رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث والعشرون
احمرت وجنتيها بخجل وهي تحافظ علي ملامحها الغاضبة لتردف... -دلوقتي بقيت مراتك! احكم ذراعيه حول خصرها يدفعها نحوه اكثر وهو يردف... -هو انا انكرت قبل كده انك مراتي ولا حاجه و لا ده من تأثير التفكير في النكد! شهقت بغضب لتدفعه عنها بغيظ قائله... -انا نكد ؛ وانت ايه شاي بلبن! ضم اصابعه وهو يهز يده مشيرا لها بالصبر ليميل عليها بجسده بتروي و بطء ونظراته الحامية ترفض ترك عينيها..
اغمضت عينيها عندما اصبح الفاصل بين شفتيهما خط رفيع كالشعرة و ظنت انه سيقبلها ولكنه مد يده لأغلاق الباب بجوارهم بابتسامه ماكرة قبل ان يردف... -انتي مغمضه ليه في حاجه دخلت في عينك! اتسعت عيناها بحرج قبل ان تسعل بخفة وتردف بحده... -مالكش دعوة!.. ارتفع صوت ضحكته وهو يجرها خلفه الي غرفته، امسكت جانب الباب بعناد رافضة الدخول فالتفت لها قائلا بعيون متسعه... -عشان خاطري نتكلم ولو معجبكيش الكلام ارجعي!
اغمضت عينيها باستسلام لمحايلته وصمتت فجذبها بخفه و دلفت معه... عقدت ذراعيها فأردفت... -افندم؟ اقترب منها يلامس ذراعيها برقه فنظرت بعيدا ليردف... -انا اسف و غلطان و حقك تزعلي بس انا عشت تجربه وحشه اوي و خايف اكررها... اردفت بمدافعه و عناد... -وانا مش زي حد ؛ عملت ايه ولا شفت مني ايه يخليك حتي تفكر اني ممكن اعمل حاجه غلط! هز راسه بالنفي وهو يمسك نظراتها ليردف...
-مشفتش منك حاجه انتي انضف واحسن حاجه حصلت في حياتي! ارتبكت قليلا لتعطيه ظهرها لا تزال محصورة بين ذراعيه واردفت... -اومال ليه تقهرني بكلامك ده! -ده مجرد سوء تفاهم حاجه بسيطه يعني! التفتت بغيظ قائله... -بسيطه! هو سهل ان اللي بت... قطعت حديثها بخضه وقد كادت تعترف له بحبها، اتسعت عيناه و رفع حاجبه بترقب قائلا... -اللي ايه؟
نظرت الي اسفل بعناد رافضه الحديث، ابتسم و ما كان منه سوي ان ضمها برقه الي صدره فيمر الوقت بصمت مرحب به بينهم و كلا منهما لا ارادي يحاول ضم الاخر قدر المستطاع... غرست انفها بين رقبته و صدره تستنشق عطر جسده الرجولي الاخاذ لتنسي همومها وكل ما يدور حولها... بينما مرر هو يديه برقه علي خصلاتها يسمح لنفسه اللعب بأطرافه، عادة اكتسبها منذ ان عرفها واصبحت كالإدمان بالنسبة له...
امال راسه يقبل وجنتها قائلا بهمس وابتسامه صغيرة... -متزعليش مني ممكن؟ هزت راسها بموافقه و ابتسامه... ليردف بعدها قائلا بابتسامته الرائعة... -وانا كمان علي فكرة! عدلت رأسها علي صدره تنظر له بتساؤل قائلة... -انت كمان ايه؟ ابتسم وهو يلمس وجنتها بأصابعه ويضمها اكثر بحب بذراعه الذي يحاوطها واردف... -اللي!
عقدت حاجبيها بعدم فهم، لتلمع عينيها بعد لحظه وقد فهمت مقصده، تنحنت قليلا واردفت بخفوت و غيظ طفولي... -وانت مش قادر تكملها! دوت ضحكاته فحاولت الابتعاد عنه بغضب ولكنه احكم قبضته عليها قائلا بين ضحكاته... -خلاص بقي بطل القمصه دي!وبعدين يا ستي انا قادر بس عايز اقولها في وقتها... انكمشت ملامحها بسخريه قائله... -وامتي وقتها بقي ؛ دي حجج واهيه! غمز لها قائلا... -هقولك!
وبذلك حملها واضعا يده اسفل ركبتيها واخري تسند ظهرها، شهقت لتنتهي برسم ابتسامه صغيره عجزت عن اخفاءها ليردف بمرح... -بذمتك كنتي عايزة تخصميني ازاي ومشوفش البسمه دي! كانت في حالة ذهول من ذلك التحول المرح الرومانسي الذي طرأ عليه فأردفت بمزاح وهو يضعها علي فراشه.. -قولي يا ظافر انت عيان؟ (والله ابغي اقولك انك بومه بس استحي ) انكمشت ملامحه بتعجب ليردف... -يا ساتر هو لا كده عاجب ولا كده عاجب!
قالها وهو يتسطح الفراش بجوارها و يضع رأسها تحت ساعده المثني بجوار رأسها... ضحكت بخجل قائله... -لا عاجب ياريت تبقي كده علي طول اصلا! -اه الطمع هيشتغل بقي! مطت شفتيها محاوله الظهور ببراءة واردفت... -مش لازم علي طول يعني ممكن نص نص! ابتسم وهو يهزر راسه قليلا و مال عليها يطبع قبله رقيقه علي جبهتها و جفن عينيها الايمن ليردف بحب... -ان كان كده ماشي!
راقب ابتسامتها الواسعة وعينيها التي تغلقهما كلما اقترب منها ليضحك بخفه قائلا... -شروق انتي نمتي ولا ايه! فتحت عينيها بضيق قائله بابتسامه صفراء... -يا بارد! ضحك وهو يقترب من شفتيها وينظر الي عينيها بنفس الوقت ليردف اخيرا بما يهوى القلب... -البارد بيحبك اوي! زمت شفتيها بخجل و قد احمرت رقبتها لتردف بجفون منخفضه و قلب يدق بسرعه يكاد يخرج من صدرها... -وانا كمان بحبك!
وبذلك التقي شفتيه بشفتيها لتستقر تلك الكلمات داخل قلبه و تعيد تفكيكه وتركيبه بكل حروف اسمها... ارتفع ذراعيها دون وعي منها تمرر كفيها علي صدره و ظهره بأن واحد غير مكتفيه منه وقد اشعل داخلها رغبات جديده بالاستكشاف... ابتعد بعيون مشتعلة محاولا التخلص مما يعيق ملامساتها قبل ان يقبل يديها بحب و كأنه يعيطها الثقة ويعيد كفيها لملامسه صدره العاري...
نظرت له بتوتر ولم تتحمل ملاقاه عينيه فعادت انظارها الي صدره العاري بأنفاس منحصرة بصراع بين الخجل و الرغبة! تغلبت علي خجلها الذي انطبع كالختم الاحمر علي جام وجهها و رقبتها حتي اعلى صدرها الذي بدأ يظهر و اخذ يعلو و يهبط بسرعه كلما فك ظافر ازر فستانها ليخلصها منه تماما... ارتعشت شقتيها باضطراب مشاعرها وهي ترفع اعينها المتسعة لتلتقي بعيونه المتفحصة لها بلمعه القناص...
كأنها ترجوه بصمت ان يرحم خجلها و يقود الامر و بالطبع لم ترجوه طويلا لينهي هو الامر... تاه الاثنان معا في تيارات حب مشتعلة كحمم بركان تنصهر فيه وتتلاحم خيوط غرامهم!..
في الشقة المقابلة... علت انفاسها بغضب وهي تري يزيد يهرع الي الباب بتعجل، لتتجه نحوه هاتفه... -انت مكنتش كده! ازاي هتقبل تعمل معاها حاجه قبل ما تبقي مراتك ده حتي يبقي اسمه زنا! ارتفع كلا حاجبيه بذهول بأن عقلها اوصل لها بانه قد يقترف مثل ذلك الجرم فقال من بين اسنانه... -زنا! زم شفتيه بغضب هو الاخر قبل ان يردف بحزم... -لا متقلقيش هيبقي علي سنه الله و رسوله...
اتسعت عيناها هل سيذهب ليعقد قرانه عليها و يتزوجها بالفعل! اردفت بصوت مخنوق... -لو نزلت مش هقعد في البيت! ابتسم بتهكم قائلا... -دي رغبتك من البداية خليكي جدعه اومال و اتحملي عواقب طلباتك! لوج الي غرفتهم يتصنع بحثه عن غرض و اخبأ مفاتيحها في جيبه خوفا من ان تنفذ تهديدها... وقفت امامه تنظر له شزرا ودموعها تهدد بالسقوط ترجوه داخلها ان لا يذهب، فنظر لها بتحدي قبل ان يتخطاها ليخرج ويغلق الباب بغضب...
سمعت المفتاح يدور معلنا عنها سجينه فانهمرت دموعها بغضب و ذهول! غير مصدقه انه سيذهب الي تلك الشمطاء ليتزوجها... توالت دموعها وهي تتجول حول نفسها و قدماها يحملانها الي لا مكان بعينه... خرجت شهقات بكاءها من صدرها معلنه عن تمزقها نهائيا، وهي تتخيله بين ذراعي غيرها! الم تكن تلك رغبتها وخططها ؛ لماذا الندم و الحزن؟ هزت رأسها بعنف و بأنكار لتردد بخفوت... -لا لا لا مش هقدر!
اتجهت لغرفتهم بانهيار تبحث عن هاتفها ستعلن استلامها، ستعتذر ستفعل كل ما يريد لكن لا يتزوج غيرها لا يلامس امرأه سواها ترفض ان يشاركها غيرها بقلبه! هل جنت تماما لتطلب مثل هذا الطلب؟! مسحت عينيها تبعد دموعها لتفتح اسمه وتجري الاتصال رنت مرة فالثانية و غيرها و غيرها و غيرها... لكن دون اجابه سوي الصمت...
صرخت بغضب وهي ترمي الهاتف لينكسر الي قطع بعرض الحائط، وضعت يدها علي اذنها تصرخ من قلبها ترغب في الموت الفوري و الراحة... استمرت في البكاء لتهبط بجسدها الواهن علي فراش شهد طقوس حبهم... انكمشت تحتضن جسدها وتبكي بعنف غير مصدقه انها اضاعت حبها الي الابد!
في الطريق... ضرب يزيد مقود السيارة بغضب بعد ان صمتت مكالماتها... استسلمت بتلك السهولة! لا فائدة! ربما تستطيع تركه بالفعل ربما حبه انتهي بداخلها لتسمح له بان ينزل من البيت دون مقاومه تذكر... ارادها ان تحارب تضربه او تقتله و لكنها اكتفت بكلمتين تعلم انها لن توقفه بهما! شعر باختناق ربما هي النهاية بالفعل، لا يقوي علي فعل اكثر من ذلك، انتهت الحرب و قد خرج منها خاسرا...
ركن سيارته بجوار القصر و بقي دقائق يرثي بها حالته و قلبه، قبل ان يتمتم محفزا... -اجمد علي الاقل متضيعش ظافر معاك! وبذلك اخرج هاتفه يهاتف مني... -الو انا قدام الباب افتحي... ابتسم بسخريه وهو يستمع لطلبها بان يأتي من الباب الخلفي ليقول بموافقه... -تمام! اغلق المكالمة و اخذ يعبث ببضع ازرار بهاتفه معلنا عن بدا مخططه...
اخرج كاميرا صغيره كالدائرة تشبه المغناطيس من جيبه يتفحصها للمرة الأخيرة قبل ان يخفيها... تحسس جيبه الاخر للتأكد من وجود اهم غرض لليوم وتنهد بإحماءيه وهو يتلوى أيه قرانيه في سره!
رشت مني عطرها المفضل بابتسامه قبيحة علي الاقل ستستفاد من مرافقته فلابد انه يميل قليلا لكسر قاعدته في الانتظار حتي يتم الزواج للاستمتاع بها كهديه متوجه!.. ابتسمت بانتصار وهي تتوقع رد فعل ظافر حين يعلم انها ستتزوج يزيد وستعيش في شقته المقابلة له كما اشترطت عليه... وليري ما خسره بالفعل ؛ اما الصغيران المتمردان فستعلمهما كيف يختبئون من والدتهم ويسمعون تلك الحمقاء زوجة ابيهم!
نظرت لفستان نومها القصير و هبطت سريعا لتفتح له الباب... ابتسم لها يزيد بمشاكسه وهو يراها بتلك الهيئة المغرية حسنا لن ينكر جمالها الاخاذ و فعلا يشعر بالإطراء لأنها تحاول اغوائه ولكن قلب كقلبها يعلمك ان لا تحب كل ما هو جميل و تنخدع به! اتكأت علي مدخل الباب بابتسامه انثويه خلابة قائله... -هتقف تتفرج عليا كتير ولا هتدخل! -الاول سؤال، يعني قصر طويل عريض ومعندكوش حراسه ورا؟!
هزت راسها علي سخافته واردفت... -لا طبعا يا ذكي انا مشيتهم مش اكتر! هز راسه بفهم، رفع حاجبه وهو يعض علي شفتيه يتفحصها بجراءة ارضت غرورها و لوج وهو يغلق الباب خلفه ثم وضع يديه حول خصرها يقترب منها قائلا... -و مستغربه اني اتجنيت و طلبت اني اشوفك دلوقتي! ضحكت بخفه وهي تمرر يدها علي ذراعيه فتحاوط رقبته بغنج قائلا...
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع والعشرون
-و دلوقتي لما شفتني؟ -هقولك! قالها بمشاغبة وهو يفك ذراعيها و يمسك يدها ويتجه بها الي داخل القصر... ضحكت علي عجلته واردفت ظنا منها انه لا يعلم قصرها، لا تعلم انه يحفظه عن ظهر قلب برعاية من ظافر نفسه... -السلم اول ما نطلع من المطبخ هتلاقي ضهره في وشك و اودتي فوق... تجاهلها وهو يقترب من الدرج و بحث بعينيه عن الحجرتين الملتصقتين المستهدفتان فاردف بمشاكسه... -انا لسه هستني لما نطلع!
ضحكت علي جنونه مهنئه نفسها علي تفضيلها للرجال الاصغر سنا فهم يبعثون الحياة في المرأة بالفعل! جذبها امام باب اول غرفه واشار اليها قائلا... -ايه الاودة دي! -ده مكتب بابي! عقد ملامحه باشمئزاز مرح قائلا... -لا يبقي ندخل دي! لمعت عينيه بانتصار وهو يدخل غرفة الحفلات واستشعر اقتراب النجاح... -تؤ تؤ يا يزيد مش متعودة منك علي الجنون ده!
اقترب منها بعد ان اغلق الباب وضمها اليه يمرر انفه علي رقبتها ليوهمها باقتراب المزيد واردف بخفوت بجوار اذنها... -بحبك! اتسعت ابتسامتها وهي تردف... -وانا كمان بحبك! تركها وهو يصطنع الضيق قائلا باتهام... -عشان كده عايزة تتجوزيني عشان تغيظي ظافر! اتسعت عيناها بصدمه وارتبكت ولكنها اردفت وهي تقترب منه من الخلف... -مين قالك الكلام الفارغ ده!
نظر يزيد حوله بعناية وهو يحدد مكان مهمته دون ان تنتبه فيردف... -ظافر اللي قالي! ارتفع كلا حاجبيها بذهول واردفت... -و ظافر عرف منين؟! التفت لها بغضب مصطنع قائلا... -انا قولتله ولا انتي زعلانه انه عرف، ايه غيرتي رايك! ابتسمت بارتباك قليلا وهي تربت علي ذراعه قائله... -لا طبعا ممكن تهدي، هو عشان كده انت متعصب و طلبت تيجي؟! لم يجيب فحاولت الاقتراب منه لاحتضانه قائله...
-طيب ممكن نقعد نشرب كاسين و نتكلم بهدوء اوكيه؟! -ماشي يا موني اما اشوف اخرتها معاكي! جلس علي الاريكة و اخذ يدرس موقع جلوس من يدخل الي تلك الغرفه فهناك ثلاث ارائك بجوار بعضهم تتوسطهم الطاولة و لا مجال للجلوس بمكان اخر سوي مقعدين امام البار... -انت قولت لظافر ازاي وليه؟ اردفت بلهفه فأجابها بغيظ...
-انتي ناسيه اني داخل معاه شغل ؛ كان عمال ينصحني عشان متجوزش علي سلمي مش عارف لازق نفسه بيا ليه انا مش صغير!.. اخفت ابتسامة شماته وهي تردف... -هو كده طول عمره غبي! هز يزيد رأسه بالموافقة ليردف... -قولتله اني هتجوزك، لقيته بيقولي انك عايزة تتجوزيني عشان تخلي يغير وانك طلبتي الاولاد منه! نظر لها باتهام ليستكمل... -انتي عايزة الاولاد ليه لما انتي نيتك اننا نتجوز؟!
-انا! محصلش طبعا! وانا هعمل ايه بيهم! انفرجت ابتسامته قليلا وهو يردف بتشجيع... -انا قولت اكيد بيكذب انتي ايه اللي هيخليكي تطلبي حضانه ولدين صغيرين طول الوقت بيعيطوا وعايزين اللي يذاكرلهم و يهتم بيهم لما يكبروا! -ده بيكذب عشان غيران اني هتجوز طبعا مش قادر يتحمل الخسارة ؛ وبعدين ولدين ايه اللي اخدهم هو انا ناقصه تلاقي هو اللي عايز يدهوملي عشان يخلاله الجو مع الهانم الجديدة، اقوم اعملك كاس؟
اردفت بسعادة وهي تري الرضا علي وجهه و ظنت انها خدعته، امسك معصمها يقبل يدها قائلا بحب... -خليكي انتي انا هعمله!.. هزت رأسها بابتسامه واسعه ليردف... -انا عايزك تخدي راحتك كده علي الاخر... قالها وهو يغمز لها و يدفعها لتأخذ وضعيه النوم علي الأريكة، علت ضحكتها فاردف بخفوت... -وطي صوتك لابوكي يسمع... اعتدلت في وضعيه اكثر راحه وهي تراقبه يقترب من البار وبدا في صب الشراب واردفت... -سيبك منه عادي!
لوي شفتيه باشمئزاز قبل ان يستدير بابتسامه قائلا... -احسن حاجه! كان يتأكد من وجودها بمكانها وهو يخرج قطره صغيرة من جيبه يقطر بها سريعا في الكأسين... -يعني انتي مش هتطلبي العيال ابدا! -لا طبعا، احنا هنبدأ حياة جديده! اطمئن لصوتها المبتعد وهو يعيدها الي جيبه مره اخري... التفت لها بابتسامه مغرية وهو يعطيها الكأس قائلا... -احلي حياة في الدنيا في صحة سعادتنا!.. ارتشفت القليل ليردف بمرح...
-دي صحة ام السعد مش سعادتنا انشفي كده و خلصيها! ابتسمت بمرح قبل ان تشربها بالكامل و تنكمش ملامحها و هي تستشعر الكحول يحرق حلقها... (اشوفك والعه يا بعيدة ✋ ) شبك يزيد اصابعه معها يعبث بأوتار استجابتها له وهو ينظر لعينيها قائلا... -اكتر حاجه مفرحاني ان ظافر معرفش قيمتك عشان تبقي ليا انا لوحدي! رفعت اصابعه تقبلها و قد ارضاها بالكامل لتردف... -ظافر ده كان اكبر غلطه في حياتي!
-فعلا! خدي يا شيخه اشربي بلا ظافر بلا كلام فارغ!.. ضحكت مره اخري قبل ان ترتشف الكأس بالكامل... -صحة يا وحش، اموت انا! علت ضحكاتها واقتربت منه لتقبله فوقف مستقيما بابتسامه كبيره قائلا... -استني الاول اخد دوري ولا انتي بتكروتيني! وبذلك اخذ الكأسين ليعيد ملاءهم... انكمشت ملامحه بضيق لما لم تنام بعد، لقد اكد له احد اصدقائه الصيادلة بانها لن تصمد دقيقه واحده!
عاد اليها بتمهل فوجدها تحارب جفونها المنغلقة، تسمر مكانه بترقب حتي انغلقت تماما فاتسعت ابتسامته وهو يردف بخفوت... -موني، موني! كان ليرقص علي ذكائه ولكنه في عجله من امره، فليتعلم مروان و ظافر من خبراته! يشهد الله انه سيعمل علي اذلالهم بنجاحه مدي الحياة! اقترب منها يهزها قليلا دون جدوي لقد غطت في نوم اجباري!.. وضع الكاسات من يده واخرج هاتفه يغلق المسجل! بعد ان سجل كل ما تفوهت به!
التفت سريعا الي يسار البار حيث يوجد ساعه معلقة معقدة الشكل واخفاها بزاويتها... اتجه الي الأريكة والبار ينظر لها يتأكد من اخفاءها عن الانظار قبل ان يتنفس برضا و يلتفت للخروج... وقف لحظة واخرج هاتفه يتصل بمروان وقد قرر التأكد ان الكاميرا و المسجل يعملانا بصورة جيده...
رد مروان بعد الرنة الثانية بعد ان انتفض بخضه وهو يري اسم يزيد وعاد الي عقله بانه نسي تماما اخباره بأمر الحفلة بالغد فزوجته انسته الحياة... -الو يا يزيد... -الو جرب بسرعه الكاميرا! ابتعد عن الفراش يبحث عن سرواله يرتديه سريعا وهو يردف بخفوت... -ليه انت فين؟! -انا جوا الوكر يا باشا! -وبتتصل بيا يا مجنون! -هفهمك بعدين ركز بس واديني الاوكيه! -تمام!
فتح الكمبيوتر المحمول يعبث بأزراره و هو يتحدث الي يزيد، لتستنير شاشته بعد ثوان بالغرفة التي يتوسطها يزيد... -تمام شغاله! نظر يزيد الي الكاميرا يلوح له غامزا قبل ان يردف... -من انهارده اني الكبير! قلب مروان مقلتيه علي غروره ولمح مني الراقدة علي الأريكة بالخلف فاردف متسائلا... -انت قتلتها ولا ايه! -لا طبعا انت مجنون، يلا اقفل و بكره هحكيلكم علي كل حاجه! -خسارة!
اردف مروان فأغلق يزيد الهاتف وهو يتأكد من لملمه اغراضه قبل ان يهرع بهدوء الي الباب الخلفي والي خارج القصر... تنفس الصعداء وهو يدير سيارته ويتجه الي المنزل ليعود الي واقعه المرير باقتراب النهاية!..
في شقه مروان... -بخ! التفت مروان بخضه وهو يشرب الماء فانسكب نصفه علي صدره العاري... ضحكت منار بشده وامسكت بطنها فرحة بانها ارعبته ليزم شفتيه بغيظ قائلا بحنق... -ايه الجمال في اللي انتي عملتي يعني! -هموت من الضحك شوفت منظرك! -يابنتي عيب انتي كبيرة مش طفله... اقتربت منه بابتسامه واسعه لتردف بثقه.. -لا انا عندي 19 سنه يعني صغننه! -ونبي و عايزة ايه يا صغننه دلوقتي! اشارت اليه بمرح قائله...
-عايزة عمو الكبير ده يدلعني عشان القلب اشتكي من قله الهشتكه! هز راسه بقله صبر وغيظ لأنها تصفه بالكبير ليردف باصفرار... -لا عمو الكبير يا عيني صحته علي قده اخره يعمل كده... قبل جبهتها ثم اكمل... -و يقولك تصبحي علي خير! حاول تخطيها فأمسكته برعب قائله بشفه مرفوعة... -انت صدقت نفسك ولا ايه، تنام ده ايه ؛ في واحد يسيب مراته العسل القمر دي و يروح ينام ؛ ده ايه الوكسه دي! ابتسم لها بسماجه قائلا...
-السن ليه احكامه يا بنتي! توجه للخارج فركضت خلفه تقف امامه وتوقفه بيدها علي صدره قائله بغيظ... -مروان متعيش الدور! -الله دور ايه مش انتي اللي بتقولي! قالها وهو يعقد ذراعيه بغيظ فضحكت بمرح وهي تقف علي اطراف اصابعها تقبل جانب فمه قائله... -بهزر معاك يا بطتي! انتفض مروان بخضه وهو يمسك وجهها بغيظ قائلا... -بطتي! وحياة امك انا اخلص من مسكر تطلعيلي ببطتي طيب احترميني احسنلك يا منار!
هزت رأسها بالنفي غير مهتمة بفكها الذي يتوسط اصابعه واردفت بصوت مضحك... -الله بدلع جوزي حبيبي حب العمر و نخاشيش قلبي من جوا! اسكتها بكفه علي فمها ليردف بقله حيله قائلا... -بس بس ابوس ايدك ماتدلعهوش! تركها بدفعه بسيطة وتوجه الي غرفتهم، ابتسم رغما عنه وهو يوليها ظهره عندما وصله صوت ضحكاتها العالية و السعيدة، وقلبه يرفرف بسعادة و يهنأه علي صحة اختياره فمن كان يدري ان تلك الوقحة ستكون سر سعادته!
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس والعشرون
في شقه يزيد... دخل يزيد بتعب الي المنزل، توجه الي غرفته و فتح الاضاءة وهو يظن انها اغلقت غرفتها عليها بعيدا عنه... ليتفاجأ وهو يجدها مكومه علي جانبها الايسر و وجهها اليه مغطي بالدموع واعين منتفخة تنظر الي الفراغ بجمود... اقترب منها ببطء و خضة حاول لمسها وهو يردف... -سلمي! وكأنها كانت تنتظر كلمته لينفك جمودها و تنكمش ملامحها وتجهش بالبكاء ابعدت يده التي ترغب في لمسها...
ووضعت كلا كفيها علي وجهها تبكي و تبكي بنياط يمزق القلب... شعر بقلبة يكوي علي حالها و لكن بداخله هناك بصيص الامل بانها تعقلت و عادت الي رشدها!.. نظر لحالتها و لعن في سره فليذهب التعقل الي الجحيم فحبيبته تنهار امام عينيه! مال خلفها يحاول جذبها الي احضانه فقاومته بقوة و هي تبكي و تصرخ به و تتهمه بالجحود و الخيانة... بعد دقائق طويله بالنسبة لهم استسلمت بين ذراعيه بإنهاك و تحطمت جدرانها اخيرا...
مال برأسه يخبأ وجهه خلف رقبتها بين خصلاتها وهو يضمها بشده و يحاول تهدئتها بكلماته الحانية... اردفت بخفوت وانهاك... -ما تلمسنيش حرام عليك متموتنيش اكتر من كده! هربت دموعه هو تلك المرة و هو يستمع للحسرة في صوتها... ليردف بإنهاك و صوت مختنق ببكائه... -لو فاكرة اني ممكن المس حد غيرك يبقي اكيد مجنونه! تشنج جسدها بين يديه قبل ان تلتفت اليه وتردف بصوت مبحوح...
-متكذبش عليا، وقولي اتجوزتها بجد ولا كان تسالي؟! هز رأسه بالنفي وهو يمسح دموعها بيده... -لا، مستحيل كنت اعمل كده ولا اقدر اتجوزها لا اقدر المسها حتي! امسكت بنظراته تحلل صدقه وهي تري رموشه تبللت بدموعه فأردفت بخفوت وصوت ارهقه البكاء... -انا مش فاهمه حاجه يعني انت كنت بتعمل ايه عندها كل ده؟ مال يقبلها بحب و شوق ليردف...
-انا عايزك تعرفي حاجه واحده ان ده كله كان تمثليه عشان ترجعي لعقلك وتفهمي ان انتي عمرك ماهتقبلي اني اكون لغيرك!.. رمشت بعدم تصديق و ذهول و حاولت الاعتدال ولكنه اجبرها بالبقاء بين ذراعيه... عقدت حاجبيها و هي تتنفس بصعوبة لتردف بذهول... -تمثليه! صرخت بجنون واخذت ترفص بساقيها و تسبه بغضب وهي تحاول افلات ذراعيها لاقتلاع عينيه! الوقح البغيض! -انت انسان مش طبيعي! انت اكيد مريض، ابعد عني سيبني!
غلب عليه الضحك مذهولا من عنف ردة فعلها فسنحت لها الفرصة وهي تدفعه فتقفز و تجلس فوق جسده... توالت ضرباتها علي صدره بغضب وهو يحاول كبت ضحكاته واهاته و امساكها دون جدوي... -بس يا مجنونه اهدي! امسك ذراعيها و دار بها ليصبح فوقها و كبل حركات ساقيها بأحدي ساقيه... -انا مش هسامحك يا يزيد! اسامحك ايه لا انا هموتك! -لا هتسامحيني غصب عن عينك، ليه وانا عملت ده كله عشان متسامحنيش! -طلق...
كتم فمها بيده وهو يردف من بين اسنانه... -اقسم بالله يا سلمي لو الكلمه دي خرجت من بقك تاني لأكون قاطع لسانك ده و مخيطك في السرير! نظر لعيونها التي تنذر ببكائها فاردف حزم و تعب... -انا بحبك و بموت فيكي متوجعيش قلبي اكتر من كده انا عايز ارتاح مش قادر اتخانق حتي، بكره هفهمك كل حاجه! تعلقت عيناهم ببعضهم البعض للحظات قبل يردف بخفوت... -بحبك يا زلومتي اتلمي بقي!
ظهرت الابتسامة اخيرا في عينيها المنتفخة... و ابتسم يزيد ابتسامه حقيقه اختفت عنه منذ زمن ليردف بحب... -جننتيني معاكي و مرمطيني وراكي يا شيخه منك لله!.. ازال كفه من علي وجهها لترن صوت ضحكتها الجدران و دموعها لا تزال تنساب... وضع يزيد رأسه علي صدرها يستشعر ذبذبات ضحكتها وهو يغمض عينيه لتضمه هي بدورها اليها و تمرر يدها علي رأسه... مرت دقائق طويله بينهم لتردف سلمي بخفوت...
-بحبك اوي و مهما قولتلك سيبني اوعي تزهق و تتخلي عني! رفع رأسه بابتسامه مشاكسه قائلا... -يا حبيبتي انتي لو جبتي الطبل البلدي مش هسيبك انا راشق و مربع في قلب المكان ده... اشار الي قلبها الذي يدق بعنف... رفعت يدها تجذب رأسه نحوها لتطبع قبله طويله علي فمه، وابتعدت بعدها لتردف... -مجنون بس بحبك بردو! -وانا بحبك و بموت فيكي! تنهدت براحه وهي تدفعه لتردف...
-حاسه بتعب فظيع كأن جسمي متفرفت يلا تصبح علي خير! اعادها يزيد بغيظ الي مكانها ليردف بحنق... -نعم يااختي، اتلمي يا سلمي احسن لك! لمعت عينيها المنتفخة من بكاءها السابق بمشاغبة لتردف... -تستاهل عشان تبقي تضحك عليا تاني و بعدين انا عايزة تفاصيل! -لالا بكره هحكيلك كل حاجه، انهارده انتي ليا يا قلب يزيد و كل ما ليه!
اردف ببحته المميزة قبل ان يختطف انفاسها في قبله طويلة يوسم بها كل شوقه وينهي مخاوفة و يطمئن قلبه بوجودها بجانبه الي اخر العمر...
بعد مرور اسبوع... جلس مروان وهو يضع ساق علي اخري بكل ثقه و هدوء يتابع ملامح هاشم و فمه الذي يكاد يسقط من الصدمة... مد ذراعه يغلق الكمبيوتر المحمول الذي يطالعه هاشم برعب وقد احمر جام وجهه واردف... -انا شايف كفايه كده انا حاسس انك علي وشك الدخول في ازمه قلبيه! نظر له هاشم بأنفاس مخطوفه وذعر لا يصدق ان مروان يملك حياته بكل ما بها في اسطوانة الله وحده يعلم كم واحده منها لديه!
ليردف مروان قاطعا تفكيره... -ندخل في المفيد بما انك عاجز عن الرد ؛ انا مش هقولك روحك في ايدي او انك و بنتك قدمتولي بدل الخدمه اتنين وانتوا بتخططوا تستغفلوا منصور بفلوس نصها مزورة لانها اكيد اراده ربنا اللي تخليك تدخل تلاقي بنتك نايمه وتعيد كل خطتك معاها وقدامنا صوت وصورة واكيد انت عارف احنا مين وعارف اني هقولك ظافر!.. تحدث هاشم بصوت مختنق غير قادر علي التنفس... -انت عايز ايه مني؟
دوت ضحكه مروان الساخرة ليردف.. -هعوزك منك انت؟ ليه القطه كلت عيالها؟! اه واضح اني قطعت الفيديو قبل ما تظهر وانت قاعد وسط 3 رجالة و بنتك هي الحتة الطرية فيهم بسم الله ما شاء الله ولا اجدعها فتاحة مش اسمها كده بردو، عشان تصب للزبون و تشجعه انه يقعد و يتسلي! اردف هاشم بين اسنانه وهو يفك ازرار قميصه العليا... -عايز ايه يا مروان، اكيد مش باصص لفلوسي انت عندك قدهم ستين مرة!
وقف مروان و كأنه يملك المكان يزر سترته ويردف بملل... -معاك ساعه واحده انت وبنتك تبقوا عندي في الشركة، بنتك تتنازل عن الحضانة لعيال ظافر وتنسي من الاساس ان ربنا اداها هدايا فرطت فيها وانا هديك اصل التسجيل كله و يا دار ما دخلت شر! و بذلك لملم جهازه و حقيبته و خرج الي شركته حيث ينتظره يزيد و ظافر...
وبالفعل لم تمر ساعه الا و جاء اليهم هو ومني الحاقدة التي كادت تقتل يزيد المبتسم بنظراتها، ليدفعها والدها للجلوس منكسرة العين تمضي علي اوراق تعترف فيها بفقدان حضانة اولادها لظافر... وامضاء اخر بعدم التعرض لهم! لتخرج بعدها بدموع غاضبة و والدها يلعن و يسب نزواتها و انه سيعمل علي احتباسها داخل القصر ان فكرت مجرد التفكير في ظافر او ولديه الشؤم!
كان يزيد اول من تحدث قائلا... -تفتكروا البومه دي هتعديها! دي عندها جنون العظمة! ليقف ظافر وهو يمسك الاوراق يطالعهم كأنه امتلك الحياة قائلا... -لو هي عندها جنون فانا اجن من الجنون نفسه! اردف مروان بجمود قائلا... -لا متقلقش مش هتطول كتير! رفع يزيد حاجبه بتساؤل ليردف مروان بما يعلمه ظافر... -منصور اللي فاكرين انهم نصبوا عليه، تحت مستوي الشبهات بشويه، تقدر تقول هيقرقشهم قريب!
نظر الثلاثة الي بعضهم البعض بفهم ليتنحنح يزيد قائلا.. -طيب انا هروح بقي و ياريت محدش يكلمني ؛ انا عارف انكم هتضيعوا من غيري و عقليتي الفذة بس انا محتاج يومين في بيتي! ابتسم مروان بهدوء و ثقه قائلا... -يكون افضل! لوي ظافر شفتيه للأسفل و كانه يفكر بالأمر فيردف بموافقه... -فعلا عشان يفضل هو في الشركه اكيد مش هنقفلها! ضيق يزيد عينيه بحنق قائلا... -فهموني يا ابغض خلق الله!
-لا ابدا اصل كنا هناخد يومين كده اسبوعين مثلا اجازة في الغردقة بس طالما انت عايز تاخدهم دلوقتي يكون افضل! اردف مروان ببراءة ليصيح يزيد بغيظ... -اقسم بالله رجلي علي رجلكم، هو كان حد فيكم هيقدر يحتفل و ينسجم لولايا ده انا خلصت الموضوع في كلمه، انا الحصان الاسود في الليله دي!
وقف ظافر يخلع سترته و يشمر ذراعيه، ضيق يزيد عينيه بقلق ونظر الي مروان الذي لوي شفتيه و رفع يديه في الهواء باستسلام وهو يعود الي وراء... اقترب منه ظافر بابتسامه واسعه قائلا... -كنت بتقول ايه بقي يا حبيبي! -مقولتش! اردف يزيد بتوتر ؛ لف ظافر ذراعه حول رقبته بشيء من القوة فاردف يزيد بحده و مدافعه... -اقسم بالله لو مديت ايدك عليا لأقول لسلمي وهي هتقول لشروق و افضحك قدام العيال في البيت!..
ضحك ظافر بشده واكتفي ببعثرة خصلاته وهو مطبق علي راسه ليعدله نحوه يحتضنه و يربت علي ظهره و كانه احد ابنائه... تأفف يزيد وهو يبتعد بوجه احمر يعيد ترتيب هندمه خصلاته قبل ان يصفع يد مروان الذي يحاول قرص وجنته وهو يردف قائلا... -مكسوفه يا بيضه! -اه انتوا هتصيعوا عليا بقي! طيب انا ماشي في بيتنا لا حد يقولي بتقول ايه ولا يقولي يا بيضه!
دفعه ظافر بعنف ازاحه بضع خطوات واردف قبل ان يكافئه يزيد بنظرات الغيظ... -لم حاجتك يا اهطل احنا مروحين كلنا!
في شقة ظافر... علت ضحكات يوسف و فريدة و والده شروق تحكي لهم كحاويها القديمة... اتسعت ابتسامه شروق وهي تنضم الي سلمي و منار المستلقيان بأريحيه علي فراشها... ومدت سلمي يدها لأخذ قطعه من الحلوي قائله... -يخربيتك يا منار شلتيهم يعني! اخرجت منار لسانها بعدم اهتمام لتردف... -مش امه و اخته اللي فضلوا يأجلوا يأجلوا و في الاخر طبوا علينا من غير احم و لا دستور! ضحكت شروق قائله...
-ايوة صح مبرر حلو عشان تفضلي قاعدة بقميص جوزك وبس معاهم... -يوووة يعني اسيب الناس عشان اقوم اغير... اطلقت سلمي ضحكتها الرنانة لتردف... -لا طبعا ودي تيجي، المره الجايه قابليهم ببدله رقص و مستغربه انهم استحقروكي و مشوا بعد نص ساعه! اعتدلت منار وابتسمت بمشاكسه لتتلوا عليهم ما حدث...
فلاش باك... تأففت وهي تراه يولي كل تركيزه الي الحاسب امامه و اخذت تعبث بالأغراض في المكتب لجذب اهتمامه... زفرت بحنق عندما تجاهلها تماما... حتي ارتدائها لأقصر ملابسها لم يفلح في تشتيت انتباهه نظرت للفستان القطني الذي لا يخفي شيء من ساقيها بغضب و كأنه المقصر واتجهت نحوه تقف بجواره واضعه يديها علي خصرها لتردف بغيظ.. -مروان زهقت هاه! -شويه وهخلص! -لا مش هستني الله...
وبذلك تسلقت عليه لتستقر جالسه علي ساقيه نظر لها بحاجب مرفوع لتردف بحنق قائله... -انت من ساعه ما جيت وانت لازق في البتاع المخروب ده علي الاقل قوم غير هدومك و اقعد معايا شويه هو انا ما وحشتكش! ابعد خصلات شعرها الي الوراء بابتسامه جانبيه واردف.. -وحشتيني بس ده شغل لازم اخلصه!