رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العشرون
في مكان اخر بأحد القصور... استنشقت مني سيجارتها بتروي و هي تفكر في خطتها المقبلة للانتقام من ظافر... جال في تفكيرها زيد والحاحه برؤيتها و اشاره العبث و المداعبة التي يلوح بها في وجهها... ابتسمت لنفسها بثقه بالتأكيد وقع بها عندما رأي جمالها الذي اكتمل بوصولها لعمر الثلاثين... ما يحيرها بالفعل هو ابتعاده عن ظافر الم يكن ذلك الاخ الغير شقيق الذي لا يقدر علي الاستغناء عنه هو او مروان!
ابتسمت بمكر ان نجحت في استدراجه وايقاعه في غرامها فستكون صفعه في وجه ظافر مهما كانت درجه الخلاف بينهم يبقي يزيد هو يزيد الصغير! كما انه لا مانع بالمرح فهو وسيم لدرجه غير طبيعية و يختلف تماما عن وسامه ظافر المرتبطة بطباعه، فضلا عن شبابه الذي سينتقل اليها تدريجيا ان اصبحا معا!
اخمدت سيجارتها واخرجت هاتفها مقرره المضي في الخطة بالفعل قبل ان تفعل اي خطوة قضائية تبليها بالطفلين فأخر ما ترغب به هو وجود طفلين باكيين في حياتها المثالية! لنجعل القضاء الخطوة النهائية عندما تتأكد من عدم وجود حل اخر! داف والدها يقطع خطوتها عندما اردف... -الحاجه جهزت مش ناقص غير موافقه الطرف التاني و كله هيكون تمام! -معقوله جهزت بالسرعة دي اومال لو مش دولارات مزوره! ضحك والدها بفخر قائلا...
-صفقه العمر اكيد مش هضيعها من ايدي، كان لازم اتصرف بسرعه قبل منصور ما يشم خبر! -برافو يا بابي كده مش ناقص غير انك تخلطهم مع الفلوس الحقيقية وهو مش هيحس ان نص فلوس الصفقه مزورة! -متقلقيش انا مظبط كل حاجه ؛ المهمة الجايه عليكي تحاولي تخلي يخفف شروط العقد ويمضي بسلام! اتسعت ابتسامتها بحاجب مرفوع بثقه لتردف... -اعتبره مضاه!
ابتسم هاشم برضا قبل ان يتجه شركته او بمعني اخر وكر اعماله بينما استدارت تجلس علي فراشها وترفع هاتفها لمواصلة مخططها...
كان يزيد يتناقش مع مروان و ظافر في العمل عندما رن هاتفه... انتفض يستقيم وهو يري اسمها يملئ الشاشة ونظر الي ظافر قائلا... -موني! اردف مروان بسرعه... -ما ترد! هز رأسه وهو يضع الهاتف علي اذنه قائلا... -احلي مكالمه دي ولا ايه! وصلته صوت ضحكاتها لتنكمش ملامح الرجال الثلاثة باشمئزاز... اجاب يزيد علي ما تقوله له قائلا... -ماشي كمان ساعه هكون هناك...
اغلق هاتفه بخجل من ظافر فهي ام اولاده قبل كل شيء ولا شك انه يتمزق من داخله بسبب طباعها السيئة... اردف بهدوء... -هنتغدي مع بعض! خبط مروان بأصابعه علي المكتب وهو يسند بأصابع يده الأخرى علي جانب وجهه ليردف.. -في خلال الاسبوعين دول لو معرفناش نوصل لحاجه يبقي هنفشل! -ليه؟ رد يزيد ليجيبه ظافر قائلا...
-عشان صفقه الاجهزة الإلكترونية دي هتم خلالها ووصلنا ان ابوها حاطط اكتر من تلت تربع فلوسه فيها، يعني اعظم حفلاته و نصباته هتكون ليه! -ومني اكيد هتكون موجوده عشان تلين دماغه! اردف يزيد بتفكير ليجيبه مروان بجديه... -يعني قدامك اقل من اسبوع تكون حاطط الكاميرا دي جوا مقر الحفله! -وانا اعملها ازاي دي! اعترض يزيد بحنق ليردف مروان وهو يهز اكتافه... -اتصرف، مش انت اللي عامل فيها جوني ديب!
ضيق يزيد عينيه بغضب وهو يجذب الكاميرا الصغيرة من بين يديه قائلا... -هتصرف! -يزيد! اوقف ذهابه صوت ظافر الذي وقف امامه قائلا بجديه... -حاول تسجلها اي كلام بتقول انها مش عايزة الاولاد فيه! ضرب بقدم علي الارض بغيظ قائلا.. -و ده هعمله ازاي ده كمان! ابتسم ظافر بمكر لينظر الي مروان قائلا... -شكله هيضيعنا، فالح بس يبات في الجيم ويعمل نفسه شجيع السيما و حته واحده قد امه مش عارف يسايسها!
ابتسم مروان تلك الابتسامة الهادئة وهي يجلس بأريحيه قائلا... -راحت عليه خلاص! ضحك يزيد بسخريه قائلا... -طول عمركم بتغيروا مني! وهتشوفوا انا هعمل ايه، خليكوا انتم قاعدين هنا وانا هشيل الليله دي كلها! وبالفعل عكف يزيد في الاربع ايام التالية علي الخروج معها وتقديم اغلي الهدايا لها و معه الولاء التام علي طبق من الذهب!..
في شقه مروان... دلف يبحث عنها بعينيه شوقا لرؤيتها، لم يمر سوي بضع ايام و اعتدها و اصبح يشتاق ليمر يومه و يعود لها... اين ذهبت يا تري؟ -منار! سمعت خطواتها الصغيرة المتحمسة قبل ان يراها تخرج من المطبخ بابتسامه واسعه واعين لامعه... تقدمت منه بسعادة ليتمايل فستانها بدلال عليها، لقد كان محقا هذا الجسد الانثوي لا يجب حبسه في سراويل رجالية!. ابتسم لها فاردف.. -ازيك؟ -الحمدلله ؛ اتأخرت ليه؟
وضع حقيبته علي المقعد بجواره و بدأ في فك ربطه عنقه قائلا... -كنت بتعشا مع عميل... احتفت ابتسامتها لتردف بصوت يشوبه الحزن... -انت اتعشيت؟ رفع حاجبه بتعجب ليهز رأسه بالموافقة... نظرت حولها بحزن و انزعاج لتردف... -طيب هدخل انام عايز مني حاجه؟ -لا شكرا... تعجب من تغيرها وتحولها من السعادة للحزن و رغب قلبه في الصراخ بان تبقي قليلا فاردف بخفوت وهي تلتفت للذهاب... -مالك؟ -مفيش!
-انتي كنتي صاحيه مستنياني؟ -اه.. -طيب هتنامي علي طول ليه مش هتقعدي معايا شويه... نظرت له بخيبه امل قائله... -انا كنت فكراك هترجع جعان فقلت استني نتعشا سوا... رفع حاجبيه ليردف... -انتي لسه متعشتيش؟.. هزت رأسها بنفي وانزعاج وهي تلتفت حولها قائله... -مش جعانه اصلا! علت صوت معدتها ليبتسم علي احمرار وجنتيها بأحراج، اقترب منها يلمس وجنتها وهو يميل عليها يقبل جبهتها قائلا... -واضح!
حاولت الابتعاد عنه بحرج و غيظ فضحك بشدة قائلا... -بهزر خلاص ؛ يلا نتعشي سوا! حاولت كبت ابتسامتها ولكنها فشلت في التحكم بترقبها وهو يجرها خلفه لتجهيز وجبه العشاء... جلس كلاهما يأكلان وسط انظارهم المتبادلة... -تسلم ايدك، الاكل جميل اوي! اتسعت ابتسامتها بسعادة وهي تردف... -انا مكنتش عارفه بتحب ايه فحاولت اعمل كذا حاجه...
نظرت الي طريقته في الاكل وهو يقطع الدجاج و حاولت التقاط ما يمكنها تعلمه برغبه ملحه في مواكبه حياته... ابتسم داخله و هو يراها تسعي لتقليده بالشوكة والسكين، فتنحنح وهو يتركهم من يده و يمسك قطعه صغيره من الطعام يقربها من فمها... رمشت مرتين قبل ان تفتح فمها برقه تتناولها منه، اعاد الكره لتتناولها من يده بنهم و سعادة... سرحت في تصور حياتهم معا و.
فهو يعطيها الامل بإمكانية نجاح تلك العلاقة ؛ فهي في اشد الحاجة لها لتشعر بالاستقرار و السعادة... خرجت من افكارها وهي تلعق شفتيها لتلامس اصبعه، اتسعت عينيها ونظرت له فوجدته يطالعها بحب و عيون غائمة و لايزال اصبعه علي شفتيها يمرره ذهابا و ايابا... خجلت لتنظر الي اسفل تراقب ابهامه قبل ان يبعده ويضعه علي شفتيه... كادت تموت من الخجل فتنحنحت بحرج قائله... -انا شبعت اوي ؛ تصبح علي خير بقي!
ازاحت كرسيها و هرعت للخارج تناجي امان غرفتها فقلبها يتمرد بشده داخل صدرها... شهقت بخضه عندما امسك بذراعها يوقف تقدمها في منتصف الطريق... تحركت شفتيها ولكن لا صوت خرج منها، امسك مروان بعينيها وقد اختفي المرح من علي وجهه ليستبدله شعور اخر عميق يغيم داخله... لامس وجنتها فأغمضت عينيها بخجل و بعدم احتمال لتلك المشاعر التي تتدفق منه لها...
خرجت شهقة لم تكتمل وهو يرفعها بين ذراعيه و يبتلع تلك الشهقة بين شفتيه... كان يدور بها او انها فقط من تشعر بالدوار بسبب تلك القبلة... امسكت بكتفيه بقوة وهي تشعر بالسقوط و كأنها سفينه تهوي في الفضاء بلا ربان! خرج عن طور الهدوء و التروي معها ولم يستطع مقاومتها وهو يشعر بها مستسلمة بين ذراعيه... لتهون عليه جنونه بانه ليس الوحيد العاشق الهاوي بينهم...
لا يدري كيف و متي انتهي بهم الامر يتسابقون مع الرياح في سباق الحب و لمسات الشوق و همسات الغرام... دارت بهم الدقائق او الساعات وانتهي سباقهم الخاص بتضخم قلبيهما برضا و انهاك... استقرت بين ذراعيه تمسكه بقوة وكأنها سيختفي! ابتسم وهو يضمها له و ماهي الا دقائق حتي هبط جفنيهما بعد نظرات عشق صامتة بينهم لفترة معلنان الاستلام للنوم و المستقبل يوعدهم برسم حياة سعيدة هانئة...
مرت ايام اخري علي نفس المنوال بانشغال الثلاث اصدقاء بخطتهم وانشغال الفتيات بمواساة سلمي وتهيئه منار قبل رؤيتها لأهل مروان!..
-يابنات بالدور المكالمه الجماعيه دي لخبطتني! اردفت شروق وهي تهز صغيرها وتتوسط يوسف و فريده اللذان اتخذا من ساقيها وساده لمشاهده احدي افلام الكرتون... لتردف منار بغيظ... -ركزوا معايا انا دلوقتي! احكولي عن والدته و اخته اللي جايين دول اكتر! -بقولك ايه انتي قلقانه ليه كده، وانتي ضربتي ابنهم علي ايده و قوليله اتجوزني و بعدين انتي زي القمر و اصغر منه بكتير يعني يحمدوا ربنا!
اردفت شروق بغيظ فقد سألت ظافر عن رد فعل اهل مروان عند العلم بزواجه ورده لم يبشر بالخير... -ماتهدي يا شروق يا حبيبتي، بصي يا منار خليكي هاديه و حاوي تبقي قليله الكلام وخليكي جنب مروان والموضوع هيعدي هوا! -يارب يا سلمي! دلف يزيد الي المنزل فوجدها متكوره علي الأريكة بغطاء وتتحدث في الهاتف... تركها واتجه لتغير ملابسه عندما رن هاتفه برقم التعيسة!
انكمشت ملامحه بضيق ولكن النهاية اقتربت ولم يبق سوي القليل، ففي ايام قليله استطاع ان يكون محور تفكيرها لا تطيق ان تمر ساعه دون ان تحادثه! -الو يا قلبي، اخيرا افتكرتيني! سمعت سلمي حديثه فشعرت بغصة تقتلها واردفت بخفوت... -عن اذنكم يا بنات انا هقفل! اغلقت و وقفت تتوجه نحوه بخفه تتنصت علي المكالمة بغضب الغيرة تأكلها... -خلاص هجيلك بكره!
لا تعلم ما الذي طرأ عليها فوجدت نفسها تتقدم منه دون ادني اهتمام لنظراته المتعجبة و ابتسامته السمجة وهو يغلق الهاتف... امسكت نظراته بشوق و حزن هاجم جدرانه و خطته بقوة فكاد يجثو امامها معترفا بكل شيء... فوجد نفسه يردف بلين... -انتي كويسه؟! هزت رأسها بالنفي قبل ان تسمح لجسدها بالاقتراب اكثر فتستند رأسها علي صدره بوهن و تعب... وقف متسمرا مكانه بذهول، و قد هبت مشاعرها عليه كالإعصار...
هل انتهي الامر و عادت لصوابها... يرفض التفكير لقد اشتاق لها بشده! احاط ذراعيه حولها سريعا بأمل يضمها اليه يتمني لو يخترق جسدها ويخفيها داخل صدره بخوف... قبل رأسها وهو يشعر بها تضمه اليها بشوق لتزداد مفاجأته اكثر عندما ابعدت رأسها لترتفع علي اطراف اصابعها وتحيط وجهه بين كفيها ملتهمه شفتيه بقبله اشتياق غيبتهم عن الحياه...
كاد قلبها ينفجر من الحب و الشوق وهي تذوب بين ذراعي الحبيب الذي يقتلها بقسوته... فتتفتت بين يديه و شفتيه مستسلمه كرمال الصحراء التي تنفرط فتتناثر في الهواء كالسراب... ابتعدت قليلا و قلبها مناجيا له يا من حبك ككثبان رملية مقاومتي لك تغرقني بك! أعفو عن روحي و اشفق علي اشتياقي إليك! وأبتعد وإياك بالاقتراب ومحاربتي للهرب اليك!
رفعت يدها المرتعشة الي صدره تفك ازرار قميصه معلنه عن رغبتها في الشعور به وهو يهيم بها للسحاب... ليكمل هو مهمتها وهو يمزق الباقي منه يلقيه بعيدا و يمد يده يجذبها من ملابسها نحوه و يكتسحها بمشاعره و قبلاتها، حملها الي فراشهم ليذوب الاثنان فتنساب خيوط غرام متلاحمه معقده ترفض التقائهم معا!
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي والعشرون
وقف مروان عند شقه ظافر قائلا... -في خبر بيأكد ان الحفله بكره! جز ظافر علي اسنانه بغضب قائلا.. -وبعدين يزيد مش قدامه غير انهارده! نظر له مروان يشفق علي صديقه ليردف... -اهدي يا ظافر انا متأكد انه هيعرف! ابتسم ظافر بسخريه قائلا... -طبعا عشان الهانم واقعه في غرامه! ربت مروان علي كتفه قائلا... -متلومش نفسك اللي نشأ في مستنقع زباله عمره ما هينضف! لامس ظافر كتفه بامتنان قائلا...
دلف ظافر يبحث عن الاطفال بشوق و عن شروق بشوق اخر فمنذ التحامهم سويا وهو يحرص علي ان تنام يوميا بين ذراعيه فيتعلم كلاهما اصول الحب و العشق والسعادة... ابتسم قليلا وهو يبحث عنهم في ارجاء المكان فوجدهم في المطبخ وشروق تميل علي صغيريه قائله... -اوعوا تنسوا محدش يقول لبابي علي عمو عشان ميزعلش! قضب حاجبيه وهو يردف معلنا عن حضوره... -عمو مين؟ ارتعبت شروق وهي تستدير فتردف... -عمو مين!
نظر يوسف الي فريده ليردف بتوتر طفولي... - نلعب! -عمو مين يا يوسف؟ اتسعت اعين الصغير ينظر لشروق بخوف لينظر لها ظافر شزرا قبل ان يصيح... -خد اختك و روحوا اودتكم! هرع الصغيران وهم يشعران بتشاحن الموقف... و وقفت شروق تنظر حولها بتوتر وتبحث عن مهرب، اقترب منها بحده وغضب قائلا... -مين الراجل ده و مش عايزة العيال تقولي ليه؟
عقدت جبينها بتعجب من جملته المتهمة فقد جاء شقيقها في الصباح ليأخذ توقيعها بترك نصيبها في ورث والدها بحجه انها متزوجه وعلي ذمه رجل وانه يحتاج المال للسفر خارج البلاد! وشبت مشادة كلامية بينهم ولكنهم اخوه وسيتصافون ولم تكن ترغب في اخبار ظافر حتي لا تتوتر العلاقات بينه وبين اخيها مجددا... نظرت الي تعابيره الغاضبة وجمود عينيه المخزي وكأنه يتهمها بشيء كبير... -انت بتكلمني ليه كده!
مد يده يجذبها بغضب الي الخارج و نحو غرفته فشعرت بخوف مستشعره غضبه و حاولت الافلات منه فقالت بخفوت حتي لا تلفت انتباه الاطفال... -انت اتجننت انت مجرجرني ازاي كده! لم يأبه بكلامها وجذبها بشيء من القوة ينهي به مقاومتها وعدم رغبتها في اتباعه فاصطدمت بطرف الباب... امسكت جانبها بذهول قبل ان تسمعه يردف بغضب... -بقولك ايه انا مش بكره في حياتي قد الكدب! الخداع عشت فيه خلاص و مش هعيده تاني!
-انت ازاي بتكلمني كده ؛ انت مش فاهم حاجه اصلا! -طيب فهميني! اردف وهو يدفعها للخلف فالتصقت بالحائط واتسعت عيناها من هذا التصرف العنيف... دفعته بضعف و غضب وهو يحاصرها بجسده فأردفت بهجوم... -ان شاء الله عنك ما فهمت! حاولت تخطيه فجذبها مكانها صارخا... -والله يا شروق لو متكلمتي هخلي ايامك كلها سوده ؛ انتي لسه متعرفيش قلبتي فياريت متبوظيش صورتك اكتر من كده! اطلقت ضحكه متهكمه وقلبها يرتجف خوفا قائله...
-كمان هبوظ صورتي لا و علي ايه! الراجل يا سيدي يبقي رامي اخويا و السبب اني مش عايزاك تعرف اننا اتخاقنا ومحبتش تاخد موقف منه و نرجع للصفر تاني! صمتت تتنفس عاليا قبل ان تردف بقطعيه... -وحاجه اخيره اياك يا ظافر تقرب مني او تكلمني تاني من انهارده انت في حالك وانا في حالي!
اغمض عينيه بغيظ وهو يتنفس لتمالك اعصابه عندما شعر بها تدفعه بغضب لتتخطاه نحو باب الغرفة، دقت اجراس الخطر في عقله فتوجه نحو الباب يقف امامه بجمود... -افندم في حاجه تاني عايز تقولها، او بمعني اصح في رجاله تانيه في حياتي عايز تعرفها! تنهد بتعب فدخول مني في حياته جعل عقله وتفكيره مذبذب فاردف بخفوت... -انا اسف! -معلش مش قبلا الاسف ده! جذ علي اسنانه قائلا...
-ما انتي بردو مش صح انك تقولي لأطفال ما تقولش لباب ان عمو كان هنا ؛ طبيعي ان رد فعلي يبقي كده! -لا مش طبيعي لو بتثق فيا! -لا طبيعي! -لا مش طبيعي! حاول الاقتراب منها فرفعت اصبعها بحده قائله... -لو سمحت احفظ ادبك! ارتسمت بسمه علي وجهه بتعجب ليردف... -ايه احفظ ادبك دي! جبتيها منين دي! نظرت له بغضب وهو يحاول تخفيف الوضع بابتسامته الخجلة فأردفت بجدية... -ظافر بجد انا زعلانه! -انا اسف!
قالها بعيون تتسع ببراءة فضيقت عيناها بضيق وهي تبتعد عنه... -طيب بطل! -طيب! قالها وهو يحاصرها ليجتذبها اخيرا بين ذراعيه، حاولت الابتعاد فعانقها بإصرار قائلا... -خلاص قلبك ابيض متبقيش عنيدة كده! -لو سمحت سيبني وعديني! قطع شجارهم صوت الصغير الباكي ليبتعد ظافر وهو يتنهد بغيظ ويسمح لها بالمرور... تخطته شروق عاقده حاجبيها بغضب و توجهت لغرفتها قبل ان تحكم اغلاقها بالمفتاح...
خرج ظافر يتابعها ليتجه نحو الأريكة يرمي جسده بغضب، ضرب يده بعد ثوان صامته علي ساقه بغيظ متمتما... -غبي غبي! نظرت فريدة الي يوسف الواقف بجوارها خلف باب غرفتهم يحاولون فهم ما يجري بين والدهم و شروق و مشاحناتهم المكتومة في غرفه والده... مالت فريده علي يوسف بغضب طفولي قائله... -خربها! -هشش ليسمع! زمت شفتيها وهي تنظر الي لعبتها المحشوة فتردف بهمس... -مفيس فايدة علي طول مدوخني!
اتاهم صوت خبط مره اخري من ابيهم الغاضب الذي يقف ويمشي بضع خطوات ليعود و يجلس بغضب و عينيه معلقه بغرفتها! ضرب كفيه ببعضهم بغيظ يفكر في طريقه لإنقاذه من ذلك الموقف! فبعد ان هدأ شعر بقساوة تلميحاته لها...
في الاعلي... فرك مروان رأسه بإبتسامه فالوقحه خاصته تتحدث علي الهاتف في الشرفه غير منتبهه ان المطبخ يطل عليها وانه يستمع لحديثها مع شقيقها فعلي ما يبدو يطلب عمل وهي ترفض بشده حتي لا يظنها تطمع به... اغلقت منار هاتفها مع شقيقها بحرج و تنهدت بقله حيله فشقيقها يحاول اقناعها بان تقنع مروان بان يجد له عمل افضل ولكنها لن تفعل بالطبع لن تضع نفسها بذلك الموقف او ان يظن انها ترغب باستغلاله!..
ابتسمت منار وهي تقترب من مروان تتعلق بذراعه في المطبخ وقد هدأت بعد ان لغت عائلته الزيارة، ضحك وهو يقبل فمها الصغير قائلا... -عايزة ايه؟ -انا؟! اشارت الي نفسها ببراءة الذئب ليبتعد مروان لغسل يده وهي تلاحقه قائلا... -ايوة قولي! -ايه ده ايه ده! هو انا عشان عايزة ابقي جنب جوزي حبيبي ابقي عايزة حاجه منه؟! نظر لها بنصف عين وهو يقترب منها مستسلما لمشاكساتها قائلا... -لا قربي يا حبيبتي!
وضعت ذقنها علي صدره لترفع وجهها قائله بابتسامه تلمع فيها اسنانها... -الله قولها تاني كده! ابتسم بدفء وهو يضمها اليه قائلا بمشاغبة... -طيب ما تيجي ندخل جوا وانا اقولك! مطت شفتيها بدلع وهي تحكم قبضتها حول خصره قائله... -تؤ قولي هنا! نظر الي المطبخ حوله بمكر ليردف بحاجب مرفوع... -في المطبخ يا منار؟! ابتعدت بخجل و حنق قائله... -ماشي ماشي هزر عشان متقوليش كلمه حلوه!
خرجت منها ضحكه وهو يرفعها فتتعلق بيدها و وساقيها حول جسده، مال برأسه يعضها بمشاغبة من رقبتها فتحاول الابتعاد بضحكات عالية ولا تجد مفر وهو يتحرك بها فيجلس علي احد الارائك قائلا بتفكير مرح... -كلمه حلوة، كلمه حلوة، منار! ابتسم بسعاده لتجيبه... -نعم؟ -لا مش بنادي هي منار! هزت رأسها بعدم فهم قائله... -بتقول ايه؟! -مش لاقي احلي من الكلمة دي منار! احلي كلمه في الدنيا!
نظرت الي عينيه المشعة بحب كبير و قلبها يرتعش بفرحه، عضت علي شفتها السفلي وهي تحرك يدها امام وجهها بحثا عن الهواء قائله بصوت خافت... -يخربيتك هتموتني، انا مغلطش لما قولت عليك مسكر! اختفت ابتسامته سريعا ليجذبها من اذنها قائلا... -تاني مسكر والله اعضك! -متقدرش! قالتها وهي تخرج لسانها ليردف بتحدي قائلا... -لا و مش هعضك و بس ده انا هعض لسانك ده بالذات و اكل منه حته!
كاد يقربها منه ولكنها سبقته وهي تصرخ و تقفز من علي ساقيه، هتف بهدوء مرعب وهو يلحق بها.
-اسمعي بس! -لا انت هتقولي توت! تخللت ضحكاتها كلماتها السخيفة ليبتسم رغما عنه و يجاريها قائلا... -تعالي بس و انا هديكي حاجه حلوة...
دارت حول احدي الطاولات وهو يتبعها ببطء و هدوءه المعهود دون ان تختفي ابتسامته فأردفت قائله وهي تحرك حاجبيها... -لا انت عمو المسكر اللي بتضحك عليا عشان تدخلني الاوده الضلمه اللي هناك دي! ملئت ضحكته الرجولية المكان مشدوها بالكلمات التي تستطيع رصها بسلاسة ليردف بملامح مشاكسه... -لا والله دي فيها لمبه!
صرخت عندما خرج عن رتابة خطواته وركض نحوها...
حاولت الهرب ولكنه احاط خصرها من الخلف يرفعها في الهواء و علي كتفه فصرخت باتهام... - يا نصاب يا غشاش! صفعها اسفل ضهرها (لا مؤاخذه ) قائلا... -بنت عيب حد يشتم عمو بتاع الاوده الضلمه! لترد له الوقحة نفس الصفعة وهي متدلاه خلف ظهره بضحكه عالية ليهز رأسه وهو يقذفها علي الفراش قائلا عندما لاحظ احمرار وجنتيها... -عيب انك تقلبي بطه بلدي بقي بعد الضربه دي!
فهكذا هي زوجته الصغيرة شرسة وقحه ترمي اقوالها في الهواء اما الفعل فتصير كالطفلة التائه من والدتها... انضم لها يوقف ضحكاتها بقبله كبيرة الت الي الكثير والكثير من القبلات و المداعبات بين الطرفين! انتهي بهم الامر بين ذراعي الأخر واخذ مروان يربت بهدوء علي خصلاتها كأنها ابنته، كادت تنام بالفعل لولا انه تحدث قائلا بخفوت... -سليمان اخوكي عامل ايه... تنحنحت بتعجي قائله... -كويس الحمدلله، ليه؟
-ابدا كنت بسأل عليه بس عشان في واحد صاحبي عايز عماله زي صنعه اخوكي و مرتباته حلوه فكنت عايز رقمه عشان هو اولي! رفعت رأسها من علي صدره بخضه تنظر به بريبه متسائلة... -هو كلمك؟ لمي وجنتها بابتسامه قائلا... -انتي عبيطه يا حبيبتي! هيكلمني ازاي و هسألك علي رقمه؟! هزت رأسها بتفكير و توتر غير مصدقه ان ذلك الضغط زال عنها بلا اي مجهود...
عادت عينيها تتفحص مروان بابتسامته الهادئة واعادت راسها بين احضانه تحتضنه بشده قبل ان تردف بخفوت وقد ازال عنها همومها... -شكرا يا مروان انك بتفكر في، ربنا ما يحرمني منك الصبح هدهولك تكلمه! ارتسمت ابتسامه جانبيه برضا علي وجهه وهو يستشعر ارتخاء جسدها فوقه و استمر يربت خصلاتها و ظهرها العاري حتي خلدوا الي النوم...
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني والعشرون
في شقه ظافر... بعد مشاحناته مع الذات جلس علي الاريكة مغمض العينين بتعب، رمق الباب مره اخري ليتفاجأ بصغيرته فريده تجلس بصمت بجواره هي و لعبتها تنظر اليه بعيون واسعه بريئة... حاول الابتسام قليلا، ليعوضها انه لم ينتبه لوجودها، و اطرق رأسه امامه ليلمح بطرف عينيه يوسف جالس علي جانبه الاخر! نظر له بحاجب مرفوع قبل ان يعيد رأسه يرمق صغيرته بتساؤل ليردف بتعجب... -انتو قاعدين ليه كده!
نظر يوسف بتوتر و وجهه احمر الي شقيقته فاردف بخفوت كاذب... -عادي يا بابي! نظرت له فريده شزرا قبل ان تردف بإصرار... -احنا هنساعدك يا بابي! ارتفع كلا حاجبي ظافر ليردف بذهول... -هنساعدك يا بابي في ايه؟! -عسان تسوف مامي و تصالحها طبعا! رفعت كفيها في الهواء وهي تنظر له و كأنه ابله، لا يفهم ما هو بديهي! مرت لحظات عجز فيها عن الرد قبل ان يتدخل يوسف وهو يقترب من والده ليردف بثقه...
-ايوه يا بابي لازم نساعدك عشان تصالح مامي! ادار جسده نحوه وهو يضع يد علي ذقنه قائلا بسخريه... -ايه اللي لزمه يعني يا استاذ يوسف و بعدين دي حاجات ناس كبار انتوا متفهموهاش! نظر يوسف بخيبة امل لفريدة ليمط الاثنان شفتيهما بحزن و ينظران امامهم حتي ان فريده ترمقه بغضب و حاجبين معقودين بين كل بحظه والأخرى... خرجت منه ضحكه عفويه وهو يهزر رأسه بعدم تصديق لوجوده في مثل هذا الموقف...
سمع صوت باب غرفتها يفتح فوقف سريعا علي امل ملاقاتها... وقفت شروق عند باب غرفتها لتلقي نظره علي الصغيران فطمئنت لوجودهم معه، نظرت لظافر بغضب و حده و اغلقت الباب مره اخرى مستعدة لقضاء ليلتها باكيه وهي تسب و تلعن وجوده! جلس ظافر وهو يجز علي اسنانه و التفت لأطفاله فوجدهم ينظرون له باتهام و غضب... ادار عينيه في مقلتيه باستسلام قائلا بحرج... -اصالحها ازاي طيب؟
اتسعت ابتسامه فريده واسرعت للوقوف علي الأريكة لتستقر في احضان والدها وهي تردف بحماس... -سطور يا بابي اسمع الكلام عسان تتصالحوا بسرعه و تبوسها بوسه الحب السحرية! اتسعت عيون ظافر بخضه وكاد يصاب بأزمه قلبيه حاده قبل ان يردف بصوت مكتوم... -بوسه ايه يختي؟! اردف يوسف بثقه وهو يجاورهم... -بوسه الحب السحرية يا بابي عشان تفضلوا مع بعض و مامي ماتسيبناش و نعيش في سعاده للابد!
رمش ظافر لايزال في حاله من الصدمة... قبله سحريه! و صغيرته هي من تخبره بها و يؤكد علي كلامها شقيقها الابله! نظر الي فريده بجديه قائلا... -انتي شوفتي فين البوسة السحرية دي؟! -جيزيل يا بابي دي انقذتها من ام إدورد الشريرة و عاشت سعيدة للابد لانه مش طلع الامير و اميرها كان عنده بنت زيي انا وانت يا بابي!
اردفت جملتها الأخيرة بحماسه ؛ جز علي اسنانه ويتساءلون لما يوبخهم لمشاهده تلك الافلام الكرتونية و سخافتها، هل يمنعهم عنها الان ام ينتظر حتي يتخلص من مصيبته الحالية! تنحنح ليردف بهدوء... -بس يا حبيبتي البوس عيب! مينفعش تبوسي حد خالص، انتي تبوسي بابا بس! -يابابي لا طبعا انا مش هبوسك انا هبوس الامير، انت بتاع مامي! هز يوسف رأسه بالموافقة! وهو يبتسم بتأكيد... احمرت وجنته لما يشعر بانه يغرق ويختنق!
تنحنح بحده وهو يردف... -لا طبعا! مينفعش الناس تبوس بعضها ومفيش حاجه اسمها امير هو اي حد يقولك انا امير هتصدقي، بصي لما تكبري و تبقي عروسه كبيرة نبقي نتكلم في الموضوع ده! يستحق حرقة الدماء تلك فهو من وافق علي تدخل صغيران في حياته العاطفية! -يلا هاتي بوسه لبابي و روحي نامي ؛ و ممنوع يا فيري خالص تبوسي حد غيري مفهوم! هزت رأسها بتأفف ليردف ظافر بغيظ...
-انتي محسساني اني بحرمك من الميراث وان الهانم شغاله بوس! ضيق عينيه وهو يفكر في جملته ليردف... -انتي بتبوسي حد يا حبيبتي في الحضانة؟! ولكنها اردفت بنفي وتساؤل.. -لا بس ممكن ابوس دوبي عسان مس بيعرف ينام من غير ما ابوسه! تنهد بقله حيله وهو يهز راسه بالموافقة قبل ان يوجهها بيده نحو غرفتها... التفت الي يوسف ما ان دلفت وهو يضيق عينيه باتهام ليردف بتحذير...
-اختك متبوس حد اي بوسه سحريه نهائي ؛ اللي يبوسها اضربه انت ضربه سحريه، فاهم! هز يوسف رأسه بالموافقة بعيون متسعه من ذلك التصريح المباشر باستخدام العنف... -يلا ادخل نام و حاول تخلي فريده تنام، طنط شروق متضايقة... -اسمها مامي! قالها يوسف بخفوت وقلق وهو ينظر حوله بتوتر كمن يخشي انه بذلك الخلاف سيفقد ذلك الحق المكتسب منها!.. ابتسم ظافر قبل ان يربت بيده علي رأس صغيره و يقربه الي صدره يطمئنه قائلا...
-مامي يا سيدي ولا تزعل! احتضنه يوسف بشده قبل ان يردف برجاء وصوت طفولي خافت... -بابي طيب هو ممكن تبوس مامي مره واحده بس انا مش عايزها تمشي! كادت تخرج منه ضحكه كبيره علي حالته و ذلك الموقف الذي لا يرغب في الانتهاء! لمعت عيناه لتقع فقط بين يديه و سيفعل اكثر بكثير من مجرد قبله سحريه! سعل بخفه وهو يدفع يوسف نحو غرفته قائلا... -حاضر يا يوسف بس متقولش لفيري ده سر بينا احنا الرجالة!
انتفخ صدر الصغير بفخر وهو يردف... -سر مستحيل اقوله ابدا ابدا! -شاطر يا حبيبي!.. ادخله لينظر الي فريده المستلقية بجوار لعبتها تحكي لها حكاية... غمز ليوسف قبل ان يغلق الباب...
في شقه يزيد و سلمي... تملل يزيد في فراشه وهو يضمها نحوه كارها صوت هاتفه المزعج... زفر بحنق وهو يتركها فلا يتاح له مثل هذه اللحظات كثيرا فهو يعلم انها ستعود لخطتها الأليمة وفظاظتها قريبا... لمع اسم ظافر ليزفر وهو يجيب بحنق... -ايه ايه نايم الله! -انت اتجنيت في حد يرد علي حد بيتصل بيه كده! -انا برد كده! -غبي! ماعلينا انت فين؟ -ظافر انت متصل بيا الساعه 2 بليل اكيد هكون في بيتنا!
-في بيتك! و مني؟! -مالها مني! تململت سلمي وهي تستيقظ بعد ان وصل الي مسامعها اسم الأفعى، اتكأت علي ذراعها تراقبه وهو يحاول الابتعاد الي احدي زاويا الغرفة ويتحدث بصوت خافت... -الخطه يا بني ادم هو مروان مقلكش اخر الاخبار! -لا انا مشفتش حد منكم من ساعه ما سيبنا بعض في الشغل هو حصل ايه بالظبط؟ وصلته لعنات ظافر المتكررة بغضب ليردف... -الصفقة هتم بكره في قصر هاشم يعني لازم البيه يحط الكاميرا انهارده!
التفت الي سلمي التي تراقبه بتوتر و اتجه الي خارج الغرفة، يعلم انه سيؤلمها بفعلته و لكن ماذا بيده! -انتوا بتهرجوا ازاي تنسوا تقولوا حاجه زي دي! طقطق بغيظ وهو يستمع الي ظافر الذي يتوعد قتل مروان في الصباح ليردف بحنق... -طيب اقفل اقفل سيبني اتصرف! اغلق الهاتف وهو يخبطه بكفه الاخر بتفكير مرت بضع دقائق و عقله يدور... فتنهد بعزم قبل ان يرفع الهاتف مقررا مهاتفتها... رن مرتين قبل ان يأتيه صوتها...
-يزيد؟ -موني انتي فين! -انا في البيت، هو في حاجه؟ قالتها بتلعثم و وخم ليردف يزيد بإصرار... -انا عشر دقايق و هبقي عندك و هفهمك كل حاجه، عارف اني مجنون بس لازم اشوفك حالا! -دلوقتي! -ارجوكي لو مشفتكيش ممكن اموت! صمتت لثوان قبل ان تردف بموافقه... -طيب خلاص رنلي وانت تحت! -دقايق و هكون عندك! اغلق يزيد بابتسامه منتصرة واعين لامعه التفت سريعا ليري سلمي تنظر له شزرا بأنفاس عالية قبل ان تردف باتهام...
-هي دي اللي انت عايز تتجوزها و تبقي ام ابنك او بنتك واحده تروح بيتها بعد نص الليل! زم شفتيه رافضا الاجابة لتردف بغضب... -هي دي اللي هتبقي اسمها علي اسمك، واحده متستحقش اسم ست او ام! -مش انتي اللي طلبتي اني اتجوز ولا غيرتي رأيك؟! اردف بأمل، فأردفت محطمه اماله... -بس مطلبتش انك تتجوز دي اي حد الا دي! ابتسم بغيظ وقد اشتعل غضبه هو الاخر ليردف... -مش هتفرق المبدأ واحد! -وايه هو المبدأ ده!
اقترب منها ينظر لها بغضب وهو يردف باشمئزاز... -انك موافقه اني اتجوز ؛ اني انام في حضن واحده غيرك! اني اكون اب لابن مش ابنك! اهتزت عينيها بألم و غامت أعينها فكل حرف عالي ينطقه، تتصوره و يعتصر قلبها و يمزقها... اهتزت شفتيها قبل ان تنفلت دمعاتها عاجزة عن الإجابة او التنفس حتي... هز رأسه بخيبة امل قبل ان يتركها ويتجه لارتداء ملابسه والذهاب لتنفيذ مخططه!
في الشقة المقابلة... اخذ يفرك ذهابا وايابا امام باب غرفتها متأكد انها مستيقظة فمنذ قليل كانت تهدهد يحيي و تعيده للنوم... يحتاجها بشده في هذا الوقت و القلق و الرعب من خطر افتقاد كل ما يمتلك في الحياة يوسف و فريدة وفوق ذلك هي يحوم حوله... زفر يلعن تسرعه فهو من ورط نفسه بهذا المأزق معها وأذي مشاعرها...
هز رأسه بغيظ وهو يمرر اصابعه بين خصلاته، حسنا على الاقل فريدة خلدت للنوم في غرفتها للمرة الاولي منذ زمن دون ان تستيقظ مطالبه بمامي فتحرمه منها، لا تلك المرة هو من حرم نفسه!.. كاد يعود لغرفته بيأس عندما توقف ولمعت عينيه بفكرة! ارتفع جانب وجهه في ابتسامه مشاكسه قبل ان يعود الي غرفتها مره اخري... قرفص امام الباب وهو يضحك في سره علي سخافة ما سيفعله، ولكن تلك العنيدة تميل لإظهار الجانب الاحمق به...
رفع اصبعه يدق علي الباب بخفوت طرقتين متتاليتين مشابهه لطرقات فريدة! و وضع اذنه علي الباب وابتسم بانتصار وهو يسمعها تهرول في الداخل حتي تفتح لإنقاذ الصغيرة من الظلام!
كانت شروق مستلقيه علي فراشها ترفض النوم حتي تأتي الصغيرة ولكنها تأخرت كثيرا اليوم! نظرت الي صورة يحيي رحمه الله بابتسامه فأخيرا وجدت ملجأها من ظافر فيه هو ذلك الصديق الذي قررت انه وان فقد صفته كزوج سيظل الصديق الامين صاحب الروح الطاهرة... تمتمت بغيظ وهي تزم شفتيها بشكوي.. -شفت ابن عمك ده حتي مجاش يعتذر! كنت مستحمله ازاي ده!
اتاها صوت الطرقات المميزة لتتنهد براحه قبل ان تسرع لفتح الباب لها، ابتسمت وهي تنظر للأسفل ولكنها قوبلت بالفراغ! اخرجت رأسها نحو اليمين لم تجد احد مالت رأسها للجهة اليسرى فوجدت ظافر بابتسامته الخلابة يتكأ علي جانب الباب... رمشت عده مرات بذهول قبل ان يلوح لها بيده كإشارة ترحيب... ضيقت عينيها بغيظ وكادت تعود وتغلق الباب في وجهه...
ولكنه كان اسرع وهو يمد ذراعه يمسكها ويجذبها للخارج فيحبسها بين ذراعيه و جانب الباب... -استني بس انتي محموقه اوي ليه كده! حاولت دفعه بانزعاج وهي تردف... -افندم عايز حاجه؟ ابتسم بحاجب مرفوع وهو يردف بخفوت... -عايز مراتي!