logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:35 صباحاً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي عشر

دلف يوسف غرفه شروق واغلق الباب خلفه...
ابتسم وهو يتجه نحوهم ويري فريدة تلاعب يحيي مع شروق ليردف بحماسه...
-هينفع اشيله امتي؟
ضحكت شروق قائله...
-لما يكبر شويه يا يويو!
-بس لما يكبر مش هيبقي صغنن كده!
رفعت شروق حاجبها مفكرة لتردف بموافقه...
-تصدق اقتنعت، شيل ياابني شيل!
قالتها وهي ترفع يحيي وتضعه علي ساقي يوسف الذي اعتدل يفرد نصفه السفلي استعداد لتلك اللحظة الهامة!

وضعت يدها تحت رأس يحيي الصغير كاحتياط و مساعده ليردف يوسف بانبهار!
-ده طري اوي وريحته غريبه!
خرجت ضحكه من القلب غابت عنها كثيرا، لتردف بموافقه...
-عشان هو نونو بس انا عندي امل انه لما يكبر هينشف!
بدأت يحيي يزقزق كالعصفور فانكمشت ملامح يوسف بخوف قائلا...
-هو بيعمل ليه كده!
-اكيد عاوز يرضع!
قالت فريده ذات الثلاث سنوات وكأنها تكتشف حقيقه مبهره!

لم تتوقف شروق عن الضحك وهي تأخذ صغيرها الي احضانه تهزه قليلا ليعود الي النوم فالشقي الصغير يعشق النوم ويتدلل كالأمير رافضا اي ازعاج!
بعد دقائق خرجت فريدة لإحضار احدي العابها بينما اتجهت هي لوضع يحيي في مكانه تبعها يوسف الصغير قبل ان يردف بتساؤل طفولي!
-انتي بتحبيني؟
التفتت له شروق تتفحصه فتشعر بنخزة تستهدف قلبها وهي تلعن والدته في سرها فتنزل الي مستواه تحتضنه بحب كبير و حقيقي قائله...

-طبعا بحبك اكتر حد في الدنيا!
-وانا بحبك اوي، هو انتي كده مرات بابي!
هزت رأسها بالموافقة محافظه علي ابتسامتها ليستممل بخجل قائلا...
-يعني انتي مش هتسبينا خالص و هتبقي مامي لينا ولا ليحيي بس!
لو لم تكن تصطنع الشجاعة امامه لسقطت دموعها، هزت رأسه يحب وهي تقبله قائله...
-لو بابي بنفسه قالي امشي مش همشي هفضل هنا علي قلبكم و بعدين مين شافني الاول انت وفريدة ولا يحيي؟!
امال رأسه بتفكير قبل ان يردف...

-انا وفريدة!
-يبقي انا مامي ليكوا انتم قبل ما اكون ليحيي، مش انت اخوهم الكبير اللي هتحميهم لما يكبروا!
انتفخ صدره بفخر وسعاده قائلا بتأكيد...
-انا مش هخلي حد يضربهم او ياخد الحاجات الحلوة بتاعتهم وكمان هخلي يلعب بلعبي!
-عشان كده انت حبيب مامي العسول!

قالتها وهي تبعثر خصلاته غير منتبهه لظافر الواقف يتابعهم بصمت من بعيد وعلي وجهه ابتسامه رضا و قلبه يرفرف بمحبه نحوها تكاد تفجر قلبه، كل يوم تأخذ رشفه من روحه فالي متي ستستمر!
قرر الاعلان عن وجوده و مقاطعه ضحكاتهم فتنحنح قائلا...
-مساء الخير!
انتبهت له شروق فهبت واقفه بتوتر وقد تخضبت وجنتها باحمرار و عقلها يعيد و يزيد فيما حدث بينهم!
التقت نظراتها الزائغة بنظراته الغامضة فأردفت بخفوت...

-مساء النور!
اما يوسف فتوجه نحوه بسعادة يحتضن ساقه قبل ان يكافئه ظافر بحضن و قبله حانيه...
-روح العب مع فيري، عشان عايز طنط شروق شويه ومش عايز دوشه ماشي يا يوسف!
-ماشي يا بابي!
ابتسم له ظافر برضا قبل ان يردف...
-وعشان انت شاطر هفرجكم علي فيلم كرتون علي الدي في دي!
-يسسسس!
قالها يوسف قبل ان يركض خارجا...

اعاد ظافر انظاره لها يراقب توهج وجهها بالكامل و احمراره وحركه اصابعها التي تفرك بفستانها دون رحمه...
اغلق الباب فاتسعت عيناها اما هو فقد رفع حاجبه متحديا ان ترفض فعلته...
كان مستمتع بخجلها ولكن عليه الدخول في صلب الموضوع...
-هو في حاجه حصلت انهارده؟
-لا، حاجه زي ايه يعني؟
قالتها بتعجب من سؤاله وهي تهز رأسها بتفكير...

عقد ذراعيه يحاول تحليلها، فقد اخبره يوسف انها كانت تتحدث في الهاتف اليوم وانتهت باكية!
هل تكذب بأمر ما! لا يكره في حياته اكثر من الكذب فقد عاش مغرقا به ثلاث سنوات مع زوجته السابقة!
-يعني مفيش حاجه حصلت معاكي انهارده و ضايقتك مثلا؟!
قالها بحده لم يستطع السيطرة عليها لتعلو انفاسها بتوتر وعجله افكارها تدور تبحث عن خطأ قامت به!
كاد القلق والتوتر يقتلها فأردفت بغيظ...

-حاجه زي ايه يعني طيب انا مخي مش دفتر!
-حاجه زي مكالمه مثلا خليتك تعيطي!
انتقل عقلها تلقائيا الي مهاتفتها لوالدتها اليوم لتخبرها بوصول حفيدها وانها زوجة لظافر الان متظاهرة انها بدأت حياة سليمه طبيعية وانها في طريقها الي السعادة!..

ليشرع الاثنان في البكاء لأسباب مختلفة فتطمئنها والدتها ان اخيها قد هدأ الان وانه سرعان ما سيتقبل زواجها وتعود المياه الي مجاريها بينهم بمرور الوقت لتدعوا له شروق بالهداية فهي لاتزال تشعر بالغضب منه لما صدر عنه ولكن والدتها اصرت علي زيارتهم هي وشقيقها لرؤيه حفيدها وبالطبع لم تستطع الرفض ولكنها تقلق من رأي ظافر وموقفه!
انتبهت لملامحه الغاضبة وهو يتابعها بترقب منتظر اجابتها لتردف بتعجب...

-ايوة كلمت ماما عشان وحشتني! انت مش قولت اني اقدر اقولها بعد ما نتجوز!
لانت ملامحه قليلا ليردف بعد ثواني...
-وماله انا مش همنعك عن امك وقالت ايه يخليكي تعيطي!
-مفيش، هي كانت وحشاني مش اكتر وبعدين انت عرفت منين اصلا، انت بتراقبني!
قالت وهي تعقد ذراعيها بانزعاج، امال رأسه بتعجب قائلا...
-لا طبعا وانا هراقبك ليه، ده يوسف اتخض لما شافك بتعيطي وقالي ولا انتي مكنتيش عايزاني اعرف؟

ضاقت عينيها بحده، لما تشعر كأنه يتهمها بأمر مستتر فقررت التحدث بصدق قائله...
-انا ليه حاسه انك بتتهمني بحاجه؟
ارتفع كلا حاجبيه مقررا التحدث بصراحه تواكب صراحتها...
-المفروض اني راجل البيت واحب اني اعرف كل حاجه بتحصل عشان اقدر اتصرف واحميكم وده موضوع طبيعي اي راجل يستناه من مراته ولا ايه؟
ظلت ترمقه بنظرات مطوله لتردف بسخريه...
-حضرتك عايز تقرير يعني عن حياتي يوميا؟!
-انتي فاهمه قصدي كويس يا شروق!

كادت تتخطاه مستنكره ذلك الحوار الدائر من الاساس فأوقفها بحده وهو يمسك ذراعها يعيدها امامه!
-انا مش بكلمك وبعدين متضايقه ليه هو مش ده حقي!
ارتعشت شفتيها وهي تكبح خوفها من صوته العالي فهي لم تعتد التشاحن مع اي رجل خاصة رجل بملامح قاسيه...

-خلاص هبقي اقولك كل حاجه ارتحت!
قالتها بعيون غائمة بدموعها تحاول نفض ذراعها ولكنه منعها وهو يدير رأسها نحوه يتابع دموعها التي انهالت بسرعه غريبه فهو لم يتوقع مضايقتها الي حد البكاء!
زفر بغضب وهو يستغفر الله قائلا...
-انتي بتعيطي ليه دلوقتي!
-مش بعيط!
ابتسم رغما عنه ليردف بهدوء نسبي...

-بصي انا اسف اني ضايقتك ؛ انا مقصدش بس احنا نحاول نراعي بعض وانا مش بعرف اتعامل مع الستات اوي فخلينا نتفق علي الصراحة بينا عشان نرتاح ايه رأيك؟
نظرت الي اسفل وهي تهز رأسها بالموافقة وقلبها ينتفض من ملمس يده علي وجهها...
-ممكن تبطلي عياط!
قالها وهو يمسح دموعها برقه ملاحظا اختلاط كحل عينيها الاسود بدموعها قليلا، حتي دموعها تبرز جمال عيونها الخضراء المحددة بالأسود الداكن...

لم ينتبه الي اصابعه التي تنساب بحريه علي بشرتها الحريرية خاصة ابهامه الذي يعذب جانب شفتيها...
ولكنها بالطبع تنبهت! خرجت انفاسها متقطعة لما يتحول كل موقف بينهم مؤخرا الي امر مواقف اكثر خطورة حتي مع يحيي لم تصل مشاعرها الي تلك الدرجة من الاضطراب والجنون!..
تعلقت انظارها بصدره الذي يصعد ويهبط بعنف وتساءلت لما يفتح ثلاث ازرار من قميصه في العمل؟!

ولما علي لمسته ان تكون رائعة لهذه الدرجة فتشعر بانها مغيبة غير قادره علي الحركة!
لم يستطع ظافر مقاومه ارتعاشه شفتيها التي تداعب عينيه بضراوة...
فاحكم كفيه حول وجهها ورفعه مجبرا اياها ان تنظر الي رغبة قلبه المنعكسة بعينيه المنصهرة كالكراميل برغبة الحصول عليها...
اغمضت عينيها بضعف غير قادرة علي تحمل هول مشاعره لتشهق بخفه وهو يحتضن شفتيها بشفتيه...

توقفت انفاسهم لثواني متناسين الحياة و اعاصيرها المحيطة بهم، لتبدأ اعاصير جديدة تتحرك بتحرك شفتيه فوق شفتيها وتزداد اشتعالا بدقات قلبيهما...
احكم قبضته علي اسفل رقبتها خوفا من تتركه وتبتعد فيموت في اللحظة والتو...
تأوهت وهو يدفعها نحو جسده يكاد يحطم عظامها بشوقه الذي اشعل بقلبها شوق و مشاعر دفينه ظنتها انتهي و قتلت قبل ان يسنح لها فرصة اكتشافها!

امسكت بملابسه مستسلمة لهجومه الكاسح علي قلبها و شفتيها...
بعد ثوان ابتعد عنها وهو يصدر صوت من صدره كانت لتخاف منه لولا حاله الهذيان التي اوصلها لها فصارت لا تقوي علي التنفس جيدا وهو يبيح لشفتيه التجول علي وجهها ورقبتها بحريه، حتي انها شعرت بأسنانه تعلن وجودها تحت اذنها!
تأوهت وهي تحاول كبح مشاعرها العارمة فقد اطلق داخلها مشاعر كثيره متشابكه في ان واحد دون ان يرحم ضعفها!

لم يعطها فرصه للتعقل او التحليل وهو يعاود خطف انفاسها في قبله اكثر عمقا!
وصل الي اذنها صوت جرس الباب فعضت شفتيه دون وعي ليبتعد بتأوه مصدوما من فعلتها ولكن ليس اكثر من صدمتها!
-ال الباب بيرن!
قالتها بصوت متقطع مبعثر المشاعر...
لينتبه الي جرس الباب الذي يرن بتوالي و صوت صغيره المنادي ينتظر اذن والده...
-افتح يا بابي!
-استني يا يوسف انا جاي!

كانت تنظر الي الاسفل منتظره ان يتركها من بين ذراعيه، ابتعد ظافر ببطء شديدا لا يرغب في الابتعاد عنها ليردف...
-انا هشوف الباب خليكي!
نظف حلقه بخفه وهو يتجه الي الباب فأوقفته شروق برعب مشيرة بأصبعها الي وجهه بخجل!
ضيق عينيه بتساؤل ولكن بالطبع ياللغباء! فاحمر شفاها اصبح مصبوغا بينها و بينه...
زفر بحنق وهو يلعن الزائر القادم بغضب...
-ايوة انا جي!
قالها وهو يخرج منديله يمسح وجهه بعنايه...

و ما ان فتح الباب حتي اختفت كل ذرة مشاعر مر بها منذ ثوان...
-بيبي!
ضيق عينيه بحنق بالتأكيد اخر ما يرغب في رؤيته الان هي طليقته! كان عليه التوقع فكل ما يخرب لحظاته الرائعة يتعلق بتلك الشمطاء!
-عايزة ايه يا مني؟
ابعدته بضحكه تليق بشخصيتها المقيتة وهي تدلف قائله...
-فين الذوق يا بيبي مفيش اتفضلي!
- لا ازاي في طبعا!
ابتسمت تلك الابتسامة الجانبية قبل ان تنكمش شفتيها بغيظ عندما استكمل قائلا...

-اتفضلي من غير مطرود!
-مفيش فايدة فيك!
نظرت الي المنزل الذي جمعها به يوما بملل لتردف بتعجب...
-زي ما هو مفيش اي تجديد! عيبك الوحيد يا بيبي انك ممل!
ضحك بتهكم قائلا...
-انا بحب الملل ممكن تخدي الصخب والحياة المنبعثة منك وتتفضلي في ستين داهيه!
جذت اسنانها بغضب وكادت تجيب عندما اتاها صوت شروق الانثوي فالتفت بحده وعيون متسعه تري غريمتها!

اما شروق فقد انبهرت بتلك المرأة خارقه الجمال بملامحها المزينة بدقه فتبدو كالطفلة البلهاء بجوارها!
خرجت ضحكه صفراء من مني وهي تنظر اليها من اسفلها الي اعلاها بتعالي لتردف...
-يااااي حتي في دي عديم الذوق يا بيبي ؛ يعني مش عايز تقربلي عشان تقع في الزباله دي، جبتها من انهي شارع؟!
سقط فم شروق بصدمه وعيون متسعه غير مصدقه ما تفوهت به تلك اللعينة! لتردف بهجوم...
-اما انتي واحده قليله الادب و...!..

قاطعها ظافر وهو يسحب المرأة الشبيهة باللعبة البلاستيكية من شعرها الاصفر الكناري بهدوء تام وكأنه يتعامل مع عصفور يمد يده فيخرجه من القفص...
مد يده الاخرى يزيد اتساع الباب قبل ان يدفع مني المتأوهه بغضب والم الي الخارج...
ما ان استدارت نحوه حتي ابتسم باصفرار قائلا بغمزة!
-معلش محتاج اقعد مع مراتي شويه!
وبذلك اغلق الباب بقوة في وجهها!

اتسعت عيون مني باستنكار غير مصدقه انه اختار تلك الحقيرة عليها، هي ذات الجمال الاخاذ المثالي يتركها ليتزوجك بتلك الصغيرة الحمقاء...
لابد وانه تفكيره شاذ من نوع ما ليرفض كمالها!
صرخت بغضب...
-مش هسيبك يا ظافر مش موني اللي يتعمل فيها كده!
فتح الباب امامها لتبتعد خطوة، صرخت بخفه عندما قذف ظافر حقيبتها في وجهها قبل ان يغلق الباب بحده مره اخري دون ان يتفوه باي كلمه!



look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:35 صباحاً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني عشر

-مين دي؟
اردفت شروق لا تزال مشدوها، ليتخطاها ظافر مجيبا...
-طلقتي!
اضطربت مشاعرها بصدمة لمعرفه ان تلك المرأة ذات الجاذبية الحادة كانت زوجته فقد صور لها غضبها و كرهها لها بسبب تركها لطفليها انها قبيحة لا تطاق...
ولكنها جميلة و جميله جدا بل اجمل منها بمراحل و مراحل!
اخذ شعور مزعج يتولد داخلها دون مبرر لما قد يفكر حتي بالاقتراب منها ومتابعه ذلك الزواج!

حسنا! انتي تعطين الامر اكثر من حجمه، ربما كانت لحظه ضعف لا اكثر فهو رجل في النهاية!
اغضبها هذا التفكير الاخير بشده ورغبت بالصراخ و البكاء في ان واحد، ماذا الم يكتفي القدر بما لاقته فيرميها بالمزيد من الدراما، الا بحق لها ان تنعم قليلا بشعور هادئ...
وتلك الحياة الوردية التي سمحت لنفسها برسمها ولو لبضع دقائق قبل اخمادها قتلت للتو!
.

دلف غرفته بغضب فقد حولت مزاجه بالكامل في لحظة كم يكره تلك الحقيرة، جاءت الي مكان ابناءها دون ان تلتفت بشوق حتي لرؤيتهم او تبرر مجيئها برغبتها في رؤيتهم تلك المتحجرة معدومة القلب، اغلق الباب قبل ان يفتحه مره اخري قائلا بحده...
-متفتحيش الباب لو خبط!
وجدت نفسها تستدير نحوه بغضب لتردفت بهجوميه وصوت عال قليلا...
-حاضر ممكن ادخل اعمل الغدا و لا مينفعش العب بالنار!

زم شفتيه يرمقها بغيظ فهذا ما ينقصه الان، امسك بنظراتها الغاضبة يحاول تفسير كتله المشاعر المختلطة التي تبثها نحوه ولكنه اكتفي بقوله...
-بالظبط متلعبيش بالنار عشان هي والعه لوحدها!
بذلك اغلق الباب منهيا جدال الاعين المشتعل بينهم...
زفر ليستغفر الله في سره وهو يشتعل بنار الغضب، رن هاتفه في نفس الوقت الذي استمع فيه لصراخ اطفاله معلنين عن بدأ شجارهم، حاول تجاهل الامر للتحدث مع احد العملاء...

ولكن الضجيج مع انفلات اعصابه جعله كمن يمشي علي حبال من الجمر!
-متأسف يا استاذ كمال مضطر اقفل و هتصل بحضرتك قريب!
فتح باب غرفته بغضب وهو يتجه لمصدر الضجيج، علا صوته بغضب فانتفض الصغيران برعب وعيون متسعه...
-مش معقول مش عارف اعمل حاجه في البيت ده بهدوء! انا مش منبه ميه مره قبل كده مش عايز عراك!

هرعت شروق بذعر نحوهم لتجد الصغيران يرتجفان بخوف يكادوا يلتصقان ببعضهم البعض، توجهت نحوهم تقف امامهم قائله بغضب...
-ممكن براحه شويه دول اطفال!
-لو سمحتي متدخليش!
اردف قائلا بنبرة نهائية، علت انفاسها فحساسيتها تجعلها تميل للبكاء مهما كان نوع مشاعرها فأردفت بحده وتحدي...
-لا هتدخل!

كانت عيناه تشتعلان بغضب وهو يمسك بنظراتها متعجبا من تحديها له، وصل اليهم صوت بكاء يحيي فهذا ما ينقص، توقع ذهابها اليه ولكنها اكتفت بارتعاشه عينيها مره قبل ان ترمش بأنفاس عاليه مستمرة بالوقوف امام طفليه وكأنه وحش سيلتهمهم!
كل ما كان سيفعله هو توبيخ و عقابهم بالبقاء بغرفتهم!
شعر بانزعاج وهو يراها متجاهله الصغير الذي يزداد بكاءه ليهتف بضيق...
-مش سامعه اللي بيعيط!
-مالكش دعوة متدخلش!

اغلق عينيه محاولا الهدوء وهي ترد له كلماته منذ قليل فوجدها تمسك بولديه تدفعهم نحو غرفتهم...
خبط كف علي كف بعنف جعل ثلاثتهم ينتفضون بخوف، ليتركهم قبل ان يجن واتجه للصغير الباكي!
دلفت شروق الي غرفتهم قائله بصوت خافت وهي تميل لمسح دموع فريدة من علي وجنتها الحمراء...
-بس ياقلبي متخافيش ده بابي متضايق شويه عشان الشغل!
ربتت علي وجهه يوسف الحزين لتردف بلين...

-يوبعدين ينفع كده نزعل بابي منا، انا مش قلت بابي بيجي تعبان ولازم نبقي هادين!
هز الصغيران رأسهم بالموافقة لتردف فريدة...
-انا مقصدس انا كنت عاوزة العب بدوبي و يويو مس راضي يدهولي!
-خلاص خلاص مش مهم، حصل خير، انا عايزاكم تقعدوا مؤدبين شويه هروح اشوف اخوكم وانا متأكده بابي هيجي يصالحكم دلوقتي تمام!
-حاضر يا مامي!
فال يوسف ليرتفع حاجبي فريدة بتعجب طفولي قائله...
-اسمها سيري دي مس مامي!

نظر لها يوسف وكأنها غبيه او كائن من نوع اخر فيردف بتأكيد طفولي...
-يا عبيطه دي مرات بابي يعني مامي كمان عشان احنا اكبر من يحيي لازم تبقي مامي عشان احنا اخوات!
وضعت فريده يدها علي ذقنها بتفكير وكأنه تنهي احدي مسائل اينشتاين لتردف بعد ثواني بابتسامه واسعه...
-صح وانا يبقي عندي مامي زي توتا صاحبتي!

هز يوسف رأسه بفخر و كأنه من منى عليها بالأمومة، اكتفت شروق بضحكه صغيره وهي تشعر بقلبها يتضخم بحب لأنها اسعدتهم، لتردف...
-ايوة مامي هتروح شويه وترجع زي ما اتفقنا!
قبلت فيري التي تضحك بشده وبعدها يوسف لتتجه للخارج راكضه نحو غرفتها بتوتر وقد صمت صغيرها منذ مده!

دلفت لتجد ظافر مستلقي علي فراشها يداعب صغيرها بهمهمات غير مفهومه، حافظت علي جمود ملامحها لتقترب بقلب ينبض بقوة متجاهله خطورة المشهد امامها علي قلبها الصغير!
امسكت الصغير بحاجب مرفوع تخطفه من بين احضانه لينظر لها بغيظ وهي تقطع مداعبته للصغير الذي هدأ من روعه كثيرا...
اردف بغيظ و اتهام...
-يا سلام! مش ده اللي كان بيعيط و سيباه!

وضعت الصغير في فراشه الهزاز وهي تخفي احمرار وجهها بخصلات شعرها القصيرة المموجة...
-وانت الحنين اللي خايف عليه؟
-غصب عنك علي فكره حنين!
نظرت له بغضب تقترب منه خطوتين فتردف بقله صبر...
-واللي عملته في العيال ده كان حنيه!
-هو انا كلمتهم!
-هو انا هستناك لما تكلمهم!
-لا و دي تيجي نشوف النكد فين و نلف وراه!
رفعت اصبعها في وجهه قائله...
-اتفضل روح صالحهم الاولاد خايفين منك!

عقد حاجبيه وهو يعقد ذراعيه للخلف ليمنع نفسه من جذبها لأحضانه بتلك الهالة الطفولية المراوغة التي تفقده عقله ليردف...
-حضرتك تؤمري بحاجه تانيه يا مدام شروق مع الاوردر!
رفعت ارنبه انفها بغرور قائله...
-لا ثانكس و ماتتكررش تاني!..
استدارت بكل عنجهية تعد خطواتها بتوتر للهرب من امامه حتي يهدأ قلبها الثائر...
بينما ارتسمت ابتسامه مشاكسه علي وجهه الجذاب خفقت عيونه العسلية عن كبح لمعانها...

رفع رأسه للسماء يشكو لابن عمه رحمه الله متمتما!..
-سبتني مع اربع عيال و خلعت، عاجلا ام اجلا سنلتقي و هنفخك!
وبذلك اتجه لغرفه اولاده ليبدأ رحله مراضاتهم ليس امرا من الكونتيسه و لكنه لا يقدر علي معاقبتهم كثيرا!

في شقه مروان...
كان يجلس مروان يدبدب بيده علي مكتبه بالمنزل غير قادر علي العمل و افكاره تنحرف نحو الوقحة الخاصة به!
لما تضايقه وقاحتها نحوه فبداخله يعلم انها مجرد فتاه سخيفة تحاول الظهور بمظهر الأنثى كاملة الأنوثة فينتهي بها الامر تقلب كيانه هو فقط!
اخبره عقله بتهكم ذلك لأنك تقترب من الاربعين و علي وشك بدأ مرحله ما يعرف بالمراهقة المتأخرة!

زم شفتيه بغضب لما عليه ان يكون في عمر والدها بل لما عليه ان يشعر بحب وتملك نحوها و لما يغضب من تعاملها العنيف مع الشباب وكأنها شاب مثلهم وليست امرأه مكتملة الأنوثة منحوتة علي يد فنان ايطالي شهير...
اعده عقله الي صورتها وهي تعقد ردائها الواسع كاشفه عن ذلك السروال القبيح الذي يغريه لمعرفه ما يخفيه بالفعل!
( عشان تعرفوا ان الواحده ملهاش غير كلسونها اللي حاميها ).

اتاه صوت جرس الباب لتتبعه عده طرقات خلفها، رفع حاجبيه متعجبا من ذلك الازعاج، ليفتح مستعدا للهجوم علي ذلك الزائر لتتسع عيناه وهو يري شقيقته!
-داليا؟!
-انت فين يا مروان من الصبح بكلمك ماما تعبت اوي و راحت المستشفي!
-ايه اللي حصل، هي كويسه؟
اردف بلهفه خوف لتقول بنبره اكثر هدوءا...
-ايوة متخافش بس الدكتور قال هتحتاج ترتاح يومين وتظبط شويه عشان السكر، بس هي عايزة تشوفك؟

نظرت له بلوم لغيابه عن زيارتهم لشهرين متحججا اما بأعماله او ان اختيارهم لذلك المحيط الغني الصاخب لا يلائمه!
من الذي سيعيطه الله كل هذه الاموال ولا يستقر بأحد القصور و يبقي متمسكا بمكان نشأته فقط للبقاء بالقرب من رفاق الطفولة! بالطبع لا احد سوى اخيها المزعج!
-تعالي ثواني هجيب مفتاح العربيه!
قال وهو يتجه للداخل، لتعقد ذراعيها بملل قائله...
-لا هستناك هنا متتأخرش!

اسرع مروان في لملمه اشيائه ليشير لها بالهبوط امامه، هز رأسه وهو يتفحص ملابسها الضيقة بالطبع فالمال مرتبط بأحدث الصيحات مهما كانت فاضحه، وان تحدث اصبح رجعي لا يطاق! ويتساءلون لما يبتعد عنهم...
وقفت داليا تبحث عن سيارته ليضع يده علي ظهرها يوجهها الي مكان السيارة قبل ان يركب كلاهما وينطلق مسرعا...
غافلين عن عيون تتابعهم بغضب وحزن...

شعرت منار بهالة من الحزن والشفقة علي النفس تحيطها بالطبع ستسلب تلك المدللة الأنيقة الغنية صاحبه القوام الممشوق قلبه!
ابتسمت ابتسامه جانبيه اختفت سريعا بألم رفعت اصابعها تلمس جانب وجهها الازرق...

هديه مقاومتها لاحدي تحرشات زوج والدتها الاحمق في الامس، حاولت مقاومه ابتسامه اخري وهي تتذكر نطحها له بوعاء الطبخ فيسيل الدماء من مقدمه رأسه ولكن السمين استطاع ضربها بقوة قبل ان تهرب الي الطرقات فتعيد الكره بان تبقي هناك حتي تطمئن لوصول شقيقها حينها فقط تسمح لنفسها بالعودة و النوم قليلا حتي الصباح!
هزت رأسها متمته بحنق...
-ماهي سوده من كل جانب هتبقي وردي مع سي مروان يعني!

كان مروان في طريق عودته من المشفى الي منزله بعد ان وعد والدته بزيارتها يوميا...
زفر بغضب وهو يستغفر الله تلك الفتاة بائعه الخبز تراود افكاره بلا هوادة، جراءتها و مشاغبه ملامحها تناديه بقوة...
لما لا ينسي مخططه بعدم مراقبتها لدقائق ويسترق بضع نظرات لها، بالتأكيد لن تشعر به فقد عمل علي تجاهلها طويلا...

وصل بعد مده و ركن سيارته في مكانها متعمدا الوقوف دقائق امامها لرؤيتها، وجدها جالسه تراقبه!
عيناها اخترقت عينيه بألم ما ان التقيا، صعق لثواني ولكنه ضيق عينيه وهو يري جانب وجهها المصاب...
اقترب سريعا بذعر قائلا...
-ايه اللي في وشك ده!
هزت اكتافها وهي تضع ساق علي الاخري بغيظ! يتذكرها الان و يحادثها بعد محاولاتها العديدة بلفت انظاره ؛ بالطبع لن ينظر لها وكل تلك الجميلان تحاوطه!

-مفيش، قرصه نموسه!
قالتها بملل ازعجه بشده فاردف باندفاع وغضب...
-قرصه نموسه!
-اه وعن اذنك بقي عشان بنقفل!
قالتها وهي تتجه للداخل تطفئ الانوار مكتفيه بهذا القدر من العمل و الضغط النفسي، تبعها مروان بغيظ ليمسك ذراعها بقوة ويديرها نحوه قائلا بحده...
-ممكن تبطلي استعباط واعرف في اي بالظبط ومين ضربك!
حاولت جذب ذراعها بغضب لما يهتم بها!
-اوعي بس ايدك دي، انت فاكرني من حريمك ولا ايه!

-حريمي! انتي بتخرفي!
دون وعي منها مدت ذراعها تجذبه من قميصه نحوها فنظر لها بصدمه قبل ان تردف من بين اسنانها!
-اه ولا نسيت الموزة اللي كانت معاك من ساعتين!
ارتفع كلا حاجبيه بذهول هل تغار الوقحة عليه! وبخ نفسه رافضا الابتسام و قيادتها في الطريق الخطأ فتظن انه يحبها لا سمح الله!
او انه يذوب بعينيها الشقية و يعشق ملامح مشاعرها المكشوفة ويضعف كثيرا جدا امام اشعاع عينيها بمشاعر حبها له!

ترك ذراعها بهدوء وامسك يدها يحاول افلات ملابسه من قبضتها ليردف رافضا تغير الحديث...
-الشباب بتوع الخناقه من يومين هما اللي عملوا فيكي كده!
تركته وهي تضع يدها بجانبها وترفع رأسها لتنظر الي وجهه فتردف بنصف ابتسامه...
-حاجه متخصكش!
شعر بدمائه تغلي من رفضها لما تجعل الامور صعبه عليه!
-منار، مش لعبه هي دي مصيبه!

كانت منار مستشيطه غضبا من عدم انكاره لوجود علاقه بينه وبين تلك الفتاه ولكنه لم تتوقع غضبه هكذا واهتمامه بما يحدث لها وترغب في المماطلة حتي تستحوذ علي اهتمامه ولو لفتره قصيرة و يا حبذا لو تجعله يعترف باهتمامه التي تتوق له...
-وانت مهتم ليه؟
-مش مهتم!
اردف بحده فاختفت ابتسامتها وهي تقول بعناد...
-طيب اتفضل عشان عايزة اقفل!
-انتي ليه صعبه كده ما تقولي و تريحيني!

-قولي انت مهتم ليه وانا اريحك، ولا انت فاكرني سهل كده اي راجل يتدخل في حياتي!
ضحك بسخريه ليردف بغيظ...
-لا ابدا اطلاقا!
التفت له بتهكم قائله...
-تقصد ايه يا مسكر!
-اتكلمي عدل انا مش صغير معاكي!
شهقت بإستنكار وهي تشير الي جسدها متمايلة امامه...
-وانا مش صغيره بصلي كويس يا مسكر وانت تعرف!
ضرب مروان بيده الطاولة خلفها ليردف بغضب ارعش جام جسدها مقررا ترك الهدوء والاستسلام لتوحش مشاعره...

-ما تتلمي بقي، ايه متربتيش قبل كده وعرفتي ان عيب تتجاوزي بكلامك مع رجاله، ايه مسكر دي ما تفوقي لنفسك، فين اهلك انتي!
علت انفاسها بغضب هل تلك فكرته عنها! انها فتاه عديمة التربية، ابتلعت اهانته فأردفت بخفوت ارغمه اختناقها...
-ماتوا!
وضع يده علي عينيه يفركهم بقسوة قبل ان يردف بعد ان لملم افكاره...

-الله يرحمهم بس بردوا مينفعش اللي بتعملي ده يا منار انتي بنت واللي بتعملي ده ممكن تخلي الناس تطمع فيكي!
-انا مش بعمل كده مع اي حد!
قالتها وهي تمسك بنظراته وكأنها ترجوه بأن يشفق عليها و يهتم بها هي سترضي بذلك!
تلجلج مروان من ذلك الاعتراف الغير مباشر وشعر بتوتر فاردف بهدوء...
-اقفلي عشان اوصلك الوقت اتأخر...

ابتسمت بتهكم وهي تخرج خلفه و احكم الاثنان اغلاق المكان، توجه مروان بصمت نحو سيارته متوقعا اتباعها له ولكن بالطبع لم تفعل...
سارت منار بغضب وكأنها تغتال الطريق بأقدامها تشعر بغضب عليه وعلي نفسها و بانزعاج علي اندفاعها الغير محسوب الذي جعله يظنها فتاة سهله المنال!

بالطبع رجل كباقي الرجال! ليعارض قلبها بانه ليس كأي رجل بل هو رجل مكتمل الرجولة وسيم و هادئ و يملك الكثير والكثير من المال لما سينظر لها بالرغم من محاولاتها الوقحة والمباشرة للتقرب منه!
نظرت الي اسفل بحزن وشهقت بخضه وهي تشعر بأحد يمسك ذراعها ويديرها للجهة الأخرى لتجده هو..

-خضتني!
-انا مش قولت هوصلك!
عقدت ذراعيها بعناد قائله...
-لا معلش انا بحب امشي!
-اركبي يا منار انا مش ناقص!
-لا يا مسكر مش هركب!

وبذلك نفضت ذراعها وتركته لترحل مرفوعة الرأس...
ضرب مروان الارض بقدمه مره بقوة قبل ان يغلق سيارته و يسير خلفها لما لايقتلها وينتهي من الامر برمته وينتهي من لقبها المزعج..

شعرت منار بخطواته فالتفتت نحوه هاتفه بغضب...
-الله انت جي ورايا ليه؟!
هز اكتافه بلا مبالاة قائلا...
-ومين قال اني جي وراكي انا رايح اشتري سجاير!
اشارت الي بائع بجوارهم فأردفت بسخريه وهي تهتز بخصرها لليمين...

-السوبر ماركت اهوه!
-انتي مالك انا بشتري من مكان معين! وبطلي المياعه دي في الشارع!
-انا بحب المياعه يا سيدي، ليك فيه؟!
شعرت بغضبه يشتعل وهو يعض شفته السفلي فاتسعت عيناها بخوف قبل ان تستدير و تتابع سيرها بعيدا عنه وبالتأكيد استمرت خطواته خلفها...



look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:36 صباحاً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث عشر

وبعد مرور نصف ساعه وصلت منار حارتها و مروان في أعقابها خوفا من أن يتعرض لها احد و عقله يصور له ما يمكن أن يكون حدث لتصاب هكذا...

وقفت منار علي اول مبني ليس بالمعني المعروف للكيان ولكنها لن تخجل من مكانتها الاجتماعية فهكذا خلقها الله وهذا هو رزقها التي تسعي لتحسينه...
وضعت يدها علي خصرها واردفت.
-اديني وصلت ممكن تتكل علي الله بقي!
-ماشي يا منار وبكره لو مقفلتيش قبل الليل هتتشوفي هعمل ايه!
اتسعت ابتسامتها مما زاد من إنزعاجه واردفت..
-سلام يا مسكر...

صعدت علي الدرج المكشوف الذي يوصلها لشقه لا تتعدي الثلاث غرف، ولكنه فوجئت بزوج والدتها يخرج بعصا ويصيح بها...
-يا صلاة النبي و مين ده يا بت اللي جيباه معاكي!
مصمصت بغضب قائله...
-جايبه اللي جايباه وانت مالك!
-وكمان بتردي يا قليله الحيا اشهدوا يا ناااس جايه و معاها راجل غريب و كمان بتبجح...
ذهلت منار من صراخه و كذلك مروان الذي تجمد بالأسفل بذهول من حديث ذلك الرجل! الم تقل ان اهلها متوفين؟!..

-ده انت راجل متربتش وناقص صحيح و ديني لاربيك!
قالت منار قبل أن تقفز علي زوج والدتها الذي يحاول ضربها بالعصا، ركض مروان نحوهم يبعدهم متجاهلا الأصوات الحماسية حولهم...
-بس يا راجل انت اتجنيت بتضرب بنت!
-اه يا خويا بضربها خصوصا لو مش متربيه وجايبالي رفيقها معاها!
-لا ده انت راجل قليل الادب بقي وانا غلطان اني بكلمك بأدب...

و بذلك دفعه مروان بحده اوقعته علي الدرج من اعلي و حاولت منار تخطي مروان و ركله ولكنه جذبها بعيدا بحده قائلا...
-اتهدي انتي كمان!
-الحقوني يا ناس البنت اللي كنت بربيها وأقول دي بنتي و حرام وسايبها عايشه وأكله شاربه و نايمه في بيتي عشان خاطر امها جايه في اخر الليل و معاها راجل و كمان بيتهجموا عليا...
كان قد اجتمع الرجال في الأسفل يراقون الشجار وكذلك بعض النسوة، فتدخل أحدهم قائلا...

-ده ايه الزمن الاسود ده يا حج صبحي، وبعدين انت جاي تتهجم علي الراجل وهو بينا!
شهقت منار لداخل صدرها قائله باعتراض...
-بينكم مين يا عنيه انت وهو، دلوقتي ظهرتوا و انا لما كل يوم بنزل متجرجره علي السلالم من القرف اللي بيعملوا مكنتش بنتكم ولا انت مكنتش ساكن قدامنا وشايف يا عاطف!
-شوف البت و بجحتها أومال لو مكنتش جايبه الراجل وراها علي رجليه...

قالت احدي النساء من الأسفل فامسك مروان بمنار التي تحاول خلع حذائها وبالتأكيد تنوي مهاجمتها واردف بصوت غاضب عال...
-استني انتي! اديكي قولتي جاي علي رجليه و قدامكم كلكم عشان انا جاي اتقدملها اصلا واطلب ايدها لولا الراجل المجنون ده هجم علينا! ومش معتوه انا يعني عشان ادخل منطقتكم و محترمش رجالتها وامشي وراها كده عادي!..
لتردف احدي السيدات...
-ما الراجل جاي و غرضه شريف ونبي عيب اللي بتعملوه ده!

لترد اخري باستنكار...
-ونبي اتلهي ده بيداري خيبته!
ليردف احد الرجال و كأنه يتحدى كذبته قائلا...
-واديك جيت يا عم زي ما بتقول كنت عايز ايه؟، احنا كلنا هنا قرايبها...
نظر لمنار المصدومة محذرا لها بأن لا تنطق بحرف واحد وتوجه وسط مجموعه الرجال بالأسفل قائلا...
-انا كنت جاي اخطب بس بعد اللي شفته ده انا مقدرش اطمن عليها مع الراجل ده ثانيه واحده، انا هكتب الكتاب علي طول و دلوقتي!

انتقلت أنظار الجميع فيما بينهم ليردف زوج والدها الملعون...
-وانا مش مواقف!
خرجت منار من صدمتها لتصيح بغضب...
-وانت مالك يا عره العرر، انت حياله كنت جوز امي الله يرحمها!
خبط بعصاه بعيد قائلا...
-بس ليكي شقيقك واعتقد ان كلمته هي اللي تمشي و لا ايه يا رجاله!
كادت تصعد له منار بغيظ و لكن مروان ذهب إليها يمنعها بغضب...
-قولتلك اسكتي ومتتحركيش من هنا ولا مش معاكي راجل انتي!..

صمتت بغيظ وهي تنظر له شزرا ولكن قلبها يدق رعبا و خوفا عليه في حال اجتمع الرجال عليه فالكثرة تغلب الشجاعة وهي تريد انقاذه من هذا الموقف باي شكل حتي وان جارته في هذه الخدعة...
نظر مروان بقرف لصبحي فاردف بموافقه...
-ماشي يا عمنا وانا موافق، هو فين اخوها!
-ماله اخوها؟!
جاء صوت سليمان شقيقها بالأسفل فهرعت منار بأمل نحوه، صحيح ان علاقتهم ليست جياشه بعاطفه الاخوة ولكنها تعلم انه يحبها...

اقتربت منه وكأنه ينتشلها من الغرق و مالت علي أذنه هامسه...
-جايلي عريس و ابوك فضحني و عايز يطفشه و لم الناس عليا...
نظر سليمان نحو مروان واستشعر ثقله بالمال من هيئته المنمقة أعاد بصره نحو منار قائلا بقلق و ريبه...
-عريس يا بت ولا يقضيها يومين و يخلع ده شكله متريش اوي!
-عيب عليك يومين ايه اختك بميه راجل!
كان مروان يراقبهم بحاجب مرفوع يحاول تحليل علاقه كلاهما وهل شقيقها في اخلاق والده ام ماذا!

-ايه يا جدعان الحمام الزاجل ده عمركم ما شفتوا عريس جاي يتقدم لواحدة قبل كده، اتكل علي الله يا ابي يلا يا حج منجلكوش في حاجه وحشه!
قال سليمان وهو يصفق يديه فتنهدت براحه و حمدت الله فهكذا سينتهي الأمر سريعا و تخلصت من الجزء الاصعب وهي ألسنه من حولها...
صعدت سريعا نحو مروان و أردفت محاولة إخراج مروان من الوضع وهي تدفعه لأسفل الدرج...

-خلاص يا استاذ مروان احنا آسفين جدا علي اللي حصل حضرتك اكيد صرفت نظر وانا مش هلومك، يلا كل شئ قسمه ونصيب...
فرغ فاه شقيقها من الصدمه ألم تطالبه لإنقاذ الوضع من أجل العريس المنتظر والان تخرب كل شئ نظر لها شزرا وهو يشعر كالمخدوع و كاد يصفعها...
ولكن مروان ابعد يدها بحنق قائلا...
-لا مصرفتش نظر، ومش همشي من هنا غير وانتي مراتي ورجلي علي رجلك...
ابتسمت بصعوبة وهي تميل عله بغضب قائله...

-ايه اللي بتعمله ده مراتك ايه انت اتجننت انا منار بتاعت الفرن يا باشا ولا افكرك!
-ممكن تخرسي مش انا اللي كنتي معاك انت اروح اي حته، انتي اللي جبتي لنفسك، عشان تتعلمي متلعبيش مع الاكبر منك!
قالها بغضب و كأنه يعاقبها لا يعلم أن كل حرف ينطق به يرفرف لها قلبها الصغير، مالت عليه قائله...
-مش اكبر هي المشكله اساسا ا؛ انا منار بتاعه الفرن يا اوبهه!
-لو قصدك عشان فقيرة هي المشكله يبقي لسه معرفتنيش كويس!

قطع حوارهم شقيقها وهو يقترب ينظر لهم بحنق قائلا...
-يعني ايه اللي هيحصل في ام الليله السوده دي!

استيقظت شروق علي صوت رنين هاتفها فوجدت اسم والدتها يضئ الشاشة، ردت سريعا قائله...
-الو يا ماما صباح الخير!
-صباح الخير يا حبيبتي، انا صحيتك ولا ايه!
-لا ابدا انا لسه صاحيه من شويه!
-طيب الحمدلله، انا عندي خبر حلو انا واخوكي هنجيلك انهارده!
استقامت بحده وهلع فأردفت بسرعه...
-رامي هيجي ليه؟

-متخافيش انا اتكلمت معاه واقنعته اننا نيجي نزورك هو لسه زعلان شويه بس مع الوقت هينسي انتي دلوقتي علي ذمه ظافر سواء بيحبه او لا واكيد لما يشوفك سعيدة في حياتك الجديدة مش هيعترض!
-هاه اه طبعا سعيدة ؛ ظافر طيب اوي و عوضني انا ويحيي عن حاجات كتير!
-ربنا يسعدك يابنتي، جهزيلي حفيدي انا عملت البدع مع اخوكي عشان اجي اشوفه واحضنه جوا قلبي!
اردفت شروق بابتسامه...

-و هو مستنيكي يا ماما، ربنا ميحرمني منك ابدا و يخليكي ليا، اوعي يا ماما تكوني لسه زعلانه مني ؛ بس انتي عارفه ان ده كان الحل الوحيد...
تنهدت والدتها لتردف منهيه هذا الموضوع نهائيا..
-انا عارفه يا شروق وخلاص متتكلميش في اللي فات المهم انك مبسوطه وانا هطلب ايه من ربنا غير انك تتجوزي وتعيشي في حب و سعاده مع جوزك!

اسرعت شروق تردف بما يسعد والدتها و يطمئنها فهي لن تنكر مساعده ظافر لها بكل جوارحها ولكن لا حاجه لان تعلم والدتها بانه تزوجها من اجل يحيي حتي وان اشعرها بغير ذلك فظهور زوجته السابقة اكد لها استحاله وقوعه بحبها...
-طبعا طبعا يا ماما و هو بيحبني اوي اصلا و يحيي كمان!
-ربنا يباركلكم يابنتي ويلا اقفلي وسيبيني البس واجي لحفيدي!
-طيب يا ماما مع اسلامه!
-مع السلامة!

اشرقت ابتسامتها الواسعة وجهها فقد اشتاقت لنبع الحنان كثيرا ولا تطيق الانتظار حتي تصل هي واخيها!
اخيها! يجب ان تخبر ظافر في الحال، كم الوقت الان!
نظرت في الهاتف فوجدت الساعه تشير الي التاسعة صباحا، قفزت من الفراش، و احكمت الغطاء علي فريده علي يمينها و يحيي الصغير علي يسارها و اتجهت سريعا الي غرفه ظافر...
دلفت بلهفه واستعجال قائله...
-ظافر ظافر!

انتفض من نومه بذعر علي هتافها فرفع نصف جسده بحده و رعب قائلا...
-في ايه، يحيي تعبان، فريده حصلها حاجه ولا يوسف؟!
قالها بسرعه لتردف بتعجب وقد شعرت بالحرج من ارعابه واحمرت وجنتيها...
-لا ده انا...
لم تكمل جملتها حتي ابتعد عن الفراش واتجه نحوها يتنقل بيديه علي وجهها ويتحسس رقبتها بتوتر...
مالك انتي مش سخنه حاسه بوجع فين؟!

شعرت بقشعريرة تسري في جسدها وخجل من قربه وملامسته لها فأردفت بخفوت وانفاس متقطعة...
-انا كويسه مش تعبانه اصلا!
ضيق عينيه بغيظ ليردف بتساؤل...
-اومال في ايه مخليكي تنشفي دمي علي الصبح!
-ماما!
-ماما؟!
حاولت الابتعاد عنه خطوة ولكنه اقترب تلك الخطوة فأبعدت خصلاتها القصيره خلف اذنها واردفت بتلعثم...
-اقصد ماما جايه كمان شويه!

شعر بتوترها واخطأ احمرار وجهها بانها تشعر بالحرج لمجيء والدتها فاردف بهدوء...
-وفيها ايه ده بيتك يعني تيجي وقت ماتحب!
ابتسمت قليلا بتوتر واكملت...
-هي و رامي اخويا!
تابعت عيناه وهي تنتقل من الهدوء الي الغضب في اقل من ثانيه ولكنه اردف من بين اسنانه!
-ورامي جاي ليه!
-ماما بتقول انه مش زعلان وانها اقنعته يجوا عشان يشوفوا يحيي واكدتلي انه مش هيعمل حاجه خلاص لاني مراتك دلوقتي!

قرص انفه بتفكير لا يرغب في صب غضبه عليها فما ذنبها، فرامي يبقي اخيها مهما حدث...
هز رأسه ليردف بهدوء..
-تمام يجي يا شروق بس لو عمل اي حاجه انا مش ضامن هقدر اعديهاله!
-وانا مش هطلب منك غير انك تحاول تهدي وتعذره انا بردوا اللي عملته مش سهل علي اي عيله!
اردف ظافر بحده مدافعا...
-انتي معملتيش حاجه غلط انتي كنتي بتحمي ابنك!
وضعت يدها علي رأسها لتردف بخفوت...

-طيب ممكن متتعصبش وتحاول بس مره واحده عشان خاطري!
نظرت له بعيون راجيه والقلق يرتسم ملامحها فتنهد قائلا...
-ماشي يا شروق، روحي اجهزي وانا هاخد شور واحصلك!
ابتسمت تلك الابتسامة الواسعة لتردف وهي تمسك يديه بامتنان...
-شكرا بجد، انا بس مش عايزه اخسر ماما...
نظر لسعادتها المفرطة وابتسم تلك الابتسامة الجانبية التي تذيع عينيها ورفع يدها يقبلها ببطء كاد يوقف قلبها...

نظرت الي الاسفل وسحبت يدها بخجل قائله...
-انا هروح بقي، عشان انت عارف، لازم اجهز صح ولا ايه!
لمعت عينيه بضحكه علي توترها الواضح وقرر انقاذها قائلا...
-ايوة لازم!
وبذلك ترك يدها واتجه الي المرحاض قبل ان يفعل شيء اخر سيؤخر كلاهما!

عند سلمي و يزيد...
-مش هتفطر؟!
اردفت سلمي بتوتر فقد اصبحت علاقتهم جافيه تماما وهو يرفض التعامل معها منذ شجارهم قبل يومين...
-لا هفطر في الشغل!
-تمام و انا كمان هنزل انهارده!
التفت لها متفحص ملابسها التي ترتديها للخروج فاردف...
-رايحه فين؟
نظرت له لا تريد اخباره بانها مختنقة ومتأثرة بجفائه فتلك كانت رغبتها وتريد رؤيه والدتها فأردفت بثقه قائله...
-مشوار كده!
عقد ذراعيه قائلا...

-فين المشوار ده يعني؟
-انا مسألتش انت كنت فين اليومين اللي فاتوا وانت راجع وش الصبح يادوبك ترمي السلام الصبح وتنزل تاني!
اردف بتهكم قائلا...
-والمفروض اعمل ايه، اقعد واسمع كلامك المتخلف!
-انا كلامي هو الصح ؛ انت لازم تتجوز ونسيب بعض هتفضل عايش جو التضحيه ده لامتي؟
امسك سترته وحاول ان يتخطاها متجاهلا حديثها قائلا..
-ماشي انا نازل و طالما مش هتقولي المشوار فين متنزليش من البيت يا سلمي!

تبعت خطاها بحده وهي تردف...
-لا هنزل يا يزيد!
-مش هيعجبك تصرفي لو نزلتي والخيار عندك!
قالها وهو يفتح باب المنزل فاغلقته هي بعنف قائله...
-طلقني!
رمي سترته واوراقه ارضا قبل ان يجذبها نحوه قائلا من بين اسنانه بغضب...
-صدقيني عايز و عايز جدا كل حرف بتزوديه بحس اني مش مرغوب فيا وببقي عايز اطلقك واريحك، بس مش قادر اسيبك! ومش هسيبك ومش هموت قلبي عشان انتي في واحده مجنون!

دفعها بحده قبل ان يلملم اشياءه ويخرج مغلقا الباب خلفه بقوة...
رفع انظاره فوجد شقيق شروق ووالدتها يقفان امام شقه ظافر و ينظران له بتعجب...
-اتفضلوا يا جماعه شروق جوا...
-يزيد فضلك يا ابني...
قالت والده شروق بينما دلف شقيقها الواجم دون ان يبث بحرف واحد...
توجهه يزيد نحو صديقه ما ان دلف الاخرين قائلا بخفوت...
-في حاجه ولا ايه؟
هز ظافر رأسه بالنفي قائلا..
-لا متقلقش دول جايين عادي!

-طيب لو في اي حاجه كلمني انا هأخر نفسي شويه تحت...
ربت ظافر علي كتفه قائلا..
-روح يا يزيد الشغل عشان انا مش هعرف اجي دلوقتي ومتقلقش انا هعدي الليله...
-تمام! يلا سلام!
رفع كفه في الهواء بسلام قبل ان يرحل من امامه...
اغلق ظافر الباب واتجه نحوهم قائلا...
-ثانيه واحده هي كانت بتلبس يحيي و جايه...
توجهه نحو غرفتها واغلق الباب خلفه بهدوء قائلا...
-انتي وقفه ليه كده، اطلعي امك برا!
-انا متوتره!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1532 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 965 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1735 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، خيوط ، الغرام ،











الساعة الآن 07:03 PM