رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع
هتفت بسعادة: خالد نزلت تهرول على السلم الي أن وصلت اليه فالقت نفسها في صدره تحتضنه بقوة لينا بسعادة: وحشتني كدة تتأخر كل دا ابعدها عنه بجفاء ينظر لها ببرود لتبلع لعابها بخوف من نظراته كأنها أسهم من الصقيع تصيب قلبها مباشرة اشار لها بطرف إصبعه الي غرفة الطعام ليهتف ببرود: ورايا.
هزت رأسها ايجابا بخوف تنظر للواقفين بتوتر ليتقدم محمود منها يربط على كتفها برفق: ما تخافيش يا بنتي المرة دي لو فكر يمد ايده عليكي هقطعله ايده.
ابتسمت بارتباك تهز رأسها ايجابا لتتحرك ناحية غرفة الطعام وجدته يجلس على المقاعد المواجهه لها ينظر لها ببرود لتبلع لعابها الجاف بتوتر وقفت جواره تفرك يديها بتوتر وقف أمامها فجاءة لتتسع عينيها خوفا ليسحب الكرسي المجاور له يشير لها لتهز رأسه سريعا جلست على الكرسي ليحركه للامام قليلا بنبل ومن ثم عاد ليجلس على كرسيه يأكل بهدوء.
وهي تنظر لها بدهشة وتوتر ليلتفت برأسه ينظر لها بهدوء لتجده يرفع معلقته المليئة بالطعام أمام فمها بقيت صامتة تنظر له بتعجب ليهتف بضيق: ما تفتحي يا بنتي بوقك فتحت فمها سريعا ليضع المعلقة في فمها برفق ومن ثم عاد ليكمل طعامه بهدوء لتهمس بارتباك: هو انت زعلان مني.
ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بتهكم ؛ لاء خالص هزعل ليه يعني عشان انتي ما سمعتيش كلامي، ولا عشان قاعدة لحد دلوقتي من غير أكل وانتي صايمة، ولا عشان كان ممكن يغمي عليكي وكالعادة قلبي يوقف من الخوف عليكي، لا ابدا انا مش زعلان خالص اخفضت رأسها بخزي تهمس بندم: أنا آسفة أنا بس كنت عايزة افطر معاك اول يوم كان نفسي تيجي بدري عشان نفطر كلنا في اللمة بس يعني أنا...
رفع وجهها ببطئ ينظر لها بحنو: أنا قولتلك بدل المرة ألف ما تحطيش وشك في الأرض انتي أغلي حاجة عندي أغلي عندي من كنوز الدنيا، انا هتجنن منك يا لينا انتي السبب في اللي أنا فيه اتسعت عينيها بصدمة: أنا! هز رأسه إيجابا بهتف بحدة طفيفة: ايوة انتي عندية وما بتسمعيش الكلام لو كنتي تعبتي دلوقتي كان هيبقي كويس هو انتي عيلة صغيرة مستنية ماما تيجي تأكلها.
همست بحزن: أنت عندك حق أنا آسفة، وعلي فكرة أنا ما كنتش ماما تيجي تأكلني، أنا كنت مستنية حبيبي وصاحبي وجوزي، رفعت نظرها تنظر في عينيه بحزن تهمس وبابايا اللي كنت باخد منه اول لقمة كل سنة من ساعة ما عودني على الصيام وانا عندي 6 سنين نظر لها بدهشة ليشعر بغصة تعتصر قلبه، لم يعرف ماذا يفعل سوي أنه وضع رأسها على صدره يربط على حجابها برفق: حقك عليا أنا والله كنت خايف عليكي.
ابتسمت بحنان لترفع رأسها تنظر له: وأنا مش زعلانة منك، عشان أنا كمان غلطانة اني ما سمعتش كلامك، ممكن بقي نأكل احسن أنا جعانة اوي اتسعت ابتسامته يهز رأسه إيجابا ليبدأ في اطعامها بحنو كما كان يفعل وهي طفلة صغيرة في الخارج نظرت زينب لمحمود بضيق حينما لاحظت انه ينظر لخالد بغضب كأنه يتربص له أن اخطئ لتهتف بضيق: والله انت ظالم خالد الواد يا حبة عيني ما حطش لقمة في بوقه وعمال يأكلها ما كلهاش يعني يا محمود.
زفر بضيق ينظر لزينب فالطبع والدته هي اول من ستدافع عنه ليهتف بهدوء: حتى لو يا زينب الرعب اللي كان في عينيها لما قالها ورايا يقول أن ابنك كان بيبهدلها زينب: بس أنت عارف ابنك بيحبها قد ايه محمود: وعارف بردوا ابنك قاسي قد ايه زينب: ربنا يصلحلهم الحال، ويهدي سرهم يلا يا بنات نطلع نلبس بسرعة عشان نروح نصلي التروايح في غرفة ياسمين وفارس.
دخلت ياسمين الغرفة لتجد فارس جالس على الفراش ينظر للفراغ بشرود تقدمت ناحيته تهتف بقلق: مالك يا فارس إنت تعبان ولا إيه هز رأسه نفيا بهدوء يهتف بخواء ؛ أنا عايز امشي يا ياسمين تعالي نرجع بيتنا أنا واقفت اني اجي هنا عشان ما احرجكش ابوكي وأنا بعتبره زي والدي، بس ما توصلش ان اخوكي يبهدل بنت عمي وأنا متكتف مش عارف اعمله حاجة.
جلست جواره تربط على كتفه برفق: اللي تشوفه يا فارس، بس انا وانت عارفين اخويا بيحب بنت عمك قد إيه، دا ما استحملش فكرة أنها تبعد عنه واغمي عليه، طب عشان خاطري خلينا نكمل الاسبوع بس وبعد كدة نرجع بيتنا ويا سيدي لو خالد عمل حاجة لبنت عمك هدده أنك هتردها فيها نظر لها بغضب يهتف بحدة: أنا عمري مديت ايدي عليكي من ساعة ما اتجوزنا.
هزت ياسمين رأسها نفيا سريعا فاكمل هو بحزن: أنا حقيقي مش مصدقك انتي عيزاني اهدد اخوكي بيكي انتي للدرجة دي شيفاني ندل هتفت سريعا: لاء والله أبدا يا فارس مش قصدي أنا بس مش عيزاك تبقي زعلان مش عايزاك أنك غريب صدقني أنا آسفة أنا مش عارفة قولت الهبل دا ازاي عشان خاطري ما تزعلش مني فارس بحنان: كأنه ينفع مثلا أزعل منك دا اليوم الي ما بشوفش ضحكتك فيه بحس ان شمسه ما طلعتش.
مسح دموعها بحنان، خلاص بقي مش زعلان بطلي عياط، ويلا روحي البسي قبلته ياسمين على وجنته: بحبك يا فارس أحلامي فارس بحنان: بعشقك يا ياسمينه قلبي في الأسفل زمت شفتيها بضيق تنظر لتلك العباءة السوداء التي تغرق فيها لتهتف بحنق: يا خالد العباية دي واسعة أوي وكمان سودة وأنا مبحبش اللون الأسود ابتسم بهدوء: دي جميلة جدا عليكي هتفت بحنق: هو أنا باينة من وسعها اصلا يا خالد.
عقد ساعديه يهتف بجد: وهو المطلوب، أنا لو عليا اخليكي تصليها في البيت بس عشان ما تقوليش إن أنا بحبسك ابتسمت ساخرة: كتر خيرك والله نزل الجميع الي أسفل لتنهار ياسمين في الضحك ما ان وقعت عينيها على لينا: ايه يا لينا العباية دي عاملة زي الطفلة اللي بتلبس هدوم مامتها نظرت لينا لخالد بغضب لتدمع عينيها من سخرية ياسمين ليهتف خالد بحدة: ياسمين خليكي في حالك احسنلك.
فارس: ياسمين مالكيش دعوة لينا حرة تلبس الي هي عيزاه همست بصوت باكي سمعه هو فقط: وأنا مش عايزة العباية دي خالد: مش مهم انتي عايزة ايه المهم المناسب عليكي ايه وأنا شايف إن العباية دي مناسبة ويلا بقي عشان ما نتاخرش صحيح الركنات هناك بتبقي صعبة من الزحمة فنهاخد عربيتين بس واحدة فيها أنا وبابا ولينا وماما والتانية عمر وفارس وياسمين وتالا.
استقلت العائلة السيارات وذهبوا الي احد الجوامع، في سيارة فارس كان مرح عمر يضفي جو من المزاح الجميل بينهم بينما في سيارة خالد الصمت يخيم على الجميع زينب: احنا ساكتين ليه كدة هتف محمود بضيق: اسألي ابنك رفع حاجبيه بدهشة يهتف بتعجب: الله وأنا مالي يا حج هو انا قولتلكوا ما تتكلموش محمود ساخرا: لاء أنت منكد على مراتك بس هتف ببرود: هي عارفة اسلوبي ومتعودة عليه.
محمود بضيق: دي ليها الجنة أنها متعودة عليه، ربنا يكون في عونك يا بنتي وصلت السيارتين أمام الجامع لينزل منها وقف أمامها يهتف بحزم: ما تخرجوش من المسجد قبل ما نجيلكوا لم ترد بل اشاحت بوجهها بعيدا بضيق لترد والدته سريعا: حاضر يا حبيبي دخلت السيدات الي الجامع المخصص لهم بينما ذهب الرجال الي الجامع الكبير.
بدأت صلاة التراويح ومع كل سجدة كانت دموع لينا لا تتوقف تدعو وهي تبكي بحرقة: يا رب أنا تعبت، تعبت اوي، أنا عارفة أنه بيحبني بس خلاص ما بقتش قادرة استحمل شكه وغيرته يا رب عيني وقويني يا رب احفظهولي واهديه مع كل سجدة تشكو وتدعي وتبكي جلست تستريح قليلا بين الركعات لتجد سيدة تجلس بجانبها تبتسم ببشاشة: السلام عليكم ابتسمت بدورها بارتباك: وعليكم السلام.
السيدة: اعرفك بنفسي انا عائشة مندور والدة الدكتور ماهر مندور بصي يا ستي انتي من أول ما دخلتي الجامع وأنا عيني عليكي وشكلك بنت ناس وهادية وبسم الله ماشاء الله تقولي للقمر قوم وأنا اقعد مكانك ومش عايزة اقولك بقي ابني الدكتور ماهر ادب واخلاق وعنده مستشفي بتاعته وعربية وفيلا ابتسمت بتعجب: ربنا يخليه لحضرتك بس أنا بردوا مش فاهمة أنا ايه المطلوب مني السيدة: اقولك يا ستي انا طالبة ايدك لابني.
نظرت ناحية زينب التي كانت تتابع الموقف من اوله وترمق تلك السيدة بضيق السيدة: مش حضرتك والدتها بردوا زينب بابتسامة صفراء: لاء يا حبيبتي أنا حماتها والسنيورة الصغيرة الي انتي عايزة تجوزيها لابنك تبقي مرات ابني العقيد خالد السويسي على سن ورمح هتفت السيدة بدهشة: اكيد ابنك كبير أوي عليها زينب بضيق: كبير مين يا حبيبتي دا أنت ابني عنده 33 سنة لسه في عز شبابه لوت تلك السيدة شفتيها بضيق: يعني ما فيش فايدة.
هتفت زينب بحدة: هو أنا بقولك مخطوبة بقولك متجوزة ابني ومخلف منها كمان مصت السيدة شفتيها بضيق: طيب عن اذنكوا قامت بعيدا عنهم نظرت لينا ناحية ياسمين وتالا لتجدهما منهارتين من الضحك لتنظر لحماتها بقلق: ماما زينب بالله عليكي ما تقوليش لخالد على الي حصل لو عرف هيقلب الدنيا زفرت بضيق تهتف بحنق: طيب ماشي بس ما تنسيش تلبسي دبلتك بعد كدة لم تمر سوي دقيقتين وجدت سيدة اخري تجلس بجانبها: ازيك يا حبيبتي.
لينا: الحمد لله، هي حضرتك تعرفيني السيدة مبتسمة بود: لاء بس نتعرف أنا اسمي شروق عبد الله لينا: خير يا استاذة شروق شروق: هقولك بصي يا ستي اخو جوزي بسم الله ما شاء راجل ايه قيمة وسيمة يملي العين بيشتغل معيد في كلية العلوم ومش عايزة اقولك السيجارة ما بتدخلش بوقه أدب واخلاق واحترام أسمه هشام فهمت ما ترمي له لتهتف بضيق: طب وأنا مالي بردوا.
شروق: طب ما أنا جيالك في الكلام أهو بصي يا ستي هشام قصدني اني ادورله على عروسة ومش عايزة اقولك من ساعة ما لمحتك وانتي داخلة قولت هي دي عروسة هشام اللي هتبقي سلفتي حبيتي انتي مش مصرية صح لينا: لاء مش اوي يعني والدتي لبنانية ووالدي مصري وأنا آسفة أنا مش هنفع شروق: ليه بس طب بصي شوفيه بس وانتي هتغيري رأيك هو في الجامع الي جنبنا هو وجوزي لينا: حضرتك مش هينفع أنا متجوزة والله متجوزة وعندي بنوتة صغيرة.
شروق بضيق: انتي هتكذبي انتي شكلك صغير اوي بصي والله شوفيه وهو هيعجبك لينا: بقولك متجوزة والله متجوزة شروق: طب خلاص بعد الصلاة هوريهولك اوعي تمشي ثم تركتها وقامت لتتسع عيني لينا بدهشة من تلك السيدة قامت واكلمت صلاتها، بعد الانتهاء وجدت هاتفها يرن برقم خالد لينا: ماما خالد برة زينب: طب يلا بينا يلا يا بنات خرجوا جميعا من المسجد يبحثون عنهم لينا: هما فين أنا مش شيفاهم.
زينب: مش عارفة والله هتلاقيهم بيجيبوا العربيات انتفضت فجاءة عندما وجدت تلك اليد تمسك بكتفها التفتت بجانبها لتجدها تلك الفتاة شروق مبتسمة: كويس انك لسه ما امشتيش تعالي اعرفك بقي على هشام هتفت بحدة تحاول تخليص يدها من يد تلك الفتاة: يا مدام والله العظيم أنا متجوزة شروق بضيق: بطلي كدب، لو انتي متجوزة فين دبلتك.
بلعت لعابها بتوتر لم تكن تقصد ان تنسي دبلتها هي فقط خلعتها لتعد معهم الإفطار ومن ثم نسيت ارتداها عند زينب امام المسجد نزل من سيارته متجها ناحية الجامع الخاص بالسيدات وجد والدته تقف أمام الجامع تهتف بضيق: انتوا كنتوا فين بقالنا كتير واقفين رد بهدوء وعينيه تبحثان عنها وسط الزحام: الجراح كان زحمة على ما عرفنا نخرج منه، اومال فين لينا.
التفت سريعا بجانبها لتتسع عينيها بدهشة تهتف: هي راحت فين دي كانت لسه واقفة جنبي دلوقتي قطب حاجبيه بغضب عينيها متسعتين بقلق ليترك والدته ويبدأ في الركض هنا وهناك يبحث عنها وسط جموع الناس الغفيرة عند لينا وتلك السيدة التي جذبت يدها رغما عنها متجهه بها ناحية ذلك الشاب ابتسمت باتساع تهتف بفخر: أهو يا ستي هشام.
نظرت لها بضيق تحاول ان تفلت يدها من قبضة تلك الفتاة التي تأكدت الآن أنها بالتأكيد مختلة عقليا وحينما لم تفلح رفعت نظرها للواقف امامها لتجد شاب يبدو في منتصف الثلاثينات شعره بني غزته بعض الشعيرات البيضاء عينيه خضراء ممزوجة بالعسل الصافي، تقسم ان ابتسامته تبعث احساس رائع بالدفئ نهرت نفسها سريعا تستغفر ربها كيف لها أن تنظر لرجل غير زوجها حبيبها هل جنت أم أن قسوة خالد قتلت حبه في قلبها.
بالتأكيد لاء فهو عشقها وحبيبها الوحيد فاقت من شرودها على صوته يهتف بدفئ: أنا الدكتور هشام محمد وحضرتك حرم العقيد خالد السويسي انتفض جسدها فزعا عندما سمعت صوته الغاضب يأتي من خلفها امسك ذراعيها بعنف يصرخ غاضبا: الهانم بتعمل ايه هنا انسابت دموعها خوفا لتهمس بذعر: والله العظيم قولتلها، قولتلها، قولتلها صرخ بعنف: بطلي عياط وانطقي بتهببي ايه هنا.
ليهتف ذلك الهشام سريعا: يا استاذ واضح أن فيه لبس في الموضوع احنا كنا فاهمين أن الاستاذة مش مرتبطة احمرت عينيه غضبا لينظر سريعا لكفي يدها يهتف بحدة: الدبلة فين همست بذعر دموعها لا تتوقف: نسيتها خالد غاضبا: دا أنا هخلي يومك اسود جذب يدها بعنف خلفه الي أن اوصلها لسيارته ففتح الباب الخلفي يلقيها داخلها صافعا الباب عليها بعنف ومن ثم ذهب واستقل مقعد القيادة.
هتف محمود ما أن رآها: مالك يا بنتي بتعيطي ليه، ليهتف بحدة انت عملت فيها ايه ردت من بين شهقاتها بذعر: والله العظيم نسيت الدبلة، وهي ما صدقتش وشدت ايدي بالعافية صرخ بعنف: مش عايز اسمع صوتك لحد ما نوصل انتفضت تهتف بذعر: عشان خاطري يا عمي ما تخليهوش يضربني ضمت زينب لينا لصدرها تهدهدها بحنان: بس يا حبيبتي اهدي لينا باكية: عشان خاطري يا ماما ما تخليهوش يضربني ولا يشد شعري.
نظرت محمود لابنه بغضب يهتف بحدة: منك لله يا بعيد قلبي وربي غضبانين عليك على الي أنت عمله في البنت الغلبانة دي.
شعر بالدموع تغزو عينيه ليغمض عينيه محاولا السيطرة على نفسه وضع يده في جيب بنطاله يلتقط حبه من ذلك الدواء بلعها دون ماء ليسمع والده يهتف بحزم: ما تخافيش يا بنتي انتي من النهاردة هتباتي في اوضتك لوحدك وابقي اعرف انه اتعرضلك صدقني يا خالد هنسي انك ابني وانك بقيت شحط عدي الثلاثين وهديك علقة تعلمك الأدب وصلت السيارة الي المنزل ليهتف بهدوء: ممكن حضراتكوا تنزلوا وتسيبوا لينا.
تشبثت بحضن زينب بخوف تهز رأسها نفيا بعنف ليهتف محمود بحدة: حرام عليك يا اخي البت بقت بتتفزع منك خالد بهدوء: والله العظيم ما هعملها حاجة أنا بس هتكلم معاها كلمتين محمود: ماشي، يلا يا زينب تخلصت زينب من يد لينا بصعوبة خرجت من السيارة فنزل هو ذهب ناحية الباب الخلفي ليجلس بجانبها فالتصقت في الباب تنظر له بخوف، خوف مزق قلبه هتف بهدوء وهو ينظر بحزن: بهدوء كدة ايه اللي وداكي هناك انتي تعرفي الست دي.
هزت رأسها نفيا بخوف ليكمل ساخرا: وانتي بتروحي مع اي حد يقولك تعالي اوديكي لماما ضحكت رغما عنها ليرفع حاجبه الايسر بتهكم يهتف ساخرا: والله عال ما كنتش اعرف اني بضحك، انطقي يا بت ايه اللي وداكي هناك قصت له ما حدث وهي تنظر له بخوف همست بخوف ما أن انتهت من سرد ما حدث: أنت مش هتضربني صح هتف بهدوء: ما انكرش إن أنا كنت عايز اكسر دماغك عشان وقفتي مع الزفت دا بس انتي عارفة أنا ضعيف قد ايه قدام دموعك.
حسيتي أن روحي بتتحرق وانتي عمالة تعيطي وخايفة لاضربك وبعدين مش أنا قولت يجي خمسين برة يوم ما تخافي مني تعالي استخبي في حضني وأنا هحميكي حتى من نفسي هتفت باكية: يعني أنت مش هتضربني خالد: يا بنتي انتي علقتي والله ما هضربك.
ابتسمت ببراءة تنظر في عينيه كأنها تمحي عن نظرها نظرتها لذلك الرجل لتسمعه يهتف بخبث: دا انتي بتسبليلي بقي لاء لعلمك أنا راجل متجوز وبحب مراتي هي صحيح متخلفة عقليا ومعاها شهادة معاملة اطفال بس بحبها ضحكت رغما عنها بينما ينظر هو لضحكاتها البريئة بسعادة في الداخل محمود بضيق: ابنك اتأخر أنا خارجله ليكون عمل حاجة في البت عمر: خليك يا بابا وأنا هروح اشوفه.
قام عمر متجها الي السيارة سمع صوت غريب من الباب الخلفي للسيارة فذهب ناحية الباب وفتحه ليجد خالد يقترب من لينا يريد ان... ليهتف بمرح: العربية دي طاهرة وهتفضل طول عمرها طاهرة نظر له خالد بغيظ ليهتف بحدة: انت ايه الي جابك يا زفت ابتسم باصفرار: جاي ارخم عليكي على فكرة يا لينا ماما عيزاكي هزت رأسها إيجابا سريعا لتهرول خارج السيارة من الخجل ليهتف خالد بحدة: وقتك دا عمر ضاحكا: أحسن، احسن في العربية يا مفتري.
خالد غاضبا: غور ياض من قدامي عمر بابتسامة صفراء: ماشي أنا هروح اقولهم إنت كنت بتعمل ايه في العربية ثمتركه ودخل يهرول للداخل، فنزل خالد خلفه سريعا يهتف بتوتر: ولا، خد يا عمر الله يخربيتك هتفضحني هرول خالد خلفه سريعا عمر ضاحكا: بابا على فكرة خالد وضع يده على فم عمر سريعا قبل ان ينطق يهمس بتوعد: عارف لو نطقت هنفخك محمود: في ايه ياض أنت وهو.
في المطبخ دخلت ياسمين وتالا ينظران للينا بخبث لتهتف ياسمين بمكر ؛ تفتكري خالد طلع يجري ورا عمر ليه يا تالا لتهتف تالا بمكر: مش عارفة اكيد شاف حاجة كدة ولا كدة في العربية لتبتسم ياسمين بخبث؛ الا هو ايه اللي كان بيحصل في العربية يا لينا هتفت بضيق ؛ بقولك ايه يا ياسمين أنا مش نقصاكي يا اختي كفاية اخوكي واللي بيعمله فيا ياسمين: ماله اخويا يا اختي دا طيب وغلبان وخجول كدة العيبة ما تطلعش منه.
نظرت لها بدهشة لتهتف بانفعال: هو مين دا اللي خجول دا اخوكي محول السيستم بتاعه على سيستم حمدي الوزير ضحكت ياسمين وتالا بانهيار لتجد ياسمين صفعة تنزل على رقبتها من الخلف ( قفا محترم ) خالد: اتلمي يا زفتة ياسمين: اااه يا عم ايدك تقيلة خالد: يلا يا بت على جوزك، وانتي يا أختي وراها على جوزك ياسمين: تحب انورلك اللمبة الحمرا خالد: شكلك نفسك في قلم تاني صح.
نظرت ياسمين لتالا بخبث: لا لا خالص، يلا يا تالا يا بنتي نفضي لحمدي الوزير الجو.
رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس
دخل الي المطبخ ليجدها تقف أمام طاولة المطبخ الرخامية تقطع صينية الكنافة اتكأ بجذعه على الطاولة بجانبها يهتف بعبث: حبيبي شاغل نفسه في ايه ابتسمت ببراءة تهتف بحماس: بعمل كنافة بالنوتيلا، قطعت قطعة صغيرة تضعها في فمه، ايه رأيك تناول تلك القطعة ليبتسم بخبث لاعب حاجبيه يهتف بعبث: هي حلوة، بس انتي أحلي نفخت خديها بغيظ: أنت شايفني بتاكل همس بخبث وهو يلاعب حاجبيه بمكر: دا انتي تتاكلي أكل يا مربي انتي.
وضعت المعلقة على الطاولة بعنف تهتف بحدة: خالد على فكرة أنت بقيت منحرف أوي فين خالد المحترم ارتفعت ضحكاته يهتف: حبيبتي انا عمري ما كنت محترم انا بس ما كنتش عايز اصدمك فيا صرخت بغيظ: أطلع برة يا منحرف ولا اقولك أنا اللي هطلع، اخذت طبق الحلوي لتفر هاربة من المطبخ تخرج لها طرف لسانه بطفولة خرج خلفها تعلو صوت ضحكتها ليجدها تضع تلم الحلوي على طاولة صغيرة أمام والده تبتسم بخجل: الكنافة.
ليهتف والده بحنو: تسلم ايديكي يا بنتي أتت ياسمين تهتف على عجل: يلا يا بنتي أنا جبت كل حاجة وحطيتها على الترابيزة الكبيرة لينا سريعا: أنا جاية أهو خالد: انتوا هتعملوا ايه ابتسمت بحماس طفولي: هنعمل زينة رمضان أشهر سبابته في وجهها يهتف بحزم: ما تمسكيش حاجة حادة عشان ما تتعوريش هتفت سريعا وهي تهرول ناحية اخته: حاضر حاضر ذهبت لينا وياسمين وتالا وعمر الي طاوله الطعام الكبيرة.
ليجلس على الأريكة الكبيرة أمام غرفة الطعام ينظر لها بابتسامة صغيرة ليجد والده يجلس بجانبه ينظر له بصمت ليتحدث برزانة: وبعدهالك يا ابن السويسي رد بهدوء وعينيه لا ينزحان من عليها: وبعدهالي في ايه يا حج محمود: ما تلفش وتدور عليا أنا يا خالد أنا اكتر واحد فاهمك التفت بوجهه لابيه يعقد جبينه باستفهام يهتف بهدوء: مش فاهم حضرتك محمود: أنت ما بتتعالجش صح ولا انا غلطان.
كاد أن يرد عندما لمح لينا تمسك مقص صغير في يدها لينظر لها هاتفا بحدة: لينا سيبي المقص عشان ما تعوريش ايدك ثم اعاد ينظر لوالده يبتسم بهدوء: أنت عمرك ما تغلط يا حج... قاطعه محمود يهتف بضيق: يعني أنت فعلا ما بتتعالجش رد بهدوء: كان نفسي اقول ان كلام حضرتك صح بس للأسف كلامك مش صحيح أنا بتعالج رغم اني شايف ان خوفي وغيرتي عليها مش مرض عشان اتعالج منه.
كاد محمود أن يرد حينما هتف خالد بحدة: يا لينا قولتلك سيبي المقص محمود: الخوف والغيرة مش مرض، انما تصرفاتك انت مرض خبيث يا خالد، ومش هتضر بيها حد غيرك وبعد ما تضيعها منك تاني ساعتها هتصدق انك مريض لم يعر ابيه انتباها فكل ما يشغل باله الآن تلك الآلة الحادة التي تمسكها بين يديها ليهتف بحدة: هو أنا مش قولتلك سيبي الزفت اللي في ايدك عمر: ما تهدي على نفسك يا عم.
خالد: بس يا تافه، سايب الرجالة وقاعد تلعب مع البنات نظر له بضيق ليهتف بأدب: مش هرد عليك عشان أنت اخويا الكبير وليك احترامك مهما كان نظرت لينا له بضيق من كلامه السام لتنظر لعمر برفق تهتف بحنو: ما تزعلش يا عمر اخوك دا رخم اصلا، بص دي اخرجت من بين الاوراق صورة لفتاتين صغيرتين بضفائر سوداء طويلة: عندي احساس أن هتخلف بنتين تؤام زي القمر شبه مامتهم احمرت وجنتي تالا خجلا ليهتف عمر بسعادة: يا ريت يا لينا.
طوت له الصورة لتعطيها له تبتسم بعذوبة: خلي بقي الصورة معاك عمر مبتسما: انتي طيبة قوي يا لينا، والله انتي خسارة فيه ابتسمت تهتف بثقة: ما أنا عارفة، بصوا بقي ايه رايكوا في مخطط الفانوس دا ياسمين: الله جميل اوي لينا مبتسمة: أنا عندي فكرة حلوة احنا نعمل 4 فوانيس كبار نحط في كل اوضة فانوس وكل فانوس يبقي عليه اسماء اصحاب الاوضة.
يعني في اوضتك في يا عمر، نكتب على الفانوس عمر وتالا وياسمين وفارس وكدة يعني فهمني تالا مبتسمة: فكرة حلوة جدا بدأوا يصنعنون تلك الفوانيس على حسب مخطط لينا الهندسي خارج الغرفة نظر محمود لخالد بضيق يهتف بحدة: ما تزعقش لاخوك تاني، عمر طيب وقلبه أبيض عكسك تماما ضحك ساخرا: قصدك اني خبيث يا حج ليصيح بحدة: قسما بربي يا لينا لو ما سبتي المقص لهاعقبك.
ضحكت ببراءة: انتي قولتلي أن ما فيش عقاب تاني لتخرج له طرف لسانها ببراءة محمود: لينا مش طفلة يا خالد، خايف عليها من المقص وهي بتمسك المشرط في اوضة العمليات هتف بشرود: اومال أنا منعتها من الشغل ليه أما حكاية هي طفلة ولا لاء فدي أنا الي احددها محمود: لاء يا خالد، أنت الي دايما حاجزها في قالب الطفلة، عشان تبقي بالنسبالها الأب والحبيب والزوج هتف بتعجب: ودي حاجة غلط.
محمود: لو نيتك سليمة طبعا لاء انما أنت غرضك الوحيد انك ما بتعدهاش عنك أنها تدور في فلكك أنت بس مهما تلف تلاقيك أنت بس البي قصادها نظر الي ضحكاتها البريئة بغموض ليهتف بشرود: حتى لو كرهتني مستحيل اخليها تبعد عني مش هستحمل عذاب 12 سنة تاني مش هخليها تبعد عني تاني مش هسمح لاي حاجة مهما كانت تبعدها عني هتف محمود بحدة: يا سلام، افرض بعد الشر أمر ربك جه...
انتفض فزعا عند سماعه تلك الكلمات يصيح بهستريا: لالالالا لينا مش هتموت مش هتسبني، أنا أنا الي هموت الأول أنا اكبر منها شخصت عيني محمود بصدمة فبالتأكيد ان ضرب من الجنون أصاب ابنه كاد أن يرد عندما سمعا صوت صرخات لينا لينتفض خالد يهرول ناحيتها بلهفة، ليجد جرح ليس بهين منتصف باطن كف يدها اليسري صرخ بفزع: ايه اللي حصل ايه اللي عورك كدة.
حاولت حبس دمعاتها حتى لا يغضب منها ولكن رغما عنها انسابت دموعها رغما عنها لتهمس بألم: كنت بقطع الورقة بالمقص فاتعورت صرخ بعنف: أنا مش قولتلك ما تمسكيش الزفت عشان ما تتعوريش عاجبك كدة جاءت تالا سريعا بعلبة الاسعافات فاخذ قطعة من القطن وغمرها في الكحول الايثيلي لينظف بها الجرح صرخت بألم عندما لامست تلك المادة جرح يدها لتبكي بحرقة: بتحرق أوي همس بحنو: معلش يا حبيبتي استحملي دقيقتين بس امسكي في دراعي جامد.
هزت رأسها إيجابا تقبض بيدها اليمني عل ذراعه الايسر بدأ هو يعمل بسرعة الي أن طهر الجرح جيدا ولفه بالضمدات نظر لها بغضب يريد أن يبوخها بشدة على ما فعلت فوجدها تشهق في البكاء كالأطفال فلم يجد سوي ان يربط على شعرها بحنو: خلاص بقي بطلي عياط كفاية كدة سهر اطلعي يلا عشان تنامي زينب: مش هتتسحروا يا إبني خالد: لاء أنا مش جعان، ولينا هتشرب كوباية لبن وتنام همست بعند طفولي: لينا مش بتحب اللبن.
خالد ضاحكا: لاء لينا بتحب اللبن ويلا قدامي يا اوزعة عشان تنامي نظرت له تسبل عينيها ببراءة مصطنعة تهتف بدلال: ايدي بتوجعني مش هعرف امشي ضحك بخبث: ايدك بتوجعك فمش هتعرفي تمشي انتي بتمشي على ايدك قولي شيلني واخلصي وقف يحملها بخفة بين ذراعيه لتلف ذراعيها حول عنقه تؤرجح قدميها في الهواء لترتفع ضحكاته: طفلة والله ابتسمت باصفرار: أنت الي عجوز.
خالد باستفزاز: بقي أنا عجوز، هو في عجوز يقدر يشيل الخمسة وتمانين كيلو الي أنا شايلهم دول اتسعت عينيها بصدمة: تقصد ان بقيت 85 كيلو، أنت كذاب عااااا أنا ما تخطنتش خالد ضاحكا: بس بس اقفلي السرينة دي بهزر احتدت عيني لينا بغيظ لتقرب فمها من كتفه عضته بقوة ليهتف بحدة من الألم: آه يا بنت العضاضة ولما ارميكي دلوقتي همست بدلال: مش ههون عليك خالد بحنان: بتلعبي على نقطة ضعفي انتي عمر بمرح: هيييييح.
فارس: يا ابني اطلع حب في اوضتك، في ناس هنا عندها جفاف عاطفي ياسمين بضيق: تقصد مين يا استاذ فارس فارس سريعا: قصدي عمر طبعا اخذ خالد لينا وصعد الي غرفته لتهتف زينب كالعادة تدافع عن ابنها: والله ما فيه في حنية ابنك مرت عدة أيام، والعلاقة بين خالد ولينا مذبذبة بين شده وجذبه وفي الحالتين يعرف كيف يعيدها الي حضنه بسهولة.
في احد الأيام وهم في المسجد للصلاة جلست جوار احد عمدان المسجد تنظر للفراغ بشرود لتشعر بيد احدهم تربت على كتفها نظرت للفاعل لتقطب جبينها بتعجب تلك الفتاة تعرفها دققت النظر في ملامحها لتهتف بدهشة: رحاب! ابتسمت رحاب باصفرار لتجلس أمامها تربع ساقيها تهتف بتهكم: اللي يشوفنا يقول تؤام مش كدة قطبت حاحبيها باستفهام تهتف بحذر: انتي عايزة ايه يا رحاب.
رفعت كتفيها بلامبلاة تهتف بحزن مصطنع: تؤتؤتؤ بقي دي طريقة تتكلمي معايا بيها دا أنا عايزة مصلحتك عايزة احذرك ضيقت عينيها تنظر لها بشك: تحذريني من ايه نظرت حولها بترقب لتميل ناحية لينا تهمس بحذر: من الشيطان اتسعت عينيها بذعر تهتف بدهشة: شيطان ايه ولا مين.
هتفت ببراءة مصطنعة: خالد طليقي وجوزك، هو الشيطان، الشيطان اللي هيفضل يوسوسلك عشان تعملي اللي هو عايزه، هيفضل يشدك وحده وحده لحد ما تبقي خيوطك كلها في ايدك، شيطان هيفضل يستنزف روحك لحد ما تبقي بقايا... قاطعتها لينا تهتف بحدة: اخرسي ما فيش شيطان هنا غيرك، أنا وانتي عارفين كويس انتي عملتي ايه ما تجيش تعيشي دلوقتي في دور الضحية المظلومة.
هتفت رحاب بانفعال؛ من ناحية أن أنا ضحية فأنا فعلا ضحية، خالد باشا رسم عليا الحب واوهمني انه واقع في غرامي وفي الآخر طلع بيضحك عليا عشان أنا شبهك همست لينا بحدة: دا مش مبرر للخيانة يا رحاب هانم، كان ممكن بكل سهولة تنفصلي عنه مش تروحي تخونيه وبعدين وطي صوتك احنا في الجامع اخذت رحاب يد لينا وخرجت من الجامع لتنفجر في الضحك بسخرية بينما تنظر لينا لها بتعجب: انتي بتضحكي على ايه.
هتفت من بين ضحكاتها: على ساذجتك، هو فهمك أن أنا خونته عشان عشان كدة هو سابني هزت رأسها ايجابا تنظر لها بشك، لتهز رحاب رأسها نفيا تهتف بحزن مصطنع: ضحك عليكي اللي انتي ما تعرفيهوش يا حبيبتي ان أنا وخالد اصلا ما كناش متجوزين.
اتسعت عينيها بذهول مما تقول تلك الفتاة لتكمل رحاب بمكر: مصدومة أنا عارفة بس دي الحقيقة أنا خالد كان بس مخطوبين وفي يوم واحنا خارجين تحديدا في اليوم اللي فتح فيه الشركة وسماها بإسمي، قالي أنا عايز احتفل بحبي ليكي، ابن اللذين بيقول كلام حلو كنت فرحانة جدا زيي زي اي بنت شايفة واحد بيحبها اوي كدة، خرجنا وداني الملاهي والسينما واتعشينا برة ولما قولتله ان أنا اتأخرت ولازم اروح بقي خدني في عربيته وفي الطريق لقيته فجاءة وقف ومسك جنبه الشمال مكان قلبه.
Flash back هتفت بقلق وهي تنظر لحالته الحرجة: مالك يا خالد أنت كويس هز رأسه نفيا يهتف بألم: مش قادر يا رحاب حاسس ان في سكاكين بتقطع في قلبي هتفت سريعا بلهفة: طب يلا بينا نطلع على اقرب مستشفي هز رأسه نفيا امسك جانبه الايسر ليقود السيارة بصعوبة وصل أسفل احدي العمائر يهتف بألم: معلش يا رحاب ساعديني أطلع شقتي.
هزت رأسها ايجابا سريعا دون تردد خرجت من السيارة تسنده الي تلك الشقة، اخذت منه المفتاح تفتح الباب سريعا، لتسمعه يهمس بألم: معلش يا رحاب عارف اني تاعبك معايا دخليني بس لحد اوضتي وامشي انتي نظرات له بقلق تبلع لعابها بتوتر لتهز رأسها ايجابا بتردد اخذته متجهه الي غرفته كما وصفها لها وقفت أمام باب الغرفة تهتف بارتباك: انا أنا أنا هنزل واتصل ببابا ونجيلك دكتور.
شخصت عينيها بفزع حينما وجدته يقف امامها ترتسم ابتسامة شيطانة خبيثة على شفتيه في لحظة جذبها لداخل الغرفة موصدا الباب عليهم بالمفتاح Back.
اتسعت عيني لينا بذعر خاصة مع دموع رحاب التي بدأت بالانهمار لتكمل بألم: وبعد ما عمل فيا اللي هو عايزه، اتهمني اني كنت بخونه وراح جاب واد أنا ما اعرفوش وقال عنه عشيقي ولغي الجوازة، والمصيبة اني لقيت نفسي حامل اهلي كانوا عايزين ينزلوا اللي في بطني بس أنا ما رضتش اقتل بنتي، عرفتي بقي أن هو شيطان، بس انا مش هسيبه ورحمة بنتي لهدفعه التمن غالي أنا بس حبيت احذرك عشان ما تروحيش في الرجلين زي شهد الغلبانة.
تركتها ورحلت لتقف لينا مكانها عينيها متسعتين بفزع صدقا لا تعرف مع من كان تعيش طوال تلك المدة!
رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل السادس
وقفت مكانها متجمدة من الصدمة لا تصدق ما تسمع أكان يخدعها طوال تلك السنوات يرتدي وجه الحمل البرئ وهو في باطنه ذئب ماكر ينتظر الفرص المناسبة للقضاء على ضحاياه والتي للأسف هي إحداهن، مسحت دموعها بعنف حينما وجدت زينب تتقدم ناحيتها تسأله بقلق: انتي كنتي فين لينا أنا قلبت عليكي الجامع وخالد عمال يتصل بيكي ما بترديش ليه.
حمحمت لتجلي صوتها الذي بح من كثرة البكاء تهمس بألم؛ ما فيش يا ماما أنا بس كنت مخنوقة فوقفت هنا اشم شوية هوا ربطت زينب على كتفها برفق: طب يلا يا حبيبتي خالد جه أهو.
هزت رأسها ايجابا باستسلام هي حقا لا تعرف ماذا عليها أن تفعل جلست بجانب والدته على الأريكة الخلفية، ما ان نظرت لملامح وجهه من خلال مرآه السيارة كان منشغل بقيادة السيارة انهمرت دموعها خوفا وألما اجفلت على صوت والده يهتف بقلق: مالك يا بنتي بتعيطي ليه.
تبكي اتسعت عينيه حينما سمع تلك الكلمة ليضعط على مكابح السيارة بقوة لتتوقف فجاءة على جانب الطريق التفت لها بلهفة يهتف بلوعة: انتي بتعيطي ليه، تعبانة في حاجة بتوجعك اوديكي للدكتور نظرت له بألم دون أن تنطق ليبدأ ثلاثتهم يسألوها بقلق عما بها اما هي فكانت فقط تبكي دون ان تنطق بحرف لتنتفض فزعة حينما سمعته يصرخ بحدة: ما تنطقي احنا هنتحايل عليكي اخذتها زينب بين أحضانها اسألها برفق: مالك يا بنتي.
هتفت بصوت مبحوح: ما فيش يا ماما اصل سمعت قصة ضيقتني شوية هتف محمود باستفهام: قصة إيه اللي عملت فيكي كدة ابتعدت عن حضن زينب تمسح دموعها بعنف: تخيل يا عمي، شوفت واحدة في الجامع خطيبها ضحك عليها واغتصبها وعشان يخلص منها جاب واحد وقال عليه عشقها ولغي الجوازة بعد ما دمرها وطلع هو في الآخر البرئ هتف محمود بحدة: دي ايه البجاحة دي، دا حيوان زينب: يكفينا الشر يا بنتي دي عالم ما تعرفش ربنا.
هتفت بهدوء وهي تنظر لعينيه من خلال مرآه السيارة الاماميه: وأنت ايه رأيك يا خالد نظرت لها بهدوء لترتسم على شفتيه ابتسامة ساخرة سمعت صوت محرك السيارة وهو يعمل من جديد ليهتف بهدوء ؛ والله أنا ما اقدرش احكم عليه من غير اعرف الصورة كاملة مش يمكن هي كدابة.
هزت رأسها ايجابا بهدوء لينطلق بعدها الي المنزل في صمت مطبق، الي ان وصلوا الي المنزل نزل محمود وزينب ليبقيا هما، نظرت له بضيق ليلتفت له يهتف ببرود: ممكن افهم بقي في ايه، ايه الهبل اللي حصل من شوية دا نظرت له بغضب لتهتف ببرود: أنا قابلت رحاب اتسعت عينيه بصدمة ظل صامتا لبضع ثواني ليخرج من مكانه متجها الي باب السيارة الخلفي جلس بجانبها يهتف بحدة: شوفتيها فين وامتي وقالتلك ايه.
نظرت له بشك وكلام رحاب يتردد داخل عقلها لتهتف هي الأخرى بحدي: ومالك متعصب كدة ليه، ولا خايف عقد جبينه بتعجب مما تقول ليهتف بهدوء: وأنا هخاف من ايه يعني نظرت له بعتاب لتهتف بغموض: من اللي أنا وأنت عارفينه كويس، يا خسارة يا خالد.
اتسعت عينيه بدهشة ماذا تقول تلك الحمقاء، ماذا قالت لها تلك الملعونة، وجدها تخرج من السيارة في لحظة تهرول ناحية المنزل، نزل خلفها ليقف مكانه ساكنا وضع يديه في جيبي بنطاله ينظر لها ببرود، رحاب بالتأكيد ملئت عقلها بكلام مسمم مزيف لا صحة له، يستطيع بسهولة ان يسحقها تحت قدميه دون ان يرتف له جفن ولكنه لن يفعل ذلك، يبدو أن موت ابنتها قد أثر على قواها العقلية لذلك هو لن يحاسبها بل سيحاسب تلك الحمقاء التي سلمت عقلها دون تفكير، وقف في الحديقة يدخن احدي سجائره بشراهة، ليتجه بعدها الي غرفتها، وهو في طريقه سمع والدته تهتف باسمه نظر ناحيتها ليجدها تجلس امام التلفاز على أريكة كبيرة تشاهد أحد مسلسلات رمضان.
ليتجه ناحيتها وقف أمامها يبتسم بهدوء: مساء الفل يا ست الكل ابتسمت له بحنو تربط على الاريكو بجانبها: مساء النور يا حبيبي تعالا اقعد عايزة اتكلم معاك كلمتين جلس بجانبها ينظر لها باستفهام لتمد يدها لجهاز التحكم تغلق التلفاز لتلتفت له بجسدها تهتف بعتاب: بصراحة بقي حالك اليومين دول مش عاجبني أسند ذراعيه على فخذيه يسند ذقنه على راحه يده يبتسم بشخوب: ماله حالي بس يا أمي ما أنا كويس اهو.
هزت رأسها نفيا تهتف بضيق: لاء يا خالد مش كويس حالك متشقلب، عاجبك حالك وهما فاكرين مجنون، كل دا عشان بتحبها وبتغير عليها وبصراحة بقي يا خالد أنت مدلعها أوي ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيه يهتف بشرود: يا ستي خليها تدلع طول ما أنا عايش اتسعت عينيها بدهشة من تصرفات ابنها لتهتف بحزم: في ايه يا خالد، مالك يا إبني، اللي انت فيه دا ما ينفعش اعتدل في جلسته يهتف بهدوء: انتي عايزة ايه يا أمي.
نظرت حولها يترقب لتهمس بحذر: أنا عندي حل كويس لحالتك رفع حاجبه الايسر بشك ينظر لوالدته يهتف بحذر: مش فاهم اتجوز نطقتها زينب بعفوية شديدة لترتفع ضحكاته الصاخبة، لتنظر له بضيق تقطب حاجبيها بغضب هتفت بحدة: ايه اللي بيضحك في اللي أنا بقوله إنت راجل ومن حقك تتجوز واحدة واتنين وتلاتة اندثرت ضحكاته في لحظة ينظر لها بدهشة هاتفا: انتي بتتكلمي بجد يا أمي.
هزت رأسها ايجابا تهتف بهدوء: آه طبعا وجد الجد كمان، اتجوز خدلك بنت صغيرة كدة 19، 20 سنة تدلعك وتجبلك الواد اللي يشيل اسمك طالما...
قاطعها يهتف بضيق يعقد جبينه بغضب: طالما ايه يا أمي، طالما لينا ما بقتش بتخلف مش كدة، طب افرضي أنا اللي ما كنتش بخلف كنتي هتقولي للينا اطلقي واتجوزي، انا الحمد لله ربنا ما حرمنيش من الخلفة عندي بنت ربنا يخليهالي بكرة تكبر وتشيل إسمي، ما حدش فينا مخلد عشان حضرتك عايزة ولد يخلد إسمي ربطت على كتفه برفق تهتف بحنو: يا إبني أنا مش قصدي أنا بس مش عايزة اشوفك حزين كدة.
ربط على يدها يبتسم برفق: أنا كويس يا أمي ما تقلقيش عن إذنك أنا هطلع ارتاح شوية اخذ طريقه الي غرفته، ما ان دخل الي الغرفة حتى جز على اسنانه بغضب حينما وجد دولاب ملابسها فارغ وتخت الصغيرة اختفي اتجه الي غرفتها المجاورة لغرفته يدق بابها بعنف يهتف بحدة: افتحي يا لينا سمع صوتها تهتف بعند: مش هفتح يا خالد ومش هقعد معاك في أوضة واحدة صرخ غاضبا: افتحي يا لينا بدل ما اكسر الباب.
سمعها تهتف بتحدي يبدو ان ذلك الباب المغلق اكسبها بعض الشجاعة: اكسره عشان عمي محمود يجي يكسر دماغك خالد غاضبا: أنت بتهدديني لينا بحدة: افهمها زي ما إنت عايزة آه وما تحاولش تيجي من البلكونة عشان أنا قفلاها كويس هتف ببطء متوعدا: ماشي يا لينا على راحتك تركها ونزل الي صالة العابه الرياضية يفرغ غضبه من أفعال تلك الفتاة في تلك الآلات المسكينة.
جلست على الفراش تضع صغيرتها على قدميها لتهتف الصغيرة بصوتها الطفولي: با با نظرت لابنتها بحزن لتبدأ في الحديث معها وكأنها ستفهما: تفتكري بابا يعمل كدة فعلا، حاجة جوايا رفض تصدق ان خالد يعمل كدة، انا حقيقي تعبت يا لوليتا كل ما اقول خلاص كل حاجة هتتصلح الاقي نفسي لسه واقفة عند نقطة البداية، تنهدت بتعب تبتسم لصغيرتها بشحوب: تعالي ننام احسن.
ضمت الصغيرة لصدرها تربت على شعرها برفق الي ان نامت الصغيرة قبلت جبينها تهمس بحنان: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي في اليوم التالي استيقظت على دق على باب غرفتها، قامت تفتح الباب وهي تفرك عينيها بنعاس لتسمعه يهتف ساخرا: صباح الخير يا دكتورة معلش ازعجتك انتشلتها نبرته الساخرة من بئر النوم لتمط شفتيها بضيق تهتف بنعاس: بصراحة آه ازعجتني عايز حاجة ولا ارجع انام.
وضع يديه في جيبي بنطاله يرتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة: عايز موبايلي عشان نسيته عندك قطبت جبينها بتعجب تنظر له بدهشة: افندم وايه اللي هيجيب موبايلك عندي رفع كتفيه بلامبلاة يهتف ببراءة: روحي وانتي هتلاقيه.
دخلت الي الغرفة لتتسع عينيها بدهشة حينما وجدت الصغيرة تنام في مهدها انتقلت بنظرها الي الفراش لتجد هاتفه ملقي عليه التقطته بين أصابعها تنظر له بدهشة، التفتت تنظر للواقف جوار الباب يبتسم ساخرا لتهتف بذهول: أنت ازاي دخلت هنا اعتدل في وقفته ليقترب منها همس جوار اذنها بخبث: أنا في كل مكان ولا ألف باب وحيطة هيقدروا يبعدوكي عني شخصت عينيها تنظر له بصدمة: دخلت ازاي والباب والشباك مقفولين.
عدل هندامه بغرور يبتسم بثقة: لما تكبري شوية هقولك لينا بضيق: أنا عايزة اعرف دلوقتي حالا أنت دخلت الاوضة ازاي امسك رسغ يدها يجلسها على الفراش ليجلس أمامها يهتف بهدوء: أنا اللي عايز اعرف رحاب قالتلك ايه بالظبط مغيرك كدة اشاحت بوجهها في الاتجاه الآخر لتهتف بصوت حزين مختنق: قالت اللي قالته بقي يا خالد هتف بحدة وهو يدير وجهها ناحيته: أنا من حقي اعرف هي قالتلك إيه.
بقيت على صمتها لينظر لها ببرود هاتفا بتوعد: طيب يا لينا أنا هروحلها بنفسي واعرف منها بالظبط هي قالتلك ايه قام ليرحل لتنتفض سريعا امسكت بذراعه تهتف بلهفة: لاء خلاص هقولك والله هقولك عقد ساعديه يهتف بهدوء: اتفضلي قولي.
بلعت لعابها بارتباك لتبدأ باخباره ما حدث بالأمس وهي تراقب تعابير وجهه لتجد البرود يحتلها، قصت عليه ما حدث كاملا ليبقي صامتا ينظر لها ببرود دون أن ينطق بحرف دقيقة اثنين ثلاثة لتسمعه يهتف بخواء: وانتي صدقتيها مش كدة اخفضت رأسها ارضا لا تعرف ماذا تقول تفرك يديها بتوتر: مش عارفة هتف ببرود: لاء عارفة يا لينا انتي صدقتيها، اومال الحيوان اللي كنتي بتحكي عنه في العربية إمبارح مش يبقي أنا بردوا.
يا خسارة يا لينا نظرت له بقلق حينما قبض على رسغ يدها يسحبها خلفه الي غرفته لتجده يفتح درج صغير في مكتبه اخرج ملف به بعض الاوراق القاه امامها لتنظر له بتردد امسكت الملف تفتحه لتجد عقد زواج له هو والمدعوة رحاب وعقد طلاق تاريخه بعد عقد الزواج بحوالي شهرين.
رفعت نظرها عن الاوراق تعض على شفتيها بندم لتجده يخرج هاتف قديم من درج المكتب فتحه يشهره أمام وجهها لتري ذلك الفيديو الذي سجله محمد قديما لرحاب وذلك الشاب.
وضعت يدها على فمها تكبح شهقاتها المتألمة الندمه، لتنساب دموعها ترثي حماقتها كم هي حمقاء غبية لتصدق تلك الفتاة بتلك البساطة وتشك به هو نظرت له بندم احتل مقلتيها لتهمس بحزن وهي تشهق في البكاء: طبعا انا لو قولتلك أنا آسفة على غبائي وجهلي وقلة ثقتي بيك مش هتسامحني اقترب منها الي ان وقف أمامها مباشرة ينظر لها ببرود نظرات خاوية جليدية.