logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 81 < 1 9 10 11 12 13 14 15 81 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  21-12-2021 10:06 صباحاً   [34]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون

صاح في وجهها بحدة ؛ نعمممم يا اختي انتي عايزة العقيد خالد السويسي يشحت على آخر الزمن
هتفت بعند وهي تعقد ذراعيها: ايوة دا لو كنت عايزني اصالحك لمتتكلمش معايا تاني
خالد بضيق: يا حبيبتي ما ينفعش اللي انتي بتطلبيه دا
اولته ظهرها هاتفه باقتضاب: والله دا الي عندي
اخذ نفسا عميقا يزفره بغيظ خرجت الكلمات من بين اسنانه على مضض: ماشي يا لينا.

ابتعد بعض خطوات ينظر حوله المكان شبه خالي اتسعت ابتسامته الخبيثة عندما رآها
تقف هي تراقبه بترقب لتعقد جبينها بغيظ عندما رأتها تلك الصفراء التي رأتها في مدينة الملاهي
خالد مبتسما: صباح الخير
الفتاة مبتسمة: اووووه أنه أنت أيها السيد الوسيم سعيدة بلقائك مرة أخري
ابتسم لها على مضض: وأنا ايضا هل يمكنني أن اطلب منكِ طلب
الفتاة مبتسمة: بالطبع.

خالد مبتسما باحراج: ارجوكي لا تفهميني خطأ هي فقط لعبة سخيفة وأنا خسرت لذلك طُلب مني إحضار خمسة جنيهات من المارة
فتحت الفتاة حقيبتها وأخرجت له خمس دولارات قائلة بابتسامة جريئة: تفضل اتمني ان تفوز في تلك اللعبة
استدار برأسه ينظر خلفه ليجدها تكاد تنفجر غيظا ليضحك عاليا بمرح ليزيد غيرتها: صدقا لقد فوزت بها الآن اشكركي سيدتي، وداعا.

تركها وعاد الي تلك التي تفور غيظا وجهها احمر دامي عروق رقبتها ويديها تصرخ من غيظها من تلك الفتاة
خالد مبتسما ببراءة: اتفضلي يا ستي خمسة دولار حتة واحدة
لينا بغيظ: أنت ايه الي وقفك مع الولية الصفرا دي
خالد مبتسما بخبث: بذمتك دي ولية دا صاروخ أرض جو
لينا صارخة بغيظ: أنت بتعاكسها وكمان قدامي على فكرة بقي أنا احلي منها مليون مرة
نظر لها بصمت للحظات ليهتف ببراءة وهو يغادر: أشك.

ذهب ناحية المركب يحضر صندوق الثلج الكبير ليذهب بعدها الي داخل الشالية وهي تسير خلفه تتميز غيظا دخلت الي الشالية لتجده يقف في المطبخ يخرج محتويات ذلك الصندوق رفع نظره لها ما أن رآها
خالد مبتسما بهدوء: تحبي تكلي السمك مشوي ولا مقلي
لينا بغيظ: أنا احلي منها على فكرة
ضحك ضحكة صغيرة على منظرها الغاضب ليهتف ببراءة: ما أنا عارف أنك من السمكة على فكرة أنا بسألك عايزة تاكليها ازاي.

لينا صارخة بغيظ: ما تنرفزنيش يا خالد أنا أحلي من السحلية الي كنت واقف معاها برة
اولاها ظهره يتجه ناحية حوض الغسيل هاتفا بلامبلاة وهو ينظف تلك السمكة: ما قولتيش بردوا تحبي مشوي ولا مقلي
لينا بغيظ: أنت مستفز
تركته تهرول لأعلي سريعا تجوب الغرفة ذهابا وايابا
لينا بغيظ: بقي قنديل البحر الي كان واقف معاها دي احلي مني بس انا الي غلطانة انا الي اشترطت الشرط السخيف دا ماشي يا خالد اما وريتك.

قضت عدة ساعات في غرفتها انتهي خالد من صنع الطعام ووضعه على الطاولة
خالد صائحا: لينا انتي نمتي
سمع صوتها من الاعلي: خمس دقايق ونازلة
جلس على مقعده ينتظرها ليجتاح أنفه فجاءه رائحة عطر قوي رفع نظره لمصدر الرائحة ليراها تنزل بخطي غاضبه علب السلم اثار معركة من مساحيق التجاميل على وجهها واضحة للغاية بالرغم من انها حاولت محوها
عينيها منتفختين حمراوتين
خالد ببرود: الاكل هيبرد يلا لو جعانة.

جلست على الطاولة تحرك طعامها بعشوائية دون أن تأكل
خالد بهدوء: ايه الي انتي عملاه في وشك دا
كادت أن تبكي وهي تتذكر محاولتها المستميتة لتضع تلك المساحيق بتلك الطريقة التي تضعها بها تلك الصفراء ليتنهي بها الأمر تشبه المهرج
لتمسح تلك الزينة بقوة ولكن مع ذلك بقيت آثاره واضحة على وجهها
لينا بغيظ: حاولت اعمل زي السحلية الي كنت واقف معاها يمكن أعجب
تناول ما في معلقته بهدوء ؛ ما اعتقدش.

صفعت الطاولة بحدة همت بالقيام لتجد يده تقبض على رسغ يدها برفق جذبها مرة اخري لتعود لكرسيها
خالد مبتسما: مش تستني لما اخلص كلامي الأول طبعا انتي مش شبه السحلية لحاجتين اولا هي ما عجبتنيش ولا حاجة ثانيا بقي ودا الاهم انتي احلي منها مليون مرة
هزت رأسها نفيا تجمعت الدموع في عينيها: لاء أنت كنت واقف بتضحك معاها وبتعاكسها وقولت عليها احلي مني.

خالد: زمان كانوا بيسألوا قيس انت ليه بتحب ليلي اوي كدة مع انها مش جميلة فقالهم ومن يري ليلي بعيون قيس مابلك بقي ان انتي زي القمر لوحدك دا كفاية عنيكي الزرقا دي
حبيبتي انتي اجمل واحدة شفتها وهتشوفها عينيا انتي مش محتاجة تعملي زي السحلية عشان تكوني جميلة جمالك في برائتك يا لينا ماشي يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة
خالد: يلا كملي اكلك
ظلت تنظر له بوله وهو يأكل تحادث نفسها.

كيف لي ان اكون مع غيره هو ليس قاسي كما يقولون بل لو كان للحنان اسم لسمي على اسمه لا اعرف كيف رفضت يوما ان اتزوجه لو عاد بي الزمن لتزوجته منذ ان نطق بها أحبك يا سبب سعادتي
بعد انتهاء الغداء
خالد: ممكن تعمليلنا بقي كوبايتين شاي وتيجي عشان عايزك في موضوع مهم
هزت رأسها إيجابا قامت تحمل الأطباق الي المطبخ ومن ثم صنعت لهما الشاي خرجت به لتجده جالسا على الأريكة أمام التلفاز يشاهد احدي المباريات.

حمحت بابتسامة صغيرة: احم الشاي
اخذها منها يضعه على طاولة صغيرة بجانب الأريكة
خالد برفق: فاكرة يا لوليتا واحنا صغيرين كنت بجيبلك ايه دايما
لينا مبتسمة بحنين: كنت دايما بتجبلي تاج وتقولي لوليتا أميرة، والاميرة لازم تلبس تاج
خالد برفق: ولوليتا لسه أميرة والاميرة لازم تلبس تاج
اسبلت عينيها بدهشة: أنت بتهزر يا خالد أنت عايز الناس تضحك عليا
خالد برفق: بالعكس الناس هتحترمك أكتر.

مسد على خصلات شعرها برفق: شعرك جميل أوي يا لوليتا
لينا مبتسمة: ماما كانت دايما بتقولي أن شعري شبه شعر تيتا ألوان الشمس من الشروق للغروب فيه
خالد برفق وهو يسمد على شعرها: والشمس الجميلة دي مش لازم تلبس تاج تحافظ عليها
أنا جبتلك واحد استني اوريهولك
صعد الي اعلي لينزل بعد قليل في يده حقيبة ورقية جلس بجانبها يخرج ما في الحقيبة اتسعت عينيها بدهشة لتجده يلفه بهدوء حول شعرها
خالد مبتسما: بسم الله ماشاء الله.

اخذ يدها متجها صوب تلك المرآه وقفت تنظر لنفسها بإمعان تعرف أنها جميلة ولكنها الآن بتلك الصورة الجديدة بتلك القطعة الرائعة ذلك التاج كما قال عنه تشعر بسعادة لا تعرف سببها ما أن تنظر لوجهها تشعر بقلبها يهدر بعنف
فاقت على صوته يقول بابتسامة صغيرة: ايه رأيك أنا مش بغصبك عليه لو مش عايزة تلبسيه بلاش.

حدث ما لم يتوقعه وجدها تخلع الحجاب من على رأسها، شعر بالضيق من فعلتها ولكنه أقسم في نفسه أنها لن يجبرها على ارتداءه اما برضاها اما فلا اغمض عينيه يأخذ نفسا عميقا يسيطر به على غضبه ليسمعها تهتف ؛ كدة احلي أنت كنت لفه وحش
فتح عينيه سريعا ليري ملاكه البريئة بعدما أعادت ضبط الحجاب جيدا على رأسها تنظر له بابتسامة واسعة: إيه رأيك.

تحرك لسانه تلقائيا: ملاك، بس أهم حاجة تكوني لبساه وأنتي مقتنعة عشان لما تلبيسه مش هتقلعيه تاني، حجاب يعني ما فيش فساتين قصيرة ولا بناطيل ضيقة ولا بناطيل اصلا ولا بلوزات نص كم
نظرت الي وجهها في المراءة لترتسم ابتسامة راضية على شفتيها هزن رأسها إيجابا بحماس: مش هقلعه تاني ابدا ابدا
قبل جبينها متمتما بفخر: كدة تبقي أحلي لوليتا في الدنيا.

مساءا في منزل والد سمية وعزة
يجلس عصام برفقة والدته ووليد خطيب عزة مع والد سمية
عصام مبتسما بتوتر: بصراحة يا عمي أنا طالب ايد الدكتورة سمية وهبقي أسعد واحد في الدنيا لو وافقت
محمد مبتسما: أنا يسعدني طبعا يا دكتور عصام أن بنتي تتجوز راجل محترم زيك أنا ما يفرفش معايا الفلوس أهم حاجة أنك تحترمها وتتقي ربنا فيها مش عايز منك أكتر من كدة
في المطبخ.

عزة بضيق: يا سمية ما تنرفزنيش الناس بقالهم ساعة برة اطلعي ودي العصير
سمية بتوتر: مش طالعة يا عزة، يا بنتي أنا لحد دلوقتي مش مصدقة ان عصام قاعد برة عشان يتجوزني أنا، حاسه أن قلبي هيوقف من الفرحة
عزة بضيق: يا ست جوليت مش وقته اطلعي ودي العصير وبعدين ابقي تعالي احلمي بسي روميو بتاعك
سمية بتوتر: ما تطلعي انتي توديه يا عزة
عزة بضيق: والله ما أنا طالعة يا سمية وأنتي الي هتطلعي.

دخل وليد يهتف بضيق: عمي محمد هيجي يولع فيكوا انتوا الاتنين الناس بقالهم فوق النص ساعة برة وما طلعتهمش كوباية ماية حتي
عزة بضيق: والله قولها هي بقالي ساعة بتحايل عليها تطلع تودي العصير مش راضية
سمية بعند: مش طالعة يا عزة
عزة بعند: ولا أنا كمان طالعة.

وليد بحدة: ، بس انتي وهي، أنا الي هودي العصير وأنتي يا سمية خمس دقايق وتحصليني وانتي يا زفتة يا عزة شيلي الزفت الي على وشك دا بدل ما أجي احط دماغك تحت الحنفية
اخذ صينية المشروبات متجها بها الي غرفة الصالون
وضعها على الطاولة الصغيرة امام عصام ووالدته هاتفا باحراج: معلش اصل العروسة مكسوفة تخرج
ملت عزة من توتر سمية فدفعتها تجاه الغرفة هاتفه بحنق: خشي بقي.

دخلت عزة تنظر ارضا بخجل تفرك يديها بتوتر هتفت بصوت مبحوح: السلام عليكم
والدة عصام مبتسمة؛ وعليكم السلام تعالي يا عروسة تعالي يا حبيبتي اقعدي هنا جنبي
ذهبت سمية تمشي بخطي مرتجفة تشعر أن قدميها كالهلام من شدة خجلها، جلست بجانب
والدته تنظر ارضا بخجل لتهتف والدته بابتسامة واسعة: بسم الله ماشاء الله والله وعرفت تنقي ياض يا عصام جمال وأدب وأخلاق
محمد: تعيشي يا ست أم عصام.

عصام مبتسما: حيث كدة بقي نقري الفتحة دلوقتي واخر الأسبوع نعمل شبكة وكتب كتاب والفرح أول ما الشقة تخلص، قولت ايه يا عمي
محمد مبتسما؛ أنا عن نفسي ما عنديش مانع بس لازم نعرف رأي العروسة ايه رأيك يا عروسة
سمية سريعا: عزة فين، هي عزة راحت فين
خرجت تهرول من الغرفة سريعا بخجل ليضحك كل من كان جالسا عليها
محمد ضاحكا: يبقي نقرا الفاتحة.

بدأوا بقراءة الفاتحة وهي تقف خلف الباب تسترق نظرات عاشقة خجولة يكاد قلبها يطير فرحا، انتهوا من قراءة الفاتحة لتجده يغمز لها بطرف عينيه بعبث دون أن يلاحظ والدها
لتبتعد سريعا عن الباب سريعا بخجل تضع يدها على قلبها تستشعر تلك المضخة التي تصرخ بعنف من شدة خجلها، لأول مرة منذ مدة طويلة تشعر بمعني السعادة.

في صباح اليوم التالي
استيقظت على صوته يوقظها كالعادة فتحت عينيها بضيق: في ايه يا خالد على الصبح
خالد: قومي يلا البسي عشان هنرجع
هبت واقفة على الفراش: نعم احنا لحقنا دا ما قعدناش يومين
خالد: معلش يا حبيبتي عندي شغل كتير ومحمد وعلي قارفني من كتر التليفونات بس والله هنرجع تاني اظبط اموري وهنرجع تاني
زمت شفتيها بضيق: يا خالد احنا ما لحقناش.

خالد بضيق: أعمل ايه يعني يا لينا مش دا شغلي الي بيجيب الفلوس عشان اعرف اخرجك وافسحك هو أنا بلعب
توجهت ناحية المرحاض بحزن ليقف أمامها يمنعها من التقدم
خالد بحنان: أنا آسف والله غصب عني لو ما سافرتش الشركة هتخسر صفقة كبيرة اوي
والله هعوضك بس انتي ما تزعليش
لينا بابتسامة صغيرة: خلاص مش زعلانة
خالد مبتسما: تعالي اوريكي الحاجات الي جبتهالك.

ابتسمت بسعادة عندما رأت تلك الفساتين الرائعة ذات الذوق الرفيع وبعض الطرح الهادئة
لينا بدهشة: حلوين اوووووي بس انت لقيت الحاجات دي في المكان دا
خالد مبتسما بثقة: أنا اعرف محلات كتير بتبيع لبس محجبات هنا
تخصرت بضيق: قول كدة بقي كنت بتجيب لمين منهم يا سي خالد
خالد ضاحكا: والله انتي مجنونة كنت بجيب لأمي وياسمين لما كانوا بيجيوا هنا يا هبلة
لينا بغيظ: ماشي يا خالد.

رفعت سبابتها تهتف أمام وجهه بتحذير، عارف يا خالد لو عرفت أنك تعرف واحدة غيري هشوه وشك
اتسعت عينيه بدهشة: يا بنت المجنونة
صفعها على رقبتها من الخلف بضيق: تشوهي مين يا اوزعة انتي
تحسست رقبتها بألم هاتفه بابتسامة بلهاء واسعة: آه يا عمي بهزر دا حتي الشرع محلل أربعة
لتمتم بغيظ وهي متجهه الي المرحاض: اهو يا رب مفتري وبيفتري عليا يا رب اشوفك معصعص من غير عضلات يا رب
خالد بحدة مصطنعة: هااااا.

فرت سريعا الي المرحاض مغلقة الباب خلفها سريعا
نزل الي أسفل بعد ما ترك لها فستان ابيض اللون به ورود وردية وحزام وردي عند منطقة الخصر، خرجت من الحمام بحذر فلم تجده في الغرفة وجدت ذلك الفستان على الفراش تلمسته بأصابعها برفق على شفتيه ابتسامة صغيرة
في الأسفل وضع الحقائب في السيارة جلس على احد المقاعد ينتظرها.

سمع صوت كعب حذائها فنظر اليها لتتسع عينيه بانبهار فقد اضفي الحجاب على و جهها هالة خاصة من البراءة
خالد: بسم الله ما شاء الله قمر يا حبيبتي
توردت وجنتيها بحمرة الخجل الجميلة
لينا بخجل: ميرسي
اخذ يدها وركبا سيارته وانطلق عائدا الي بيته
لينا: خالد
خالد مبتسما: نعم يا قلب خالد
لينا: صحيح انا نسيت اسألك احنا هنروح على فين
خالد: على بيتنا طبعا.

لينا: طب هو انت ليه حاطط حراسة كتير حوالين البيت وليه سور البيت عالي اوي كدة
ارتبك قليلا: ابدا يا حبيبتي عشان ابقي بس مطمن عليكي
هزت رأسها إيجابا
ظلوا يتحدثون في امور شتي الي ان وصل الي بيته فتح له الحارس البوابة الحديدية الضخمة فدخلت سيارته سريعا اوقفها ونزلا منها الي داخل البيت
خالد: حبيبتي انا لازم اروح شغلي دلوقتي
لينا بضيق: دلوقتي يا خالد دا احنا لسه واصلين.

خالد: معلش يا حبيبتي ساعتين بالكتير وراجع
لينا بتوتر: بس انا ما اعرفش حد هنا
خالد مبتسما بثقة: ودي تفوتني بردوا
صاح بصوت عالي: دادة يا دادة
خرجت رحمة من المطبخ تنظر للينا بابتسامة واسعة فاسرعت لينا تحتضنها
لينا بسعادة: دادة رحمة وحشتيني اوي اوي
رحمه بحنان: وانتي كمان يا حبيبتي مبروك يا عروستنا يا قمر
لينا بخجل: الله يبارك فيكي يا دادة
خالد مبتسما: اظن امشي انا بقي وانا مطمن خلي بالك منها يا دادة.

رحمه: في عنيا يا ابني
خالد: اه وابقي حضرلها حاجة تاكلها عشان الاوزعة دي ما رضتيتش تاكل في السكة
رحمه ضاحكة: حاضر يا ابني
دني برأسه مقبلا جبينها برفق: مش هتاخر
لينا مبتسمة: ترجع بالسلامه
خرج من المنزل استقل سيارته منطلقا الي مقر عمله
وصل بعد مدة قصيرة فالشركة قريبه من بيته الي حد ما.

ساعتين ويزيد انكب فيها مع رفيقه لإنجاز تلك الصفقة المهمة، خرج من المنزل متجها الي منزله لفت نظره ذلك الشارع المظلم عن يمينه ينبعث منه صوت صراخ مكتوم
نزل من سيارته يمشي في الشارع بهدوء بعد ما اخرج مسدسه ينظر حوله بحذر لتتسع عينيه عندما وجد فتاة ملتصقة بحائط منزل قديم يقف أمامها احد اللصوص يرفع مدياته أمام وجهها سريعا كان يركض لنجده تلك الفتاة.

قبل أن يعي اللص ما حدث كان يصرخ من الألم تركه ملقي ارضا حطام كعادته
ليتجه ناحية تلك الفتاة هاتفا بحذر: انتي كويسة يا آنسة عملك حاجة
هزت رأسها نفيا تبكي بقوة: كان عايز يسرقني كان عايز يموتني
خالد برفق: انتي الحمد لله كويسة تعالي معايا على اقرب قسم هنعمل محضر
هزت رأسها نفيا بخوف: لا لا أنا عايزة اروح عايزة اروح
خالد برفق: تعالي يا بنتي ما تخافيش أنا هروحك.

سارت خلفه ترتجف خوفا الي ان وصلا الي سيارته فتحدث بهدوء: اركبي يا آنسة ما تخافيش
صعدت بجانبه في السيارة تنظر له بحذر ليستقل مقعد القيادة، لاحظ أنها ترتجف بردا ربما وربما خوفا فخلع سترته يمد يده لها به: احم البسي دا
تناولته بأصابع مرتجفه تشكره بصوت بح من الخوف: ششششكرا
هز رأسه إيجابا ليعيد تركيزه الي الطريق اوصلها الي العنوان التي اخبرته به
خالد: متأكدة انك مش عايزة تعملي محضر.

هزت الفتاة رأسها نفيا بخوف: لا لا مش عايزة، شكرا عشان ساعدتني شكرا على كل حاجة
همت بخلع سترته ليهتف هو: خليه معاكي
ردت بابتسامة شاحبة: شكرا، عن إذنك
خرجت من سيارته نظرت له بامتنان لتصعد الي منزلها سريعا
ليكمل هو طريقه الي عيادة الطبيب النفسي
ودخل وقابل الطبيب
الطبيب مبتسما: خالد باشا عاش من شافك.

خالد: بص انا هحكيلك حاجة مهمة جدا بالنسبالي كل الي انا طالبه تفسير ليها بس لو كلمة من الي انا قولتها طلعت برة ديتك معايا رصاصة
قاسم: عيب عليك دا احنا صحاب قبل ما ابقي الدكتور بتاعك
بدأ يقص عليه ما رآه يوم زفافه عندما اعطاه عز الميموري كارت كاملا
قاسم: طب انت عملت ايه في الميموري كارد
خالد: كسرته بس لسه الصور عندي على الموبايل
قاسم بهدوء: أنت شاكك فيها
خالد بحدة: لاء طبعا.

قاسم بهدوء: طالما انفعلت كدة تبقي شاكك حتي لو كان واحد في المية
اغمض عينيه بألم: الصور حقيقة اوي يا قاسم أنا واثق أنها مستحيل تعمل كدة بس في صراع جوايا مش راضي يسكت
قاسم بهدوء: اعتقد الحلم دا حسم الصراع الي جواك بص يا خالد من حقك تشك بس اعتقد واحدة زي لينا لسه لحد دلوقتي بتخاف تنام في الضلمة زي ما قولتلي مستحيل تعمل حاجة زي دي.

هز رأسه إيجابا باقتناع: عندك حق، أنا هقوم امشي عشان اتأخرت عليها، هرجعلك تاني بعدين
قاسم بهدوء: ما تسلمش ودنك لشيطانك يا خالد صدقني المرة دي مش هتبقي حلم وهتخسر كتير اوي
ترك طبيبه ورحل عائدا الي منزله
بعدما انتهي من الاغتسال وتبديل ملابسه وخرج الي غرفه نومه وجدهاوجالسة على الفراش اطلقت صفيرا بإعجاب ما أن رأته
خالد ضاحكا: دا انتي بتعاكسي بقي
لينا: قولي يا واد يا مز يا حليوة انت انت مرتبط.

خالد بحزن مصطنع: للاسف مرتبط ولية زنانة ورغاية رغي يا مولانا( بصوت محمد هنيدي في جاءنا البيان التالي)
ضيقت عينيها ترمقه بغيظ
خالد بخوف مصطنع: في ايه انتي هتتحولي ولا ايه
ظلت تتقدم منه وهو يتراجع للخلف يمثل الخوف الي ان ارتطم ظهره بالحائط لتقف امامه
لينا سريعا: استني ما تتحركش
ذهبت سريعا واحضرت كرسي صغير ووقفت عليه مدت ذراعيها تحبسه كما كان يفعل
لينا بضيق: انا زنانة ورغاية مش كدة.

اغمض عينيه في محاولة منه ان يبدو جديا والا ينفجر ضاحكا في وجهها
فسمع صوتها تهمس بجانب اذنه بهسيس
لينا مقلدة خالد: انت خايف مني كان لازم تعمل حساب الي هيحصل وانت بتطول لسانك عليا
رفع حاجبيه بدهشة
خالد بدهشة: يا سلام يا خالد باشا
وفي لحظة واحدة تبدلت الادوار واصبحت هي مكانه
خالد مبتسما بخبث: كنتي بتقولي اييه بقي يا اوزعة انتي
لينا بغيظ: على فكرة انت رخم
خالد ضاحكا: ماشي يا لمضة يلا بقي ننزل ناكل.

نزلا سويا الي اسفل جلسا يتناولان الطعام
لينا: خالد هو انا مش هنزل شغلي بقي
اسودت عينيه بوعيد وهو يتذكر ذلك الرجل ( شاكر ) يبحث عنه منذ أشهر دون فائدة:
حاليا ما ينفعش لسه شاكر هربان وانا مش هضحي بيكي انتي كمان كفاية الي راحت اصبري شوية
لينا: ماشي
خالد: شوفتي المرسم
لينا مبتسمة: اه حلو اوي دا عشاني
هز خالد رأسه إيجابا: كويس انه عجبك تقدري تشغلي فيه وقتك لحد ما تنزلي شغلك.

في صباح اليوم التالي أنهي على الصفقة في الشركة ليعود مسرعا الي المنزل
خالد: لولو، لوليتا حبيبتي انتي فين
رحمة: صباح الخير يا ابني
خالد: صباح النور يا دادة، اومال لينا فين
رحمة: في المرسم من ساعة ما صحيت
هز رأسه إيجابا صعد الي اعلي وصل امام غرفة كبيرة جهزها لها بالعديد من اللوحات الفارغة والكثير من الالوان بانواع مختلفة فتح الباب ودخل الغرفة بهدوء وجدها مندمجة جدا في رسم لوحة فنية له.

خالد مبتسما: ما كنتش اعرف انهي هوحشك اوي كدة
ردت بمكر انثوي: ومين قالك انك واحشني اصلا أنا برسمه بس عشان اشتكيله منك لو زعلتني
خالد بحزم: يوم ما ازعلك تيجي تشتكيلي مني وانا والله هاخدلك حقك حتي لو مني ماشي يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا
خالد: يلا قومي غيري هدومك ابوكي اتصل بيا وقالي انه جاي في السكة
لينا بسعادة: بابا دا وحشني اوي
دقت رحمة الباب ودخلت
رحمة: العيلتين تحت يا باشا ومعاهم راشد باشا وفارس باشا.

ركضت مسرعة الي خارج الغرفة لحقها خالد سريعا قبل ان تنزل لاسفل
خالد: استني يا هبلة انتي راحة فين
لينا: نازلة لبابا
خالد: هتنزلي كدا من غير طرحتك
لينا: وفيها ايه يا يعني دا بابا وعمي محمود وعمي وفارس
خالد بضيق: ما ينفعش فارس ابن عمك يشوف شعرك طالما قررتي تلبسي الحجاب، يلا روحي والبسي حاجة واسعة وطويلة وما تحطيش مكياج
ذهبت الي غرفتها بدلت ملابسها الي فستان ازرق طويل وحجاب قطني ابيض.

نزل خالد الي اسفل وسلم على الجميع
لتنزل هي من بعده فاطلقت زينب الزغاريد
زينب بسعادة: بسم الله ما شاء الله عليكي يا حبيبتي قمر، مبروك يا عروسة
لينا: الله يبارك فيكي يا طنط
احتضن جاسم لينا
جاسم: مبروك يا حبيبة بابا قمر يا حبيبتي
فريدة: لك دخيلك يا جاسم، اكتير اشتقتلها اتركها بقي
احتضنت فريدة لينا
جاسم: مش ناوية يا فريدة تعملي زي لينا بقي
لينا: اه، يا ماما جربي دا حلو اوي
فريدة: ماشي بجرب وبشوف.

راشد: تعالي يا بتي، في حضن عمك
لينا: وحشتني اوي يا عمي
راشد: وانتي كمان يا قلب عمك
خالد: على فكرة انتي حضنتيهم كلهم وأنا لاء هو انا سبانخ
ضحك الجميع على مزاحه
وعندما حاول فارس أن يصافح لينا
مد يده بدلا منها
خالد: معلش اصل انا مراتي ما بتسلمش
فارس مبتسما باحراج: لا ابدا ولا يهمك
راشد: انا جاي النهاردة عشان اخد العرايس معايا اسيوط.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  21-12-2021 10:06 صباحاً   [35]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والثلاثون

راشد: انا جاي النهاردة عشان اخد العرايس معايا اسيوط
خالد: ليه يا عمي خير
راشد مبتسما: فرح ولدي رشيد آخر السبوع
خالد مبتسما: ألف مبروك يا عمي بإذن الله هنكون موجودين يوم الفرح
دق راشد على الارض بعصاه بحدة خفيفة: لع انتوا هتيجي معايا بكرة تقضوا معانا كام يوم
لحد الفرح وبعد الفرح كمان
خالد سريعا: يا عمي ما ينفعش أنا عندي شغل
احتضنت ذراع عمها بسعادة.

لينا مبتسمة ببراءة: أنت مش قولت أنك خلصت الصفقة وكسبتوها شغل ايه بقي وأنا بصراحة عايزة اسافر مع عمي عايزة اروح الصعيد
نظر لها شرزا يتوعد لها داخله لينظر لعمها عندما قال: اكدة مالكش حجة هعدي عليكوا بكرة الصبح تيجوا معانا
هز رأسه إيجابا على مضض يفكر في تبعات تلك الموافقة
دق جرس الباب لتدخل ياسمين مبتسمة أسرع هو ناحيتها يعانقها بحنان: وحشتيني يا بت، ايه الي اخرك كدا
ياسمين بسعادة: وأنت كمان وحشتني أوي.

اخرجت من حقيبتها كتابا واعطته له تهتف بابتسامة واسعة: دا الي اخرني دي أول نسخة من أول طبعة لأول ترجمتي بالكامل
ابتسم بفخر: مبروك يا سيما ايوة كدا ارمي الماضي ورا ضهرك أنا عايز اشوفك أكبر مترجمة في الدنيا
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها: خلاص يا خالد الي راح راح ممنوش فايدة البكا على الماضي والبركة في مراتك بصراحة كلامها فرق معايا جامد
صرخت بسعادة وهي تحتضنها: سيمااااااااا
وحشتيني اوي اوي اوي.

ياسمين ضاحكة: الحقني يا خالد هتفطسني
لكزتها في كتفها بضيق: اخس عليكي خلاص زعلت منك
ياسمين مبتسمة: بصي أنا جبتلك ايه أنا عارفة أنك بتحبي الروايات
أخذتها من يدها بلهفة تنظر لها بعينين متسعتين بسعادة تهتف بدهشة: دي ترجمتك
هزت ياسمين رأسها إيجابا بابتسامة واسعة لتنظر لها لينا شرزا: ازاي ما تتقوليش ها المفروض كنت أنا أقرأ أول نسخة منها.

ياسمين بخوف مصطنع: هدي نفسك يا صلاح والله دي أول نسخة من أول طبعة قولت لازم اوريها للوليتا حبيبتي
لينا مبتسمة بسعادة: ايوة كدا شاطرة يا سيما
اخذت لينا يد ياسمين ذاهبتين الي احدي الارائك يثرثران
ذهب وجلس بجانب والديه لتميل زينب على أذنه تهمس بصوت منخفض: بقولك يا خالد ما فيش حاجة في السكة كدا ولا كدا
حمحم بارتباك ليهتف بصوت منخفض: احم لسه يا أمي ربنا ييسر.

زينب بصوت منخفض: طب شدوا حيلكوا بقي خالد صغير ولا لينا صغيرة
نظر ناحيتها ليجدها مندمجة في الثرثرة والضحك مع اخته للحظة تقابلت عينيها مع عينيه لتشيح عينيها سريعا بخجل، بينما يهز هو رأسه إيجابا بشرود
بعد يوم طويل قضوه بصحبة العائلة رحل كل الي بيته ليصعدا الي غرفتهما للنوم
ارتمت على الفراش بتعب: اااه يا إني كان يوم جميل اوي
لتكمل بصوت منخفض: دا حتي الواد فارس ماشلش عينيه من على ياسمين
خالد: بتقولي ايه؟

لينا مبتسمة ببلاهة: هاااا آه بقول ان أنا فرحانة أوي أن احنا مسافرين
اغتسل وبدل ثيابه ليتسطح بجانبها على الفراش
خالد بحذر: تعرفي أن أمي كانت بتسالني عليكي النهاردة
قطبت حاجبيها باستفهام: بتسأل عليا ازاي يعني ما كنت معاكوا
خالد بحذر: لاء انتي مش فاهمة هي كانت بتسأل يعني ما فيش حاجة جاية في السكة
قطبت حاجبيها باستفهام: يعني ايه
خالد بضيق: يعني انتي حامل ولا لاء
اتسعت عينيها قليلا بخجل ؛ طب وأنت قولتلها ايه.

تنهد بضيق: هقولها ايه يعني قولتها ربنا ييسر
حك ذقنه بأطراف أصابعه هاتفا بحذر: بقولك ايه يا لوليتا أنا عندي صاحبي دكتور نفسي شاطر جدا ما تيجي نروحله
وقفت على ركبتيها تصرخ في وجهه بحدة: أنت شايفني مجنونة
هب هو الآخر يصرخ بحدة: صوتك ما يعلاش وبعدين من أمتي الدكتور النفسي بتاع المجانين يا دكتورة
لينا صارخة بحدة: مش هروح يا خالد واعلي ما في خيلك اركبه.

قبض على خصلات شعرها بعنف: بت انتي اتلمي مش عشان بتعامل معاكي كويس تسوقي فيها، لو جاسم ما عرفش يربيكي أنا مستعد اربيكي من أول وجديد
انسابت دموع عينيها بصمت نظرت له بألم تجسد في حدقتيها ليكمل هو بنفس الحدة: من أول ما اتنيلت اتجوزتك وأنا عمال أراضي وادلع فيكي لكن تطولي لسانك عليا اقطعهوله فاهمة ولا لاء
هزت رأسها إيجابا بخوف دموعها تهبط بصمت كلمات والدته تتكرر في عقلها بسرعة.

« بصي يا بنتي نصيحة مني ما تزعليهوش بدل ما يقسي عليكي زي ما كان بيعمل مع شهد خالد ابني في غضبه ما بيشوفش قدامه »
ترك شعرها يزفر بعنف كالعادة لم يستطع السيطرة على غضبه تلك الصغيرة لم تري احدي نوبات جنونه بعد هو بصعوبة سيطر على اعصابه حتي لا يخيفها أكتر يكفي نظرة الذعر التي رآها في عينيها.

قامت بهدوء متجهه ناحية الأريكة تمددت عليها تضم ركبتيها لصدرها ليشد على شعره بضيق قام متجها إليها متحدثا بحدة طفيفة
: قومي نامي على السرير
رفعت عينيها الباكية تنظر له بعتاب ألمته تلك النظرات كثيرا
ليهتف بحزن: قومي يا لينا نامي على السرير وهنام أنا على الكنبة لو مش عايزة تنامي جنبي
اولته ظهرها دون كلمة واحدة مد ذراعيه ليحملها ليسمعها تهتف بجمود: قسما بالله يا خالد لو شيلتني ما هتكلم معاك تاني ابدا.

مسح وجهه بكف يده بعنف محاولا السيطرة على غضبه: طب قومي نامي على السرير
انسابت دموعها بصمت وهي تتحس خصلات شعرها مشهده وهو يجذب شعرها بتلك الطريقة الوحشية سببت لها شرخ كبير في روحها
هتفت بجمود صوت حاولت أن تنزع تلك النبرة الباكية منه: لاء سبني في حالي بقي
زفر بضيق: عنيدة.

اتجه الي الفراش يأخذ وسادة وجميع الاغطية الموجودة عليه متجها إليها فرد الاغطية يدثرها بها جيدا امسك الوسادة يرفع رأسها برفق ليضعها على الوسادة ليسمعها تهتف بألم: شعري
شعري شعري
صُعق رمقها للحظات بأعين متسعة حتي آخرها
لم يكن يظن أنها ألمها لتلك الدرجة جثي على ركبتيه بجانب الاريكة يمسد على خصلات شعرها برفق شديد.

اكتسي الألم نظرة عينيه هتف بندم: أنا آسف يا لوليتا، خلاص لو انتي مش عايزة تروحي للدكتور النفسي بلاش بس ما تزعليش مني عشان خاطري ما تزعليش
لم يجد منها ردا ظل يمسد على شعرها برفق بعض الوقت كأنه يمحي ذلك الألم الذي سببه هو يعتذر لها بين الحين والآخر الي أن شعر بانتظام أنفاسها حاول حملها ليسمعها تهتف بضيق: قولتلك ما تشلنيش ولو سمحت امشي بقي عشان عاوزة أنام
خالد بندم: لوليتا أنا...

لينا مقاطعة بضيق: أنا عاوزة انام لو سمحت
تركها متجها الي الفراش تمدد عليه ينظر لها بندم بضع دقائق وجدها ترفع وجهها تنظر حولها بحذر ليغمض عينيه سريعا شعر بها تقوم بحذر تتسلل على أطراف أصابعها الي خارج الغرفة
فتح عينيه يعقد جبينه بحيرة أين ذهبت ولماذا خرجت بتلك الطريقة خرج من الغرفة بهدوء يمشي في الممر امام الغرف ليجد صوتها يأتي من خلف أحد الأبواب سمعها تبكي تشتكي لغيره.

لينا باكية: أنا زعلانة منك ومش هتكلم معاك تاني ابدا، إنت عارف أن أنت ما اقدرش ازعل منك ابدا انتي حبيبي
مد يده ممسكا بالمقبض يحركه بهدوء وقد نسج الشيطان الألف من السنيورهات البشعة في عقله فتح الباب بهدوء لتتسع عينيه بدهشة
حين وجدها تجلس ارضا أمام تعقد ساقيها صورته تبكي تشتكي لصورته منه
غصه عصرت قلبه منذ أن كانت صغيرة وهي لا تشتكي لأحد غيره وحينما يكون غائبا كانت تفعل المثل تحضر صورة له تشتكي لها.

تحرك ناحيتها بهدوء الي أن جلس بجانبها وضع يده على كتفها: هو أنا مش قولتلك حتي لو زعلتك تيجي تقوليلي وأنا هاخدلك حقك مني
نظرت له بعتاب لتعود بنظرها الي صورته مرة اخري تهتف باكية: عشان هو مش هيضربني ولا هيزعقلي
قبل كف يدها متمتما بأسف: وحياة لوليتا آسف آخر مرة قوليلي عايزة تاخدي حقك مني ازاي وأنا اعملك الي انتي عيزاه
مسحت دموعها بطرف كمها تهتف ببراءتها المميزة: عايزة بيتزا.

خالد سريعا: بس كدة حالا احلا بيتزا من أكبر مطعم في البلد...
قاطعته بابتسامة ماكرة: انت الي تعملها
ابتسم باصفرار: ما بعرفش أعمل بيتزا
عقدت ذراعيها بعند هاتفه بغرور اثنوي: اتصرف
هتف بحسرة: اه يا إني يا أما مرة اشحت ومرة أعمل بيتزا دا انتي ما حدش يزعلك تاني ابدا
ابتسمت باصفرار تهز رأسها إيجابا ليأخذها متجها الي المطبخ في الأسفل
وقف ينظر الي كل تلك المحتويات التي أخرجها من الثلاجة بحيرة.

حك شعره بضيق: ايوة بقي المفروض أعمل ايه
لينا مبتسمة باصفرار: اتصرف أنا جعانة وعايزة أكل بيتزا
خالد بضيق: ادلعي ادلعي
اخرج هاتفه يبحث على شبكة الانترنت عن طريقه عمل البيتزا ولكنه دون أن تلاحظ هي أرسل رسالة الي احد المطاعم يطلب البيتزا
خالد بحماس مصطنع: حلو ادي الطريقة، كوبيتين دقيق الأول
وضع الدقيق في إناء عميق ليخطر على باله فكرة صبيانية ماكرة غط يده في الدقيق.

اشار الي خده يهتف ببراءة: لوليتا في حاجة على خدك
بدأت تسمح خدها تسأله بين الحين والآخر؛ راحت
وهو يهز رأسه نفيا فقط: تعالي اشيهالك
اقتربت منه بحسن نية ليلقي على وجهها الدقيق الذي يقبض عليه في يده التي خبئها خلف ظهره يضحك بمرح
( الزوج الهايف رزق )
احتدت نظراتها ترمقه بغيظ: بقي كدة يا خالد والله لوريك
قبضت هي الاخري على حفنة من الدقيق تلقيه على وجهه وبدأت الحرب.

بعد نصف ساعة كانت تتهاوي على الأريكة بجانبه بتعب بعد تلك المعركة المرحة امامهم علبة كبيرة من البيتزا
خالد مبتسما بمرح: بس البيتزا حلوة ما فيش كلام تسلم ايديا
لينا ضاحكة: لا بجد دا على أساس أن أنت الي عملتها
خالد ضاحكا: أنا الي طلبت الاوردر بيدي دي
وضعت رأسها على كتفه مبتسمة بسعادة: تعرف يا خالد أنا بحبك أوي لما تبقي بتضحك ومفرفش زي دلوقتي وبخاف منك اوي لما بتتعصب.

نظر لها هاتفا بجد: ما تغلطيش وأنا ما اتعصبش، ها بقي تحبي تتفرجي على ايه وإحنا بناكل
لينا بحماس: فيلم رعب
خالد ضاحكا؛ لينا ورعب في جملة واحدة يا بنتي دا انتي بتخافي من خيالك
نفخت خديها يغيظ: ماليش دعوة أنا عايزة فيلم رعب
ابتسم بخبث: انتي الي قولتي
جلس بجانبها بعدما شغل فيلم
(The CONJURING).

جلس بجانبها ياكلان ويشاهدان الفيلم ولينا على وشك الدخول في جيب قميص خالد من شدة ذعرها من الفيلم وكلما عرض عليه ان يغلقه تصرخ فيه: لالالا أنا عايزة اعرف ايه الي هيحصل
اخيرا انتهي الفيلم لترفض رفض قاطع الصعود الي غرفتهم بعد ذلك الفيلم المفزع
لينتهي بهم الحال بأن فرد خالد تلك الاريكة لتصبح سرير صغير
ما إن اغلق عينيه سمعها تهتف بخوف حاولت اخفاءه من نبرة صوتها: خالد، خالد انت نمت.

رد عليها وهو مغمض العينين؛ آه، عايزة حاجة
لينا بتوتر: هاااا لا ابدا اصل أنا افتكرتك هتخاف من الفيلم ومش هتعرف تنام
كبت ضحكته بصعوبة يهتف بلامبلاة: دا كان فيلم كوميدي أصلا سبيني بقي أنام
بعد دقائق من الرعب تخيلت فيهم أن كل ما في الغرفة اشباحا بدأت توقظه
لينا بدموع: خالد، اصحي يا خالد
فتح عينيه ينظر لها بيأس يعرفها جبااااااااانة الي أبعد حد ومع ذلك تصر على إظهار شجاعتها الوهمية.

قام يجلس بجانبها ممسدا على خصلات شعرها
خالد مبتسما بحنان: نامي يا لوليتا أنا هفضل صاحي لحد ما انتي تنامي
ابتسمت له بامتنان: شكرا
اغمضت عينيها تحاول النوم لتفتحها سريعا تهتف برجاء: اوعي تنام
ضحك ضحكة صغيرة ليهز رأسه إيجابا
ظل جالسا بجانبها الي أن تأكد أنها غطت في نوم عميق لينام هو الآخر.

في صباح اليوم التالي
ظل هاتف خالد يرن تاره برقم جاسم وتاره برقم راشد ولكن دون رد
استبد القلق بجاسم وخاصة ان لينا ايضا لا تجيب
فاستقل سيارته سريعا بصحبة فريدة وخلفهم سيارة راشد وفارس
فريدة: براحة يا جاسم شوية هتلاقيهم نايمين
جاسم بقلق: بقالي ساعتين بتصل على موبيلتهم وما حدش يا خوفي ليكون عمل حاجة في البت دا مجنون
هزت فريدة رأسها نفيا بيأس من قلق جاسم المبالغ فيه من خالد.

وصل السيارتين سريعا الي فيلا خالد
نزل جاسم من سيارته يركض مسرعا تجاه البيت استخدم نسخة المفتاح الذي اعطاه اياها خالد قبل الزفاف ليدخل سريعا وخلفه فريدة وراشد وفارس
يبحث في أرجاء المنزل الواسع هنا وهناك لكن دون فائدة لفت انتباهه وقوف فريدة امام احدي الغرف تضحك بمرح
جاسم بضيق: انتي واقفة بتضحكي يا فريدة وأنا مش لاقي البنت.

اشارت الي ما يضحكها لينظر جاسم الي ما تشير فوجد خالد ولينا نائمين بطريقة مضحكة فلينا تضع احد يديها على وجهه وذراعها الاخري على عنقه
جاسم غاضبا: انت بتهزر يا خالد
هب من مكانه فزعا يهتف بقلق: ايه في ايه لينا كويسة هي فين
نظر بجانبه ليجدها نائمة بهدوء ليتنهد بضيق ناظرا الي جاسم: في ايه يا عمي على الصبح
تملمت لينا بانزعاج
لينا بضيق: خالد وطي صوتك عايزة انام
فريدة: يلا يا لولو اصحي يا حبيبتي.

فتحت عينيها فوجدت والديها
لينا بدهشة: بابا، ماما خير ايه الي حصل انتوا كويسين
جاسم بضيق: بقالي سنة بتصل بيكوا وانتوا ما بتردوش
لينا: انا موبيلي فوق
خالد: وانا موبيلي اهو بس كنت عامله صامت
جاسم بضيق: وعاملة صامت ليه ان شاء الله مش راشد قال هنسافر الصبح وايه الي منيمكوا هنا
خالد بضيق: ما خلاص يا عمي اهدي ما حصلش حاجة لكل دا
جاسم: طب يلا قموا اجهزوا راشد وفارس بقالهم ساعة مستنينا.

اسرعت هي لأعلي تغتسل وتبدل ملابسها نزلت الي أسفل سلمت على فارس وراشد وجلست يتسامرون ويضحكون
فارس ضاحكا: اومال فين عم هركل
لكزته في كتفه بضيق: بس يالا ما تقولش على جوزي حبيبي كدة
غمز لها بمكر أيوة يا عم مش دا هو هو خالد الرخم الي ما كنتيش طايقاه
بسطت كف يدها في وجهه تهتف بمرح: اعطيله خمسه
نزل فرآها تمزح مع فارس وتضحك بصوت عالي
خالد بحدة: رحمة يا رحمة
اتت المربية سريعا: خير يا ابني
خالد: الفطار جاهز.

رحمة: ايوة يا ابني
خالد: اتفضلوا يا جماعة
ذهبوا جميعا الي حجرة الطعام اصر خالد ان يترأس راشد الطاولة لانه الاكبر سنا
فجلس راشد على رأس الطاولة وعن يمينه جاسم وفريدة وعن يساره خالد جاء فارس وبدلا من ان يجلس بجانبه ترك بينهما مقعد فارغ
فجاءت هي سريعا وجلست عليه وبدأوا ياكلون الطعام
مال فارس على اذن لينا
فارس بمرح: بقولك ايه انا حاسس ان جوزك هيولع فينا.

لينا: حاسس بس لاء انا متأكدة انه هيقوم يرمينا من الشباك دلوقتي
فارس: الله يطمنك
ولكن على العكس تماما لم يعرهم خالد اي انتباه ظل يتناول طعامه يتحدث مع راشد وجاسم
الي ان انتهوا ذهب كل منهم الي سيارته لينا مع خالد
وفارس وراشد معا وجاسم وفريدة معا
انطلقت السيارات الي اسيوط
في سيارة خالد
لينا: خالد، خالد، يا خالد رد عليا.

نظر لها بطرف عينيه ثم ارتدي نظارته الشمسية ووجه نظره الي الطريق قطبت حاجبيها باستفهام: في ايه يا خالد
وتلك المرة ايضا لم يعرها انتباها
لينا بحزن: طب هو انا عملت حاجة زعلتك
والصمت كان رده علب كل اسئلتها
امسك ذراعه برجاء
لينا: خالد لو سمحت رد عليا
خالد بضيق: عايزة ايه يا لينا
لينا: في ايه يا خالد ايه الي حصل.

كانت اعصابه تغلي كالمراجل بصعوبة ارتدي قناع الجمود يهتف ببرود: بصي يا لينا انا لاهتعصب ولا هتخانق ولا هزعق ولا هتكلم معاكي تاني اصلا طالما سيدتك ما بتسمعيش الكلام
اعاد تركيزه للطريق مرة اخري
لينا بحزن: انا اسفة
خالد بضيق: لاء كل مرة بتقولي اسفة وبردوا ما بتسمعيش الكلام
لينا برجاء: خلاص بقي يا لودي انا اسفة
لم ينظر لها ولم يرد ايضا
دقائق من الصمت قطعتها لينا
لينا: انا اسفة مش هعمل كدة تاني.

ولكنه تظاهر بانشغاله في القيادة ولم يرد
لينا بضيق: يووووه يا خالد بقي قولت اسفة دا انت زعلك اوحش من غضبك
وعندما لم تجد منه رد بدأت دموعها تتجمع في عينيها وتنزل على وجنتيها بصمت
اختلس النظرات لها فراها تبكي ليبدأ في التنفس بعنف دموعها لعنة تحرق روحه، دخل قلبه وعقله في صراع
القلب صارخا بألم ؛ كفي اجعلها تصمت تلك النيران تشتعل بضراوة.

العقل ببرود: اتركها تبكي هي اخطاءت كيف تسمح لنفسها أن تحادث ذلك الرجل بتلك الطريقة
القلب صارخا بألم؛ اصمت أنت اصمت اوقفها ارجوك لا تستمع اليه لا تنسي بسببه كدت تفقدها لولا أنه كان فقط حلما
هز رأسه نفيا بعنف ازدارت دقات قلبه حينما نظر الي دموعها
خالد: خلاص ماشي مسامحك بس اخر مرة
مسحت دموعها براحة يدها سريعا: يعني خلاص مش زعلان مني
قبل جبينها: لاء يا حبيبتي خلاص مش زعلان بس اخر مرة ماشي.

هزت راسها ايجابا سريعا بحماس
بعد مدة قصيرة اوقف السيارة امام احد المقابر
خالد: خمس دقايق وجاي
نزل من سيارته وقف امام احد الشواهد التي كتب عليها ( سما خالد السويسي )
وقف امام قبر ابنته يقرأ لها الفتحة بأعين دامعة
سمع صوتها ياتي من خلفه تصرخ بجنون: انت السبب يا خالد.



look/images/icons/i1.gif رواية أسير عينيها
  21-12-2021 10:08 صباحاً   [36]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثلاثون

التفت الي مصدر الصوت لتحتقن عينيه بغضب عندما رآها
خالد غاضبا: رحاب بقي أنا بردوا السبب يا هانم ولا...
رحاب مقاطعة بجنون: ايوة إنت السبب لو كنت حبتني أنا شوفتني أنا ما حبتنيش لمجرد إني نسخة من حبيبتك الضايعة انت مجنون وجنانك هيأذي حبيبة القلب أنا همشي يا خالد هختفي من حياتك خالص بس هرجع عشان أخد روح ابنك ولا بنتك
اختفت وكأنها كانت سرابا نظر حوله سريعا بفزع ولكنه لم يجدها عاد يقف أمام قبر ابنته.

خالد بألم: أنا آسف يا سما والله العظيم يا بنتي لو في ايدي اتنازلك عن عمري كله
اجفل عندما شعر بكف يد صغير يلمس يده نظر بجانبه سريعا ليجد طفل صغير يقف بجانبه ينظر له بابتسامة واسعة، جثي على ركبتيه بجانب الطفل يمسد على خصلات شعره برفق
خالد مبتسما بحنان: أنت مين يا حبيبي
الطفل مبتسما ببراءة: مش أنت السبب يا عمو، سما بتقولك مش أنت السبب وأنها بتحبك أوي.

شخصت عينيه بدهشة ممزوجة بفزع نطق بصعوبة: سسسما، ااانت شوفت سما بنتي
خالد أنت واقف عندك بتعمل ايه
التفت إليها يهدر سريعا: تعالي يا لينا الولد دا بيقول أنه يعرف سما
التفت الي الطفل لتشخص عينيه بفزع أين اختفي كان يقف أمامه قبل لحظات
سألته بحيرة: هو فين الولد دا يا خالد
نظر حوله سريعا بلهفة حيرة فزع لم يجد شيئا
فراغ صمت هز رأسه نفيا بعنف يمشط المكان يعنيه أين ذهب!

زمت شفتيها بملل: يلا يا خالد هنتأخر أنت بتدور على مين
هز رأسه نفيا بعنف: هاااا لا ابدا ما فيش يلا
اتجه معها الي الخارج القي نظرة على المكان ليجد ذلك الطفل يقف بعيدا يلوح له بيده وداعا على شفتيه ابتسامة واسعة
جذبته لينا من يده عندما لاحظت تصمنه في مكانه
فاق متجها معها الي السيارة
لينا بقلق: مالك يا خالد
رسم ابتسامة مصطنعة على شفتيه: ما فيش يا حبيبتي.

انطلق بعد ساعات من القيادة المتواصلة وصلت السيارات الي أسيوط
راشد مرحبا بابتسامة واسعة: خشوا يا اولاد تعالي يا بتي ما تتكسفيش
دخلوا الي المنزل فاستقبلتهم العائلة بترحاب حاااار
احتضنت فاطيمة لينا بود: يا اهلا يا بتي نورتي اسيوط يا عروسة
لينا مبتسمة بخجل: متشكرة يا طنط
جاءت فرح وبدأوا في التعارف
فرح مبتسمة: ازيك يا بت عمي اني فرح
ردت لها الابتسامة: وانا لينا يا فرح.

فرح باستفهام: اسمك غريب قوي مين الي سماكي؟
نظرت ناحيته تهتف بهيام
لينا: جوزي
فتحت فرح فمها ببلاهة: كيف يعني
لينا: دي حكاية طويلة هبقي احكيلها بعدين شاكلنا هنبقي اصحاب يا فرح
فرح: وانا اطول يا قمر انتي
لينا: والله انتي الي قمر وعسل كمان
جلسوا قليلا يتحدثون اندمج خالد في الحديث مع رشيد وجاسم اندمج مع فارس وفريدة وفاطيمة في المطبخ ولينا وفرح يثرثان
بدأت تشعر بدوار يهاجم رأسها لتقبض على كم قميصه تهتف بوهن.

لينا: خالد
رد باقتضاب وهو يتابع حديثه مع رشيد
خالد: نعم يا حبيبتي
لينا بوهن: انا تعبت وعايزة استريح شوية
راشد برفق: وما قولتيش ليه يا حبيبتي
فرح اطلعي مع لينا وريها اوضتها
خالد سريعا: لاء معلش يا عمي انا هحجز في فندق قريب من هنا
راشد بحدة: وااااه كيف يا ولدي احنا متفقين
خالد مبتسما باحراج: معلش يا عمي مش عايزين نزعجكوا.

راشد بحزم: تزعجينوا ايه بس يا ولدي دا انتوا هتنويرونا اسمع بقي يا ولدي ما فيش مشيان من اهنه واصل وما عيزش اسمع الكلام ده تاني
واصل
رشيد مبتسما: خلاص بقي يا خالد ما تزعلش عمك راشد
تنهد بضيق: امري لله حاضر ليكمل في نفسه: ربنا يستر جدي وعمي لو عرفوا أن أنا مش هيعدوها على خير
أوصلت فرح لينا الي غرفتها
فرح: اسيبك بقي ترتاحي وبعدين نكمل حكي.

لينا مبتسمة بوهن: ماشي يا حبيبتى معلش لو سبتك بس انا اصلي بتعب من السفر
فرح مبتسمة: ولا يهمك يا قمر
لينا: عن اذنك
دخلت الي الغرفة لترتمي بجسدها على الفراش بتعب، بعد دقائق قامت لتبدل ملابسها
لينا بضيق: يوووه دي الشنطة تحت اوووف دماغي بتلف جامد ليه كدة
خرجت من الغرفة اتجهت الي أسفل تسير بخطي مترنحة
قابلتها فاطيمة تسألها بود: انتي زينة يا بتي
هزت رأسها إيجابا بوهن: أنا بس نسيت شنطة الهدوم.

تحركت خطوتين لتشعر بأن المكان يلتف بها بسرعة لحظة اثنتين سقطت ارضا فاقدة للوعي
صرخت فاطيمة بفزع: ياللهوووووي الحقوني
هرول الجميع لمصدر الصوت ليصرخ باسمها عندما وجدها ارضا
خالد بفزع: لينا، لينا مالك يا حبيبتي فوقي يا لينا
رشيد سريعا: حطها على الكنبة دي على ما اجيب شنطتي
حملها بين ذراعيه برفق وضعها على الأريكة
جلس ارضا بجانبها ينظر لها بفزع كأنه طفل صغير يجلس بجانب والدته المريضة.

راشد: اهدا يا ولدي ان شاء الله هتبقي بخير
فاطيمة بحسرة: يا عيني هتلاقيها اتحسدت احنا لازم نبخروها
جلس جاسم بجانبها يضربها على وجنتيها برفق
جاسم: لينا حبيبتي فوقي فوقي يا ماما
صاح بجنون: ما تضربهاش
رمقق جاسم بذهول
جاسم: انت اتجننت يا خالد انا بحاول افوقها مش بضربها
نزل رشيد مسرعا يحمل حقيبته الطبية
رشيد سريعا: وسعوا عشان النفس
تراجع الجميع الي الخلف عادا هو بالتأكيد فحص رشيد لينا سريعا.

رشيد بهدوء: ما تقلقش يا خالد، هي عندها بس هبوط من السفر والتعب وواضح انها مش بتاكل كويس سيبها ترتاح شوبة وهتبقي زي الفل
تنهد براحة ليحملها بين ذراعيه صعد خلف فرح الي غرفتها وضعها برفق على الفراش احضر له فارس الحقائب شكره واغلق باب الغرفة
في الأسفل
°°°°°°°°°
جاسم بقلق: الموضوع كدا ما يطمنش
راشد: قصدك ايه يا اخوي
جاسم بقلق: خالد خلاص اتجنن بلينا وكدة ممكن يأذيها.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في محافظة الأقصر
جلس في سيارته يحاول الاتصال به مرارا وتكرارا ولكن النتيجة دائما واحدة الرقم الذي تحاول الاتصال به ربما يكون مغلق او غير متاح حاليا
علي بضيق: طبعا أنا افضل مسحول من هنا لهنا والبيه مسافر يتفسح وكمان قافل موبيله ماشي يا خالد.

نزل من سيارته مغلقا زر بدلته السوداء متجها الي ذلك الحفل الخاص برجال الأعمال والذي من المفترض أن يعقد فيه صفقة شركته القادمة
توجه الي الحفل يتجول هنا وهناك بملل خاصة بعد ان اعتذر مندوب الصفقة عن الحضور
رب صدفة خير من ألف ميعاد، ولكن بالفعل ما يحدث هو صدفة هل يوجد ما يسمي فعلا بالصدفة أم أن ما كل يحدث له وقت وما عليك فقط سوي الانتظار
اصطدم بجسد ضئيل ليعتذر سريعا: أنا آسف جدا.

هبت تلك الفتاة تضرح في وجهه بحدة: مش تفتح يا أعمي، ايه دا هو إنت
علي بدهشة؛ انتي، انتي بتعملي ايه هنا
لبني بلامبلاة: وأنت مالك، عن إذنك
تحركت خطوتين لتجده يقف أمامها مسرعا؛ استني بس رايحة فين دا أنا ما أعرفش حد غيرك هنا
ضحكت بسخرية؛ يا نغة ايه يا حبيبي أنت تايه
احتقنت عينيه بغضب: ما تحترمي نفسك يا بت انتي أنا غلطان إني عبرت اشكالك اساسا.

تأوه بألم عندما سقط ارضا فتلك الخبيثة استغلت انشغالها لتقوم بتعثيره ( شنكلته ) دون أن يلاحظ باحدي الحركات القتالية التي تعلمتها
ارتدت نظراتها الشمسية تنظر له بجانب عينيها مبتسمة بسخرية: ما يقع الا الشاطر يا باشمهندس
راقبها وهي ترحل تحتل شفتيه ابتسامة بلهاء يهتف بألم: والله شكله وقع فعلا
قام سريعا يلحق بها: انسه لبني لو سمحتي استني
وقفت تعقد ذراعيها بضيق تنظر له شرزا: يا نعم.

علي مبتسما بمرح: انتي بتعمليني كدة ليه دا احنا حتي مصريين في الغربة
ضحكت بتهكم: سكر والسكر غالي
تمتم بضيق: ايه البت دي
علي مبتسما: أنا آسف لو كان صدر مني اي فعل ضايقك ممكن تشرفيني وتقبلي عزومتي على الغدا
قلبت عينيها بملل: ماشي اما نشوف آخرتها معاك.

في أسيوط
مازال جالسا بجانبها ينظر الي وجهها الذابل ذلك المحلول الموصل بيدها عندما سمع دقات على باب الغرفة
فتح الباب ليجد رشيد ينظر له بابتسامة صغيرة: ها فاقت ولا لسه
هز رأسه نفيا بقلق؛ لسه يا رشيد هي المفروض هتفوق امتي
رشيد مبتسما: المفروض بكرة الصبح، المهم أنا جايلك بفرمان من الحج راشد شخصيا بيقولك انزل يلا عشان تتغدي بدل ما يجي يجيبك من قفاك
خالد: معلش يا رشيد ماليش نفس.

هتف رشيد بحذر مصطنع: ما فيش حاجة اسمها ماليش نفس هتيجي معايا ولا اطلعلك عمك راشد
نظر ناحيتها بقلق لاحظه رشيد ليربط على ذراعه بحزم
رشيد: ما تقلقش يا خالد ان شاء الله هتبقي كويسة يلا بقي معايا مالوش لزوم قعدتك هنا
نزل رشيد بصحبة خالد الي اسفل وجدوا الجميع يلتفون حول طاولة الطعام في انتظارهم
جاسم بلهفة: ها يا رشيد لينا فاقت
رشيد: لسه يا عمي بس ما تقلقش هي كويسة والله.

جلس خالد ورشيد على طاولة الطعام بداو جميعا يأكلون ونظره معلق بالدور العلوي
راشد: خالد، خالد، يا ولدي
انتبه من شروده يهتف سريعا: هاااا خير يا عمي
راشد بعتاب: ليه يا ولدي ما بتاكلش
خالد: ما انا باكل اهو
راشد: لع يا ولدي ما بتاكلش
جاسم بجد: اهدا يا ابني مش كدة
هز رأسه إيجابا ليأكل بعض اللقيمات على مضض ثم قام مع الرجال يجلسون في ( المندرة ).

بجلس بجسده فقط عقله وروحه يجلسان بجانبها حاول أن يندمج معهم في الحديث اكثر من مرة ولكن دون فائدة
استفاق من شروده على صوت جاسم يناديه
جاسم بضيق: خالد يا خالد
خالد: ها
جاسم بضيق؛ مش كدة يا ابني، انت كدة هتتجنن
خالد: عن اذنكوا انا تعبان وطالع ارتاح
تركهم وصعد لاعلي دخل غرفة لينا فوجدها مازالت نائمة.

جثي بجانبها يمسد على وجنتيها برفق اتسعت عينيه بجنون: فكرني هتجنن عشان خايف عليك ما يعرفوش اني خلاص اتجننت بقيت مجنون بيكي انتي روحي يا لينا
قبض على فكها بعنف يهتف بجنون: روحي الي هتفضل معايا دايما سواء
برضاها او غصب عنها.

اتفضلي يا ستي تحبي تاخدي ايه
هتف بها على بابتسامة واسعة وهو يجلس معها على احدي الطاولات
لبني بلامبلاة: اي حاجة
علي: أنا هاخد استيك اطلبلك زيي
لبني بحدة: أنا ما حدش يفرض رأيه عليا
علي بضيق: انتي عبيطة يا بنتي أنا لا فرضت ولا نيلت أنا بسألك تاخدي زيي ولا لاء
نفخت بغيظ لتشيح بوجهها بعيدا لينظر على للنادل الذي ينظر لهم ببلاهة: اتنين استيك يا ابني.

رحل النادل ليتجه بنظره لها سالا بحذر: احم، لبني ممكن اسألك سؤال
لبني: اتفضل
علي: انتي ازاي خاله لينا وانتي اكبر منها بسنة
ضحكت بسخرية: ههههههههههه دي حكاية غريبة شوية
علي مبتسما: طب ما تحكيهالي، لو انتي عايزة طبعا
تنهدت بحزن تفتح دفتر قديم لطالما حرصت على اغلاقه
لبني: بص يا سيدي والدي كان شغال في السياحة لما جه وفد سياحي من لبنان كان من ضمن الوفد دا چاكلين الي تبقي والدة فريدة اختي.

احداث كتير مالهاش لازمة بس المهم ان والدي وقع في حب جاكيلن وعشان والدي اصلا صعيدي اهله رفضوا رفض قاطع انه يتجوز اجنبيه
بس كل دا ما فرقش مع والدي اتحدي اهله واتجوز چاكلين كان عنده ساعتها عشرين سنة تقريبا وخدها وسافر لبنان.

عارف الافلام الهندي بعد 22 سنة رجع والدي تاني الصعيد لما عرف ان والده بيموت الي حصل ساعتها ان والده الي هو جدي وصاه أنه يتجوز بنت عمه الي هي امي اضطر والدي انه ينفذ رغبة جدي واتجوز والدتي
وخلفوني وقبل حتي ما أتم أسبوع سابنا ورجع لبنان تاني اصله كان عنده بنت من جاكيلن عندها حوالي 20 سنة الي هي فريدة
بعدها على فريدة كانت في رحلة هنا في مصر واتعرفت بالصدفة البحتة على جاسم
وحبوا بعض.

جاسم سافر لبنان واتقدم لفريدة ووالدي ما اعترضتش تماما واتجوزوا في نفس السنة ونزلوا مصر يعيشوا فيها
بعدها بمدة قصيرة والدتي ماتت وكان عندي ساعتها سنة فنزل والدي وچاكلين يعيشوا في مصر وخدوني اعيش معاهم لكن للامانة چاكلين كانت بتعاملني زي بنتها بالظبط
فضلت معاهم حوالي 17 سنين لحد ما والدي مات جاكلين جالها اكتئاب وقررت تسافر تركيا تعيش هناك لوحدها.

ومن يومها جاسم خدني عنده اعيش معاهم وبامانة برضوا كان بيعاملني زي لينا بالظبط ما كنش بيفرق ما بينا دايما كان بيقولي انا عندي بنتين مش بنت واحدة بس يا سيدي رغيت كتير مش كدة
هز رأسه نفيا سريعا: لا ابدا انا سعيد جدا انك حكتيلي بس انتي ليه طباعك مختلفة عن لينا مع انكوا شبه متربين مع بعص يعني انا بحس ان لينا هادية لكن انتي...
لبني ضاحكة بسخرية: مجنونة صح
علي: لا والله ابدا مش قصدي قصدي ان طباعكوا مختلفة.

غامت عينيها بألم اخفته بابتسامة صغيرة مصطنعة: يمكن عشان اتنقلت من بيت لبيت دا خلي جوايا احساس دائم بعدم الامان والاستقرار
علي: عشان كدة واخدة الدنيا قفش
لبني ضاحكة: حلوة قفش دي
اتي النادل ووضع الطعام لهم
لبني: على فكرة انا بقالي ساعة بتكلم عن نفسي وانت ما قولتش اي حاجة.

علي مبتسما: بصي يا ستي انا اسمي على رفعت محفوظ الابن التاني للوا رفعت محفوظ فضل والدي يتحايل عليا كتير جدا عشان ادخل شرطة زي محمد اخويا بس انا رفضت رفض قاطع ودخلت هندسة وفي سنة تالتة تقريبا وانا في الكلية فتح خالد شركة الرحاب للمقاولات وعرض عليا اشتعل معاه فيها فضلت اشتغل في الشركة معاه لحد ما اتخرجت وبعدين حصل شوية حاجات انتي في غني عن معرفتها خالد بقي بيكره الشركة وسلمني إدارتها بالكامل ومن ساعتها وانا نائب مدير مجلس ادارة شركة الرحاب وصاحبها في نفس الوقت.

همهمت بتفهم: هممم عشان كدة إنت هنا بالنيابة عن شركة الرحاب عشان خالد مع لينا في اسيوط
علي: بالظبط كدة
اكملا تناول طعامهم في صمت بعد وجبة دسمة من الحديث
علي: انتي قاعدة فين هنا
لبني: في اوتيل (، )
علي: اه عارفه، احم طب هو انتي هتسافري امتي
لبني: انا لسه قاعدة كام يوم عن اذنك بقي عشان انا تعبانة ومحتاج استريح شوية
علي: طب اتفضلي اوصلك
لبني: لاء ما تتعبش نفسك انا معايا عربيتي عن اذنك يا بشمهندس.

تركته روحلت ينظر في أثرها بهيام بعثر شعره بوله
علي في نفسه: ايه الي جرالك يا بشمهندس
تذكر اول مرة رآها فيها في فرح ياسمين تعلقت انظار الجميع بلينا بسبب جمالها الغربي المختلف ولكنه على عكسهم تعلق نظره بتلك السمراء الساحرة ذات الشعر القصير والعيون الواسعة والملامح البريئة تذكر كيف اخذها من يدها الي ساحة الرقص لتظل ترمقه بنظرات حادة غاضبة أسرت قلبه.

ومن يومها وعقله منشغل بتلك الساحرة حاول ان يشغل عقله عنها قدر الإمكان خاصة عندما اختفت لمدة طويلة ولكنها عادت لتعود تلك الأحاسيس الغريبة تهاجم قلبه
تنهد بحرارة: والله شكلك وقعت يا باشمهندس وما محدش سمي عليك
بعد شروق الشمس بقليل بدأت تفتح عينيها بصعوبة وجدت نفسها نائمة في غرفة غريبة لا تعرفها ومع ذلك لم تشعر بالخوف لمجرد انها رأته نائم بجانبها اعتدلت في جلستها لحظات الي ان تذكرت كل شئ.

نظرت الي يدها فوجدت ذلك المحلول معلق بها نزعته برفق عن يدها قامت الي المرحاض اغتسلت وبدلت ثيابها الي فستان بني اللون وحجاب ابيض
نظرت في الساعة فوجدتها لا تزال السادسة فتحت حقيبتها الكبيرة واخذت احدي الروايات التي احضرتها معها خرجت من الغرفة بهدوء
وجدت الهدوء يعم البيت فمشت بهدوء الي خارج المنزل تجلس تحت شجرة كبيرة في تلك الحقول الواسعة رائحة الهواء المختلط بالزرع كانت كفيله بانعاشها من جديد.

مرت ساعتين تقلب في نومته مد يده ليطمئن أنها بجانبه ليفتح عينيه سريعا عندما وجد مكانها فارغ بارد يعني أنها رحلت منذ مدة قام يبحث عنها في الغرفة بأكملها ولم يجدها
نزل يركض على سلم البيت وجد جاسم وراشد في الاسفل
خالد بلهفة: لينا فين
جاسم: يعني ايه لينا فين هي مش فوق
دخل رشيد مبتسما: صباح الخير يا جماعة مالكوا في ايه
خالد بلهفة: رشيد ما شوفتش لينا
رشيد: لاء دا انا كنت لسه هسألك هي فاقت ولا لسه.

صرخ بجنون؛ يعني اييييييه لينا فين
راشد: اهدي يا ولدي هتلقيها اهنه ولا اهنه
دخلت فرح: الفطار جاهز يا ابوي
راشد: ما شوفتيش لينا يا بتي
فرح: ايوة يا ابوي شوفتها
خالد بلهفة: فين هي فين
فرح: في الارض برة
ركض مسرعا حتي أنه كاد يسقط عدة مرات
وجدها تجلس تحت شجرة كبيرة مندمجة في القراءة
لم يشعر بنفسه الا وهو يعتصرها بقوة يهتف بحدة: هو أنا مش قولتلك ما تتحركيش من غير ما تقوليلي.

عظامها قاب قوسين أو أدنى من أن تتفتت أبعدت نفسها عنها بمعجزة تهتف بألم: اصل انا صحيت بدري وانت كنت لسه نايم وما رضتش ازعجك
هتف برفق كأنه لم يكن سيهشم عظامها منذ لحظات: ماشي يا حبيبتي انتي عاملة ايه دلوقتي حاسة بحاجة وجعاكي تحبي نروح المستشفى
هزت رأسها نفيا تتمتم بخفوت: أنا كويسة
خالد: انتي ايه الي قعدك هنا
لينا: بصراحة يعني من ساعة ما جيت وانا عايزة اتفرج على الارض شوف جميلة ازاي.

اخذ يدها وجلس تحت الشجرة وهي بجانبه
وضعت رأسها على كتفه امسك بالرواية يقرأ اسمها: ( انت لي ) ِ
خالد: والرواية دي بقي بتحكي في ايه والا اقولك تعالي نقرأها سوا
أبعدت رأسها عن كتفه تهتف بدهشة: ايه دا بجد هتقرا معايا
خالد مبتسما: طبعا يا حبيبتي هو أنا عندي اغلي منك
لينا: بس انت الي هتقرا
ضحك بمرح: ليه انتي ما بتعرفيش تقرئي ولا ايه
لكزته في كتفه بضيق: يا رخم.

خالد ضاحكا: خلاص خلاص انا الي هقرا بس هنبدا من الأول
فتح أول صفحة قابلته ليبدأ في القراءة بصوت هادئ لحظات من السكون قاطعها
رشيد ضاحكا: على عيني طبعا اني اقطع الجلسة الرومانسية دي بس بقالنا ساعة مستنينكوا على الاكل
لينا: لا انا مش جعانة
خالد ورشيد معا: هاااا
لينا بدهشة: ايه يا جماعة مالكوا في ايه
بدأ رشيد وخالد يتحدثان بضيق
رشيد: مش عايزة تاكل صح
خالد مكملا: عشان يغمي عليها تاني.

رشيد: انا بقول اكتبلها حقن فيتامينات شكلها بتخاف من الحقن
خالد: صح عندك حق اكتبلها عشر حقن طالما مش عايزة تاكل
اتسعت عينيها بفزع تهتف سريعا: على فكرة انا هموت من الجوع وانتوا معطلينا وعمالين ترغوا
لتتركهم راكضة الي البيت سريعا وهما خلفها يضحكان بشدة
دخل ثلاثتهم الي البيت دقائق وكان الجميع يجلس على طاولة الطعام
لينا: صحيح يا ماما هي ليه لبني ما جتش معاكوا.

فريدة: انتي عارفها عندها عندها تغطية صحفية في الاقصر فسافرت ليها
فاطيمة: كلي يا بتي
خالد ورشيد معا: هاااا
لينا سريعا: باكل والله باكل اهو
ساد جو من المزاح والضحك بين الجميع
فاطيمة: فرح بعد ما تخلصي وكل روحي جهزي العجين عشان الخبيز وساعدي البنات في الحلب
فرح بضيق: حاضر يا اماا
لينا بحماس: فرح ممكن اساعدك
فاطيمة: مش عايزين نتعبك يا حبيبتي
لينا مبتسمة بحماس: لا خالص ما فيش تعب انا حابه أعمل كدة.

فاطيمة: يبقي لازم تاخدي اذن جوزك الاول عويدنا اكدة
لينا: خالد، ينفع
هز رأسه إيجابا بهدوء: ينفع
هزت رأسها إيجابا عدة مرات بسعادة قامت الفتاتين احضرت فرح إناء كبير جدا للعجن
وبدأت تعد العجين ولينا تراقبها
لينا: فرح انا عايزة اساعدك مش اتفرج عليكي
فرح: طب غيري خلقاتك عشان ما تتوسخ
لينا: يعني ايه خلقاتك
فرح ضاحكة: هدومك
لينا: طب انا عايزة عباية زي بتاعت طنط فاطيمة وطرحة زي بتاعتها
فرح: تعالي معايا.

صعدت لينا مع فرح الي غرفة الاخيرة واعطتها عباية فلاحي بها الكثير من الورود وطرحة خضراء صغيرة وساعدتها على ربطها كما يفعلون
نزلا معا وبدأت فرح تخبر لينا بما عليها فعله ولينا تنفذ ما تطلبه
عند خالد كان يتكلم مع الرجال عندما رن هاتفه
خالد: عن اذنكوا
قام خالد ليرد على هاتفه
محمد بضيق: ينفع الي بيحصل دا بقالك شهر ما بتجيش الشغل
خالد ببرود: آه ينفع أنا اصلا هستقيل أول ما ارجع كفاية اوي الي حصل لبنتي بسببي.

محمد بحدة: يعني ايه تستقيل أنت اتجننت
مسح وجهه بكف يده هاتفا بألم: لاء أنا تعبت أنا كنت فاكر اني هقدر اخد حق بنتي ولا حتي اخد حق زيدان بس طلعت ظابط فاشل عشان كدة أنا هستقيل
اغلق الخط في طريق عودته استمع الي صوت ضحكتها التي تجعل قلبه يرقص فرحا
ذهب في اتجاه الصوت فوجدها تقف تضحك مع فرح يملئ الدقيق ملابسها ويغطي العجين يديها لمحت فرح خالد يراقب لينا من بعيد.

فرح مبتسمة بخبث: طب انا هروح اشوف حاچة وهاچي طوالي
تركتهم وذهبت ليتقدم منها بهدوء الي أن وصل خلفها مباشرة
خالد: بخخخ
شهقت بفزع لتضع يدها على قلبها تهتف بضيق: حرام عليك يا خالد خضتني
تنهد بحرارة: وحشتيني
لينا بخجل: ما انا هنا اهو
خالد بضيق: هنا فين بس امبارح تعبتي واغمي عليكي والنهاردة مطنشاني خالص مع قريبتك
التفت حول نفسها بسعادة
لينا مبتسمة: ايه رايك في العباية دي.

خالد مبتسما بعشق: قمر انتي قمر في كل حالاتك
ابتسمت بخجل: بس بقي يا خالد
ما تبس بقي يا خالد
التف خلفه سريعا عندما سمع ذلك الصوت يهتف بحدة
خالد بضيق: سلام قولا من رب رحيم في ايه يا عمي انت حد مسلطك عليا
جاسم بضيق: سيب يا اخويا البت وتعالا
خالد: طب اتفضل حضرتك وهتلاقيني في ديلك على طول
ذهب جاسم الي الداخل لتضحك لينا ضحكة صغيرة
خالد: عجبك كدة
لينا: معلش بقي يا لودي عشان خاطر لوليتا.

خالد: انا عشان خاطر لوليتا مستعد ارمي نفسي في النار
احمرت وجنتيها خجلا
خالد: يالهوي على العسل يا ناس هو في قمر كدة بيتكسف
لينا: يوووه بقي يا خالد
جاسم بحدة: ما خلاص بقي يا خالد
خالد بغيظ: انا حيوان اني وافقت اننا نيجي هنا اساسا اتفضل حضرتك انا جاي معاك
ذهب خالد مع جاسم فانفجرت ضاحكة عليه ضاحكة عليه
فرح: واضح ان جوزك بيحبك قوي
هزت راسها ايجابا بخجل
لينا: هو احنا هنعمل ايه في العجين.

فرح: هنسيبه يخمر على ما اروح اساعد البنات في الحلابة
لينا: ايه الحلابة دي؟
فرح: تعالي معايا وهتشوفي
غسلت يدها وذهبت مع فرح الي حظيرة بها الكثير من المواشي
لينا: احنا هنعمل ايه هنا
اخذت فرح يد لينا ووقفت امام احدي البقرات
فرح مبتسمة: دي بقي يا ستي لطيفة اني هحلبها عشان تجيب لبن زي ما البنات دول بيعملوا
وقفت لينا تراقب فرح الي انتهت ليذهب الفتاتين جلستا تحت احد الاشجار في الحقل.

فرح: انتي وعدتني انك هتحكيلي عن اسمك وازاي جوزك هو الي سماكي
ابتسمت بحنين ثم بدأت تسرد لها كل شئ
لينا: بس يا ستي عرفتي بقي ازاي جوزي هو الي سماني
فرح بهيام: يااااه قصة حبكوا حلوة قوي عملة زي الروايات
لينا: فرح اشمعنا انتي بتكلمي صعيدي مع ان فارس ورشيد بيتكلموا مصري كويس جدا
فرح مبتسمة بحزن: عشان فارس ورشيد راحوا كليات برة اسيوط فتعلموا لغتكم
لينا: ليه هي انتي ما روحتيش كلية
فرح: لع.

لينا: ليه مستحيل يكون عمي راشد رفض
ردت دون وعي: لع ابوي ما رفضش بس هو الي رفض
لينا بشك: هو مين دا
تداركت نفسها سريعا تهتف بتلعثم: هو، مين قال هو
لينا: انتي يا فرح هو مين هتخبي عليا مش احنا بقينا أصحاب
فرح مبتسمة بارتباك ؛ ماشي إني هقولك بس توعديني ما تخبريش حد واصل
لينا بجد: وعد
فرح بهيام: عزام
لينا: عزام مين؟
فرح: وااه عزام السويسي
شخصت عينيها بدهشة: ابن عم خالد
فرح بضيق: وطي حسك هتفضحينا.

لينا: سوري ما خدتش بالي يعني انتي بتحبي عزام
هزت فرح رأسها إيجابا
لينا: وهو كمان بيحبك
هزت فرح رأسها إيجابا مرة اخري
لينا: بتحبيه ازاي دا، دا شكله يخوف اوي
فرح بضيق: ما تقوليش عليه اكدة دا جوزك هو الي شكله يخلع القلب
تخصرت بضيق: مين دا يا ماما لودي حبيبي زي القمر البنات كلها هتموت عليه، انما عزام انا شوفته مرة واحدة في فرحي قوليلي بقي انتوا مخطوبين
هزت رأسها نفيا: لع
لينا: مقري فتحتكوا، متجوزين.

فرح: لع بردوا
لينا: نعم اومال بتحبوا بعض تحت انهي مسمي
فرح بهيام: تحت مسمي الحب وبس
لينا: وطبعا عمي راشد ما يعرفش
فرح سريعا: لاه طبعاه ما يعرفش دا كان دبحني
لينا بضيق: وان شاء الله استاذ عزام ما جاش يتقدم ليه
فرح بحزن: جه بدل المرة اتنين وتلاتة بس ابوي ما وافقش عليه
لينا: ليه
فرح بضيق: عشان مش متعلم.

لينا بحدة: عشان كدة سبتي تعليمك عشان هو مش متعلم مش عايزك انتي كمان تتعلمي أنتي مجنونة يا فرح، ما تزعليش عشان اتعصبت طب إنت هتعملوا ايه
قصت عليها فرح ما تنوي فعله بأن تهرب مع عزام ويتزوجوا
لينا في نفسها بذهول: يا نهار أبيض دي مصيبة طب أعمل ايه يا ربي
كتمت غيظها بصعوبة من فعله تلك الفتاة الحمقاء
ودت لو صفعتها على تلك الخطة التي ستودي بمستقبلها دون رجعة
ابتسمت ابتسامة صفراء مصطنعة: طيب يا حبيبتي ااا...

قاطعها صوت عمها يصرخ بحدة
في المندرة عند الرجال
دخل الغفير مسرعا يلهث بفزع
الغفير سريعا: الحجق يا راشد بيه
راشد بحدة: في ايه يا ولا
الغفير: الرهوان عملها تاني ورشيد بيه مش
موجود
راشد سريعا: خلي حد من الغفر يلجمه بسرعة
الغفير: ماحدش يا بيه بيقدر يقرب منه
جاسم: في ايه يا راشد انا مش فاهم حاجة.

راشد: الرهوان دا حصان رشيد حصان شرس جدا ومن سلالة نادرة وهو كل فترة بيهيج بطريقة شرسة قوي ورشيد الوحيد الي بيقدر يلجمه
خرج الرجال الي الحقل سريعا كان قلقا أن تكون هناك فتتعرض لاي خطر
وجد حصان اسود كبير هائج يهاجم اي احد يقترب منه اقترب منه بهدوء
راشد صارخا: ارجع يا خالد ارجع يا ولدي
سمعت لينا راشد يصرخ بإسم خالد فقامت مسرعة تجاه الصوت وجد خالد يقترب من هذا الحصان الثائر
لينا صارخة: ابعد يا خالد.

يتقدم من الحصان بهدوء وفي لمحة اعتلي صهوة الجواد
الذي صهل بقوة ورفع قامتيه الامامتين لاعلي تشبث بقوة في لجام الجواد حتي لا يسقط ظل الجواد يركل بقدميه حتي يُسقطه من عليه ولكنه ظل ثابتا على ظهره اخذ يمسد بيده على شعره الاسود الطويل يهمس في اذنه بهدوء فهدا الجواد وعاد الي حالته الطبيعة.

تصفيق حار من جميع الموجودين في المكان نظرة فخر تطل من عينيها سرعان ما تبدلت الي الغيظ عندما سمعت تغزل الفتيات فيه وفي شجاعته
نزل من على صهوة الجواد متجها ناحية راشد
راشد بفخر: عفارم عليك يا ولدي كيف عملت اكدة
خالد: حضرتك ناسي ان ظابط ولا ايه يعني اكيد انا اتدربت كويس على ركوب الخيل
تقدمت لينا منهم وهي تغلي غيظا من مدح الفتيات وتغزلهم فيه.

خطرت ببالها فكرة خبيثة فمثلت أنها سقطت ارضا تصرخ بألم مصطنع ليهرول بلهفة ناحيتها
خالد بقلق: مالك يا حبيبتي بتصرخي ليه
لينا ببكاء مصطنع: رجلي رجلي اتزحلقت وبتوجعني
انحني خالد بجذعه قليلا وحملها بين ذراعيه فلفت يديها حول رقبته بتملك تخرج طرف لسانها للفتيات الواقفات.

في الأقصر
استيقظ على واغتسل وبدل ملابسه استقل سيارته الي الفندق الذي تقيم فيه لبني وطلب من الاستقبال ان يبلغها انه بانتظارها جلس في الاستقبال
الي ان نزلت ترتدي تيشرت اسود وبنطال جينز ازرق ونظارة شمسية كبيرة وتجر خلفها حقيبة سفر كبيرة
علي مبتسما: صباح الخير يا لبني
لبني بجفاء: صباح الخير، خير قالولي انك عايزني
علي: اه يعني انا قولت يعني ايه رايك نخرج نفطر سوي.

لبني: سوري يا بشمهندس مش معني ان انا قبلت عزومتك امبارح ان حضرتك هتستحلاها
علي سريعا: والله ابدا مش قصدي انا قصدي اننا نتعرف على بعض اكتر، كاصدقاء حتي
لبني بضيق: اسفة جدا ما بصاحبش عن اذنك عشان انا مسافرة دلوقتي
علي: هو مش انني قولتي انك هتقعدي كام يوم
لبني: اه بس جالي تحقيق صاحفي في اسوان ولازم اسافرله عن اذنك
جرت حقيبتها خلفها واغلقت حساب الفندق وذهبت.

علي في نفسه: وبعدين بقي معاكي يا لبني انا شكلي كدة حبيتك وانتي مطنشاني خالص طب أعمل ايه طيب أنا فاضي اساسا وواخد اجازة وراكي على اسوان
ذهب على الي الشالية وجمع اشيائه وركب سيارته متجها الي اسوان خلف محبوبته المجنونة.

دخل بها الي داخل البيت لتهرول فريدة ناحيتهم بلهفة
فريدة بلعفة: لينا حبيبتي انتي كويسة
خالد: ما تقلقيش يا طنط هي كويسة
تجاوزهم صاعدا بها الي غرفتهم وضعها على الفراش برفق واغلق الباب
خالد مبتسما بخبث: مش كبرتي على الحركات دي
لينا ببراءة: حركات ايه
خالد: انا عارف ان رجلك ما اتزحلقتش ولا حاجة عملتي كدة ليه
لينا بغيظ: عشان البنات الي هناك كانوا عمالين يعاكسوا فيك
خالد مبتسما: بتغيري عليا.

هزت لينا رأسها بخجل
خالد مبتسما بخبث: ليه
ازدرقت ريقها بتوتر: عشان، عشان
ابتسم بمكر: عشان ايه
ازدرقت ريقها بتوتر
لينا بتلعثم: عشان
اقترب بوجهه حتي كاد أن...
دق الباب فجاءة وبعنف
جز على أسنانه بغيظ: اكيد، ابوكي
ذهب وفتح الباب ليدخل جاسم مسرعا
جاسم بلهفة: لينا حبيبتي انتي كويسة رجلك كويسة
لينا: اه يا بابا انا كويسة ما تخافش
جاسم بحدة: انت واقف عندك ليه كده بسرعة اتصل بالدكتور.

خالد مبتسما باصفرار: ما تقلقش يا عمي هي كويسة
جاسم غاضبا: بقولك اطلب الدكتور
رشيد ضاحكا وهو يدخل الي الغرفة: اهو الدكتور جه خير يا جماعة في ايه
جاسم يريعا: رشيد معلش يا ابني شوف رجلها
تقدم رشيد من سرير لينا وامسك رسغ قدمها اليمني وبدأ يحركه بطرق معينة
رشيد مبتسما: رجلها سليمة الحمد لله الست لينا بس بتحب تقلقنا
جاسم: متأكد يا ابني
رشيد ضاحكا: انت بتشك في قدراتي كدكتور ولا ايه يا عمي.

ضحكوا جميعا على مزاح رشيد
رشيد: يلا يا جماعة الغدا جاهز
جاسم: هتقدري تمشي يا حبيبتي و لا اشيلك
خالد بغيظ: وانا اتشليت وانا ما اعرفش
لينا: لا يا بابا هقدر امشي
نزلت من على الفراش فاحاط جاسم خصرها بذراعه وسندها على صدره لينزل بها الي اسفل خلفهم خالد الذي يكاد يتفحم غيظا ورشيد الذي يكبت ضحكاته على غيظ خالد بصعوبة
جلسوا على طاولة الطعام
راشد: سلامتك يا قلب عمك لسه رجلك بتوجعك.

لينا: لاء يا عمي الحمد لله انا كويسة
راشد: يا رب دايما يا حبيبتي
انتهوا من الطعام وجلس الرجل في المندرة يتحدثون
ودخلت لينا وفرح ليضعوا الشاي
فذهبت لينا وجلست بجانب خالد ليحيط كتفها بذراعه
لينا: بتقولوا ايه
رشيد: كنا بنتكلم عن النداهة
قطبت حاجبيها باستفهام: نداهة يعني ايه نداهة يا خالد.

خالد: النداهة دي يا ستي ست جميلة جدا او بمعني اصح عفريتة جميلة جدا بتنادي على الرجالة بصوت جميل جدا، فبيروحلها زي المسحور إما بيختفي إما بيتجنن إما بيمت تعرفي انا مرة شوفت واحدة منهم
اتسعت عينيها بترقب: ايه دا بجد وكانت عاملة ازاي
خالد مبتسما بهيام: قمر احلي واحدة شافتيها عنيا في عمري كله
لينا بغيظ: يا سلام كانت حلوة اوي كدة
خالد مبتسما بثقى: اوي عارفة ليه
لينا بغيظ: ليه.

خالد: عشان كانت شبهك بالظبط انتي نداهتي الي ندهتني من خمسة وعشرين سنة وخلتني مجنون بحبها
لينا بخجل: فرح فين هي فين فرح محدش شاف فرح
خرجت تركض من الغرفة بخجل تاركة ضحكاته تصدع بمرح على خجلها
بعد عدة ساعات صعد خالد الي غرفته وجد لينا تجلس على الفراش تقرا الرواية
خالد بصدمة: خيانة، انا مش مصدق نفسي انتي يا لينا تخونيني وفين في اوضتي وعلي سريري
لينا بدهشة: في ايه يا خالد والله ما عملت حاجة.

خالد بدراما: ازاي، ازاي تقرئي من غيري
تنهدت بارتياح: حرام عليك يا اخي خضتني ما انت الي اتأخرت تحت وأنا قولت اسلي نفسي على ما تطلع
خالد: ماشي يا ستي سماح
اغتسل وبدل ملابسه وجلس بجانبها على الفراش امسك بالرواية وبدأ يقرا لها منها مرة اخري
قبل ان تقطعه لينا
لين بتوتر: احم، خالد انا عايزة اقولك حاجة مهمة
خالد: قولي يا حبيبتي
لينا: بص انا وعدت فرح اني مش هقول بس الموضوع كله غلط وانت لازم تعرفه.

قطب حاجبيه بقلق: في ايه يا لينا قلقتيني
لينا: عزام ابن عمك
هتف بحدة: ماله عملك حاجة
لينا سريعا: لاء بص انا هفهمك كل حاجة
ثم بدأت تقص عليه كل ما دار بينها وبين فرح
خالد غاضبا: نهارك اسود يا عزام
لينا سريعا: اهدا يا خالد انا قولتك عشان نشوف هنتصرف ازاي
خالد: كويس أنك قولتيلي ما تشيليش هم الموضوع دا أنا هتصرف
ابتسمت بامتنان: شكرا يا خالد، يلا بقي كمل الرواية
خالد: ماشي.

ظل يقرا لها الي ان نامت فدثرها جيدا بالغطاء وقبل جبينها ونام هو الآخر
في سرايا كبيرة يبلغ حجمها اضعاف حجم سرايا الشريف يجلس رجل كبير في السن في نهاية السبعينات يستند على عكازه يشاهد الاخبار بهدوء قطعه دخول ولده بحدة
عثمان بضيق: شوفت الي حُصل يا ابوي
مندور بهدوء: ايه الي حُصل يا عثمان
عثمان بضيق: ولد اخوي اهنه
مندور مبتسما: خالد وااااه بسرعة قول للبنته يجهزوا الوكل وينضفوا اوضته يا رسمية بت يا رسمية.

خرجت سيدة في نهاية عقدها الرابع: خير يا ابوي
مندور: ولد اخوكي اهنه
رسمية بسعادة: صُح ليه ما قولتليش من بدري حالا هصحي البنته يجهزوا الوكل
عثمان بضيق: يا أبوي خالد اهنه من امبارح قاعد عند راشد الشريف عم مرته
صفع مندور على الارض بعصاه الابنوس الضخمة بحدة: صُح الكلام دا
عثمان بضيق: اومال إني مضايق ليه الغفير شافه الصبح كان راكب الرهوان الحصان بتاع ولده.

رسمية بغيظ: اكيد مرته السبب هي الي عيزاه ينسي اهله وحاله آه يا إني يا مين يجبها تحت يدي هقرقشها بسناني
مندور برزانة: بكرة الحنة بتاعت ولدهم ماشي يا خالد ماشي يا ولدي حسابك معايا واعر قوي.

في اسوان
تجلس في سيارتها منذ أكتر من ساعة تفكر أين ستقضي ليلتها ارهقها البحث عن غرفة واحدة فارغة كلما ذهبت الي فندق تجد جميع الغرف محجوزة وعندما تسأل عن السبب يكون الرد واحد
( حضرتك دا موسم السياح دلوقتي كان المفروض حضرتك تحجزي قبل ما تيجي )
قاطع تفكيرها وقوف سيارة سوداء بجانبها
ونزل منها علي
نظرت له لبني بدهشة لتنزل هي الاخري من سيارتها
لبني بدهشة: باشمهندس على، ايه الي جابك هنا.

تجاهل على سؤالها يهتف بتهكم: طبعا مش لاقي اوضة فاضية في ولا فندق
هزت لبني رأسها إيجابا بضيق
علي بتهكم: في حد يجي اسوان من غير ما يحجز يا استاذة يا صحفية
لبني بضيق: خلاص بقي يا بشمهندس انا مش ناقصة تقطيم حضرتك
علي: طب هتعملي ايه دلوقتي
لبني: مش عارفة
علي: طب انا عندي حل كويس
لبني: ايه هو
علي: منتجع (، ) الي هنا صاحبه يبقي صاحبي ممكن نروح يمكن يلاقينا أوضتين فاضيين يلا اركبي عربيتك.

ركبت لبني سيارتها وانطلقت خلف سيارة علي
وقف امام منتجع سياحي فخم ونزل من سيارته ولبني خلفه ودخلا الي المنتجع
علي للبني: استنيني هنا خمس دقايق
ذهب على وجلست لبني في الاستقبال
تنتظره عاد بعد قليل
لبني بلهفة: ها لقيت اوض
علي: اه و لاء
لبني: يعني ايه
علي مبتسما بتوتر: يعني كل الي موجود دلوقتي سويت واحد
لبني بدهشة: نعم طب هنعمل ايه
علي: مش عارف.

حملت حقيبتها تهم بالمغادرة: خلاص انا اسفة اني تعبت حضرتك معايا اتفضل حضرتك روح السويت بتاعك وانا هتصرق
علي بحدة: انتي عبيطة يا بت انا مستحيل اسيبك دلوقتي لوحدك
لبني بحدة: لاء خد بالك يا باشمهندس إنت لسه ما تعرفنيش أنا لساني اطول مني وجزمتي اطول منهم
علي بحدة: انتي بني آدمه مش محترمة أنا غلطان اصلا اني عايز اساعدك
لوت شفتيها بضيق: أنا آسفة بس بردوا هنعمل ايه
علي: بصي هو ما فيش غير حل واحد.

لبني بشك: الي هو
علي بتوتر: نقعد انا وانتي سوا في السويت.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 81 < 1 9 10 11 12 13 14 15 81 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1545 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1127 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1179 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 974 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1756 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسير ، عينيها ،











الساعة الآن 09:43 PM