logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 11 < 1 3 4 5 6 7 8 9 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:39 صباحاً   [16]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع عشر

شعرت شروق به عندما عاد ولكنها رفضت الظهور امامه واصطنعت النوم...
فامور كثيرة تسيطر علي عقلها وتفكيرها خاصا اخباره لزوجته السابقة بانه يعشقها!
تحاول الوصول لهدفه من الامر هل يحاول اشعال غيرتها ليزيد تمسكها به! ام انه لا يزال يحبها؟
بالتأكيد لديه مشاعر نحوها فهناك سبب لتكون ام لأولاده، ربما سيعيد التفكير في زواجهم من الاساس و يقرر العودة لتلك اللعينة!

ضيقت عينيها بغيظ تشعر بغضب شديد علي حياتها كلها! الن يكتب لها العيش بطبيعية!
رغما عنها وجدت نفسها تنظر بخجل نحو صورة يحيي المعلقة...
لم يعد زوجها لتلجأ اليه فأمام الله ظافر هو زوجها و تخشي ان تكون بإبقائه في عقلها تخون زوجها!
امسكت هاتفها مقررة محادثه سلمي ودعت من الله الا تزعجها هي و يزيد في هذا الوقت ولكنها تشعر باختناق شديد و رغبه متفجرة بالبكاء...
رنت عليها بالفعل ليأتيها الرد بعد قليل...

-الو يا شروق...
-الو معلش صحيتك شكلي!
-لا خالص انا صاحيه عادي!
-مال صوتك يا سلمي انتي بتعيطي!
-ياستي متحطيش في بالك!
تنهدت شروق بحزن قائله...
-جبتك يا عبد المعين!
-ليه؟ عملتي حاجه لظافر؟
اردفت شروق من بين اسنانها رافضه اي شفقه او مسانده من صديقتها لزوجها الذي ترغب في قتله...
-متشكره جدا علي ثقتك الغالية دي فيا!
ابتسمت سلمي بضعف قائله...
-ايه اللي حصل؟

-لما تحكيلي الاول ايه اللي حاصل معاكي بالظبط انتي و يزيد!
واجهها الصمت لدقائق حتي وصلتها شهقات سلمي الباكيه و كأنها تنظر من تشتكي له همومها فأخبرتها بكل ما يحدث بينها وبين يزيد و الي ماذا انتهي بهم الامر!
شهقت شروق برعب قائله...
-يا نهارك مهبب! ده انتي خربتيها يا سلمي ليه كده؟ وانا اللي بقول انك العاقلة!
-متحسسنيش اني غلطانه لو سمح...
قاطعتها شروق بحده قائله...

-محسسكيش ايه و زفت ايه انتي لسه عندك شك انك غلطانه؛ انتي اكيد واحده مجنونه بتخربي بيتك! انتي مش حاسه بالنعمة اللي انتي فيها!
-اهو اللي حصل بقي انا مقتنعة اني صح!
-اقفلي يا سلمي متعصبنيش!
-استني بس سيبك مني دلوقتي واحكيلي مالك!
-لا شكرا انا كنت عايزة نصيحه بس انتي متنفعيش!
-شروق لو سمحتي!
-اوف استغفر الله العظيم، محصلش مراته القديمة جت و عملت مشكله كبيره وقالت انها هتاخد العيال عشان اتجوز!

-وانتي زعلانه عشان كده؟
تنهدت شروق بحزن وخجل قائله..
-لا..
-اومال!
-مش عارفه!
صمتت سلمي لتردف بعد ثوان...
-انتي غيرانه و لا خافيه؟
-الاتنين يا سلمي و حاسه اني نحس، وعندي شعور غريب اني هطلق!
-ايه يابنتي الكلام ده انتي هبله! هتطلقي ازاي ظافر عمره ما هيعمل كده!
-بردو انا حاسة بالذنب او ان ربني هيعاقبني و بيعاقبني عشان اتمنيت اني اعيش طبيعي و يبقالي حياه بعد يحيي الله يرحمه!

-بس بس بطلي تخلف! انتي مش بتعملي حاجه غلط عشان ربنا يعقبك دي سنه الحياه انها تستمر بالعكس ربنا كان هيعاقبك فعلا لو انتي هدمتي روحك اللي ربنا ادهالك امانه تهتمي بيها!
اجهشت شروق في البكاء رغما عنها لتردف باختناق...

-انا مبقتش عارفه انا بعمل ايه! شويه ازعل اني بهمل ذكري يحيي افتح صورته اكلمه شويه عن ابننا وبعدين احس بذنب اكبر وقلق ان ده يكون خيانة لظافر لأنه هو اللي جوزي فعلا! وهو بردو حبه يقرب مني وبعدين احس انه تقضيه واجب، انا بجد حاسة اني في متاهة!

-وحدي الله يا حبيبتي! انتي اللي مدوخه نفسك دي مش مسألة رياضيه المسألة بسيطة واحد وواحد بيساوي اتنين! يحيي ده ماضي في حياتكم انتم الاتنين عمره ما هيختفي و اكيد ذكرياتك معاه مش خيانه، يحيي ده فخر لابنك و لجوزك و ليكي! و انتي من حقك تتمني حياه سعيدة مع ظافر لان هو كمان ليه حق عليكي قدام ربنا وانتي مقصره فيه!
-لا اله الا الله! انا نفسي ارتاح...

اردفت شروق بخفوت تستمع لسلمي وقد انتشرت راحه نفسيه جديده عليها في قلبها...
-بصي يا شروق يا حبيبتي متقلقيش من حاجه ظافر طالما بيقرب منك يبقي واخد قراره من زمان انه يكمل معاكي وانتي اللي منعاه!
-انا مش منعاه والله!
ضحكت سلمي قليلا وقد نست همومها و أردفت بابتسامه...
-طيب دي حاجه كويسه اومال في ايه؟
-مش عارفه هي ماشيه كده!
-سيبيها ماشيه لوحدها كل شيء بأوانه!
-طيب و طليقته؟
-مالها!

-مالها ايه يا سلمي انتي مسمعتيش اللي قولته!
-ايوة سمعت بس فين مشكلتك؟!
-انه عايزها تغير طبعا ده لوحده غريب ومقلق ممكن يكون لسه بيحبها!
-شروق ياحبيبتي انا مش ناقصه مرار اكتر من المرار اللي عايشه فيه سيبني في غلبي!
-انتي اللي مغلبه نفسك يا سلمي ولو يزيد ضاع من ايديكي يبقي تستاهلي و زياده كمان!
ضحكت بسخريه واردفت...
-بس هو يضيع مني و انا هتصرف!
-يا سلام علي البرود!

-ده مش برود، اللي بعمله ده الصح واحده مش بتخلف و قطعت جوزها من كل اهله هيعمل بيها ايه يسبني يا ستي و يروح يعيش!
-خلاص يبقي انتي اللي غاويه عذاب!
اردفت شروق بحده، لتنتفض عندما سماع صوت تكسير مدوي من الخارج...
-سلمي انا هقفل شكل يوسف صحي و كسر حاجه، سلام دلوقتي!
-سلام!
استقامت شروق سريعا وبهدء تام حتي لا يستيقظ يحيي و فريدة...

توجهت للخارج و تعجبت للأضواء المطفئه في ارجاء المكان الا بالمطبخ و بدون تفكير توجهت اليه لتجد ظافر يلعن و يقذف قطع من الزجاج في سلة القمامة...
-ايه اللي حصل!
لم يرفع رأسه و اجابها بوجم...
-مفيش كوبايه وقعت من ايدي وانا بعمل قهوه!
رفعت شروق حاجبها وهي تقترب منه قائله...
-قهوة بليل كده!
-عادي!

بللت شفتيها وهي تشعر بغيظ من كلماته القليلة فعلي ما يبدو هو لا يرغب في وجودها ربما هي ليست غبيه كما تظنها سلمي!
انحنت بجواره وهي تري فشله في انهاء التنظيف فاردف بحده...
-مفيش داعي روحي انتي انا خلصت!
رمقته بحده وهي تراه يتهرب من نظراتها وازاحت يده بغضب قائله...
-لا معلش انا هعمله عشان مفيش حد من الولاد يتعور!
نظر لها ظافر بغضب و ذهول لأزاحه يده بهذه القوه واردف بحنق...
-ايه اللي بتعملي ده؟
-ايه؟

قالتها وهي تهز اكتافها مستمرة بلملمه القطع، اردف من بين اسنانه بخفوت حاد...
-بتزقي ايدي ليه كده!
اردفت ببرود منتهجه طريقته منذ قليل...
-مزقتهاش!
-لا زقتيها و سيبي اللي في ايدك انا قولت هعمله!
-لا مش هسيبها و مزقتهاش!
وقف بحده فاختل توازنها بخضه ووقعت علي اردافها للخلف، رفعت عينيها بغضب نحوه قائله...
-ايه ده!
رفع كفيه بالهواء قائلا...
-ايه؟
-انت بتزقني!
-انا!

اردف بصوت عال مذهول من اتهامها له فهو لم يفعل شيء سوي الاستقامة بجسده حتي انه لم يلمسها!
-ايوة!
-انتي بتتلكيي!
-لا وانت الصادق انت اللي بتتلككلي علي العموم انا هسهلهالك يا سيدي!
وقفت رافضه يده الممتدة لمساعدتها ونفضت فستانها بغضب ليردف ظافر بحده...
-ايه شغل العيال ده!
ضحكت بتهكم و غيظ قائله...
-طبعا لازم ابقي عيله دلوقتي شوف عقلك الباطن بيفكر في ايه!

وقف ظافر امامها يقطع تقدمها وهو يشعر برأسه تدق بغضب من الغازها التي لم يفهم منها حرف واردف...
-انتي بتقولي ايه! انا قولتلك ميه مره اتكلمي علي طول شغل اللف و الهبل بتاع الستات ده انا ماليش فيه!
-بس ليك في شغل ستات تانيه!
جذ علي اسنانه واردف بغضب...
-ستات تانيه زي مين يعني!
وضعت يدها بتعب علي رأسها للحظات لتحاول تخطيه وان تتجاهله ولكنه منعها بجسده مره اخري واردف...

-شروق انا دماغي فيها اللي مكفيها، انا فاضلي سنه واكره كل الستات اللي في الدنيا متجننيش!
ذهل وهو يري ملامحها تنكمش لتنهمر بالبكاء و تعلو صوت شهقاتها...
اقترب منها بتعجب فحاولت ابعاده ولكنه جذبها بشيء من القوة لاحتضانها و تهدئتها...
دفعته بحده فقاومها هاتفا بغضب...
-بس!
تنهد بقله حيله عندما زاد بكائها ولكنها علي الاقل استسلمت لذراعيه!

اغمض عينيه فكل مشاعره اشتعلت برفض لحدته وهو يراها تبكي بحزن ويكره كونه السبب في زياده بؤسها!
ربت علي رأسها بهدوء وهو يهزها بين ذراعيه ببطء...
اما هي فقد اخفت وجهها في صدره تشعر بخجل لارتباك مشاعرها! لا شك انه يلقبها بطفله وطفله باكيه ايضا!

ربت بيده علي ظهرها يستشعر هدوئها، لاعنا قدره فقد كان غارق التفكير في مني و ما قد تقدم عليه عندما تحطم الفنجان الي اشلاء ثم ظهور شروق و انعطاف الاحداث بينه وبينها بطريقه لم يتخيلها...
ابعد وجهها وهو يمسح وجنتها الحمراء بأصابعه، وابتسم وهي تستنشق بأنفها بقوة فمرر اصبعه تحت انفها بمشاكسه...
و كما توقع قضبت جبينها باشمئزاز تنظر له باتهام وكأنه يمرر اصبعها هي علي انفه وليس العكس...

كاد يضحك عندما اخبرته بحده..
-بطل قرف!
-متتكسفيش انا عندي عيلين ومجرب الحاجات دي!
-دي دموع علي فكره!
اردف ببراءة واعين مشاكسه...
-اه ما انا عارف!
لم تجد مفر سوي صدره لتختبئ به بحرج...
فاردف بخفوت...
-ممكن اعرف بقي انتي زعلانه ليه!
هزت راسها بنفي فاصر وهو يحتضنها اكثر اليه...
-بلاش الطريقه دي يا شروق متتعبنيش معاكي احنا اتفقنا علي الصراحه...

ابتعدت قليلا تمسح وجهها المبلل بطرف كمها تماما كالأطفال وتشكو حين يدعوها بالطفلة!
قررت مواجهته و انهاء الامر فأردفت...
-انت هتعمل ايه في موضوع مراتك دي!
-اسمها طليقتي يا شروق و لسه مش عارف هعمل ايه بس اكيد مش هتاخد عيالي مني و لو وصلت اني اقتلها بأيدي!
اتسعت عيناها بخوف فأردفت بتلعثم وصوت يشوبه الحزن...
-متقولش كده بالله عليك كل حاجه هتبقي تمام، انت لو عايز يعني انك...
-اني ايه؟

-انك تطلقني عشان معملش مشاكل، انا عارفه ان الام من حقها...
اتسعت عينيها بقوة لبرهه قبل ان تغلق جفنيها بخجل وهو يقاطعها بشفتيه بقبلة طويله حانيه متعمدا فقط اسكاتها ولكنها خطفتها من افكارها وخطف بها قلبها للمرة التي تعجز عن عدها...
تحبه و ارهقها بحبه! نعم تعترف بهذا هي تحبه و بشده لن تفكر في الزمان و المكان والطريقه هي فقط تحبه!

وتعلم انها لم تحب قبله ولن تحب بعده!
تاهت بين مراسم حب شفتيه المهاجمة لها ببساطه وكأن لديه وقت العالم كله...
ابتعد عنها ليكافئها بابتسامه جانبيه تعشقها وهو يمرر ابهاميه علي وجنتيها فيردف قائلا...
-عايزة رد تاني علي الاقتراح اللي قولتيه!
فتحت عينيها بابتسامه ضعيفة خجله واصابعها تفرك فستانها علي اطراف جانبيها...
نظر لها ظافر بحب وهو يمرر يده بين خصلاتها لتميل دون وعي برأسها علي كفه الدافئ...

اختفت ابتسامته قليلا وهو يشعر باستجابتها له وبلل شفتيه يتابع نظراته الخجلة...
كم يرغب في امتلاكها قولا وفعلا وان تصبح زوجته بكل معني للكلمة...
قد يتنازل عن كل امواله بل عمره بالكامل ليشعر بها مستسلمة بين ذراعيه...
لما يصر الحب علي مصاحبه تلك المشاعر المجنونة!
رفع حاجبيه عندما هتف قلبه صائحا اين المانع!

فلا يراها تهرب من لمساته كما اعتادت من قبل!، هل يخبرها بمدي حبه الان ام انها ستكسر ما تبقي منه!
مال عليها يقبل وجنتها بشغف كبير فأمسكت بذراعه وهي تتنفس بقوة...
امسك يدها بقوة وهو يجذبها بجواره ليتحرك بها ببطء لخارج المطبخ والي غرفته وهو يحرص علي متابعه تعبيرها...
رمشت قليلا بتوتر وهي تشعر بقلبها يتقافز في صدرها...

فتح الباب وهو يواجهها يتفحص اي ملامح اعتراض، فدلف جاذبا اياها عندما لم يجد ما يبحث عنه!
اجلسها بحب علي الفراش وجلس امامها يتشرب تفاصيل وجهها الصغير و عيونها الخضراء التي تبرق بزهو يراه للمرة الاولي...
رفع اصابعه يداعب خصلاتها السوداء القصيرة التي يعشقها...
بينما نظرت هي لأسفل بخجل واصابعها تفرك بعضها البعض بلا هوادة...

مال بوجهه نحوها يقترب منها يبحث عن ثغرها الوردي فاغمض عينيها بخضوع مستسلما لطرقات قلبه...
ليبثها بحب كبير و وعد عملاق علي عاتقه بان يمنحها السعادة والامان و وعد اخر اكبر بدوامهما مادام يتنفس في هذه الحياة!
ذابت هي في تلك الوعود بأنفاس متقطعة وامل كبير بحياة قد لا تكون ورديه ولكن معظمها سيكون كذلك!

فينتهي بهما طوفان العشق والمحبة باتحاد قلبيهما، دون حاجه لكلمات يكفيهم خطاب الاعين و طلاسم الجسد!..



look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:39 صباحاً   [17]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن عشر

استيقظ ظافر اولا ليجدها منكمشه بجانبه تطلب دفئه ابتسم وهو يحيطها بذراعه يقربها اليه يستنشق عطرها ويمرر اصابعه بحنان علي وجهها...
شعرت به فرمشت بوخم ترمقه نظره قبل ان تغلق عينيها منزعجه من ضوء النهار...

ظل كلاهما مستلقيان في احضان بعضهم البعض بصمت مريح و ابتسامه صغيرة علي شفاه كلاهما قبل ينتفض ظافر بخضه والباب يدق بعنف و كذلك شروق التي كادت تعود الي النوم بين ذراعيه لتردف وقد هرب النوم من عينيها..
-ايه ده الاولاد هيتفجعوا!
انتفض كلاهما يلملمان ملابسهم المبعثرة بكل نواحي الغرفه و توجه ظافر شبه عاري وهو يرتدي سرواله نحو باب الغرفة صائحا...
-جاي يالي بتخبط الله!، ده انا هخرب بيتك!

اردف النصف الثاني بخفوت يلعن من يقطع عليهم ليلتهم الاولي سويا والتي شهدت ولادة حياتهم الجديدة سويا...
(مش مكتوبالك يا بولين ).

هرع و فتح الباب سريعا ليتفاجأ بيزيد يحاول جذب سلمي الباكيه بعيدا عنه، اقترب يتوسطهم بقلق وفزع قائلا...
-في ايه يا جماعه وحدوا الله، ايه الفضايح دي!
-شوف البيه المحترم بيعمل ايه!
-اخرسي خالص وادخلي الشقة بقولك!
دفعه ظافر عنها بحده قائلا...
-في ايه يا يزيد انت اتجنينت اهدا شويه مش كده احنا علي السلم!
دلفت سلمي راكضه الي شقه ظافر وتبعها ظافر وهو يجذب يزيد و يغلق الباب خلفهم...

اتاهم صوت بكاء يحيي الصغير و خروج فريده الناعسة من غرفتها تردف بخوف...
-مامي فين انا خايفه!
-عاجبكم كده، اهدوا سرعتوا العيال! وانتي ادخلي اغسلي وشك عقبال مااجي وانت متقربلهاش خالص!

اردف وهو ينقل اصبعه بتحذير بينهما، خرجت شروق بسرعه ما ان انتهت من ارتداء ملابسها فواجهت يزيد الغاضب الذي تعجب لوجودها بغرفه ظافر، احمرت وجنتيها لتهرع دون اي كلمه تجذب فريدة في طريقها الي داخل غرفتها و تتجه لإسكات صغيرها...
التفت يزيد بابتسامه يتفحص ظافر وهو يرتدي سرواله البيتي لا يزال عاري الصدر و خصلاته مبعثره يسارا ويمينا فهز رأسه بغمزة قائلا...
-اسد يلا في ايه!

ضيق ظافر عينيه بحنق وهو يحاوط فكه بأصبعين واردف بغضب...
-انت ليك عين تهزر ده انت بجح اوي!
-لا بس انا فخور بيك!
-بس يا بابا بس عشان مخبطكش كف افوقك من الهبل اللي انت سايقه ده! ممكن تفهمني في ايه بالظبط!

-اسمعني بس خد منها الكلام ومش عايزك تتسرع وانا هفهمك كل حاجه وخليك متأكد ان عمري ما هخونك بس في حاجات كتيرة حصله معايا، انت خليها تشكي وانا هطلع معاك لمروان افهمك كل حاجه!
نظر له بعدم فهم ولكنه اردف بغضب...
-ماشي مع اني مش فاهم حاجه ولعلمك مروان اتجوز!
-نعم اتجوز ازاي يعني!
لكزه ظافر بحده قائلا...
-ماهو البيه نايم علي ودنه انا اتصلت بيك ميه مره مردتش عليا...

خرجت سلمي لهم فنظر لها يزيد منهي الحديث قائلا لمره اخيره بصوت يصل لظافر فقط..
-خليك واثق فيا!
رمق جسده العاري فاردف بضيق...
-و روح استر نفسك الله يسترك!
-خليك بعيد عنها لحد مااجي!
اردف ظافر بغيظ...
التفت يزيد يرمقها بحده بينما اتجه ظافر لارتداء قميصه...
-عجبك اللي بتعمليه ده!
اردف بحده لتجيب بغضب...
-انا اللي بعمل ولا انت اللي اكيد اتجننت!
-مش دي كانت رغبتك من الاول!

-انا مقولتش اتجوز مش تتجوز مني اللي راميه عيالها اصلا، عيل ايه ده اللي هتجبهولك مفكرتش في ده و لا في صاحبك!
-انا حر و ظافر موافق!
جذت علي اسنانها وقد عادت دموع الغضب فأردفت...
-انت كذاب ظافر ميعرفش!
-ميعرفش ايه بالظبط!
اردف ظافر بحنق من تشاحنهم الغير مبرر له...
-يزيد عايز يتجوز مني!
اردفت بغضب اعمي فجذ يزيد علي اسنانه وهو يلتفت لظافر يرجوه للهدوء بعينيه...

بينما تسمر ظافر في مكانه وقد اتسعت عيناه، رمش بقوة قبل ان يهز رأسه بعدم فهم قائلا...
-مني مين و يتجوز ازاي يعني؟
اقتربت سلمي بانهيار تضرب بكلتا قبضتيها علي صدر يزيد منغمسه في حزنها و غضبها واردفت...
-يزيد جوزي و صاحبك ده عايز يتجوز مني طلقتك!
اشتعل الغضب بعيني ظافر العسلية لتلمع كالنيران وهو يحاول السيطرة علي غضبه وعقله يذكره بما اخبره به يزيد...
-الكلام ده بجد!

-ايوة، انا عايز اكلمك فوق عند مىوان وهنحلها سوا ان شاء الله!
خرج صوت ظافر بغضب رعد الجدران قائلا...
-هنحل ايه انت اتجننت!
اقترب منه يزيد ليبتعد عن مرمي اعين زوجته قائلا برجاء...
-اسمعني يا ظافر تعالي نطلع لمروان...
دفعه ظافر بحده واتبعه نحو الباب وهو يردف بغضب...
-قدامي عند مروان!
خرجت شروق تتساءل...
-في ايه يا جماعه!
تنفس ظافر وهو يحاول الهدوء و يشعر كمن يوشك علي ارتكاب جريمة قتل...

-غيري هدومك وهاتي سلمي والعيال و اطلعوا ورايا عند مروان، مروان اتجوز امبارح!
-اتجوز؟!
قالت الفتاتان معا بذهول فهز رأسه قبل ان يدفع يزيد للخارج والي اعلي حيث شقه مروان...

في شقه مروان...
تململ مروان بضيق يشعر بشيء يجذب شعر ذقنه و صوت ضحكات خفيفة يحاول تجاهلها والعودة الي نومه...

ضحكاااااات! اتسعت عيناه ليرى وجه صغير يتوسط شجرتين من الشعر فوق رأسه...
ارفع نصف جسده بخضه فاصطدم رأسه برأسها!
-اااااه!
تأوهت منار متألمة، لينظر لها بذهول وهو يفرك رأسه هو الاخر قائلا...
-ممكن افهم بتعملي ايه فوق راسي!
نظرت له بحده قائله...
-هكون بعمل ايه يعني! كنت جايه اشوفك عايز حاجه مني!
نظر لها بتوجس ليردف بهدوء..
-حاجه ازاي يعني؟
ابتسمت قليلا لتردف برمشه من عينيها...

-حاجه كده ولا كده يعني!
فرك عينيه بتعب لا يعقل ان تكون قد اتت ل، اممممم كيف يصوره نعم لتتحرش به وهو نائم، رفع عينيه الي اعلي ارجوك يا عظيم لا تجعلها بمثل هذه الوقاحة!
طرقعت اصابعها للفت انتباهه وهي تهز رأسها بتعجب قائله..
-انجز يا مسكر عايزة انزل!
جذ اسنانه وهو ينفض يدها من امام وجهه قائلا...
-بطلي الكلمة المستفزة دي انتي عارفه فرق السن ما بينا!
ضحكت بمرح لتردف..

-اصلك هادي كده وطيب تحس انك تتحط علي الجرح يطيب و زي السكر!
عقد حاجبيه هل قالت انها ذاهبه لمكان ما؟!
-تنزلي فين بالظبط!
-سلامه عقلك يا مسك...
رفع يده يطبق وجهها بتحذير و حاجب مرفوع بحده قائلا...
-منار لاخر مره اسمع الكلمة دي انتي فاهمه!
اتسعت عيناها بخضه وتوتر لتهز رأسها بالموافقة!
تركها وهو يزفر مستغفرا ليردف قائلا...
-نازله فين؟
-نازله افتح الفرن!
قالتها وهي تصفع ظهر يدها بكفها الاخر بملل...

طالعها بغضب يحاول تحليل هل تمزح ام انها تتحدث بجديه ليستشفي جديتها من ملامحها التي تنظر له و كأنه مجنون!
هو المجنون!
-لا طبعا مفيش نزول الفرن ؛ انتي خلاص مش هتشتغلي تاني!
شهقت بغضب وهي تستقيم وتضع يدها علي خصرها...
-نعم نعم لا انا متفقتش علي كده! انا متعوده اجيب لقمتي بعرق جبيني و بعدين الحج ميقدرش يدير الفرن لوحده...
قذف الغطاء بحنق ليستقيم هو الاخر ويقترب منها..

-انتي بقيتي مراتي! انتي مش واخده بالك انك متجوزة دلوقتي!
-يعني ايه متجوزة؟
-اه شكلك هتتعبيني! بصي بقي مش معني اني هادي و مش بحب اتعصب عليكي او بمعني اصح بخدك علي قد عقلك انك تتوقعي اني هسيبك تشتغلي و في فرن!
-وماله الفرن يا سي مروان مانت واخدني منه! وبعدين انا مضربتكش علي ايدك انت اللي كنت هتموت وتتجوزني!
احمرت اذنه بغضب و حرج ليردف من بين اسنانه...

-اسم الله عليكي ما انتي كنتي قطعاني في الرايحه والجايه!
عقدت ذراعيها بعناد قائله باستنكار...
-محصلش ده انا كنت بطمن عليك عشان بتصعب عليا مش اكتر!
امسك بياقته فستانها الواسعة يقربها منه وهو يميل برأسه نحو رأسها لتتسع عينيها بذهول...
تحب الحديث بجراءه و مشاكسته ولكن الحديث و كفي!
تابع ارتباكها من قربه لها بحاجب مرفوع، واحاط خصرها بذراعه يقربها اكثر الي جسده قائلا...
-بصعب عليكي ازاي طيب!

حاولت دفع صدره للابتعاد و لكنه دفعها نحوه لتستقر يداها علي كتفيه وتنظر له بذعر و هلع وهو يشاهد احمرار وجنتيها بخجل لأول مره...
-ايه مالك احكيلي بقي كنتي بتشفقي عليا ازاي...
اردفت بتلعثم يشبه مواء الماعز...
-ما ما ما ما ما قصدش كده!
ضحك مروان واقترب يلامس انفه بأنفها فهبط جفنيها بتوتر واحمرت و جنتيها بشده، ليردف بخفوت...
-بتمأمأي ليه!

ارتفعت نظراتها بغضب نحوه وكادت تصيح به بغضب ولكنه سبقها وهو يغمز لها و ينهال علي ثغرها بشوق عارم يستكشف به كل جوانبه و مذاقها الذي سلب عقله...
وقد اعلن قلبيهما طبول الحرب لأسقاط الراء!
احاطت رأسه بذراعيها وقد تاهت في اعماق شغف ينفتح امامها للمرة الاولي فبرغم نشأتها كفتاة صغيرة تنتقل من مكان الي اخر وانتهائها يتيمه في نهاية المطاف...

الا انها استطاعت ان تنجو بنفسها والمحافظة علي كل ذره به مما هو محرم، علي عكس بعض الفتيات في نفس وضعها و موقفها البائس التي قد تنهار حياتهم وسط ذئاب من البشر انا هي فهي تؤمن بقوتها علي المقاومه...
لم ترغب في ان تبتعد عن شعور الأمان والحب الذي يحاوطها وهي بين ذراعيه وكأنها تستطيع نسيان هموم العالم و المضي قدما كأنسانه جديده لم تري اي مصاعب في حياتها السابقه!

ولكن للقدر راي اخر عندما دق جرس الباب مرتين متتاليتين!
ابتعد مروان يشعر بكل جسده يشع بذبذبات مشتعلة بينما مالت هي نحوه تسند جسدها الخامد...
احتضنها متجاهلا الباب ليردف بصوت غلب عليه بحه مشاعره...
-افتحي دولابي البسي اي ترنح من عندي عشان نستقبلهم ده اكيد ظافر و شروق!
هزت رأسها بصمت غير مصدمه روعه تلك المشاعر و نظرت له بخجل مره قبل ان ترمش و تتركه لتتجه نحو خزانه الملابس!

تركها مروان وهو يبغض ظافر في هذه اللحظة ويسبه الي ما لا نهاية، فتح الباب بملل ليتفاجأ بظافر الغاضب يمسك برقبه يزيد من الخلف ويدفعه للداخل بحده!
-صبحيه مباركه يا عريس!
اردف يزيد غير مبالي انه كاد يسقط علي وجهه فاردف ظافر بحنق...
-بس يالا انت متجننيش!
رفع مروان كفيه في الهواء قائلا...
-لا افهم بقي ايه اللي بيحصل بالظبط!
نظر لظافر وملابسه البيتية و يزيد المتوتر بخجل ليردف...

-طالع تباركلي ببنطلون بجامه وقميص خروج!
ترك ظافر ليلتفت ليزيد يضيق عينيه باتهام...
-انت هببت ايه بالظبط!
رفع يزيد حاجبيه باستنكار لما عليه ان يكون المسبب للمواقف الغريبة والمشكلات من وجهه نظرهم!
فرك خلف رقبته وهو ينظر لظافر قائلا...
-من غير مد ايد اقعد واسمعني للأخر!
-قول يا يزيد قبل ما اخنقك انا ماسك نفسي بالعافية!
عقد مروان ذراعيه يستمع لهم في محاوله للفهم!



look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:40 صباحاً   [18]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع عشر

فلاش باك بالامس!
اغلق يزيد الباب واحكمه بالمفتاح لن يسمح لها بالانتقال من هنا او من امام عينيه هي من طلبت القسوة وهذا ما ستحصل عليه!
خرج من افكاره علي صوت صراخ مزعج ليس غريب عليه و يأتي من شقه ظافر امامه!
سمح لنفسه بالاقتراب و التنصت ليتأكد ان تلك من تصيح وترمي بتهديداتها هي مني زوجته السابقة!

انكمشت ملامحه باشمئزاز لايزال يتذكر عندما تعمدت ملامسه اعلي ساقه وهو جالس بمكتب ظافر بينما الاخير يحضر غرض من الغرفة المجاورة، كان يعلم بوجود خلافات حاده بينهم بسبب طباعها وابتعاد ظافر عنها ولكنه لم يتوقع جراءتها!
ومن ذلك اليوم قرر هو وسلمي ان لا يجتمع وحيدا معها!
سمع صوت صديقه يهدر بأفظع الشتائم التي تستحقها بالكامل واخذ عقله يدور سريعا بما يمكنه ان يفعل للمساعدة...

فتلك الحقيرة ان تركت المكان ستذهب مباشرا لتستخدم نفوذ و اموال والدها و تقوم بأجراء اي خطوات قانونيه!
خبط بيده علي رأسه يناجي افكاره فلمعت عينيه بذكاء وابتعد الي منتصف الدرج عندما سمع اقترابها من الباب...
اصطنع الصعود ليرتطم بها بحده!
انتهي الفلاش باك!

-بس كده فانا فضلت معاها لحد ما اتأكدت انها روحت بيتها ومش هتعمل حاجه!
اردف يزيد بتفسير و هو يرجو اصدقائه تصديقه بعينيه...
ظل ظافر يطالعه بحده ليردف...
-و ايه اللي سلمي بتقوله وانك هتتجوزها!
-ما هو ده بقي اللي انا عايزكم تسمعوني فيه عشان تساعدوني!
وضع مروان يده علي وجهه قائلا بسخريه...
-نسعدك انك تتجوزها ولا ايه!
اغلق يزيد شفتيه بقله صبر ليردف...

-دلوقتي انت في مشكله كبيره ومن غير مساعدتي اتأكد انها هتاخد يوسف و فريده منك! من غير ما تقاطعني هي امهم وهتقدر تاخدهم خصوصا انك متجوز حتي لو فيها اللي فيها مش هتقدر تثبت ده في المحكمه!
-وبعدين؟
اردف مروان يرغمه علي المتابعة ليردف يزيد قائلا بإصرار...
-انا عندي خطه نخلينا تهدا شويه وفي نفس الوقت ندور علي حاجه نساومها عليه بس في سبب تاني!
-ايه هو؟
-سلمي عايزة تطلق؟
ابتسم مروان بسخريه قائلا...

-طيب ما ده طبيعي مش عايز تتجوز عليها...
امسك بنظراتهم بحده قائلا...
-لا سلمي عايزة تتطلق من سنه!
عقد ظافر حاجبيه بتساؤل ليردف...
-ليه؟
-عشان مش بتخلف و عايزاني اتجوز عشان اخلف و اطلقها شايفه انها بتخدمني و شويه كلام متخلف زيها!
وقف مروان و قد لمعت عينيه بفهم فاردف...
-اه يعني انت عايز ترسم علي مني عشان تساعد ظافر صاحبك و في نفس الوقت تبين لسلمي انك هتتجوز عليها طيب ليه؟

نظر للأسفل يخترق الارض بغضب ليردف باختناق...
-عشان تحس باللي بتطلبه! عشان انا مستحيل اطلقها عايزها تحس يعني ايه تسبني لوحده غيرها عايزها تعقل وتحس انها بتحبني انا وانها مش هتقدر تستحمل اني اكون لغيرها!
اقترب منه مروان يربت علي كتفه يشد من ازره ليردف بجديه...
-وانت مقولتش ليه حاجه من الاول؟
-مكنتش حابب اتكلم كنت فاكر اني هقدر اعقلها!
-عشان غبي!
اتاهم صوت ظافر من الخلف ليستكمل...

-اديك استنيت لحد ماتجبر نفسك انك تعذب مراتك كل ثانيه وهي عارفه انك هتتجوز عليها ومش اي حد ابشع ست علي وجه الارض واحده عديمة الأمومة اختارتها عشان تجبلك عيل!
اردف يزيد بحزم...
-هتساعدوني ولا لا!
نظر مروان لظافر يتجاذبان الحديث بأعينهم
ليلتفت ظافر قائلا...
-موافق بس لو حسيت انك افورت عليها اوي يبقي الاتفاق ملغي، انا عايزك تفوقها بس مش تحطمها!

-ولا انا صدقني! بس هو ده الحل الوحيد قدامي! انا هساعدك وانت ساعدني عشان خاطري يا ظافر!
-قفلوا بقي عشان الباب هيخبط!
اردف مروان قبل ان يستمعوا لجرس الباب!
رفع يزيد حاجبه بتعجب وينظر له بتساؤل ليبتسم قائلا...
-الحته اللي قدام الباب بتزيق!
وقف ظافر امام يزيد قائلا...
-يعني انا وانت هنعمل متقاطعين!
-اه
-يكون افضل مش هعرف اتعامل مع سلمي وانا بخدعها!
ضيق يزيد عينيه بضيق فاردف...
-لا حنين!

اردف ظافر بملامحه الجدية...
-سلمي بجد زي اختي ؛ حاول تنجز في الموضوع ده!
هز يزيد رأسه بالموافقة ليردف...
-اقعد هناك واعمل متعصب!
التفت ظافر ليذهب ولكنه عاد بجسده مره اخري قائلا...
-في امل اضربك عشان الحبكه؟!
ابتسم له يزيد باصفرار قائلا...
-لا!
ابتسم ظافر قبل ان يبتعد ليجلس بعيدا!

ركض يوسف وتبعته فريده يبحثان عن والدهم ليتجهوا نحوه يحتضناه و يردف كلاهما...
-صباح الخير يا بابي!
قبل ظافر كلاهما بابتسامه حانيه وهو يضمهم لصدره لتدلف شروق و سلمي بملامحهم الواجمة خلف مروان!
-لا مؤاخذه يا مروان بوظنا عليك الصباحيه!
اردف ظافر بابتسامه...
ضحك مروان بمرح ليردف...
-عادي مش جديد عليكم!
-مبروك يا استاذ مروان!

اردفت شروق بابتسامه مهذبه وتلتها سلمي بخفوت وعيونها منتفخة ليردف مروان بابتسامه مرحبة...
-االه يبارك فيكم، ثواني هناديها تسلم عليكم!
هزت شروق رأسها وهي تلتفت حولها فتنكمش ملامحها بغضب و اتهام عندما رأت يزيد، ابعدت انظارها نحو ظافر بشفقه فتتجه تقف بجواره تلمس كتفه فلابد ان خيانة يزيد له تقتله...
تلتها سلمي التي نظرت لزوجها شزرا قبل ان تتجه للوقوف بجانب ظافر من الناحية الأخرى...

كان ليسعد ظافر بهذا التحول ويبتسم بانتصار ليزيد المنزعج ولكنه لا يرغب في افساد الامر من البداية واكتفي برفع حاجبه بشماته في مواجهه يزيد!

دخل مروان لمناداة منار فانفجر ضاحكا ما ان رأها...
نظرت له شزرا قائله...
-انا مكنش لازم اسمع كلامك من الاول!
قالتها وهي تشير الي منامته الواسعة و الطويلة التي اخبرها بارتدائها وقد ثنت السيقان لتناسبها وامسكت الخصر برباط فستانها...
هدأت ضحكاته ليردف بابتسامه...
-متأسف اصلي متوقعتش! بس جميله صدقيني!
وضعت يدها علي خصرها وهي تميل للجانب قائله...
-جميله ولا بهلوان!

-مش وقته بقي سلمي و شروق برا تعالي عشان تسلمي عليهم!
نظر لخصلاتها العسلية الخلابة بأعجاب وتمني لو يرغمها علي ارتداء الحجاب ولكن الوقت ليس المناسب الان كما ان الخيار يجب ان يكون لها تأفف ليس تدين فقط بل لانه يغار عليها من العيون!
تنفست بقوة وتوتر تري هل سينظران لها كأنها فتاة فقيرة خدعت الرجل الغني بعيد المنال...

هزت رأسها برفض، مستحيل ان تظن بها شروق صاحبه القلب الطيب هذا الظن لا داعي للخوف او الرهبة...
عقد مروان حاجبيه وهو يرى عينيها تنتقل من شعور الي اخر، و نظر لوجهها الشاحب قائلا بهدوء..
-انتي خايفه؟
-لا و اخاف ليه!
هز اكتافه بموافقه واشار لها بالخروج، خرجت لهم ففرغ فاه سلمي و شروق التي وقفت قائله...
-منار!

نظرت لظافر بذهول ثم لمنار فمروان الذي احاط ذراعه يعلن مساندته لزوجته في حال قرر احدهم التصرف بحمق...
اتسعت ابتسامتها لتردف...
-مش معقول ايه المفاجأة الحلوة دي الف الف مبروك!
اخرجت منار ذلك النفس المكبوت داخلها ورسمت ابتسامه مرتعشة...
رغب مروان لو يضمها بقوة ليطمئنها فهذه الفتاه تكشف عن شخصيه داخليه تختلف تمام عن تلك القشرة التي ترميها حولها بانها تلك الجريئة القوية التي لا تهاب احد...

احتضنتها شروق بترحيب حار و بعدها سلمي التي غلب علي ملامحها الحزن برغم من ابتسامتها الضعيفة...
جلس الجميع يتعرف ولاحظت شروق ان ظافر يرسل نظرات غاضبه ليزيد...
وقف يزيد بعدها وهو يتنحنح ليردف...
-يلا يا سلمي!
نظرت له سلمي بغضب ثم نظرت لشروق التي ربتت علي يدها تواسيها بعينيها...
لم ترغب بإفساد الامر علي مروان و منار فوقفت تعدل حجابها وهي تردف...
-مبروك ربنا يرزقكم بالذرية الصالحة وتتهنوا سوا!

غاب عنها مدي تأثير تلك الدعوة علي يزيد الذي يعلم مدي صدق تلك الدعوة وامنتيها بان ينولها الجميع من حولها...
نظر لها بأسي وهي تخفض بصرها وتبعد يدها عن مرماه حتي لا يلمسها واتجهت الي الخارج تهبط علي الدرج امامه...
ما ان دلف الاثنان حتي اردفت بحده...
-طلقني!
-لا!
قالها ببرود...
-انا بكرهك يا بني ادم ايه مش بتفهم بقولك طلقني!
-وانا بكرهك يا سلمي عشان كده مش هطلقك!

خلعت حجابها بحده تشعر بالاختناق وتوجهت نحو غرفتها وقد اتخذت القرار بلملمه اشياءها والرحيل...
تبعها يزيد وهي تجذب حقيبة تناسوا وجودها من تحت الفراش لتفتحها وتبدأ في لملمه بضع اشياء لها، هتف بغضب...
-اللي في دماغك مش هيحصل!
-لا هيحصل! مش انت خلاص قررت تتجوز دي، مش دي بردو اللي كانت وحشه وبتتلزق فيك ازاي تبقي عارف انها ممكن تعمل كده مع غيرك وهي علي ذمتك و توافق...
نظر له بجمود قائلا...

-مش مهم المهم انها بتخلف و ده قراري انتي خدتي قرار و انا نفذته بطريقتي!
قذفت زجاجه من العطر كانت في يدها عليه بغيظ وهي تصرخ...
-اعمل اللي تعمله بس طلقني ووديني لاهلي!
تأوه بغضب يمسك صدره حيث صدمته زجاجتها فتوجه نحوها قائلا بعنف...
-عايزة تروحي لاهلك! تعالي و خلينا نشوف هيرضوا اصلا ولا لا!
نزلت دموعها بقهر وعناد فأردفت باختناق...
-هيوافقوا!..
-ماشي يا سلمي البسي طرحتك انا مستنيكي في العربيه تحت!

وبالفعل توجهت سلمي و يزيد نحو منزل والديها وجدت ابيها يؤدي صلاة الظهيرة و والدتها المسنه رحبت بهم بسعادة برغم انقباض قلبها لدي رؤيه سلمي بملامحها الباكية ودعت الله ان يكون ما جاء بهم هو الخير...
-خير يا ابني!
اردفت بابتسامه قلقه و وجهه شاحب هل قرر التخلي عنها بسبب عدم انجابها هل سيحدث ما تخشاه و تدعو ضده هي و زوجها في كل وقت!

جلس يزيد بهدوء قائلا...
-أساليها يا حجه؟
نظرت له سلمي بغضب و عيون حمراء لم تتوقف عن البكاء فقالت لوالدتها بخفوت...
-احنا قررنا اننا هنطلق!
اردف بحده...
-قرارك انتي مش انا!
نظرت لها والدتها بحنق و ذهول و لوم قائله...
-يا نهار ابيض عليكي يا سلمي انتي اتجننتي يا بنتي!
-يا ماما احترموا قراري!
-احترم ايه و هباب ايه انا مش هوافق علي الخيبه دي ابدا انتي عايزة تخربي بيتك بأيدك!

سمعوا صوت سلام انتهاء الصلاة قبل ان يدلف والدها فيبتسم بترحيب..
-اهلا يا يزيد ايه الزيارة الحلوة دي؟
-الحمدلله يا ابو سلمي، الله يخليك!
نظر لزوجته العابسة و ابنته بعيونها الحمراء فاردف بقلق...
-خير يا جماعه في ايه؟
-بنتك المحترمه عايزة تطلق من جوزها!
نظر لها والدها باعين متسعه بصدمه ليقول...
-لبه يابنتي كده فال الله و لا فالك!

فتح يزيد فمه ليروي لهم رغبتها لان يتزوج و رغبتها الثانية في ان يتخلى عنها واكد بحده انه لن يوافق علي طلاقها وانه فقط يلبي رغباتها!
وضعت سلمي يدها تسند وجهها بقهر و حزن ودموعها ترفض الجفاف...
استمعت الي توبيخ والدتها ووالدها في غرفتها بعد ان طلبا محادثتها واقناعها بالعدول عن هذا القرار بمفردها...

و بعد توسلات كثيرة منها لوالدتها بان ترحمها وترغمه علي تطليقها الا انها رفضت بحده قائله بان ظل رجل و لا ظل حائط!
(مش هرد )
خرج والدها عابس الوجه ليردف ليزيد بهدوء...
خلاص يابني هي هتروح معاك وان شاء الله الكلام الفارغ ده مش هتعيده تاني!
هز يزيد رأسه وهو يتابعها تسير نحوهم بخنوع منحنيه الرأس...
شعر بطعم كسرتها وقهرها في حلقه و اردف باختناق خافت...
-شكرا يا حج عن اذنكم!

توجه نحوها يمسك يدها فتبعته باستسلام وتعب الخارج و من ثم الي السيارة..
رفضت سلمي رفع رأسها او النظر له وقد تحطمت كل امالها بوجود سند لها في هذه الحياه ولكنها لن تلوم والدين مسنان يظنان انهما بذلك يمنحاها الحياه!
ظل يزيد يسترق النظر لها طوال الطريق، وغضب وضيق يتملكه، قلبه يعتصر بألم يطوق لضمها ولكنها من حكمت عليهم بالعذاب!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 11 < 1 3 4 5 6 7 8 9 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1532 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 967 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1738 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، خيوط ، الغرام ،











الساعة الآن 11:13 PM