رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والأربعون
جلس بجانبها يقبض على كف يدها برفق بجانبه تلك الممرضة تعمل على تضميد جرح رأسه وذراعه فقد رفض نهائيا أن يتركها الي ان يطمئن عليها نظر الي الطبيبة سريعا حينما انتهت من فحصها خالد بقلق: هي كويسة مش كدة نظرت تلك الطبيبة لقلقه الزائد على زوجته باحترام نادرا ما يمر عليها رجل يخاف على زوجته بتلك الطريقة.
ابتسمت ابتسامة هادئة: الحمد لله نقدر نقول أنها كويسة شوية كدمات بسيطة، ياريت تبعدها عن ضعط عصبي الفترة الجاية هز رأسه إيجابا بهدوء أنهت تلك الممرضة عملها لترحل ومن خلفها الطبيبة جثي بجانب رأسها على الفراش الطبي ينظر الي صفحة وجهها الصافية رغم تلك الكدمات مد أصابع يده المرتجفة تربط على رأسها برفق تنساب دموعه ألما على حدث لها.
امسك كف يدها يقبله مردفا ببكاء: سامحيني يا لوليتا سامحيني يا حبيبتي، سامحيني أنك عيشتي اللحظات البشعة دي انتي انقي من أن يحصل فيكي كدة مسح دموعه بعنف هاتفا بابتسامة صغيرة: لو تقومي بالسلامة هاخدك ونسافر مكان بعيد عن كل الدنيا مكان مافيهوش غير خالد ولوليتا وبس.
نظرت حولها بحيرة ما ذلك النفق الغريب الذي تقف فيه بدأت تمشي بداخله تنظر حولها بحيرة صرخت بفزع عندما رأته يقف أمامها مبتسما بتلك الطريقة الشيطانية المفزعة عز ضاحكا بجنون: انتي ملكي صرخت بفزع وبدأت تركض تنهمر دموعها دون توقف تنظر خلفها بين الحين والآخر لتجده يركض خلفها وضعت يديها على أذنيها تمنع تلك الضحكات المجنونة من الوصول إليها.
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها عندما وجدته يقف أمامها وقفت خلف ظهره تحتمي به اقترب عز منها ببطئ ممسكا سلاحا في يده وقبل أن تعي كانت طلقات ذلك المسدس يخترق جسد خالد الذي سقط صريعا ظلت تصرخ باسمه: خاااااالد، خااااالد قوم يا خااااااالد.
افزعه تشنج جسدها بتلك الطريقة تصرخ باسمها جبينها يتفصد عرقا بدأ يوقظها برفق خالد بقلق: لينا اصحي يا لينا حبيبتي دا كابوس اصحي يا لينا فتحت عينيها فجاءه تصرخ باسمه بقوة خالد سريعا: أنا هو كويس ما تخافيش اهددي هششششششش بكت بهيستريا ينتفض جسدها فزعا: عز عز عز رصاص دم عز رصاص دم خبئ جسدها المرتجف بين ذراعيه يهدهدها بحنان: خلاااص والله خلاص عز بح مافيش عز اهدي يا حبيبتي.
بعد دقائق بدأت ارتجافه جسدها تهدأ ابتعدت عنه تنظر له بفزع حينما وجدت بقع الدماء الحمراء تلوث قميصه لتبدأ في الصراخ مرة أخرى لينا صارخة بهستريا: دم، دم خالد دم خالد مات دم خالد دم هز رأسه نفيا سريعا هاتفا بسرعة: مش دمي أنا كويس حتي شوفي، شوفي نزع قميصه يلقيه بعيدا يصيح سريعا: أنا كويس أهو ما فيش دم اهدي بقي وضعت يديها على وجهها وبدأت تنتحب مرة اخري وكالعادة عانقها يهدئها بعض الشئ.
ولكن لسوء حظه فتح جاسم باب الغرفة وهو يهتف بلهفة: لينا يا حبيبتي انتي كويسة جحظت عينيها بدهشة عندما رآه في ذلك المشهد ليصيح فيه بذهول: الله يخربيتك، ايه الي انت عمله دا يا ابني حرام عليك البت تعبانة واحنا في مستشفي عض على شفتيه بغيظ هاتفا بصوت خفيض: شوفتي ادينا سمعنا كلمتين من ابوكي اتجه ناحية ابنته يتنزعها من صدره يهتف فيه بحنق: اوعي يا اخي.
ابتعد عنها يزفر بضيق ليجد والدتها ولبني يهرولان الي الغرفة اتجه ناحية سامحيني قميصه يلتقطه تحت نظرات جاسم الغاضبة مما رأي ليتركهم ويخرج من الغرفة وجد محمد خارجا محمد سريعا: لينا عاملة ايه دلوقتي هز رأسه إيجابا بهدوء: كويسة الحمد لله، هات الي عندك محمد هاتفا بجد: شاكر محجوز في المستشفى تحت الحراسة وعز الله يرحمه بقي ونائد حطيته في حجز انفرادي أحسن شكله كدة مخه لسع تنهد براحة: من أعماله الي عمله مش شوية.
ربط صديقه على كتفه برفق: ربنا يقويك هترجع الشغل أمتي خالد: لاء مش دلوقتي خالص لما لينا تقوم بالسلامة وتخف خالص هز محمد رأسه إيجابا باقتضاب: تمام قطب حاجبيه باستفهام يهتف سريعا: صحيح يا محمد المبني الي كانوا خاطفين فيه لينا بتاع مين محمد: بتاع يوسف المنصوري قطب جبينه باستفهام: يوسف المنصوري الإسم دا مش غريب عليا.
محمد: دا يا سيدي راجل أعمال كبير في امريكا هو مصري اصلا اشتري المبني دا على اساس أن يرجع ويتفحه شركة برمجة بس تقريبا رجع في كلامه فعرضه للبيع والي اشتراه نائد همهم بشرود يتطلع الي نقطه أمامه في الفراغ حين كان يحمل لينا ليضعها في سيارة الإسعاف رأي على مرمي بصره تلك السيارة السوداء خرج بعد قليل من المستشفي الي بيته يبدل ملابسه ويحضر لها بعض الملابس.
في المستشفى لينا: أنا عطشانة جاسم سريعا: يا حبيبتي ثواني هبجلك ماية وعصير وقفت لبني متجهه الي باب الغرفة تهتف ببرود لبني: خليك جنب بنتك، أنا الي هروح اجيب الماية خرجت من الغرفة صافعة الباب خلفها بهدوء، اتجهت الي كافيتريا المستشفي تسير بخطي شاردة غير متزنة قلبها مكدوم بقهر اشترت زجاجة مياه وبعض علب العصير تحركت لتعود اليهم لتسمع صوته يهتف من خلفها بندم: لبني استني.
التفت له تنظر له بقرف لتكمل طريقها مرة أخري كأن لم يكن، لحقها على سريعا وقف امامها يمنعها من الحركة علي بندم: لبني أنا آسف أنا بجد آسف على الي قولته أنا... قاطعته هاتفه بقرف: أنت أحقر من أني ارد عليك دفعته جانبا لتكمل طريقها الي هدفها تطلع في أثرها يزفر بحزن يفكر في طريقة لنيل سماحها.
عاد الي المستشفي بعد حوالي ساعة دخل الي غرفتها لتتسع عينيه بدهشة: هي الناس دي كلها جت امتي ياسمين باكية: والله يا خالد ما كنت اعرف ان كل دا هيحصل ربط على رأسها برفق خلاص يا حبيبتي الحمد لله قدر ولطف تجاذب الجميع اطراف الحديث الذي لم يخلو من نظرات العشق بين خالد ولينا ونظرات الكره والاحتقار من لبني لعلي ولكن العكس نظرات الحب والندم من على للبني دق الباب ودخلت الطبيبة مبتسمة.
الطبيبة مبتسمة: مساء الخير الجميع: مساء النور ذهبت الطبيبة ناحية سرير لينا وامسكت رسغ يدها تقيس نبضها الطبيبة مبتسمة؛ تمام انتي أحسن كتير لينا: هو أنا ينفع اخرج الطبيبة: ينفع بس ترتاحي وتبعدي عن اي مشاكل حاولي تريحي أعصابك على قد ما تقدري هزت رأسها ايجابا لتميل الطبيبة على اذنها هاتفه بحماس بصوت خفيض: على فكرة جوزك شكله بيحبك أوي يا بختك بيه.
ردت عليها بابتسامة صغيرة مصطنعة لم تصل لعينيها، لتخرج بعدها الطبيبة من الغرفة ضيقت عينيها ترمقه بتوعد: أنا عايزة اخرج خالد: غيري هدومك ونمشي زينب: يلا يا اخويا إنت وهو بيتك بيتك على ما لوليتا تغير هدومها خرج الجميع ماعدا هو ظل جالسا على كرسيه لتنظر له بضيق: خير اشار الي نفسه هاتفا ببراءة: أنا كمان اخرج معاهم ضحكت بتهكم: آه معلش هنتعبك معانا خرج من الغرفة يتمتم بغيظ: عيلة رخمة بس بردوا بحبها.
وقف بجانب على في الخارج يسأله باهتمام: . نيلت ايه عشان أنا كنت مشغول عنك الفترة الي فاتت ابتسم بتوتر: اتجوزتها خالد بدهشة: اتجوزتها ازاي وامتي ازدرد ريقه بتوتر: بعدين يا خالد خليك دلوقتي مع لينا.
في داخل الغرفة انتهوا من تبديل ماابسها لفت لها زينب الحجاب برفق زينب مبتسمة بحنان: ربنا يحميكي يا بنتي هتقدري تمشي يا حبيبتي ولا اناديلك خالد ياسمين سريعا: وليه يا ماما تنادي خالد احنا هنسدنها مش كدة يا لبني هزت لبني رأسها إيجابا بحزم دق هو الباب ودخل خالد برفق: خلصتي يا حبيبتي هزت رأسها إيجابا بهدوء لبني لياسمين: بصي يا ياسمين انتي امسكي دراعها اليمين وانا دراعها الشمال ونسندها لحد العربية.
دخل جاسم يهتف بحزم: مالكوش دعوة بالبنت سيبوها أنا هشيلها رمقهم بنظرات خاوية ساخرة ليتقدم ناحيتها بهدوء انثني بجذعه قليلا غامزا لها بطرف عينيه ليحملها بين ذراعيه بخفه خرج بها من الغرفة ومن المستشفي باكملها وضعها في سيارتها برفق وانطلق الي منزله لينا بضيق: ينفع الي انت عملتوا دا اكيد كلهم زعلوا دلوقتي دا احنا ما سلمناش عليهم حتي ابتسم بهدوء: ممكن تهدي وترتاحي وما تجهديش نفسك ولو حتي بالتفكير.
صمتت بخجل تفرك يديها بتوتر وصلا الي المنزل بعد انتصاف الليل بقليل نزر ناحيتها مبتسما عندما وجدها نائمة ليحملها مرة اخري يضعها على الفراش برفق.
وكما يمر الليل على عاشقين سعيدين يمر على عاشق حزين مهموم جالسا بجانبها يتحدث معها بندم: سمية أنا آسف، أنا ما استهلش حبك دا أنا حيوان حتي الحيوان كان هيحس بحبك لكن أنا دوست عليكي بدل المرة مليون وأنا بحكيلك عن، لالالا مش هجيبلك سيرتها تاني أبدا بس انتي قومي وأنا هعملك الي انتي عايزاه قومي يا سمية.
مر أسبوع بأحوال مختلفة على الجميع خالد يعتني بشدة بلينا لا يتركها ولو لثانية لبني أخذت اجازة من عملها حتي لا تراه وانعزلت عن الجميع في غرفتها سمية لازالت رافضة للحياة وعصام لا يتركها يهمس لها بكلمات الندم والاعتذار ليل نهار علها تستسيقظ مرة أخرى الي أن جاء ذلك اليوم كانت جالسة كالعادة علي الفراش تراقبه وهو ينتهي من ارتداء سترة حلته السوداء وقف أمام المرآه يمشط شعره.
نظر لها من خلال المرآه غامزا بمرح لتتسع عينيها خجلا فركت يديها بتوتر: خخخالد ابتسم برفق: قلبه ابتسمت بتوتر: أنا كنت عايزة اخرج اشتري حاجة هز رأسه نفيا يتحدث بحزم: خروج لاء قولي انتي عايزة ايه وأنا اجيبهولك قامت من على الفراش وقفت أمامه تنظر له برجاء: عشان خاطري يا خالد عايزة اجيب حاجة مهمة أوي زم شفتيه بضيق؛ هو أنا مش قولتلك ما تتحركيش من السرير.
كتفت ذراعيها أمام صدرها بضيق: هو أنا حامل يا خالد عشان خاطري يا خالد لو بتحبني وافق زفر بضيق يهز رأسه إيجابا على مضض: ماشي بس تاخدي الحراسة معاكي وساعة واحدة ما تتأخريش أنا هروح شغلي ساعتين بالكتير وراجع هزت رأسها ايجابا تعانقه بحماس: حبيبي يا خالد رحل الي عمله فبدلت ملابسها سريعا نزلت الي أسفل تبحث عن مربيتها الي ان وجدتها في المطبخ لينا بلهفة: ها يا دادة كل حاجة جاهزة.
رحمة مبتسمة؛ ما تقلقيش كل حاجة هتبقي تمام ما تتأخريش انتي بس وخلي بالك من نفسك ودعتها سريعا لتذهب مع حرسه الي احد محلات الهدايا اشترت له ساعة سوداء وسوار رجالي عليه حفر عليه اسمه وزجاجه ثمينة من عطره المفضل واشترت الكثير من الزينة والبالونات ثم عادت الي المنزل سريعا لتتصل باحد محلات الحلويات وطلبت كعكة عيد ميلاد كبيرة بدأت في تزيين الفيلا بحماس هي وبعض الخادمات ورحمة والبقية يعدون ذلك العشاء الخاص.
اتصلت به تسأله بتوتر: خالد خالد بلهفة: مالك يا لوليتا انتي تعبانة ولا حاجة هتفت سريعا: لالالا أنا كويسة جدا والله كويسة انا بس كنت بطمن عليك هتيجي امتي تنهد براحة: ساعة زمن بالكتير وابقي قدامك تحبي اجبلك اي حاجة وأنا جاي لينا؛ لاء يا حبيبي تيجي بالسلامة سلام.
اغلقت الخط تهرول الي غرفتها سريعا تدعو في قلبها أن تنتهي قبل أن يأتي وقفت امام دولاب ملابسها تنتقي من بين ملابسها وقع اختيارها على فستان احمر سوارية يصل الي قبل الركبه بقليل بدون حملات اغتسلت سريعا لترتدي الفتسان واضعة مكياج هادئ يلائم الفستان دارت حول نفسها تنظر الي نفسها في المرآه تبتسم بتوتر نزلت الي ساعتها لتهتف سريعا: فاضل عشرين دقيقة.
نزلت لأسفل تتأكد من أن كل شئ يسير على ما يرام ذهبت الي المطبخ لينا مبتسمة بتوتر: ايه رأيك يا دادة رحمة مبتسمة بحنان: بسم الله ما شاء الله قمر يا حبيبتي لينا: بجد يا دادة رحمة مبتسمة: طبعا يا حبيبتي علي فكرة انا اديت الخدامين باقي اليوم اجازة وأنا همشي دلوقتي الاكل خلصان خلاص ومحطوط على السفرة رحلت رحمة لتذهب هي الي علبة الهدايا الكبيرة التي أحضرتها ذاهبة الي مكتبه.
لينا بحماس: خالد اول ما بيجي بيدخل مكتبه على طول يبقي انا احطله الهدية في المكتب جلست على كرسي مكتبه لينا: احطله الهدية هنا لا لا هنا لاهنا فتحت احد ادراج المكتب لينا بضيق: لاء بلاش هنا دا مليان ورق حاولت فتح درج اخر ولكنها وجدته موصدا قطبت جبينها باستفهام لما يغلق ذلك الدرج تذكرت خلال الأسبوع الماضي نزلت الي مكتبه كان يعمل حينما رآها ابتسم بتوتر ليغلق ذلك الدرج سريعا.
جذبته بعنف تحاول فتحه ولكن دون فائدة عقدت جبينها بغيظ تنظر له بغضب كيف تفتحه وما هو الشئ الهام الذي يخبئه عنها نظرت للقفل لتطرق عقلها فكرة غريبة خلعت تلك القلادة من على رقبتها واضعة ذلك المفتاح الذي اعطاه لها في القفل والعجيب أنه فتح ابتسمت بسعادة لترتدي قلادتها مرة اخري.
فتحت الدرج لتزم شفتيها بضيق لم يكن به شيئا مبهرا كما ظنت فقط دفتر اسود كبير وملف ازرق فتحت الدفتر أولا صفحاته كتب عليها بخط كبير ( مذكراتي ) وضعت الدفتر جانبا تفتح ذلك الملف لتشخص عينيها بدهشة حين وجدت صورة كبيرة لها مكتوب تحتها بخط يده لينا جاسم عبدالله الشريف المهمة: الزواج من أجل الحماية.
شخصت عينيها بذهول جرت على ما خطه بيده لم يترك شئ عنها الا وذكره بأدق التفاصيل ما تحب وما تكره ما تخاف منه وما تطمئن له ما تسعد به لونها المفضل نوعية ملابسها المفضلة عطرها كل مرة قابلها منذ ان عادت الكثير من الملاحظات منها «لينا شخصية بريئة جدا وساذجة أحيانا تشبه الاطفال في برائتها كما تشبههم في عندهم وعلي التعامل معها بهدوء حتي تقتنع بما أريدها أن تفعل ».
انسابت دموعها قهرا لا تصدق أن ذلك العشق الذي اغرقها فيه ليس الا خدعة كذبة كبيرة لأجل عمله شعرت بدوار حاد قامت لتخرج من الغرفة ولكن عذرا لم تسعفها قدميها سقطت ارضا على ركبتيها، صرخة ذبيحة خرجت من بين قلبها المدمر علي صعيد آخر وصل الي منزله يبحث عنها اتسعت ابتسامته حينما رأي تلك الزينة التي كونت كلمة ( كل سنة وأنت طيب يا حبيبي).
بحث عنها هنا وهناك: لوليتا انتي اوزعة اطلعي انتي فين عارفة لو طلعتي مستخبية لو... صمت يرهف السمع عندما وصل اليه صوت بكاء منخفض، اتبع ذلك الصوت بقلق ليجده قادما من مكتبه سريعا كان يقتحم مكتبه هرول ناحيتها يهدر بقلق: مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه ايه الي حصل، ايه الي تاعبك تعالي نروح لدكتور بلاش نروح اطلبك أنا الدكتور هنا مالك يا حبيبتي فيكي ايه.
نظرت له بخواء لم تنتبه الي نبرة القلق الصادقة في صوته كل ما تعرفه الآن أنه فقط مخادع كاذب اوهمها بحبه لأجل عمله مدت يدها تلقي ذلك الملف امام عينيه نظرت له بتهكم حين رأت عينيه الجاحظة بذهول: انتي جبتي الملف دا ازاي نطقت بخواء: طلقني خالد سريعا: لينا انتي فاهمة غلط اسمعيني بس بسطت كف يدها امام وجهه بحدة هاتفه بخواء: ما بقاش فيه كلام يتقال ارجوك طلقني هز رأسه نفيا بعنف: مش هطلقك انسي.
رمقته بألم ترقرقت الدموع في عينيها بانكسار تركه راكضة الي غرفتها واغلقت الباب خلفها بالمفتاح ركض خلفها سريعا دق على الباب بقوة حين وجده مغلق يصيح: يا لينا اسمعني والله العظيم انتي فاهمة غلط افتحي الباب طب افتحي الباب وأنا هفهمك كل حاجة هزت رأسها نفيا بعنف ما سيقوله بالتأكيد سيكون كذبا وهي الحمقاء ستصدق دفنت وجهها في وسادتها تنتحب.
اما هو فنزل الي صالة التدريبات يفرغ شحنة غضبه في تلك الآلات، قبلها اعطي اوامر للحرس بمنع خروجها من المنزل في الاعلي °°°°°°°°°° كاذب لم ولن تصدقه ابدا لم يترك شئ عنها والا وكتبه في ذلك الملف حتي حبه لها كتبه ويريد أن تصدق أنه بالفعل يحبها نظرت الي بقايا روحها في المرآه تهتف باكية: معقول كنت بتعمل كل دا عشان شغلك كل دا كذب بعد ما عشقتك طلعت بتضحك عليا.
نظرت الي ذلك الفستان بسخرية مريرة هي من كانت تود مفاجئته ليسبقها هو بتلك المفاجاءة الرائعة! بدلت ملابسها تاركة كل شئ يجب عليها الرحيل الآن هي بالكاد تقنع قلبها العاشق أنه كاذب خرجت الي الحديقة متجهه الي البوابة الحديدية الضخمة حاولت فتحها فوجدت رجلين ضخام الجثة يمنعونها من التحرك لينا غاضبة: افتحوا البوابة رد احدهما: آسف يا هانم دي أوامر الباشا لينا صارخة بغضب: بقولك افتح البوابة.
رد الحارس الآخر: يا هانم ما ينفعش دي اوامر الباشا دفعت احدهما بغيظ لتتجه ناحية تلك البوابة حاولت فتحها ولكنها بالطبع موصدة نظرت للحارس صارخة بشراسة: افتح الزفتة دي كاد أن يرد عندما رآه قادما اشار بيده للحارسين أن يعودا مكانهما نظر لها بهدوء هاتفا بحزم: ادخلي جوة لينا صارخة: أنا همشي من هنا مستحيل اعيش مع واحد حيوان خاين كداب زيك يوم واحد.
صرخت بألم حين هوي كفه على وجهها في لمحه كان يقبض على فكها بعنف هاتفا ببرود: ما تتعديش حدودك أنا لحد دلوقتي بتعامل معاكي بهدوء وحنية ما تخلنيش أقلب عليكي صدقيني انتي مش قد قلبتي، على جوة يلا.
هزت رأسها نفيا بعنف تبكي بألم فاض به الكيل لف ذراعه حول خصرها يحملها لاعلي وهي تركل بقدميها في الهواء تصرخ تشتمه بكل ما تعرف من شتائم تغرز اظافرها في لحم يديه عله يتركها ولكن دون فائدة ظل يحملها الي أن وصل الي غرفتهما فوضعها على الفراش برفق خالد بحزم: يا لينا اسمعيني... قاطعته صارخة بغضب: مش عايزة اسمع حاجة بقولك طلقني خالد بحدة: مش هقطلقك يا لينا واعلي ما في خيلك اركبيه.
صرخ بفزع حين نزعت تلك المختلة مسدسه من جرابه تضع فوهته امام قلبها لينا صارخة: لو مطلقتنيش دلوقتي أنا هموت نفسي خالد سريعا: يا لينا اسمعيني والله العظيم انتي فاهمة غلط... قاطعته صارخة: مش عااااايزة اسمع منك حاجة بقولك طلقني انقبض قلبه خوفا ذلك المشهد يتكرر هز رأسه نفيا بعنف تطلب منه المستحيل فقط يريد فرصة يخبرها بالحقيقة هتف برجاء: عشان خاطري يا لينا سيبي المسدس الزناد مسحوب الرصاصة هتطلع في لحظة.
لينا صارخة: طلقني والا الله هموت نفسي هز رأسه إيجابا بألم نظر لها كابحا دموعه: هطلقك بس صدقيني هتندمي هترجعي تدوري على حضني بس المرة دي مش هتلاقيه ساعتها مش هينفعك الندم اخذ نفسا عميقا يستعد به لنزع روحه من جسده رغما عنه نظر لعينيها الصافتين بحره عشقه الذي غرق فيه منذ اعوام جالت عينيه على قسمات وجهها البرئ يحفظه جيدا خرجت الأحرف من بين شفتيه بصعوبة: انتي طالق يا لينا.
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والأربعون
فعل ما طلبت أطلق رصاصته على قلبها مباشرة تطلع اليها بعتاب للحظات لا يصدق أنه بالفعل فعلها، هز رأسه نفيا بألم اتجه ناحيتها يأخذ سلاحه من يدها التي ارتخت بجانبها بذهول سحبه من يدها ببرود رغم كل شئ ستبقي معشقوته التي يخشي عليها حتي من نفسه رحل لتتهاوي هي ارضا تهز رأسها نفيا بعنف عينيها جاحظتين بذهول هل بالفعل طلقها.
لما الحزن الآن ألم يكن هذا مطلبها التي سعت له بشراسة ألم تهدده بإنهاء حياتها وهي على يقين أنه يفعل أي شئ من أجل فقط أن تكون بخير ضمت ركبتيها لصدرها تتحرك للأمام وللخلف تنوح ببكاء مرير.
مازال لا يصدق أنه بالفعل طلقها هو من انتظرها طوال تلك الأعوام كيف تشك في حبه بتلك الطريقة تساومه بحياتها لأنها تعلم أنها اغلي ما يملك كان فقط يريد فرصة يخبرها بحقيقة الأمر ولكنها من اختارت سيعمل بدقة على جعلها تترجع نتيجة اختيارها اتجه ناحية الحديقة يصرخ على سائق سيارته فجاءه مهرولا: افندم يا باشا خالد بحزم: توصل الهانم لحد بيت جاسم الشريف أول ما تنزل السائق سريعا ؛ حاضر يا باشا.
القي نظره خاطفة ناحية نافذة الغرفة ليتحرك متجها الي مكتبه لملمت شتات نفسها بعد دقائق ساعات الوقت لم يعد يهم ذلك اليوم التي عملت على جعله أسعد يوم في حياتهما لينقلب السحر على الساحر تحركت ببطئ تترنح في سيرها تحاول الاستناد على الحوائط وقطع الأثاث القت نظرة شاملة على الغرفة لتنهمر دموعها ألما.
خرجت تتحرك بثقل مازالت تستند على كل ما يقابلها تنظر الي أرجاء البيت تنساب دموعها ألم، حزن، ندم على شئ مجهول لا تعرف سببه خسارة تشعر في تلك اللحظة بأنها خسرت كل ما تملك خرجت الي الحديقة لتجد السائق ينتظرها بجانب سيارته هتف سريعا ما أن رآها: اتفضلي يا هانم خالد باشا أمرني اوصل حضرتك لحد بيت والد حضرتك هزت رأسها ايجابا بخواء تحركت صوب سيارة كادت ان تسقط لينتفض جسده فزعا.
يقف خلف ستارة مكتبه ينظر لروحه وهي ترحل عنه قبض على يده حتي ابيضت مفاصله يجاهد تلك الرغبة الملحة التي تدفعه الي الذهاب إليها ومنعها من الرحيل حتي لو كان رغما عنها راقبها وهي تستقل سيارته لترحل بعيدا انسابت دموع قلبه قهرا لتبقي دموع عينيه جامدة كالجليد لا حياة فيها.
علي صعيد آخر وصلت الي بيت والدها طوال الطريق لم تفعل شئ سوي البكاء واحتضان حقيبتها بقوة تعرفون لماذا بسبب ذلك الدفتر الذي وضعته فيها ذكري أخيرة منه ليتها لم تعود ليتها بقيت فقط على ذكرياته القديمة دخلت الي المنزل لتجد والدها أمامها جاسم مبتسما بسعادة: لوليتا حبيبتي وحشتيني عقد جبينه بقلق عندما رأي حالتها: مالك يا حبيبتي انتي معيطة ولا ايه.
نظرت له بألم تتسابق الدموع في الهطول من عينيها وضعت يدها على فمها تكبح شهقاتها لتفر الي غرفتها قبل أن تفر عائدة إليه اغلقت بابها بالمفتاح وارتمت على الفراش تنوح حبها المقتول هرول جاسم خلفها يدق على الباب يهتف بقلق: مالك يا لينا يا بنتي مالك في ايه طب افتحي الباب طب قوليلي اي حاجة طمنيني عليكي خرجت لبني من غرفتها على صوت صراخ جاسم تسأله ببرود: بتزعق ليه.
جاسم سريعا بقلق: لينا جت وعمالة تعيط ودخلت اوضتها وقفلت على نفسها الباب عقدت جبينها باستفهام لتتقدم ناحية غرفتها تدق الباب بقوة تهتف برفق: بسكوتة افتحي يا حبيبتي، لينا حبيبتي طب افتحي لم يحصل اي منهما على رد ليخرج جاسم هاتفه سريعا يتصل به جاسم بلهفة: ايوة يا خالد ايه الي حصل لينا مالها رد ببرود: أنا طلقت لينا يا جاسم شخصت عيني جاسم بدهشة: طلقتها، يعني ايه طلقتها وطلقتها ليه.
ابتسم بتهكم: صدقني ما يهمكش تعرف السبب جاسم غاضبا: صدقني يا خالد لو طلعت اذيت البنت ما حدش هينجدك من تحت ايدي ضحك بتهكم: بنتك أكبر آذي في حياتي جاسم بهدوء نوعا ما: طب تعالا ونتفاهم خالد ضاحكا بسخرية: ما بقاش في حاجة نتفاهم فيها بنتك اختارت تتحمل بقي نتيجة اختيارها بكرة الصبح هيبقي عندك شيك بالمؤخر سلام يا عمي لبني بقلق: الكلام دا صحيح خالد طلق لينا هز جاسم رأسه إيجابا بضياع لتهدر بقلق: ليه.
جاسم بشرود: ما اعرفش كانت تقف خلف باب غرفتها تنساب دموعها ألما على صغيرتها أمسكت هاتفها سريعا تتصل به فريدة باكية: الحكاية شكلها اتكشفت يا محمد، خالد طلق لينا محمد صارخا بذهول: انتي بتقولي ايييه طب أنا هتصرف.
وليل كموج البحر ارخي سدوله على بأنواع الهموم ليبتلي امروء القيس امواج من الأحزان ضربت ساحل حبهم الهادئ لتفرق شتاتهم جلست على فراشها ضامة ركتبيها لصدرها تحتضنهما بذراعيها وهي ودموعها فقط ابتسمت بسعادة عندما رأته يجلس بجانبها يسرح شعرها بيديه كما يفعل دائما هاتفا بحنان: مش قولتلك ما تعيطيش دموعك دي غالية عليا أوي هتفت بسعادة: خالد.
بحثت عنه هنا وهناك كان فقط طيفا سرابا هي من جعلته كذلك فتحت دولابها الصغير تتناول بعض الاقراص المنومة بتلك الطريقة ستجن أن لم يهدأ عقلها قليلا.
علي صعيد آخر كان جالسا في ذلك الكوخ الصغير ينظر الي المئات من صورها معلقة على الحائط قلبه عاد متحجر قاسي ضائع أنسب ما يقال عنه أنه صخر يبكي تلمس صورتها بأصابعه لتنساب دمعه خائنة من عينيه مسحها سريعا بعنف ضم صورتها لصدره بغمض عينيه بألم لو استطاع لنزع حبها من قلبه، هو أكبر كاذب لولا كبريائه لذهب ونزعها من بيت والدها ليأسرها داخل قلبه للأبد.
في صباح اليوم التالي وجد من يوقظه بعنف فتح عينيه سريعا ليجده واقفا أمامه عقد جبينه باستفهام: محمد إنت بتعمل ايه هنا هتف سريعا: ما عرفتش اجيلك إمبارح عشان كنت في مأمورية قوم بسرعة لازم نروح للينا حالا هتف ببرود: أنا مش هروح لحد صاح فيه بحدة: مش وقت عند يا خالد، لا أنت ولا لينا فاهمين حاجة رمقه بشك ليهتف بحذر: يعني ايه.
زفر بضيق: لينا حياتها مش في خطر الجوابات الي كانت بتروح لجاسم أنا الي كنت ببعتها وفريدة هي الي كانت بتحطهاله وسط الورق شخصت عينيه بذهول لا يصدق ما تسمعه أذنيه ليهدر بصدمة؛ أنت بتقول ايه انا مش فاهم حاجة.
محمد بهدوء: هفهمك قبل ما لينا توصل بأسبوع كنت في المطار بستقبل واحد قريبي شفت اسمها بالصدفة في قايمة الركاب على الطيارة الي جاية بعد اسبوع، لو كنت قولتلك الخبر دا كنت هتستناهم أول ما تخرج من المطار وتخطفها أنا عارفك مجنون، ما كنش قدامي غير اني اتصل بفريدة أنا عارف ان فريدة بتحبك على عكس جاسم.
اتفقت معاها أننا نوهم جاسم أن لينا حياتها في خطر واني اكتب رسايل التهديد وهي تحطها وسط الورق من باب إن آخر واحدة ممكن جاسم يشك فيها هي فريدة، وبعدها اتفقت مع اللوا رفعت عشان يقترح عليك موضوع لعبة التأمين عشان جاسم يصدق أن فعلا لينا حياتها في خطر كل حاجة كانت ماشية مظبوط من ساعة ما لينا ما رجعت من برة، سواق التاكسي الي وصلها الفيلا تبعي.
كل حاجة تمام جاسم صدق واقتنع وأنت مشيت على الخطة زي ما أنا رتبت واتجوزت لينا فاكر يوم العملية الي إنت اتصبت فيها وروحنا نتغدي كنت عارف إن لينا وأصحابها في المطعم دا أنا الي قولت ليوسف أنه يطلب منك اننا نروح نتغدي.
ولما لقيت جاسم مقيد علاقتك بيها اتفقت مع الدكتور بتاعه أنه يقوله أنه تعبان وعنده مرض خطير في القلب ولازم يسافر وطبعا مش هيقدر يسيب لينا لوحدها فكان طبيعي يسيبها معاك عشان تعرف تقنعها بحبك ليها، حتي شاكر لما هرب ما كانش سايب اي حاجة الورقة الي إنت قريتها أنا الي كاتبها لما عنايات وصلتلي انكوا كنتوا متخانقين، أنا عملت كل دا عشانك كل حاجة كانت ماشية زي ما أنا مخططلها الحاجة الوحيدة الي ما كنتش عامل حسابها إن لينا تشوف الملف، قوم بسرعة لازم نلحقها.
ظلت عينيه شاخصة بذهول ليضحك بهستريا خالد ضاحكا: دا أنت طلعت رئيس عصابة بقي يا محمد اندفع ناحيته يجذبه من تلابيب ملابسه بعنف صارخا: أنت ازاي تعمل كدا ازاي ما تقوليش كنت بتلعب بيا وبيها محمد: أنا عملت كل دا عشانك إنت ليك دين في رقبتي كان لازم اوفيه لكمه بعنف يصرخ بحدة: قدامي نروحها ومن الساعة دي تنسي تماما أن احنا كنا في يوم أصحاب ما كاد يتحرك خطوة واحدة حتي وجد هاتفه يرن برقم فريدة.
التقطه يرد بسخرية: اهلا اهلا بالرأس الكبيرة فريدة باكية: خالد مش وقت تريقة وحياتك لينا سافرت دخلت اوضتها لقيتها لمت هدومها وسايبة ورقة بتقول أنها مش هتقدر تعيش من غيرك وأنها لازم تبعد ألحقها يا ابني أبوس ايدك خرج يركض كالمجنون الي سيارته قادها بجنون الي المطار وعندما وصل استخدم علاقاته ليستطيع الدخول ولكن للاسف وصل متأخرا لحظات فقط فصلت بينه وبين رحيل الطائرة.
نظر لتلك الطائرة وهي تبتعد ليضحك بهستريا انسابت دموعه مع ضحكاته الذبيحة اتجه الي سيارته تلك المرة يعرف وجهته تحديدا.
سقطت على الفراش تمسك تضع يدها على وجنتها تبكي صفعها عندما أخبرته بما فعلت جاسم صارخا بعنف: بتقرطسيني يا فريدة بتضحكي عليا فريدة باكية: أنت السبب كنت عارف بنتك بتحبه قد ايه ومع ذلك بعدتها عنه أنت السبب في عذابهم هما الإتنين أنا عملت الي يفرح بنتي ويسعد قلبها جاسم صارخا: أنا مش مصدق أن كل دا يطلع منك انتي فريدة صارخة ببكاء: لاء صدق أنا ممكن أعمل اي حاجة في الدنيا عشان خاطر بنتي.
ضحك بسخرية: ودلوقتي بنتك بقت سعيدة ولا هي فين بنتك اصلا لينا لو رجعت امريكا إياد مش هيسيبها فريدة بخوف: يعني ايه أنا عايزة بنتي هاتلي بنتي نظر لها بعتاب ضيق غضب ليتركها ويخرج من الغرفة.
في فيلا محمود السويسي نزل عمر يهتف سريعا: بابا الحق يا بابا محمود: في ايه يا عمر عمر: خالد طلق لينا محمود بضيق؛ بطل هزار يا عمر عمر سريعا: والله العظيم ما بهزر محمد لسه مكلمني وبيقولي لو عرفت اي حاجة معلومة عنه ابلغهاله زينب بحسرة: حسرة قلبي عليك يا ابني هتلاقي قلبه متقطع يا عيني محمود بصدمة: أنا مش فاهم حاجة طب طلقها ليه وراح فين.
جثي على ركبتيه امام قبر ابنته وقع ذلك القناع الذي كان يرتديه لتنهار دموعه يبكي وتتعالي شهقاته خالد باكيا: ليه ليه يا سما بيحصل فيا كدة ليه بابا مش وحش اوي كدة طب ليه بيحصلي كل دا يااااارب انا تعبت اوووووووي يااارب ريحني بقي ياااااااارب اخفي وجهه بين كفيه يجهش في بكاء مرير.
لاتعرف لما فعلت ذلك هب فقط ارادت الهروب قلبها على شفي ان يعود راكضا اليه لتلقي بنفسها بين ذراعيه ترجوه أن يسجنها داخل قلبه ولكن سحقا لعقلها الذي يصر انه كاذب مخادع لا يستحق حبها له.
فاخترت ان تهرب رأته اسلم حل لها من لعنه حبه التي تسري في اوردتهت كالادمان ضبت ثيابها سريعا وبالطبع لم تنسي أن تأخذ ذلك الدفتر معها خرجت من منزل والدها تستقل أول سيارة اجري رأتها ذاهبة الي المطار الي المطار واستقلت الطائرة بها جسد فقط بلا روح استفاقت على يد وضعت على كتفها فادركت انها كانت تبكي دون ان تشعر المضيفة: حضرتك كويسة هزت رأسها إيجابا تمسح دموع عينيها المضيفة: من فضلك اربطي حزام الأمان.
هزت رأسها إيجابا ابتسمت ساخرة وهي تمسك ذلك الحزام وكأن تلك الفترة التي مضت تلك الحظات التي تعقد فيها حزام الامان ابتدت بفتحه عند وصولها وانتهت باغلاقه عند رحيلها ولكن شتان ما جاءت به وما ترحل وهي عليه.
دخل الي تلك الشقة منهكا بعد ساعات قضاها في البكاء قرر الابتعاد عن الجميع تلك الشقة الصغيرة لا يعرف بها احد تهاوي على اول اريكو قابلته اخرج هاتفه من جيبه فوجد الكثير والكثير من المكالمات من والده ووالدته واخوته ومحمد ورفعت وجاسم وفريدة نظر الي الهاتف بسخرية وجده يرن مرة اخري برقم ياسمين تجاهله لتبعث له برسالة ( ارجوك يا خالد رد أنا تعبانة أوي ومحتجالك ).
ما بها هي الأخري الا يكفيه ما هو فيه التقط هاتفه يتصل بها وجدها ترد سريعا ياسمين بلهفة: خالد أنت كويس يا خالد رد باقتضاب: كويس، انتي مالك فيكي ايه ياسمين سريعا: أنا كويسة أنا قولت كدة عشان ترد عليا، لحقت لينا خالد: لا، لينا سافرت يا ياسمين ياسمين بصدمة: سافرت يعني ايه سافرت خالد ساخرا: يعني سافرت اشرحهالك ازاي دي ياسمين: طب انت فين يا خالد رد بألم: في جهنم.
ياسمين باكية: خالد ارجوك قولي انتي فين وانا والله مش هقول لحد تنهد بضيق: أنا في شقة الزمالك ياسمين: طب انت كويس خالد باقتضاب: اه، سلام بقي اغلق الخط ووضع راسه بين يديه يكاد يصرخ ألم قلبه لا يحتمل قلبه تشتاق نفسه إليها بجنون ضحكاتها الصافية لا تفارق أذنيه ابتسامتها الواسعة منطبعة امام عينيه.
بقي على هذا الحال لمدة طويلة الي ان سمع صوت دقات على الباب، تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة بالتأكيد هي قام من مكانه يتحرك ببطئ فتح الباب فوجدها امامه خالد ساخرا: كنت عارف انك هتعملي كدة ياسمين بحزن: ما ينفعش اسيبك خالد بضيق: انتي مش قولتي انك مش هتقولي لحد ياسمين سريعا: والله ما قولت لحد اشار خلفها التفت لتري عمر يقف خلفها يحمل حقيبة صغيرة.
اتسعت عينيها بدهشة: عمر انت ايه الي جابك هنا وعرفتي ان انا هنا ازاي هتف باقتضاب؛ ادخلوا مش هنتكلم على السلم دخل عمر وياسمين ليغلق الباب خلفهم عمر: سمعتك بالصدفة وانتي بتكلمي خالد وبعدين لقيتك بتتسحبي برة الفيلا براحة عرفت انك هتروحيله فلميت هدومي بسرعة وجيت وراكي خالد: انا نازل اجيبلكوا أكل عايزين حاجة معينة ياسمين: بيتزا ليتبدل المشهد امامه ويري لينا تصيح بحماس بيتزا، عايزة يبتزا.
خالد مبتسما: حاضر يا حبيبتي فاق على يد عمر على كتفه فتبدل المشهد لتقف ياسمين مكان لينا وهي تقول ياسمين برفق: اي حاجة يا حبيبي هز رأسه إيجابا يكبح دموع عينيه ليخرج من الشقة سريعا اما عند محمود وزينب زينب باكية: خالد، راح فين يا محمود محمود: معرفش يا زينب معرفش نزلت الخادمة من اعلي عنايات: عمر بيه وياسمين هانم مش في اوضهم محمود غاضبا: يعني ايه اختفوا هما كمان امسك محمود هاتفه واتصل بياسمين.
محمود غاضبا: ايوة يا هانم انتي فين ياسمين: انا عند خالد يا بابا محمود بلهفة: خالد، انتي عارفة خالد فين ياسمين: اه يا بابا وعمر كمان معايا محمود: طب انتوا فين ياسمين: ماقدرش هو حلفني ما اقولش لحد تنهد محمود بألم: طب هو كويس ياسمين بحزن: بيمثل انه كويس محمود: خلي بالكوا منه يا بنتي ياسمين: حاضر يا بابا ما تقلقش عاد بعد قليل وهو يحمل الطعام دخل الي البيت واعطاه لياسمين فجهزت الطاولة ووضعت الطعام عليها.
ياسمين: يلا يا خالد عشان تاكل ابتسم ابتسامة صغيرة مصطنعة: معلش يا حبيبتي مش جعان اتجهت صوبه تجذب يدها خلفه ياسمين بمرح: لا انسي انت هتاكل يعني هتاكل جلس على الطاولة ينظر امام بشرود فاق منه حين ربطت على يده ياسمين بحنان: كل يا خالد امسك معلقته قربها من فمه ليتبدل المشهد امامه لينا ضاحكة: لازم تاكل انت عايز العضلات دي كلها تروح لا يا اخويا انا عايزة جوزي زي ريثي هروشان ابتسم ابتسامة واسعة.
خالد: حاضر يا حبيبتي فاق هذه المرة على صوت ياسمين تهتف بقلق لتختفي لينا من امامه وتظهر ياسمين ياسمين: خالد مالك يا خالد فرت دمعه هاربة من عينيه مسحها سريعا قبل ان يلاحظه احد خالد: انا شبعت عن اذنكو تركهم ودخل الي غرفته سريعا..
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والأربعون
وصلت طائرتها الي وجههتها هي ليست حمقاء لتعود للنيران بقدميها لذلك اتجهت الي تركيا ستذهب الي جدتها استقلت سيارة اجري متجهه الي بيت جدتها في تلك المزرعة الريفية الصغيرة وقفت السيارة ترجلت منها ليداعب النسيم العليل صفحة وجهها برفق حاسبت السائق لتخطو داخل المزرعة وجدت جدتها تقف كعادتها تسقي ازهار عباد الشمس المفضلة لها، اتسعت ابتسامة جاكلين ما أن رأتها لتفتح ذراعيها لها بحنان.
القت حقيبتها تهرول الي حضن جدتها تجهش في البكاء ربطت جاكلين على رأسها بحنان: ما بها صغيرتي لينا باكية: أنه لا يحبني جاكلين كان فقط يخدعني لأجل عمله أنا أعشقه جاكلين اخذتها جدتها الي منزلها الريفي الصغير اجلستها على الاريكة، احضرت لها كوبا من الماء جاكلين بحنان ؛ اشربي صغيرتي واهدي قليلا أنا لا أفهم منكِ شيئا اخذت بعض الرشفات من الكوب لتسمح جدتها دموعها بحنان: اخبريني ما حدث ولكن دون بكاء.
بدأت تقص عليها كل شئ منذ أن عادت لذالي أن رأت الملف جاكلين بضيق؛ ولماذا لم تستمعي له لينا باكية: لا اعرف جاكلين رفض عقلي ذلك أنا احتاجه جاكلين سأموت دونه جاكلين بحنان: لا تقولي ذلك عزيزي سيصبح كل شئ بأفضل حال هزت رأسها نفيا تهتف باكية: لاء اعتقد ذلك لقد اخبرني أنه لن يقبلني لقد أصبح يكرهني أنا اكرهه واعشقه ماذا أفعل جدتي ارجوكي أخبريني أنا أحترق دونه.
جاكلين بحنان: تذهبين للنوم وغدا نتحدث هيا عزيزتي لابد أنك ِ متعبة للغاية من السفر اصطحبت جاكلين لينا الي احدي الغرف نظرت الي جدتها وهي تدثرها بالغطاء تهتف باكية: دائما ما كان يفعل ذلك كان يستقيظ ليلا حتي يتأكد اني لم القي بالغطاء بعيدا مسدت جدتها على شعرها بحنان: سيعود صغيرتي أنه يعشقك لينا باكية: لن يعود هو من اخبرني بذلك جاكلين بحنان: بالتأكيد كان يمزح معكي نامي صغيرتي صباحا سيصبح كل شئ على ما يرام.
نظر عمر الي ياسمين يهتف بحزن: انا مش قادر اشوفه بالحالة دي عصبيته وزعيقه احسن بكتير من حزنه ياسمين بحزن: هنعمل ايه يعني يا عمر لينا سافرت عمر بجد: هنعمل اي حاجة انا مش هسيبه كدة ياسمين: معاك عمر: هكلم محمد ونشوف هنعمل ايه دخل غرفته واغتسل وبدل ملابسه تمدد على فراشه تنساب الدموع من عينيه رغما عنه ان نزعوا قلبه من مكانه سيظل ينبض بعشقه لها يا ليتك يا قلبي لم تعشقها حد الجنون.
كيف لي ان اتخلص من لعنة حبك كيف احرر نفسي من اسر عينيكي ارحميني يا من ملكتي فؤادي دق باب غرفته فمسح دموعع سريعا خالد: ادخل دخلت ياسمين الي الغرفة خالد: خير يا ياسمين ياسمين مبتسمة بخجل: اصلي بصراحة خايفة انام لوحدي في الشقة دي ابتعد الي احد جانبي الفراش خالد: تعالي ذهبت ياسمين ونامت بجانبه ياسمين: خالد خالد: امممم ياسمين: انت كويس خالد: آه، نامي يا ياسمين بعد دقائق دق الباب مرة اخري ودخل عمر.
ابتسم ساخرا: خير يا عمر خايف تنام لوحدك انت كمان عمر مبتسما ببلاهة: بصراحة اه الاوضة بتاعتي فيها اصوات غريبة ابتسم بسخرية: عندك السرير واسع عمر: لاء خليك بيني انا وياسمين خالد ساخرا: ليه هبقي محرم بينك انت واختك نام خالد في منتصف الفراش وعلي جانبيه عمر وياسمين عمر: خالد خالد: نعم عمر مبتسما ببلاهة: احكيلي حدوتة ياسمين: اه وانا كمان عايزة حدوتة خالد بضيق: نايم جنب عيال في عيال ابتدائي انا.
ياسمين بإلحاح: عشان خاطري يا لودي انكمش وجهه بغضب في لحظه خالد غاضبا: ما تقوليش الكلمة دي تاني ياسمين بخوف: حاضر حاضر خالد بحنان: معلش يا ياسمين ما تزعليش تحبي حدوتة ايه يا ستي ياسمين: ست الحسن والجمال خالد: ماشي يا حبيبتي ياسمين: خالد هو انا ينفع انام في حضنك فرد احد ذراعيه فنامت ياسمين عليه.
عمر بغيط طفولي: اشمعنا ياسمين انا كمان عايز انام في حضنك ابتسم بألم ليفرد ذراعه الآخر فنام عمر عليه شعر انه والد هذين الطفلين الكبيرين بدا يقص الحكاية الي ان تعب ونام هو مرت مرت ايام كثيرة حزينة على الجميع خالد يحبس نفسه في صومعة حزنه رسم الحزن خطوطه بحرفيه على وجهه فبدأ أكبر من عمره لأعوام لا يتكلم مع احد الا قليلا جدا قطع كلامه نهائيا مع محمد صديقه.
يصر ياسمين وعمر يوميا ان يناما في غرفته وان يحكي لهما احدي الحكايا حتي يشغلاه عن الحزن ليلا اما عند لينا هو يوم واحد تتكرر تستيقظ صباحا على صوت جدتها الحنون التي لم تفارقها ولو للحظة واحدة حتي أنها اصبحت تنام بجانبها ليلا عندما شعرت بها تبكي ليلا تنادي عليه في أحلامها، أصبح البعيد كالحلم بالنسبة لها الي ان جاء ذلك اليوم بالكاد وصل من عمله حتي وجد هاتفه يرن برقم غريب المتصلة: السلام عليكم.
خالد: وعليكم السلام، من معايا المتصلة: احم مش حضرتك العقيد خالد محمود السويسي خالد بهدوء: ايوة انتي مين المتصلة: احم أنا تالا يا افندم، الي حضرتك انقذتها من حوالي شهر من الحرامي افتكرتني هز رأسه إيجابا: آه تمام، خير حضرتك تالا: أنا استنيت حضرتك كتير تيجي تاخد الجاكت بتاعك بس واضح أن حضرتك نسيته وبصراحة أنا كنت مكسوفة اكلم حضرتك خالد بغموض: ماشي يا آنسة تالا انا هاجي اخده بكره الساعة 8 تالا: تشرف حضرتك.
خالد: مع السلامة اغلق الخط ليتنهد بحزن خالد في نفسه: لازم انساكي في اليوم التالي وقرابة الساعة الثامنة اخيرا اتصل جاسم بلينا فوجد الهاتف مفتوح لينا باكية: ازيك يا بابا وحشتني جاسم غاضبا: انتي ازاي تسافري من غير ما تقوليلي ازاي تسافري اصلا لينا: خليني بعيد احسن ليا وللكل.
جاسم غاضبا: وانتي شايفة انك كدة هتبقي كويسة قدامك تلت ايام بالكتير وترجعي مصر تاني ولو ما جتيش لهتكوني بنتي ولا اعرفك وهموت وانا غضبان عليكي لينا سريعا: بعد الشر عليك يا بابا بس... جاسم مقاطعا: الي عندي قولته يا بنت الشريف، سلام اغلق الخط دون أن يسمع ردها في شقة خالد وقف يتأنق امام مرآه غرفته يسرح شعره ويهذب لحيته التي غزتها تلك الشعيرات البيضاء بسبب حزنه وضع عطره المميز ارتدي ساعته الفضية الثمينة.
المرأة لا تضرب إلا بالمرأة، مقولة قالها أحد الحكماء يجلس في سيارته أمام منزلها طبيعة عمله اكسبته ذاكرة حديدة يستطيع حفظ الأماكن بأدق التفاصيل حتي وإن رآها مرة واحدة ازاح نظارته الشمسية قليلا ينظر ناحية تلك العمارة السكنية بغموض انثني جانب فمه بابتسامة ماكرة من مراقبته لهاتف جاسم عرف أنها ستعود قريبا فقرر تلقينها درسا لن تنساه حتي تفكر ألف مرة قبل أن تشك في حبه، تلك البلهاء كم يعشقها!
أما تلك الفتاة ستكون فقط وسيلة لتحقيق غايته التي ما أن يصل إليها، سيخبرها وبكل أسف أن علاقتهم ستكون فاشلة لذلك يجب أن ينفصلوا وسيعوضها بما تريد والجميع يعلم أن أمام لغة المال تصمت جميع الألسنة نزل من سيارته يغلق زر حلته السوداء التقط باقة الورود وعدة هدايا باهظة الثمن متجها الي منزلها صعد خطوات المنزل ببطئ يتذكر تلك المعلومات التي عرفها عنها ( تالا نور حسين، في التاسعة عشر من عمرها.
الثانية الثانية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من أسرة ميسورة الحال الي حد ماااا ) وصل أمام باب منزلها يدق الباب بثبات لحظات انتظار الي أن فُتح الباب سريعا ليري رجل في منتصف الأربعينات نور مبتسما: خالد باشا مش كدة هز رأسه إيجابا بهدوء نور مرحبا: اتفضل يا افندم، يا اهلا وسهلا دخل الي منزل ذلك الرجل يتحرك خلفه الي أن وصل به الي غرفة الصالون.
وضع ما في يده طاولة صغيرة ليهتف نور بابتسامة صغيرة: ما كنش في داعي لتعب حضرتك رد بهدوء: لا أبدا دي حاجة بسيطة نور سريعا: اتفضل يا باشا اتفضل اقعد أنا والله مش عارف اشكرك ازاي على الي عملته مع بنتي خالد: لا شكر على واجب يا عمي دا واجبي وانا بأديه نور مبتسما: والله يا ابني الي زيك خلصوا اليومين دول جلس على احد المقاعد ليجد تلك الفتاة تدخل مرة أخري تحمل سترته.
تالا مبتسمة بارتباك: الجاكت بتاع حضرتك أنا قولت أن حضرتك هتيجي عشان تأخده لما حضرتك اتأخرت لقيت الكارت بتاع حضرتك فيه بصراحة اترددت كتير اكلم حضرتك معلش أنا متصلة متأخر نظر لها بغموض يشعر بتأنيب ضميره ما ذنب تلك الفتاة ليشركها في لعبته لذلك قرر أن... خالد بهدوء: معلش يا أستاذ نور ممكن فنجان قهوة مظبوط نور: آه طبعا يا باشا دقيقة واحدة.
خرج نور سريعا من الغرفة ليعود بعد مدة ليست قصيرة في يده فنجان من القهوة نور مبتسما: القهوة يا باشا خالد مبتسما: خليها شربات بقي، بصراحة يا عمي أنا طالب منك ايد بنتك نظرت تالا ووالدها الي بعضهما بدهشة نور بجد: خشي جوة يا تالا هزت رأسها ايجابا سريعا لتفر للداخل سريعا نور بجد: ممكن اعرف إنت عايز تتجوز بنتي ليه ابتسم بهدوء؛ عشان يبقي عندي بيت وزوجة واستقر ويبقي عندي أطفال.
نور بجد: ما جبتش سيرة أنها هتحبها يعني رد بهدوء: الحب مش مهم اهم حاجه المودة والرحمة الي قال عليهم ربنا وأنا اوعدك اني هحافظ عليها نور: احم بس أنا ما عرفش حاجة عنك خالص ارجع ظهره في ظهر المقعد يهتف بهدوء: خالد محمود السويسي، عقيد في إدارة مكافحة المخدرات، 31 سنة، مُطلِق نور: احم ممكن اعرف سبب الطلاق خالد بهدوء: اختلاف في وجهات النظر طلبت الطلاق فطلقتها مش أنا الي أعيش مع واحدة غصب عنها.
نور بحيرة: والله أنا مش عارف اقولك ايه على العموم أنا هاخد رأي البنت عن اذنك اسألها ذهب نور الي الداخل فوجد ابنته وزوجته يقفان يسترقان السمع نور: طبعا انتوا سمعتوا كل حاجة ها يا تالا يا حبيبتي ايه رأيك نجلاء ( والدة تالا ): هي دي عايزة رأي هو دا عريس يترفض موافقة طبعا نور: لو عايزة فرصة تفكري... قاطعته تالا بتوتر: لاء يا بابا أنا موافقة بس لازم يبقي فيه فترة خطوبة الأول عشان نتعرف على بعض.
نور: اكيد يا حبيبتي تركهم وعاد اليه يهتف بابتسامة واسعة؛ مبروك يا عريس خالد مبتسما: يبقي نقرا الفاتحة قرأ نور وخالد الفاتحة ونجلاء تطلق الزغاريد السعيدة أما هي فتقف شاردة تفكر في ذلك الرجل الغامض قام خالد وصافح نور خالد: هكلم حضرتك نتفق على ميعاد الخطوبة نور: ما لسه بدري يا ابني خالد مبتسما: متشكر يا عمي عن اذن حضرتك.
جلست على كرسي خشبي في الحديقة تتلاعب نسمات الهواء بخصلات شعرها الثائرة كتلك المشاعر في قلبها، دمعات هاربة تتساقط شوقا له صدقا لا تعلم كيف قضت تلك الأيام بدونه اجفلت على يد وضعت على كتفها برفق صوت جدتها الدافئ يهتف بحنان مرح: اخبريني صغيرتي من أين تأتين بكل تلك الدموع ابتسمت بحزن لتجلس جدتها جوارها: تعليمين انتي حمقاء تماما وهو أحمق أيضا كلاهما يحتاج الي درس قاسي زفرت بألم: لا اريد العودة جاكلين.
جاكلين: كاذبة يا صغيرتي انتي تريدين العودة الآن قبل غدا حتي تركضي إليه هتفت بنبرة باكية حزينة: توقفي جدتي أنا بالكاد أستطيع العيش دونه مسدت جدتها على شعرها تهتف باستغراب من حالتها: لما اصبحتي بذلك الضعف صغيرتي عقدت جبينها تنظر لجدتها هاتفه باستفهام: ماذا تعنين جاكلين بحنان: انتِ تعلمين ما أعني، هل تلك هي لينا التي قضت سبعة أعوام بمفردها.
ابتسمت بسخرية: لم أكن بمفردي تماما كان إياد وتمارا ويوسف معي دائما جاكلين بضيق: على من تكذبين إياد ويوسف وتمارا كانوا فقط أصدقاءك، أنا لا أصدق أن تلك الفتاة التي امامي الآن هي نفسها تلك الفتاة التي كانت تأتي إلي كل عام تصرخ بسعادة تحمل شهادة تفوق والكثير من الصور لرحلاتها الممتعة، أين ذهبت تلك الفتاة.
تنهدت بألم: انتِ لا تعلمين شئ جدتي، لقد أبصرت في الدنيا على وجهه، هو كل شئ بالنسبة لي أبي وأخي وصديقي وحبيبي جدتي أنا عشت كل تلك السنوات بتلك القواعد التي طالما ما كان يخبرني بها، رسمت له صورة في مخيلتي دائما ما كنت أحدثها واستشيرها في كل شئ، ولكن عندما عدت إليه محوت تلك المعلومات نسيت كل شئ كنت أعرفه تركت روحي تغرق في طفوان عشقه أنا أموت دونه جدتي سحقا لعقلي الاحمق الذي يرفض مسامحته.
جاكلين بحنان: إذا ستعودين هزت رأسها ايجابا: نعم لقد حجزت في طائرة غد سأذهب لاضب ملابسي، سأشتاق اليكِ جدتي عانقتها جاكيلن بحنان: وأنا ايضا صغيرتي دلفت الي غرفتها تضب ملابسها في حقيبتها، القت الحقيبة على الفراش ليسقط منها ذلك الدفتر الأسود نظرت لها باستفهام لتسسع عينيها بدهشة دفتر مذكراته التي حرصت على أخذه معها، كيف نسيته كل تلك المدة امسكته بأصابع مرتجفة جلست على الفراش فتحت الصفحة الأولي.
فتحت اول صفحة لتري خط طفولي للغاية ومع ذلك جميل ومنمق، قرأت الموجود في أول صفحة والذي كان تعريف عنه ( انا خالد محمود محمد السويسي بحب اسمي اوي عندي خمس سنين النهاردة فتحت عينيها وسوفتها ضغننة اوي عينيها حيوة اوي ) قلبت بعض الصفحات بلهفة (النهاردة لينا بدأت تنطق اسمي انا سعيد اوي انها بتقوله حتي لو غلط انا بقي اسمي هالد ) جحظت عينيها بصدمة مما تقرأ قلبت بعض الصفحات سريعا.
( النهاردة لينا رجعت تعيط من الحضانة وعرفت ان في واد حمار ضربها انا بكرة هضربه زي ما ضربها ) ومرة اخري مازالت تحت تأثير ذهول ما تقرأ ( النهاردة عيد ميلاد لينا العاشر انا سعيد اوي أن هديتي عحبتها كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتى ) ومرة أخرى.
( انا حاليا عندي 18 سنة في ثانوية عامة بقالهم 3 سنين منعين لينا انها تنام في حضني اد ايه وحشني حضنها الصغير بفضل جمبها احكيلها حدوتة لحد ما تنام وبعدين امشي انت بحبك اوي يا لينا لو في يوم قريتي المذكرات دي هتعرفي انا بحبك اد ايه ) ومرة أخرى.
( الضحكة الي في حياتي خلاص راحت، عمي جاسم خد لينا ومشي، مش عارف انا عايش ازاي من غير ما اسمع ضحكتها ضحكتها او حتي صوتها، هلاقيكي يا حبيبتى حتي لو اخر يوم في عمري ) ومرة أخرى ( انا ما بحبش رحاب بس عينيها شبه عينيكي يا حبيبتى دايما شايفك قدامي عمري ما شوفتها هي انا هخليها نسخة منك وحشتيني اوي يا حبيبتي ) ومرة أخرى.
( انا دلوقتي العقيد خالد السويسي اسم ومكانة وقوة وقسوة، الرجل الذي لايعرف الرحمة، بس مستعد ارجع تاني خالد لو رجعتيلي يا حبيبتى، وحشتيني اوي يا لوليتا ارجعي بقي ) ومرة أخرى ( انا أسعد واحد في الدنيا النهاردة اخيرا شوفتك تاني، اتفقت أنا ورفعت اننا نعمل لعبة على جاسم عشان يصدق فعلا أن حياتك في خطر ويوافق على جوازنا، حتي لو ما وافقش أنا مش هضيعك من ايدي تاني أبدا ).
اغلقت الدفتر تنظر أمامها بذهول عينيها متسعتين حتي آخرهما، حمقاء غبية بلهاء لما لم تسمعه لما حرمت نفسها من ذلك العشق الذي كان يغرقها فيه أسرعت تضع اغراضها في الحقائب سريعا عازمة على العودة في الحال.
انثني جانب فمه بابتسامة ماكرة حين رأي اسمها في كشف اسماء القادمين غدا اخرج هاتفه يتصل بنور يخبره بأن حفل خطوبته سيكون بعد غد في فيلا والده.