاحبي، مش جاي ليك، عن إذنك
تركه متجها ناحية اركان الحديقة ليقف خالد ينظر في اثره يتنهد حائرا لا يعرف ماذا يفعل، اجفل على يد توضع على كتفه من الخلف التفت للفاعل لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيه كطفل صغير رأي والده قال بسعادة:.

- يعني لازم تيجي متأخر، جاسر اجدع منك والله جاي من بدري، وحشني يا كبير
اتسعت ابتسامة الواقف يتمتم بهدوء ورزانة:
- معلش يا سيدي الطريق أنا جايلك سفر بردوا، وانت كمان ياض واحشني، مبروك عجزت اهو وهتبقي جدو
تعالت ضحكات خالد يقول في مكر:
- لا يا بابا أنا لسه شباب وبصحتي الدور والباقي على اللي عجز وشعره أبيض فعلا، ولا ايه يا جسور بيه السيوفي.

وقفت تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تبتسم باتساع، تنظر لفستانها الاسود الطويل يغطي ساقيها بالكامل، حتى ذراعيها يغطيها طبق من ( الدانتيل ) الاسود تخفي ما تخفي قدر المستطاع، تخففت كثيرا من مساحيق التجميل، ابتسمت تلتف حول نفسها بسعادة، أدهم يكره فساتينها القصيرة لذلك حرصت على اقتناء فستان طويل أنيق يغطيها بالكامل، أخذت طريقها إلى أسفل تتهادي في خطواتها بحذائها الاسود ذو الكعب الرفيع، رأته يقف هناك لازال في داخل الفيلا لم يخرج للحديقة بعد، يتحدث في الهاتف تبدو مكالمة هامة للغاية يضع سيجار بين دفتي شفتيه يمصها بعنف، منذ متي وادهم يدخن سجائر وبتلك الشراسة، وقفت في منتصف السلم تنظر إليه تعجز عن إزاحة عينيها عنه، وسيم حد أثار الفتنة بحلته السوداء قميصه الأسود بدون رابطة عنق، التفت ينهي مكالمته لتقع عينيه عليها تجمدت حدقتيه ينظر لشعلة الفتنة المتأججة امام عينيه، بلع لعابه الجاف ينظر لها مدهوشا بسرحها الفاتن كأنها لعنة نزلت من الجحيم لتلقيه فيه، بينما اكملت هي طريقها إلى أسفل وقفت بالقرب منه، وضعت يدها على خصرها تميل لليسار قليلا تهمس بنعومة مغوية:.

- إيه رأيك يا أدهم في الفستان
رائع، يخطف الانفاس، مثير حد الفتنة، سلبت أنفاسه بجمالها الآخاذ، بلع لعابه يشيح بوجهه، يتمتم بهدوء:
- كويس يا مايا، يلا عشان نخرج للفرح
انتفض كمن لدغة عقرب حين شعر بها تلف ذراعه حول ذراعه كأنها عروس وهو عريسها المنتظر، نظر لها بدهشة ليجدها تبتسم بنعومة تقول:
- يلا يا أدهم واقف ليه.

التقط انفاسه الضائعة بصعوبة يحرك رأسه إيجابا، يأخذ بيدها متجها إلى الخارج، يبحث عن أبيه لا أثر له ربما لم ينزل بعد، ولكن لما تأخر، اتجه بها ناحية احدي الطاولات جذب المقعد يجلسها عليه ليشد المقعد جوارها حل زر حلته يجلس جوارها، ينظر لابتسامتها الواسعة التي تزين شفتيها حين نظرت لكوشة العروسين...

على صعيد قريب منهم للغاية، على طاولة صغيرة يجلس جاسر بصحبة رؤي وابنته جوري، يمازح جاسر ابنته كأنها لا تزال طفلة لتنظر رؤي له حزينة مما يفعل، جاسر يدلل جوري لاقصي حد وفي المقابل قاسي بارد على رعد لأبعد حد ممكن، هي لا تعترض على دلاله لابنتهم ولكنه فقط لو يعدل باتت تشعر بأن رعد يغير من شقيقته بسبب دلال والدها لهم منذ الصغر، تتذكر ولم تنسي ابدا ذلك اليوم، حين كانت تقف كالعادة تستقبل أطفالها عند باب منزلهم الداخلي، شهقت مرتعدة حين رأت هيئة رعد ملابسه المبعثرة وجهه المكدوم، التراب يغطي جسده بالكامل يحمل في يده ورقة يقبض عليها بعنف، جلست سريعا على ركبتيها أمامه تسأله فزعة. :.

- رعد يا حبيبي مالك ايه اللي حصل، حصل ايه يا جوري
اخفضت جوري رأسها ارضا دون أن تنطق بحرف، ليخرج جاسر في تلك اللحظة من غرفة مكتبه احتدت عينيه غضبا حين رأي مشهد ابنه ليقترب منه يصيح فيه غاضبا:
- أنت عاامل كدة ليه يا بيه، اوعي تكون ضربت حد.

بلع الصغير لعابه مذعورا، ينظر لوالده يحاول أن يخبره بما حدث، لم يجد ما يقول ليمد يده بذلك الظرف ناحية والده اخذه جاسر منه بحدة يفتحه يقرأ ما فيه لتشخص عينيه في غضب احتقنت الدماء في مقلتيه كور الورقة في يده ينظر لابنه للحظات غاضبا الدماء تفور في رأسه ليسقط رعد أرضا دون سابق إنذار أثر صفعة عنيفة قوية من يد والده، لن تنسي ابدا ردة فعل طفلها لم يبكي لم ينطق بحرف فقط وضع يده على وجهه ينظر لوالده بحقد، بينما صاح جاسر غاضبا:.

- البيه ابنك بلطجي ضرب زميله وفتحله دماغه واترفد من المدرسة...
هنا تحديدا تدخلت جوري وقفت أمام والدها تنظر له تبكي تعاتبه بنظراتها، لتهمس بصوت باكي من بين شهقاتها:
- بابا إنت ضربت رعد ظلم، اخت شهاب واحنا بنلعب في الفسحي زقنتي جامد ووقعني على ضهري روحت أنا زقتها ووقعتها وكنت هضربها، جه رعد وبعدني عنها، راح شهاب جايب أصحابه وضربوا رعد، رعد كان بيزقهم بعيد عنهم فشهاب وقع اتعور...

صحيح أن جاسر اغلق المدرسة بأكملها لأنه عرف أن ذلك الفتي هو ابن مدير المدرسة لذلك رفد ابنه هو فأغلق جاسر له المدرسة ومن يعترض، ولكن رعد لن ولم ينسي ابدا صفعة والده، التي هوت على قلبه ظلما.

يجلس في سيارته يضع يده على وجنته لتمتلئ حدقتيه بالدموع، لا يعرف حقا يود أن يعرف سبب كره والده له بتلك الطريقة لما لا يعامله بتلك الطريقة، صحيح أنه لم يرفع يده عليه بعد تلك الحادثة ولكن يكفي فقط كلماته تقتله، لن ينسي تلك الصفعة ابدااا، ابتلع غصته المريرة يمسح دموعه بعنف لينزل من السيارة يغلقها يتجه لداخل الزفاف لم يرد حتى الحضور ولكنها اوامر والده، دخل يمشي بين الحضور إلى ان وصل إلى طاولة والديه، جذب المقعد المجاور لوالدته يقول بابتسامة صغيرة مقتضبة:.

- السلام عليكم
ابتسمت رؤي بحنو تربط على يد ابنها تقول:
- وعليكم السلام يا حبيبي، كويس ما اتأخرتش
لاء اتأخر، هتف بها جاسر بحدة ليلتفق لابنه يناظره بحدة يهمس غاضبا:
- كان المفروض تبقي هنا من نص ساعة يا بيه، كنت صايع فين، وبعدين ايه القرف اللي إنت لابسه دا، أنا مش قايلك البس بدلة، إنت فاكر نفسك رايح ديسكو ولا كبارية ولا شوف بتسهر بقي فين.

نظرت رؤي لجاسر بحدة بينما بصعوبة شاقة حافظ جاسر على ابتسامته يقول في هدوء:
- اتأخرت لاني كنت بقفل حسابات آخر صفقة، ما بلستش بدلة لأن حضرتك عارف اني ما بحبش البدل بتخنق منها، وفي شباب كتير عادي لابسين كجول، و حضرتك عارف وواثق كويس اني لا بسهر لا في ديسكوهات ولا في كباريهات، عن اذنكوا هقوم اجيب حاجة اشربها.

اتجه ناحية طاولة المشروبات الكبيرة يلتقط كأس عصير، ليبتعد عن الجميع وقف في ركن بعيد مظلم لحظات يقف ساكنا يشعر بجسده يهتز بعنف يشعر بالألم والقهر والظلم وهو أشبع ما يمكن أن يشعر به أحد يوما، لا يعرف ما هو خطئه لا يعرف فيما أذنب ليعامله والده بتلك الطريقة، لم يشعر بشئ سوي بدموعه تغرق وجهه ينظر لوالده من بعيد بحرمان!

على طاولة أدهم ومايا، دق هاتف ادهم ليلتقطه سريعا يبتعد عن طاولة مايا بينما تجلس هي تنظر في اثره متعجبة ما سر تلهفه على الهاتف اليوم بتلك الطريقة، رفعت كتفيها بلا مبلاة امور تخص العمل بالطبع، قامت متجهه ناحية طاولة المشروبات تلتقط كأس عصير كانت في طريقها للطاولة حين سمعت صوت أنات مكتومة، بكاء خفيض حزين، فضول هو فقط فضول اتجهت ناحية الصوت لتجد فتي يقف يوليها ظهره يستند بيسراه على الشجرة جواره اقتربت منه تربط.

على ذراعه من الخلف، لتشعر به ينتفض التفت لها سريعا ينظر لها بحدة ارعبتها عادت خطوة للخلف تنظر له فزعة بلعت لعابها تهمس بتلجلج:
- اااا، ااانا آسفة، أنا بس سمعت صوت حد بيعيط، إنت كويس مش عايز مساعدة
اشاح بوجهه يمسح دموعه المتساقطة براحة يده بعنف حرك رأسه نفيا يهمس بصوت متحشرج:
- لا شكرا مش عايز...
ابتسمت له ابتسامة صغيرة، لتمد يدها له بكوب العصير تعطيه إياه تهمس برقة فطرية:.

- عارف كنت دايما بسمع من بابا وعمي بيقولوا إن دموع الراجل مش عيب بس ما تنزلش غير بعد ما بيكون فاض بيه الحمل
رفع وجه ينظر لتلك الفتاة الغريبة بألم يصرخ في حدقتيه، هو حقا فاض به الحال واغرقه في قاعه الأسود، تنهد يزفر أنفاسه الحارة يبتسم لها شبح ابتسامة صغيرة، ليقرب كأس العصير من فمه، يرتشف منه بضع رشفات يبلع بيهم غصته المختنقة، ليسمعها تكمل برقة:.

- أنا صحيح ما اعرفكش ولا أنت تعرفني، بس اكيد مش صدفة اني اشوفك، مهما الدنيا اسودت في وشك هترجع تنور تاني، صدقني ما بتبصش لنص الكوباية الاسود الفاضي، حاول تشوف مميزات تبص من زاوية تانية للموضوع اكيد هتلاقي في اللي بيحصلك جانب إيجابي بس أنت مش شايفه
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه ينظر لتلك الفتاة كلامها العفوي كنسيم هواء أثلج نيران قلبه المشتعلة...

بينما على صعيد آخر، يقف في جانب الحديقة يضع هاتفه على أذنه يتحدث مع الطرف الآخر بحدة غاضبا:
- قولتلك هديك اللي انت عاوزه بس تقلبلي الدنيا لحد ما تلاقيه، ماشي، ماشي، سلام.

اغلق الخط يدس الهاتف في جيب بنطاله تنهد يزفر بحرقة يخلل أصابعه في خصلات شعره الأسود الكثيف، ليعود لطاولته ما أن اقترب منها وقف يقطب جبينه ينظر هنا وهناك أين ذهبت، بدأ يتحرك هنا وهناك يبحث عنها بين الحضور أين هي، اقترب من طاولة المشروبات عله يراها، قرر الابتعاد عن الجمع اتجه ناحية تلك البقعة الفارغة ليطلب رقمها من هاتفه ما كاد يقترب رآها تقف هنا بصحبة شاب!، احتقنت الدماء في عينيه.

كور قبضته يشد عليها يرهف السمع عله يسمع ما يقولون وجد ذلك الشاب يمد يده لها يقول مبتسما:
- شكرا يااا، انتي اسمك ايه صحيح
ابتسمت مايا بتوسع يدها في يده تقول:
- مايا، مايا السويسي وأنت
قالتها بطريقة لطيفة مضحكة ليضحك بخفة يقول مبتسما:
- رعد، رعد مهران
توسعت عينيها قليلا بشكل مضحك لتقول بدراما مرحة:
- واااو You know you have a scary name.

تعالت ضحكات رعد على ما قالت تلك الفتاة هي من اظرف من قابل لم يكن من الأساس له تعامل مع اي فتاة من قبل...
هنا فاض الكيل بأدهم اندفع ناحيتها كطلقة رصاص عنيفة جذب مايا بعيدا عن رعد قبض على ذراعها يهزها بعنف يصرخ فيها:
- مييين دا وازاي تسمحيله يتكلم معاكي بالشكل دا
وقفت أمامه بثبات عقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له بحدة لتصيح هي الأخري:
- أنت ازاي تشدني بالمنظر دا، أنا ما عملتش حاجة غلط.

قبض على ذراعيها يشد عليها بكفيه بعنف يصرخ تنصل عقله من اي منطق في تلك اللحظة جل ما جاء في عقله أن آخر سيأخذها منه:
- ما عملتيش حاجة غلط واقفة مع الحيوان دا في حتة بعيد عن الفرح في الضلمة وتقولي ما عملتيش حاجة غلط
في تلك اللحظة وجد أدهم يد عنيفة تقبض على تلابيب ملابسه نظر للفاعل بحدة كبركان غاضب ليجد ذلك الفتي يقبض على ملابسه يصرخ فيه بشراسة:.

- هو مين دا اللي حيوان يا حيوان، مش ذنبها ولا ذنبي أنك تفكيرك زبالة وشمال
ما إن انهي رعد كلامه وجد لكمة عنيفة من يد ذلك الغاضب تقتحم وجهه ارتد على اثرها للخلف يسيل الدماء من جانب فمه مسح الدماء براحة يده بعنف ليندفع ناحية أدهم يلكمه بعنف والآخر يصد ليبدأ شجار عنيف بينهما، تقف فيه مايا تنظر لهما تصرخ بصوت عالي
في هذه الاثناء كان خالد يقف جوار جسور يرحب به، قطب جبينه يسأله مستفهما:.

- ايه دا اومال مدام جميلة ولا حد من الأولاد جه معاك ليه
ابتسم جسور ساخرا يضحك ضحكة خفيفة حرك رأسه نفيا يقول متهكما:
- جميلة قاعدة دولي بتفض النزاعات الدولية اللي عندي في البيت، ما ينفعش أنا وهي نسيب أرض المعركة
تعالت ضحكات خالد على يقول صديقه ليقول من بين ضحكاته:
- جميلة وزين بردوا
قلب جسور عينيه ينظر لصديقه يآسا تنهد يقول حانقا:
- الزفت والنيلة، أنا زهقت منهم والله يا خالد دول لو عيال مش هيعملوا كدة.

ابتسم خالد بهدوء كاد أن يقول شيئا يواسي به صديقه لتتعالي صرخات مايا انقبضت ملامحه قلقا ليهرع راكضا ناحية مصدر الصوت خلفه جسور وجاسر هب هو الآخر يركض ومعهم بعض الرجال، احتقنت عيني خالد غضبا حين رأي أدهم يجثو فوق رعد يكيل له باللكمات ليصدمه الأخير في ساقه بعنف ليسقط أدهم ارضا ويجثو رعد فوقه يكيل له باللكمات هو الآخر، في لحظات خرج زئير خالد غاضب يصاحب زمجره جاسر:
- ادهم / رعد.

توقف الشابان عن تلك المصارعة العنيفة ليبتعد رعد عن أدهم، وقف كل منهما ينفض الغبار عن ملابسه، لتندفع مايا ناحية عمها طوقها خالد بذراعه ينظر لكلاهما بحدة غاضبا ليصدح صوته الغاضب:
- في ايه يا بهوات بتتطحنوا بعض ليه
تقدم رعد خطوة واحدة بلع لعابه مرتبكا امام نظرات والده الحادة حمحم يهتف بهدوء:.

- حضرتك أنا كنت واقف اتكلم مع الآنسة مايا بمنتهي الاحترام والأدب ولو تجاوزت حدودي هي موجودة اهي تقول لحضرتك، لقينا الأستاذ دا، جاي وعمال يهزق فيها وكلام مهين جدا ليها وليا وبيتهجم عليا، رد فعل طبيعي كنت بدافع عن نفسي
نظر خالد لمايا ما أن انهي رعد حديثه يسألها بعينيه أهذا ما حدث فعلا، لتحرك رأسها إيجابا تخبئ وجهها في صدره من جديد، نظر خالد لادهم بحدة، ليعاود النظر إلى رعد يقول بابتسامة طفيفة:.

- معلش يا رعد، أدهم بس فهم الوضع بشكل غلط، أخته وبيخاف عليها زيادة شوية
ابتسم رعد في هدوء يحرك رأسه إيجابا، ليعود مع والده إلى طاولتهم، ابعد خالد مايا عنه يبتسم لها برفق:
- روحي يا حبيبتي اقعدي
حركت مايا رأسها إيجابا التفت لادهم تنظر له نظرة خاطفة معاتبة، ليرحل كل من كان واقفا لم يبقي سوي أدهم وخالد فقط، اقترب خالد من أدهم يناظره بحدة للحظات دس يديه في جيبي سرواله يردف هامسا بحدة:.

- ما تتخطاش حدود الأخوة اللي بينك وبين مايا يا أدهم، فاهمني طبعا
رفع أدهم رأسه إيجابا سريعا ينظر لخالد بأعين جاحظة مدهوشة مما يقول توقفت دقاته عن العمل من الصدمة ليجد خالد ينظر له بحدة اقترب منه للغاية وقف امامه قبض على تلابيب ملابسه يهمس بحدة:.

- ابوك عامل مش واخد باله بس أنا واخد بالي كويس اوي، اياك يا أدهم تفكر تكسر ثقة حمزة اللي حاططها فيك، مايا أختك وعمرها ما هتكون غير كدة فاهم، دا آخر كلام عندي
قالها ليربت على صدره بحدة، تركه ورحل لينظر ادهم في أثره بغيظ غاضبا مايا لم ولن تكن شقيقته يوما، وسيثبت لهم ذلك قريبا جدااا.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 17 من 81 < 1 44 45 46 47 48 49 50 81 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1983 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1471 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1487 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1307 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2515 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسير ، عينيها ،











الساعة الآن 06:44 AM