logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:18 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

في شقه ظافر...
-يلا يا سيري عسان خاطري يلا يلا!
ضحكت شروق وهي تضع قدمها علي الاريكه امامها...
-يا خلاثي احلي سيري وعسان خاطري دي ولا ايه!
ضحكت فيري بمرح طفولي وهي تحاول جذبها من ذراعها...
-يلااااااا يلااااااا عايزززة دلوقتي!
-يا فيري يا قلبي استني طيب بابا يجي يجبلك!
عقدت الصغيرة ذراعيها برفض وهي تمط شفتيها بحزن استعدادا لإحضار دموعها لتردف قائله...
-انتي تجبيلي!

تنهدت شروق وهي تعتدل لتبتسم بقله حيله قائله...
-روحي البسي الشوز ونادي يويو عقبال ماالبس يا هانم!
قفزت فيري بسعادة...
-يوويووو يلاااا هننزل نجيب الكاب كيك مع سيري!
-يابت امسكي في الشين دي هتندمي!
قالت شروق وهي تتابع ضحكاتها...
وبالفعل ماهي الا دقائق حتي جهز الجميع و توجهوا الي الفرن المقابل لمبناهم...
-يا مرحب يا مرحب ايه يا مدام شروق كل دي غيبه!

قالت منار العاملة الجديدة بالفرن منذ اربعه شهور...
لتبتسم شروق قائله...
-وحشتيني والله يا منار بس زي ماانتي شايفه كده مبقتش اشوف الشارع كتير!
قالتها وهي تشير الي بطنها المنتفخه امامها، لتبتسم منار بمرح قائله..
-تقومي بالسلامة يا حبيبتي وخدي رقمي لما تعوزي حاجه متنزليش انتي و هطلعهالك ماشي!
-كلك ذوق يا حبيبتي ربنا يخليكي!
-انتي بتعملي ايه هنا!

اتاهم صوت ظافر من الخلف فنظرت له شروق بتعجب من حده لهجته و وجوده السابق لاوانه فلم ينتهي دوام عمله لتردف قائله وهي تراه يمسك الولدين منها وينظر لها شزرا وكأنها اجرمت!..
-كنت بشتري كيك للأولاد!
-مكنتيش قادرة تستني لما اجي او تتصلي بيا اجيب وانا جي!
زمت شروق شفتيها بغضب، اللعنة عليه من يظن نفسه ليوبخها هكذا كالأطفال امام الجميع...

-عادي انا نزلت مع الاولاد نشتري واهو بالمرة اشم هوا، انا انسانه!
-عادي ؛ انتي شايفه ان في اي حاجه عادي في حياتنا؟!
عقدت منار حاجبيها بغضب و كادت تتدخل لنجده من تعتبرها صديقه حتي وان كانت لا تليق بها في نظر الكثير فهي ابنه الاحياء الشعبية بل العشوائية و عامله الفرن!

ولكن لسانها عقد عند رؤيه (مروان )ذلك الرجل الطويل ذو القامه المثالية والعيون السوداء وشعره الاسود المزين ببعض الخصلات البيضاء التي تكاد لا تظهر الا في ضوء النهار و الساكن في نفس المبني التي تقيم به شروق وتراه يوميا وهو يذهب مع زوج شروق في نفس الميعاد و بنفس الاتجاه...
غامت في احلامها وهي تأكله بعينيها متناسيه من حولها...
راقبته وهو يمسك بذراع ظافر يهمس في اذنه فغارت اذنها متمنيه ذلك الهمس...

قطع افكارها صوت ظافر الذي هدئ قليلا وهو يري العنفوان يتخلل معذبته ذات العيون الخضراء لتصبح كالأشجار المشتعلة...
-حصل خير يا مروان، يلا نطلع انا كنت خايف عليكي مش اكتر...
شاهدته منار و هو يوجه نصف جملته الي شروق بعد ان شكر صديقه مروان بعينيه...
-متخافش اللي في بطني محدش هيخاف عليه اكتر مني!
اجابت شروق قبل ان تنطلق متخطيا الي المبني...

كاد يجيبها بان اهتمامه بها يتخطى الصغير فهو يخشي ان يكون شقيقها معتوها ويحاول اذيتها ولكنه زفر و لحق بخطواتها السريعة فيحاول التحدث بهدوء قائلا...
-امشي براحه شويه!
كادت شروق ان تلتفت اليه وتصفعه علي وجهه و لكنها عزفت عن ذلك و تابعت سيرها تتنفس من انفها، محاوله التماسك و محاربه هرمونات الحمل القاسية التي تحاول فرط دموعها من عينيها واهانتها امامه وامام الجميع...

اما مروان فقد التفت يرمق تلك الصغيرة الهائمة به نظرة مستفسرة وكأنه يتعجب من ايجاد مشاعر قوية للأعجاب من شابه مثلها لا تتعدي العشرون عاما به هو من يبلغ الخامسة والثلاثون...
لن ينكر بقاءه في سيارته طويلا فقط للنظر الي جمالها الخلاب منذ ان عملت ولكنه لم يتوقف اهتمامها الذي اصبح واضحا...

ابتسم عندما نظر امامه مره اخري تلك الوقحة لا تزال تحدق به...
ولكن لما الابتسامة المرتسمة علي فمه اهو شعورة بسخافتها ام شعوره بالإطراء لإعجاب الصغيرة به؟!

في الأعلى...
دلفت شروق الي غرفتها وصفعت الباب خلفها بعد ان اخبرته بلا مبالاة انها تحتاج الي الراحة...
زفر ظافر بحنق وامر اطفاله بغضب بان يذهبا الي غرفتهم وانه سيعاقبهم ان ثبت له انهم من اصروا علي نزولها لإحضار الحلوى لهما!
-ممكن تهدي شويه؟!
قالها مروان بقله صبر ليردف ظافر بغضب...
-انا حاسس اني في كماشه ماشي الف حوالين نفسي ومحدش مقدر او فاهمني!

-ظافر انت عارف انت متعصب ليه فبلاش اللف والدوران!
ضيق ظافر عينيه وهو يمسك بنظرات صديقه الثابتة والذي يكبره بشهزر قليله...
ليرتفع وجهه بنصف ابتسامه خاليه من المرح...
-ايه ده هي الاخبار لحقت توصل بالسرعة دي!
ارتفع حاجبي مروان بتعجب قائلا...
-انت متضايق اني عرفت ولا حاجه!
هز ظافر رأسه برفض ليقول...
-عادي استقلت و اللي حصل حصل!

-بسببها هي وانت عارف اني سايبها عشان هي ام ولادك لكن مستني منك الاشارة...
وقف ظافر بغضب قائلا...
-انت فاكر انا سايبها عشان ضعيف ومش عارف اخد حقي ؛ لا انا سايبها عشان للأسف اسمها لو طار هيطير معاه سمعه عيالي!
وقف مروان يدفعه للجلوس مره اخري قائلا...
-ممكن تبطل عصبيه انا مقولتش كده! انا شايف اني اسيبك تهدا شويه قبل مانتكلم في المهم واه اوعي تفكر تقدم في شغل لاني منتظر الفرصة دي من زمان!

وضع ظافر قدم علي الأخرى وهو يراقب صديقه قائلا...
-انهي فرصه ان طلقتي تروح لصاحب الشركة وتستخدم اسم ابوها وفلوسها وتسم ودانه من نحيتي عشان يطردني لأنها مريضه ومش قادره تتحمل الرفض او اني مستحيل ارجعها وهي الإنسانة الكاملة المخلدة!..
-اكيد عندك الف حق تبعد عن اللي تعمل كده و مفكرتش حتي انها ممكن تعرض مستقبل اولادها للخطر مش مستقبلك انت وبس!..

-انا بكره اليوم اللي شفتها في و بكره غبائي اني وقعت فيها، وادي النتيجة عيلين لا حول ولا قوه ليهم عايشين اليتم وامهم الحرباية عايشه جو العربده، انا بعيد اه بس كل اخبارها بتوصلي مع ابوها اللي مقضيها صفقات بمساعده الهانم!

قطع حديثهم جرس الباب فتوجه ظافر لفتحه فيجد سلمي الغاضبة وخلفها يزيد الصديق الناقص في الأحجية...
-شروق في اوضتها!
قالها ظافر بحاجب مرفوع عندما تخطته سلمي بدون ان توجه السلام حتي!
اعاد نظره الي يزيد الذي تخطاه هو الاخر متجها الي مكتبه ليجد مروان سابقا له...
-السلام عليكم!
-عليكم السلام، البيه مختفي ليه!
قالها مروان ليقاطعهم ظافر مستنكرا..
-وانا الكافر اللي داخلين محدش بيرمي عليه السلام!

ابتسم له يزيد بملل قائلا...
-ايوة!
ضحك مروان قائلا...
-براحه عليه عشان ممكن ظافر يتحول عليك دلوقتي الراجل بقي عاطل!
-يا ابن ال...
قال ظافر قبل ان يمسك لسانه من اخراج الفاظ تليق بذلك المغرور ولكنها لا تليق علي مسامع صغيريه...

غرق كلا من يزيد و مروان ضحكا...
-لا اصحاب اصيله الصراحة!

-بقولك ايه فكك من الدراما مروان معاه قنبلة وعلي فكره انا كمان هستقيل الصبح يعني انا وانت عاطلين متزعلش!
رفع ظافر حاجه بذهول قائلا...
-وتستقيل ليه يا مجنون مش دي الشركة اللي كنت هتجن و تشتغل فيها!
-اه بس ده كان قبل ما يكون لينا شركه ملكنا!
نظر لهم ظافر بتساؤل ليأتي دور مروان في التفاخر وهو يضع قدما علي الأخرى قائلا...
-احنا قررنا اننا هنعمل شركه خاصه بينا احنا التلاته!

عقد ظافر ذراعيه قائلا بحاجبين مرفوعين...
-وكنتوا ناوين تقولولي امتي اني هشترك معاكم؟ وبعدين بالنسبه للشركتين اللي عندك هتعمل فيهم ايه؟!
عقد مروان ذراعيه هو الاخر قائلا...
-ما هو ده اللي كنت هشرحهولك قبل ماتخرب علي شروق الغلبانة!
-اوبا عشان كده اتصلت بسلمي تعيط؟!
قال يزيد بتحليل لينظر له ظافر بذهول ماذا فعل لتبكي!..
-جلنف!
قال مروان بيأس ليردف ظافر موبخا...
-بقولكم ايه محدش ليه دخل بينا!

-بينكم؟! لحظه ابكي تراني تأثرت!هو في حاجه بينكم اصلا!
قالها يزيد بسخريه فكاد ظافر ان يقتله ولكن صوت مروان الحازم اوقفه...
-يزيد متستفزهوش ولا العلقات بتاعت زمان وحشتك!
نظر لهم يزيد بغيظ وكاد يخبرهم كم يشتاق الي يحيي رحمه الله الاقرب له في السن والاقرب له في تلك الصداقة ولكنه رفض احزان ظافر اكثر...
نظر مروان الي يزيد بعيون لامعه وابتسامته الرزينة فتنحنح قائلا...

-كويس ان ظافر استقال لان شروق علي وش ولادة واكيد هتحتاج دعم نفسي وانت الوحيد اللي هتقدمهولها طبعا!
نظر له ظافر بتعجب قائلا...
-انا؟!
-لا ابويا استني هتصل بيه اقوله يجي يشوف شغله، اااه...
صرخ يزيد متألما عندما قذفه ظافر بعلبه فارغه امامه قائلا...
-ايه بتوجع يا حبيبي!
ضيق له يزيد عينيه بغضب فضحك مروان قائلا...

-طبعا انت يا ظافر باشا مش هاتجوزها يعني في حكم خطيبها! وانت سيد العارفين بالحاجات دي انت مجرب في يوسف و فريده!
خجل ظافر ان يخبرهم بان طليقته المصونة كانت تقضي شهور الحمل باكيه علي جسدها وتضيعها في انفاق ما يكدح به من امواله و اموال والدها في تجهيزاتها مع اطباء للتجميل وانقاص الوزن بعد الوضع مباشرا!
شعر مروان بحيرته فرمق يزيد غامزا يحثه علي التدخل فتنحنح الاخير قائلا بعيون تلمع برغبة قلب حقيقة...

-انا ان شاء الله لو سلمي بقيت حامل هنزل اجيب كل هدوم البيبي و هريحها خالص ممنوع تعمل اي حاجه و هبقي اعمل مساج رجليها عشان بيقولوا الحوامل مش بتستحمل تقف علي رجليها كتير بس انتوا عارفين سلمي مش بتعرف تقعد وهفضل اقولها انها جميله اوي اوي ومش مهم انها تخنت شويه من الحمل انتوا عارفين الستات نفسيتها بتبقي وحشه اوي في الفتره دي ومش بتستحمل كلمه!

كان يتحدث و يتحدث و عيونه تلمع بالصبر و التمني...
-ان شاء الله ربنا هيرزقك بالذرية الصالحة انت اصبر بس!
قال ظافر بابتسامه خفيفة تواسي صديقه الصغير...
تنهد يزيد مطولا بأمل قائلا...
-مش مهم اجيب عيال المهم انها تفضل معايا طول العمر!

كان مروان يراقبه واضعا اطراف اصابعه علي جانب وجهه و يحلله بدقه و قلبه يخبره ان صديقهم المرح يخبئ الكثير و الكثير!
اما ظافر فكان يفكر انه لم يقدم اي شيء مما قال عليه يزيد لشروق ابدا! حتي انه يوبخها خوفا عليها...
بالتأكيد هي لا تنتظر منه ذلك ام انها تنتظر؟!
هل يخيب املها به يوميا؟ هل يعجز عن اسعادها مقدما؟

شعر بقلبه ينقبض فهناك خيط رفيع داخله يشعره بالنقص بانه لن يتمكن من اسعاد اي امرأه، كما اخبرته الشمطاء قبل طلاقهم ولكنه رفض ان يشكك في رجولته من اجلها!
كما انه لطالما تمني سراً ان يتزوج و يعيش بسعادة و بالتأكيد تصر مخيلته ان ترسم ذلك الحلم السري الذي اباحه قلبه مؤخرا فهي ستصبح زوجه له ما ان تضع الطفل!

لحمايتها تحدث عقله سريعا حتي لا ينغمس قلبه باحلاما فيوهمه انه فقط يرغب بالحصول عليها بأقرب وقت!
ولكنه لا يعلم كيف يتخطي ذلك الحاجز بينهم يخشي الرفض او ان تظنه يستغلها من اجل انقاذه لها ولطفلها!

-احنا عارفين انكم حاله مختلفة بس لازم تقدم السبت، الست ست!..
اخرجه يزيد من افكاره فانتبه الي حديثهم مره اخري!
بعد مرور ساعه من المشحانات و المشاورات والنصائح استأذن الجميع للمغادرة...
-مع السلامه يا مشرقه!
ابتسمت شروق بخجل من مديح مروان لها قائله...
-والله انا مش عارفه من غير ذوق حضرتك كنت عملت ايه!

زم ظافر شفتيه بغيرة خفية من اهتمامها بصديقه و لكنه رفض اغضابها مره اخري فتقدم تلقائيا خطوة بجوارها قائلا...
-تصبح علي خير يا مروان!
ابتسم له مروان بابتسامه بريئة ثعلبية قائلا...
-وانت من اهل الخير!
وبذلك اغلق الباب خلفه وهو يشعر بانزعاج مفاجئ ف مروان يحصل علي نصف ابتساماتها و طفليه علي النصف الاخر وهو لا يلتقي منها سوي العبوس و الجمود وكأنهم ليسا مقدمين علي الزواج قريبا جدا...

شعرت شروق بنظراته فظنته سيبدأ موشحاته الغاضبة وقررت الهرب والنوم متسائلة لما يميل الرجل الوسيم الرائع الي النكد الازلي...
-استني يا شروق!
زفرت تحت اسنانها والتفتت اليه قائله...
-نعم؟
تنحنح ظافر قائلا...
-انتي زعلانه مني؟
حسنا هذا سؤال لم تتوقعه بالتأكيد! هل ينوي الاعتذار ام ماذا؟ نظرت له فقبضت علي عيونه العسلية تتفحصها بعنايه احمرت وجنتها بخجل رغما عنها فنظرت الي اسفل وهي تعدل حجابها قائله...

-لا ابدا محصلش حاجه عن اذنك!
اوقفها سريعا منزعج من رغبتها في الهرب من امامه قائلا...
-طيب تمام انا كنت خايف عليكي مش اكتر واتمني ان اللي حصل انهارده ميحصلش تاني محدش عارف كان ممكن ايه يحصل او مين يقابلك!
هزت رأسها بصمت متقبله كلماته وقلبها يرفرف بسعادة لا مبرر لها!

اتكأ ظافر علي الجدار خلفه يراقب خجلها ووجهها الجميل المنحوت ببراعة وجفونها الشبه مغلقه التي تحاول الاختباء منه وتمني للحظه لو كانت زوجته بالفعل دون اي دراما حولهم كان ليميل عليها يلتهمها كالحلوى الاسفنجية!
شعر بدقات قلبه تتسارع وسعل بخفه قائلا...
-اه صح كنت جايبلك حاجات ثانيه واحده!
رفعت رأسها تراقبه بتعجب تري ما الذي احضره لها؟ كانت تعبث بأصابعها وكأنها مراهقة فوبخت نفسها متمتمه...

-ممكن تتلمي بقي ده يبقي قريب جوزك الله يرحمه ويعتبر غريب عنك!
رفضت ذلك التفكير الخفي داخلها والذي يخبرها بانه قريبا سيصبح زوجها!
شاهدته يتقدم منها مرتدي الجينز كعادته و تي شيرت خفيف يظهر عضلات و سمار معصميه...
رفع يديه بحقيبه ورقية فأخذتها منه بابتسامه...
-احنا واقفين ليه تعالي نقعد!

قال بشيء من التوتر اجاد اخفاءه وهو ينتظر اجابتها، امن الطبيعي ان تكون علاقتهم بمثل تلك السطحية حتي بعد ستة اشهر متواصلة يراها بها يوميا ويعتبر يعيشان سويا، فكلاهما لا يستطيعان الجلوس بمفردهم للحديث دون الشعور بالتوتر و الخجل!..



look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:18 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس

وقفت تنازع نفسها تشعر بالريبة ما سر هذه التصرفات فهي لا تتذكر انه وقف يحادثها اكثر من عشرة دقائق متواصلة و غالبا ما يكون لتوبيخها!
-طيب!
قالتها فأشار لها باتباعه الي غرفه الجلوس...
جلس و اشار لها بالجلوس فاستجابت بهدوء...
مرت دقائق و هو يتابعها دون كلمه رمقته بنظره بطرف عينيها وهي تفرك اصابعها فتتابعها عينيه، رأت ملامحه جامده، شعرت بقليل من التوتر هل ناداها للجلوس هكذا و مشاهدتها؟!..

انتبهت للكيس بيدها و قررت فتحها و رؤية ما احضره!
ضيقت عينيها وزمت شفتيها بالتأكيد لم تتوقع ذلك!
-ايه ده؟
-دي حاجات يوسف قالي انها نقصاكي!
نظرت الي الشامبو و مزيل العرق! و شعرت بغضبها يشتعل! هل تلك طريقه جديده لأخبارها بانها كريهة الرائحة!
تابع ملامحها تنكمش بغضب مكتوم فرفع حاجبه بتعجب هل اغضبها لأنه احضر ما ينقصها؟!
-في حاجه ولو النوع ده مش بتحبي اجبلك واحد تاني...
-لا شكرا مش عايزة حاجه!

امسكت بطنها وهي تقف بغضب مستتر فوقف سريعا مذهولا من رد الفعل ذاك و حاول تدارك الموقف قائلا...
-مالك انا حاسس انك متضايقه؟
-لا ابدا ابدا و هتضايقني ليه انت عملت حاجه تضايقني؟
قالتها وهي تنظر له باتهام و عيون خضراء متسعه، تفاجأ بوجود برغبه كبيرة في الضحك و لكنه كتمها بداخله لا يريد اغضابها اكثر دون قصد!

هز رأسه بالنفي علي سؤالها فشاهدها تحاول الركض بأنفاس عالية فانتهي بها الامر تمشي بخطوات سريعة شبيهه بخطوات البطريق!
خرجت منه ضحكه صغيره اوقفها بسعال حاد و يد تخفي شفتيه عندما استدارت ترمقه بغضب...
-تصبحي علي خير!
قالها قبل ان تغلق الباب في وجهه وكأنه غير موجود، ليتنهد متمتما...
-انا كلمتها دي كمان، هي الستات صعبه اوي ليه كده؟!

زفر وهو يفرك خصلات شعره بغيظ واتجه لأخذ حمام ساخن قبل الصعود والنوم فسخان الماء بالأعلى يحتاج للتصليح ولكنه يستمر بالنسيان...
زفر وعقله يحاول تحليل سر غضبها منه!
صعد بعد مده واحكم اغلاق الباب بعد ان اطمئن علي اطفاله، و بعد ساعات طويلة استلقي علي فراشه يتقلب يسار و يمين وعقله منشغل بالتفكير بها...
هل غضبت لانها شعرت رغبته في التقرب منها؟ لم يكن عليه الاستماع الي صديقيه المخبولين!

ليصيح به قلبه بانه هو من يتحايل الفرص للتقرب منها، زفر بغضب رافضا الاعتراف بان النظر الي وجهها او رؤيتها تتوسط اطفاله كفيله برفع هموم العالم عن اكتافه المرهقة...
ابتسم بألم من سترضي بحبه و الاقتران بحظه التعس!
هز رأسه يبدو انه جن تماما فتعيسة الحظ اصبحت جاهزة للاقتران به!

في اسفل المبني...
جلس مروان في سيارته يراقبها تغلق الفرن مع صاحب العمل المسن، راقب شعرها البني الفاتح يتطاير من ذلك المثلث الصغير التي تلفه علي منتصف شعرها وتذكره بجدته قديما ولكن جاذبيتها اعطته معني اخري...

انتقل الي فستانها التي جاء الزمن واتي عليه و ارتسمت ابتسامه تأكلت وجهه وهو يري جزء من سروال قطني يحتضن ساقها يظهر وهي ترفع ذراعيها لأغلاق الباب الصدأ وتتعلق به بقوة فبدت كقرد معلق علي الشجرة...
هز رأسه علي غباءها وخرج من سيارته ذات الزجاج الاسود واتجه بخطوات واثقه نحوهم قائلا...
-محتاجه مساعده!
-اتكل علي الله يا اخينا!
قالتها دون النظر اليه حتي وهي تلوك علكتها بملل...
-افندم!

خرج صوت يشبهه الشهقة المستنكره من صدرها وهي تلتفت اليه تبدو كمن يستعد للدخول في معركه...
رفع كلا حاجبيه بذهول وهو يراها تتوتر و تمضغ علكتها مضغات متتاليه سريعة قبل ان تضحك بخفه قائله...
-لا مؤاخذه يا استاذ كنت بحسبك عيل سيكي ميكي بيزاول!
-ايه؟
-هاه؟!
ظهر الارتباك جليا عليها ؛ فهي بالتأكيد لم تتوقع ان يقترب حبها السري نحوها ليقدم لها المساعدة...

تجاهلها مروان وهو يلوي ملامحه بتعجب واتجه الي الباب يجذبه بخفه مرة واحده ثم اغلق القفل بأحكام، اقترب منها ففتحت يدها بنصف ابتسامه تتقبل المفتاح منه ولكنه تخطاها واعطاها لصاحب الفرن بابتسامه...
-الله يخليك يا ابني!
مطت شفتيها بغيظ لما لم يقربها هي الا تعجبه ولو قليلا!
حسنا حسنا كفي احلاما بالطبع هي لن تعجبه هو من يشبه نجوم السينما ويملك الكثير من الاموال...

اتجه مروان بلا اي كلمه نحو المبني تلك الصغيرة تكاد تفقده عقله و وقاره!
بالطبع لم يستطع ان يمنع نفسه من ان يلتفت ويطالعها فيجدها تتفحص جسده بجديه بالغه و نصف ابتسامه مرتسمه علي جانب وجهها...
اعاد رأسه بابتسامه واسعه.
الوقحة!

في شقه ظافر و شروق...
استلقت شروق بغضب علي فراشها متمتمه...
-ابو شكله و اللي عايز يكلمه اصلا!
نظرت الي السقف فأغمضت عينيها مرحبة بالنوم ولكن بالتأكيد ظهر هو في مخيلتها بعيونه العسلية المتوهجة و ملامحه القاسية التي تلين و تخطف انفاسها عندما يهدي احد اطفاله بابتسامته الحانية...

فتحت عيونها التي غامت بحزن فلا احد يشعر بخوفها وقلقها من الغد! تريد ان توفر للصغير الذي يقبع داخلها يختبئ من الحياة حوله كل ما سيرغب به يوما وتعلم ان ظافر لن يخيب املها في ذلك...
لكن ماذا عن مشاعر الابوة هل سيمنحها اليه فعلا، هو من لا يبدي اي عاطفه نحوها ولو قليلا!
اللعنة اللعنة! لماذا تنحرف افكارها دوما نحوه او مشاعره، لماذا تشعر وانها تتوق الي مشاعر رجل و حب ومنه هو بالذات!

و لما توقفت عن تذكر افعال يحيي القليلة ولكن المحببة الي قلبها لتصبر وتريح قلبها؟!
اللعنة عليه و عليها و علي الجميع هي فقط ترغب في اغماض عينيها والنوم و لكن حتي ذلك يعاندها...
اغمضت عينيها فدارت بها الذكريات بين الوعي واللا وعي الي اليوم الذي اكمل انقلاب حياتها...

فلاش باك...
-انت اكيد مش طبيعي! انسي يا رامي انا مش ممكن اموت ابني او بنتي!
قالتها شروق باستنكار ليردف رامي بغضب...
-لا ده انتي اللي اكيد مجنونه لو متخيله اني هسمح انك تضيعي مستقبلك عشان شويه دم متجمعين في بطنك!
-اتفو عليك يا اخي! سيبني في حالي سيبني انت شيطان، يا ماما يا ماما!
صرخت شروق بعنفوان و عيون زائغه لتدلف والدتها بذعر الي غرفتها قائله...
-في ايه يا بنتي!

-ابعدي ابنك عني وفهمي ان اللي في بطني ده انا عمري ما هنزله!
-بت انتي فوقي لنفسك انا اخوكي الكبير و كلمتي هتمشي بالذوق بالعافيه هتمشي...
صاح رامي وهو يخبط المقعد امامه بعرض الحائط لتصرخ والدته بذعر...
-ياابني ابعد عنها دلوقتي مش وقته!
ليردف غاضبا بصوت عال...
-اومال امتي استني لما تولده! بقولك ايه يا شروق انا عندي واحد وموافق يتجوزك وغني ومعاه فلوس كتير و كتير اوي يعني هتعيشي ملكه واحنا معاكي!

وضعت شروق كفيها علي اذنها رافضه السماع اكثر صارخه...
-كفايه كفايه كفايه حرام عليكم ارحموني ارحموني!
قالتها والبكاء يتخلل جملتها فتوجهت اليها والدتها لتهدئتها بينما خرج رامي كالإعصار بغضب من الغرفة...
-اهدي يا حبيبتي اهدي يا ضنايا متقطعيش قلبي اكتر من كده!
قالتها والدتها بحزن و مرار لتردف شروق بحسره...
-انتو اللي مصرين تكسروني وتحرقوا قلبي حتي علي اخر حاجه فضلالي!

فأردفت والدتها بقله حيله محاوله اقناعها بوجهه نظر رامي شقيقها خوفا من بطشه عليها ان استمرت في الرفض...
-يابنتي افهمي هو خايف عليكي يا حبيبتي الدنيا دي وحشه و اخوكي شايف انك عرفتي يحيي و اتجوزتيه ومقضتيش معاه اربع شهور علي بعضهم يعني ملحقتيش تحبيه الحب ده كله عشان تتمسكي بالبيبي!
نظرت لها شروق بذهول وهي تخبط علي صدرها بحزن...

-انتوا ناس مش طبيعيه هو اللي مات ده مش انسان! وانا؟! مش واخدين بالكم اني خلاص ارمله اوعي تفتكري اني مش فاهمه ان حياتي كده انتهت زي اي ارمله بتعيش السواد في البلد و الدنيا دي كأنها مش بني ادمه مجرد انسانه واتحكم عليها الموت بس بالحيا!
-ليه بس يا حبيبتي بعد الشر انتي لسه في عز شبابك و الف من يتمناكي!
هزت رأسها شروق بحزن و اسي قائله...

-وانا مش عايزة اتجوز يا ستي انا عايزة اعيش لنفسي شروق وللي في بطني وبس وانا راضيه بذكري يحيي اللي مشفتش منه حاجه وحشه حتي لو ملحقتش احبه زي مابتقولوا بس هو احسن حاجه حصلت في حياتي!
احتضنتها والدتها تقبل رأسها لتردف بصوت يشوبه الحزن...
-قضاء ربنا يا بنتي، متفكريش دلوقتي في اي حاجه و ارتاحي شويه وانا هقوم اعملك كوبايه لمون!

هزت شروق رأسها فثط لمجاراتها وابعادها قليلا وتركت والدتها تمرر اصابعها علي وجنتيها لتزيل دموعها بحنان أم تتحسر في داخلها علي حظ ابنتها قبل ان تقبل رأسها مره اخري و تذهب الي الخارج...
شعرت شروق بجفاف حلقها ومررت لسانها تستشعر تشقق شفتيها!
متي كان اخر كوب من الماء احتسته! لا يجب ان تهمل نفسها فلديها ضيف صغير بالداخل يجب المحافظة عليه...

اتجهت خلف والدتها الي المطبخ فوقفت برعب عند الباب تستمع لمخطط من يطلق عليه شقيقها!
-اسمعي مني يا ماما نقطتين في اي كوبايه عصير مش هيضرها في حاجه بس هينزل الجنين وقتي وبكده هنريحها من تأنيب الضمير و لما تتجوز الراجل ده هتشكرني ده هيسعدها و هيدينا فلوس كتير ده كان هيجن عليها من قبل ما توافقوا علي الزفت الاولاني!
-انا مستحيل اعمل كد...

لم تستطع سماع باقي جمله والدتها وانفاسها تعلو و ضربات قلبها تدق في اذنها بذعر فهرعت الي غرفتها تغلقها غير مستوعبه قذارة شقيقها، دائما ما اشعرها بانها عبء منذ وفاة والدها ولكنها لم تتخيل ابدا ان يكون لديه رغبه في مقايضتها بالمال فالشخص الوحيد الذي اتاها بذلك الغني قبل يحيي هو رجل في الخمسين من العمر!..
ارتعشت شفتيها بخوف و شعرت بأنين يخرج من فمها، ماذا ستفعل و من سينقذها و طفلها!
ظافر!

اول من جال بتفكيرها ؛ هرعت الي فراشها تبحث عن الهاتف الم تخبرها والدتها انه تشاكل مع اخيها و طلبها للزواج وهي بالطبع رفضت و بشده ولم تفكر ان تحادثه حتي!
ولكن هل من مفر الان!
رفضت دقات قلبها الخضوع خاصة عندما وصلها صوته الخشن ذا الكسرة الحزينة..
-الو؟
-استاذ ظافر!
ضيق ظافر عينيه هل يعقل انت تكون هي! فسأل بتوتر...
-مين؟
-انا شروق، انا انا...
شعرت بالتيه و العجز كيف تخبره ما يدور؟!

ليسبقها بكلماته القلقة...
-انتي كويسه حصل حاجه ليكي او للبيبي؟
-لا لا، انت، انت عايز تتجوزني؟!
رمش ظافر عده مرات لا يعلم لماذا ولكنه لم يتخيل ان تكون هي السائلة لذلك السؤال...
بلل شفتيه وقلبه يدق بعنف قائلا بخفوت...
-ايوة!
-تتجوزني دلوقتي؟!
-دلوقتي، انا موافق! شروق مالك؟
اردف بسرعه واكمل يعلن قلقه، شعرت بقلق سؤاله وصدقه فانهمرت دموعها بخوف وهي تقول بصوت مكتوم...

-متقولش لحد من اهلي ارجوك تعالي اكتب كتابك عليا و خدني عندك!
انتفض ظافر يأخذ مفاتيح سيارته وهو يصيح بيوسف و فريده لانتظاره وعدم التحرك حتي يعود...
-ممكن تهدي شويه انا تلت ساعه و هكون قدام البيت، اطلعلك و لا ارنلك؟!
سألها بحذر يخشي ان يكون شقيها المجنون يحتجزها او شيء من هذا القبيل و شعوره يؤكد ان ذلك المقيت علي وشك فعل شيء يشبهه قبحا...
فتزيده شروق تأكيدا عندما قالت بذعر واضح في صوتها...

-لا لا رنلي وانا هنزل!..
اغلقت الهاتف وهي تغلق عينيها تحمد الله انه لم يعتقد انها مجنونه و تخلي عنها وعن طفلها فهو قشتها الاخيرة!..
نهضت ترتدي ملابسها وتلململ بعض الاموال المحتفظه بها و وقفت تسترق السمع من خلف بابها وببطء شديد و يدين مرتعشتين و شفتين تتلوان الدعاء تمكنت من التسلل الي الخارج في غفله عنهم...
رفعت الهاتف وهي تهبط علي الدرج تحادث ظافر مره اخري فأجابها علي الفور قائلا...

-انا تلات دقايق و هبقي عندك تحت!
-انا تحت!
قالتها بخفوت وكأن احدهم سيسمعها، لتقفز برعب وشهقة اوقفت قلب ظافر وهي تستمع الي باب يقفل بحده و خطوات متسارعة الي الاسفل،
ركضت الي الخارج تلتفت حولها بذعر فوجدت ظافر يأتي بسيارته امامها والذي تسارع مع الزمن ليصل اليها في اقل من دقيقه...
دلفت سريعا صائحة بخوف...
-اطلع بسرعه!
وبالفعل انطلق بسرعه الريح معها مباشرا الي المأذون!

ليعلم الاثنان بأن عدة الارملة الحامل تنتهي بوضع الجنين!
-يعني ايه؟
قال ظافر بحنق، ليعقد الشيخ حاجبيه باصرار قائلا...
-يعني مفيش جواز لحد ماتولد اول ما تولد تقدر تتجوزها ان شاء الله بعدها بساعه وشهور العدة تتقضي في بيتها!
ما ان ركبا السياره حتي اجهشت شروق في البكاء بحيرة ماذا ستفعل الان ؛ ليهدئها ظافر قائلا...
-ممن تهدي حتي لو مش علي ذمتي انتي في رقبتي انتي واللي في بطنك!

قطع حديثهم صوت هاتفه ليرد سريعا علي هاتف يوسف بقلق فيصله صوت يزيد الذي اخبره بمجيء شقيق شروق و كسره لباب شقتها هي ويحيي بحثا عنها وانه حاول فعل المثل بشقته لولا وجود يزيد و سلمي وانقاذهم للأولاد ونجاحهم في ابعاده وهو يتوعده هو وهي معا!..
شد علي قبضته لابد ان الصغيران يشعران بالهلع والذعر ؛لديه شعور قوي ان نهاية ذلك الحقير ستكون علي يديه هو!..
-اخوكي كان هناك!

اردف ظافر وهو يدير سيارته و يشرح لها الوضع...
-يالهوي علي حظي الاسود هروح فين انا دلوقتي!



look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:32 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

فلاش باك مستمر...
نظر لها ظافر بملامح مؤكده قويه قائلا بتأكيد...
-هتيجي معايا؟
-ولو جه وانا لوحدي؟
-مش هتبقي لوحدك انتي هتكوني معايا انا و الاولاد!
-مش فاهمه؟
-اتا مش هبقي مطمن عليكي انتي هتيجي تقضي شهور الحمل عندي في البيت و انا كفيل احميكي ومخلوش يلمس شعره منك!
-بس ازاي مينفعش!
-عندك حل تاني؟!
قالها وهو يقود سيارته بحده لتردف باعتراض...
-طيب وشهور العده اللي بتبقي في نفس المكان؟

-الضروريات تبيح المحظورات! انا مش هسيبك في الشقه فوق لوحدك و يا عالم ممكن يعمل فيكي ايه لو كسر الباب وانتي جوا وبعدين انا هأكدله اني معرفش عنك حاجه وانك مش عندي و هلعبها بسلاسه!
بعد ساعه في الطريق وتفكير عميق من الطرفين وصلا الي المنزل...
-اتفضلي، احم يوسف انت صاحي؟
هتف و هو يرحب بها وتمني ايقاظ احد اطفاله لإنقاذه من عقله الذي توقف عن العمل و فقدانه للتصرف!

ليحمد الله في سره عندما خرج الطفلين راكضين بسعادة نحوها ما ان رأوها فيوقفهم بحزم قبل الاصطدام قائلا...
-براحه علي طنط شروق محدش يخبطها عشان في بيبي في بطنها!
ولكنها تجاهلته وهي تميل عليهم تحتضنهم وتقبلهم بحب!
-وحشتوني يا كتاكيتي!
-انتي مسيتي ليه يا سيري انا كنت بعيط عايزاكي ؛ متعمليش زي عمو يحيي!
قالت فريده بلوم طفولي، فتضمها شروق مره اخري وهي تعبث بخصلاتها..

-متزعليش يا روحي وبعدين عمو يحيي في الجنه و هو شايفنا من فوق و معانا دايما بس انتو مش حاسين بيه وكمان جيت اهوه وهفضل معاكم علي طول!
ابتسم ظافر بحزن فغياب يحيي اثر علي الطفلين ولكن نظراته تعلقت بصغيره الذي يسبق سنه وهو ينظر اليه محللا لما يحدث حوله وبينهم!
رفع ظافر احدي حاجبيه قائلا...
-طنط شروق هتعيش معانا علي طول!

هز يوسف رأسه وكأنه يعطيه المباركة واعاد نظره الي شروق مرسلا لها ابتسامته الواسعة لتحتضنه هو الاخر!
انتهي هذا اليوم بأخباره لها بان تختار غرفه تقيم بها وباخبارها بانه لن يبيت معها في نفس المكان وانه سيصعد لشقتها في الاعلى فيزيل عنها اي قلق ومجيبا عن تساؤلاتها عن طبيعة تصوره لعلاقتهما معا و بشأنه عند الزواج!
انتهي الفلاش باك...

ارتسمت ابتسامه راضيه علي وجهها فهي تعلم جيدا انه رجل لا مثيل له، ربتت علي طفلها في احشائها بأمل قائله...
-هتبقي احسن ابن في الدنيا وهيكون عندك بدل الاب اتنين!
وبذلك التفكير اغمضت عينيها مستسلمه للنوم...

في الشقه المقابله...
دلف يزيد علي أطراف اصابعه لا يرغب في ايقاظها فتبدأ في محاضرته، قلبه يرغب فقط في ضمها، نظر الي جسدها الهش المستلقي علي فراشهم و رمي بتحذيراتها عرض الحائط...
ليس ذنبه ان زوجته سادية مجنونة وقلبه مريض بحبها و يموت الاف المرات في بعادها...
استلقي يجوارها بهدوء بينما استمرت هي في اصطناع النوم بقلب ممزق وهي تشعر به يقترب رويدا رويدا كطفل صغير يشتاق لوالدته...

بالطبع سيشتاق! فهي السبب الرئيسي الذي جعله يبتعد عن والدته و شقيقته حتي وان كانتا كسفاحتين يقتلانها بكلماتهم المميته يوميا...
و سيظلان عائلتة وهي السبب في ابعاده عنهم!
شعرت به يضمها لصدره بحب واستمعت الي انفاسه تستنشق عطرها و يغمر وجهه في شعرها الاسود المموج...

انقبضت يداها بألم ترغب لو تنسي الحياة و الصواب والخطأ وتلتفت اليه تضمه وتختبئ بين ضلوعه، و تطمئنه بإنه الحب الاول والاخير ولكنها لن تستلم الان فالنهايه باتت قريبه خاصة مع خططها القادمه!
قبل رأسها بشفتين مهزوزتين بهمساته وهو يقربها اليه اكثر واكثر قائلا بخفوت...
-عارف انك صاحيه...
لعقت شفتيها تاركه اياه يضمها اكثر ترضي بها اشتياقها الحار له و للمساته ليهدأ قلبها قليلا بإقترابه...

توسدت ذراعه الذي وضعه تحت رأسها بلا مبالاة فأردف بخفوت...
-مش ناوي تعقل بقي وتريحنا؟!
وصلها الصمت قليلا قبل ان يأخذ نفس عميق قائلا بتعب...
-مش ناوية تحني انتي؟!
اغمضت عينيها لربط جأشها فتقول بقلب يعتصر...
-لازم تتجوز يا يزيد!
شعرت بعضلاته تتشنج حولها وبذراعيه تقسو حولها ثم ترتخي بعد ثوان قليله قائلا بهدوء...
-سلامة عقلك يا حبيبتي انا متجوز فعلا!

حاولت ابعاد يده بغضب و لكن دون جدوي فاستسلمت لاستفزازاته قائله بصوت جليدي...
-انت فاهم كويس! كفايه هروب من الواقع ايه هتحبني شهر شهرين سنه سنتين قبل ما تحس! انا بقدملك فرصه تريحك و تشيل هم سنين و سنين جايه!
-نامي يا سلمي!
قالها مغمض العينين و كأنه لم يستمع لحرف منها و لكنها استمرت غاضبه...
-ممكن تبطل دور المثاليه دي انت في الاول ولا في الاخر راحل و مينفعش تعيش مع واحده زي الارض الب...

هدر بحده قاطعا حديثها وهو يدفعها قليلا وقلبه يحترق...
-ما هو عشان انا راجل مينفعش تقوليلي الاسطوانه الزفت دي كل يوم، انا خدت قراري لازم تحترمي سواء عاجبك او لا انا مش هسيبك يا سلمي حطيها حلقه في ودانك عشان ترتاحي و تريحيني، انا مش هسيبك!
اعطاها ظهره بأنفاس منقطعة و غضب يكاد يطفو من اذنيه، شعرت برغبه كبيرة في البكاء ولكنه ابي ان يظهر ضعف او يستسلم الان!

اما هي فلا فقد هبطت دموعها مخلوطه بألم و غصه و عضب و حزن و الكثير من المشاعر التي يصعب وصفها و اعطته ظهرها تخفي وجهها بين طيات الغطاء...
شعر بجسدها ينقبض و ينبسط بعنف دون صوت، فالتفت بهدوء و حزنه يغيم عيناه يحاوطها بين ذراعيه رغم مقاومتها التي دامت ثوان معدودة فينتهي به الامر محتضن إياها بشده مخفي وجهه بين خصلات شعرها المموج، منتظر ان يأتيهم النوم سويا للهرب من الواقع!

في الشقة العلوية...
شعر بنبضات قلبه في اذنه وهو يراها تبتسم له بعيونها الخضراء كالغابات الأندلسية...
توقفت انفاسه وهي تقترب منه بابتسامه مشاكسه غير ابهه لوضعه النصف العاري فتضع اطراف اصابعها علي جبهته وتمر بها علي انفه ثم فمه ببطء شديد...
هل يمكن ان يموت المرء من الترقب!

فكر وهو يشعر بيدها الاخري تلامس صدره بنعومه طاغيه تعبث بثباته وفي نفس الوقت يري شفتيها الوردية تقترب وتقترب فيدور رأسه عندما لامست شفتيه بخفه ورده تنغلق تخفي محياها منتظره النهار!
رفع يديه يمسك ذراعيها بقوة وشوق و يقربها لصدره ليتفاجأ بها تتلاشي كالهواء بين كفيه وهو يحاول تعميق قبلتها وتذوق شفتيها و لكن دون جدوي...
-شروق!

همس بشوق قبل ان ينتفض ظافر برعب من علي فراشه ينظر حوله بريبه وهو يتصبب عرقا!
حلم!
مسح بكفيه علي جبينه و رقبته و زفر ليستغفر مطولا و بتوالي!
ما الذي يحدث له؟ ها هو في عمر الخامسة و الثلاثون و يحلم كالمراهقين احلاما محرمه!
تلك الفتاة أصبحت خطرا عليه، هز رأسه بعنف بل هو من اصبح خطرا عليها!
ليزفر متمتما...
-سامحني يارب انا مقصدتش ده حلم!

تنهد طويلا قبل ان ينظر الي الساعة فيجدها تشير الي الخامسة فجرا، قرر ان يأخذ حمام باردا متأكدا انه لن يتذوق طعم النوم الان!
ليقرر استغلال هذا الصباح في عمل مفاجئه تستحقها، ربما تلهيه قليله عن الشعور بتأنيب الضمير لما حدث للتو!

في مكان اخر...
-ماتتكل بقي!
قالت منار لاحد الزبائن المزعجين الذي يمطرها بكلمات داعبه قبل ذهابه...
التفتت تنهي تكييس باقي الخبز قبل ان تسحب واحدا وتجلس علي مقعد بأول الدكان وعقلها منشغل بمروان تنتظر حضورة فقد تأخر عن موعده كما انها لم تري زوج شروق يتجه معه الي العمل منذ اسبوع او اكثر وبدأت تشعر بالقلق علي شروق...
ابتسمت بتفكير لما لا تستغل الموقف للحديث معه ومنه تطمئن علي صديقتها!

نعم ستفعل ذلك...
وقفت تنفض فستانها الملطخ بقليل من الدقيق الابيض وبحثت في حقيبتها المتهالكة عن مرأتها الصغيرة تهندم وجهها وتضع احمر الشفاه الذي لا يفارقها برغم انها لا تضع اي مساحيق للتجميل او تمتلكها من الاساس ولكن احمر الشفاه هو عشق لا يمكن نسيانه!

كان مروان يلملم بعض الاوراق من سيارته قبل ان يلقي نظره عليها كعادته في اختلاس النظرات لها...
فلتابع محاولاتها للهندمه، ضيق عينيه وهو يتابعها تخطو شفتين مكتنزتين بشده بلون الغزال الاحمر...
لما كل هذا الاهتمام بالنفس، هل تنتظر احدهم؟ رجلا مثلا او حبيب ما؟
قضب جبينه بتفكير وشعر بغضب يتملكه لينظر الي مرأه سيارته يحادث نفسه قائلا...

-ايه يا مروان، هتخيب علي كبر هتبص لوحده لو اتجوزت بدري كنت خلفت قدها؟!
هز رأسه باستنكار اين ذهب ذلك الرجل الهادئ الوقور الذي يرفض الحب والمداعبات و يركز علي عمله فقط!
لما يميل عقله بهذه التفاهات الان...
تلك الصغيرة مبهورة به كحال كل الفتيات في سنها وعليه هو التنبه الي تصرفاته حتي لا يرسل لها افكارا مختلطه!
ولكن يبقي السؤال الذي يقتله حيرة!
الي من تتزين؟!

زفر وفتح باب السيارة بحنق ليغلقها بغضب، استدار يرمقها مرة اخيرة فاتسعت عيناه وهو يراها تتجه نحوه بعلبه في يدها...
نظر الي الخلف للتأكد انها تناشده، قطب حاجبيه بغيظ وهو يعيد نظرة اليها اذا كانت تأتي لتتقرب منه او التودد اليه فسيصفعها علي وجهها قليله الحياء!
اين العقل يا صاحب العقل!

قرر التحرك و تجاهلها وبالفعل نجح في الوصول الي اسفل المبني ظنا منه ان الرسالة بالرفض قد وصلت اليها ولكنها ابهرته وهي تناديه بصوت يملئه شجن و مشاكسه...
-استاذ مازن!
التفت يري هذا المازن بغضب فوجدها تقف امامه وتنظر اليه مباشرا...
كبحت ضحكتها وهي تري الضيق يرتسم وجهه لتعمدها بمناداته بشكل خطأ، ليردف بحده قائلا...
-اسمي مروان!
-يوة يقطعني معلش يا استاذ مروان لا مؤاخذه!

قالتها بمشاكسه واضحه، فاتخذت شفتيه وضعيه الخط الرفيع ليردف قائلا...
-تؤمريني بحاجه؟
-ايوة كنت عايزة اطلع شقه الراجل اللي كان بينزل معاك الشغل الصبح!
قالتها بلا مبالاة وكأنها تتحدث عن الطقس وهي تلعب بطرف شعرها...
-افندم!
قالها بغضب وعيون مشتعلة فهي بالتأكيد تقصد ظافر...
-الراجل ده اللي كان...
-انا عارف هو مين!
قالها بحده يرغب لو يصفعها علي وقاحتها ليستكمل بحده...
-عايزة منه ايه؟

-مش منه انا عايزة مراته!
هدأ الغضب في عينيه وقد بدأ يستجمع افكاره...
حسنا وداعا للعقل والتفكير وتلك الوقحه امامه!
-انتي عايزة شروق؟!
-اه عايزة اطلعهلها الكيك ده بقالها كتير منزلتش!
هز رأسه بالموافقة واشار لها باتباعه...
صعدت منار بابتسامه واسعه تتبختر بخطواتها تتمني لو يعطيها الفرصة لتسبقه عسي ان تتفنن في جذبه علي طريقتها الانثوية!

(اه يا سافله يا سهلة يارخيصه)
وقفت بخضه عندما وقف في منتصف الطريق يلتفت لها بغضب قائلا وهو يرمقها من اسفلها لاعلاها...
-ايه ده انتي طالعه معايا عادي كده؟
نظرت له كأنه مجنون قائله...
-اومال اطلع معاك ازاي يا اخويا!..
هز رأسه بقله صبر علي سخافتها ليردف بحده!
-يعني انتي حد يقولك تعالي تيجي علي طول؟!
ابتسمت بمشاكسه ابتسامة هزت قلبه وارعشته بين ضلوعه...
-مش فاهمه؟!

قالتها وهي ترفع حاجبيها لثانيه قبل ان تهبطه في الثانية التالية...
-يعني انا اقولك هوصلك تعالي تثقي فيا وتطلعي معايا افرضي ضحكت عليكي!
-يالهوي تضحك عليا! لا اذا كان كده اوافق بقي!
قالتها ترغب في مشاكسته عسي ان تكسر تلك العبسة من علي وجهه وهي تقترب منه علي الدرج ليرتبك بشده ويعود خطوة للوراء غير متوقع جراءتها...
ضحكت بمرح قائله...
-مش هتوصلني بقي يا استاذ مروان!

رمش لايزال مذهولا من جراءة تلك الوقحة!
قبل ان يتنحنح قائلا...
-اتفضلي قدامي الدور الجاي الشقه علي ايدك الشمال...
لم يعلم سر الابتسامة الكبيرة التي ارتسمت علي وجهها وهي تتقدمه ولكنه علم سريعا وهو يراها تطيل في تمايل خصرها المحفور بعنايه للدخل بين جسدها الممتلئ بتناسق انثوي رهيب...
ابتلع ريقه بغضب وقد جف حلقه ونظر لأسفل يرفض ان تلاعبه طفلة!

وصلت ليشير الي شقه علي يمينه قبل ان يتخطاها دون كلمه يصعد الي شقته أتاه صوتها الانثوي ذو الرنة المميزة...
-تسلملي يا أستاذي!
لم يجيبها حتي وهو يختفي عن انظارها...
-هيييييييح كتك القرف في حلاوتك!
قالتها وهي تطرق الباب فتستقبلها شروق المبتسمة بعد ثوان...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1977 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1458 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1471 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1289 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2460 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، خيوط ، الغرام ،











الساعة الآن 03:23 AM