logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 14 من 81 < 1 34 35 36 37 38 39 40 81 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  23-12-2021 02:52 مساءً   [109]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر والأخير

ارتسمت ابتسامة هادئة سعيدة على شفتيه وهو يجلس على الفراش، فبعد أن خرجوا من عند الطبيب سمع في مذياع سيارته أن دار الإفتاء أعلنت أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان المبارك وأن غدا هو أول يوم عيد الفطر المبارك.

ليتذكر كيف صرخت بسعادة كأنها طفلة صغيرة ليأخذها متجها بها إلى احد محلات الملابس اشتري لها الكثير من الاثواب الجميلة ولكنه رفض رفضا قاطعا أن تجربهم في محل الملابس لتفر صاعدة إلى الغرفة ما أن وصلا إلى المنزل دخلت إلى المرحاض تجرب الملابس وتريها إياه
فاق من شروده على صوتها تهتف بحماس: هااا ايه رأيك.

أطلق صفيرا طويلا معبرا به عن كتلة الجمال التي يراها أمام عينيه ليهتف بإعجاب: تحفة تحفة تحفة، بس مش هيتلبس برة البيت
ضمت حاجبيها بضيق وضعت يدها على خصرها تهتف بتذمر: ليه بقي أن شاء الله
اشار إلى الجزء العلوي من الفستان يهتف بهدوء: عشان ضيق من فوق البسيه زي ما انتي عايزة بس في البيت
تأففت بحنق لتدخل إلى المرحاض مرة اخري غابت بضع دقائق لتخرج تلك المرة تلتف حول نفسها تبتسم بمرح: طب ايه رأيك في دا.

اشار لها بأصابعه علامة ممتاز يهتف بإعجاب: دا ممتاز بجد
اتسعت ابتسامتها اخير شئ نال إعجابه لتندثر ابتسامتها حين سمعته يهتف: بس بردوا مش هيتلبس برة البيت
صرخت بغيظ من كلامه الذي يثير حنقها: عاااا، ماله دا كمان
ابتسم باصفرار: مجسم يا حلوة
تأفقت بضيق ضيقت عينيها تنظر له بشك: خالد أنت فعلا اتعالجت.

عقد ساعديه أمام صدره ينظر لها بهدوء ليهتف بجد: مش عشان اتعالجت هبقي بقرنين، أنا خالد السويسي راجل شرقي حر دمه حامي اللي يبص لحرمة يبتي يسيح دمه فهماني طبعا
نظرت للفستات بحسرة تهمس بحزن: بس أنا عاجبني الفستان أوي.

قام من مكانه متجها ناحيتها امسك كتفيها برفق بيديه يهتف بحنو: يا حبيبتي أنا ما قولتلكيش ما تلبسيهوش بالعكس دا شكله جميل جدا عليكي، اي حاجة عامة بتلبسيها بتبقي تحفة عليكي عشان انتي اللي بتحلي الهدوم مش هي اللي بتحليكي، بس هو فعلا مجسمك يا لوليتا، وأنا مش عايز حد يبصلك بصة كدة ولا كدة، البسي كل اللي نفسك فيه جوا البيت بس برة لاء ماشي يا روحي.

ابتسمت بسعادة طفلة صغيرة تهز رأسها ايجابا دون تردد ليلثم جبينها بحنو.

في صباح اليوم التالي
ظلت تقفز وتصرخ بسعادة وهو يعيطها فستانها الجديد فهو لم يقتنع بتلك الفساتين التي اشترتها فاشتري لها فستان طويل واسع ذو لون ازرق فاتح وحذاء ابيض أعطاهم لها لتهتف بسعادة: الله يا خالد حلوين أوي
ابتسم بحنو: يلا البسي بسرعة عشان نروح نصلي العيد
هتفت سريعا: فورا.

ابتسم بسعادة بأقل شئ يعطيه لها طفلته تسعد بأقل شئ يعطيه لها كأنها أعطاها كنز ثمين، خرجت من المرحاض تلتف حول نفسها بسعادة: ايه رأيك
صفر بإعجاب: مزة المزز كلهم
لينا بسعادة: طب يلا بسرعة
خالد: استني يا هبلة مش هتاخدي عيديتك الأول، ها يا ستي عايزة كام
عقدت حاجبيها باستفهام تفكر لتبتسم باتساع: زي ما كنت بتديني واحنا صغيرين.

ضحك ساخرا: هو أنا فاكر يا بنتي كنت بديكي أنا اي عيدية كنت باخدها كنت بقسمها بيني وبينك وكنت بصرف نصيبي عليكي
وقفت أمامه تداعب لحيته بدلال تبتسم بعذوبة: طول عمرك مدلعني
كوب وجهها بين كفيه يبتسم بحنان: صغيرتي تدللي ما دمت حيا
احمرت وجنتيها خجلا تنظر ارضا ليضحك على خجلها الذي يعشقه، بعد دقائق كانت تركب جواره متجهين إلى المسجد لأداء صلاة العيد.

خرج من المسجد بعد ما آدي الصلاة يبحث عنها ليجدها تقف وسط مجموعة من الاطفال تحمل علبة بها الكثير من الحلوي وبعض البالونات توزعهم على الصغار تبتسم ابتسامتها العذبة التي تثلج قلبه.

اتجه ناحيتها ترتسم ابتسامه واسعة على شفتيه، وقف خلفها مباشرة كانت هي تعطي الحلوي لأحد الأطفال التفتت خلفها لتشهق كادت ان تسقط حينما التقطها سريعا بين ذراعيه ينظر لها بعشق بينما أحمر وجهها بأكمله من الخجل ليسمعوا صوت تصفيق وصفير يأتي من حولهم نظر حوله ليجد بعض السيدات والرجال يشاهدون ذلك المشهد الرومانسي الذي يأتي فقط في الأفلام الهندية.

اختئبت في كتفه ليأخذها سريعا بعيدا عن ذلك الحشد، عادا للمنزل وسط بهجة عائلية كان الجميع مجتمعين ما عدا فارس وياسمين اللذان سافرا بالأمس ليقضيا العيد في اسيوط وعمر خرج يتنزه مع تالا، تشعر بالسعادة وهو يجلس بجانبها يحاوط كتفها بذراعه الايسر يطعمها تلك الكحكات في فمها برفق بسعادة ليجفلا على صوت دقات قوية على باب المنزل، فتحت الخادمة ليدخل ضابط شرطة وخلفه بعض العساكر.

تركها خالد متجها ناحية ذلك الضابط يهتف باستفهام: مراد، خير يا مراد ايه اللي جابك هنا
نظر له صديقه بتوتر لا يعرف ماذا يقول ليوجه نظرة ناحية لينا يهتف برسمية: دكتورة لينا جاسم عبدالله الشريف
هزت رأسها ايجابا بتعجب ليكمل الضابط برسمية: مطلوب القبض عليكي!
في اللحظة التالية كان يقبض على عنق صديقه يصرخ بغضب: أنت اتجننت يا مراد.

دفعه مراد بعنف بعيدا عنه يسعل بشدة كاد يختنق من ضغط يده العنيف على رقبته هتف بصوت مبحوح: يا خالد اهدي أنا مقدر حالتك بس اعمل ايه دي اوامر، اخرج من جيبه ورقة فتحها بعنف يهتف بحدة: ادي أمر النيابة بالقبض عليها أنا مش جايب حاجة من عند أمي
صرخ بغضب وهو يقبض على تلابيب ملابس صديقه: بتهمة ايييه.

تجارة أعضاء! نطقها مراد بارتباك لتشهق لينا بذعر، تنساب دموعها خوفا ليكمل مراد بهدوء: ارجوكي يا دكتورة اتفضلي معانا بهدوء، خالد أنت أكتر واحد عارف إن ما ينفعش نخالف الأوامر
نظر خالد لمراد بغضب ليهتف على مضض: مراد لينا مش هتركب البوكس روح وأنا هاجي وراك بعربيتي
هز رأسه إيجابا ليخرج ومن بعده العساكر.

لتنهار ارضا تنظر له بذعر تصيح بخوف: أنت بتقول ايه أنت هتخليهم يقبضوا عليا فعلا هتوديني السجن أنا ما عملتش حاجة والله العظيم ما عملت حاجة، نظرت ناحية والديه اللذين اخرستهم الصدمة تصيح بخوف: عمي محمود قوله إن أنا مستحيل اعمل كدة، ماما زينب انتي مصدقة أن أنا أعمل كدة، انتوا ساكتين ليييييييه.

جلس أمامها امسك كتفيها بحزم لتنظر إليه هتف بحدة: لينا اهدي، طبعا انتي ما عملتيش حاجة مش محتاج حد يقولي، اكيد في سوء تفاهم، امسك يديها يوقفها معه يشد على يديها بحزم: ما تخافيش يا حبيبتي مش عايزك تخافي لو فيها موتي مش هسمح لأي حاجة في الدنيا انها تأذيكي، أخذها متجها إلى سيارته طوال الطريق كانت تنظر للطريق بشرود تتساقط دموعها بصمت وهو يشد على يدها محاولا طمئنتها ليشعر ببروده يدها التي تضاهي الصقيع، وقف بسيارته أمام تلك المديرية ليجد محمد وجاسم يقفان في انتظارهما، نزل وانزلها كانت تتحرك بخواء كأنها آلة، ليتقدم جاسم منها يضمها لصدره يهتف بحزم: ما تخافيش يا حبيبتي، ابوكي محامي شاطر مش هتاخدي يوم واحد.

رفعت وجهها عن صدره تهمس بخوف: أنا ما عملتش حاجة والله
هتف جاسم سريعا: عارف يا حبيبتي انتي هتقوليلي أنا
همس خالد بصوت خفيض لصديقه الواقف جواره: أنت عرفت ازاي
محمد: ابوك كلمني وكلم عمك جاسم متقلقش بإذن الله خير
هز رأسه إيجابا بقلق اتجه معها ناحية غرفة التحقيقات ممسكا كف يدها، ومن خلفه جاسم ومحمد، دخلت هي جاء أن يدخل هو ليمنعه العسكري من ذلك: ممنوع يا افندم
صرخ بحدة؛ أنت اتجننت أنت مش عارف أنا مين.

هتف العسكري سريعا: أنا آسف يا باشا بس دي اوامر حاتم باشا
اتسعت عينيه بصدمة ليهمس بذهول: حاتم عدنان، حاتم!
جاسم: خلاص يا خالد خليك وهدخل أنا، وجه كلامي العسكري يهتف بلباقة: جاسم الشريف المحامي
دخل جاسم بصحبة ابنته إلى الغرفة لتتسع عيني لينا بفزع ما أن رأت الجالس خلف المكتب، بينما ابتسم ذلك الشخص ببرود، اشار إلى الكرسي المقابل لمكتبه يبتسم باصفرار: اتفضلي يا دكتورة.

بلعت لعابها بتوتر لتجلس على ذلك الكرسي ليجلس جاسم أمامها بثقة محامي خبير يعرف تماما ما سيفعل
نظر حاتم لها بغموض يهتف بهدوء: دكتورة لينا أنتي أكيد عارفة انتي هنا ليه
هزت رأسها نفيا سريعا ليكمل هو ببرود: هعمل مصدقك، طب يا دكتورة انتي هنا بتهمة تجارة اعضاء
هتفت سريعا وهي تنظر له بفزع: والله العظيم أنا ما عملت حاجة
ضغط على زر صغير موجود في مكتبه ليدخل العسكري، ليهتف حاتم: هات المتهم.

لحظات خرج فيها العسكري من الغرفة لتجلس لينا بتوتر كأنها تجلس على صفيح ساخن بينما يطالع جاسم محضر القضية بهدوء دقائق ليدخل العسكري بصحبة ذلك الشاب لتسمع حاتم يهتف بجد: تعرفيه؟
نظرت لذلك الشاب لتهز رأسها نفيا سريعا: لا أبدا أول مرة اشوفه.

لتسمع ذلك الشاب يصيح بحدة: نعممم يا اختي، اول مرة تشوفيني انتي بتلبسيني عشان تخرجي نفسك، يا باشا الست دي كدابة هي اللي اتفقت معايا أنها هتقلل الدكاترة في وردية بليل عشان ما حدش يقولي رايح فين ولا جاي منين
نظرت له بذعر عينيها متسعتين بخوف لتهز رأسها نفيا تصرخ بخوف: أنت كدااااب والله كداب أنا ما اعرفكش والله ما اعرفه
هتف حاتم بجد؛ انتي فعلا قللتلي الدكاترة في وردية بليل.

هزت رأسها ايجابا تبلع لعابها بذعر
بينما هتف حاتم بهدوء: ليه؟
هتفت سريعا: عشان في نقص عمالة في فرع المستشفى التاني خصوصا ورديات بليل فاصطريت اني انقل كام دكتور من المستشفى دي للمستشفى التانية
هز حاتم رأسه نفيا بهدوء يهتف ببرود: للأسف يا دكتورة التهمة لبساكي لبساكي انتي صاحبة المستشفي وانتي المسئولة قدامي على عمليات تجارة الاعضاء اللي حصلت في المستشفي.

هنا نطق جاسم نظر لحاتم بهدوء يهتف بثقة: ممكن اسأل الدكتور دا سؤالين
هز حاتم رأسه إيجابا، لينظر جاسم إلى ذلك الشاب يبتسم بمكر خفي: دكتور...
اكمل الشاب: راغب
هتف جاسم بابتسامة واسعة: عاشت الاسامي يا راغب، قولي يا راغب أنت بتشتغل في مستشفي الحياة من قد ايه
هتف الشاب بثقة: من شهرين
رفع جاسم حاجبه الايسر بمكر يبتسم باتساع؛ متأكد
هز راغب رأسه إيجابا سريعا يهتف دون تردد: آه طبعا متأكد.

ليكمل جاسم بهدوء وثقة: مين مضي ورق تعينك في المستشفي
اشار إلى لينا يهتف بثقة: الدكتورة
هتفت لينا بذعر: أنا! والله العظيم ما حصل
نظر جاسم لها بحدة حتى تصمت يبتسم باصفرار: لو سمحتي يا دكتورة ما تتدخليش في شغلي
عاد ينظر لذلك الشاب يبتسم بهدوءه الماكر: طيب يا راغب، من محضر الوقعة اللي قدامي بيقول أنك جيت واعترفت على نفسك مش كدة
هز راغب رأسه إيجابا ليكمل جاسم يتعجب: بقي يا راجل في حد يعترف على نفسه.

هتف راغب بحدة: ايوة طبعا لما يكون عنده ضمير أنا حاولت اموت ضميري وأسمع كلام الست دي واشتغل في تجارة الاعضاء كانت عيزاني اسرق اعضاء الناس الغلابة عشان تبيعها بملايين بس ما قدرتش عشان كدة جيت اعترفت على نفسي
ابتسم جاسم بهدوء: طب أنت بتزعق ليه، ولا وهو من مبدأ صوتك العالي دليل على ضعف موقفك، تعرف دكتور عصام نور الدين
هتف راغب بضيق: أنا عايز اعرف هو المفروض الظابط اللي يستجوبني ولا أنت.

ابتسم جاسم ساخرا: أصل أنت مش عارف حاتم دا تلميذي، كان فاشل اوي هو في مادة القانون وأنا اللي كنت بذكرهاله مش كدة يا دومه
ضحك حاتم بمرح: تلميذك يا كبير
نظر جاسم لراغب مرة اخري يهتف بهدوء: ما قولتليش بردوا تعرف دكتور عصام نور الدين
هز راغب رأسه نفيا يهتف بحدة: لاء ما اعرفوش ارتحت
ابتسم جاسم باتساع يهتف بارتياح: فوق ما تتخيل.

وجه نظره لحاتم يهتف بجد: الورق اللي قدامي بيقول أن دكتور راغب حمدان اتعين في المستشفي في تاريخ، من شهرين والدكتور الماضي على التعيين دكتورة لينا جاسم الشريف، طب ازاي يا افندم ونفس الوقت دا الدكتورة كانت في غيبوبة ودي نسخة من تقرير المستشفي اللي تثبت أن لينا كانت في غيبوبة في المدة دي والمسؤول في الفترة دي عن تعيين الموظفين كان دكتور عصام نور الدين اللي المتهم انكر أنه يعرفه، طب ازاي معقوله الدكتورة مضت على تعيينه وهي غايبة عن الدنيا، فحنا كدة قدام قضيتين واحدة توزير في اوراق رسمية، ودا المثبت من خلال ورقة التعيين دي الدكتور دا اصلا ما دخلش المستشفي ولا حتى من ضمن طاقم العاملين فيها ودا اللي يثبته الكشف الخاص بالعاملين في المستشفي، اخرج جاسم الكشف من حقيبته يعطيها للظابط، والتانية تشهير وسب لسمعة شخصية معروفة زي دكتورة لينا الشريف ودي طبعا هنرفع فيها قضية تعويض أنا عن نفسي مش هتنازل عن 2 مليون كتعويض، نظر ناحية راغب يهتف باتساع: مش بقولك ارتحت.

ارتسمت ملامح الذعر على وجه ذلك الشاب ليهتف سريعا بتوتر: أنت بتقول ايه يا عم أنت، أنت عايز تلبسني المصيبة، لا لا طبعا أنا مش هروح في داهية لوحدي، هي السبب، هي اللي قالتلس اعمل كدة
هتف حاتم بحدة: ايوة هي مين بقي.

هز الشاب رأسه نفيا سريعا يهتف بذعر: ما اعرفهاش والله ما اعرفها ما شوفتهاش هي قالتلي اعمل كدة وهتديني مليون دولار، أنا مش هلبسها لوحدي، أنا مش هروح في داهية، هي قالتلي هبقي اعترفت عليها وابقي شاهد ملك في القضية لالالا أنا مش هلبسها لوحدي
هتف جاسم ساخرا: انت لبستها يا حبيبي صباح الفل يعني، قام من مكانه ليمد يده يجذب لينا برفق من كرسيها يبتسم بهدوء: طب يا حضرة الظابط احنا برة لحد ما تخلص تحقيق.

اتجه جاسم بصحبة لينا إلى الخارج فتح جاسم الباب وخرج ليتوقف عن خالد عن زرع المكان ذاهبا وايابا يكاد يحترق من الغضب، منعه محمد عدة مرات من اقتحام الغرفة، اتسعت عينيه بلهفة حينما وجدها تخرج بصحبة ابيها لتشخص في نفس اللحظة بذعر حينما رأي ذلك الشاب يلف ذراعه حول رقبتها بعنف لينتشل بندقية العسكري الواقف جواره يضعها على رقبتها يصرخ بجنون: أنا مش هروح في داهية لوحدي يا دكتورة، طب هي بتكرهك وعشمتني بفلوس كتيرة، أنا البسها لييييه هااا ما تردي عليا.

اخرج خالد مسدسه من جيبه يصوبه ناحية ذلك الرجل ليتنزع جاسم المسدس من يده يصرخ فيه: أنت اتجننت كدة الرصاصة هتيجي في لينا، نظر ناحية ذلك الشاب يرفع يده باستسلام يهتف بحذر: يا ابني اللي أنت بتعمله دا غلط، ما تزودش التهم اللي عليك
ضحك ذلك الشاب بجنون: أنا كدة كدة رايح في داهية، مش فارقة معايا، اللي هيقرب خطوة واحدة هفجر دماغها.

كانت تقف امام ذلك الشاب تشعر بعصر يده لعنقها تكاد تختنق تري ابيها وهو يرفع يديه يحاول السيطرة على الموقف وخالد ينظر لذلك المجنون بغضب ولها بقلق، محمد يبحث حوله عن اي شئ يساعده في السيطرة على الموقف بعض العساكر يشهرون اسلحتهم ناحيتهم فالموجود فقط القليل، بسبب إجازة عيد الفطر، جاء دورها لتفعل شيئا لن تبقي كومبرس صامت في مسرحية موتها هتفت بصوت بح من خنقه لها: هتستفاد ايه لما تقتلني أنا ما اذتكش عمري ولا اعرفك حتى أنت اللي كنت عايز تأذيني عشان مليون جنية ولا دولار، سهل كدة تدمر حياة واحدة ما تعرفهاش عشان الفلوس، أنت مش دكتور بردوا فاكر قسم المهنة اللي حلفت بيه، مهمتك يا دكتور تنقذ ارواح الناس مش تنهيها.

نظر لها بجزع ليهز رأسه نفيا بعنف: انتي أملي الوحيد اني اخرج من هنا
عادت هي تحاول التقاط أنفاسها تتحدث بصوت خفيض: تفتكر لو خرجت ورحت للست دي هتسيبك، اكيد هتقتلك أنت ما نفذتش مهمتك، طبعا هتخاف من أنك تكون اعترفت عليها، هتموتك ما تبقاش غبي.

نظر لها بقلق لا ينكر خوفه مما قالت لينتفض فزعا حينما شعر بيد احدهم توضع على كتفه التفت برأسه سريعا ليسقط ارضا من تلك الصدمة العنيفة التي أخذها من رأس حاتم، هو الوحيد الذي لم يكن حاضرا، استطاع أن يخرج من نافذة مكتبه منها إلى خارج القسم ليتسلل بخفة على اطراف أصابعه إلى أن اصبح خلف ذلك المجنون ليصدمه برأسه بعنف، كانوا يطلقون عليه لقب الصخرة لقوة صدمته ليسقط المجرم ايضا ومعه لينا تحاول التقاط أنفاسها، ليهرع الواقفين إليها.

ارتمت بين احضان ابيها تحاول التقاط أنفاسها شيئا فشئ إلى ان هدأت لتخرج من بين ذراعيه تبتسم له باتساع: أنا دلوقتي اتأكدت أن بابا محامي شاطر عمره ما يخسر قضية ابدا
خرجت من حضنه لحضن خالد الذي ظل يتفحصها بعينيه جيدا حتى يتأكد أنها لم تصاب بخدش ليهتف بلوعة: انتي كويسة
نظرت لحاتم الواقف خلف خالد بتعجب تهتف بدهشة: كويسة، بس حقيقي ما كنتش متخيلة أنك أنت اللي هتنقذني، يعني أنا قولت هتتلكك وتحبسني.

اتجه حاتم ناحيتهم يبتسم بهدوء: ابوكي استاذي ومعلمي ومثلي الاعلي كنت عايز ابقي محامي ناجح زيه بس فشلت في كلية حقوق ودخلت شرطة ما انكرش اني ظابط ناجح بس دا بردوا بفضل والدك، هو فعلا كان بيذاكرلي مواد القانون اللي عندي، وجوزك صاحبي صحيح في بينا شوية خلافات بس مصيرها في يوم تتحل
جاء محمد يهتف بمرح: وليه في يوم ما تتحل دلوقتي، دا حتى العيد فرحة.

وقف خالد أمام حاتم يبتسم بامتنان: متشكر يا حاتم، صمت بضع لحظات ينظر لصديقه بعتاب ليهتف: والله ما خونتك يا صاحبي أنا عمري ما كنت خاين يا حاتم...
قاطعه الاخير يهتف بندم: مصدقك بس كنت بحاول الاقي مبرر للي عملته سمرا فيا فكنت جايب اللوم كله عليك، مد يده ليصافحه يهتف بندم: مسامحني يا صاحبي.

التفت خالج برأسه ناحية لينا يهتف بمرح: طول عمره اوفر ويعشق الأفلام القديمة، ليعاود النظر لحاتم وهو يفتح ذراعيه: خش في لحم اخوك يا فواز.

ضحك الواقفين جميعا ليحضتن حاتم خالد عناق اخوي حار، كان الجميع سعيد حتى لينا التي كانت ترتجف خوفا قبل دقائق كانت تضحك بسعادة مع والدها تحاول تقليده تنظر له بفخر بينما هو شارد يفكر من تلك السيدة وماذا تريد منه ولماذا تريد أذية لينا، بالتأكيد هي فاحشة الثراء مليون دولار مبلغ ليس بهين على الاطلاق.

بعد عدة أيام من انتهاء تلك المشكلة كانت لينا تجلس في منزلها تداعب الصغيرة تطعهما بحنو حينما سمعت صوت الباب بقتح لحظات ودخل خالد بصحبته فتي صغير في العاشرة من عمره، نظرت له لينا باستفهام خاصة أن ملامح وجه خالد كانت مكفهرة حزينة شاحبة، سمعته يهتف بجد: لينا، دا زيدان الصغير او بمعني اصح دا خالد ابن زيدان صاحبي الله يرحمه، هيعيش معانا من النهاردة.

هزت رأسها ايجابا دون تردد نظرت للضغير تبتسم بحنو لتلاحظ ملامح وجهه الحزينة المنطفئة ليبدو أكبر من عمره بسنوات عينيه وكأن الحياة انتزعت منهما
اجفلت على صوت دقات الباب ليتجه خالد ليفتح ليجد باقة ورد كبيرة مع احد حراسه يبخبره بأن عامل التوصيل تركها وذهب، قطب جبينه بتعجب ليلتقط الكارت الموجود مع البطاقة ليجد بعض الجمل مكتوبة على الحاسب ليست يدويا بالغة الإنجليزية.

« لا تعتقد أنها النهاية، اللعبة لم تبدأ بعد، ستدفع الزمن غاليا، أعدك بأني سأقتل ابنتك الغالية امام عينيك، اراك قريبا، عيد سعيد الصغيرة »
كور الورقة في يده بعنف يجز على اسنانه بغضب ينظر للفراغ بشرود متوعدا فيبدو أن الحكاية لم تنتهي بعد.

تمت بحمد الله.

تابعوا ثلاثة حلقات خاصة، وبعده الجزء الرابع إن شاء الله.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  23-12-2021 02:53 مساءً   [110]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال فصل خاص 1

العشق هو ذلك الشعور الجميل الذي يصعب وصفه كأن جرعة من الهيروين الفاخر يجري بين اوصالك بين النشوة ولذة الألم ابتسامة صافية تجعلك كطير شريد ترك السرب راكضا نحو عشه عشقه البعيد عش يعرف الطريق له قلبه قبل عيناه.

ارتسمت ابتسامة سعيدة راضية على شفتيها وهي تجلس جواره في السيارة متجهين لمنزل والده مرت ثلاثة أعوام سعادتها فيهم تزيد، تعشق خالد الجديد بشخصيته صحيح أنه مازال يغار بجنون ولكنه بات يحتوي تلك الغيرة بين ذراعيه بدفئ عشقه لها، وها هم للسنة الثالثة على التوالي متجهين لمنزل والده ليفضوا معهم الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك.

نظرت من خلال مرآة السيارة الأمامية لتري صغيرتها التي باتت الآن في الخامسة من عمرها تجلس على الأريكة الخلفية تلعب بأحدي الدمي، وعلي الجانب الآخر بعيدا عن الصغيرة يجلس زيدان الصغير ينظر من خلال نافذة السيارة المغلقة للطرقات حوله نظرات خاوية باردة ما من حياة فيها نظرات منطفئة لطفل في عُمر الثالثة عشر، تنهدت بحزن زيدان يحاوط نفسه بدائرة من الصمت المقلق صامت شارد كل مرور ثلاثة سنوات الا انها لم تستطع اختراقها ابدااا.

فاقت من شرودها الطويل على صوت صغيرتها تهتف بصوتها الطفولي العذب: ماما لوليتا عتشانة
من عيوني يا حبيبتي: نطقتها بابتسامة واسعة سعدية لتفتح حقيبة يدها تخرج زجاجة مياه صغيرة على شكل أرنب تعطيها للصغيرة، التقطها الصغيرة بسعادة...
عتشااااانة: نطقها بسخرية يضحك بشدة لتنظر لينا له بغيظ تمتم بضيق:
- خالد ما تتريقيش على لوليتا
وكأنها لم تتكلم من الأساس ظل يضحك بينما نظرت لينا لزيدان تبتسم برفق تهمس باسمه:.

- زيزو
التفت الفتي لها يبتسم بشحوب لا يغادره لتتنهد بحزن تحاول الابتسام بمرح:
- عطشان يا حبيبي اجبلك ماية
هز الفتي رأسه نفيا بهدوء يتمتم باقتضاب:
- انا صايم
تحدث خالد بفخر ينظر لزيدان من خلال مرآه السيارة الامامية:
- أسد يلا زي أبوك وخالك، وبعدين ما الواد صايم من اول الشهر ليه يعني بتسأليه النهاردة
مطت شفتيها بضيق تنظر لخالد بغيظ:
- عشان احنا خارجين والجو حر والطريق طويل فهمت يا أستاذ خالد.

رفع حاجبه الأيسر بتهكم يصب تركيزه على الطريق امامه مغمغما بسخرية: -
- حر ايه وطريق ايه اللي طويل دا ساعة الا ربع بالعربية والعربية مكيفة هو احنا مسافرين بجمل دا وأنا قدة
قاطعته لينا قبل أن تبدأ فكرة انجازاته المجيدة تتمتم بابتسامة صفراء سمجة:
- آه يا حبيبي عارفين طبعا وأنت قده كنت بتحرر سينا...
اوقف السيارة أمام محطة البنزين ينظر لها بتوعد يبتسم بشر:
- دا أنت خدتي عليا أوي، اصبري عليا لبعد الفطار.

اتسعت عينيها بخجل تنظر له بذهول كانت تود الصراخ في وجهه ولكن الأطفال معهم همست من بين أسنانها بغيظ:
- أنت قليل الأدب
اتسعت ابتسامته الخبيثة ليقترب برأسه منها يهمس بتشفي:
- وانتي اييه عرفك إني هقول حاجة قليلة الأدب مش يمكن هشتم، انتي اللي دماغك دي مش كويسة
اتسعت عينيها بصدمة الجمت لسانها لتجده يضحك بصخب على هيئتها، هتف بمرح قبل ان يغادر:
- حد عاوز حاجة.

اشاحت لينا وجهها بعيدا غاضبة منه، بينما انتقضت الصغيرة تصفق بحماس:
- جيلي، جيلي لوليتا عايزة جيلي
ضحك يهز رأسه إيجابا لينظر لزيدان يسأله:
- وأنت يا زيزو عاوز ايه يا بطل
ابتسم الصغير بهدوء يهز رأسه نفيا متمتا:
- شكرا يا خالي مش عاوز حاجة
اعترضت لينا تهتف بهدوء:
- ما فيش حاجة اسمها مش عاوز يا زيدان..
فتحت حقيبة يدها تخرج ورقة تعطيها لخالد فتحها لتتسع عينيه بذهول ؛.

- كل داااااا، شيبسي وشوكولاتة وايس كريم وعصير وووووو أيه كل دا
ابتسمت بوداعة تهز رأسها إيجابا تهمس ببراءة:
- دول لزيدان ولوليتا، هتستخسر في ولادك حبايبك.

هز رأسه إيجابا يبتسم بيأس لديه ثلاثة أطفال وليس اثنين، خرج من السيارة اتجه إلى عامل البنزين يخبره أن يملئ سيارته ومن ثم اتجه إلى محل المشتريات المحلق بمحطة البنزين، غاب بضع دقائق ليعود معه حقيبة كبيرة حاسب العامل ليستقل مقعدة اختطفت لينا منه الحقيبة تنظر لمحتاويتها لتخرج كيس من الحلوي التي تحبها الصغيرة تعطيها لها وكيس آخر لزيدان
لينا:
دا ليكي يا لوليتا، ودا بتاع زيدان ياكله بعد الفطار.

ضحك خالد يهتف ساخرا:
- وباقي الكيس بتاعك صح، أنا كنت حاسس أن الحاجات دي ليكي اصلا
ابتسمت باصفرار تنظر له بغيظ، بقيت تحادث الاطفال وتمازحهم طوال الطريق وهو يشارك بكلمات قليلة إلى ان وصلا إلى منزل والده، نزلت اولا لتفتح الباب لصغيرتها قفزت الصغيرة تركض ناحية والدها تجذب من بنطاله:
- بابا ثيل لوليتا
حملها على احد ذراعيه ليحمل الحقائب من السيارة وزيدان ولينا يساعدانه.

دخلوا إلى المنزل لتقابلهم العائلة انسلت الصغيرة من بين يديه ما أن رأت جدها تركض ناحيته تصيح بسعادة:
جدوووووووو
ضحك محمود بسعادة لرؤية حفيدته ليلتقطها بين ذراعيه يعانقها برفق حاول تقبيلها ليجدها تبتعد للخلف تنظر له بغضب طفولي ليرفع حاجبيه بدهشة هاتفا: ايه يا لوليتا فين بوسة جدو
هزت رأسها نفيا بعنق تمتم ببراءة: عيب جدو عيب، مش جدو صايم.

عقد جبينه باستفهام ينظر لابنه ليرفع خالد كتفيه لا يفهم ما يحدث نظر للصغيرة يبتسم بحنو: آه يا حبيبتي
نظرت له الصغيرة تسبل عينيها البنية الواسعة ببراءة كجرو لطيف تهتف:
- عشان كدة عيب ابوسك، بابا كان عاوز يبوس ماما بس هي قالتله أنت قليل الأدب ومنحلف عيب احنا صايمين والبوس بيفتل
نظر محمود لابنه بغيظ بينما اصفر وجه خالد حرجا نظر محمود لزوجته يصيح بحنق:
- مش أنا قايلك هيطلع البت منحرفة اتفضلي.

احمر وجه لينا خجلا بينما حاول خالد أن يغطي على الموضوع اتجه ناحية والدته يعانقها: أمي حبيبتي وحشتيني
استقبلته والدته بترحاب حار، اقتربت هي منهم تبتسم ببشاشة:
- كل سنة وانتي طيبة يا ماما
اندثرت ابتسامة زينب لتبتسم باصفرار هاتفه:
- وانتي طيبة يا حبيبتى، زيزو ازيك يا حبيبي.

تركتها واتجهت ناحية الصغير تعانقه بحنان لتظل واقفة مكانها تبتسم ابتسامة حزينة شاردة والدة زوجها باتت لا تطيقها لانها لا تنجب، تعرف أنها حاولت كثيرا أن تجعل خالد يتزوج مرة أخري ولكنه دائما ما يرفض لأجل خاطرها، عادت بذاكرتها لذلك اليوم قبل عدة أشهر.

Flash back.

انتهي من عمله في وقت متآخر من الليل، ليعود سريعا إلى المنزل بالتأكيد لا تزال تنتظره، توجه اولا إلى غرفة الصغيرة ليجدها تنام بهدوء ملائكي لا يتناسب تماما مع حركتها الشيطانية حينما تستيقظ قبل جبينها يدثرها جيدا بالغطاء ومن ثم إلى غرفة زيدان اطمئن عليه هو الآخر ودخل إلى غرفته لتتسع عينيه بفزع حينما وجدها تبكي بانيهار هرول ناحيتها دون حتى أن يسأل ما بها أخذها بين ذراعيه يحتوي نوبتها الحزينة داخل قلبه.

شعر بأظافرها تشد على قميصه، سمع صوتها المتألم تهمس بصعوبة:
- أنا آسفة
مسد على شعرها برفق يهمس بحنو:
- هشششش اهدي الأول وبعدين نتكلم، أنا معاكي أن شاء الله تعيطي من هنا للصبح بس انتي أهدي
بعد دقائق ربما وربما ساعات بدأت تهدئ وتبتعد عنه برفق تنظر لأسفل تمسح دموعها بعنف، لتشعر بكف يده يرفع وجهها بلطف يهمس برفق:
- في إيه يا حبيبتي ليه الانهيار دا
ابتسم يهتف بمرح:
- لا ما تقوليش بطل الرواية اللي بترقيها مات.

ابتسمت بشحوب تهز رأسها نفيا ليقطب جبينها قلقا هامسا برفق:
- اومال مالك يا لينا، فيكي ايه يا حبيبتي
وكانت بداية انهاريها، ارتمت في صدره تبكي من جديد التي بصعوبة استطاع فهمها:
- أنا آسفة، والله آسفة اني مش هعرف اخليك آب تاني، غصب عني والله
ابعدها عنه يمسك ذراعيها برفق هاتفا:
- احنا مش كنا فقلنا الموضوع تاني ليه رجع انفتح تاني...

لم تعرف ما تقول تشعر بالذنب ناحيته ليل ونهار، تساقطت دموعها بصمت ليمسحها بأصابعه برفق يبتسم بحنو:
- ممكن تبطلي تفكيرك اللي مالوش اي لازمة دا، انتي ما فكيش اي نقص واللي حصل دا ما يعيبكيش في حاجة..
رفع وجهها ينظر في عينيها بحره الصافي الذي كدره الحزن يهمس بضيق:
- لو أنا اللي ما كنتش بخلف كنتي هتسبيني يا لينا.

اتسعت عينيها بصدمة تهز رأسها نفيا بعنف تنفي مجرد فكرة الابتعاد عنه من رأسها، ليمد يده يضع رأسها على صدره يهمس:
-طالما لاء، ليه بقي المناحة دي، شيلي اي فكرة هبلة من دماغك، وبعدين عايزة عيال تاني ليه عندك 3 عيال يا مفترية
امسك كف يدها يعد عليه يهتف بمرح:
- لوليتا وزيدان وأنا
رفعت وجهها تنظر له تبتسم بسعادة ليرقص وجنتها بخفة يهمس بمرح:
- يلا بقي يا ماما قومي اعملي لابنك حبيبك الاكل...

عانقته بقوة لتتجه ناحية المطبخ تحضر له الطعام وقلبها يرقص من الفرح عشقه له بات صعب حتى وصفه بأجمل القصائد
وقفت في المطبخ تحضر له الطعام لتسمعه يصيح بصوت عالي، :
ما تنسيش تحمري بطاطس شيبسي يا ماما
ضحكت بياس لتتجه إلى المطبخ تصنع له ما يريد وهو يتصرف كطفل صغر ليخفف عنها حزنها فيسرق منها شرائح البطاطس وهي تصرخ فيه ان يتوقف له، التفت تنظر له بغيظ تمسك بمعلقة الطعام الخشبية تهتف بحنق:.

خالد بطل تسرق البطاطس قبل ما اخلص الاكل
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه ليقترب منها يأكل بعض شرائح البطاطس وقف أمامها يهمس بمكر:
بتزعقي لابنك يا ماما اخس على الأموة اخس
كبحت ضحكتها بصعوبة تعقد جبينها بضيق مصطنع تهتف:
ما هو انت اللي مش عايز تخليني اخلص الاكل وبعدين اسمها امومة مش اموة
اتسعت ابتسامته الخبيثة ليمد ذراعه بلفه حول خصرها يقربها منه يهمس بمكر كأنه يفكر:.

يعني هي اسمها امومة مش اموة طب ليه بيقولوا ابوة مش ابوبة، لا لا سؤال مهم ومحتاج تفكير
شهقت في صدمة حينما وجدت نفسها بين ذراعيه يحملها، نظرت له بذهول لترى ابتسامته الماكرة التي تعرفها جيدا تتراقص على شفتيه لتهتف سريعا بتوتر:
- خالد الاكل
اتجه بها إلى اعلى متمتا ببرائة زائفة:
-اكل ايه بس في المشكلة الرهيبة، احنا لازم نعرف ليه اسمها امومة مش اموة طب ليه بيقولوا ابوة مش ابوبة الموضوع كبير كبير
Back.

فاقت من شرودها الجميل على يده تلوح أمام وجهها اجفلت تنظر له بابتسامة ناعسة لتمسعه يهتف:
ايه يا بنتي روحتي فين
هزت راسها نفيا تبتسم بحب: لا ابدأ أنا معاك اهو
انتبهت على صوت حماتها تهتف بنبرة صفراء ساخرة:
اللي واخد عقلك يا حبيبتي
اتجهت ناحية خالد تربط على ذراعه تبتسم:
روحي يا حبيبي أنت غير هدومك وريح شوية على المغرب وابقى معلش خلي مراتك تنزل تساعدني في المطبخ.

حرك رأسه ايجابا نظر ناحية لينا ليجدها غير موجودة بحث عنها بعينيه لا أثر لها زيدان يجلس كالعادة هادئا وصغيرته تلعب مع أخيه وزوجته انتبه على صوت والدته تهتف ساخرة:
اظاهر كدة إن مراتك ما عجبهاش الكلام فخدت بعضها وطلعت من غير حتى ما تقول
نظر لوالده بلوم يعاتبها بنظرات عتاب صامت على طريقتها الجافة في معاملة زوجته.

تركهم متجها إلى أعلى دخل غرفته يبحث عنها ليجدها تجلس على الفراش توليه ظهرها تنهد بضيق ليقترب منها، يبدو إنها شعرت به فبدأت تمسح دموعها سريعا وهو رآها وهي تفعل ذلك
اقترب منها يجلس جوارها مباشرة هاتفا بمرح ليخفف عنها:
- الجزمة بنتك فضحتنا أنا منحلف، على آخر الزمن بقيت منحلف
خرجت ضحكاتها رغما عنها ليمد يده يمسح بقايا دموعها وضع رأسها على كتفه يهمس بمرح:.

- برميل أحزان واتفتح يا بت افهمي البطل في الروايات اللي انتي بتقريها يقول للبطلة بنحنحة كدة لو خيروني بين روحي وبينك هختارك انتي، طب انتي روحي لو خيروني بين روحي وبينك هتبقي هي هي ولا ايه
تعالت ضحكاتها السعيدة لترفع رأسها عن كتفه تنظر له بسعادة ليغمز لها بطرف عينيه هامسا بخبث:
- صحيح هو البوس بيفطر ولا لاء.

كورت قبضتها تضربه على كتفه بخفة ليقطاعهم دخول إعصار صغير متمثل في الصغيرة اقتحمت الغرفة تصيح بحمااااس:
مامي بابي مامي بابي...
امسكها خالد من تلابيب ملابسها من الخلف كالارنب يرفعها عن الارض يهتف بحنق:
- انتي يا اوزعة انتي أنا مش قايلك ميت مرة تخبطي على الباب
نفخت الصغيرة خديها بغيظ كما تفعل والدتها عندما تغضب لتبدأ بتحريك يديها وقدميها بغيظ تحاول تحرير نفسها من قبضة والدها تهتف غاضبة
: بابي نزل لوليتا.

التقطها لينا تحملها بين ذراعيها تضحك بمرح ترتب ثياب الصغيرة:
- في ايه يا لوليتا
نظرت الصغيرة لوالدها بغيظ لتنظر لوالدتها تهتف:
- تيتا بتقولك انزلي عشان تعملي معاهم الأكل
هزت رأسها إيجابا تنزل الصغيرة تربط على رأسها برفق:
-روحي يا حبيبتي العبي مع زيدان وعمو عمر وانا جاية وراكي.

بدلت ثيابها بعباءة منزلية مريحة لفت حجابها لتبعث له قبلة في الهواء وتنزل إلى أسفل سريعا، بينما ابتسم هو بحزن من تغير والدته المفاجأ تجاه لينا، نزل إلى أسفل قاصدا مكتب والده ليجد زيدان يجلس بهدوء تام ينظر لقطع الشطرنج على الطاولة أمامه، حمحم بابتسامة يلفت انظارهم لينظر له والده:
- تعالا يلا دور شطرنج عشان تعلم زيدان ازاي يلعب.

ابتسم بهدوء اقترب من الصغير يلاعب خصلات شعره بحنان ليجلس أمام والده يلاعبه بتلك القطع والصغير يراقب بصمت وحذر كل ما يحدث.

في المطبخ
وقفت لينا جوار تالا يتضحكان وهن يطهوان الطعام، بينما زينب في الخارج تقطع الخضروات أمام احدي مسلسلات رمضان الشهيرة، ضحكت تالا بمكر تصدم كتفها بكتف لينا تهتف ضاحكة:
- شوفتي حلقة إمبارح من المسلسل يا عُمرري
ضحكت لينا في المقابل تهتف:
- اسكتي بكلم خالد في التليفون بقوله وحشتني يا عُمري بنفس طريقة فدوة كدة، راح قالي ربنا ياخدك يا فدوة وراح قافل السكة
اقتربت تالا منها تهمس بمكر:.

- صحيح يا عُمري ماما زينب كانت قالتلي انك سافرتي انتي وخالد شهر عسل قبل رمضان احكيلي بالتفصيل عايزة اعرف
ضحكت بحسرة تهز رأسها نفيا:
- دا كان أسبوع ما يعلم بيه الا ربنا، هحيكلك.

Flash back
وقفت السيارة أمام عمارة سكنية نوعا ما، نزل منها اولا ليتلف حولها يفتح لها الباب، وضعت يدها في يده يساعدها على النزول
نزلت تنظر حولها بسعادة الجو رائع صوت تلاطم أمواج البحر كسفونية عذبة تدق في أذنيها، نظرت له تبتسم بسعادة:
- المكان جميل اووووي بجد، بس ليه ما رضتش ناخد لوليتا يا خالد
اقترب منها يهمس بجانب اذنها بعشقه الجارف:.

- دا شهر عسل بتاعي أنا وانتي وبس عايز اعوضك عن كل اللي فات عايزك تحسي انك عروسة كل يوم
احمرت وجنتيها خجلا تكاد تنصهر من همسه العاشق الذي يذيب قلبها برفق حتى صارت بارادتها أسيرة قلبه العاشق، ابتعدت عنه تحمحم بخجل تحاول مدارة خجلها تهتف بتوتر:
- ااااا، اااا انا عايزة انزل البحر
ضحك يعرف انها تحاول تغيير الموضوع لتداري خجلها رغم مرور كل تلك الاعوام لازالت تخجل منه:.

- لا يا ستي هتعومي، أنا حاجز شاطئ خاص ليا وانتي بس
في لحظة انقلب وجهها ضيقا قطبت جبينها بضيق تنظر له بحنق:
- وفيها ايه يعني لو نزلت البحر وسط الناس أنت مش خلاص اتعالجت
رفع حاجبه الأيسر ينظر له بغيظ، ليقترب منها وقف أمامها مباشرة لا يفصلهم فاصلة...
يهمس بحسيس مستعر:
- أنا اتعالجت عشان ما آذيش لوليتا، ما اتعالجتش عشان ابقي قرني
عقدت ساعديها أمام صدرها تهمس بحنق:
- ماشي يا خالد باشا السويسي.

ابتسم بثقة يدس يديه في جيبي بنطاله هاتفا:
- قسما بالله لو كنت بياع درة مش خالد باشا السويسي ومراتي نفسها الترعة مش البحر هنزلها أن شاء الله الساعة 2 بليل بس ما حدش يلمح سنتي من جسم مراتي
ابتسمت تنظر له بسعادة اتجها إلى الشقة راحة قليلة واتجها إلى الشاطئ، شاطئ فارغ تماما لها هي فقط، أصبحت تعشق السباحة بعد ما علمها كيف تصبح حورية البحر تحب البحر ليحبها هو الآخر.

ولكن في هذا اليوم بالغت لينا كثيرا، بقيت في المياة ساعات، قفز خالد في المياة متجها ناحيتها إلى ان وصل قريبا منها يهتف بجد:
-كفاية يا لوليتا انتي بقالك يجي ساعتين في الماية كدة هتتعبي
التفتت له تضحك بسعادة ترش الماء عليه تصيح بسعادة:
- الماية حلوة اوي يا خالد عشان خاطري شوية كمان بقالي كتتتتتيرررر ما نزلتش الماية.

ولأنه أقسم على أن فقط يسعدها في تلك الرحلة وافق بعد ساعات عادا إلى المنزل منذ أن خرجت من المياة وهي تشعر باضطراب غير مبرر تحاول تجاهله قدر الامكان ما أن عدا إلى تلك الشقة الصغيرة بدلت ملابسها سريعا ترتمي على الفراش تدثرت تحت الغطاء تشعر بجسدها يرتجف من البدر، بينما نزل خالد ليشتري بعض الطعام، دخل إلى الغرفة يصيح عليها برفق:
- لوليتا صحصح يلا يا حبيبي عشان ناكل، لوليتا، لوليتا.

تسرب القلق إلى قلبه ليقترب منها يهز كتفها برفق يشعر بجسدها يرتجف تحت يده مد يده تلقائيا يتحسس جبينها ليجد جسدها يكاد ينصهر من شدة حرارته شخصت عينيه ذعرا يحاول افاقتها، يصيح بقلق:
لينا اصحي يا حبيبتي لينا
فتحت عينيها بقدر بسيط تنظر له بوهن، ازاح عنها الغطاء الثقيل حملها متجها إلى المرحاض انزلها ارضا يهتف بقلق: لوليتا ركزي معايا يا حبيبتي خدي دش بارد على ما اشوف دكتور.

هزت رأسها إيجابا بوهن ليخرج من الشقة سريعا يبحث هنا وهناك، بينما هي انتهت من حمامها البارد بدلت ملابسها تجلس على الاريكة تنتظره عاد بعد دقائق ومعه حقيبة دواء صغيرة بالكاد تحدثت بوهن: لقيت دكتور
هز رأسه نفيا بضيق يهتف بقلق: سألت في كل حتة ما فيش دكاترة قبل بكرة بليل واحنا هنا في حتة مقطوعة يا رتنا ما جيبنا، بس أنا جيبتلك علاج خافض للحرارة من الصيدلية.

بعد قليل كانت تضع رأسها على قدميه وهو يضع الكمادات الباردة على رأسها لترفع رأسها فجاءة قامت من مكانها ليسالها بقلق: رايحة فين
نظرت له تبتسم بتوهان: هروح الحمام...
نظرت للكرسي الفارغ جانبه تبتسم بتعب: عن إذنك يا ماما
نظر للكرسي بجانبه يعقد جبينه بقلق هاتفا: انتي بتكملي مين
اشارت إلى الكرسي تبتسم بشخوب:
ماما يا خالد
نظر للكرسي يبتسم بحسرة:
لمؤخذة يا حماتي والله ما شوفتك.

تركته واتجهت إلى المرحاض ليتجه هو إلى ذلك الكرسي ينظر له بشك ليضحك بيأس يبدو أن حرارتها اثرت عليها، خرجت من المرحاض متجهه إلى الفراش ليتجه اليها يحمل طبق حساء ساخن جلس أمامها:
- كلي يلا عشان تاخدي الدوا
نظرت لطبق الحساء لتنفجر في البكاء تصيح بحرقة:
حررررررام عليك إنت بتعمل فيا كدة ليه، لييييييييه، ليه مش عاوز تجبلي كفتة أنا نفسي في الكفتة، ليه بتحرمني من الكفتة.

شخصت عينيه بصدمة يضع الطبق على الطاولة يهتف سريعا:
- هجبلك كفتة والله العظيم هجبلك انتي ما طلبتيش اصلا، هجبلك والله هجبلك
مسحت دموعها الغزيرة تهمس باكية: وطحينة
وعيش شامي وبيبسي
في اليوم التالي اخذها متجها إلى الطبيب في طريقهم رن هاتفها برقم والدها يطمئن عليها نظرت لاسم والدها بتعجب لتفتح الخط تهتف بضيق: أنت مين.

أبعد جاسم الهاتف عن أذنه يتأكد من رقم ابنته ليعاود محادثتها مرة اخري هاتفا بتعجب: أنا بابا يا لوليتا انتي كويسة يا حبيبتي
قطبت جبينها بضيق تهتف بحدة تشد على الهاتف: بابا مين أنت هتهزر، وبعدين ايه انتي كويسة دي أنت هتصاحبني
سحب خالد الهاتف منها ليسمعها تهتف بحدة: اتفضل يا سيدي واحد بيعاكس وبيقولي أنا بابا
وضع الهاتف على أذنه ليجد صوت جاسم والدها يهتف بقلق: هو في إيه يا خالد يا ابني هي لينا كويسة.

تلك الصغيرة جنت بالتأكيد طمأن والدها ليغلق الخط متجها بها إلى عيادة الطبيب
Back.

ضحكت بمرح مكملة:
وحقيقي ورتله يومين زي الفل ومن ساعتها حلف ما انا نازلة الماية
انفجرت تالا في الضحك تمسح دموعها المناسبة من شدة ضحكاتها:
يخربيت عقلك دا انتي بتبقي مصيبة لما بتسخني
في الخارج لازالت زينب تشاهد ذلك المسلسل باندماج قاطعه صوت دقات على باب المنزل وضعت ما في يدها متجهه إلى باب المنزل فتحت الباب لتتسع ابتسامته ارتمت بين ذراعي الواقف تصيح بسعادة:
حمزة يا حبيب أمك وحشتني يا ضنايا.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  23-12-2021 02:53 مساءً   [111]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال فصل خاص 2

في غرفة المكتب، ابتسم محمود بهدوء يحرك قطعة الشطرنج ليطيح بها قطعة الملك الخاصة بخالد:
- كش ملك يا عم خالد
ضحك خالد يعبث في شعره بحرج هاتفا:
- ماشي يا حج مقبولة منك
قام محمود يربط على كتف زيدان ناظرا لخالد مغمغما بهدوء:
- لاعب زيدان، وأنا هقوم اقرأ قرآن
هز رأسه إيجابا ينظر للصغير الهادئ، جلس زيدان مكان محمود بينما اعاد خالد القطع يرتبها مكنها ليسمع صوت زيدان يهمس بهدوء:
- أنت ليه خسرت نفسك.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي خالد ينظر لزيدان بطرف عينيه مغمغما:
- عشان ما ينفعش اخسر جدك، بس عادي جدا اخسرك، العب يلا
وجه زيدان نظراته الخاوية إلى لوح الشطرنج ينظر للقطع ينسج الكثير من الخطط في رأسه هدوء مريب مخيف لا يتناسب تماما مع فتي في عمره مد يده ليحرك اول قطعة، لتتوقف يده حينما سمع صوت الخالد يهمس بحزن على حاله:.

- أنت ليه عامل في نفسك كدة، ليه عايز تكبر قبل آوانك، ليه عايز تتعلم تدرب على السلاح في سنك دا، عيش طفولتك يا ابني دي الحاجة الوحيدة اللي مش هتقدر تعوضها
رفع زيدان وجهه ناحية خالد يناظره بأعين انحبس فيها الدموع لتمعنها بصعوبة من الانهمار هز رأسه نفيا يبلع غصته المريرة هامسا بمرارة:
- عشان مش عايز ابقي ضعيف، مش عايز حد يستضعفني تاني، عايز أخد حقي.

نيران الانتقام التي تنبعث من بين كلمات زيدان نيران حادة مخيفة تنتظر فرصتها لتحرق الجميع، حرك زيدان قطعة واحدة ليشيح بوجهها في الاتجاه الآخر يمسح دموعه التي على وشك السقوط بعنف، تنهد خالد يتحسر على حال الصغير، ليلفت نظره في تلك اللحظة أصوات عالية متداخلة يعلوهم صوت والدته تناهي إلى اسماعه اسم حمزة، هب سريعا متجها إلى الخارج يهتف في زيدان:
- تعالا ورايا يا زيدان.

خرج متجها إلى الصالون الواسع لترتسم ابتسامة واسعة سعيدة على شفتيه اخيرا بعد مرور ثلاث سنوات ويزيد قرر العودة، اتجه ناحيتهم ليقف حمزة سريعا متجها إليه هو الآخر نصفان اكتملا، عانق كل منهما الآخر بقوة عناق أخوي حار، لتتساقط دموع حمزة يهمس بألم:.

- وحشتني يا اخويا، سامحني طول السنين اللي فاتت وأنا مكسوف أجي مش عارف ازاي هحط عيني في عينيك، رغم كل الوقت اللي عدي بس أنا مش قادر اسامح نفسي على اللي حصلك بسببي
رفع خالد احدي يديه يربط بها على رأس أخيه يبتسم برفق سعيد بعودة اخيه
« في المطبخ »
اختلست تالا النظر للخارج لتعود للينا تصفق بحماس:
- واضح أن ابيه حمزة جه من السفر أنا ما شفتوش قبل كدة، هروح أسلم عليه.

تقدمت للخارج لتلفت برأسها للينا تنظر له بتعجب:
- مش هتيجي
بالكاد رسمت ابتسامة باهتة على شفتيها تحرك رأسها خرج صوتها بالكاد:
- هحصلك.

هزت تالا رأسها إيجابا لتخرج سريعا بحماس بينما وقفت هي في دوامة عاصفة من الإفكار والمشاعر، حمزة اياد كابوسها السابق الذي طالما ارقها ليلا يجلس خارجا تتعانق ضحكاته مع ضحكات زوجها، سامحته قالت ذلك سابقا انقذ حياتها دمه يسري بين اوردتها لولاه لكانت ماتت هي مدينة له ولكن لا تعرف لما شعرت بقبضة مخيفة تعتصر قلبها ما أن سمعت صوته، مسحت وجهها بكفيها لتخرج من المطبخ تجنبت غرفة الصالون التي يتواجدون فيها لتتجه مباشرة إلى غرفتها، دخلت إلى الغرفة واغلقت الباب تجلس على الفراش تتساقط دموعها بحيرة هي حتى لا تعرف لماذا تبكي، سمعت صوت دقات على باب الغرفة ظنته خالد مسحت دموعها سريعا تهتف بصوت جاهدت في جعله متزن:.

-ادخل يا خالد
تحرك مقبض الباب بهدوء لينتفتح جزء صغير للغاية يظهر صوت الصغير زيدان:
- أنا زيدان يا مرات خالي ممكن ادخل
رسمت ابتسامة واسعة باهتة على شفتيها تهتف:
- تعالا يا زيزو، تعالا يا حبيبي
دخل الصغير ينظر ارضا بحرج، اقترب من الفراش حيث تجلس جلس بعيدا عنها ينظر ارضا يفرك يديه بتوتر يهتف بارتباك: حضرتك كويسة اصل أنا شوفتك وأنتي يعني طالعة وكان شكلك بتعيطي.

ارتسمت ابتسامة صغيرة شاحبة على شفتيها مدت يدها تربط على شعره البني الناعم تهتف بمرح زائف:
- أنا كويسة يا زيزو، يمكن من البصل بيخلي عينيا تدمع
هز رأسه نفيا ينظر لها بعتاب يهتف بجد: -
-أنا مش صغير، ما تعاملنيش على اني صغير، انتي زعلانة مش البصل، وأنا أسف إني اتدخلت وسألتك عن إذنك يا مرات خالي
قام ليرحل ليسمع صوت لينا تهتف بتعجب: استني يا زيدان
التفت لها دون أن ينطق بحرف لتكمل هي بمرح:.

- طب يا سيدي ما تاخدش الموضوع على صدرك اوي كدة...
ربطت على الفراش جوارها تبتسم بحنو:
- تعالا يا حبيبي اقعد
تنهد الصغير بضيق ليقترب من الفراش جلس جوارها ينظر أرضا ينكس رأسه لأسفل جلست جواره تنظر للأمام تبتسم بشرود:
- تعرف كتير بشتاق لأيام طفولتي
رفع زيدان وجهه ينظر لها هامسا بمرارة:
- كانت سعيدة
رفعت كتفيها تبتسم بحنين هاتفة:.

- يعني من دا على دا، لما كنت مع خالك كانت جميلة صحيح خالك كان عصبي من صغره بس كانت أيام جميلة...
اندثرت ابتسامتها تتنهد بحزن:
- بس لما والدي خدني بعيد عنه غصب عني. شوفت أيام وحشة أوي، والدي كان قاسي عليا أوي وأنا صغيرة، بس تبقي في ذكريات جميلة بنفكرتها لما نكبر ونبتسم...
التفت برأسها ناحيته تسمح بيدها على شعره برفق تبتسم في مرح:
- ليه مش عايز تعمل لنفسك ذكريات...

اندثرت ابتسامتها تجمدت يديها على شعره حينما سمعت صوته الهامس الذبيح:
- أنا بقي ما شفوتش ولا يوم حلو في حياتي من ساعة ما بدأت اشوف الدنيا، وجودي معاكوا رحمني من اللي كنت بشوفه، مش عايز ابقي طفل
انسابت دموعه بغزارة يهز رأسه نفيا بعنف يكرر بحسرة: مش عايز، مش عايز.

لم تعي بنفسها سوي وهي تعانقه بقوة لينفجر هو في البكاء بكاء حبسه لأعوام تربط على رأسه، إلى أن شعرت به يهدئ، ابعدته عنها تمسح برفق دموع عينيه تبتسم بحنانها المعتاد:
- بص بقي احنا نفتح صفحة جديدة من اول سطر، مش هنتكلم من النهاردة أنت إبني
رفعت سبابتها تهتف بمرح: من النهاردة تقولي يا ماما فاهم يا استاذ زيزو، وبعدين بص عينيك زرقا زيي ازاي.

ابتسم الصغير ابتسامة باهتة شاحبة يهز رأسه نفيا يهمس بألم: ما اقدرش اقولك يا ماما
عقدت جبينها بتعجب تربط على كتفه برفق:
- ليه يا حبيبي
رفع وجهه ينظر لها يهمس بألم:
- عشان انتي أحسن منها، أنا عارف أنك بتحبيني زي لوليتا وما بتفرقيش ما بينا، أنك بتحاولي تعملي اي حاجة عشان تسعديني بس اللي هي عملته فيا دمرني.

أمسكت كتفيه برفق تعقد جبينها بجد تهتف بحماس: ما فيش اسمها دمرني، أنا مش هسيبك يا ابني للحالة اللي انتي فيها دي مهما عملت، مش عايز تقولي يا ماما خلاص براحتك إن شاء الله تقولي يا لينا، أنا وخالك هنبقي دايما جنبك مش هنسيبك ابدا، هتكبر وهتنجح، وهتبقي احسن واحد في الدنيا
وهتبقي عريس زي القمر وأنا اللي هخترلك عروستك يا سيدي، فكر في بكرة، اللي حصل مهما كان صعب هتقدر عليه...

هتفت بمرح مكملة: اضحك بقي يا عم فكها ما تبقاش قفوش زي خالك
ابتسم الصغير لأول مرة ابتسامة صافية طفولية بريئة لتعبث لينا في شعره بمرح تضحك بسعادة وقد نسيت تماما ما كان يقلقها...
دخلت الصغيرة في تلك اللحظة تنظر لزيدان بغيرة، لكونه يجلس مع والدتها تضحك معه، دخلت إلى الغرفة تصيح بحماس تحاول جذب انتباه والدتها:
- ماما، شوفتي عمو حمزة جاب ايه للوليتا.

اندثرت ابتسامة لينا ما أن سمعت اسم حمزة لترسم ابتسامة مصطنعة على شفتيها:
- جميل يا حبيبتي
نظرت لزيدان تربط على وجنته برفق:
- انزل يا حبيبي سلم على خالك عشان ما يزعلش منك
حرك الصغير رأسه ايجابا يهتف بهدوء:
- حاضر، يا ماما.

ابتسمت بسعادة بينما أحمر وجه الصغير خجلا خرج من الغرفة تحت نظرات لينا السعيدة ونظرات الصغيرة المشتعلة بالغيرة، هرولت ناحية والدتها لتلتقطها لينا تجلسها تزم شفتيها بضيق تعقد ذراعيها أمام صدرها قبلت لينا وجنتها الحمراء المنتفخة تبتسم بحنو:
- مالك يا ست لوليتا
قطبت الصغيرة جبينها غاضبة تهتف بضيق طفولي:.

- لوليتا زعلانة من ماما، عشان ماما قاعدة مع زيدان وبتضحك مع زيدان، لوليتا مش بتحب زيدان، وماما مش بتحب لوليتا
مدت يدها تسرح شعر الصغيرة البني الطويل تبتسم بحنو:
ماما بتحب لوليتا وزيدان الاتنين قد بعض ما ينفعش تغيري من زيدان لوليتا وزيدان أخوات
تفاجاءت بصوته يهتف بجد وهو يدخل إلى الغرفة:
- لينا وزيدان مش تخوات.

رفعت وجهها اليه تقطب جبينها بتعجب مما يقول، لتنسل الصغيرة من بين يديها تركض ناحية والدها التي حملها متجها بها ناحيتها جلس خالد جوارها على الفراش يداعب شعر الصغيرة هاتفا:
- لوليتا اجري يلا العبي مع عمو حمزة بيسأل على لوليتا
ضحكت الصغيرة بحماس لتفر راكضة إلى الخارج تضحك بطفولة، ابتسم خالد بهدوء ليلتفت برأسه إليها يطالع نظراتها الشاردة يهتف بجد: قاعدة لوحدك هنا ليه
حركت رأسها نفيا تحاول الابتسام:.

- لا ابداا أنا بس دروخت شوية من الصيام
قرص وجنتها برفق يعاتبها:
- بتكذبي وانتي صايمة...
تنهدت بضيق تحاول الا تنظر له حتى لا يكشف كذبها هاتفة:
- أنا مش بكذب أنا فعلا تعبانة من الصيام
قام ممسكا بيدها جذبها برفق لتقف هاتفا:
- طب قومي يلا انزلي تقعدي معانا تحت مش هتفضلي هنا لوحدك.

حاولت الاعتراض ولكنه شدد على يدها برفق يجذبها لتجاوره، يعرف ما بها يشعر بقلقها، اراداها أن تواجه لا أن تختبئ، جذبها مشددا على يدها كأنه يخبرها لن يجرؤ احد على إيذائك مهما كان، اما هي مشت جانبه تبلع لعابها بارتباك بين حين وآخر تود الهروب بعيدا تمر الذكريات القديمة امام عينيها ككابوس مخيف، ازداد وجيب دقاتها عنفا حينما دخلت بصحبته إلى غرفة الصالون اختطفت نظرة سريعة لوجوه الحاضرين لتتنهد براحة أنه ليس منهم، جلست جوار خالد، جلسة اسرية مرحة الجميع يضحك سعيد الا هي، تختلس نظراتها لمايا بين حين وآخر لتجدها صامتة تشارك بكلمات قليلة مع تالا زوجة عمر، تلك الفتاة المرحة التي تحب الجميع، محظوظ عمر بها، قامت فجاءة تنظر لخالد تبتسم بتوتر:.

- انا هروح اشوف الاكل عن اذنكوا
بخطي سريعة اتجهت للخارج كادت أن تخرج لتتنصم قدميها مكانها حينما رأته يدخل إلى الغرفة، تسارعت دقاتها خوفا، تنظر له بقلق ظاهر، بينما ابتسم هو ببشاشة مد يده يهتف بابتسامة واسعة:
- ازيك يا لينا عاملة إيه
هتف عقلها في تلك اللحظة يصرخ فيها:
- انتي سمحتيه يا لينا، انتي قولتي أنك سامحتيه، سامحتيه
ليصرخ قلبها بفزع مرددا: لااااا.

صرخ بها قلبها ولسانها صرخت بغضب تنظر له بكراهية: لاااااا، لاااااا
دفعته في صدره بعنف حتى أنه سقط أرضا ينظر لها بذهول، بينما شهقت زينب بفزع تضرب بيدها على صدرها:
- يالهوي ابني
خرجت لينا راكضة إلى غرفتها، اتجه خالد ناحية أخيه يساعده على النهوض كاد أن يخرج متجها اليها، يعرف انها خائفة غاضبة تحتاجه ليشعر بيد تقبض على ذراعه بقوة التفت ليجد والدته تنظر له عينيها تقدح منها الشرر صاحت بحدة:.

- جري ايه يا بيه ما بقتش قادر تحكم مراتك، شوفت عملت ايه في أخوك، سيبتها تتفرعن يا أبن زينب، مش كفاية اننا قابلينها على عيبها
لا يعرف كيف فعل ذلك ولكنه وجد نفسه فجاءة دون سابق انذار ينفجر صائحا، يكفي زوجته لاقت ما يكفي ويزيد طوال تلك المدة الماضية:.

- عييييب ايييه يا أمي حرام عليكي، مراتي مش معيوبة ومش هسمح لاي حد مهما كان أنه يعيب فيها، ليه يا أمي ليه بقيتي بتكرهيها عشان ذنب هي اصلا مالهاش ذنب فيه، زعلانة عشان زقت ابنك...
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يهتف بتهكم: معلش حلاوة روح، اصل حمزة وقع عليها كوباية القهوة وسخ الفستان بتاعها.

قبضت والدته على ذراعه تصرخ غاضبة: أنت بتتريق عليا يا ابن زينب، خلاص بقيت زي خيبتها كلمتك من رأس مراتك، طب اسمع بقي يا ابن زينب، من بكرة هشوفلك عروسة تانية...
احمرت عينيه غضبا يشد على قبضته بعنف يجز على أسنانه بغيظ فهي اولا واخرا والدته كاد أن ينفجر غاضبا حينما نطقت جملتها الاخيرة، ليسمع صوت حمزة يهتف سريعا:.

- ايه اللي انتي بتقوليه دا يا ماما لينا ما تقصدش أنا عاذرها اللي حصل زمان مش قليل، حرام عليكي تقهريها كدة
في تلك اللحظة تحدث محمود اخيرا يهتف بهدوء:
- أمك معاها حق يا خالد
نظر الرجال لوالدهم بدهشة مذهولين مما قال بينما ابتسمت زينب بانتصار، ليبتسم محمود مكملا: - بس معلش يا زينب سيبي خالد يختار عروسته...
نظر لخالد بغموض يبتسم بخبث:
وابقي اخترلي عروسة معاك، عيلة صغيرة تدلعني كدة.

شهقت زينب بفزع تضرب بيديها على صدرها تصيح بذعر:
- أنت عايز تتجوز عليا يا محمود بعد العشرة دي كلها، هونت عليك يا راجل
قام محمود من مكانه متجها اليها وقف أمامها مباشرة يبتسم ساخرا:.

- العشرة ما تهونش زينب مش كدة، اومال ليه بقي هانت عليكي، مش كفاية كنتي السبب في تعاسة الغلبانة شهد زمان دلوقتي عايزة تقهري لينا، لينا يا زينب دا انتي شلتيها على ايديكي قبل ما حتى فريدة امها تشيلها لينا اللي من وهي صغيرة بتقولك يا ماما..

لينا اللي ولادك الاتنين جم عليها كتير اوي ولما اخيرا الدنيا ضحكتلها وخالد اتغير، وجاسم اللي كان كابوس ليها وهي صغيرة حاله اتصلح جاية انتي تقهريها، عشان إيه ذنب مالهاش ذنب فيه، لو ابنك ما كنش بيخلف، كنتي بردوا هتيجي عليها، عارفة لينا عيبها ايه يا زينب انها دايما طيبة وبتسامح، فلما تيجي تاخد موقف ما بيعجبش حد...
نظر خالد لابنه هاتفا بجد: اطلع يا ابني شوف مراتك زمانها مقهورة من العياط...

رمق خالد والدته بنظره عتاب قاسية ليتركها متجها إلى أعلي...
بينما اخذت تالا الأطفال إلى الحديقة منذ البداية، صعد خالد إلى غرفته سريعا، ليجدها متكومة جوار الفراش ارضا تضم ركبتيها لصدرها تغرق الدموع وجهها اخفاها اخذها بين ذراعيه دون أن ينطق بكلمة، لتتسمك به بقوة تصيح باكية:
- ما تسمعش كلامها عشان خاطري ما تتجوزش، أنا مش هستحمل العذاب دا تاني، مش ذنبي والله مش ذنبي.

شدد عليها بين ذراعيه يهتف بحدة: لحد ما تخرج روحي من جسمي انتي مراتي، لو وصلت اني اعادي العيلة كلها مش هعملك حاجة لا تجرحك ولا تأذيكي كفاية اللي حصل زمان كفاية أوي، أنا اذيتك كتير ومش هسمح لنفسي ولا اي من كان أنه يأذيكي تاني
ابعدها عن صدره يمسح دموعها هاتفا: قومي يلا غيري هدومك، أنا آسف اننا جينا هنا، ما كنتش اعرف أن كل دا هيحصل، يلا ما فضلش غير ساعة على المغرب نلحق نروح.

عشان خاطري ما تمشوش: همست بها والدته من خلفه تقف عند باب الغرفة المفتوح تنظر للينا بندم يفيض من نظراتها ليشيح خالد بوجهه بعيدا غاضبا مما فعلت، تقدمت زينب لداخل الغرفة، ليصدح صوت محمود ينادي على خالد
نظر لوالدته عدة لحظات ليغارد متجها إلى ابيه
بينما جلست زينب جوار لينا ارضا تنظر لها بألم، بلعت لعابها بتوتر تهمس بندم: سامحيني يا بنتي...
نظرت لينا لها نظرات حادة كاره غاضبة ابتسمت ساخرة تهتف بتهكم:.

- عيزاني اسامحك وانتي عايزة خالد يتجوز عليا، عيزاني اسامحك وأنا فجاءة لقيتك من غير ما يكون ليا ذنب بتكرهيني مش طيقاني، ليييه، لو ياسمين مكاني ترضي أن فاطيمة مرات عمي تعمل معاها كدة تعاملها كدة تخلي فارس يتجوز عليها
لاااا، نطقتها زينب سريعا بلهفة أم قلبها انقبض من مجرد فكرة حدوث ذلك لابنتها، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي لينا متجهه ناحية دولاب ملابسها تخرج الملابس:
- كنت عارفة أنه لاء يا حماتي.

وقفت زينب خلفها تهمس بحزن:
- عمرك ما قولتيهالي يا لينا
التفت إليها تبتسم بألم:
- مش دي الحقيقة.

جذبتها زينب تعانقها بقوة تهتف بحزن: لاء مش الحقيقة انتي بنتي، انا اللي شيلتك على ايدي لما اتولدتي، كنت بغيرلك الحفضات وبحميكي وانتي صغيرة أمك ما كنتش بتعرف، يتقطع لساني لو عيبتك بكلمة تاني، او قولت لخالد كدة تاني، عمك محمود عرفني اد قد ايه كنت وحشة معاكي وانتي مالكيش ذنب في اي حاجة سامحي أمك يا قلب أمك وحياة الواد خالد عندك.

في الأسفل جلس خالد على المقاعد يخفي وجهه بين كفيه بينما يجلس حمزة جواره يحاول التخفيف عنه ومحمود وعمر صامتين تماما، إلى أن سمعوا صوت اقدام تنزل على السلم رفع وجهه سريعا ليجد والدته تنزل ممسكة بيد لينا اقتربت منه تبتسم بحزن:
- حقك عليا يا إبني، يتقطع لساني لو قولت في حق مراتك كلمة وحشة تاني
قبل جبينها ويديها يهمس برفق: بعد الشر عليكي يا امي
اقترب من لينا يبتسم بسعادة هاتفا بمرح:.

- سامحتيها يعني على طول اشمعني كنتي بتذلي أهلي على ما تصالحني
بعد قليل جلسوا جميعا على طاولة الافطار لينا وخالد وزيدان ووالدته على احد الجوانب والباقي على الجانب الآخر يترأسهم محمود
زينب تجلس جوار لينا تربط على يديها او رأسها بين حين وآخر كأنها تعتذر لها والصغيرة على قدمي والدها، مدت الصغيرة يدها تجاه احد اطباق الطعام تشير إلى ما فيه:
- ايه دا يا بابي
اتسعت عيني خالد بحرج يهتف سريعا:.

- يعني ايه، ايه دا، لحمة يا لوليتا، ايه مش عرفاها، اللي مامي بتقعد تجري وراكي كل يوم عشان تاكلي حتة
نظرت لوالدها تقطب جبينها بتعجب كأنها تري ذلك الشئ لأول مرة في حياتها:
- لحمة يعني ايه لحمة
أصفر وجه خالد حرجا ينظر للجميع يهتف سريعا:
- لا يا جماعة والله أنا بجيبلهم لحمة والله كل يوم
اقتطع قطعة يضعها في فم الصغيرة يهتف سريعا:
- لوليتا لحمة اللي انتي عرفاها يا حبيبتي دوقي كدة.

اكلتها الصغيرة تهتف بابتسامة واسعة:
- اللحمة حلوة اوي يا بابا انت ليه مش بتجبلنا منها
اتسعت عيني خالد بصدمة يضع يده على جانبه الأيسر يشعر بأنه سيصاب بذبحة صدريه، ليلقي لينا إلى والدتها:
- خدي بنتك دي هتجبلي ذبحة
القتها لينا عليه برفق تنظر بعيدا كأنها لا تعرفهم:
- ولا أعرفها دي مش بنتي، انتوا خطفني اساسا.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 14 من 81 < 1 34 35 36 37 38 39 40 81 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1982 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1471 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1487 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1307 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2513 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسير ، عينيها ،











الساعة الآن 03:03 AM