logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 81 < 1 2 3 4 5 6 7 8 81 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  21-12-2021 02:23 صباحاً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن

خالد بصوت ضعيف و متقطع: مح مد قوو لها انيي بحببها اوي
ثم اغلق عينيه ليتهاوي جسده أرضا
محمد صارخا: يووووسف شيلوه معايا يا يوسف بسرعة نوديه على المستشفى
وبالفعل تولي بعض الظباط العناية بالراهائن في احدي السيارات الكبيرة
اما خالد فوضعه محمد ويوسف في سيارة صغيرة ركب محمد بجانبه على الكنبة الخلفية واستقل يوسف مقعد القيادة يشق غبار الطريق من سرعته
محمد صارخا بغضب: بسرعة يا يوسف.

يوسف صارخا: أسرع من كدة العربية هتتقلب لا هو هيعيش ولا احنا هنعيش بص حواليك شوووف اي مستشفي نقف عندها
محمد سريعا: اطلع على مستشفي الحياة
يوسف بدهشة: اشمعنا يعني
محمد غاضبا: اسمع الكلام يا يوسف أنا عارف أنا بعمل ايه
هز يوسف رأسه إيجابا سريعا ليضغط على دواسة البنزين بقوة لتصرخ السيارة من شدة سرعتها
محمد بحدة: اجمد يا خالد.

فتح الاخير عينيه بضعف وابتسم ابتسامة صغيرة شاحبة وبدأ يحرك شفتيه يتحدث بصوت ضعيف متقطع: اش، هد، إن، لا، ال، ه، اااللا، الله
محمد صارخا: لاء يا خالد أنت مش هتموت أنت فاااهم مش هتموت بسرعة يا يوسف
يوسف سريعا: وصلنا خلاص اهو.

في فيلا محمود السويسي
استيقظت زينب فزعة من نومها تصرخ وتنادي باسم ابنها
زينب صارخة: خاااالد لالالا اااابني
هب محمود جالسا يهتف بقلق: مالك يا زينب، بسم الله الرحمن الرحيم، في ايه
التفت له تهتف بقلق تجلي بوضوح على قسمات وجهها
زينب بقلق: خالد، خالد يا محمود خالد مش كويس في حاجة حصلتله قلبي حاسس ابني جراله حاجة
ثم بدأت بالنحيب.

محمود سريعا وهو يربت على كتفها: استهدي بالله يا زينب ما تفاوليش على الواد إن شاء الله هو كويس مش أول يعني يطلع عملية
زينب باكية: طب بالله عليك كلمهاسمع صوته بس
محمود: اكلمه ازاي يا زينب انتي ناسية ان هو منبه ان ما حدش يكلمه وهو في مهمه استهدي بالله كده وارجعي نامي وهو إن شاء الله كويس
استسلمت زينب لاوامر زوجها وعادت لتستلقي على الفراش ولكنها لم تنم فقلبها يعرف ان هناك شئ سئ حدث لابنها.

زينب بقلق: لالالا أنا مش مطمنة أنا هقوم أصلي، يمكن قلبي يرتاح شوية.

في مستشفي الحياة
ساعدت الممرضات محمد ويوسف على وضع خالد على السرير النقالر
محمد صارخا بغضب: فين الزفت الدكاترة الي هنا ما تقفوش كدة نادوا الدكاتره بسرعة
ركضت الممرضات ناحية غرف الاطباء وذهبت واحدة منهم ناحية غرفة لينا اقتحمت غرفتها تهتف سريعا: الحقي يا دكتورة
لينا: في ايه يا سماح ايه الدوشة الي تحت دي.

الممرضة سريعا: الحقي يا دكتورة في حالة خطيرة تحت اتنقلت على اوضة الطوارئ ودكتور عصام راح على هناك و...
لم تقف لتسمتع الي باقي حديثها من بداية تلك الليلية وهي تشعر بقلق غير مبرر نزلت تركض على سلم المستشفي بقلق دقات قلبها تصرخ من القلق لسبب مجهول
ما إن وصلت الي حجرة الطوارئ وجدت محمد يقف امامها
اتسعت عينيها بفزع، لا لا ليس هو بالتأكيد شخص آخر.

اقتربت منه وهي تهز رأسها نفيا بعنف تنفي تلك الفكرة من مجرد التجوال في عقلها
محمد باكيا: لاء هو خالد بيموت يا لينا الحقيه أبوس ايدك، صرخ في وجهها خالد لو مات مش هسامحك ابدا أنا عملت كل دا عشانه عشان يرجع يعيش تاني
لم تفهم حرف واحد مما قال سوي أن حياته في خطر هرعت الي غرفة الطوارئ وهي تشعر في تلك اللحظة أنها نسيت كل ما تعرفه عن تلك المهنة.

في فيلا جاسم الشريف
وضع جاسم مفتاحه الخاص في قفل الباب فتح الباب بهدوء ودخل ليجد زوجته جالسة على أريكة كبيرة في غرفة الصالون من المفترض أنها تشاهد التلفاز
جاسم مبتسما: مساء الخير يا فيري
فريدة مبتسمة بقلق: مساء النور يا جاسم
تهاوي جاسم على الاريكة بجانبها يهتف بتعب: هلكااااان النهاردة كان عندي قواضي وعملا كتير أوي
فريدة مبتسمة برفق: ربنا يقويك يا حبيبى.

جذ كف يدها برفق ليلثمه بقبلة حانية: ويخليكي ليا يا حبيبتي، قوليلي البت لينا فين
ازدرقت فريدة ريقها بذعر لترد بتوتر حاولت إخفاءه: لوليتا نايمة من بدري جت من الشغل تعبانة ونامت
جاسم: اوعي تكوني سبتيها تنام من غير ما تاكل
فريدة بعتاب: دي بنتي أنا كمان على فكرة يعني اكيد مش هسيبها من غير أكل
جاسم مبتسما: طب يا حبيبتي أنا هروح اخذ دش وأنام مش هتيجي تنامي
فريدة مبتسمة بتوتر: هخلص الفيلم واحصلك.

جاسم: ماشي يا حبيبتي تصبحي على خير
فريدة: وأنت من اهله
راقبته وهو يصعد بقلق حتي اختفي عن ناظريها
لتتنهد براحة: الحمد لله، ربنا يستر جاسم لو عرف أن لينا مش بايتة في البيت هيقلب الدنيا على دماغنا استرها يارب.

في داخل غرفة العمليات
لينا سريعا بعملية: نبضه ضعيف اوي وليد بسرعة عايزة اعرف فصيلة دمه ايه
وليد سريعا: حاضر يا دكتورة ثواني
عصام: الحمد لله طلعنا الرصاصة ووقفنا النزيف بس احنا محتاجين دم بسرعة
وليد بتوتر: دكتورة لينا في مشكلة فصيلة دمه o negative
اتسعت عينيها بفزع: يا دي الليلة البيضة الفصيلة الوحيدة الي مش موجودة حد يجيب كانيولا بسرعة.

بعد ساعة تقريبا خرجت لينا من غرفة العمليات ومعها عصام ووليد وبعض الممرضات يجرون الفراش الناقل الي غرفة العناية المركزة
محمد سريعا: خالد بقي كويس صح هيعيش مش كدة
يوسف برجاء: طمنينا ارجوكي
لينا بابتسامة متعبة: ما تقلقوش هو الحمد لله بقي كويس والعملية نحجت وحالته استقرت خالد بنيته قوية اصلا عشان كدة قدر يعدي منها
محمد بقلق: بجد بقي كويس.

لينا مبتسمة برسمية: والله العظيم بقي زي الفل هيحتاج بس يفضل يومين تحت الملاحظة وبعد كدة هيخرج
تنهد محمد براحة: ربنا يطمنك يا رب، روح أنت يا يوسف وأنا هفضل معاه
يوسف بضيق: واروح أنا ليه ما تروح أنت وأنا افضل معاه
محمد غاضبا: يوسف اسمع الكلام
يوسف بحدة: احنا برة الشغل يا محمد باشا وانا مش همشي من هنا.

لينا سريعا: بس بس انتوا ناسين انكوا هنا في مستشفي وفيها مرضي، انا عندي ليكوا حل كويس انتوا لسه راجعين من عملية واكيد مجهدين، فالاحسن انكوا تروحوا ترتاحوا وانا هخليه تحت عنيا طول الليل والصبح من بدري تعالوا
محمد باعتراض: لاء طبعا ما ينفعش
لينا مقاطعة بضيق: من غير لاء يا حضرة الظابط صدقني دا أفضل حل مش مسموح غير بمرافق واحد بس هتفضلوا تتخانقوا طول الليل من فيكوا الي هيبات معاه.

نظرت محمد لها للحظات ليري نظرة تحدي وعِند تلمع فى عينيها فابتسم بداخله على محبوبة أخيه هز رأسه إيجابا باستسلام واخذ يوسف ورحل بينما نزلت لينا لغرفة العناية المركزة، دخلت فوجدت عصام يفحص حالته
لينا باهتمام: ها يا عصام حالته عامله ايه دلوقتي
عصام: الحمد لله الحالة مستقرة النبض طبيعي والتنفس منتظم واعضائة الحيوية شغالة بصورة طبيعية
تنهدت براحة: طب الحمد لله.

نظر لها عصام نظرة غريبة نظرة تجسد فيها الألم والحزن والغضب ليهتف بضيق حاول إخفاءه: لولاكي كان مات
لينا بلهجة حادة: عصام ما تجبش سيرة الموضوع دا تاني، ماشي واتفضل روح على شغلك وانا هتابع حالته
عصام بضيق: تمام، يا دكتورة اجيبلك حاجة تشربيها انتي اتبرعتيله بدم كتير أوي
لينا بحدة ؛ لو سمحت يا عصام اتفضل مش عايزة حاجة
زفر بضيق ليهز رأسه إيجابا خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه.

في منزل محمد
وصل محمد الي منزله في ساعة متأخرة فوجد زوجته ما زالت مستيقظة تجوب غرفة النوم بقلق
محمد بدهشة: رانيا انتي ايه الي مصحيكي لحد دلوقتي
لم ترد عليه بل اسرعت ورمت نفسها بين ذراعيه وبدأت تبكيبقوة
( رانيا النشار زوجة محمد منذ ثلاث لديها ابنه صغيرة لوجين )
رانيا باكية: كنت قلقانة عليك اوي يا محمد الحمد لله انك بخير
مسد محمد على شعرها بحنان: بس يا حبيبتي اهدي انا كويس والله ما تخافيش.

ابتعدت عنه تمسح دموعها سريعا
رانيا مبتسمة: الحمد لله الحمد لله يا رب ثواني وهحضرلك العشا
محمد بتعب: معلش يا رانيا ماليش نفس
ثم تركها وجلس على الفراش وبدأ يخله حذائه
فذهبت وجلست بجانبه تربت على يده بحنان: مالك يا محمد
رمي رأسه على كتفها وبدأ يبكي: خالد يا رانيا خالد اتصاب وكان هيموت.

شهقت بفزع مدت يديها سريعا تحتضن رأسه بحنان ليكمل هو باكيا: كان هيموت زي زيدان، زيدان مات قدام عينيا وخالد كان هيحصله كنت حاسس إني هتجنن وهو بيتشاهد وبيغمض عينيه زي زيدان
انسابت دموعها بألم على حالته: اهدي يا محمد اهدي يا حبيبي مش هو الحمد لله بقي كويس
هز رأسه إيجابا فاكملت بحنان وهي تمسد على شعره برفق: الحمد لله يا حبيبى ما تعملش في نفسك كدة عشان خاطري.

رفع رأسه ينظر لها بحب دني برأسه يقبل جبينها: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.

اما في منزل الرائد يوسف
دخل يوسف الي منزله يفرد ذراعيه بتعب اتسعت عينيه بدهشة عندما وجد والدته وخطيبته في انتظاره
يوسف بدهشة: ساندرا انتي بتعملي ايه هنا
ساندرا بضيق: بقي دي طريقة تكلم بيها خطيبتك، طب انا زعلانة منك وانا غلطانة اصلا اني كنت قلقانة عليك
يوسف سريعا: مش قصدي يا ساندرا، قصدي ان الوقت اتأخر هتروحي ازاي دلوقتي
ذهبت والدته اليه وعانقته بحنان.

والدة يوسف: وحشتيني اوي يا حبيبي الحمد لله انك رجعت بالسلامة وان كان على ساندرا ما تقلقش هتبات معانا هنا انا اتفقت مع خالتك على كدة
تنهد يوسف براحة: طب كويس ادخل انا انام بقي عشان جاي هلكان، تصبحوا على خير
ثم تركهم وذهب الي غرفته
ساندرا: شوفتي يا طنط ابنك بيعاملني ازاي، وانا قلقانة عليه وسهرانه طول الليل مستنياه.

والدة يوسف: معلش يا حبيبتي انتي عارفه ان هو بيبقي جاي من شغله تعبان وما بيصدق يرتاح شوية يلا احنا كمان نروح ننام تصبحي على خير يا حبيبتي
ساندرا: وانتي من اهله يا انطي
دخلت والدة يوسف الي غرفتها وذهبت ساندرا الي غرفة الضيوف التي ستقضي فيها ليلتها ما ان دخلت وأغلقت الباب حتي شعرت بظل يتحرك خلفها
فزعت ساندرا وبدات تصرخ: حرررا...

وضع يوسف يده على فمها سريعا: يخريبتك هتفضحينا حرامي مين انا يوسف، ثم اكمل بنبرة رومانسية حالمة وحشتيني
دفعته ساندرا بضيق: عبوشكلك قطعتلي الخلف
قطب يوسف حاجبيه بصدمة: يا نهار أبيض على دا لسان
وضعت يدها على خصرها تنظر له بضيق: والله يا سي ولسه فاكر تقولي وحشتيني
يوسف بحزن: معلش بقي يا ساندرا ما انتي ما تعرفيش الي حصل
لوت ساندرا جانب شفتيها بضيق: هعرف لو انت قولتيلي.

يوسف بضيق: يخربيت لمضتك أنا الي جبته لنفسي خالد يا ستي اضرب بالرصاص وهو دلوقتي في المستشفى
ساندرا بحزن: انا اسفة يا حبيبي ما اكنتش اعرف طب هو حالته عاملة ايه دلوقتي
يوسف: الحمد لله الدكتورة قالت ان حالته استقرت
ساندرا وهي تدفعه إلى خارج الغرفة: طب يلا بقي يا حبيبي روح نام عشان نلحق نروحله الصبح بدري
يوسف بمرح: طب ما تزوقيش، تصبحي على خير يا حبيبتي
ساندرا: وانت من اهله
يوسف بمشاكسة: حاف كدة.

ساندرا: ايوة دا الي عندي اتفضل بقي روح نام
اخرجته من الغرفة واغلقت الباب في وجهه
يوسف بضيق: منك لله يا ساندرا يا بنت ام ساندرا كشفت رأسي ودعيت عليكي بالعربي وبالانجليزي وبكل اللغات ثم صاح بضيق: عايز اتجوز يا ناااااس
بينما تقف ساندرا خلف الباب المغلق منهارة من الضحك على افعال حبيبها المجنونة مثله.

في المستشفى
كان ممدا على الفراش الكثير من الأجهزة الطبية متصلة بجسده اقتربت من فراشه ببطئ تجول بعينيها بين تلك الأجهزة وملامح وجهه المستكينة.

امسكت رسغ يده تتأكد من انتظام دقات قلبه اغمضت عينيها فمر امامها مشهد طفلة صغيرة تجلس على فراش صغير تبكي لأن دميتها المفضلة انكسرت فظهر صبي اكبر منها ببضع سنوان ذهب اليها وضمها بحنان الي صدره ومسح دموع عينيها برفق واخرج من خلف ظهره عروسة اخري فصرخت هذة الصغيرة بفرح وقبلت الصبي على وجنته
فتحت عينيها تنظر له بحنين وعتاب عندما تذكرت جملته الساخرة ( دا واضح أن الموضوع كان عاجبك وأنا مش واخد بالي ).

وضعت يده برفق بجانبه ثم ذهبت وجلست على كرسي صغير بجانب الفراش.

في صباح اليوم التالي، في فيلا محمود السويسي
يقف عمر أمام والده وهو يحمل حقيبة سفر صغيرة
محمود بحدة: يعني ايه مسافر يا عمر
عمر سريعا: يا بابا دا هو يوم واحد عشان خاطري وافق
محمود: طب وجامعتك يا ابني
برجاء: يوم يا بابا وهنرجع بكرة مش هنتأخر عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري
زفر محمود بضيق: ماشي يا عمر بس يوم واحد
قلبه عمر على وجنته بفرح: اشطات يا حج ربنا يخليك يا رب اخلع انا بقي.

ركض الي خارج منزلهم يستقل سيارة صديقه
سامر ضاحكا: أنا ما صدقتش لما اتصلت بيا وقولت انك طالع معانا الساحل
عمر: لاء يا سيدي صدق
سامر: طب وهيركل اخوك
عمر ضاحكا: في مأمورية
سامر ضاحكا: ايوة يا عم إن غاب القط ألعب يا فار
عمر ضاحكا: بالظبط let s go يا برنس دا هيبقي أسبوع درمغة يا شقيق.

بدأ يفتح عينيه بتعب يحاول السيطرة على ذلك الشعور الذي يرغمه على الاستسلام لسلطان النوم اخيرا استطاع فتح عينيه تطلع الي سقف الغرفة الأبيض بضع لحظات قبل أن يعقد حاجبيه باستفهام أين أنا
تردد ذلك السؤال في عقله حرك رأسه يسارا فوجد تلك الاجهزة المتصلة به.

شعر بتيبس عضلات رقبته فبدأ يحرك رأسه للجانبين لتثبت انظاره عليها وهي نائمة على الكرسي بشكل ملائكي خطف انفاسه بدون وعي منه نزع تلك الاجهزة المتصلة به ليقم من على الفراش ببطئ متجها اليها
جثي على ركبتيه بجانب كرسيها ينظر لها بسعادة تنطق من بين قسمات وجهه المرهق
خالد بصوت منخفض: لينا، لوليتا اصحي يا لوليتا
تمتمت وهي نائمة بضيق: مش هصحي يا خالد ومش هروح المدرسة النهاردة اجازة.

ضحك عاليا بشدة، ضحك كما لو لم يضحك من قبل فتململت هي بانزعاج من صوت ضحكاته فتحت عينيها بضيق لتتسع عينيها بفزع
لينا بقلق: خالد أنت قومت من على السرير وشلت الكانيولا والمحاليل ليه انت لسه تعبان
خالد: بس اهدي أنا كويس
لينا بضيق: لو سمحت ارجع لسريرك
عاد لفراشه يتسطح عليه فعملت على اعادة توصيل المحلول الوريدي بجسده
خالد بألم مصطنع: ااااه الحقيني مش قادر
لينا بفزع: في ايه، ايه الي وجعك.

نظر له بهيام ليهتف بمرح: قلبي بيوجعني أوي آه يا قلبي
ضيقت عينيها ترمقه بغيظ: جاك وجع في قلبك وقفت قلبي
ابتسم بمشاكسة: خوفتي عليا
نظرت له ببلاهة لتهتف بتلعثم: هااااا، ااه طبعا حضرتك مريض ولازم نخاف على حضرتك عشان سمعه المستشفي
خالد مبتسما بسخرية: همشيها سمعة المستشفى ثم اكمل بجد هو ايه الي حصل بالظبط
لينا: كل الي اعرفه أنك اتصبت ومحمد ويوسف جابوك هنا
هز رأسه إيجابا ليكمل: أنا هخرج امتي.

لينا: يومين على ما حالتك تستقر خالص ممكن بقي تستريح عشان انت لسه تعبان
خالد بجد: لاء انا كويس، وعايز اخرج
لينا بضيق: تخرج ازاي ما ينفعش لازم تفضل تحت الملاحظة يومين على الاقل دي اوامر الطبيب المعالج
خالد غامزا بمشاكسة: وانا تحت امر الطبيب المعالج
نفخت خديها المتوردتين من الخجل بغيظ لتهتف بصوت منخفض غاضب: قليل الادب
خالد ضاحكا: سمعتك على فكرة
سمعا صوت دقات على باب الغرفة
لينا: اتفضل
دخل يوسف وساندرا.

يوسف بمرح: يا صباح الي بتغني يا لود عامل ايه دلوقتي
ساندرا مبتسمة: صباح الخير يا خالد حمد لله على سلامتك
خالد: الله يسلمك يا ساندرا، ممكن معلش اطلب منك طلب
ساندرا: اه طبعا اتفضل
خالد: ما تجبيش الواد دا هنا تاني
ضحكت ساندرا ولينا ضحكات عالية، فنظر خالد الي لينا احدي نظراته المخيفة فسكتت عن الضحك
دخل بعد قليل محمد ورانيا ولوجين ابنتهم الصغيرة ذات الثلاثة أعوام
جرت لوجين سريعا الي حضن خالد.

لوجين بفرحة: عمو خالد
خالد ضاحكا بألم: براحة يا لوجين على عمو خالد
اتسعت عيني الصغيرة بدهشة: ايه دا يا عمو انت متعور
خالد: اه يا حبيبتي
قلبت الصغيرة شفتيها بحزن: مين الي عورك
خالد بحنان وهو يمسد على شعرها: الناس الوحشين الي بيخوفوا العيال الصغيرة
لوجين بحماس: وانت قبضت عليهم
خالد: اه يا حبيبتي قبضت عليهم انا وبابا
لوجين: مش دول ربنا هيزعل منهم
خالد: اه يا حبيبتي.

رانيا: كفاية بقي يا لوجين عشان ما تتعبيش عمو خالد، حمد لله على سلامتك يا خالد
خالد مبتسما: الله يسلمك يا رانيا
لوجين: عمو خالد هو انا تعباك
خالد: لا يا حبيبتي ابدا
لوجين: ثوفتي بقي يا ماما اهو مث تعباه
لمح خالد بطرف عينيه عيني صديقه المليئة بالدموع الذي يحاول إخفائها عن الجميع
خالد بحدة معنفا اياه: انشف يا محمد من امتي وحد فينا بيعيط وانا الحمد لله قدامك اهو عايش ما موتش، لما ابقي موت ابقي عيط.

محمد سريعا: بعد الشر عليك
احتضن محمد وخالد بعضمها ظل كل منها يشد على جسد الاخر بقوة الصداقة بينهما
خالد بمرح: براحة يا جدع انت بتستقوي عليا عشان انا مريض
محمد بدموع: ربنا يجعل يومي قبل يومك
خالد غاضبا: بعد الشر عليك انت اتجننت يا محمد ازاي تدعي على نفسك
محمد: انا ما اقدرش اعيش في اليوم وانا عارف انك مش فيها أنت اخويا وابويا وصاحبي.

خالد بمرح: انا بقي اقدر قوم ياض هات لمراتك وبنتك وساندرا حاجة يشربوها وهاتلي سجاير
لينا بضيق وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: التدخين ممنوع يا استاذ خالد حضرتك في مستشفي وما تنساش ان حضرتك مصاب يعني ما ينفعش
خالد بابتسامة صفراء: احم، طب ما ينفعش سيجارة واحدة
لينا بحدة: لاء يعني لاء
تمتم خالد بغيظ: خلاص ماشي ايه البت الرخمة دي
يوسف بمرح: الحمد لله يا رب لقينا حد يقول لخالد لاء.

دقت الممرضة باب الغرفة تهتف بلهفة: دكتورة لينا دكتور عصام بيقول لحضرتك في عملية مستعجلة
لينا سريعا: أنا جاية حالا عن اذنكوا
تركتهم وخرجت من الغرفة سريعا لمباشرة عملها
فنظر يوسف لخالد بخبث: يا بختك يا عم المزة بايته جنبك طول الليل يا رتني كنت أنت الي اتضربت بالرصاص
لكزته ساندرا في كتفه بغضب: اتلم الي بتعاكسها دي صاحبتي.

خالد بحدة: قسما بالله يا يوسف لو اتكملت عنها بالطريقة دي تاني هحققلك امنيتك واضربك رصاصتين يخلصونا منك
رن هاتف محمد برقم محمود والد خالد
محمد: دا والدك، اتصل بيا كتير بس انا ما ردتش عليه لحد ما اعرف هتعمل ايه
خالد: طب هات الموبيل
ثم نظر للجالسون يهتف بتحذير مش عايز اسمع صوت
فتح الخط فرد محمود بلهفة
محمود بلهفة: ايوة يا محمد يا ابني ما بتردش ليه
خالد: وعليكم السلام يا حج
محمود: خالد انت كويس يا ابني.

خالد: أيوة يا حج الحمد لله كويس
محمود: اومال ما جتش لحد دلوقتي ليه انت فين
خالد: انا في الادارة
محمود: طب هتيجي امتي
خالد: يومين تلاتة كدة يا حج عشان ورايا حاجات مهمة
محمود بشك: خالد انت بجد كويس
خالد: اه يا...
وقبل ان يكمل كلامه قاطعه صوت الممرضة وهي تهتف
الممرضة: خالد باشا الحركة الزايدة غلط على جرح حضرتك ودا جرح رصاصة يعني ممكن يفتح تاني
رمقها خالد بغضب افزعها بينما صاح فيه والده بحدة.

محمود بصدمة: خالد انت اتصبت حرام عليك يا ابني ومخبي علينا انا جيلك حالا انت في مستشفي ايه
خالد: مستشفى الحياة يا حج
محمود سريعا: انا جيلك حالا
اغلق الخط والقي الهاتف ليتنفض من على الفراش يقبض على رسغ الممرضة بقسوة يصيح فيها بغضب: انتي ايه الي جابك هنا
الممرضة بخوف: دا دا دا ميعاد الدوا بتاع حضرتك
خالد غاضبا: مش عايز زفت، اطلعي برة
الممرضة: ايوة يا افندم بس.

القي خالد الدواء من يدها: قولتلك اطلعي برة بررررررة
ركضت الممرضة من الغرفة سريعا وهي تبكي لتبحث عن لينا، فعلمت انها في غرفة العمليات لاجراء جراحة طارئة
اما داخل الغرفة
محمد بهدوء: اهدا يا خالد خلاص ما حصلش حاجة
خالد غاضبا: ازاي يعني ما حصلش حاجة غبية، بسببها والدي عرف الي حصل
محمد: ما هو كدة كدة كان هيعرف
خالد غاضبا: كنت هقوله بعد ما اتنيل اخرج من هنا، آه يا كتفي.

محمد سريعا بقلق: مالك يا خالد انت كويس، اندهلك الدكتور
خالد غاضبا: لاء انا كويس، ما تندهش حد مستشفي كل الي فيها اغبية
يوسف بخبث: حتي دكتورة لينا
خالد غاضبا: كلهم اتلم بقي يا يوسف
تولي محمد ويوسف مهمة تهدئة خالد الي ان هدأ بعض الشئ فانسحب الجميع بهدوء ليتركوه يرتاح بعض الشئ.

بالكاد انتهت من اجراء جراحة طارئة ذهبت الي مكتبها متعبة للغاية فهي لم تنم منذ الامس الا ساعات قليلة لا تتذكر هل بالفعل تناولت شئيا منذ الامس أم لا تهاوت على كرسيها تفرك عينيها بتعب عندما سمعت دقات على باب مكتبها
لينا: ادخل
دخلت تلك الممرضة تبكي بشدة
لينا بقلق: مالك يا الفت أيه الي حصل بتعيطي ليه
قصت الفت على لينا ما حدث في غرفة خالد وهي تبكي وتنتحب.

لينا برفق: خلاص يا ستي حقك عليا انا ما تزعليش ومعاكي باقي اليوم اجازة واسبوعين مكافأة بدل زعل مرضية كدة يا ستي
الفت مبتسمة: انا متشكرة أوي يا دكتورة حضرتك طيبة جدا، عن اذنك
لينا مبتسمة: اتفضلي
خرجت الفت من الغرفة
لينا بضيق: وبعدين معاك يا خالد
خرجت من مكتبها متجه الي غرفته دقت الباب فسمعت صوته يأذن بالدخول
لينا بضيق: حمد لله على سلامتك يا حضرة الظابط.

ابتسم داخله بسخرية علم لما جاءت قبل أن تتكلم بالتأكيد تلك الممرضة ذهبت لتشتكي لها منه
خالد ببرود: الله يسلمك، خير
لينا بحدة: بص يا حضرة الظابط حضرتك هنا في مستشفي محترمة فياريت حضرتك تلتزم حدودك وانت بتتعامل مع الناس الي شغالين فيها
اغتاظ من طريقتها الحادة في الكلام معه فهتف فيها بغضب
خالد غاضبا: أنتي مشغلة عندك شوية اغبيه.

لينا غاضبة: ما اسمحلكش تتكلم عنهم بالطريقة دي، دول مش شغالين عندك دول بيساعدوا حضرتك عشان تبقي تتعالج
مع انفعالها بدأت تشعر باضطراب فوضعت يدها على رأسها تحاول التوازن
تبخر غضبه كله في لحظة ليهاجم القلق قلبه
خالد بقلق: مالك يا لينا
لينا غاضبة: مالكش دعوة بيا
كانوا على وشك الجدال من جديد ولكن قاطعهم دخول والد خالد ووالدته مسرعين الي الغرفة.

محمود: خالد يا ابني حمد لله على سلامتك، كدة يا ابني عايز تخبي علينا
خالد: ما تقلقش يا حج انا بقيت كويس عمر الشقي بقى
زينب باكية: قلبي كان حاسس أنك مش كويس
خالد برفق: خلاص يا أمي والله أنا كويس دا جرح بسيط ولا ايه يا دكتورة
نظر ناحيتها نظرة تقول لها قولي فقط نعم فهزت رأسها إيجابا سريعا
محمود: طب يا ابني أنا هسيب والدتك معاك واروح اشوف حساب المستشفى.

خرج محمود من الغرفة بينما جلست زينب جوار أبنها تحركت لينا خطوة اثنتين بدأ الدوار يعصف برأسها من جديد
التفت له تتطلع اليه بأعين زائغة منهكة، ليهب سريعا من فراشه ولكن سبق السيف العزل لتسقط ارضا تحت قدميه فاقدة للوعي بينما يصرخ هو باسمها بفزع.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  21-12-2021 02:23 صباحاً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع

خرج محمود من الغرفة بينما جلست زينب جوار أبنها تحركت لينا خطوة اثنتين بدأ الدوار يعصف برأسها من جديد
التفت له تتطلع اليه بأعين زائغة منهكة، ليهب سريعا من فراشه ولكن سبق السيف العزل لتسقط ارضا تحت قدميه فاقدة للوعي بينما يصرخ هو باسمها بفزع: لينااااااا.

انحني بجذعه سريعا فبدأ يشعر بوغزات قاسية تشتد عليه جرحه يصرخ بألم، وضع احدي يديه أسفل ركبتيها والآخري أسفل ظهرها ليحملها بخفه واضعا إياها على الفراش برفق، التفت لوالدته يصيح بقلق: دكتور بسرعة دكتور
هزت والدته رأسها إيجابا سريعا اتجهت ناحية باب الغرفة لتخرج منه فوجدته يدخل ودخل منه احد الاطباء.

رمق عصام خالد بغيظ، بلغ غيظه بصعوبة ليهتف بدبلوماسيته المعتادة: خالد باشا ما ينفعش الي حضرتك عامله دا جرح لسه جديد وممكن يفتح تاني
تقدم عصام من الفراش الطبي بخطوات واسعة
انحني بجذعه ليقترب بجسده من جسد لينا حتي يحملها
خالد بترقب: أنت بتعمل ايه
عصام بضيق لم يستطع إخفاءه: هكون بعمل ايه يعني هشليها اوديها أوضة تانية عشان حضرتك ترتاح.

هتف خالد من بين اسنانه بحدة: لو ايدك قربت منها مش لمستها قربت بس منها هقطعلك ايديك الاتنين
انتفض عصام مبتعدا عنها ازدرد ريقه بتوتر ليهتف بتلعثم: ما ينفعش نسيبها كدة ححضرتك تعبان وهي كمان تعبانة
رفع حاجبه الأيسر قليلا يرمقه بازدراء ليقترب منها ويفعل ما فعل من قبل ليحملها بخفة بين ذراعيه.

هل تشمون رائحة حريق لا تخافوا هذا فقط دم عصام الذي يشتاط غضبا من ذلك الرجل الذي يقف امامه رمقه بحدة ليهتف بغيظ: الي حضرتك عامله دا ما ينفعش
تركه يقف ينصهر غيظا وخرج من الغرفة يمشي بخطي حاول كونها سريعة فلحقه عصام سريعا يدله الي احدي الغرف دخل الغرفة ووضعها برفق على الفراش
خالد: مين الي هيكشف عليها
كتف عصام ذراعيه امام صدره وابتسم له باصفرار: أنا
خالد غاضبا: ليه ان شاء الله ما فيش هنا دكاترة ستات.

عصام بحدة: دكاترة ستات سيداتك انا دكتور محترم
خالد غاضبا: مش شغلي، انا عايز دكتورة ست
الي أن هنا وكفي طفح الكيل لم يستطع التحكم باعصابه اكثر من ذلك فصرخ فيه
عصام غاضبا: ما اعتقدش إن في اي علاقة بينك وبين الدكتورة تخليك تقرر مين الي هيكشف عليها أنت مجرد مريض هنا في المستشفي ولا هي عشان اتبرعتلك بدمها تفتكر انك..
خالد مقاطعا بدهشة: اتبرعتلي بدمها.

ابتسم عصام بسخرية: آه سيادتك كنت جاي امبارح وعندك نزيف حاد لما قدرنا نوقفه كنا محتاجين دم بسرعة وحظك أن فصيلتك ما كنتش موجودة
زينب صارخة بحدة: بس أنت وهو انتوا هتفضلوا تتخانقوا وسايبنها مرمية كدة، لو سمحت يا دكتور بعد إذنك هاتلنا دكتورة
هز عصام رأسه إيجابا على مضض ليخرج صافقا الباب خلفه بضيق
زينب؛ وأنت يا خالد ارجع سريرك يلا
خالد بحزم: أنا مش هتحرك من هنا قبل ما اطمن عليها.

كانت جالسة على مكتبها شاردة تمسك قلمها الازرق بعض الخربشات على ورقة بيضاء فقط كلمة واحدة او بمعني أصح اسم واحد
عصام
دق باب الغرفة فاغلقت الدفتر سريعا حمحمت عدة مرات حتي تجلي صوتها: احم، ادخل
دخل هو من كانت تفكر فيه منذ لحظات يهتف سريعا: دكتورة سمية معلش تعالي معايا بسرعة
هزت رأسها إيجابا سريعا وقامت من خلف مكتبها تمشي بجانبه تحاول اللحاق بخطواته الواسعة
سمية بقلق: دكتور عصام هو في ايه.

عصام سريعا: دكتورة لينا تعبانة، اغمي عليها فجاءة
هزت سمية رأسها إيجابا وقد تحطم قلبها أشلاء نظرات عين عصام نظرات قلقة محبة هل بالفعل عصام يحبها ولكن هي تحبه متي وكيف لا تعلم هي فقط كلما سمعت اسمه تشعر بأن قلبها يقفز فرحا.

فاقت من شرودها عندما وصلا الي غرفة الكشف دخل عصام فوجد خالد ممسكا بيد لينا يسمد على شعرها برفق لو كانت النظرات تقتل لمات الاخير في الحال من نظرات الغضب والغيظ المنبعثة من عيني عصام والتي لاحظتها سمية جيداااا
خرج عصام وخالد من الغرفة وبقيت زينب مع لينا وسمية
استند بجسده على الحائط عاقدا ذراعيه امام صدره
عصام بضيق: ممكن حضرتك تتفضل على اوضتك بقي
خالد بلامبلاة: يلا ياض من هنا.

بعد دقائق خرجت سمية من الغرفة بصحبة زينب
تسارعت انفاسه بلهفة ليطمئن عليها ولكن رغم ذلك سأل ببرود: ايه الي حصل
سمية بعملية: هبوط من قلة الأكل والراحة محتاجة ترتاح شوية وهتبقي زي الفل وحضرتك كمان محتاج ترتاح جرح حضرتك خطير يا ريت حضرتك تفهم دا
عاد الي غرفته فعملت سمية على إعادة توصيل المحاليل بجسده سريعا وحقنه بمهدئ خفيف
سمية: اعتقد دلوقتي حضرتك هتقدر تهدي اعصابك شوية عن إذنك.

في فيلا جاسم الشريف على طاولة الإفطار
جاسم: اومال البت لوليتا فين من امبارح ما شوفتهاش
فريدة بتوتر: هااا لوليتا نزلت من بدري عندها عملية مهمة ونزلت بدري
جاسم: ربنا يقويها
فريدة في نفسها: الحمد لله
كان كل شئ يسير على ما يرام حتي
جاءت رحمة من المطبخ تهتف بقلق: يا فريدة يا بنتي لينا من امبارح ماجتش وهتلقيها كمان ما كلتش انتي عرفاها مهملة في أكلها.

اتسعت عيني جاسم بغضب: من امبارح ماجتش وأنا قرطاس هنا بنتك فين يا هانم
فريدة سريعا: اهدي بس يا جاسم هي بس كان عندها شغل كتير بليل فاضطرت تبات في المستشفي هتلاقيها جاية دلوقتي والله
مرت نصف ساعة جاسم يجوب الغرفة ذهابا وايابا كالليث الحبيس حاول الاتصال بها عدة مرات ولكن دون فائدة هاتفها دائما مغلف.

جاسم صارخا: أنا قولت مية مرة ما فيش شغل باليل لكن ازاي لينا هانم لازم تمشي الي في دماغها والست هانم أمها بتساعدها ما أنا كيس جوافة مش مالي عينهم
فريدة بخوف: يا جاسم اسمعني بس...
جاسم مقاطعا بغضب: حسابك معايا بعدين يا فريدة لما الست هانم بنتك ترجع قسما بالله لهربيها من اول وجديد همشيها على العجين ما تلغبطتوش.

فريدة صارخة: لاء يا جاسم كفاية الي كنت بتعمله فيها وهي صغيرة بسببك عندها فوبيا من الضلمة حرام عليك ما كفاكش انك كنت بتحبسها في اوضتها في الضلمة حرام عليك
جاسم ببرود: أنا كنت بربيها عشان ما تغلطش
فريدة بتهكم: عرفت بقي هي كانت بتحب خالد اكتر منك ليه كانت بتلاقي منه الحنان الي أنت حارمها منه
جاسم غاضبا: اخرسي يا فريدة.

امسك هاتفه يهتف فيه بغضب عندما جاءته الرسالة الصوتية المسجلة ( الهاتف الذي تحاول الاتصال به ربما يكون مغلق أو غير متاح )
فريدة: طب انت مش معاك اي رقم دكتور من الي في المستشفي
جاسم متذكرا : صح، أنا معايا رقم عصام
طلب الرقم سريعا رن الهاتف عدة مرات قبل أن يأتيه الرد
عصام: السلام عليكم
جاسم: وعليكم السلام دكتور عصام مش كدة
عصام: كدة يا افندم مين حضرتك
جاسم: أنا جاسم الشريف والد لينا.

عصام بترحاب: اهلا وسهلا يا افندم اتشرفت بمكالمة حضرتك
جاسم: متشكر يا إبني معلش يا ابني هي لينا لسه في المستشفى
عصام: احم، بصراحة يا أستاذ جاسم من غير ما حضرتك تقلق الدكتورة تعبت شوية واحنا حجزناها في المستشفي
جاسم: شكرا يا دكتور، سلام
اغلق الخط ونظر لفريدة يهتف بسخرية: بنتك يا هانم محجوزة في المستشفي مش أنا الشرير الي بعذبها وانتي مامتها حبيبتها.

رمقها بعتاب ثم تحرك خارجا من المنزل فاستوقفته فريدة تهتف ببكاء: أنت رايح فين
جاسم ساخرا: رايح لبنتي يا فريدة هانم
فريدة سريعا: استني أنا جاية معاك.

في المستشفى
مرت حوالي ساعتين كانت نائمة فيهم لا تشعر بما يحدث حولها، حتي بدأت تحرك رأسها بتعب تأن بألم تحاول فتح عينيها بصعوبة
لينا بألم؛ ااااه، أنا فين
ردت عليها الممرضة الفت بابتسامة: حمد لله على السلامة يا دكتورة
لينا بابتسامة شاحبة: الله يسلمك، هو ايه الي حصل
ألفت: ثواني هنده لحضرتك دكتور عصام
خرجت الممرضة من الغرفة ليدخل عصام بعد عدة دقائق وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة.

عصام مبتسما: حمد لله على السلامة
لينا: الله يسلمك عصام هو ايه الي حصل
اخبرها بما حدث كاملا ولم ينس طبعا الجزء الخاص بخالد ظهر الغضب جليا في عينيها عاد ليفرض سيطرته من جديد لن تسمح له ان يفعل ذلك مرة أخري انتفضت بغضب من على الفراش تتحرك متجهه لخارج الغرفة
تجمدت مكانها فجاءه عندما هتف عصام
عصام: صحيح والدك اتصل بيا
التفت له بعنين متسعة بخوف
لينا بخوف: بابا، بابا اتصل بيك اوعي تكون قولتله حاجة يا عصام.

عصام: انا قولتله انك تعبتي واننا حجزناكي في المستشفى
جزت على اسنانها بغيظ: ليه يا عصام قولتله ليه كنت قلتله عندها عملية ولا بتمر على المرضي اي حاجة ربنا يسامحك يا عصام
خرجت من الغرفة وتركت عصام يتطلع الي
مكانها الفارغ بشرود يهتف داخل نفسه بعذاب: ارحمني يا رب من عذاب حبها، أنا عارف أنها مستحيل تحبني أنا فين وهي فين
دا غير الزفت الي ظهر فجاءة دا.

هتف بغيظ لولا القسم وميثاق شرف المهنة كنت اديته حقنة هوا وخلصت منه
هز رأسه نفيا بعنف، أنا اتجننت خلاص أنا هقوم اشوف شغلي أحسن.

تهدجت أنفاسها بغضب بعدما علمت ما فعل، هل يظن انها مازالت تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تسعد بتنفيذ اوامره
( عروستي الصغيرة ) كانت تكره هذا الاسم كثيرا يشعرها أنها فقط لعبه في يده، اقتحمت غرفته بعنف تصيح فيه بغيظ عندما وجدته جالسا على الفراش بمنتهي الهدوء
لينا غاضبة: ممكن افهم يا استاذ خالد مين الي اداك الحق انك تشيلني ومين الي اداك احق تقرر مين يكشف عليا انت مالك.

التوت شفتيه بابتسامة واثقة، وقد زا دت لمعه عينيه بريقا عندمارآها امامه قد استعادت صحتها من جديد
خالد مبتسما بثقة: انتي الي اديتيني الحق دا لما كنتي ما بترضيش تنامي غير في حضني ولو أي حد زعلك كنتي بتجري تستخبي في حضني، لما كنتي بتعدي تعيطي لو خرجت وسيبتك او شيلت ياسمين...
لينا مقاطعة بغضب: دا كان زمان يا خالد انما دلوقتي انا اقدر اخد بالي من نفسي كويس.

خالد ضاحكا بسخرية: انتي لسه نفس العيلة الصغيرة الي بتخاف تنام في الضلمة نفس العيلة الي بتعمل عيانة عشان ما تروحش المدرسة نفس العيلة الي بتعيط لو عروستها اتكسرت
اشهرت سبابتها في وجهه تهتق بغضب
لينا غاضبة: ابعد عني يا خالد احسنلك
خالد بتأكيد: ما بقاش ينفع يا لوليتا صدقيني ما بقاش ينفع انتي بتاعتي ملكي عروستي الصغيرة سواء كان بمزاجك او غصب عنك
لينا غاضبة: مش هيحصل ابدا على جثتي.

خالد ضاحكا بثقة: هيحصل وقريب، شدد على كلمته الاخيرة قريب أوي يا لوليتا.

في مكتب الاستقبال بالأسفل
دخل جاسم سريعا يهتف في موظف الاستقبال بحدة: دكتورة لينا الشريف فين
استاذ جاسم مش كدة
التفت جاسم ينظر الي ذلك الشخص باستفهام: أنت مين
عصام مبتسما: أنا دكتور عصام نور الدين
جاسم بلهفة: ازيك يا ابني، لينا عاملة ايه هي فين
عصام: دكتورة لينا في أوضة 501 في الدور الثالث في اوضة خ...
قاطعه ذلك الصوت الذي يهتف بدهشة: مش معقول جاسم الشريف.

التفت جاسم الي الصوت ليهتف مبتسما: محمود السويسي عاش من شافك يا صاحبي
محمود: أنت بتعمل ايه هنا
جاسم: جاي لبنتي
قطب محمود حاجبيه بقلق: ما لها لينا كفا الله الشر
جاسم بحزن: تعبانة شوية انت بتعمل ايه هنا
محمود: خالد مصاب ومحجوز في أوضة هنا
فريدة بحزن: خالد ألف سلامة عليه طب هو عامل ايه دلوقتي
محمود: الحمد لله كويس
ركبا معا المصعد
جاسم: أنت طالع الدور الكام
محمود: التالت
جاسم بشك: أوضة كام
محمود: 501.

اتسعت عيني جاسم بصدمة: كااااام ابنك بيعمل ايه في أوضة بنتي
محمود باستنكار: اوضة مين دي اوضة إبني أنا
جاسم بصدمة: يعني ايه، يعني مين الي في اوضة مين
محمود: دلوقتي نعرف
وصل المصعد الي الطابق الثالث فاندفع الجميع خارجه سريعا متجهين الي الغرفة.

لينا صارخة: بكررررررهك
خالد ضاحكا بثقة: كدابة لو كنتي فعلا بتكرهيني ما كنتيش اتبرعتيلي بدمك عشان أعيش
لينا غاضبة: يا رتني كنت سيبتك تموت
خالد بسهتنة: واهون عليكي يا لوليتا
كانت على وشك الصراخ في وجهه عندما اقتحم جاسم الغرفة ومعه محمود وفريدة
أسرعت فريدة تحتضن ابنتها بلهفة: لوليتا انتي كويسة يا حبيبتي
لينا: يا ماما أنا كويسة ما كنتش فيه داعي لتعب حضرتك.

نظرت لينا لوالدها بفزع وخاصة عندما رأت نظرات وجهه المتجهمة بدأت دقات قلبها تتسارع عندما وجدته يتقدم منها الي ان وقف أمامها فاغمضت عينيها بخوف لكنها فتحتهما على اتساعهما بدهشة عندما وجدته يحتضنها برفق يربط على شعرها بحنان: الحمد لله انك بخير يا بنتي انتي كويسة
هزت رأسها إيجابا سريعا بصدمة لن تفارق محياها بعد
تركها وتوجه ناحية فراش خالد ليهتف بود: حمد لله على سلامتك يا بطل.

اتسعت عيني فريدة ولينا بصدمة نظرا الي بعضهما بدهشة ثم عادا ينظران الي جاسم الذي ينظر الي خالد بود!
خالد مبتسما: الله يسلمك يا عمي
جاسم: معلش يا بطل اعذرني على دخولي فجاءه بالطريقة دي أنا بس كنت قلقان على لوليتا
خالد مبتسما: لا ابدا ولا يهمك
لينا بدهشة: الي بيحصل دا بجد
خالد مبتسما بثقة: آه بجد عندك مانع
هزت رأسها نفيا بصدمة
جاسم بضيق: الي بجد أن سيادتك مش هتخرجي من باب البيت فعلا الا باذني.

لينا سريعا: يا بابا أنا...
جاسم مقاطعا بحدة: مش عايز اسمع ولا كلمة، أنا قولت ما فيش ورديات بليل صح ولا لاء، سيادتك بقالك فوق ال48 ساعة برة البيت
خالد بحدة: قصدك أن الست هانم طلعت من المطعم على المستشفي ما روحتش البيت ترتاح من الي حصل في المطعم
جاسم: مطعم ايه وحصل ايه
قص عليه خالد ما حدث في المطعم ليهتف جاسم غاضبا: أنا هرفع قضية على نائد وابنه وهوديهم في ستين داهية وسيادتك ما فيش خروج خالص بعد كدة.

نظرت الي خالد بغضب لتعود تنظر لوالدها برجاء: يا بابا اسمعني بس...
جاسم مقاطعا بحدة: الي عندي قولته يا بنت الشريف، هتفضلي قاعدة في البيت لحد ما يجيلك ابن الحلال وتتجوزي ولو على المستشفى أنا هبيعها
خالد مبتسما بثقة: بالنسبة لابن الحلال بقي أنا طالب منك ايد لينا.

نظرت له بصدمة لو كانت في موقف آخر ربما ستكون سعيدة بها الطلب لكنها تود الآن خلع قلبه من مكانه ولكن ما يطمئنها انها تعرف أن والدها من سابع المستحيلات أن يوافق
قاطع شرودها جملة جاسم التي جعلت قلبها يتوقف فزعا: أنا موافق.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  21-12-2021 03:05 صباحاً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

خالد مبتسما بثقة: بالنسبة لابن الحلال بقي أنا طالب منك ايد لينا
نظرت له بصدمة لو كانت في موقف آخر ربما ستكون سعيدة بها الطلب لكنها تود الآن خلع قلبه من مكانه ولكن ما يطمئنها انها تعرف أن والدها من سابع المستحيلات أن يوافق
قاطع شرودها جملة جاسم التي جعلت قلبها يتوقف فزعا: أنا موافق.

هزت رأسها نفيا بعنف بالتأكيد حلم بل كابوس وستصحو منه قريبا ولكنه للأسف واقع رأت والدها وهو يصافح خالد بحرارة ومن ثم رأته وهو يعانق محمود صديقه وزينب وفريدة قاما بدور المؤثرات الصوتية فلم تكف زينب عن إطلاق الزغاريد وفريدة تحاول تقليدها بعد عناق ودي بينهما.

الي هنا وكفي هي ليست لعبه في يدهم حتي يقرروا نيابة عنها قررت الخروج عن صمتها مواجه خوفها من أبيها وخاصة عندما رأت في عيني خالد نظرات تلمع بانتصار ورسالة تقول انتي ملكي
لينا صارخة: بسسسسسسس.

خيم الصمت للحظات ينظر لها الجميع بدهشة لتهتف هي صارخة: انتوا بتعملوا ايه بتقرروا حياتي وأنا واقفة اتفرج مش من حقي حتي أرفض أو أوافق نظرت لوالدها تصيح فيه وقد خانتها دموعها فبدأت تجري بسرعة على وجنتيها، مش دا خالد الي أنت بتكرهه وكنت بتعاقبني كل ما انطق اسمه كم مرة حبستني في اوضتي في الضلمة عشان كل غلطتي إني قولت عايزة خالد جاي دلوقتي تقولي هتتجوزيه.

توجهت بنظرها ناحية ذلك الجالس على الفراش يرمقها بحزن لتهتف بنحيب، وأنت كنت فين كل السنين دي رمتني وما سألتش عني 12 سنة بعد ما كنت كل حاجة ليا في الدنيا سيبتني وما فكرتش حتي تسأل عني وعيشت حياتك واتجوزت بدل المرة أتنين جاي بعد كل السنين دي تقولي بحبك لاء يا خالد حتي لو كان في قلبي حب ليك انتوا قتلتوه أنا بكرهك يا خالد بكرهك.

اخفت وجهها بين يديها وبدأت في البكاء بينما ينظر لها كل من الغرفة ما بين حزن وشفقة وندم وقسم بمحو تلك الدموع الي الأبد
اقتربت فريدة منها تربطت على كتفها بحنان فألقت برأسها على صدر والدته تنوح بأسي على حالها.

علي جانب آخر هناك من اشتعلت عينيه بغضب عندما سمع تلك الكلمات ( وكنت بتعاقبني كل ما انطق اسمه كم مرة حبستني في اوضتي في الضلمة عشان كل غلطتي إني قولت عايزة خالد) نظر الي والدها وبداخله بركان مشتعل لو انفجر لقتله في الحال، ومع ذلك نظر اليه بهدوء مصطنع: حيث كدة بقي مالوش لازمة نعمل حفلة خطوبة أنا هقدم الشبكة ونكتب الكتاب على طول.

رفعت وجهه تنظر لوالدها كانت نظرتها راجية ترجو عطفه ولو مرة واحدة ولكنه لم يهتم لها ابدا ليرد بهدوء: ماشي يا إبني أول ما تشد حيلك نكتب الكتاب والفرح بعده ب3 شهور
نظرت له بقلب مهشم واعين ماتت الحياة فيها لتردف بخواء: الي بتعمله فيا دا حرام...
قاطعها والدها بقسوة: انتي تخرسي خاااالص فاهمة جوازك من خالد أمر مرفوض منه ويلا قدامي.

ذهب ناحيتها وقبض على رسغ يدها بقوة، وليكور هو قبضته بغضب يحاول التحكم باعصابه امام دموعها التي تخترق روحه كالخناجر تمزقه أشلاء بلا رحمة
بدأت تتحرك من امامه تمشي خلف والدها الذي يجذب يدها خلفه وكأنها دمية يحركها كيفما يشاء وصلت الي باب الغرفة لتقف وترفض الحركة
جاسم بحدة: ما تتحركي
نزعت يدها من يد والدها ببرود كانت نظرة عينيها وكأنها سهام من الصقيع ادرك جاسم في تلك اللحظة أن شئ مهم في قلب ابنته قد مات.

لينا ببرود: ما ينفعش يا جاسم باشا، أنا الدكتورة لينا الشريف اولا واخرا ما ينفعش الدكاترة والممرضين يشوفوني وأنت ساحبني كدة وراك اتفضل حضرتك وأنا هجيب شنطتي من المكتب واحصلك
هز جاسم رأسه إيجابا: خمس دقايق وتبقي في العربية
هزت رأسها إيجابا وفتحت الباب ليتبعها جاسم ومعه فريدة.

ذهبت الي مكتبها بخطئ حاولت أن تكون سريعة، ادارت مقبض الباب ودخلت بدأت في
جمع اغراضها عندما سمعت صوت دقات على باب المكتب
لينا: ادخل
دخل عصام يهتف بقلق ظاهر
عصام: دكتورة لينا حضرتك كويسة
هزت رأسها إيجابا ببرود، فرمقها بشك
عصام: متأكدة؟!
لينا ببرود: ما تقلقش يا عصام انا كويسة في حاجة
عصام: لا ابدا انت كنت جاي اطمن على حضرتك هو انتي ماشية ولا ايه
لينا: آه تعبانة ومحتاجة استريح.

ثم أخرجت ورقة من مكتبها وخطت عليها بعض الجمل ووقعت باسمها واعطتها له
خد يا عصام دا اقرار مني أنك المسؤول عن المستشفي الفترة الجاية احتمال ما اقدرش أجي اعتبر نفسك مكاني على ما أرجع
عصام بقلق: ليه مش هتيجي انتي مش كويسة صح
ابتسمت ابتسامة صغيرة لم تصل لعينيها: أنا كويسة أنا بس محتاجة راحة طويلة شوية خلي بالك من المستشفى يا عصام
تنهد بحزن وهو يأخذ منها تلك الورقة: حاضر يا دكتورة.

دق باب الغرفة تلك المرة دقات سريعةمتتالية
لينا بهدوء: ادخل
دخلت احدي الممرضات تهتف سريعا: دكتورة لينا المريض الي في الأوضة 501 مصر يخرج دلوقتي
لينا بهدوء: طب روحي انتي وأنا هتصرف
فتحت درج مكتبها واخرجت ورقة تعهد
لينا: خد يا عصام لو هو مصر يخرج خليه يمضي التعهد دا ان المستشفى مش مسئولة عن حالته لو حصله اي مضاعفات
عصام: حاضر يا دكتورة.

خرج عصام والممرضة ومن بعدهم لينا متوجه الي سيارة والدها جلست على الأريكة الخلفية بجانب والدتها دقيقة اثنين ثلاثة خمسة دقائق مرت تحاول فيهم سجن دموعها في أسر عينيها، ربتت فريدة على يدها برفق
فريدة بحزن: عيطي يا بنتي
وكانت إشارة بدأ نحيب حارق تنعي نفسها ببكاء صامت ارتمت على صدر والدتها تبكي وتجهش في البكاء
وظلت تمسد على شعرها
فريدة باكية على حالة ابنتها: بس يا بنتي اهدي، اهدي خلاص.

جاسم بحدة: ما خلاص بقي كفاية عياط مش دا خالد حبيب القلب دلوقتي مش عايزاه
انتفضت من حضن والدتها تهتف بقسوة: أنا بكرهه وبكرهك أنا عارفة أنك عمرك ما حبتني طالما مش عايزني وعايز تخلص مني ما سبتنيش عايشة في امريكا ليه.

ضغط جاسم على مكابح السيارة بقوة فتوقفت فجاءة ليصيح فيها: أنا لو عايز أخلص منك زي ما بتقولي كنت جوزتك فارس ابن عمك بعد ما خلصتي ثانوية عامة وبعتك تعيشي في الصعيد زي ما عمك راشد كان عايز او كنت رفضت انك تسافري برة تدرسي سبع سنين وكنت دخلتك اي كلية عادية اربع سنين وجوزتك بعدها ولكن انا فضلت ماشي ورا حلمك وطموحك لحد ما حققتيه اعتقد كفاية كدة اوي انا مش هعيشلك العمر كله ولازم يبقي فيه حد يحافظ عليكي.

لينا صارخة ببكاء: من امتي والحد دا كان خالد دا أنت طول عمرك بتكرهه
جاسم: لتفضلي هنا وتتجوزي خالد لتسافري الصعيد وتتجوزي فارس لاما ترجعي أمريكا وتتجوزي أياد
اتسعت عينيها بذعر عندما سمعت اسمه: لالا أنا مستحيل أرجع لاياد مش بعد الي كان عايز يعمله فيا عايزني ارجعله
كاد جاسم أن يرد عندما رن هاتفه برقم غريب أمسك هاتفه وفتح الخط
جاسم: مين معايا
خالد: جوز بنتك انتوا واقفين ليه.

جاسم بغيظ حاول إخفاءه: وأنت عرفت منين اننا واقفين
خالد: بص وراك
نظر جاسم في مرآة السيارة الامامية فوجد سيارة سوداء تقترب منهم لتقف بجانبهم
ترجل منها محمود وخالد
فنزل جاسم من سيارته
خالد بقلق مصطنع: خير يا عمي انت كويس العربية عطلت ولا ايه
جاسم بود مصطنع: لاء يا ابني ما تقلقش العربية شغالة
محمود: طب انتوا كويسين حد فيكوا حصلوا حاجة عشان كدة وقفتوا
جاسم: ما تقلقش يا محمود احنا كويسين صحيح هو خالد خرج ازاي.

محمود بضيق: اعمل ايه في دماغه الناشفة ما رضيش يقعد واضطر يكتب تعهد على نفسه لو حصله حاجة
نزلت زينب من السيارة وذهبت اليهم
زينب: هي لينا وفريدة كويسين
هز جاسم رأسه إيجابا فتركتهم وصعدت الي سيارة جاسم
خالد بتوعد وبصوت منخفض: ما تنساش اتفقنا يوم الخميس
جاسم بضيق: مش ناسي
محمود ضاحكا: بتتفقوا على ايه
خالد مبتسما: لاء ابدا يا حج دا أنا بعزم عمي جاسم عندنا على الغدا يوم الخميس.

هتف من بين اسنانه بابتسامة صفراء مصطنعة: مش كدة يا عمي
رد جاسم له الابتسامة ليهتف أيضا من بين اسنانه: كدة يا حبيبى.

في داخل السيارة
صعدت زينب بجوار لينا المرتمية في احضان والدتها تبكي بحرقة مسدت على شعرها برفق
زينب بحزن: لوليتا حبيبتي كفاية عياط هتموتي نفسك
جذبت زينب لينا من حضن فريدة برفق
زينب بحنان: حبيبتي ما حدش هيغصبك تعملي حاجة انتي مش عايزها مش عايزة تتجوزي خالد خلاص مش هتتجوزيه
لينا غاضبة: انتي فكراني عيلة صغيرة بتضحكي عليها بكلمتين، ابنك انا مش هتجوزه ولو على جثتي حتي.

ثم عادت ترتمي في حضن والدتها من جديد
فريدة باحراج: معلش يا زينب هي بس اعصابها تعبانة شوية
زينب: ولا يهمك يا فريدة انتي عارفة ان لينا في غلاوة بنتي واكتر والله
استقل جاسم وخالد سيارة جاسم بينما استقل محمود سيارته
خالد: لو سمحتي يا امي ارجعي عربية بابا خمس دقايق وهحصلك.

نزلت زينب من سيارة جاسم وعادت إلى سيارة زوجها، لتنفجر هي في وجهه ما أن سمعت صوته التي باتت تمقته: انت ايه الي جابك هنا يا حيوان يا متخلف انت بني آدم معندوش دم
خالد بهدوء: ربنا يسامحك
جاسم غاضبا: اتكلمي بادب مع جوزك يا بنت
لينا غاضبة: انت بني آدم ما عندوش كرامة الي يتجوز واحدة غصب عنها يبقي مش راجل.

كادت يد جاسم ان تهوي على وجنتها ولكن امسكها خالد ليعصر يد جاسم في قبضة يده يهتف بتوعد خافت من بين اسنانه: قسما بالله لو مديت ايدك عليها تاني لكسرلك ايدك
نزع جاسم يده من يد خالد بعنف
جاسم غاضبا: سيب ايدي واضح كده ان انا ما عرفتش اربيها، ومحتاجة تتربي من اول تاني
خالد مبتسما لجاسم بتوعد: خلاص انا مقدر حالتها النفسية.

لينا غاضبة: لاء وانت حسيس اوي، أنت ايه الي جابك هنا اصلا جاي تحرق دمي وتثبتلي أنك قدرت تنفذ كلامك مش كدة
خالد مبتسما بمرح: لاء خلاص بصي يا ستي أنا هشرحلك انا جاي اقطع كشف عندك أصل الدكتورة الي كانت بتعالجني يلا بقي ربنا يسامحها عشان خاطر عينيها الحلوة الي بتبقي زي القمر وهي بتعيط
رغما عنها داعبت ابتسامة صغيرة شفتيها ولكنها اخفتها سريعا.

ليكمل هو بمرح: المهم الدكتورة الحلوة دي مشيت من غير ما تكتبلي علاج لكتفي رغم انها هي الي انقذت حياتي، ممكن بقي لو سمحتي يا دكتورة تكتبيلي علاج عشان كتفي
دون أن تنطق بحرف أخرجت ورقة صغيرة من حقيبتها وخطت عليها بعض الادوية
اخذها منها ينظر الي المكتوب ليهتف بمرح: انا اتكدت انك دكتورة، التعاويذ دي ما حدش بيعرف يكتبها غير الدكاترة، انا هروح لدجال يفكلي التعويذة دي متشكر جدا يا دكتورة.

ثم وجه كلامه لجاسم: مستنيكوا يوم الخميس يا عمي
هز جاسم رأسه إيجابا بشرود فنزل خالد من السيارة وعاد الي سيارة والده جلس على الأريكة الخلفية لتنتطلق كلتا السيارتين
فتحت نافذة المقعد الخلفي واسندت يدها على فتحة النافذة اسندت وجنتها على راحة يدها واخدت دموعها تنساب على وجنتيهابصمت
كانت السيارتان تسيران متجاورتين وعند اشارة المرور وقفت السيارتين متجاورتين رآها وهي تبكي بصمت مزق قلبه
خالد: بس بس بس.

قطبت حاجبيها باستفهام عندما سمعت ذلك الصوت الغريب التفت حولها بحيرة تبحث عن ذلك الصوت الي أن وجدته قادما من السيارة المجاورة لهم فاغلقت زجاج النافذة سريعا
اقترب خالد من زجاج مقعده ونفخ بخار الماء عليه بعدها كتب على الزجاج (بحبك)
راقبت ما يفعل بترقب واندهاش لتفعل مثله ولكنها كتبت ( بكرهك)
اعاد الكرة مرة أخرى ليكتب ( مش من قلبك )
فكتبت في المقابل ( بكرهك )
فكتب ( قريب هتحبيني )
فردت(في المشمش ).

فكتب( هنشوف)
فردت ( هنشوف)
بعدها انفتحت الاشارة وتفرقت السيارتين
ّفانتهت حرب البخار
بعد مدة وصل جاسم الي بيته ركن سيارته فنزلت لينا منها سريعا وصعدت راكضه الي غرفتها واغلقت بابها عليها بالمفتاح وارتمت على فراشها تبكي
تطلع جاسم في اثرها بحزن لبضع ثواني ليتحرك بخطوات بطيئة ناحية مكتبه دخل مكتبه ليتهاوي بجسده على أول كرسي قابل يغمض عينيه بارهاق يمر امامه شريط مقابلته الاولي بخالد.

كان جالسا على مكتبه يطالع احدي القضايا المهمة عندما سمع دقات على باب الغرفة ظن في البداية أنها زوجته فهتف بتلقائية: ادخلي يا فريدة
الا أنه سمع ذلك الصوت الذي يكره صاحبه وبشدة يهتف بهدوء: صباح الخير يا عمي
رفع جاسم عينيه ينظر للواقف امامه بغضب: أنت، انت ايه الي جابك هنا اطلع برة
اتجه ناحيته بهدوء الي أن وصل الي الكرسي المقابل لمكتبه فجلس عليه باريحيه.

خالد بهدوء: اهدي بس يا عمي واسمعني، أنا جاي هنا لمصلحتك
ضحك جاسم بسخرية: مصلحتي، ألعب غيرها يا ابن السويسي
خالد مبتسما بثقة: صدقني لمصلحتك أنا عارف إن لينا هنا من أول ما وصلت يعني ببساطة شديدة جدا كان ممكن اخدها أول ما طلعت من المطار ونتجوز وابقي قابلني ساعتها لو عرفت توصلها
احتقنت عيني جاسم بغضب بينما اكمل خالد بنفس نبرة الثقة: صدقتني بقي إني جاي عشان مصلحتك، بنتك حياتها في خطر.

تهاوي جاسم على مقعده يهتف مع نفسه بقلق: يعني صح، يعني صح هياخدوا بنتي، رفع نظره الي خالد يهتف على مضض: أنا موافق على اي حاجة أنت عايزاها بس تحمي بنتي
لو عايزني اتنازلك عن املاكي كلها أنا موافق بس بنتي تعيش
قطب خالد حاجبيه بدهشة لم يتوقع موافقته السريعة تلك ولكنها في صالحه على كل حال فاردف بثقة: أنا مش عايز فلوسك أنت عارف كويس أنا عايز ايه
رد جاسم سريعا: وأنا موافق.

تلك المرة اتسعت عينيه حتي تكاد تملئ وجهه بينما اكمل جاسم برجاء: احنا هننسي كل لي حصل زمان وأنا موافق انك تتجوز لينا بس تحميها وتحافظ عليها
خالد سريعا: طبعا مش عايزة كلام
فاق جاسم من شروده على صوت فريدة تهتف ببكاء
فريدة باكية: جاسم جاسم يا جاسم
جاسم: ها، خير يا فريدة
فريدة باكية: كرمال الله يا جاسم انا ما فيني اتحمل ها القهره الي بنتي فيها
جاسم بضيق: فريدة اتكلمي عدل عايزاني اعمل ايه يعني.

فريدة باكية: الغي جوازها من خالد طالما هي مش موافقة
جاسم غاضبا: لاء يعني لاء لينا هتتجوز خالد ودا اخر كلام ومش عايز نقاش تاني في الموضوع دا مفهوم.

في فيلا السويسي
دخل بصحبة والديه فركضت ياسمين سريعا تحضنه بقوة
ياسمين بقلق: خاالد عامل ايه دلوقتي يا حبيبى
خالد ساخرا: كويس انك لسه فاكرة ان ليكي اخ تسألي عليه
ياسمين سريعا: والله يا خالد لسه واصلة بقالي ساعة، ولما ما لقتش حد اتصلت بماما وقالتلي على الي حصل وكنت عايزة اجيلك بس ماما قالتلي انكوا جيين في السكة
خالد بلامبلاة: انتي حرة يا ياسمين عن اذنكوا أنا تعبان وطالع أنام، صحيح الواد عمر فين.

محمود: عمر سافر مع أصحابه الصبح وهيجيوا بكرة
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: ابقي قابلني لو ابنك جه قبل أسبوع عن اذنكوا
صعد لأعلي والقي بجسده على الفراش ليجد هاتفه يرن برقم عمر
فتح الخط يهتف بضيق: عايز ايه يا زفت
رد عمر بتوتر: خالد بص من غير ما تزعق أنا كنت مسافر مع واحد صاحبي في عربيته ودلوقتي وقفنا في لجنة وطلع مش معاه رخص خد بقي كلم الظابط
انتظر بعض لحظات قبل أن يسمع صوت يهتف: مين معايا.

خالد: أنا العقيد خالد السويسي بص يا ابني الواد الي قدامك دا عيل مش محترم وصايع وأنا مش هقولك مشيهم لاء خدهم واعملهم محضر ولو عايز تبيتهم في الحجز كمان بيتهم يمكن يتربي عشان أنا قرفت منه
الظابط بدهشة: حاضر يا باشا زي ما تحب
خالد: اديلوا التيلفون
اعطي الظابط الهاتف لعمر
عمر بتوتر: هاااا يا ابيه
خالد بخبث: متقلقش يا موري انا ظبطكوا على الآخر
عمر بسعادة: ربنا يخليك ليا يا ابيه مع السلامة.

خالد بخبث: سلام يا حبيبي مع ألف سلامة.

في فيلا جاسم الشريف
علي مائدة العشاء
جاسم: اومال فين لينا
فريدة بحزن: في اوضتها مش راضية تاكل
جاسم غاضبا: يعني ايه هتفضل من غير أكل لحد ما تموت، اطلعي قوليلها تنزل يا فريدة لهطلع انزلها انا بالعافية
فريدة برجاء : سيبها يا جاسم حرام عليك انت ليه بتعمل فيها كدة
جاسم بجمود: انا بعمل كدة عشان مصلحتها، يلا اطلعيلها خليها تنزل تاكل.

فريدة: لينا قافلة على نفسها الباب، حاولت معاها كتير وفي الاخر قالتلي لو ما سبتونيش في حالي انا هموتلكوا نفسي، سيبها يا جاسم عشان خاطري لحد ما تهدي
قطع كلامهما دخول لبني بطريقتها المرحة
لبني: جاسم فريدة وحشتكوا صح قولوا قولوا ما تتكسفوش
ولكنها لاحظت تعابير الضيق المرتسمة على وجهيهما
لبني: مالكوا يا جماعة في ايه
فريدة: لاء يا حبيبتي ما فيش حاجة، قوليلي جيتي امتي.

لبني: لسه واصلة حالا كان عندي تحقيق مهم اوي في اسوان وأول ما خلصت جيت على طول، في ايه يا فريدة انتوا كويسين اومال فين لينا دي وحشتيني اوي
جاسم بجد: لينا هتتجوز يا لبني عقبالك
لبني بسعادة: بجد بسكوتة هتتجوز الف مبروك ومين بقي سعيد الحظ الي قدر يوقع قلب بنتكوا وفين بقي عروستنا الحلوة اكيد خرجت مع عريسها ماشي ماشي لما تيجي انا هوريها ازاي تتخطب من ورايا.

ادمعت عيني فريدة فكم كانت تتمني لابنتها تلك السعادة التي تحكي عنها لبني
لبني بدهشة: مالك يا فريدة بتعيطي ليه، في ايه يا جماعة مالكوا، دا الموضوع كبير على كدة
قصت فريدة على لبني كل ما حدث واجبار لينا على الزواج من خالد
لبني بضيق: معقولة يا جاسم هتجوز بنتك غصب عنها
جاسم: انا قولت مش عايز نقاش في الموضوع دا تاني لينا هتتجوز خالد ودا اخر كلام عندي
لبني بحدة: بس يا جاسم...

قاطعها جاسم غاضبا: خلاص بقي انا قلت مش عايز نقاش في الموضوع دا تاني
فريدة بحزن: ارجوكي يا لبني اطلعيلها دي حابسة نفسها في اوضتها ومش راضية تكلم حد ولا تاكل وتشرب
همت لبني بالصعود فاستوقفها نداء جاسم
جاسم بخزي: لبني ارجوكي خليها تاكل
هزت رأسها إيجابا والقت على جاسم نظرة لوم وعتاب ولكنه تهرب منها فصعدت الي غرفة لينا
دقت الباب عده مرات ولكن لا من مجيب، فبدأت تنادي عليها.

لبني بحنان: بسكوتة حبيبتي انا لبني، لوليتا انا لبني يا لوليتا افتحي يا حبيبتي الباب
انفتح الباب سريعا والقت لينا نفسها في حضن لبني
لينا بنشيج حارق: شوفتي يا لبني عايزين يعملوا فيا ايه، انا بكرههم كلهم، انا عاوزة أموت وارتاح
ادخلتها لبني الي الغرفة واغلقت الباب بقدمهتا لتجلسها على الفراش وتجلس بجانبها تمسد على شعرها وهي تتلو بعض آيات القرآن الكريم الي ان هدأت ونامت.

مرت الايام بعدها بدون شئ يذكر لبني تجاهد مع لينا حتي تطعمها بعض اللقيمات ولينا مازالت حزينة تبكي، وزينب ترعي ابنها بصفة دائمة لا تغفل عن مواعيد ادويته او طعامه اما محمود فقد تحدث مع خالد بشأن رفض لينا له وطلب منه ان يلغي الزواج ان كانت الفتاة مرغمة عليه ولكن خالد اقنعه انها تحبه ولكنها تكابر
سارت الايام على هذا المنوال الي ان اتي يوم الخميس( يوم المفاجاءة ).

قرابة الساعة الرابعة عصرا صعد جاسم ليخبرها بسرعة ارتدائها ملابسها دق الباب ففتحت لبني له دخل الي الغرفة فوجدها جالسة على الفراش ما زالت مرتدية ملابس المنزلية
جاسم بضيق: يا نهار ابيض انتي لسه ما غيرتيش هدومك يا لينا يلا يا حبيبتي إتأخرنا على الناس
لينا بعند: مش هروح عند حد
جاسم بضيق: يعني ايه يا لينا
لينا بتحدي: يعني الي حضرتك سمعته يا استاذ جاسم مش لابسة ومش رايحة.

جاسم غاضبا: قسما بالله يا لينا لو ما لبستيش هدومك في خلال نص ساعه بالكتير لهلكلم خالد يجي ويجيب المأذون ونكتب الكتاب دلوقتي حالا
ثم غادر الغرفة غاضبا صافقا الباب خلفه بعنف
لينا باكية: مش عايزة اروح يا لبني مش عايزة، ليه كل حاجة بعملها غصب عني.

لبني بحنان: بصي يا حبيبتي، انا عندي ليكي فكرة حلوة انتي تقومي تغسلي وشك الجميل دا وتلبسي فستان جميل من بتوعك وانا هاجي معاكي واتكلم مع الي اسمو خالد دا بالعقل يمكن يرضي يسمعني ويلغي الجواز
لينا: بجد يا لبني هتكلميه
لبني: اه يا حبيبتي هكلمه وهقنعه ان شاء الله.

اقتنعت لينا بكلام لبني فقامت واغتسلت وارتدت فستان اوف وايت طويل باكمام طويله من خامه الستان ووضعت مكياج خفيفي للغاية ورفعت شعرها ذيل حصان فبدت كالملائكة بملامحها الرقيقة الهادئة
لبني منبهره: واااااه ايه يا بت العسل دا
نزلت الفتاتان واستقلتا سيارة جاسم في المقعد الخلفي متجهين الي فيلا السويسي
وصلوا قرابة الخامسة والنصف
فتحت لهم احدي الخادمات الباب دخلوا الي البيت حيث استقبلتهم زينب استقبالا حارا.

خصوصا لينا التي ظلت تعانقها حتي كادت تكسر ضلوعها
محمود ضاحكا: براحة يا زينب على البنية هتكسريها في ايديكي
زينب بود مبالغ فيه: مالكش دعوة انت يا محمود دي بنتي حبيبتي تعالي يا حبيبتي اقعدي
جلسوا جميعا يتحدثون حتي ان لبني اندمجت مع زينب وياسمين في الكلام والمزاح
لتهتف زينب فجاءه بضيق: والله يا فريدة مش عارفة اعمل ايه
فريدة: مالك يا زينب في ايه
زينب بضيق: الممرضة بتاعت خالد تعبت.

فاعتذرت انها مش هتيجي النهاردة وانا مش عارفة هعمل ايه وخالد الجرح تاعبه اوي
ثم اكملت وهي تنظر للينا ناحية لينا بمكر بقولك ايه يا لينا يا حبيبتي ممكن اطلب منك طلب بس اوعديني انك تساعديني
لينا بارتباك: طبعا يا طنط لو اقدر
زينب بفخر: انا عارفة يا حبيبتي انك دكتورة شاطرة فممكن يا حبيبتي تطلعي تغيري لخالد على الجرح
جحظت عينيها في صدمة: انا!
زينب: أيوة يا حبيبتي دا بعد اذنك طبعا
لينا: لاء.

زينب بحزن مصطنع: كدة يا لوليتا تكسفيني في اول طلب اطلبه منك
لينا بتوتر: مش قصدي يا طنط والله بس اصلي...
زينب مقاطعة: ما بسش ولا حاجة قومي معايا يلا
جذبتها من يدها برفق فقامت معها وهي تبتسم لها بارتباك
صعدت بجانب والدته بخطي مترددة مرتجفة تعنف نفسها بشدة على موافقتها لكلام والدته.

بينما تسير والدته بجانبها وعلي شفتيها ابتسامة غامضة كلما لاحظت تردد لينا في الصعود تربطت على ظهرها برفق لتحثها على التقدم واخيرا وصلوا الي الغرفة
دقت والدته الباب فازدرقت لينا ريقها عندما سمعت صوته يأذن للطارق بالدخول
ادارت زينب مقبض الباب ودخلت خطوتين لتجده جالسا على الفراش العريض يوليهم ظهره مرتديا قميص رمادي اللون وسروال بدلة أسود
تكلمت زينب بود: خالد أنت كويس.

تكلم بضيق من بين اسنانه: كويس هي الزفتة الممرضة فين
نظرت زينب للينا بمكر لتردف بثقة: أنا جيبالك الي احسن من مليون ممرضة
التوي جانب فمه بابتسامة واثقة كالعادة كان واثقا من نجاح خطته وها هي قد أتت بقدميها اقسم أنه لن يخرجها من هنا الا وهي...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 81 < 1 2 3 4 5 6 7 8 81 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1976 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1454 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1465 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1277 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2450 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسير ، عينيها ،











الساعة الآن 12:35 PM