رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل السابع
نظرت له بتوسل ابنته الصغيرة الحمقاء ترجوه أن يعفو عن حماقتها، ولكن نظراته بقيت باردة خاوية جليدية سمعته يهتف ببرود شديد: أسامحك، لا معلش مش بالسهولة دي انتي تعرفيني بقالك كام سنة أكتر واحدة عرفاني، ازاي تسلمي عقلك لكلام واحدة أنتي لسه شيفاها من دقايق ما تعرفيش هي كدابة ولا لاء ما فكرتيش دقيقة واحدة أنها ممكن تبقي كدابة ما فكرتيش تسأليني حتى كلامها صح ولا لاء.
فتحت فمها لترد ليجده يبارد ببروده المعتاد: لما تتعلمي تثقي فيا وما تسلميش ودانك لكل من هب ودب ساعتها هبقي اسامحك وبدون كلمة اخري تركها وخرج من الغرفة وهي تقف تنظر له وهو يغادر بألم تهاوت على الفراش تنساب دموعها بعنف تشهق في بكاء عنيف ترثي طيبتها وسذاجتها المفرطة.
نزل لأسفل ليجد والدته تجلس مع اخته وزوجة اخيه يشاهدون التلفاز القي السلام ليوجه كلامه لوالدته يهتف بجد: أنا خارج يا أمي وهرجع متأخر ما تخليش لينا تستناني عشان ما تتعبش، عن اذنكوا هتفت زينب سريعا: في رعاية الله يا حبيبى خلي بالك من نفسك، خرج واغلق الباب خلفه لتنظر لياسمين وتالا تهتف بغيظ: شيفين عمايلها منكدة على الواد ليل ونهار عاجبكوا كدة.
ياسمين: والله يا ماما لينا غلبانة أوي وخالد دايما جاي عليها وهي مستحملة وساكتة زفرت بضيق لتهتف: أنا عارفة أنها غلبانة وطيبة بس دلوعة كدة، عاجبك يعني اخوكي بيتقال عليه مجنون بسببها ياسمين: المرض النفسي مش جنان يا ماما.
نظرت زينب لها بضيق تلوي شفتيها بتهكم لتتركهم متجهه الي المطبخ لتنظر ياسمين لتالا تهتف على عجل: بقولك ايه تعالي نطلع نشوف لينا شكلها كدة متخانقة هي وخالد وأكيد دلوقتي هتلاقيها مهرية من العياط هزت تالا رأسها ايجابا بلهفة لتصعد معها الي غرفة لينا.
حمقاء غبية ساذجة لن يسامحها ولن يكمل تلك الجلسات اللعينة كان فقط يذهب إليها لجل خاطرها، كيف بعد كل تلك السنوات لا تثق به.
ادار مقود السيارة منطلقا الي ذلك العنوان يفكر فيها كرهه كونها أصبحت مسيطرة على تفكيره طوال الوقت، اخذ نفسا عميقا ليوقف السيارة أسفل تلك العمارة السكينة ابتسم ساخرا لم يأتي لهنا منذ أعوام، نزل من سيارته يحمل حقيبة جلدية سوداء متجها الي أعلي وقف امام باب تلك الشقة لتعود به ذاكرته لذكري ذلك اليوم الذي عرف فيه خيانتها له، رفع يده يدق الباب عدة مرات بهدوء، ليمسع صوت الباب يفتح بعد لحظات، نظر للواقف أمامه بهدوء لتشخص عينيها بصدمة همست بفزع: خالد.
ابتسم ساخرا يهتف بتهكم: إزيك يا رحاب عاش من شافك وقفت صامتة كأنها أصيبت بالخرس تنظر له بحقد غضب كره خوف استطاع رؤية كل تلك المشاعر العاصفة من نظرات عينيها الكارهه حمحم يهتف بخشونة: هفضل واقف على الباب كتير.
افسحت له المجال ليدخل الي المنزل ينظر حوله بهدوء ليجد ابيها جالسا على كرسي جوار الشرفة، حمحم ليلفت نظره، ليتلفت له اتسعت عينيه بدهشة ما أن رآه يهتف بحدة: أنت جاي هنا ليه وعايز مننا إيه امشي اخرج برة فتح فمه ليتحدث ليجد رحاب تهتف ساخرة: استني يا بابا لما نشوف ايه سر الزيارة الغالية دي، تشرب ايه يا باشا نظر لها بحدة ليهتف ببرود: صايم.
سمع صوت ضحكاتها الساخرة يرتفع ويعلو هتفت من بين ضحكاتها بتهكم: صايم، هي الدنيا جري فيها ايه من امتي والشيطان بيصوم قطب جبينه بغضب ليهتف بحدة: رحااااب أنا مش عايز اغلط فيكي، لو جينا للحق ما فيش شيطان هنا غيرك، انتي السبب في كل اللي احنا فيه... قاطعته تصرخ بغضب: أنا السبب، أنا اللي ضحكت عليك وعيتشك في وهم الحب وفي الآخر طلعت بتحب واحدة تانية وبتحبني بس عشان أنا شبهها...
صرخ هو الآخر بغضب ولكن هناك فارق فزمجرته هزت جدران البيت خوفا منه: ما تعشيش في دور الضحية، انتي وافقتي تتجوزيني عشان فلوسي وعشان تبقي حرم حضرة الضابط خالد باشا، عشان كنتي شيفاني بنك فلوس تسحبي منه وقت ما انتي عايزة وأنا ما اتأخرتش اديتك وبزيادة عايزة ايه تاني.
صرخت بجنون: كنت عايزة أحس انك بتحبني أنا مش هي شايفني أنا مش شايفها هي، بتاخدني أنا في حضنك مش بتاخدها هي، تحب اقولك انت غلطت كام مرة في اسمي ونادتني باسمها.
صفع الطاولة الخشبية التي أمامه بكفيه يهتف بحدة: دا مش مبرر يا هانم للخيانة، كان ممكن بمنتهي البساطة تطلبي مني اننا ننفصل، بس طمعك وجشعك صورلك أنك ممكن تضحكي عليا اهو بتستفيدي مني ما أنا بنك فلوس بقي وتفضلي مع ال، ما يستهالش اني أضيع صيامي لما اشتم واحد زيه ضحكت بقوة لتهتف ساخرة: والله وبقيت شيخ يا خالد دا أنت ما كنتش بتسيب الكاس من ايدك، ولا صحيح عرفت ما هي الست لوليتا رجعت.
دس يديه في جيبي بنطاله يهتف بهدوء: انتي عايزة إيه يا رحاب من الآخر هتفت بحدة: عايزة حقي وحق بنتي اللي ماتت بسببك.
اغمض عينيه بألم يكور قبضة يده يشد عليها حتى ابيضت مفاصله بدأ صدره يعلو ويهبط بسرعة حينما مر أمام عينيه تلك الذكري البشعة حينما رأي جثة ابنته، فتح عينيه ليرتجف جسدها فزعا عينيه حمراء كالدماء ينظر لها بغضب كفيل بحرقها في الحال زمجر بغضب: البنت ماتت بسببك انتي لو كنتي قولتيلي من الأول ما كنتش خليت اي حاجة في الدنيا تأذيها بنتي ماتت بسبب اهمالك وانانيتك، تعرفي لولا سما كان زماني مخلص عليكي من ساعة ما هي ماتت اللي مانعني عنك أنك أمها، عايزة كام يا رحاب.
نظرت له بغضب لتبتسم بشر: عايزة روح بنتك قصاد روح بنتي هاااا شهقت بعنف حينما وجدته أمامها في لحظة يده تضعط على عنقها بعنف ليهرول والدها ناحيته يحاول ابعاده عنها يصرخ فيه، ليلقيها ارضا يهتف باشمئزاز: ما تستاهليش اوسخ ايدي بدم واحدة زيك، ابعدي عني يا رحاب احسنلك أنا لحد دلوقتي مش عايز آذيكي..
القي الحقيبة التي في يده على احد المقاعد: دول نص مليون جنية، أنا مش مديهملك عشان خايف منك انتي اتفه بكتير من أنك تهزي شعره مني اعتبريهم هدية مكافأة اي حاجة المهم مش عايز اشوف وشك تاني لا من بعيد ولا من قريب اظن واضح اتجه الي خارج الشقة يسمع صوتها خلفه تصرخ بجنون: مش هسيبك يا خالد هحرق قلبك على بنتك زي ما حرقت قلبي على بنتي.
خلاص بقي يا لينا كفاية عياط يا حبيبتي هتموتي نفسك هتفت بها ياسمين بشفقة وهي تجلس جوار لينا على الفراش تربط على كتفها بحنو همست بصوت مبحوح باكي: خالد زعل مني يا ياسمين، عشان أنا غبية صدقت اللي اسمها رحاب من غير ما افكر حتى ياسمين بشفقة ؛ خلاص بقي يا لوليتا كلنا بنغلط وانتي عارفة أن خالد بيحبك ومش هيفضل زعلان منك كتير، سيبيه بس يومين تلاتة يهدي وهو بنفسه هيجي يصالحك.
اتسعت عينيها بذعر ؛ يومين تلاتة دا أنا امبارح كنت بموت عشان نايمة بعيد عنه، ما عرفتش أنام غير لما حسيت بيه جنبي وعملت نفسي هبلة الصبح ومش عارفة انه دخل الاوضة تقوليلي سيبيه يومين تلاتة ابتسمت بمكر تهتف بخبث: طب أنا عندي ليكي حل كويس اتسعت عينيها بترقب تهتف بلهفة: ايه قولي.
ياسمين بمكر: بصي يا ستي خالد وهو خارج قال لماما انه هيتأخر وتخليكي تفطري وما تستنهوش، المغرب فاضل عليه ساعة احنا نستني لبعد المغرب بحوالي كدة نص ساعة ونتصل بيه نقوله أنك تعبتي جامد من العياط وما رضتيش تفطري واغمي عليكي وقاطعة النفس وما بتفوقيش هو طبعا هيجي جري وهينسي حتى انه زعلان منك.
هتفت تالا بضيق: يا سلام يا اختي ولما يعرف أنها كانت بتضحك عليه هينفخها وهينفخك بلاش يا لينا لما يجي حاولي تتكلمي معاه وتعتذرليه هتفت ياسمين ساخرة: وانتي تفتكري انه هيسامحها بسهولة كدة انتي ما تعرفيش يا ماما خالد لما يقلب هتفت لينا بحزن: طب افرضي عرف اننا بنضحك عليه.
نظرت لها باهتمام تهتف بحماس: دا بقي يا حلوة يقف على جودة تمثيلك يعني تعملي مغمي عليكي اطول مدة ممكنه ولما يفوقك تعملي تعبانة ومفرهدة وبصوت ضعيف كدة ناعم تهمسي سامحيني يا خالد انا والله بحبك ومش قصدي ازعلك فهماني بلعت لعابها بارتباك تهز رأسها ايجابا تهمس بقلق ؛ ربنا يستر أخبرتها ياسمين بما عليها فعله وحفظته هي جيدا.
بعد أذان المغرب اخذت ياسمين بعض الطعام واخبرت والدتها انها ستفطر هي ولينا وتالا في غرفة لينا حتى لا يتركوها بمفردها صعدت لغرفة لينا لتنظر لها هاتفه بحماس: جاهزة هزت رأسها ايجابا تنظر لها بقلق لتخرج هاتفها تتصل بخالد ياسمين: ايوة يا خالد خالد: خير يا ياسمين.
هتفت بضيق: ابدا أنا كنت متصلة بيك عشان اشتكيلك من مراتك من ساعة ما خرجت وهي ما بطلتش عياط ومش راضية تفطر اديني هو حاطة الاكل قدامها وهي مش راضية تأكل نظرت لتالا تخبرها بأن تتحدث ابعدت الهاتف عن اذنها تقربه من تالا قليلا التي بدأت تصيح بقلق: يالهوي الحقيني يا ياسمين لينا اغمي عليها اتسعت عينيه بذعر ليهتف بحدة: الو ياسمين ردي عليا لينا مالها ردت عليه تصيح بقلق: الحقنا يا خالد لينا قاطعة النفس خالص.
اغلق الخط في وجهها يضعط على دواسة البنزين يقود بجنون متجها اليها ابتسمت ياسمين بانتصار: دا أنا عليا دماغ خالد جاي على هنا دقايق وهتلاقيه هنا تالا بضيق: والله يا ياسمين انتي اللي هتجبيلنا التهزيق بينما كانت تنظر لهم بقلق ليسمع ثلاثتهن صوت سيارته وهي تقف بعنف في حديقة المنزل لتهتف ياسمين بلهفة ؛ خالد جه بسرعة اعملي نفسك مغمي عليكي وانتي يا تالا هاتي ازازة البرفن دي.
في الأسفل فتح الباب ليتجه راكضا الي اعلي وسط دهشة كل من الأسفل يشعر بأن قلبه سيتوقف من الخوف، اقتحم الغرفة بعنف ليجدها مسطحة على الفراش بجوارها اخته تحمل كوب صغير به ماء ترش منه برفق على وجهها وتالا زوجة اخته تحمل زجاجة عطره تمررها أمام أنفها ولكن ما لفت نظره فعلا حركة تنفسها الغير منتظم وجنتيها الحمراء القانية رأي حركة أصابع يدها الخفيفة وهي تقبض على الغطاء فوقها.
ليهتف في نفسه بتوعد: يا ولاد الجزمة بتضحكوا عليا صبرك عليا يا اوزعة على الخضة اللي خضتهالي اتجه الي داخل الغرفة يهتف بقلق: لوليتا مالك يا حبيبتي قامت تالا ليجلس مكانها يربط على وجهها برفق يهتف بقلق برع في تمثيله: فوقي يا لوليتا، قومي يا حبيبتي، قومي يا روحي ومش هزعلك تاني، ياسمين خلي بالك منها على ما أجي خرج من الغرفة بخطي سريعه متلهفة لتفتح عينيها تهمس بحذر: هو راح فين.
همست ياسمين بتعجب: مش عارفة والله، لتهدر بقلق: يا نهار ابيض ليكون راح يجيب دكتور اتسعت عينيها بذعر تهمس بخوف: يا نهار أبيض منك لله يا ياسمين يا رتني ما سمعت كلامك غاب لبضعه دقائق ليسمعوا صوت خطواته يقترب من الغرفة لتغلف لينا عينيها سريعا بينما هتفت ياسمين بتوتر: هو أنت كنت فين يا خالد!
جلس جوار لينا على الفراش يفتح تلك الحقيبة الصغيرة التي اشتراها يهتف بلهفة برع للغاية في تمثيلها: كنت في الصيدلية اللي جنبنا اخرج ما في الحقيبة وبدأ في تجميعه لتتسع عيني ياسمين وتالا بقلق هتفت ياسمين بقلق: هو إيه اللي في ايدك دا يا خالد نظر لها بتهكم كأنها من كوكب آخر ليهتف ساخرا: بذمتك انتي شايفة ايه، حقنة! الدكتور بتاع الصيدلية قالي أنها هتفوقها على طول، تعالي يلا ساعديني.
انتفضت لينا واقفة على الفراش تنظر له بذعر لتصفع ياسمين خدها بصدمة نظر للواقفة على الفراش تنظر له بخوف تحديدا لتلك الإبرة في يده بتوعد ليهتف ساخرا: لاء دا واضح أن الطب أتقدم جامد دا أنا لسه ما ادتهاش الحقنة حتى وقامت نطت ابقوا فكروني ابعت رسالة شكر لصاحب المصنع الأدوية بلعت ريقها بذعر تنظر لياسمين علها تنجدها من تلك الورطة التي وضعتها فيها، لتسمعه يهتف بتوعد: ما بتصيش لياسمين دي لسه دورها جاي.
نظر ناحية ياسمين وتالا يهتف بحدة: انتوا الاتنين برة وحسابكوا معايا بعدين فتحت ياسمين فمها محاولة الدفاع عن تلك المسكينة ليصرخ فيها غاضبا: أنا مش قولت برة، يلا برة انتفضت الفتاتين ليهرولان من الغرفة سريعا بينما ذهب ناحية هو ناحية باب الغرفة واغلقه جيدا بالمفتاح.
التفت لها ينظر لها بغضب ليخلع سترته يلقيها على أحد المقاعد ومن ثم شمر عن ساعديه لتظهر عضلات يديه وعروقه النافرة ليرتجف جسدها ذعرا، ضمت ذراعيها لصدرها تنظر له بخوف همست بتلجلج: أنا آسفة اشار بسبابته الي الفراش ليهتف بحزم: اقعدي.
هزت رأسها ايجابا سريعا بخوف لتجلس على الفراش تقدم ناحيتها الي ان جلس امامها لاحظ أنها لا تنظر إليه بل تنظر لتلك الإبرة التي وضعها على المنضدة الصغيرة جوار الفراش بخوف ليبتسم في نفسه على طفولتها حمحم بحدة لتلتفت له اخفضت رأسها بخزي تهمس بخوف: أنا آسفة أنا والله كنت عايزة اصالحك ما كنتش عارفة اعمل ايه، ياسمين هي اللي قالتلي اعمل تعبانة ومغمي عليا فأنت هتنسي أنك زعلان، أنا ما مش عيزاك تزعل مني.
رفع وجهها بأصابعه ينظر لعينيها الحمراء بحزن ليهمس بعتاب: انتي عارفة أنا زعلان منك ليه انسابت دموعها رغما عنها تهمس بندم ؛ انا آسفة سامحني أنا عارفة أن أنا غبية، بس أنا ما بستحملش اشوف حد بيعيط قلبي بيوجعني أوي، انا عارفة اني ساذجة وهبلة بس والله دي طبيعتي إنت عارف لو شوفت واحدة قدامي بتعيط وهي بتشتم فيا هكره نفسي أوي حتى لو أنا ما عرفهاش اصلا ولا عمري عملتلها حاجة.
ابتسم رغما عنه ليأخذها بين ذراعيه يسرح شعرها بأصابعه يهمس بحنو: انتي طيبة وبريئة واللي زيك في الدنيا ما بقوش موجودين خلاص، أنا بس عايزك تثقي فيا أكتر من كدة هتفت سريعا: أنا والله بثق فيك جدا، سامحني والله غلطة ومش هتتكرر أبعد رأسها عن صدره يمسح دموعها بإبهاميه ابتسم بحنان: خلاص يا ستي مش زعلان أنا اصلا ما بعرفش ازعل منك ابتسمت باتساع لتهتف بحذر: طب ممكن اطلب منك طلب.
ختف بابتسامة حانية: بس كدة انتي تؤمري فركت يديها بتوتر تهتف بارتباك: رمضان قرب يخلص وأنت ما خرجتنيش ولا يوم نفسي اروح الحسين وخان الخليلي والاماكن دي سمعت انها بتبقي جميلة خالص في رمضان عشان خاطري يا خالد زفر بضيق: ضروري يعني مدت يدها تداعب لحيته النامية تهمس بدلال: أنا قولتلك عشان خاطري شوف أنا ليا خاطر عندك ولا لاء قرص وجنتها برفق: ماشي يا ستي روحي يلا البسي نروح نصلي التراويح واخرجك.
صرخت بحماس لتقبله على وجنته ومن ثم أسرعت الي دولاب ملابسها تخرج منه الملابس سريعا بعد الانتهاء من صلاة التراويحوقف خالد بسيارته امام منزل والده محمود: انتوا مش هتنزلوا ولا ايه خالد مبتسما: لاء يا حج معلش اصل ست لوليتا عايزة تتفسح محمود مبتسما: ماشي يا سيدي خلي بالك منها خالد مبتسما: في عينيا يا حج نزل محمود وزينب من السيارة فادار السيارة وانطلق الي الحسين خالد: انتي يا اوزعة تعالي اقعدي جنبي.
رفعت رأسها بغرور مصطنع تهتف بترفع: سوق يا سواق وانت ساكت رفع حاجبيه بدهشة يهتف بذهول: لا يا شيخة بقي كدة، مااااااااشي ترك مقود القيادة والتف برأسه اليها، لتسع عينيها خوفا تصرخ بفزع: أنت بتعمل ايه انت اتجننت امسك الدريكسيون يا خالد هنتقلب عااااااا ابتسم بثقة: هتيجي تقعدي جنبي مش كدة هزت رأسها ايجابا سريعا: طبعا طبعا!
جلست بجانبه تنظر له بغيظ بين الحين والآخر من تصرفاته المجنونة التي ستودي بهما الي الهلاك وصلت السيارة الي الحسين نزلا منها ليغلق السيارة ومن ثم أخذها وبدآ وهي تنظر حولها بسعادة تفيض من نظراتها لتهتف بسعادة: الله المكان هنا جميل أوي، بس انت ليه ما رضتش ناخد لوليتا معانا خالد: المكان هنا زحمة جدا وخصوصا في رمضان وأنا مش عايزها تتخبط ولا تعيا من الهوا.
هزت رأسها إيجابا امسك يدها وسار معا وهي تنظر حولها بانبهار كالاطفال حتى وصل بها أمام احد المطاعم يبتسم بخبث: وصلنا نظرت الي ما يشير لتجده محل غريب الشكل لينا باستفهام: ايه دا ايه المحل الغريب دا خالد: دا احسن مصمت في الحسين عقدت جبينها بتعجب: يعني ايه مصمت دي! خالد: تعالي وهتشوفي.
دخل بصحبتها ليجد صاحب المحل يهرول ناحيتهم يهلل بصوت عالي: يا اهلا يا اهلا يا باشا احسن ترابيزة للباشا فينك يا باشا بقالنا كتير ما بنشوفش جنابك وحشتنا والله يا باشا خالد: متشكر يا مرعي بقولك أنا عايزك تظبطلي اكلة محترمة، ما تكسفوناش قدام العروسة مرعي: يا ألف مبروك يا باشا عنينا يا باشا جلس خالد ومعه لينا على احدي الطاولات الخشبية.
هتفت باشمئزاز: خالد ايه المكان الغريب دا وايه الريحة دي وبعدين أنت جيت هنا قبل كدة الراجل عارفك خالد: يااااه دا أنا جيت هنا يجي خمسين مرة بقولك دا احسن مصمت في الحسين جاء النادل وبدأ يضع الكثير من الاطباق على الطاولة مرعي: تؤمرني بحاجة تانية يا باشا خالد: فين الوسكي يا مرعي مرعي: موصيلك عليك يا باشا دقيقتين ويبقي قدامك أنا عارف ان سيداتك ما بتحبوش حامي رحل النادل فنظر خالد للينا التي تنظر للأكل باندهاش.
خالد ضاحكا: بتبصي للأكل كدة ليه اشارت الي احد الأطباق تهتف بهدوء: طب دي كوارع أنا عرفاها عشان دبستني اعملها قبل كدة ايه بقي الحاجات دي بدأ خالد يشير على الاطباق ويعرفها بهم: دا يا ستي شوربة كوارع ودا طاجن عكاوي ودا ممبار ودي فتة بالموزة ودي كبدة وحلويات ودي لحمة رأس جاء الرجل يهتف: الوسكي يا باشا وضع الرجل كوبين كبيرين بهما مادة حمراء اللون مرعي: تؤمر بحاجة تانية يا باشا خالد: توشكر يا مرعي.
مرعي: طب اتكل انا، بالهنا والشفا يا باشا نظر لها يهتف بهدوء: كلي يلا لينا: خالد أنا أول مرة اسمع عن الأكل دا خالد مبتسما: هيعجبك، يلا بقي كلي مدت طبقها له: طب حطلي على ذوقك وضع لها بعض الطعام لتهتف باشمئزاز: يييييي ايه البتاعة دي خالد ضاحكا: دي لحمة رأس لينا باشمئزاز: لاء شكرا مش عايزة كل انت خالد: يا بنتي دوقي بس وهيعجبك لينا: صحيح أنت ازاي تشرب wine وفي رمضان كمان.
خالد ضاحكا: حبيبتي دا مش wine أنا بطلت من زمان لينا: اومال ايه دا خالد ضاحكا: دا زي ما سمعتي ويسكي بلدي ماية طرشي رفعت كوبها وشربت منه القليل ليرتجف جسدها منه: مزز اوي اكمل خالد طعامه ولينا تحاول أن تأكل من هذه الطعام الغريب بالنسبة لها خالد: الحساب يا مرعي جاء النادل ومعه الحساب دفع خالد الحساب ومعه بقشيش كبير ثم اخذ لينا ورحل هتف بزهو: يا سلام اكله ترم بصحيح.
ابتسمت ابتسامة صفراء: أكل جميل فعلا يوم ما تخرجني تجبني المكان الغريب دا خالد ضاحكا: خلاص تعالي هوريكي الحسين وخان الخليلي على اصولهم بدأ يتجول معها ويريها الاماكن الاثرية ويشرح لها ما يعرف عنها، واشتري لها العديد من التذكارات لم يغضب حين طلبت برجاء أن ترتدي الزي الفلاحي او الاسكندارني للتصور بهم، ولكنه اشترط أن يكونوا فوق ملابسها.
تضايق كثيرا عندما اردات رسمه تلك الحنة على يديها ولكنه وافق في النهاية أمام رجائها الطفولي الذي يضعف مقاومته هتف بابتسامة صغيرة: مبسوطة لينا بسعادة: اوي اوي اوي، ربنا يخليك ليا يا رب اتجه معها الي احد المقاهي ليهتف: تعالي يلا ندخل تشرب حاجة.
ما إن دخلا حتى اتسعت عيني لينا بدهشة رفعت أصبعها تشير الي احدي الطاولات تهتف بتعجب: خالد بص مين هناك دي تمارا بنت عمو يوسف ودا الظابط علاء اللي أنت ضربته آخر يوم في المعسكر، هما بيعملوا إيه مع بعض!
رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن
اتسعت عيني لينا بدهشة رفعت أصبعها تشير إلى احدي الطاولات تهتف بتعجب: خالد بص مين هناك دي تمارا بنت عمو يوسف ودا الظابط علاء اللي أنت ضربته آخر يوم في المعسكر، هما بيعملوا إيه مع بعض! رفع جاجبه الأيسر بتعجب: ايه اللي جاب العلقة جنب البحر التفت تنظر له باستفهام: يعني ايه! ضحك بخفة: يعني ايه اللي جاب تمثال الحرية جنب أهرامات الجيزة.
نظرت له ببلاهة لتجذب يده متجهه ناحية طاولتهم فرأهما علاء وقام سريعا ليصافح خالد علاء مبتسما: فهد باشا اهلا وسهلا خالد: ازيك يا علاء بينما عانقت لينا تمارا بسعادة: وحشتيني يا رخمة كل دا ما تساليش عني، لتهمس في اذنها: قفشتك بتعملي ايه هنا مع حضرة الظابط يا حلوة همست تمارا بخبث: مش هقولك غير لما تقوليلي عملتوا ايه في المالديف يا قطة ابتعدت لينا عنها تخرج لها طرف لسانها بطفولة: مش هقولك.
علاء: اتفضل يا باشا واقف ليه خالد: بلاش عشان ما نعملكمش ازعاج علاء: يا خبر ازعاج ايه بس يا باشا، اشار ناحية تمارا ولينا مكملا، ثم انهم خلاص اندمجوا في الرغي نظر ناحية صغيرته فوجدها قد جلبت كرسي وجلست بجوار تمارا وبدأت في الرغي، ضحك بخفوت ليحضر هو الآخر مقعد، جلس جوار علاء يتحدثون في امور شتي عند تمارا ولينا.
نظرت لتمارا بضيق تعقد ذراعيها لتضحك تمارا بخفوت تهتف: خلاص والله هقولك، فاكرة اليوم اللي علاء جه يزورك في المستشفي هزت لينا رأسها ايجابا لتكمل، لما خرجت من عندك عشان امشي لقيته لسه ما مشيش.
Flash back آنسة تمارا يا آنسة سمعت ذلك الصوت يهتف من خلفها مباشرة لتقف نظرت خلفها لتحمر وجنتيها انه هو ذلك الشاب اللذي كان يتغزل في جمالها منذ دقائق وقفت صامتة تنظر للأرض بخجل إلى أن وقف أمامها سمعته يهتف بتوتر: احم آنسة تمارا مش كدة هزت رأسها ايجابا بخجل وهي لا تزال تنظر ارضا لتسمعه يحمحم بتوتر: احم لو انتي ماشية تسمحيلي اوصلك رفعت رأسها تنظر له بتوتر تهمس بخجل: مش عايزة اتعب حضرتك.
ابتسم باتساع يهتف سريعا: لا أبدا ولا تعب ولا حاجة اتفضلي معايا اصطحبها إلى سيارته ليفتح لها الباب بنبل ابتسمت بخجل لتجلس على المقعد الامامي ليستقل مقعد القيادة انطلق بسرعة معتدلة ينظر لها بتوتر بين الحين والآخر يريد أن ينطق تلك الجملة ولكن عقله ينهره بشده، اخذ نفسا عميقا ليهتف سريعا: آنسة تمارا هو أنا ينفع اعزمك على الغدا وأنا آسف على وقاحتي.
كبحت ضحكتها لتهز رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة لتتهلل اساريره، اتجه بها إلى احد المطاعم الفاخرة، وقف عند احدي الطاولات ليسحب لها المقعد حتى تجلس عليه، ليجلس أمامها، جاء النادل ليطلب كل منهما الطعام، أخذ النادل الطلبات ورحل ليسود الصمت بينهما هي تفرك يديها بتوتر لا تعلم كيف وافقت بتلك السهولة على عرضه وهو ينظر لها مبتسما خاصة لتلك القصة الغريبة في شعرها، حمحم بعد صمت طويل: احم، تعرفي أن شعرك حلو اوي.
اتسعت عينيها بدهشة تهتف بذهول: بجد عجبك!، هز رأسه إيجابا بتعجب لتكمل هي: أصل ما حدش بيحب الشعر الكيرلي وخصوصا لونه عشان برتقالي بس أنا حباه ابتسم بعذوبة يهتف بتوتر: على فكرة انتي جميلة جدا قصدي الشعر جميل بصي يا تمارا هو انتي يعني مرتبطة اتسعت عينيها بدهشة لتهز رأسها نفيا لتري ابتسامته تزداد اتساعا ليهتف هو: بصي يا آنسة تمارا بصراحة كدة أنا معجب بيكي.
فتحت فمها ببلاهة تهتف بذهول: معجب بيا ازاي يعني دا أنت لسه شايفني من ساعتين وأقل عبث في شعره بارتباك يهتف بحرج: بصراحة مش عارف كل اللي أنا عارفة أن أنا حاسس عارفك من زمان حاسس أن أنا عايز اقعد اتكلم معاكي، عايز اعرف عنك كل حاجة واحكيلك عن نفسي كل حاجة، وقبل ما تفهميني غلط أنا والله نيتي كويسة جدا مش قصدي حاجة مش كويسة أبدا.
ابتسمت له لتهتف بهدوء: أنا اسمي تمارا يوسف الدهشوري عندي 28 سنة خريجة فنون جميلة ابتسم بهدوء يهتف بثقة: انا اسمي علاء شاهين 32 سنة ارمل، أنا اللي قتلت مراتي!
شخصت عينيها بذعر مما سمعت تنظر له بفزع لتسمعه يكمل بنفس الثقة: أنا عارف انك اكيد مرعوبة من اللي سمعتيه، بس صدقيني هي كانت تستاهل القتل، انا كنت بحبها أوي عديت اهلي وقاطعتهم عشان كانوا رافضين جوازي منها، طلعت ما بتخلفش وحمدت ربنا، جبتلها كل اللي كانت بتحلم بيه كنت مستعد احققلها اي حاجة بس تتمناها بعد جوازنا بسنة كان عندي مأمورية كان المفروض هنقعد أسبوع بس خلصنا قبل المدة بيوم، روحت جري على البيت كانت وحشاني اوي ونفسي اخدها في حضني، همس بمرارة دخلت اوضتي لقيتها عريانة في حضن ابن جارنا عيل عنده عشرين سنة قتلتها وبلغت البوليس وعشان هي قضية شرف وحالة التلبس واضحة ما خدتش فيها ساعة سجن، صدقيني أنا مش ندمان اني قتلتها أنا لو دمان على حاجة فهبقي ندمان على قلبي اللي سلمته لواحدة زيها، أنا عارف اني بعد اللي قولتهولك دا مش هتبقي عايزة تشوفي وشي تاني بس أنا ما بحبش الكدب وكنت عايزك تعرفي كل حاجة بصراحة من الأول.
وعلي عكس رد فعل لينا تماما، رأي الغضب يشتعل في عيني تمارا لتهمس بحدة: أنا لو منك ما كنتش قتلتها كنت عذبتها لحد ما تقول حقي برقبتي وبعد كدة قتلتها.
تلك المرة علاء هو من نظر لها بذعر لتهمس بمرارة: أصل كله إلا الخيانة، شعورها وحش إوي، بما انك حكتلي أنا كمات هحكيلك وأنا في امريكا وأنا في الثانوية حبيت زميلي كان اسمه جاك كنت بحبه جدا وكنت لسه صغيرة فكنت مسلماله قلبي عشان اعرف بعد كدة انه كان بيخوني مع واحدة صاحبتي اعز صحباتي ، لتبتسم ساخرة يلا اهو خد اللي فيه النصيب سألها بترقب: عملتي إيه.
ابتسمت بمكر تهتف: جبت رقمه وعنوان بيته وطبعتهم على ورق صغير واديته لواحد شغال في night club واديت الراجل دا 500 دولار وخليته يوزع الورق على زباين النايت ان دا رقم تليفون وعنوان راقصة بتحي الحفلات مجانا، اللي اعرفه انه عزل من الولاية من كتر الزباين اللي كانت بتروحله نظر له بدهشة ليهتف بذهول: صحيح كيدهن عظيم Back.
تمارا ؛ بس يا ستي، علاء كلم بابا والمفروض ان بابا هيجي آخر شهر رمضان أصل علاء عايز يتجوز على طول بسطت يدها أسفل ذقنها تتنهد بحرارة؛ هييييح يا بختك يا تمارا على الاقل انتي خدتي فرصة تتعرفي على علاء أنا شوفت خالد النهاردة اتجوزنا بكرة بسطت تمارا كفها أمام وجه لينا تهتف: قل اعوذ برفق الفلق عند خالد وعلاء كانا يتحدثان حينما اصطدمت كرة جلدية بكتف خالد.
جاء احد الشباب يهتف معتذرا: معلش يا كابتن والله جت فيك من غير قصد امسك خالد الكرة ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه حينما تذكر كم كان يعشق تلك اللعبة وهو صغيرلينظر للشاب يهتف بابتسامة صغيرة: ممكن العب معاكوا الشاب: آه طبعا تعالا هتف علاء بدهشة: انت بجد هتلعب، فهد باشا بنفسه هيلعب كورة وفي الشارع هتف ضاحكا: آه هلعب كورة وفي الشارع وقوم أنت كمان يلا.
قام خالد وعلاء ومن خلفهما تمارا ولينا كل منهن تشجع من يخصها لينا: خالد، خالد، خالد تمارا: علاء، علاء، علاء اخرجت لينا هاتفها وبدأت تصور خالد وهو يلعب اما هو فكان يركض هنا وهناك بخفة يشعر بأنه عاد ذلك الفتي الصغير الذي طالما عشق اللعبة فكان يلعب بحماس شديد ليحرز هدفه الاول لتصرخ لينا بسعادة: جووووون، خالد خالد خالد.
لعب عدة دقائق ثم عاد إلى لينا مرة اخري ليجدها تهتف بسعادة: أنا أسعد واحدة في الدنيا دي كلها النهارده، ربنا يخليك ليا ابتسم بحنان: ويخليكي ليا يلا بينا هزت رأسها ايجابا لتودع تمارا فاخذها إلى سيارته منطلقا إلى ذلك المكان.
بعد مدة ليست قصيرة وقف أسفل عمارة سكينة نظرت للينا لتلك العمارة باستفهام لتتسع عينيها بدهشة حينما رأت لافتة كبيرة مكتوب عليها ( دكتور قاسم رشوان، طبيب نفسي ) التفتت ناحيته تنظر له باستفهام لترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة: أنا عايزك جنبي يا لينا مش عايزك تخافي مني تاني مش عايز اشوف في عينيكي نظرة الرعب اللي بشوفها لما بتبقي خايفة مني ادمعت عينيها بسعادة تهمس بحب: أنت أحسن راجل في الدنيا.
هز رأسه نفيا يبتسم بحزن: لا يا لينا أنا مش أحسن راجل في الدنيا أنا زيي زي ناس كتير فيا مميزات وعيوب هو صحيح عيوبي اكتر من مميزاتي حبتين تلاتة بس أنا والله العظيم بحبك، والله ما هتلاقي حد في الدنيا هيحبك ولا هيخاف عليكي آدي القت بنفسها في صدره تلف ذراعيها حول عنقه همست بعشق: أنا بحبك اوي يا خالد، مش لازم تروح للدكتور لو انت مش عايز بلاش، أنا.
قاطعها يهمس بحنو: لا يا لينا أنا عايز اروح للدكتور، ما تفتكريش اني هبطل غيرة لاء ولا هبطل اخاف عليكي في اليوم ألف مرة مش هبطل كل دا، هتف بمرح: أنا بس هحلل القرشين اللي دفعتهم اصل الواد قاسم دا الكشف بتاعه غالي أوي تخيلي الجلسة بألف ونص أنا لو معايا ألف ونص هتعب نفسيا ليه ضحكت بقوة على مزاحه ليأخذها ويخرج من السيارة متجها إلى عيادة الطبيب ليبدأ معها رحلة عشق جديدة.
رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع
دخلت معه إلى عيادة الطبيب، دق الباب ودخل إلى غرفة الكشف ليقم قاسم مصافحا صديقه بابتسامة واسعة: ابو الخلد والله بعودة يا رمضان نظر لها خالد باشمئزاز ليبتسم باصفرار: مش بقولك خفة دم اهلك دي هتخليني امسح بيك بلاط العيادة حمحم قاسم بحرج يبتسم ببلاهة: احم برستيجي يا جدع قدام الأجانب، ما قولتيش مين القمر، اااااه.
صرخ قاسم بألم حينما فجأته لكمه خالد العنيفة بينما شهقت لينا بذعر، نظر خالد لقاسم بحدة يبتسم باصفرار: لينا جاسم مراتي مسد فكه بكف يده برفق يتأوه من الألم ليبتسم للينا بلباقة: نورتي يا مدام، كان نفسي والله أسلم عليكي بس أنا مش مستغني عن دراعي.
جلست لينا على المقعد أمامها خالد بينما قاسم يجلس خلف مكتبه، نظر لخالد بارتباك ليغمض عينيه يحاول إستعادة ثباته الانفعالي ليحمحم بجد نظر ناحية خالد يهتف بهدوء: خالد أنا صاحبك قبل ما اكون الدكتور بتاعك وأكيد أنت بتثق فيا عشان تأمنلي على اسرارك كلها، عشان كدة لو سمحت بطلب منك أنك تخرج وتسيبني مع لينا لوحدنا لشوية.
كاد أن يفجر عاصفة غضبه فوق رأس صديقه الاحمق ليخمد غضبه تماما حين شعر بكف يدها الصغير يمسك كف يده يربط عليه بحنان نظر لها ليجدها تبتسم له بعذوبة لتهمس بتوتر: خالد عشان خاطري، لتكمل بعتاب: ولا أنت مش بتثق فيا.
هز رأسه نفيا بعنف ليحاوط وجهها بين كفيه يهتف بحزم: أنا بثق فيكي أكتر ما بثق في نفسي، زفر بضيق: ماشي بس هما عشر دقايق وهسيب الباب مفتوح وقسما بالله يا قاسم لو قولتلها لو كلمة واحدة تضايقها لهسوي بيك الأرض هتف قاسم بهدوء كي لا يثير غضبه: حاضر يا سيدي اتفضل بقي قام متجها للخارج ينظر للينا مبتسما بعشق لتبادله الابتسامه إلى أن خرج من باب الغرفة.
لتنظر لقاسم تهتف بتوتر: خير يا دكتور هي حالة خالد خطيرة للدرجة دي صدحت ضحكات قاسم العالية ليدخل خالد يهتف بحدة: انتوا بتقولوا نكت يا زفت ما تتعدل ياض حمحم قاسم بارتباك ليرفع كفيه باستسلام ؛ أنا آسف، مش هتتكرر نظر له بحدة نظرات غاضبة مشتعلة ليخرج من الغرفة، تلك المرة لينا هي من نظرت لقاسم بغضب لتهتف بحدة: أنت بتضحك على ايه أنا قولت ايه يضحك.
ابتسم بحرج: أنا آسف بس والله جملتك فكرتني بالأفلام العربي القديمة، احم على العموم انتي داء خالد وانتي بردوا دواه عقدت حاجبيها باستفهام: يعني ايه! اعتدل في جلسته يهتف بجد: أنا هشرحلك حالة خالد بالظبط، بدأ يقص عليها تلك العقدة التي سببتها رحاب بخيانتها له بسبب ذلك الشبه اللذي بينهم لتشهق لينا بذهول عينيها متسعتين بدهشة: يعني خالد بيشوفني رحاب.
هز رأسه نفيا بهدوء: لاء خالد بيعشق لينا بس فكرة وجود اي ذكر جنب لينا بيرجعه العقدة القديمة لما رحاب خانت خالد كانت صدمة لأنه كان بيعامل رحاب على أنها انتي فلما بيتحط في موقف مشابه عقله الباطل بيشيلك من قدام عينيه ويحط مشهد خيانة رحاب نظرت له بقلق لتهتف بذعر: طب والعمل هيفضل كدة على طول.
هز رأسه نفيا يتحدث بثقة: طبعا لاء والا ما كنش سابني أنا وانتي قاعدين دلوقتي مع بعض، انتي عارفة انا طلبت منه يسبني قاعد معاكي لوحدنا آكد له أن لينا مش رحاب، هو برة دلوقتي بيحارب نفسه، صدقيني خالد قرب يتعالج من عقدة رحاب الموضوع محتاج شوية صبر ابتسمت بتوتر تهز رأسها إيجابا ليكمل هو: بس فاضل العقدة وهي عقدة الخوف ضحكت ساخرة تهتف بتهكم: خالد ما بيخافش من اي حاجة.
ابتسم بثقته المعتاده يهتف بهدوء: انتي ما تعرفيش اي حاجة خالد شجاع جدا وشهم وصاحب صاحبه أنا عارفه كويس، عايز اسألك سؤال قبل ما اجاوبك على سؤالك، أنتي اتطلقتي انتي وخالد مرة قبل كدة هزت رأسها ايجابا بحزن ليكمل هو: وبعدين رجعتيله وبعدين بعدتي عنه تاني بسبب مشكلة ما خالد رفض يحكيلي عنها.
هزت رأسها ايجابا تلك الحادثة الذي رآها فيها بين أحضان اخيه ليكمل هو: بعد ما رجعتي لخالد أول مرة لاحظتي أنه بقي اعنف في معاملته على طول زعيق، ممنوع الخروج لوحدك، ممنوع تروحي لاهلك، ممنوع تنزلي الشارع آخر مرة كسر دراعك مش كدة. هزت رأسها ايجابا سريعا تنظر له بذهول ليكمل هو: تاني مرة بعد ما بعدتي عنه عنفه زاد أكتر بيدخل في لبسك ابتسامتك كلامك ممنوع تسلمي على حد، ممنوع ممنوع ممنوع.
هزت رأسها ايجابا سريعا تنظر له بدهشة تهتف سريعا: ايوة كل مدي وعنفه وعنده وغضبه بيزيدوا وأنا مش فاهمة ليه بيحصل كدا ابتسم بهدوء يهتف بجد: افهمك، ايه اكتر حاجة مثلا من المجوهرات ولا اللبس شئ جماد بتحبيه اووي.
مدت يدها تخلع سلسال فضي يحاوط رقبتها في نهايته دبلة ذهبية صغيرة نظرت للسلسال بحنين لتهتف بابتسامة صغيرة: السلسة دي، او بمعني أصح الدبلة دي كان جييهالي خالد واحنا صغيرين لما اتخطبنا خوفت لبابا ياخدها مني فاشتريت السلسلة الفضة دي من مصروفي وحطيتها فيها وكنت مخبياها دايما تحت هدومي عشان ما يشوفهاش، الدبلة دي أغلي عندي من كنوز الدنيا.
نظر لها مبتسما بثقة ليهتف بهدوء: افرضي معايا أن السلسة دي ضاعت، او باباكي كان خدها منك مدة طويييييلة وبعدين فجاءه لقيتها هتعملي ايه مجرد التفكير في ذلك الأمر جعلتها تخبئ السلسال داخل قبضة يدها تشد عليها جيدا بلعت ريقها بتوتر تهتف بحزم: هخبيها كويس جدا عشان ما تضعش تاني.
ابتسم بمكر يهتف: ولو ضاعت تاني رغم أنك مخبياها كويس جدااا، وحسيتي أنك مش هتلاقيها تاني بس المرة دي فضلتي تدوري عليها كتير لحد ما اخيرا لقتيها نظرت له بضيق تهتف بحدة: أنت ليه بتقول كدة، انا هحافظ عليها كويس هخبيها في مكان أمان ومش هخلي اي حد يقرب منها عاد بجسده إلى ظهر كرسيه يهتف بابتسامة صغيرة: فهمتي حالة جوزك ولا لسه.
اتسعت عينيها بدهشة لتجده يكمل بجد: طب دي جماد دبلة لو ضاعت خالص، هتعرفي تجيبي غيرها ما بالك بقي ببني آدم بتعشقه بكل جوارك، بتحبه حب نقي، الحب لمجرد الحب، مش حب شهوة ولا سيطرة، عشق من نوع خاص، خالد كان مرتبط بيكي زي الطفل الصغير ما يكون مرتبط بمامته، تلاقيه عنيد وشقي وعنيف مع الناس كلها ويجي عند مامته ويكون عايزها بس تكون راضية عنه، لما والدك بعدك عنه أول مرة فضل عند وغضب وعنف الطفل دا يكبر لحد ما بقي مسيطر على كل تصرفاته، دافن جواه كل المشاعر الحلوة اللي عايز يعيشها معاكي، بس للأسف المشاعر دي من كتر ما ادفنت بقت نادرة الظهور وفضل غضبه وعنده هما اللي مسيطرين عليه، بيحاول يحي المشاعر دي من تاني بس في نفس الوقت كان في مشاعر تانية مسيطرة عليه، مشاعر الخوف من المجهول، خايف لتبعدي عنه لتختفي تاني فعمل زي ما انتي قولتي بالظبط هيحافظ عليكي كويس أوي بس بطريقته هو، كل مرة كنتي بتبعدي عنه وترجعي تاني ترجعيله كانت مشاعر الخوف دي بيزيد فبدأ هو يزيد في حفظه زي الحلقة اللي بتضيق مرة بعد مرة لحد ما تحبسك جواها، عشان يضمن أنك مش هتمشي مش هتبعدي عنه تاني.
فهمتي بقي ليه عنف خالد وتحكمه بيزيد يوم عن يوم ما ان انتهي من كلامه حتى انفجرت في البكاء نظرت له بألم تهمس بصوت مبحوح: يا حبيبي يا خالد، انا السبب في العذاب اللي هو فيه دا، اد ايه أنا غبية أنا عارفة انه بيحبني اوي بس أنا والله كنت بخاف من عنفه، ما كنتش اعرف أنه بيتعذب كدة، والله لو كنت اعرف ما كنتش اشتكيت منه ابدا.
هتف قاسم بجد: بالعكس دا كويس جدا أنك اتمردتي عليه، عنف خالد عمره ما كان هيقل، بالعكس كان هيزيد لدرجة مرعبة ممكن كانت توصل لقتلك! اتسعت عينيها بفزع لتهتف بحدة؛ قتلي أنت اتجننت ايه اللي بتقوله دا شهقت بذعر حينما اقتحم خالد الغرفة يقبض على تلابيب ملابس قاسم يصرخ في وجهه بعنف: أنا مش قولتلك ما تضايقهاش هب سريعا تمسك بذراعه تهمس بارتجاف: خالد عشان خاطري سيبوه هو والله ما كان قصده حاجة.
نظر لعينيها ليري الذعر يطل منهما ليلقي بقاسم على كرسيه ينظر له بحدة، لتنظر لينا لقاسم بندم تهمس بحزن: أنا آسفة جدا يا دكتور ابتسم بلباقة: لا ابدا ولا يهمك صاحبي ومتعود على رجليه اللي مركبها في ايديه ما تشغليش بالك، على العموم كفاية كدة النهاردة اشوفك بعد يومين يا خالد.
نظر له بضيق يهز رأسه إيجابا ليمسك بيدها اخذها إلى سيارته ما أن جلس بجانبها سمعها تهمس بحزن: انتي صحيح بتشوفني رحاب، تفتكر أن لوليتا بنتك اللي شبت للدنيا على ايدك ممكن تعمل كدة.
نظر لها بندم فتح فمه ليردف لتضع كف يدها الصغير على شفتيه تبتسم بحنان: ما تقولش ما تدافعش عن نفسك أنا عارفة انه غصب عنك، بس عيزاك تعرف حاجة واحدة أن أنت في كفه والدنيا كلها عندي في كفه وانهم لو خيروني بينك وبين اي حاجة في الدنيا هختارك أنت من غير ما اتردد لحظة واحدة، دا أنت ابويا وصاحبي واخويا وحبيبي انتي دنيتي بحالها، أنت علمتني كل حاجة حتى الحب علمتهولي واحدة واحدة لحد ما خلتني أستاذة فيه، بس تلميذة بين إيديك.
ماذا يريد أكتر من ذلك يشعر بأن قلبه سينفجر من شدة سعادته ادمعت عينيه بسعادة مفرطة ليعتصرها بين ذراعيه يتنفس عبيرها كأنه إكسير الحياة اللذي بات يدمنه مرت عدة أيام وخالد منتظم في تلك الجلسات من دون أن يأخذها معه لغاية في نفسه، دخل في احد الأيام إلى المنزل بصحبه فارس وعمر ليجدا جميع نساء البيت جالسون على طاولة خشبية موضوعة ارضا ( طبلية ) امامهم الكثير من العجين.
حمحم بجد: السلام عليكم، هو انتوا بتعملوا ايه زينب مبتسمة: وعليكم السلام، بنعمل كحك العيد يا حبيبي اتجه ناحية لينا ليجلس جوارها على ركبتيه مد يده يدخل خصلاتها الثائرة أسفل حجابها برفق يبتسم بحنان لتنظر ياسمين وتالا إلى عمر وفارس شرزا، لينظر الاثنين ناحية خالد بغيظ زينب: بقولك ايه ياض منك ليه كل واحد فيكوا يشيل صاج كحك ودوه في الفرن اللي في الشارع اللي ورانا في فرن هناك فتح جديد.
هتف خالد بتهكم: فرن وسط الفلل عجبت لك يا زمن، ليكمل بعنجهية: وبعدين صاج ايه اللي اشيله دا أنا خالد باشا السويسي ليهتف عمر هو الآخر بغرور: وأنا كمان عمر بيه السويسي ما شيلش صجات ليهتف خالد ساخرا: الصجات دي بتاعت الرقاصة يا اهبل، اسمه صيجان بينما هتف فارس بأدب: انا ما عنديش اي مشكلة يا حماتي في تلك اللحظة نظر له خالد وعمر شرزا لتهتف زينب بسعادة: والله يا فارس إنت اللي فيهم.
قام خالد متجها ناحية خالد يلكزه في كتفه بضيق: يا كيوووت ليفعل عمر المثل يهتف بغيظ: بتلبسنا يا حنين هتفت زينب بحدة: بس ياض أنت وهو، واتفضلوا شيلوا الصيجان هتف خالد وعمر معا بعند طفولي خالص: مش هنشيل.
نظرت لهم زينب بضيق لتعقد ملامحها بحزن مصطنع تهتف بنبرة باكية برعت في تمثيلها: خلاص يا خالد كبرت على أمك، بتقول لأمك اللي ربتك وشالتك في بطنها تسع تشهر لاء مين سهر جنبك وأنت عيان مين اللي كان بيعملك البانية اللي كنت بتحبه وانت صغير، وانت يا عمر خلاص كبرت على أمك مين اللي كانت بتغيرلك البامبرز وانت صغير دا أنت كان عندك تبول لا ارادئي كدة يا اولاد، اهئ اهئ اهئ.
همس خالد لعمر وهو ينظر لوالدته يرفع حاجبه الايسر بعدم تصديق؛ أمك بتمثل ليكمل عمر بنفس الطريقة: ادائها فيك جداااا هتف خالد بململ: خلاص يا ماما حاضر يا حبيبتي، بلاش أداء عفاف شعيب في مسلسل دا ويا خسارة تربيتي فيكوا اخذ خالد وعمر وفارس تلك الصيجان متجيهن إلى الفرن وضعوهم فوق سطح سيارة خالد ليقود عمر السيارة متجهين إلى الفرن.
في ذلك اليوم أصر خالد على اخذ لينا معه إلى عيادة الطبيب هتفت بتعجب: أنا مش فاهمة يا خالد اشمعني المرة دي اللي مصر تاخدني معاك ابتسم لها بوله ليهتف بسعادة: هتعرفس كل حاجة دلوقتي دخلا إلى غرفة الكشف ليهب قاسم يعانق صديقه يهتف بفخر: مبروك يا صاحبي نظرت لهما باستفهام لتهتف بتذمر: مبروك على ايه ما تفرحوني معاكوا.
ابتعد قاسم عن خالد يبتسم للينا باتساع: النهاردة كانت آخر جلسة في علاج خالد، خلاص عقدة رحاب بح، هو صحيح هيفضل مجنون بعشقك ودا ما عرفتش اعالجه بس عرفت اققله شوية نظرت لهما بذهول عينيها متسعتين بسعادة لتصرخ بفرح تعانق خالد بقوة وهو يعتصرها بجنون عشقه الغير محدود، بينما انسحب قاسم بهدوء حتى لا يصبح عزولا بينهما.
ابتعدت عنه تنظر له بسعادة وهو يبادلهت نظرات سعيدة عاشقة شغوفة، لتهمس بخجل وهي تنظر لعينيه: خالد هو أنا ممكن اطلب منك طلب هز رأسه إيجابا دون تردد يبتسم بشغف يهتف بعشق: انتي تؤمري نظرت لأسفل بخجل تهمس بخجل: احضني اوي ما تخرجنيش من حضنك ابداا ضمها لصدره بقوة بينما دفنت رأسها في حضنه تستمع بحضنه الدافئ الحنون لينا: أنا بحبك أوي وعمري ما هفكر ابعد عن حضنك ابداا.