رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والأربعون
اشتعلت عينيه غضبا تلك الحمقاء ستكون السبب في قتله لها نظر لها ليري اهتزاز حدقتيها بقلق من ملامحه الغاضبة، رفع يده لتغلق عينيها بخوف تهتف سريعا: ما تضربينش والنبي فتحت عينيها بدهشة حينما شعرت بأصابعه تتحرك على جبينها برفق يدخل خصلاتها الثائرة أسفل حجابها برفق يهمس بخبث قرب أذنيها: ما تنادي الامن يلا ناديله بس صحيح قبل ما تناديهم ابقي فضيلهم اوض في المستشفى يا دكتورة.
بلعت لعابها بارتباك تنظر له بقلق تشعر بأنفاسه الحارة تلفح وجهها برفق دفعته في صدره بقوة تهتف بغيظ: بكرهك لتفر من امامه هاربة إلى غرفة العمليات، ابتسم بيأس يمرر يده في خصلات شعره. خرج من المستشفي عازما على انتظارها بالخارج لن يتركها حتى تسامحه، لكن رن هاتفه برقم محمد، فتح الخط يجيب بهدوء: ايوة يا محمد محمد بحدة: أنت فين يا إبني زفر بضيق: أنت مالك محمد: اللوا سراج عايزك.
ضحك ساخرا: هو انا اخلص من اللوا رفعت عايزك البس في اللوا سراج عايزك محمد ضاحكا: حظك بقي انجز بقي عشان هو عايزك ضروري خالد: طب انا جاي أهو اغلق الخط نظر لتلك المستشفي يتنهد بتعب: هتسامحيني يا حبيبتي حتى لو دفعت عمري عشان دا ادار سيارته وانطلق إلى عمله ومنه إلى مكتب اللواء سراج دق الباب ودخل بعد أن سمع الأذن بالدخول خالد وهو يؤدي التحية: صباح الخير يا افندم.
سراج مبتسما: صباح النور يا خالد، استرح يا سيادة العقيد جلس على الكرسي الذي امامه يهتف بهدوء: خير يا افندم سراج: خير ان شاء الله، انا عايزك تطلع وحدة التدريب تدرب الأشبال الجداد هتف بجد: تمام يا افندم سراج: هتطلع أنت ويوسف ومحمد هتقسموا الفريق بينكوا بس طبعا أنت هتكون القائد على المجموعة هز رأسه إيجابا بتفهم، فاكمل سراج: بس في مشكلة خالد: وهي.
سراج: العنصر الطبي، لسه عايزين عنصر طبي لأن إلى بيتدرب تحت ايدك، بيبقي عايز عمرة بعد ما يخلص خالد ضاحكا: هما إلى عيال توتو شغلنا صعب وعايز رجالة قده، ولو هما مش قده يبقي ما يدخلهوش من الاساس سراج: عندك حق على العموم انا هشوف العنصر الطبي المناسب وابلغك بميعاد التدريب وقف يؤدي التحية يهتف بجد: تمام يا افندم.
خرج من الغرفة متجها لمكتبه ليجد محمد يجلس على احد المقاعد ينظر للفراغ بشرود، حمحم بصوت عالي ليتنبه له لف رأسه ينظر لها بحزن ليقطب خالد جبينه بقلق: مالك ياض فيك ايه همس بحزن: رانيا سابتلي البيت وراحت عند اتسعت عينيه بدهشة يهتف سريعا: ليه يا بومة نيلت ايه زفر بضيق يتمتم: قولتلها على الحادثة لللي حصلت زمان عض على شفتيه بغيظ يهتف بحدة: انت يا ابني برأسين ايه اللي خلاك تقولها ما حدش في العيلة كلها يعرف.
نفخ بغيظ يقطب جبنيه بغضب: اهو اللي حصل بها وبعدين هي نرقزتني فضربتها بالقلم صحيت تاني اليوم الصبح لقيتها خدت البنت وراحت عند ابوها ربط على كتف صديقه بقوة يهتف ساخرا: لا اخوات فعلا خيبة عليك وعليا، خلينا قاعدين في وش بعض زي خيبتها.
في منزل على، ايام من الهدوء النسبي تسيطر على علاقتهم كان يراقبها في البداية حتى يتأكد انها لن تتناول تلك الاقراص من جديد، ليطمئن قلبه حينما رآها خلسة تلقي بالعلبة في سلة المهملات، وقف أمام دولاب ملابسه يبحث بين إدراجه بضيق ليصيح بصوت عالي: لبنى ما شوفتيش الساعة الكلاسيك السودا سمع صوتها تهتف من المطبخ: البس اي ساعة تانية يا على.
نفخ بضيق: يا ستي أنا عايز البس الساعة دي ماشية مع البدلة، خلصي يا لبنى عندي اجتم... قطب جبينه باستفهام يبتبر حروفه ينظر للرف الخشبي الذي يفصل بين الملابس في الدولاب شق صغير محفور داخل الرف الخشبي نفسه مد يده يفتح ذلك الشق بعنف ليجد شريط من تلك الاقراص به قرصين فقط، اشتعلت عينيه غضبا تهدجت انفاسه بعنف، ليجد لبنى تقف عند باب الغرفة تهتف سريعا؛ الساعة اهي يا على كانت جنب التلفزيون.
رفع الشريط بين أصابعه يهتف بهدوء: ليه؟ بلعت ريقها بارتباك تهمس بتلعثم: لييه ايه؟ القي الشريط تحت قدميها يصيح بحدة: رجعتي تاخدي حبوب منع الحمل تاني ليه نقلت انظارها المضطربة بين ذلك الشريط الملقي ارضا وبين ملامحه التي تصرخ غضبا تحاول إيجاد مبرر ليتقدم منها قبض على مرفقها يصرخ بغضب: ما تنطقي، مش عايزة تخلفي مني للدرجة دي مش طيقاني.
هزت رأسها نفيا سريعا تهتف بهدوء: الموضوع مش زي ما انت فاهم يا على أنا مش عايزة اخلف صاح بحدة: ليه اديني سبب واحد منطقي، غير انك ما بتحبنيش نزعت يدها من يده تهتف ببرود: الموضوع مالوش علاقة بالحب يا على أنا مش عايزة اخلف قبض على ذراعيها يصيح بحدة: أنا بقي عايز اخلف، قسما بالله يا لبنى لو عرفت أنك بتاخدي الحبوب دي تاني لهوريكي النجوم في عز الضهر.
نفضت يديه بعنف تهتف بحدة: هاخدها يا على ومش هخلف منك لو انطبقت السما على الارض.
شعر بسكين مسموم يخترق قلبه، حبها فقط كذبة ثارت رجولته المهانة تطالب بثأرها لينظر لها بتوعد هاتفا بشر: وحقي بردوا اني أخلف حتى لو غصب عنك، أنا الغلطان أنا اللي سيبتك تتفرعني، أنا اللي دلعتك زيادة عن اللزوم، كنت بحاول اكفر عن غلطتي يوم ما اتهمتك انك غلطي معايا، بس واضح أن المعاملة الطيبة ما تنفعش معاكي، لما تقولي لجوزك لو انطبقت على السما على الارض مش هخلف منك، سهل عندك تجرحي رجولته وكرامته وأنا اللي ما كنش بيهون عليا زعلك، دلوقتي بقي أنا اللي هزعلك.
في الحارة، شعر بارهاق يجتاح جسده بعنف يشعر بدوار طفيف حرارة مشتعلة تخرج من وجهه حلقه جاف قرر اغلاق الورشة اتجه بخطي مترنحة بطيئة متجها لشقته فتح الباب بمفتاحه الخاص ليجدها ترتدي فستان منزلي بسيط تتحرك هنا وهناك بخفة تنظف المنزل من الغبار أمعن النظر لقسمات وجهها ليجدها مظلمة حزينة شاردة بريق عينيها منطفي تنهد بتعب حمحم بصوت عالي ليلفت انتباهه، نظرت له بجانب عينيها ببرود لتعاود ما كانت تفعل.
همس بتعب: السلام عليكم لم ترد عليه بل حملت المكنسة وبدأت تنظف الغبار بعنف، ليهتف بخزي: طب ردي السلام دا السلام لله ابتسمت بسخرية: وهو اللي زيك عيعرف ربنا ابتسم بحزن يهز رأسه إيجابا ليتجه ناحية غرفته القي بجسده على الفراش يتنفس بثقل يبدو أنه يعاني من دور حمي شرس يهاجم جسده بلا رحمة، دقائق وبدأ يغيب عن الوعي.
في الخارج وقفت أمام الموقد تعد الطعام بشرود كلمات تلك السيدة الحنون ترن في اذنيها ( يا بنتي اللي انتي عملاه في نفسك دا لا يسر عدو ولا حبيب هتفضلي لحد امتي حابسة نفسك كدة، خلاص يا بنتي اللي حصل حصل اللي بتعمليه في نفسك دا هيدمرك، والله يا بنتي لو تشوفي نظرة الندم اللي في عينين جوزك يصعب عليكي، انا عارفة انه غلط بس مين فينا ما بيغلطش، انتي نفسك كنت هتغلطي وغلطة ابشع انتي مش حكتيلي كل حاجة، يعني لما تتهمي واحد برئ انه اغتصبك وتهدي بيته وتقهري مراته دا مش غلط، ربنا يسامحها امك على اللي كانت بتعمله، عيشي يا بنتي وانسي وابدأي صفحة جديدة، طب والله الواد حليوة وزي القمر.
فاقت من شرودها تتنهد بحيرة، اطفئت المقود بعدما نضج الطعام اعددت الطاولة نظرت لبابا غرفته المغلق تبلع لعابها بارتباك اخذت نفسا عميقا تتجه ناحية غرفته دقت الباب مرة بعد مرة دون مجيب زفرت بضيق لتنادي عليه: عزام، يا عزام الوكل يا عزام.
دقت الباب بعنف، صمت لم يرد لم يفتح، ادارت المقبض تفتحه ببطئ لتجد الغرفة مضاءة، رأته ممدا على الفراش جسده يرتجف بعنف، تقدمت ناحيته بخطي بطيئة مترددة بسطت يدها على جبينه لتبعدها سريعا تهتف بفزع: يا نهار ابيض دا مولع.
كانت تعمل بجد كانت بالفعل متعطشة لعملها، وقف عصام امامها يهتف بجد: كفاية كدة انتي تعبتي اوي النهاردة هتفت بارهاق: عندك حق أنا فعلا تعبت جدا يلا تصبح على خير ابتسم بهدوء: وانتي من اهله ذهبت وبدلت ملابسه خرجت لتركب سيارتها لتجد سيارة سوداء تعرفها جيدا تسد عليها الطريق، نزل من سيارته يتجه لها جذبها قبل أن تركب سيارتها يهتف بحدة: بتعملي ايه في المستشفى كل دا الساعة داخلة على عشرة يا هانم.
نظرت له ببرود تبتسم ساخرة لن يتغير ابدا نفضت يده تنظر له بغضب استدارت لتركب سيارتها ولكن بمجرد ان فتحت الباب اغلقه هو يقبض على رسغ يدها خالد: انتي راحة فين هتفت ساخرة: هعوم جوة العربية شوية لتصيح بحدة، سيب ايدي.
مسد على وجنتها برفق يهمس بحنو: كفاية يا لوليتا انا مش قادر أعيش من غيرك عقبيني بالطريقة اللي تعجبك بس وانتي في حضني قدام عينيا وانا حاسس بنبض قلبك جنب قلبي وانا شامم عطر نفسك وأنا متخبي في دفا حضنك أنا عارف ان أنا غلطت وان ندمي مش هيفيد، صدقيني أنا مقروف اوي من نفسي انا دايما بفتخر بانك تربيتي وأنا من اول من شك فيكي سامحني، لينا ارجوكي انا مش قادر اعيش من غيرك أنا بموت في الدقيقة ميت مرة عشان خاطري سامحيني.
غامت زرقة عينيها بسحابات الدموع لعبت كلامته على اوتار قلبها فعزفت لحن الحب والاسف والشوق رفع قلبها الراية البيضا وسلم لغزو فرسان حبه الصادق بينما أعد عقلها أشد فرسانه ليتصدي لتلك الحملة الضارية وبالفعل كان مشهدها وهي يجرها من يدها وهي بالملائة على سلالم البيت وامام الخدم كفيل باشغال نار الحرب من جديد.
رفعت نظرها له عندما شعرت بحرارة انفاسه على وجهها فعلي حين غرة دفعته بيديها بعنف تصفعه بقوة تصرخ بألم: أنا عمري ما هسامحك أنا بكرهك ركبت سيارتها تقودها سريعا تحت صدمته ودهشته وضع يده على وجنته عينيه متسعتين بذهول.
ظلت تذرف الدموع بعنف طوال الطريق تكرهه وتحبه تعبت لقد استنزف حبها كله بغيرته وتملكه وشكه الذي لا حدود ل، كيف له أن يصدق انها تفعل ذلك لقد ركضت مثل المجنونة حافية القدمين بملابس المنزل فقط لتحميه لتطمئن انه بخير وكان جزائه اهانته وضربه المبرح بحزامه الجلدي، ولقب عاهرة.
ااااااه صرخة ذبيحة اطلقتها وهي تقف بسيارتها على جانب الطريق انسابت دموعها بعنف صرخت بألم تضرب قلبها بيديها بعنف: اسكت بقي اسكت بطل تحبه حبه عذاب وقربه عذاب وبعده عذاب ارحمني بقي ارحمني انتحبت بعنف تلعن حظها العثر وقبلها الأحمق وعقلها المتمرد قاطعها صوت رنين هاتفها وجدت والدتها هي من تتصل فمسحت دموعها وفتحت الخط ترد بصوت حاولت كونه متنزن لينا: ايوة يا ماما فريدة: انتي فين يا لينا لينا: أنا جاية أهو.
فريدة: طب يا حبيبتي ما تتأخريش لينا: حاضر يا ماما، صحيح بابا عامل ايه فريدة: كويس يا حبيبتي الدكتوى قال إن حالته اتحسنت كتبر وخرج من العناية المركزة وعمك سراج عنده، ما تتأخريش هااا لينا: حاضر يا ماما مسافة السكة اغلقت الخط شردت عينيها بألم اعادت تشغيل السيارة وانطلقت إلى المستشفى التي يقطن فيها والدها.
في شقة عصام وصل عصام متأخرا بعد يوم عمل شاق فتح باب المنزل متجها إلى غرفته ليجد زوجته جالسة على الفراش تمد قدميها المتورمتين من اثار الحمل أمامها بطنها منتفخة فهي في شهرها التاسع ابتسمت بعذوبة ما أن رأته: حمد لله على السلامة يا حبيبي قبل جبينها يهمس بتعب: الله يسلمك يا حبيبتي سمية: اتأخرت ليه كدا تهاوي على الفراش بجانبها يتنهد بتعب: اسكتي يا سمية اتهلكت كان في عمليات كتير اوي النهاردة.
ربطت على شعره برفق تهمس بحزن: ربنا يقويك يا حبيبي لولا تعبي كنت جيت ساعدتك ربط على يدها يبتسم بهدوء: لاء ما هو لينا كانت بتساعديني اندثرت ابتسامتها تهتف بقلق: لينا، هي لينا رجعت المستشفى، هو مش جوزها كان مانعها من الشغل رفع كتفيه بلامبلاة: يمكن وافق، بس بصراحة جاتلي نجدة من السما شالت معايا كتير النهاردة انقبض قلبها بخوف فهي لم تنسي انها كانت حبيبته الاولي عصام: ايه يا بنتي سرحتي في ايه.
هزت رأسها نفيا تحاول الابتسام: ما فيش يا حبيبي، هقوم احضرلك العشا هتف سريعا: لاء تقومي فين أنا هقوم اشوفلي حاجة سريعة اكلها وأنام قام يقبل جبينها اغتسل وبدل ملابسه متجها إلى المطبخ، تركها في قلقها وشكها المتزايد الذي كانت قد نسته منذ ان تركت لينا العمل زفرت بقلق عادت من جديد، هل ستحي حبها في قلبه من جديد والآن وقد عادت، هل سيعود حبها لقلب عصام تكره ذلك البيت الشعري ويشعرها بالقلق كلما قرأته ولو صدفة.
( نقل فؤادك حيث شئت من الهوي ما الحب الا للحبيب الاول ) فاقت من شرودها على قبلة عصام التي طبعت على جبينها عصام بحنان: شيلي الافكار دي من دماغك، أنا والله بحبك، حبي للينا كان مجرد إعجاب، ماشي يا سمية قلبي ابتسمت ابتسامة واسعة من السعادة سمية مبتسمة: ربنا يخليك ليا عصام مبتسما بحنان: ويخليكي ليا يا سمية قلبي.
وقفت بسيارتها امام المستشفي ترجلت منها متجهه لداخل المستشفى سألت على رقم غرفة والدها، لتتجه إليها سريعا دقت الباب ودخلت لتجد والدها مسطحا على الفراش والدتها تجلس على الاريكة تطعم صغيرتها بزجاجة الحليب ورجل تعرفه رأته من قبل و لكن لا تستطيع تذكره ابتسمت تلقي السلام: السلام عليكم الجميع: وعليكم السلام هتف جاسم بصوت ضعيف: تعالي يا لوليتا سلمي على عمو سراج.
اقتربت من ذلك الرجل تسلم عليه بابتسامة: إزي حضرتك يا عمو سراج مبتسما: أنا بخير يا ستي بس ايه الحلاوة دي، آخر مرة شوفتك كنتي زقردة كدة في اولي ثانوي نفخت خديها بغيظ ليضحك على شكلها الغاضب بمرح تهتف بغرور: على فكرة بقي أنا دكتورة لينا جاسم الشريف ماجستير جراحة سراج ضاحكا: تصدقي ان انا كنت ناسي انك دكتورة لينا بضيق طفولي: متشكرة يا عمو.
سراج ضاحكا: خلاص، خلاص ما تزعليش دكتورة وست الدكاترة كمان، تصدقي انتي جتيلي من السما لينا: لا انا جاية من الباب عادي سراج ضاحكا: مش قصدي يا ستي، بصي انا طالب منك مساعدة لينا: اتفضل يا عمو سراج: في مجموعة ظباط هيطلعوا تدريب وطبعا ما ينفعش يطلعوا من غير عنصر طبي معاهم، فايه رأيك تطلعي معاهم نظرت لينا لجاسم: إيه رأيك يا بابا ابتسم بشحوب: إلى تشوفيه يا حبيبتي.
حمحم سراج يهتف بجد: ما تخافش عليها يا جاسم هي هتبقي مع جوزها ما هو اصل خالد هو قائد المجموعة اللي طالعة شردت عينيها في الفراغ لتبتسم بتوعد سراج: ها يا حبيبتي قولتي ايه ابتسمت بخبث: موافقة يا عمو بس عندي طلبين سراج: ايه هما لينا: خالد مش هيوافق اطلع معاكوا فأنا عايزة حضرتك، تقنعه سراج: سهلة دي سييها عليا والتاني لينا: ما يبقاش لخالد سلطة عليا في الفريق وتقوله كده سراج: بس كدة سهلة، حاجة تانية.
هزت لينا رأسها نفيا: لاء، شكرا يا عمو سراج مبتسما: على ايه يا حبيبتي، شكرا ليكي انتي ابتسمت بهدوء عقلها ينسج الكثير من الخطط لتلقنيه درسا قاسيا.
وقف بسيارته امام منزل والده نزل منها يدخل إلى المنزل دون كلمة واحدة اتجه إلى غرفتها يلقي بجسده على الفراش يتنهد بضيق صغيرته عنيدة جدا خلع جاكيته يبحث عن ملابس له ليتذكر انها غرفتها هي، ملابسه في غرفته، زفر بضيق يتجه لغرفته دخل إلى الغرفة متجها ناحية دولابه ياخذ بعض ملابسه ليمسع صوته يهتف من خلفه بسخرية: طب خبط على الباب حتى افرض ان انا قالع.
التفت له يضحك ساخرا: دا على اساس انك قادر تنزل رجلك من على السرير، ما تنساش انك قاعد في اوضتي على سريري بتلبس من هدومي يا اخويا ابتسم بخبث يهتف بتهكم: آه عشان كدة لينا كانت بترتاح في حضني لما كانت معايا برة اشتعلت عينيه بغضب عارم انقض عليه يقبض على عنقه يصرخ بغضب: انت ايه شيطان، انا اقدر افعصك تحت رجلي بس اللي مانعني عنك أن امك هتزعل لو جرالك حاجة.
لفظه من يده بعنف اتجه إلى صالة التدريبات يبدل ملابسه، وقف أمام ذلك الجوال يلكمه بعنف ظل يلاكم هذا الجوال بعنف إلى ان دق هاتفه خالد: سراج باشا، خير يا باشا سراج: العنصر الطبي جاهز، والتدريب بعد بكرة خالد: تمام يا افندم سراج: مع السلامة خالد: سلام يا افندم واخيرا مر هذا اليوم، بما فيه من أحداث في صباح اليوم التالي في مستشفي الحياة لينا: عندنا كام عملية النهاردة عصام: مش كتير حوالي 6 عمليات.
لينا: الله المستعان، هنبدا امتي عصام: دكتور التخدير قدامه عشر دقايق ويوصل بعد مدة قصيرة، سمعا صوت دق على مكتب لينا عصام: دا اكيد دكتور التخدير لينا: ادخل انفتح الباب ودخل الطارق عصام بدهشة: سمية انتي ايه إلى جابك هنا لينا مبتسمة: ازيك يا سمية عاملة ايه سمية بابتسامة صفراء: كويسة عصام بحدة: ردي عليا ايه إلى جابك هنا، ازاي اصلا تخرجي انتي ناسية انك على وش ولادة سمية بارتباك: اصلك وحشتني، جيت اطمن عليك.
عصام بحدة: وحشتك بردوا، ماشي يا سمية حسابنا لما نرجع البيت، يلا قدامي ثم نظر لينا، عن اذنك يا دكتورة لينا: اتفضل تحركت سمية خطوة واحدة، قبل أن تشعر بألم شديد يهاجمها سمية بصراخ: اااااااه، الحقني يا عصام عصام بذعر: سمية مالك يا سمية سمية صارخة: هيكون مالي يعني، اااااااه الحقني بولد لينا سريعا: بسرعة يا عصام خدها على اوضة العمليات حمل عصام سمية التي ظلت تصرخ من الوجع.
سمية صارخة: منك لله يا عصام، حسبي الله ونعم الوكيل فيك، يا رب اشوف فيك يوم كان ينظر له المرضي بشك واستنكار عصام بصوت عالي: ايه يا جماعة في ايه والله العظيم مراتي وضعها على الترولي المتجه لغرفة العمليات واستدعت لينا احدي طبيبات النسا والتوليد دخلت سمية غرفة العمليات ومن بعدها الطبيبة لينا: انت مش هتدخل معاها يا عصام عصام بقلق: لا لا مش هقدر أشوفها وهي بتتوجع، ادخلي انتي ارجوكي وخليكي معاها.
لينا: حاضر، ما تقلقش وادعيها عصام برجاء: يا رب، يا رب دخلت لينا إلى غرفة العمليات ظلت سمية تصرخ وتسب عصام تارة وتدعي عليه تارة اخرة، إلي أن قطع صرخاتها، صرخات صغيرة تقول ها أنا قد وصلت سجد عصام شاكرا لله، بعد قليل خرجت لينا وهي تحمل طفل صغير بين ذراعيه ملفوف ببطانية صغيرة لينا مبتسمة: مبروك يا عصام، ولد زي القمر اخذه عصام من بين ذراعيها برفق.
عصام مبتسما: حمد لله على السلامة، بقالي 8 شهور و 18 يوم مستنيك يا يزن لينا مبتسمة: الف مبروك يا أبو يزن يتربي في عزك عصام مبتسما: الله يبارك فيكي عقبال ما تخاوي لوليتا اختفت الابتسامة من على شفتيها تدريجيا ابتسمت باصطناع: طب عن إذنك عشان اكمل شغلي سمية الحمد لله بخير، هيودوها على اوضتها من الباب التاني.
هز عصام رأسه إيجابا بابتسامة واسعة، تركته لينا وذهبت إلى مكتبها واغلقت الباب بالمفتاح عليها من الداخل رغما عنها بدأت دموعها تسيل من عينيها وجدت باب المكتب يدق لينا بصوت حاولت جعله متزن: مين لم تتلقي رد عاد الباب يدق من جديد مسحت دموع عينيها سريعا وفتحت الباب فوجدته امامها يهمس بحنان: ازيك يا لوليتا كانت تحتاجه وبشدة بدون وعي منها القت رأسها في صدره وبدأت في البكاء والنحيب.
خالد بقلق: مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، لينا مالك يا لينا هزت رأسها نفيا ظلت تبكي حتى افرغت نوبة حزنها كلها، فابتعدت عنه بجمود خالد بقلق: مالك يا لوليتا لينا بجمود: وأنت مالك، أنت ايه إلى جابك هنا.
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والأربعون
فتح عينيه بصعوبة يشعر بتحسن كبير نظر حولها ليجد نفسه وحيدا كالعادة، شغر بثقل خفيف فوق رأسه مد يده يزيح ذلك الشئ ليجده قطعه قماش مبتلة، عقد جبينه بتعجب، مستحيل أن تكون هي من فعلت ذلك، انتصف في جلسته بصعوبة ينظر حوله ليجد إناء ماء به ماء بارد وقطع ثلج وقطع من تلك الاقمشة، التفت ناحية الباب حينما وجدها تدخل تحمل صينية طعام صغيرة وضعتها امامه على الفراش بصمت، لينظر له بدهشة حينما بسطت كف يدها فوق جبينه تتحسس حرارته.
هتفت بلا وعي: الحمد لله الحرارة راحت دا أنت وقعت قلبي يا أخي شخصت عينيه بذهول لا يصدق أن تلك الكلمات خرجت منها هي، ليهتف بتعجب؛ هدى انتي زينة.
هزت رأسها ايجابا بهدوء، اشاحت بوجهها بعيدا حتى تخفي دموعها التي بدأت تغرق عينيها ليزيح تلك الصينية وضعها جانبا امسك يدها برفق لتلتف له سريعا تنظر له نظراتها غريبة مزيج من الخوف والعتاب، جذبها برفق يجلسها بجانبه شعر بارتجاف جسدها بخوف، مد يده يسرح على شعرها همس بندم: ما عاوزكيش تخافي مني يا هدى اني عارف إني اذيتك قوي بس والله أنا ما كنتش في وعيي، هدى إني مستعد اطلقك لو عايزة اكدة وما هوركيش وشي تاني.
اغمضت عينيها تنساب دموعها بألم: ما قدراش اسامحك ولا اسامح حالي اني كنت هتهم خالد ان هو اغتصبني عشان اخليه يتجوزني يهتف بشرود؛ واني كنت بخطط اني اوقع بنته حلوة اصغر منيكي عشان اقضي معاها ليلة، احنا الاتنين عقاب بعض.
التفت لها بجسدها يهتف بجد: احنا الاتنين شبه بعض جوي اني امي ماتت وهي بتولدني وما شوفتهم حنانها واصل وانتي ابوكي مات وانتي صغيرة قوي مالحقتيش تعرفيه حتى وامك الله يسامحها طول عمرها عتاملك بقسوة، صدقيني يا هدى احنا الاتنين عنكمل بعض، تعرفي أنا عمر ما حد اهتم بيا دايما حاسس اني لحالي مقضيها بالطول والعرض، عارفة لما صحيت ولقيت القماشة دي فوق رأسي فرحت قوي اني لقيت حد يهتم بيا اخيرا، احنا محتاجين فرصة واحدة هااا يا بت عمتي قولتي ايه.
أغمضت عينيها تأخذ نفسا عميقا تزفره على مهل لتهز رأسها ايجابا لتتسع ابتسامة عزام مال برأسه يقبل جبينها بحنان لتنتفض بعيدا عنه تهتف بتعلثم: الوكل انت لساتك تعبان وضعت صينية الطعام على قدميه نظر لطبق الحساء لتمتعض ملامحه بضيق طفولي: اني ما عحبش شوربة الخضار هتفت بحزم: واااه هتعمل كيف العيال، يلا كل ابتسم ببراءة: هاكل لحالي هاتي معلقة وتعالي كلي معايا.
هزت رأسها نفيا سريعا تهتف بحرج: اني ما عحبش شوربة الخضار ضحك عاليا لتعقد ذراعيها بضيق تنظر له بحنق لتحمل المعلقة تملئها في طبق الحساء لتضعها في فمه تبتسم بانتصار، نظر له بغيظ طفولي للحظات ليبتسم بمكر يهتف بإعجاب: إني ما كنتش اعرف أن الشوربة طعمها هيبقي كيف السكر من يدك.
اتسعت عينيها بخجل تخضبت وجنتيها بالدماء لتجده يزيح وسادة الفراش يخرج الكثير من قطع (العسلية ) يهمس بارتباك: اني عارف انك كنتي بتحبيها، يعني كنت بجيب معايا كل يوم واني طالع كنت ببقي عاوز اديهالك ابتسمت بحزن تحتضن تلك القطع لتسمعه يهتف بطفولة: على فكرة اني واقع من الجوع قطبت جبينها بتعجب: طب ما تأكل ابتسم ببراءة: وكليني هزت رأسها نفيا تبتسم بيأس، هو يتصرف كطفل صغير يسعي لنيل رضا والدته.
اتسعت عينيه بدهشة من تحولها المفاجئ يهتف بتعجب: انتي اتجننتي يا بنتي انتي مش كنتي لسه بتعيطي في حضني من دقيقة واحدة مسحت دموعها بعنف تهتف ببرود: ما كنتش قصداك إنت اشتعلت عينيه غضبا ليقبض على رسغ يدها يزمجر بحدة: لينا اتظبطي في كلامك، أنا عارف انك بتقولي كدة عشان تغظيني، بس كل حاجة ليها حدود.
نزعت يدها من يده توليه ظهرها عقدت ذراعيها امام صدرها تهتف ببرود: إنت جاي ليه اصلا، هو أنا مش قولتلك مش عايزة اشوفك التفت يقف امامها يهتف بهدوء: أنا جاي اودعك أنا طالع بكرة معسكر تدريب لمدة أسبوعين ابتسمت باصفرار: يكون أحسن بردوا أنا اصلا مش عايزة أشوفك بسط كف يده على وجنتها يغرق في بحر زرقتيها يهمس بحنان: بصي في عينيا وقولي أن انا مش هوحشك.
بلعت لعابها بارتباك، لتبتسم بخبث داخل نفسها فهي بالفعل لن تشتاق له، لأنها ستكون معه، مسكين يا هذا ثبتت عينيها في عينيه تهتف ببرود: مش هتوحشني شخصت عينيه بذهول ألتلك الدرجة أصبحت تكرهه احتلت الصدمة قسمات وجهه يهتف بألم: مش هوحشك للدرجة دي يا لينا بقيتي بتكرهيني ابتعدت عنه توليه ظهرها حتى لا تفضحها عينيها التي تهيم به عشقا تهتف ببرود: لو سمحت اتفضل عشان عندي شغل.
نظر لها بندم يتنهد بألم ليتركها ويخرج من الغرفة لتبتسم بخبث: ولسه يا ابن السويسي دوق شوية من اللي كنت بتعمله فيا ذهبت ناحية مرحاض الغرفة وغسلت وجهها وعدلت من وضعية حجابها خرجت من الغرفة متجهه إلى غرفة سمية دقت الباب فسمعت الأذن بالدخول فتحت الباب ودخلت ابتسمت بود: حمد لله على السلامة يا سمية سمية: الله يسلمك لينا: مبروك عليكي يزن يا أم يزن ضيقت عينيها بشك تسألها: وانتي عرفتي منين أننا هنسميه زين.
ابتسمت بهدوء: عصام لسه قايلي برة عصام مبتسما: الله يبارك فيكي يا دكتورة مبروك يا عصام نظرت خلفها فوجدته يقف بطلته المهيبة امام باب الغرفة من الخارج عصام مبتسما: الله يبارك فيك يا باشا، اتفضل ادخل دخل يقف خلفها مباشرة مد ذراعه يحيط خصرها يجذبها تقف بجانبه، لينظر ناحية سمية يبتسم باقتضاب: مبروك يا مدام سمية: الله يبارك في حضرتك.
مال ناحية سرير الصغير يقبل جبينه ووضع يده في جيبه وأخرج حفنة من النقود يضعها بجانب الصغير عصام: ايه كل دا يا باشا خالد: أنا والله لسه عارف دلوقتي لو اعرف قبل كدة كنت جبت هدية عصام: يا باشا دا كتير اوي ابتسم برزانة: ولا كتير ولا حاجة نستأذن احنا بقي، ومبروك مرة تانية عصام مبتسما: الله يبارك فيك يا باشا خرج من الغرفة يجذبها معه لتنزع يده بعنف تصرخ بغيظ: اياك تلمسني تاني.
تركته لتذهب فقط خطوتين لتجد يدها أسيرة يده لتنظر له بغيظ تهتف بحدة: سيب إيدي جذبها ناحيته بقوة شهقت بقوة حينما اصطدمت بصدره كادت ان تصرخ فيه وضع إصبعه على شفتيه: هشششش اشار باصبعه إلى لافته بيضاء كبيرة خط عليها جمل ( يرجي التزام الهدوء حرصا على سلامة المرضي ) ضيقت عينيها بغيظ تهمس: سبني بقولك، انا في طرقة المستشفي الممرضات والدكاترة يقولوا عليا ايه.
لاعب حاجبيها بعبث يبتسم بخبث: هيقولوا واحد وبيصالح مراته، أنا هوحشك مش كدة يا لوليتا ابتسم باصفرار تهتف ببرود: لاء همس بقلق: يعني انتي خلاص بقيتي بتكرهيني تهربت بعينيها حتى لا تنظر في عينيه لتلوح ابتسامة صغيرة مطمئة على شفتيه همس بحنان: آسف هتفت ببرود: مش مسحاك وعمري ما هسامحك دفعته بعيدا عنها تفر هاربة إلى مكتبها ليتنهد بتعب، مقررا العودة إلى عمله.
ليلا في منزل على، تتحرك ذهابا وايابا تفرك يديها بتوتر آخر جملة قالتها له ( لو لمستني غصب يا على هموت نفسي ) ليتركها ويخرج من الغرفة ومن المنزل بأكمله ولم يعد حتى الآن، تعرف أنها مخطئة ولكنه لن يفهم أبدا، هي لن تنجب ابدا لن تجعل اطفالها يرون ما رأت انتبهت على صوت فتح الباب لتتجه بانظارها سريعا لتجد على يدخل المنزل يصفر باندماج لتبتسم بتوتر تهتف سريعا: كنت فين يا على قلقتني عليك وموبيلك مقفول ليه.
رفع حاجيبه ساخرا يهتف بتهكم: هششش أنا جاي مزاجي حلو مش عايز عكننة اتجه ناحية غرفة النوم لتهرول خلفه تصيح بحدة: كنت فين يا على بقالك يومين مختفي القي بجسده على الفراش يبتسم ساخرا: افرق معاكي اوي يا استاذة بلعت لعابها بتوتر تهمس بقلق: أنا بس كنت قلقانة عليك هتف ساخرا: لاء شكرا مش عايزك تقلقي عليا، مش عايز منك حاجة خالص، آه صحيح أنا هتجوز اتسعت عينيها بذعر تهدر سريعا: هتتجوز يعني ايه هتتجوز.
ضحك عاليا يكمل بسخرية: هروح اجيب علبة جاتوه وطبق حلويات وأدخل الباب من بيته تخصرت تهتف بحنق: وهتتجوز مين بقي إن شاء الله رفع كتفيه يهتف بلامبلاة: اي واحدة البنات على قفا من يشيل، واحدة يبقى اهتمامها الأول جوزها وبيتها مش حطاهم في آخر قايمتها واحدة ما تقولش لجوزها أنا مش هخلف منك لو انطقبت السما على الارض، واحدة ما تقولش لجوزها هموت نفسي لو قربت مني قاطعته تهتف بأسف: على أنا آسفة أنا...
قاطعها يهتف بحدة: انتي انانية ما بتحبيش غير نفسك، غلطتي اني حبيت واحدة ما بتحبش غير نفسها، أنا هتجوز يا لبنى ومش هطلقك هسيبك كدة زي البيت الوقف انقبض قلبها بألم لتهتف سريعا: خلاص يا على والله مش هاخد الحبوب دي تاني ابتسم ساخرا يهتف بتهكم: فات الميعاد يا روحي خلاص، يلا بقي اطلعي برة عشان عاوز انام وضع رأسه على الوسادة يغمض عينيه يهتف بهدوء: اه على فكرة ما فيش شغل وما فيش خروج من البيت.
كادت ان تعترض ليحمل الوسادة يضعها فوق رأسه ينام بهدوء.
في فيلا محمود السويسي جلست زينب جواره تطعمه بيدها، وهو يتأفف بضيق: لو سمحتي أنا بعرف آكل لوحدي.
زينب مبتسمة بحنان: بس أنا عايزة آكلك بايدي عايزة افضل بصالك دا أنا فضلت كتير محرومة منك، صدقيني يا ابني أنا وابوك ما بطلناش تدوير عليك بالليل وبالنهار، رفعت رسغ يدها امامه تريه جرح قديم حفر على معصمها: لما ابوك قاللي انك بعد الشر مت، كنت عايزة اموت نفسي انا كمان عشان ابقي معاك بس ابوك لحقني ووداني المستشفي وفضلت شهور عندي انهيار عصبي.
نظر لها بشفقة ليسمعها تهتف برجاء: عشان خاطري يا ابني لو ليا خاطر عندك، قولي يا ماما نفسي اسمعها منك أوي.
اغمض عينيه بألم يهتف بحدة: أنا عايز امشي من هنا، أنا مش عايز اعيش معاكوا عايزاني اقولك يا ماما، كنتي فين يا ماما وأنا بعيط كل ليلة من الجوع وأنا في الملجأ لما كانوا بيعاملوني معاملة زبالة دايما بسمع أنت ابن حرام اهلك لو كانوا عايزينك ما كنوش رموك في ملجأ، لما سيلين اتبنتي وبقي ليا أم اخيرا ما لحقتش اشبع منها لأنها ماتت على طول.
جذبت رأسه ليرتمي في صدرها يبكي بعنف كطفل صغير: ليه يا ماما، أنا غلطت كتير اوي، أذيت ناس اكتر، أنا تعبان اوي ربطت على شعره برفق: بعد الشر عليك يا ابني من اي تعب سمعا صوته يهتف من خلفه بتهكم: تعبان دا أنت تعبان يا اخي رفع وجهه ينظر لاخيه بتحدي ليبتسم خالد ساخرا؛ أنا كنت جاي اسلم على أمي اصلي مسافر بكرة بس واضح أن وجودي من عدمه مش فارق هتفت زينب سريعا: ما تقولش كدة إنت...
قاطعها يهتف ببرود: أنا مش هاجي هنا تاني، مش هدخله ابدا لحد ما تخرجوا الزبالة اللي فيه.
تركهم ورحل لتنظر زينب في اثره بحزن، عاوجت النظر لولدها بعتاب: انت دبحت اخوك يا حمزة، انت عارف وانتوا صغيرين كان دايما بيدافع كان اطول منك بكام شبر، لما كنت بتعيط كان بيعيط معاك، اول ما اشيلك يسكت لو غلطت وشيلته هو يفضل يعيط لحد ما اسيبه واشيلك عشان تسكت، صدقني يا ابني خالد طيب اوي، بس مريض بعشق لينا من وهو صغير، لما جاسم بعده هنا فضل ايام بتصرف على أنها موجودة كان بيصحيها ويسرحلها شعرها نلقيه قاعد على السفرة ورافع المعلقة في الهوا ويفضل يقولها كلي يا لوليتا عشان تكبري.
حملت ذلك الدفتر الاسود تضعه على قدميه تهتف بهدوء: اقراه يا ابني وانت هتعرف هو بيحبها قد ايه خرجت من الغرفة ليسمك ذلك الدفتر يتنهد بألم يشعر بضميره يصحو يصرخ بندم بعد كلمات والدته.
في صباح اليوم التالي استيقظت بنشاط والدها عاد من المستشفى امس، اوصت والدتها على الصغيرة جيدا لتأخذ حقيبة ملابسها متجهه لهم في مكتب اللوا سراج دخل خالد ومعه محمد ويوسف سراج: جاهزين يا رجالة رد ثلاثتهم معا: جاهزين يا افندم سراج: تمام دقايق ويوصل العنصر الطبي مر بعض الوقت إلى ان سمعوا دق على الباب سراج: ادخل.
رائحة عطر هادئ يعرفها جيدا هز رأسه نافيا الفكرة يستحيل وجودها هنا ليسمع صوتها تهتف بهدوء: احم، أسفة يا افندم على التأخير شخصت عينيه بذهول التفت خلفه سريعا يهدر بصدمة: أنتي ايه إلى جابك هنا سراج: دكتورة لينا الشريف العنصر الطبي صاح غاضبا: نعمممممممممممم سراج بحدة: انتباه يا سيادة العقيد انتصب في وقفته في لحظة نظرت له تبتسم ببلاهة يبدو وسيما حتى وهو يعمل.
قاطع سراج شرودها بقوله: دكتورة لينا هتطلع معاكوا التدريب هتف بحدة: على جثتي مش هيحصل اندفع محمد يلكزه في كتفه يهمس: اهدي الله يخربيتك دا سيادة اللوا هتودينا في ستين داهية محمد لسراج: سراج باشا خالد ما يقصدش هو بس قصده أن العنصر الطبي مفروض يكون راجل عشان يستحمل معانا خالد غاضبا: بالظبط كدة، دي بيغمي عليها لو الدنيا حررت شوية اشهرت سبابتها في وجهه تهتف بحدة: خالد باشا ما اسمحلكش تتكلم عني بالطريقة دي.
خالد غاضبا: خالد باشا دا جوزك يا ست هانم هتف سراج بحدة: بس ولا كلمة آخر ما عندي، لينا هتطلع معاكوا التدريب وطبعا مش محتاج اقولك أن ما ينفعش حد يعرف انها مراتك دا اولا ثانيا انت سلطتك على الفريق كله ماعدا هي هي خارج ادارتك، فاهم ولا لاء همس محمد بقلق: بالله عليك يا شيخ ما تقتله عديها يا خالد تنفس بعمق حتى يهدئ قليلا يهتف بثبات: تمام اوامر معاليك يا افندم سراج: اتفضلوا ومش عايز مشاكل.
هتف ببرود: تمام يا افندم ليميل على إذن لينا يهمس بتوعد: انتي إلى جبتيه لنفسك تركهم وخرج من الغرفة ليلحقوا به كان آخرهم محمد الذي ابتسم لسراج بخبث وغمز له بطرف عينيه فبادله سراج الابتسامة الخبيثة سراج ضاحكا: صدق خالد لما سماك الثعلب الهادئ في الأتوبيس صعد الجميع إلى الاتوبيس صعدت لينا تنظر حولها بحيرة لتجد.
خالد يقف في مقدمة الأتوبيس ما ان رآها حتى اشار لها على الكرسي الذي ستجلس عليه تجاهلته وتقدمت للداخل فامسك يدها واعادها إلى الكرسي ونظر له باعين سوداء من الغضب تحمل رسالة ( اقعدي هنا احسنلك ) ثم عاد يقف مرة اخري يصيح بصوت عالي: صباح الخير يا رجالة طبعا انتوا دلوقتي عارفين اننا طالعين عشان نتدرب كويس بس لازم تبقوا عارفين حاجة مهمة التدريب معايا أنا عايز رجالة.
رجالة هيحموا بلدهم ويحافظوا عليها وتبقي أرواحهم اول حاجة تتقدم عشانها اللي شايف نفسه فيكوا مش قد التدريب يتفضل من دلوقتي وقف ينظر لهم بصمت دقيقتين تقريبا ليصيح بصوت عالي: تمام، طالما انتوا شايفين انكوا قد المهمة يبقي نتوكل على الله اطلع يا عم ابراهيم أدار السائق الأتوبيس وانطلق وقف يوسف ومحمد بإشارة من خالد يشير اليهم دا الرائد محمد محفوظ، ودا الرائد يوسف الخياط واشار بيده ناحية كرسي لينا.
خالد: ودي الدكتورة لينا الشريف مش هسمح بوجود اي تجاوز من اي نوع معاها هي بالذات مفهوم الجميع: مفهوم يا افندم جلس خالد على الكرسي بجوار لينا وعاد محمد ويوسف إلى أماكنهم لم تبدي لينا اي اهتمام به بالعكس اشاحت بوجهها بعيدا ليقترب منها يهمس بتوعد: بتتحديني يا لينا.
التفت له تنظر له بخواء تهمس ببرود: وأنت مين اصلا عشان اتحداك، لتشيح بوجهها مرة اخري بينما قبض هو على يده يحاول السيطرة على غبضبه سيدق عنق تلك الحمقاء ما ان يختلي بها مر بعض الوقت لتجد الشاب الجالس على الكرسي امامهم يلتفت لها يبتسم بأدب ريان: اتفضلي مد يده لها بعلبة عصير وبعض الشطائر ابتسمت بحرج تهز رأسها نفيا: متشكرة، مش جعانة ريان: طب خليهم معاكي يمكن تجوعي لسه الطريق طويل لينا بإحراج: بس اصل...
ريان مقاطعا: ما تتكسفيش خديهم ليهتف هو بحدة: أنا حاسس ان انا شفاف وسطكوا هتفت بتحدي: والله دي مشكلة حضرتك مش مشكلتنا، توجهت لريان قائلة بابتسامة متشكرة يا... ابتسم بهدوء: ريان لينا مبتسمة: شكرا يا ريان، اخذت منه العصير والطعام همس بتوعد: اخرتها وحشة يا لينا لتهمس حزين: ما بقاش عندي حاجة اخسرها.
وضعت الطعام جانبا واستندت برأسها على ظهر الكرسي تغمض عينيها تقاوم دموع عينيها، ولكن رغما عنها سالت خيوط ماسية على وجنتيها نظر لها بحزن تمني لو استطاع محو دموعها من حياتها للأبد ولكنه لم يستطع حتى ان يمد يده ليمسح تلك الدمعات من على وجنتيها وبينما هي بين ذكرياتها ودموعها التي خانتها وفرت تتحرر من أسر عينيها سمعت صوته يقول مرة اخري ريان: حضرتك كويسة فتحت عينيها وهزت راسها ايجابا مع ابتسامة صغيرة: اه.
ليهتف بمرح: اوعي تكوني بتعيطي عشان انا ادتلك سندوتشات الجبنة وكلت سندوتشات اللانشون كلها مزحة سخيفة ولكنها كانت تحتاجها بشدة ارادت الضحك فاطلقت لضحكتها العنان وفي وسط ضحكاتها تذكرت جملته ( عارفة يا لينا لما بكون السبب في ضحكتك بحس ان انا عملت حاجة عظيمة اوي ) اختطفت نظرة سريعة له فوجدت وجهه قد اصطبغ باللون الأحمر من شدة غضبه يكور قبضته بغضب ويضعط عليها بشدة مد ريان يده بمنديل لها ريان: اتفضلي.
ثم اكمل مازحا بس ما تنفيش فيه عشان بقرف لينا ضاحكة: مقرف ريان مازحا: شكرا، شكرا، لا داعي للتصفيق ودعوني اقرفكم في صمت لم تسطع منع ضحكاتها ايضا تلك المرة، ولكنها سكتت تماما كالموتي عندما صدح صوته غاضبا زمجر غاضبا: ما خلاص بقي، مش اتوبيس رحلة هو هتف سريعا: أنا آسف يا فهد باشا عقدت حاجبيها باستفهام تتسال في نفسها: فهد مين، ليه ريان بيقول لخالد. يا فهد.
هتف بحدة: انا قولت مش هسمح بأي تجاوز معاها، عقابك لما نوصل لينا بضيق: بس استاذ ريان ما تجوزش حدوده معايا خالد غاضبا: انتي تخرسي خالص و إلى اقوله يتنفذ بالحرف كفاية اوي اني لابس في واحدة ست لينا غاضبة: أنت عديم الذوق هرع محمد اليهم قبل ان تحتد تلك المشاحنة محمد سريعا: صلوا على النبي يا جماعة مش كدة خالد غاضبا: انت مش شايف قلة ادبها صرخت بغيظ: ما اسمحلكش سراج باشا قال ان سلطتك على الفريق كله الا أنا.
محمد: ممكن تهدوا أنا آسف يا دكتورة نيابة عن خالد وأنا آسف يا خالد نيابة عن الدكتورة لينا: ايوة بس... محمد مقاطعا: خلاص بقي، نوصل الاول وبعدين اتخانقوا صمتت على مضض تشيح بوجهها بعيدا تتوعد له بالاسوء عند وصولهم.
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والأربعون
وقفت أمام باب تلك الفيلا كانت واثقة من البداية انه هنا ولكنها لم تملك الشجاعة لفعل ذلك، بلعت لعابها بارتباك ترفع يدها تدق الباب ثواني ووجدت الباب يفتح، نظرت له الخادمة باستفهام: حضرتك مين حمحمت تهمس بارتباك: مايا، إياد قصدي حمزة موجود.
هزت الخادمة رأسها ايجابا تفسح لها الطريق دخلت بعض خطوات لتجد زينب تجلس على اريكة كبيرة تشاهد التلفاز نظرت لها بغيظ ما أن رأتها، لتغلق التلفاز وقفت تنظر لها بكره تهتف بضيق: خير ايه اللي جابك هنا يا بنت رفعت نكست رأسها بخزي تهمس بارتباك: أنا عايزة اقابل إياد عقدت ساعديها تهتف بشك: وأنتي تعرفيه منين اصلا ابتسمت بحزن تهمس: مش مهم، انا بس كنت عايزة اشوفه قبل ما اسافر.
هتفت بحزم: حمزة فوق، بس مش هخليكي تشوفيه غير لما اعرف انتي تعرفيه منين وازاي تركت الحقيبة من يدها تنظر لوالدته بحزن تبتسم ساخرة على حالها: أنا اتعرفت على إياد وأنا في الجامعة كنت بدرس هندسة كومبيوتر وهو كان بيدي محاضرات في الجامعة، شخصيته رزانته غموضه كل حاجة فيه كانت مخليه البنات نفسها يتكلم معاها كلمة واحدة كلنا كنا معجببن بيه جدا لحد ما جه اليوم دا.
Flash back خرجت مايا من جامعتها تحتضن كتاب مادته ترتسم ابتسامة إعجاب على شفتيها كانت شاردة لم تنتبه الا حينما اصطدمت بذلك الحائط بقوة رائحة عطر تعرفها جيدا تلك الرائحة التي تغزو المدرج كاملا ما ان يدخل، رفعت نظرها تنظر له بارتباك تهمس بخجل: آسفة ابتسم بخبث يهتف: لا عليك، مايا اليس كذلك هزت رأسها ايجابا تبتسم بسعادة لأنه يعرف اسمها ليكمل بهدوء: تقبلين دعوتي على الغداء؟
هزت رأسها ايجابا بحماس ليصطحبها إلى سيارته جلست تختلس له نظرات ولهه معجبة إلى أن وصلا إلى احد المطاعم، جلسا على احدي الطاولات لتنظر حولها بحيرة نظرت له تهتف بتعجب: المطعم فارغ ابتسم بهدوء: اكره الزحام هزت رأسها ايجابا تبتسم بارتباك، لتسمعه يهتف برفق: مايا أريد أن اسألكي سؤالا اتسعت عينيها بفزع؛ في المنهج، اقسم لم ادرس بعد.
قهقه عاليا لتظهر غمازتيه وانيابه الناصعة البياض ليهتف من بين ضحكاته: انتي حقا رائعة هدئ بعد لحظات يهمس بخبث: لا صغيرتي ليس في المنهج اتسعت عينيها بحرج: صغيرتك ليهتف بحب: مايا لا اعلم ان كنتي تبادليني نفس المشاعر ولكن صدقا أنا معجب بك، ليس إعجاب فقط أنا احبك مايا، تعلقت بكي كثيرا انتي فتاة رائعة مرحة جريئة قليلا وهذا يعجيني ابتسمت باتساع تهتف سريعا: وأنا أيضا انت لا تعلم أنا احلم بك كل ليلة Back.
أكملت بابتسامة ساخرة حزينة: كان بيعاملني كملكة علقني بيه يوم وراه يوم لدرجة اني ما بقتش بقدر يعدي يوم من غير ما اشوفه ما بقاش بنام غير على صوته، لحد ما جه في يوم وقالي كان جالسا على الفراش يضع رأسها على صدره يسرح على خصلات شعرها برفق يهمس بحنان: أرايتي أخبرتك اني لن امسسك حتى نتزوج ابتسمت بدلال تهز رأسها ايجابا لتسمعه يهتف بخبث: صغيرتي ان طلبت منك شيئا ستنفذيه أليس كذلك.
هزت رأسها ايجابا دون تردد: سأفعل ما تطلب زفر بضيق يتمتم بغيظ: اريد الانتقام، قبل عدة أعوام كنت اعشق فتاة كسرت قلبي واستغلتني وكانت السبب في أن طردني ابي من شركته همست بقلق: لازالت تحبها هز رأسه إيجابا بشرود لتنتفض تسأله بقلق: وأنا إياد.
ابتسم بخبث يهتف ببرود: انتي ايضا حبيبتي هي ماضي اريد الانتقام منه، انتي حاضر اريد العيش فيه، ولكن قبل البدأ في الحاضر يجب ان اهدم الماضي، داعب خصلات شعرها برفق يهمس بحنان؛ صغيرتي ستساعدني صحيح يا حلوتي هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة.
نظرت لزينب بأعين دامعة: لما وصلت المطار كنت عارفة شكل خالد وكنت عارفة ايه اللي مفروض اعمله بالظبط كان لازم امثل إني البنت المنحلة اللي عايزة تسرق راجل متجوز من مراته واستخدمت سلطة ابوها عشان تضغط عليه، كنت شايفة نظرات الكره في عينين الكل فكنت دايما بقول لاياد ارجوك أنا مش قادرة اكمل، كان مرة يقولي هديكي خمسة مليون دولار ومرة يقولي انا مصورلك فيديوهات، أنا والله ما كنتش بعمل كدة عشان الفلوس ولا عشان خايفة من الفيديوهات اللي هو مصورها أنا كنت بعمل كدة عشان بحبه رغم اني عارفة انه ما بيحبنيش.
اتسعت عيني زينب بدهشة تهتف بذهول: يا بنت الهبلة انتي مجنونة يا بت ما فكيش مخ تفكري عملتي كل دا عشان بتحبيه انتي اكيد مجنونة.
هزت رأسها نفيا تبتسم ساخرة: لاء أنا مش مجنونة أنا واحدة فتحت عينيها على الدنيا لقت نفسها في ملجأ ولما جت واحدة اتبتنها خدتها وهربت برة البلد واحدة اتربت في حفلات القمار اللي كانت بتتعمل عندنا ليل ونهار واحدة كل علاقتها بمامتها أنها تديها فلوس، دايما لوحدي كنت مقضياها سهر وديسكوهات لحد ما إياد دخل حياتي، لقيت حد يهتم بيا حد بيسأل عني دايما، انتي عارفة أنا شبه لينا اوي بس الفرق ان لينا الكل بيحبها انما أنا الكل بيكرهني حتى رفعت المفروض ان هو والدي كان عايزني بس ارجعله فلوسه اللي ماما سرقتها منه، انا بس عايزة اشوفه قبل ما اسافر خلاص ما بقاش ليا لازمة خالد خد كل الفلوس ورفعت طردني واياد قصدي حمزة لقي اهله، ما بقاش ليا مكان، أنا قولت لحضرتك كل حاجة ممكن تخليني اشوفه قبل ما اسافر.
نظرت زينب لها بشفقة تتنهد بضيق على حالها لتهز رأسها ايجابا اصطحبتها إلى غرفة إياد دخلت زينب ومن بعدها مايا هتف بدهشة: مايا انتي ايه اللي جابك هنا وعرفتي ان أنا هنا ازاي القت حقيبتها من يدها اندفعت ناحيته تحضنه بقوة لتتسع عيني زينب بدهشة من جرائتها مايا بلهفة: اياد وحشتني اوي كنت هتجنن من القلق عليك زينب بضيق: قومي يا بت من حضنه عيب كدة.
ابتسم رغما عنه من كلام والدته ليبعد مايا عن حضنه ينظر لها بهدوء: ما سفرتيش ليه ابتسمت بحزن: كنت قلقانة عليك كويس انك بخير، بلعت ريقها بخوف تهتف بتوتر: في حاجة حصلت عايزة اقولك عليها قبل ما امشي قطب جبينه بشك يسألها بحذر: حاجة همست بتلجلج: أنا حامل شهقت زينب بذهول تضرب يدها على صدرها: من خالد هزت رأسها نفيا سريعا تهتف: لاء مش من خالد، خالد مالمسنيش اصلا نظرت له بقلق ليهتف ببرود: والمطلوب.
رفعت كتفيها باستسلام تهمس بارتباك: إنت عارف انك أول واحد لمسني واللي في بطني دا ابنك، انا بس قولت اعرفك عشان تشوف هنتصرف ازاي طفقها بنظرات خاوية باردة يهتف بحزم: نزليه أنا مش عاوزه اغمضت عينيها بألم كانت تتوقع ذلك الرد ولكنها كانت تمني نفسها، هزت رأسها ايجابا بيأس، لتسمع والدته تصيح بحدة: فهمني أنت وهي حامل منك ازاي انتوا متجوزين.
بلعت ريقها بخوف تهز رأسها نفيا لتصيح زينب بصدمة: زنيت يا ابن بطني، لتقبض على شعر مايا تصرخ بحدة: وانتي ازاي تسلميله نفسك من غير جواز، اما صحيح انك بت ناقصة تربية، كاد ان يرد لتصيح والدته بحدة: انت تخرس خالص مش عايزة اسمع صوتك مش كفاية المصيبة اللي انت عاملها، وعايز تصلحها بمصيبة اكبر، عايزها تموت روح مالهاش ذنب، ابوك لو عرف بالمصيبة دي هيضربك بالنار.
انسابت دموع مايا بألم: أنا هسافر ومش هتشوفوا وشي تاني واللي في بطني دا أنا هتصرف فيه صفعتها زينب بعنف تصرخ بغضب: انتي تخرسي خالص، انتي مش هتتحركي من هنا اصلا، لتصيح بحيرة: اتصرف ازاي يا ربي أنا مش عارفة انتي ليكي عدة من خالد ولا لاء، منك لله يا حزمة منك لله يا ابن بطني.
بس بقي أنت وهي مايا هتقعد معانا هنا وهنقول لابوك انك عايز تتجوزها ومش عايزة حرف من اللي اتقال هنا يطلع برة لحد ما اسأل وأعرف تقدر تكتب عليها امتي هتف ببرود: مين قالك ان انا هتجوزها، واحدة سلمتني نفسها بسهولة من غير ورقة جواز حتي.
نظرت له مايا بألم لتشتعل عيني والدته بغضب تقدمت ناحيته تصفعه هو الآخر تصرخ بحدة: سلمتلك نفسها عشان بتحبك وواثقة فيك، صحيح هي غلطت وعايزة قطم رقبتها بس أنت كمان غلطت زيك زيها تشيل نتيجة مصيبتك معاها صرخ بحدة: أنا ماليش دعوة بالهري دا كله اول ما اقدر امشي على رجلي هسيبلكوا الدنيا كلها واغور في ستين داهية نظرت له زينب بغيظ لتضع يدها على موضع قلبها تصرخ بألم: اااه قلبي الحقني يا حمزة.
لتسقط ارضا فاقدة للوعي، انتفض جالسا ينظر لها بفزع يصرخ: ماما، ماما تحامل على نفسه يستند على رجله الاخري كاد يصرخ من كثرة ما بها من كدمات يتحامل عليها ليجلس بجانبها ارضا وضع رأسها على قدمه يصيح بقلق: ماما فوقي يا امي، أنا آسف، فوقي يا امي عشان خاطري نظر لمايا يصيح بحدة: هاتي ماية او برفيوم بسرعة.
هرولت تحضر له زجاجة العطر رش منها على يده يحركها أمام أنفها برفق، بدأت زينب تستفيق تتأوه بألم فتحت عينيها تنظر لعينيه الدامعة بتعب تهمس بخفوت: ليه يا ابني ليه كل ما نحاول نقربك منا تخلق مسافات عشان تبعد عنا، انا هموت يا حمزة لو سبتني رفع كف يدها يقبله سريعا يهتف سريعا: مش همشي والله مش همشي بس ما تسبنيش دا أنا عشت عمري كله محروم منك همست بضعف: وابنك اللي في بطن مايا.
هز رأسه إيجابا على مضض: هعمل اللي انتي عايزاه قامت من على الارض تساعده هي ومايا ليجلس على الفراش، ابتسمت في نفسها بخبث هي بالفعل تجيد التمثيل هتفت بجد: بص بقي انت وهي، مايا هتقعد في الأوضة بتاعت لينا، وانا هسأل شيخ على موضوع العدة دا ابتسم باصفرار يهز رأسه إيجابا لتهتف بحزم: انت ارتاح على ما اجبلك الغدا لتقبض على رسغ مايا: وانتي تعالي معايا.
حركت رأسها ايجابا بخوف لتأخذها زينب متجهه إلى غرفة لينا تدفعها بحزم: خشي يا ست هانم.
دخلت مايا تنظر لها باتباك، لتعقد زينب ساعديها تهتف بحزم: انتي عارفة أنا هاين عليا اديكي علقة تعلمك العفة، على المصايب اللي انتي عملتيها خليتي نفسك عروسة خيوطها في ايدين حمزة يحرك فيكي زي ما هو عايز، سمعتيه لما قال عليكي سهلة سلمتله نفسها، سمعتي هو شايفك إزاي، كمان عايزة تنزلي ابنك مصيبة وراها مصيبة وانتي ماشية وراه زي البهيمة.
نظرت لها بخزي تنكس رأسها تبكي بقهر على حالها، لتتنهد زينب بضيق تقدمت منها تربط على كتفها تهتف بهدوء: خلاص بقي كفاية عياط عشان اللي في بطنك حتى، هتلاقي عندك في الدولاب هدوم كانت لينا سيباها، خدي دش وغيري هدومك، على ما اخلص الغدا، بإذن الله ربنا هيحلها.
هزت رأسها ايجابا بارتباك خرجت زينب لتجلس على الفراش تنساب دموعها بألم حينما تتذكر كلماته السامة ( مين قالك ان انا هتجوزها، واحدة سلمتني نفسها بسهولة من غير ورقة جواز حتي).
بعد مرور ساعة وصل الاتوبيس إلى وجهته نزل كل من في الاتوبيس ولم بتبقي سواهم هتفت بضيق: لو سمحت عايزة انزل هتف بحدة: لو اتكلمتي مع اللي اسمه ريان دا تاني ه... قاطعه تهتف ساخرة؛ هت ايه بالظبط هتضربني ولا هتكسر دراعي ولا هتغتصبني ولا هتقول عليا عاهرة عديني يا خالد لو سمحت كفاية كدة تنهد بضيق وقام امامها نزل وهي خلفه اعطاها السائق حقيبتها حملتها وتوجهت خلفهم عندما سمعت صوته يهتف من خلفها: عنك الشنطة.
لينا: لالا شكرا مش عايزة اتعبك ريان: ولا تعب ولا حاجة، هاتيها بس اعطته الحقيبة تمشي بجانبه إلى داخل معسكر التدريب ريان: على فكرة انا لسه ما اعرفش اسمك ايه لينا مبتسمة: لينا ريان: اسم حلو لايق عليكي عقدت حاجبيها باستفهام: يعني ايه لايق عليا ريان: هقولك بعدين لينا: ماشي وقف خالد امام الجميع يبحث عنها بقلق كانت بجانبها في لحظة اختفت ظل يبحث عمها حتى رآها تسير بجوار ريان يبدوان في حالة انسجام رائعة.
تقدم منهم يطوي الارض بغضب يهتف: انت مصمم تعاندني ريان: يا افندم انا... قاطعه يهتف بحدة: 100 ضعط حالا ريان: حاضر يا افندم نزل ريان في مكانه وبدأ يؤدي تدريبات الضغط لتهتف بضيق: ليه كدة يا خالد هو ما عملش حاجة غلط، دا كتر خيره شالي الشنطة هتف بحدة: ولا كلمة سامعة صاح بصوت عالي يوسف، جاء اليه يوسف مسرعا خالد: خليك جنب البيه لحد ما يخلص ال100 لو وقف قبل ما يخلص أن شاء الله بواحدة يعيد من اول تاني.
يوسف: حاضر يا افندم ليدفعها امامه بضيق: وانتي قدامي اوقفه ذلك الرجل الذي يماثله في الطول تقريبا نفس الطول الفاره والجسد المعضل يختلف عنه بأنه اصلع وحاجبه الأيسر مشقوق ملامح وجهه تجعلك تنقبض منها من حيث الحدة والخبث يبتسم بتوعد: مجموعة الفهد وصلت يا مرحبا ابتسم ساخرا يهتف ببرود: ازيك يا حاتم حاتم: بخير يا فهد، اخبارك ايه خالد: كويس اشار ناحية لينا يهمس بخبث: مش دي...
قاطعه بحزم: هي، وما ينفعش حد يعرف أنها هي ابتسم بخبث: شكلها هتحلو اوي يا فهد اقترب خالد من اذن حاتم يهتف بتوعد: الا لينا يا حاتم. ساعتها هقتلك انت فاهمني يا صاحبي حاتم: وحقي يا صاحبي خالد: حقك خده مني أنا رغم أن أنت عارف ومتأكد أن ماليش دخل في الموضع دا عن اذنك الفريق لازم يرتاح شوية قبل التدريب ليصيح بصوت عالي، يلا يا شباب تركه وذهب هو والفريق إلى أن وصلوا إلى مبني يتكون من ثلاث أدوار.
ليهتف بحزم: دا المبني إلى هنقعد فيه الدور الاول للمتدربين الدور التاني ليا انا ويوسف ومحمد والدور الثالث بما ان فيه اوضة واحدة بس مفتوحة، فهيبقي للدكتورة اتفضلوا على اوضوكوا وبعد ساعة تكونوا موجودين في المطعم ذهب كل إلى غرفته ليذهب محمد إلى خالد يهمس له بخفوت: طب ما تخلي لينا معانا في الدور التاني عشان تبقي مطمن عليها اكتر.
خالد: الدور التاني ما فيهوش غير اوضتين شغالين، الفاصل بينهم باب ومالوش مفتاح حتي محمد: آه، خلاص خليها مكانها وقفت بعيدا تنظر له بخبث لتصيح بصوت عالي: يا شباب ممكن حد يساعدني ويطلع معايا الشنطة تطوع البعض لمساعدتها ليتجمدوا في امكانهم حينما زمجر غاضبا: انتبااااااااااه، صاح بصوت عالي: على اوضكوا يلااااااا هرعوا جميعا إلى اماكنهم لينظر لصديقه يهتف بحزم: طلعلها الشنطة يا محمد.
تمتم بامتعاض: ماشي يا اخويا شيال ابوكو أنا خالد: بتقول حاجة يا محمد محمد: بقول طالع أهو، طالع اخذ محمد حقيبة لينا وصعد معها إلى الدور الثالث محمد: خفي على خالد يا لينا، أنا عارف ان هو غلط بس هو غصب عنه بردوا اي واحد مكانه شاف المشهد دا كان هيعمل أكتر من كده همست بألم: صحابك دمرني كسر كل إلى بينا ابتسم ساخرا: عايزة تفهميني انك خلاص ما بتحبهوش بلعت ريقها بارتباك تهتف بتلعثم: هااااا.
محمد مبتسما بثقة: انتي بتحبيه زي ما هو كمان بيعشقك إلى حصل مجرد اختبار صعب انتي نجحتي فيه لكن هو سقط ممكن تساعديه وتديلوا درجتين رأفة ضحكة ضحكة صغيرة رغما عنها: هشوف يا محمد، إن كان صاحبك يستاهل ولا لاء هتف بثقة: لاء معلش بقي انا واثق ان صاحبي شاطر واجباته كلها نموذجية بس زي ما بيقولوا لكل جواد كبوة تنهدت بحزن: هشوف يا محمد صحيح ليه ريان كان بيقول لخالد يا فهد محمد: بصي يا ستي، لقب خالد الفهد الاسود.
عقدت حاجبيها باستفهام: الفهد الأسود، ليه يعني محمد: بصي يا ستي من صفات الفهد الاسود انه حيوان غامض ما بيظهرش غير نادرا بيفضل طول النهار مختفي ما بينشطش غير بليل، زي خالد perfect في التخفي في الليل يفضل مختفي في الاوقات العادية ما بيظهرش غير في العمليات المهمة، عليه دماغ في التخفي همهمت بتفهم: اممم طب وأنت كمان ليك اسم محمد ضاحكا: آه الثعلب الهادئ جوزك إلى طلعه عليا.
لينا ضاحكة: تصدق لايق عليك لتكمل بجد صحيح مين حاتم تنهد بحزن: حاتم دا حكاية طويلة أوي هقولك عليها بعدين لينا: بس شكله هو وخالد اعداء محمد بحزن: بالعكس دول كانوا أعز الأصدقاء منها لله إلى كانت السبب لينا: هي مين دي كاد أن يرد عندما قاطعه ذلك الصوت الغاضب ساعة بتطلع الشنطة انتفض كلاهما من صوته الغاضب محمد: إيه يا عم مالك كنت بتكلم مع مرات أخويا شوية.
هتف بحدة: على تحت قبل ما انزلك جنب اللطيف إلى تحت تعمل 100ضغط أنت كمان اتسعت عينيه بخوف: لاء وعلي ايه سلام يا لينا، هنستناكي على الغدا هزت رأسها إيجابا تبتسم بود لينزل محمد ويتركهم فتقدم خالد وفتح لها باب احدي الغرف: اتفضلي نظرت له بتحدي لتدخل الغرفة تصفع الباب بوجهه ليعض على شفتيه بغيظ يصيح بحدة: 45 دقيقة والقيكي في المطعم هتفت من خلف الباب بحدة: مش نازلة خالد: هتنزلي يا لينا.
هتفت بعند: مش نازلة يا خالد واعلي ما في خيلك اركبه ولو سمحت امشي عشان عايزة انام دق على باب الغرفة يهتف بهدوء: طب افتحي اتسعت عينيها بخوف تهتف بتوتر: هااا، لاء اصل انا هنام هتف برفق: افتحي يا حبيبتي ما تخافيش صاحت بغيظ: ومين قالك ان انا خايفة منك أصلا رفع حاجبيه بدهشة يهتف ساخرا: طب افتحي طالما مش خايفة اخذت نفسا عميقا لتدير المفتاح تفتح الباب لتجده يدخل إلى الغرفة مغلقا الباب خلفه.
اتسعت عينيها بذعر، لتقطب جبينها بضيق تصيح بحدة تحاول إخفاء خوفها: انت بتقفل الباب ليه ابتسم بخبث: عادي يا حبيبتي انتي مراتي ابتعدت لآخر الغرفة حتى تحتمي منه تصيح بغضب: ما تقولش يا حبيبتي أنت ما بتحبش غير نفسك وبس هز رأسه نفيا سريعا يهتف بندم ظهر في نبرته: أنا بحبك وبموت فيكي لمعت زقتيها بالدموع تبتسم ساخرة: عشان كدة كسرتني خالد: انا آس...
صرخت بألم: كفاية بقي كفاية كل مرة تغلط وترجع تقول أنا آسف وانا عشان هبلة بسامحك لكن المرة دي لاء يا خالد انت نزلتني قدام الناس في الشارع بالملاية وأنت جرنني زي العاهرات جلدتني من غير ما تديني فرصة ادافع حتى عن نفسي، وفي الاخر آسف وأنا المفروض بقي اقولك ولا يهمك يا خالد حصل خير يا حبيبي أهم حاجة انا في حضنك صح اغمض عينيه بألم يكبح دموعه ليهتف بجمود: نص ساعة وتبقي في المطعم.
صرخت بحدة: مش هنزل انا بكره المكان إلى انت موجود فيه بكره الهواء إلى انت بتشاركني فيه كلامها كالسوط يجلده بلا رحمة كور قبضته يشد عليها يهتف ببرود عكس النيران التي تشتعل في جسده: مستنيكي افضلك تنزلي الاكل هنا بمواعيد يعني لو ما كلتيش دلوقتي مش هتلاقي اكل بعدين تركها وخرج من الغرفة يسمح دمعاته الخائنة متجها لأسفل اما هي فبدلت ملابسها لفت حجابها، فتحت نافذة غرفتها ليدخل بعض الهواء.
فرأت ريان وهو مازال يؤدي التدريبات اشفقت عليه فدرجة الحرارة عالية وهو يؤدي التدريبات على ارض رملية ساخنة لتتنهد بضيق: مش هتتغير يا خالد نزلت لأسفل ومعها علبة دهان متجهه إلى حيث يوسف وريان يوسف: 66، 67، 68 نظرت له بشفقة فوجهه احمر متعرق بشدة بالكاد يستطيع التقاط انفاسه: كفاية يا يوسف حرام عليك يوسف: اسف يا لينا دي اوامر خالد باشا لينا غاضبة: يعني ايه اوامر خالد باشا كان عمل ايه يعني عشان يحصل فيه كدة.
سمعته يهتف من خلفها ببرود: كسر اوامري فالتفت له بغضب: أنت بني آدم عديم الإحساس ما عندكش ريحة الدم ابتسم بتوعد: ما تتعديش حدودك معايا يا دكتورة، انتي فاهمة ولا لاء هتفت برجاء: طب عشان خاطري كفاية كدة لتسمع ذلك الصوت يهتف من خلفها بخبث: عشان خاطرها بقي يا خالد.