logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:46 صباحاً   [31]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا نيران في خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

علا صوت رنين الباب في شقة شروق فهتفت سلمى:
-أنا هفتح الباب!
فتحت لتجد يزيد مستند على قائم الباب الخشبي فقابلها بأبتسامة واسعة أشرقت ملامح الطفولي وأبرزت وسامته وسرق بها عقلها ولكنه قتل اللحظه بقوله:
-مساء الخير، أتمنى تكون الاجازة سعيدة و لطيفة على قلب معاليكي يا قلبي!

انكمشت ملامحها كي لا تنفجر ضاحكة وتؤكد صحة كلماته فمن غيره يفهم تفكيرها بمثل هذه الدقة، عقدت ذراعيها لتقول بتهكم وابتسامة صفراء:
-وتكون سعيدة عليك يا باشا!
حرك حاجبيه وهو يتمطأ بأبتسامة مؤكدًا:
-اه والله كانت سعيدة جدًا!
ارتفع حاجبها الأيمن بأستنكار وقالت:
-بجد والله؟!
ضحك وهو يقذفها بغمزة من عيناه الساحرة ثم رد بصدق:.

-الصراحة أنا نمت نوم منمتهوش من يوم ما أبنك اتولد، بس انتي وحشتيني موت، فأنا قررت انها فل لحد كده أنتي شحنتي وأنا شحنت نعيش طبيعي بقى!
ابتسمت وهي تقول بغرور:
-اه وحشتك بأمارة مرمطك ورايا عشان تصالحني!
دفعها في كتفها بمشاكسة قائلًا:
-إنتي هتعيشي الدور ما احنا دافنينه سوا ده انا كل متصل بيكي بتبقي نايمة!
-ايوه زي ما انا كل ما ارد اتصالك الاقيك نايم!

قالت مدافعة فأرتفع فمه في ابتسامة اظهرت كل أسنانه وأردف وهو يربت على وجنتها بمرح:
-يبقى خالصين، يلا بقى هاتي الحلوف الصغنن اللي جوا ده ويلا علي بيتنا!
عكست حركته وهي تلكز كتفه قائلة:
-متقولش حلوف على ابني، وبعدين انزل واسيب البنات بعد المصيبة اللي عملتها وخربت بين الكل!
انعقد حاجبيه بملل وقال بنفاذ صبر:.

-مكنتش غلطة كلكم هتذلوني عليها وبعدين مروان خلاص صالح منار وحاليًا وجودك هو اللي واقف قدام صلاح حال شروق وعمك ظافر!
تخصرت بكفيها قائلة بنبرة متهكمة:
-والله دلوقتي بقيت أنا مفرقة الجماعات!
-ايون و اتفضلي اتكلي من غير لماضة هاتي أبنك!
كادت تجيبه عندما أتى صوت شروق مت الخلف:
-ازيك يا يزيد، اتفضل واقف برا ليه؟
-لا تسلمي انا بس جي اخد سلمى وتيم بس هي تقلانة عليا شوية!

ابتسمت وهي تتمنى موقفه ذلك من زوجها الأحمق وقالت:
-انزلي يا مستفزة مع جوزك!
-انا غلطانه إني مش عايزة أسيبك!
قالت سلمى بحنق وهي تنظر لها بأتهام فضحكت شروق وردت بسخرية:
-لا متشكرين يا ستي!
دلفت سلمى بأنف مرفوع وهي تتمتم ليزيد:
-استنى دقيقة هجيب الولد واجي!
وبعد دقائق قليله خرجت بطفلها وهاتفها ثم قالت لسلمى:
-هبقى اطلع اخد حاجتي بعدين.
-ماشي يا حبيبتي الوقت اللي يعجبك.

وبذلك أغلقت الباب خلفهم، تنهدت و أسندت رأسها على الباب حين سمعت صوت فريدة الحزين:
-هو بابي مش هيصالحنا إحنا كمان يا مامي اصله وحشني أوي!
نظرت لها شروق بشفقة ومالت تقبلها وأخبرتها:
-وانتي كمان وحشتيه قوي، طيب تحبي تنزلي تقعدي معاه شوية؟
هزت الصغيرة رأسها بعناد لتقول:
-هو اللي يطلع يصالح ستاته مش العكس!
ارتفعت شفتي شروق في ابتسامة لتدفع الصغيرة بخفة للداخل قائلة:.

-طيب ادخلي يا أم لسانين ألعبي مع أخواتك!

وقف ظافر أمام شقتهم ومعه أكياس محملة بالألعاب للأشقياء الخونه، طرق الباب ليفتح له يوسف بعد ثوان، فنظر له ظافر ومد يده بتهكم قائلًا:
-اهلًا بيوسف حبيب بابا وسنده!
رد عليه يوسف التحيه بأبتسامه مهتزة قائلًا:
-أهلًا يا بابي!
-بابي بابي بابي!
ركضت فريدة نحوه وخلفها يحيي المغمغم بكلمات لاتزال غير مفهومة فالتقط والدهم كلاهما بين ذراعيه يضمهم بقوة و حنان ويقبل وجنتي كلاهما قائلًا:.

-حبيبة بابي السوسة الصغيرة، وحشتيني، وانت يا صغنن ياشقي واضح اني وحشتك ياض يا أصيل!
ابتسم وهو يشعر بالصغير يمرغ وجهه بعنقه وقميصه تمامًا كما تفعل والدته، احتضنته فريدة بقوة أيضًا وقالت بطفولية:
-وانت كمان وحشتني اوي وكمان وحشت مامي خالص، احنا حقيقي زعلانين منك إنك مش صالحتنا كل ده!
هز يوسف رأسه بموافقه وعقد ذراعيه ثم قال بأنف مرفوع:
-انت مش المفروض تزعل مامي أبدًا!

ترك الصغيرة من يده ومال نحو صغيره العنيد ليهمس له:
-ومش المفروض بردو لو بابي حصل و زعل الملاك بتاعتكم اننا نلطف الجو ولا نشعللها أكتر!
ضاقت عيون الصغير وهو يهمس لأبيه بصدق وعفوية:
-أنا عايز مامي سعيدة ومش عايز اضايق صافي!

كاد ظافر يصفعه على رأسه لغرورة ولكنه تمالك أعصابه علي اخر وقت ليحمحم قائلًا:
-انا كمان عايزها سعيدة يا سي يوسف، وبعدين حصل ايه لبوسه الحب السحرية راح فين الكلام ده ثم مين صافي دي أصلًا!
أخبرته فريدة وهي تقفز بحماس:
-دي اختنا، احنا قررنا نسميها صافي!
طالعهم ظافر بأحتقار وهو يقول بتعجب:
-هتسموا بنتي علي اسم رقاصة؟
ضرب يوسف كفه على جبينه ليقول بقلة حيلة ونفاذ صبر:.

-رقاصة ايه يا بابي، دي صاحبتنا في الكلاس بس جميلة أوي شبه روبانزل اللي بتحبها فيري!
صفقت فريدة بسعادة وهي تعرض ببساطة:
-الله نسميها روبانزل!
-بأذن الله نسيب الحوار ده بعدين، ونركز في المهم بصوا أنا جبتلكم أيه؟
خرجت أصوات الحماس و الواو من أفواههم بلا توقف وهم يلاحظون الأكياس المحملة بالألعاب ولكن ظافر اوقفهم قبل هجومهم على الأغراض قائلًا:.

-الأول اوعدوني إنكم مش هتعملوا كدة تاني وهتسمعوا الكلام من هنا ورايح!
جاءت الموافقة سريعة من فريدة ولكن صغيره العنيد وقف مفكرًا قبل أن يطالب:
-يبقي توعدني إنك مش هتزعل مامي تاني!
-ماشي يا لمض، انت مش هتحب ماما أكتر مني على فكرة بس هعديهالك!
قال ظافر بحنو وهو يعبث بخصلات الصغير ويفسح لهم الطريق للالعاب ثم أخبرهم بعيون ماكرة وابتسامة واسعة:
-اه وفي حاجه كمان!

التفت الصغار له بأعين متسعة كلها انتباه ماعدا يحيى المنغمس في محاولات فتح الأكياس..

مسحت شروق بكفها البخار على المرآة بعد أن أخذت حمام ساخن مريح للأعصاب في المرحاض الملحق لغرفتها، تفحصت وجهها قليلًا قبل أن تتنهد بحزن وترتدي رداء ما بعد الاستحمام (البُرنْوس) وتخرج لغرفتها، خرجت منها صرخة خافته ما أن لاحظت الجسد الذكوري الممدد بأريحية على فراشها فسألت:
-انت بتعمل أيه هنا؟
وقف من مكانه بأنسيابيه واتجه نحوها بعيون متفحصه قائلًا:
-مراتي حبيبتي ووحشتني فقولت اشوفها!

عقدت ذراعيها حول جسدها تحاول احكام الرداء حولها بحرج وردت بنبرة خجلة:
-واديك شوفتها اتفضل يلا!
لكنه تجاهلها ومد يده بلا مبالاه وأخذ يعبث بخصلاتها القصيرة ليهمس بتساؤل:
-مش هتبطلي تقصي شعرك!
هزت رأسها برفض لتخبره:
-لا انا بحبه قصير!
-وأنا كمان بحبه كده أوي، عارفة ليه؟
رمقته بتوتر منتظرة إجابته فأجابها بنبرة حانية وهو يحتضن وجهها بين كفيه ويركز انظاره علي انظارها:.

-عشان بيخليني أسرح في عنيكي وكأنها حتة من الجنة.
نظرت إليه بنصف عين رغم احمرار وجهها و ازدياد دقات قلبها لتقول بنبرة متهكمة:
-وأنت شوفت الجنة فين يا مؤمن!
-شوفتها بين إيديكي!
قالها بمشاكسة وهو مستمر في بعثرة خصلاتها المبلله وبعثرة مشاعرها وهو يتعمد ملامسه عنقها بأطراف أنامله، صمتت بأرتباك تحاول تمالك مشاعرها وهي تهرب من نظراته الحارقة، رفع ظافر ذقنها لتنظر إليه ويهمس بخفوت يذيب القلب:
-بحبك.

أغمضت عيونها تستلذ بتلك الكلمة القادرة علي بعثرت دواخلها واعاده ترميمها بحروف أسمه قبل أن تجيبه بأستسلام:
-وأنا كمان بحبك!
جمع خضلاتها المبللة في كفه خلف رأسها بعيدًا عن وجهها وعنقها قبل أن يميل ويطبع قبلات خفيفة بتلك الأماكن، ارتفع ذراعيها لأمساك ملابسه في محاولة لتخليد كل لمسة منه لكنها قبل ان تغرق بين سحر شفتيه انتفضت برعب للخلف صائحة:
-الولاد!

خرج ظافر من خضته لفعلتها واقترب يحاول ضمها لجسده وهو يجيبها:
-مش هنا!
غطت فمها بكفها واتسعت مقلتيها ليقول سريعًا:
-متخافيش مبعتهمش لعصابات الاعضاء! ايه الاوفر ده!
دارت عيونها داخل مقلتيها بغيظ لتقول بلهجة حادة:
-ايوة يعني ودتهم فين؟
لمعت عيونه بخبث واستشفاء وهو يجيبها بفخر:
-مع عمهم حبيبهم يزيد!
حمحم واقترب منها مرة أخرى ليقول بمشاكسة:
-مش هتقلعي البتاع المبلول ده لتبردي!

امسكت رداءها بأحكام لتقول بدلال:
-لا مش هبرد!
-لا هتبردي!
قالها بإصرار أكبر وهو يحاول نزع اطرافه من بين أصابعها وكادت ضحكة تفر من بين شفتيها وهي تحارب جذبه للقماش وقالت:
-لا يا بايخ!
-اقسم بالله عايزة تقلعيه لتبردي!
ضحكت هذه المرة مما سمح له بجذب اطراف الرداء وتقريبها نحوه، التقت عيناهم في محبة وسعادة قبل أن تتأوه بأعتراض حين ركلتها الصغيرة بالداخل:
-اه يابت ال...

قطعت سبها وزمت شفتيها مشتكية لزوجها:
-بنتك بتستنى اشوفك بس وتفضل ترفص!
ضمها نحوه بنعومة ورد بلهجة مداعبة:
-حبيبة بابا اللي بقيالي، ولا انتي مستكترة عليا حد يحبني!
نظرت له بغيظ لتغمغم بحنق:
-سم انت وبنتك!

قبل وجنتها ضاحكًا وضمها إليه حتى صارت ملتصقة به تمامًا ثم انتقل بقبلات خفيفة في تروي إلى فمها الصغير الناعم كبتلات الزهور وكاد يلثمه حين شعر بخبطات طفيفة تأتيه من بطنها المنتفخة المستندة على جسده فأبتعد ضاحكًا وقال:
-لا ده انتي بنت كلب بقى زي أخواتك!

ضحكت شروق هي الأخرى واسندت رأسها على صدره تحاول استعادة شعورها بالأمان بين ذراعيه، شعرت بأنامله تعبث بردائها وخرجت ضحكة طفيفة منها على إصراره، فأبتعدت بثقة خطوتين للخاف ورمت الرداء ببطء من كل اكتافها مستمتعة بأشتعال عينيه وتشربه العْطِش لكل تفاصيلها، تركته يضمها نحوه واستسلمت لشفتيه القوية الملتهمة لشفتيها في توق واشتياق، وبعد دقائق مُذهبه للعقل أنهى قبلتهم المجنونة ليحملها إلى الفراش في لهفة مشتاف لصب جام عشقه وطوفان عواطفه في لمساته المجنونة لجسدها الرقيق، ليصل بها بلهيب عشقه إلى أعلى درجات العاطفة و الجنون.

.


look/images/icons/i1.gif رواية خيوط الغرام
  19-12-2021 07:47 صباحاً   [32]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا نيران في خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس والأخير

أجتمع الأزواج الثلاثة حول الطاولة يضحكون بمرح على يحيى الصغير فتى عيد الميلاد وهو يكاد يلقي برأسه داخل الكعكه المزينة بأسمه، وعلق يزيد بسخرية:
-انتوا مش بتأكلوا الواد ده ولا ايه!
-يا ابني بطل استخفاف دمك انت مش بتتعب من اللي ظافر بيعمله فيك!
قال مروان وهو يسند بذراعه على كتف زوجته الملتصقة بجواره والسعادة تشع من وجهها وعينيها فضحكت سلمى لتجيب:
-معلش أصل القط ما يحبش إلا خناقة!

رمقها يزيد نظرة استنكار وقال بحنق طفولي:
-ومالك فرحانه وسعيدة وانتي بتقوليها كده!
حركت كتفيها بعدم اهتمام وتهكم وجذبت طبق ملئ بالحلوى الشهية فقرر مضايقتها و مال لأذنها هامسًا:
-طيب براحة على نفسك عشان الدايت!
قذفته نظرة نارية لتهمس بحدة:
-قصدك تقول إني تخينه؟
ابتعد للخلف ورفع يداه للأعلى بأبتسامة مراوغة ليقول:.

-انا مالي؟ انا مش بقول حاجه انتي اللي بتفضلي واقفه قدام المرايه بالساعات وبتقعدي تشتكي انك تخنتي بسبب ابني ولازم تخسي فقولت افكرك عشان متبدأيش حصة الشفقة على الذات لما نروح!

مالت نحوه بغيظ لتهمس بتهديد:
-وانا اقتنعت بكلامك اني كام كيلو مش هيأثروا علي جنالي مش ده كلامك و انت شكلك عايز الدور يبقي عليك المرة دي، انا ممكن اخد المفتاح واقعد في شقة شروق وابقى قابلني لو عرفت تشوفني أنا أو ابني!
حمحم بتوتر عندما لمح الجدية من نبرتها ليردف متراجعًا:
-يا ساتر عليكي هو الواحد ميعرفش ينكشك شوية من نفسه!

ابتسمت بأصفرار ردًا على ضحكته السخيفة الأكثر إصفراراً والتفت لأكمال طعامها فتوجة يزيد نحو مروان وظافر قائلاً:
- بقولك ايه انت تتشقلب كده وتبيع الشقة اللي فوق دي عشان هتعملنا مصايب!
ضحك ظافر وهو يقرص وجنته قائلاً:
-تصدق وتأمن بالله أنا هسيبها مخصوص عشان ازولك في حياتك يا بارد!
لم يحاول مروان كبح ضحكاته الساخرة ليستكمل حديث ظافر بقوله:.

-لا وممكن نساعد على الموضوع لما تعرف ان كل العملاء الستات بيحبوا وقال ايه بيرتاحوا في التعاملات معاه، تيجي تشوف الراحة اللي بيوفرها للناس دي مصدرها ايه!
عقد يزيد ذراعيه وهو يتنقل بأنظاره بين أصدقائه ليخبرهم بغرور:
-خليكوا منفسنين مني كده طول العمر!
امسك ظافر وجنته مرة أخرى وهو يشاكسه بقوله:
-بنموت من جمالك، خاف مننا بقى!

دفع يزيد اصابعه بغضب عن وجهه وتوجه بصمت إلى الأطفال متمتمًا ببعض الكلمات الغير مسموعه...

بعد حلول منتصف الليل ونوم جميع الأطفال ووضعهم بغرفة فريدة ويوسف، اجتمع الأزواج الثلاثة مع بعضهم لتتساءل منار بلهفة:
-هاه خلصنا تنضيف والعيال نامت، هنعمل ايه دلوقتي؟
هز مروان كتفه بعدم معرفة ونظر إلى ظافر ولكن قبل أن ينطق كان يزيد يهب مقترحًا ببراءه:
-تعالوا نتفرج علي فيلم...
التفت نحوه مروان وظافر بحدة وعيون متوعدة ليقول ظافر من بين أسنانه:.

-أنت تاني؟، لا أنا شايف حلو أوي السهرة كده اتعشت من الأخر وكله يروح بيته ينام!
لكزته شروق بحرج ووجه أحمر لأنعدام أخلاقة ولكن مروان وقف سريعًا مصطنع التثاءب ليقول:
-اه فعلًا انا شايف ننام ونرتاح بقى!
مد يده يجذب منار التي عكست ملامحها خيبة الأمل فأرسل لها غمزة تحمل الكثير من الوعود المشاكسة أخرس بها أعتراضها، فعكست تثاؤبه بعد ثوان وقالت:
-ايوة صح نعوضها يوم تاني!

وقفت سلمى بتعب هي الأخرى وطالبت يزيد:
-شيل انت تيم معلش الا ضهري مموتني!
وقفت شروق تحادثهم بحرج وانزعاج من حديث زوجها الذي فرقهم:
-في ايه يا جماعة لسة بدري ده ظافر كان بيهزر!
اسرع مروان بالإجابة:
-لا بجد احنا بس اللي تعبنا وزي ما منار قالت نخليها وقت تاني!
وبالفعل خرج مروان ومنار اولًا بعد إلقاء التحية على الجميع واتبعهم سلمى و يزيد.

دلفت منار اولًا وبدأت في خلع ملابسها بكل وقاحة ما أن أغلق الباب فطالعها مروان بأبتسامة منذهلة من جرائتها وهي تداعبة بعيونها وابتسامتها الشقية فقرر إحباطها ومشاكستها بقوله:
-ايه يا حبيبتي بتقلعي لية، انتي حرانة؟
رمشت عدة مرات قبل ان تتعلق انظارها بوجهه في صمت، تحاول ان تحلل جدية كلماته ولكنه اكمل بتنهيده متعبة:
-على العموم تصبحي على خير الا أنا جسمي مفرفت!

كاد يقبل جبينها فأبتعدت بغيظ واستنكار:
-مروان متستعبطتش!

ظهرت ابتسامة على وجهه رغمًا عنه تهدد بفشل خطته فقال بقصد:
-انا يا بنتي!، لا حول ولا قوة إلا بالله هو عشان انا على قد سني وصحتي مش مساعدة اسهر ابقى بستعبط!
وضعت يداها على خصرها غير مبالية بردائها المفتوح حتى المنتصف لأنظاره وقالت بلهجة مستهجنه:
-بطل تقطمني كل يوم، مش عشان كلمة قولتها ومقصدتهاش هتقعد تذلني العمر كله.
-هي مره ولا اتنين يا حبيبتي ده...
قاطعته وهي تقفز مكانها بأعتراض وغيظ قائلة:.

-بطل تضايقني بقى يا مستفز انت عارف إنك في عز شبابك فمتعش الدور!
علت ضحكاته واوقف قفزاتها بضمها نحوه ليقول:
-يعني أنتي شايفة كده!
ضمته إليها بقوة لتقول بوقاحة وهي تعض طرف شفتيها:
-وأكتر من كده كمان يا سيد الرجالة والناس دي كلها.
-بعشق لسانك العسل ده لما يسرح بيا.
تابع ضحكتها المريبة المنذرة بهجوم شرطة الأداب في أي لحظة بعدها ثم أضافت بمراوغة:
-وانت لسة شوفت حاجة يا قلبي أنت يا مسكر!

ضاقت عيناه ثم حاول قضم أنفها بمرح قائلاً:
-هتندمي!
قبلته بشغف وهي تقف على أطرافها بلهفه لقربه ثم أبتعدت لتقول:
-أي حاجة وأنا بين إيدك أنا راضية بيها!
تبدلت ملامح التسلية بملامح تسودها فيها حرارة عاطفته ثم مال يحملها بين ذراعيه قائلاً:
-أخرتي هتبقى على إيدك. يا منار..
وضعت رأسها علي صدره و اجابته بأبتسامه واسعة:
-بعد الشر عليك يا عمو المسكر!
رمقها بنصف عين وهربت من صدره ضحكة غامضه ليقول:.

-وماله يا صغننه!

وكعادة كل يوم انتهى بلقاء قلوبهم قبل أنفاسهم و انغماس كلًا منهم في فك تعاويذ غرام الأخر...

ضحكت سلمى التي كانت تتدثر بفراشها بعد أن بدلت ثيابها عندما دلف يزيد إلى غرفتهم بعد أن تكفل بمهمة تغطية ابنهم في فراشه الصغير، وما ان توجه لغرفتهم حتى بدأ في القيام بحركات راقصة مضحكه دليل على الانتصار غير مصدق نوم الصغير في مثل هذا الوقت فقالت وسط ضحكاتها:
-انا عايزة أفهم انت طالع لمين؟ امك سوري يعني مش مرحه إطلاقًا وباباك الله يرحمه سمعت إنه كان شديد، انت بقى طالع مسخرة لمين؟

رمى أخر قطعة من ملابسه الخارجية ووقف يحذرها بمرح وهو يقرب منها:
-لا مسمحلكيش انا زي بابا بالظبط في الشدة شديد و القوة قوي أوي أوي!
قال جملته الاخيرة وهو يقفز على الفراش جوار زوجته التي انقطعت انفاسها من الضحك، وضع رأسه على صدرها وضمها نحوه بشوق ولوعه قائلًا:
-يالهوي على الضحكه الجنان!
مررت أصابعها بحنان بين خصلاته الناعمة وقالت بسعادة:
-ربنا يخلي اللي مخلي الضحكة مش بتفارقني!

-ايوة بقى، الكلام الحلو اللي بيشجع ده يا اخونا، كتري من الكلام ده لو سمحتي!
أنهى جملته وهو يرفع رأسه لتقبيلها فقابلته بمنتصف الطريق في قبلة خاطفة وابعدت رأسها سريعًا، أختفت الابتسامة من على وجهه وقال في غيظ:
-يا مساء الرخامة!
-من ذوقك والله يا حبيبي!
أجابته من بين شفتيها المزمومة بمرح، فأرتفع ذراعه الأيسر ليقبض على عنقها من الخلف وبالاخر يجذب جسدها للأسفل لتصبح في مستوى وجهه، فضحكت سلمى قائلة:.

-فين زمن الدعابة الجميل!
-بقولك أيه تتحرق الدعابة أكتر ماهي محروقة، هتنجزي ولا هتستني ابنك يصحى؟
حركت اصبعها على ذقنها ببطء وتفكير ولكنه لم يترك لها فرصة وهو يميل نحوها متجاهلاً ابتسامتها حاسمًا موقفها بقبلة طويلة سلبت أنفاسهم يبث بها عشقه وغرامه لها...

*****.

جلست شروق بين أحضان زوجها مستمتعة بقبلاته الخفيفة خلف رقبتها، تثاءبت بعنف فباغتها بقبله مسروقة خاطفة ليقول:
-تعبانة؟
هزت رأسها بموافقة فربت علي خصلاتها القصيرة ثم وضع كفه أعلى بطنها بحنان بالغ هامسًا:
-يلا ننام؟
نظرت له بحرج وهزت رأسها بنعم، ضحك ليداعبها بقوله:
-ايه ده انا نسيت انك بتتكسفي؟
ضربته في صدره بخفه لتجيب:
-أنا طول عمري بتكسف يا ظافر بيه!
-على يدي بأماره ما...

وضعت كفها سريعًا علي فمه وقد احمر وجهها لتنهره:
-ظافر!
قبل باطن كفها وضمها نحوه واضعًا رأسه فوق رأسها ثم قال بجديه وصدق:
-والله بتتكسفي مش بتتكسفي أنا بحبك في كل حالاتك!

ارتسمت ابتسامة واسعة على كل وجهها واغمضت عيونها المتعبة وهي تستند على جسده مرة أخرى، ظل ظافر يربت على خصلاتها حتي شعر بأنفاسها تنتظم تدريجيًا، رفع يده ووضعهت على معدتها مرة أخرى وكأنه يربت صغيرته بداخلها والتي ستسرق المتبقي من عقله، يكفي إنها جزء من الملاك النائم في أحضانه وذلك التفكير وحده ينذره بأن تلك الشقية الصغيرة ستأكل عقله أكلًا تمامًا كوالدتها، ابتسم حين شعر بها تخبط والدتها تحت كفه وكأنها تبادله المحبة، وهمس لأبنته حين تحركت شروق بعدم راحة:.

-يا بت بطلي لماضة و شقاوة وسيبي ماما تنام شوية من نفسها!

ابتسم ثم عدل زوجته مقررًا الخلود للنوم هو الأخر، وتعجب من هذا الشعور الفائق بالسعادة الذي يتوغل في قلبه، وشكر الله على نعمة السعادة الأسرية التي منحها له بعد مشقة وعذاب في الحياة، وعلى منحه زوجة اسوء ما فيها هو حماقتها المحببة لقلبه، يكفي أنه برغم تلك المسرحيات في حياتهم والمشاجرات الدائمة بينهم إلا إن راحة بال كلاهما دائمًا ما تكون بين أحضان الأخر...
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1577 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1141 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1201 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1011 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1801 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، خيوط ، الغرام ،










الساعة الآن 09:15 AM