رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والأربعون
وإني برغم الظلام لست بيأس فالفجر من رحم الظلام سيولد النور في قلبي وبين جوانحي فعلام أغشى السير في الظلماء فاصبر كما صبر أيوب في كربه فليس لضوء الشمس من حاجب.
صدمة شلت كل من كان واقفا حينما ظهرت دقات ضعيفة تنمو شئيا فشئيا على سطح تلك الشاشة دفع محمد بعنف ليتركه متجها ناحيتها بلهفة سقط على ركبتيه جوار فراشها يقبل كف يدها بجنون يهتف بلوعة: شوفتي كنت عارف انك هتسبيني كنت عارف اني مش ههون عليكي تعملي فيا، مش ههون عليكي تاخدني روحي وتمشي، نظرت ناحية صديقه يبتسم بجنون: مش قولتلك لينا عايشة يا غبي.
هز رأسه إيجابا يبتسم بسعادة لينظر لذلك الطبيب شرزا ينقل انظاره بين جسد لينا وجهاز تنشيط ضربات القلب ليقبض على تلابيب ذلك الطبيب يصرخ بغضب: هو سيادتك قبل ما تطلعنا وأنت متشحتف وتقولنا البقاء لله القلب وقف جربت تنعش القلب بلع الطبيب ريقه بتوتر يتعرق بخوف: هاااا هب خالد يقبض على عنق الطبيب يصرخ بجنون: كنت هتموتها يا ابن ال***** قسما بالله لهخليك تتمني الموت من اللي هعمله فيك.
ايه اللي بيحصل هنا دا، كان ذلك صوت مدير المستشفى... اتجه محمد ناحية مدير المستشفى يقبض على تلابيب ملابسه يهتف بتوعد: لو خايف على حياتك وحياة عيلتك الحقها هز الطبيب رأسه إيجابا بخوف يهمس بارتعاش: طب ممكن تتفضلوا ما ينفعش تدخوا أوضة العمليات اصلا جذب خالد ذلك الطبيب من تلابيب ملابسه خارج غرفة العمليات ليسقطه ارضا تحت قدميه يبتسم بجنون: تفتكر اعمل فيك ايه.
بلع الطبيب لعابه بذعر يهتف بخوف: أنا آسف يا باشا والله غلطة ضحك بجنون ينظر لذلك الطبيب بشر: غلطة، غلطة كانت هتخسرني غلطة كانت هتموتها، اتسعت عينيه بخوف حينما نطق هو تلك الكلمة، همس مع نفسه بذعر تموت لينا ممكن تموت وتسبني، نظر لذلك الطبيب بتوعد عينيه متسعتين بجنون ليركله بعنف يصرخ بألم: كنت هتموتها اندفع محمد ناحيته يقيد ذراعيه يجذبه للخلف بعنف حينما لاحظ أن ذلك الطبيب بدأ ينزف عنف ركلات خالد.
صرخ بحدة وهو يجذبه بعيدا: كفاية يا خالد خلاص هتموته حاول جذب نفسه بعنف بعيدا عنه يصرخ بجنون: كان هيموتها، كانت هتموت سيبني يا محمد أنا هقتله نظر محمد لبعض افراد الفريق يصرخ بحدة: انتوا واقفين تتفرجوا ابعدوه من هنا قبل ما يقتله.
سريعا اخذ الطبيب او بمعني اصح بقاياه بعيدا عنه، بينما اخذ هو يجوب الممر امام غرفة العمليات ذاهبا وايابا يشعر بروحه تحترق ببطئ يشعر أن قدميه لم يعودا قادرين على حمله اسند جسده إلى الحائط يصدم رأسه في الحائط بعنف عله فقط كابوس وسيصحو منه لا يصدق أنها كانت ستضيع من بين يديه من جديد تلك المرة دون عودة شعر بأن الارض تميد من تحته كاد ان يقع لولا ان اسنده ذلك الشخص.
زاغت عينيه بإنهاك نظر بضعف إلى الشخص الذي يسنده فوجده محمد الذي يشد بيده على جسده حتى يستطيع أن يقف يهتف بحدة: اجمد يا خالد، أجمد عشانها مش عشانك هز رأسه إيجابا بضعف خرج الطبيب من الغرفة يهتق بخوف: والله محتاجة نقل دم، وفصيلتها نادرة ومش عندنا هرول ناحيته يستند على الحائط يهمس بانهاك: أنا فصيلة دمي زيها، خدك دمي كله بس هي تعيش الطبيب: ما ينفعش يا افندم ناخد دم من حضرتك وانت في الحالة ممكن قلبك يوقف.
قبض على تلابيب ملابسه يهتف بضعف: أنت هتسمع الكلام ولا لاء يا روح أمك ابعد الطبيب يده بعنف يهتف بحزم؛ لاء مش هسمع مش مهمتي احيي واحد وأموت التاني أنا هتبرعلها بالدم، نظر الجميع ناحية الصوت ليقطب حاجبيه بغضب ما ان رأي حمزة يقف امامه يستند على عكازه الحديدي من ناحية وكتف عمر من الناحية الأخرى، ليصرخ هو بغضب: أنا مستحيل اسمح ان دمك القذر يدخل جسم مراتي حمزة صارخا بغضب: دمي القذر دا هو نفس دمك يا اخويا.
عمر سريعا: خالد مش وقته لازم نلحق لينا بسرعة الطبيب بلهفة: حضرتك فصيلة دمك o negative هز رأسه إيجابا سريعا، ليهتف الطبيب سريعا: طب اتفضل معايا بسرعة اتجه بخطئ حاول كونها سريعة ناحية الطبيب مر جوار خالد ليجده ينظر له شرزا نظرات نارية كارهه، اجلسه عمر على الفراش الطبي لتأتي احدي الممرضات بعد قليل تسحب منه الدماء وهو يجلس على الفراش بهدوء يغمض عينيه بألم.
في الخارج، دخل على إلى المستشفى بعدما قام محمد بالاتصال به، ومن خلفه عصام وبعض المسعفين ووضعوا لينا في سيارة إسعاف مجهزة بجانبها حمزة وانطلقت السيارة إلى مستشفي الحياة وبدأ عصام يقوم بإسعافها على افضل وجه حتى يصلوا إلى المستشفي، وقف عصام جوار حمزة يربط على كتفه: لولاك كانت ماتت، أنت كويس فقدت دم كتير فتح عينيه بدرجة ضعيفة يبتسم بشحوب، ليقوم عصام بإيصال محلول وريدي في جسده حتى يغذي جسده.
اما هو فجلس بجانبها ممسك بيدها ضحك يهمس بألم: مش هتبطلي حركاتك دي ابدا لازم كل شوية كدة تموتيني من الخوف عليكي عشان تتأكدي ان انا بحبك انتي عارفة ان انا بموت فيكي ومقدرش أعيش من غيرك ينفع كده عايزة تسبيني وتمشي وترجعلي تزعلي لما بعاقبك ربت محمد على كتفه: اهدي يا خالد انت كدة هتتجنن مش كدة يا صاحبي هي الحمد لله عايشة وبخير.
انسابت دموعه رغما عنه يهمس بذعر: كانت هتسبني هي عارفه انا بحبها اد ايه، وما اقدرش أعيش من غيرها وبردوا كانت عايزة تسيبني اعطي عصام زجاجة مياة لخالد عصام: صلي على النبي هي هتبقي بخير بإذن الله، خد اشرب فتح الزجاجة وشرب منها القليل فبدأ يشعر بثقل في رأسه وتثاقلت جفون عينيه حتى انغلقت، ليهتف حمزة بقلق: خالد مالك يا خالد.
عصام: ما تقلقش انا حطتله مهدئ في المايه بالحالة إلى هو فيها دي كان هيجيله انهيار عصبي وصلت السيارة إلى مستشفي الحياة أسرع أطباء الطواري بمتابعة حالة لينا واخذ عصام خالد وركب له محاليل بها مهدئ ومن ثم اتجه سريعا لمتابعه حالة لينا في خارج غرفة الطوارئ يقف محمد ويوسف وباقي اعضاء الفريق وعمر وحمزة يجلس على احد المقاعد ينظر للفراغ بقلق... خرج عصام من الغرفة بعد مدة فهرع اليه الجميع.
محمد بلهفة: خير يا دكتور طمنا عصام: الحمد لله النبض طبيعي وأجهزتها الحيوية بدأت تشتغل بصورة طبيعية بس للأسف القلب فضل واقف حوالي دقيقتين فدخلت في غيبوبة ومش عارفين هتفوق منها امتي خرج السرير النقال متجها إلى غرفة العناية المركزة ليتركهم عصام متجها خلفها.
دخل محمد بخطئ بطيئة متثاقلة إلى غرفة خالد، تهاوي إلى أول كرسي يقابله ينظر لصديقه بألم يهمس بندم: أنا آسف يا صاحبي مش عارف اقولك ايه اقولك ابويا كان عايز يقتلك والرصاصة في لينا اقولك انا مش هقدر آذيه لأنه مهما كان أبويا اقولك ان لينا دخلت في غيبوبة ويا عالم هتفوق منها امتي اقولك ايه بس سامحني يا صاحبي.
وقفت جوار فراش أمها تتظر لجسدها المسطح على الفراش لا حول لها ولا قوة، جلست ارضا على ركبتيها تنظر لها بخواء تهمس ببرود: شوفتي يا اما شوفتي آخرة ظلمك، آخره قسوتك، أمسكت كف يدها تهمس بألم: يدك عمرها طبطت عليا، اني ما عرفاش احزن عليكي يا اما والله ما عارفة، ربنا يسامحك لاني ما قدراش اسامحك خرجت من الغرفة لتجد عزام يهرول ناحيتها يهتف بقلق: هدى انتي زينة.
هزت رأسها ايجابا، وضعت يدها على رأسها تشعر بدوار شديد يعصف بها في لحظات ارتخس جسدها ليتلقطها بين ذراعيه يصرخ باسمها بذعر.
بعد مرور ساعتين في مستشفى الحياة بدأ يحرك جفنيه بصعوبة يحاول فتح عينيه.
حتي استطاع اخيرا ان يفتحهما ينظر حوله باستفهام وجد نفسه على سرير في غرفة مستشفي محلول وريدي متصل بذراعه، انتصف جالسا ليشعر بصداع بشع يكاد ينسف رأسه وضع يده على رأسه فلمح آثار الدماء المتجلطة عليها اتسعت عينيه بذعر هب فزعا ينزع المحلول عن يده بدأ يمشي بخطئ سريعة ولكنها مترنحة يحاول ان يستند على الحائط حتى خرج من الغرفة فاسرع محمد يسنده يهتف بلهفة: أنت كويس يا خالد.
هز رأسه نفيا بعنف يهتف بلوعة: لينا يا محمد لينا فين محمد: ما تقلقش لينا كويسة والله ابتسم باطمئنان يهتف بلوعة: بجد، طب هي فين انا عايز اشوفها محمد: استريح انت بس دلوقتي وابقي شوفها بعدين زمجر بحدة: وديني عند لينا يا محمد محمد: حاضر، حاضر.
اسنده محمد إلى ان وصل إلى غرفتها ليجد ذلك الرجل يجلس على كرسي بجوار غرفتها ابتعد عن محمد متجها ناحية حمزة قبض على تلابيب ملابسه يصرخ في وجهه بحدة: انت ايه اللي جابك هنا، مش كفاية اللي حصلنا بسببك، انت ايه يا اخي ما عندكش دم، مش بعيد اصلا تكون انت السبب في اللي حصل، ما هو انت اكيد ما بتشمش على ضهر ايدك عشان تعرف مكانا.
رد حمزة بألم: وتفتكر لو أنا السبب هتبرعلها بدمي عشان تعيش، أنا غلطت كتير وندمت والله العظيم يا خالد ندمت على كل اللي عملته، سامحني يا اخويا ضحك ساخرا؛ اخوك، اخوك اللي رميت عليه واحدة عشان يتجوزها غصب عنه، ولا اخوك اللي خدت فلوسه واترمي شهور في حارة شغال ميكانيكي ولا اخوك اللي خطفت مراته وكنت عايز تصورها في حضنك، انهي اخوة دي يا اخويا.
انسابت دموع حمزة بألم يصرخ بحدة: إنت السبب انت اللي عملت فيا كدة، ايوة انت فاكر زمان اليوم اللي توهت فيه مش ماما قالتلك ما تسيبش ايد حمزة يا خالد، ليه سيبت ايدي، لو ما كنش سيبتني ما كنش كل دا حصل، امسك يده ينوح برجاء: أنا آسف يا اخويا وحياة لينا عندك سامحني ابتعد عنه ينظر لها بألم: صعب يا حمزة والله صعب، صعب انسي اللي عمتله فيا كاد ان يدخل حينما سمع صوته يهتف بجد: أنا عارف مين اللي عمل كدة.
هتف محمد بحدة: حمزة خلاص هز رأسه نفيا بعنف يهتف بحدة: لاء مش خلاص، الرصاصة كانت قصداك مش قاصدة لينا، رفعت السبب هو اللي اتفق على موتك ابتسم ساخرا على حاله ينظر لصديقه بألم: هو ابوك مش ناوي يسبني في حالي بقي يا محمد تركهم ودخل إلى غرفتها رآها نائمة كالملاك على الفراش الطبي ترتدي ملابس المستشفي العديد والعديد من الاجهزة الطبية متصلة بها.
تقدم ناحيتها بلهفة إلى ان جثي على ركبتيه بجانب الفراش وامسك كف يدها المغروز به ابرة المحلول الطبية يبتسم بشحوب: عارفة لو كنتي مشيتي كنت هحصلك انا ما اقدرش اعيش في الدنيا دي وانتي مش فيها نظر خلفه ليجد محمد يقف عند باب الغرفة ينظر له بحزن ليهتف بلهفة: هي هتفوق امتي بلع محمد ريقه بتوتر يتجول ببصره بعيدا: قريب يا خالد، قريب إن شاء الله التفت له يقطب جبينه بغضب: أنت بتكذب عليا يا محمد اانطق هتفوق امتي.
نكس رأسه بخزي يهمس بحزن: ما اعرفش ما حدش يعرف الدكتور قال دخلت في غيبوبة ومش عارفين هتفوق منها امتي اغمض عينيه يهمس بألم: اخرج يا محمد محمد: حاضر خرج الاخير مغلقا الباب خلفه لينظر لها يهمس بألم: ينفع كدة تقوليلي اربطي الكوتشي عشان تاخدي مكاني الرصاصة عارفة مش هجبلك كوتشيهات تاني.
اراح راسه على الفراش بجانب كف يدها وترك العنان لدموع عينيه: فوقي يا لينا عشان خاطري يا حبيبتي شايفة انا من غيرك عامل ازاي زي الطفل التايه إلى بيدور على امه طب قوليلي انا هقدر أعيش ازاي من غير ما اسمع ضحكتك واشوف ابتسامتك وحياة حبك في قلبي لهجبلك حقك كدة رفعت جاب أخرة معايا، مش هتأخر يا حبيبتي قام من مكانه يقبل جبينها وخرج من الغرفة ينظر لحمزة بحزم: خلي بالك منها على ما اجي.
هتف الاخير سريعا: انت رايح فين نظر له يبتسم بشر: هجيب حق مراتي.
خرج من المستشفي باكمها يستقل اول سيارة اجري تقابله عينيه حمراء مشتعلة تكاد تحرق الأخضر واليابس، رفعت سيذيقه اسوء عذاب على ما فعل، ضحك في نفسه كان يود عندنا يعود أن يعيد له جميع املاكه فهو خاله اولا واخرا بعد مدة قصيرى وصلت السيارة إلى فيلا السويسي فنزل من السيارة وحاسب السائق ما أن رآه الحرس حتى فتحوا له البوابة سريعا صدح بحزم: اربعة منكوا يجهزوا.
ثم تركهم ودخل إلى الفيلا يأخذ مسدسه من مكتبه متجها إلى الجراش يستقل احدي سيارته متجها بها البوابة فوجد أربعة من الرجال ضخام البنية يقفون بانتظاره صاح بحدة: اركبوا ركبوا سريعا فانطلق إلي تلك الفيلا الصغيرة التي يسكن فيها رفعت حاليا خالد للحرس: إلى اقوله يتنفذ بالحرف مفهوووم الحرس: مفهوم يا باشا في مستشفي الحياة.
عاد محمد إلى المستشفى بعدما كان قد ذهب لشراء بعض الطعام لهم ذهب لخالد ليعطيه بعض الطعام ليجد حمزة يصرخ فيه: انت روحت فين الله يخريبتك خالد راح لرفعت، الحقه قبل ما يقلبها مجزرة القي ما في يده يركض سريعا إلى سيارته يقودها بجنون على صعيد آخر وصلت سيارة خالد إلي فيلا رفعت عندما حاول الحرس منعه اشار إلى حرسه فاشتبكوا مع حرس رفعت يمدرون عظامهم بلا رحمة.
دخل خالد إلى فيلا رفعت يهدر بصوت غاضب كالرعد: رفعععععت يا رفععععععت وجد رفعت ينزل سلم منزله بكل هدوء وعلي شفتيه ابتسامة صفراء مستفزة: خير يا ابن يا اختي، جاي تتهجم على خالك نزع مسدسه من جرابه بعنف يشهره في وجهه يصرخ بغضب: هقتلك يا رفعت ابتسم ساخرا: تؤتؤتؤ هتقتل خالك يا خالد، هي الدنيا جري فيها ايه، صحيح اخبار لوليتا ايه ماتت ولا ايه.
قبض على عنقه بقوة يبتسم بشر: قسما بالله لهدفع تمن كل نقطة دم سالت منها، هخليك تبوس رجلي عشان اقتلك واريح من العذاب اللي هتشوفه على ايدي خااااااالد، صرخ بها محمد بحدة وهو يري وجه ابيض تحول إلى الأزرق من عنف ضعط خالد على رقبته هرول ناحيتهم يدفع خالد بعيدا عنه ليشهق رفعت بعنف يحاول التقاط انفاسه.
ذهب خالد ناحيته وبدأ الاشتباك بينهما ولكن جذور صدقاتهم المغروزة منذ عشرات السنين كان مفعولها اقوي لكم خالد محمد بقوة ليبعده عنه خالد: أنا مش عايز آذيك يا صاحبي محمد غاضبا: وأنت ما كنتش هتأذيني لما تقتل ابويا خالد غاضبا: أنا جاي عشان اخذ بتاري من كل إلى آذوني وآذوها جهز مسدسه في وضع الاطلاق اشار إلى حرسه يهتف ببرود كتفوا محمد باشا في لحظات كان اثنين منهم يقيدون حركته.
رفع المسدس يوجهه ناحية قلب رفعت يهتف بضيق مصطنع: ما كنتش عايز اموتك بالسرعة دي بس يلا خير البر عاجله صرخ محمد بفزع: لاء يا خالد دا مهما كان ابويا يا صاحبي، وحياة الصحوبية اللي بينا ما تقتلوش نظر ناحية محمد يضحك ساخرا: ابوك مش عايز يسبني في حالي توسله برجاء: انا اضمنلك انه مش هيأذيك تاني ابدا وعد يا صاحبي وانا عمري ما خلفت وعدي ابدا.
خفض مسدسه لأسفل ينظر لرفعت بكره: ابنك هو إلى نجدك من ايدي يا رفعت من النهاردة الدم اللي بينا بقي ماية بس لو حاولت تأذيني أنا او مراتي او بنتي الله في سماه لهخيلك تتمني الموت تشتهيه من إلى هعمله فيك اللهم بلغت اللهم فاشهد اشار إلى حرسه فتركوا محمد خرج من الفيلا مع حرسه فخرج خلفه يتبعه محمد خالد للحرس: خدوا العربية وارجعوا الفيلا رد احدهم: حاضر يا افندم توجه خالد ناحية سيارة محمد وركب بجانبه.
ظل الصمت مطبق على كليهما خالد: أنت رايح فين دا مش طريق المستشفى رد محمد ببرود دون يحيد بنظرة عن الطريق: هنروح على فيلتك خالد: ما كنت رحت مع الحرس لو كنت عايز اروح فيلتي، اطلع على المستشفي رد بحزم: هدومك مليانة دم شكلك يقرف دا غير انك ما كلتش حاجة من امبارح استحمي وغير وكل ونبقي نرجع تاني تنهد بتعب: ما تزعلش مني يا صاحبي انت عارف اللي أنا فين.
نظر محمد له بطرف عينيه يهتف بمرح: ادائك مش مقنع حاول تقولها بتأثر أكتر من كده ضحك رغما عنه: اخلص يا محمد بدل ما احطك تحت عجل العربية دا لسه هيزعل احنا فاضيين هتف بمرح: ماشي يا سيدي خلاص سماح خالد ضاحكا: يا حبيبي يا أمين تعالت ضحكات الصديقين داخل السيارة فرابط صدقاتهم اقوي بكثير من روابط الدم وصلت سيارة محمد إلى فيلا خالد فقتح لهم الحرس البوابة، دخلا إلى فيلا.
ليتهاوي محمد على الاريكة بتعب ينظر في ساعته بارهاق: اااااه الساعة وحدة بليل ما تيجي نبات هنا النهاردة ونبقي نروح بكرة خالد: لاء انا ما اقدرش اسيب لينا لوحدها افرض فاقت وانا مش موجود دي بتترعب لما ما ابقاش معاها خليك أنت لو عايز البيت بيتك طبعا تمدد على الاريكة يهمس بتعب: لما تخلص صحيني خالد: صحيح أنا عايزك تعرفلي مين إلى ضرب على لينا نار.
محمد: واحد اسمه مسعد بعد ما الرصاصة جت غلط في لينا راح لرفعت عشان يقوله وهو خارج من عنده كان ايمن مستنيه واهو مرمي عنده في الحجز وأيمن عامل معاه احلي واجب اي اوامر تانية خالد: لاء نام انت على ما اخلص صعد خالد إلى غرفته فمنذ ان تركته لينا وذهبت إلى منزل والدها وهو لم يعد للمنزل الا اليوم اخذ بعض الملابس واتجه إلى حمام غرفته واغتسل وبدل ملابسه خرج واعد حقيبة ملابس لها وله.
شئ دفعه لأخذ جيتاره أيضا نزل إلى أسفل فوجد محمد مستغرق في النوم، ذهب إلى المطبخ حيث توجد الخادمات خالد: فتحية التفت الخادمة له: نعم يا باشا خالد: محمد باشا نايم، محدش يزعجه هزت الخادمة رأسها إيجابا فخرج من الفيلا وركب سيارته وانطلق إلى المستشفى مرهق لأبعد حد وهو في الطريق صدح آذان الفجر في الجوامع فأوقف السيارة امام احد الجوامع نزل منها خلع حذائه ودخل الجامع.
جلس على الارض يستند برأسه على احد اعمدة حتى ترفع الاقامة يهتف في نفسه برجاء: يا رب، يا رب اشفيها يا رب خليهالي وما تحرمنيش منها يا رب أنا اذيتها وظلمتها كتير، سامحني يا رب وصل إلى أذنه صوت بكاء منخفض نظر حوله باستفهام فوجد رجل يجلس بالقرب منه يبكي برجاء: يا رب، يا رب خليهولي يا رب، يا رب دا ابني الوحيد، يا رب، ساعدني عشان اقدر ادبر فلوس العملية قام متجها ناحيته جلس جواره يربط على كتفه: السلام عليكم.
رد الرجل: وعليكم السلام خالد: احم، أنا آسف على تطفلي رد الرجل مبتسما: لاء ابدا ولا يهمك انا ساهر خالد مبتسما: عاشت الاسامي يا استاذ ساهر مالك ايه في الدنيا يستاهل دموعك ساهر: ابني، ابني تعبان اوي عايز جراحة مستعجلة، عنده ثقب في القلب، الجراحة هتتكلف 150 الف جنية وانا راجل على باب الله هجيب منين خالد: كلنا على باب الله بكرة هتفرج بس انت قول يا رب حمزة: يا رب، متشكر يا... خالد: خالد، هو حضرتك شغال ايه.
حمزة: أنا محاسب هتف بلهفة برع في تمثيلها: بجد انت جتلي نجدة من السما دا كنت محتاج في شغلي لمحاسب اوي وبقالي كتير بدور على واحد عارف شركة الرحاب للمقاولات ساهر: آه طبعا حد ما يعرفش شركة الرحاب للمقاولات خالد: هتروح بكرة للشركة وهتقابل المهندس على محفوظ او باشمهندس عمر السويسي وهما هيدوك الوظيفة هتف بسعادة: متشكر جدا يا استاذ خالد.
رفعت الاقامة فقام خالد وتؤضاء سريعا ثم عاد ووقف يؤدي صلاة الفجر خلف الامام يدعو لها مع كل سجدة إلى ان انتهي فخرج من الجامع وركب سيارته متجها إلى المستشفي على صعيد آخر، فتحت عينيها تنظر حولها بحيرة لتجد عثمان خالها ومندور جدها يقفان امام الفراش بينما عزام يجلس على ركبتيه جوار فراشها عقدت جبينها بحيرة تهتف بتعجب: هو ايه اللي حُصل صاح عزام بسعادة وهو يقبل كف يدها: مبروك يا هدى، انتي حبلة يا حبيبتي.
اتسعت عينيها بصدمة مما سمعت و...
شخصت عينيها بصدمة تنظر لوجوههم دون ان تنطق بحرف، خاف عزام من صمتها، إن يكون هو الصمت الذي يسبق العاصفة، وضع كف يده على كتفها برفق يهمس بارتباك: هدى انتي زينة! التفت له برأسها تنظر له بذهول اقلقه كثيرا، اتسعت عينيه بدهشة حينما وجدها تضحك لتصرخ بسعادة: اني حبلة يا عزام.
هز رأسه إيجابا سريعا لترتسم ابتسامة حانية على شفتيها وضعت يدها على بطنها تهمس بحنو: اوعدك يا حبيبي ان هديك كل الحنان اللي اتحرمت منيه مندور مبتسما: مبروك يا ابنيتي، عثمان ادبح عجلين ووزعهم على الغلابة عثمان بسعادة: لع يا ابوي أنا هدبح أربعة مبروك يا ولدي مبروك يا بتي عزام مبتسما: الله يبارك فيك يا ابوي.
بعد قليل خرج كلا من مندور وعثمان لتبقي هدى وعزام، امسك كف يدها يقبله بحنان: مبروك يا هديا، بس تعرفي اني كنت قلقان اوي لتكوني زعلانة، على فكرة انتي حامل في شهر واحد فاكرة يوم الكفتة، غمز لها بطرف بوقاحة، لتحمر وجنتيها خجلا همست بسعادة: اني فرحانة قوي يا عزام، نفسي اجيب بت عشان اعوضها عن كل اللي اني شوفته عارف ما هخليش حاجة واصل تزعلها، ما خليهاش تبكي واصل، هخدها في حضني على طول.
ابتسم يقبل جبينها: ربنا يخليكي ليا يا هديا قديما قالوا فاقد الشئ لا يعطيه صدقا تلك المقولة خاطئة فاقد الشئ هو أجود من يعطيه لأنه يعرف شعور فقدانه جيدا.
وقف بسيارته امام باب المستشفي التقط هاتفه يطلب رقم على، سمعه يرد بصوت ناعس: خير يا خالد لينا كويسة تنهد بألم: دخلت في غيبوبة اوعي تكون قولت للبني على: لا لا لا طبعا ما قولتلهاش خالد: طب اسمعني كويس، هيجيلك بكرة الشركة واحد اسمه ساهر بيشتغل محاسب عايزك تديلوا وظيفة عندك في الشركة على: احنا عندنا محاسبين كتير يا خالد زفر بضيق: إلى اقوله يتنفذ يا على على: حاضر حاجه تانية.
خالد؛ آه، عايزك تخترع اي سبب وتديلوا 150 ألف جنية هتف بسخط: نعمم يا اخويا 150 الف جنية ليييه هو كان من بقيت عيلتك رد بحدة: اسمع الكلام يا على هي فلوسي ولا فلوسك على: فلوسك يا عم انت حر خالد: بالظبط كدة انا حر أعمل إلى اقولك ايه ومش عايزك تحسس الراجل بإحراج وانت بتديلوا الفلوس على: حاضر حاجة تانية خالد: لاء ارجع كمل نومك معلش ازعجتك سلام على: ولا يهمك يا سيدي مع السلامة.
اغلق الخط، ومن ثم خرج من السيارة متجها إلى المستشفى ومنها إلى غرفتها، ليجده جالسا امام باب الغرفة نظر له ببرود يهتف بتهكم: البيه قاعد هنا ليه اطرق رأسه بخزي يهمس بحزن: أنت اللي قولتلي اخد بالي من لينا على ما تيجي نظر له بتهكم يبتسم ساخرا اتجه إلى غرفتها ليسمعه يهتف بخزي: أنا آسف يا اخويا هز رأسه نفيا بهدوء يهمس بجمود: أنا عمري ما هسامحك يا حمزة دخل إلى غرفتها، وجدها كما تركها هادئة ساكنة ملاك نائم.
وضع الحقائب في احد جوانب الغرفة اتجه اليها بخطئ متلهفة جلس على ركبتيه بجانبها ممسكا بيدها يهتف بلوعة: فوقي بقي يا لوليتا يعني هتفضلي كدة طب انا هعيش كدة ازاي وأنا مش سامع ضحكتك ولا شايف لمعة عنيكي ينفع كدة أنا زعلان منك مد يده يمسد على شعرها برفق: انتي عارفة اني مستحيل ازعل منك مهما حصل، بس ارجعي بقي يا حبيبتي ارجعي لحضني تاني دا انا ما صدقت سامحتيني تقومي تضيعي مني بعدها على طول.
ظل يحدثها إلى انه انهكه التعب ونام على وضعيته تلك وهو محتضن كف يدها في البدايات الاول لصباح اليوم التالي تململ محمد في نومته على الاريكة يفتح عينيه بصعوبة اعتدل جالسا ينظر حوله بتعجب محمد: ايه دا هي الساعة كام وخالد لسه كل دا فوق نظر في ساعته فوجدها السابعة والنصف فرك عينيه بتعب وقام من على الاريكة فقابلته الخادمة فتحية؛ صباح الخير يا محمد باشا محمد: صباح الخير.
فتحية: خالد باشا قالي ما نزعجش حضرتك تحب احضر لحضرتك الفطار هز رأسه إيجابا بهدوء كان لا يزال نائما ممسكا بيدها عندما رن هاتفه ففتح الخط ووضعه على اذنه واردف بصوت ناعس: مين محمد ساخرا: معلش يا بيبي ازعجتك خالد بضيق: اخلص يا رخم عايز ايه على الصبح محمد: أنت ما صحتنيش ليه خالد بضيق: بقولك ايه يا محمد انا مش فايقلك روح يا ابني شوف وراك ايه محمد: كنت صحتني اروح على الاقل عشان اغير هدومي المبهدلة دي.
خالد بضيق: محمد ما تعملش فيلم على الصبح، اطلع عندي الاوضة وخد إلى يعجبك واقفل بقي ما تقرفنيش محمد: ماشي يا اخويا هزق فيا هزق، سلام خالد: مع السلامة في الفيلا.
اتجه محمد بخطئ بطيئة ناحية سلم الفيلا الداخلي وامسك بالدرابزون وهو يتثأب بنعاس، صعد إلى ان وصل إلى غرفة خالد ففتح الباب بهدوء ودخل إلى الغرفة ينظر حوله بنعاس، اتجه ناحية دولاب ملابس خالد اخذ قميصا وبنطالا، اغتسل وبدل ملابسه متجها إلى أسفل فوجد الإفطار معد على طاولة الطعام الكبيرة، جلس على رأس الطاولة يتناول بعض اللقيمات إلي ان أتت له الخادمة ووضعت مجموعة من الجرائد بجانبه ورحلت.
فتح اول جريدة بملل لكن سرعان ما جحظت عينيه بصدمة عندما قرأ الخبر الرئيسي في الجريدة ( إصابة الطبيبة لينا الشريف برصاصة غاشمة هل للعناصر الارهابية يد في الموضوع ان انه عداء شخصي ) رمي الجريدة وفتح الاخري فوجد الخبر الرئيسي ( الطبيبة لينا الشريف صاحبة مستشفي الحياة أصبحت نزيلة احدي الغرف برصاصة غادره كادت ان تؤدي بحياتها ولكن العناية الالهية حمتها ).
والجريدة الأخري ( اصابة الطبيبة لينا الشريف ابنه المحامي المعروف جاسم الشريف برصاصة اثناء تواجدها مع زوجها هل كانت تلك الرصاصة تقصدها هي ام انها فادت بها زوجها رجل الاعمال وظابط الشرطة خالد السويسي ) في فيلا جاسم الشريف، فتح الجريدة الصباحية كالعادة لتجحظ عينيه بهلع صرخ بصدمة: ليناااااا فريدة يا فريدة جاءت فريدة مسرعة على صوت صراخه تهتف بقلق في ايه يا جاسم بتزعق ليه.
رفع جاسم الجريدة امام وجهها لتقرأ ما فيها فاتسعت عينيها بفزع تنساب دموعها على الفور تلطم خديها بقهر: لينا، بنتي يا جاسم، بنتي حصلها ايه التقط جاسم هاتفه وطلب احد الارقام سريعا انتظر ثواني إلى ان اجاب الطرف التاني صرخ غاضبا: بقي دي الامانة يا سراج باعت بنتي عشان تموت، تقولي كفر عن ذنبك في حقها وسيبها تروح مع جوزها عشان ترجعلي جثة سراج: جاسم اهدي بس واسمعني الرصاصة اصلا ما كنتش قاصدة لينا.
جاسم بحدة: اومال كانت قاصدة مين سراج: خالد، الرصاصة كانت قاصدة خالد ولسبب غير معروف الرصاصة جت في لينا صدقني لينا دلوقتي كويسة جاسم غاضبا: كويسة، أنت بتضحك عليا دا الخبر منشور في كل الجرايد سراج: يا جاسم بس... جاسم مقاطعا: اقفل يا سراج انا رايح اشوف بنتي اغلق جاسم الخط قبل ان يستمع إلى رد الطرف الآخر، نظر إلى فريدة التي تبكي بانهيار: أنا عايزة بنتي يا جاسم ابوس ايدك وديني عند بنتي.
هز رأسه إيجابا يهتف سريعا: هاتي شمس واسبقيني على العربية: هزت فريدة رأسها إيجابا سريعا وخرجت تهرول من الغرفة تهتف بلهفة: شمس يا شمس جاءت شمس من الصالون تهتف بقلق: خير يا ماما جذبتها من يدها تهتف باكية: لينا يا شمس تعالي معايا بسرعة بعد دقائق كان يستقلون سيارة جاسم المتجه إلى مستشفي الحياة في فيلا محمود السويسي على طاولة الأفطار يجلس كلا من زينب ومحمود ومايا التي تحمل الصغيرة على قدميها تطعهما بحنان.
نظرت لزينب تهمس بقلق: حمزة ما رجعش من امبارح أنا خايفة ليكون حصله حاجة زينب: عمر قالي ان هو كويس وانه عنده حاجة مهمة بيعملها ومش هيتأخر تنهدت بقلق تهز رأسها إيجابا لتنظر للصغيرة تبتسم بحنان تطعمها بسعادة جاءت عنايات ووضعت الجرائد بجانب محمود زينب: مش هتبطل عادتك دي ابدا لازم تقرأ الجرنان وانت بتفطر ابتسم محمود وهو يفتح الجريدة: يا ستي اهو الواحد بيعرف أحوال الدنننن زينب: مالك يا محمود علقت ليه.
محمود: لينا هتفت بقلق: مالها، اسكت دا انا حلمت بيها يا عيني بس كان حلم وحش اوي محمود: الحلم اتحقق يا زينب لينا اتضربت بالرصاص وهي دلوقتي في المستشفي شهقت مايا بفزع بينما لطمت زينب على صدرها بهلع: يا حبيبتي يا بنتي طب وخالد محمود سريعا: مش عارف، قومي يلا بسرعة نروح نشوفهم مايا: أنا هاجي معاكوا في المستشفي، في غرفة لينا.
كانت نائمة في ثبات عميق لا يعلم متي ستسيقظ منه، امسك بيدها يتحدث معها إلى ان دلف عصام ومعه ممرضة عصام: صباح الخير يا خالد خالد: صباح الخير يا عصام، ها طمني هتفوق امتي عصام: صدقني يا خالد انا مش عارف هي هتفوق امتي لو اعرف اكيد هقولك واريحك هز رأسه إيجابا بتفهم ليبدأ عصام بفحص لينا عصام: مؤشراتها الحيوية شغالة تمام، وجه حديثه للممرضة: ساعديني يلا عشان نغيرلها على الجرح.
زمجر بحدة: اطلع برة يا عصام وأنا هغيرلها على الجرح وكفاية اوي ان انا سيبك داخل اوضتها، انا بالعها بالعافية عصام: طب خلاص اهدي خارج سناء هتساعدك خرج عصام من الغرفة فتقدم خالد من سرير لينا وبدأ ينزع عنها ملابس المستشفى برفق وتعاون هي والممرضة على تعقيم جرحها واعادة ربطه، إلى ان انتهيا فخرجت الممرضة فعاد يجلس بجانبها يمسد على شعرها بحنان خالد: اصحي بقي يا لينا اصحي بقي عشان خاطري قومي.
أمام شركة الرحاب للمقاولات وصل ساهر إلى الشركة وأخبر السكرتيرة ان لديه موعد مع مدير الشركة، فادخلته إلى مكتب على على مبتسما: أستاذ ساهر مش كدة ساهر: ايوة يا افندم على مبتسما: اتفضل أقعد ساهر: متشكر يا افندم، دا ال CV بتاعي على ضاحكا: CV ايه بس يا عم ساهر دا أنت جاي من طرف خالد باشا صاحب الشركة اتسعت عينيه بدهشة: هو خالد يبقي صاحب الشركة هز على رأسه إيجابا بابتسامة، قاطعهم رنين هاتف على برقم لبني.
على: عن اذنك دقيقة واحدة ساهر: اتفضل يا افندم على: خير يا لبني لبني صارخة: أنت ازاي تخبي عليا أن لينا اتضربت بالرصاص على: عشان ما تقلقيش لبني غاضبة: يا برودك يا أخي ويكون في علمك أنا رايحلها دلوقتي ابتسم ساخرا: وهتخرجي بقي ازاي إن شاء الله أنا قافل الباب بالمفتاح.
ابتسمت بحزن تهتف ببرود: من أول يوم قررت تفقل فيه عليا وأنا معايا نسخة من المفتاح بس ما كنتش برضي اخرج عشان ما ازعلكش أنا رايحة للينا يا على ولو عايز تطلقني طلقني، سلام على: استني بس يا مجنونة رايحة فين، لينا اصلا دخلت في غيبوبة شهقت بصدمة: غيبوبة، منك لله يا خالد اغلقت الخط بوجه على على: يا بنت المجنونة انا لازم الحقها.
ذهب ناحية ساهر يهتف سريعا: معلش يا استاذ ساهر أنا مضطر امشي دلوقتي وتقدر حضرتك تبدأ شغل من دلوقتي لو حبيت، استدعي ( على ) السكرتيرة الخاصة يارا: افندم يا باشمهندس على: وصلي الاستاذ ساهر المكتب بتاعه يارا: حاضر يا باشمهندس اتفضل معايا يا استاذ ساهر ذهب ساهر برفقه السكرتيرة إلى مكتبه الجديد وخرج على سريعا ليركب سيارته ولكنه قبل ذلك مر على مكتب عمر عمر: ابن حلال كويس انك جيت أنا لازم اروح لخالد.
على: لاء خليك أنت أنا رايحله ما ينفعش أنا وأنت نسيب الشركة صحيح خالد عين موظف جديد اسمه ساهر في الحسابات وقالي امبارح اني اخترع اي سبب واديله 150 الف جنية أنا لازم امشي دلوقتي معلش يا على اخترع اي سبب اي حاجة واديله ال 150 الف جنية عمر: اعملها ازاي دي على سريعا: اتصرف يا عمر يلا سلام خرج على سريعا وركب سيارته وانطلق إلى المستشفى في مستشفي الحياة.
سمع ضجيج عالي يأتي من الخارج ولأنه يضع حراسه مشددة على الغرفة لم يستطع احد ولوج الغرفة قام من مكانه متجها إلى باب الغرفة وفتحه ليجد جاسم وفريدة وشمس وفارس ووالده ووالدته ولبني وحمزة مازال جالسا مكانه ومايا التي تحمل الصغيرة ما أن رأو خالد حتى صاحوا به جاسم غاضبا: بنتي يا خالد، انت ازاي تمنعني اشوف بنتي فارس غاضبا: كنت فين يا بيه لما اضرب عليها رصاص فريدة باكية: والنبي يا ابني، اشوف بنتي واطمن عليها.
لبني غاضبة: أنا هوديك في ستين داهية لم يعنيه كل ما يقولون كان ينظر لها نظرات خاوية باردة، لا تدل على شئ ظل نظراته جامدة إلى ان وقعت عينيه على صغيرته التي تحملها تلك الفتاة فتقدم ناحيتهم واخذ الصغيرة التي ابتسمت وتعالت ضحكاتها عندما رأت والدها خالد بحنان: وحشتيني اوي يا حبيبة بابا نظر لمايا يهتف بحدة: انتي ازاي تسمحي لايديكي القذرة دي أنها تلمس بنتي.
اخفضت رأسها بخزي ليسمع حمزة يهتف بحدة: خالد، من غير طوله لسان دي مراتي نظر له ساخرا يهتف بتهكم: ما جمع الا ما وفق حقيقة ليهتف جاسم غاضبا: أنت يا بني آدم مش بنكلمك قولي للبهايم دول يسبونا ندخل دخل خالد إلى الغرفة واشار بيديه إلى حرسه فابتعدوا عن الباب ليندفع كل من كان واقفا بالخارج إلى داخل الغرفة.
هرول جاسم ناحية سرير ابنته هو وفريدة وشمس جثي جاسم على ركبتيه بجوار فراشها ممسكا بيدها يهتف بلوعة: لينا حبيتي قومي يا حبيبتي كلمي بابا قومي يا حبيبتي نظر ناحية خالد الذي يجلس على اريكة في الغرفة ويضع صغيرته على قدمه يداعبها يهتف بحدة: هي ما بتفوقش ليه جلست فريدة جوار رأسها تقبل جبينها ويديها تبكي: لوليتا حبيبة ماما ردي عليا يا قلبي جاسم بحدة: ما ترد ساكت ليه.
غامت عينيه حزنا خرجت الحروف بصعوبة من بين شفتيه: لينا دخلت في غيبوبة اتسعت عيني فريدة وجاسم وشمس بينما شهقت زينب بصدمة تلطم بيديها على صدرها ربت محمود على كتف جاسم بحزم: شدة وتزول يا جاسم احتضنت زينب فريدة التي انهارت تبكي بهستريا على ابنتها تقدمت لبنى تنظر له بغضب والدموع تسيل من عينيها: اكيد انت السبب أنت عايز تموتها حرام عليك سيبها في حالها، أنت مش بني آدم أنت أحقر من الحيوانات لبننييي.
التفتت إلى الصوت الذي يصيح باسمها غاضبا فوجدت على ينظر لها باعين سوداء شديدة الغضب تقدم منها بغضب رفع يده عاليا يصفعها بعنف فسقطت على الأرض تبكي والدماء تخرج من جانب فمها المشقوق هب جاسم غاضبا يمسك على من تلابيب ملابسه: بتمد ايدك على بنتي يا حيوان يكفي هراء نظر لهم بجمود للحظات ليصيح بصوت عالي: رعد شرف دخل رجلان طوال القامة ضخام البنية: اوامرك يا باشا هتف ببرود: مش عايز حد في الاوضة.
نظر الجميع له بذهول صدمة غضب بينما ظلت ملامحه هادئة جامدة جاسم غاضبا: أنت اتجننت انا مش هسيب بنتي رعد: ارجوك يا افندم اتفضل معانا الدكتور قال لازم لبنت حضرتك الراحة والهدوء رمق جاسم خالد بنظرات نارية مشتعلة ثم اخذ فريدة وشمس وخرج من الغرفة هبط على بجوار لبنى: قومي يا لبنى لبنى لبنى، ردي عليا، حركها بيده ليجدها فقدت الوعي ليصيح بقلق: لبنى لبني قومي يا حبيبتي، لبني حملها بين ذراعيه وخرج يركض من الغرفة.
وخلفه زينب بينما جلس محمود بجانب ابنه ربت على كتفه بحنان نظر خالد له كالطفل التائه ليهمس والده برفق: عيط يا خالد القي برأسه داخل صدر والده يبكي كالطفل الصغير ومحمود يربت على شعره بحنان: كانت هتموت وتسبني، انا ما صدقت سامحتني، تقوم تضيع مني بعدها على طول محمود بحنان: وحد الله يا ابني خالد: لا إله الا الله.
محمود بحنان: أنت غلطت في حقها كتير واذتها أكتر فكان لازم تدوق مرارة حرمانك منها كان لازم تعرف كويس انك مش هتقدر تعيش من غيرها وأنك بمعاملتك دي كنت هتخسرها للأبد خالد باكيا: والله عمري ما هزعلها ولا اقسي عليها تاني، بس هي ترجعلي ادعلها يا بابا عشان خاطري محمود: حاضر يا حبيبي أجمد كدة وإن شاء الله قريب هترجع لحضنك خالد؛ يا رب يا بابا يا رب ابعد رأسه عن كتف والده ونظر لصغيرته التي تنظر لهم باستغراب.
محمود: انا هروح اشوف اخوك المجنون هز رأسه إيجابا فخرج محمود من الغرفة تقدم خالد وهو يحمل الصغيرة ووضعها برفق بجانب لينا فضحكت الصغيرة بسعادة وزحفت إلى ان صعدت على صدر والدتها وظلت تهزها برفق لوليتا الصغيرة: ما. ما لم تتحرك لينا ولم تبدي اي استجابة فعاد الصغيرة تهزها وهي تردد: ما. ما، ما. ما، ما. ما لم تفهم الصغيرة لما لا ترد فبدأت تبكي وهي تنادي عليها: ما. ما، ما. ما.
نظرت ناحية خالد وهي تبكي با. با. ، ما. ما، با. با، ما. ما حملها خالد ويظل يهدهدها، نظر ناحية لينا فلاحظ زيادة دقات قلبها بشدة وابتسامة صغيرة نمت على شفتيها فابتسم بسعادة يهتف بحماس: أيوة يا لوليتا ارجعي يا حبيبتي قاومي عشان خاطر لوليتا لوليتا عايزة ماما في احدي غرف الكشف وضع على لبنى برفق على الفراش الطبي جاءت الطبيبة لتفحصها وعلي ممسك بيدها ينظر لها بقلق: خير يا دكتورة.
الطبيبة مبتسمة: خير ما تقلقش كلها يا سيدي 8 شهور وهيشرفكوا ضيف صغير اتسعت عيني على بفرحة: لبنى حامل بجد الطبيبة ضاحكة: آه والله حامل في اربع اسابيع مبروك زينب بسعادة: مبروك يا حبيبي الف مبروك لولا الظروف إلى احنا فيها كنت زغرطت على بسعادة: الله يبارك فيكي يا عمتي، وجه كلامه للطبيبة هي هتفوق أمتي الطبيبة: في خلال دقايق عن اذنكوا ومبروك مرة تانية زينب بود: الله يبارك فيكي يا حبيبتي يا وش الهنا.
ابتسمت الطبيبة ابتسامة صغيرة وخرجت من الغرفة بدأت لبنى تتأوه بصوت منخفض تحاول فتح عينيها لبني بتعب: آه انا فين ايه إلى حصل امسك يدها يقبلها بحنان: حمد لله على السلامة يا حبيبتي نظرت له بغضب تنزع يدها من يده تشيح بوجهها بعيدا مسد (على ) على شعرها القصير برفق: حبيبتي زعلانة عشان انا ضربتها مش كدة رغم كونها شخصيه قوية ولكنها سمحت تلك المرة لدموع عينيها بالهطول في تلك اللحظة.
همس بندم: أنا آسف تتقطع ايدي لو مدتها عليكي تاني زينب بحنان: خلاص بقي يا لبنى المسامح كريم يا حبيبتي مبروك يا حبيبتي ألف مبروك نظرت لبنى لها باستفهام: مبروك حضرتك بتربكيلي عشان ضربني زينب ضاحكة: لاء طبعا، انا بقولك مبروك على النونو شخصت عينيها بصدمة؛ نونو ايه احتضن على كف يدها بحنان: مبروك يا حبيبتي انتي حامل في شهر هتفت بذعر: لالالا مستحيل، مستحيل انا باخد الحبوب كل يوم.
اغمض عينيه بضيق يحاول التحكم في اعصابه: دي إرادة ربنا لبني بحدة: ايوة بس انا مش عايزاه مش عايزاه انا هنزله احمرت عيني على بغضب بينما شهقت زينب بصدمة: ايه يا بنتي إلى انتي بتقوليه دا حرام عليكي، عايزة تموتي ابنك على غاضبا: وديني وما اعبد يا لبنى لو فكرتي تأذي ابني لكرهك في اليوم إلى اتولدتي الا ابني انا بقالي سنتين مستنيه و مش بعد ما يجي عايزة تحرميني منه، انتي فااااهمة.
ولكن ما حدث ان لبنى اصيبت بنوبة هيستريا من الصراخ والبكاء بدأت تصرخ تحاول ضرب بطنها بيديها: مش عايزاه، مش عايزاه حرام عليكوا، مش عايزاه على بقلق: نادي الدكتورة بسرعة يا عمتي خرجت زينب بسرعة من الغرفة بينما حاول على السيطرة على نوبة الهلع التي انتابتها فجلس امامها يضم يديها وهي تتلوي بين يديه تصرخ بهيستريا: مش عايزاه مش عايزاه ابعد عني انا هموته مش عايزاه.
صرخ بقلق: اهدي يا لبنى اهدي يا حبيبتي دلفت الطبيبة سريعا إلى الغرفة وعندما رأت حالة لبنى أسرعت تحقنها بمهدئ لتهدآ شيئا فشئ ومن ثم غابت عن الوعي...
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والأربعون
وإني برغم الظلام لست بيأس فالفجر من رحم الظلام سيولد النور في قلبي وبين جوانحي فعلام أغشى السير في الظلماء فاصبر كما صبر أيوب في كربه فليس لضوء الشمس من حاجب.
صدمة شلت كل من كان واقفا حينما ظهرت دقات ضعيفة تنمو شئيا فشئيا على سطح تلك الشاشة دفع محمد بعنف ليتركه متجها ناحيتها بلهفة سقط على ركبتيه جوار فراشها يقبل كف يدها بجنون يهتف بلوعة: شوفتي كنت عارف انك هتسبيني كنت عارف اني مش ههون عليكي تعملي فيا، مش ههون عليكي تاخدني روحي وتمشي، نظرت ناحية صديقه يبتسم بجنون: مش قولتلك لينا عايشة يا غبي.
هز رأسه إيجابا يبتسم بسعادة لينظر لذلك الطبيب شرزا ينقل انظاره بين جسد لينا وجهاز تنشيط ضربات القلب ليقبض على تلابيب ذلك الطبيب يصرخ بغضب: هو سيادتك قبل ما تطلعنا وأنت متشحتف وتقولنا البقاء لله القلب وقف جربت تنعش القلب بلع الطبيب ريقه بتوتر يتعرق بخوف: هاااا هب خالد يقبض على عنق الطبيب يصرخ بجنون: كنت هتموتها يا ابن ال***** قسما بالله لهخليك تتمني الموت من اللي هعمله فيك.
ايه اللي بيحصل هنا دا، كان ذلك صوت مدير المستشفى... اتجه محمد ناحية مدير المستشفى يقبض على تلابيب ملابسه يهتف بتوعد: لو خايف على حياتك وحياة عيلتك الحقها هز الطبيب رأسه إيجابا بخوف يهمس بارتعاش: طب ممكن تتفضلوا ما ينفعش تدخوا أوضة العمليات اصلا جذب خالد ذلك الطبيب من تلابيب ملابسه خارج غرفة العمليات ليسقطه ارضا تحت قدميه يبتسم بجنون: تفتكر اعمل فيك ايه.
بلع الطبيب لعابه بذعر يهتف بخوف: أنا آسف يا باشا والله غلطة ضحك بجنون ينظر لذلك الطبيب بشر: غلطة، غلطة كانت هتخسرني غلطة كانت هتموتها، اتسعت عينيه بخوف حينما نطق هو تلك الكلمة، همس مع نفسه بذعر تموت لينا ممكن تموت وتسبني، نظر لذلك الطبيب بتوعد عينيه متسعتين بجنون ليركله بعنف يصرخ بألم: كنت هتموتها اندفع محمد ناحيته يقيد ذراعيه يجذبه للخلف بعنف حينما لاحظ أن ذلك الطبيب بدأ ينزف عنف ركلات خالد.
صرخ بحدة وهو يجذبه بعيدا: كفاية يا خالد خلاص هتموته حاول جذب نفسه بعنف بعيدا عنه يصرخ بجنون: كان هيموتها، كانت هتموت سيبني يا محمد أنا هقتله نظر محمد لبعض افراد الفريق يصرخ بحدة: انتوا واقفين تتفرجوا ابعدوه من هنا قبل ما يقتله.
سريعا اخذ الطبيب او بمعني اصح بقاياه بعيدا عنه، بينما اخذ هو يجوب الممر امام غرفة العمليات ذاهبا وايابا يشعر بروحه تحترق ببطئ يشعر أن قدميه لم يعودا قادرين على حمله اسند جسده إلى الحائط يصدم رأسه في الحائط بعنف عله فقط كابوس وسيصحو منه لا يصدق أنها كانت ستضيع من بين يديه من جديد تلك المرة دون عودة شعر بأن الارض تميد من تحته كاد ان يقع لولا ان اسنده ذلك الشخص.
زاغت عينيه بإنهاك نظر بضعف إلى الشخص الذي يسنده فوجده محمد الذي يشد بيده على جسده حتى يستطيع أن يقف يهتف بحدة: اجمد يا خالد، أجمد عشانها مش عشانك هز رأسه إيجابا بضعف خرج الطبيب من الغرفة يهتق بخوف: والله محتاجة نقل دم، وفصيلتها نادرة ومش عندنا هرول ناحيته يستند على الحائط يهمس بانهاك: أنا فصيلة دمي زيها، خدك دمي كله بس هي تعيش الطبيب: ما ينفعش يا افندم ناخد دم من حضرتك وانت في الحالة ممكن قلبك يوقف.
قبض على تلابيب ملابسه يهتف بضعف: أنت هتسمع الكلام ولا لاء يا روح أمك ابعد الطبيب يده بعنف يهتف بحزم؛ لاء مش هسمع مش مهمتي احيي واحد وأموت التاني أنا هتبرعلها بالدم، نظر الجميع ناحية الصوت ليقطب حاجبيه بغضب ما ان رأي حمزة يقف امامه يستند على عكازه الحديدي من ناحية وكتف عمر من الناحية الأخرى، ليصرخ هو بغضب: أنا مستحيل اسمح ان دمك القذر يدخل جسم مراتي حمزة صارخا بغضب: دمي القذر دا هو نفس دمك يا اخويا.
عمر سريعا: خالد مش وقته لازم نلحق لينا بسرعة الطبيب بلهفة: حضرتك فصيلة دمك o negative هز رأسه إيجابا سريعا، ليهتف الطبيب سريعا: طب اتفضل معايا بسرعة اتجه بخطئ حاول كونها سريعة ناحية الطبيب مر جوار خالد ليجده ينظر له شرزا نظرات نارية كارهه، اجلسه عمر على الفراش الطبي لتأتي احدي الممرضات بعد قليل تسحب منه الدماء وهو يجلس على الفراش بهدوء يغمض عينيه بألم.
في الخارج، دخل على إلى المستشفى بعدما قام محمد بالاتصال به، ومن خلفه عصام وبعض المسعفين ووضعوا لينا في سيارة إسعاف مجهزة بجانبها حمزة وانطلقت السيارة إلى مستشفي الحياة وبدأ عصام يقوم بإسعافها على افضل وجه حتى يصلوا إلى المستشفي، وقف عصام جوار حمزة يربط على كتفه: لولاك كانت ماتت، أنت كويس فقدت دم كتير فتح عينيه بدرجة ضعيفة يبتسم بشحوب، ليقوم عصام بإيصال محلول وريدي في جسده حتى يغذي جسده.
اما هو فجلس بجانبها ممسك بيدها ضحك يهمس بألم: مش هتبطلي حركاتك دي ابدا لازم كل شوية كدة تموتيني من الخوف عليكي عشان تتأكدي ان انا بحبك انتي عارفة ان انا بموت فيكي ومقدرش أعيش من غيرك ينفع كده عايزة تسبيني وتمشي وترجعلي تزعلي لما بعاقبك ربت محمد على كتفه: اهدي يا خالد انت كدة هتتجنن مش كدة يا صاحبي هي الحمد لله عايشة وبخير.
انسابت دموعه رغما عنه يهمس بذعر: كانت هتسبني هي عارفه انا بحبها اد ايه، وما اقدرش أعيش من غيرها وبردوا كانت عايزة تسيبني اعطي عصام زجاجة مياة لخالد عصام: صلي على النبي هي هتبقي بخير بإذن الله، خد اشرب فتح الزجاجة وشرب منها القليل فبدأ يشعر بثقل في رأسه وتثاقلت جفون عينيه حتى انغلقت، ليهتف حمزة بقلق: خالد مالك يا خالد.
عصام: ما تقلقش انا حطتله مهدئ في المايه بالحالة إلى هو فيها دي كان هيجيله انهيار عصبي وصلت السيارة إلى مستشفي الحياة أسرع أطباء الطواري بمتابعة حالة لينا واخذ عصام خالد وركب له محاليل بها مهدئ ومن ثم اتجه سريعا لمتابعه حالة لينا في خارج غرفة الطوارئ يقف محمد ويوسف وباقي اعضاء الفريق وعمر وحمزة يجلس على احد المقاعد ينظر للفراغ بقلق... خرج عصام من الغرفة بعد مدة فهرع اليه الجميع.
محمد بلهفة: خير يا دكتور طمنا عصام: الحمد لله النبض طبيعي وأجهزتها الحيوية بدأت تشتغل بصورة طبيعية بس للأسف القلب فضل واقف حوالي دقيقتين فدخلت في غيبوبة ومش عارفين هتفوق منها امتي خرج السرير النقال متجها إلى غرفة العناية المركزة ليتركهم عصام متجها خلفها.
دخل محمد بخطئ بطيئة متثاقلة إلى غرفة خالد، تهاوي إلى أول كرسي يقابله ينظر لصديقه بألم يهمس بندم: أنا آسف يا صاحبي مش عارف اقولك ايه اقولك ابويا كان عايز يقتلك والرصاصة في لينا اقولك انا مش هقدر آذيه لأنه مهما كان أبويا اقولك ان لينا دخلت في غيبوبة ويا عالم هتفوق منها امتي اقولك ايه بس سامحني يا صاحبي.
وقفت جوار فراش أمها تتظر لجسدها المسطح على الفراش لا حول لها ولا قوة، جلست ارضا على ركبتيها تنظر لها بخواء تهمس ببرود: شوفتي يا اما شوفتي آخرة ظلمك، آخره قسوتك، أمسكت كف يدها تهمس بألم: يدك عمرها طبطت عليا، اني ما عرفاش احزن عليكي يا اما والله ما عارفة، ربنا يسامحك لاني ما قدراش اسامحك خرجت من الغرفة لتجد عزام يهرول ناحيتها يهتف بقلق: هدى انتي زينة.
هزت رأسها ايجابا، وضعت يدها على رأسها تشعر بدوار شديد يعصف بها في لحظات ارتخس جسدها ليتلقطها بين ذراعيه يصرخ باسمها بذعر.
بعد مرور ساعتين في مستشفى الحياة بدأ يحرك جفنيه بصعوبة يحاول فتح عينيه.
حتي استطاع اخيرا ان يفتحهما ينظر حوله باستفهام وجد نفسه على سرير في غرفة مستشفي محلول وريدي متصل بذراعه، انتصف جالسا ليشعر بصداع بشع يكاد ينسف رأسه وضع يده على رأسه فلمح آثار الدماء المتجلطة عليها اتسعت عينيه بذعر هب فزعا ينزع المحلول عن يده بدأ يمشي بخطئ سريعة ولكنها مترنحة يحاول ان يستند على الحائط حتى خرج من الغرفة فاسرع محمد يسنده يهتف بلهفة: أنت كويس يا خالد.
هز رأسه نفيا بعنف يهتف بلوعة: لينا يا محمد لينا فين محمد: ما تقلقش لينا كويسة والله ابتسم باطمئنان يهتف بلوعة: بجد، طب هي فين انا عايز اشوفها محمد: استريح انت بس دلوقتي وابقي شوفها بعدين زمجر بحدة: وديني عند لينا يا محمد محمد: حاضر، حاضر.
اسنده محمد إلى ان وصل إلى غرفتها ليجد ذلك الرجل يجلس على كرسي بجوار غرفتها ابتعد عن محمد متجها ناحية حمزة قبض على تلابيب ملابسه يصرخ في وجهه بحدة: انت ايه اللي جابك هنا، مش كفاية اللي حصلنا بسببك، انت ايه يا اخي ما عندكش دم، مش بعيد اصلا تكون انت السبب في اللي حصل، ما هو انت اكيد ما بتشمش على ضهر ايدك عشان تعرف مكانا.
رد حمزة بألم: وتفتكر لو أنا السبب هتبرعلها بدمي عشان تعيش، أنا غلطت كتير وندمت والله العظيم يا خالد ندمت على كل اللي عملته، سامحني يا اخويا ضحك ساخرا؛ اخوك، اخوك اللي رميت عليه واحدة عشان يتجوزها غصب عنه، ولا اخوك اللي خدت فلوسه واترمي شهور في حارة شغال ميكانيكي ولا اخوك اللي خطفت مراته وكنت عايز تصورها في حضنك، انهي اخوة دي يا اخويا.
انسابت دموع حمزة بألم يصرخ بحدة: إنت السبب انت اللي عملت فيا كدة، ايوة انت فاكر زمان اليوم اللي توهت فيه مش ماما قالتلك ما تسيبش ايد حمزة يا خالد، ليه سيبت ايدي، لو ما كنش سيبتني ما كنش كل دا حصل، امسك يده ينوح برجاء: أنا آسف يا اخويا وحياة لينا عندك سامحني ابتعد عنه ينظر لها بألم: صعب يا حمزة والله صعب، صعب انسي اللي عمتله فيا كاد ان يدخل حينما سمع صوته يهتف بجد: أنا عارف مين اللي عمل كدة.
هتف محمد بحدة: حمزة خلاص هز رأسه نفيا بعنف يهتف بحدة: لاء مش خلاص، الرصاصة كانت قصداك مش قاصدة لينا، رفعت السبب هو اللي اتفق على موتك ابتسم ساخرا على حاله ينظر لصديقه بألم: هو ابوك مش ناوي يسبني في حالي بقي يا محمد تركهم ودخل إلى غرفتها رآها نائمة كالملاك على الفراش الطبي ترتدي ملابس المستشفي العديد والعديد من الاجهزة الطبية متصلة بها.
تقدم ناحيتها بلهفة إلى ان جثي على ركبتيه بجانب الفراش وامسك كف يدها المغروز به ابرة المحلول الطبية يبتسم بشحوب: عارفة لو كنتي مشيتي كنت هحصلك انا ما اقدرش اعيش في الدنيا دي وانتي مش فيها نظر خلفه ليجد محمد يقف عند باب الغرفة ينظر له بحزن ليهتف بلهفة: هي هتفوق امتي بلع محمد ريقه بتوتر يتجول ببصره بعيدا: قريب يا خالد، قريب إن شاء الله التفت له يقطب جبينه بغضب: أنت بتكذب عليا يا محمد اانطق هتفوق امتي.
نكس رأسه بخزي يهمس بحزن: ما اعرفش ما حدش يعرف الدكتور قال دخلت في غيبوبة ومش عارفين هتفوق منها امتي اغمض عينيه يهمس بألم: اخرج يا محمد محمد: حاضر خرج الاخير مغلقا الباب خلفه لينظر لها يهمس بألم: ينفع كدة تقوليلي اربطي الكوتشي عشان تاخدي مكاني الرصاصة عارفة مش هجبلك كوتشيهات تاني.
اراح راسه على الفراش بجانب كف يدها وترك العنان لدموع عينيه: فوقي يا لينا عشان خاطري يا حبيبتي شايفة انا من غيرك عامل ازاي زي الطفل التايه إلى بيدور على امه طب قوليلي انا هقدر أعيش ازاي من غير ما اسمع ضحكتك واشوف ابتسامتك وحياة حبك في قلبي لهجبلك حقك كدة رفعت جاب أخرة معايا، مش هتأخر يا حبيبتي قام من مكانه يقبل جبينها وخرج من الغرفة ينظر لحمزة بحزم: خلي بالك منها على ما اجي.
هتف الاخير سريعا: انت رايح فين نظر له يبتسم بشر: هجيب حق مراتي.
خرج من المستشفي باكمها يستقل اول سيارة اجري تقابله عينيه حمراء مشتعلة تكاد تحرق الأخضر واليابس، رفعت سيذيقه اسوء عذاب على ما فعل، ضحك في نفسه كان يود عندنا يعود أن يعيد له جميع املاكه فهو خاله اولا واخرا بعد مدة قصيرى وصلت السيارة إلى فيلا السويسي فنزل من السيارة وحاسب السائق ما أن رآه الحرس حتى فتحوا له البوابة سريعا صدح بحزم: اربعة منكوا يجهزوا.
ثم تركهم ودخل إلى الفيلا يأخذ مسدسه من مكتبه متجها إلى الجراش يستقل احدي سيارته متجها بها البوابة فوجد أربعة من الرجال ضخام البنية يقفون بانتظاره صاح بحدة: اركبوا ركبوا سريعا فانطلق إلي تلك الفيلا الصغيرة التي يسكن فيها رفعت حاليا خالد للحرس: إلى اقوله يتنفذ بالحرف مفهوووم الحرس: مفهوم يا باشا في مستشفي الحياة.
عاد محمد إلى المستشفى بعدما كان قد ذهب لشراء بعض الطعام لهم ذهب لخالد ليعطيه بعض الطعام ليجد حمزة يصرخ فيه: انت روحت فين الله يخريبتك خالد راح لرفعت، الحقه قبل ما يقلبها مجزرة القي ما في يده يركض سريعا إلى سيارته يقودها بجنون على صعيد آخر وصلت سيارة خالد إلي فيلا رفعت عندما حاول الحرس منعه اشار إلى حرسه فاشتبكوا مع حرس رفعت يمدرون عظامهم بلا رحمة.
دخل خالد إلى فيلا رفعت يهدر بصوت غاضب كالرعد: رفعععععت يا رفععععععت وجد رفعت ينزل سلم منزله بكل هدوء وعلي شفتيه ابتسامة صفراء مستفزة: خير يا ابن يا اختي، جاي تتهجم على خالك نزع مسدسه من جرابه بعنف يشهره في وجهه يصرخ بغضب: هقتلك يا رفعت ابتسم ساخرا: تؤتؤتؤ هتقتل خالك يا خالد، هي الدنيا جري فيها ايه، صحيح اخبار لوليتا ايه ماتت ولا ايه.
قبض على عنقه بقوة يبتسم بشر: قسما بالله لهدفع تمن كل نقطة دم سالت منها، هخليك تبوس رجلي عشان اقتلك واريح من العذاب اللي هتشوفه على ايدي خااااااالد، صرخ بها محمد بحدة وهو يري وجه ابيض تحول إلى الأزرق من عنف ضعط خالد على رقبته هرول ناحيتهم يدفع خالد بعيدا عنه ليشهق رفعت بعنف يحاول التقاط انفاسه.
ذهب خالد ناحيته وبدأ الاشتباك بينهما ولكن جذور صدقاتهم المغروزة منذ عشرات السنين كان مفعولها اقوي لكم خالد محمد بقوة ليبعده عنه خالد: أنا مش عايز آذيك يا صاحبي محمد غاضبا: وأنت ما كنتش هتأذيني لما تقتل ابويا خالد غاضبا: أنا جاي عشان اخذ بتاري من كل إلى آذوني وآذوها جهز مسدسه في وضع الاطلاق اشار إلى حرسه يهتف ببرود كتفوا محمد باشا في لحظات كان اثنين منهم يقيدون حركته.
رفع المسدس يوجهه ناحية قلب رفعت يهتف بضيق مصطنع: ما كنتش عايز اموتك بالسرعة دي بس يلا خير البر عاجله صرخ محمد بفزع: لاء يا خالد دا مهما كان ابويا يا صاحبي، وحياة الصحوبية اللي بينا ما تقتلوش نظر ناحية محمد يضحك ساخرا: ابوك مش عايز يسبني في حالي توسله برجاء: انا اضمنلك انه مش هيأذيك تاني ابدا وعد يا صاحبي وانا عمري ما خلفت وعدي ابدا.
خفض مسدسه لأسفل ينظر لرفعت بكره: ابنك هو إلى نجدك من ايدي يا رفعت من النهاردة الدم اللي بينا بقي ماية بس لو حاولت تأذيني أنا او مراتي او بنتي الله في سماه لهخيلك تتمني الموت تشتهيه من إلى هعمله فيك اللهم بلغت اللهم فاشهد اشار إلى حرسه فتركوا محمد خرج من الفيلا مع حرسه فخرج خلفه يتبعه محمد خالد للحرس: خدوا العربية وارجعوا الفيلا رد احدهم: حاضر يا افندم توجه خالد ناحية سيارة محمد وركب بجانبه.
ظل الصمت مطبق على كليهما خالد: أنت رايح فين دا مش طريق المستشفى رد محمد ببرود دون يحيد بنظرة عن الطريق: هنروح على فيلتك خالد: ما كنت رحت مع الحرس لو كنت عايز اروح فيلتي، اطلع على المستشفي رد بحزم: هدومك مليانة دم شكلك يقرف دا غير انك ما كلتش حاجة من امبارح استحمي وغير وكل ونبقي نرجع تاني تنهد بتعب: ما تزعلش مني يا صاحبي انت عارف اللي أنا فين.
نظر محمد له بطرف عينيه يهتف بمرح: ادائك مش مقنع حاول تقولها بتأثر أكتر من كده ضحك رغما عنه: اخلص يا محمد بدل ما احطك تحت عجل العربية دا لسه هيزعل احنا فاضيين هتف بمرح: ماشي يا سيدي خلاص سماح خالد ضاحكا: يا حبيبي يا أمين تعالت ضحكات الصديقين داخل السيارة فرابط صدقاتهم اقوي بكثير من روابط الدم وصلت سيارة محمد إلى فيلا خالد فقتح لهم الحرس البوابة، دخلا إلى فيلا.
ليتهاوي محمد على الاريكة بتعب ينظر في ساعته بارهاق: اااااه الساعة وحدة بليل ما تيجي نبات هنا النهاردة ونبقي نروح بكرة خالد: لاء انا ما اقدرش اسيب لينا لوحدها افرض فاقت وانا مش موجود دي بتترعب لما ما ابقاش معاها خليك أنت لو عايز البيت بيتك طبعا تمدد على الاريكة يهمس بتعب: لما تخلص صحيني خالد: صحيح أنا عايزك تعرفلي مين إلى ضرب على لينا نار.
محمد: واحد اسمه مسعد بعد ما الرصاصة جت غلط في لينا راح لرفعت عشان يقوله وهو خارج من عنده كان ايمن مستنيه واهو مرمي عنده في الحجز وأيمن عامل معاه احلي واجب اي اوامر تانية خالد: لاء نام انت على ما اخلص صعد خالد إلى غرفته فمنذ ان تركته لينا وذهبت إلى منزل والدها وهو لم يعد للمنزل الا اليوم اخذ بعض الملابس واتجه إلى حمام غرفته واغتسل وبدل ملابسه خرج واعد حقيبة ملابس لها وله.
شئ دفعه لأخذ جيتاره أيضا نزل إلى أسفل فوجد محمد مستغرق في النوم، ذهب إلى المطبخ حيث توجد الخادمات خالد: فتحية التفت الخادمة له: نعم يا باشا خالد: محمد باشا نايم، محدش يزعجه هزت الخادمة رأسها إيجابا فخرج من الفيلا وركب سيارته وانطلق إلى المستشفى مرهق لأبعد حد وهو في الطريق صدح آذان الفجر في الجوامع فأوقف السيارة امام احد الجوامع نزل منها خلع حذائه ودخل الجامع.
جلس على الارض يستند برأسه على احد اعمدة حتى ترفع الاقامة يهتف في نفسه برجاء: يا رب، يا رب اشفيها يا رب خليهالي وما تحرمنيش منها يا رب أنا اذيتها وظلمتها كتير، سامحني يا رب وصل إلى أذنه صوت بكاء منخفض نظر حوله باستفهام فوجد رجل يجلس بالقرب منه يبكي برجاء: يا رب، يا رب خليهولي يا رب، يا رب دا ابني الوحيد، يا رب، ساعدني عشان اقدر ادبر فلوس العملية قام متجها ناحيته جلس جواره يربط على كتفه: السلام عليكم.
رد الرجل: وعليكم السلام خالد: احم، أنا آسف على تطفلي رد الرجل مبتسما: لاء ابدا ولا يهمك انا ساهر خالد مبتسما: عاشت الاسامي يا استاذ ساهر مالك ايه في الدنيا يستاهل دموعك ساهر: ابني، ابني تعبان اوي عايز جراحة مستعجلة، عنده ثقب في القلب، الجراحة هتتكلف 150 الف جنية وانا راجل على باب الله هجيب منين خالد: كلنا على باب الله بكرة هتفرج بس انت قول يا رب حمزة: يا رب، متشكر يا... خالد: خالد، هو حضرتك شغال ايه.
حمزة: أنا محاسب هتف بلهفة برع في تمثيلها: بجد انت جتلي نجدة من السما دا كنت محتاج في شغلي لمحاسب اوي وبقالي كتير بدور على واحد عارف شركة الرحاب للمقاولات ساهر: آه طبعا حد ما يعرفش شركة الرحاب للمقاولات خالد: هتروح بكرة للشركة وهتقابل المهندس على محفوظ او باشمهندس عمر السويسي وهما هيدوك الوظيفة هتف بسعادة: متشكر جدا يا استاذ خالد.
رفعت الاقامة فقام خالد وتؤضاء سريعا ثم عاد ووقف يؤدي صلاة الفجر خلف الامام يدعو لها مع كل سجدة إلى ان انتهي فخرج من الجامع وركب سيارته متجها إلى المستشفي على صعيد آخر، فتحت عينيها تنظر حولها بحيرة لتجد عثمان خالها ومندور جدها يقفان امام الفراش بينما عزام يجلس على ركبتيه جوار فراشها عقدت جبينها بحيرة تهتف بتعجب: هو ايه اللي حُصل صاح عزام بسعادة وهو يقبل كف يدها: مبروك يا هدى، انتي حبلة يا حبيبتي.
اتسعت عينيها بصدمة مما سمعت و...
شخصت عينيها بصدمة تنظر لوجوههم دون ان تنطق بحرف، خاف عزام من صمتها، إن يكون هو الصمت الذي يسبق العاصفة، وضع كف يده على كتفها برفق يهمس بارتباك: هدى انتي زينة! التفت له برأسها تنظر له بذهول اقلقه كثيرا، اتسعت عينيه بدهشة حينما وجدها تضحك لتصرخ بسعادة: اني حبلة يا عزام.
هز رأسه إيجابا سريعا لترتسم ابتسامة حانية على شفتيها وضعت يدها على بطنها تهمس بحنو: اوعدك يا حبيبي ان هديك كل الحنان اللي اتحرمت منيه مندور مبتسما: مبروك يا ابنيتي، عثمان ادبح عجلين ووزعهم على الغلابة عثمان بسعادة: لع يا ابوي أنا هدبح أربعة مبروك يا ولدي مبروك يا بتي عزام مبتسما: الله يبارك فيك يا ابوي.
بعد قليل خرج كلا من مندور وعثمان لتبقي هدى وعزام، امسك كف يدها يقبله بحنان: مبروك يا هديا، بس تعرفي اني كنت قلقان اوي لتكوني زعلانة، على فكرة انتي حامل في شهر واحد فاكرة يوم الكفتة، غمز لها بطرف بوقاحة، لتحمر وجنتيها خجلا همست بسعادة: اني فرحانة قوي يا عزام، نفسي اجيب بت عشان اعوضها عن كل اللي اني شوفته عارف ما هخليش حاجة واصل تزعلها، ما خليهاش تبكي واصل، هخدها في حضني على طول.
ابتسم يقبل جبينها: ربنا يخليكي ليا يا هديا قديما قالوا فاقد الشئ لا يعطيه صدقا تلك المقولة خاطئة فاقد الشئ هو أجود من يعطيه لأنه يعرف شعور فقدانه جيدا.
وقف بسيارته امام باب المستشفي التقط هاتفه يطلب رقم على، سمعه يرد بصوت ناعس: خير يا خالد لينا كويسة تنهد بألم: دخلت في غيبوبة اوعي تكون قولت للبني على: لا لا لا طبعا ما قولتلهاش خالد: طب اسمعني كويس، هيجيلك بكرة الشركة واحد اسمه ساهر بيشتغل محاسب عايزك تديلوا وظيفة عندك في الشركة على: احنا عندنا محاسبين كتير يا خالد زفر بضيق: إلى اقوله يتنفذ يا على على: حاضر حاجه تانية.
خالد؛ آه، عايزك تخترع اي سبب وتديلوا 150 ألف جنية هتف بسخط: نعمم يا اخويا 150 الف جنية ليييه هو كان من بقيت عيلتك رد بحدة: اسمع الكلام يا على هي فلوسي ولا فلوسك على: فلوسك يا عم انت حر خالد: بالظبط كدة انا حر أعمل إلى اقولك ايه ومش عايزك تحسس الراجل بإحراج وانت بتديلوا الفلوس على: حاضر حاجة تانية خالد: لاء ارجع كمل نومك معلش ازعجتك سلام على: ولا يهمك يا سيدي مع السلامة.
اغلق الخط، ومن ثم خرج من السيارة متجها إلى المستشفى ومنها إلى غرفتها، ليجده جالسا امام باب الغرفة نظر له ببرود يهتف بتهكم: البيه قاعد هنا ليه اطرق رأسه بخزي يهمس بحزن: أنت اللي قولتلي اخد بالي من لينا على ما تيجي نظر له بتهكم يبتسم ساخرا اتجه إلى غرفتها ليسمعه يهتف بخزي: أنا آسف يا اخويا هز رأسه نفيا بهدوء يهمس بجمود: أنا عمري ما هسامحك يا حمزة دخل إلى غرفتها، وجدها كما تركها هادئة ساكنة ملاك نائم.
وضع الحقائب في احد جوانب الغرفة اتجه اليها بخطئ متلهفة جلس على ركبتيه بجانبها ممسكا بيدها يهتف بلوعة: فوقي بقي يا لوليتا يعني هتفضلي كدة طب انا هعيش كدة ازاي وأنا مش سامع ضحكتك ولا شايف لمعة عنيكي ينفع كدة أنا زعلان منك مد يده يمسد على شعرها برفق: انتي عارفة اني مستحيل ازعل منك مهما حصل، بس ارجعي بقي يا حبيبتي ارجعي لحضني تاني دا انا ما صدقت سامحتيني تقومي تضيعي مني بعدها على طول.
ظل يحدثها إلى انه انهكه التعب ونام على وضعيته تلك وهو محتضن كف يدها في البدايات الاول لصباح اليوم التالي تململ محمد في نومته على الاريكة يفتح عينيه بصعوبة اعتدل جالسا ينظر حوله بتعجب محمد: ايه دا هي الساعة كام وخالد لسه كل دا فوق نظر في ساعته فوجدها السابعة والنصف فرك عينيه بتعب وقام من على الاريكة فقابلته الخادمة فتحية؛ صباح الخير يا محمد باشا محمد: صباح الخير.
فتحية: خالد باشا قالي ما نزعجش حضرتك تحب احضر لحضرتك الفطار هز رأسه إيجابا بهدوء كان لا يزال نائما ممسكا بيدها عندما رن هاتفه ففتح الخط ووضعه على اذنه واردف بصوت ناعس: مين محمد ساخرا: معلش يا بيبي ازعجتك خالد بضيق: اخلص يا رخم عايز ايه على الصبح محمد: أنت ما صحتنيش ليه خالد بضيق: بقولك ايه يا محمد انا مش فايقلك روح يا ابني شوف وراك ايه محمد: كنت صحتني اروح على الاقل عشان اغير هدومي المبهدلة دي.
خالد بضيق: محمد ما تعملش فيلم على الصبح، اطلع عندي الاوضة وخد إلى يعجبك واقفل بقي ما تقرفنيش محمد: ماشي يا اخويا هزق فيا هزق، سلام خالد: مع السلامة في الفيلا.
اتجه محمد بخطئ بطيئة ناحية سلم الفيلا الداخلي وامسك بالدرابزون وهو يتثأب بنعاس، صعد إلى ان وصل إلى غرفة خالد ففتح الباب بهدوء ودخل إلى الغرفة ينظر حوله بنعاس، اتجه ناحية دولاب ملابس خالد اخذ قميصا وبنطالا، اغتسل وبدل ملابسه متجها إلى أسفل فوجد الإفطار معد على طاولة الطعام الكبيرة، جلس على رأس الطاولة يتناول بعض اللقيمات إلي ان أتت له الخادمة ووضعت مجموعة من الجرائد بجانبه ورحلت.
فتح اول جريدة بملل لكن سرعان ما جحظت عينيه بصدمة عندما قرأ الخبر الرئيسي في الجريدة ( إصابة الطبيبة لينا الشريف برصاصة غاشمة هل للعناصر الارهابية يد في الموضوع ان انه عداء شخصي ) رمي الجريدة وفتح الاخري فوجد الخبر الرئيسي ( الطبيبة لينا الشريف صاحبة مستشفي الحياة أصبحت نزيلة احدي الغرف برصاصة غادره كادت ان تؤدي بحياتها ولكن العناية الالهية حمتها ).
والجريدة الأخري ( اصابة الطبيبة لينا الشريف ابنه المحامي المعروف جاسم الشريف برصاصة اثناء تواجدها مع زوجها هل كانت تلك الرصاصة تقصدها هي ام انها فادت بها زوجها رجل الاعمال وظابط الشرطة خالد السويسي ) في فيلا جاسم الشريف، فتح الجريدة الصباحية كالعادة لتجحظ عينيه بهلع صرخ بصدمة: ليناااااا فريدة يا فريدة جاءت فريدة مسرعة على صوت صراخه تهتف بقلق في ايه يا جاسم بتزعق ليه.
رفع جاسم الجريدة امام وجهها لتقرأ ما فيها فاتسعت عينيها بفزع تنساب دموعها على الفور تلطم خديها بقهر: لينا، بنتي يا جاسم، بنتي حصلها ايه التقط جاسم هاتفه وطلب احد الارقام سريعا انتظر ثواني إلى ان اجاب الطرف التاني صرخ غاضبا: بقي دي الامانة يا سراج باعت بنتي عشان تموت، تقولي كفر عن ذنبك في حقها وسيبها تروح مع جوزها عشان ترجعلي جثة سراج: جاسم اهدي بس واسمعني الرصاصة اصلا ما كنتش قاصدة لينا.
جاسم بحدة: اومال كانت قاصدة مين سراج: خالد، الرصاصة كانت قاصدة خالد ولسبب غير معروف الرصاصة جت في لينا صدقني لينا دلوقتي كويسة جاسم غاضبا: كويسة، أنت بتضحك عليا دا الخبر منشور في كل الجرايد سراج: يا جاسم بس... جاسم مقاطعا: اقفل يا سراج انا رايح اشوف بنتي اغلق جاسم الخط قبل ان يستمع إلى رد الطرف الآخر، نظر إلى فريدة التي تبكي بانهيار: أنا عايزة بنتي يا جاسم ابوس ايدك وديني عند بنتي.
هز رأسه إيجابا يهتف سريعا: هاتي شمس واسبقيني على العربية: هزت فريدة رأسها إيجابا سريعا وخرجت تهرول من الغرفة تهتف بلهفة: شمس يا شمس جاءت شمس من الصالون تهتف بقلق: خير يا ماما جذبتها من يدها تهتف باكية: لينا يا شمس تعالي معايا بسرعة بعد دقائق كان يستقلون سيارة جاسم المتجه إلى مستشفي الحياة في فيلا محمود السويسي على طاولة الأفطار يجلس كلا من زينب ومحمود ومايا التي تحمل الصغيرة على قدميها تطعهما بحنان.
نظرت لزينب تهمس بقلق: حمزة ما رجعش من امبارح أنا خايفة ليكون حصله حاجة زينب: عمر قالي ان هو كويس وانه عنده حاجة مهمة بيعملها ومش هيتأخر تنهدت بقلق تهز رأسها إيجابا لتنظر للصغيرة تبتسم بحنان تطعمها بسعادة جاءت عنايات ووضعت الجرائد بجانب محمود زينب: مش هتبطل عادتك دي ابدا لازم تقرأ الجرنان وانت بتفطر ابتسم محمود وهو يفتح الجريدة: يا ستي اهو الواحد بيعرف أحوال الدنننن زينب: مالك يا محمود علقت ليه.
محمود: لينا هتفت بقلق: مالها، اسكت دا انا حلمت بيها يا عيني بس كان حلم وحش اوي محمود: الحلم اتحقق يا زينب لينا اتضربت بالرصاص وهي دلوقتي في المستشفي شهقت مايا بفزع بينما لطمت زينب على صدرها بهلع: يا حبيبتي يا بنتي طب وخالد محمود سريعا: مش عارف، قومي يلا بسرعة نروح نشوفهم مايا: أنا هاجي معاكوا في المستشفي، في غرفة لينا.
كانت نائمة في ثبات عميق لا يعلم متي ستسيقظ منه، امسك بيدها يتحدث معها إلى ان دلف عصام ومعه ممرضة عصام: صباح الخير يا خالد خالد: صباح الخير يا عصام، ها طمني هتفوق امتي عصام: صدقني يا خالد انا مش عارف هي هتفوق امتي لو اعرف اكيد هقولك واريحك هز رأسه إيجابا بتفهم ليبدأ عصام بفحص لينا عصام: مؤشراتها الحيوية شغالة تمام، وجه حديثه للممرضة: ساعديني يلا عشان نغيرلها على الجرح.
زمجر بحدة: اطلع برة يا عصام وأنا هغيرلها على الجرح وكفاية اوي ان انا سيبك داخل اوضتها، انا بالعها بالعافية عصام: طب خلاص اهدي خارج سناء هتساعدك خرج عصام من الغرفة فتقدم خالد من سرير لينا وبدأ ينزع عنها ملابس المستشفى برفق وتعاون هي والممرضة على تعقيم جرحها واعادة ربطه، إلى ان انتهيا فخرجت الممرضة فعاد يجلس بجانبها يمسد على شعرها بحنان خالد: اصحي بقي يا لينا اصحي بقي عشان خاطري قومي.
أمام شركة الرحاب للمقاولات وصل ساهر إلى الشركة وأخبر السكرتيرة ان لديه موعد مع مدير الشركة، فادخلته إلى مكتب على على مبتسما: أستاذ ساهر مش كدة ساهر: ايوة يا افندم على مبتسما: اتفضل أقعد ساهر: متشكر يا افندم، دا ال CV بتاعي على ضاحكا: CV ايه بس يا عم ساهر دا أنت جاي من طرف خالد باشا صاحب الشركة اتسعت عينيه بدهشة: هو خالد يبقي صاحب الشركة هز على رأسه إيجابا بابتسامة، قاطعهم رنين هاتف على برقم لبني.
على: عن اذنك دقيقة واحدة ساهر: اتفضل يا افندم على: خير يا لبني لبني صارخة: أنت ازاي تخبي عليا أن لينا اتضربت بالرصاص على: عشان ما تقلقيش لبني غاضبة: يا برودك يا أخي ويكون في علمك أنا رايحلها دلوقتي ابتسم ساخرا: وهتخرجي بقي ازاي إن شاء الله أنا قافل الباب بالمفتاح.
ابتسمت بحزن تهتف ببرود: من أول يوم قررت تفقل فيه عليا وأنا معايا نسخة من المفتاح بس ما كنتش برضي اخرج عشان ما ازعلكش أنا رايحة للينا يا على ولو عايز تطلقني طلقني، سلام على: استني بس يا مجنونة رايحة فين، لينا اصلا دخلت في غيبوبة شهقت بصدمة: غيبوبة، منك لله يا خالد اغلقت الخط بوجه على على: يا بنت المجنونة انا لازم الحقها.
ذهب ناحية ساهر يهتف سريعا: معلش يا استاذ ساهر أنا مضطر امشي دلوقتي وتقدر حضرتك تبدأ شغل من دلوقتي لو حبيت، استدعي ( على ) السكرتيرة الخاصة يارا: افندم يا باشمهندس على: وصلي الاستاذ ساهر المكتب بتاعه يارا: حاضر يا باشمهندس اتفضل معايا يا استاذ ساهر ذهب ساهر برفقه السكرتيرة إلى مكتبه الجديد وخرج على سريعا ليركب سيارته ولكنه قبل ذلك مر على مكتب عمر عمر: ابن حلال كويس انك جيت أنا لازم اروح لخالد.
على: لاء خليك أنت أنا رايحله ما ينفعش أنا وأنت نسيب الشركة صحيح خالد عين موظف جديد اسمه ساهر في الحسابات وقالي امبارح اني اخترع اي سبب واديله 150 الف جنية أنا لازم امشي دلوقتي معلش يا على اخترع اي سبب اي حاجة واديله ال 150 الف جنية عمر: اعملها ازاي دي على سريعا: اتصرف يا عمر يلا سلام خرج على سريعا وركب سيارته وانطلق إلى المستشفى في مستشفي الحياة.
سمع ضجيج عالي يأتي من الخارج ولأنه يضع حراسه مشددة على الغرفة لم يستطع احد ولوج الغرفة قام من مكانه متجها إلى باب الغرفة وفتحه ليجد جاسم وفريدة وشمس وفارس ووالده ووالدته ولبني وحمزة مازال جالسا مكانه ومايا التي تحمل الصغيرة ما أن رأو خالد حتى صاحوا به جاسم غاضبا: بنتي يا خالد، انت ازاي تمنعني اشوف بنتي فارس غاضبا: كنت فين يا بيه لما اضرب عليها رصاص فريدة باكية: والنبي يا ابني، اشوف بنتي واطمن عليها.
لبني غاضبة: أنا هوديك في ستين داهية لم يعنيه كل ما يقولون كان ينظر لها نظرات خاوية باردة، لا تدل على شئ ظل نظراته جامدة إلى ان وقعت عينيه على صغيرته التي تحملها تلك الفتاة فتقدم ناحيتهم واخذ الصغيرة التي ابتسمت وتعالت ضحكاتها عندما رأت والدها خالد بحنان: وحشتيني اوي يا حبيبة بابا نظر لمايا يهتف بحدة: انتي ازاي تسمحي لايديكي القذرة دي أنها تلمس بنتي.
اخفضت رأسها بخزي ليسمع حمزة يهتف بحدة: خالد، من غير طوله لسان دي مراتي نظر له ساخرا يهتف بتهكم: ما جمع الا ما وفق حقيقة ليهتف جاسم غاضبا: أنت يا بني آدم مش بنكلمك قولي للبهايم دول يسبونا ندخل دخل خالد إلى الغرفة واشار بيديه إلى حرسه فابتعدوا عن الباب ليندفع كل من كان واقفا بالخارج إلى داخل الغرفة.
هرول جاسم ناحية سرير ابنته هو وفريدة وشمس جثي جاسم على ركبتيه بجوار فراشها ممسكا بيدها يهتف بلوعة: لينا حبيتي قومي يا حبيبتي كلمي بابا قومي يا حبيبتي نظر ناحية خالد الذي يجلس على اريكة في الغرفة ويضع صغيرته على قدمه يداعبها يهتف بحدة: هي ما بتفوقش ليه جلست فريدة جوار رأسها تقبل جبينها ويديها تبكي: لوليتا حبيبة ماما ردي عليا يا قلبي جاسم بحدة: ما ترد ساكت ليه.
غامت عينيه حزنا خرجت الحروف بصعوبة من بين شفتيه: لينا دخلت في غيبوبة اتسعت عيني فريدة وجاسم وشمس بينما شهقت زينب بصدمة تلطم بيديها على صدرها ربت محمود على كتف جاسم بحزم: شدة وتزول يا جاسم احتضنت زينب فريدة التي انهارت تبكي بهستريا على ابنتها تقدمت لبنى تنظر له بغضب والدموع تسيل من عينيها: اكيد انت السبب أنت عايز تموتها حرام عليك سيبها في حالها، أنت مش بني آدم أنت أحقر من الحيوانات لبننييي.
التفتت إلى الصوت الذي يصيح باسمها غاضبا فوجدت على ينظر لها باعين سوداء شديدة الغضب تقدم منها بغضب رفع يده عاليا يصفعها بعنف فسقطت على الأرض تبكي والدماء تخرج من جانب فمها المشقوق هب جاسم غاضبا يمسك على من تلابيب ملابسه: بتمد ايدك على بنتي يا حيوان يكفي هراء نظر لهم بجمود للحظات ليصيح بصوت عالي: رعد شرف دخل رجلان طوال القامة ضخام البنية: اوامرك يا باشا هتف ببرود: مش عايز حد في الاوضة.
نظر الجميع له بذهول صدمة غضب بينما ظلت ملامحه هادئة جامدة جاسم غاضبا: أنت اتجننت انا مش هسيب بنتي رعد: ارجوك يا افندم اتفضل معانا الدكتور قال لازم لبنت حضرتك الراحة والهدوء رمق جاسم خالد بنظرات نارية مشتعلة ثم اخذ فريدة وشمس وخرج من الغرفة هبط على بجوار لبنى: قومي يا لبنى لبنى لبنى، ردي عليا، حركها بيده ليجدها فقدت الوعي ليصيح بقلق: لبنى لبني قومي يا حبيبتي، لبني حملها بين ذراعيه وخرج يركض من الغرفة.
وخلفه زينب بينما جلس محمود بجانب ابنه ربت على كتفه بحنان نظر خالد له كالطفل التائه ليهمس والده برفق: عيط يا خالد القي برأسه داخل صدر والده يبكي كالطفل الصغير ومحمود يربت على شعره بحنان: كانت هتموت وتسبني، انا ما صدقت سامحتني، تقوم تضيع مني بعدها على طول محمود بحنان: وحد الله يا ابني خالد: لا إله الا الله.
محمود بحنان: أنت غلطت في حقها كتير واذتها أكتر فكان لازم تدوق مرارة حرمانك منها كان لازم تعرف كويس انك مش هتقدر تعيش من غيرها وأنك بمعاملتك دي كنت هتخسرها للأبد خالد باكيا: والله عمري ما هزعلها ولا اقسي عليها تاني، بس هي ترجعلي ادعلها يا بابا عشان خاطري محمود: حاضر يا حبيبي أجمد كدة وإن شاء الله قريب هترجع لحضنك خالد؛ يا رب يا بابا يا رب ابعد رأسه عن كتف والده ونظر لصغيرته التي تنظر لهم باستغراب.
محمود: انا هروح اشوف اخوك المجنون هز رأسه إيجابا فخرج محمود من الغرفة تقدم خالد وهو يحمل الصغيرة ووضعها برفق بجانب لينا فضحكت الصغيرة بسعادة وزحفت إلى ان صعدت على صدر والدتها وظلت تهزها برفق لوليتا الصغيرة: ما. ما لم تتحرك لينا ولم تبدي اي استجابة فعاد الصغيرة تهزها وهي تردد: ما. ما، ما. ما، ما. ما لم تفهم الصغيرة لما لا ترد فبدأت تبكي وهي تنادي عليها: ما. ما، ما. ما.
نظرت ناحية خالد وهي تبكي با. با. ، ما. ما، با. با، ما. ما حملها خالد ويظل يهدهدها، نظر ناحية لينا فلاحظ زيادة دقات قلبها بشدة وابتسامة صغيرة نمت على شفتيها فابتسم بسعادة يهتف بحماس: أيوة يا لوليتا ارجعي يا حبيبتي قاومي عشان خاطر لوليتا لوليتا عايزة ماما في احدي غرف الكشف وضع على لبنى برفق على الفراش الطبي جاءت الطبيبة لتفحصها وعلي ممسك بيدها ينظر لها بقلق: خير يا دكتورة.
الطبيبة مبتسمة: خير ما تقلقش كلها يا سيدي 8 شهور وهيشرفكوا ضيف صغير اتسعت عيني على بفرحة: لبنى حامل بجد الطبيبة ضاحكة: آه والله حامل في اربع اسابيع مبروك زينب بسعادة: مبروك يا حبيبي الف مبروك لولا الظروف إلى احنا فيها كنت زغرطت على بسعادة: الله يبارك فيكي يا عمتي، وجه كلامه للطبيبة هي هتفوق أمتي الطبيبة: في خلال دقايق عن اذنكوا ومبروك مرة تانية زينب بود: الله يبارك فيكي يا حبيبتي يا وش الهنا.
ابتسمت الطبيبة ابتسامة صغيرة وخرجت من الغرفة بدأت لبنى تتأوه بصوت منخفض تحاول فتح عينيها لبني بتعب: آه انا فين ايه إلى حصل امسك يدها يقبلها بحنان: حمد لله على السلامة يا حبيبتي نظرت له بغضب تنزع يدها من يده تشيح بوجهها بعيدا مسد (على ) على شعرها القصير برفق: حبيبتي زعلانة عشان انا ضربتها مش كدة رغم كونها شخصيه قوية ولكنها سمحت تلك المرة لدموع عينيها بالهطول في تلك اللحظة.
همس بندم: أنا آسف تتقطع ايدي لو مدتها عليكي تاني زينب بحنان: خلاص بقي يا لبنى المسامح كريم يا حبيبتي مبروك يا حبيبتي ألف مبروك نظرت لبنى لها باستفهام: مبروك حضرتك بتربكيلي عشان ضربني زينب ضاحكة: لاء طبعا، انا بقولك مبروك على النونو شخصت عينيها بصدمة؛ نونو ايه احتضن على كف يدها بحنان: مبروك يا حبيبتي انتي حامل في شهر هتفت بذعر: لالالا مستحيل، مستحيل انا باخد الحبوب كل يوم.
اغمض عينيه بضيق يحاول التحكم في اعصابه: دي إرادة ربنا لبني بحدة: ايوة بس انا مش عايزاه مش عايزاه انا هنزله احمرت عيني على بغضب بينما شهقت زينب بصدمة: ايه يا بنتي إلى انتي بتقوليه دا حرام عليكي، عايزة تموتي ابنك على غاضبا: وديني وما اعبد يا لبنى لو فكرتي تأذي ابني لكرهك في اليوم إلى اتولدتي الا ابني انا بقالي سنتين مستنيه و مش بعد ما يجي عايزة تحرميني منه، انتي فااااهمة.
ولكن ما حدث ان لبنى اصيبت بنوبة هيستريا من الصراخ والبكاء بدأت تصرخ تحاول ضرب بطنها بيديها: مش عايزاه، مش عايزاه حرام عليكوا، مش عايزاه على بقلق: نادي الدكتورة بسرعة يا عمتي خرجت زينب بسرعة من الغرفة بينما حاول على السيطرة على نوبة الهلع التي انتابتها فجلس امامها يضم يديها وهي تتلوي بين يديه تصرخ بهيستريا: مش عايزاه مش عايزاه ابعد عني انا هموته مش عايزاه.
صرخ بقلق: اهدي يا لبنى اهدي يا حبيبتي دلفت الطبيبة سريعا إلى الغرفة وعندما رأت حالة لبنى أسرعت تحقنها بمهدئ لتهدآ شيئا فشئ ومن ثم غابت عن الوعي...
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخمسون والأخير
اتسعت عينيه بذعر حينما وجد الغرفة فارغة مشط بعينيه المكان ليهتف بانفعال: بنتي فين! ما كاد ينهي جملته حتى وجدها تخرج من مرحاض الغرفة تمسك منشفة صغيرة تجفف وجهها بها ازاحت المنشفة عن وجهها لتبتسم باتساع ما ان رأتهم: صباح الخير.
عناق وقبلات عناق وقبلات عناق وقبلات عناق وقبلات وسع ايدك شوية كدة يا كابتن عناق وقبلات عناق وقبلات عناق وقبلات من الجميع ما عدا فارس وعلي ورشيد وعمر طبعا عشان دماغوا ما تحدفش شمال دخل خالد إلى الغرفة فنظرت له بضيق ومن ثم ذهبت وجلست على فراشها جوار والدتها لتجد شمس تتقدم ناحيتها بلهفة تعانقها بحنان لتهمس بسعادة: وحشتيني اوي يا شمس.
شمس باكية: وانتي كمان يا لينا وحشتيني اوي حمد لله على سلامتك يا حبيبتي، لتنظر لفريدة تبتسم باتساع: شوفتي يا ماما مش انا قولتلك لينا هترجعلنا على طول اتسعت عينيها بدهشة تهتف بذهول: ماما، هو ايه اللي حصل وأنا في الغيبوبة ابتسمت فريدة برفق تربط على يدها بحنان: أنا عرفت كل حاجة يا لينا اتسعت عينيها بدهشة: عرفتي، مين اللي قالك رد جاسم بهدوء: أنا اللي قولتلها.
ابتسمت ساخرة تهتف بتهكم: والله بالسهولة دي، قولتلها أنا كنت متجوز عليكي يا وماما عادي هتفت شمس بضيق: لينا لو سمحتي ما تتكلميش مع بابا كدة نظرت لشمس بدهشة تهتف بذهول: دا من امتي الرضا دا يا ست شمس انكمشت ملامحها بحزن تهتف بنحيب: بابا تعبان اوي يا لينا جاسم بحدة: شمس خلاص هي لسه تعبانة هزت رأسها نفيا تبكي بعنف وجهت كلامها للينا: فاكرة آخر مرة بابا تعب فيها.
هزت لينا رأسها ايجابا لتكمل شمس باكية؛ هو اللي قال للدكتور يقولك ان عنده ذبحة بس هو في الحقيقة عنده، عنده، عنده سرطان في الدم اتسعت عينيها بدهشة تهتف بذهول: هو مين دا اللي عنده سرطان في الدم التحاليل بتاعت بابا كلها اتعملت تحت إشرافي أنا، ابوكي صحته احسن مني ومنك.
نظرت فريدة وشمس لجاسم بصدمة ليبتسم ببراءة يهز رأسه إيجابا، ضحكت لينا عاليا تهتف بمرح؛ شربتها يا كروديا دا جاسم باشا الشريف اشطر محامي في البلد، نظرت لوالدها تبتسم بخبث: يا بابا يا بابا يا مكار ضحك جاسم بثقة ينحي بحركة مسرحية لتقم من مكانها، اتجهت ناحية شروق تأخذ الصغيرة منها تضمها بشوق: وحشتيني وحشتيني اوي يا حبيبة ماما ما تزعليش من ماما يا لوليتا اوعدك مش هسيبك تاني ابدا، ابدا.
لبني مبتسمة: حمد لله على سلامتك يا حبيبتي لينا: الله يسلمك يا لبنى لبني مبتسمة: يلا بقي خفي على طول عشان نروح انا وانتي نشتري حاجات للبيبي اتسعت عينيها بدهشة تصيح بسعادة: انتي حامل! هزت لبنى رأسها ايجابا بابتسامة واسعة فهبت لينا تحتضنها بسعادة: مبروك مبروك مبروك الف مبروك يا لبنى بصي بقي لو طلع ولد هنسميه ريان ولو طلع بنت هنسميها سيلا ايه رايك.
على: احم على فكرة انتوا بتسموا ابني او بنتي وانا واقف ولا كيس الرز الفاضي عقدت جبينها بضيق مصطنع تهتف بغرور: عندك اعتراض يا على ابتسم بمرح: مين عنده اعتراض، مين على اصلا لينا ضاحكة: ايوة كدة ربت خالد على كتف على: مبروك يا أبو على على بتلقائيه: الله يبارك فيك عقبالك لما تخاوي لوليتا نظر الجميع بضيق إلى على بينما هو عض شفتيه ندما من تفوهه بتلك الجملة الغبية همس بحرج: أنا آسف.
خالد مبتسما: ولا يهمك وبعدين ابنك ولا بنتك إلى جايين هيبقوا اخوات لوليتا ابقي انا كدة بردوا خاوتها صح ولا لاء وبعدين عندك استاذ جاسر إلى بيقول أوتي دا رسمت ابتسامة زائفة على شفتيها تهتف بمرح: خلاص بقي انتوا هتقلبوها محزنة ولا ايه والله هرجع انام تاني وابقوا قابلوني لو عرفتوا تصحوني.
ضحك الجميع على مرحها، فهي روح الجميع ذلك القلب النابض الذي يبعث الأمل والحياة لهم، انتبهت على صوته يهتف بجد: طب عن اذنكوا محمود: رايح فين يا ابني خالد: رايح اصلح اللي انا بوظته ثم نظر ناحية على يهتف بحزم: لو سميت ابنك ريان مش هخليه حتى يسلم على بنتي تركهم وخرج من الغرفة، لينظر جاسم لها بشك: مستحيل تكونوا متخانقين تنهدت تهتف بضيق: عايز يطلقني عشان خايف عليا لاتأذي بسببه تفتكروا ما بقاش بيحبني.
شخصت أعين الجميع بصدمة ليهتفوا في نفس واحد: نعمممممم يا اختي جلس جاسم جوارها على الفراش يخرج هاتفه من جيب سترته الفخمة يشغل ذلك الفيديو الذي التقطته كاميرا المراقبة في غرفة العمليات في تلك المستشفى، وضعت يدها على فمها من الصدمة، لم تراه في حالة الانهيار تلك من قبل، تشاهد ما يحدث بألم دموعها تنساب على ما كان فيه وهي الحمقاء تظن انه لم يعد يحبها.
جاسم: قبل ما اشوف الفيديو دا كنت هطلقك من خالد غصب عنك وعنه لما عرفت انك اتضربتي بالرصاص إنما دلوقتي تبقي عبيطة لو فكرتي حتى تزعليه انسابت دموعها تهمس بألم؛ أنا عايزة خالد يا بابا اتصل جاسم به فوجد هاتفه مغلق جاسم: موبيله مقفول، ما تقلقيش شوية وهتلاقيه جاي ساعة تليها اخري واخري وهو لم يظهر ولم يتصل حتى هاتفه دائما مغلق فريدة: يا لينا كلي يا حبيبتي هزت رأسها نفيا بحزن: مش عايزة أنا عايزة خالد.
دقات على باب الغرفة لتهتف بلهفة: خالد تعالا ادخل دخل محمد مبتسما: مساء الخير حمد لله على سلامتك يا دكتورة لينا بلهفة: الله يسلمك يا محمد ما تعرفش خالد فين هز رأسه نفيا: لاء، اتصل بيا من ساعة من رقم غريب وقالي اديلك موبيلك واقولك افتحيه جاسم: معاك الرقم إلى اتصل منه محمد: رقم سنترال في الشارع مد محمد يده بالهاتف إلى لينا محمد: طب عن اذنكوا أنا، حمد لله على سلامتك مرة تانية لينا مبتسمة: الله يسلمك يا محمد.
فتحت هاتفها فوجدت رسالة من رقمه عبارة عن جملة واحدة ( كلي، لو عيزاني أجي ) زمت شفتيها بضيق تهتف بصوت عالي: حاااااضر يا استاذ خالد بدأت تأكل بنهم لينظر الجميع لها بتعجب فهي كانت ترفض الطعام من دقيقة واحدة انهت طعامها فبعثت له برسالة ( اهو كلت تعالا بقي، وحشتني ) لم يرد على رسالتها حاولت الاتصال به ولكن هاتفه مغلق صاحت بغيظ: أنت بتضحك عليا يا خالد طب مش واكلة تاني غير لما تيجي.
نظر جاسم لها بتعجب: لينا حبيبتي انتي اتجننتي انتي بتكلمي مين لينا بضيق: خالد جاسم: وهو فين خالد لينا غاضبة: ما اعرفش بس هو اكيد سامعني ثم نظرت ناحية محمود تصرخ بغيظ: ابنك هيجنني يا عمي ضحك جميع على ما يفعل هذا الثنائي المجنون ظلوا بجابنها حتى انقضي النهار فرحلوا جميعا واصرت شروق أن تأخذ الصغيرة معها حتى لا ترهقها.
اما هي فجلست على الفراش عيناها معلقة بالباب تنتظره إن يأتي ولكن دون فائدة فهو لم يأتي، امسكت هاتفها وبعثت له برسالة ( أنا عايزة أنام) لم تتلقي منه اي رد اتصلت على رقمه فوجدته مغلق نفخت بضيق: اووف وبعدين بقي هو هيفضل مختفي كدة كتير الفهد الأسود صحيح أنا سامع حد بيجيب في سيرتي صاحت بسعادة: خاااالد قفزت من على فراشها تتعلق بعنقه ليضحك بمرح: براحة يا هبلة انتي لسه تعبانة.
زمت شفتيها بضيق كالأطفال: ما تقوليش يا هبلة خالد ضاحكا: حاضر يا عبيطة لينا بغيظ: يا رخم كنت فين طول النهار ابتسم بخبث يلاعب حاجبيه بمكر: كنت بقابل عميلة تبع الشركة بس مش عايز اقولك صاروخ أرض جو ضيقت عينيها بغيظ: بقي كدة ماشي ابتعدت عنه متجهه ناحية الطاولة الصغيرة وبدأت تقذف عليه الفاكهة التي في الطبق لينا بغيظ: خد بقي ضحك بمرح يحاول تفادي ما تقذف: يا بنت المجنونة، يا بت بس يا بت طب تعالي بقي.
صرخت وبدأت تركض في انحاء الغرفة وهو خلفها لينا: عااااا، اعقل يا خالد ضحك بخبث: اعقل! انتي خليتي فيا عقل تعالي هنا ضحكت بمرح: اهدي يا منار وقف ينظر لها بتوعد يهتف بسخط: منار، شوية سوسن وشوية منار طب تعالي بقي صرخت بمرح: عااااا، الحقوني خالد اتجنن صعدت فوق فراشها تحتمي به اشهرت سبابتها في وجهه تبتسم بخوف تهتف بتوتر: لو قربت مني هصوت وألم عليك المستشفي.
جلس على طرف الفراش يضع يده موضع على صدره موضع قلبه لتنكمش ملامحه بالم: ااااااه، الحقيني يا لينا حاسس ان قلبي هيقف نظرت له بشك تهتف بحذر: أنت مش بتضحك عليا خالد بألم: ااااه دا شكل واحد بيهزر الحقيني هموت هرعت اليه بلهفة: مالك يا خالد ايه إلى واجعك خالد بألم: قلبي واجعني اوي لينا بقلق: طب حاسس بايه بالظبط.
رفع نظره لها وابتسم بعشق: حاسس اني بعشقك حاسس اني هموت لو بعدتي عني حاسس أن الدنيا كلها ما فيهاش غير لينا لينا وبس لكزته في كتفه بضيق: حرام عليك خضتني خالد مبتسما بعشق: بحبك لينا بخجل: وأنا كمان ابتسم بخبث يلاعب حاجبيه بمكر: بقولك ايه ما تيجي اغيرلك على الحرج.
في شقة محمد ظل هائما على وجهه كما يفعل كل يوم يخرج صباحا يجهد نفسه في العمل يظل في الخارج إلى ان ينتصف الليل ليعود لبيته الفارغ البارد افتقد بسمتها الهادئة عناقها الدافئ فتح باب شقته في ذلك اليوم لتتسع عينيه من المفاجأة حين وجد زوجته تقف امامه على شفتيها ابتسامتها الهادئة المعهودة هتف بدهشة: رانيا، انتي هنا بجد هزت رأسها إيجابا بابتسامة حنونة: وحشتني ما اقدرتش ابعد عنك أكتر من كدة.
ابتسم ساخرا: هتعيشي مع واحد مدمن لفت ذراعيها حول عنقه بدلال تهمس بندم: كنت، وزي ما انت قولت كان غصب عنك ابتسم رغما عنه يهمس بسعادة: وحشتيني أوي وضعت رأسها على صدره تعانقه بقوة فشدد على عناقها بشوق رانيا: وأنت كمان وحشتني اوي أوي محمد: اومال لوجي فين رانيا: نايمة يا حبيبي، يلا تعالا بقي عشان تتعشي محمد مبتسما: بحبك أوي رانيا مبتسمة: بموت فيك أوي.
في اليوم التالي استيقظت على يد تربت على رأسها برفق فاعتقدت انه خالد فتحت عينيها سريعا، لتتجمد من الصدمة هتفت بحدة ما ان رأته: إياد أنت ايه إلى جابك هنا عايز مني إيه تاني نكس رأسه يهمس بخزي: هقولك على كل حاجة، بدأ يحكي لها كل شئ منذ البداية.
لتشهق بذعر: حمزة وتؤام خالد، ليدخل أنا مش مصدقة، دخل عمر يكمل بمرح: لاء ومش بس كدة بوشكش محفوظ بيضحي، حمزة هو اللي اتبرعلك بالدم عشان انتي فقدتي دم كتير، ومايا انقذت لوليتا، ليقص عليها ما فعلت، ومن ثم خرج من الغرفة همس حمزة بخزي: سامحيني صغيرة اخي، اعتبريها آخر أمنية من شخص حكم عليه بالموت عقدت جبينها بتعجب تنظر له باستفهام ليكمل بألم: أنا مصاب بمرض خطير يأكل جسدي ببطئ سأموت قريبا.
شهقت بذعر تهتف سريعا: مرض ايه اياد أنت كويس هز رأسه إيجابا بابتسامة شاحبة: بخير صغيرتي أقصد صغيرة اخي، انا فقط اريدك أن تسامحيني ابتسمت رغما عنها تهز رأسها ايجابا: اعمل ايه يعني طلعت اخو جوزي لا وكمان تؤامه وانقذت حياتي، ومراتك انقذت حياة بنتي مسمحاك يا حمزة اياد سابقا، لتكمل بلهفة: أنا اعرف دكاترة كتير في لندن اخبرني حالتلك ابعثها لهم عقد جبينه بتعجب: حالتي أنا، ما بها حالتي.
لينا: أنت مش قايل يا ابني ان عندك مرض خطير هتف بدراما مضحكة: أنا قولت ذلك هل تدعين على ايتها الصغيرة صرخت بغيظ: يعني بتكذب عليا يا إياد اطلع برة، اطلع برة، رخم زي اخوك ضحك بمرح: سأخرج يا صغيرة حمد لله على سلامتك ابتسمت تهز رأسها ايجابا ليخرج وهو يشعر بالسعادة فقد حصل على مسامحتها بعد قليل تجمع الحفل الغفير حولها من جديد لينا: والله يا جماعة انتوا تعبين نفسكوا زيادة عن اللزوم أنا خلاص بقيت كويسة.
جاسم: هو لسه خالد ما جاش لينا: لاء، جه امبارح بليل ولما صحيت من شوية ما لقتوش كلمه يا بابا اتصل جاسم به ولكن كالعادة وجد هاتفه مغلق: موبيله مقفول هتفت بسخط: يعني ايه يعني متجوزة الرجل الخفاش كل شوية يختفي زينب: انتي ما تعرفيش خالد لما بيعوز يختفي لو قلبتي الدنيا مش هتلاقيه هو كدة بيختفي لوحده وبيظهر لوحده.
تغضنت ملامحها بضيق طفولي: بس يعني ينفع يسيب لوليتا وهي تعبانة انا زعلانة منه ولوليتا الصغيرة كمان انا وانتي مش هنكلم بابا تاني، ماشي لينا الصغيرة: بوووف با. با. با. با لينا: ايوة بوووف على بابا أتاها رسالة على هاتفها من رقمه ( بتفي عليا يا جزمة ) صرخت بفزع: اعاااااا جاسم: في ايه يا لينا بتصرخي ليه رفعت لينا الهاتف امام عيني جاسم فقرأ الرسالة لينا: قولتلكوا انه اكيد سامعنا ماشي يا خالد ماشي لما اشوفك.
دق باب الغرفة لتبتسم بتوعد تهمس بغيظ: اكيد خالد امسكت كوب الماء الموضوع جوار فراشها تقترب من الباب بخفة تهتف بهدوء: ادخل فتح الباب ودخل الطارق فرمت عليه لينا المياة ريان بذهول: هااا ايه دا في ايه وضعت يدها على فمها تنظر له بذهول همست بذهول: ريان معلش يا ريان والله كنت فكراك خالد جاء صوت علاء من خلفه يضحك من خلفه: أحسن كويس انك دخلت الأول هتفت بحرج: أنا آسفة يا ريان معلش والله أنا آسفة.
التقط منديل ورقي من علبته الخاصة يمسح به آثار الماء عن وجهه وملابسه يبتسم برفق: لا يا ستي ولا يهمك المهم انتي عاملة ايه ابتسمت تضبط حجابها بأحكام تدخل خصلاتها الثائرة تحته مرة اخري: الحمد لله احسن مد علاء يده بعلبة شكولاتة كبيرة: اتفضلي حمد لله على سلامتك لينا مبتسمة: الله يسلمك يا علاء، اتفضلوا اقعدوا استئذن محمود للذهاب لعمله وبقي وجاسم لينا: اعرفكوا كابتن علاء وكابتن ريان.
همس علاء بمرح: ايه كابتن دي هو احنا مدربين كمال اجسام ريان مبتسما: الرائد ريان والمقدم علاء عشان برستجينا بس لينا: كمال اجسام يا علاء دا انت وشك لسه متشلفت ابتسم يحمحم بحرج: ايه الاحراج دا راعي ان في انسات حلوين قاعدين برستيجي قدامهم لينا: مدامات يا اخويا كلهم مدامات ما عدا تمارا اشارت لينا بيدها ناحية تمارا التي عرفت الخبر من الانترنت وجاءت لزيارتها.
فنظر علاء لها لتلمع عينيه بإعجاب من تلك الفاتنة لم يلاحظ انه يحدق بها حتى وكزه ريان في كتفه يهمس بضيق: أنت جاي تتنح هنا همس بصوت ظن أنه منخفض: أصلها حلوة اوي احمرت وجنتي تمارا خجلا بينما ابتسمت لينا بخبث تهتف بمكر: صوتك عالي يا علاء حمحم بإحراج: أنا آسف اوي طب احنا اطمنا عليكي يا دكتورة عن اذنكوا لينا: طب استنوا اشربوا حاجة علاء وهو ينظر لتمارا: قريب ان شاء الله هنشرب شربات عن اذنكوا.
رحل علاء وريان، لتهتف لينا بدراما: وها هي قصة حب جديدة على وشك البدء تمارا بغيظ: على فكرة انتي رخمة لينا ضاحكة: هو انا جبت سيرتك عجبك صح ها، ها، ها تمارا بغيظ: لينا من امتي وانتي رخمة ابتسمت باصفرار: من دلوقتي على العموم المقدم علاء شاب جنتل وامور body bleeding، وظابط وألف بنت تتمناه وصلت رسالة على هاتفها ( وحياة أمي لما اجيلك) لطمت على خدها بفزع: الحقوني عاااااا تمارا: في ايه يا لينا.
لينا بخوف: خالد، خالد سمعني وأنا بمدح في علاء تمارا ضاحكة: أحسن يا رب يعلقك لينا بضيق: اخرسي بقي دا جزائي اني بحاول اوفق راسين في الحلال تمارا: خلاص اشتغلتي خاطبة مر اليوم ما بين مزاج وضحك من الجميع إلى ان جاء المساء ظلت تنتظره إلى ان جاء قرب العاشرة مساءا تخصرت تهتف بضيق: ممكن افهم أنت بتختفي فين طول النهار رد بضيق: هكون فين يعني في الشغل عقدت جبينها بضيق تهتف بحدة: يعني بتسبني وتروح الشغل.
انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة: اومال هفضل لازق جنبك وما اشفوش شغلي، آه على فكرة أنا مسافر بكرة لمدة كام يوم هدرت بصدمة: مسافر فين وليه خالد بضيق: مش شغلك أنا قولتلك عشان تبقي عارفة يلا بقي نامي عشان الحق الطيارة نظرت له بألم تجسد في حدقتيها انسابت بعض الدمعات من عينيها لتمسحهم بعنف تهتف بحدة: لاء وعلي ايه اعطلك اتفضل امشي من دلوقتي أنا اصلا مش عايزة اشوفك اتفضل اطلع برة ابتسم باصفرار: انتي حرة سلام.
تركها ورحل لتقذف وسادتها خلفه انهارت على الفراش تحتضن ركبتيها تبكي بقهر في صباح اليوم التالي كانت حزينة شاردة لم تتحدث مع احد ترد على الجميع بكلمات مقتضبة مضي ثلاثة أيام لم تراه فقط بعض من الرسائل التي تخبرها انه معها ويراها دائما نفخت بضيق: يا عصام بقي أنا عايزة اخرج مش قولتلي هخرج النهاردة عصام: معلش خليكي لبليل لينا: اشمعني بليل عصام: اسمعي الكلام بقي يا لينا والا مش هكتبلك على خروج خالص.
لينا بضيق: ماشي يا عصام خليني لبليل، اما نشوف اخرتها معاك عصام: كدة كويس اسيبك استريحي شوية عشان انتي بتعملي مجهود كبير ابتسمت ساخرة: عصام ما تأفورش الرصاصة اصلا كانت سطحية لولا الدكتور المتخلف اللي زود البنج عشان كدة قلبي وقف والحمد لله لولا خالد كان زماني مدفونة دلوقتي ابتسم بهدوء: الحمد لله انك بخير هعدي عليكي بليل اكتب لك على خروج خرج عصام من الغرفة.
فاخرج هاتفه واتصل بذلك الرقم: وافقت بس خد بالك مش هقدر اقنعها تقعد اكتر من كدة طيب ماشي سلام كانت جالسة في غرفتها والغريب ان لا أحد آتي اليها اليوم ظلت جالسة تلعب في هاتفها إلى ان جاء المساء فوجدت الباب يدق: ادخل دخل جاسم وفريدة ولبني وزينب لينا: على فكرة انا زعلانة منكوا عشان سيبني طول النهار وما حدش فيكوا سأل عني جاسم: معلش يا حبيبتي يلا بقي قومي عشان هنمشي عصام كتبلك اذن الخروج ابتسمت بحماس: اخيرا.
اخرج جاسم من وراء ظهره غلاف كبير به فستان سهرة أزرق اللون جاسم: يلا بقي عايز اشوفك بالفستان دا عقدت جبينها بتعحب: فستان سوارية يا بابا هخرج من المستشفي بفستان سوارية جاسم: ايوة، اسمعي الكلام بقي تنهدت باستسلام: حاضر يا بابا خرج جاسم من الغرفة فأخذت لينا الفستان وارتدته في الحمام ثم خرجت لهم لتجد لبنى تجلس امامها تضع لها مستحضرات التجميل لينا: وايه لازمته المكياج كمان انا خارجة من المستشفي مش رايحة فرح.
لبني: بس يا ماما انتهت لبنى من وضع مكياج هادئ لها أظهر وبشدة جمالها الطبيعي ثم لفت لها حجابها بطريقة جميلة زينب مبتسمة: بسم الله ما شاء الله احلي من القمر يا حبيبتي لينا مبتسمة: متشكرة يا ماما بس مش عارفة والله ايه لزمته كل دا اخرجت زينب علبة قطيفة زرقاء بها طقم الماظ مكون انسيال وخاتم وعقد والبسته للينا فريدة: كدة بقيتي جاهزة.
فتحت فريدة باب الغرفة فخرجوا جميعا من المستشفي ينظر لهم الجميع بين دهشة وإعجاب وقف جاسم خارج سيارته ما ان رأي ابنته حتى رفع يدها وقبلها بحنان: قمر يا حبيبتي يلا اركبي فتح لها باب السيارة الخلفي فجلست على الاريكة ظنت ان لبنى ستجلس بجانبها ولكنها وجدتها تذهب إلى سيارة على وكذلك زينب ذهبت إلى سيارة محمود وركبت فريدة بجانب جاسم بعد مدة من القيادة توقفت سيارة جاسم. حاول جاسم تشغيل السيارة ولكن جون فائدة.
جاسم بضيق: يا ادي النيلة العربية مش شغالة نزل جاسم من السيارة تبعته فريدة ولينا ركل السيارة بغضب: مش عايزة تشتغل وقف امامهم تاكسي زجاجة مطلي بحيث لا تري من بداخله السائق: تاكسي يا استاذ جاسم سريعا: آه استني، نظر ناحية ابنته لينا اركبي التاكسي وروحي واحنا هنحصلك بس اشوف ميكانيكي يصلح العربية لينا: طب ما تيجو معايا جاسم: لاء مش هينفع اسيب العربية وامشي فيها اوراق كتير مهمة روحي انتي يا حبيبتي واحنا هنحصلك.
تنهدت بضيق: حاضر فتحت باب التاكسي وركبت على الأريكة الخلفية لينا: اطلع على... حرك السائق رأسه إيجابا يظبط تلك القبعة الكبيرة التي تخفي وجهه لينطلق مسرعا بعد مدة لاحظت لينا ان الطريق الذي يسير فيه طريق غريب لا تعرفه ولا يمت بمنزلها بصلة لتهتف بخوف: أنت رايح فين دا مش طريق البيت أنت يا عم أنت واخدني على فين التفت لها يبتسم باتساع: هخطفك.
اسبلت عينيها بدهشة لتعي أن سائق التاكسي ما هو الا حبيبها المجنون صاحت بذهول: خالد ابتسم بحنان: وحشتيني زفرت بضيق تهتف بحدة حينما تذكرت آخر مقابله بينهما: أنت بقي لاء واتفضل اقف ونزلني خالد ضاحكا: بس يا بنت اسمعي كلام بابا زمت شفتيها بضيق تشيح بوجهها بعيدا اوقف خالد السيارة على جانب الطريق والتف بجسده يخرج شريطة سوداء من جيبه يربطها حول عينيها برفق مع انزاعجها وتأففها مما يفعل.
في المستشفي يتحرك امام غرفة العمليات ذهابا وايابا هو وابيها وفريدة تجلس على كرسي امام الغرفة تقرأ لها قرآن فبعد أن رحلت لينا في التاكسي مع خالد تلقي جاسم اتصال من إسلام يصرخ بفزع يخبره ان شمس ستلد جاسم بقلق: يا رب يا رب عديها على خير يا رب اسلام بقلق؛ يا رب يا رب قومها بالسلامة يا رب.
هرعوا جميعا إلى باب الغرفة حينما سمعوا صوت صرخات صغيرة لتخرج الطبيبة بعد قليل تحمل طفل رضيع ملتف في بطانية زرقاء تبتسم بهدوء: مبروك المدام جابت ولد زي القمر هتف إسلام بلهفة؛ طب وهي الطبيبة؛ هي زي الفل وهتروح اوضتها دلوقتي حمل جاسم الصغير بين ذراعيه ينظر له بحنان ادمعت عينيه رغما عنه مال يقبل جبين الصغير بحنان، يهمس بالاذان في اذنيه بصوت خفيض.
اتجه إلى غرفة ابنته يحمل الصغير بين ذراعيه ليجد فريدة تجلس جوارها تمسك بمنديل تمسح حبات العرق عن جبينها تهندم خصلاتها الثائرة واسلام يجلس جوارها من الجانب الآخر يقبل يدها بحنان اسلام: حمد لله على سلامتك يا حبيبتي ابتسمت بشحوب تهمس بصوت خفيض متعب: الله يسلمك يا حبيبي، اومال فين جاسم الصغير اتسعت عيني والدها بدهشة ليبتسم باتساع يهدر بذهول: جاااسم هتسميه جاسم.
هزت رأسها ايجابا تهتف بحنان: طبعا يا بابا انت اغلي واحد في دنيتي ربنا يخليك لينا يا رب انسابت دموعه رغما عنه ليقتر من فراش ابنته قام إسلام ليجلس مكانه وضع الصغير بين ذراعي امه ليميل برأسه يقبل جبين ابنته يهمس بندم: مسمحاني يا شمس ابتسمت باتساع تهتف بمرح: لو على اللي حصل زمان فأنا مش فكراه اصلا، انمت لو على المقلب اللي عملته فيا أنا وماما فريدة فأنا عمري ما هسامحك غير ما تديني حضن كبير.
ضحك بسعادة يخفي صغيرته بين ذراعيه يعانقها ليحمحم إسلام بضيق: لاء بقي أنا اعترض دي مراتي أنا، والله هروح احضن طنط فريدة قام جاسم متجها ناحيته امسك من تلابيب ملابسه من الخلف يهتف بتوعد: هتحضن مين يا حبيبي ابتسم باتساع يعانق جاسم بقوة يهتف بمرح: هحضنك انت يا عمي يا حبيبي تعالت ضحكاتهم بسعادة، تنظر شمس لهم بابتسامة واسعة تحمد الله ألف مرة على ما آلت إليه الأمور.
بعد مدة وقفت السيارة مرة أخري نزل خالد اولا لف حول السيارة يفتح لها الباب امسك يدها يخرجها من السيارة لتنفخ بضيق: ممكن افهم احنا رايحين فين خالد ضاحكا: دقيقة وهتعرفي كل حاجة امسك يدها يتحرك معها برفق خالد: ارفعي رجلك عشان احنا طالعين على سلالم لينا بضيق: طب ما تشيلني وتخلص خالد: تصدقي فكرة حملها بين ذراعيه يصعد بها لأعلي همس بمرح: انتي تقلتي كدة ليه لينا بضيق: شيل وأنت ساكت خالد ضاحكا: حاضر يا ستي.
ظل يحملها إلى أن وصل بها إلى المكان المطلوب فانزلها برفق خالد: وصلنا نزع القماشة من على عينيها برفق ما تفتحيش غير لما اقولك هزت رأسها إيجابا شعرت به بيتعد عنها ليهمس بحنان، فتحي فتحت عينيها ببطئ تنظر حولها بدهشة تبتسم بفرحة طفلة صغيرة: إنت عملت كل دا ازاي وامتي ابتسم بحنان: أولا أنا آسف على الطريقة إلى كلمتك بيها آخر مرة أنا كنت محتاج ابعد عشان اخلص المفاجأة دي بسرعة ايه رأيك.
ابتسمت ببلاهة تهتف بفرحة: تحفة بجد احلي حاجة حصلتلي في حياتي ضمها إلى صدره بحنان يتنهد بحرارة: أنا عشان لوليتا مستعد اطلع السما واجبلك نجمة من هناك.
ابتعدت عنه تنظر حولها بابتسامة واسعة عادت تلك الطفلة الصغيرة تنظر إلى غرفتها وهي صغيرة فراشها الصغير، لعبها التي كان يهديها لها كل يوم تقريبا حوائط غرفتها تعج بالكثير من الصور لها إلى منذ ان كانت طفلة ارضية الغرفة مغطاة بالورود وقطع الشوكولاتة والبالونات اتجهت ناحية فراشها الصغير تجلس عليه تتلمسه بأصابعها تبتسم بحنين: فاكر لما كنت تعبانة وأنت جيت وخدتني في حضنك وفضلت تطبطب عليا.
Flash back في ذلك اليوم اصيبت تلك الصغيرة بحمة عنيفة جدا كانت نائمة على فراشها تنتفض بعنف من الحمي: زوري بيوجعني جاسم بلهفة: ما تخافيش يا حبيبتي الدكتور جاي في السكة لينا باكية: انا مش بحب الدكتور انا عايزة خالد فين خالد فريدة: خالد في الدرس يا حبيبتي اما هو فبعد ان انهي درسه كان من المفترض ان يذهب مع اصدقائه ولكن هناك غصه في قلبه لا يعرف سببها.
محمد: يلا يا خالد مش هنروح نلعب يا ابني دا النهاردة النهائي خالد: لاء انا مروح قلبي واجعني على لينا مش عارف ليه محمد: أنت اللي بتقلق عليها زيادة تعالا بقي خالد: لاء انا مروح سلام تركهم وذهب إلى بيته وبدون شعور منه بدأ يركض في الشارع كلما اقترب تزداد غصه قلبه ألما، إلى ان وصل هتف بقلق: ماما هي لينا كويسة زينب بقلق: لاء يا ابني دي تعبانة اوي هدر بصدمة: تعبانة أنا كان قلبي حاسس.
تركها وذهب إلى شقة جارهم وبدأ يدق الباب بسرعة إلى ان فتحت فريدة الباب فريدة سريعا: كويس انك جيت يا خالد خالد بلهفة: لينا، لينا عاملة ايه فريدة: تعبانة اوي يا ابني تركها ودخل مسرعا إلى غرفة صغيرته فوجدها ممدة على الفراش وجهها تحول إلى اللون الاحمر من شدة ارتفاع درجة حرارتها تبكي بشدة، ما أن رأته حتى نادت عليه بصوت ضعيف: خالد.
هرع اليها يخفيها في صدره يشدد على عناقها: هشششش اهدي يا حبيبتي انتي بخير هتكوني بخير مش هخلي اي حاجة تأذيكي اعادها برفق على الفراش يتحسس جبينها جبينها براحة يده ليهتف بفزع: انتي سخنة اوي محدش طلب دكتور جاسم: طلبته، بس مش عارف اتأخر لينا باكية: حالد انا مش بحب الدكتور خالد: لازم دكتور عشان لوليتا تخف وترجع تاكل لوليتا تاني لينا باكية: لاء الدكتور هيديني حقنة.
خالد: لا لا ما تخافيش هيديكي دوا بطعم المانجا مش انتي بتحبي المانجا ابتسمت ابتسامة صغيرة من بين دموعها وبعد قليل جاء الطبيب وبدأ بفحصها وهي ممسكة بيد خالد بقوة جاسم بلهفة: خير يا دكتور الطبيب: عندها حمي وحرارتها عالية اوي انا هديها إبرة خافضة للحرارة وياريتها تحطوها في الماية الباردة شوية قبضت لينا على يد خالد بقوة تنظر له بذعر: انت قولت مش هيديني حقنة مسد خالد على شعرها بحنان: عشان تخفي يا حبيبتي.
لينا باكية: لاء مش عاوزة مش عاوزة هتوجعني خالد: امسكي ايدي ولو حسيتي بألم اضغطي عليها جامد، خربشيها، غضيها اعملي فيها إلى أنتي عيزاه وبالفعل امسكت يده بيديها وعندما شعرت بوجع غرزت اظفارها في لحم يده لم يعترض بالمرة بل كان يمسد بيده الاخري على شعرها إلى ان انتهي الطبيب وكتب لها الادوية ورحل استقبلها كالعادة على صدره تبكي.
خالد: هشششش خلاص مشي الراجل الوحش مش هيجي هنا تاني عارفة لو جه هضربه عشان خلي لوليتا تعيط حملها برفق بين ذراعيه واتجه إلى الحمام حيث ملئت فريدة البانيو بالمياة الباردة خالد مازحا: انتي خفيفة ليه كدة حاسس اني شايل ورقة وصلت عند البانيو فتعلقت بعنقه بقوة لينا: لالا الماية ساقعة خالد: هنعد لحد عشرة واخرجك يلا قبل ما عمو الوحش يجي يدي لوليتا حقنة تاني وضعها في المياة برفق.
ثم اخرجها بعد قليل وتركها وخرج إلى ان ابدات لها فريدة ملابسها فعاد وجلس بجانبها احضرت فريدة طبق شوربة الخضار فريدة: يلا يا حبيبتي عشان تاكلي لينا: لاء يع مش بحب ثوربة الحضار خالد: خلاص يا طنط سبيبها وأنا هأكلها فريدة: ربنا يخليك يا ابني خالد: يلا عشان تاكلي عقدت ذراعيها امام صدرها بعند طفولي لينا: لاء مش هاكل خالد: خلاص انا ماشي لينا سريعا: لا لا خلاص هاكل بدأ يطعمها واعطاها الدواء خالد: يلا بقي نامي.
لينا: عايزة انام في حضنك خالد: ما ينفعش مش احنا قولنا لوليتا بقت بنوتة كبيرة ما ينفعش تنام في حضن خالد لينا بحزن: يعني كدة لوليتا مش هتنام في حضن خالد تاني ابدا.
انحبست انفاسه من المفاجأة كلامها صحيح صغيرته لن تستطيع النوم بين ذراعيه مرة اخري ولكن إلى متي من البديل هل سيأتي اليوم الذي ستكون فيه لرجل آخر وهل هو في الاساس سيتحمل رؤيتها بين ذراعي رجل آخر عند تلك النقطة اتسعت عينيه بصدمة انحبست انفاسه من المفاجاءة هز رأسه نفيا بعنف، فاق على صوتها تهمس برجاء لينا: طب انام النهاردة بس عشان انا عيانة.
خالد مبتسما: هتنامي على طول في حضني صرخت بسعادة: بجد خالد مبتسما: بجد يا لوليتا لما تكبري شوية هجبلك فستان ابيض وهنتجوز انا وانتي وبعدها هتنامي في حضني طول العمر لينا بسعادة: هيه هيه، انا بحبك اوي يا حالد همس بعشق صادق: وأنا بعشقك يا قلب خالد Back.
ابتسم بهيام: أنا عمري ما انسي اليوم دا ابدا بسبب جملة قولتيها ببراءة هزت كياني كله ساعتها بس حسيت أن أنا هموت لو بقيتي لحد غيري ابتسمت له بحنان لتتركه وتركض من شقتها إلى الشقة المقابلة لهم وجدت بابها مفتوحا فهرولت إلى تلك الغرفة التي يعرفها قلبها قبل عقلها فتحت الباب بلهفة تلتهم ارجاء الغرفة بعينيها فوقعت عينيها على تلك اللوحة الكبيرة المعلقة بجوار فراشه ( بحبك يا لوليتا ).
( بحبك يا نبض قلبي ونور عنيا ) بحبك يا اغلي من عمري ) (والله بحبك ) تجمعت الدموع في عينيها من شدة ما تلاقي من سعادة جلست على فراشه تنظر له بسعادة تتحسه باصابعها ذلك الفراش الذي طالما اختبئت فيه داخل صدر حبيبها الذي طالما شعرت فيه بالأمان والدفئ رفعت نظرها ناحية الباب لتجده يقف امام باب الغرفة على شفتيه ابتسامة حنونة انسابت دموعها تهتف بعشق: أنا بحبك اوي اوي يا خالد.
ابتسم بعشق: وأنا بعشقك اوي اوي يا قلب خالد مدت يديها ناحيته كطفلة صغيرة اتجه ناحيتها لتسحب يده تمدد على فراشه وجذبها لصدره همست بسعادة: عارف أنا دلوقتي حاسة ان أنا رجعت طفلة عندها سبع سنين خالد مبتسما: انتي هتفضلي طول العمر طفلتي الصغيرة اللي خدتها في حضني يوم ما اتولدت وهتفضل في حضني لحد ما أموت همست بعشق: بحبك يا بابا خالد بحنان: بعشقك يا قلب بابا.
نظر في ساعته ليهتف سريعا: يلا بقي قومي عشان باقي المفاجأة لينا مبتسمة: لسه في ايه تاني خالد: هتعرفي دلوقتي يلا خرج بها من الغرفة ومن الشقة بأكملها لينا: احنا رايحين فين أنا مش عايزة امشي من هنا خالد؛ تعالي بس امسك يدها إلى أن صعدوا إلى سطح العمارة السكنية لينا: أنت جايبنا هنا ليه نظر في ساعته يهتف بحماس 3، ، ، 2، ، ، 1، دلوقتي.
بدأت الألعاب النارية في الانفجار في كل مكان حولها تعلقت في عنقه كالطفلة تضحك بسعادة تصرخ بصوت عالي: بحححححححبك شق صوت الألعاب النارية صوت مروحية تقترب منهم، إلى أن وصلت فوقهم، وانزلت بجانبهم سلم مصنوع من الحبال الضخمة لتهتف بدهشة: ايه دا خالد: واثقة فيا لينا: اسلمك روحي وأنا مطمنة.
لف ذراعه حول خصرها وقربها منه إلى ان ارتطم ظهرها بصدره، وباليد الاخري امسك احدي درجات السلم اشار إلى قائد المروحية بيده () ليرد عليه حمزة بينما ظهرت مايا وهي تحمل الصغيرة تنتظرهم بالأعلي تبتسم باتساع شهقت بصدمة: بتعمل ايه يا مجنون غمز لها بوقاحة: هنخطف أسبوعين في المالديف ضحكت عاليا: مجنون والله مجنون.
همس بعشق: لا تلوموا عاشقا ولا تنعتوه بالجنون فلو اصابك العشق مثله، لقضيت الليالي كالمحموم، فما فائدة العاشق أن لم يتحلي بالجنون فالعشق داء وأنا بمعشوقتي مجنووووون لينا صارخة بسعادة: بحببببببببببببك خالد ضاحكا: أنا بردوا إلى مجنون ارتفع بهم الحبل لاعلي ليجلسها في الطائرة ويجلس جوارها ينظر لاخيه يهتف بمرح: بقولك ايه أول ما نوصل هناك مش عاوز اشوف وشك غير بعد اسبوعين غمز حمزة له بخبث: ايوة يا عم.
لفت ذراعيها حول عنقه تسأله بدلال: صحيح يا خالد هو العشق هو اللي بيخلينا مجانين، ولا المجانين بس هما اللي بيعشقوا اسند جبينه على جيينها ينظر في عينيها بعشق نظرت ثاقبة تخترق اسوار قلبها ابتسم باتساع يهمس بعشق: بعشقك يا احلي جنان في عمري كله طارت بهم الطائرة بعيدا، لتبدأ أيام عشق يملئها الحب والشعف والجنون. تمت الجزء التالي رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال كاملة