رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر
صدمة كلمة قليلة عن ذلك الشعور الذي عصف بكيانها دوامة من المشاعر الغريبة عصفت بخلجات والدها لم يكن سيعارض، بتلك البساطة يوافق، وزيدان تنازل عنها حتى وإن كانت لم تكن له المشاعر كما تعتقد، فمن الرائع شعور أن أحدهم يحبك يرغب في قربك.
نظرت لوالدها بجزع، تنساب دموعها كان سيوافق وهي خدعته ودمرت ثقته بها بهذه البساطة، اقترب منها أمسك كف يدها الأيمن لينزع خاتم خطبة زيدان برفق من يدها شعرت في لحظة بأن تلك الحلقة الغريبة التي طوقت قلبها انكسرت، استدار ليغادر لتهب سريعا امسكت بذراعه تستجديه باكية: - بابا أنا آسفة أنا... صمتت حين استدار لها يبسط كفه أمام وجهها، لينزع ذراعه من يدها يتمتم بخواء:.
- ولا كلمة مش عايز اسمع منك حاجة، اتصلي بيه وخليه يجي يقابلني بس قالها ليستدير خرج من الغرفة بأكملها لتنهار على فراشها تبكي ندما تعنف نفسها ليتها استمعت إلى نصيحة صديقتها « سهيلة» وأخبرت والدها منذ البداية، والآن هي كبلهاء خسرت ثقة والدها، وزيدان تشعر بقلبها يتنفض بعنف تنظر لأصبعها الخاوي، حتى زيدان زهدها لم يعد يرغب فيها.
ارتمت بين أحضان والدتها تشهق في بكاء عنيف تهمس بحرقة من بين شهقاتها: - أنا غبية، وآسفة والله آسفة قولي لبابا يسامحني عشان خاطري يا ماما انفطر قلب لينا ألما على بكاء طفلتها تحاول تهدئتها قدر الإمكان لتهتف سريعا: - يا حبيبتي انتي عارفة بابا بيحبك قد ايه هو زعلان منك شوية وهيرجع يصالحك، كفاية عياط يا حبيبتي هتتعبي.
ابعدتها عنها تمسح دموعها برفق لتجذب صينية الطعام تضعها امامها ربتت على رأسها برفق تهمس بحنو: - يلا يا حبيبتي كلي من امبارح ما كلتيش.
حركت رأسها نفيا تتجه بعينها ناحية نافذة الغرفة تنظر للخارج لقطات سريعة متتالية من طفولتها تمر أمام عينيها لتبتسم وتتساقط دموعها تذكرت حين كانت فقط طفلة في الثامنة مزقت أوراق مشروع هام تذكرت نظرة والدها المفزوعة حين رأي الورق فتات امام عينيه لأنها كانت فقط تلعب جل ما فعله أنه جلس أمامها على ركبتيها يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح باهت: - فداكي يا شقية، يلا أجري العبي في الجنينة.
ليتها أخبرته من البداية انسابت دموعها بغزارة، اجفلت على صوت دقات على باب الغرفة ظنت انه والدها لتنظر للباب سريعا، فتحت والدتها الباب تبتسم في وجه الواقف: - تعالا يا زيدان.
توسعت عينيها بذهول، لتجده يدخل إلى الغرفة يحمل علبة الحلوي اللي تفضلها، استشفت من ملامحه المجهدة انه لم يذق النوم طعما، دخل إلى الغرفة يبتسم في هدوء وقف امام برأسها ليضع علبة الحلوي عليه لاحظات أنه يتفادى النظر اليها عينيه لم تقابل عينيه ولو للحظات منذ أن دخل إلى الغرفة حمحم يردف بجد: - أنا كنت جاي اطمن عليكي أنت ِ بنتي خالي أولا وآخرا وزي أختي ما احنا متربين مع بعض حمد لله على سلامتك، عن اذنكوا.
قالها ليستدير يريد الرحيل حينما سمعها تهمس باسمه أغمض عينيه يشد عليها بعنف ذلك النابض في يسار صدره انتفض يدق بعنف اخذ نفسا عميقا يهدئ به نفسه ليلتفت لها يحاول الا ينظر إليها يهمس ببرود: - نعم يا بنت خالي.
ممكن تخلي بابا يسامحني، همست بها برجاء تبكي بحرقة، لم يقاوم قلبه الثائر اكثر رفع وجهه ينظر إلى وجهها المكدوم ليشد على كفه بعنف يرغب وبشدة في تحطيم يد والدها التي فعلت بها ذلك بلع لعابها متوترا يحرك رأسه إيجابا، ليجدها تبتسم له ممتنة، لينا تبتسم له حدث تاريخي لم يحدث من قبل، فر سريعا من الغرفة قبل أن تنهار مشاعره أمامها.
نزل إلى اسفل ليجد خالد يجلس على أحد المقاعد المقابل للسلم، انتفض ما أن رآه يسأله بتلهف: - هي عاملة ايه ابتسم بحالمية يتذكر نبرة صوتها وهي تنطق اسمه ابتسامتها التي وجهتها له، له هو فقط تنهد يهمس بحرارة: - مش كويسة! رفع خالد حاجبه الايسر باستجهان ليرمي زيدان بنظرة حادة يزمجر غاضبا: - وأنت مالك مبسوط كدة ليه أنها مش كويسة تدارك زيدان نفسه سريعا دوامة مشاعره طغت على إجابته ليقول سريعا مصححا:.
- والله مش قصدي، بس هي تعبانة اوي يا خالي إنت عمرك ما قسيت عليها سامحها المرة دي عاد يجلس على مقعده مرة اخري يحرك رأسه نفيا بعنف تهدجت أنفاسه ليهتف بانفعال: - عمري ما قسيت عليها وادي النتيجة، المهم عملت اللي قولتلك عليه ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي زيدان يشعر بالانتشاء يغزو خلاياه بعدما هشم عظام ذلك الفتي حرك رأسه إيجابا يغمغم في مكر: - تمام كله تحت السيطرة.
إنت قولتله على ايه، جاء صوت لينا المتعجب من خلف زيدان ليبتسم الأخير بارتباك حمحم يهتف متلعثما: - هاا ابدا يا ماما، دي قضية في الشغل ولا ايه يا خالي تبادل هو وخالد النظرات ليبتسم الأخير ساخرا يحرك رأسه إيجابا التفت للينا ينظر لها بهدوء يحادث زيدان: - روح إنت واستني مني تليفون حرك رأسه إيجابا ليغادر دون أن ينطق بحرف بينما اقتربت لينا منه أمسكت كف يده تترجاه:.
- خالد عشان خاطري لينا مش عايزة تاكل اي حاجة أطلع حتى خليها تاكل عشان خاطري يا خالد نزع كفه من يدها وقف يوليها ظهره قلبه ثآر خائف على طفلته وعقله ثآر يكابر يصرخ فيه بأن تلك الطفلة هي من دهست ثقته زمجر بحدة دون ان يستدير: - عنها ما كلت هي غلطانة وكمان بتتدلع، خلاص ما عدتش هدلع تاني، تاكل ما تاكلش تخبط دماغها في الحيطة ما بقتش تفرق معايا.
لا فائدة من المحاولة تعرف خالد حين يكون غاضبا لن يطاوع قلبه بتلك السهولة استدارت لترحل لتسمعه يهمس باسمها بخفوت، التفتت له سريعا ليشيح بوجهه ناحيه اليسار بلع لعابه يحاول أن يظهر البرود في نبرة صوته ولكن رغم عنه ظهر القلق جليا حين همس لها: - حاولي معاها تاني معلش دي من امبارح ما كلتش ولا لقمة واحنا داخلين على الليل اهو..
ابتسمت يآسه لتقترب منه تعانقه بقوة وضع رأسه على كتفها يشد على عناقها يشعر بيدها تربط على رأسه حين سمعها تهمس بحذر: - لوليتا ما غلطتش يا خالد، أنت عارف بنتك أكتر من اي حد، هي ممكن تكون خافت لترفض معاذ وتصمم على زيدان فخبت عليك، إنما اكيد مش قصدها تخبي عليك رفع وجهه عن كتفها لتقابل زرقتيها غيوم عينيها الكدرة من الألم سمعته يهمس بصوت متألم مهموم:.
- وكانت هتفضل مخبية عليا لحد امتي، لحد ما تتجوزه من ورايا شهقت واتسعت عينيها تحرك رأسها نفيا سريعا حاوطت وجهه بكفيها تهمس بتلهف: - لاء طبعا يا خالد، لينا عمرها ما تعمل كدة وبعدين هي قالتلي أنه جاي يتقدملك يوم عيد ميلادها لما أعلنت خطوبتها على زيدان يعني... قاطعها يتابع بخمول: - خلاص يا لينا مالوش لازمة الكلام دا، اطلعي وانا شوية وهطلع اشوفها.
ابتسمت مطمئنة تعرف أن خالد لن يترك ابنته حزينة حركت رأسها إيجابا تربط على وجنته بحنو لتتركه متجهه إلى غرفة ابنتها تحاول اقناعها أن تاكل ولو قليلا.
ها إيه رأيك، هتف بها عمر بحماس بعدما خرج من غرفة القياس في أحد محلات الملابس الشهيرة لتلمع عيني ناردين بإعجاب تصفق بشغف: - القميص تحفة عليك يا عمر، مش قولتلك فكك من البدل، شكلك بالكتير يدي 20 سنة ابتسم بسعادة تلمع عينيها بحماس وشغف كان قد نسي كيف يكون إحساس أن تعش تلك المشاعر من جديد ربما كانت تلك الفتاة هي النجدة التي بُعثت له لتحي رماد قلبه من جديد.
يتصرف معها كأنه شاب طائش لا حساب على أفعاله يخرج يضحك يركض، تالا بحساسيتها الزائدة كانت ترفض كل ذلك، نظر لانعكاس صورته على سطح المرآه امامه عاد عمر الدنجوان بفضل تلك الفتاة اشتريا كمية كبيرة من الملابس لها وله ليجلسا في أحد المطاعم قبل الغروب بقليل ابتسم يغمغم في سعادة: - تعرفي أن أنا بقالي مدة كبيرة ما ضحكتش وحسيت بالانطلاق زي النهاردة رفعت حاجبيها لتسأله ببراءة تحمل سم الافعي:.
- معقولة ليه ما كنتش بتروح مع مراتك وهي بتشتري هدومها، حقيقي إنت ذوقك هايل يا عمر اختفت ابتسامته ليحل مكانها اخري ساخرة خبي بريق عينيه يهمس في تهكم: - تالا ما كنتش بترضي، كنت ببقي عايز حتى اشتري لبس البنات كمان تقولي وأنت إيش فهمك في اللبس البناتي، طلبت منها مرة واتنين وبعد كدة بقت هي لما بتطلب مني انزل معاهم بقيت برفض وارد عليها بنفس جملتها.
مدت كف يدها الايسر تشبك أصابعها بيسراه رفع رأسه ينظر لها ليجد تبتسم بنعومة لتمتم بدلال: - هي الخسرانة صدقني مين يكون معاها راجل زيك وتتبر على النعمة دي، صدقيني يا عمر إنت احسن راجل وأب في الدنيا كلها.
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه يشبك يده في يدها بقوة لتقع عينيه في تلك اللحظة على الدبلة الفضية طوق زواجه تنهد لينزع يده من يدها، قطبت جبينها مستنكرة ما فعل لتتسع ابتسامتها حين رأته يخلع تلك الدبلة من يدها يدسها في جيب بنطاله لتلمع عينيها في حماس خطتها تسير بأفضل حال.
وقفت أمام فراش ابنتها تنظر لها بحزم لما يجب أن تكون تلك الصغيرة صلبة الرأس تماما كوالدها منذ ساعات وهي تحاول أن تقنعها بأن تأكل وهي لا تعطي اي رد فعل سوي الصمت والرفض، فاض بها الكيل وقفت أمامها تشهر سبابتها أمام وجهها تصيح بحزم: - ما هو بصي بقي يا لينا يا هتاكلي يا هعلقك جلوكوز ودا آخر اللي عندي أنا مش هفضل اتفرج عليكي وانتي بتموتي نفسك.
نظرت لوالدتها بخواء للحظات لتعاود النظر تجاه الشرفة بلا حياة لا ترغب في فعل اي شئ حتى معاذ لم تفكر في الاتصال به كل ما يشغل بالها حاليا كيف تنال سماح والدها، اجفلت على صوت دقات تحفظها جيدا، اتجهت والدتها تفتح الباب، ابتهجت تبتسم بأمل حين سمعته يحادث والدتها قائلا: - انزلي يا لينا حضري العشا أنا هجيب لوليتا واحصلك.
لحظات وخرجت والدتها ليدخل خالد إلى الغرفة اغلق الباب خلفه تقدم يجلس على حافة فراشها دقائق من الصمت ينظر لها دون كلام بينما هي تبتسم تنساب دموعها، وقفت على ركبتيها تلقي بنفسها بين ذراعيه تخبئ وجهها في صدره تنتحب تشهق في بكاء عنيف: - سامحني يا بابا أنا آسفة.
انهارت جميع حصون عناده العتيدة ليلف ذراعيه حول ابنتها يخبئها داخل قلبه قبل صدره خرجت منه تنهيدة حارة طويلة مثقلة بالهموم يضم الصغيرة لصدره كأنها لا تزال طفلة رضيعة، ساعات ربما في دقائق هي لا تتوقف عن البكاء تطلب منه السماح وهو صامت تماما، ابعدها عنه اخيرا يمسح دموع وجهها بيديه، جلس امامها يربع ساقيه لتفعل المثل بالكاد أخفي ابتسامته حين قلدت جلسته.
غص قلبه ألما من تلك العلامات التي تشوه وجهها من فعل يديه ليمد يده يمسد عليها برفق يهمس قلقا: - هو مش الدكتور كان كاتبلك مرهم للكدمات دي، ماما دهنتلك منه حركت رأسها إيجابا دون كلام لتخفض رأسها لأسفل تعاتبه بخفوت: - حضرتك عمرك ما ضربتني، أول مرة أحس أن أنا خايفة منك اوي كدة رفع وجهها برفق ينظر لها ابتسم في حزن ليتمتم بألم:.
- وأنا اول مرة أحس اني مكسور منك اوي كدة، أنتي عارفة احساس أنك بتبني بيت كبير جميل عالي كل شوية تقف قدامه البيت تفتخر بيه البيت دا أنا اللي بنتيه وفجاءة البيت يقع وتكتشفت أن اساسته ما اتبنتش أنا عمري ما خوفتك مني ليه خبيتي عليا اغمضت عينيها لتنساب دمعتين منهما بلعت لعابها متألمة تهمس في خزي: - كنت خايفة مش من حضرتك، خايفة لحضرتك ترفضه وتصمم تجوزني زيدان غصب عني وأنا ما بحبوش.
صمت للحظات يترفس تعابير وجهها ليربع ذراعيه أمام صدره يسألها فجاءة بحذر: - وايه بقي اللي شدك في اللي اسمه معاذ دا، حبيته ليه يعني شعرت بالخجل نظرت لوالدها نظرة سريعة خاطفة تفرك يديها متوترة تهمس بارتباك: - مم، يعني معاذ طيب وحنين بيحبني وبيخاف عليا، على طول جنبي في الكلية، كلامه يعني مش عارفة اقولها حضرتك ازاي بس بيحسسسني بإحساس غريب حلو ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يكمل مستهجنا:.
- اقولك أنا كلامه بيحسسك انك طايرة كل كلمة غزل بتخرج منه قلبك بيدق بسرعة بتحسي، على طول بيقولك أنه بيحبك وأنك احلي بنت في الدنيا وأنه مستعد يعمل اي حاجة عشان تبقي معاه دايما توسعت عينيها في ذهول رفعت رأسها تنظر لوالدها في دهشة تفغر فاهها كيف علم بكل ذلك، ليبتسم خالد ساخرا يهمس في نفسه بغيظ: - كنت عارف أنه عيل، بتاع كلام رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يربط على رأسها برفق ليكمل يحذرها بحدة:.
- ماشي يا لينا، بس بردوا كان لازم تقوليلي دي أول وآخر تخبي عني حاجة اي كانت المرة الجاية رد فعلي هيبقي وحش أوي مفهوم بلعت لعابها خوفا تحرك رأسها إيجابا لتهمس في حذر: - طب ومعاذ قالتها سريعا بتلعثم ليزفر بغيظ فقط من ذكر اسم ذلك الفتي ارغم شفتيه على الابتسام يقول لها في مرح باهت: - قومي غيري هدومك وتعالي ننزل نتعشي وبعدها نكلمه، خلاص زيدان نفسه انسحب الطريق بقي مفتوح لمعاذ.
ربت على وجهها ليدني مقبلا جبينها تركها وغادر يغلق الباب خلفه لتتنهد تبتسم براحة اخيرا نالت سماح والدها وفوق ذلك ايضا موافقته على معاذ، قامت سريعا تلتقط هاتفها الاسود الصغير تحاول الاتصال به كالعادة هاتفه أما مغلق او جرس متواصل بلا رد، زفرت بحنق تلقي الهاتف على الفراش بعنف: - إنت فين بس يا معاذ ما بتردش عليا بقالك أسبوع.
في الأسفل اخذ طريقه إلى أسفل يفكر شارد يقنع نفسه بأن ما يفعله هو الصالح لابنته ستشكره قريبا على ما فعل دخل إلى غرفة الطعام ليجد زوجته تتحرك هنا وهناك بخفة تضع أطباق الطعام على الطاولة ليبتسم في خبث اقترب منها بخفة يمشي على أطراف أصابعه إلى أن صار خلفها ليلف ذراعيه حول خصرها انتفضت تشهق بخوف التفتت له تنظر له بغيظ: - حرام عليك خضتني مش هتبطل حراتك دي بقي.
حرك رأسه نفيا ببطئ يبتسم باستمتاع يلاعب حاجبيه عبثا لتضحك بخفة تسأله سريعا: - صالحت لوليتا؟ حرك رأسه إيجابا دون كلام لتعانقه بقوة تهمس بامتنان: - حبيبي يا خالد كنت عارفة أن لوليتا مش هتهون عليك أبدا ابتعد عن صدره تود إكمال ما تفعل لتشهق بقوة حين شعرت به يجذبها من جديد يطوقها بين ذراعيه يبتسم متلذذا: - طب وأم لوليتا احمرت وجنتيها خجلا لتهمس بصوت خفيض تتحاشي النظر لعينيه: - مالها.
مال بوجهه ناحيتها ليداعب انفها بأنفه يبتسم في خبث غمز لها بطرف عينه اليسري يهمس باستمتاع: مش عيزاني اصالحها كادت وجنتيها تنفجر خجلا من عبثه الذي لا ينتهي ابدا ليجفلا معا على صوت ابنتهم تهتف في مكر: - بتعمل ايه يا بابي انتفضت لينا من بين ذراعيه سريعا ترتب طاولة الطعام بارتباك ليحمر وجه خالد غيظا يشتم الصغيرة في نفسه التفت لها يغمغم ساخرا: - بحط لماما قطرة، عيلة فصيلة زي أمها.
ضحكت الصغيرة تغيظ والدها اتجهت إلى الطاولة تجلس على جانبه الأيسر ولينا على الايمن بينما هو يترأس الطاولة نظر لابنتع ليعقد جبينه متعجبا مما رأي مد يده يمسك وجهها برفق بين يديه يهتف في ذهول: - انتي وشك خف بسرعة كدة إزاي ضحكت ابنته بصخب لتشاركها والدتها في الضحك توقفت الصغيرة عن الضحك تهتف من بين ضحكاتها المتقطعة الخافتة: - دا الميكب آب يا بابا.
اتسعت عيني خالد في ذهول ينظر لها بدهشة ليعقد جبينه في غضب زائف اجاد تمثيله يغمغم بحدة: - حطيتي مكياج يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه ختم كلامه بصفعه خفيفة من يده على رقبتها من الخلف لتعقد جبينها غيظا تنفخ خديها تنظر له بحنق ليضحك هو ولينا عاليا على منظرها لتهتف لينا من بين ضحكاتها: - ابوكي بيهزر هزار بوابين يا حبيبتي معلش.
التفت بوجهه لها يرفع حاجبه الايسر يبتسم في توعد مغمغما: - بتقولي حاجة يا حبيبتي أشارت إلى نفسها تسبل عينيها ببراءة تحرك رأسها نفيا ليضحك عاليا يقبل جبينها، بينما هي تنظر لوالديها تبتسم والديها رمز العشق الخالد الذي لم ولن يموت ابدها رن جرس الفيلا الخارجي في تلك اللحظة تحديدا لينظر خالد إلى ساعته يقطب جبينه متعجبا: - مين هيجيلنا دلوقتي احنا داخلين على نص الليل هتفت لينا زوجته بحيرة: - يمكن زيدان.
ذهبت أحدي الخادمات لتفتح الباب لتطل من خلف الباب المغلق فتاة في أوائل الثلاثينات ترتدي تنورة سوداء واسعة وقميص اسود باكمام وحجاب رأسها من نفس اللون الاسود تجري الدموع على خديها لتلوث وجنتيها البيضاء الممتلئة تحمل طفلة صغيرة على ذراعها الايمن وحقيبة صغيرة فوق كتفها الايسر تمسك بكف يدها الايسر يد طفل صغير في الخامسة تقريبا ابتسمت الخادمة ترحب بها بسعادة: - اهلا اهلا يا ست بدور اتفضلي.
دخلت بدور إلى الداخل نظرت للخادمة تسألها بصوت خفيض بح من البكاء: -هو بابا فين اشارت الخادمة إلى غرفة الطعام المغلقة: - بيتعشي يا هانم حركت بدور رأسها إيجابا لتتحرك بخطي سريعة ناحية غرفة الطعام فتحت بابها، لتحل الصدمة فوق الجميع على رأسهم خالد الذي هب سريعا متجها إليها يسألها بقلق: - بدور مالك يا بنتي فيكي ايه لحظة وانفجرت تبكي بعنف تشهق في بكاء حاد مرير، اندفعت تعانقه بقوة تصيح بحرقة من بين دموعها:.
- أسامة ضربني يا بابا اشتعلت عينيه غضبا ذلك الوغد سمح لنفسه أن يرفع يده على ابنته أقسم سيذقيه العذاب ألوان، هتف في حدة يتوعده: - ليلة إلى خلفوه مالهاش ملامح، أنا قايلك من زمان أنه عيل صايع وانتي ما سمعتيش كلامي ازدادت بكائها بعنف ليتنهد بضجر يربط على رأسها برفق يهمس بهدوء: - خلاص بطلي عياط ما يستاهلش تعيطي بسببه، انتي لو تسبيني أشد عليه هيمشي على العجين ما يلغبطوش.
قبضت بيدها على سترته تهمس بحرقة من بين شهقاتها: - أنا بحبه يا بابا زفر بغيظ لما حظه سئ لتلك الدرجة ابنتيه واختيارهما السئ في الرجال ربط على ظهرها بهدوء يهتف في سخط: - خلاص يا بدور بتعيطي دلوقتي أنا قايلك من ساعة الخطوبة لما نكد عليكي يومها وقولتلك سيبيه قعدتي تقولي بيحبني يا بابا وهيتغير بعد الجواز، قولتلك ما فيش رجالة بتتغير بعد الجواز بردوا ما سمعتيش كلامي.
زاد نشيجها الحارق لتهب لينا سريعا متجهه اليهم تنظر له بحدة لتقول بعتاب: - خلاص يا خالد دا وقت تقطيم أنت مش شايف حالتها حرك رأسه إيجابا يبعدها عنه يحاول أن يبتسم ليهدئها قائلا في فرق: - خلاص يا حبيبتي اهدي، هاتي حبابيب جدو دول واطلعي يلا اوضتك غيري هدومك وتعالي نتكلم حركت رأسها إيجابا تمسح دموعها بعنف لتأخذ لينا منها الطفلة الصغيرة بينما ركض الصغير إلى جده يحتضن ساقه يصيح فرحا: - تدوو.
ضحك خالد في سعادة أن كان يحب بدور فهو يعشق هؤلاء الصغار كقطعة من قلبه مال يلتقط الصغير بين يديه يداعبه بوجهه ليضحك الصغير بسعادة، حملت بدور حقيبتها متجهه إلى اعلي، التفتت لينا له تسأله في قلق: - يا تري ايه إلى حصل انتفخت اوداجه غضبا ليشد على كف يده يهمس بهسيس نار مستعر: - مهما كان إلى حصل فأنا هخلي ليلة اللي خلفوه سودا بيضرب البنت لاء وكمان بيسيبها تخرج في نص الليل لوحدها.
اعطي الصغير للينا ليخرج من الغرفة التقط هاتفه من جيب سرواله يطلب الرقم المدون عنده ( الحيوان أسامة) ضحك ساخرا ليضع الهاتف على إذنه لحظات من الرنين المتواصل ليسمع الطرف الآخر يهمس بارتعاش: - مساء الخير يا باشا زمجر هو غاضبا يصيح فيه: - مساء الزفت على دماغك أنت ازاي يا حيوان تمد ايدك على البنت وسايبها تنزل بليل في نص الليل لوحدها بالعيال هي خرجت من غير أذني ليلتها سودا، صاح بها أسامة بغيظ.
لتنتفض عروق خالد تصرخ غضبا قبض على هاتفه يصرخ فيه: - دا أنت إلى ليلتك سودا بتمد ايدك على البنت وعايزها تقعد في بيتك كمان يا بجاحتك ابتلع اسامة لعابه خوفا ليهمس بصوت مرتجف: - خالد باشا ارجوك افهمني أنا مستعد اجي وافهم حضرتك اللي حصل دوي صدي ضحكات خالد الغاضبة ليزمجر فيه كليث غاضب: - دا غصب عنك مش بمزاجك مش اوبشن هو، من النجمة القيك مرمي على الباب برة ومن غير سلام.
اغلق الخط في وجهه دون أن ينطق بحرف آخر ليجد بدور تقف عند نهاية السلم تنظر لع بأعين حمراء باكية ليشير لها أن تقترب منه مشت ناحيته ليجذب يدها يشدها خلفه برفق إلى غرفة الطعام يغمغم برفق: - مش هنتكلم ولا كلمة قبل ما تاكلي كلي وأنا معاكي للصبح.
تجلس على فراشها ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها ذعرا تضع يديها على فمها تكبح صوت بكائها منذ أسبوع وهي تحاول التواصل معه بعد أن بعث لها بتلك الصور المخلة لها ومقطع فيديو بشع لم تستطع النظر اليه اكثر من ثانية، سبعة ليالي قضتهم في عذاب تركها تتقلب على النار تفكر في ابشع الاحتمالات اغلق هاتفه يري رسائلها ولا يرد، انتفض فؤادها خوفا حين رأت هاتفها يضئ برقمه لتلقتطه سريعا تفتح الخط لتسمعه يهتف في خبث:.
- مساء الفل يا سرسورة ايه رأيك في الصور عجبتك خرجت شهقاتها الباكية رغما عنها ينتفض فؤادها ذعرا تهمس بارتعاش: - ليه يا تامر دا أنا وثقت فيك، أنا اذيتك في ايه سمعت صوت ضحكاته القذرة يعلو اكثر ليغمغم باستمتاع: - انتي غبية يا سارة صح، هو في حد بيعمل حاجة لوجه الله، كنتي أسهل مما أتخيل كل االي محتاجاه حد يسمع وأنا سمعت هفضل أسمع كتير كدة من غير مقابل وضعت يدها على فمها يرتجف جسدها بعنف تهمس بذعر:.
- إنت عايز مني ايه صمت للحظات يتلاعب بأعصابها التالفة ليهمس اخيرا بتلذذ: - تجيلي البيت شهقت بعنف ما أن نطق تلك الجملة تهمس سريعا بذعر: - لالالا لا طبعا مستحيل انتفضت حين سمعته يصرخ فيها بحدة:.
- ما هو اسمعي بقي يا حلوة يا هتنفذي اللي هقولك عليه بالحرف لهبعت صورك العريانة وفيديوهاتك لابوكي وعمك وانتي عارفة عيلة السويسي مش بعيد يدفنوكي حيه، خليكي شطرة كدة يا سرسورة هبعتلك عنوان البيت في رسالة بكرة تكوني عندي...
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث عشر
لاء الله يخيلك يا تامر ابوس ايدك بلاش بيتك، همست بها بذعر دموعها وشهقاتها سريعة عنيفة كأنها تغرق تقاوم الموت... صمتت للحظات لتدعو في نفسها أن يوافق لتجده يكمل في مكر: - ماشي يا سرسورة عشان خاطرك أنت ِ بس قابليني في مطعم (، ) الساعة 3 بالدقيقة الاقيكي قدامي حركت رأسها سريعا بتلهف تقبض على الهاتف بعنف لتهمس بقهر: - حاضر حاضر مش هتاخر حاضر.
اغلق الخط دون كلمة اخري لتضم قبضتها الصغيرة إلى صدرها تبكي في صمت تنظر لشقيقتها النائمة بقهر تتمني لو توقظها وترمي عليها تلك الحمول التي تجثم على قلبها ولكن حتى سارين بها من الهموم ما يكفيها عشقها لعثمان من طرف واحد، مشاكل بيتهم التي لا تنتهي مؤخرا عرفت أن اختها تلجئ لأحد أنواع المنوم في الليل حتى تغيب عن تلك الشجرات التي لا تحدث سوي ليلا.
على صعيد قريب من غرفتها، فتح عمر باب منزله بمفتاحه الخاص يصفر لحن باستمتاع، زفر بحنق ليتجهم وجهه حين رأي تالا تجلس على أحد المقاعد في انتظاره، اقترب منها يعقد ذراعيه أمام صدره ابتسم ساخرا ليقول متهكما: - ايه اللي مصحي جنابك لحد دلوقتي مش عوايدك يعني وقفت تنظر له شرزا نظرات نارية حادة غاضبة لتشير إلى الساعة القابعة على الحائط خلفه تصيح غاضبة:.
- الساعة عدت نص الليل يا عمر، بقيت ترجع كل يوم في انصاص الليالي كأنك لا متجوز ولا عندك أطفال ما بيشوفوش وشك خالص ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه طفقها بعينيه من أسفل لاعلي يتمتم بتهكم: - سوري يا ماما تالا اني طلعت ولد نوتي واتأخرت، بقي انتي بقي قاعدة مستنياني عشان الكلمتين التافهين زيك دول.
قالها ليلتفت يود المغادرة، اشتعل قلبها قهرا من سخريته اللاذعة لتقبض على ذراعه قبل أن يتحرك وقفت امام تنظر له بقهر للحظات تلتها انسياب دموعها لتصيح بحرقة: - كلامي تافة يا عمر عشان بقولك وحشتنا، وحشت البنات ما بقوش بيشوفوك خالص، بقيت اسوء مما كنت اصلا، هو أنا مش عارفة أنت متغير ولا لاء.
خرجت ضحكاته العالية الصاخبة تهز احباله الصوتية بقوة مد يده يزيح يدها من على ذراعه ليربط على وجنتها بجفاء يتمتم ساخرا: - أنتي مش عارفة اي حاجة في اي حاجة، تصبحي على خير يا بيبي قالها ليستدير مغادرا إلى غرفته يصفر ببرود تجمد مكانه يقبض على يده بعنف حينما سمعها تصيح بحرقة من خلفه: - قسما بالله يا عمر لو فضلت على حالك دا أنا هشتكيك لاخوك.
غضب عنيف دق في عقله هل تظنه طفل تهدده التفتت لها حرق الأرض تحت خطواته اقترب منها يقبض على مرفق ذراعها الأيسر بعنف يزمجر غاضبا: - بتهدديني يا تالا هشتكيك لاخوك فكراني عيل صغير هخاف، روحي اشتكيله أعلي ما في خيلك اركبيه، أنا غلطان اني مستحمل العيشة دي اصلا بلا قرف لفظها من يده بعنف ليتجه ناحية باب منزلهم خرج ليصفع الباب خلفه بقوة.
بينما سقطت تالا على ركبيتها تنظر للباب الموصد بقهر، تعزم في نفسها أن تعيد زوجها إليها مهما كلفها الأمر، وبينما وكالعادة سارة تقف هنا تنظر لهم تبكي تقهرا لما يجب أن تكون حياتها تعيسة لتلك الدرجة.
على طاولة الطعام جلست بدور جوار لينا ابنه خالد، وكل عاد لمكانه خالد يحمل الطفل الصغير على احد ساقيه ولينا تضع الصغيرة في حضنها، مدت بدور يدها تربط على ذراع لينا تهمس له بهدوء: - وحشاني يا لوليتا عاملة ايه يا حبيبتي ابتسمت بارهاق تحرك رأسها إيجابا كأنها تخبرها أنها بخير، وضع خالد معلقة الطعام في فم الصغير الجالس بحضنه ابتسم له يحادث بدور: - سيبيها يا بدور هي تعبانة شوية.
ابتسمت بدور بهدوء تحرك رأسها إيجابا، تنظر لوالدها الروحي، أبيها حتى لو لم يكن بالدم فيكفي حمايته مساعدته حنانه الذي يغدقها بها دوما، يقف سند ومدافع لها في اصعب الاوقات بعد سفر أخيها بصحبة زوجته إلى أحد دول الخليج وتوفي والدها بات هو سندها الوحيد الذي تتكأ عليه في احلك الاوقات، ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيها وهي تراه يلاعب صغيرها يقذفه لأعلي ويسرع لالتقاطه بين ذراعيه ليضحك الصغير عاليا، قطعت جلستهم الضاحكة تقول لصغيرها:.
- خالد وبعدين معاك بطل دلع انزل يلا عشان ما تتعبش جدو زم الصغير شفتيه بغيظ يتعلق بعنف جده يغمغم ببراءة: - تدو بيبي ضحك خالد بصخب يعانق الصغير بقوة مقبلا جبينه: - دا أنت اللي حبيبي مش أختك الهبلة اللي بتخاف تجيلي دي نظرت لينا لزوجها تخرج له طرف لسانها تغيطه تضم الصغيرة بين ذراعيها: - سيلا حبيبة تيتا بس.
كانت جلسة سعيدة الجميع فيها يضحك الا هي تحرك طعامها في طبقها شاردة، بدور وزوجها تتذكر جيدا أن والدها عارض وبشدة تلك الزيجة يخبرها أن ذلك الاسامة سئ الطباع والخلق وهي أبدا لم تستمع، هل يمكن أن تكون وجهه نظره في زيدان صحيحة ايضا هل هو الوحيد حقا القادر على اسعادها، تنهدت حائرة قلقة اختفاء معاذ المفاجئ يقلقها عليه وعلى قلبها الحائر خائفة من أن تنجرف خلف تلك المشاعر الغريبة التي تملكت قلبها فجاءت تجاه زيدان؟!
زيدان كابوسها المرعب كيف تعشق من تكره خرجت من شردوها على صوت محبب يصيح بمرح من ناحية باب الغرفة: - وحشتوني وحشتوني وحشتوني نظرت لجاسر تضحك بخفوت ليتقدم هو لداخل الغرفة يفتح ذراعيه على اتساعهما يهتف بدراما مبالغ فيها: - عمي حبيبي وحشني يا غالي تجهم وجه خالد ليكسي البرود ملامحه نظر له بحدة يتمتم متهكما: - الساعة في ايدك كام يا بيه، كنت صايع فين لحد دلوقتي.
ابتلع جاسر لعابه متوترا حمحم يحاول إيجاد كذبة مناسبة حتى لا يفضح أمره: - ابدا يا عمي أنا كنت في الأرض وخلصنا متأخر وخرجت قعدت مع صحابي شوية والوقت خدنا رماه خالد بنظرة خاوية باردة ليعاود إطعام الصغير، نظرت لينا لجاسر تهمس لها بحنانها الفائض: - اقعد يا حبيبي كل جذب المقعد المجاور لعمته يجلس عليه نظر لبدور يشاكسها كعادتها غمز لها بطرف عينيه يغمغم بمكر:.
- جاسر رشيد راشد الشريف 25 سنة اعذب وعايز اغير حالتي الإجتماعية ضحكت بدور بخفة على أفعال جاسر التي لا تتغير ابدا، بينما اشار خالد لزوجته لتعود للخلف قليلا ليدوي بعدها صوت صفعة قاسية من يد خالد على رقبة جاسر من الخلف، امتعضت ملامح الاخير ألما ليسمع خالد يضحك ساخرا يزجره بحدة: - اتلم يا صايع اتجه جاسر برأسه ناحيه خالد يشهر سبابته أمام وجهه يدافع عن قضيته التافهة بحماس:.
- لاء سوري، سوري، ما تلغبطش في القاب العيلة، عثمان هو الصايع، لينا برنسسية العيلة، زيدان براد بيت العيلة دا احلي من حياتي بعينيه الزرقا وشعره البني مش فاهم ازاي ظابط بالحلاوة دي رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لجاسر في شك ليهتف فجاءة منفعلا: - ولا مالك يالا متنشف كدة الجو اصلا ملبش اليومين دول انتفض جاسر في جلسته ليعتدل بجسده ناحية خالد يصيح بانفعال كوميدي:.
- لااااا أنا ميمي آه بس راجل اوي، الحكاية كلها إن هو احلي من حياتي فعلا... صمت للحظات ليكمل متفاخرا بحاله: - العبد لله بقي الجينيس بتاعت العيلة أنا اللي مشرفكوا في كل حتة بسط خالد كف يده يشير لجاسر أن يتقدم ناحيته ليقف الأخير بزهو يمشي متفاخرا، هبط برأسه قليلا ناحية مقعد خالد ليتفاجي بصفعة أخري تماثل سابقتها ليصيح متألما: - لا ضرب لا أنا ابن ناس على المرمطة دي سعادتك.
قام خالد ليعطي الصغير لخالد يحذره بحدة: - خلي بالك من خالد الصغير ابتسم في خبث يضم الصغير بين ذراعيه مال ناحية لينا يهمس بمكر: - بحس بانتصار أوي وأنا بشتم الواد دا وضعت لينا يدها على فمها تكبت ضحكاتها، اتجه خالد ناحية بدور امسك يدها يجذبها خلفه ناحية باب الغرفة نظر لجاسر يتمتم متوعدا: - دا أنا هحسسك بالانتصار لما ارجعلك يا حيوان رسم ابتسامة هادئة على شفتيه ينظر للينا يحادثها برفق:.
- لوليتا هتعبك يا بسبوسة كوباية قهوة على المكتب احمرت وجنتيها خجلا تحرك رأسها إيجابا ليخرج خالد بصحبة بدور لتعطي لينا الصغيرة لابنتها متجهه ناحية المطبخ التفتت جاسر ناحية اخته يهمس بهيام: - هيييح بسبوسة، لما اتجوز هقول لمراتي يا قلقاسة انا بحب القلقاس جدا ضحكت لينا تدفعه فئ كتفه امامها تهتف من بين ضحكاتها: - يلا نطلع الأوضة بتاعت اللعب بتاعتنا واحنا صغيرين نلاعب سيلا وخالد.
جلس في سيارته أسفل منزله شارد يفكر يشعر بالاختناق يغزو خلاياه حل ازرار قميصه العليا يختنق يود لو ينفجر صائحا وجد يده تلقائيا دون وعي منه تطلب رقمها هي، لحظات تمني أنها لا تجيب سمع صوتها الناعم تهمس له بدلال: - لحقت اوحشك احنا طول النهار مع بعض زفر بحنق لا يعرف حتى ما الذي يفعله ليجد لها يهمس لها باختناق: - أنا محنوق وتعبان يا ناردين ممكن تنزلي تقابليني محتاج اتكلم معاكي أوي.
سمع شهقتها الناعمة التي ارجفت اوصاله ليأتيه صوتها القلق بعد ذلك: - مالك يا عمر، مخنوق من ايه يا حبيبي زفر بحرارة ليهمس لها باختناق: - هحكيلك لما اقابلك هنتقابل فين وأنا اجيلك لحظات صمت من جهتها ليسمع بعدها صوتها الرقيق تهمس له بآسف: - سوري يا عمر، بس أنا حقيقي مش هقدر انزل دلوقتي، رجلي وجعاني أوي زفر في غيظ ليخلل أصابعه في شعره بقوة حين سمعها تهمس في تردد: - طب ما تجيلي أنت البيت.
بلع لعابه لتتزايد دقات قلبه تعرق جبينه يهمس لها متوترا: - اجيلك البيت ازاي يعني صمتت كأنها تفكر فيما تقول لتعاتبه بدلال: - هقولك العنوان وتعالا، أنا مش هقدر انزل ومش هقدر اسيبك كدة، وبعدين يا عمر إحنا كبار وناضجين مش أطفال صراع حاد خاضه عقله وقلبه، قلبه ينساق خلف سحرها وعقله يرفض ذلك الفخ الظاهر، حرك رأسه إيجابا يقطع ذلك الصراع قائلا: - ابعتيلي العنوان.
اغلق منها الخط ليجد بعدها بلحظات صوت رسالة منها بها عنوان المنزل دون أن يفكر مرتين ادار محرك السيارة متجها إليها، إلى فوهه بركان سيحرقه هو اولا.
جلس في غرفة مكتبه على المقعد المقابل لبدور ينتظرها أن تبوح بكل ما يجيش في قلبها تنهيدة حارة متألمة خرجت من بين شفتيها لتهمس قائلة بألم: - كان عندك حق يا بابا طباعه عمرها ما هتتغير حضرتك أنا بصحي الساعة سبعة الصبح احضرلوا الحمام والفطارد.
وبعدين اصحيه يفطر وينزل وبعدين اصحي خالد واحميه وافطره وواديه الحضانة واجيب طلبات السوق وأنا شيلة سيلا على دراعي وبعدين أرجع بسرعة انضف الشقة وأحضر الغدا وألم الغسيل واحطه في الغسالة وبعدين انزل اجيب خالد من الحضانة يكون هو جه احط الاكل واشيله وشاي ومواعين وعلى كدة كل يوم لما الليل بيجي ببقي مش قادرة أقف على رجليا هو بقي بيتلكك، انتي بتسبيني وتنامي انتي بقيتي مهملة في نفسك، انتي ما بقتيش تحبيني، بصي منظرك بقي عامل ازاي.
حسنا حسنا يا هذا سأريك عقاب تلك الدموع التي تزرفها ابنتي وكنت إنت السبب فيها أخطأت قبض علئ يده يشد علييها يحاول الا ينفعل ليعطي لها الفرصة لتكمل كل ما حدث لذلك سألها برفق: - طب ايه إلى خلاه يضربك انفجرت باكية ما أن نطقت تلك الجملة تذكرت معاملته القاسية معها خاصة ما حدث اليوم لتهمس من بين شهقاتها العنيفة:.
- يا بابا أنا تعبت من طلباته إلى ما بتخلصش وانا بني آدمه عندي طاقة احتمال النهاردة رجع من شغله بعد ما حطلته الأكل، عمال يتريق عليا، انتي مش شايفة انتي لابسه ايه الأكل طعمه يقرف، أمي جاية بكرة نضفي البيت، العيال شكلهم مش مستحمي واعلمي أكل ليه طعم عشان امي ما اقدرتش استحمل والله ما قدرت صرخت في وشه حرام عليك بقي يا اخي ارحمني، انت مش شاري شغالة دا انا مراتك، نزل ضرب فيا وساب البيت ومشي.
قام يجلس جوارها وضع رأسها على كتفه يربط على شعرها بحنو قبل قمة رأسها يهمس لها: - خلاص انتي قولتيلي وأنا هتصرف، قسمي بربي هخليهولك يزحف على ودانه، يلا يا حبيبتي اطلعي نامي وما تشليش هم طول ما أنا جنبك نظرت له بامتنان تحرك رأسها إيجابا قبلت جبينه لتتحرك لخارج الغرفة.
أخذ طريقه عبر ذلك السلم الشقة السادسة الدور الرابع، وقف أمامها مد يده ناحية جرس الباب ليتراجع في اللحظة الأخيرة بلع لعابه متوترا ليعود للخلف خطوة يحرك رأسه نفيا يعنف نفسه بقوة يصيح عقله ثائرا: - لا يا عمر إنت ما تعملش كدة كاد أن يلتفت تجمد مكانه حين سمع صوتها الناعم يأتي من خلفه مباشرة: - رايح فين يا عمر.
التفت لها برأسه لتتجمد عينيه ازدرد ريقه بصعوبة ينظر لكتلة الاثارة المشتعلة أمام عينيه بذلك القميص الاسود القصير، تحرك ناحيتها تلقائيا لتمسك بكف يده تجذبه للداخل، دخل خلفها كالمغيب لتجذب يده إلى اقرب اريكة القي جسده عليها يتنهد بحرارة لاهبة تعصف، ليجدها تجلس جواره تمسك بكاس نبيذ تمد يدها به اليه ليحرك رأسه نفيا يقول متوترا: - أنا بطلت شرب من زمان.
جلست على ركبيته جواره تكاد تلتصق به تقرب الكأس ناحية فمه تسبل عينيها في دلال: - وعشان خاطري وقبل أن يبدي اي ردة فعل رفعت الكأس ليفتح فمه تلقائيا يتساقط المشروب في فمه وتلك كانت فقط البداية كأس يليه الآخر حتى غاب او غيب نفسه واعي يمثل دور المغيب، اقترب منها يطوقها بذراعيه يهمس بحرارة: - انتي عارفة أن أنا هندم اوي على اللي هعمله دا، بس مش قادر ابعد عنك، انتي بقيتي بتجري في دمي يا ناردين.
ابتسمت في خبث سعيدة بما يحدث لتشهق بنعومة حين شعرت به يحملها بين ذراعيه اشارت لاحدي الغرف تهمس له بنعومة: - الأوضة أهي حرك رأسه إيجابا يبتسم بثمالة ليتحرك بها ناحية الغرفة يسطر صفحة أخري من دفتر ندمه الذي سيدفع ثمن غاليا.
في غرفة الألعاب جلس جاسر يلاعب لينا الصغيرة ويقبل وجنتيها الصغيرتين الممتلئتين ليصيح الصغير غاضبا: - تيب تيلا اوتي ابتسم جاسر في حنو حين تذكر أن والدته دائما ما كان يقول جملة مشابهه حين يقترب أحد من لينا، اطلق العنان لضحكاته يغيظ الصغير: - بس ياض ركله الصغير في ساقه بقوته الضعيفة يصيح فيه مغتاظا: - اوتي يا رتم انفجر جاسر ضاحكا يقرص وجنة الصغير برفق:.
- أنا اول مرة اشوف واحد الدغ في الخ وبيقولها ت، لوليتا، يا لوليتا، لوليتا فاقت من شرودها على صوته لتنبه قائلة: هااا في ايه يا جاسر ابتسم في مكر يلاعب حاجبيه بعبث: دا انتي في اللاللاند خالص، اللي واخد عقلك يا ست لوليتا تنهدت تزفر بحنق لتهمس له بحدة: - بس ياض بطل زن نظر لها باشمئزاز يهتف متهكما:.
- ياض بيئة اقسم بالله أنا مش عارف انتي مش طالعة لعمتي ليه ست كمل شبه عارضات الازياء ممثلات السيمنا، سكر محلي محطوط عليه كريمة ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتي لينا لتغني بصوتها العذب تقول في مرح: - بهوايا جاسر هيتحط على الشوايا وهيتعمل بوفتيك قطب جبينه ينظر لها مستفهما لتشير برأسها للواقف تكمل بنفس لحن النغمة: - بابا واقف ورااااااك.
شحب وجه جاسر بات كالاموات لينتفض سريعا يختبئ خلف لينا التي وقفت في المنتصف بينه وبين والدها تحمي جاسر منه صاح جاسر فزعا يحاول الاحتماء بلينا: - حوشي ابوكي عني يا لينا زمجر خالد غاضبا يحاول الوصول إليه دون أن يؤذي ابنته: - سكر محلي هااا، دا أنا هخليهم يوزعوا سكر على قبرك يا حيوان تعالت ضحكات لينا تحاول الفصل بين جاسر ووالدها الغاضب لتقول من بين ضحكاتها: - خلاص يا بابا دي عمته والله.
وقف للحظات ينظر لجاسر محتدا بغيظ ليصيح بحدة افزعتهم: - عمته، عمي في عينيه، أنا هبعته لابوه جثة ابن رشيد هخليه ما يعرفش يخيط فيه غرزة قبض جاسر على ذراعي لينا ليهمس لها برجاء متوسلا: - يا رب بابكي يبقي ظابط ما تتحركي من هنا ابوكي لو مسكني هيعمل مني كرسسين اكمل خالد متوعدا وهو يشمر عن ذراعيه: - وطرابيزة كرسيين وطرابيزة اوعي يا لينا.
خالد خلاص بقي، جاء صوتها من ناحية باب الغرفة التفت برأسه ناحيتها ليجدها تقف عند باب الغرفة بصحبة بدور، كشر جبينه غاضبا لتنظر له بنعومة لم يقاومها خاصة وهي تسبل عينيها بتلك البراءة ليتنهد بغيظ يحرك رأسه إيجابا، نظر لجاسر شرزا يحرك كف يده على رقبته كأنها سكين ليهتف متوعدا قبل أن يخرج - دا أنا هعمل منك ورقة لحمة، اصبر عليا يا ابن رشيد.
خرج من غرفة ابنته غاضبا لتضحك لينا بخفة على افعال زوجها الغيور الذي لم ولن يتغير ابدا، اخذت بدور طفليها تذهب إلى غرفتها لتلتفت لينا إلى جاسر تخبره بايجاز: - صحيح يا جاسر حمام اوضتك الماية فيه مش شغالة نام في أوضة زيدان النهاردة ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا: - حاضر يا عمتي ودعتهم متجهه إلى ذلك الغاضب تعرف جيدا كيف ستراضيه، ليجلس جاسر جوار اخته أرضا وضع يده على قلبه يتنهد براحة: - الحمد لله أنا لسه عايش.
جلست لينا جواره تربع ساقيها تضحك ساخرة عليه لينظر لها بغيظ يقبض على خديها بقبضته يهمس لها حانقا: - اضحكي يا اختي، عسل زي ابوكي صرخت ملامحها ألما لتضم شفتيها تحاول كبت صرخاتها تهمس له في وجع: - جاسر شيل ايدك وشي بيوجعني قطب جبينه قلقا لم يكن يقصد أن يؤذيها ابعد يده سريعا ينظر لها بقلق اتسعت عيني حين رأي في اثر كف يده على وجهها علامات زرقاء غامقة اللون لتتسع عينيه فزعا عليها:.
- هار ابيض وشك عامل كدة ليه دا من ايدي اخفضت رأسها ارضا تحركها نفيا ليقترب منها جلس أمامها مباشرة يرفع وجهها برفق بسط يده على وجنتها ينظر لها بحسرة يهمس لها قلقا: - مالك يا لوليتا وشك عامل كدة ليه، ايه حصل الفترة اللي فاتت احكيلي يا حبيبتي.
انسابت دمعتين من عينيها لتميل ناحيته تعانقه تبكي على صدره لحظات صمت تشعر به يشد من ازرها، لتبدأ تحكي له كل ما حدث لها في الفترة الماضية، ظل صامتا رغم شعوره بالضيق يعتلي قلبه منذ متي وهي تخفي عليه شيئا لما لم تخبره بعلاقتها بذلك الفتي، ظب صامتا إلى أن انتهت ليبعدها عن صدره برفق يمسح دموعها مترفقا ليعاتبها:.
- طب خوفتي تقولي لباباكي عشان خايفة ليغصبك على زيدان مع أن دا مستحيل يحصل، ليه ما قولتيش ليا يا لينا من امتي وحد فينا بيخبي حاجة على التاني حركت رأسها نفيا تتفادي النظر لمقلتيه المعاتبة تهمس بخزي: - كنت خايفة اي حد يعرف ما اعرفش ليه كنت خايفة على معاذ ليتأذي من بابا ولا زيدان لو اي حد عرف امسك كتفيها برفق لتنظر له تلقائيا في ارتباك بينما اكمل هو في حزم:.
- حب وخوف في جملة واحدة ما ينفعش يا لينا، فين حب اللي اسمه معاذ دا ليكي، مختفي فين، رغم كرهك لزيدان اللي أنه بيحارب عشان وقف قدام ابوكي يحميكي منه، المهم مش هنعاتب دلوقتي بلغتي معاذ دا اللي بابكي موافق حركت رأسها نفيا لترفع مقلتيها الدامعة تنظر له قهرا تهمس بألم: - مش عارفه اوصله بقاله أسبوع مختفي موبايله يا مقفول يا ما بيردش حتى من قبل ما بابا يعرف وهو مختفي، أنا قلقانة عليه وعليا.
قطب جبينه مستنكرا كلمتها الاخيرة ليجدها تفرك يدها بارتبام تهمس متوترة: - أنا مش عارفة مالي من ساعة ما بابا قالي أن زيدان قرر ينسحب من حياتي وأنا حاسة ان في حاجة نقصاني مش عارفة ايه هي ابتسم بسعادة ليحاوط وجنتيها بكفيه يهمس لها بمكر: - قلبك رافض حكم عقلك تنهدت ضجرة من كلام جاسر يرفضه عقلها وبشدة تلك الحلقة الغريبة التي تحاول باستماتة تطويق لتهب واقفة عقدت ذراعيها أمام صدرها تصيح معترضة:.
- لا طبعا أنا ممكن بس اكون اتعودت عليه، أنا هتصل بمعاذ تاني هو اكيد مشغول هو في سنة الامتياز واكيد الشغل واخد وقته كله، تصبح على خير يا جاسر قالتها لتفر هاربة من الغرفة ليبتسم يآسا من أفعالها التي لا تتغير ابدا تنهد يهمس مع نفسه: - كل ما تتزنق في الرد تهرب مجنونة والله. أنا هقوم أنام.
في صباح اليوم التالي في فيلا خالد السويسي تحديدا في غرفته حرك رأسه بضيق من صوت البكاء المتواصل القادم يأتي من جانبه مباشرة قطب جبينه يهمس بانزعاج بصوت ناعس اجش: - لينا مين اللي بيعيط، يا لينا عايز انام اقفلي الزفت دا.
لا رد منها والصوت مستمر ويزيد زفر بغيظ ليفتح عينيه بكسل ليقع نظره على تلك الصغيرة التي ترقد بجانبه تبكي باستمرار تركل بقدميها في الهواء، انتصف في جلسته تلوح على شفتيه ابتسامة حنونة حمل الصغيرة بين يديه يهدهدها لتتوقف عن البكاء تنظر له بابتسامة بريئة تضحك بصوتها الطفولي البرئ ليضحك على ضحكاتها: - حبيبة جدو والله، قوليلي مين بقي اللي عمل المقلب دا وحطك جنبي وهرب.
نظرت له بدهشة لا تعي ما يقول فقط تمص أصابع يدها ليكمل ضاحكا: - تعالي وأنا هشدلك ودانهم حملها على ذراعه نزل من الفراش يرتدي خفه المنزلي اتجه إلى أسفل ليسمع صوت ضحكات زوجته قادمة من المطبخ اتجه ناحية المطبخ ليجد لينا وبدور يعدان طعام الإفطار، حمحم ما ان دخل يبتسم برزانة: - صباح الفل التفتتا اليه لتبتسم بدور في سعادة ما أن رأته اقترب منه تقبل وجنته تتمتم في مرح: - صباح النور يا بابا.
ابتسمت لينا خجلة كعادتها تهمس له برفق: -صباح النور يا حبيبي رفع حاجبه الايسر يناظرها بنظرات خبيثة ماكرة ليتمتم في خبث: - حاف كدة. تعالت ضحكات بدور الرنانة تنظر لخالد بمكر ومن ثم نظرت للينا تهمس في مكر: - صحيح يا انطي حاف كدة اقتربت منها تبتسم ماكرة لتدفعها برفق ناحية خالد تغمز له في مكر، بينما شبت لينا على أطراف اصابعها تقبل خد سيلا الصغيرة لتسمع خالد يهمس بعبث: - هعديها عشان بدور واقفة.
كتفت بدور ذراعيها امام صدرها تبتسم ببراءة خبيثة تهمس لهم بمكر: - أنا ممكن اخرج عادي حدجها بنظرات غاضبة مغتاظة يتمتم ساخرا: - تعالي يا بدور خدي ودنك عشان نسيتها في بوئي ضحكت الفتاتين على مزاحه ليشير هو للصغيرة الساكنة على ذراعه تمد كفها الصغير تمسك بخده تجذبه إليها: - صحيح مين إلى حط العسل دي جنبي وأنا نايم ابتسمت بدور حرجا لتحمحم بتوتر:.
- بصراحة أنا كنت عايزة انزل اساعد ابلة لينا في المطبخ وخفت لتصحي وتفضل تعيط وماحدش يسمعها بحث عن الصغير الآخر في محيط المطبخ بعينيه ليهمس متسالا: - طب وخالد الصغير فين ابتسمت لينا بمكر حين تذكرت ما فعلت قبل قليل لتضحك ساخرة: - نايم عند جاسر.
في غرفة زيدان، حيث كان جاسر يغط في نوم عميق، شعر بصفعة قوية على وجنته فتح عينيه غاضبا ليجد ذلك الصغير نائم بجانبه ويضع يده على وجهه، فابعد يده بغضب يهتف بغيظ: ايه إلى جاب الواد دا جنبي.
اولاه ظهره وعاد للنوم مرة اخري، لم يلبث أن غط في النوم، حتى شعر بشئ على رقبته يمنعه من التنفس، فتح عينيه فوجد ذلك الصغير يضع قدميه على رقبته قذف قدميه بعيدا بحنق يهتف مغتاظا: لاء بقي الواد دا مستقصدني، انت ايه إلى جابك هنا يااض فتح الصغير عينيه يبتسم بمكر طفل لم يتعدي الخامسة ليغمغم ببراءة: - تيتا لينا قالتلي روت نام تنب عمو تاسر ضيف عينيه غيظا من ذلك الصغير يهمس ساخرا:.
- في الاخر بقي اسمي تاسر، قوم ياض من جنبي جلس الصغير على الفراش يكتف ذراعيه القصيرين يصيح فيه مغتاظا: - أنت رتم وتمار وتروف جلس جاسر على الفراش مد يده يحك فروة رأسه يفكر بعمق: - لو قولنا انه بينطق الجيم والح والخ، ت تبقي انت رخم وحمار وخروف.. اتسعت عينيه من الصدمة ليتنفض يصرخ بغيظ: - خد هنا ياض.
قفز الصغير سريعا من على الفراش يركض لاسفل وجاسر خلفه، امسكه من ملابسه من الخلف كالارنب اكمل طريقه لأسفل وهو يمسكه بتلك الطريقة سمع اصواتهم من المطبخ فذهب لهم رفع يده التي يحمل بها الصغير يردق بغيظ: مين جاب الواد دا جنبي رفس الصغير بيديه وقدميه يصيح بغضب: اوعي يا تمار اوعي هزه جاسر بعنف يصيح فيه: - ياض بطل شتيمة نظر الصغير لجده بتلك العيون الواسعة البريئة يهمس ببراءة: - تدو تليه يسبني.
تعالت ضحكات خالد ينظر للصغير بعطف ليشير لجاسر: - سيبه يا جاسر على مضض أنزله جاسر ارضا ليفاجئه الصغير حين قطم باسنانه الصغيرة ركبته بعنف ليفر هاربا يختبي خلف خالد يمسك بساقه يحتمي به ليصيح جاسر متألما: - اااه يا فار يا عضاض.
صباح الخير يا جماعة، هتف بها زيدان في هدوء لتبتسم لينا بسعادة ما أن رأت طفلها الصغير حتى وإن صار اطول منها بمراحل عديدة سيظل طفلها الصغير، اقترب منه كم ودت أن تضمه بين ذراعيها ولكن خالد يمنع ذلك وبشدة، لذلك امسكت كفيه بين يديها تسأله بتلهف: - زيدان يا حبيبي مالك وشك مرهق ليه كدة أنت ما بتنامش ابتسم لها برفق ليرفع كفي يدها يقبلهما بامتنان: - أنا زي الفل يا ست الكل ما تشغليش بالك.
صاح جاسر معترضا يمسك بركبته متألما: - اضربه زي ما ضربتني اشمعني بقي، آه ركبتي دي دبابيس مش سنان تحرك إلى اعلي يعرج قليلا في مشيته ليسأله زيدان ساخرا: - مالك يا جاسوره غمغم جاسر ساحظا وهو يعلو بخطواته ببطئ إلي أعلي: - اصابة حرب يا أخويا، أنا اقعد اطبل له وفي الآخر يجي على دماغي ادي آخرة الكذب.
ضحك زيدان بخفة لتختفي أنفاسه فجاءة حين رآها تتهادي برفق تنزل بخفة كمهرة جامحة فتية شعرها البني الطويل يتطاير خلفها يطيح بثباته الزائف من الأساس لمعت زرقاء عينيه بشغف ينظر لها بسعادة لم يستطع إخفائها تدارك نفسه سريعا متذكرا كلام خاله حمحم يستعيد أنفاسه المسلوبة ليشيح بوجهه بعيدا عنها، اقتربت منهم تبتسم باشراق لتشعر بدقات قلبها تتسارع ما أن رأته، لتحمحم بنعومة تهمس برقة: - صباح الخير.
رد الجميع التحية حتى هو ردها بهدوء تام ليتجهوا جميعا إلى غرفة الطعام، جلسوا جميعا على الطاولة ليكن هو أمامها زفرت بغيظ منه ومن نفسها، لا هدايا لا حلوي لا ورود لما تشعر بالضيق إذا اليست هي من رفضت جميع هداياه الم تلقي الورود في وجهه مرارا وتكرارا الم تلقي علبة الحلوي في القمامة أمام عينيه لما تغضب إذا لعدم جلبه ايا منها، نظرت لوالدها تهتف فجاءة بانفعال: - بابا أنا عايزة الشوكولاتة اللي بحبها.
نظر لها خالد مستنكرا ليست طفلة لتصيح فجاءة بتلك الطريقة ابتسم ساخرا يغمغم مستنكرا: - محسساني أنك في تانية ابتدائي هبقي اجبلك وأنا جاي صمت للحظات لينظر لزيدان في مكر يسأله ببراءة: - ما جبتش شوكولاتة يا زيدان مضع ما في فمه ببطء ليحرك رأسه نفيا وجه أنظاره لخاله يقول بهدوء: - لا يا خالي، لينا آخر مرة قالت انها ما بقتش تحب الشوكولاتة دي فما جبتش.
شدت على أسنانها تقبض على المعلقة في يدها بعنف، لتبتسم في نفسها بخبث نظرت لوالدها تهتف ببراءة: - صحيح يا بابا حضرتك فاضي امتي عشان معاذ يجي يقابل حضرتك نظرت له بطرف عينيها متوقعة أن تجده يشتعل غضبا ولكنها هي من اشتعلت غضبا حين رأته يشمر كمي قميصه يمسك بأحد ارغفة الخبز يأكل باستمتاع وكأن الامر بأكمله لا يعينه، لتجفل على جملة والدها، : - خليه يجي في اي وقت اما نشوف آخرتها.
قاطع جلستهم دخول الخادمة تهتف باحترام: - خالد باشا أستاذ اسامة مستني حضرتك في الصالون احتدت عينيه غضبا ليقم من مكانه يشير لزيدان فقط بعينيه ليقف هو الآخر ليخرج كلاهما من باب الغرفة، ما أن خرجا من الغرفة همس خالد لزيدان بمكر: - النهاردة بليل تنفذ اتسعت ابتسامة زيدان يحرك رأسه إيجابا بحماس اللعبة ستبدأ وستنتهي الآن وهو الفائز.
حرارة الشمس اللاهبة احرقت وجهه فتح تململ بضيق يهمس تلقائيا: - تالا اقفلي الشباك عايز أنام.
شعر بجسد يتحرك جواره ليستفيق عقله من حاله الخدر تلك فتح عينيه بكسل ينظر امامه ناعسا لحظات فقط استوعب عقله أنه ليس في غرفته ذلك ليس فراشه ابداا انتفض جالسا ينظر حوله بذهول لتقع عينيه على تلك النائمة جواره، لحظات وبدأ عقله يسترجع كل ما حدث بالأمس ليصل لنتيجة فاصلة أنه بات خائنا، سلم عقله وقلبه قبل جسده لاحضان اخري تالا من تسببت بذلك تهدده لا تتوقف عن انتقاده انساق وراء نذوة شيطانية عاش في لذة محرمة احبها، نظر جواره حين شعر بتلك النائمة تتململ بنعومة جواره فتحت عينيها لتبتسم بدلال ما أن رأته لتشد الغطاء تداري ما يظهر جلست جواره تقبل جبينه بنعومة لتزيح خصلاتها الحمراء الغجرية خلف أذنيها تهمس ناعسة:.
- صباح الخير يا موري ابتسمت شفتيه بلا حياة يبحث عن ثيابه بين الملابس لتجدها تطوق عنقه بذراعيها تهمس متدللة بنعومة: - أنا هروح احضر الفطار على ما أنت تاخد شاور، ولا اقولك أنا هروح اخد شاور والبس وننزل نفطر ونقضي باقي اليوم برة بلع لعابه يشعر بغصة قاسية تعتصر احشائه حرك رأسه إيجابا دون أن ينظر لها ليشعر به تبسط كفها على وجنته تدير وجهه ناحيتها ابتسمت برقة ما أن نظر لها تهمس به برفق:.
- أنا بحبك اوي يا عمر، صدقني هحاول أعوضك عن كل اللي شوفته مع اللي اسمها تالا دي، أنا مش عايزة غير انت وبس حتى لو من غير جواز، أهم حاجة اكون جنبك.
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يسخر من حاله وجد فتاة احلامه في فوهه الجحيم، الذي سيبلعهم سويا، حرك رأسه إيجابا لتقبل وجنته لتتجه إلى خارج الغرفة، جلس مكانه ينظر للساعة تجاوزت الواحدة والنصف لم يفعلها قبلا، منذ أيام وهو لا يذهب إلى الشركة، وقعت عينيه على دبلته الفضية التي عاود ارتداءها من جديد فقط بالأمس، تلك المرة خلعها يمسكها بين اصبعيه السبابة والابهام ينظر لاسم تالا المنقوش على إطارها الداخلي لتمر امام عينيه ضحكتها السعيدة حين البسها خاتم زوجهم قبل سنوات، ابتسم ساخرا يلقي الدبلة بعنف لتضيع بين اثاث الغرفة...
دخل خالد بصحبة زيدان إلى داخل غرفة الصالون ليقف ذلك الشاب تقريبا في منتصف الثلاثينات نحيف قليلا ملامحه لا لافت فيها مميزة شرقية أصيلة، دخل خالد إلى الغرفة جلس على أحد المقاعد ليجلس زيدان على المقعد المجاور له، جلس أسامة أمامها لينظر خالد له بتهكم يهتف بحدة: - هو أنا قولتلك اقعد فز اقف بلع الأخير لعابه خوفا ليتنفض واقفا يقبض على يده بعنف ظل واقفا لدقائق طويلة الئ أن سمع صوت خالد يهتف ساخرا:.
- اترمي اقعد جلس مكانه مرة اخري يزفر بحنق يحاول تمالك أعصابه ظل هكذا للحظات دون أن ينطق بحرف ليجلس خالد باسترخاء يضع ساق فوق اخري حرك سبابته وابهامه اسفل ذقنه يتمتم ساخرا: - أنت جاي تصورني، ما تتكلم بلع أسامة لعابه متوترا يهمس بارتباك: - هقول ايه بس ضحك خالد ساخرا يردف بتهكم لاذع: - عرفني بنفسك مين أسامة بإيجاز اختفت ضحكاته فجاءة ليزمجر: - إنت جاي تستظرف يا ظريف مديت ايدك على البنت ليه.
انتفض أسامة في جلسته يكره ذلك الرجل يرتعد منه ذعرا بدور الغبية لاول مرة تشتكي منه بعد الزواج، اقسم سيرسها على ما فعلت حرك رأسه إيجابا سريعا يهمس بتلجلج: - يا افندم، بدور بقت مهملة جدا في نفسها كل يوم ارجع من شغلي القيها بعباية البيت المبقعة بتاعت الطبيخ، لا بقت بتهتم بنفسها ولا بشكلها ولا بأي حاجة خالص، أهم حاجة البيت والعيال وأنا في آخر اهتمامتها دا غير انها بقت عصبية على طول بتزعق.
على طول تعبانة ونايمة، دي ما بقتش عيشة أنا زهقت هتف بحدة يدافع عن ابنته: - وهي بتعمل كدة عند يعني، مش بتتعب طول النهار في الشقة، مش من حقها تستريح هي مش بني آدمه وعندها طاقة زيها زيك هب أسامة واقفا ينظر لخالد بخنق ليصيح مغتاظا: - أنا بتعب اكتر منها أنا طول النهار في الشغل ومن حقي لما ارجع الاقي مراتي تريحني مش هي كمان تعبانة تنهد خالد يزفر بملل نظر لزيدان يبتسم ساخرا:.
- ايدي بتاكلني عايز اضرب حد وشكلي كدة هبدا بيه، تترزع تقعد ولو صوتك على تاني هخليه يوحشك... نظر لأسامة بعد أن جلس الأخير سريعا ليتمتم في رزانة: - هنمسك العصاية من النص قبل ما افتح بيها دماغك، هبعتلكوا شغالة مضمونة تاخد بالها من شغل البيت وتساعد بدور رعاية الأولاد ابتسم أسامة باتساع يحرك رأسه إيجابا ليهتف سريعا بتلهف: - خلاص يبقي كدة المشكلة اتحلت، وبدور تقدر ترجع معايا.
رفع خالد سبابته يحركها نفيا كبندول الساعة يكمل ساخرا: - تؤتؤتؤ مشكلة ايه اللي اتحلت أنت مديت ايدك على بنتي، أنت عارف يعني ايه تمد ايدك على بنت خالد السويسي نفخ أسامة حانقا من ذلك الرجل المتسلط ليصيح فيه محتدا: - على فكرة هي مش بنتك على اللي أنت عمال تقوله دا اشتعلت عيني خالد غضبا رآه زيدان جيدا فهب يمسك بتلابيب ثياب ذلك الاسامة يجذبه من كرسيه يربت على وجهه بعنف:.
- لما تتكلم مع خالد باشا السويسي تتكلم بأدب، لهقطعلك لسانك واعيشك اخرس طول عمرك أنت فاهم لفظه من يده بعنف ناحية باب الصالون يهتف بحدة: - يلا يالا برة يلا لما تتربي وتعرف قيمة مراتك وتيجي تبوس القدم وتبدي الندم تبقي نفكر نرجعهالك خرج أسامة من باب الصالون يصيح غاضبا: -خليهالكوا اشبعوا بيها... قالها ليخرج سريعا من البيت خوفا من ان يلحقه أحدهم.
تحججت لوالدتها أنها ذاهبة إلى أحد الدروس الهامة لتأخذ طريقها إلى ذلك المطعم، الخوف خوف مطلق يعصف بكيانها كله تفكر ما سيفعله بها ماذا سيطلب منها وقفت أمام المطعم من الخارج تنظر لداخله بقلق، دفعت الباب برفق ودخلت تبحث عنه بين الحضور لتجده يلوح لها، اقتربت منها تمشي ببطئ تتمني الا ينتهي الطريق الفاصل بينهما، وقفت أمام طاولته لتري ابتسامته البشعة تعلو شفتيه: - اقعدي يا سرسورة واقفة ليه.
نظرت له بقهر لتجذب مقعدها جلست عليه تنظر له بذعر تتوسله بنظراتها، ليبدأ هو في الحديث وقفت سيارة عمر أمام أحد المطاعم لتشير ناردين إلى ذلك المطعم تهتف في حماس: - ايه رأيك في المطعم دا، بيقولوا اكله حلو جدا ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا لينزلا سويا من السيارة متجهين إلى المطعم فتحت ناردين الباب، اشارت بيدها إلى لوحة جرانتية مرسومة على أحد الجدران تهمس له برقة: - بص دي اسمها لوحة العشاق شايف جميلة ازاي.
ظلت عينيه معلقتين بتلك اللوحة يتأمل أدق تفاصيلها لم يكن يوما من محبي الفن ولكن تلك اللوحة بها شئ ساحر يشعر بيد ناردين تجذبه معها بينما هو عينيه معلقتين بتلك اللوحة ينظر لاشعة الغروب، صفحة الماء النقية يدا العشاق المتعانقة، جلس على أحد الطاولات عينيه لم تفرق تلكة اللوحة الا على صوت ناردين: - بيبي أنا هروح الحمام اطلبلنا انت آكل.
حرك رأسه إيجابا يمسك قائمة الطعام جاء النادل فأملاه ما يريد، جلس باسترخاء يستند بظهره إلي ظهر الكرسي ليتناهي إلى اسماعه ذلك الحديث الجاري على تلك الطاولة البعيدة عنه قليلا - ما هو اسمعي بقي يا حلوة هتسمعي اللي هقولك عليه ولا هفضحك في كل حتة - ابوس ايدك لا يا تامر مش هقدر اعمل كدة - خلاص انتي حرة بس ما ترجعيش تعيطئ بقي لما انشر صورك العريانة وفيديوهاتك الجميلة فكل حتة - لا يا تامر ابوس إيدك.
قطب جبينه يشعر بقلبه يعتصر ألما على صوت توسل تلك الفتاة ولكن ما يقلقه حقا ذلك الصوت ليس بغريب على أذنيه التفت برأسه لتلك الطاولة لتشخص عينيه فزعا توقف كل شئ امام عينيه حين رأي ابنته هي تلك الفتاة الباكية التي تتوسل لذلك الشاب صدمة صعقته لم يشعر بنفسه سوي وهو يصرخ باسمها باعلي صوته: - سااااااااااااااااارة.
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع عشر
ظلام لف قلبه بأكمله كأن صاعقة من السماء ضربت اوصاله تجمد مكانه يشعر بالدوار كأنها في دوامة تلتف به بعنف هو ثابت وقلبه يصرخ وعقله ثآر، عينيه مجمدة ثابتة عليها ابنته هي من كانت تتوسل لذلك الفتي، صور عارية لابنته بصحبة ذلك الفتي، مقاطع فيديو لها، ماذا كانت تفعل بها اي جرم بشع ارتكبته في حقه، ابنته اغرقت رأسه في التراب لوثت شرفه لم يشعر بنفسه سوي وهو يصرخ باسمها بعلو صوته: - ساااااااااااااارة.
انتفضت تلك المسكينة فزعا نظرت لمصدر الصوت لتشخص عينيها ذعرا شهقة فزعة خائفة مرتعدة خرجت من بين شفتيها والدها هنا، انسابت دموعها تشق وجنتيها، تحرك رأسها نفيا كأنها تنفي لعلقها ما تراه عينيها، هب تامر سريعا يود الهرب ليلحق به عمر قبل أن يخرج من باب المطعم، امسكه من تلابيب ملابسه ينظر لها بغضب ادمي مقلتيه ليصرخ فيه: - بتساوم بنتي يا حيوان، صور وفيديوهات إيه.
أنا ومن بعدي الطوفان تلك الجملة التي ترددت في عقل تامر لن يخسر بمفرده ذلك الرجل لن يتركه حيا ليهمس سريعا بتلجلج: - بنتك بتحبني ويا اما جاتلي البيت وأنا وهي على علاقة مع بعض.
خنجر نصله مسموم شق قلبه تفتت إلى شظايا صغيرة ابنته البريئة منغمسة في علاقة محرمة مع ذلك الشاب أطاحت بشرفه، زمجر كاسد جريح لينفض على ذلك الفتي اسقطه ارضا يكيل له باللكمات، تجمع رواد المطعم يحاولون إبعاد عمر عن ذلك الفتي ليصرخ فيها غاضبا: - اللي هيقرب مني هموته، ابني وبربيه.
وقف يجذب تامر من تلابيب ملابسه خلفه بعنف، متجها إلى سيارته فتح صندوق السيارة الخلفي ليلقيه بداخله، يغلقه عليه من الخارج، ليعود إلي المطعم وجدها كما هي تجلس على الكرسي متجمدة مكانها تنظر لها بذعر يصرخ في حدقتيها، تحرك رأسها نفيا فقط، اقترب منها إلى أن صار أمامها مباشرة لا تفصلهم فاصلة دماء تشتعل في اوردته نيران صارخة تحرق جسده بأكمله ينظر لها لا يصدق أنها تفعل ذلك، جذب حقيبتها ليقبض على كف يدها يجذبها خلفه بعنف، يهمس متوعدا:.
- هقتلك ورحمة ابويا لاقتلك وصل بها إلى سيارته ليلقيها فيها على المقعد المجاور للسائق، سريعا استقل جوارها ما أن جلس مكانه صرخت متألمة من تلك الصفعة العنيفة التي سقطتت على وجهها من يده ليقبض على شعرها يصرخ فيها: - دي عينة من اللي هعمله فيكي لما نوصل ادي آخرة تربية أمك، لفظها من يده بعنف ينظر لها باشمئزاز ليدير محرك السيارة منطلقا إلى وجهته.
في فيلا خالد السويسي في غرفة بدور تجلس على فراشها تبكي في صمت بينما يجلس هو جوارها يمسك بيدها يربط على رأسها تنهد قلقا عليها ليهمس لها في حنو: - بتعيطي ليه طيب.. حركت رأسها نفيا تمسح دموعها بقوة لتهمس من بين شهاتقها المتتابعة: - دا مش متمسك بيا خالص يا بابا أنا سمعته وهو بيقول خاليهالكوا، أنا غلطت اني اتجوزته من الأول مسح على شعرها برفق يقبل قمة رأسها ليهمس له:.
- إنت ما غلطتيش يا بدور هو اللي حيوان، انتي عيزاه ولا لاء صمتت للحظات تتحاشي النظر إلى عيني خالد فركت يديها بعنف تهمس بارتباك: - ااا، أنا لسه بحبه ابتسم يحرك رأسه إيجابا يربط على وجنتها برفق ليهمس في حزم: - يبقي تسبيني اربيه أنا هعرفه أنه كان عايش في نعمة واتبتر عليها، بس أنا عايز الفت نظرك لحاجة مهمة نظرت له باهتمام ليتنهد بحرج يحاول ان يبدو جادا وحازما:.
- أنا عارف أنك بتتعبي طول النهار في البيت بس ما تنسيش جوزك، الراجل لما يبدأ يحس بالاهمال هيصورله عقله أنه بقي غير مرغوب فيه، هيبدا يدور على اللي تحسسه أنه مرغوب فيه، هو آه لو بص برة أنا هخلعلك عينيه بس بردوا ما تبدأيش انتي بالغلط فهماني يا حبيبتي ابتسمت تحرك رأسها إيجابا ليقم من جوارها ابتسم يسألها باهتمام: - أنا رايح شغلي عايزة ايه اجيبه وأنا أجي.. ابتسمت بامتنان تربت على يده تهمس ف سعادة:.
- عايزة سلامتك يا بابا خلي بالك من نفسك ودعها ليخرج من الغرفة متجها إلى أسفل حيث الجميع لينا زوجته تجلس سيلا ابنه بدور على قدميها تطعمها من زجاجة الحليب الصغيرة تعشق تلك الطفلة تعوضها عن شعور قديم كانت قد تناسته ولم تنساه ابدا.
جاسر يقف أمام المرآه الضخمة يصفف شعره يصفر باندماج، زيدان عينيه معلقتين بهاتفه لا تنزاح عنها ولينا تختلش النظرات له بينما هو حقا لا يبالي يقتلها الفضول لتعرف ما يشاهد بذلك التركيز لم تكن تعرف أن كاميرا هاتفه الخلفية تركز عليها يصور مقطع فيديو لها ليحتفظ به في قلبه قبل هاتفه، وصل إلى أسفل ليراه جاسر من خلال انعكاس المرآه ليبتسم في خبث وضع يده على صدره ليصرخ يتصنع الألم: - ااه اه اه.
هرع اليه الجميع، اقترب خالد منه يسند جسده يصيح فيه قلقا: - مالك يا جاسر في إيه، زيدان اطلب الإسعاف بسرعة قبض بكفه على صدره يهتف بقوة متألما: - اه اه اه، ابطال الجمهورية عدوا حدود العالمية عاملين فكرة جهنمية هنغليكوا تحت الماية نطق جملته الاخيرة بمرح ليضحك بصوت عالي جذبه خالد من تلابيب ملابسه من الخلف كالمجرمين يجز على اسنانه بغيظ ليصفعه على رقبته بعنف يصيح: - يا تافة يا اهبل، حد يعمل كدة.
ابتسم جاسر باتساع ليحتضن خالد بقوة يغمغم بسعادة: - حبيبي يا عمي كنت خايف عليا صح لفظه خالد بعنف بعيدا عنه ينظر له بغيظ يتمتم حانقا: - عيل تافه اصبر عليا يا ابن رشيد اخلص من اللي أنا فيه وهفضالك... خرج من المنزل غاضبا ليتبعه زيدان بينما نظرت له للينا بغيظ للحظات قبل ان تبدأ في الغناء وهي ترقص بشكل مضحك: - هربانين من العباسية مريحين بعد العملية القطة بتاعتي مشمشية.
اطلق جاسر صفيرا طويلا ليفتح هاتفه يشغل تلك الاغنية ليبدأ بالرقص هو الآخر لينضم اليهم خالد الصغير يرقص بشكل طفولي مضحك.
في الخارج استقل خالد المقعد المجاور للسائق الذي احتله زيدان ليهتف في الأخير بهدوء: - اطلع على بيت خالك عمر قطب زيدان جبينه متعجبا ليسأله في تعجب: - خالي عمر ليه تنهد بارهاق يمسح وجهه بكف يده، استند برأسه لظهر الكرسي يغمغم ساخرا: - خالك شكله اتهطل على كبر، مراته كلمتني امبارح بتعيط وبتقول أنه بات برة وفي مشاكل وبتاع خلينا نروح نشوف في إيه.
دون كلمة اخري ادار محرك السيارة متجها إلى بيت خاله الحماس يكاد يقتله يتمني أن يحل الليل في اسرع وقت حتى ينفذ الجزء الأخير من خطتهم تبقي فقط القليل وتصبح له...
بينما كان عقل خالد مزدحم متكدس بالكثير والكثير من الافكار، مشكلة ابنته وما سيفعل سيحطم قلبها إن كانت تحبه فعلا وهو حقا يشك في ذلك، عمر اخيه وتدهور علاقته بزوجته، جاسر واختفاءه الغير مبرر أين يذهب لا يريد أن يراقبه ولكنه حقا يشعر بأنه يفتعل كارثة، حمزة وادهم ومايا، يعرف أن أدهم يحب مايا ليست كأخت له يري ذلك جيدا في عينيه، نظراته أكثر من واضحة، الكثير من الافكار تتزادحم، بدور وزوجها الاحمق، تنهد يشعر بالارهاق من كل تلك الاعباء...
قبل قليل فقط وصلت سيارة عمر أمام منزله ما ان وقفت السيارة فتحت سارة الباب الخاص بها تركض تفر خوفا مما سيفعله والدها لينتفض عمر، ركض خلفها لتطال يدها خصلات شعرها جذبها بعنف لتصرخ باكية تنتفض بذعر كطير صغير وقع بين براثن الوحش، جذبها ناحيته بعنف يهمس لها بشر متوعدا: - بتهربي دا أنا هطلع البلا الازرق على جنتك.
يقبض على خصلات يحركها معه بعنف كأنها دمية بلا مشاعر، وصل بها إلى منزله يطرق الباب بعنف لتفتح تالا سريعا، شخصت عينيها ذعرا حين رأت ابنتها بهذا المنظر، صرخت في عمر تضربه بشراسة ليبتعد عن ابنتها، ليدفعها ارضا ارتطمت رأسها بالأرض بقوة، دخل عمر ليلقي ابنته ارضا ينهال عليها بالضرب بيديه ليصرخ فيها غاضبا: - يا بنت ال، يا زبالة يا، أنا هموتك...
خرجت سارين على صوت صرخات اختها لتركض ناحية اختها تعانقها بقوة تحاول أن تحميها من بطش والدها، فلم يفرق الأمر كثيرا عند عمر انهال على كلتاهما بالضرب، وقفت تالا تحاول أن تتزن تشعر برأسها تلتف بعنف، اقترب تحاول ان تركض لتدفع عمر بعيدا عن ابنتها تصرخ فيه دا صوت حد بيصرخ، هتف بها زيدان قلقا ليهرع كلاهما يركضان إلى اعلي، وصلا إلى باب منزل عمر ليصفعا الباب بقبضة كل منهما ليصرخ خالد:.
- عمر افتح الباب، زيدان أكسر الباب حرك راسه إيجابا اخرج سلاحه رصاصة حذره ضربت مقبض الباب لينتفح على مصرعيه المنظر في الداخل كان بشعا عمر يمسك بطوق خصره الجلدي ينهال بالضرب على ابنته وزوجته ملقاه أرضا، تحاول الوقوف على قدميها، هرع ناحية اخيه بجذب الطوق من يده بعزم قوته صفعه على وجهه بعنق ليقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه: - إنت اتجننت ايه اللي أنت عامله في مراتك والبنات دا.
قبض على يده يدفعه بعيدا عنه يصرخ بجنون: - ابعد عني يا خالد أنا هقتلها، هقتلهم كلهم، ال، مرمطت شرفي في الأرض بعنف دفع خالد اخيه بعيدا عن زوجته وابنتيه إلى أحد المقاعد البعيدة ليتوعده غاضبا: - قسما بربي يا عمر لهربيك من اول وجديد على جنانك دا، زيدان قعد مرات خالك وهاتلها كوباية ماية اتجه ناحية ابنتي أخيه ليجد سارين تحتضن سارة بعنف تحاول أن تخفيها بين أحضانها، نظرت لخالد تهمس له برجاء:.
- شيل سارة يا عمي بابا ضربها جامد حمل ابنه أخيه بين ذراعيه امتعضت ملامحه ألما ينظر لتلك العلامات الحمراء التي تغطي الظاهر من جسدها، لتقف سارين تتقدمه سريعا تحاول أن تتحامل على ما بها من ألم فتحت باب غرفتها سريعا ليدخل خالد إلى الغرفة وضع سارة برفق على الفراش ينظر لما فعله اخيه بتلك الصغيرة، نظر لسارين يسألها: - ايه اللي حصل حركت رأسها نفيا دمعت عينيها تحاول الا تبكي لتهتف سريعا بقهر:.
- ما اعرفش أنا كنت في اوضتي وسارة في الدرس فجاءة لقينا بابا جاي وماسك سارة من شعرها ونازل ضرب فيها حاولت اخوشه عنها ضربني أنا كمان وزق ماما وقعها على الأرض دماغها اتخبطت مرتين قام متجها إلى خارج الغرفة ليجد تالا على أحد الكراسي تبدو تائهة ضائعة عينيها زائغة، زيدان يحاول أن يعطيها بعض الماء، وعمر يجلس هناك كليث ذبيح اقترب منها يجذبه من تلابيب ملابسه يصرخ فيه:.
- بتضرب بناتك ومراتك يا قذر، عملولك ايه ولا خلاص ضربت، لو اتجننت قولي ارميك في اي مصحة لحد ما تعقل دفعه عمر في صدره بعنف ليرتد خطوة للخلفة ليصيح الأخير بحرقة تحرق قلبه: - ايوة اتجننت، اتجننت لما عرفت أن بنتي على علاقة زبالة مع واحد قذر ودلوقتي بيهددها بصورها وفيديوهاتها صدمة شلت الآخر ليحرك رأسه نفيا بعنف ينفي مجرد الفكرة سارة البريئة الحساسة لن تفعل ذلك ابدا ليردف منفعلا:.
- لاء طبعا مستحيل، سارة عيلة في ثانوي ما تعملش كدة ابداا اكيد في حاجة غلط تهدجت أنفاسه حسرة وقهرا لهيب مستعر يحرق حشا قلبه، حديثها مع ذلك الفتي لا يفارق عقله ابدااا: - يا ريت في حاجة غلط دي بنتي يا خالد، صرخ بها عمر غاضبا وقف أمام اخيه عيناه حمراء غاضبة عروقه نافرة دموع حبيسة تحتل مقلتيه ليكمل صائحا بمرارة:.
- بنتي اللي كسرت ضهري، خلت رأسي في التراب، أنا شوفتهم سمعتهم، فيديوهات وصور ق، لبنتي في حضن الحيوان دا وبتقولي ما تظلمهاش، اهدي دي لو لينا كنت زمانك قطعت رقبتها تفادي النظر إلى عيني أخيه لا يعرف ما يقول ليمد يده يضعها على كتف أخيه يهتف قائلا: - يا عمر اهدي ونفكر بالعقل نشوف هنتصرف ازاي دفع عمر يد خالد يصرخ غاضبا: - انهييييي عقل، عقل ايه اللي عايزني افكر بيه في الحالة، أنا عايز دكتورة نسا دلوقتي.
اتجه خالد ناحية أخيه يجذبه من مرفقه بعنف يهتف فيه بحدة: - دكتورة نسا ليه يا عمر، اوعي تكون حرك رأسه ايجابا يشد على قبضته يهمس متوعدا: - بالظبط، قسما بالله لو ما طلعت بنت هقتلها قبض خالد على تلابيب ملابس عمر يهزه بعنف يصيح فيه: - إنت ازاي تفكر في كدة أنت اتجننت، إزاي حتى تفكر أنك تعرض بنتك لموقف زي دا أمسك عمر بكفي خالد التي استقرت فوق سترته يهمس له بحدة:.
- أنا مش لسه عمر العيل الصغير اللي بتمشي كلامك عليه وتعاقبه لما يغلط، أنا كبرت بما فيه الكفاية، وهجيب دكتورة هنا يا أما هجرها من شعرها لأقرب دكتورة ولو طلعت مش بنت هقتلها زي ما هقتل الكلب اللي ضيعت شرفي معاه اراد زيدان حل تلك المشكلة ليهتف سريعا: - أنا واحد صاحبي دكتور نسا لو ينفع يعني رماه خالد بنظرة حادة غاضبة لينظر له زيدان بثقة بمعني أنا اعرف ما افعل، بينما صاح عمر معترضا:.
- أنا قولت دكتورة مش دكتور كتف خالد ذراعيه حدجه بنظرات نارية يزمجر بحدة: - بقولك ايه دا اللي موجود، مش كفاية القرف اللي عايز تعمله كمان بتتشرط، اتصل يا ابني بيه حرك زيدان رأسه إيجابا ليبتعد عنهم يتصل بصديقه لحظات وسمع حسام يهتف متحمسا كعادته: - زيزو لسه كنت هتصل بيه جبت حتة عربية بالتقسيط 128 آخر موديل اخفي ابتسامته بصعوبة على حديث صديقه المجنون ليخبره سريعا:.
- حسام أنا محتاجلك ضروري هبعتلك العنوان في رسالة ما تتأخرش يا حسام دي مسألة حياة او موت انقبض قلب حسام خوفا على صديقه ليهتف سريعا دون تردد: - دقايق وهبقي عندك ابعت العنوان.
اغلق منه الخط ليرسل له العنوان سريعا وقف في شرفة المنزل ينتظره ليخبره بما عليه أن يفعل بينما في الداخل، يجلس عمر على جمر النار يقسم في نفسه أنه سيريق دمائها أن أطاحت بشرفه، تالا لا تزال غير واعية صدمات رأسها لم تكن هينة ابدااا، أما في داخل الغرفة لطمت سارة خديها تهمس لاختها بفزع تبكي كعصفور صغير: - والله أنا ما عملتش حاجة بابا عايز يجيب دكتور ليه يا سارين والنبي يا سارين ما تخليهوش يعملي حاجة.
نظرت لاختها بألم لتربط على راسها تحرك رأسها إيجابا تنظر للفراغ بقهر، لتتحرك من جوار اختها خرجت من غرفتهم، تنظر للواقفين لحظات صمت تنقل انظارها بين الجميع لتطلق للسانها العنان تصيح بكل ما يجيش في قلبها: - حرااام عليك، حرام عليكوا انتوا مخلفينا عشان تعذبوا من ساعة ما اتولدنا في البيت دا وما فيش في حياتنا غير زعيق وخناق عمرنا ما فرحنا يوم كامل، أنا وسارة ذنبنا إيه...
اقتربت من والدها وقفت بالقرب منه تصرخ بقهر: - احنا مالناش ذنب عشان تعملوا فينا كدة، طول عمرنا وانت بعيد عننا عمرك ما قعدت معانا، عمرك ما شاركتنا حياتنا لدرجة اننا اتعودنا على غيابك اقتربت من والدتها التي بدأت تستفيق قليلا لتصرخ فيها متألمة:.
- وانتي كل اللي يفرق معاكي أن احنا ننجح في المدرسة في التدريبات نبقي شطار في دراستنا مش مهم احنا متدمرين نفسيا بسببكوا، أنا باخد منوم عشان أنام وما اسمعش خناقات كل يوم بليل، سارة كل ليلة بتفضل تعيط لحد ما تنام، سارة ما غلطتش انتوا اللي غلطانين انتوا اللي عملتوا فينا كدة...
انهمرت دموع تالا ألما كانت تظن انها بحرصها الدائم على بناتها ستصبح الأم المثالية أن أصبح كل شئ منضبط بمواعيد محددة ليتها استمعت إلي نصيحة لينا من البداية... حمحم زيدان بخفوت يجذب انتباهم، : - حسام وصل أنا هنزل اجيبه اشتعلت عيني سارين بشراسة لتصيح بعنف: - اختي ما حدش هيجي جنبها مش هسمحلكوا تدمروها اكتر من كدة.
اشار خالد لزيدان لينزل الاخير إلى أسفل، اتجه هو ناحية سارين ممسكا بكف يدها نظر لعمر وتالا بحدة يهتف في حدة: - ادي آخرة جواز العيال، تعالي معايا يا سارين اخذ بيدها متجها بها إلى غرفتهم اغلق الباب خلفه لينزل على ركبتيه أمامها يهمس لها برفق: - ما حدش هيجي جنب سارة دي لعبة اللي جاي صاحب زيدان، عشان ابوكي يسكت، نسكت ابوكي المجنون وبعدين هربيه هو وأمك من اول وجديد، خليكي جنب اختك في الأسفل.
نزل زيدان سريعا ليهرع حسام اليه يسأله بقلق: - إنت كويس يا إبني، قلقتني جذبه إلى مدخل العمارة لحظات صمت لا يعرف كيف يبدأ تنهد مقررا أخباره بكل ما حدث، انتفض حسام كمن لدغه عقرب حين أخبره زيدان ما يريده عمر ليصيح بفزع: - نعم يا اخويا، أنت اتجننت أنا مستحيل أعمل كدة تنهد زيدان ضجرا من غباء صديقه الابلة أحيانا كثيرة يتسأل كيف ارتاد ذلك الاحمق كلية الطب تنهد يهمس في غيظ:.
- اومال أنا متصل بيك ليه يا حمار، هتدخل تقف جنب الباب خمس دقايق وتخرج تقول لابوها انها تمام، تمام يا حسام حرك حسام رأسه نفيا يتمتم ساخرا: - وافرض ما طلعتش تمام، جوزها يلبس المشاريب شد زيدان على اسنانه بعنف يهمس بحدة: - يا سيدي وأنت مالك هو أنت اللي هتتجوزها، البت اهبل من انها تغلط اصلا، فين جدعنتك يا صاحبي.
زفر حسام بضيق يحرك رأسه ليصعد خلف زيدان إلى تلك الشقة دخل إلى المنزل بلع لعابه مرتبكا، ليجد رجل لا يعرفه انتفض سريعا ما أن رآه يهتف بحدة: - إنت الدكتور حرك رأسه إيجابا يبلع لعابه متوترا، ليشير له إلى أحدي الغرف، تقدم حسام ناحية تلك الغرفة، ليجد امرأة تهرول ناحيته تتخبط في مشتيها تصيح فزعة: - لا لا لا أنا مش هسحملك تعمل كدة في بنتي اقترب خالد منها يمسك بيديها يسندها يهمس لها بخفوت:.
- اهدي يا تالا ما فيش حاجة هتحصل.
نظرت له بقلق ليحرك رأسه إيجابا يحاول طمئنتها، ادار حسام مقبض تلك الغرفة ليدخل إليها اغلق الباب خلفه التفت ينظر إلي الفتاة التي من المفترض أنه هنا لأجلها لتتسع عينيه في ذهول شعور بالألم غزا قلبه هي، تلك الجنية التي ندهته في الحفل، هي من يشك بها والدها أنها اخطئت، هل يمكن أن تكون اخطأت حقا، مجرد الفكرة ارعدت جسده غضبا، يعاني بشدة مع نوبات غضبه، ولكنه يستطيع السيطرة عليها لما يشعر الآن أنه غير قادر على تمالك أعصابه، ظل يقف مكانه بضع دقائق، ليجد نفسه يتحرك ناحية مكتب صغير في غرفتها فتح حقيبته الطبية اخرج قفزات طبية بيضا يرتديها في يديه بخفة وسرعة ينظر ناحيتها في حدة غاضبا؟!
وقف خالد جوار زيدان دس يديه في جيبي بنطاله عينيه معلقتين على باب الغرفة المغلق مال ناحيه زيدان يهمس له بخفوت قلق: - إنت فهمت صاحبك هيعمل ايه حرك الأخير رأسه ايجابا يبلع لعابه مرتبكا، يشعر بشئ خاطئ يحدث ليهمس لخاله بقلق: - ايوة بس مش مطمن مش عارف ليه ما كاد ينهي جملته سمع صوت حسام الغاضب القادم من خلف الباب المغلق: - وبعدين معاكي بقي ما تخلصينا خليني اخلص من القرف دا.
تلاه صوت بكاء سارة يعلو بعنف تصرخ باكية: - حرام عليك يا بابا مشيه برة.
احتدت عيني خالد غضبا ينظر لزيدان بحدة بينما اصفر وجه زيدان خوفا ليس هذا ما اتفق عليه مع صديقه ماذا يفعل ذلك المجنون بالداخل، اتسعت عينيه ذعرا هل ممكن أن تكون أحد نوبات الغضب تلبست حسام، هرع خالد إلى الباب يحاول فتحه بعنف حين انفتح الباب من الداخل ظهر حسام وقف أمام خالد يناظره بنظرات هادئة فارغة لا خوف فيها ولا قلق، بينما رماه خالد بنظرة حادة قاتلة يتوعد له في نفسه أن يمزق عنقه أن كان مس الفتاة، خرج حسام من الغرفة وقف أمام عمر ليخلع قفزي يده الطبية القاها ارضا يغمغم في برود:.
- البنت زي الفل! اقترب عمر منه سريعا وقف قريبا منه يسأله بتوتر: - انت متأكد ابتسم حسام ساخرا يرفع حاجبه الأيسر متهكما، ليشير بسبابته إلى نفسه يغمغم ساخرا: - انا لاء، تحب اروح اتأكد تاني امتعض وجه عمر غضبا من جراءة ذلك الشاب الوقح، اسرع زيدان يجذبه من يده بعيدا عنهم، نظر حوله بحذر ليهمس له بغيظ: - الله يخربيتك إنت نيلت ايه.
اتسعت عيني حسام بدهشة مصطنعة يشير إلى نفسه ببراءة، بينما في الغرفة اختبئت سارة بين أحضان والدتها تبكي بعنف تتشنج من عنف شهاتقها، تشاركها والدتها في وصلة من البكاء الصامت تضمها بين ذراعيها بقوتها الضعيفة الواهية، بينما على جانب آخر من الغرفة اقترب خالد من سارين يسألها بصوت خفيض هامس: - هو الدكتور كشف عليها بجد رفعت وجهها تنظر لعمها لحظات صمت لتحرك رأسها نفيا تقص له ما حدث بصوت خفيض حذر Flash back.
فتح حقيبته الطبية اخرج قفزات طبية بيضا يرتديها في يديه بخفة وسرعة ينظر ناحيتها في حدة غاضبا لا يعرف لما ولكنه يشعر بسيخ من نار يخترق قلبه يطعن كرامته، هو لم يرها سوي مرة واحدة لا يجد لنفسه مبرر لكل ذلك الغضب الذي اجتاح خلاياه كاعصار، اخذ نفسا قويا يزفره على مهل عله يهدئ قليلا اتجه ناحية فراشها، وقف بالقرب منها ينظر لها ارتجف قلبه شفقة عليها، منظرها كفأر صغير مذعور يرتجف تنظر ناحيته بذعر كأنه هو الوحش المخيف الذي يظهر في حكايا الأطفال قديما، رسم ابتسامة زائفة هادئة على شفتيه يهمس لها في مرح:.
- ايه يا سرسورة مش فكراني ولا ايه، أنا الواد الرخم بتاع الصابون السايل مزحته السخيفة لم يكن لها ادني تأثير خاصة في حالتها المذعورة تلك، ولكنه حقا لم ييأس حافظ على ابتسامته يكمل كلامه المرح: - اهدي يا سارة أنا بعيد أهو، وبعدين أنا لو جيت جنبك عمك هيعملني بقايا بني آدم مش هيتبقي مني غير النضارة ودي غالية بصراحة.
صمت للحظات يراقب ردة فعلها ولكنها لم تتجاوب، اخذ نفسا عميقا يشجع نفسه للخطوة القادمة ليقترب منها يصيح غاضبا فجاءة دون سابق انذار: - وبعدين معاكي بقي ما تخلصينا خليني اخلص من القرف دا انتفضت سارة ذعرا تتمسك بالغطاء ليقترب منها يهمس سريعا: - جريني جريني للحظات لم تفهم ما يفعل ذلك المجنون لتعلو بصوت بكائها بعنف تصرخ باكية: - حرام عليك يا بابا مشيه برة نظر حسام لها بضيق وضع يسراه على خصره يهمس ساخرا:.
- تمثيلك فاشل جداا، انصحك تاخدي كورسات... ليقلدها ساخرا: - يا بابا مشيه برة، هو أنا جاي اغتصبك، اوفر act بصراحة ابتسمت ابتسامة أخيرة حزينة ليتلفت إلى باب الغرفة ليفتحه حين سمع تلك الدقات العنيفة، بارع في إخفاء تعابير وجهه حين فتح الباب لخالد لم يعطه اي مؤشر عما حدث Back ابتسم حسام في ثقة ليهمس بمكر: - ايه رأيك في تمثيلي.
تجهم وجه زيدان غضبا ليقبض على تلابيب قميص صديقه من الامام شد على أسنانه يهمس له بغيظ: - يعني احنا واقفين هنا دمنا نشف وأنت بتستظرف جوا، اصبر عليا لما نخلص الليلة دي وأنا هغير خريطة وشك ارتسمت ابتسامة واسعة بلهاء على شفتي حسام، لتتجمد على شفتيه حين سمع صوت ذلك الرجل المرعب يأتي من خلفه: - زيدان خد حسام واستنوني تحت، حسام.
اتسعت عينيه بذعر يشير لنفسه ليحرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم ساخرا، التفت حسام ببطئ يتلو الشهادتين، بلع لعابه ينظر للواقف امامه ليجد شبح ابتسامة يلوح على شفتي خالد، مد يده يربت على كتف حسام يهمس في هدوء: - متشكر يا حسام أنك أنقذت الموقف، اه واعذرني أن كنت عنيف في ردي عليك قبل كدة اتسعت عيني حسام اليوم يوم المفاجئات العالمي حرك رأسه نفيا بعنف يهتف بتهلف:.
- يا نهار ابيض حضرتك بتعتذرلي، ما حصلش حاجة طبعا يا باشا ابتسم في رزانة يحرك رأسه إيجابا ليتركهم سحب زيدان يد حسام إلى خارج المنزل، يعرف أن خاله على وشك القاء وصلة طويلة من التوبيخ لخاله وزوجته ما ان اغلق الباب خلفه من الخارج، التفت خالد لأخيه، اقترب منه جلس أمامه لحظات ينظر له بحدة غاضبا منه بينما يتفادي الاخير التلاقي بعيني اخيه، ابتسم خالد ساخرا يتمتم في تهكم:.
- اطمنت أن بنتك سليمة، تفتكر أن هيجي يوم وسارة هتسامحك على اللي أنت عملته دا بلع عمر لعابه الجاف بصعوبة يختلس النظر إلى اخيه تنهد بحرقة يمسح وجهه بكفي يده يحرك رأسه نفيا خرج صوته ضعيفا متوترا: - ااا، ااانا كنت خايف لتكون غلطت مع الواد دا وجل ما حدث أن خرجت ضحكة صغيرة ساخرة من بين شفتي خالد ينظر لأخيه في برود ليعنفه بحدة:.
- وهو مين اللي خلاها تغلط، بنتك اهبل من أنها تغلط لمجرد الغلط، إنت السبب، انت اللي غلطت فين دورك يا بيه انتفضت دقات قلبه ألما يعصف بخلجات قلبه يمزقها بلا رحمة لا يجد ما يقوله توترت انفاسه يغمغم بارتباك: - اا أنا، انا صمت تماما حين قاطعته صيحة اخيه الغاضبة، شعر بيده تقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه:.
- إنت اتعوجت ميلت عمود الخيمة طبعا لازم تقع على دماغك، كنت فاكرك كبرت وعقلت قولت عمر كبر وعقل عمر بقي أب، عمر بقي مسؤول، عمر لسه عيل تافة بيجري ورا دماغه وبس لفظ اخيه بعنف ليرتد في كرسيه بقوة، التفت برأسه ناحية تالا التي تقف امام غرفة ابنتيها، تستند على إطار الباب الخشبي تبكي في صمت ليصيح فيها:.
- وأنت ِ يا استاذة، على عيني وراسي يا ستي انك خريجة كلية كبيرة بتحسبوا فيها كل حاجة بالدقيقة بس دول بناتك محتاجين تصاحبيهم تتكلمي معاهم تفهمي مشاكلهم مش يلا على الدروس يلا على التمرين يلا على المذاكرة اشار إلى كلاهما ينظر لكل منها بحدة شد على أسنانه بعنف يهتف بغيظ:.
- انتوا الاتنين ضيعتوا بناتكوا، كل واحد فيكوا بيفكر في نفسه وبس، هي عايزة ثبت أنها أم مثالية وهو عايز يتسرمح براحته، ادي آخرة جواز العيال فعلا... وقف ينظر لهما بحدة نظرات خاوية لا معني لها سوي الغضب دس يديه في جيبي بنطاله يهتف في حزم: - سارة وسارين هيعيشوا عندي من النهاردة البنتين بس اتسعت عيني تالا في ذعر لتتقدم ناحيته تتحرك باضطراب حركت رأسها نفيا تهمس باكية:.
- لا يا خالد دول بناتي مش هقدر أعيش من غيرهم كانت غلطة والله مش هتتكرر أنا خلاص عرفت غلطتي وهصلحها، هعيش لبناتي وبس نظر لأخيه يود أن يستشف ردة فعله، هو حقا قال تلك الكلمات ليري ردة فعل اخيه وحدث عكس ما توقعه تماما عمر لا يبالي فقط يجلس مكانه ينظر ارضا وكأن ما يحدث لا يعينه، طرق الشك بابه هناك من يدفع عمر للابتعاد عن أسرته وقريبا سيعرف من هو!
خرج من شروده على صوت تالا زوجة اخيه حين اقتربت منه تترجاه باكية: - طلقني يا عمر، أرجوك طلقني أنا مش عايزة غير بناتي وبس وقف صامتا لم يرد التدخل يراقب فقط يتمني فقط يتمني لو يرفض الاخير يتسمك بهم، يصيح كليث غاضب يطلب حقه فيهم ولكن جل ما حدث، رفع عمر رأسه ينظر لزوجته للحظات نظرات فارغة خالية من المشاعر ليهتف بهدوء: - أنتي طالق يا تالا.
خرجت كلماته بسرعة كالبرق شلت جسد ذلك الواقف لم يكن يتوقع في أسوء الظروف أن يتخلي أخيه عن زوجته بتلك السهولة كور قبضته يشد عليها اقترب من تالا التي تقف كمن أصابها صاعقة تحملق في عمر بذهول ربت على كتفها برفق مردفا: - روحي حضري هدومك انتي والبنات، يلا التفتت له استطاع أن يري العجز والضياع يغزو مقلتيها ابتسم برفق يطمئنها لتحرك رأسها إيجابا تهرول إلى غرفتها، بينما وقف هو أمام أخيه يتمتم ساخرا:.
- مش بقولك اتعوجت، إنت عارف عايز ايه يا عمر، علقة من بتوع زمان فاكرهم احتدت عيني عمر ينظر لخالد بغيظ هل يظنه ذلك الشاب المراهق الذي كان يخشاه حد الذعر، بينما انحني خالد قليلا ناحية أخيه يهمس متوعدا: - وربي يا عمر لو طلع اللي في دماغي صح ما هخلي الدكاترة تعرف تخيط فيك غرزة، هزعلك أوي استقام في وقفته التفت ليغادر ليسمع صوت عمر يهتف ساخرا:.
- ماشي يا كبير العيلة، صحيح الواد اللي قفشته مع بنتي مرمي تحت في شنطة عربيتي القي مفاتيح سيارته على الطاولة المجاورة له، يكمل في سخرية: - المفاتيح اهي وريني شطارتك.
دون أن يلتفت له التقط خالد مفاتيح سيارة عمر، ليكمل طريقه إلى غرفة سارة وسارين، وجد سارين تجمع ثيابها هي وشقيقتها في حقائبهم بينما تجلس سارة على الفراش تبكي في صمت قاتل، اقترب من فراشها يجلس أمامها ابتسم لها بحنو لتشهق في بكاء عنيف، احتواه بين ذراعيه يربت على رأسها برفق سمع صوتها المختنق تهمس بصعوبة من بين شهقاتها: - بابا، مش عاوزنا، ااا أنا ما غلطتش، هو ضحك عليا، والله، مش لمسني.
أبعد سارة عنه يسمح وجهها برفق ليقرص مقدمة انفها في مرح يحاول التخفيف عنها ولو قليلا مسح على شعرها يهمس في رفق: - عارف يا حبيبتي أنك ما غلطتيش، وأنك اتضحك عليكي، والحمد لله أنك ما سمحتولش يلمسك، اللي حصل دا صفحة وهنقفلها ومش هنفتحها تاني خالص حركت رأسها نفيا تبكي في عنف تهمس بارتجاف: - الصور هو معاه صور وحشة دي مش أنا والله.
فهم من كلامها أن ذلك الفتي قام بتركيب بعض الصور الزائفة وبالطبع ستكون مخلة لها، توعد له بالجحيم في داخله ولكن في الخارج حافظ على ابتسامته الهادئة ليربط على وجهها برفق: - ما فيش صور خلاص راحت ومش هترجع مش عايزك تخافي، وزي ما قولتلك اللي حصل دا انسيه نسي نفسك، هنفتح صفحة جديدة، قومي يلا اغسلي وشك عشان هنمشي.
بلعت لعابها بارتباك تحرك رأسها إيجابا لتقم من فراشها تمشي ببطئ ناحية مرحاض غرفتها، وقفت أمام مرآته تنظر لانعاكس صورتها الشاحبة برغم كل ما حدث الا أن جزء منها سعيد بأنها انتهت من مشكلة ذلك التامر، وأنها اخيرا لن يكون هناك صراعات بين والديها من جديد، غص قلبها ألما حين دق في قلبها تلك الجملة التي قالها والدها لوالدتها بهدوء تام وكأنه يطلب كوب من الماء « انتي طالق يا تالا ».
فتحت صنبور المياة لتندفع المياة بعنف من خلاله ضمت كفي يدها تحمل بينهما دفعات صغيرة من الماء تصفع بها وجهها بعنف في الخارج، ظلت عيني خالد معلقة بتلك الصغيرة سارين التي تتحرك بآلية تامة وكأن الأمر برمته لا يعينها وكأنها متلهفة لتتخلص أخيرا من قيد سجن ما، كان على وشك النطق باسمها حين سمع صوت تالا الضعيف يأتي من عند باب الغرفة: - احنا هنروح فين.
التفت ينظر لكيسي الدم المسميان خطاءا عينيها، تنهد في حسرة يعلم أن تالا تعشق اخيه ولكن الأحمق يعشق نفسه اكثر، قام متجها إلى الخارج يتمتم برفق: - خلصي مع البنات وحصلوني لم يلقي نظرة واحدة على اخيه لأنه لو فعل لذهب وهشم وجهه، أخذ طريقه إلى أسفل ليجد زيدان وحسام يتنكفان كالأطفال، وقفا سريعا ما أن رآوه قادما، القي مفاتيح سيارة عمر لزيدان ليلتقطها الأخير بخفة، نظر خالد لسيارة أخيه يبتسم في شر:.
- البيه اللي بيساوم بنت اخويا مرمي في شنطة عربية خالك، تاخده دلوقتي ترميه جنب حبيبك الاولاني حرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم متوعدا، ليعاود النظر إلى خاله يسأله باهتمام: - طب و حضرتك هتروح ازاي نظر خالد إلى حسام يبتسم في هدوء مخيف، يحادث زيدان بحزم: - مالكش دعوة اعمل اللي قولتلك عليه.
دون ادني اعتراض تحرك زيدان ناحية سيارة عمر فتح صندوق السيارة ينظر لذلك الفتي يتوعده في نفسه ليجذبه منها بعنف اتجه إلى سيارة خاله يلقيه داخلها كالقمامة يغلق عليه صندوق السيارة، اتجه إلى مقعد السائق ليأخذ طريقه إلى حيث هو فقط يعلم ربت خالد على كتف حسام يسأله بهدوء: - معاك عربية يا دكتور حرك حسام رأسه إيجابا سريعا، ليكمل خالد: - طب روح شغلها.
سريعا اتجه حسام إلى سيارته يدير المحرك، خرج منها ليجد خالد يقف وجواره تالا والفتاتين، تعلقت انظاره بسارة لترتسم ابتسامة تلقائية حزينة على شفتيه، اتجه خالد إلى باب السيارة الخلفي يفتحه، يشير للفتيات بالدخول: - ادخلوا يلا يا بنات صعدت الثلاثة بينما جلس هو على المقعد المجاور للسائق كاد حسام أن يركب حين اوقفه خالد قائلا بإريحية: - حط الشنط في العربية قبل ما تركب.
جز حسام على أسنانه بغيظ ليخرج من السيارة متجها إلى تلك الحقائب يهتف في نفسه مغتاظا: - أنا الخدامة الفلبينية، هل أنا الخدامة الفلبينية، كل دي شنط هما حاطين فيها النيش...
وضع جميع الحقائب في صندوق سيارته الصغير ليعاود الصعود على مقعد السائق، بدأ يتحرك بهدوء بالسيارة تحركت يده بعفوية ليضبط وضع مرآه السيارة الامامية لتنعكس على وجهها الاحمر القاني من عنف بكائها، ترك المرآه على موضعها ذاك تعكس له وجهها، ليجد يد خالد تمتد تضبط وضع المرآه من جديد، يتمتم ساخرا: - مرايات العربيات دي غربية بتتحرك لوحدها ولا ايه يا دكتور.
ابتسم في اصفرار يحرك رأسه إيجابا ثبت عينيه على الطريق يسأل المجاور له: - حضرتك عاوز تروح فين لحظات يفكر فيهم يود أن يأخذهم إلى كنفه ولكن هم حقا يحتاجون إلى بعضهم البعض أكثر من أي شئ آخر، زفر بحيرة يهمس بهدوء: -، شارع، في الزمالك.
ادار حسام مقود السيارة متجها إلى الطريق الذي اختاره خال صديقه، في الطريق تذكر أنه نسي هاتفه مغلقا، أخرجه من جيب سرواله ما أن بدأ يعمل توالت المكالمات فوق رأسه من المرضي، وضع سماعة الرأس الجديدة التي اشتراها له زيدان هدية في عيد ميلاده ميزتها أنها بدون اسلاك يسهل التعامل معها وضع الاذن اليسري من السماعة في يسري إذنه، فتح الخط يهتف بجديته المعتادة: - السلام عليكم، ايوة مدام مني، خير يا افندم.
صمت للحظات يستمع لها لتتشنج ملامح وجهه بامتعاض ساخرا يكرر في تهكم: - مش فاهم يعني أنا أعمل إيه، والدة حضرتك بتقولك أن حماتك عايزة تخرب عليكي عشان جابتلك قرفة بلبن فين بقي الخراب قطب جبينه يستمع لها بتركيز ليردف ضاحكا: - لا يا مدام مني حماتك كويسة وبتحبك والقرفة ما بتسقطش الجنين ولا حاجة، مع السلامة اغلق الجد ليضحك ساخرا على ما حدث لحظات ووردت له مكالمة اخري فتح الخط:.
- السلام عليكم، ايوة يا مدام رشا... ايوة أنا فاكر أن اختك حضرتك هي اللي حامل فين المشكلة بقي صمت للحظات لينهد بيأس يكمل ساخرا: - هتطلق، طب وأنا مالي أنا دكتوا نسا مش مصلح اجتماعي ظل صامتا لدقائق يسمع مشكلتها ليهتف فجاءة بانفعال: - لا دي تطلق عشان دا عتة، يعني ايه غضبانة عشان عايزة تمسي الواد أحمد على إسم أبوها، مش على إسم ابو جوزها اللي هو بردوا إسمه أحمد، امسحي رقمي يا مدام رشا لو سمحتي.
اغلق معها الخط لينفجر خالد في الضحك حتى ادمعت عينيه، حتى سارة وسارين وتالا سمع ضحكاتها الرقيقة وميز ضحكتها هي ليبتهج قلبه، وإلى الآن يتسأل لما يفرح فقط لضحكاتها.
مرت ساعات طويلة وهي تأخذ غرفتها ملجئ لها، غادر جاسر قبل ساعات ووالدتها مشغولة مع بدور وطفليها، وهي حقا تغار من اهتمام والدها ببدور، القت بجسدها على الفراش تنظر لسقف حجرتها تتنهد بضجر، سهيلة منذ ايام وهي مختفية في رحلة طويلة مع والدها، ومعاذ التقطت هاتفها الاسود الصغير تطلب رقمه ليصلها الرسالة المعتادة « الهاتف الذي تحاول الاتصال به ربما يكون مغلق او غير متاح حاليا ».
زفرت بعنف تلقي الهاتف على الفراش، تتطلع إلى الفراغ أغمضت عينيها ليمر امامها مشهد لطفلة صغيرة تقف بين ثلاثة سيدات وأربعة فتيات من نفس عمرها، ينظر الجميع إليها بكره كأنها هي القاتلة تسمع اصواتهم تصيح فيها: - انتي السبب - ابعدي عن بناتي عايزة تموتيهم - الرجل الغلبان دا مات بسببك، انتي اللي قتلتيه - انتي اللي قتلتيه تكررت الجملة في اذنيها بعنف وسرعة لتضع يديها على اذنيها تحرك رأسها بقوة تهمس باكية:.
- أنا ما قتلتوش، والله ماليش ذنب اجفلت من شرودها القاسي على صوت رنين هاتفها الصغير فتحت عينيها سريعا تمسح دموعها بعنف ابتسمت باتساع ما أن رأت اسمه يزين الشاشة لتفتح الخط سريعا تهتف بتلهف: - معاذ اخيرا اتصلت بيا، بقالي أسبوع بحاول اوصلك كنت فين يا معاذ لحظات صمت طويلة ثقيلة على قلبها خاصة، لتمسعه يحمحم بهدوء يردف بعد ذلك: - ابدا كنت في الغردقة كنت محتاج اقعد مع نفسي شوية افكر في علاقتنا.
قطبت جبينها متعجبة من كلامه فيما يفكر علاقتهم وهل علاقتهم بحاجة إلى تفكير أرادت أن تبدد الخوف بداخله فهتفت سريعا بتلهف: - معاذ بابا عرف بعلاقتنا وهو موافق أنك تيجي تتقدملي وزيدان خلاص بعد عن حياتي... صمت آخر انطبق على الأجواء، صمت مقلق مخيف بلعت لعابها تسأله بقلق: - في إيه يا معاذ إنت كويس، أنا افتكرتك هتفرح وسمعت ما صدمها حين اكمل كلامه في هدوء تام:.
- بصي يا لينا الفترة اللي فاتت كنت بفكر في علاقتنا، أنا بعد ما شوفت اللي اسمه زيدان دا عايز يخطبك في الحفلة ما حستش بأي مشاعر غير الفرحة ليكي حتى استغربت جدا من نفسي، ازاي أحس الاحساس دا، لما قعدت وفكرت اكتشفت إني علاقتنا ما كنتش حب، كانت صداقة وصداقة حلوة أوي، أنا عارف أنك مصدومة من كلامي بس حقيقي أنا مش حاسس في حاجة تربطنا، وحقيقي اتمنالك السعادة مع اي راجل يختاره قلبك، سلام يا لينا.
قال ما قال واغلق الخط، بينما تجلس هي كتمثال نحت من حجر متجمدة مكانها عينيها متسعتين في صدمة يديه تقبض على الهاتف بعنف، قلبها يهدر كطير حمام ذبيح لوثته دمائه ريشه الأبيض النقي، أصدقاء كلمة تكرر نفسها داخل صدي روحها، حبهما كان فقط خدعة صداقة لم يحبها، حركت رأسها نفيا بعنف بالتأكيد تتوهم أمسكت الهاتف تعاود الاتصال برقمه لتجد هاتفه مغلق من جديد، ملئت الدموع مقلتيها لتحرك رأسها نفيا تشهق في البكاء عقلها يرفض تماما ما يحدث.
بينما على صعيد آخر في غرفة صغيرة مظلمة في قبو منزل زيدان الحديدي، التقط زيدان الخط من يد معاذ يغلق الخط، بعنف صدم الهاتف في أحد الحوائط ليفتت إلى شظايا، اقترب يلتقط الخط الصغير يكسره بين اصبعيه، نظر لمعاذ يبتسم ساخرا: - كدة أنت كفاءة، وهسيبك تمشي بس حسك عينك تفكر تقرب من لينا المرة دي، هدفنك حي.
حرك معاذ رأسه إيجابا ليتأوه متآلما جسده كله شبه محطم، خرج خلف زيدان زيدان يتحامل على آلمه يشعر بأن جسده بأكمله لم يعد فيع عظمة سليمة اتجه خلفه إلى خارج الفيلا، ما ان خرج صفع زيدان الباب الحديدي خلفه بعنف يلوح له ساخرا نظر للباب المغلق بحدة يتوعد في نفسه: - اقسم بالله لهقلب الطرابيزة عليكوا كلكوا صبرك عليا يا ابن زيدان الحديدي.