رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والثلاثون
تهاوي على الأريكة يخفي وجهه بين كفيه تنساب دموعه، ندم لم يكن يظن سيشعر بتلك الكلمة ابدااا، أليس هو ذلك الشاب الوسيم الفاسد الذي يركض خلف فرائسه كالذئب الجائع، اجفل على صوت دقات على باب المنزل اتجه بخطي ثقيلة بطيئة إلى باب المنزل، فتحه ليجد سيدة تقف امامه عقد جبينه باستفهام ليتذكر جملة خالد ( الست سعاد ست طيبة هتدي لهدي الحنان اللي ما شافتوش من أمها ) هتف سريعا: انتي الست سعاد.
هزت رأسها ايجابا: ايوة يا ابني، خير أنا سمعت صوت صريخ جاي من عندك افسح لها المجال لتدخل: اتفضلي وهفهمك كل حاجة ابتسمت بود لتدخل إلى المنزل اصطحبها عزام إلى غرفة الصالون المقابلة للباب جلست على احد الارائك ليجلس على الكرسي أمامها تنهد بألم يهمس بخزي: اني هقولك على كل حاجة عشان عايز حضرتك تساعديني، ومن ثم بدأ يقص عليها ما حدث كاملا.
ظهر الغضب جليا على قسمات وجه سعاد ليكمل بخزي: هدي ما شفتش من أمها غير قسوة بس وجيت أنا كملت عليها باللي عملته فيها، خالد قاللي أنك ست طيبة وبنت حلال وهتقدري تساعديها وتعوضيها عن امها، اني عارف اني غلطان ومهما ندمت ما هعوضهاش عن اللي حصل، ارجوكي ساعديني اني خايف عليها قوي قوي.
مصت شفتيها بضيق تهتف بتهكم: صحيح يقتل القتيل ويمشي في جنازته، بص يا ابني أنا واحدة صريحة واللي عيزاه بقوله لا بعرف ادور ولا احور، بس لو بنتي هي اللي كان حصل فيها كدة بعد الشر يعني كنت قلعت شبشي ونزلت بيه على وشك لحد ما تقول حقي برقبتي، أنا ما انكرش إن حساك ندمان على اللي حصل، بس يفيد بايه ندمك بعد اللي عملته فيها، هتلاقي امك مقهورة من اللي ابنها عملها.
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيه: اني امي ماتت وهي بتولدني، وابوي عشان يعوضني عن غيابها بقي بيديني فلوس كتير قوي من غير حساب هتفت بضيق: قولتلي البذخ الزيادة هو اللي عمل فيك كدة هز رأسه إيجابا بخزي: عشان اكدة أنا جيت اهنه هشتغل واكسب من عرق جبيني، أنا بس بستسحمك تخليكي جنب هدي نظرت إلى صينية الطعام تهتف بحزم: هات صينية الاكل وتعالا ورايا اتجهت إلى غرفة هدي التي اشار لها عزام عليها.
تدق الباب تهتف برفق: هدي، هدي يا حبيبتي أنا ماما سعاد يا حبيبتي افتحي في الداخل كانت تجلس في احد اركان الغرفة ضامة ركبتيها لصدرها شعرها اشعث عينيها حمراء منتفخة تزرف انهار من الدموع دون توقف تشعر بأن جميع خلاياها تنوح داخلها.
قطبت جبينها بتعجب حينما سمعت ذلك الصوت الدافئ لم تستطع مقاومة فضولها قامت تلملم شتات نفسها اتجهت ناحية الباب بخطي بطيئة مرتجفة فتحته لتجد سيدة تبدو في أواخر الأربعينات تنظر لها بحنان تبتسم ببشاشة، دون كلمة واحدة دخلت إلى الغرفة تضم هدي بين ذراعيها بحنان لم تعرفه من سنوات، لتنفجر في البكاء وتعلو صرخاتها الذبيحة اشارت لعزام ليضع ما في يده ويخرج من الغرفة.
ظلت محتضنة هدي تربط على ظهرها بحنان لتهتف ببعض المرح: بقولك ايه تعالي نقعد كدة بس على الكنبة احسن امك ركبها وجعاها خالص جلست هدي بين أحضان سعاد على تلك الاريكة، ابعدتها سعاد عنها برفق تلملم خصلات شعرها الثائرة على وجهها تبتسم بحنان: بسم الله ما شاء الله، ايه القمر دا، بذمتك ينفع الجمال دا كله يهري نفسه في العياط بالشكل دا نكست رأسها لأسفل تهمس بألم: ما حدش عيحس بالوجع اللي في قلبي ابدا.
ربطت سعاد على كتفها برفق: ربنا يصبرك يا بنتي، اكيد اللي حصلك مش سهل تنسيه بس لازم تحاولي، الحياة مش هتقف، الحياة بتجري أسرع مما تتخيلي، ما ينفعش تقفي مكانك تبكي على اللي حصل، اللي بيواسيكي النهاردة هيهزق بكرة، لازم تقفي على رجليكي، وأنا مش هسيبك اعتبريني من النهاردة زي والدتك دا لو تسمحي يعني.
هزت رأسها ايجابا دون تردد تبتسم وتبكي معا لتربط سعاد على كتفها بحنان: طب يلا يا قلب امك قومي اغسلي وشك ولا اقولك خدي دش كدة عشان تفوقي وتيجي اسرحلك شعرك هزت رأسها نفيا تنظر لباب الغرفة بذعر: لع اني ما عيزاش اشوفه تاني، اني بكرهه قوي سعاد: طب خلاص خلاص استني جاية تاني تركتها وخرجت من باب الغرفة لتجد عزام هرول ناحيتها يسألها بلهفة: كلت؟
هزت رأسها نفيا: لاء لسه، المهم أنا عيزاك تدخل اي اوضة من الاوض دي عشان هي عايزة تروح الحمام ومش عايزة تخرج وانت برة هز رأسه إيجابا دون تردد، اتجه إلى احد الغرف اغلق الباب تاركا منه جزء صغيرا وقف يراقب من خلفه، ليري بقايا حطام انثي تتحرك ببطئ تستند على يد تلك السيدة عينيها حمراء ملتهبة بشرتها صفراء شاحبة شعرها اشعث، ليشعر بذلك السأل الساخن يغطي وجنتيه دون توقف.
وقفت سعاد بجانب هدي امام باب المرحاض تبتسم لها برفق: يلا يا حبيبتي ادخلي خدي دش، صحيح اوعي تعيطي في الحمام احسن تتلبسي، يلا قولي بسم الله اللهم اني اعوذ بك من الخبث ومن الخبائث وخشي.
ابتسمت هدي تهز رأسها ايجابا، دخلت إلى الحمام تنظر لصورتها في المرآه تدوي كلمات سعاد في أذنيها ( الحياة مش هتقف، الحياة بتجري أسرع مما تتخيلي، ما ينفعش تقفي مكانك تبكي على اللي حصل، اللي بيواسيكي النهاردة هيهزق بكرة، لازم تقفي على رجليكي).
هزت رأسها ايجابا تمسح دموعها بعنف تهتف في نفسها: ايوة أنا لازم اقف على رجلي، لازم ارجع المدرسة تاني، واطلق من الحيوان دا، وابعد عن الكل، واشتغل واصرف على نفسي، كفاية ضعف لحد اكدة.
وقف أمام ذلك الحاجز الزجاجي خارج تلك الغرفة ينظر لجسدها المسطح على الفراش امامه دون حراك متصل بالكثير من الاجهزة الطبية، اسرع إلي باب الغرفة حينما خرج الطبيب منه يسأله بلهفة: طمني يا ضاكتور خيتي عاملة ايه هز الطبيب رأسه نفيا بأسي: للأسف المريضة اللي جوا دخلت في غيبوبة طويلة المدي ومش عارفين هتفوق منها أمتي عثمان بلهفة: طب احنا نسفرها برة...
قاطعه الطبيب بهدوء: صدقني مالوش لازمة ادعيلها أحسن، عن اذنك وقف امام الزجاج ينظر لاخته بحزن هتف في نفسه بأسي: شوفتي اخرتها يا رسمية، شوفتي آخره قسوتك وشرك، ابوكي ما عيزش يشوفك، وبتك ضيعتيها عشان فلوس خالد وعشان تقهري مرته، ربنا يسامحك يا رسمية.
عاد كابوسها المفزع من جديد تلك الابتسامة الخبيثة تعرفها جيدا نظرة عينيه المتفحصة الثاقبة تشعر بها تجردها من ثيابها هدوئه المرعب، كاد قلبها أن يتوقف من الذعر، شهقت بخوف حينما شعرت بتلك اليد تلتف حول كتفيها نظرت بجانبها لتبتسم بسعادة، ليهتف ذلك الرجل بابتسامة صغيرة: اشتقت لكي يا مدللتي كثيرة البكاء زمت شفتيها بضيق: ألن تكف عن ذلك الاسم چو، أنا لا ابكي كثيرا.
ضحك بمرح عاليا: نعم نعم، ليس كثيرا فقط تسع مرات يوميا نظر لتلك الصغيرة التي تحملها على ذراعيها يبتسم بحنان: من تلك الصغيرة؟ ردت بابتسامة صغيرة: ابنتي اتسعت عيني يوسف بفرحة: اووووه كم هي رائعة كوالدتها، هيا اريد ان احمل حفيدتي اعطته لينا الصغيرة حملها بحذر يداعبها بحنان لتجد احدهم ينقض على عنقها من الخلف يصرخ بمرح: لووووووووووي اشتقت لكي يا ثرثارة.
التفت ناحيتها تضحك بسعادة: تمارا، أنا ثرثارة يا شعر الاندومي لفت احد خصلات شعرها حول اصبعها تهتف بغرور: تلك قصة الجميلات امثالي، صحيح متي ارتديتي الحجاب عدلت من وضع حجابها ترد بابتسامة صغيرة: منذ عامين تمارا مبتسمة: تبدين رائعة يا ثرثارة، ولكن أنا من سيأخذ لقب الثرثارة الآن فلدي الكثير لاحكيه لكي.
جاء صوته من خلفها مباشرة نفس الصوت العميق الهادئ البحة الرجولية المميزة: تمارا، كفي ثرثرة ألن تذهبي لتري لينا الصغيرة صفقت تمارا بحماس: حبيبة خالتكي أنا قادمة ذهبت تمارا بحماس ناحية والدها، لتقف هي بمفردها تشعر بحرارة جسده تحرقها خوفا بلعت لعابها بذعر لتجده يتقدم إلى أن وقف أمامها مباشرة، ابتسم بخبث يهمس بصوت هي فقط من سمعته: اشتقت لكي صغيرتي.
تهدجت أنفاسها تشعر بأنها تختنق ابتسمت بارتعاش تهمس بتلجلج: اياد اغمض عينيه باستمتاع، لم يكن يعرف انه اشتاق لنغمات صوتها لتلك الدرجة تنهد بحرارة يهمس بحرارة: اوووه لوي لو تعرفين ما تفعلين بي، اقسم صغيرتي ستكونين لي حتى لو اضطررت لقتل الجميع اتسعت عينيها بذعر تهز رأسها نفيا تهمس بخوف: اياد ارجوك، نحن انفصلنا منذ زمن ارجوك أنا الآن متزوجة ارجوك لا تدمر حياتي.
كاد أن يرد حينما سمعا دقات على باب المنزل، كانت فرصتها فرت سريعا تفتح الباب لتشخص عينيها بصدمة: خالد! ابتسم باتساع: ايه رأيك في المفاجأة دي، خدت النهاردة أجازة، تعالي يلا نسلم على طنط فريدة وابوكي اللي ما بيطقنيش ونقضي اليوم كله برة، مش بقولك بداية جديدة ابتسمت بارتباك صدقا هي الآن على وشك البكاء، تقدم للداخل تتبعه هي إلى أن وصلا إلى غرفة الصالون حمحم يلقي السلام: السلام عليكم.
وقفت جانبه تبتسم بارتباك تشير ناحيتهم: دا عمو يوسف يا خالد اللي حكتلك عنه، ودي تمارا بنته، ودا دا دا اياد ابن عمو يوسف، ثم اشارت ناحية خالد تعرفه لهم: ودا خالد جوزي نظر خالد ناحيتها نظرات مستنكرة تحمل علامة استفهام كبيرة، رسالة معناها ( لم تخبريني عنه من قبل ) ابتسم برسمية يصافح ذلك الرجل: اهلا وسهلا يا يوسف بيه نورت مصر يوسف مبتسما: بنورك يا جوز بنتي.
ابتسم باقتضاب: يلا يا حبيبتي سلمي على مامتك عشان نمشي يوسف: لاء تمشوا فين، جرا ايه يا ابني دي ما لحقتش تقعد عشر دقايق وبعدين احنا بقالناي كتير ما شوفتهاش، اقعدوا حتى ساعة وامشوا هنا تحدث جاسم بهدوء: دول ضيوفنا وما ينفعش نكسف الضيوف ولا ايه يا باشا.
تنهد بضيق يرمق ذلك الاياد بنظرات متفحصة، حسه الامني يخبره بوجود شئ خاطئ بوجود ذلك الرجل هز رأسه إيجابا على مضض، ليجد تلك الفتاة تهتف بحماس؛ تعالي يا لوي اقعدي جنبي عشان نرغي كادت ان تتحرك حينما لف ذراعه حول خصرها يشدد على وقفها بجانبه اعتذر بابتسامة مقتضبة: معلش اصل أنا ما بحبش مراتي تقعد بعيد عني، وبعدين مين لوي دي.
بلعت لعابها بارتباك كادت أن ترد حينما بادرت تمارا بحماسها المعتاد: دا اسم لينا لما كانت عندنا في امريكا، اصل إياد ما عجبوش اسم لوليتا فسماها لوي وكلنا بقينا بنقولها يا لوي نظر لاياد بحدة يبتسم باصفرار يقربها ناحيته: لوليتا احلي بكتير من لوي ولا ايه يا حبيبتي هزت رأسها ايجابا تحاول الابتسام اخذها وجلس على احد المقاعد يجلسها بجانبه.
يتحدث مع يوسف بينما هي تختلس النظرات ناحية إياد لتجد عينيه سوداء مظلمة بريق مخيف يشتعل داخلها.
Flash back جلست على فراشها في غرفتها الكبيرة الكثير من الملابس الألعاب الاحذية الشنط مستحضرات التجميل يغرقون كالطفوان في غرفتها، ولكن صدقا كل ذلك لا يهم، جسد نحيل يجلس على الفراش عينيها شاردة حزينة اجفلت على جلوس والدها بجانبها يتنهد بضيق: هتفضلي حابسة نفسك من غير اكل لحد امتي همست بضعف: لحد ما ترجعني لخالد.
صرخ والدها بحدة: أنا مش قولتلك انسي الاسم دا ما فيش زفت تاني، اشار بيده إلى كل تلك الأشياء في الغرفة؛ عايزة ايه أكتر من كدة، ما فيش حاجة انتي عايزاها أنا ما اقدرش اجيبها انتي بس اطلبي هزت رأسها نفيا بشرود: أنا مش عايزة غير خالد وبس، أمسكت يده برجاء تهتف بتوسل: عشان خاطري يا بابا لو بتحبني رجعني لخالد أنا مش قادرة أعيش من غيره أنا بحبه والله بحبه اوي.
نزع يده من يدها بعنف يصرخ بحدة: انتي بنت قليلة الأدب، انتي لسه عيلة صغيرة ما تعرفيش يعني ايه حب جلست على ركبتيها تصرخ بنواح: أنا مش صغيرة يا بابا أنا بحب خالد عشان خاطري رجعني ليه، انت وعدتني لما اجيب مجموع كبير في الثانوية هترجعني ليه.
قام ينظر لها ببرود: انتي هتسافري بكرة الصبح، هتكملي دراستك برة، مش انتي كبيرة ومش عيلة صغيرة اعتمدي على نفسك بقي ما تقلقيش عمك يوسف هيبقي في انتظارك، آه واياكي تحاولي تهربي الحرس محاوطين البيت من كل ناحية يعني ما فيش فايدة يا دكتورة تركها وخرج من الغرفة لتنهار ارضا تبكي بقهر: يا خاااالد تعالا خدني بقي أنا مش بحبه مش عايزة اعيش معاه.
رغما عنها اضطرت للمغادرة جلست على مقعدها المخصص في الطائرة تنظر للسماء بشرود تتذكر صوته وهو يهتف بحنان بتبصي على السما كدة ليه يا لوليتا نظرت له الصغيرة بابتسامة واسعة: نفسي اطلع السما واحضن السحاب ضحك بقوة على برائتها: وعايزة تحضني السحاب ليه بقي يا ست لوليتا ردت سريعا ببراءة وهي تفتح يديها على اتساعهما: عشان السحاب كبيرررر اوي طب يا ستي ايه رأيك اجيب لك دبدوب كبير اوي تحضنيه وانتي نايمة بليل.
هزت رأسها نفيا سريعا فاكمل هو: لاء ليه ردت بابتسامة واسعة: عشان أنا بليل بنام في حضنك وانت احلي من الدبدوب.
انسابت دموعها بعنف تتسأل في نفسها لما يكرهها والدها لتلك الدرجة، بعد ساعات كثيرة قضت معظمهم في النوم يفعل ذلك المهدئ التي باتت لا تعيش بدونه، هبطت الطائرة في المطار الخاص بها خرجت من المطار تلتفت حولها كالطفلة التائهة لا تعرف أين تذهب، إلى ان رأته يقف بعيدا يحمل لافتة سوداء عليها اسمها، اتجهت ناحيته تهمس بارتباك: هو حضرتك عمو يوسف.
ملاك، تلك فقط ما نطق بها لسانه، واقف صامتا ينظر لكتلة البراءة والجمال التي تقف امامها شعرها ألوانه غريبة متداخلة تري فيه ألوان الشمس من شروقها لغروبها فيه، عينيها وآه من سحرهما تري امواج البحر وصفاء زرقة السماء متعانقين، ود لو يظل ينظر لها فقط، فاق على صوتها تحمحم بخجل: لاء يا ستي أنا مش عمو يوسف أنا إياد ابن عمو يوسف تعالي معايا يلا.
هزت رأسها ايجابا بارتباك تمشي بجانبه بخطي بطيئة خجولة، لتجد سيارة سودا فخمة تقف امام المطار، فتح لها الباب الخلفي للسيارة لتبتسم بارتباك ومن ثم ركبت ليركب بجانبها وينطلق السائق بهما التفت يسألها بابتسامة صغيرة: وأنتي بقي يا ستي جاية تدرسي هنا إيه همست بخجل: طب ابتسم بإعجاب: واااو طب، انا مهندس كمبيوتر هزت رأسها إيجابا بابتسامة خجولة.
وصلا إلى منزل يوسف حيث كان يملك شقتين متقابلتين في احدي ناطحات السحاب الفاخرة رحب بها يوسف بحرارة وتعرفت على تمارا التي تماثلها في العمر يوسف مبتسما بسعادة: حمد لله على السلامة يا لوليتا ابتسمت تهمس بخجل: الله يسلمك يا عمو يوسف ضاحكا: لاء عمو ايه بقي انتي عايزة تكبريني، قوليلي يا چو إياد ضاحكا: إيه يا عم چو أنت بتقرسطني وأنا واقف تمارا مبتسمة بمرح: اوعي يا عم أنت وهو لما اتعرف على القمر، انتي لينا.
هزت لينا رأسها إيجابا بخجل تمارا بحماس: لالالا انا مش عايزك تتكسفي خالص دا انا ما صدقت بقي فيه بنت غيري في البيت، دا وانتي هنبقي ريا وسكينة هزت رأسها ايجابا تهمس بارتباك: احم، عمو يوسف، بابا قالي ان حضرتك هتقولي على مكان سكن كويس وقريب من الجامعة يوسف مبتسما: أيوة يا حبيبتي لينا: طب هنروح أمتي نشوفه: ما انتي قاعدة فيه أهو، بصي يا حبيبتي، انتي زي تمارا بنتي وأنا ما يرضنيش ان بنتي تقعد بعيد عني.
وزي ما انتي شايفة انتي وتمارا هتقعدوا في الشقة دي وانا وإياد في الشقة إلى قصدكوا لينا: موافقة بس بشرط يوسف: ايه هو لينا: ادفع تمن سكني هنا نظر لها يوسف بضيق يهتف بجمود: حسابي مع جاسم على الجملة دي هزت رأسها نفيا سريعا: عمو يوسف انا مش قصدي، انا بس مش عايزة ابقي عالة عليكوا ابتسم برفق: عالة ايه بس يا حبيبتي، وبعدين أنا وابوكي أكتر من أخوات وانا قولتلك انتي زي تمارا بالظبط، فعيب تقولي كدة.
تمارا بدراما: تراني اتأثرت لحظة أبكي اهئ اهئ اهئ ايه يا جماعة انتوا هتقلبوها محزنة ولا ايه، وانتي يا حاجة على الله تقولي الكلام دا تاني هشلفطك اتسعت عيني لينا بذهول: انتي متأكدة ان بقالك عشرين سنة في امريكا يوسف ضاحكا: الله يسامحها المسلسلات والافلام بوظت لغتها ظل جميعون يتكلمون ويمزحون عداه هو.
صامت يراقب بعينيه تلك الجنية الساحرة أسره جمالها الهادئ، وضحكتها الخجولة ونظرة عينيها البريئة، وجنتيها المتوردتين دائما من الخجل بدأت الدراسة بعد عدة أيام، خرج من شقته فوجدها تقف تنتظر تمارا التي تتأخر دائما في ارتداء ملابسها، نظر لها بإعجاب فهي على الرغم من وجودها في بلد اجنبي كانت متمسكة بارتداء ملابس محتشمة ابتسم بسعادة: صباح الخير همست بخجل: صباح النور إياد: أول يوم دراسة.
هزت رأسها إيجابا بابتسامة: اها إياد مبتسما: مستعدة هزت رأسها ايجابا بحماس: اااه خالد دايما كان بيقولي طول ما انتي واثقة من نفسك هتقدري تحققي كل إلى بتتمنيه عقد حاجبيه باستفهام: خالد مين؟ ابتسمت بحنان: خالد دا بابا واخويا وصاحبي الوحيد، اختفت ابتسامتها تهمس بحزن: بس خلاص ما بقاش موجود تجاهل الامر سيعرف كل ما يريد لاحقا: طب يلا اوصلك لينا: لاء انا هستني تمارا إياد: تمارا بتفضل 3 ساعات تلبس تعالي اوصلك.
لينا: ما ينفعش، خالد قالي عيب امشي مع ولد لوحدنا عقد جبينه بضيق من هذا الرجل المسيطر على تفكيرها كلها انتهت تمارا من ارتداء ملابسها واوصلهم إياد إلى الجامعة وقفت لينا في منتصف الجامعة لا تعرف ماذا تفعل او أين تذهب كادت ان تبكي حينما وجدت إياد يقف امامها إياد: كنت همشي بس حسيتك واقفة تايهه ابتسمت بخجل ترجع خصلة ثائرة خلف اذنها: بصراحة مش عارفة أروح فين ومكسوفة اسأل حد اياد: طب تعالي وانا هساعدك.
سارت خلفه، كانت نظرات الفتيات تتابعه بإعجاب، بوسامته الشرقيه ومشيته الواثقة إلى ان وصل إلى ذلك البروفسير: اهلا دكتور جاك كيف حالك يا صديقي جاك مبتسما: اووه، إياد أين تختفي يا رجل إياد: أنت تعلم أن مشاغلي كثيرة، تقدم ناحية لينا وامسك يدها واوقفها بجانبه: اعرفك، لينا قريبتي، ستكون تلميذتك لهذا العام جاك مبتسما: تلك الغادة الحسناء ستكون تلميذتي، اعدك اني سارعها جيدا.
إياد بضيق: جاك لينا قريبتي اياك ان تتعدي حدود الادب معها جاك ضاحكا: لا تقلق يا صديقي انها بعمر ابنتي، انا اقصد سارعها كابنتي أين ذهب تفكيرك يا رجل ابتسم باقتضاب: حسنا جاك، اعتني بها جيدا وجه كلامه للينا: لينا، دكتور جاك هيعرفك اي حاجة انت عايزة تعرفيها هنا، بس خدي بالك احسن عينيه زايغة حبتين ابتسمت بخجل: متشكرة أوي يا إياد إياد مبتسما: احنا في الخدمة يا ستي في اي وقت.
عقدت جبينها بضيق: صحيح ما تمسكش أيدي تاني، خالد قالي عيب ولد يمسك ايد نظر لها بغضب ليتركها ويذهب، مرت عدة ايام ولينا لا تتوقف عن ذكر اسم خالد كلما حاول اياد التقرب منها تذكر له مقولات خالد الشهيرة إلى أن اتي ذلك اليوم كانت جالسة في غرفتها تحاول رسم صورة له من ذاكرتها تغمض عينيها تحاول تذكر ملامح وجهه حينما رن هاتفها، التقطته لتبتسم ساخرة بالتأكيد والدها سيسألها أن كانت بحاجة إلى المال.
لينا: ايوة يا بابا جاسم بانتصار: لينا حبيبتي انا عندي ليكي خبر وحش انقبض قلبها بخوف: خالد كويس مش كدة كظم غيظه يهتف بانتصار: كويس جدا يا حبيبتي وعشان تعرفي انك كنتي بالنسبة له حب مراهقة وانه ما بيفكرش، خالد اتجوز يا لينا وجه هنا عشان يعزمك على فرحه.
شخصت عينيها صدمة، ذهول، ألم، سقط الهاتف من يدها انسابت دموعها بصمت دقيقة اثنين ثلاثة وبدأت صرخاتها تعلو: لا لا لاا مش حقيقي خالد، لاء مش ممكن ااااااااه سقطت ارضا على ركبتيها تصرخ بألم: ليه يا خالد دا أنا ماعرفش حاجة في الدنيا دي غير حبك، انا عايشة للحظة دي على امل اني هرجع لحضنك، لييييه ليييه تعمل فيا كدة حررررررررام عليك.
انفتح الباب بعنف دخل أياد سريعا حينما سمع صرخاتها ليجدها في تلك الحالة تصرخ تجذب شعرها كأنها جنت هرول ناحيتها سريعا يسألها بلوعة: لوي مالك يا لوي انتي بتعملي ليه كدة صرخت بانهيار تجذب شعرها بجنون: اتجوز خلاص اتجوز، ازاي ينسي لوليتا ازاي يا اياد أنا بحبه أنا عشت بس عشان احبه، قلبي بيوجعني اوي يا أياد.
قامت من على الفراش متجهه ناحية اوراق رسوماتها تبعثرهم في كل مكان تصرخ بألم تصرخ بألم: شااااايف، بابا خد مني كل صوره عشان كدة أنا اتعلمت الرسم عشان ارسمه عشان احكيله عشان هو دايما واحشني، لكن أنا ما وحشتوش هو خلاص نسيني، أنا بحبه ليييه ازاي ينسي لوليتا.
ادمعت عينيه على حالتها جذبها من يدها يعانقها بقوة لتنفجر في البكاء دون توقف تكتم صرخاتها داخل صدره، لف ذراعيه حول جسدها يشدد على عناقها بسط كف يده على شعرها يربط عليه برفق جلس على ركبتيه ارضا جذبها لتجلس امامه وهي لا تزال بين ذراعيه تبكي بعنف همس بحنان: اهدي يا لوي صدقيني هو ما يستهلكيش لو بيحبك زي ما بتحبيه ما كنش سابك واتجوز رفعت وجهه تنظر له بأعين حمراء باكية تهمس بألم: انا بحبه اوي.
مد يده يزيل خصلات شعرها يعيدها خلف أذنيها يهمس بهدوء: صدقيني هو ما يستاهلكيش، هو لو بيحبك زي ما انتي بتحبيه كان هيقلب عليكي الدنيا لحد ما يرجعك لحضنه، انسيه يا لوي، هتلاقيه هو اصلا ما بيفكرش فيكي، ما تعذبيش نفسك، انتي تستاهلي حد يحبك بجد اغضمت عينيها بألم لتنساب دموعها العالقة بزرقتيها همست بشحوب: هي فين تمارا وعمو يوسف هتف ببساطة: تمارا خرجت مع اصحابها، وعمو يوسف في الشركة.
اتسعت عينيها بخوف: يعني احنا لوحدنا ضحك رغما عنه: ما تخافيش كدة أنا مش هعملك حاجة أنا كنت جاي اجيب فايل صفقة وراجع الشركة تاني لما سمعت بتصرخي، خوفت ليكون حصلك حاجة فدخلت الشقة ارتسمت ابتسامة صغيرة حزينة على شفتيها تهمس بخفوت: متشكرة يا إياد ابتسم برفق جذب يدها يقبل باطنه ببطئ اتسعت عينيها بخجل لتجذب يدها سريعا همست بضيق: اياد لو سمحت اتفضل عشان عاوزة أنام.
تنهد بضيق ليبتسم بمكر، شهقت بذهول حينما وجدت نفسها مرفوعة بين ذراعيه تلوت بين يديه تركل بقدميها في الهواء تهتف بخوف: انت بتعمل ايه نزلني، إياد انت سبن... صمتت حينما وجدته يضعها على الفراش برفق، ومن ثم احضر الغطاء يضعه عليها، تعلقت عينيها بعينيه لتري نظرة غريبة تقتحم عينيه دني برأسه مقبلا جبينها يهمس بحنان: مش هطفي النور عشان عارفك بتخافي من الضلمة، هتنسيه يا لوي اوعدك اني هنسيهولك.
فتحت فمها لتتكلم ليضع إصبعه على شفتيها يمنعها من الكلام: هششش، ما تفركيش في اي حاجة نامي بس مرت عدة أيام كانت تحاول بالفعل نسيانه ولكن دون فائدة كيف تتزع عشقا يجاور دمها، اما إياد لم تراه من بعد ذلك اليوم اخيرا انتهت امتحانات عامها الدراسي الاول كانت تسير جوار تمارا تحتضن احد كتبها عينيها شاردة حزينة تفكر به في كل لحظة قلبها يتمزق ألما، لتجد تمارا تربط على كتفها تهتف بحزن: انسيه بقي يا لوي.
همست بألم؛ يا ريت اقدر ابتسمت تمارا بمكر: اقولك تعالي نروح نتغدي برة هزت رأسها نفيا: ماليش نفس تمارا: يا ستي أنا اللي هدفع تعالي بقي دا احنا ما صدقنا خلصنا امتحانات والله يلا بقي ما تبقيش رخمة ابتسمت بحزن تهز رأسها ايجابا ذهبت معها إلى احد المطاعم دخلت هي اولا لتقطب جبينها بتعجب: تمارا تعالي نمشي، النور قاطع تقريبا في المطعم دا استدارت لتغادر لتسمع صوته من خلفها: لوي.
التفت خلفها لتتسع عينيها بدهشة ذلك المطعم كان يغرق في الظلام منذ لحظات الآن تزينه تلك الإضاءة الخافتة ذات الالوان المبهجة ولكن ما لفت نظرها حقا ذلك المجسم الذي يضي أسفل قدميها مكونا جملة واحدة ( l love you louy) ابتسمت بسعادة ما جاء في بالها أن خالد هو من فعل ذلك لتندثر ابتسامتها حينما سمعت صوت إياد يهمس من خلفها: l love you louy.
التفت سريعا تنظر له بصدمة اسبلت عينيها تحاول استيعاب ما يحدث، لتجده ينثني على احدي ركبتيه يخرج علبة زرقاء بها خاتم زواج من الالماس يهمس بعشق: حبا بالله لوي أنا اعشقك وسأصبح أسعد رجل في العالم أن واقفتي على زواجنا.
صرخ قلبها رافضا ما يحدث، لينهره عقلها إياد يسعي لنيل حبها اما خالد قد نسيها من الاساس التي متي ستظل تعيش على أطلال ذلك العشق المؤلم ابتسمت بارتباك تهز رأسها ببطئ لتتسع ابتسامه خلع الخاتم من العلبة يضعه في أصبعها برفق شديد لتجد نفسها في لحظات بين ذراعيه يعانقها بقوة يهمس بحب: أعدك صغيرتي اني سأعشقك كما لم يفعل احد من قبل.
ابتسمت بألم تساقطت دموعها رغما عنها، تشعر بلاشمئزاز من نفسها، تحب رجل وتخطب لآخر كم رخيصة حسب اعتقادها ولكن هناك شيئا خاطئ هي تشعر بأمان غريب وهي بين ذراعي ذلك الرجل شعور كانت قد افتقدته منذ سنوات، ايعقل أنها احبته هو ايضا كان الجميع سعيد بتلك الخطبة خاصة جاسم فهو سيتضمن بتلك الزيجة ابتعادها عن خالد وقريبا سيصفي جميع أعماله ويسافر ليعيش معها هو وفريدة.
استمرت خطبتهم شهر واحدا كان تتعامل معه بتحفظ شديد، كان يذهب لها كل يوم بعد نهاية عمله، يدخل غرفتها برفق على اطراف أصابعه إلى ان أصبح خلفها مباشرة دني برأسه يقبل وجنتها يهمس بعشق: اشتقت لكي شهقت بخوف تغلق دفتر رسوماتها سريعا تنهره بضيق: إياد اخبرتك مئة مرة لا تفعل ذلك، كيف تدخل غرفتي دون أن تطرق الباب تهاوي على فراشها بكسل يبتسم بخبث: لقد اشتقت لكي لذلك اتيت فقط.
انكمشت خلجاتها بضيق: إياد، اتفضل لو سمحت عايزة أنام ابتسم يهز رأسه نفيا: كاذبة صغيرتي انتي لا تريدين النوم، لقد كنتي ترسمين، صحيح لما اغلقتي ذلك الدفتر سريعا حينما دخلت بلعت لعابها بارتباك: هاااا لالا شئ فقط بعض الخربشات اختفت ابتسامته فقط فترة قصيرة قضاها بجانبها ولكنه أصبح يعرفها جيدا قام من فراشها يتجه ناحيتها جلس على ركبتيه أمامها يضمها رغما عنها بقوة يهمس بتملك: أنا اعشقك.
تلوت بين ذراعيه بارتباك: اياد، ابتعد لم يعرها انتباها ليكمل بنفس النبرة: انتي تعشقيني أليس كذلك صغيرتي هزت رأسها ايجابا ليزمجر بحدة: قوليها اريد أن اسمعها اغمضت عينيها بألم من ضغط ذراعيه حول جسدها: إياد ارجوك ابتعد همس من بين اسنانه بحدة: قوليها همست بألم: أنا اعشقك، ليكمل قلبها ( يا خالد ) ابعدها عنه يبتسم بانتصار: انتي رائعة صغيرتي، هيا بدلي ملابسك سنخرج قليلا.
ابتسمت بتوتر تهز رأسها نفيا: أنا آسفة يا إياد ولكن صدقا أنا لا أشعر اني بخير هز رأسه إيجابا بهدوء ليتركها ويخرج لتتنهد براحة اخذ سيارته وانطلق إلى ذلك الملهي الليلي جلس على احدي الطاولات لتلتف حوله الكثير من العاهرات، كان يحتسي ذلك المشروب بكثرة عينيه شاردة مظلمة، فاق على صوت صديقه يهتف بمرح وهو يجلس بجانبه: يا رجل أين انت نظر له بجانب عينيه ليحتسي ما في كأسه على جرعة واحدة.
سميث: ما بك إياد أنا لم أرك تشرب بتلك الطريقة من قبل هتف بضيق وهو يلقي ذلك الكأس ارضا: هي لا تحبني أنا أعرف ذلك، انا اعشقها، اصبحت كالممنوعات تسري في دمي سميث: هدئ من روعك يا رجل، يمكن ان تكون فقط خجولة لا اكتر هز رأسه نفيا عينيه شاردة مظلمة: تعشقه، لازالت تعشقه، أنا أعلم ذلك، هي فقط تنتظر الفرصة لتنفصل عني اري ذلك في عينيها ابتسم سميث بخبث: ومن يجعلها كالخاتم في اصبعك نظر إياد له يسأله باهتمام: كيف؟
ابتسم سميث بمكر: اجعلها ملكك، هي عربية وإن حدث معها ذلك الشئ لن يرضي احد بالزواج منها حتى ذلك الرجل التي تعشقه وستضطر للعيش معك رغما عنها شردت عيني إياد في الفراغ يهمس بتفكير اجعلها ملكي، لتتسع ابتسامته الخبيثة: ولما لاء اجعلها ملكي، ستحزن قليلا ولكني ساعوضها ابتسم بخبث يفكر في الطريقة التي سيأخذها به بعيدا عن المنزل حتى يفعل بها ما يريد.
عاد بعد منتصف الليل دخل إلى شقتها بهدوء بنسخة المفتاح التي معه جلس على ركبتيه جوار فراشها يبتسم بثمالة يهمس بثقل: غدا صغيرتي، غدا سيتغير كل شئ قام يمشي بخطي مترنحة ناحية مكتبها الصغير يفتش بين محتوياته بهدوء حتى لا تستيقظ ابتسم بانتصار حينما وجد ذلك الدفتر فتحه يقلب بين صفحاته ليجد رسومات غير مكتملة الملامح، وصوره لها وهي بفستان زفاف بجانبها ذلك الشخص.
ضحك في نفسه يهمس للصورة بخبث: غدا سيد خالد، ستصبح صغيرتي ملكي، الآن تصبح على خير فلدي يوم حافل غدا في صباح اليوم التالي كانت تقعد ذراعيها امام صدرها بضيق وهي تجلس بجانبه في السيارة هتفت بحنق: صدقا إياد لما ذلك الاصرار في أن اتي معك إلى اجتماعك ما شأني أنا بذلك الاجتماع ابتسم بغموض: ما بكي صغيرتي، فقط بضع ساعات وسنعود مطت شفتيها بضيق: ولكنه في ولاية أخري إياد الطريق سيكون طويل لن نصل قبل المساء.
ابتسم بغموض دون ان يرد ليقود سيارته بهدوء، قاطعت الصمت تبتسم بارتباك وهي تلف خاتم خطبتهما في اصبعها: اياد، هناك شيئا هام علينا انهائه، صدقني انه ليس خطئك ولكن... قاطعها يبتسم بغموض: حينما نعود صغيرتي سنتحدث كما تريدين الآن دعيني أركز في الطريق، ابتسمت بارتباك تهز رأسها ايجابا مر بعض الوقت و من حركة السيارة الهادئة الرتيبة اغمضت عينيها سامحة لسلطان النوم بالسيطرة عليها.
نظر إياد ناحيتها ليبتسم بخبث يمرر عينيه على تفاصيل جسدها ببطئ اخذها إلى ذلك القصر البعيد الذي اشتراه مؤخرا لأجل زواجهما، التفت يوقظها برفق: لوي، لوي استيقظي صغيرتي، لوي همهمت بضيق وهي نائمة: بس بقي يا خالد عاوزة أنام اغمض عينيه بضيق يجز على أسنانه بغيظ ليهتف بحدة؛ لوي استيقظتي في الحال فتحت عينيها تنظر له باستفهام تتأثب بنعاس: لما تصرخ، هل وصلنا.
ابتسم بتوعد: نعم صغيرتي وصلنا، ليصطنع الحزن: ولكن للأسف الغي الاجتماع لأن الوقت تاخر كثيرا بلعت ريقها بارتباك: سنعود أليس ذلك؟ ضحك ساخرا: نعود، لقد انتصف الليل وأنا اقود منذ ساعات، انظري اشار إلى ذلك القصر بجانبه: ما رأيك، سنقضي ليلتنا هنا اتسعت عينيها بذعر تهمس بخوف: أنا وأنت بمفردنا ضحك ببراءة: لوي توقفي عن مشاهدة تلك الافلام القديمة، لا تخافي لن آكلي فأنا افضل الدجاج المشوي.
ابتسمت بارتباك تهز رأسها نفيا؛ لكن إياد قاطعها يهتف بنعاس: لوي أنا متعب واشعر بالنعاس حينما تتوقفين عن أفكارك الغريبة الحقي بي، صحيح يوجد الكثير من الخدم بالداخل.
تركها وخرج من السيارة متجها إلى ذلك القصر لتجلس هي تفكر بخوف: اعمل ايه بس، مش مطمنة قلبي مقبوض بس لا إياد مستحيل يعملي حاجة وبعدين أنا هدخل اي اوضة واقفل عليا الباب بالمفتاح، وبعدين ايه الغباء ما في خدم في البيت، أنا هدخل ما أنا اكيد مش هقضي الليلة كلها في العربية.
نزلت من السيارة تتحرك ناحية داخل البيت بخطي بطيئة مرتجفة وصلت إلى الباب لتجده مفتوحا، دخلت تنظر حولها بحذر خطوة اثنين ثلاثة وما كادت تصل لمنتصف تلك الصالة حتى سمعت صوت الباب يغلق من خلفها وصوت المفتاح يوصده جيدا، نظرت خلفها سريعا لتجد إياد يقف أمامها على شفتيه ابتسامة شيطانية مفزعة هتفت بخوف: فففي ايه يا إياد انت بتبصلي كدا ليه وليه قفلت الباب ضحك بخبث: اصل أنا كمان بحب الافلام القديمة اوي.
اقترب منها يتحرك بثبات خطوات منتظمة ثابتة لتعود للخلف تنظر له بذعر: في ايه يا إياد، إياد انت بتقرب ليه كدة، إياد أنا عايزة امشي، إياد انت بتخوفني صرخت بخوف حينما ارتطم ظهرها بالحائط خلفها لتجده يسند ذراعيها على الحائط يأسرها بينهما انسابت دموعها من الخوف تنظر له برجاء: إياد ارجوك خليني امشي هز رأسه نفيا يبتسم بخبث: لاء صغيرتي لن ترحلي قبل ان تصبحي ملكي.
شهقت بذعر تضع يدها على فمها بصدمة لتهتف سريعا؛ لاء يا إياد ابوس ايدك ما تعملش فيا كدة بسط يده على وجنتها يهمس بخبث: لم تتركي امامي حلا آخر تريدين ان ننفصل، اليس كذلك، تريدين العودة إليه، أنا سأجعلكي تتوسلين لي كي لا اترككي.
مد يده يمزق ملابسها بعنف وهي تصرخ تحاول دفعه بعيدا، عضت يده التي تمسك بها ليدفعها بعنف يسبها بألفاظ بذئية ضمت ملابسها الممزقة تركض تجاه باب المنزل تحاول فتح الباب بعنف وهي تبكي؛ افتح بقي افتح دقت بيديها الاثنين على الباب بقوة تصرخ بفزع؛ الحقوني حد يلحقني سمعته يضحك من خلفها بخبث: لن ينقذك احد صغيرتي.
التفت له تضم ملابسها بقوة تبكي بذعر: اياد ابوس ايدك سبني خلاص والله مش عايزة ننفصل بس ابوس ايدك ما تعملش فيا كدة ابتسم بخبث ينزع قميصه يلقيه بعيدا لتنظر حولها بذعر تحاول إيجاد مهرب لتسمعه يهتف: لا مهرب مني صغيرتي جلست ارضا تضم ركبتيها لصدرها تبكي بقهر تنظر له برجاء: لو تمارا ترضي حد يعمل فيها كدا اقترب منها يجلس بجانبها ارضا يهمس بصوت خفيض: أنا آسف.
ابتسمت بشحوب ظنا منها أنه لن يؤذيها، لتجده يقبض على خصلات شعرها يبتسم بخبث: آسف على ما سأفعله بكي هزت رأسها نفيا بعنف لن تدعه يفعل بها ذلك حاولت القيام ليجذبها من قدمها بعنف صرخت بفزع تضربه بقدمها الاخري ولكنه كان اقوي كان يسد ضرباتها يحاول تمزيق ما تبقي من فستانها يصفعها بعنف، لتغمض عينيها تعبت من المقاومة همست بضعف: اياد، خلاص أنا موافقة اعمل اللي أنت عايزة.
ابتسم بانتصار ليجلس ارضا يهتف بهدوء: احستني صغيرتي، مد يديه ليحملها لتفجاءه حينما انتزعت ذلك المسدس الذي يضعه في جراب اسود مثبت في بنطاله دفعته بقدميها لتقف امامه تتنفس بعنف تمسح الدماء النازفة من أنفها وشقتيها تصرخ: لو قربت مني هقتلك فتح ذراعيه على اتساعهما يضحك بخبث: هيا صغيرتي اقتليني، اااااه.
صرخ بألم حينما اطلقت رصاصة اصابت قدمه اليسري ليسقط ارضا ممسكا بقدمه ينظر لها بذهول ليجدها تصرخ بنواح: كنت فاكرني هبلة هسيبك تعمل فيا اللي انت عاوزة عشان ابقي تحت رحمتك لا يا إياد كله الا شرفي، مستعدة ادافع عنه لآخر نفس فيا، أنا بكرهك منك لله، دا إنت الوحيد اللي حسيت معاه بعد خالد، وعلي فكرة أنا ما كنتش هقولك ننفصل، الخاتم ضيق اوي كنت بس عايزة أقولك لو تنفع توسعه شوية كنت مكسوفة اقولك، نزعت الخاتم من يدها تلقيه في وجهه تبكي بقهر: منك لله يا اخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك.
لتجده يخرج المفتاح من جيبه يلقيه تحت قدميها، التقطته سريعا تفتح الباب ركضت سريعا إلى الشارع آخر ما رأته هو أضواء سيارة تأتي من بعيد ومن بعدها لم تري شيئا حينما فتحت عينيها في صباح اليوم التالي رأت تمارا ويوسف يجلسات جوارها تمارا بلهفة: لينا حبيبتي انتي كويسة هزت رأسها نفيا تنظر ليوسف بألم: ليه يا عمو، ليه سبتني اروح معاه وانت عارف انه هيعمل فيا كدة، إياد كان عايز يغتصبني.
شخصت عيني يوسف بصدمة تحولت لغضب ترك غرفتها متجها إلى غرفة ابنه في نفس الطابق يصرخ بحدة: يعني مش خناقة، انت صحيح حاولت تغتصب لينا هز رأسه إيجابا بهدوء ليصرخ يوسف بعنف: يا بحاجتك يا أخي انت ازاي كنت عايز تعمل كدة ابتسم ببرود: عادي يعني دي خطيبتي وكلها كام يوم وهتبقي مراتي صرخ يوسف بغضب: صحيح أنك عيل لقيط وما عندكش اخلاق ومهما عملت مش هيتغير اصلك ال******.
صرخ إياد بحدة: اللقيط دا هو اللي ممشيلك كل شغلك انت من غيره ولا حاجة ابتسم يوسف بتوعد: بقي كدا ماشي يا اياد من بكرة الصبح لاء من دلوقتي أنت مفصول من الشركة ومالكش عندي حاجة عندي وفلوس اللي انت بتصرف منها اصلا باسمي، ورينا بقي شطارتك مش أنا من غيرك ما ولا حاجة صرخ اياد بحدة؛ مستحيل طبعا أنا تعبت في الشركة دي اكتر منك، بابا ارجوك.
ضحك يوسف ساخرا؛ دلوقتي بابا، ماشي يا إياد أنا مستعد ارجعك لشغلك وانسي كل الكلام اللي انت قولتله لو روحت اعتذرت للينا وهي سامحتك هز رأسه إيجابا بلهفة لن يخسر كل ما بناه بتلك السهولة قام سريعا يستند على عكازه الحديدي متجها لغرفتها فتح الباب ليجدها تبكي وتمارا تجلس بجانبها تحاول تهدئتها همس بحزن مصطنع: لوليتا.
رفعت نظرها تنظر له بغضب رغم عينيها الحمراء من البكاء صرخت بغضب: ما تنطقش الاسم دا على لسانك، الاسم دا من حقه هو بس، هو انضف واحسن منك مليون مرة انت حيوان قذر أنا بكررررررهك، امشي اطلع برة هز رأسه نفيا بعنف يهتف برجاء برع في تمثيله: لوي أنا آسف حقك عليا أنا كنت شارب ما كنتش في وعيي سامحيني أنا مستعد اعمل ايي حاجة عشان تسامحيني.
صرخت بانيهار: أنت حيوان وأنا عمري ما هسامحك أنا مش ندامنة على اللي عملته فيك، لولا اني خايفة على مستقبلي كنت قتلتك، أنا بكرهك يا اياد، انا عمري اصلا ما حبيتك، انا بحب خالد وهفضل لآخر نفس فيا احبه، انت ولا حاجة في حياتي، اطلع برة خرج إياد ليجد والده يقف امام باب الغرفة يبتسم ساخرا: كنت واثق انها مستحيل تسامحك، ربط على كتفه بقوة يبتسم ساخرا: من بكرة الصبح تشوفلك شغل في مكان تاني.
تركه يوسف ودخل إلى غرفة لينا مرة اخري لتسود عيني إياد بغيظ، اقسم على جعلها تدفع الثمن غاليا تلك المحتالة استهانت بحبه وصرحت بكل جراءة انها تعشق رجل آخر وأنها لم تحبه يوما، والده حرمه من كل شئ لأجلها ستدفع الثمن غاليا من بعدها اختفي إياد سافر إلى احدي الولايات يعمل ليل نهار حتى يحصل على الكثير من الاموال التي ستساعده في الانتقام منها ومن والده Back.
فاقت من شرودها الطويل على يد خالد تلوح امام وجهها، لتسمعه يهتف بقلق؛ انتي كويسة هزت رأسها ايجابا بشرود غمزت تمارا للينا بعبث: عارف يا أستاذ خالد لينا كانت قرفاني من كتر كلامها عنك خالد عمل كذا خالد بيحب كذا خالد بيكره كذا، خالد خالد خالد خالد لينا بغيظ: اسكتي يا فضيحة تمارا ببراءة: ايه يا بنتي مش بقول الحقيقه لينا بغيظ: چو سكت تمارا لاقوم اضربها جاسم ضاحكا: بس بطلوا شغل العيال دا، يلا الغدا جاهز.
خرجت زينب بصحبة فريدة من المطبخ لتهرول فريدة سريعا ناحية ابنتها تعانقها بشوق، بينما ظلت زينب متسمرة مكانها تنظر ذلك الرجل بذهول ليسقط الهاتف من يدها يتحطم إلى مئات القطع.
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثلاثون
التفت الجميع ناحية الصوت لينتفض هو متجها ناحية والدته بخطي واسعة سريعة يهتف بلهفة: مالك يا امي انتي كويسة هزت رأسها ايجابا ربطت على ذراعه تتصنع الابتسام: ما تقلقش يا حبيبي أنا اتكعبلت فالموبايل وقع من ايدي تنهد براحة يبتسم برفق: فداكي يا ست الكل مليون موبايل، النهاردة بليل يكون عندك الاحسن منه ابتسمت بحنو: تسلم يا حبيبي وتعيش.
جاءت فريدة تصطحبهم إلى طاولة الطعام جلست فريدة جوار زينب بجانبهم تمارا بينما جلست لينا جوار خالد وبجابنهم يوسف على الاتجاه الآخر وعلي رأس الطاولة يجلس جاسم وبجانبه مقعد فارغ جاء اياد بعد قليل يجلس على ذلك المقعد الفارغ لتصبح لينا في المنتصف بينه وبين خالد قام من مكانه يهتف بحزم: قومي تعالي اقعدي مكانك هزت رأسها ايجابا لتبدل كرسيها مع كرسيه.
نظر إياد لخالد يبتسم ساخرا ليبادله خالد الابتسامة تلمع في عينه نظرة ثقة خبيرة بدأ الجميع في الاكل بصمت ونظرات زينب متعلقة بذلك الرجل تبلع ريقها بتوتر بين الحين والآخر قاطع يوسف الصمت يهتف بابتسامة صغيرة: وأنت بقي يا أستاذ خالد بتشتغل ايه هتف بهدوء: أنا ظابط في مكافحة المخدرات نظر يوسف للينا يضحك بمرح: ظابط يا لوي ابتسمت تهمس بخجل: اعمل ايه بقي كلبش قلبي.
ضحك يوسف بمرح بينما ابتسم خالد بثقة ينظر لاياد بسخرية جاسم: صحيح يا چو انتوا هتقعدوا قد ايه، نظر لاياد يهتف بغموض: يا ريت تقعدوا على طول يوسف: ما ينفعش والله يا جاسم دول هما يومين النهاردة وبكرة بس وهنرجع على طول عشان عندي شغل كتير هتفت بحزن: هتوحشني يا چو جز على اسنانه بغيظ يهتف بحدة: دا أنا هوحشك بالجزمة لما نروح يوسف ضاحكا: الحقي يا لوي حضرة الظابط بيغير.
بينما كان إياد ينظر لهم بصمت نظرات متفحصة خبيثة تخطط للاسوء انتهي الغداء ليجلسوا جميعا في غرفة الصالون لتقف هي تهتف سريعا: هروح اعملكوا قهوة اتجهت ناحية المطبخ تصنع القهوة للجميع ابتسم اياد بخبث ليخرج هاتفه من جيبه ضبط المنبه بعد دقيقة بصوت نغمة الرنين، ليضعه في جيبه مرة اخري، لم تمر سوي دقيقة ليلتقط هاتفه يعتذر منهم بأدب: عذرا.
اتجه إلى الحديقة بحجة أنه يريد التحدث في الهاتف، ما ان خرج إلى الحديقة اغلق هاتفه متجها إلى باب المطبخ الخلفي دخل إلى المطبخ بهدوء يشير لتلك الخادمة بالخروج اغلق باب المطبخ يقف امامه يعقد ذراعيه امام صدره يراقبها وهي تتمايل على أنغام تلك الأغنية التي تدندها حبيته بيني وبين نفسي ومقلتلوش على إلى في نفسي معرفش ايه بيحصل لي لما بشوف عينيه مابقتش عارفة اقوله ايه معرفش ليه خبيت عليه.
بضعف قوي وانا جنبه وبسلم عليه كل حب الدنيا ديا في قلبي ليك دة انت اغلي الناس عليا روحي فيك دة انت لو قدام عينيا اشتاق اليك.
التفت خلفها حينما سمعت صوت تصفيق بطئ لتجده يقف امامها يبتسم بخبث: رائعة صغيرتي، ولكن السؤال الآن تلك الكلمات تغني لي ام له بلعت لعابها بذعر تنظر له بخوف تهمس باضطراب: إياد ااانا، انت اقترب منها بهدوء إلى ان أصبح أمامها مباشرة لتهمس بذعر: إياد ارجوك اخرج، انت لا تعرف خالد، سيقتلك أن رآك تقترب مني ابتسم بخبث يهتف بهدوء: على من تخافين صغيرتي أنا أم هو.
بلعت لعابها تحاول التحدث بحزم؛ إياد ما تفعله خاطئ لقد انفصلنا انتهت الحكاية.
ضحك ساخرا يهز رأسه نفيا ببطئ: انتهت!، الحكاية لم تبدأ بعد، انتي لي ستصبحين لي، حتي لو اضطررت لقتل ذلك الرجل، انحني برأسه يهمس لها بخبث: ما أخذه ذلك الاحمق هو ملكي ولن اتركه، اقسم بخالق الكون اني سأجعل ذلك الأحمق يشمئز من النظر في وجهك حتى، إلى لقاء قريب صغيرتي.
تركها ليخرج من باب المطبخ الرئيسي ففي كل الأحوال هم يجلسون في غرفة الصالون وهي تبعد كثيرا عن المطبخ، ليجد زينب تدخل إلى المطبخ، وعلي حين غرة انزلقت قدم زينب لتستند سريعا على كتف اياد. انكمشت تعابير وجه إياد بألم من تلك الجذبه العنيفة لتجدها تهتف سريعا: معلش يا ابني ما كنتش اقصد انا بس كنت هتزحلق هز رأسه إيجابا يبتسم باصفرار ليتركها ويرحل.
بعد قليل خرجت لينا من المطبخ تحمل صينية كبيرة عليها اكواب القهوة خالد: ايه يا حبيبتي اتأخرتي ليه كدة ابتسمت بتوتر: معلش اصل القهوة فارت مني وعملت غيرها ربط على الأريكة بجانبه يبتسم: طب تعالي يلا جنبي.
انقضي الوقت بين المزاح وخفه ظل تمارا الذي اضفي نكهه لطيفة لهذا التجمع وخوف لينا ظلت تختلس النظرات لاياد، لتري بريق الانتقام يشتعل في عينيه فاقت على صوته يهتف بجد: طب نستأذن احنا بقي يا جماعة، يلا يا حبيبتي هزت رأسها إيجابا سريعا يوسف: ما تخليكوا يا ابني شوية كمان خالد: كفاية اوي كدة، فرصة سعيدة يا يوسف بيه يوسف مبتسما: انا الاسعد يا جوز بنتي.
اقترب يوسف من لينا ليحضتنها ليجد ذلك يقف كالسد بينهما يهتف بضيق: حضرتك رايح فين عقد يوسف جبينه بتعجب: ايه يا ابني هحضن بنتي هتف بحدة: دا في المشمش، اذا كنت ما بخليش ابوها الحقيقي يحضنها ابتسمت بحرج: معلش يا چو، اصل خالد بيغير من خياله يوسف مبتسما: لأ يا حبيبتي مش زعلان، ربنا يخليلهولك ويخليكي ليه تركهتم متجهه ناحية والدتها تودعها: ماما بكرة التطعيم بتاع السنة والنص بتاع لوليتا، ممكن تيجي معايا.
هزت فريدة رأسها إيجابا بابتسامة واسعة: طبعا يا حبيبتي، دي مش عايزة كلام ابتسمت تهز رأسها ايجابا: ربنا يخليكي ليا يا ماما هعدي عليكي بكرة بعد الضهر فريدة: ماشي يا حبيبتي وأنا هبقي في انتظارك سمعت صوته يهتف من بعيد: يلا يا لينا صاحت بصوت عالي: حاضر جاية، سلام يا ماما خرجت اليه لتجده يقف جوار السيارة: اومال ماما زينب فين خالد: بابا باعتلها العربية لسه ماشية دلوقتي همهت بتفهم تهز رأسها ايجابا.
جلست بجانبه في السيارة لا تصدق ان ذلك اللقاء انتهي اخيرا ارجعت رأسها تسند على ظهر مقعدها لتسمعه يسألها بهدوء: هو ايه اللي بينك وبين اللي اسمه إياد دا.
بلعت ريقها بارتباك تبتسم بتوتر: يعني ايه، ممافيش حاجة بينا طبعا ابتسم ساخرا يهتف ببعض الحدة: سؤالي واضح يا لينا، ايه اللي بينك وبين اللي اسمه إياد دا، نظراته ليكي واحنا هناك مش مريحة اخذت نفسا عميقا تستعد لتفجير القنبلة همست بخفوت عله لن يسمعها: أنا وإياد كنا مخطوبين.
شهقت بفزع حينما سمعت صوت إطارات السيارة تأزر بعنف بسبب توقفهم المفاجاء لتسمعه يصيح بحدة: نعممممممم يا روح أمك، يعني ايه كنتوا مخطوبين بلعت ريقها تحاول التماسك: عادي يعني كنا مخطوبين زي ما اي اتنين بيتخطبوا وما حصلش نصيب ابتسم ساخرا يهتف بتهكم: ليه ما حصلش، لو في مشاكل بينكوا انا مستعد اتدخل احلها وترجعوا لبعض هتفت بحدة: خالد لو سمحت بلاش اسلوبك دا، وبعدين ما انت كنت متجوز مرتين قبل كدة.
خالد غاضبا: بس انت ما كنتش اعرف ان الهانم كانت مخطوبة ازاي تخبي عليا زي دي ازاي اصلا تسمحي لنفسك انك تتخطبي لراجل غيري.
يكفي يكفي يكفي، إياد اولا وهو ثانيا اعصابها لم تتعد تتحمل صرخت بغضب: زي ما انت اديت لنفسك الحق أنك تتجوز بدل المرة اتنين على الاقل دي بس كانت خطوبة، لكن انت كنت متجوز ومرتتاك الاتنين حملوا منك ما تحاسبنيش على ذنب أنت نفسك عملتوا وزيادة، على الاقل انت اول راجل في حياتي وأنت عارف كدة كويس، الدور والباقي على اللي فضله يتنج مسلسل يسميه خالد باشا وزوجاته، انتهت تنظر له بحدة تتتفس بعنف وجهها تلون بالحمرة القاتمة من الغضب.
نظر لها بدهشة للحظات ليعيد تشغيل السيارة لتسمعه يهتف بهدوء: ماشي يا لينا بس اعملي حسابك طول ما اللي اسمه إياد دا هنا ما فيش خروج من البيت، اظن واضح ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تهمس بألم: واضح فعلا اننا هنبدأ بداية جديدة اشاحت بوجهها ناحية النافذة لتتساقط دموعها بصمت، نظر لها بجانب عينيه ليتنهد بضيق: طب انتي بتعيطي ليه همست بصوت مختنق من البكاء: ما بعيطش.
لف وجهه ناحيته ببطئ ينظر لعينيها الباكتين بحزن: خلاص بقي ما تزعليش ما كنتش اقصد ازعلك همست بحزن: انت ليه مش بتثق فيا؟ خالد: هنرجع للكلام الأهبل دا تاني، انا بس اتضايقت لما عرفت انت الحيوان دا في يوم كان خطيبك، انتي ما شوفتيش كان بيبصلك ازاي طول ما احنا قاعدين كنت بحاول اخبيكي عن عينيه، خلاص بقي مش قولنا هنبدأ من أول وجديد لوت شفتيها بامتعاض: ما هو واضح البداية الجديدة.
اخرج من جيبه قطعة شوكولاتة كبيرة يمد يده بها يبتسم بمرح: عربون محبة ابتسمت رغما عنها تاخذ منه تلك القطعة تأكلها باستمتاع، وصلت السيارة إلى الفيلا لتجده يهتف بجد: انا هخلص شوية شغل في المكتب واحصلك هزت رأسها إيجابا وصعدت لاعلي وضعت الصغيرة النائمة في مهدها، اخذت منامه وردية اللون واتجهت إلى حمام غرفتها.
في الأسفل جلس على كرسي مكتبه يتحدث في الهاتف بحدة: أنا عايز اعرف كل حاجة عن واحد اسمه ( إياد يوسف الدهشوري )، لاء طبعا 48 ساعة كتير جدا، اخرك معايا نص الوقت 24 ساعة الساعة دلوقتي 7، بكرة الساعة سبعة عايز اعرف كل حاجة، واللي انت عايزه هتاخده، ماشي مستني منك تليفون بكرة اغلق الخط ينظر امامه بشرود.
في شقة عزام في الحارة جلست سعاد جوار هدى تتحدث معها في كل شئ تقريبا أسعار الخضار والفاكهة طريقة عمل البامية والخيار المخلل، هي فقط كانت تريد اشغال عقلها بمواضيع عدة حتى لا تغرق في طوفان أحزانها ابتسمت بحزن تربط على شعر هدي بهدوء حينما وجدتها نائمة، سحبت الغطاء تدثرها به جيدا: ربنا يصبرك يا بنتي.
انسبحت من الغرفة تغلق الباب خلفها بهدوء شديد، لتجد عزام يقف أمامها وضعت اصبعها على شفتيها تهمس بخفوت؛ هششش هي نامت، سيبها نايمة وما تعملش صوت عشان ما تصحاش هز رأسه إيجابا يبتسم بامتنان: متشكر قوي يا ست سعاد ابتسمت برفق تهمس بخفوت: هبقي اعدي عليها بكرة، يلا السلام عليكم عزام: تأنسي وتنوري، مع السلامة خرجت من منزل عزام تنزل إلى شقتها بالأسفل لتجد شمس تخرج من شقتها متجهه إلى شقة زوجها.
شمس: كنتي فين يا ماما كل دا تنهدت بتعب: هقولك بعدين ابتسمت شمس بعذوبة: ماشي يا ماما على العموم أنا خلصت الاكل خلاص وبدور جت من المدرسة، أنا هدخل بقي يا ماما عشان الحق اسخن الأكل قبل ما اسلام يجي ابتسمت سعاد تربط على كتفها برفق: ماشي يا حبيبتي، يلا روحي دخلت شمس إلى شقتها تبتسم بحماس جهزت العشاء ووضعته على الطاولة لتدخل لغرفتها سريعا ارتدت احد الفساتين الذي اشتراه إسلام لها تضع مستحضرات تجميل خفيفة.
ابتسمت برضا تبسط كف يدها على معدتها برفق تنظر لها بسعادة، سمعت صوته ينادي عليها من الخارج لتخرج من الغرفة نظرت له بابتسامة خجولة سعيدة، بينما اتسعت عينيها بدهشة من تلك الحورية فاتنة الجمال ضم شفتيه يطلق صفيرا طويلا يعبر به عن إعجابه تحدث بوله: ايه الجمال لا انتي مش شمس دا انتي قمر، لا لا انتي المجرة كلها ابتسمت بعذوبة وجنتيها يشعان خجلا حمحت بارتباك: أنا حضرتلك العشا.
ظب ينظر لها بسهتنة تحدث بوله: أنا لما شوفتك شبعت همست بابتسامتها العذبة: بس أنا بقي جعانة ولو مكلتش ابنك هيوجع، يرضيك تجوع ابنك عقد جبينه بتعجب يغلق عينيه ويفتحهما بسرعة: ابني مين؟! اشارت إلى بطنها تهمس بخجل: ابنك دا ابتسم ببلاهة: ابني مين وازاي وفين، ابني أنا، يعني انتي حامل.
ابتسمت بحنان تهز رأسها ايجابا لتجده هرول ناحيتها حملها يدور بها يصرخ بفرحة: يا عالم يا هووووو أنا هبقي بابا، مررررراتي حااااامل، شمس حاااامل ضحكت بسعادة تهتف من بين ضحكاتها: إسلام يا مجنون نزلني، اسلام دوخت كفاية انزلها برفق يهتف بقلق: انتي كويسة، انا آسف ابتسمت تهز رأسها ايجابا: أنا كويسة يا حبيبي، مش هتقول لبابك ومامتك.
هز رأسه إيجابا سريعا يبتسم باتساع ليهرول يخطي واسعة ناحية شقة والده يدق بابها بقوة: يا بابا يا ماما بت يا بدور فتحت سعاد سريعا تسأله بلهفة: مالك يا واد بتخبط كدة صرخ بلهفة: باركيلي يا سوسو، هتبقي تيتا شمس حامل.
اتسعت عيني سعاد بفرحة تلقائيا ارتفعت عقيرتها بالزغاريد العالية معبرة عن فرحتها: مبروك يا اسلام الف مبروك يا حبيبي، اتجهت ناحية شمس التي تقف بعيدا تنظر لهم بابتسامة واسعة تعانقها بحنان: مبروك يا بنتي ألف مبروك يا حبيبتي ربنا يتمملك على خير وتقومي بألف سلامة يا رب، لتتحدث بحزم: بصي بقي من دلوقتي حالا مش عيزاكي تشيلي ورقة من على الأرض، اه تستريحي خالص.
هزت رأسها نفيا: يا ماما أنا لسه في الأول وبعدين أنا مش هسيب حضرتك تعملي الشغل كله لوحدك... قاطعتها سعاد تهتف بحزم: اللي اقوله يتسمع فاهمة يا شمس، انتي لسه في الاول لازم ترتاحي عشان الحمل يثبت هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة: حاضر يا ماما بعد قليل كانت تجلس على فراشها بناءا على اصرار سعاد وقرارتها القاطعة لتجد اسلام يدخل بعد قليل يحمل صينية طعام العشاء.
وضعها على طرف الفراش ليجلس بجانبها جذب رأسها برفق يقبل جبينها بحنان يهمس بحنو: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي ابتسمت بسعادة تسند رأسها على كتفه تهمس بخجل؛ ويخليك ليا يا حبيبي، انت نعمة هفضل احمد ربنا طول عمري على وجودها في حياتي، انا بحبك اوي يا إسلام.
تنهد بسعادة يحمد الله في سره يهمس بعشق: اااه يا شمس لو تعرفي انا حاسس بايه دلوقتي، حاسس اني ملكت الدنيا، حاسس اني اغني راجل في العالم، حبك هو الثروة الوحيدة اللي حيلتي، وكل يوم بتزوديها، ربنا يخليكي ليا وما يحرمني منك ابدا انتي واللي في بطنك.
ارتسمت ابتسامة سعيدة راضية على شفتيها، لم تكن تعتقد في يوم أنها ستشعر بتلك السعادة التي تغرقها دون توقف، نظرت ناحية السماء من نافذة غرفتها الصغيرة لتتذكر ذلك الماضي الاليم حينما كانت تنظر للسماء كل ليلة تبكي وترجو الله ان يخلصها من عذابها، ولكن الآن تبتسم وتحمد الله على فضله وكرمه عليها.
صعد إلى غرفته بعدما انهي أوراق بعض الصفقات ليجدها تجلس على الفراش تشاهد التلفاز هتف بهدوء: مساء الخير نظرت ناحيته تبتسم بعذوبة: مساء النور اتأخرت ليه كدة هتف بجد: كان عندي شغل كتير، كويس انك لسه صاحية عشان عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم هزت رأسها ايجابا تحاول الابتسام ليتجه ناحية دولاب ملابسه اخذ بعض الملابس متجها إلى المرحاض اغتسل وبدل ملابسه ليخرج إليها.
جلس أمامها على الفراش ينظر لها بهدوء دون كلام لتبلع لعابها بارتباك: ففي ايه يا خالد بتبصلي كدة ليه عقد ساعديه امام صدره يهتف بجد: مستنيكي قطبت جبينها بتعحب: مستني ايه بالظبط! ابتسم بهدوء: تحكي عايز اعرف كل اللي حصل من اول ما سافرتي لحد ما رجعتي وبالتفصيل المملل.
تنهدت بضيق: ما حصلش حاجة يا خالد، انت عارف كل حاجة، الحاجة الوحيدة اللي كنت مخبياها هي حكاية خطوبتي انا واياد عشان ما تتضايقش غير كدة ما فيش حاجة، وياريت بلاش طريقة التحقيق بتاعتك دي، أنا بس كنت مخطوبة ما اجرمتش يعني ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يهتف بغموض: ماشي يا لوليتا ان غدا لناظره قريب لو طلعتي مخبية حاجة، وربي لهسود عيشتك.
بلعت لعابها بذعر تنظر له بخوف، ليداعب خصلات شعرها برفق يبتسم بحنان؛ اتعشيتي اتسعت عينيها بتعجب تهز رأسها نفيا: ماليش نفس قرص وجنتها برفق: اجبلك كوباية لبن امتعضت ملامحها بطفولة تهتف: لاء يع ضحك عاليا باستمتاع: مش هتكبري ابدا سطحها على الفراش ليتمدد بجانبها وضع رأسها على صدره يداعب خصلاتها برفق ليجدها تهمس باضطراب: خالد خالد: همممم لينا: انتي بتحبني عقد جبينه بتعجب: ليه بتسألي لينا: معلش خدني على قد عقلي.
خالد: لاء يا ستي انا ما بحبكيش انا بعشقك من وانتي طفلة لينا: عمر ما هحبي هيقل في قلبك خالد: لاء طبعا، بالعكس دا بيزيد بس مالك يا لينا في ايه بلعت لعابها بخوف: مش عارفة يا خالد قلبي مقبوض حاسة ان في حاجة مش كويسة هتحصل شدد على عناقها يهتف بجد: انتي فين دلوقتي لينا: في حضنك خالد: وأنا قولتلك ايه قبل كدة ابتسمت تهمس بخجل: ما اخفش من اي حاجة طول ما انا في حضنك.
هتف بحنو: خايفة من ايه بقي يا عبيطة انتي حبيبتي طول ما انتي في حضني مش هسمح لاي حاجة في الدنيا أنها تأذيكي ابتسمت تهمس بسعادة: تعرف ان انا بحبك اوي خالد: عارف، وانا كمان بموت فيكي، يلا بقي نامي وبطلي دوشة لينا: تصبح على خير يا حبيبي خالد: وانتي من اهله يا حبيبتي اغمضت عينيها ومع حركة يده على منابت شعرها استسلمت سريعا للنوم.
تنهد ينظر لها بقلق هو ايضا يرواده ذلك الشعور بأن شيئا خطير سيحدث ولن يستطيع ايقافه، يشعر بأنها ستبتعد عنه شدد على عناقها يهمس بحزم؛ مش هسمح لاي حد في الدنيا يبعدني عنك أنا ما صدقت لقيتك تاني.
قبض على ذراعها يصرخ بغضب: اززززاي انتي مش قولتيلي أنه لمسك نقلت نظراتها المذعورة بين بقعة الدماء على الفراش ويده التي تقبض على ذراعها بقوة تهمس بخوف: ما اعرفش والله العظيم ما اعرف القاها بعيدا يخلل أصابعه في خصلات شعره يشد عليها بغيظ يصيح بحدة: بقي انا ما رضتش المسك طول المدة اللي فاتت عشان ابعتك ليه وفي الآخر يطلع ما لمسكيش، انتي كدة بوظتي كل اللي أنا كنت مخططله.
قامت من مكانها متجهه ناحيته تهمس بخوف: والله يا إياد أنا عملت كل اللي قولتلي عليه، صدقني أنا مش فاكرة حاجة عن اللي حصل يومها بس لما صحيت تاني يوم كان في دم على السرير ضحك ساخرا: ضحك عليكي ابن السويسي، لازم دلوقتي الحق اتصرف، هتف بحدة: غبية أنا كنت ناوي ابعتك ليه تقوليله أنك حامل دا كان هيشتته ويبعده عن التدوير ورايا أنا واثق انه دلوقتي بيجمع اي معلومة عني.
انسابت دموعها تهمس بخوف: إياد أنا آسفة أنا ما اعرفش دا حصل ازاي، انا عملت كل دا عشانك وافقت ابقي رخيصة في نظر الكل وارمي نفسي على راجل متجوز وامثل اني واقعة فيه عشان خاطرك وعشان أنا بحبك التقط قميصه يريدته ينظر لها بسخرية ليخرج من الغرفة لتتهاوي هي ارضا تنظر في أثره بحزن في صباح اليوم التالي وقفت على كرسي خشبي صغير امامه تعقد رابطة عنقه بهدوء لينا مبتسمة: أنت هتروح الشركة ولا الإدارة.
خالد: لاء أنا النهاردة هروح الشركة بس في شغل كتير لازم الحق اخلصه انتهت من عقد رابطه عنقه تمسد عليها بحنان تبتسم بعذوبة: حبيبي النهاردة ميعاد التطعيم بتاع لوليتا بتاع السنة ونص وأنا اتفقت مع ماما اني هعدي عليها بعد الضهر ونروح سوا فتح فمه ليتحدث ليجدها تهتف سريعا: هروح بالعربية ومش أنا اللي هسوق وهاخد الحرس معايا ومش هتأخر.
ابتسم يهز رأسه إيجابا يربط على وجنتها برفق قبل جبينها بحنان ليرحل إلى عمله، بعد مدة ذهبت هي لتبدل ثيابها حينما سمعت صوت هاتفها، عقدت جبينها حينما رأت رقم غريب فتحت الخط ترد بجد: السلام عليكم مين معايا صغيرتي اتسعت عينيها بذعر ازدادت دقات قلبها بعنف لتجده تهمس: ااييياد سمعته يهمس بخبث: انظري لشاشه الهاتف يا حلوتي.
ابعدت الهاتف عن اذنها تنظر للشاشة لتتسع عينيها بذعر، رأت خالد يجلس على مكتبه يركز في الاوراق أمامه لتجد تلك الكاميرا التي تصوره من بعيد تتحرك ناحية قناص يقف في نافذة عمارة مقابلة له يحمل بندقية يوجهه ناحية قلبه مباشرة!
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والثلاثون
انسابت دموعها تنظر لخالد بألم تريد الصراخ لتهتف سريعا برجاء: اياد ارجوك لاء ابوس ايدك عشان خاطري سمعت صوته يضحك بخبث: صغيرتي تتوسل لي... تهاوت ارضا تنظر لذلك القناص الذي يصوب هدفه ناحية قلبها هي تهتف بذعر: ابوس ايدك يا اياد خالد لاء هتف بحدة: أنا مستنيكي برة لو فكرت بس تتصلي بيه هخليكي تترحمي عليه هتفت سريعا بذعر تبكي بجزع: حاضر حاضر بس عشان خاطري ما تأذيهوش.
اختفت صورة خالد ليظهر وجه اياد يبتسم بخبث عينيه تلمع بانتصار: معاكي دقيقتين ارادت بعض الوقت حتى تحاول حتى التصرف نظرت سريعا لملابسها تتحجج بها: طب اغير هدومي ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه: وماله يا روحي غيريها بس ساعتها بقي ابقي البسيها اسود على روح حبيب القلب معاكي دقيقتين، دقيقتين وثانية اقري الفاتحة على روح لودي.
وبدون تفكير هي لن تجازف بخسارته حتى لو كان الثمن حياتها القت الهاتف من يدها تركض بسرعة كالمجنونة فتحت باب المنزل الداخلي تركض في الحديقة حافية القدمين بملابس المنزل اتجهت للبوابة الضخمة تصرخ في الحرس بجزع: افتحوا البوابة حاول احدهم الاعتراض فصفعته على وجهه بقوة تصرخ بغضب: افتح الباب بقولك افتح الزفت خالد هيموت.
فتح الحارس له البوابة لتركض خارج المنزل تنظر حولها بحيرة لتجد سيارته تقف بالقرب من المنزل اتجهت ناحيتها تركض بسرعة لتصرخ بألم حينما انغزرت قطعة زجاج ملقاة على الأرض في باطن يدها انسابت دموعها من الألم تنساب الدماء من قدمها.
انحنت تنزع تلك القطعة بعنف لتلطخ يديها بالدماء اتجهت ناحية سيارته بخطي سريعة تضع على شفتيها تكبح صرخاتها المتألمة وجدت باب السيارة الامامي يفتح من الداخل لتركب دون تردد، وقبل أن تنطق بحرف واحد كان يقيد حركتها واضعا ذلك المنديل الذي نثر عليه المخدر على انفها زاغت عينيها نظرت له نظرة اخيرة تحمل عتاب صامت لتغيب عن الوعي ابتسم إياد بانتصار، ليسمع ذلك الصوت يسأله بقلق؛ أنت هتعمل فيها ايه.
هتف بحدة وهو ينطلق بالسيارة مسرعا: مالكيش دعوة انتي انا هوصلك القصر تلمي حاجتك بسرعة هبعتلك الحرس يأخدوكي على المطار.
احد الحرس: وبعدين بقي احنا لازم نكلم الباشا نقوله حارس آخر: هو مش الباشا كان قلنا انها هتخرج ونبقي نفتحلها البوابة ليرد الحارس الاول مرة اخري: ايوة بس مالقش أنها هتخرج بهدوم البيت وحافية، أنا هخلص ذمتي واكلمه.
جالسا على كرسي مكتبه ينظر للورق امامه بشرود دقات قلبه سريعة مضطربة، شيئا خاطئ يحدث زفر بضيق يلقي القلم من يده التقط هاتفه ليتصل بها يريد الاطمئان عليها ليجد هاتفه يرن برقم احد الحرس عقد جبينه بقلق ليرد سريعا الحارس بتوتر: خالد باشا في حاجة حصلت لازم تعرفها زمجر بحدة: انطق على طول.
بلع الحارس لعابه بخوف: الهانم يا باشا خرجت من شوية تجري برة البيت كانت لبسة لبس البيت وكان في عربية واققة مستنياها برة ركبت فيها والعربية طلعت على طول هب واقفا عينيه سوداء مظلمة من الغضب اغلق الخط في وجه الحارس يفتح برنامج التتبع المتصل بقلادتها، ليلتقط ميدالية مفاتيحة يركض من الشركة كالمجنون.
وقف بسيارته امام القصر لينظر لها بحدة مزمجرا بغضب: ما تنزلي مستنية ايه بلعت ريقها بارتباك تنظر للينا بقلق: طب انت هتعمل فيها ايه، إياد حرام عليك كفاية اللي انت عملته فيها لحد كدة التقط مسدسه يلتفت لها بجسده قبض على خصلات شعرها يضع فوهه المسدس على رأسها مباشرة يصرخ بحدة: يا هتتزلي يا هقتلك اتسعت عينيها بخوف تهز رأسها ايجابا سريعا: خلاص حاضر حاضر.
نزلت سريعا من السيارة لتسمعه يهتف سريعا: جهزي حاجتك ساعة واحدة والحرس هيأخدوكي على المطار لو اتأخرتي دقيقة واحدة هسافر واسيبك هزت رأسها ايجابا سريعا تهرع لداخل المنزل تضب ملابسها، لم يبقي سواه بجانبها حتى وإن كانت معاملته ساخرة سيئة دائما.
على صعيد آخر وقف أمام تلك العمارة السكينة نزل من السيارة ينظر حوله منطقة سكينة جديدة تحت الإنشاء دفع الكثير من اجل تجهيز شقة واحدة في احدي العمائر، نظر حوله بحذر يتفقد المكان بعينيه لترتسم ابتسامة انتصار صغيرة على شفتيه، اتجه ناحية الباب المجاور لها يفتحه مد ذراعيه يحمل جسدها المرتخي برفق، متجها بها إلى تلك الشقة دفع الباب بقدمه هو في الاساس تركه مفتوحا ليسهل عليه أمر الدخول ليتجه بها ناحية غرفة كبيرة للنوم عليها فراش ضخم وثير، وضعها على الفراش برفق، ليعود مغلقا باب الشقة بالمفتاح جيدا، القي المفتاح بعيدا على احد المقاعد لتتسع ابتسامتها الشيطانية حان الآن وقت الأخذ بالثأر، عاد إليها يجلس بجانبها على الفراش مد يده يمسد على خصلات شعرها بحنان يهمس بخبث: اخبرتك صغيرتي انتي لي، آه يا فاكهتي المحرمة لو تعلمين ماذا فعلت لاتذوقك، اشار إلى احد اركان الغرفة يحدثها كأنها تسمعه: لوحي للكاميرا صغيرتي، هي من ستلتقط لحظاتنا السعيدة، ومن ثم سأرسلها لذلك الأحمق، تؤتؤتؤ لا تخافي لن ادعه يأذيكي، بلع ريقه برغبة يهمس بارتعاش: فقط انتهي منك حلوتي وسنهرب بعيدا لن يصل إلينا لن يفرقنا مرة اخري.
إطارات السيارة على وشك الانفجار من سرعتها ينقل انظارها بين تلك الإشارة التي يرصدها هاتفه والطريق امامه بسرعة كبيرة مئات وربما آلاف الأفكار البشعة نسجها الشيطان في رأسه وصل، اخيرا وقفت السيارة بعنف حينما ضغط على المكابح فجاءة ترجل منها لتتسع عينيه، تلك السيارة رآها من قبل في منزل جاسم، صعد يركض كالمجنون وقف أمام باب تلك الشقة يدق الباب بعنف.
في الداخل تسمر اياد مكانه وهو يستمع إلى صوت تلك الدقات القوية لتتحول بعدها إلى دفعات عنيفة يبدو أن أحدهم يحاول كسر الباب، بدون ادني شك يعرف انه هو في لحظات اكمل خلع ملابسه ومزق ملابس لينا بوحشية ليندث جوارها في الفراش، يعرف أنها مخاطرة يمكن ان تودي بحياته! دفع الباب بقدمه مرة اثنين ثلاثة إلى أن انكسر دخل يبحث عنهما في كل مكان.
تسمر مكانه حينما فتح باب تلك الغرفة شخصت عينيه بفزع حتى كادت تخرج من مكانها زوجته حبيبته عشقه الاول والاخير ترقد عارية بين احضان رجل آخر، انعدمت انفاسه من الصدمة شعر بأن الأرض تميد من تحته لحظات مرة كساعات وهو ينظر لهم دون حراك، لترتسم ابتسامة ساخرة على شفتي إياد، كانت كصفعة ايقظته زمجر بغضب متجها ناحيتهم وقد كان في لحظات شعر إياد بأن بركان انفجر فيه حاول الدفاع عن نفسه ولكن عذرا لم يستطع، لكمات خالد عنيفة متتالية غاضبة، يسب يلعن يصرخ يلكم يصفع يركل تكاد الدماء تنفجر من رأسه، سقط اياد ارضا مجرد حطام ليجثي على ركبة واحدة بجانبه يلهث بعنق قبض على عنقه يزمجر بغضب: اوعي تكون فاكر أن أنا هقتلك بالسهولة دي لاء دا أنا هخليك تتمني الموت، من اللي هعمله فيك أنت وال***** اللي كانت في حضنك.
لفظه بعنف لترتطم رأس إياد بالارض بقوة.
لم تعرف ما يحدث هي بالكاد استطاعت فتح عينيها تشعر بخدر قوي يصيب جسدها كلها تري ما يحدث ولكن عقلها عاجز عن فهمه فقط تري خالد وهو يضرب إياد بشدة ويزمجر بعضب ولكن لما إياد عاري، لتراه ناحيتها عينيه سوداء مظلمة شديدة الغضب، لم تعد تشعر بشئ سوي بكفي يده يهبطان على وجهها بعنف، ألم حاد جعلها عقلها يستفيق من حالة الخدر تلك لتصرخ بقوة ولكنه لم يتوقف ظل يضربها وهو يصيح بغضب: ليييييه لييييه عملتلك ايه، أنا تخونيني يا بنت ال***** يا زبالة.
لم تعد تشعر بوجهها من شدة الألم سيل من الدماء يخرج من شفتيها وانفها جذبها من على الفراش ليجذب المفرش من على يلف جسدها به بعنف امسك ذراعيها يجرها خلفه بقوى حتى انها تعثرت وسقطتت ولكنه لم يهتم بدأ بجرها كالجوال وهي تتوسل له بصوت ضعيف: ايدي يا خالد، ااااه لم يستمع لها حقا تعتقد انه سيهتم بألم يديها وتلك النيران تستعر في قلبه ظل يجرها حتى تجرحت قدميها من درجات السلم الحجري وصل إلى سيارته.
ففتح بابها الخلفي والقاها بالداخل، لينطلق بسرعة نيران الغضب التي تستعر في قلبه وهي تبكي وترتجف على الكنبة الخلفية لا تعلم ماذا يحدث، او ماذا حدث ألم شديد يجتاح جسدها كله تشبثت بتلك الملاءة بشدة لتخفي بها جسدها والي الآن لم تفهم لما هي عارية!
اما هو كل ما استطاع فعله زحف إلى ان وصل إلى هاتفه ليطلب رقم مايا مايا: خلاص يا اياد انا خلصت انت فين همس بصوت ضعيف متقطع: بسرعة يا مايا هاتي الحرس وتعليلي في... هتفت بقلق: إياد انت كويس صرخ بألم: بسررعة اااااه فقد الوعي من شدة الألم، لتصرخ مايا باسمه بفزغ، ركضت سريعا خارج القصر لتنطلق هي ورجاله إلى ذلك المكان طوال الطريق دقات قلبها تكاد تصم اذنيها تفرك يديها بقلق تصرخ في السائق كل دقيقة ليسرع.
لتهتف فجاءة: اقف اقف عربية اياد اهي نزلت من السيارة سريعا تنادي عليه بصوت عالي ليهتف احد الحرس: العربية مركونة قدام مدخل العمارة دي ممكن يكون الباشا هنا هزت رأسها ايجابا بلهفة لتركض لاعلي خلفها بعض الحرس، عمارة قيد الانشاء كل ما تري الكثير من الطوب والرمال وبعض ادوات البناء لفت نظرها باب الشقة المكسور لتدخل بحذر وخلفها بعض الحرس الذين استعدوا بأسلحتهم.
وكما فعل هو، حدث المثل بدأت تبحث عنه بين الغرف إلى ان دخلت تلك الغرفة لتشهق بذعر حينما وجدته بتلك الحالة المذرية هرولت ناحيته تجلس على ركبتيها بجانبه وضعت رأسه على فخذها تربط على وجنته برفق مايا باكية: اياد، إياد فوق يا حبيبي، إياد، إياد فتح عينيه بقدر بسيط لترتسم ابتسامة ساخرة على شفتيه خرج صوته ضعيفا ومع ذلك لم يخلو من نبرة التهكم الواضحة: حمقاء تعشقني.
ليعاود إغلاق عينيه من جديد لتصرخ هي في الحرس الذين حملوه سريعا متجهين إلى المستشفي.
وصلت السيارة إلى المنزل نزل منها صافعا الباب خلفه بحده ليفتح الباب الخلفي مد يده يغزر أصابعه في ذراعها النحيل يقبض عليه بعنف يجذبها من السيارة بقوة يجرها خلفه إلى داخل القصر صرخ بصوت عالي: رحمممممة جاءت الخادمة مسرعة لتشهق بصدمة مما تري، ليصرخ هو بحدة: خلي بالك من البنت هزت رحمة رأسها ايجابا بخوف تنظر للينا بحسرة.
اخذ تلك المسكينة وصعد إلى غرفته القاها بعنف فسقطت ارضا تحت قدميه تنظر له برجاء مد يده خلع حزام بنطاله الجلدي ولفه حول يده، ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها فهو حتى لم يعطيها الفرصة للدفاع عن نفسها ضمت ركبتيها لصدرها تنظر له تحفر ما يحدث في عقلها، خرجت صرخاتها رغما عنها حينما رفع يده وهوي بحزامه الجلدي على جسدها وهو يصرخ بعضب.
يغضب، يصرخ، يجلد ولم يعطيها حتى الفرصة للدافع عن نفسها اقام المحكمة واصبح القاضي وحكم عليها بالعذاب دون ان يسمع دفاعها انتهك الصراخ صوتها بلا رحمة ففضلت الصمت وبدأت تأن بألم تنساب دموعها دون توقف.
بعد قليل القي الحزام جانبا وجثي على ركبتيه ارضا وهو يلهث بعنف، قبض على خصلات شعرها يجذبها لتقف امامه وبدأت الصفعات في التوالي على وجهها يصرخ بغضب: انتي مش اكتر من عاهرة، دي غلطتي اني اتجوزت عاهرة، ليييييه عملتلك ايه عشان تعملي فيا كدة بتخونيني يا ***** يابنت ال. ****** خرج صوتها ضعيفا متقطعا: والله، يا، خا، لد، مما، ع، م، لت، حا، جة.
جذب خصلات شعرها بعنف يضحك ساخرا: وكنتي بتعملي ايه في حضنه بمنظرك دا يا هانم، إياد حبيب القلب القديم رجع، فتدي الاهبل اللي متجوزاه على قفاه، وقال ايه عايزة اطعم لوليتا يا خالد.
دفعته في صدره بقوة ليرتد في الخلف بضع خطوات ضمت تلك الملاءة لجسدها تنتحب بقوة تصرخ بألم: كفاية بقي كفاية حرام عليك، قسما بالله ما خونتك وحياة بنتي ما خونتك، عايز تعرف أنا فسخت خطوبتي من إياد ليه، عشان كان عايز يعتدي عليا، ساعتها ضربته بالنار وهربت، هو رجع عشان ينتقم مني، لتقص عليه ما حدث وهي تبكي وتنتحب.
رفض عقله تصديق ما تقول، كان ذلك الرفض هو رد فعل طبيعي لقلبه الذي يحترق ألما عليها نظر لها بحدة يهتف بتوعد: لو طلع كلامك غلط هدفنك عايشة تحت رجلي خرج من الغرفة لتنهار هي ارضا، زحفت بجسدها المنهك تستند على الحائط في اركان الغرفة تكورت حول نفسها تضم ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بغزارة تضم تلك الملائة التي تلوثت بالدماء من جروح جسدها النازفة تجلطت الدماء على فمها وانفها وساقيها.
المتشوهه من ذلك السلم علامات جزامه الجلدي منطبعه على كل شبر في جسدها لينا باكية: يااااااارب ارحمني بقي ياااااارب.
بعد قليل من التحريات عرف مكان المستشفي التي وضع فيها فانطلق مرة اخري إلى المستشفي مسرعا وصل إلى المستشفي يسأل عن رقم الغرفة فرد موظف الاستقبال: ميعاد الزيارة انتهي يا افندم هتف ببرود: أنا العقيد خالد السويسي بلع الموظف لعابه بخوف: اتتتفضل يا افندم هو في اوضة... اتجه بخطي مسرعة إلى تلك الغرفة ليجد مايا تقف امامه، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يهتف بتهكم: صحيح الطيور على اشكالها تقع.
نظرت مايا له بتوتر تفرك يديها بخوف كادت ان تتحدث حينما خرج الطبيب من الغرفة فهرولت اليه مسرعة تسأله بلهفة: إياد كويس مش كدة رد الطبيب بعملية: هو أتعرض لتعنيف شديد جدا عنده ضلعين مكسورين، وكدمات كتير ورجله الشمال فيها كسر قوي شهقت بألم تضع يدها على فمها تنساب دموعها بصمت، ليحادث الطبيب ببرود: هو فاق هز الطبيب رأسه إيجابا بهدوء: ايوة بس حالته الصحية ما تسمحش بأي كلام.
دفع الطبيب بعنف جانبا إلى داخل الغرفة فوجده ممدا على الفراش الطبي يتصل به العديد من الاجهزة الطبية، يعتبر جسده كله ملتف بالضمادات، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يهتف بتهكم رغم ما به من آلم: احمق، غبي، اضعتها مثل ما فعلت أنا، ألست من رباها كما تفتخر هي دائما، كيف تصدق أنها تخونك، سأخبرك بكل شئ أنا السبب في كل ما حدث لك، بالطبع لست بمفردي، عمي جاسم كان يدي التي احركها بينكم، صدقا ذلك الرجل يحب الموت ويكرهك، أنا من خططت لكل شئ وجاسم ينفذ ذلك العقد الذي وقعت عليه فكرتي وجاسم ينفذ، حتي خالك كان ضمن اللعبة، جاسم اقنعه انه استطاع الوصول إلى والدة مايا واقنعها بعودة مايا بمبلغ 5 مليون دولار، جاسم ذلك الخبيث اقنع رفعت بالتوقيع على خمس شيكات حتى يصبح تحت يده يفعل ما يأمره دوو جدال، اشار بيده ناحية مايا التي تقف خلف خالد ليضحك ساخرا: حبيبتي البلهاء كانت على استعداد لفعل اي شئ فقط لتشعر بحبي لها.
ارسلتها اليك لتخرب علاقتك إنت ولينا، عقد جبينه يصطنع التفكير يهتف بتهكم: يبقي السؤال لما انتقم منك، سأخبرك، انت احمق، ههههههههههه، اقسم احمق مثلي تماما، تعشقها بجنون، وهي بلهاء تحبك رغم ما تفعله بها، أنا فقط كنت اساعدك على تدمير عشقكما الكبير من خلال بعض الحمقي العب بهم كالعرائس، ولكن صدقا اصبت بالملل هؤلاء الحمقي الفاشلون عجزوا عن فعل أي شئ، لذلك جئت بنفسي، انتقم منها ومنك ومن الجميع، اخذت بثأري، سنوات عملت فيها كجرذ حقير، كلماتها التي تطعن عشقي لم تفارق اذني لحظة واحدة، هي لم تحبني يوما هي تحبك، لذلك أقسمت على جعلها تكرهك ونجحت، أنا استحق تصفيقا حارا سيد خالد.
كان يسىمع له وهو يبذل مجهودا جبارا للسيطرة على أعصابه اسودت عينيه بغضب ما أن انتهي ليجذب سلاحه من جرابه يشهره امام رأسه يهتف بحدة: ما تستحقش حتى اقولك اتشاهد على روحك صرخت مايا بفزع اندفعت ناحيته ليدفعها بيده بعيدا سحب زناد المسدس كان على وشك الإطلاق ليسمع صوت صرخة انثوية يعرف صاحبتها جيدا في لحظات وجد والدته تندفع ناحية إياد تعانقه بقوة تبكي.
زينب باكية: حمزة وحشتني يا حبيبي، اخيرا يا حمزة اخيرا رجعت لحضني اتسعت عينيه بتعجب قبل ان يعي ما يحدث كان والده يجذب المسدس من يده يصرخ في وجهه بحدة: هتقتل اخوك يا خالد!
صدمة فزع ذهول عينيه شاخصتين يكادان يخرجان من مكانهما ينظر لوالده بدهشة تعجب صدمة خرجت الكلمات من بين شفتيه بصعوبة: ااااخوو يا ازززززاي مش ممكن مستحيل.
Flash back دخلت زينب تهرول إلى داخل المنزل تهتف بلهفة: محمود يا محمود، محمود انت فين يا محمود خرج الاخير من غرفة مكتبه يسألها بقلق: مالك يا زينب في ايه ابتسمت بارتعاش تهتف سريعا: حمزة يا محمود، حمزة عايش أنا شوفته مسح كف يده بعنف يستغفر في سره هتف بحدة خفيفة: حمزة مات خلاص يا زينب مش كل يومين تيجي تقوليلي أنا شوفت حمزة، وحمزة عايش ونروح ندور وما يطلعش هو، ارحمني نفسك وارحميني بقي يا زينب.
امسكت يده برجاء تهتف بتوسل: صدقني يا محمود هو حمزة والله العظيم حمزة، دا ابني معقول مش هعرف ابني، قلبي بيقولي ان هو حمزة زفر بنفاذ صبر يهتف بضيق: يا زينب انتي بتقولي كدة كل ما تشوفي واحد عينيه خضرا شبه عينيكي... قاطعته تهتف بلهفة: المرة دي هو والله العظيم هو، حتي بص، شوف أنا معايا ايه أخرجت من حقيبتها منديل ورقي مطوي فتحته ليظهر بعض خصل الشعر، عقدت محمود جبينه بتعجب يسألها: ايه دا يا زينب.
اجابت سريعا: دا شعر من حمزة، أنا كنت بتفرج على مسلسل طلعت روحي امبارح وكان في قضية اثبات نسب وعليا اللي هي المحامية كانت بتقول اننا ممكن نثبت النسب بالشعر او باللعاب او بالدم، أنا جبت شعر خبط محمود كف فوق اخري يهتف بقلق: لا حول ولا قوة الا بالله ايه يا زينب اللي انتي بتقوليه دا انتي خلاص اتجننتي أمسكت يده تقبلها لينزع يده سريعا لتهتف بتوسل: عشان خاطري يا محمود ابوس ايدك.
اتسعت عيني محمود بدهشة: ايه اللي انتي بتعمليه دا يا زينب، خلاص حاضر هعملك اللي انتي عايزاه بس اعملي حسابك دي آخر مرة هجاريكي في الجنان دا هزت رأسها ايجابا بلهفة، تبتسم بامتنان ليأخذها متجهين إلى احد معامل التحاليل يجري ذلك الاختبار، أخبرهم الطبيب انه سيعلمهم بالنتيجة في صباح اليوم التالي Back.
هتف محمود بصدمة: ما صدقتش نفسي لما مسكت الورقة وطلعت النتيجة متطابقة، كلمت محمد وطلبت منه يساعدني اوصل لاياد فعلا ما فيش ساعة وكان جايبلي العنوان روحنا على هناك على طول واحد من الحرس قالنا انه محجوز هنا في المستشفي.
نظرا الاثنان لبعضمها بصدمة عقدت لسانهما، ليتأتي دور زينب في الحديث هتفت باكية: كنت عيلة صغيرة عندي 17 سنة لما اتجوزت بعد جوازي بشهرين حملت، اول خلفتي كانت تؤام خالد وحمزة الناس كلها كانت بتستعجب انتوا ازاي تؤام وما فيش فيكم اي شبه من بعض، خالد شبه محمود لون عينيه وشعره حتى ملامحه، اما حمزة فكان نسخة من ملامحي، كنت فرحانة بيكوا اوي الهدية اللي بعتهالي ربنا، لما كات عندكوا تلت سنين خدتكوا نشتري لبس العيد كنا في المحل بقيس القميص على خالد وحمزة واقف جنبي بيلعب في لحظة اختفي، زدات شهقاتها وهي تكمل: شيلت خالد على دراعي وجريت اصرخ وانادي على حمزة.
اكمل محمود بحزن: أنا و امك ما بطلناش تدوير عليك في الشوارع ليل ونهار، لحد ما امك جالها انهيار عصبي وحاولت تنتحر اكتر من مرة كان الحل الوحيد اني اقولها انك، يعني مت وخفيت كل حاجة ليها علاقة بيك حتى صورك أنت وخالد وانتوا صغيريين ما عدا صورة واحدة أمك رفضت تديهالي وعدتني انها عمرها ما هتوريها لخالد، بعدها عزلنا من البيت لبيت جديد عشان أمك تنسي خالد كان لسه صغير مع الوقت نسي تماما انما امك عمرها ما نسيت كل يوم والتاني تيجي تصرخ وتقولي أنا شوفت حمزة يا محمود كانت بتمشي تدور عليك في وشوش الناس.
بسطت زينب اصابع يدها على وجه حمزة اياد سابقا تتحسس ملامحه ببطئ تنساب دموعها بعنف: حمزة يا قلب امك وحشتيني يا حبيبي.
دفع إياد يديها بعنف يهتف بحدة: بقولك يا ست انتي التخاريف اللي انتي بتقوليه انتي والراجل دا ما يدخلش عقلي أنا اياد، إياد يوسف الدهشوري، ابتسم بمرارة يكمل ساخرا: إياد العيل الصغير اللي ما فهم الدنيا لقي نفسه مرمي في ملجأ، بيتعامل معاملة اسوء من الحيوانات اياد اللي كانت بينام كل ليلة وهو بيعيط من الجوع لحد ما بقي عنده 8 سنين وجت سيلين مرات يوسف واتبتني لأنها ما كنتش بتخلف، كنت دايما بشوف في عينين يوسف نظرة كره على الرغم من انه كان بيحاول يبن عكس دا، وبان دا فعلا لما سيلين حملت يوسف ما كنش عايزني افضل عايش معاهم، بس سيلين كانت بتعتبرني زي ابنها وصت يوسف قبل ما تموت انه ما يسبنيش، ارتفعت ضحكاته الساخرة لتسيل معها دموعه: لو عملت اي من غير قصد حتى لو كانت بسيطة لازم اسمع انت لقيط، ابن حرام، مالكش اهل، حتي الانسانة الوحيدة اللي حبتها طلعت بتخدعني، جاين بعد كل السنين دي تقوليلي احنا اهلك يا حبيبي.
كاد محمود ان يتكلم حينما سمعوا صوت ارتطام قوي بالارض التفوا جميعا ليجدوا خالد ساقط ارضا على ركبتيه ت ينظر لهم بألم يبكي: اخويا، اخويا هو اللي خطف مراتي وحاول يعتدي عليها، اخويا هو اللي السبب في تدمير حياتي طول المدة اللي فاتت، اخويا هو اللي كان بيتأمر عليا عشان يدمر علاقتي بمراتي، يارتك ما طلعت ويا رتني ما عرفت، بيقولوا التؤام بيحسوا ببعض، الحاجة الوحيدة اللي بتربطني بيك هي الكره.
قام يسمح دموعه بعنف يهتف بخواء: الحاجة الوحيده اللي منعاني اقتلك اني مش عايز اقهر قلب امي تاني، منك لله يا اياد، قصدي يا حمزة يا اخويا تركهم وخرج من الغرفة ومن المستشفي كاملة ليتلفت محمود ناحية حمزة يصرخ بغضب؛ اللي اخوك بيقوله دا حصل فعلا ضحك ساخرا يهتف ببرود: بقولك ايه يا عم انت الفيلم الهندي اللي جاي تعمله انت والست دي ما يدخلش عليا، أنا اياد يوسف الدهشوري.
اتسعت عينيه بألم حينما هوي كف والده على وجهه بقوة يصرخ بحدة: برضاك او غصب عنك انت حمزة محمود السويسي وضع يده على وجهه يصرخ بغضب: انت اتجننت انت بتمد ايدك عليا انتي مش عارف أنا ممكن اعمل فيك ايه...
وقبل أن يكمل كلامه كان يد والده يهوي على وجهه مرة اخري جذبه من تلابيب ملابسه يصيح بحدة: صوتك ما يعلاش واياك تفكر تتكلم معايا بالطريقة دي تاني برضاك او غصب عنك ورجلك فوق رقبته أنا ابوك تحترمني وتتكلم معايا بأدب، كفاية البلاوي السودا اللي انت عملتها لاخوك، تخيل الشخص اللي بيدمر حياة ابني وقع تحت ايدي، الحاجة الوحيدة اللي منعاني اشرب من دمك انك من دمي.
بكت زينب بعنف وهي تحاول إبعاد محمود عنه بينما انسابت دموع حمزة بألم يصرخ بحدة: ابعدوا عني مالكوش دعوة بيا، جاين تقتكروا ان ليكوا ابن دلوقتي أنا مش عايزكوا امشوا اطلعوا برة، برررررررة افلته محمود لترتطم رأسه بالوسادة بعنف امسك يد زينب يحذبها خلفه يهتف بحدة: يلا يا زينب انتحبت باكية: لا يا محمود ابوس ايدك، حمزة ابني، أنا ما صدقت شوفته ورجع لحضني تاني.
طفقه بنظرات سوادء غامضة: ما تقلقيش يا زينب هيرجع تاني، جذبها من يدها إلى خارج المستشفي لتبقي مايا معه في الغرفة تجلس بعيدا عينيها مستعتين بذهول مما حدث أمامها، سمعت يهتف بحدة: سبيني لوحدي اطلعي برة هزت رأسها ايجابا تهرول خارج الغرفة ليبقي بمفرده صدقا هو اعتاد على ذلك دوما بمفرده دفن رأسه في الوسادة يبكي كالطفل الصغير.
وقف بسيارته امام باب المنزل ينظر ناحية شرفة غرفتهم تنساب دموعه ندما يتذكر كم الصفعات التي امطرها اياها كيف جرها خلفه بتلك الطريقة كيف جلدها بلا رحمة لقب عاهرة الذي اطلقه عليها، نزل من السيارة يتحرك ناحية الداخل بخطي ثقيلة بطيئة قلبه يحترق ببطئ وصل إلى باب الغرفة فتح بابها ليجدها متكومة في احد اركان الغرفة ضامة ركبتيها لصدرها وتدفن رأسها بين ركبتيها.
ما زالت تضم تلك الملاءة لجسدها قدميها متجرحة تجلط الدماء عليهما دخل بهدوء تسبقه دموعه تهاوي بجانبها ارضا لترفع رأسها ببطئ تنظر له بخواء في تلك اللحظة تمني الموت الف مرة على ان يري تلك الحالة التي وصلت لها وجهها الذي انطبعت أصابعه الخمسة عليه وجنتيه شفتيها الدامتين وجهها الشاحب وعينيها المنتفخة الحمراء من كثرة البكاء ابتسمت ساخرة حينما رأته يبكي: يبقي اتأكدت ان انا بريئة.
ماذا سيقول بما سيبرر فعلته البشعة تلك كلمات الاعتذار في جميع لغات العالم لن تكفي ما فعله بها، وجد نفسه يقول جملة لا يعرف كيف نطقها لسانه: قومي غيري هدومك ضحكت ساخرة: لا مش هغيرها اصلي حبيت الملاية دي اوي اصل دي الملاية إلى انت لفتني بيها بعد ما ادتني خمسين ستين قلم محترمين.
انسابت دموعه يهتف بانفعال: كان غصب عني انا واحد شاف مراته في حضن واحد تاني امسك مرفقيها يهتف بألم، كنتي عيزاني اعمل ايه شوفت الانسانة الوحيدة إلى عشقتها عريانة في حضن واحد في أوضة نومه اي واحد مكاني كان هيعمل اكتر من كدة اي واحد تاني كان هيقتلك من غير ما يفكر بس انا ما قدرتش انا ما اقدرش اعيش حياتي من غيرك، حسي بالي انا فيه.
نفضت يديه عنها بعنف هبت تنظر له بحقد عينيها حمراء كالجمر من شدة بكائها، يكفي قد طفح الكيل صرخت بغضب دموعها تنساب دون توقف: احس بيك انت ايه يا اخي انا دايما حاسة بيك، دايما جنبك ومستحملة كل إلى بتعمله فيا، ضربتني واغتصبتني واتجوزت عليا، ز. وكنت السبب في اني فقدت اغلي جزء في جسمي وسامحتك.
عشان انا بحبك، لكن انت لاء، انت ما حبتنيش، أنت حبيت لعبتك الصغيرة وعملت كل حاجة عشان تبقي بتاعتك، أنا كنت مستعدة اضحي بنفسي بس انت ما تتأذيش كنت مستعدة اتنازلك عن عمري كله بس انت تفضل عايش، لكن انت ما ادتنيش حتى الفرصة اني ادافع عن نفسي وقف امامها يخفض رأسه بخزي تنساب دموعه همس بندم: لينا أنا آس... قاطعته تصرخ بغضب: اوعي تقولها خلاص يا خالد.
كلمة آسف ما بقتش هتصالحني ولا حضنك هيداويني عشان الجرح إلى جوايا مستحيل يخف، همست بمرارة أنت قتلت لينا يا خالد، قتلتها، برافو يا خالد باشا القت ما القت لتندفع ناحية المرحاض دخلت وصفعت الباب خلفها لتهوي ارضا على ركبتيها تبكي بحرقة انطلقت صرخاته المتالمة يكسر كل ما تطوله يده وهو يبكي وينتحب كالطفل الصغير.
قامت تلملم ما بقي منها واتجهت ناحية المغطس وقفت بداخله تحت المرش تهبط المياة الباردة عليها علها تهدئ من نيران قهرها وحزنها ولو قليلا حينما شعر انها تأخرت خاف ان تكون اذت نفسها فادنفع ناحية الحمام يقتحمه بقلق وجدها تقف تحت الماء مرتدية تلك الملاءة تحرك تلك (الليفة) على جسدها بعنف حتى ينجرح وينزف الدماء همس بألم: على فكرة هو مالمسكيش.
شهقت بفزع حينما سمعت سمعت صوته ليكمل بحزن: ما تعمليش كدة في جسمك هو مالمسكيش صرخت باكية: اطلع برة مش عايزة اشوفك برة التفت ليخرج ولكن لفت انتباهه قطرات دماء على حافة المغطس نظر لها بقلق فرأي جروح قدميها تنزف من جديد ليهتف بفزع: رجليكي بتجيب دم، انتي ازاي مش حاسة بيها ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها: زي ما انت ما كنتش حاسس وانت بتجرجرني على السلالم وأنا عمالة اتوسل ليك اطلع برة بقي بررررة.
اغمض عينيه بألم يخرج من المرحاض اممسك هاتفه يتصل بالطيبيه بعد مدة ليست قصيرة خرجت من الحمام مرتدية المأزر الأبيض نظرت إلى ما فعله بالغرفة بنظرات خاوية ساخرة ذهبت ناحية دولابها تلتقط حقيبة السفر الكبيرة وضعتها على الفراش تلقي بداخلها ملابسها هي والصغيرة بلع ريقه بتوتر يهتف بارتباك؛: انتي بتعملي ايه لم تعره انتباه اكملت ما كانت تفعل بمنتهي الهدوء إلى ان انتهت، فرفعت نظرها اليه تهتف بخواء: طلقني!
شخصت عينيه بذعر، يشعر بأن قلبه توقف عن النبض جسده اصبح بارد كالثلج انحبست انفاسه من الخوف يهز رأسه نفيا بعنف: لا لا لا مستحيل طبعا، انتي فاهمة انا مستحيل اطلقك صرخت باكية؛ وأنا مش عايزة أعيش معاك مش عايزة اشوفك انا بكرهك، بكرهك من كل قلبي هز رأسه نفيا بعنف ينفي ما تقول يهتف بحدة: كدابة انتي بتحبيني زي ما انتي عارفة ان انا بعشقك قاطعهم صوت طرقات على الباب خالد: ادخل.
دخلت أحدي الخادمات: الدكتورة وصلت يا افندم خالد: طب خليها تطلع الخادمة بايجاز: حاضر يا افندم مرت دقائق قليلة إلى ان صعدت تلك الطبيبة استأذنت ودخلت الطبيبة الطبيبة: احم، مساء الخير خالد: مساء النور لينا دي الدكتورة إلى هتعالج الجروح إلى في رجلك نظرت لهم ببرود لتشير بسبابتها ناحية باب الغرفة تهتف بخواء: اطلعي برة اتسعت عيني الطبيبة بدهشة: افندم! خالد سريعا: لينا اهدي وخليها تعالج رجليكي.
صرخت غاضبة: قولت اطلعي برة، انتي ما بتفهميش برة، ما حدش ليه دعوة بيا برة اقترب منها يحاول ضمها لصدرها ليهدئها لتتسع عينيه بدهشة حينما دفعته بعنف وخدشته باظافرها في عنقه صاحت باكية: اوعي تيجي جنبي، لو قربت مني هموت نفسي الطبيبة بجد: واضح ان حالتها النفسية صعبة ومجتاحة حقنة مهدئة.
صاحت بذعر تنتحب: لا لا لا، حرام عليكوا انا مش عايزة انام مش عايزة انام، انا بقيت اخاف انام عشان مش عارفة لما اصحي هلاقي مين كان بينهش فيا من غير رحمة انسابت دموعه بألم وهو ينظر لباقيا طفلته يهمس بأسي: لينا تعالي يا حبيبتي ما تخافيش ما حدش هيعملك حاجة هزت رأسها نفيا بعنف تتراجع بخطواتها إلى الخلف إلى ان اصبحت جوار النافذة لتقف عليها في لحظة فصاحت مهددة: اللي هيقرب مني هرمي نفسي!
انتفض جسده بذعر يرفع يديه كعلامة استسلام: خلاص خلاص ما تخافيش ما حدش هيعملك حاجة بس انزلي، انزلي يا حبيبتي الطبيبة: يا بنتي ما ينفعش كده، تعالي يا حبيبتي عايزة تموتي كافرة هتفت بمرارة: الموت ارحم من النوم على الاقل لما اموت مش هصحي تاني بس لما انام هصحي القيهم كل واحد بيكسر حتة فيا عارفة مرة نمت صحيت لقيت نفسي مراته غصب عني.
ومرة تانية لقيت نفسي مرمية في مخزن قديم وواحد مجنون نزل ضرب فيا وكان عايز يغتصبني ومرة تانية لقيت اتعملي عملية وشالولي الرحم ومرة تانية لقيت نفسي في حضن واحد مجنون أنا حياتي كلها مجانين.
كان يتقدم ببطء شديد وحركات مدروسة استغل انشغالها مع الطبيبة وظل يتقدم منها إلى ان وجدت نفسها فجاءة بين ذراعيه يضمها له بقوة بدأت تتحرك بهستريا، تبكي تحاول دفعه بعيدا عنها، تضربه بيديها على صدره تصرخ: ابعد عني، ابعد عني، سبني ابعد عني تقدمت الطبيبة منهم في يدها تلك الحقنة فبدأ تتحرك بهستريا: لا لا لا عشان خاطري مش عايزة انام عشان خاطري يا خالد مش عايزة انام مش عايزة انام ابوس ايدك.
همس بحنان: ما تخافيش يا حبيبتي، هتنامي في حضني وهتصحي تلاقي نفسك في حضني، محدش هيعملك حاجة صرخت بألم تحاول دفعه بعيدا: وانا مش عايزك، مش عايزة حضنك، انا بكرهك بكرهك، ابعد عني بقي شل حركتها بجسده يشير إلى الطبيبة فأسرعت وحقنتها بالمهدئ في عرق يدها بدأ جسدها يرتخي شيئا فشئ تردد بضعف: مش عايزة انام، انا بكرهك بكرهك اغمضت عينيها وارتخي جسدها فاقدة للوعي فحملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش برفق.
لتبدأ الطبيبة عملها في معالحة جروح قدميها وجسدها إلى ان انتهت فكتبت لها الدواء اللازم ثم رحلت وهي تتحسر على حال تلك المسكينة اما هو فظل يمسد على شعرها بحنان وهو يبكي، كيف اوصلتك لتلك الحالة حبيبتي سامحيني ارجوكي أنا مريض بعشقك تمدد بجانبها وضمها لصدره بقوة يبكي ويتنحب على ما اقترفت يداه.
حركة بطيئة مدروسة تفتح باب تلك الغرفة ببطئ ليدخل 3 رجال ملثمين يتحركون بخفة ناحية فراش ذلك النائم وفي لحظة كانوا يقيدون حركته يضعون ذلك المنديل المخدر على انفه ليفتح ذلك النائم عينيه يتحرك بقوة يحاول تحرير نفسه ولكن دون فائدة رغما عنه بدأ يغمض عينيه مستسلما لذلك المخدر ليحملوا ذلك النائم سريعا ساعدتهم احدي الممرضات ان يهربوا به من الباب الخلفي للمشفي.
عادت مايا من الكافيرتيا بعد شراء بعض القهوة دخلت لتطمئن عليه فتحت الباب بهدوء تضئ الانارة لتتسع عينيها بفزع يسقط الكوب البلاستيكي من يدها حينما وجدت الغرفة فارغة واياد قد اختفي!