logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:37 صباحاً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع عشر

-متوتره من ايه يا شروق انتي عبيطه! دي امك يا ماما متخافيش، هاتي يحيي انا هشيله!
-لا لا ماما عايزة تشوفه انا هدهولها!
-ماشي ومتخافيش من حاجه انا معاكي!
اردف بثقه وهو يربت بحنان علي ظهرها، ابتسمت له لتتأفف قائله...
-ايوة صح يلا نطلع!
ابتسم قليلا علي سخافتها وخرج خلفها، وقفت والدتها وهرعت نحوها تحتضنها وتأخذ يحيي الي احضانها...

غمز لها ظافر بمشاكسه قبل ان يتجه نحو اخيها يجلس علي الأريكة امامه، كان يراقب كل افعاله و انظاره ويتابع نظراته الخاطفة نحو الصغير...
الخال والد كما يقال و لا يستطيع ان يكره طفل صغير مهما كان قلبه متجحر او سيء الطباع!
ابتسمت شروق و هي تتابع والدتها تداعب الصغير و تخرج لفه من المال تضعها في احضانه كمباركه واظهار الفرحة...

انقضي النهار في الضحك والمداعبة بين شروق و والدتها والصغير حتي ان والدتها توجهت بعد فترة لرامي ووضعت الصغير بين يديه وقد حمله بابتسامه صغيره دون اي كلمه...
توترت شروق فتوجهت تجلس جانب ظافر الذي تصلب جسده وكأنه يتوقع من شقيقها ان يتحول وحشا ويقتل الصغير!
ولكن والدتها انقذت الموقف عندما اخذت الصغير ضاحكه بانها تريد الشبع من حفيدها الرائع...
-وانت عامل ايه يا ظافر!

قالت والدتها باتسامه حانيه بعد ان شعرت انها تجاهلته بلهفتها علي الصغير...
فاردفت زافر بهدوء...
-الحمدلله انا كويس و حضرتك؟
-انا بخير طول ما انت و شروق بخير!
ضحكت شروق ضحكه غريبه فرفع حاجبه يرمقها نظره ولكنها فاجأته عندما اقتربت منه ورفعت يدها تربت اعلي ركبته لتتسع عينيه بذهول لتردف بتوتر...
-احنا بخير يا ماما زي ما انتي شايفه!
رفعت يدها سريعا ما ان لامسته و احمر كل وجهها...

فكتم ظافر ضحكه ترغب في الهروب وفهم ما تود اصطناعه امام والدتها و بابتسامه خافته وضع يده حول كتفيها يقربها اليه قليلا وبالتأكيد لم يفته نظر اخيها للناحية الأخرى بعدم راحه مما اسعد ظافر للغاية بهذه التمثيليه فقال لوادتها...
-انا بجد مش عارف اشكرك علي الادب و الاحترام اللي ربيتي شروق عليه، ربنا يخليكي يا امي!

اتسعت ابتسامه والدتها برضا وهي تهز رأسها بفخر بينما خجلت شروق كثيرا فهو شبه يحتضنها الي جسده الدافئ واخر ما ترغب به هو ان تشعر بتلك المشاعر المحرمه امام ذويها!
اما رامي فقد تنحنح معلنا عن وقت الرحيل!
ودع الثنائي اهل شروق بابتسامه فاردف ظافر.
-منين ما تبقي فاضيه متتأخريش علي شروق يا امي البيت بيتك!
-اكيد طبعا يا ابني كتر خيرك، وانا علي طول هتابع مع شروق و هاجي لحفيدي!

ما ان اغلق الباب حتي اعطته يحيي بغضب قائله...
-علي فكره اخر مره هسمح انك تخلي فريدة و يوسف يفضلوا في اوضتهم كده! المفروض انهم اولادي ومينفعش يتعاملوا المعامله دي و لو قدام اهلي حتي...
توجهت نحو غرفه الصغيران وهو يتبعها بحده قائلا...
-انا بعمل الصح! انا مكنتش متأكد الزياره هتعدي ازاي ومحبتش الولاد يتعرضوا لحاجه تأذيهم...
رمقته مره بقله صبر وهي تفتح الغرفه...
-قطاقيطي الحلوين!

قالت جملتها الممطوطة وهي تراهم ممددين علي الفراش يتقلبون بملل، لتقفز فريدة اولا بسعاده قائله...
-مامي! مسيوا خلاص!
ضحكم شروق قائله...
-ايوة يا اروبه، و عشان كده بابا قرر يشغل الدي في دي عشانكم بفيلم الديزني اللي تختاروه...
ضيق ظافر عينيه وهو يعض شفتيه من الداخل كارها انها تتخذ القرارات و تضعه في الامر الواقع، فهكذا امر يكرهه للغاية...
-بجد يا بابي هيييه، هيييه يلا يا يويو نختار بسرعه!

تخطاهم الصغيران وهم يركضان فأعطاها ظافر يحيي وهي تخفض انظارها تخفي وجهها بخصلاتها القصيرة ؛ تعلم انها تزعجه ولكنه ما ان اعطاها الصغير مد يده يبعد خصلاتها للوراء قائلا وهو يضع شفتيه عند اذنها...
-كرتون اربعه وعشرين ساعه! عشان تعرفي انك بتبوظي تكوينهم!

اغمضت عينيها بقوة وهي تشعر بتحرك شفتيه علي اذنها ووقف شعر رقبتها من الخلف، ابتعد ينظر الي وجهها وعيونها المغلقة ولم يستطع منع نفسه من ان يميل ويطبع قبله سريعة علي شفتيها المكتنزة بطعم الفراوله...
لولا غريزة الأمومة بداخلها و يحيي الذي علي ذراعيها لانسابت علي الارض...
اخرجت نفس طويل بعد ان تركها و خرج لتتمتم بهلع...
-يا سواد السواد انتي مخروعه ليه كده اجمدي!

(انشفي يابت احنا بناتنا اشرف من الشرف ).

في احد القصور بالمناطق الراقية...
جلست مني قباله والدها تدخن سيجارتها قائله...
-مكنش ينفع السهره دي بكره!
ترك والدها فنجان الشاي ليردف...
-مينفعش لازم نتمم الصفقه النهارده ومحتاج دماغه تتشتت! وبعدين وراكي ايه جلسه مساج و لا سفريه تافهه مع اصحابك!
-لا ورايا جوز ارجعه!
دوت ضحكه هاشم ارجاء المكان فوضعت هي ساق علي الاخرى تهزها بملل و انزعاج من تهكمه الواضح..

-جوزك! وانتي فكرك ظافر زي شويه العيال اللي عرفتيهم، انسي يا حبيبه بابا و دوريلك علي حد غيره!
فعصت عقب السيجار بعنف قائله..
-مبقاش انا موني هاشم لو مجبتهوش راكع تحت رجلي!
هز والدها رأسه بقله صبر واردف بلا مبالاه...
-اوك زي ما تحبي علي العموم انا ماشي دلوقتي، شوفي هتجهزي ازاي قبل بليل!
هزت رأسها بالموافقة و عقلها يدور في حل لاستعادته، فمن هو ليرتكها وهي ترغبه!

فقد كان احجيه بالنسبة لها حين رأته مع صاحب الشركة التي يعمل بها خطف عينيها بسماره و رجولة ملامحه مختلفا عن الوسامة المائعة لمعظم الوسامه عند الرجال كما ان عينيه العسلية نقطه ضعف اي امرأة تراه..
كان يقوم بعمله بجديه تامه في اجتماعهم لم يرمقها نظرة واحده و رفض السهر معهم بالرغم من الحاحها هي ووالدها وتقربها منه في الوقت الذي تهافت الرجال علي نظرة منها...

كان يزعجها اصدقائها بشده بانها لن تستطيع الوصول اليه لتزمته و ذوقه المختلف في النساء و قد اجادت فهم طباعه و دراستها لتستطيع تقمص المرأة التي يرغب بها و ايجاد دور المرأة الهادئة طالبه الحب والحنان ولكي تحصل علي حبه و استطاعت!
وستفعل مجددا!

في شقه ظافر...
-بص يا يويو خليك جنبه انا هدخل استحمي بسرعه و جايه اوعي تصحيه يا قلبي!
قالت شروق ليوسف الصغير الذي جلس بهدوء علي فراشها بجوار يحيي النائم، فاردف قائلا بصوت طفولي خافت..
-متخافيش انا مش هتحرك من هنا ولو عيط هشيله بس!
-ماشي بس اوعي تخبط راسه لو عرفت تسكته من غير ماتشيله يكون احسن..
هز الصغير رأسه بالموافقة، واتجه للعب بهاتفه المعلق برقبته...

هزت رأسها بخيبة امل علي تلك العادة التي الصقها ظافر به، فالصغير يظن ان كارثه ستحدث وهو الوحيد القادر علي انقاذها باتصاله بوالده!
توجهت للاستحمام فهي تحتاج حمام ساخن يعوضها عن النوم الطبيعي...
عاد ظافر بعد شراءه لبعض الاغراض فوجد هدوء تام، توجه نحو غرفه اطفاله فوجد فريدة نائمه، ابتسم و ذهب يطبع قبله علي رأسها و اتجه ليري الاخرين!

وصل له صوت يحيي الصغير وهو في منتصف الطريق الي غرفة شروق، ابتسم قليلا الصغير يشبه والده رحمه الله لا يرغب في ان تتركه والدته من يديها...
لمحه حزن وشفقه لامست قلبه لم يسنح له فرصه رؤية طفله او العكس و لكنه سيبذل قصاري جهدا حتي لا يشعر الصغير بفقدانه للاب فهو يشعر به ابن حقيقي له يكفي انه ابن لأبنه الراحل...
فيحيي كان و سيبقي رجل في هيئه طفل كبير مرح وهو والده...

دق الباب عندما زاد بكاء الصغير فسمع شروق تصيح...
-انا طالعه خلاص يا ابن المفجوعة!
خرجت منه ضحكه صغيرة لابد انها تستخدم المرحاض، فتح الباب ليجد يوسف يحاول حمل الصغير، ارتعب لوهله و هو يراه يعافر لعدل رقبته فاردف بحده...
-استني يا يوسف!
-بيعيط لوحده!
قال يوسف بذعر و مدافعه خوفا من نبرة والده...
فاردف ظافر بصوت عال نسبيا وهو يأخذ يحيي الباكي...
-انا مش قولت قبل كده متشيلش يحيي دلوقتي عشان لسه صغير!

-يا بابي كان بيعيط و مامي قالت لو عيط شيله!
جذ علي اسنانه فاردف بحده غير قادر علي تمالكها وهو يتوعد شروق في سره...
-يلا علي اوضتك، المفروض انك الكبير المسؤول وانا مش هنا!
اطرق يوسف رأسه بحزن وهو يمط شفتيه للأمام و دون اي كلمه توجه الي غرفته...
خرجت شروق مسرعة عندما وصل لها صوت ظافر العالي، فالتفت لها بغضب قائلا...
-انتي بتستعبطي!
رفعت حاجبيها بذهول قائله...
-انت بتتكلمني انا؟!

-خدي ابنك سكتي الاول وبعدين نتكلم!
-انت بتزعقلي ليه! وفين يوسف؟!
-لا انا لسه مزعقتش!
احمر انفها بغضب فأردفت...
-لا انا محدش يزعقلي!
توجه نحوها بغضب فرجعت بخطواتها خوفا ولكنه مد يده يجذبها خلفه و دفعها لتجلس علي الفراش...
-ايه اللي بتعمله ده يا...
قطع حديثها وهو يناولها يحيي الباكي قائلا بحده...
-اكلي!

احمر كل وجهها برعب هل يتوقع ان تطعمه من جسدها وهو موجود فأردفت بغضب وهي تقف تناوله الصغيرة مره اخري لإحضار البديل قائله...
-طيب امسكه اعمل الببرونه!
وبذلك هرعت حافيه القدمين الي احدي الطاولات الجانبية الحاملة لصينيه بها لبن معلب و زجاجه مياه و بضع ببرونات...
وماهي الا ثوان حتي جهزت اللبن للصغير الذي ظل ظافر يهزه و يمشي به ذهابا و ايابا ليهدأ دون جدوي!

اعطاها يحيي فانشغل الصغير في طعامه وانشغل ظافر في تفحصها...
لاحظ خصلاتها المبللة التي التصقت بشكل عشوائي بجانب وجهها و رقبتها...
لعق شفتيه رافضا بعض الافكار التي يمكنه بها ازاله تلك الخصلات الي الخلف...
مال نظرة لقدمها التي تهتز بحده بتوتر او ربما بغضب، فتابع قدمها الصغيرة الحافية و اظافرها المزينة باللون الاحمر...

ارتفع جانب وجهه في ابتسامه عندما انكمشت اصابعها للأسفل و كأنها استشعرت نظراته لها!
لما يتحول من الغضب الي شعور مشاكس عندما يمرر انظاره عليها؟!
هز رأسه يرفض ان تنجو بفعلتها!
ونظر لها وهو يقضب جبينه قائلا...
-انتي ازاي تسيبي يوسف يشيله الاتنين اطفال!
-عادي مش جريمه!
اردفت بعناد زاد من انزعاجه فاردف...

-عادي! لا مش عادي طبعا كان ممكن يتمزق او بعد الشر يقع من ايده في ام مكلفه و مسئوله تقع في حاجه زي دي!
هل يقصد انها غير جديرة بدور الأمومة! شعرت بدموعها تتجمع و زمت شفتيها بغضب دون رد...
هزت رأسها متناسيه بلل شعرها، اين خصلاتها لحمايتها من نظراته حين تحتاجها...
جلس ظافر بجوارها قائلا...
-متقاوحيش في الغلط انتي مش طفله ولازم تبقي قدوة ليهم!

قالها وهو يمد يده ويسمح لنفسه بلملمه خصلاتها من علي وجهها ورقبتها برقه بالغه تتنافي مع نبرته الموبخه...
نظرت الي الصغير في احضانها تضمه اكثر وتحاول الانشغال عن لمساته السحرية التي باتت تؤرقها كثيرا مؤخرا...
-انا مش صغيرة!
قالتها بخفوت و وجه احمر فادر وجهها بأطراف اصابعه قائلا...
-عارف انك مش صغيرة بس لازم تفكري بعقلك مش بمشاعرك..
-انت زعقت ليوسف؟
رفع حاجب علي تبديلها للحديث فاردف..
-لا!

نظرت له بلوم واعين متسعه قائله...
-متكذبش!
ستكون عينيها سبب في موته العاجل، نظر لمهمته التي انتهت ولكنه يستمتع بملمس خصلاتها و رقبتها واردف...
-انا مش بكذب!
-انا طالعه علي صوتك اللي قد كده!
-انا حذرته بس!
-يعني زعقتله!



look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:38 صباحاً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس عشر

زفر بحنق وهو يدير رأسها لأبعاد بضع شعرات من رقبتها بالخلف...
-ايوة!
هزت رأسها تمنعه من متابعه لمساته بغضب فأعادت كل خصلاتها لالتصاق بوجهها...
-انت عارف انك كده هتخلي يكره يحيي!
ابعد يده بغيظ بعد ان انهي مهمته علي خير دون ان يلتهم ذلك الوجه و تلك الرقبة اعادت تلك الخصلات لتداعب عينيه و مشاعر رجولته!
انتبه لحديثها فاردف بغيظ...
-يكرهه ليه؟

-عشان هيحس انك بتفضله عليه و طبيعي الطفل يحس بالغيرة يعني لازم تظهر للكبير انك بتحبه الصغير دلوقتي مش فاهم!
عقد حاجبيه بتفكير، وجهه نظر! لم يفكر من تلك الزاوية!
وقفت شروق بعد ان تأكدت من نوم صغيرها تضعه في الفراش الهزاز واردفت بصوت خافت وهي تجلس بجواره مره اخري...
-لازم تصالحه!
-هو كل اما...
وضعت شروق كفها علي فمه تمنع صوته العالي بملامح منكمشة لتقول بخفوت حاد...
-وطي صوتك هيصحي!

نظر ليدها قبل ان ينظر لعينيها بحاجب مرفوع، تابع تحول غضبها الي الخجل وهي تسحب يدها بتوتر من علي فمه...
شبكت اصابعها امامها بتوتر ونظرت الي الجهة الأخرى...
رمق خصلاتها المبللة مره وقرر اعاده ما كان يفعله، مد يده يلملم تلك الخصلات ببطء بأطراف اصابعه، نظر مره الي صدرها الذي يصعد و يهبط من صعوبة تنفسها وابتسم بمكر، وسعادة لأنه يؤثر بها...

اقترب منها وشعرت بأنفاسه تلفح جانب وجهها فأغمضت عينيها بقوة وهي تعتصر اصابعها سويا...
الا يجب ان تعترض الان!
اتسعت عيناها مره واحده لتغمضها مره اخري وهي تشعر بشفتيه تفتح و تغلق علي رقبتها بشغف...
فتحت فمها في اه مكتومه غير قادرة علي تحمل بعثرة مشاعرها وهو يقبل خلف رقبتها...

و شعرت بجانب وجهه و ذقنه الخفيفة يداعب جانب وجهها الناعم فتاهت في مدي اختلافهما و ارتفعت يدها تتعلق بذراعه الذي يمسك بخصلاتها للخلف...
ترك خصلاتها القصيرة ليحاوط وجهها ويتوه بها في قبله عميقه يخرج بها مكنونات قلبه فمن يصدق انه وقع بالفعل في عشقها و تأكد له في تلك اللحظة انه سيفعل المستحيل لإرضائها واسعادها...
ولن يقوي ابدا علي بعدها!
-ظافر!

اردفت بصوت مبحوح خافت وهي تبتعد عن شفتيه، تحاول ايقافه فالباب غير مغلق!
ولكنه آن بشوق وهو يستمع لاسمه يخرج بتلك المشاعر الجياشة من بين شفتيها...
واعاد ضم شفتيها بين شفتيه سامحا ليده بالتجول علي جسدها الصغير الذي اشعل نيرانه!
ابعدت وجهها بذعر وهي تمسك يده القوية وتوقف اكتشافها قائله بخجل وتلعثم..
-الاولاد ممكن يدخلوا علينا!
نظر لعينيها يحاول التحقق من صدقها...

فأبعدت عينيها بخجل، تنهد لا يرغب في الظن انها ترفض لمساته فابتعد قليلا وهو يمرر يده علي رأسه محاولا الهدوء...
كانت اول من تحدث وهي تردف...
-انا محتاجه اجيب شويه حاجات من الشقة اللي فوق ممكن اخد يوسف معايا!
-هتجيبي ايه؟
-هدوم و حاجات!
-اجي معاكي اشيلهالك؟
-لا طبعا!
لم يعقب علي توترها و سرعتها في الرد وهز رأسه بالموافقة فأردفت بخفوت...
-هنزل قبل يحيي ما يصحي ولو صحي رنلي انا معايا تلفوني!
-ماشي!

خرجت سريعا فعقد حاجبيه بتفكير هل ارعبها بمشاعره ؛ تري هل تندم فادعت هذه الحجه للهرب من امامه ام...
وقف تفكيره وهو يبتلع ريقه بصعوبة ام انها قد اشتاقت ليحيي رحمه الله و تشغر بالذنب لاقترابه منها؟!
لقد تجاهل الامر ليمنح كلاهما فرصه للعيش و لم يتطرقا اليه مره واحده ولكن هروبها المتواصل يفقده عقله ويجعله يراجع قراره بالمضي قدما معها خاصة بعد موقف مروان سامحه الله!..

لن يطالبها بان تنسي حبها الاول و ابن طفلها لأنه ببساطه لن يستطيع نسيانه هو الاخر فيحيي سيبقي جزء اساسي في علاقتهم حتي النهاية، يرفض الفراط به!
رن هاتفه فأخرجه سريعا حتي لا يستيقظ الصغير، و ابتسم عندما رأي اسم مروان، اذكر القط!
-الو يا مروان اخيرا افتكرتنا!
اصمت يستمع لتتسع عيناه بذهول قائلا...
-بطاقتي ليه؟ نعم و اجيبه منين ده! في ايه بيحصل بالظبط؟! طيب اديني ساعه و هكون عندك!

اغلق الهاتف و عقله يدور بتعجب لما يريد مروان مأذون و بطاقته في هذا الوقت!
كان يبحث عن رقم شروق لأخبارها بالنزول سريعا عندما دق جرس الباب!
حمد الله وذهب ليفتح لها الباب، رمش بحنق و زفر وهو يري ابتسامه زوجته السابقة المنمقة...
-انتي مابتزهقيش؟!
دفعته وهي تدلف بجواره تاركه الباب علي وسعه...
-عمري ما ازهق منك!
-عايزة ايه يا مني!
-عايزاك!
-وانا مش عايزك!
قالها بحده دون مشاعر...

-كفايه عناد بقي يا بيبي! لو مكنتش اشتقتلي انا مكنتش روحت اتجوزت عليا!
دوت ضحكته الجافه المكان ليردف...
-اولا انا متجوزتش عليكي لانك مش مراتي اصلا ؛ ثانيا واضح مرض الانا لسه عالي عندك لاني اكيد متجوزتش عشان وحشتيني!
ضحكت تلك الضحكة الرفيعة المغنجة وهي تجلس واضعه ساق علي الأخرى قائله...
-لا ما انا عرفت ان دي مرات يحيي الله يرحمه! طول عمرك شهم يا بيبي!
ضيق عينيه بغضب ليردف...
-قصدك مراتي انا!

وقفت بغيظ قائلا...
-ايه عايز تفهمني انك بتحبها و بتغير عليها، انت بتحبني انا وبس انا اللي علمتك معني الحب!
-لا مش بحبها...
ابتسمت بانتصار وهي تقترب منه وتلامس صدره بيديها لتزول تماما عندما اردف بجديه تامه في وجهها...
-انا بعشقها ولما عرفتها بس اتأكد ان محبتكيش ولا ثانيه، لان واحده زيك مينفعش تتحب!
قبضت ملابسه بين يديها تقرب جسدها منه بخطورة واردفت من بين اسنانها...

-لا مش بتحبها، انت بتحاول تغيظني عايزني اغير مش كده!
ابعدها ظافر بحده و استدار بعيدا مستعدا لطردها فوجد شروق بملامحها الغامضه تقف عند الباب و يوسف يضم ساقها لجسده وكأنها يحتمي بها وينظر بكسره لما يطلق عليها امه...
عقدت شروق ملامحها وهي تضع حقيبة كانت بيدها بجوار الباب و ربتت علي رأس يوسف قائله...
-ادخل اودتك يا يويو و انا هجيلك متخفش...
اتخذت مني خطوه للأمام باستنكار قائلاه بغضب...

-انتي مالك و مال ابني، سيبيه تعالي يا يوسف ل مامي!
اعتصر يوسف ساق شروق خوفا منها فكل ما يبقي في ذاكرته هو صراخها عليه و جفاءها، زاد ذلك التردد من غضب شروق فأردفت بحده...
-متعليش صوتك قدامه، ادخل يا يوسف متخافش...
اشارت مني بغضب للصغير صارخه...
-بقولك تعالي انا امك ولازم تسمع كلامي!
كاد يجيب ظافر بغضب علي هتافها و مطالبتها بشيء تنازلت عنه منذ زمن...
ولكن شروق قاطعته بضحكتها وقولها بسخريه...

-لحظه ابكي تراني تأثرت! تعالي يا يويو...
امسكت يده وذهبت بنفسها تدخله للغرفة واغلقت الباب...
نظرت مني لها شزرا قائله...
-انتي ازاي تتجرئي! انتي هنها بديل ليهم عني وعمرك ماهتكوني انا!
عقدت شروق ذراعيها وهي ترفع حاجبها بثقه...

-هبقي بديل ازاي لحاجه مكنتش موجوده من الاساس واكيد طبعا هصلي ركعتين شكر ان عمري ما هكون زي واحده ظالمه زيك، انتي ازاي بتنامي بليل وانتي مش عارفه عيالك ضناكي نايمين ولا جعنين و لا ناقصهم ايه!
-اخرسي اخرسي!
اردفت مني بجنون و التفت لظافر الواجم غير مباليه لملامحه القاتلة وتأثير كل كلمه حقيقيه ذكرتها شروق وهو يحاول تمالك غضبه حتي لا يسمع الاولاد لخلافهم فاستكملت بجنون وغضب...

-انت سايبها تعامل عيالي كده!
اردف من بين اسنانه بغضب مشتعل، وهو يعتصر ذراعيها...
-و هما فين عيالك! افتكرتي ان عندك عيال دلوقتي!
علت انفاس مني بغضب وهي تنظر لشروق ونظرتها الحازمة و ظافر و غضبه المشتعل لا تعرف كيف تتصرف!..
(نسيبها تشعلل وهرجعلهم كمان شويه ).

في الشقه المقابله لهم...
اخرج سيزيد سيجاره اخري كارها لجؤه لتلك العادة السيئة...
فعلتها تلك التعيسة ولم تهتم خرجت ولم تعد حتي الان!
كل ما يحدث بسبب طيبته و عدم رغبته في ايذائها ولكن بفعلتها تلك ستفجر ابواب غضبه في وجهها وليعلمها لما علي البشر اتقاء شر الحليم اذا غضب!
تريده ان يتزوج و يتركها!
حسنا سيفعلها ولكن بطريقته!

شعر بصوت المفتاح قبل ان تدلف الي الشقة، توجه نحوها فرمقته بلا مبالاة نهشت في قلبه و تخطته الي غرفتها...
-كنتي فين؟
-كنت عند ماما!
-انا مش قولت مفيش نزول!
خلعت حجابها و اخرجت منامتها بهدوء قائله...
-و الله انا كده مش عجبك شوفلك واحده غيري...
ابتسم بقهر لتنازلها عنه بسهوله، فهو قد يجن ان فكر حتي مجرد التفكير باقتراب اي رجل منها!

-يعني الموضوع عناد! بتجبريني اني اكرهك عشان توصلي للي في دماغك بس تصدقي ايه حصل و مكنتش اتوقعه!
كانت تغير ملابسها بجمود ملامحها دون ان تلتفت اليه لتردف بملل...
-ايه؟
-انا فعلا بكرهك!
توقفت يدها التي كانت تزر ملابسها لبرهه وقد جف حلقها وتحطم قلبها ببطء كزجاجه تهوي في الفضاء قبل الارتطام بصلابه الواقع...
-عادي سيبني و شوف غيري تحبها يا سيدي!

التفتت له بعيون خالية من الروح جافيه فهز رأسه بذهول قائلا...
-عمري ما توقعت ان اللي حبيتها تبقي معدومة القلب للدرجة دي! ده لو كان عندها قلب من الاساس!
ارتعش فمها قبل ان تردف بحده...
-لو سمحت مش عايزة اسمع كلام مالوش لازمه!
-فعلا مالوش! لانك متستحقيش اني اتكلم معاكي!
قالها بصوت مرتفع فصاحت بحده...
-خلاص متتكلمش خالص لحد ما الموضوع ده ينتهي!

اقترب منها غير مصدقا ما يحدث بينهم بعد حب سنين فأشار بيديه حوله قائلا...
-طيب انتي عايزة ايه يا سلمي ؛ عايشه معايا لغرض ايه! ايه ممكن اعمله يخليكي تبطلي النكد و اللي بتعملي ده عشان انا خلاص مبقتش لاقي حل قوليلي حالا اعمل ايه يريحك و هعملهولك!
عقدت ذراعيها وهي ترفع رأسها تمسك انظاره الراجية متيقنة تماما انها ستمزق كل ذره امل من عينيه فاردفت ببطء...
-اتجوز واحده غيري!

مسكت انظاره تتابع حزنه و كسره قلبه لتتحول عينيه لغضب و جمود فيردف بحفيف اعماه الغضب...
-حاضر يا سلمي، حاضر هتجوز!
هزت رأسها تبعد عيناها عن وجهها و تغمض عينيها ثوان غير سامحه لقلبها بالحزن و والتراجع عن قرارها فأردفت بهدوء...
-تمام وانا بكره الصبح هجهز حاجتي ونخلص من الموضوع ده قبل الشغل!
-تجهزي حاجتك ليه انتي رايحه فين؟
اردف بهدوء قاتل، فرمقته بتساؤل قائله...
-عند اهلي طبعا!
-ليه ايه هيحصل بكره؟

-هنطلق؟ انت مش قولت هتتجوز ولا لحقت تنسي؟!
قالت نصف جملتها الاخيرة بتهكم...
فابتسم بقسوة قائلا...
-لا منستش انا هتجوز فعلا بس انا مقولتش هطلقك!
علت انفاسها وهي تشعر بنفسها تهوي من الداخل...
-يعني ايه؟
-يعني انتي هتفضلي مراتي ومش هسيبك!
-وانا مستحيل اقدر اعيش و انا مراتك ؛انت مش قولت هعمل اللي يريحك!
اردفت بذعر و توتر فان بقت زوجته ستموت كل ثانيه بالبطيء يكفي نزيف قلبها لمعرفه انه قبل الزواج!

-انا قولت هعمل حاجه تريحك مش مجموعه حاجات! انتي اخترتي حاجه تريحك ومن حقي انا كمان خيار يريحني!
-هتستفيد ايه يا يزيد انا مش هخليك تقربلي انا مش بحبك!
نظر لها بقسوة متجاهلا تمزق قلبه لاعنا حبه لها من البداية ليردف متعمدا...



look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:38 صباحاً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس عشر

-وانا هقربلك ليه ؛ هيبقي عندي غيرك اقربلها متخافيش! انا بس عايزك كده قدام عيني!
كانت عيونها تتجول في المكان بجنون وتشعر بالاختناق لم تتوقع رغبته تلك فهتفت بذعر و غضب...
-انا بكره هرجع لاهلي و هتطلقني يا يزيد!
-وانتي تفتكري اهلك هيوافقوا علي طلاقك خصوصا وانتي امممم كنتي بتقولي ايه علي نفسك اه افتكرت ارض بور!

قالها بجمود وقسوة لم تعتدها منه لتتفتت اخر ذرات شجاعتها وانكمشت ملامحها و دموعها الغاضبة تهرب...
-هيوافقوا!
قالتها وسط دموعها وارتعاشه شفتيها...
رفض الاشفاق عليها فدرسها بدأ للتو ولن يتركها حتي تعود لرشدها تريد اتباع القسوة...
فلتكن القسوة اذا!
هز رأسه بسخريه قائلا...
-انا نازل احتمال ادور علي عروسه بيقولوا عرايس الليل و اخره هما اللي بيعمروا!

-انا مش هسكت و مش هسيبك تعمل فيا كده هتطلقني غصب عنك يا يزيد!
صاحت بغضب ولكنه تجاهلها والتقط مفاتيحه و بمراوغه اخذ مفاتيحها هي الأخرى فاخر ما يرغب به ان تهرب ليلا وهو بالخارج!

اما عند ظافر...
نظرت لهم مني بغل شديد فاقترب ظافر يضع ذراعه حول شروق يقربها منه رغما عنها قائلا...
-واتفضلي بقي عشان انا و مراتي عايزين نستريح!
-و ديني يا ظافر و ديني ما هرحمك ؛انا هوريكم!
-ميهمنيش!
تحركت عيونها داخل مقلتيها وكأنها تبحث عن اهانه كبيره فأردفت بحاجب مرفوع...
-تمام اوي انت اتجوزت يبقي انا اولي بولادي، انا هرفع قضيه حضانه و هاخدهم منك!

تحرك ظافر يرغب في صفعها علي وقاحتها فأمسكته شروق بصعوبة وهو يردف...
-تصدقي بالله انتي اقذر مخلوقه في الدنيا ولو ممشتيش حالا هدفنك مكانك! قال ولادك قال!
-اهدا يا ظافر ارجوك عشان الاولاد!
اردفت شروق بخوف لتصيح بها مني بجنون...
-يلا يا خطافه الرجاله! انا هوريك مبقاش انا موني لو مخدتش الاولاد منك و حرقت قلبك!
-اطلعي برا يا حربايه!
هتف ظافر باعلي صوت له فانتفض مني وهي تتجه للباب قائله...

-الليلة يا ظافر مش هنام قبل ما اخد موقف و القضية هتترفع الصبح و اتأكد اني هكسبها و خليك ورا نزواتك و السنيورة!
كانت شروق تحتضنه وتقف امامه بخوف من صوته الذي يرعد المكان بأبشع الالقاب حتي اغلقت مني الباب من خلفها!
وقفت مني تتنفس بصعوبة وهي تشعر بدموع الغضب و الغل تنساب منها ؛ فهي لم تعتد الخسارة و ترفض الهزيمة وان لم يكن لها فستعمل علي تحطيمه بالكامل!
توجهت بجنون نحو الدرج فارتطمت بجسد..
-اه!

-موني معقوله ايه الصدفه الجميله دي! ايه ده انتي بتعيطي؟!
قال يزيد بابتسامه اختفت ما ان رأي دموعها فأسرعت بمسح وجنتيها قائله...
-يزيد؟ازيك عامل ايه؟
-انا الحمدلله انتي اللي عامله ايه و مالك؟
وضع يزيد يده علي وجهها برقه فزاد من بكائها بتمثيل وهي تردف بحده...
-ظافر زي ما هو مش عايزني ارجع لولادي!
طقطق يزيد بأسي قائلا...
-ازاي كده هي الدنيا جرا فيها ايه يحرم ام من ولادها!

هزت رأسها بسرعه و موافقه و اردفت بتعجب...
-الله هو انت مش بتكلم ظافر ولا ايه؟
-لا مش اوي كل فين و فين برمي السلام!
رفعت مني حاجبها بتعجب فاردف...
-غريبه ده انت و هو ومروان مش بتسيبوا بعض!
-الحياه مشاغل وبعدين ظافر دماغه مقفله و مبقاش يقدر الحياه، انا ندمت اني في السغل وبحاول اتجنبه!
وكأنه فتح باب الجنة امامها اردفت بلهفه و موافقه...
-طول عمره ذوقه وحش، شوفت اللي سابني و اتجوزها!

انكمشت ملامح يزيد بقرف قائلا...
-اه شروق دي، انتي شفتيها دمها تقيل اوي، مش عارف بعد الجمال اللي كان معاه ده كله قدر يتجوزها ازاي...
قالها بنبرة مشاكسه وهو يتفحصها من اعلاها لأسفلها، فاتسعت ابتسامه مني بفخر متناسيه المجزرة التي حدثت منذ قليل...
-اووه ميرسيي اوي يا يزيد طول عمرك المذوق بينهم!
-طيب تسمحيلي اوصلك حته؟
-اوكيه!

هبط الاثنان معا ليمد يزيد يده لامساك يدها غامزا، لتضحك مني ضحكتها الرفيعة...
لا يزال صديق زوجها الصغير مفعما بالشباب و بوسامه قاتله زادت اكثر مما ينبغي، لن تنكر انها حاولت استقطابه مره او اثنتان ولكنها قوبلت بالرفض القاطع منه...
ركبت السيارة بعد ان صرفت سائقها وعقلها يدور كيف يمكنها استغلال يزيد و الموقف لمصلحتها ومحاربه ظافر،.

اشعل يزيد سيجاره و عرض عليها اخذت واحده سحبتها بثقه واشعلتها من المقداح بيده...
نفخت الدخان وهي تتساءل...
-و سلمي مراتك اخبارها ايه؟
ابتسم يزيد بسخريه و هو يقود فاردف قائلا...
-كويسه هنتطلق قريب!
رفعت حاجبها بذهول قائله...
-لا متقولش! معقوله يزيد و سلمي هيفركشوا طب و الحب؟!
دوت ضحكته السيارة فاردف قائلا...
-مفيش حاجه اسمها حب كله بلح!
ضحكت تلك الضحكة الرفيعة المزعجة لتردف...
-علي رأيك كله بلح!

التفت لها يزيد يرمقها بابتسامته الخلابة و نظره جانبيه قائلا...
-غبي ظافر ده! مش عارف قادر يقاومك ازاي، ده انتي فرسه!
-اممم شكلك شقي و هتتعبني!
اشار يزيد الي صدره ببراءة تليق به قائلا...
-انا! لا خالص ده انا غلبان بس مشكلتي اني فضلت مع سلمي كتير فاعذريني لو مش قادر امسك نفسي عن الجمال الصارخ ده كله!

عضت مني جانب شفتيها بغرض الاغراء وهي تمرر اصابعها علي ذراعه تتحس عضلات يده المشدودة بقوة شبابيه تفتقرها في حياتها...
امسك يزيد يدها ليقبل اطراف اصابعها بشغف كبير قائلا بمرح...
-يا خرابي ده انا سايب معزة في البيت!
ضحكت مني بشده والتفتت تكمل سيجارتها وتفاهة شخصيتها انستها بالكامل ما دار بينها و بين ظافر و خطتها الشريرة!

عند مروان...
-عليا النعمة نورتنا!
اردف شقيق منار للمرة العشرة الالاف ليبتسم له مروان بضيق قائلا...
-بنورك!
اعاد نظره نحو منار التي تنظر اليه وكأنه سراب سيختفي باي لحظه، فعاد ينظر لشقيقها الذي ينظر له وكأنه اغلي قطعه في المكان!
تنحنح بعدم راحه، وانقذه رنين هاتفه فاسرع بالرد قائلا...
-الو! انت فين يا ظافر، ايوة ايوة هو ده المكان!
وقفت منار بوجهه اصفر لا تصدق انها ستتزوج مروان بالفعل!

-اقعدي يا بت، هطفشي الراجل بهطلك!
اردف شقيقها بخفوت بعد ان توجه مروان لإحضار صديقه والمأذون...
وقفت تشاهد المأذون والرجال يرتبون امورهم كالمغيبه، ومر الامر كالسراب وسط ذهول منار وبالفعل لم يمر وقت حتي كان المأذون يعلنهم زوج و زوجة!
اوصلهم ظافر غير مستوعبا ان صديقه المجنون فعلها و تزوج! وليس اي زواج انه زواج ليلي بشاهدين!وليس لأي احد بل عاملة الفرن الصغيرة!

تشتت عقله نحو مني و تهديداتها، و قرر ضرورة ان يسأل محامي بهذا الشأن فلديه شعور ان الام تستطيع ان تحظي بحضانة اطفالها ان تزوج الاب خاصه وان حالتها المادية اعلي منه بمراحل!
نظر الي مروان الصامت و هز رأسه بتعجب يستطيع توقع رد فعل والدته و شقيقته ان علما بالأمر ومتيقن انه لن يمر بسلام!
نزل الجميع من السيارة فتوجه ظافر نحوه يميل علي اذنه قائلا...
-انا هسيبك دلوقتي بس بكره كل شئ هيوضح!

ابتعد ليردف بصوت اعلي...
-مبروك عليكم ان شاء الله هنطلع بكره انا و شروق عشان نبارك لكم...
رفع حاجبه لمروان ليفهم الاخر ما يقصده من تلك الزيارة...

هزت منار رأسها بموافقه سعيدة لرؤيه شروق و لكن وجهها كان باهتا من الرهبة و الخوف من تلك المرحلة الجديدة في حياتها!
دلف ظافر شقته اولا بينما صعد الاثنان الي شقه مروان فتح لها الباب مشيرا لها بالدخول...
دلفت فنظرت له تحلل مزاجه فوجده ملامحه هادئة خاليه من اي تعبيرات...

كلن مروان مغمس في تفكيره سعادة طاغيه تسيطر علي قلبه و لكن عقله في صراع اخر فهو و يعلم انه ضرب بالمنطق عرض الحائط و انه استمع لشيطانه في الزواج منها بسرعه بحجه انقاذها من زوج امها...
نظر لها وهي تطالعه بترقب فتنحنح قائلا...
-اتفضلي واقفه ليه كده!
ابتسمت قليلا قائله...
-مش عارفه الصراحة اعمل ايه!
وازى ابتسامتها الضعيفة قائلا...
-ولا انا تعالي نقعد!

سارت خلفه وهي تتلفت لليسار و اليمين تطالع بانبهار عش الزوجية و بساطه المفروشات و اناقتها وبالتأكيد غلوها...
-جعانه؟
-لا!
ساد الصمت بينهم واخذ مروان يفكر في الخطوة التاليه بالتأكيد لا يستطيع ان يأخذها الي غرفته وكأنها زوجه عاديه في يوم زواجها ؛ صحيح؟!
احمرت رقبته قليلا وعقله يصور له ما قد يتمني ان يحدث بينهم فتنحنح بعدم راحه لا يريد ان يضغط عليها يكفي هذا الزواج المفاجئ،.

و لكن جزء منه يخبره بانه فقط خجل من الرفض في حاله اتخذ الخطوة الاولي وجزء اخر يخبره ببساطه انه يستمتع بكونها الوقحة في تلك العلاقة ما دامت بينهما فقط!..
سعل بخفه وهو يقف قائلا...
-تعالي اوريكي اودتك!
رفعت منار جانب شفتيها بتعجب قبل ان تقف علها فهمته خطأ فأردفت...
-اودتي؟
-اه...
هز رأسه بهدوء و سعادة مخفيه وقد استشعر انزعاجها من هذا القرار، ليعطيه امل بانه اتخذ القرار الصحيح بتلك الزيجة!

هزت اكتافها واتبعته فاردف وهو يضئ الغرفة...
-دي اودتك ولو جعتي المطبخ في اخر الطرقه هناك و هتلاقي حمام جوا الاوضه ولو عايزة اي حاجه انا اودتي اللي هناك دي!
وضعت منار يدها في جانبها وضيقت عينيها بغيظ قائله بسخريه...
-يعني دي اودتي لوحدي؟
-ايوة...
قالها ببراءة فطريه وهو يعقد ذراعيه امامه وينظر للأسفل متمتعا بقصر قامتها...
-يعني دي اودتي لوحدي و هنام فيها لوحدي؟!

وقحة! اول ما جال في علقه ولكنه ابتسم قليلا قائلا...
-طبيعي! انا اودتي هناك اهيه!
-طبيعي!
علت انفاسها بغيظ واردفت وهي تهز ساقها بحده...
-خلاص يا خويا انت حر روح نام انت هناك لوحدك! وانا هندفي فرشتي وانام لوحدي!
-وانتي زعلانه ليه!
خلعت حذائها بغضب و هي تشمر ذراعيها...
(ردود افعال متوتره بعيد عنكم حرقه الدم وحشه )
استدارت نحو الباب ترغب في اغلاقه واردفت...
-ازعل! وازعل ليه ان شاء الله انت حر!

لم يستطع منع الابتسامة الكبيرة التي ارتسمت علي وجهه مستمتعا بغليانها فاردف بهدوء وهو يلامس ارنبه انفها...
-مسمعتيش حاجه عن الادب و الخجل!
احمرت وجنتيها بغضب فأردفت بشهقه مستنكرة...
-قصدك ايه انت دماغك راحت فين؟ لا لا يا حبيبي مش قصدي!
رفع حاجبه وهو يهز رأسه بتهكم قائلا...
-مصدقك طبعا، طيب تصبحي علي خير!

وبذلك ارسل لها ابتسامته المغيظة واغلق الباب، خرجت منه قهقه عالية وهو يسمع ارتطام شيء بحده بالباب ولديه شهور انه ذلك الحذاء القبيح...
سيكون عليه ان يوفر لها ملابس جديده بعد ان رفض ان تأخذ ايا من اشيائها القديمة...
ابتسم من اذن الي الأخرى فقد ذهب تفكيره مباشرا الي السروال القبيح التي ترتديه بأسفل ردائها ليرفض و بشده طلبها بان تجهز حقيبة لها مقررا ان ملابسها الجديدة ستكون هديه زواجهم!

وبالتأكيد لن يكون بها اي سراويل تحتيه قبيحة!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1532 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 965 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1735 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، خيوط ، الغرام ،











الساعة الآن 06:56 PM