رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي عشر
ادارت زينب مقبض الباب ودخلت خطوتين لتجده جالسا على الفراش العريض يوليهم ظهره مرتديا قميص رمادي اللون وسروال بدلة أسود تكلمت زينب بود: خالد أنت كويس تكلم بضيق من بين اسنانه: كويس هي الزفتة الممرضة فين نظرت زينب للينا بمكر لتردف بثقة: أنا جيبالك الي احسن من مليون ممرضة التوي جانب فمه بابتسامة واثقة كالعادة كان واثقا من نجاح خطته وها هي قد أتت بقدميها اقسم أنه لن يخرجها من هنا الا وهي...
التفت إليها تداعب شفتيه ابتسامة واسعة دقات قلبه تقفز بسعادة عندما رآها واقفة أمامه حوريته الصغيرة ملكيه قلبه وروحه منذ سنوات طوال قام من مكانه متجها ناحيتها يهتف بمرح: دكتورة لينا عندنا يا أهلا يا اهلا نورك غطي على اللمبات النيون زينب ضاحكة: يوووه جاتك ايه يا واد يا خالد أنا نازلة أشوف الغدا خلص ولا لسه، وجهت نظرها الي لينا تهتف بود، لما تخلصي يا حبيبتي حصليني.
شخصت عينيها بخوف بالتأكيد تمزح معها لن تتركها معه بمفردها لينا بخوف: انتي هتسبيني معاه لوحدي اعتصر قبضته بغضب منذ متي وهي تخاف البقاء معه بمفردها أليست هي من كانت تنشد الأمان بين ذراعيه عندما كانت طفلة، أليست هي من كانت تختبئ داخل صدره عندما تخطئ خوفا من أن يعاقبها والدها قهقه عاليا بمرح: ما تخافيش مش هاكلك دا ثم نظر ناحية والدته يهتف بنبرة ذات مغذي: نسيتي الأكل زينب سريعا: هااا آه الأكل.
التفت وخرجت بهدوء، كانت تنظر أرضا تفرك يديها بتوتر عندما شعرت بنظراته مصوبة تجاهها رفعت رأسها بتردد لتجده ينظر لها بعشق يفيض من بين نظراته رمقته بعتاب لتشيح بوجهها بعيدا بضيق ليرفز هو بضيق يبدو أن نيل رضا صغيرته سيكون مهمة صعبة جدا! تحرك من مكانه ليجلس على الفراش يهتف بتهكم: لو خلصتي تأمل في السجادة يا ريت تيجي تشوفي شغلك عشان الحرج تاعبني.
تحركت ببطئ حرفيا كانت تجر قدميها تقنع نفسها أنها تؤدي واجبها كطبيبة عليها ترك مشاعرها جانبا، جلست بجانبه وحرصت بشدة على وجود مسافة كبيرة بينهما فتحت صندوق الإسعافات وبدأت في العمل بدقة ومهارة وسرعة وهو يراقب كل حركاتها وسكانتها أنفاسها المضطربة خصلات شعرها الثائرة التي تتحرك على صفحة وجهها الصافية يكاد يقسم أنه يستمع الي دقات قلبها المضطربة.
اخيرا انتهت من تضميد جرحه وضعت اللاصق الطبي لتتنهد براحة من انتهاء تلك المهمة الشاقة نفسيا بالنسبة لها كادت أن تتحرك لتقوم عندما شعرت بقبضة يد تقبض على رسغ يدها.
في الأسفل صوت دقات متتالية على باب المنزل ذهبت الخادمة لتفتح عنايات بترحاب: محمد بيه اتفضل اتفضلوا دخل محمد ويوسف وعلي زينب مبتسمة بسعادة: يا اهلا جايين في ميعادكوا علي ضاحكا بمرح: احنا نقدر نتأخر كان أبنك علقنا على باب مكتبه بدأ ثلاثتهم ينظمون المكان اتجهوا ناحية اريكة كبيرة حمل يوسف ومحمد طاولة كبيرة ووضعاها أمام الاريكة يوسف ضاحكا: جبت المنديل محمد بضيق: أه يا خفيف خرج محمود وجاسم من مكتب محمود.
وجه محمود كلامه لمحمد: كلمت الراجل محمد بجد: ايوة يا عمي عشر دقايق بالكتير وهيوصل زينب بود: طب اقعدوا يا حبابيبي استريحوا على ما اجبلكوا حاجة تاكلوها جلس محمد ويوسف وعلي على ثلاث كراسي مقابلة لاريكة متوسطة تجلس عليها لبني وفريدة وياسمين مال ( على ) على أذن اخيه يهتف بصوت منخفض: بقولك يا محمد مين دي نظر محمد الي ما يشير اخيه ليهتف بصوت منخفض: على حسب معلوماتي دي لبني خالة لينا.
اتسعت عيني على بدهشة هتف بصوت منخفض؛ خالتها ازاي يا عم ليه هي عندها كام سنة محمد بصوت منخفض: هي أكبر من لينا بسنة قطب على حاجبيه باستفهام: ازاي دا محمد بضيق: دي حكاية طويلة واسكت بقي يا علي اعتدل على في كرسيه ينظر الي لبني بتفحص علي في نفسه: هي مالها قاعدة زي الرجالة ليه كدة.
( على رفعت محفوظ الابن الثاني للواء رفعت ثمانية وعشرون عاما المدير التنفيذي لشركات الرحاب للمقاولات، طويل القامة كمعظم افراد عائلته يتميز بعينيه الرمادية التي ورثها عن والدته، مرح في حياته الشخصية صارم جدا في عمله ).
صرخ في وجهها بحدة: كفااااااية اتسعت عينيها بذعر لما يصرخ هي لم تفعل شئ خاطئ هل من الممكن ان تكون آلمته دون أن تقصد ارتجفت احبالها الصوتية بذعر فخرج صوتها مرتجفا مذعورا: ك، ككفاية ايه أنا ما عملتش حاجة صرخ غاضبا: ايديكي متلجة وبتترعش انتي فاكرة أن أنا ممكن آذيكي.
نزعت يدها بعنف من يد لتصرخ في وجهه بكره: أنت حيوااااان حيوان بيأذي أنا مش فاكرة أنك هتأذيني لاء أنا متأكدة من كدة أنا بكرهك يا خالد بكرهك أكتر مما تتخيل.
احتلت الصدمة ملامحه من تلك الكلمات التي بصقتها في وجهه بقسوة تلك التي تقف امامه تزأر بشراسة ليست صغيرته البريئة ابدا يؤذيها، تكرهه منذ متي ادرك في تلك اللحظة أن ألم تلك الرصاصة التي اخترقت صدره كأن ألم هش طفيف مقارنه بذلك الألم الذي يشعر به في قلبه بعد كلماتها تلك رد بألم تجسد بقوة على ملامحه: أنا لينا أنا آذيكي انتي مش عارفة انتي بالنسبة لي ايه.
ردت بقسوة قلب تحجر من الظلم: اقولك أنا بالنسبة ليك ايه لعبتك عروستك الصغيرة الي ربيتها على ايدك وطبعا ما هانش عليك أن تعبك يروح لحد غيرك مش كدة لم تفارق الصدمة محياه مع تلك الكلمات الحارقة التي كانت تصرخ بها في وجهه رد بدهشة: انتي ايه الي جرالك انتي مش لينا مستحيل تكوني هي ردت بتهكم ساخرة: فعلا في دي عندك حق لينا ماتت وانتوا الي قتلتوها ولا عزاء للسيدات يا خالد باشا.
ضحكت ضحكة ساخرة مشبعة بالألم تحركت لتخرج من الغرفة عندما وجدته يقبض على رسغ يدها يمنعها من التقدم التفت له ترمقه بشراسة وهي تصرخ باجتياح: سيب ايدي والغريب في الأمر أنها وجدته يضحك، ضحك بقوة قبل أن ينظر لها بخبث ليقترب منها لتعي في تلك اللحظة فارق الطول الشاسع بينهما فهي بالكاد تصل لصدره ليهتف هو بتهكم: هاااايل يا فنانة الشوت الي بعده قطبت حاجبيها بدهشة: ايه!
خالد ساخرا: ايه انتي مش كنتي بتمثلي مشهد من غرام وانتقام، بس حلو لا حقيقي حقيقي تمثيلك هايل أنا بقولك تسيبك من الطب وتيجي انتجلك فيلم يبقي اخراجي وانتاجي وبطولتي قصدنا بطولتنا ونبدأ الفيلم بالرقصة لف ذراعه حول جسدها ليرفعها قليلا عن الارض واضعا قدميها على قدميه يتحرك بها قصرا بدأت تصرخ وتتلوي بين ذراعيه بعنف لينا صارخة: أنت اتجننت سبني.
خالد صارخا بعنف: ارقصي يا حبيبتي، 12 سنة وانا مستني اللحظة الي هترجعيلي فيها تاني وفي الآخر بكرهك بدأت تضربه على صدره بضعف وقد خانتها دموعها فبدأت بالجريان لينا باكية: سبني بقي سبني عشان خاطري سبني نظر لها بعشق ليهتف بألم: انتي عارفة أن أنا عشان خاطرك مستعد أعمل أي حاجة في الدنيا حتي لو طلبتي مني اني أموت نفسي هعملها رفعت زرقتيها اللامعة بالدموع تهتف برجاء: سبني في حالي.
هز رأسه نفيا برفض قاطع: الا دا صدقيني الموت عندي أهون من اني اسيبك، انتي بتطلبي مني اني اسلخ روحي من جسمي بعد ما رجعتلي تاني قاطع تلك اللحظان المشحونة صوت رنين هاتفه يعلن عن وصول رسالة اخرج هاتفه يطالعه ببرود لدقيقة ليلقيه على الفراش.
تركها ورحل بهدوء متجها ناحية مرآة الزينة امسك فرشاة شعره يصفف سحب رابطة عنقه السوداء يطوق رقبته بها بينما تقف هي متخشبة مكانها الباب أمامها ولكن صدقا قدميها لم يعودا يقدران على الحركة ابتعد عن مرآه الزينة مقتربا منها ببرود خطوات منتظمة مستفزة وقف امامه ممسكا بطرفي ربطة العنق يهتف بضيق: بتعرفي تربطي البتاعة دي نظرت له بدهشة لتهتف داخل نفسها: دا اكيد لمجنون لعنده انفصام في الشخصية.
هزت رأسها إيجابا بدهشة من تحوله السريع لينزع الرابطة من حول عنقه ويعطيها لها نظرت له باستفهام لينظر لها بضيق قالبا عينيه بملل: اربطيها هزت رأسها إيجابا سريعا وبدأت في عقد تلك الرابطة سريعا ومن ثم مدت يدها بها فأخذها منها متجها ناحية المرآه وضعها حول رقبته يعدل وضعها بدقة ومن ثم سترته الرماديه نظر لها من خلال المرآه هاتفها بغرور عندما وجدها محدقة فيه ببلاهة: أمور مش كدة.
فاقت من شرودها لتهز رأسها نفيا سريعا بضيق ومن ثم تشيح بوجهها بعيدا عاقدة ذراعيها أمام صدرها فضحك بخفوت على تصرفاتها الطفولية انتهي فذهب ناحيتها ممسكا بيدها حاولت سحب يدها من يده بضيق ليهتف بتهكم: مش هتنزلي لو عاجباكي الاوضة أنا مستعد اسيبهالك عقدت الصدمة لسانها يالك من وغد محترف بالتلاعب بالكلمات ضيقت عينيها ترمقه بضيق: سيب ايدي أنا هنزل لوحدي.
سارت خلفه مرغمة كلما حاولت سحب يدها من يده يشدد من احتضان يدها في كف يده الي أن نزلا لأسفل لتنظر حولها بدهشة رجل يبد على ملامحه الوقار والهدو يرتدي جبة وقفطان امامه منضدة كبيرة وضع عليها دفتر كبير يجلس والدها عن يمينه اما يساره فالمكام فارغ اشارت لينا للمأذون تهتف ببلاهو: هو مين دا خالد مبتسما بانتصار: دا المأذون يا حبيبتي الي هيكتب كتابنا دلو ماء بارد في ليلة شتاء شديدة البرودة سكب فوق رأسها.
فغرت فاهها بصدمة عندما سمعت ذلك الرجل يهتف برزانة وهو يسألها ( موافقة يا بنتي على الجواز من خالد محمود السويسي ) نظرت حولها بحيرة مع من يتحدث ذلك الرجل بالتأكيد ليس معها عاد ذلك الرجل يقول ببعض الضيق: يا بنتي بتدوري على مين أنا بسألك انتي موافقة تتجوزي خالد محمود السويسي حتي الآن لم تستعب أنها هي التي من المفترض ان تجب فظلت تنظر الي المأذون ببلاهة ولم تجب.
طال صمتها هو متأكد انها سترفض فكان عليه ان يتصرف قبل ان ترقض فبدون ان ينتبه احد ضغط خالد بقوة على يدها فصرخت متألمه لينا صارخة: اااااه سريعا ضحك هو ليردف بمرح مصطنع: هههههه خلاص يا حبيبتي انا عارف انك موافقة يلا يا سيدنا الشيخ أبدا ترك يدها وذهب ليجلس على يسار ذلك الرجل اختفت يده الممسكة بيد والدها أسفل ذلك المنديل الأبيض القماش.
انتهت إجراءات عقد القران سريعا كلمح البصر وهي مازالت على نفس الحالة صامتة تنظر لهم بتعجب فاقت فجاءة على شئ يوضع في يدها كان قلم وهو يقف امامها ممسكا ذلك الدفتر يهتف بحنو: أمضي يا حبيبتي اسبلت عينيها بدهشة: امضي هز رأسه إيجابا بتأكيد: أمضي يا حبيبتي عشان عمو مستعجل شطورة ايوة أيوة تمام كدة.
اخذ منها القلم وعاد الي المأذون وهي تقف لا تصدق انها بالفعل وقعت على عقد زواجهم بدات تقنع نفسها انه حلم وانها ستستيقظ قريبا ولكن للاسف هو واقع وحقيقة والحقيقة الكبري هي انها اصبحت زوجته مشاهد سريعة متتالية مرت امام عينيها خالد يحتضن جاسم والاخير يوصيه عليها، محمد ويوسف يباركون له ويهنئونه بشده وزينب وفريدة يطلقنا الزغاريد الصادحة وهي تقف لم يعرها أحد انتباها أليست موجودة معهم.
ارادت ان تصرخ فيهم ماذا يحدث بالتأكيد حلم، حسنا ربما عليها الآن أن تريح عقلها قليلا عقلها لم يعد يتحمل ربما فقدان وعيها الآن افضل حل ولكن مع الأسف آبي صوتها الخروج فلم تستطع الصراخ ورفض عقلها الاستسلام تأمر الجميع معه عليها رحل كل من يوسف ومحمد وعلي والمأذون وتبقي فقط العائلتين فاقت على صوت لبني تناديها اذا هذا حلم انا احلم نعم حلم مازلت نائمة على فراشي ولبني كالعادة تحاول ايقاظي.
اغمضت عينيها وهي واثقة انها عندما تفتحهم ستجد نفسها في غرفتها، ولكن وهي مغمضة العينين شعرت بثقل على انفاسها بشئ غريب يحيط جسدها فتحت عينيها على اتساعهما عندما سمعته يهمس بجانب اذنها خالد بسعادة: مبروك يا حبيبتي ألف مبروك جاء من خلفه صوت والدها يهتف بمرح جاسم مبتسما: ايه يا جدع انت ما صدقت اوعي بقي عايز ابارك لبنتي.
أبعدها عنه يحركها ناحية والدها، لعبة هم من يحركوها ضمها جاسم يهمس لها بحنان: سامحيني يا بنتي احس جاسم بشئ غريب جسد ابنته مرتخي بطريقة غريبة فابعدها عنه قليلا فوجدها سقطت امامه على الارض فاقدة لاوعي اتسعت عينيه بفزع: لينا جثي خالد على ركبتيه بجانب جسدها واضعا احدي يديه اسفل ركبتيها والاخري اسفل ظهرها يحملها سريعا يهتف بفزع خالد صارخا: اطلبوا الدكتور بسرعة.
صعد بها راكضا الي غرفته بينما تولي محمود مهمة الاتصال بالطبيب.
وحشتيني يا سيما، أنا ما صدقتش نفسي لما كلمتيني وقولتيلي تعالا نخرج ياسمين ضاحكة: ليه يعني أنور بضيق: لاء ابدا أصل البيه اخوكي ما بيرضاش يخرجك معايا من بعد الساعة 3 ياسمين مبتسمة: لاء ما تقلقش خالد اصلا مشغول مع مراته هتف أنور بدهشة: مراته هو اتجوز امتي وازاي ياسمين: النهاردة كان كتب كتابه أنور بدهشة: فجاءه كدة ياسمين بهيام: فجاءه ايه يا ابني اصل أنت مش عارف خالد ولينا قصة عشق منذ الطفولة.
أنت عارف واحنا صغيرين كنت بغير من لينا اوي خالد كان مدلعها أوي عارف لو طلبت منه ينزل يشتريلها مصاصة الساعة 2 بليل كان بينزل انور في نفسه بضيق: يا رتني كنت عرفت بالي اسمها لينا دي من الاول ياسمين: أنور روحت فين يا حبيبى أنور مبتسما: لاء ابدا يا حبيبتي بفكر في حياتنا الجاية واد ايه هنكون سعدا مع بعض ياسمين مبتسمة: هانت يا حبيبي كلها كام وهنبقي مع بعض على طول أنور في نفسه بغل؛ فعلا هانت، هانت اوي يا خالد.
انور مبتسما بحنان: فعلا يا حبيبتي هاااانت.
وضع خالد لينا برفق على فراشه، ساعدته لبني على تدثيرها بالغطاء ظلت ترمقه بنظرات غضب وحقد مشتعلة مرت بعض الدقائق في قلق وخوف الي ان حضر الطبيب خرج من الغرفة ووقف مع جاسم يأكله القلق كوحش ضاري يجوب الممر أمام غرفته ذهابا وايابا بعصبية دقائق وخرج الطبيب فأسرع يسأله بلهفة: هي كويسة مش كدة الطبيب: الحقيقة يا افندم هي عندها صدمة عصبية أنا ادتها مهدئ وياريت ما تتعرضش لأي ضعط عصبي وتهتموا كويس بتغذيتها.
هز رأسه إيجابا باقتضاب اصطحب الطبيب الي باب المنزل وحاسبه ليعود سريعا الي غرفتها وجد جاسم جالسا على كرسي بجانب فراشه الراقدة عليه بلا حركة يمسك يدها عيناه تفيض ندما وحزنا، بينما فريدة تجلس بجانبها على الفراش تبكي خالد بجمود: على تحت مش عايز حد في الأوضة نظر له جاسم بحدة ليهتف فيه: أنت اتجننت.
خالد صارخا بغضب: انتوا لسه شوفتوا جنان قسما بربي لو ما نزلتوا كلكوا دلوقتي ماهي مروحه معاكوا وشوف هتعرف تاخدها ازاي فريدة باكية: لا انا مش هسيب بنتي انت السبب يا جاسم في الي حصلها ضيعت بنتي مني انا مش مسمحاك ولا عمري هسامحك.
نظرت ناحية خالد تهتف باكية: هو السبب يا خالد عارف لينا جسمها ضعيف وكل شوية بيغمي عليها ليه بسببه هو السبب لما جاسم خدنا وسافر كانت لينا بتفضل تعيط وما بترضاش تاكل كانت دايما بتقولي أنا مش هاكل لما خالد يعرف أن لوليتا ما كلتش هيجي على طول، كانت عيلة صغيرة متعلقة بيك طبعا الحكاية دي كانت بتعصب جاسم جدا كان على طول بيزعقلها لحد ما في مرة قالتله أنا بكرهك أنت شرير انا بحب خالد وبكرهك.
نظرت ناحية جاسم تهتف بحدة: فاكر يا جاسم عملت فيها ايه حبستها في اوضتها في الضلمة من غير أكل لحد ما اغمي عليها من الخوف وجالها فوبيا من الضلمة يكفي عند ذلك الحد يكفي سحب مسدسه سريعا يضعه على رأس والدها وهو يصرخ بعنف: هقتلك يا جاسم.
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر
زأر بغضب افزع كل من كان في الغرفة: هقتلك يا جاسم طالعه جاسم بهدوء كانت نظراته محتقنة مشتعلة أمام نظرات جاسم الهادئة لحظة عينا جاسم لم تكونا هادئة كما يظن هناك سائل شفاف يغشي حدقتيه يحاول أسره داخل جدارن عينيه صرخ محمود بحدة: أنت يا خالد نزل الزفت الي في ايدك دا رد جاسم بهدوء مميت: سيبه يا محمود هبط على ركبتيه بجانب فراش ابنته، امسك كف يده يقبله لتناسب الدموع من عينيه ندما.
جاسم باكيا: سامحيني يا بنتي، سامحيني أنا والله بحبك أوي بس ما عرفتش اعبرلك عن حبي دا، نظر ناحية خالد يهتف بحدة من بين دموعه: وأنت السبب، كنت لسه في أول حياتي ببني نفسي كنت عايز فلوس كتير عشان ما تكونش نفسها في اي حاجة وما اقدرش أجيبها، أنا عارف إني غلطت كنت بسيبها كتير لحد ما اتعلقت بيك بس انا كنت بعمل كل دا عشانها كنت بجيبلها لعب كتير كتير يمكن تجري وتحضني زي ما كانت بتعمل معاك لو جبتلها حتي مصاصة، لما كنت بفتحلها دراعاتي عايزها تيجي في حضني كانت بتبصلك الأول تستأذنك.
ضحك بمرارة وهو يكمل تخيل بنتي بتاخد أذنك قبل ما تحضن أنا أبوها اسودت عينيه بحقد وهو يكمل بغيظ: كرهتك وكرهت حبها ليك، المفروض تحبني أنا مش أنت كانت القشة لما شوفتك بتبوسها كان ممكن اعديلك اي حاجة الا أن تضحك عليها وتدوس على شرفي خدتها بعيد كنت فاكر اني هقدر اخليها تنساك جبتلها كل الي يتمناه أي طفل ما كنتش حتي بتفرح كنت على طول بشوف في عينيها نظرة عتاب وكره.
تشنجت قسمات وجهه بغيظ وهو يكمل: على طول عايزة خالد عايزة خالد عايزة خالد مش هاكل غير لما خالد يجي مش هنام غير في حضن خالد، بدأت اساسيها واحايلها وأجيب لعب وهدايا كتير يمكن تنساك لكن أبدا كنت كأنك جلد تاني لازق فيها ما بتسبهاش.
نظر ناحية ابنته الساكنة على الفراش دون حراك مد يده يداعب خصلات شعرها برفق: قولت يمكن لما اعاقبها تنساك وبعد كدة هصالحها تاني أنا عارف اني غلطت في حقها كتير ويمكن فعلا موتي يبقي راحة ليها رفع وجهه ينظر الي الواقف امامه يرمقه بنظرات جامدة خاوية: أنا الي برجوك انك تقتلني أنا عارف أنها هتزعل عليا شوية بس انت هتقدر تنسيها أنا عارف هي بتحبك قد ايه وعشان خاطري حافظ عليها ما تخليش حد يأذيها.
اخفض سلاحه يرمق ذلك الرجل بشفقة مد يده يساعده على القيام من على الأرض خالد بندم: أنا وأنت غلطنا ومع الأسف هي بس الي دفعت التمن، من دلوقتي هنفتح صفحة جديدة هنعوضها فيها عن كل الي فات جاسم بألم؛ وتفتكر هي هتسامحني هز رأسه إيجابا بتأكيد: هتسامحك لوليتا ما فيش أطيب منها هي صحيح هتتعبنا شويتين بس هتسامح، آه على فكرة لينا حياتها مش في خطر قطب جاسم حاجبيه بدهشة: يعني ايه.
خالد: بصراحة دي كانت لعبة عشان توافق على جوازي منها جاسم: يعني أنت الي كنت بتعب جوابات ورسايل التهديد قطب حاجبيه يهتف باستنكار: جوابات ورسايل تهديد اخرج هاتفه سريعا بغضب يطلب ذلك الرقم انتظر بضع ثواني الي ان اتاها الرد فهتف بحدة غاضبا: أنت بتلعب من ورايا يا خالي رفعت بدهشة: أنت اتجننت يا خالد ايه الي أنت بتقولوا دا خالد غاضبا: ازاي تبعت لجاسم رسايل تهديد رفعت باستنكار: رسايل ايه يا ابني والله.
العظيم ما اعرف أنت بتتكلم عن ايه، أنت من ساعة ما سلمت التقارير الي اتفقنا عليها خدت منها نسخة ورجعتلك الاصل وقفلت الملف دا تماما، في ايه يا خالد اتسعت حدقتيه بصدمة ؛ يعني ايه اللعبة قلبت بجد رفعت: في ايه يا ابني خالد: ما فيش يا خالي هكلمك بعدين اغلق الخط ينظر الي جاسم بشك: الرسايل دي بتجيلك من امتي جاسم: تقريبا من قبل ما لينا توصل بأسبوع خالد: الرسايل بخط الايد ولا كومبيوتر جاسم سريعا: لاء كومبيوتر.
خالد: التهديد فيها كان موجه ليك ولا لينا جاسم: معظم الرسايل كانت لاما كلمة لا ما جملة الي كان بيتكرر كتير ( غلطت ) ( غلطت ) ( هناخدها منك ) ( دا ذنبك ) (مش هتقدر تحميها ) تهدجت انفاسه بغضب انقلب السحر على الساحر وأصبحت اللعبة حقيقة جاسم برجاء: احميها يا خالد أنا مش عارف مين دول أنا ماليش اعداء مش عارف مين دول صدقني مش عارف خالد: قسما بربي الي خلق الكون ما هخلي حد يلمس شعره منها.
محمود: بما ان كل واحد كان في نفسه حاجه قالها والنفوس اتصافت الحمد لله ممكن ننزل ونسيبها ترتاح شوية زينب سريعا: عندك حق يا محمود، هي اصلا نايمة ومش حاسة بينا تعالوا احنا ننزل ونسيبها جاسم: أنا هاخدها ونروح كفاية اوي الي حصل النهاردة خالد بهدوء: لينا مش هتتحرك من هنا قبل ما تفوق وتقدر تمشي غير كدة لاء جاسم بحدة: تاني يا خالد أنت ما تمشيش كلامك عليا.
خالد مبتسما باصفرار: وانا جوزها يعني قانونا أوامري أنا بس الي تتنفذ نظر جاسم الي محمود بحدة ليهتف بغيظ: شايف ابنك يا محمود محمود ضاحكا: والله انتوا الاتنين عاملين زي ناقر ونقير، بس بصراحة هو عنده حق سيبها يا سيدي مستريحة هتاخدها يعني وهي تعبانة وتعالا ننزل نقعد تحت شوية على ما الحاجة زينب تحضرلنا العشا وناكلنا لقمة تكون فاقت حاولت فريدة الاعتراض فاخذتها زينب رغما عنها.
زينب: تعالي بس يا شيخة البت نايمة هتفضلي قاعدة جنبها تعملي ايه تعالي بس دا أنا عاملكوا محشي ورق عنب هتاكلي صوابعك وراه محمود: أنت مش هتنزل خالد: هعمل تليفون واحصلكوا اصطحب محمود جاسم للأسفل راقب والده وهو يغلق الباب التف لفراشها بلهفة ليقطب حاجبيه بضيق خالد مبتسما بضيق: وحضرتك ما نزلتيش معاهم ليه ابتسمت لبني له بتهكم ثم ذهبت وجلست باريحيه جوار لينا.
لبني مبتسمة بسخرية: هايل يا فنان بصراحة عاجبني حامي حمي الديار دا جدا تعرف يا خالد أنت احقر من أن يتقال عليك بني آدم التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: وانتي أتفه من إني ارد عليكي اشتعلت عينيها بغضب: اطلع برة ضحك بسخرية: انتي بتطرديني من اوضتي في بيتي والله مش المفروض أنا الي اطلع برة واحد ومراته أنتي بقي بتعملي ايه محرم صاحت في وجهه بغضب: انت بتطردني خالد بهدوء: تقريبا.
دق باب الغرفة دخلت زينب تهتف سريعا: انتي هنا يا لبني فريدة بتسأل عليكي نظرت لهم بشك، مالكوا انتوا كنتوا بتتخانقوا ولا ايه خالد مبتسما: لاء ابدا دي لبني كانت عايزة تنزل تتعشي ومش عايزة تسيب لوليتا لوحدها وأنا بقنعها تنزل وما تقلقش أنا هفضل معاها زينب بود: ما تقلقيش يا حبيبتي خالد هياخد باله منها كويس تعالي يلا معايا قامت لبني وهي تسب وتلعن خالد في سرها بجميع اللغات التفت زينب له قبل أن تخرج: مش هتتعشي.
هز رأسه نفيا: لما لوليتا تصحي هبقي أكل معاها اغلقت زينب باب الغرفة فالتفت لها ممسكا بكف يدها يقبله برفق: اخيرا بقينا لوحدنا خالتك دي خلل والله بحبك والله العظيم بحبك لو فضلت اقولك بحبك من هنا لآخر نفس فيا مش هتكفي كمية العشق الي في قلبي ليكي قام وقبل يدها وجبينها وخرج من الغرفة متوجها الي اسفل ما ان لمحه جاسم سأله في لهفة جاسم بلهفة: لينا فاقت هز رأسه نفيا بهدوء.
وساعات تمر دون جديد فقط يتحدثون وكل مدة يصعد خالد ليطمئن عليها و لكنها لم تستفق بعد، طوال تلك المدة لم يسلم خالد من نظرات الغضب والكره التي ترمقه لبني بها ولكنه كان يقابلها بنظرات ساخرة وابتسامات صفراء مستفزة جاء منتصف الليل جاسم بضيق: كفاية كدة عمال تقولوا اصبر اصبر الساعة عدت 12 انا هطلع اخد بنتي وتبقي تفوق في البيت براحتها.
خالد بهدوء: أنا قولت الي عندي مراتي واخد بالك من كلمة مراتي مش هتتحرك من هنا قبل ما تفوق وتبقي كويسة غير كدة لاء جاسم بحدة: بنتي واخد بالك من كلمة بنتي هتيجي معايا دلوقتي محمود بضيق: ما تبس بقي أنت وهو، خالد عنده حق يا جاسم مافيهاش عِند دي بنتك تعبانة ومحتاجة راحة.
هز جاسم رأسه إيجابا على مضض، بعد قليل رحلت أسرة جاسم، بينما صعد خالد لغرفته للمرة العاشرة تقريبا فوجدها مازالت نائمة تهاوي على احدي الكراسي بضيق: كل دا نوم انتي نايمة مع أهل الكهف.
اتصلت زينب بياسمين للمرة العاشرة تقريبا اخيرا وجدت ردا زينب غاضبة: إنتي فين يا زفتة ياسمين سريعا: معلش يا ماما الوقت سرقنا وما حسناش بيه زينب غاضبة: طب يلا بسرعة ابوكي طلع ينام بس خالد لسه صاحي انتي عارفة لو عرف انك خرجتي هو وابوكي هيعملوا فيكي ايه ياسمين: خلاص يا ماما والله جاية أهو زينب بضيق: أما اشوف آخرتها معاكي يا بنت زينب اغلقت زينب الخط وهي تدعو الله أن تمر تلك الليلة على خير.
بدأت تأن بصوت منخفض وهو تحاول فتح عينيها خالد: اخيرا اصحي بقي فتحت عينيها تنظر له بتوهان: هو في ايه خالد مبتسما: حمد لله على السلامة قطبت حاجبيها باستفهام: هو ايه الي حصل خالد: انتي فقدتي الذاكرة ولا ايه معقولة مش فاكرة الي حصل مشاهد سريعة متتالية اقتحمت عقلها فجاءه اتسعت عينيها بذعر آخر شئ تتذكره أنها وقعت على عقد زواجهم رمقته بنظرات متألمه معاتبه لتشيح بوجهها في الاتجاه الآخر.
تقدم وجلس بجانبها على حافة الفراش مد يده يمسك بوجهها برفق فسمعها تهتف بضيق: ما تلمسنيش، لتضحك بعدها بسخرية: ولا عادي بقي ما أنت المفروض جوزي ادار وجهها ناحيته بهدوء ليري تلك الدمعة الهاربة من عينيها مسحها برفق خالد برفق: ما فيش اي حاجة في الدنيا تستاهل دموعك حتي أنا ما استهالهاش مسحت دموعها بعنف لتردف بضيق: لو سمحت ابعد زفر بضيق ليقم من جانبها عائدا الي كرسيه.
انتصفت جالسة على الفراش تهتف بامتعاض: أنا عايزة امشي لمعت في رأسه فكرة ماكرة فهتف بخبث: تمشي تروحي فين يا حبيبتي انتي ناسية أنك مراتي ولا ايه ازردردت ريقها بذعر لتهتف بخوف: يعني ايه كبح ضحكته بصعوبة ليهتف بمكر: يعني انتي هتفضلي هنا على طول لينا بذعر: فين بابا وماما ولبني خالد مبتسما بخبث: مشيوا طبعا معقول هيفضلوا مع عريس وعروسة ليلة فرحهم صرخت في وجهه بذعر: لالااااااا.
عند ذلك الحد انفجر في الضحك حتي ادمعت عينيه: بس بس اقفلي السرينة دي بهزر معاكي صكت أسنانها بغيظ لتصرخ في وجهه بغضب: أنت انت انت مش لايقة حاجة توصفك بارد ورخم وغتت وغلس أنا بكرررررهك خالد ضاحكا: كانت منظرك مسخرة بقالي كتير ما ضحكتش كدة تهدجت انفاسها بغضب لتجلس على ركبتيها ممسكة بوسادة الفراش تضربه بها وهي تصيح بغضب: يا رخم يا غلس يا بارد يا تنح عاااااا أنا بكرهك.
دقت زينب الباب ودخلت تهتف بمرح: سمعتك بتضحك قولت اكيد لوليتا صحيت، حمد لله على سلامتك يا ست العرايس لينا بابتسامة صفراء: شكرا، أنا عايزة اروح زينب: لاء تروحي ايه دلوقتي دا احنا عدينا نص الليل أنا هنزل احضرلك لقمة تاكلي وتنامي والصبح خالد هيعملك كل الي انتي عيزاه لينا بضيق: شكرا أنا مش جعانة زينب: لاء ازاي بقي الدكتور قال انك محتاجة تغذية خالد: روحي يا امي انتي ارتاحي وخلي عنايات تطلع الأكل.
تركتهم زينب ونزلت فنظر خالد للينا يهتف بضيق: اتكلمي مع والدتي عدل انتي حبيبتي واغلي حاجة عندي بس هي أمي اشاحت بوجهها بعيدا عاقدة ذراعيها أمام صدرها بضيق لمحت بطرف عينيها حافة برواز ذهبي اللون خلفها التفت بجسدها لتتسع عينيها بصدمة عندما وجدت صورة كبيرة تقريبا تاخد حائط بأكمله له وهو جالس على كرسي واضعا قدما فوق أخري بشموخ ازدردت ريقها بتوتر هي فقط صورة ولكنها تبعث احساس غريب بالرهبة.
هتفت بضيق: نرجسي أنت أوي على فكرة هتف بغموض: مش كل حاجة بتشوفيها بتبقي حقيقة خلع حذائه ليصعد على الفراش خلع تلك اللوحة الكبيرة لتتسع عينيها بصدمة أكبر مئات الصور لها نظر الي دهشتها يهتف باحراج وهو يعبث في شعره: صورك كتير عشان كدة لازم اخبيهم بصورة كبيرة بدل ما اهلي يفتكروني اتجننت هبط بجانبها على الفراش ينظر لها بهيام: انتي ليه مش مصدقه اني بحبك والله بحبك.
نظرت له بعتاب: أنت اتجوزت مرتين يا خالد لو كنت بتحبني فعلا ما كنتش اتجوزت تنهد بتعب ليكمل: حاولت انساكي بس ما عرفتش نظرت له بعتاب: أنا بقي عمري ما حاولت انساك شوفت بقي الفرق انت حاولت تنساني وراجع بعد السنين دي كلها تقولي بحبك، أنا عمري ما نسيتك وبعد السنين دي كلها مستحيل اصدقك زفر بضيق شد على شعره بغضب عندما سمع صوت دقات على باب الغرفة قام وأخذ الطعام من الخادمة وعاد لها يهتف بجد: الأكل.
لينا بحدة: مش جعانة خالد غاضبا: بصي بقي يا لينا أنا مش ماما زينب ولا ماما فريدة هقعد اتحايل قسما بالله لو ما كلتي لكون مكتفك ومآكلك بالعافية كتفت ذراعيها امام صدرها بعند: مش هاكل خالد بتوعد وهو يشمر عن ساعديه: شكلك كدة عايزة تاكلي غصب عنك، استعنا على الشقي بالله لينا سريعا: لا لا لا خلاص خالد: ايوة كدة ناس تخاف ما تخشيش لينا بضيق حاولت اخفاءه: ممكن بعد إذنك اطلب منك طلب خالد بهيام: انتي تؤمري.
لينا: عايزة اروح تنهد بتعب: حاضر يا لينا كلي وهروحك بدأت تأكل وهو يراقبها فقط يراقبها بعشق لا حدود له فاق على يدها تلوح أمام وجهه لينا: أنا شبعت التقت مفاتيحه وهاتفه خرجا من الغرفة الي اسفل وجد خالد والدته ما زالت مستيقظة وتبدو قلقة للغاية خالد بشك: ايه الي مصحيكي لحد دلوقتي يا امي زينب بتوتر: هاااا لا يا ابني ما فيش انا بس مش عايزة انام خالد بشك: انتي مخبية عني ايه يا امي.
زينب بتوتر: هااااا هكون مخبية ايه يعني مش مخبية حاجة لم تكد زينب تنهي جملتها حتي شعر خالد ان باب المنزل يفتح بهدوء التفت خلفه فوجد ياسمين تحاول التسلل على أطراف أصابعها حتي لا يسمعها احد ولكنها ما ان التفت تجمدت مكانها عندما وجدت خالد يقف امامها عرفت من نظراته أن شمس ليلتها لن تستطع خالد غاضبا: بقي هو دا الي مصحيكي لحد دلوقتي دا الي انتي مخبياه عني ان الهانم بنتك لسه برة لحد الساعة 2 بليل.
اتجه خالد الي ياسمين التي تقف ترتجف خوفا وجذب شعرها بعنف ياسمين صارخة بألم: آه يا خالد شعري حرام عليك خالد غاضبا: كنتي فين لحد دلوقتي صاح بصوت هادر انطقي لهقتلك ياسمين باكية: والله يا خالد كنت مع انور خالد غاضبا: وكنتي مع الزفت بتاعك بتعملي ايه وخرجتي امتي ياسمين باكية: خرجت بعد ما المأذون مشي وكنت بتمشي والله انا وانور والوقت سرقنا ثم اكملت ببعض التحدي: وبعدين دا جوزي مش حد غريب.
جذب شعرها بعنف اكبر مما جعلها تصرخ بقوة خالد غاضبا: جوزك كلها كام يوم يا اختي وتبقي في بيته لكن طول ما انتي في بيت ابوكي مش هسمحلك تسوئي سمعته فاااااااهمة.
افلت شعرها وهم بالتحرك عندما سمعها تصرخ ياسمين غاضبة: يا سلام يعني انت عملت كل دا عشان خرجت مع انور مع انه جوزي الدور والباقي على ست لينا الي كانت في اوضتك حتي قبل ما تتجوزوا واهي لسه قاعدة معاك لحد دلوقتي وانت ما كلمتهاش والا انت ما بتبقاش راجل الا عليا انا.
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث عشر
ياسمين غاضبة: يا سلام يعني انت عملت كل دا عشان خرجت مع انور مع انه جوزي الدور والباقي على ست لينا الي كانت في اوضتك حتي قبل ما تتجوزوا واهي لسه قاعدة معاك لحد دلوقتي وانت ما كلمتهاش والا انت ما بتبقاش راجل الا عليا انا صفعة مدوية سمع صداها في أرجاء المنزل الكبير سقطت على إثرها نرمين ارضا تمسك بوجنتها تشهق في بكاء حار.
تقدم ناحيتها بسرعة يجذبها من شعرها بقوة حتي وقفت أمامه يصرخ فيها بغضب: المرة الجاية الي هتفكري بس تعلي صوتك فيها عليا هقطعلك لسانك عند ذلك الحد نفضت يدها من يد زينب التي حرصت على الامساك بيدها منذ مجئ ياسمين حتي لا تتدخل هرولت سريعا ناحيتهم تلخص شعر ياسمين من يد خالد لينا غاضبة: أنت اتجننت يا خالد اوعي سيب شعرها دفعته بقوة في صدره ولكنه صدقا لم تؤثر فيه دفعتها ترك شعر اخته وابتعد خطوتين فقط.
لينا بلهفة: ياسمين انتي كويسة دفعتها ياسمين بقوة حتي كادت تسقط لولا ذراعه التي التقطها سريعا ياسمين صارخة من بين دموعها: انتي السبب، أنا بكرهك يا لينا من واحنا صغيرين وأنا بكرهك، خالد عمره ما ضربني والنهاردة ضربني ضربني بالقلم عشانك، يا ريتك ما رجعتي بصقت تلك الكلمات في وجهها لتركض هاربة الي غرفتها.
خالد لوالدته بحدة: البت دي ما تعتبش باب اوضتها تاني لحد ما الزفت بتاعها يجي ياخدها حتي الكوافير مش هتروحه نظرت له بحنق من اوامره المتسلطه لتهتف بضيق: على فكرة بقي ياسمين عندها حق ما ينفعش تحلل الحاجة لنفسك وتحرمها على غيرك، لتهتف ساخرة وبعدين دا جوزها يا جوزي نظر لها بتوعد ليهتف في والدته: اطلعي يا أمي شوفي ياسمين.
صعدت زينب لأعلي وتركتهم ازردرت ريقها بخوف عندما ادركت أنها امامه بمفردها نظرات عينيه مشتعلة تكاد تشعر بحرارتهم اللهبة تلفح ثنايا روحها، ابتسمت بتوتر لتردف بشجاعة زائفة: أنت بتبصلي كدة ليه وواقف ليه مش مش مش هنمشي خالد بتوعد: لاء يا مشمش مش هنمشي عقابا لطوله لسانك هتفضلي هنا النهاردة وهتباتي في اوضتي معايا اتسعت مقلتيها بفزع: أنت بتهزر صح.
رمقها ببرود ليلتفت عائدا الي غرفته ما كاد يخطو أول درجتين حتي سمعها تهتف على مضض: أنا آسفة تقدم منها واضعا كفيه في جيبي بنطاله يهتف بخبث: عيزاني اروحك كتفت ذراعيها امام صدرها بعند: لاء عادي على فكرة أنا ممكن أروح لوحدي ظل يتقدم منها ببطئ وهي تتراجع للخلف تهتف بتلعثم: فففي ايه، ااانت بتقرب ليه وقف امامها مباشرة محطما مساحتها الشخصية يهتف بضيق: دا على اساس أنك متجوزة كيس جوافة هيسيبك تخرجي لوحدك دلوقتي.
ازدردت ريقها بتوتر: هاااا ممش قصدي، أنا عايزة اروح وأنت مش عايز تروحني فسبني أروح لوحدي، طب ممكن تروحني اشار ناحية خده وابتسم بخبث لتفتح فمها ببلاهة: هاااااااا هتف ببراءة ذئب: يلا لو عايزة تروحي لينا بضيق: خالد حد قالك أنك قليل الأدب قبل كدة خالد ضاحكا بخبث: يااااه بتعرفي تعدي لحد كام هتفت بنزق: طبعا ما أنت هتلقيك ذئب بشري.
رفع حاجبه الأيسر ليبتسم بخبث: دا أنا الي بردوا، أنا الي كنت بتحرش بيكي وانتي صغيرة اتسعت عينيها بصدمة لتنفجر الدماء في وجنتيها في لحظات هتفت بتلعثم خجل: اا، اااننااا، انا، أنت رخم على فكرة عشان أنت عارف اني ما كنتش اقصد وما كنتش فاهمة ابتسم بشدة على صغيرته الخجولة ليهتف: تعالي يلا اروحك خرجت معه الي سيارته ركبت بجانبه اطبقت شفتيها ملتزمة الصمت طوال الطريق خالد: ساكتة ليه.
لوت شفتيها بضيق: هتكلم اقول ايه خالد مبتسما بوله: اي حاجة اكديلي أنك فعلا قدامي ومعايا قوليلي أن أنا ما بحلمش شعرت بالخجل يغزو خلاياه هتفت بضيق حتي تخفي خجلها: على فكرة أنت غلطت في ياسمين ولازم تعتذرلها هتف بتهكم: اعتذرلها! لينا: أيوة طبعا تعتذرلها هي عندها حق ما ينفعش تحلل الحاجة لنفسك وتحرمها على غيرك زفر بضيق ليشيح بوجهه الي الطريق أمامه ينظر له بتركيز متجنبا الحديث معها.
واخيرا وصلا الي منزل والدها وبدون أن تنبس بكلمة خرجت من سيارته لتصفع الباب خلفها بضيق.
في فيلا الشريف فريدة: مش هتطلع تنام يا جاسم جاسم بقلق: قلبي واكلني أوي على لينا، ما كنش ينفع نسيبها لبني بضيق: عندك حق أنا مش عارفة ازاي سيبتوها ومشيتوا مع الكائن اللزج دا فريدة بعتاب: خلاص بقي يا لبني، أنا عارفة خالد هيخلي باله منها كويس ابتسم جاسم بسخرية: صح عندك حق خالد دايما واحد باله منها كويس عضت فريدة على شفتيها بندم لتهتف سريعا: والله يا جاسم مش قصدي أنا بس قصدي...
جاسم مقاطعا بانهاك: خلاص يا فريدة أنا تعبان وطالع أنام سمعوا صوت الباب وهو يفتح فاتجهت أنظارهم جميعا إليه ليهتف جاسم بلهفة: ليناااا هرول ناحيتها سريعا وهو يهتف بلوعة: حبيبتي انتي كويسة جيتي ازاي فتح ذراعيه ليحضنتها ولكن ما حدث انها ابتعدت بضع خطوات للخلف تتطلع له بنظرات جليدية خاوية من المشاعر ابتسمت بسخرية لتهتف بتهكم: مساء النور يا جاسم بيه، ما تقلقش أنا كويسة خاااالص جدا.
وعلي جيت ازاي فخالد هو الي وصلني ولا أنت ما كنتش عايزني أجي كلماتها كانت بمثابة خناجر قاسية تنغرس في قلبه تمزقه بلا رحمة صرخت لبني فيها بحدة: لينا انتي جننتي ازاي تتكلمي مع باباكي بالطريقة دي هتفت بلامبلاة: sorry , dad رمقت الجميع بنظرات ساخرة خاوية لتتركهم صاعدة الي غرفتها ولبني تلحق بها شعر جاسم بألم قوي يعتصر قلبه فوضع يده على صدره محاولا كبت صراخته هرعت له فريدة تهتف بفزع: جاسم انت كويس.
هز رأسه إيجابا بابتسامة شاحبة: أنا كويس يا فريدة ما تقلقيش أنا بس محتاج ارتاح شوية بينما في الأعلي دخلت لبني غرفتها تهتف فيها بحدة: ايه الي انتي نيلتيه تحت دا نظرت لها بخواء لتخلع حذائه تختبئ تحت غطاء فراشها الوثير لبني بحدة ؛ أنا مش بكلمك وبعدين هتنامي بهدومك لينا صارخة: مالكيش دعوة بيا ما حدش ليه دعوة بيا سيبوني في حالي بقي شعرت لبني بمدي جرحها فلينا دائما كانت الفتاة الخجولة الرقيقة.
لبني برفق: لينا... لينا مقاطعة بتوسل: لو سمحتي يا لبني أنا تعبانة وعايزة أنام ارجوكي سيبيني في حالي تنهدت لبني بأسي لتتجه لخارج الغرفة ودون أن تقصد ضغطت على زر إغلاق الاضاءة لتسمع لينا تصرخ بفزع: افتحي النور، افتحي النورررررر شغلت الإضاءة سريعا: لينا والله أنا... قاطعتها صارخة بفزع: سبيني في حالي اطلعي برة بقي انسحبت لبني لخارج الغرفة سريعا.
بينما انكمشت الاخيرة على نفسها تحتضن ساقيها تبكي بهلع تمتم ببعض الكلمات: ضلمة ضلمة بابا بابا لوليتا بتخاف من الضلمة تهاوت بجسدها على الفراش واخيرا بعد بكاء طويل انسحب عقلها عن الواقع ونامت.
في صباح اليوم التالي في فيلا السويسي ياسمين باكية في حضن والدها: شوفت يا بابا خالد عمل فيا ايه محمود بحنان: خلاص يا حبيبتي كفاية عياط، ينفع عروسة زي القمر كدة تعيط هزت رأسها نفيا فاكمل محمود برفق: اقعدي يلا يا حبيبتي افطري، دعاوي الفرح بتاعتك خلصت، هصلي الجمعة واروح اجيبها من المطبعة وهوزعها أنا واخوكي.
نزل لأسفل منذ مدة طويلة لم يستقيظ مبكرا احتل مقعده على طاولة الطعام يهتف بضيق: أنا مش قولتلك ما تعتبيش باب أوضتك ياسمين بحزن: سامع يا بابا محمود بحدة: أنت مالكش تمشي كلام عليها طول ما أنا عايش وآخر مرة تمد ايدك عليها فاهم خالد بهدوء: ربنا يديك الصحة وطوله العمر يا حج بس أنا لو بنتي رجعت الساعة 2 بليل أنا هكسر رقبتها وياسمين بنتي قبل ما تكون اختي محمود بحدة لياسمين: الساعة 2.
ياسمين بخوف: والله يا بابا كنت مع أنور والوقت سرقنا قبض محمود على يده بشدة محاولا التحكم في غضبه هتف بحدة: على اوضتك يا ياسمين وما فيش خروج تاني من البيت لحد ميعاد الفرح حتي الكوافير مش هتروحيه فرت ياسمين هاربة الي غرفتها بينما هتف خالد بهدوء: ما أنا قولت كدة محمود بحدة: مش من حقك تمد ايدك عليها أول وآخر مرة يا خالد خالد بهدوء: حاضر يا حج.
محمود بهدوء: بعد صلاة الجمعة هنطلع أنا وانت على مكتب الطباعة نستلم منه كروت فرح اختك انت هتاخد النص وانا هاخد النص لو الزفت عمر كان هنا كان ساعدنا خالد: يا حج ريح نفسك انت وانا هوزعهم كلهم محمود: لا يا ابني كتير عليك احنا عازمين ناس كتير اوي خالد: احم بقولك يا حج هو انت عازم جاسم محمود: آه طبعا خرج خالد ومحمود متجهين الي المسجد لأداء الصلاة وبعد ذلك الي مكتب الطباعة.
في فيلا جاسم استيقظ جاسم مبكرا وذهب لاداء صلاة الجمعة اما لينا فاستيقظت قرابة الواحدة ظهرا اخذت حماما وبدلت ملابسها التي تلوثت بدموعها الي بنطال برمود ثلجي اللون وتيشرت ابيض بحمالتين رفعتين ورفعت شعرها ذيل حصان عاد جاسم من الصلاة مشيا على قدميه لأن الجامع قريب الي حد ما، دخل الي حديقة منزله عندما سمع صوت سيارة تقف خلفه نظر خلفه فوجد سيارة دفع رباعي فضية اللون ظن في البداية انه خالد.
ولكن من نزل منها ( راشد الشريف عمره 58 عاما شقيق جاسم الأكبر طويل القامة كجاسم ممتلئ قليلا شعره ابيض كالفضة مهندس زراعي ) رحب جاسم بأخيه ترحيبا حارا وبعد عناق وترحيب نزل الشاب الذي كان يقود فارس راشد ( 30 عاما مهندس ذراعي والذراع الايمن لأبيه في عمله مُطلِق يتميز عن باقي افراد عائلته بعينيه الزرقاء التي ورثها عن والدته ) رحب جاسم بفارس ليدخلوا جميعا الي المنزل.
بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها خرجت فوجدت لبني في طريقها لأسفل لينا سريعا: لبني، لبني استني لبني بضيق: نعم لينا بندم: لبني أنا آسفة ما تزعليش مني لبني مبتسمة بمرح: انتي صدقتي يا هبلة انا عمري ما ازعل منك ابدا عانقتها لينا سريعا: ربنا يخليكي ليا يا ليليو تعانقت ضحكاتهم السعيدة وهم ينزلون لأسفل فسمعوا صوت ضحكات رجولية عالية قادمة من ناحية غرفة استقبال الضيوف.
اتجهت ناحية الغرفة دقت الباب ودخلت فسمعت جاسم يهتف بسعادة: لوليتا تعالي يا حبيبتي سلمي دخلت تنظر للجالسين باستفهام فبدارها جاسم قائلا: دا يا ستي عمك راشد ودا فارس ابن عمك راشد بحنو: تعالي في حضن عمك يا قلب عمك اتجهت ناحيته بخجل ليضمها بين ذراعيه برفق: كيف القمر تعرفي إني ما شوفتكيش من وانتي بنته صغيرة جلست على الكرسي جوار فارس فمال على اذنها يهتف بإعجاب: أنا ما كنتش اعرف أن بنت عمي حلوة اوي كدة.
جاسم بضيق: ايه الزفت الي انتي لابساه دا جلست باريحيه على الكرسي تهتف بغرور: حلو مش كدة جاسم بحدة: دا زفت جدا قومي حالا غيري الزفت دا هزت رأسها نفيا بعند، رن هاتف جاسم برقم خالد جاسم: السلام عليكم خالد: وعليكم السلام، ازاي صحة حضرتك جاسم ضاحكا بسخرية: يا راجل بقي بتسأل على صحتي دا على اساس أن الحب بينا مولع في الدرة خالد ضاحكا بسخرية: طب كويس أنك عارف فاضي ولا وراك حاجة جاسم: لاء فاضي.
خالد: ربع ساعة وهبقي عندك جاسم: تشرف اغلق جاسم الخط هاتفا في لينا بضيق: خالد جاي قومي غيري احسن لينا بلامبلاة: طظ مش هغير فارس باستفهام: خالد مين قلبت شفتيها بضيق: خطيبي جاسم: جوزك لينا بضيق: للأسف، عن اذنكوا تركتهم وذهبت الي الحديقة تجلس على احد الكراسي بضيق فارس: احم عن إذنك يا عمي جاسم: طبعا يا ابني البيت بيتك خرج خلفها فوجدها جالسة تنظر امامها بشرود هتف بهدوء وهو يجلس بجانبها: ما تحبيهوش مش كدة.
لينا: هااا هو مين دا فارس: خالد هزت رأسها نفيا بحيرة؛ مش عارفة فارس ضاحكا: يعني ايه مش عارفة ما هو يا آه يا لاء لينا بضيق: مش عارفة المشكلة أن أنا مش عارفة حاولت اكرهه ما عرفتش حاولت اسامحه بردوا ماعرفتش فارس: ربنا ياخده ويريحك منه اشتعلت عينيها بغضب لتهتف فيه بحدة: حرام عليك بتدعي عليه ليه ابتسم بثقة ليهتف: يبقي بتحبيه، سكتي عقلك شوية وادي فرصة لقلبك لينا ضاحكة: ايه يا عم دا قاعدة مع اسامة منير.
فارس ضاحكا: والله انتي مشكلة لينا مبتسمة: قولي بقي انت متجوز ولا خاطب فارس: لاء يا ستي أنا مطلق لينا باحراج: أنا آسفة فارس بابتسامة صغيرة: ولا يهمك كانت جوازة محكومة بالفشل من بدايتها كانت أنانية اوي تخيلي كانت بتتخانق معايا لما بزور اهلي وفي الأخر بتخيرني بينها وبين اهلي فطلقتها الحمد لله ما كنش عندنا اطفال هتفت بمرح لتخفف عنه: روق يا روو طب والله هي الخسرانة دا أنت حتي امور وحليوة وعينيك زرقا.
آه وايه كمان اتسعت عينيها بذعر عندما سمعته يهتف من خلفها بتوعد، التفت برأسها ببطئ لتجده يقف ينظر لها بتوعد شرارات الجحيم تخرج من عينيه قبض على يدها يجذبها نحوهه يصيح بغضب: مين دا يا هانم وايه الزفت الي انتي لابساه دا جذبها فارس ناحيته لتقف خلف ظهره: أنت اتجننت انت مين اصلا خالد غاضبا: أنا الي مين، مين دا يا لينا هانم لينا بذعر: دا دا دا ففارس ابن عمي.
صرخ في وجهها بغضب: وانتي قاعدة قدام ابن عمك بالمنظر دا ليه متجوزة سوسن، انتي لازقة فيه كدة ليه تعالي هنا هزت رأسها نفيا بخوف لتعرز اظافرها في قميص فارس تحتمي به فارس بضيق: يا استاذ خالد مش كدة اهدي حضرتك أنت كدة بتخوفها خالد غاضبا: أنت مالك اصلا مد يده ليتنشلها من خلف فارس فقبض فارس على يده فارس بحدة: اوعي تكون فاكر اني هسمحلك تأذيها خالد مبتسما بسخرية: تصدق اترعبت وسع من طريقي يا شاطر عشان ما زعلكش.
فارس بتهكم: تصدق أنا نفسي ازعل في اللحظة التالية كان فارس يترنح بألم عندما صدم خالد رأسه بعنف برأسه لينا بفزع: فااارس، أنت مجنون، فاارس أنت كويس يا فارس هتف جاسم بحدة وهو يخرج من الفيلا بصحبة محمود: في ايه فارس: ما فيش يا عمي دا سوء تفاهم راشد: أنت مين يا ولدي خالد مبتسما بتهذيب: أنا خالد السويسي يا افندم جاسم: دا خالد يا راشد، اكمل على مضض، جوز بنتي راشد مبتسما: يا اهلا يا ولدي تعالا واقف برة ليه.
خالد: معلش يا عمي ثانية واحدة التفت إليها يهتف بتوعد: قسما بالله لو ما طلعتي غيرتي هدومك في خلال 3 ثواني لهنفخك ثم التفت الي جاسم وراشد يعاود حديثه معهم سمعته يهتف وهو يوليه ظهره: الوقت قرب يخلص.
فرت هاربة لأعلي واغلقت الباب عليها بالمفتاح تنظر للحديقة من خلال شرفة غرفتها وجدته يعطي والدها دعوة فرح ثم استئذن راقبته وهو يرحل لتتسع عينيها بخجل عندما غمز لها بطرف عينيه، ثم اشار ناحية ملابسه باصبعه ورسم علامة (× ) وهز رأسه نفيا بتوعد لينا بضيق: غتت لتجد هاتفها يرن يعلن عن وصول رسالة كتب فيها ( غيري هدومك احسنلك بدل ما اجي اغيرهالك أنا ) اتسعت عينيها بخجل من وقاحته.
لينا بصدمة: آه يا سافل يا قليل الادب لتجد رسالة أخري ( ربنا يسامحك ) التفت حولها سريعا تهتف بذعر: هو بيراقبني ولا ايه ذهبت الي المرحاض وبدلت ملابسها نزلت لاسفل فوجدت الجميع يجلسون يحتسون الشاي فارس: بقولك ايه يا لينا أنا عايز اروح المول اجيب شوية حاجات لينا بحماس: خمس دقايق هغير هدومي اسرعت تبدل ملابسها لتخرج معه بعدما استأذن فارس من عمه.
في احد المولات الشهيرة بدأت لينا وفارس يشترون الملابس كانت تتحرك بسعادة تتسع ابتسامتها عندما يعجب فارس بما اختارت من ملابس بينما كان هو يقود سيارته بغضب متجها اليها عرف مكانها من خلال هاتفها بعد مدة قصيرة دخل خالد الي المول يتحرك بثقة وهيبة تنظر اليه جميع الفتيات بإعجاب كان يجوب المكان بيعينه بحثا عنها فلم يلحظ هذه الفتاة التي اصدمت به الفتاة صائحة بغضب: لك دخليك انت اعمي خالد: معلش ما اخدتش بالي.
الفتاة صارخة وهي ترتمي في صدره: خالد والله كتير اشتقتلك لك دخيلك يا استاذ ما فيك تسأل عني ولو بتيلفون خالد بدهشة: جودي ازيك ايه دا انتي ايه الي جابك هنا قصدي فرصة سعيدة انتي بتعملي ايه جودي بحماس: راح احكيلك انا بدي اشتري هدية لرفيقي چون فيك تساعدني خالد: اساعدك ازاي يعني.
جودي: انا بدي اشتريلوا بدلة لحفلة عيد ميلاده وهو بيكون تقريبا نفس مقاسك فانا بدي اياك تخترلي واحدة على ذوقك، وانا بعرف ذوقك آكتير حلو خالد باحراج: احم معلش يا جودي اصل أنا... قاطعته جودي بتوسل: دخيلك يا خالد بس خمس دقايق ما راح تتأخر كرمالي خالد بس خمس دقايق تنهد بضيق: أمري لله يلا بينا يا ستي.
دخل خالد وجودي محل لاختيار تلك البدلة المنشودة اختار خالد بدلة كلاسيك سوداء اعجبت بها جودي كثيرا وطلبت منه قياسها للتأكد من المقاس رفض في البداية رفض قاطع ولكن بعد إلحاح منها او بمعني أصح زن وافق مضطرا اخد البدلة وذهب الي بروفة قياس الملابس.
في هذه الاثناء دخلت لينا وفارس الي نفس المحل لشراء بدلة لفارس ليحضر بها زفاف صديقه انتقت لينا بدلة سوداء كلاسيك كالتي اختارها خالد اعجب بها فارس كثيرا وذهب ليقيسها وللصدفة العجيبة ( مسم الصدف في الرواية دي كتير اوي ) ان تلك الحجرة الصغيرة التي استخدمها فارس للقياس بجانب حجرة خالد، فوقفت لينا امام حجرة فارس، وجودي أمام حجرة خالد جودي مبتسمة: هاي لينا مبتسمة: هاي جودي وهي تصافحها: جودي لينا مبتسمة: لينا.
فتح فارس باب حجرته بعد ان ارتدي البدلة يهتف بتساؤل: ها يا لينا ايه رايك لينا بإعجاب: تحفة جودي بإعجاب: آكتير حلو هيدا جوزك قبل ان ترد لينا فُتح باب الحجرة المجاورة وخرج منه خالد يهتف بضيق خالد: ايه رايك يا جودي نظرا الي بعض للحظات بصدمة قبل أن يصحيان معا: خالد - لينا.